آخر 10 مشاركات
78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول)

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-17, 02:38 AM   #21

narjis

نجم روايتي وعضو نشيط في فريق التراس قلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية narjis

? العضوٌ??? » 154595
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,570
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » narjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 1 والزوار 4)
‏narjis*




narjis غير متواجد حالياً  
التوقيع



اضغط على الصورة للانتقال الى الرواية

رد مع اقتباس
قديم 05-05-17, 10:04 PM   #22

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma- مشاهدة المشاركة


مساءك اجمل من الخيال
الفصل خرافي يا سموره
صدقا متشوقه للفصل التالي يا سموره
المهم
بالعوده ل ماركوس ولوتس
هي انقادت ل ماركوس بهدف واحد والهدف اخوها
لكن ماركوس لما قال لها انت المنشوده قصد امور اخرى
امور قد تكلفها اكثر مما كلفتها وهي تبحث عن اخيها
حتى وهي تتهم ماركوسس انه قتل وسفك دماء
تشعر ان وجودها قربه هو الحضور في عالم اخر
يعجبها وان لم تعترف
اما الثقه فاعتقد ان ماركوس طلب الكثير في فترة وجيزه
هاكالكثير من المستور
اولها كيف اخوها بضيافته
ونو قصد بالسحر الاسود هو نفسه السحر واتهم المجلس بالسيطره
يعني اشتره واضحه انة
الخيانه ليست منه او من لوتس الان ... هناك خفايا تدور خلفهم
جدا اعجبني مشهد تخاطر ارواحهم
لما التقو روحيا وليس جسديا
روعه الحديث والتصوير

خههههههه هو منو صاحب خفة الدم يا ماركوس

يعني هناك جزء ثاني ونيكولاس 😍❤
فصل جميل استمتعت جدا بقراءته
شكرا لمجهودك

مساء الجمال لعيونك
فرحانه حيل برايج أسوم ...


ضحكتيني ..ماركوس تصدقين ماميل له بقدر الكسندر ..كشخصية كتبتها ..
الشكر لك و ممنونة رغم مشاغلك تقطعي وقت للقراءة و التعليق ..وجودك له أثره اسوم بقلبي


سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-17, 10:06 PM   #23

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء بدران مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايديك على الروايه .انتى كاتبه ائعه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يسلمك حبيبتي
هذا من ذوقك
سعيدة أنه عجبتك النوفيلا ...


سما نور 1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-05-17, 10:15 PM   #24

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة narjis مشاهدة المشاركة
مبروك سما اول رواية خيالية لك و ان شاء الله تكون بداية للعديد من كتاباتك في هذا المجال
سلمت يداك على الفصلين حبيبتي
ادخلتنا مباشرة لاحداث القصة
يبدو ان ماركوس يعرف لوتس من زمان .. فماذا يقصد بانها المنشودة؟؟ و هل ما يقال عنه صحيح ؟؟
ما سبب وجود اخيها عنده؟؟ و هل ما قاله بخصوص الكسندر و بانه ليس اخوها صحيح؟؟
فصلان مشوقان يلفهما الغموض فمازلنا لا نعرف ما حصل قبل هذه الاحداث
و مازالت العديد من الاشياء غامضة
اسلوبك جميل سما .. استمتعت جدا بما خطه قلمك حبيبتي
بانتظار الباقي بشوق
بالتوفيق
الله يبارك لك وردتي
و طبعا أنرت المكان و أهله
ماركوس ما يعرف لوتس كانسانه أنما يعرف بالنبوءة الي بتتوضح بالفصل القادم بأذن الله
كل الاسئلة الاحداث بتكون لها الجواب ..
تسلمي ياروحي رايك اسعدني


سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-17, 10:42 PM   #25

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

سبق و تقبل مصيره بالفناء لكن ..هي ما كان يرعبه .. ... فتبدل تعبيره من مودة ناحيتها إلى عدائية واضحة لماركوس بينما يسحبها لجهته بنفس التملك حيث بدت كلعبة تتنقل بين يديهما مشوشة بأفكارها الخاصة ...
:- توسلت أن لا تدخلها بما بيننا راضي بما يقع علي من عقابك و مع هذا فعلت ما بعقلك ! ..... ماركوس لست بحاجة لتصعد الأمور لهذا الحد ..... لم أخنك ... أستوعب
ضحكة عالية ..مستفزة ..كانت جواب ماركوس قبل أن يعم الصمت لثانية ..يتبعها هو بنبرة خطرة .. مشدد على مخارج الحروف بتأني ..... و قد وصل لحدوده القصوى من الصبر
:- كيف تكون الخيانة أذن ! ... حكت الأمر كأنني من قتل ألبرت ..صديق عمري و حرضت مجلس الحكم علي فاشيا لهم بكل ما أتمنته لك من أسرار تعاملي بالسحر ....لكن أحزر ماذا ... السحر انقلب على الساحر
رجع ماركوس لكيف بدأ الأمر حتى أسر ..
كان قد سبق و تلقى رسالة مستعجلة من ألكسندر طلبا لرؤيته لأمر ضروري بمكانهم المعتاد بالكهف فسارع بفرسه حتى وصل لمنتصف الغابة ليفاجأ بكتيبة من الحرس الملكي يعترضون طريقه يتهموه بالخيانة العظمى عبر مخالفة القوانين وممارسة السحر الأسود ..رجاله الذي أعتاد منهم الطاعة العمياء تجاسروا ليتحدوه ..فلم يشعر بنفسه ألا وهو يطيح برقابهم الواحد تلو الأخر ...
وجودهم هناك لم يكن صدفة بل ..هنالك من أرشدهم لطريقه المعتاد ..ووقت تواجده ...
عندها لم يفكر بنفسه أو بمصيره بقدر خوفه على صديقيه ..كان عليه تحذيرهم فإذا كشف هو ربما هم أيضا سينالهم الأذى بما أن ثلاثتهم مشتركين بالقضية ..
لكن صدمة عمره جاءت على يد ألبرت حيث وجده مصاب بجروح خطرة يتكئ بظهره على شجرة قرب البحيرة تنساب دمائه للمياه فتختلط حتى يتلاشى اللون الأحمر ما إن تتوسع البقعة ..
ما إن حكا ألبرت له ما جرى و قد أدخر قوته ليبوح بأخر كلماته قبل إن يفارق الحياة بين ذراعيه حتى عم الظلام عيني ماركوس و الانتقام بات هدفه
ألكسندر غدر بهم ..بل خدعهم من البداية ولم يكن بنيته أبدا إن يوفي بجزئه من الاتفاق ..
لقد خطط بدهاء خبيث فبينما منح لمجلس الحكم أدلة على تورطه بالسحر كان قد عقد العزم ليغدر بألبرت طاعنا إياه بظهره كي يتهموه هو ما أن يصل بالموعد
..
بضربة حظ توجه للكهف على أمل إن يجده هناك ربما فلم يخذله ذكائه حيث كان بجبن يقبع خلف الشلال ينتظر نتائج خطته ... فحبسه بالمعبد بعد أن عرف منه ما يحتاج بطرقه الخاصة ... مقرر أن يعثر على المنشودة بعد أن عرف أنها لم تكن سوى أخته لألكسندر !
هو من الأساس لم يعرف أن لديه أخت !
لكن لم تكتمل مسيرته و قبل إن يصل لحدود المدينة تكالبت عليه من كل حدب و صوب قوات المجلس مقيدين قواه بتعويذة ليفقد الوعي فلا يفتح عينيه سوى وهو مكبل بزنزانة حقيرة .. مجردين قواه بواسطة تعويذة خاصة جدا تمنعه من استخدام قوته ...
........................
غيمت عينيها بالأسى ... تتراجع بخطواتها دون وعي عنهما .. تحدق بأخيها و لا تصدق انه قادر على فعلها .. أخوها بحياته لم يؤذي بعوضة ... طيبة قلبه أجمل سماته ... رجل ذو مبادئ و كم تفخر به
لن تصدق .. ببساطة لن تصدق ...
لكن قبل إن يخبرها الصوت بداخلها إن الحقيقة هي ما قيل ..كان صوت ألكسندر من ارتفع ....بانفعال ..و غضب .. و لمسة من الندم يترجاها إن تصدقه .. أن تقف بصفه... و حديثه وجهه لها .. لا لماركوس الذي يوشك على دق عنقه ...
:- كنت مجبر و الغاية تبرر الوسيلة .. ... كان دفاع عن النفس ... أقسم لك لو قتلني بوقتها ما كنت سأعترض .. لكنه هددني بسلبك مني ..
ضاقت عيني ماركوس بقلق ليس لما قاله بقدر للكيفية و قد بات يشك أن مشاعر ألكسندر لم تكن أخويه تجاهها ...
هناك ما يغيب عن فطنته و عليه إن يعرفه ليرتاح .. وقع بحيرة من تشابك الخيوط فلو كان فعلا يخاف على لوتس لما أذن شاركهم .. بل و أغراهم بالفكرة إلى إن رسخ بعقولهم العزيمة فتبنوا القضية ...... فلو كان هو بدل ألكسندر لحماها كاتما السر ...لكانت له فقط
.. آه لو كان بدله ...
هدر به كليث بالبرية مسترجع ذكرى وفاته لألبرت بين يديه و نظرات كل من حوله متحولة من الاحترام للإدانة
:- لم تكن الطرف الوحيد المعني كي تأمرنا بالتوقف ... ضحينا بالكثير .. بثمن لا يمكنك تخيله كي نصل إلى هنا .. و ما أن وصلنا حتى تغيرت وجهة نظرك للأمور ! .... اعترف أن الجشع ما أعمى بصيرتك و رغبت بالتفرد بتلك القوة
رجع ناحية ماركوس .. يواجهه ... كانا تقريبا بنفس الضخامة و الطول ألا إن التوحش و الشدة من نصيب ماركوس ... و الطابع الأرستقراطي الهادئ ببروده المستفز لألكسندر ..
بهدوء ..كان الرد
:- ليس تغير وجهة نظر أو جشع بل صحوة من غمرة الضلال الذي عشته ...... الإكسير ليس نعمة ... بل نقمة ... لعنة لكل من يسير بطريقه ..... كنت مظلل كحالك الآن و لا أعي أي ثمن باهظ سيكون مقابله فتعد تضحياتنا السابقة كقطرة ببحر ... ... ما نبحث عنه يعتبر من الجرائم الكبرى بحق الطبيعة أيقنت الواقع بنفس يوم دخولي للمعبد عندما تفاجأت إن للنبوءة تكملة مخطوطة على واحدة من الجدران ... تحذر حارسة البوابة أن لا تمنح نعمة الخلود سوى لمن يستحق فلو أخطأت الاختيار ستحل اللعنة عليه و يفقد إنسانيته متحول للظلام فلا رادع بعدها له ..
تستمع لحديثهما و مع كل كلمة تشحب أكثر ...... تتشابك الأمور حولها .. بنفس الوقت تشعر إن ما يحيط بها مألوف .. قد سبق لها التواجد هنا ...
لليمين و اليسار حرك رأسه قليلا بينما يرد ماركوس بتأسف ... على صديق خسره تحت التراب ..و أخر ... أنقلب عليه
:- كل ما قلته لا يبرئ ساحتك و لا يمنحك أي عذر ... .... أي جنون أحتلك كي تخول لنفسك الحكم على استحقاقنا له أو لا .. على خيارتنا المستقبلية طالحة أم صالحة !.. ألبرت أريت منه بيوم سوء لتحكم عليه بالهلاك .... أم ربما أنا من هيئت لك نفسك إنني الظلام الذي سيحل على العالم ! .... أقحمتنا بالدوامة و ببساطة تريد التنصل من واجبك تجاهنا .. بل قل أن خطتك من البداية إن تستغلنا لنوصلك للمعبد ثم .. التخلص منا ...
:- العرافة الأولى ... هي حارسة البوابة ؟
بقى ألكسندر بصمته دون أن يعبأ بالرد على ماركوس فما قاله لم يخلو من الحقيقة .. أجل هو ما كان سيسمح لأي كان إن يقاسمه إياها و قد رأى كيف كان ألبرت و ماركوس مهووسين بها ... هم يستحقون مصيرهم فليسوا بتلك الطهارة و النقاء .......
يراها تقف أمام واحدة من المنحوتات بلون عاجي مميز تحتل معظم الجدار بها عدة رسومات و رموز تمثل جزء من النبوءة
استدار ماركوس ناحيتها بعينين تبرقان ... مصر إن يكمل حتى أخر نفس و ها هي تبدأ بتقبل مصيرها ... رد عليها هو بحماس
:- بل ..أنت .... ..هي حارسة البوابة ....
بخفوت نطقت الحروف الثلاث مستنجدة به ..لعله يوقظها من الكابوس الذي تعيشه ...
:- أخي ...
:- هو ليس أخيك ... لا رابط دم يجمعك به ... لما لا تستوعبين من أول مرة ..... كلما سارعت بتقبل الواقع كان الوضع أسهل ..
كان ماركوس من يصرخ بحركة من يده منفعلة ... و شعور غريب من الغيرة لكونها تتجاهله .. لا توليه اهتمامها ... بعد كل تمجيده على مر السنوات لها دون حتى أن يتعرف عليها ... من غير العدل إن تكون قريبة لألكسندر بينما هو وهي يملكان ما يفيض من المشاعر و القواسم المشتركة ....
رمى الكسندر نظرة نارية ..حاقد على ماركوس ...فأبتسم الأخير بخبث قائلا بلا مبالاة
:- عليها إن تعرف بالنهاية الحقيقة ... أنها متبناة ... و أنت بالنسبة لها مجرد تحصيل حاصل يوم وضعت أمانة برقبة والدك ... أنك من أول يوم اعتبرتها وسيلة ..جسر ... يوصلك لهدفك ...
بتأني و ببطء متسلي نطق أخر كلماته ....
:- ألن تستنكر ...ترفض ! .... لما لا تنعته بالكاذب !
تناجيه بيأس رافضة حتى التفكير باحتمال صدقه لكن نظرة أخيها أعلمتها إن كل ما قيل ...صحيح ...
حاول لمسها فانتفضت مبتعدة ليجبر إن يقول باستسلام ..متأسف
:- الأمر ليس هكذا أقسم . ربما بالبداية وجدك فعلا كنزي الخاص ..... لكن .. أحببتك .. تربيت أمام عيني ..... ... وددت أن أخبرك بالحقيقة ببطء و تأني لكن والدنا رفض بصورة قاطعة إن تعلمي انك لست أبنته و أنا لم أخبره بيوم إني أعرف أكثر مما أعلمني هو .... أعتقد أنه ظن بجهلك للواقع سيؤمن حمايتك و سيمنحك حياة طبيعية و رغم معارضتي له سابقا لكن بالنهاية استوعبت خطورة إعلان هويتك و إن والدي على صواب لكن للأسف بعد فوات الأوان..
فطرت قلبه بنظرة الحزن المغيمة على عينيها .. .... فتهمس بأسى و الوجع بقلبها يتفاقم
:- أبجعبتك المزيد تصدمني به ؟
أتكئ بظهره على أحد الأعمدة القريبة منه منهك القوة ... كان عليه إن يخبرها كل شئ .. هذا أقل ما عليه فعله فقط يأمل إن لا تكرهه ... فبدأ بالرجوع لنقطة البداية ..
:- منذ ما يفوق الخمس و عشرون عام طرقت بابنا امرأة غريبة تخفي رأسها بقلنسوة ذات عيون زرقاء كأحجار كريمة...كحال عينيك عزيزتي .....بدت خائفة .. على عجل من أمرها لا تحمل سوى طفلة ترتدي عقد ..عقدك .. .. كنت بالرابع عشر من العمر يتملكني الفضول خاصة بلحظة رؤيتي لك ...فتسللت للداخل و استمعت بعناية لكل حرف رغم أمر والدي إن أبقى بالخارج ... كنت مسحور مسلوب اللب و فكرة واحدة خطرت ببالي بوقتها ... أن القدر من جلبك لبيتنا ..لي ...
:- أتحكي لها حكاية قبل النوم ..لما لا تدخل التفاصيل
قالها ماركوس مقاطع ألكسندر بتذمر ..فتجاهله بعد إن رماه بنظرة ساخطة ليرجع مكمل
:- المرأة كانت قريبة لك و قد فرت قبل الهجوم بقليل لتنقذك بعد إن حرقوا قريتها و قتلوا كل من بها بحثا عنك ... مما فهمته هي كانت على معرفة بوالدي بالماضي ..و لم تملك سوى اللجوء له كي لا ينالك المهاجمون
كثير عليها .. تقسم أنها تكاد تفقد عقلها ... فتهمس بضياع
:- أتقول لي إن كل عائلتي اغتيلت بسببي .. ...... ..لكن ..لما !
ماركوس من أجابها بصوت أجش . ... عينيه تبرق بتملك و هوس ... شئ ينبثق بداخله يربطه بها
:- عرافة منذ سنوات مضت لا تعد و لا تحصى تنبأت إن كل من سيولد من سلالتها بليلة تصطف النجوم بها بطريقة معينة سيملك قوة خاصة فريدة ..ستكون الطفلة هي حارسة البوابة .. بوابة سحرية لأبعاد كثيرة بعوالم موازية ... و الوحيدة القادرة على فك طلاسم الخريطة التي ترشد إلى مبتغى كل البشر ... الخلود ... هذه النبوءة انتشرت لفترة ثم رجعت لتخبو بين مشاغل الحياة مع الوقت خاصة إن لا دلالة تدل على قرب ولادتها للطفلة ...نسوها الناس ببساطة .. ألا قلة متطرفين صنف منهم كرسوا حياتهم لتحقيق النبوءة و أخر .... ساروا عكس المبتغى وهدفهم اغتيال الطفلة قبل إن تصل لقدرها كما حصل مع عائلتك على ما يبدو ....
دون إن ترمش أنفاسها تزداد بسرعتها تحدق بعينيه .. لا يفصلهما سوى القليل فتسأل كإقرار بالواقع
:- و تلك هي أنا ؟
بصوت حميمي خاص .. يحمل بطياته إصرار شديد ... خافت و عينيه تبرقان بشدة كان جوابه
:- بالضبط ....
....................................


