آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          168 – فارس الأحلام -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          167 – الوردة الحمراء -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          165. قبلة العام الجديد.. روايات ألحان (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          161 _ لهيب الرغبة _ ألحـان (الكاتـب : SHELL - )           »          166 – إمرأة عنيدة-روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          160 _ رهينة الحب _ ألحان (الكاتـب : SHELL - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-17, 01:14 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ،للكاتبة/ ـ سَراب ،






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ))

للكاتبة/ ـ سَراب ،



قراءة ممتعة للجميع.......




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 18-06-17 الساعة 06:10 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-06-17, 01:19 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فأنتَ الجحيمُ الذِّي استقَر.
وأينَ المفرُّ وانتَ المفرّ ؟




:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، .
قد تخلق المعاناة منَّا الجحيم...
أو قد يمتدُّ ذاك الجحيم ليحرق جُموحنا..
قد نصَهلُ كالخيل بكبرياء...
ولكنّ الناس تمتطينا لكي تدُوس ببساطة على كبريائنَا..
قد يجُرنّا الزمن على الانحنَاء...
لكن سطوة العشق...قد تشعل انتقاماتنا،،
قد ينام صوت الليلُ فينا...
ونعيش على الحكايا القديمة...
قد أكُون تلك المهرة المتألمة ...
وقد يكُون هو الذئب الذي يلتهمُ ذلك القلب الذّي ينبض فيّ..
لكن الله لا ينسى اوجاعنا...
لكن الله وعدنا بأنهُ سيحَمينا...
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) .

كلمّا قرأت هذهِ الآية بعد مصيبتي...
قررت ان لا اصمت ...
كلما مرت علي تلك الكلمات...
وحده الله تعالى يجعلني انهض..
وأكُون من أكُون...

_
رافقُوني في مسيرة هذه الرواية...
أتمنى ان تنال على اعجابكم:$،،



البــارت : الأوّل


:
:
/
الفصل الاول


الرسالة الاولى :

" عزيزتي فينــا... الحدود كانت ممتلئة بالغبار والدم...
كنتُ ملطخًا تماما...حتى شعرت بأنني انا الذي كنت انزف..
كنت انزف كما تنزف هذه البلاد...
كيف هي مدينة الحب والحلوى؟
هل لازالت شهية كما اعتدنا عليها قبل نهوض الحرب؟..
هل لازالت كعكة الليمون التي تعدينها تعطر مخبز العم جاو؟
اشتاق لان اراك وارى عيناك...
نحن مستعدون للحرب...
اتمنى ان تكوني انتِ مستعدة للحب اكثر...
اتمنى ان تكوني بخير...
مُحبّك...
آدم ستيفينز "

:
:












نزل من سيارته الغريبة على ملامح الحي...وهو يناظر بالمكان وكأنه يريد يتفحصه ويمسحه بعينه ويشوف شنو يشابه بملامح فتاته المتمردة...
تنهد الصعداء...ومضى لداخل ردهات الحي حتى وصل للبيت الصغير.. هنا وبكل بساطة انه هذا المكان المقصود...
سمح لنفسه بأن يخوض هالتجربة وان صار ماصار...رفع يده وبدأ يوزع طرقات متتابعة على الباب...حتى جاه الرد...

....
....
من داخل المنزل...رجل كبير بالسن يشتغل على توصيل بطارية سيارته المنفصلة ...ويداه ممتلئة بشحم السيارات...السيارة اللي عمرت معه 23 سنة...هذا هي تعلن استسلامها امامه...بس هو رفض...رفض كيف يستسلم عن اغلى هداياه؟؟؟من الراحليين؟؟؟ من اللي مضوا عن حياته كطعنة وخنجر في صدره... عن حفرة عميقة مايقدر يداهي صرختها..
رفع رأسه يمسح العرق من جبينه...لكنه افاق على صوت ضرب الباب المتكرر...
نفض يده...ومشى باتجاه الباب...ماكان يدري منهو ورا الباب...
ماشي يفتح القفل...ومن بعدها يفتح الباب ...
استغرب...رجل بهذا الهندام المرتب ورائحة العود المنتشرة...ماذا يفعل امام بيتي وبهذا الحي الصغير؟؟؟..الذي لايناسبه...
لم يفهم هذا الرجل المغطى بزيت السيارات مالذي يفعله هذا الرجل العملاق الشاب خلف بابه...
دقائق حتى نطق الرجال اللي قدامه :
( مساك الله بالخير...
يمكن ماعرفتني يابو عبد الله...
بس انا اعرفك...وبيني وبينك تاريخ...
مايعلم به الا الله..)

مافهم...عذرًا؟؟
وش التاريخ اللي ممـــكن يجمــعني معك؟
رجل عجوز بمثل سني؟؟؟
عن أي تاريخ تتحدث!!؟؟







قبـــــــل سنــــة...






صباح سبتمبر مختلف اليوم...طيور السماء وصوتها مختلف مع هذا الاثير البارد المشمس..
ارتبكت يدينها وهي تناظر بالسقف...تناظر بالثريا اللي ينزل منها نجوم وغيوم...هذي الثريا...من اغلى ماملكت على قلبها...
كانت هدية من امها وابوها يوم كانت صغيرة... ولما تطفي النور...ينعكس صورة النجوم والغيوم بالجدران وعلى كل زاوية بغرفتها...
انقلبت بوجع ...اليوم يوم موعود...اليوم باشوف ذياب ..ومن هاليوم بأسحب السجاد من تحت رجوله وهو مايحس...باخذ حقي وحق هلي منه...
هذا الرجل الاسطورة...الرجل الذي حكى لها الجميع عنه...
الرجل الشـــريـــر في حكـــايا جدهــا..
الرجل الذي قتل والديها بدم بارد قبل خمس سنوات... رجل استطاع بكل بساطة سرقة اجمل ايامها... افاقها بصفعة عظيمة لم تستطع نسيانها...او تناسيها...
كل مايملكونه جردهم اياه...وابقاها تعيسة بحياتها...وحيدة مع جدها المغبون الذي يذكر ابنه الوحيد الغالي على قلبه يدخل بجثته الى وسط المنزل بصراخ الحي...مع زوجته التي نقلت الى المستشفى بحالة حرجة...مستحيل تنسى هالمنظر قدام عيونها...مستحيل كيف كانت صدمتها..كانت اخر سنة لها بالثانوي...وبيدها ملزمة تراجع فيها اختباراتها...بمجرد ان شافت ماشافته من فجيعة...
نزلت دمعتها بشكل آلي وطاحت على ركبها تنتحب بعبرتها...شالوها الحريم ودخلوها لداخل بعد ماتعبت كثير وكان مغمى عليها...

ارتعشت بدمعة باردة سقطت على خدها القطني وهي تنقلب على جنبها الاخر...تذكر هذا اليوم المأساوي يمزق كل عضلة حية فيها ...
ولكن ...الاجمل قادم...فهي اليوم تبدأ عملها كمساعدة لمديرة اعمال ذلك الرجل الظالم...درست سنينها في ادارة الاعمال والعلاقات العامة حتى تقدر توصل لشركة آل زيد... وتفضح خباياهم...
وقفت من سريرها وبدلت ملابسها...لبست عبايتها وحجابها وطلعت وشافت جدها مش موجود وعرفت انه بالمحل لازال..
دقائق تنتظر السواق ومنها تشرب قهوتها...وملامح مدينة الرياض هذي المرة كانت جادة اكثر...وكأنها تخبرها بالبعيد...المستحــــيل
وهو ...
استعـــــــــــادة احبابها...




بوصولها الى مقر العمل...شركة آل زيد...تحدق طويلاً وترمش ومو قادرة تفتح باب السيارة...كل هذا ألم ووجع غاص في صدري...
كل هذا زرعته في قلبي ذياب...
انيابك لازالت عالقة...وحشيتك لازالت مرسومة ومحفورة بعقلي...
عنهجيتك لازالت تؤلم أضلعــي...
شرك امتد الى قلبــي ومزقه ..
جعلتني فتات...بقايا...رذاذ..

نزلت من السيارة وجسمها يرتجف بشكل ملحوظ...وعيونها محمرة...تحبس فيها العبرة والدموع...
وتختنق اكثر بذكر الغاليين على قلبها، دخلت بهدوء...وسمت بالرحمن..صعدت الى الاعلى ..متوجهة الى مكتبها اللي بنفس طابق المدير وطابق مديرة اعماله والاستشاري حقه...
رمت عينيها على مكتب ذاك المتغطرس ...كيف يسمح له ضميره ان يعيش؟؟
حينما قتلت امي وأبي الم ترى عيناهما؟...
ألم ترى أرواحهما تنازع؟؟؟...
الم تؤمن وقتها بأنك سرقت مني حياتي واجمل سنيني؟؟..
دخلت الى مكتبها تجابه الوجع اللي نمى بصدرها...واختنقت به...





بمكتبه... دخلت بهدوء وهي تحمل معها كوب قهوة لابن اخوها وبنفس الوقت تعتبره اخوها... اللي تعتبر ايضا مديرة لاعماله ويثق بها كثير...
كان منشغل بمؤتمر صحفي بالانترنت...وحاط السماعات باذنه... فهي حطت جنبه القهوة وجلست بهدوء...وظلت تنتظره...لحتى ينتهي من شغله..مــــاهـي الا دقائق...حتى شال السماعات من اذنه وناظرها... ابتسمت له :
( صباح الخير...)
بهدوء يجيبها : ( صباح النور..؟)
ابتسمت له بقى لك اخر اجتماع ياذياب.. بس اتوقع ان الاجتماع راح يتأجل لان الشركة كلمتنا وبلغتنا ان المدير يعتذر عن الحضور!)
رفع حاجبه وبلا تفاهم كان صريحًا :
(اذًا الغي الاجتماع..)
امجاد تفتح عينيها بصدمة وبرفض : (ذياب من جدك؟..
لنا شهور نحاول ننسق اجتماع وهالحين تلغيه ببساطة؟..)
ذياب ينهي النقاش محدقًا بها : (تأجيلهم للاجتماع بشكل مفاجئ هذا عدم احترام لاوقات الناس..
واعتقد ان فيه الف شركة غيرهم نقدر نتفاهم معاهم على الفندق الجديد...)
امجاد كانت ستتكلم لكن قطع آمالها ذياب : (وغيره؟)
امجاد تسحب مذكرتها من يدها وهي توريه جدوله اليوم عندك اجتماع بأحد فنادقنا مع شركة التأثيث تبع الفندق...)
لم يجبها كان صامتًا ينتظرها تكمل كلماتها : ( راح يبدأ الاجتماع الساعة 8 وينتهي تقريبًا 10 المساء...)
تجاهل كل ماقالته ليحدق بها بهدوء : ( جت مديرة اعمالك؟)
امجاد تهز رأسها : ( ايوه لساتها واصلة من شوية لمكتبها..)
ذياب : ( حلو...بلغيها انها راح تحضر الاجتماع معك اليوم المساء..)
امجاد بفجعة : ( ذياب قل لا اله الا الله..ماصار للبنت دقايق من بدات دوام..)
ذياب يقف وهو يشرب قهوته : ( مو هي تعتبر مديرة لاعمالي؟؟... من اليوم تنسى حياتها الاجتماعية...كل وقتها لــي...)
امجاد بتردد : ( بس هذا خارج اوقات الدوام مثل شوفة عينك...)
ذياب ينهي النقاش ورا ماتريحين بالك وتبلغيها باللي قلت لك؟)
امجاد تقف بهدوء وتبتسم بتوتر : ( الله يهديك بس..حاضر...شيء ثاني؟)
هز رأسه بصمت وهو يراقب خروج امجاد ويعود لاوراقه..
غير مُلم بالذي سيحصـــل بعد ...