نظرت لما حولها بجمود ... السقف مزخرف بنقش يمثل العناصر الأربعة المكونة للحياة و كل عنصر بجهة على شكل حلقة مرتبطين ببعض ... النار متمثلة برسمه تنين ذو أجنحة محلق بالسماء ...الأرض على شكل حيوان الخلد بالجنوب .. .. سمكة ترمز للماء بالغرب ... الهواء أخيرا بالشمال على هيئة طائر ....و بالمركز رسمه متقنة لأفعى تلتهم ذيلها .. رمز يدل على تجدد الحياة ..
كل شئ مألوف بصورة غريبة .. تفهم اللغة المنحوتة على الصخر وهي لم يسبق لها إن رأت مثيلتها ... تتواصل مع كل رسمه و مخطوطة ..مستوعبة إلى ما توحي ...
لم يكسر الصمت بالمكان سوى صوت ماركوس وهو يشير لما حوله بيديه بعد إن رآها كيف تتأمل المكان ... ينطق بإعجاب واضح .. فالمعبد بات متكامل بوجودها ..
:- هذا هو أعظم أنجاز بالكون ... ما حولك يمثل المعبد الذي شيد بزمن العرافة الأولى ... منحوت بداخل الجبل بيد الكهنة و قد أخفته بتعويذة لا يقدر على تجاوزها سوى قلة مختارين .. و بعد سنوات من المحاولة نجحت ... ....قدري إن أكون هنا .... أن أمتلك الإكسير ... و واجبك إن ترشديني له ..
منبهرة لا تنكر بكل ما عرفت و ما ترى ... لكن ليس بقدر ما تشعر بالخذلان و خيبة الأمل وهي ترجع بعينها لأخيها ... الرجل الذي مثل لها كل الأمان بالعالم و حماها من نسمة هواء ...أحبها بدون قيد أو شرط .. لتستوعب أنها لم تكن له سوى وسيلة لتحقيق غايته ..
ما عادت تصدق شئ ... ماضيها كله كذبة ..
ها هي الآن تبدو كورقة بمهب الريح ... و لا يغريها أي ما قيل عن قدرها .... تريد حياة بسيطة ..فقط لترجع لماضيها حيث كان أكبر مشاكلها ..تأخرها على الزواج نسبة لبنات جيلها ....
بضعف كان ألكسندر يقول بمحاولة ليقنعها
:- لوتس .. إذا كنت قد فقد ثقتك بي ...ففكري بوالدنا ... أكان سيرضى إن تخرجي قوة لا تقهر كهذه إلى الأرض .. سيختل التوازن ... و تبدأ اللعنة تحل على كل من نعرفهم ..
بسخرية مريرة جاء ردها
:- ألم تتأخر قليلا بتحذيرك أخي ... كان عليك مصارحتي بالحقيقة و معرفة رأي ... قبل إن تسلبني حرية الاختيار ....
صمت و لا يملك مبرر لما فعله ....
تابعوها بصمت وهي تسير حول المكان ..تلامس بكفها الجدار مرة و الأعمدة بأخرى ... تتواصل مع صدى الذكريات ..
توقفت خطواتها و قد وصلت إلى حيث البوابة ذات القوس المزخرف التي سبق و دخلت منها لتقول بمنتهى الهدوء و السيطرة
:- أنا ملعونة بما يكفي كما يبدو كي أضيف المزيد لحياتي من المآسي ... ألكسندر محق .... كوني حارسة البوابة لا يعني إن علي إن امنح الإكسير لك ... أو لغيرك .... فإخفائه هنا لم يكن عبثا ...... بل لحمايته ....... كما لا يمكنني إن أحقق لأي كان قدر مشئوم كهذا ... أسفه ...
تلاشت مودته ناحيتها بهذه اللحظة ... كحال صبره .. .فقال بنبرة منفعلة عالية
:- لا يمكنك التنصل من مهمتك ... قدرك .... أنت حارسة البوابة ... سليلة العرافة الأولى ... ألا تعين كم ضحيت لنصل إلى هنا
:- كل تضحياتك العظيمة لا علاقة لي بها ..كانت من اختيارك ....
ردت عليه بنفس انفعاله ..فتعاود الحديث بترجي وهي تراه يكاد ينفجر ..عينيها لا تسقط منه و قد أثرت بها لحظاتهم الخاصة السابقة ..
:- أسمع ... أعترف إن الأمر مغري لكن ..حدسي يخبرني انه طريق مظلم بلا رجعة .... ... أتتخيل إن يموت كل من حولك لأجيال و تبقى الوحيد بينهم .... .. يفقد كل شئ جماله بعينك فجمال الحياة بقصرها .. بندرة لحظاتها

أبتسم ألكسندر مرتاح الضمير أنها لن ترتكب نفس غلطته ... أنها ..أكثر حكمة منه ....
و قبل إن تستدير لتغادر ... و بنيتها مغادرة المدينة كلها لتنجو بحياتها ...كان ماركوس من يقول بصوت قوي تردد صداه بالمكان
:- يبدو أنك بخضم ما مررت به ..نسيت أنني من يقرر ...... فدعيني أذكرك باتفاقنا ....ثقي بي عزيزتي ... لن ترغبي بإثارة غضبي أكثر ...
رجعت تنظر له بتحدي ... أجل ..نست لفترة من يكون .. ربما قبلتهما جعلتها تنظر له بمنظور مختلف لكن الآن تدرك ..أنه قناع لا أكثر ..هو ..فقط يريد قوتها و ما تملك من قدرة ...
أخذت نفس تشد عزيمتها .. فترد بنفس القوة رافعة ذقنها ...
:- اتفاقنا انتهى هنا ... حررتك من السجن كما وعدت و أنت .. أوصلتني إلى ..أخي ...أما ما يخص ما بينكما من ثأر و سوء فهم فدعه يذهب للمجلس و يقر بذنبه .. كما يقتضي الواجب و الشرف ... عندها .. ستعود الأمور لمجاريها .. ... لكن لا تنسى انك قتلت بدماء باردة ثلاث رجال أبرياء أيضا ... فاعتقد كلما سارعنا بالنفاذ بجلودنا و الهرب كان للأفضل
ضحكة ساخرة كان جوابه قبل إن تخرج حروفه نارية ..بخطورة خافتة ... يتحداها هو الأخر .. بينما ألكسندر بدأ يشعر بالخوف عليها فعليا
:- أتظنين إنني سأدعك تخرجين ...ببساطة ... بعد أن وجدك ...
ابتسمت بثقة ... قوة غريبة تجري مع دمائها تمنحها طاقة وقد تقبلت قدرها بوسط المعبد .... فترد على تهديده الساخر بسخرية أكبر ...
:- أبذل جهدك لمنعي ...
لكن قبل إن تتجاوز البوابة بخطوة كانت تستدير بسرعة وقلبها ينتفض بعد إن سمعت ماركوس يقول ببساطة .. وقد علمت ما ينتويه بنفس لحظة أقدامه على فعلها ...
:- أذا ربما تحتاجين لحافز ..


قراءة ممتعة


noor elhuda likes this.

سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-17, 06:14 PM   #26

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 2 والزوار 16)
‏سما نور 1*, ‏امل الصباح


سما نور 1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-05-17, 06:57 PM   #27