كانت واقفة تحدق بمكتبها الجديد...بعبائتها السوداء المختلفة عن جميع الموظفات البقية ..العبايات الملونة والمزخرفة...اما هي ..لاشيء سوى سوداوية عبائتها وحجابها المرتب ..
حينما دخلت امجاد .. نظرت لـ مهره بتفحص شديد ثم اردفت : (مرحبًا مهره..)
مهره كانت تشعر بارتباك، هل تكون بخير في شركة اعدائها؟ هل تنسى اوجاعها وقهر جدها؟..
هل يُعقل ان تكون رهينة لهذا المكان في حساب انتقامها؟؟... بللت شفتيها وعيونها تلمع ، لمحت امجاد عيون مهره التي تشارف على البكاء، كانت تظنه خوفًا من العمل ، كانت بتساندها مربتة على كتفها لكن مهره رفضت بلطف وهي تنظر لها :
(انا بخير..)
امجاد تبتسم : (طيب شرايك بالمكتب؟)
مهره تتنفس الصعداء : (ماشي حاله..)
ماشي حاله؟ !! ...رد اثار دهشة امجاد..مئات المتقدمين يتمنون هذا المكتب، لتأتي تلك الفتاة بذلك البرود متجاهلة الاثاث البارع الجمال والمرتب..
.ذو الموقع الاستراتيجي...
بجوار مكتب الاستشاري والمنسقة..
مقابلاً مكتب المدير..
امجاد تجاهلت برود مهره وهي تحدق فيها : (عمومًا استاذ ذياب بلغني اخبرك ان اليوم دوامك راح يخلص بعد الاجتماع بالليل واحتمال نخلص 10..)
مهره ترفع حاجبها باستنكار : (على اي اساس؟!!)
امجاد تكاد تحلف ان تلك الفتاة لاتشبه اي احد بالشركة سوى مديرها...ذياب ، لتردف المدير قال..)
مهره تهز رأسها بسخرية : (هذا عكس مواعيد دوامي الموجودة بالعقد..)
امجاد بغير تقبل لشخصية تلك الفتاة عندك اي اعتراض..بلغي المدير..انا علي اني ابلغك )
مهره تبتسم بتحدِّ يصير خير..)
الاقسى على امجاد ان يكون هناك احد بالشركة يشابه منطق ذياب في التفاهم، صعب جدًا ان تستلطفه وتحاول اقناعه..
لذلك وضعت امجاد احدى الملفات على مكتب مهره بهدوء :
( هذا ملف الاجتماع اللي راح يصير بالفندق.. خذي كل المعلومات اللي تبيها من الاقسام اللوجستية اللي عندنا ..
بس المهم انك تضبطين العقد حقنا بحيث يجذب الشركة تبع الاثاث.. وبامكانك تحطي المبلغ المعروض عندك بالملف..واذا حسيتي ان المبلغ يحتاج لزيادة تقدري تتواصلي مع عثمان مستشار الشركة...مكتبه جنب مكتبي..)
مهره بهدوء وبشبح ابتسامة عينيها تنظر للملفات بنظرة جانبية صامتة ، ..
امجاد مُدهشة من صمت مهره تردف مفهوم الكلام ولا اعيد؟!..)
مهره تبتسم بمجاملة واضحة : (اعتقد اني ماطلبت اعادة... شكرًا..... اشوفك على خير..)
خرجت امجاد بغضب " تتحلطم" على مزاجية الفتاة التي اتت اليوم، دخلت مكتبها تكمل اعمالها ..
بينما بداخل مكتب مهره فتحت الملف تقراهُ بصمت، ثم ضحكت ساخرة : (تبيني اداوم للساعة 10 ؟ نلعب حنا يا حضرة المدير؟ ... بس ولا يهمك..تبيها لعب...نخليها لعب!!!)
اكملت عملها وهي تضغط على رأسها ، تحاول ان ترتب عقدًا مغريًا لشركة الاثاث ، لتكون صفقتها ووجودها ناجحًا من البداية .
ياربي ساعدني...كيف بأكون معه بنفس المكان بدون قوة؟؟؟ ماتحمل اشوفه ...ماتحمل اطالع في وجهه...يذبحني كل ماتذكرت الغوالي تحت التراب بسببه...اكرهه الظالم...ربي ياخذ حقي وحق هلي مننه...ربي يسلط عليه من لايرحمه...

بللت شفتيها وتوجهت لمكتبها تكمل كومة الاوراق التي صدمتها من اول يوم عمل...اكملت عملها بكل غيظ وغير رضى...متوعدة بالعسير لذلك الرجل الذي يريد ان يبني هيمنته عليها...

*





امام فندق ضخم كبير..يفتح البواب الباب للسيد الموجود بداخل السيارة، ويستلم مفتاحها ليركنها جانبًا .. لينزل بهدوء للداخل ويستقبله مستشاره السيد عثمان..
اللي بادله التحية ودله على مقر الاجتماع، لكن ما ابدى الارتباك على وجه عثمان ان مديرة العلاقات العامة ماوصلت..واللي كان من المفترض ان تكون موجودة قبل ساعة.. الا انها تأخرت عن الموعد..
رفض ذياب تأخرها ليسأل عثمان : (وين مديرة العلاقات؟!)
عثمان بقلق لسة ماجات طال عمرك...)
ذياب بغضب : (بعد نص ساعة لو ماكانت موجودة تقدر تقدم استقالتها..)
عثمان تغير لون وجهه ليردف ذياب :
(بلــــغــــها بكـــــلامي..)
عثمان يهز رأسه لكنه تنفس براحة حينما دخلت مهره بهدوء امام انظار ذياب الصامته جدًا والتي تحدق لها بصمت صارم، كانت واثقة جدًا ، تحمل في يدها ملف، صادفتها امجاد التي اتت بطلب من ذياب حتى يزيل الاحراج بوجود امرأة في مقر عملها... بينما هي تمشي توبخها امجاد :
(وراه تأخرتي؟!!...)
مهره تحدق لأمجاد بسخرية :
(وعليكم السلام !!!! )

، ثم تكمل طريقها تاركةً امجاد باحراج... جلست مهره بهدوء وباحترام بعد ان القت السلام.. امام انظار الجميع.. تخرج الملفات والاوراق لتوزعها على الاطراف جميعها ثم تردف بهدوء : (اعتقد بأن العقد يشمل كل مطالب الطرفين..
والاهم من ذلك ان المبلغ محد يقدر ينافسنا عليه بالسوق..
يعني لو كان ربحكم مع اي احد ثانِي هو 40% ..فأتوقع مع شركة آل زيد يوصل للضعف.. وانا واثقة انه مابه منافس مثلنا بالسوق..
لذلك المطلب الرئيسي بأن الشركة تقرا الشروط وتشوف المبلغ وتوافق باذن الله على تأثثيث الفندق.. مهلة التوقيع على العقد ... الليلة فقط..واعتقد بأن احنا كريمين باعطائكم هاللحظات في التفكير.. لان مابه عاقل يرفض هالعرض!..)

امجاد..عثمان..وحتى ذياب...بدوا مصدومين من قوة تلك الفتاة التي تتكلم بثقة وكأنها عملت لمدة عشرين سنة تحت شركة ال زيد...عثمان بغير شعور يردف بهمس سمعه ذياب وامجاد :
(هذي داهيـــة ال زيـــد!..)
ابتسمت امجاد، اما ذياب كان يحدق بها ، لم تنظر له...لم تحدق فيه ابدًا حتى ولم تتكلم معه.. كانت تباشر عملها دون ان تحتك بهذا المدير الذي كان يخفي شبح ابتسامة حينما رأى ملامح الدهشة على الشركة الاخرى من روعة العرض..ليجيب الرجل الذي كان بعمر اب لمهره والله يابنتي وش هو قولك بعد هالعرض؟ حد يسمع عرضك ومايوقع ؟؟..)
ابتسمت مهره بثقة وهي تهز رأسها بعد ان وقع بلا تردد : (فيه الخير ياعــم..)
وقفوا جميعهم..ليصافح ذياب اعضاء الشركة برضا، تلك الفتاة حتى لم تجعله يضطر لان ينطق اي كلمة سوى السلام.. انها المنشودة لمثل هذا العمل بكافة المقاييس .. تمت التواقيع بسلام اتفقوا على بقية الامور وحددوا تاريخ انتهاء العمل من اجل التنسيق لافتتاح الفندق ، بينما مهره تجلس صامته بهدوء.. تشعر بأنها ستخنق ذلك الرجل الذي يتحدث بصوته الرجولي الحاد البارد... وكأن لا شيء يعيقه..تود لو انها تجرمه..تفضحه..تخبره بأنه مجرم والف مجرم...سرقوا منها حياتها..سرقوا منها الكثير.. ارتجفت يدها فجأة امام نظرات امجاد التي لاحظت ردة الفعل هذه للمرة الثانية... ومن تحديق امجاد لمهره انتبه ذياب وحدق ايضا بكف مهره المرتعشة... تمالكت نفسها وهي تسعل بحرج...غادر اعضاء الشركة الاخرى..وهي وقفت متوجهة للخروج دون ان تنطق اي كلمة او تنظر لذياب..
كانت واقفة امام باب الفندق تنتظر مرور سيارة اجرى.. لكن جسدها اهتز بالكامل..واصابتها كهرباء رعشة قوية حينما شعرت به ايضا واقف يحدق بها .. همست في نفسها بغضب : (وجع ليكون مضيع شيء الاخ؟)
لم يسمعها ذياب لكنه شعر بانها تتمتم ليردف رافعًا حاجبه : (ماقدر اقول اي شيء على شغلك..
بس تأخيرك خرب عليك..)
مهره ابتسمت ساخرة ثم اردفت : (اوه معليش... ماكان من وقت دوامي فعشان كذا تأخرت..)
ذياب ينظر لسيارته التي وصلت : (المرة الجاية لو كان في بالك انك تتأخري... تقدرين توقعين ورقة استقالتك..وتجيبيها معاك)
مهره تجرأت بغير قصد لتلتفت ناحيته وتنظر له... للحظة كانت قوية..لكن كل جبل هذا القوة اصبح رمادًا .. استجمعت كل خذلانها ورهبتها..هي تنظر الآن لقاتلها...لمن ذهب بها الى المقصلة وسرق منها حياة والديها...كيف تستطيع تقبل تلك الحقيقة..؟؟؟ كيف تصمت... كل العبرات لم تكن كافية امام هذا الموقف..
لتردف بثقة : (عذرًا بس الظاهر انك ماتفرق بين شغل الرجال والبنت في مثل هالوضع؟)
ذياب بسخرية صمت لدقائق ، ثم اردف : (لو كان الاجتماع الساعة 12 بالليل... تعلمي تنزرعي قبلها بساعة..يومك دخلتي بـ هالشغل كنتِ عارفة ان حالك حال الرجال..)
مهره بغضب كانت ستردف ، تغيرت ملامحها جدًا .. لكن ذياب اردف وهو يتوجه لسيارته : (على طاري الفرق اللي تبيني اشوفه...انتي ماعندك مانع تركبين تاكسي بـ هالوقت لوحدك؟)
مهره بكره اجابت اعتقد ان هذا خارج نطاق العمل ومالك حق تتدخل فيه..)
تمردت كثيرًا من المرة الاولى ، اصدرت انتهازاتها وتمرداتها امام عيني ذياب ومسمعه..
ولكن ليس هو الذي يختار طردها حلًا كي يؤدبها..اردف غاضبًا فورًا : (اركبي السيارة اوصلك..انا بركب قدام وهاتي عنوانك اوصلك..)
مهره برفض وكره : (تصبح على خير طال عمرك..)
جن غضبًا من تمردها وتجاهلها لمدى خطورة مضيها وبقائها وحيدة بهذا الوقت..
لفت داخلة الى الفندق مرة اخرى ، لكن امجاد مسكتها من ذراعها وين رايحة؟ امشي قدامي نوصلك..)
مهره برفض : (اعتذر ماراح اركب معه بسيارة لوحدي..)
امجاد تضحك بسخرية : (ومن قال انه عارض عليك انك تركبين معه لوحدك...تراني معاه بالسيارة..)
مهره باستنكار : (وعسى ماشر تركبين مع غريب بسيارة وحدة؟!..)
ضحكت امجاد بقوة مفرطة : (هههههههههههه محد غريب...انا عمته..)
دُهشت مهره، غريب ان العلاقة التي بالعمل بينهم هي علاقة موظف ورئيسه، ليست علاقة ابن اخ وعمته..
صمتت تنظر للسيارة لتردف لها امجاد : (الساعة عشر ...
امشي يابنت نوصلك..ترا ان ظليتي لحالك محد حولك..)
وكأن فكرة الخوف تسللت دماغها حينما تخيلت فكرة رحيلهم وبقائها واقفة هي وحيدة تركب سيارة تاكسي لوحدها..
مشت مضطرة كارهة كل شيء لتركب السيارة بجوار امجاد بالمقعد الخلفي، بينما ذياب بالمقعد الامامي منشغل بجواله, وهي منشغله برجفة جسدها وانحباس الغصة في حنجرتها، كيف تكون مع هذه العائلة بمكان واحد من غير ماتقدر ان تفصح بكرهها لهم.. ؟
كيف؟؟ كيف امدها الله بهذه القوة..كيف جعل تستطيع ان تصبر صامته في مكان مثل هذا المكان..
كلما التفتت لامجاد وذياب..رأت طفولتها الصعبة تمر امام عينيــــها
وتحزن ،
ترى دموع جدها وتحسبه على ظالمي ابناءه..
اللذين سرقوا حياة ابنه وزوجته.. وابقوا له بقايا لطفلة مدمرة يتيمة تبحث عن حنان الام ووجود الاب..
شدت على قبضة يديها تمنع الدموع وهطولها...حتى وصلت لـ العنوان بعد ما ارسلت العنوان للسائق وتتبع بـ " قوقل ماب" .
لتقف هذه السيارة الفخمة امام بيت بسيط في حي بسيط.. نزلت بهدوء بعد ان اردفت للسائق : (يعطيك العافية).
واقفلت الباب ماشية الى باب بيتهم.. ذياب امر السائق بأن لا يتحرك حتى تدخل مهره للداخل..
دقائق حتى دخلت مهره للداخل ومضى هو في طريقه..دون ان ينطق بأي كلمة.. استرخت امجاد بهدوء وهي تحدق بصمت ذياب..
بغير رضى وكانها تريد ان تستجوبه..تريده ان ينطق ويمدحها ويشكرها لاختيارها مديرة علاقات عامة رائعة بهذه المواصفات..كل اللي تبيه مجرد إطراء.
مطت شفتيها مردفة : (ايه...ماقلت لي وش رايك ؟)
ذياب يرفع عينيه عن الهاتف وينظر للنافذة اللي قدامه: (راي بأيش؟)
امجاد تتنفس الصعداء وتردف : (بخبرات عمتك في انتقاء الموظفين..)
ذياب هز رأسه بسخرية : (يعطيك العافية..)
امجاد بغير رضى تفتح عينيها : (بس؟؟؟ مافي شكرًا...ما استاهل شيء انا؟)
ذياب يتنهد : (امجاد.. يرحم والديك ماهو بوقته.. وشيء ثاني)..
تذكر ملامح تلك الفتاة المتمردة والواثقة
( ماعليها كلام... بس في بعض الملاحظات اللي ما ارضتني..)
امجاد تسحب نفسا عميقًا وش هي الملاحظات؟)
ذياب يحدق بالنافذة امامه ويردف بغير تقبل : (تأخرها من اول اجتماع ماعجبني... ومن الواضح ان حنا بنعاني من تمردها..)
امجاد بقهر : (سيب الدكتاتورية والعنصرية اللي فيك لأنها بنت. البنت ماعليها كلام.. والتأخر مفترض تراعيها فيه..ترى دخلت بعدك بـكم دقيقة بس)
ذياب بنبرة حادة تنهي النقاش : (لو دخلت بالاجتماع الجاي بعدي بثانية..حطي باعتبارك انك راح تدبري لي مدير علاقات عامة بنفس اليوم..)
صمتت امجاد غاضبة لتعيد كلماتها الله يسامحك يازيد اخوي على هالطليعة ..)
قلبها لم يتحمل، فهي تعشق ابن اخيها الذي يعتبر كأخيها لتردف (استغفر الله يارب... يارب كل اللي اطلبك تلين قلبه وبس..)
لتنتبه لوصولهم الى مملكة آل زيد الدكتاتورية... نزلت بهدوء متعبة من اثر يوم طويل اضطرت فيه مجارات ذياب، ذياب ينزل بهدوء من سيارته ويتقدم للداخل، ليجد اهله مجتمعين في الحديقه...امه وخواته..لتتقدم امجاد وهي تنزع حجابها بتعب : (ياويلي ياوووويلي الجوووووع...)
ام ذياب تبتسم : (ماعاد اعرفك يا امجاد يومك تفكرين من بطنك...)
امجاد بزعل تبتسم : (الله يسامحك يا منيرة...انتي شايفتني طول الوقت على رجولي مع ولدك.. قسم بالله اليوم طلع عيوني..)
ذياب بشبح ابتسامة يرفع حاجبه مستنكرًا بالله من طلع عيون الثاني؟)
امجاد تبتسم بارهاق : (مو حلاتك تجيب لعمتك عشاء بعد هالتعب؟)
ذياب يهز رأسه : (مايغلى عليك..هالحين اطلب لك..)
طلب لها العشا وجاها بعد عدة دقائق ،دخلوا عبير وشيماء خوات ذياب..لتبتسم عبير حي الله من جانا..)
امجاد بنرفزة : (حياك جني..أنتي متى بتعقلين ..شايفتني ضيفة عندكم؟؟)
ضحكت عبير : (هههههه الله الله.. وراه قافلة معك يا قلبي؟؟ روقي والله الدنيا ماتسوى..)
امجاد بصوت منخفض تهمس لعبير وشيماء ليه اخوكم خلى فيه تسوى ماتسوى؟...بس لا تخافي...تزعلني الدنيــا
ويراضيـــني الاكل)
كانت سَتغص بالطعام الا ان ذياب ابتسم نصف ابتسامة ليعطي كأس الماء : (شوي شوي ... كل هذا مأثر عليك؟)
امجاد تبتسم : (الله يصلحك ..)
ذياب يقف بهدوء : (انا رايح اخلص كم شغلة وراجع..)
ام ذياب :
(يمة اجلس شوي اكل ..بعدها امشي..)
ابتسم مقبلاً رأسها : (بالعافية..)
وختم النقاش مغادرًا امام نظرات عمته وخواته..
استندت امجاد على الاريكة بتعب وتخمة لتقول بضحك : (الحمدلله...والله المقصد ماهو الاكل...المقصد شوفتكم..)
ضحكت عبير ههههههههههههههههههه شوي وتاكلين الملعقة والصحن ياعمتي...)
امجاد تضرب عبير : (صلِّ ع النبي لا يطلع كله..)
شيماء بتقرف تضع يدها على فمها : (وع وع...)
امجاد تضرب راسها بنسيان : (اووووه صح نسينا ان الاخت حامل.. يالله عن اذنكم برووح اتروش وانام..باكر عندي شغل ماهو كثير....اللي بعده!)
ابتسمت لها ام ذياب : (نوم العوافي..ترا حمامك جاهز خليتهم يجهزوه لك..)
امجاد ترسل قبلات لام ذياب : (بعد قلبي ام الذيب...مافي منك ثنتين..تؤبري ئئلبي..)
لتمضي مغادرة الى غرفتها.. وتضع عبائتها بشكل مهمل على الاريكة .. تكررت عليها ملامح مهره الغير مفسرة جدًا لهذا اليوم ، بدءًا من قوة شخصيتها ، حتى رعشتها، وارتجاف جسدها.. واحمرار عينيها بالدموع ... ثم مرة اخرى..مكابرتها وثقتها.. كل المؤشرات التي مضت على عينيها غير مفسرة..
لذلك قررت تجاهل الموضوع للمستقبل.



*
بعد ان دخلت المنزل استندت على الباب تستجمع انفاسها...جُسمها ممتلئ برعشة ...تنتفض بشكل غير معقول وعينيها تُجمّدُ الدموع..
خدها القُطنِي صار مسارًا لدُموعها المنهزمَة لترسمَ خطًا الى أعلى شفتيها البارزتين..
تلك الرعشة التي حاولت ان تخفيها كانت تتكرر عليها ..
الى درجة كبيرة في الاجتماع، كم زرعت امال طويلة بانها لن تظهر أي جانب من جوانب ضعفها ...الا انها كاذبــــة...مُجرد فتاة ضعيفة، اختارت ان تتقوس بالقوة.
رفعت كفها الى خدها تمنع الدموع واستمراراها ، لكن الحرقة تشتعل في صدرها بشكل مجنون حتى طاحت على ركبها وصارت تبكي جنب الباب وتبكي بشكل مفجوع ...
أين سيبرر لها ذلك السيد ومن معه طفولتها ؟.. أين سيبرر لها قهر جدها وبكاءه وندبه لابنه الذي مات مقتولاً؟ أين؟؟ ..
أين سيمضي كل هذا ويرحل ؟ الى اين؟؟؟ لايوجد سوى عقلها يحتضن هذه الذكريات المُؤذية...
لايوجد سوى عقلها يدير عجلة الذكريات في كل مرة تنظر الى تلك الوجوه المُلامة ..
زخم الاوجاع الذي تسلل الى صدرها اليوم، كان ثقيلاً عليها. انها ساعات فقط، لكنها عبثت بها عبث غير مبرر!! ..
رفعت نفسها بصعُوبة حتى مايحس جدها فيها ودخلت لغرفتها ..
استلقت على سريرها الغجري المغطى بخيمة شفافة .. شغلت التكييف..رغم برودة الجو الا انها تحس بحريق في صدرها.. استلقت بعرض السرير.. تحدق للسقف..
للثرية التي كانت تغمض عين وتفتح اخرى وهي تطالعها.. هزت رأسها بوجع تمسح مسارات الدُموع : (وش بيصير يايمة ويبه لو كنتوا معي؟ وش بيصير؟؟؟ ليه ياخذكم مني ليه!! ليه سرق مني هالشيء بكل بساطة وسمح لنفسه يعيش مع ابوه وما سمح انهم يعيشون الفقد اللي عشته؟؟؟ لييييه!!!)
نهضت تنزع حذائها الرياضي المريح وتنزع عبائتها، لتخرج لها بيجامة كحلية حريرية وترتديها.. ثم استلقت بهدوء تتصفح رسائل البريد الالكتروني .. عثمان مستشار المدير ارسل رسالة عن موعد اجتماع بكرة الساعة 9 في الشركة واللي بيحضره الوفد الألماني عشان افتتاح سلسلة لفنادق آل زيد بـ المانيا.. لـ هالسبب طلب حضورها للشركة الساعة 7 ونص للقيام بالاجراءات المسبقة .
أطلقت تنهيدة ، واستسلمت عينيها للنوم ..بعد يوم طويل وشاق!.