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع
وها قد حصل ما تنبأت به سابقا بأحلامها .... و قد ظنته حاضرها ...
سل ماركوس خنجره بسرعة خاطفة ليستقر بصدر أخيها ..فشهقت بعيون متوسعة و قلبها يقع أرضا ...
ليسحب الخنجر الفضي ذو القبضة المزخرفة من بين أضلعه لألكسندر ببساطة و عينيه ما زالت عليها هي ... قائلا بينما يرمي أخيها أرضا بلا مبالاة
:- لو رغبت باستمرار حياته البائسة ..ستجدين بسرعة الإكسير وعندها من أجلك ..لن أقتلع قلبه ... سنترك للقدر رسم مصيره ..
ركضت تحتضن أخيها القابع أرضا و كفها تحاول إيقاف النزيف فيهمس محذر بينما يكاد يفقد الوعي ...
:- انجي بحياتك ..و ....لا تنقادي خلفه
ما أن سمعه ماركوس حتى جثا أمامها على قدم واحدة ليقول بجدية .. هادئ ..كأنه لم يطعن أخيها للتو
:- استحالة إن أؤذيك ..قلتها لك سابقا ..... تقبلي قدرك معي ... أنت من جبرتني للتطرف و لا حلول وسطى لدي .. أما معي ..أو ضدي ...و أنا أريدك لجانبي ... الأمر بهذه البساطة
مختل .. و الخوف سكنها مرة ثانية أمامه ليفوز هو بالتحدي ...فحياة أخيها تساوي كل العالم لها ... مهما كان و مضى .. هو عائلتها
فتقول باستسلام و قد سكنت عن أي محاولة للمقاومة
:- لو جرى أي شئ لأخي سأحرص إن تتبعه...
دون مبالاة ظاهريا و بداخله تستعر البراكين ..كان يريدها له بإرادتها .... و مع هذا لا يهتم ... مع الوقت ستفهم إن مكانها معه
بروية قال
:- الأمر منوط بك ... فلا تهدري المزيد من الوقت ..
فعلت مثل ما قال وهي تستقر بوقوفها فوق تلك الحلقة بوسط المعبد تدور حولها .. تفك تشابك الرسوم المنحوتة ... ... كانت كحال السقف تمثل عناصر الحياة الأربعة ..نوعا ما .. لكن كل شئ يشير لحاجتها لعنصر خامس ..
بيأس نطقت وهي ترجع تحدق بأخيها المقارب لفقدان الوعي .. موجهة الحديث لماركوس الواقف خلفها يتابع ما تفعل
:- لا أرى أي شئ مترابط و بنفس الوقت كل شئ مرتبط ببعض ... هناك ما ...
صمتت تماما وهي تستوعب ما ينقص كوحي .... فرفعت رأسها له قائلة بسرعة
:- الدماء هي الحل ... دمي بالأصح
و قبل إن تفكر مرتين جرحت كف يدها وهي تلعن إلى أي حال وصلت
فتبدأ بالهمس .. كلمات هي نفسها لا تعرف معناها و لا تعلم من أين جاءت بها ...
تسير حول الحلقة تاركة جرحها ينزف حريصة إن تبدأ بأول عنصر من عناصر الحياة ... لتسقط قطرات الدماء بالبداية حول عنصر النار ..فلتراب .. الماء..ثم الهواء.... لتنساب قطرات الدماء عبر أخاديد حتى تجمعت بالوسط ...... انتظرت ... كحاله هو .. دقيقة قاربت اليأس بها إلى إن صدما بما يشبه الزلازل البسيط تحتهما فتراجعا عدة خطوات للخلف ينظران للحلقة كيف تحركت كغطاء ليظهر من باطن الأرض ما يشابه الحوض قطره تقريبا ربع متر أو أقل أملس مبني بنوع خاص مبهر من الأحجار مختلف عن ما حوله ..كريستالي ...
بداخله القليل من الماء .. أو هكذا ما يهيئ للناظر
أخيرا رجعت للتنفس و كانت أول من يتحرك من الصدمة لتأخذ بكفها حفنة ناحية أخيها المقارب لفقدان الوعي لكن قبل أن تساعده ليشرب كانت أصابع ماركوس تقبض على يدها مانعا إياها من الوصول لشفتي ألكسندر ..قائلا بتهكم
:- أصبري لنعرف رأيه ...ربما يفضل الموت على الخلود .. ألم ينعته .. بالجريمة العظمى !
قوتها الجسدية لا شئ أمامه مهما حاولت تحرير يدها .... تنظر لأخيها الشاحب الذي أبيضت شفتيه بصورة مخيفة .. فتذعن مجبرة لماركوس وهو يقترب من أخيها هامسا ببطء ..
:- أذن .. أتريد الحياة و لا بأس بالعواقب ... أم ستتمسك بمبادئك إلى النهاية .. أفتح فمك لو رغبت بالإكسير
لو رفض لأحترمه ... لقدر موقفه و سامحه .... لكن إن يراه يفتح فمه و يبعد عينيه عنه ..أشعل به فتيل الغضب ...
فابتعد مجبر و قد منحها كلمته .... ليراها تنظر لأخيها بخيبة أمل لم تقدر على سترها ... أم ربما هو من بات يجيد قراءتها ...
رجع ناحية الإكسير منبهر بحلم عمره الذي تحقق ....ليتمعن به وهو لا يجد سوى كمية تكفي لأثنين فقط .. و قد سبق و أخذ ألكسندر نصفها ...
ليتساءل بداخله ..أعلم ألكسندر أن الإكسير لأثنين فقط ..لهذا غدر بهم ؟
....
لم تبدر حركة من أخيها حتى بعد إن أرتشف القليل ... ضربات قلبه تباطأت بصورة أرجفت قلبها هي ...
التفتت بسرعة ناحيته لماركوس تهتف به بفقدان سيطرة متوسلة
:- تعال و ساعدني ... لنلقي تعويذة ..شئ ما ... أرجوك .. لا يمكنني فقدانه
انتشلته من نشوة النصر ليرجع بعينيه التي غيمت بنظرة غريبة لألكسندر .. ..عرفه لسنوات و ظنه صديق ... منحه ثقته و الثقة لديه غالية ..غالية جدا ... مع هذا لم يبخل معه بها ... لكن الحقيقة إنه حقير مستغل و الآن استوعب سبب اقتراحه إن تكون علاقتهم بالخفاء كي يتخلص منهم لاحقا دون إن تثار أي شبهة حوله مجبر على أشراكهم من البداية و حاجته للمال و السلطة دفعته... فألبرت بأمواله و سلطته ساهم بالبحث عن أي ما يدلهم عن المعبد من مختلف العالم .. هو شارك بدخوله عالم السحر و الشعوذة حتى باتت قواه لا تقهر ليستطيع تحديد مكان المعبد و الدخول له ... أما ألكسندر فكان من يجيد فك بعض ألغاز و طلاسم كل ما عثروا عليه من لفافات و كتب عن النبوءة موهما إياهم إن عثورهم على حارسة المعبد مرهون بالمعبد حيث الدلائل لموقعها بداخله ..
و بهذه اللحظة لا يجد بداخله رحمه تجاهه بل ..ود إن يعاني أكثر ... أن يهشم عظامه تتابع إلى إن يغيب عن الوعي و يرجعه جبرا للأفاقة ... كان سيقتلع قلبه بالنهاية هكذا تخيل بكل لحظة يسترجع دفء دماء ألبرت على يديه بلحظة خروج الروح منه ... كلما تذكر نظرات من يعرفهم نحوه كأنه وحش ..... لا أحد يستحق الرحمة و لن يغفر لمن سجوه بالسجن دون إن يمنحوه حق الدفاع عن نفسه ....... فتخرج كلماته دون مراعاة .. متجاهل مشاعرها بهذه اللحظة
:- لو كانت التعاويذ تنفع لاستخدمتها مع ألبرت .. كان أكثرنا تعلقا بالحياة ... له الأحقية بالعيش ...أما ألكسندر فحتى القدر يرفض إن يمنحه فرصة ثانية ألا ترين ....فمن أكون لأعارض القدر .........
استسلم قلبه أخيرا للسكون فأغمضت عينيها مدركة إن لا صدى لنبضاته ترتد لكفها الملامس لصدره و كل ضيقها السابق تلاشى فلم يبقى سوى فاجعة فقدانه ..
فيكمل كنصيحة
:- تاريخه حافل بالاستغلال و الخيانة .... وفائك و الدموع هدر لأمثاله ....أستغلك لوتس ..كما فعل معي و مع ألبرت و أنظري حتى النهاية باع مبادئه التي هتف بها قبل دقائق بكل أنانية
ملطخة بدمائه الممتزجة بنزيف كفها كانت كحناء على يديها بقت على حالها تنصت للسم بحروفه .. ألا يكفي انه قتل أخيها أمام عينها
نهضت متعثرة يحركها غضب أعمى و حقد لم تكن قادرة على احتوائه .. تتحدث بهدوء غريب ..و نظرة عينها أربكته من شدة القهر بها ..
:- أنت محق .... التعاويذ لا تنفع معه لكن معك ..ستنفع .. ألم تفعل كل هذا لتعيش حياتك دون إن تهاب الموت ..حسنا ..أنا سأريك إياه كل يوم ... سأقيد روحك بلعنة تلو الأخرى تباعا و لنرى فكاكك منها كيف سيكون ...
تراجعت خطوة أثر تقدمه هو نحوها بخطوتين و عينيه بدت عميقة الظلمة .. مخيفة ... ريح باردة أرجفت عظامها بينما يرد بمنتهى الهدوء كحالها
:- كثيرة الكلام قليلة الفعل ... أذا كنت علمتك اللعب تظنين إن لك فرصة بالتغلب علي !
نظرته تبدلت ..باتت أكثر رعبا بينما تنخفض عينيه لشفتيها ...فيبتلع ريقه قبل إن يقول بخفوت ناري المشاعر
:- لست بحاجة لتعويذة أو تميمة بينما السحر كله يكمن هنا ... سبق و قيدت بك ..و لا نية للفرار تنتابني حاليا ...
تبادله الجنون و ترتعش أناملها فلا تبعد عنه سوى مترين ..يقطعهم هو خلسة مستغل تغيبها بعالم أخر بعد إن رمى بكلماته وكل ودها إن تخربشه بأظافرها فتمحي ملامحه
نيران تستعر بكل كيانها فتهتف به بانفعال
:- أتمنى موتك من كل قلبي ... و سيحصل ما إن أخبر المجلس بخصوصك ...
سكن جسده و الظلام أحتل حدقتيه ..بل تحولتا لجمر بعد ثوان وهو يستوعب بأي تناقض هو
تريد رميه للتهلكة بينما هو لا يملك سوى الإقرار بالواقع المفروض حيث علق بين رغبة عارمة تجتاحه دون هوادة بها و بين خوف من نتائج تهديدها ...
:- تجرئين على تهديدي و روحك بين يدي بهذه اللحظة ! ... ظننت أننا متفاهمين لوتس ..ظننتك أذكى من توريط نفسك معهم ..ألا تدركين أي جشع يتملكهم لو علموا بقدراتك ...
ما إن أمسكت عليه بعض التوتر حتى ابتسمت دون حياة ..كمجنونة وهي تقول بتشفي فالجرح منه شابه جرح أخيها لها .. وهي من تخيلته للحظة صادق المشاعر
:- ما عدت اكترث حتى لو أزهقت روحي بهذه اللحظة ... سأضحي بأي شئ لتنال عقابك ....
فكرة مجنونة لوحت بين أعاصير ما ينتابه الحل لكل شئ ...
فقال بمحبة ..عينيه لا ترمشان حتى .. و قد أتخذ قراره بربح كل الأطراف
:- أش .. اهدئي حبيبتي ... أنت تحت الصدمة و سأعذرك ...

لحظة واحدة كانت كفيلة باستغلال الموقف فلم تعي لنواياه بينما يحتضن صدغها بيديه بقوة يتلو كلماته بصوت عالي أصابها بوجع جعل تأوهها يملئ صداه المكان و عينيها يملئها الألم متوسعة تنظر له بصدمة ..نبضات كهربائية تسير بجسدها تشل أي ردة فعل و كأن دماغها يحترق تحت يديه ... بنهاية التعويذة فقد الكثير من قوته يلهث و قلبه يخفق بشدة ...
تراخت يديه عنها فكادت تقع لو لم يتلقفها بين ذراعيه بعناية ..هامسا بأذنها
:- أسف ..فعلتها كي لا تتوجعي أكثر ..نسيانك الذكريات المريرة لمصلحتك ....
لم يكترث لكم وصل به الحال حتى يلقي عليها تعويذة تمحي ذكرياتها عنه ... يشعر بالضياع ..لا يعبأ سوى بوجودها لجانبه ..
تحرك بها مرة ثانية ناحية الإكسير لا تعي ما حولها و كل شئ مشوش بقت بين يديه مستسلمة مطيعة و رأسها يتوسد صدره فيثب قلبه بتخبط لما ينتابه بلحظة مسروقة من الزمن و دون وعي تحولت لمساته لرقة لم تعهدها نفسه .. متعجب أي سحر تملك لتسيطر على قلبه و روحه بسلطة لا يرغب حتى بمقاومتها
ينظر للإكسير فيهمس وهو مدرك بهذه اللحظات كونها غائبة عن ما يحيط بها ....
:- لنبدأ صفحة جديدة ...فصراحة عندما تحدثتما عن اللعنة .. اقتنعت نوعا ما ... أن أسلك الدرب هذا وحيد أمر مخيف حتى لي .. لهذا ...ستكونين أنت معي ...أستطيع إن اكتفي بك عن كل العالم ... أريدك لجانبي فمن يستحق حارسة البوابة أفضل مني .. كلانا ما عاد يملك شئ من ماضيه .. بل مستقبل ..هو كل ما يجب إن نبتغي ...
لم يفكر مرتين وهو يسرق قبلتها الثانية ..برقة تحولت لجنون ..واحتياج ... بعد إن ارتشف ما تبقى من الإكسير دون إن يمنحها فرصة للرفض أو القبول و قد حرص إن يشاركها نصيبه ....
ثوان ..دقائق .. لا حدود للزمن معها ذاب بها .. تشرب العشق بأوردته ... تشبع برائحتها كإدمان ... لكن لا شئ يستمر للأبد ...
حررها مجبر و شعور حارق أصاب كل جسده ... كماء النار يضخه قلبه إلى عروقه فلم يتحمل وهو ينهار أرضا متشنج بالكاد قادر على التنفس ....و أخر ما رأته عينيه كانت هي تسبقه بفقدان الوعي ... فتوقف القلب ...تماما ....
------------
بعد دقائق
ثب قلب ألكسندر بقوة وازت رجفة مرت كصاعقة بجسده لتكون النتيجة أجفانه التي ارتفعت كستار تاركا حدقتيه متوسعة و ألم لا يطاق كلمحة أنتاب صدره ....فتبقى عينيه معلقة للأعلى وهو مازال متمدد على الأرض الباردة .... يحاول بصعوبة لملمة أشلاء ذاكرة اتسمت بضبابية أعمت بصيرته عن هوية المكان بينما يستوعب أن السقف ... القبة المزخرفة فوقه ... لم تنتمي بتاتا لغرفة نوم بيتهم !
ثواني استغرق ليصحو من الصدمة و يستجمع أفكاره مسترجع ما حدث .. ما جنت يداه ...
لمحات مشتتة تجمعت بصعوبة حتى استوعب ....
ليكون أول ردة فعل بحثه المفرط بقلقه على لوتس و رغم الإنارة الباهتة من تلك المشاعل حوله لكن عينيه التقطت بسهولة جسدها ممدد أرضا على مسافة بسيطة من موقعه تكاد تكون بحضنه لماركوس ! ..... فزحف ناحيتها على ركبتيه و دمائه تختلط بتراب الأرض تاركا أثر ذو بقع غامقة على ثيابه ..دماء ما بات لوجودها معنى و الجرح قد شفي تماما ! لكنه كان مغيب لا يعي لأي تغير حل عليه .. فالإكسير كان قد أدى مفعوله
أنصت لخفقاتها الخافتة ببطء شديد أنزل بكيانه رهبة الفقدان و لو لا سمعه الذي بات مرهف لأدق التفاصيل لظنها فارقت الحياة .. فلم يكترث لماركوس الملقى بجوارها و قد شوب لمحه لبعض الدماء على ثيابها و يديها أي منطق لديه دون أن يعي أنها لم تكن سوى دمائه التي لوثتها عندما حاولت إسعافه ..
كرر ندائه لعلها تفيق .. ضربها بخفه على وجنتها .. لكن لا مجيب !
فقدانها أتخذ بقلبه وجع لم يعهد مثيل له ..تلاشى أي ما سعى له أو اجتهد ليناله أمام فكرة خسارتها ..... لا .. لن يسمح لها بالرحيل .. ليس وكل ما قام به ليكون معها بحياة أزليه .... ...هو ليس بالصلابة الكافية ليواجه وفاتها ..ليس بعد كل ما اقترفت يديه من ذنوب لأجل إن يكونا سويا ..ليس و يديه ملوثة بدمائها
...
أزاح تلكئه جانبا مدرك عبثية ما يقوم به و كل لحظة يمضيها ربما تضيع هباء فحملها برفق ينوي التوجه للبحيرة لعلها تفيق ببرودة الماء لكن قبل أن يخطو عبر البوابة التفت للمرة الأخيرة راميا نظرة أسف ناحية من كان صديقه بيوم و قد بات جسد دون روح ...
ليغادر المعبد دون أدنى نية بالرجوع
لكن ما لم يفطنه مع صوت الشلال و ضوضاء الأفكار المتصادمة بباله أن من يحملها بين يديه قد سبق وفارقت الحياة ما أن تجاوز مخرج الكهف ....
فما لم يعلمه الثلاث إن الإكسير ليعمل بالبداية يوقف القلب لدقائق ...قبل إن يرجع صاحبه للحياة ....
---------