*

الصباح....
الشمس، تتسل لعينيها، تداعب رموشها الطويلة... تنعكس كخطوط على وجهها بسبب خيمتها الشفافة.. سمعت صوت مجموعة العصافير الموجودة في حديقتهم وتزورهم دائما . ، وقفت بهدوء تتمد على سرير وتطلق صوت تثاؤب .. ترفس اللحاف ثم تتوقف وتخرج لدورة المياه ، دقائق حتى خرجت لتصلي صلاتها .. ثم راحت للمطبخ وهي تبتسم بسعادة تشتم رائحة الخبز الساخن يشتريه جدها كل صباح .. طلت براسها على جدها مبتسمة : (صباح الخير بابا علي...)
ابتسم لها جدها من الطاولة الخارجية الموجوودة بالحديقة وفي يده جريدة اليوم يقرأها : (صباح النور يابعد ابوك... تعالي يبه قولي لي شسويتي..؟؟!!)
جاه صوتها من المطبخ حيث كانت نافذة المطبخ تطل على الحديقة :
(كل شيء تمام يبه...اجهز الفطور واجي اقولك..)
بدأت بتجهيز الفطور ، وترتيبه..ثم طلعت بصينية الفطور وحطتهاا على الطاولة ، سكبت لها ولجدها الشاي ثم ابتسمت : (هنا وعافية..)
ابتسم لها جدها وهو يرتشف الشاي :
(قولي يبه..طمني قلب ابيك..)
ابتسمت بحب وهي تسند رأسها على يدها ثم ترخي عينيها بهدوء وتستجمع انفاسها مابه شيء يخوف...بس للحين ماصار شيء..)
جدها تغيرت ملامحه فجأة ليترك الشاي ويدير عينيه : (ليتني انا اللي القاه ...لاني اللي بقادر اخذ حقك وحق ابيك يابنتي...ولاني اللي قادر القاه..)
لمعت عيني مهره لتردف برفض وهي تضع يدها على جدها صحيح اني بنت يبه... بس ماني ضعيفه...انا بنت عبدالله يبه..)
ابتسم جدها يهز رأسه : (اللي يهمني تنتبهي ...)
مهره توقف وهي تقبله انا ماقدر اوقف هالطبع ...عسى يمر هالصبح بدون مابوسك بابا علي...اروح فيها..)
ضحك جدها على تصرفها المعتاد ههههههههههه اجلسي كملي اكلك يايبه وتقوي...وراك شغل..)
مهره تضرب على رأسها بنسيان والله نسيت نفسي... عليك بالعافية يبه... بروح البس واجهز..)
جدها يبتسم : (بالعدال يابوك..)
مهره تدخل وتبدل ملابسها وتلبس عبايتها وحجابها ثم تخرج .. لتأخذ صينية الافطار للداخل وتغسل الاواني بسرعة..
وقفت عند الباب تنتظر السايق تكسي تتعامل معه يعرفه جدها ويثق فيه حتى يوصلها يووميا الى الدوام

*





في سيارته ينظر لسيارة اجرى تنزل منها تلك الفتاة التي كانت موجودة يوم امس .. سمح لنفسه بأنه يتأمل وقوفها ..وتأملها لاسم الشركة..رفع عينه لاسم الشركة المكتوب بالجبس باللغة الانجليزية...شركة آل زيد.. كانت عيونها ترمش بشكل غريب وكأنها تحبس دمُوع.. ماكانت تدري بالشخص اللي يتأملها.. بالسيارة.. ماشال عيونه من عليها الا لما شافها تدخل الشركة..
نزل من السيارة وتوجه لمكتبه فورًا ، حتى صادف عثمان قدامه وهو يسلمه تقرير الاجتماع تفضل طال عمرك..هذا تقرير الاجتماع اليوم..)
رفع عينه الى مكتبها ثم اردف : (امجاد موجودة؟؟!)
عثمان يهز رأسه :
(لسة ماجت طال عمرك..)
ذياب : (بس تجي خل تجيني مكتبي..)
هز عثمان رأسه مبتعد وهو يلاحظ هدوء سيده لهذا اليوم!.. انتهى من كل شيء وتوجه لمكتب مهره يسلمها التقارير التي من المفترض ان تكون موجودة للاجتماع، اتم معها بعض الاجراءات ولمح امجاد ليتوجه مناديًا اياها : (طال عمرك..)
لفت امجاد بعينيها لترى عثمان تفضل؟؟)
عثمان بهدوء استاذ ذياب طلب حضورك بمكتبه..)
امجاد بقلق : (ياوجه الله وش يبي من صباح الله خير؟؟؟)
عثمان يرفع كتفه بغير معرفة : (ماعرف..)
امجاد تهز رأسها : (يعطيك العافية..)
تتوجه بسرعة ناحية مكتب ذياب، تطرق الباب ثم تدخل بهدوء لتراه منشغل ببعض الاوراق..وبمجرد ماشاف دخولها ترك كل مابيده واشار لها تجلس بهدوء حتى جلست واردفت : (صباح الخير..)
ذياب بهدوء يرفع السماعة يسألها : (شنو تشربين؟)
امجاد بهدوء تهز رأسها : (مويه..)
ذياب يتكلم بالسماعة ليطلب ماء وقهوة حتى اتت بعد دقائق بمجرد ان طلبها.. امجاد بهدوء :
(سم يقال تبيني..؟)
ذياب يقال!)
امجاد بخوف شصاير بعد ؟ فيه مصيبة مسويتها وانا مدري؟)
ذياب بهدوء: (مابه الا الخير.. بس ابيك تستفسرين عن السواق اللي تجي معه مهره..)
امجاد بتساؤل على أي أساس؟؟؟)
ذياب البنت تجي مع تكسي كل يوم..ماهي عدلة..على الاقل نأمن لها وسيلة مواصلات..)
امجاد تضيق عينيها : (وانت وش مدريك؟)
ذياب :
( ادري وبس... سوي اللي قلت لك عليه ..)
امجاد تهز رأسها : (طيب..)
تقف ( شيء ثاني؟)
ذياب يهز رأسه بالرفض لتخرج امجاد بينما هو تفرغ ليحضر للاجتماع، منشغلاً بكم الاوراق الذي ينبع كل صباح في مكتبه وكأنه لاينتهي.. حتى هو اشتاق ان يمتلك اجازة مثل بقية البشر..منذ ان فقد والده قبل سنين..نسى كيف يرتاح..نسى شعور ان يمتلك اجازة لنفسه.. وقبل ان يموت والده..لم يؤمن عمامه يومًا قط..يعلم تماما ان والده لايثق بعمامه..

وقف بهدوء بعد ما بلغه عثمان عن موعد الاجتماع حتى يتوجه لصالة الاجتماع في الطابق العلوي..المطلة بزجاجها الشفاف على شوارع الرياض..
قبل ان يدخل وجدها موجودة ممسكة بالملفات وتسلمه الملف : (تقرير الاجتماع..)
ذياب بهدوء يستلم الملف ويدخل للداخل.. كان الاجتماع مع اعضاء الشركة ومموليها.. هادئة وكانت تناقش بجدية تدعم قرار افتتاح فنادق بالدول الاخرى مثل قطر وعمان ودبي وايطاليا وروما.. كانت هذي الخطة موجودة من قبل 4 سنوات.. مخطط كان يخطط له والده لكن ما اتمه يومه رحل..

صدمة عمرها..طعنها..تغيرت ملامحها وحبست عبرتها وهي تسمعه ينطق حروفه :
( هذا المشروع من قبل لايتوفى الوالد الله يرحمه.. يعني من المفترض انه ينتهي قبل سنتين..بس حصلت تأخيرات واظن بكل تأخيرة فيها خيرة..)

طعنها موت...الى درجة انها مو قادرة تصدق اللي تسمعه...تعرف اليتم؟؟؟ تعرف اليتم وتيتمني انا ليه؟؟؟
ليه تخليني بدون هلي...اذا ابوك راح بروحة ربي..
.ليه تاخذ مني ابوي وامي...ليه تاخذ منا حقوقنا؟؟؟ ...
ليه تسوي سواياك بي وبهلي... الله ياخذكم..الله ياخذكم كلكم...

استغفرت الله حينما استوعبت انه لايجوز عليها ان تدعو على مسلم بهذه الطريقة، لتحمر عينيها بشكل غريب وتلمع بالدموع ، بلعت غصة عقيمة وهي تجلس بصمت دون ان تعلق..

ناظرها ..وناظرتها امجاد اللي استغربت من ملامحها اللي تغيرت..ماكانت تدري شنو اللي فيها..كانت تتوقع انها عاطفية بموضوع العائلة وحساسة ..ويمكن تأثرت بأبو ذياب يومه انذكر ..لانه ميت..مثل ابوها..
احد ممولي الشركة يجاوب : (طيب لو افتتحنا هالفنادق كلها بمرة وحدة ممكن يحصر مشاريعنا عليها يا طويل العمر..انت تعرف ان افتتاح فندق واحد مكلف..فكيف بسلسلة فنادق..)
ذياب : (الوالد ماراح الا وهو مفكر بالموضوع ودارسه زين..واعتقد ان الميزانية تبع هالمشاريع موجودة من زمان وماراح تأثر على ميزانية الشركة.. انا بلغتكم ان فندق ايطاليا وروما انبنى ولكن يحتاج بعض الاشراف...فاحتمال كبير نروح خلال شهر نوفمبر..)

كانت مقهورة...يتكلم عن ابوه...يعرف شعور اليتم وفقد الابو وقاعد يتكلم ببساطة... بينما هي محصورة بزاوية فقدان امها وابوها وسلبه لحياتهم...يارب يزيدك قهر مثل ما قهرتني..
عثمان : (طيب يا استاذ ذياب احتمال يكون جدولك مزدحم في نوفمبر...عندنا اجتماعات كثيرة ماراح نقدر نوفر وقت لـ هالسفرة وخصوصا انك طالب جميع اعضاء الشركة تقريبا في الرحلة..)
ذياب باعتراض : (لو مابه وقت اخلق لي وقت عثمان...هذا ماهو محل نقاش.. ومش كل اعضاء الشركة راح يتواجدون..انا وانت والممول وامجاد ومديرة العلاقات العامة..)
لم تبدي مهره اي ردة فعل..كانت عينيها مشغولة بيديها تحبس عبرة مرة وقفت في حنجرتها تجاري صدمتها في رؤية ذياب الذي لطالما حلمت سنين ان تواجهه ..ان تصرخ فيه وتهينه..ان تفعل اي شيء ..ولكن...لا تستطيع..
الشيء اللي تبيه انها تسحب منه اغلى مايملك من غير مايحس...وللان ماعرفت شنهو اغلى املاكه...
امجاد تحدق بمهره وهي تمد لها الماء انتي بخير؟)
مهره تشرب من الماء وهي تشعر بأنها تبتلع حجرًا ليس ماء لتجيب بنبرة خافته وكأنها غير مسموعه: (بب ـبخير..)
هزت امجاد رأسها بتفهم ولم تلاحظ مهره نظرات ذياب التي تراقبها منذ البداية .. الكل اتفق على ان يتم السفر في شهر نوفمبر ..اللي راح يكون بعد اسبوعين..الرحلة راح تكون مدتها اسبوع..من 1 نوفمبر لحتى 9 نوفمبر..
عثمان يقف خاتما الاجتماع : (تذاكر سفركم راح تكون على الشركة طبعًا..لذلك نحتاج هويات السفر وجوازاتكم تكون موجودة بكرة.. ويعطيكم العافية..)
مهره بسرعة وقفت مغادرة من مقر الاجتماع الى دورة المياه..جهشت بالبكاء والانين وهي غير مستوعبة... شقت سنين عشان تقابل قاتل امها وابوها والآن بكل بساطة ماتقدر تقتله..ماتقدر تذبحه؟؟؟
شوفتك ياذياب ماحسبته طعنة...كأني اسمع بخبر وفاة امي وابوي مرتين..كأني صرت يتيمة من جديد...
تمالكت اعصابها المفلوته وهي تشهق..غسلت وجهها بسرعة بارتباك...ثم خرجت لمكتبها مبتعدة عن الانظار التي تناظرها باستغراب من ارتباكها المفاجئ وربما ...لمحوا شيئا من عينيها المتورمة بالبكاء..
توجهت لمكتبها تكمل عملها..لكن اللي صدمها وجود امجاد بمكتبها.. ارتبكت بالبداية لكنها كملت ودخلت بهدوء: (السلام عليكم...)
ردت امجاد بهدوء السلام ، جلست مهره امام مكتبها ..امجاد لاحظت عيون مهره اللي واضح انها كانت باكية..بس توقعت انه امر شخصي وماله داعي تفتح جروح الغير..لتردف لها : (مهره ادري ان هالشيء مش من اختصاصي..بس لازم اسأل...انا عبد مأمور..)
مهره تهز رأسها : (تفضلي؟)
امجاد بارتباك:
(ذياب... أ..اعني ..هو سأل)
مهره لازالت تهز رأسها بهدوء.. تعطي لامجاد المجال في اكمال تساؤلها : (بلغني اسالك عن الشخص اللي يجيبك ويوديك..لان لاحظنا انك تجين مع تاكسي كل يوم..وهالشيء ممكن يكون خطر عليك او صعب... فاذا هالشيء مضايقك ممكن نوفر لك وسيلة نقل..)

خطر علي؟؟؟؟ والله ماهو خطر كثر وجودي بمثل هالشركة.. مافي اخطر منكم ياعيال زيد...مافي اخطر منكم..
هزت رأسها : (بلغيه السلام وقولي له لو كان هالشيء مضايقني فماراح اكون موجودة بالشركة..)
امجاد باحراج ممكن فهمتينا غلط يامهره...كل اللي نبـ...)
مهره بمجاملةة : (يعطيكم الف عافية.. شكراً انكم فكرتوا فيني وفي راحتي..)
امجاد استغربت عناد مهره وكرهها لاوامر ذياب وغطرسته..لتقف باستسلام : (براحتك ... ومتى ماحتجتي لشيء احنا موجودين..)
خرجت امجاد لتصفع مهره بالملف على مكتبها بقهر : (الله لايحوجني لكم...)




تدخل امجاد بهدوء الى مكتب ذياب المنشغل كعادته..لتجده يرفع عينيه اليها ويجيب وعينيه تعود للورق : (شفيك امجاد؟)
امجاد تغيرت ملامح وجهها بهدوء لتجلس على الكرسي : (تكلمت مع بنت الناصر..)
ذياب يهز رأسه : (شصار؟)
امجاد : (البنت ماقبلت.. وواضح انها مش متقبلة فكرة ان نعطيها سواق على حسابنا..)
ذياب ببرود :
(حلو... هاتي رقم سواقها..)
امجاد باستغراب مامعي رقمه..)
ذياب باصرار : (طلعيه من تحت الارض امجاد.. اذا عاجبها هي تركب مع سواق مختلف كل يوم وماتضمنه.. فاحنا مايعجبنا هالشيء..وبلغيها انها ماتمشي الامور بكيفها..دام رجولها وطت لـ آل زيد..تتقبل غصب عنها..)
امجاد : (ذياب ...اعتقد هالشيء خاص فيها..)
ذياب بدون تفاهم : (هالاجراء سويته معها ومع غيرها وانتي ادرى بـ هالشيء...محد عاند مثلها..)
امجاد تتقبل كلام ذياب وتجده منطقيًا لان ذياب بالفعل اتخذ هالاجراء مع كل بنت تشتغل بالشركة هذي.. لتقف بهدوء :
(حاضر..الحين اطلع رقم سواقــها..)
ذياب يهز رأسه ليراقب خروج امجاد..وهو غير متقبـــل لفكرة وجود بنت تفرض هيمنتها وتعارض كلمته.. وكان ينتظرها بتوعد بالمساء...موعد الخروج من الدوام..


*




الساعة 7 المساء.. كان موعد خروجها من الشركة..قررت تاخذ معها كم ملف تخلص باقي اشغالها في البيت لانها تحتاج لراحة بعد الشيء اللي عرفته بالاجتماع...كل ماتذكرت صدمتها يزيد القهر فيها والالم...وكأن اوجاعها عيت تهدا..
فتحت باب المكتب شافته يطلع من مكتبه..هربت بعيونها بعيد عنه ...اكيد عرف الحين برفضي...قال خايف علي قال... خوفوك جن ان شاء الله...
مشت من قدامه بكل ثقة بينما هو اخفى ابتسامته عن الشيء اللي راح يصير بالاسفل... دخلت بالاصنصير وكان الاصنصير وسيع موجود به كذا شخص معهم...انفتح للدور الارضي وهي كانت تراسل صديقتها منار بهدوء... طلعت من الاصنصير متوجهة للخارج...
انفجعت لما شافت ان السواق مش موجود وهي حذرته واكدت عليه ما يتأخر..رفعت السماعة وصارت تكلمه من برا الشركة وهي تراقب المواقف: (السلام عليكم...)
:
(وعليكم السلام..)
مهره بتساؤل : (لو سمحت فينك؟؟ انا اكدت عليك تجيني 7 ونص..الحين 8 وانت لسة مش موجود)
: (اعتذر لك ياختي بس انا ما اوصلك انتي بس...عندي شغل طول اليوم انقل واجيب بضايع...فطبيعي اني ماراح اكون ملتزم معك مئة بالمئة..)
مهره بغضب : (ماراح تكون ملتزم؟؟؟؟ ترضاها على بنتك ياعم ؟؟ ترضى بنتك توقف بالشارع كذا؟؟)
اجابها باحراج :
(والله يابنتي هذا شغلي وانا اترززق الله..)
مهره بقهر : (بس احنا ماقطعنا يدنا عنك ...كل شيء بحقه..)
ماعرف كيف يرد حتى جاوبت وهي ترتجف من الغضب خلاص مشكور ياعم...ادبر عمري..)
سكرت السماعة بوجهه لتنتبه لوجود ذياب ، شعرت بالقهر لانه يبتسم بشماته على وقوفها وهو اليوم عرض عليها سواق خاص فيها يجيبها ويوديها.. ظلت واقفة وهو لازال واقف...كل مواقف التأخير تصير قدامه..يعني ماصار هالموقف الا قدامك..
وقفت سيارة امام عينيها ليلتفت ناحيتها ذياب :
( لو ماعترضتي كان هالشيء ماحصل لك ...تحبين تحطين نفسك بـ هالمواقف..)
مهره بقهر انا جبت هالشيء لنفسي واتحمله...انت مش ملزوم فيني طال عمرك..)
ذياب حلو...يعني اشوفك بكرة واقفة بنفس مكانك تنتظرين سواقك المتأخر؟)
ماردت عليه، سفهته بكل بساطة ..ماتبي تنشغل باشخاص يعكرون مزاجها وصدمة موت ابوه لساتها تخليها ترتعش...وهي تفكر كيف راح تقدر تكمل معهم... تخرج امجاد لتنظر مهره وذياب وتهمس في نفسها الله يسامحك ياذياب...يعني سويت اللي براسك...)
مشت امجاد للامام لتنظر لمهره امشي نوصلك..)
شعرت بالاحراج وهي كل مرة بتطلع وينعرض عليها هالعرض : (خلاص اكلم ابوي علي يجيني...)
امجاد : (يابنت الناس امشي ...لاتتأخرين واقفة كذا..ماهي حلوة..)
لم ترد مهره سوى انها تجاهلت ...ليردف ذياب بغضب اركبي السيارة ...وانتي ساكتة...)
فتحت عينيها بصدمة كيف يخاطبها بهذي الطريقة لتردف لو سمحت انت مش ملزوم فيني ...)
امجاد لاحظت الغضب على وجه ذياب يزداد لتمسك بيد مهره وتهمس لها : (اذا تشترين سلامتك اركبي...لاتخلينه يعصب اكثر من كذا..ومن بكرة يجيك سواق الشركة وبدون اعتراض ...انتهى الموضوع..)
مهره بقهر تصمت وهي تنظر لزيد اللي كان بالفعل ينتظر اي كلمه حتى يكفر فيها... لكنها دخلت بهدوء للسيارة متجاهلته .. وكرهت نظرات اللي يشتغلون بـهالشركة..ماهي حلوة كل يومين تركب سيارة المدير..
جلست بصمت طول الطريق بغير رضى...ماعندها اي خيار سوى انها تروح وتجي مع سيارة الشركة...الله ياخذ بليس..يعني وش بيجيك ياعم لو ماتأخرت عليي وانتظرتني...لازم انحط بالموقف هذا مع هالصنم اللي قدام..
بللت شفتيها وراقبت شوارع الرياض من النافذة.. بصمت....