بالوقت الراهن .. بعد مئات السنوات ...
رائحة مميزة لامست حواسها بأول خطوة لها للداخل فابتسمت بينما تراه يقف بالمطبخ خلف الطاولة يكمل تزين طبق الأضلع المشوي حريص بدقة على وضع حبة الكرز فوق قطعة اللحم كاملة الاستواء كما تحبها هي ..شديد العناية بالتفاصيل ... لدرجة مغيظة ...
تكتمل طلته الأنيقة بقميص أبيض مفصل على جسده مع وشاح يلفه دوما حول عنقه ... وسيم أرستقراطي بالفطرة .. و قبل إن تلقي التحية كان هو يقول دون إن يرفع عينيه ناحيتها ... راميا بعتب أخر كلماته
:- شهرين منذ أخر لقاء بيننا .. و لا أملك سوى يوم واحد معك .... فتتأخرين به لثلاث ساعات .... وصل المعنى من رسالتك عزيزتي
لم يكن قادر على تحريك تأنيب ضميرها ... لكن شعور الأسف ناحيته يجيد أثقالها به كل مرة ..
وقفت قربه ترفع نفسها بطرف قدميها وهي تطبع قبلة على وجنته الحليقة ..فتزين ثغره بابتسامة لا تنشأ لغيرها .. قائلة بمودة و عفوية تحاول بصعوبة إن تدمجها بالحروف
:- لا معاني مبطنة برسائل وهمية ... تأخر الطائرة لا ذنب لي به ..
جلست على المقعد الدوار فيفصل بينها و بينه طاولة المطبخ المفتوح على باقي المنزل لتلتقط حبة كرز من الصحن الشفاف ..
صوت تلاقي الأرضية الخشبية مع حذائه وهو يلتف حول الطاولة جعلها تسبل أهدابها إلى إن وقف خلفها يضمها بشدة له غامرا رأسه بين خصلات شعرها القصير الأشقر ... هامسا قرب أذنها
:- وحدتي لا تتلاشى سوى معك و مع هذا تصرين على الاستمرار بالبعد ..لم أعهد القسوة من سماتك
حسنا هو من مصر على الغور بنفس الدرب .... فتلاشت بسمتها ..... تتلاعب بالشوكة و قد فقدت الشهية .... قائلة بهدوء بعد إن تحركت قليلا لتفك من حصار ذراعيه ...وهو حررها ..بجهد مضني ..كابحا الكثير بدواخله ...
:- وحدتك تلك أنت من بنيت أسوارها حولك فلا رغبة لدي بنقاش عقيم كحال كل مرة ...
سحب مقعدها ليديره ناحيته ..... و عينيه تغمرها شتى المشاعر التي لا تجد لتفسيرها منفذ وهو ككتاب منغلق بأسراره
ظنته سيعقب برد عن ما قالت لكنه همس بنبرة خافتة وهو يزيد اقترابه منها
:- اشتقت لك جدا ... ألم تفعلي المثل !
كل لقاء بينهما مع الوقت يزداد ضيقا بنفسها ... و هو لا يتحسن ..بل حالته تتفاقم .. قبضة تشدد على قلبها كلما حاول إن يتمادى ... فلا تقدر إن تهجره تماما ..و لا إن ترجع حيث كانت و كان .... تنهدت وهي تنهض متهربة ..قائلة بهدوء
:- طبعا اشتقت فمن لدي غيرك .. نحن عائلة ألكس ..
ابتهج بداخله كطفل من نبرتها الصادقة و لقب التدليل الخاص به منها .. ومنها فقط ... فينبع من قلبه صوت يذكره أنها تغيرت ,,وهو تغير ... ... ليرجع قائلا بخفوت ساخر وعينيه تلاحقها حيث اتجهت للنافذة التي تحتل معظم الجدار فتشرف على المزرعة التي يتخذها كملجأ يتسم بالخصوصية الشديدة
:- عائلة تحت وقف التنفيذ ..
ألم يكن فراقهما بسببه !
ألا يستوعب فعلا كم بات مرهق تعلقه بها حتى باتت تتهرب منه
كي لا يكتشف سرهما قوانين و حواجز أمضت العمر بظلها فأنتزع شغف الحياة من روحها .. و تحملت حتى رفضه لتكوينها أي صلة مع المجتمع سابقا ... لكن ما قام به , و ما مستمر بالحذو نحوه لا يمنحها سوى خيار البعد .. .. ...و مجيئها اليوم فقط أكراما للعشرة بعد اتصالات لا تعد و تحصى منه ..
بمحاولة فاشلة لجعل صوتها حيادي ... قالت بلطف كمن يهادن طفل
:- لا داعي لتبقى العمر كله بين جدران سجن افتراضي وضعته بنفسك ... جرب فقط الانضمام للحياة و لا تبقى بدور المشاهد .. تعرف على أصدقاء أو أترك بصمتك بالعالم بصورة ما ... عندها سترى كم يتغير شعورك و تلك الطاقة السلبية ستتبدد
...
لم يصغي للأمانة لما قالت و ما الفائدة ! ....لا يملك قدرتها على التكيف بأي محيط ... لا شئ له طعم أو لون .. الحياة باتت رمادية كئيبة , وهي عاجزة عن استيعاب أي جحيم حياته .. بدونها
يتأملها بدوره بعين ناقدة ... شعرها قصير مصبوغ بالأشقر . . .. متناثر بفوضوية حول ملامحها و عينيها تخفي زرقة البحار خلف عدسات بنية مجبرة وقد بات لون عينها ملفت للأنظار خاصة بزرقته البارزة وقت الانفعال ..فستان قطني عملي للسفر كريمي اللون .. دون إن تنسى عقدها الذي لم تخلعه بيوم الرابط بنيها و بين المعبد و أخر بسيط صنعته كتميمة للحماية .. من يراه يظنه للزينة ... لترتفع يده دون أدراك يلامس السلسلة الفضية حول رقبته حيث تنتهي بتميمة صنعته خصيصا له ...

لا يحبذ بساطتها .. يليق بها إن تكون مدللة ..أميرة ... لكنها فقط تسير على درب أهوائها مهما حاول تطويعها
بين حقبة و أخرى تتخذ هيئة مختلفة بأوراق رسمية جديدة متنقلة من بلد لأخر ... كما يفعل هو ....لكن الفرق انه يبقى بالظل بين جدران بيته ..أما هي فتحرق دمه بتلك الوظائف البسيطة التي تتخذها كغلاف لحياتها ....بكل علاقاتها الاجتماعية بمن حولها .. برحلاتها حول العالم مصرة إن تستمع بما يحيط بها ... يغار منها و عليها ..كيف تبدو مبتهجة متأقلمة من جهة و خوفه من فقدانها بات رهبة تقضي على راحة باله ...