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-06-17, 09:22 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
كيفكم وكيف حالكم مع حوسة رمضان >_< ..
الوضع عندنا اليوم مكركب وعزيييمة...
بس هذا مايضر اني اجيب هالبارت ونستكمل قصة مهرتنا مع الذيب،،
ومن جديد ارحب بكل من يقرأ الرواية زائر او عضو..
ويهمني اشوف ارائكم الجميلة، لأني وبصراحة اكون مبسوطة اكثر من حماسكم..
اللي باذن الله ماراح يخيب وراح تتحمسون اكثر للجايات..

ابيكم تركزون على رسالة آدم ستيفنز لحبيبته فيينـا في بداية كل بارت..
ترا وراها قصة متعلقة بأبطالنا...
راح تظهر بالبارتات الجاية..



البـــارت : الثــاني..



:
:
:
/
الفصل الثاني



" الى العزيزة فينــا...
هل تعلمين ان الحرب اكلت الكثير من الجثث..
لقد امتد دخانها وبدأ يأكل بأحشاء القطط ...
لقد اصبحت الشوارع متسخة بالدم...
حتى عويّ كلابنا قد اختفى...
ماذا حدث في فرنسا؟ ... هل لازالت الحياة كما نعرفها؟
هل لازالت حديقتنا عامرة بالعاشقين؟
هل لازلتي تحفظين رقصتنا تحت ضوء القمر...
اشتقت اليك...
اتمنى ان لايذهب دخان هذه الحرب اليك...

آدم ستيفينز "

:
:
:





تدخل للمنزل بهدوء...يعاكس العاصفة اللي بداخلها...كيف تطفي جحيم هالنار.. شوفة ذياب ماخلف فيها الا الرماد... كيف تقول لجدها وتخبره...كيف تقول ان ماعاد ينفع تبقى مع آل زيد...حقها وحق ابوها ضايع...حقها راح ..ماعاد تقدر تطالب الشيء...اقصى مطالبها تتمنى من ربها يخلي ذياب يختفي من الوجود..
اللي غصب حقوقها وحق ابوها ... وش له داعي تواجه اهل قاتلين امها وابوها؟؟؟ وش له داعي تطلع طعونهم من ظهرها..
دخلت محطمة تحبس عبرة ، ولما شافت جدها جالس بالكرسي الطويل اللي بالحديقه...سلمت بهدوء ومارفعت عيونها لجدها.. اللي حس بشيء في مهره بنته واردف: (مهره ابوي شصاير لك؟)
مهره ترفع عينيها بانكسار وبعجز وتلمع عيونها بالدمع...
لم يتحمل جدها ليحتضن صغيرته :
( افأ...منهو اللي قدر يزعل بنتي ؟)
مهره بحزن تجهش بالبكاء في حضن جدها وهي تهز رأسها بحسرة مقدر يبه... مقدر والله مقدر...)
جدها يهز رأسه : (بسم الله عليك يابوك...صل ع النبي..فهميني شصاير لك؟؟!)
مهره بغبنة مقدر اشوفه يبه... تعرف وش يعني مقدر اطالعه واسوي شي بحضوره؟؟؟!! ...احسني خاسرة يبه
مقدر اخذ حقي وحق اهلي منه...مقدر انتقم وافضحه بسوايد افعاله..)
جدها ينتفض بعدم رضى : (تسكتين يابوك وحقوقك يتلاعبون بها عيال زيد؟؟؟ انا ماقولك ضريهم..
بس لاتسكتين للناس ولك حق...خذي حقك ..خذي حق ابوك..لو انا رجال بصحتي وبعافيتي ماتركتك تسوين هالشيء لوحدك...)
مهره باندفاع : (ماني لوحدي يابو عبد الله...ماني وحدي وانت معي...)
مسحت دموعها لتنتفض من فكرة ان لها حق ويتلاعب بهِ غيرها لتجيب جدها : (وحقوقنا محد مضيعها يبه...بأرجع وبأخذها..ماني بنت عبد الله لو مأخذيت حقي وحق هلي..)
ابتسم جدها يقبل جبينها : (خلك قوية يامهره...خلك قوية..ولاتقولين مقدر..انا ماربيتك عشان تتنازلين عن حقوقك للظالم..روحي قدام عينه وطالبي بحقك...)
مهره تحتضن جدها بحب: (والله لو ما انت مدري وش بيصبرني على هالحياة...)
بو عبد الله يحتضنها بحنان ويبتسم : (قوي عودك يابنتي...روحي اقري لك من آيات ربّي...
وكل هم بك بيروح ..)
هزت رأسها لتبتسم بعد ان قبلت جدها بحب وتوجهت لغرفتها الصغيرة... لتجد رسائل متعددة من صديقتها منار التي كانت تريد ان تعرف ماذا جرى لها منذ يومين...ابتسمت بحب لصديقتها الوفية..بدلت ملابسها واستلقت براحة على سريرها وبيدها الجوال لتتصل على منار ليأتيها صوتها بعد دقائق بصراخ : (مهيييييييييييييييرووه)
مهره تبعد السماعة من ذانها : (اخ اخ بطيتي اذني...انتي شلون صرتي ام وبعدك ماعقلتي؟؟.......)
منار بحماس : ( هههههههههه بسرعة قووووووووولي شصار عطيني التقرير ..)
مهره تضحك وهي تتربع وتحتضن وسادتها هههههههههههه انتي ماتخافين الله..سوسة سوسة...تحبين تقروشين الناس..)
منار بابتسامة : (يالله خلصيني عطيني تقرير باللي صار..)
مهره بارتباك تتنفس بقوة ثم تردف ماعرف شنو اقول يامنار وشنو اخليه!!...
اليوم انفجعت...تذكريني كيف كنت اقولك بأروح لذياب وبأسويه له وبأنتقم منه..
كل هالشيء راح من يدي وماعادني اقدر اسوي شيء..)
منار بفجعة : (ليييييه شصار؟؟؟ حد تعرض لك يابنت؟؟!)
مهره صمتت قليلاً وهي تحدق بيديها ..
لتجيبها منار بجنون :
(بنننننننت...)
مهره بقهر مقدر اواجهه..احسني ضعيفة وخاسرة ..)
شهقت منار بغير تصديق : (تمزحيييييييين؟؟؟ مهووور....وين كلامنا اللي قبل؟؟...ماعهدتك تحبين المزح كذا...)
مهره بسخرية ليتني اقدر امزح..)
منار بمواساة : (طيب شنو بتسوين ؟؟)
مهره تستجمع شتاتها لتردف: (مستحيل اترك لي حق ولاهلي عند عيال زيد...ابوي كان شريك لهم...وله حصة من الايرادات..)
منار بتشجيع : (ايه ياقلبي خلك قوية...لاتسكتين...ياويلك لو تتنازلين عن حقك...والله اجيك واتوطى ببطنك..)
مهره تبتسم : (كيفه خلوودي؟؟)
ابتسمت منار تنظر لولدها بحسرة : (مشتاق لابوه اللي راح...)
مهره بحزن لصديقتها الله يرحمه ويجعل ملقاه به بالجنة..)
منار بألم : (اللهم امين...)
مهره بتساؤل : (طيب ماقدرتي تطلعين للحين؟؟على الاقل تروحين مواعيد خلودي )
منار بقهر وعبرة : (وين اطلع؟؟ وييييييين اطلع وعندي مثل هالابو؟؟ شوي ويحبسني انا وضنااي بالحمام...)
مهره تهز رأسها بقهر : (لاتسكتين...واجهيه قولي له مالك حق ..ماله حق يسوي بك سواته..)
منار بوجع : (اواجهه عشان اشيل قفاي للقبر؟؟؟ ...لو تبيني اعيش لاتزرعين هالافكار براسي مهره...تكفيييييين..)
مهره بحزن بسم الله عليييــــك...
والله ماخليكم كذا...اصبري والله لا اطلعك...كم صار لي ماشفتك..حرام عليه..شهور ماخلاك تتوطين برا البيت...)
منار بابتسامة تحتضن ابنها النائم في حضنها والله مابه شيء مصبرني غير خلوودي...ياجعلني فدا رجوله بس...)
ابتسمت مهره بحب : (افغصيييييييه وبوسيييه عني...بعد قلبي والله اشتقت لخدوده...)
منار : (يالله هانت ...ان شاء الله بحاول اقنعه اطلع واجيك..)
مهره ان شاء الله..)
منار: (يالله اخليك ترتاحين...)
وبتنبيه مهره....حبيبي كوني قوية عشانك وعشان بابا علي...)
مهره تبتسم وعينيها تلمع : (ماراح اكون ضعيفه...ان كان لي حق باخذه...)
منار انتبهي لنفسك حبيبتي...يالله مع السلامة...)
مهره تغلق السماعة: (مع السلامة..)
استلقت وهي تتقلب على السرير، وبدت فكرة تخطر ببالها مقد خطرت لها...هل معقولة ذياب ماحس من انا؟؟؟ ...كيف يسمح لنفسه يعيش بضمير ميت ويرضى بظلم الناس؟؟؟؟ ...احتضنت الوسادة وهي تحاول اغماض عينيها..
الله لا يسامحك...قهرتني بامي وابوي...قهرتني بحياتي اللي عشتها بنقص ووجع...
عشت بهنا وتهنيت بابوك وامك...وتركتني طول سنيني اعيش بلا ام وابو...

غمضت عينيها وهي تردد آيات من كتاب الله المجيد...حتى يرتاح قلبها ويهدأ النار المشتعل بصدرها...


*



اسبوع كامل مضى بحذافيره بتلك الشركة...طوال الاسبوع تتهرب من فكرة التصادف مع امجاد او ذياب...كانت تسوي شغلها مع عثمان غالبًا ومكتب المحاسبة اللي تحت...
واذا طلب ذياب تقارير تتهرب ...او تعطيها عثمان او اي موظف ثاني يدخلها....
ان واجهت نفســـها وقالت تبــي الصدق...حست انها ضعيفة...ايه ضعيفة...ضعيفة ماتقدر تطلب حقها...
ماتقدر تسوي شيء.... بس ماتبي تخليه يتهنى بحياته...تبي تاخذ اغلى مايملك...او تستولي عليه...ضرني سنين بفقدي لامي وابوي...كيف وليه ما اضره...يستاهل...يستاهل ...
ابعدت الفكرة من راسها...كيف تقدر تضره وهي ماقد ضرت نمله...شفت يالظالم؟؟؟ حتى انا ارحم منك ومقدر اسوي مثل سواتك...الله حسيبي عليك..
وقفت بتثاقل وراسها يوجعها وهي تطلع من مكتبها واخيرًا متوجهة لمكينة القهوة تاخذ لها كوب كوفي وتنزل بالمقهى اللي تحت... لكن ماصارت الا دقائق عديدة وهي تشوف امجاد تجلس معها على نفس الطاولة :
( قررت اعقد معاك صفقة...)
بسخرية اردفت :
( وانتوا حياتكم كلها صفقات؟؟؟..متى بتفرقوا بين الحياة الواقعية وحياة العمل؟)
لم تفهمها امجاد لتجيبها :
( ماعلينا من هذا كله...موافقة ولالا؟)
مهره تهز رأسها :
( موافقة على ايش بالضبط؟؟ هاتي ماعندك واشوف..)
امجاد : ( نقدر نصير اصدقاء لفترة معينة؟؟؟)
مهره بينها وبين نفسها تهمس : ( ما اتشرف..)
لكن ماسمعتها امجاد واردفت بتساؤل وهي تشرب رشفة من قهوتها :
( وش مناسبة هالصداقة؟؟؟!)
امجاد برجاء :
( ادري انك ماتتقبليني...ومدري ليه بس ماهو شغلي...تكفييييييين يااختي طلبتك بالله ...طلبة مسلم ماله الا اخو المسلم..)
مهره ضيقت عينيها: ( تفضلي؟؟؟!)
امجاد تتنهد وتردف :
( عندي فوق الـ 15 تقرير حق رحلتنا لروما...بس ماني جاية اخلص ولا شيء منها...لان اعدادها هايلة ومو قادرة اسيطر عليها...تقدري تساعديني؟؟؟!)
مهره تهز رأسها باستغراب :
( وليه مايشفق عليك ولد اخوك...) صمتت لدقائق ثم اردفت
( اوه صح نسيت انه مايعرف الشفقة والرحمة..)
امجاد تبتسم : ( انتي قلتيها...ذياب بالشغل مايرحم...مايرحم نفسه ولا غيره... فتكفين...)
مهره ابتسمت : ( اتفقنا...)
امجاد بسعادة : ( يا اختي الله يسعدك ويهنيك... وهم مايمنع ان احنا نصير اصدقاء عن حق وحقيق...)
مهره دارت بعيونها عن امجاد...ماتبي تطالعها وتقول لها ...انتم اهل شخص قاتل ...وهالقاتل ماقتل اي شخص...قتل اعز الناس لي...كله عشان يحفظ فلوسه ومايفرط ففيها...كله عشان الطمع والجشع اللي في قلبه...
مهره هزت رأسها مجاملة تأييد : ( بعد ساعتين اخلص لك التقارير... بس لاتتوقعي اني بوديها لمكتب المدير بنفسي...بليز توسطي بالموضوع وانتي وديها او خلي اي احد ياخذها له..)
امجاد تغمز لها : ( افا عليك... تم)
وقفت مهره باحترام : ( اشوفك على خير..)
هزت امجاد رأسها لتراقب مغادرة مهره للاعلى ...وانتبهت لطيف ذياب واقف من بعيد وهو يراقب حديثها مع مهره... وقفت بسرعة وصعدت ورا مهره حتى مايهاوشها ذياب لانها صايرة هاليومين بطيئة مرة في الشغل وسفرتهم مابقى عليها الا اسبوع واحد بس...




*


فتحت ألبوم صورها بوجع...فستانها الكحلي الفيكتوري بيوم ملكتها كان محل انظار الجميع...طقم الالماس اللي من اخوها ذياب كان شيء ملفت بليلة ملكتها... مستحيل تنسى لمسات مسفر لها وهمساته باذنها...مستحيل تنسى كيف كان يدللها ويرضي غرورها... لكن اللي صار بعد كم يوم من الملكة...خرب عليهم كل حاجة...امه بكل بساطة طلبت منه يطلقها... هاوشته وهددته اذا ماطلقها ماراح تكلمه ...كانت تخانقه وتقوله تتزوج وحدة اخوها مايخاف الله وقاتل له بني ادم؟؟؟ ... ماكانوا يدرون باللي يعرفه مسفر عن ذياب...
كان صاحبه وصديق روحه...وبنفس الوقت ولد عمه... فكيف يطعنه ويطلق اخته بكل بساطة بعد كم يوم من ملكة اخته...وبعد كم يوم من عقده عليها؟؟؟ اضطر انه يطلقها...بدون مايقول لها اسبابه...
اضطر انه يحرقها ويجرحها...ويدمر عليها اجمل ايام عمرها...ويقتل شبابها... ماتنسى كيف كانت ماتطلع من غرفتها بالاسابيع...وماترضى تاكل لين ماتجيها امها وامجاد ويهاوشوها عشاان تاكل...
تعبت وهي تسكر الالبوم بكره... وبحقد... خمس سنين من سويت سواتك يامسفر...ليت قلبي يقدر يسامحك...وليته ياخذ غيرك وينشغل به...
بلعت غصتها وهي توقف وتحبس البوم حياتها في صندوق... ممتلئ بالزهور اللي اهداها اياها يوم ملكتها...زهور الزنبق...
ماتت زهورك مسفر...ماعاد سقتيها...رحت وتركت لي بقاياها الذابلة...
تكسرت بعض الاوراق المتيبسة وسط كفها الناعمة...وبللتها بدموعها...نثرتها بالصندوق واغلقته ورفعته في دولابها من فوق...
طلعت وهي تشوف امها تقرا على بطن بنتها الحامل...نزلت بخطوات متواسعة من الدرج وتوجهت لرجول اختها وهي تقبل بطنها وتهمس بحب : ( كيفه شيخنا؟؟؟...بعده نايم ماطلع من بيضته الكسلان؟؟؟)
امها بعتب تهز راسها : ( الحين انتي تدرين انه ولد ولا بنت هاللي تسولفين معاه؟؟)
عبير بابتسامة :
( عندي شعور انه ولد...)
شيماء تنظر لعبير المستلقية على رجولها : ( واذا ماكان ولد وش بتسوين..)
عبير بسخرية : ( احتفظي فيه...حنطيه...علقيه سوي به اللي تبيه...انا مابي الا ولد..)
شهقت شيماء وهي ترفس عبير : ( انتي ماتخافين الله...عندك عنصرية من الآن؟؟؟...خليك ديموقراطية...)
عبير بضحكة : ( هههههههههههه استغفر الله بس دايم احسك لو جبتي ولد بيطلع احلى...يعني تخيلي تجيبين بنت عصلاء مثلك...تكفين لاعاد تجيبينها لي...)
امها تخزها بقوة : ( انتي ماتتأدبين ...اللي بيجي من الله حياه الله... وانا ماعندي فرق بين الولد والبنت...كلهم عندي سوا)
شيماء تقبل امها بحب : ( تعلمي من ست الحبايب يالحولاء...بكرة بيدخلون بناتك في صدمة نفسيه من امهم..)
عبير : ( يعني تخيلي بكري تكون بنت؟ والله اطب من السطح... استغفر الله ممكن افكر اني احولها لبوية... البسها ملابس اولاد والعب عليها ...اقولها لها ترا اسمك زيد وهويتك ذكر)
شيماء بفجعة : ( ءءءءءءءءءااااااا .....والله ماتستحين على وجهك...) رمتها بالخدادية بوجهها
( الله يعين بناتك عليك..)
ضحكت عبير : ( ههههههههههههههه مو لهدرجة ياختي العزيزة...لكن شأسوي فطرة من ربي...مافي احلى من الاولاد..)
ناظرت بامها اللي مو عاجبها كلامها لتردف لامها : ( وتبين الصدق يمه ...شنو يقولون؟؟؟ مااغلى من الولد الا ولد الولد... مافي على البنت حاجة...دايما مسحوب عليهاههههههههههه)
ام ذياب تهز رأسها باسف وهي تبتسم : ( انتي طول عمرك ماتتأدبين ...والله هذا انا جبت بنتين ولو خيروني بدالهم باولاد مابغيت... )
شيماء بحب : ( فديت ام ذياب ياناس...)
عبير بنص عين تنظر لامها : ( اسألك بالله...ننقاس احنا وذياب بكفة الميزان؟؟؟...اكيد كفة ذياب هي اللي ترجح معك...)
امها تهز رأسها ( كلكم غالين على قلبي... وكل واحد له مكانته بقلبي..)
عبير تبتسم بعنصرية وهي ترفع يدينها للسماء ( يارب خل كل ذريتي اولاد...)
شيماء تضحك وهي تطالع امها : ( بنتك هذي مرفوع منها القلم...خلاص ماعاد به فايده نتفاهم معاها ههههههههههههه)
عبير ببجاحة : ( اقول اخلصي علينا كم باقي على ولادتك؟؟!
...الفيلة والبقر ولدت وانتي بعدك تزحفين..)
امها تضربها بغضب : ( سمي بالله الرحيم لاتصيبين اختك بعين...)
ابتسمت شيماء بهدوء وهي تضع يدها على بطن طفلها : ( مابقى الا كم اسبوع تقريبًا ...)
امها تنظر لابنتها : ( ربي يسهلها عليك يايمة...)
نظرت لعبير بحب وبدعاء ام صادق ( ويخلف بك اختك..ونشوف عيال عيالكم..)
صمتت عبير...لم تردف...
الالم المنكسر...
الامنيات...
الاطفال...كلها كانت احلام من الماضي...
لم ترد يوما الا مسفر...
ولن تبتغي احدًا غيره..
وان لم يكن لديها اطفالًا من مسفر...فلا تريد اطفال ...البتة!





*

طلعت من المكتب بعد انتهت من 9 تقارير لامجاد...واللي من المفترض ان تسلمها لامجاد...او عثمان...لكن ماشافت لا امجاد ولا عثمان بوجهها...توجهت لمكتب امجاد...ضربت الباب اكثر من مرة بس ماكان فيه رد...حست بقهر شديد لما فتحت الباب...
وهي تطالع مكتب امجاد الفاضي بحقد شديد...
كيف تتركها كذا وهي وعدتها انها راح تسلم التقارير لذياب بنفسه..
انتفضت من غضبها وهي تعض شفايفها بغيض :
( الشرهة ماهو عليك يابنت آل زيد...علي انا اللي خذيت كلامك بمحمل الجد...)
هي اكثر الناس كرهًا لرؤية ذلك الرجل...
فكيف تدخل ببساطة وتتواجه معه وتناقشه على تلك التقارير..حست انها راح تذبح امجاد بمجرد تشوفها ووعدت نفسها انها ماعاد تسوي شيء لـ هالبنت اللي ماينوثق فيها..اضطرت انها تستسلم لعدم وجود امجاد بعد مانتظرت ربع ساعة...
توجهت لداخل الممر اللي فيه مكتب ذياب... ارتجف جسمها..وهي مو متقبلة فكرة انها تدخل وتناقشه بالتقرير..بس بما ان هذا الشغل وقع على عاتقها...فمحد راح يتعاقب غيرها..
مشت بهدوء وهي تطرق الباب عدة مرات حتى جاها الرد انها تدخل...من سمعت كلمة تفضل من صوته...اهتز جسمها...وارتعشت اطرافها...اختنقت وكأن الاكسجين ماعاد يكفيها...
كيف اقدر اواجهك بمكان واحد واسيطر على افعالي وملامحي...؟؟
كيف ماتشوف الطعنة اللي جرحتني فيها ومو ممكن اسامحك عليها...
كيف تسوي كل سواياك وتجلس مرتاح ورا مكتبك؟؟؟
دخلت بخطى مرتبكة ...تعاكس الثقة اللي كانت فيها كل مرة ..
منزلة عيونها وميتة خوف...وتحس انها مو قادرة تبلع ريقها حتى...كان يناظرها..وكانت ودها تخنقه بالمقابل...
ماكانت تدري انه كان يقرأ عيونها واللي تقوله...ماكانت تدري انه عارف بارتعاشها وخوفها...ومايلومها...
حطت التقارير على مكتبه وبصوت هادئ:
( هذي التقارير تبع الاجتماع اللي راح ينعقد بروما باذن الله الاسبوع الجاي..)
ذياب يلتقط التقارير ويمرر نظره سريعة ثم يردف :
( ماكان هذا شغلك...كان هالشيء على عاتق امجاد..)