.............
تنهدت و لا فائدة من محاورة و عقله كالصوان .... هو اختار طريقه و هي فعلت المثل
فقط لو يرى الحياة بايجابية بدل نظرته التشاؤمية التي لا يخرج منها .. باقي على حاله رافض إن ينشأ علاقات بالمحيط ... منغلق ..ارتيابي
....
توجهت للطاولة التي بدأ بأعدادها بالشرفة الواسعة حيث ضوء القمر بخجل يتوارى خلف السحب لتتخذ مقعد مقابل له .. فتقول بربكة ما جاءت خصيصا له اليوم و هي محرجة قليلا
:- نفذ رصيد ما أرسلته أخر مرة .... ...هذه المرة احتاج لخمس أو ست أضعاف المبلغ المعتاد , ما يكفي لبناء مستشفى صغيرة
يسكب بكأسها النبيذ الأحمر المعتق ببطء دون أي ردة فعل إلى إن رجع ليعتدل بجلسته و يديه فوق الطاولة يشبك أصابعه ببعض ... فاستغربت غموض موقفه معتادة الاستجابة الفورية لأي ما تطلب خاصة كون كل ما يملكه مشترك بينهم وما كان سيحصل عليه بدونها !
ربما الأنانية محفزها الأساسي بأول بذور غرستها يوم ساهمت بفعل الخير كي تشعر أن وجودها مهم و ليس هامشي ... شئ يمنح لحياتها معنى سامي لكن الآن باتت سعادتها تتمثل بهم ..بفرحتهم .. بمساهمتها لتغير حياة البعض
وكم تمنت إن يشاركها الطريق لكنه لم يكن مؤمن بالقضية
منذ البداية كانت له رؤيا مختلفة لطريقة استغلاله قوتهما و أفكاره تمحورت حول ذاته فعلى الرغم انه لم يمنعها لكن موقفه الرافض لما تقوم به وضحه بكل مرة ..
حيث بدأت طرقهما بالتباعد مع حركة التنوير بأوربا بالقرن الثامن عشر التي تدعو لترك الخرافات و التشبث بالعلم ...
سار بدرب ذو اتجاهين فأعتنق العلم تاركا ولعه بالسحر مستتر بوقت بدأ المجتمع ينبذ السحرة و البعض تطرف بحرقهم بالساحات العامة فلم يملك سوى إن يكون ظاهريا من مشجعي الثورة الصناعية وهي استنكرت نفاقه فخفية و إلى اللحظة يعد من أشد الناس تعلقا بتلك القوة المبهمة مستغلا وجود ساحرة قوية مثلها لجانبه مع معلوماته الأثرية على مر أجيال ليستخرج نفائس أحدى المقابر الملكية مؤمنا مستقبلهما على مدى الحياة ..
خرج صوته بعد وهلة بنبرة غامضة
:- لنعقد اتفاق ... سأمنحك ما تشائين مقابل استقرارك مجددا معي ..رافقيني لفترة قصيرة
لاحظت توتره فوق العادة ..فسألته بتسلية كتمويه وهي تقطع شريحة اللحم بطبقها
:- وما الأغراء الذي سيجذبني لقبول عرض سبق و رفضته ؟
وها هو الاسترخاء يتلاشى فتلاحظ كيف يتعثر بنظراته.... رعشة خفيفة بأصابعه التي أخفاها فورا تحت الطاولة . فتوجست من الرد حتى وهو يضفي بعض المرح لجوابه
:- الحنين للوطن ... و أذا لم يمكن كافيا ليشحذ همتك للموافقة .. فلنقل إن الترياق لحالتنا ما عاد مستحيل المنال
توقفت أناملها قبل إن تمسك الكأس ذو السائل الأحمر المسكر ... لترجع بسؤال و قد تحفزت حواسها ..
:- و أي علاقة تجمع موطننا الأصلي بالترياق الذي يتخذ كل فترة حلة و لون ؟
تراجع بظهره على المقعد بجدية تامة قائلا ..متجاهل تهكمها
:- قبل أشهر قليلة توفى الكاهن الأعلى بالكنيسة هناك و يبدو انه لم يخفي فقط اعترافات و آثام رواد الكنيسة أنما كان بجحره أسرار و نفائس قد يقتل المرء للحصول عليها ... كنوز من العهد القديم توارثه على مر أجيال ..... و لن تصدقي ما وصل ليدي ....
كيف وصلت ليده ..كان هذا سؤالها البديهي ..و لن تكذب و تقول أنها حزينة على ذلك الكاهن و سلالته التي طاردت السحرة جارفة بعدها دماء الأبرياء فقط لشبهة دون أدلة ..بل حتى من تمت أبادتهم من السحرة لم يكونوا بالسوء الذي يستحق عقاب سادي كالشنق أو الحرق علنا ..
ومع هذا الفضول داعب أوتار أفكارها ففكرة الرجوع فانية أمنية وجدت صداها بدواخلها كمفرقعات العيد , أن ترجع تستشعر لذة الحياة بلحظاتها الثمينة ... وما إن قرأ عينيها حتى أكمل بحماس أكبر
:- كتاب يحكي عن ملحمة صراع سلطة و نبوءات عديدة عمره يفوق عمرنا أضعاف مخطوط بعهد العرافة الأولى يحكي عن سرمدية الحياة و الانبعاث و الأهم ... كيف تنهي حياة الخلود بواسطة تعويذة
..
ارتشفت تقريبا معظم ما بالكأس بحركة متأنية قبل إن تسأل و قد تلاشى حماسها فأي ما يخص الماضي السحيق لتلك العرافة لا تود أبدا الغور به
:- بات الفضول ينتابني ... أكمل ......
و ها هي تلتقط ردة فعله كيف بدا أكثر بهجة و حماس رغم إدراكه لسيره الخاطئ ينوي جرها له ... بأنانية بحته ..فيرد بمحاولة ليبثها نفس بهجته
:- التعويذة تفتح البوابة لبعد أخر على النقيض مما نفذنا له سابقا و الذي احتوى الإكسير ... البعد هذا ..العالم الموازي ...بدل إن يعطينا طاقة سيأخذها منا . ..... يمتص طاقة الإكسير الذي يمنح لخلايانا التجدد و الديمومة على مر السنوات ....... العقبة الوحيدة أننا نحتاج لقوة كبيرة لفتح تلك البوابة و المكان الوحيد الذي أعرفه و يحتوي طاقة تمكننا منها هو نفس موقع الإكسير .. .. .... ألا ترين الترابط ... بالمعبد بدأ كل شئ و هناك سينتهي
كادت تضحك ..هناك بدأ .. هناك سينتهي .. دوما يجيد نسج الكلمات و الحقيقة ليست سوى فرضيات
لكنها اتخذت الهدوء أحسن سبيل للنقاش .... و قبل أن تنهض من مقعدها قالت بهدوء
:- أسفه ... هذه المرة سأخذلك....
تعدل منفعل بمبالغة مستنكر لرفضها ..
:- لكني باستماتة احتاج عونك ... تدركين عجزي عن دخول المعبد منذ أن تركناه أخر مرة وهو على حاله مغلق ...
ما الجديد و بكل مرة يحتاجها لسبب مختلف .. لا تأتمن أفكاره و أخر ما تود المخاطرة بتلك القوة الخارجة عن نطاق السيطرة من جديد .. فأردفت بجدية
:- لن أعود لممارسة السحر خاصة ليس بسبب حكاوي من كتب التاريخ .. ثم كل ما قلته مجرد فرضيات ربما تؤدي لكوارث .. ألم تتعظ من تلاعبنا بقوانين الطبيعة و سيرنا خلف نبوءات لا تجلب سوى الوبال لأصحابها
جمود غريب اجتاح ملامحه و عينيه أظلمت .. قبل إن يقول بنبرة مجروحة
:- تتخلي عني بأشد حاجتي لك ... كان على التوقع أنك ما عدت تحفلين منذ إن غادرت بيتنا قبل سنوات حتى و أنا أتوسلك البقاء بيأس منهار تنتقمين مني لتلك الغلطة
غلطة ! كادت تضحك .....
أسبلت أهدابها و كفها تمسك بالمقعد بقوة لتتماسك و لم يبقى من جسر الوصال سوى خيط رفيع بينهما
أيسمي تحكمه بها كلعبة بخيوط غلطة
سامحته .... تحاول إن تسامح .. مبررة ما فعله كردة فعل لحالته المزرية بوقت صعب مر عليهم مع مطاردة جماعة متطرفة لكل ساحر بالمنطقة لكن الحقيقة أنه فقط أناني متخاذل
كيف تنسى توسلها ليعين صديقة لها بعد إن كشف أمرها من قبل جماعه متطرفة فقط لكونها ولدت من سلالة ذات قدرة سحرية بالتحكم بالطبيعة ..
كيف تغفر وهي من أتمنته ليساعدها على الهرب لتفاجأ باليوم التالي أن صديقتها ليست سوى جثة هامدة مرمية بوسط الشارع ...وما كان عذره سوى انه لو تدخل بوقتها لعرف سرهما و انكشفت هويتها هي فتكون بديلا عن رفيقتها .. دوما لديه أعذار جاهزة
يعلو صوتها دون أدراك بالرد
:- لو لم أكن أكترث لما كنت أقف أمامك ألكسندر فلا توصلني فعلا لتلك المرحلة عندها سيكون كل شئ انتهى بيننا ..... ( تخفض صوتها مبررة ) كون ذلك اليوم محي من ذاكرتي دليل كافي ليحذرني من العودة و نبش الماضي فلما لا تتعظ
ألا تعي أنه يقاتل شياطينه كي يستمر ..ليمنحها الحياة التي تتمناها و لا تطلبها ..ليمنح نفسه وهي ..فرصة ..لعلها تعفو عن هفواته التي لم تنتج سوى خوفا عليها أذا ما انكشف سرهما
ألا تحتسب له صراحته وقت أفصح عن كل الحقائق حتى بظل فقدانها الذاكرة يوم خرجا من المعبد و كان ببساطة يستطيع التغاضي عن ما أفشاه ماركوس عن كونها متبناة أو عن ما فعله من ذنوب لكن ما كان سيعيد أخطاء الماضي
فبعد خروجه من المعبد كانت قد فارقت الحياة فعاش لدقائق الجحيم على الأرض فقط يحدق بها دون أي ردة فعل و هو لا يتقبل أبدا أن تتركه ..كان سيلحق بها مقررا إن ينهي حياته ... ليفاجأ بعدها ببساطة صحت و لا كأن قلبها توقف !!
لكن دون ذاكرتها عن اليوم ذاك ... عندها باح بكل شئ كعهد لنفسه بالتغير لأجلها ..لأجل تلك الفرصة التي منحت له ..لكن التغير لم يكن أمر يملك القدرة لينجزه ...
نهض من مكانه يقابل نظرتها الجامدة بثانية متوسلة تشابه صوته الذي خرج
:- لا أتجاهل صعوبة ما اطلبه و لا لمشاعرك كل ما أسألك إياه تفهمي .... لوتس ... حياتي باتت فارغة بائسة .. يجافيني النوم معظم الليالي فلا أجد مفر أشعر بالخواء و أنت تركتني بالنهاية فما عاد لدي أحد ... .. ... أتعتقدين إنني استمتع بسقم محاولاتي بالنبش حول الماضي ...لكن سعي خلف الترياق هو كل ما أملك حتى لو جريت خلف وهم سيكون أفضل من عيشي بهذه الصورة
و ها هو يحرك بنجاح تأنيب الضمير .. فقط لأنها استطاعت التأقلم وهو .. لا
قدرته بأن يكون هو المذنب و يشعرها بنفس الوقت بالذنب ناحيته مبهرة
يكمل بنبرة طغى اليأس بها
:- روحي تذبل كسرطان يستفحل بكياني .. لهذا أحتاج لأعود إنسان طبيعي .. كي يختفي أي كان هذا ....
ومع كل كلمة كان يفتح أزرار قميصه ببطء مزيحا إياه عن جسده لتتوسع عينيها وهي ترى عروق قاتمة السواد تشابه الجذور متشعبة كوشم بصدره حيث محل القلب تماما تحتل كامل جسده حتى تكاد تصل للعنق
تقربت منه و الشحوب غزاها .. كانت اللعنة المذكورة بالنبوءة و هي لا تملك أدنى فكرة كيف توقفها فيكمل بهمسة
:- أشعر بالخوف لوتس ... يرعبني المجهول ... أخاف لما سأصفى له .. كوابيس دموية تنتابني باتت حتى بوقت الصحوة و بت أرى مشاهد أمور مرعبة ما أن يحل الليل من الماضي ..كأن روح شريرة تلبستني ...
تحرك سريعا ليضمها له بقوة فتسقط ذراعيها جانبا لتخرج حروفها بنبرة غريبة
:- لا داعي لتخاف .. سأبقى لجانبك حتى تشفى مهما تطلب الأمر ..
ابتسم بسعادة ليس لقبولها فقط ...بل لأنه لم يفقدها كما خيل له ...
لكن لم تشاركه البسمة .. بل العكس .. بهذه اللحظة حدسها أخبرها إن القادم لن يكون بالسهل فلو تعلمت شئ من حياتها الطويلة هو إن الأمل المخادع شئ خطير لا نهاية له سوى التهلكة ...



بالمعبد

أجفانه مرتخية شاحب يقارب الأموات و شفتيه بيضاء مستند بإرهاق تام للجدار خلفه رعشه لا تتوقف بأصابعه ..متهالك .. كان هو ...
كيف لا و قد فقد الإحساس بالزمان محجوز بين جدران يمقتها حد الموت بكل رسمه بها ..بكل حرف .. بكل زخرفة ...
معبد .... سيقيمه أرضا جرداء فقط ليخرج .. و سينسف أي حجر به محولا إياه لتراب يتساوى مع الأرض ...
يتأمل النيران المستمرة بالانبثاق بوهجها الخافت و بحركة من أصبعه يتلاعب بطاقتها عن بعد بين خفوت كالجمر و بين لهب أزرق مخيف كغضبه الذي يستفحل بعروقه يكاد يصهر كل ما يحيط به ..
لم يعبأ للحظة بسر ديمومة تلك النيران طيلة مكوثه هنا فلما العجب إذا كان هو بذات نفسه يخفق يسار أضلعه منذ عهود مضت ....
لكن ما أضنى عقله و أجهده سؤال علق فلا يمكنه التخلي عن الإتيان بجوابه ..
ما الذي جرى بعد فقدانه الوعي ليصحو لاحقا فيجد نفسه وحيد بالمعبد و قد اختفى أي أثر للباب الذي سبق و كان المنفذ للخارج بل و عجزه التام عن فتحه أو حتى التواصل مع أي كان فلو لا بقعة الدماء حيث كان جسد ألكسندر ملقى لشك حتى بحقيقة ما جرى من عدمه بذلك اليوم
و لو لا نكهة شفتيها ما زالت تتخلله كعطرها .. لما صدق وجودها بيوم ...
لكن مهما أنكر كان الواقع يفرض نفسه على مر سنوات ..هناك من غدر به مرة ثانية ...
لكن من !
ألكسندر فارق الحياة كما يذكر على يديه و هي ... مفقودة ...فلا يجد من يشتبه به سواها خاصة أن حبسه هنا يتطلب سحر أعظم من قوته التي تبدو بلا نفع أمام جدران المعبد
:- ألم تمل حقا من محاولة تبرئة ساحتها بينما الحقيقة كشمس ساطعة بوسط السماء
وكان الجواب صوت كترنيمة عذبة لامس أوتار قلبه خرج من حيث لا يعلم ..كصدى لأفكاره .. لعنة ..كانت هي متمثلة بهلوسة باتت تصاحب أيامه من شدة الوحدة
حرك رأسه برفض لذلك الصدى ..مبررا لا يعلم إذا لنفسه أو لجنون الفكرة كان يوضح لطيف
:- بذلك الوقت محيت ذاكرتها فأي دافع بقى لديها لتسجنني هنا بينما لا تتذكر حتى ما جرى .. لا ..هناك طرف ثالث ساعد على الأقل بإزالة جثة ألكسندر من المكان ....المنطق يقول هذا ..
بخبث نبرتها باتت أكثر إغواء بينما تتشكل هيئتها ببطء من الضباب مضيفة للصوت المزيد من المؤثرات ..المادية ..
:- تصحيح لسيادة المنطق دعني أنقل لك الواقع الذي خلايا دماغك صدئت كما يبدو لاستيعابه ...هي ساحرة أقوى منك ... و ببساطة تستطيع استرداد ذاكرتها هذا إذا ما كانت تعويذتك عليها نجحت من الأساس ... أنظر لأي حال وصلت له .. ضعيف ..مهزوز ..حتى الشفقة لا تليق بما أصبحت عليه بل ..منفر
صرخة قوية تكاد تهز أركان المكان نتجت عنه يطالبها إن تختفي ... أن تصمت .. كرد لذلك الصدى فتزداد النيران لهبا .. يديه على أذنه يحاول سدهما دون فائدة لما يتجسد أمامه لم يكن سوى خيالات من عقله ..

أغمض عينيه و أنفاسه تضطرب ..فيشعر بأنفاسها تداعب شعيرات وجهه الصغيرة ..تكمل بهمسة تحرقه تمط الحروف بدلال ..
:- كم مضى ..مائة عام ..مائتي عام .. ألف .. وما زلت تحبها ..بل باتت هاجسك الوحيد ... . يا ترى تظنها فكرت بك كم مرة .... ...لكن اعترف أنها تعجبني .. جدا ..فأي عقاب سيكون لك أفضل من منحك الخلود فسجنك داخل جدران معبدها كالميت الحي ..قبر أبدي لا أمل بالخلاص منه عقابها لقتلك أخيها ....
جن تماما وهو يستمع لشيطان عقله .. يتشرب القهر لخلاياه ...و بحالته هذه جنونه مرحب به جدا ليلهيه عن غضب مظلم يفتك بالكل لو أطلق له العنان ......
حسنا ... ما فائدة المقاومة إذا كان سيموت من الوحدة و حتى لو كان الصوت الوحيد المتوفر ليحادثه هو مجرد ..هلوسة .. كشيطانه صغيرة تبثه السم ..
فهلوسته من القسوة كي لا تأتي سوى بصورتها ... أصلا أيملك من يفكر بشأنه سواها .... لتتجسد له
مجبر و الشوق أضناه فتح عينيه ببطء فيملئ عينيه منها .. بل كان يجوع نفسه أكثر ..
ليرى قربها وهم ..وهي تبعد عنه عدة أمتار بشعرها الطويل الناعم و ثوب أزرق حريري يماثل عينيها ذات الزرقة الرقيقة .. تتلاعب بخصلة بأطراف أناملها ... غاوية .. يشتهيها و يمقتها ... يحبها ..و يكرهها ... يريدها .. و يتمنى دق عنقها ....
ذلك الموت المفجع بات يتمناه .. فيوم يأس ..بات ينافسه قسوة ..
:- يا ترى بهذه اللحظة مع من هي ؟ .......فأكيد لن تكون وحيدة .... رأيت فتنتها كيف تغوي القديس و جربت السحر الكامن بقربها .....
تبا ..تبا .. تلك الهلوسة لا ترحمه ... و هو إلى اليوم لم يعتدها ....
دون تفكير كانت عينيه برقت و الفضة ذابت بها ليقول بخطورة كفحيح
:- سأقتل أي من يقترب منها ..
ابتسمت ..و بغمضة عين كانت تجلس أرضا تقابله لا يفرق بينهما سوى سنتمترات ...ترد بمكر و دلال ..
:- حيرتنا معك ...تريد قتلها هي ...أم ستغتال أي رجل حولها
بادلها بسمة مفترسة بدائية وهو يرجع متكأ على الجدار خلفه منقاد خلف جنونه ... لأي أنيس لوحدته ... فيرجع قائلا
:- ألا ينفع الاثنان !

noor elhuda likes this.

سما نور 1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-05-17, 08:34 PM   #28

Asma-

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية Asma-

? العضوٌ??? » 294445
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,916
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Asma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond repute
?? ??? ~
قد لا يكون الوطن أرضاً .. فقد يكون قلباً .. أو قلماً .. أو أرواح قريبة منا .
افتراضي

مساءك خيرات
انا جيت
اكيد معي كاسة شاي


Asma- غير متواجد حالياً  
التوقيع


بسم الله الرحمن الرحيم
" فأن تولوا فقل حسبي الله ربي لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"


من يتعذر انه لا يوجد وقت لقراءة القرأن
أجعل هذه العباره نصب عينيك :
ما زاحم القران شيء إلا باركه
د أحمد عيسى
رد مع اقتباس
قديم 06-05-17, 09:03 PM   #29

Asma-

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية Asma-

? العضوٌ??? » 294445
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,916
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Asma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond reputeAsma- has a reputation beyond repute
?? ??? ~
قد لا يكون الوطن أرضاً .. فقد يكون قلباً .. أو قلماً .. أو أرواح قريبة منا .
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الثالث
رهيب تحفه الحوارات والدقه في كل مشهد
احسنتي فعلا
عشت الجو تماما
وضحكت ايضا ههه ماركوس حار الى اخر نقطه
اقتباس:
أتحكي لها حكاية قبل النوم ..لما لا تدخل التفاصيل
مستعجل بلا تفاصيل ما الها نفع
المضمون وما فيه يا اخ الكس

هذه الجزيىه اني انفق ويه لوتس تماما رغم تقبلها السريع لواقعها الجديد
كانت متحكمه تماما
اقتباس:
ألكسندر محق .... كوني حارسة البوابة لا يعني إن علي إن امنح الإكسير لك ... أو لغيرك .... فإخفائه هنا لم يكن عبثا ...... بل لحمايته ....... كما لا يمكنني إن أحقق لأي كان قدر مشئوم كهذا ... أسفه ...

الفصل الرابع

شنو انتي ... في اي حالة كنت لما كتبتي هالنوفيلا
الفصل هذا ذاتا فصل المفاجئات رهيبه انتي يا بنت
يعني بالاخير من هذا كله الكسندر هو الي استفاد
حتى لما ماركوس محى ذاكرها الكسندر فاز بالنتيجه
والادهى هي متهمه بالخيانه العضمى
لا يا سيد ماركوس النائم
كله بسببك لو ما محيت ذاكرتها لكانت الان تعرف هي تقف على خط واحد مع من
الكسندر شخصيه استغلاليه حتى اخر نفس
واسلوبه الاستعطافي جدا اكرهه
لنشوف يا ماركوس شلون راح تتحرر وشنو راح تسوي
اهلا بكل في الوقت الحاضر

تحفه عشتي سموره ولا اجمل



Asma- غير متواجد حالياً  
التوقيع


بسم الله الرحمن الرحيم
" فأن تولوا فقل حسبي الله ربي لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"


من يتعذر انه لا يوجد وقت لقراءة القرأن
أجعل هذه العباره نصب عينيك :
ما زاحم القران شيء إلا باركه
د أحمد عيسى
رد مع اقتباس
قديم 07-05-17, 12:19 AM   #30

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مبروك نزول الرواية موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.