جعل يطيح فوق عاتقك جبل قل امين...تكلمني بضمير ميت ومرتاح...ماتعرف خطاياك وماتنبش الماضي الاسود اللي يدينك متوسخة فيه...
ارتباكها وتقطع صوتها ماخلى ذياب الا انه يركز عليها حتى نطقت:
(أمـ ممجـاد ...طلبت مني اخلصه لها..)
ذياب : ( على أي أساس؟)
رفعت عيونها بصدمة تطالعه وهو يتكلم : ( تاخذين شغل انا ما امرتك به ليه؟؟؟)
مهره بنبرتها المختنقة ..والتي تكاد ان تكون مخفية تردف:
(كل اللي سويته اني طاوعت مديرة اعمالك وسويت اللي تبيه..)
ذياب يقف يمزق الاوراق امام عينيها ويرميها بالقمامة :
( امر ماجاك مني ...ماتسويه...ومالي شغل بامجاد وغير امجاد...)
ناظرت الاوراق بقهر ..مالك حق يالظالم مالك حق...ساعتين وانا منكبة اسوي لك تقارير في النهاية تسوي كذا..لعلك البط
قالت بخوفها تبي تغيظهلو كنت ادري انك بتسوي كذا كان حرقتها قبل لا اجيبها لك طال عمرك..)
باستلعان اكبر اجابها : ( ولا لك لوى الحين احرقها لو تبين...بس كنت ابي ارميها قدام عينك)
بغيض ترد بنبرة غاضبة : ( شيء ثاني؟؟؟؟)
ذياب يقف وهو يسلمها ملف كبير : ( عيدي التقارير وهاتيها...بعد ساعة تكون على مكتبي...)
مهره بغير تصديق : ( ليه اعيدها؟؟؟ ليه رميتها من البداية اذا انت تبيها..)
ذياب : ( ضريبة قبولك لاوامر غيري ... تحملي ماجاك..)
مهره بداخلها ...
الله ياخذك وينتقم منك... صدق من قال انه مابقلبك رحمة...القتل والجرايم مو غريبة على امثالك...
حاولت انها ماتكون مهزوزه وهي تردف له : ( الله خلق ومحمد ابتلى....)
عرف من تقصد...ان امجاد تأمرها وهي تبتلي بكلامها...يطالعها بنظرة قوية : ( عندك اعتراض؟)
مهره بسخرية وقوة : ( ساعة وتوصل التقارير لمكتبك..)
ذياب يهز رأسه : ( تفضلي..)
خرجت من مكتبه وهي تحمل كمية غضب مو طبيعية...
عليه ...على امجاد...على آل زيد..
وعلى الساعة اللي فكرت فيها تقابل وجهه...
طلعت من مكتبه وهي تدخل مكتبها بغضب : ( الله ياخذك...الله ياخذك اخذ عزيز مقتدر ...)

وكملت شغلها بقهر وهي حالفة تخلصه قبل ساعة عشان تكسر به عينه...



*


تعود امجاد من معرض تمت دعوتها اليه في الرياض..بتعب شديد الى الشركة لترفس باب مكتبها الا انها اهتزت حينما سمعت صوت ذياب الحاد يناديها بقوة من مكتبه لتضع يدها على قلبها بخوف وهي تهمس : (سلامٌ قول من رب رحيم...)
ماهي فاهمة شفيه كان يناظرها معصب وهو يشير لها بأن تلحقه...لحقته بخوف ومو فاهمته ابدًا ... اشار لها بأن تجلس على الكرسي وهو يناظرها بحدة : ( وش له تعطين مسؤولياتك غيرك؟؟؟)
امجاد عقدت حاجبيها بغير فهم وبعدها صفعت على خدها بشهقة ونسيان وهي تردف : ( ياويييييلي نسيت مهره...)
ذياب بغضب : ( مرة ثانية...لو بغيتي تعطي تقاريرك حد ثاني يسويها تبلغيني.. انتي تعرفيني ماحب هالشيء وماتقبله..)
امجاد بتساؤل :
(طيب ياذياب ماله داعي كل هالعصبية...ماني فاهمة الحين انا شصار؟؟ هل تأخرت بالتقارير ولا شسالفة!!)
ذياب ينظر للقمامة : ( شوفي مصير اهمالك..)
شهقت وهي تقرب منه وبقهر : ( يعني ضيعت تعب البنت والحين بتتعبني...موقفك ماله داعي..)
ذياب بنرفزة : ( مو انتي اللي تحددي موقفي امجاد...)
امجاد تتنفس الصعداء وبقلة صبر : ( الحين وش بيخلصه يا ذياب؟ ...يعني ماتتخلى عن دكتاتوريتك ولو لمرة؟؟؟ ..)
ذياب ينهي النقاش وهو يناظرها بغضب : ( لاعاد تحاتين...مسؤوليته ماصارت عليك..)
امجاد تعقد حاجبيها بغير فهم ليجيبها : ( طلبت منها تعيد التقارير..)
امجاد بعصبية : ( لو ربي بيحاسبك...بسبب قسوتك على موظفينك..كذا مايمشي الشغل ذياب..)
ذياب بحدة : ( هذي طريقة الشغل عندي...واللي عنده اعتراض الباب يدل دربه..)
امجاد بقهر :
( الله يسامحك...اهـي مالها شغل تعيد التقارير..
انا اللي طلبت منها هالشيء..
ولو في حال انك حبيت تعاقب حد عاقبني انا...مهره مالها ذنب انها جاية بكل صدق نية وتترزق الله..)
ذياب يفتح ملفه ويجلس على مكتبه وهو يفتح قلمه :
( أشوفك وقت ثاني..)

تنفست بقهر وبغير ارتياح وهي تطلع من عنده...ابدًا ماعادت تحب تصرفات ذياب اللي ماتدري وش السر اللي وراها...بس ماهي هينة...اللي عاناه ماهو قليل..وهي اكثر الناس تعرف انه عانى...فلذلك قلبها مايقوى تقسى عليه...
تعرف دائما كيف تجاريه..لذلك اختارها هي تكون مديرة اعماله...اللي بالفعل مايقدر يستغني عن وجودها...
لانه لازال يشوف حكمة ابوه زيد فيها...بقراراتها وبعقلها الكبير...
بسيطرتها على غضبه في حال كان معصب وقت الشغل او حتى برا الشغل...طالعت مكتب مهره بحزن عليها...
كل اللي تفكره بمهره انها انسان ماتستاهل اللي صار لها ...وماهي عارفة كيف تروح وتعتذر لها...
ترددت بالدخول الى مكتب مهره الآن...ومن باب الحكمــة..
قررت تأجل اعتذارها ليمــا تنتهي مهره من شغلها...
او بالأحرى...
عقـــــابــــها...




*


في الشركة وبما انه منشغل بالعمل...لم يتسنى له ان يرفع عينيه طوال هذه الايام...صحيح انه يقسو كثيرًا على موظفيه دون استثناء وبما فيهم امجاد...ونفسه...
فهو غالبًا يخرج من الشركة في منتصف الليل في هذه الايام...لانه حينما يعود للمنزل...تعود بهِ ذكرى الناس اللذين وثقوا به كثيرًا... تعود بهِ رائحة الاموات اللذين خذلوه...
عمه زياد...
لو تعرف ما حلّ بي بعدك ياعم؟ ...
هل سمحت لنفسك بالرحيل؟؟!...
كيف استطعت تركي...كيف قطعت المسافات والاشواط وتركتني وحيدًا اصارع كل مصاعب هذه الحياة...
واتلقى عقوبات لا استحقها...
تنهد وهو يناظر بولد عمه وعضيده مسفر...اللي يوم شافه ابتسم وهو يوقف له ويصافحه : ( حياك الله مسفر...)
مسفر بابتسامة : ( حياك الله... ها كيف شوطك يالذيب؟ )
تركه مابيده بتعب وهو يشير للاوراق التي حوله : ( كل شيء بشوفة عينك... كادح ليل بنهار...وماني جاي الحق..خصوصا لو كان عندك حريم يعطلونك..ويطلعونك من طورك )
ضحك مسفر : ( ههههههههههههههه...ليه شنو مسوية لك امجاد هالمرة؟؟!)
ابتسم ذياب وتفكيره بالتقارير الذي لايعلم متى ستصل : ( ماهو بس امجاد... لكن ربك يعين..)
مسفر بفزعة : ( ماعليك...هات ماعندك واساعدك...)
ذياب يمد له ملف وبتساؤل : ( فيك خير؟؟!..)
ضحك مسفر : ( باذن الله بحاول اخلص ...بس لا طولت لاتعتب وانا اخوك...ماعندي صبر الانبياء )
ابتسم ذياب متنهدًا وهو يسند رأسه على كرسيه الجلدي.. مغمضًا عينيه بأسى...لاحظه مسفر وعرف تماما لماذا...فلا احد غيره ومسفر يتشاركان هذا السر الذي لا يعرفه احد سواهما...
كلاهما يحملان ذلك الهم...ولكن لم يشب رأسًا غير رأس ذياب...فهو الذي عانــى لاجل تلك الحقيقة...
نظر له مسفر وصمت..يعلم ان ذياب يكره ان يفاتحه مسفر بهذا الموضوع وخصوصًا في هذه الايام الاخيرة...
دايم يقوله اترك الموضوع للايام...اتركه للنسيان...
بس مايدري ليه ماجاه نسيان ...
اضطر مسفر ان يفضي مابه :
( قلت لي اترك الموضوع للنسيان...
سنين ياذياب وانت مانسيت... ؟؟!)

ذياب يهز رأسه بأسف وهو يختنق بحقيقة مرة تلاحقه ..
( أنسى وبنته حولي؟؟...أنسى وانا اشوف حقد بنته بعيونها؟...
حتى نوم الليل مانامه...ماعاد لي خاطر اتكلم مسفر...
انت تدري بالحال وعارف..)

مسفر بصدمة وغير تصديق : ( كيف بنته حولك؟؟!...)
ذياب كان سيتكلم لكن رأى طيفها يدخل بعد ان طرق الباب باحترام...وهو ينظر للساعة...مرت 35 دقيقة فقط... استطاعت فيها انجاز التقارير ..
وهي تدخل بثقة امامه وتنظر له بتحدي وكأنها قادرة على هزيمته... نظر لمسفر وابتسم بحسرة...
مسفر صمت باحراج وعرف شنو اللي يقصده ذياب بكلمة بنته حولي...
مهره بنبرة قوية : ( أوامر ثانية استاذ ذياب؟؟؟!)
ذياب يرفع عينيه ناحيتها وينظر لها لدقائق معدودة ...بصمت...
هذه المرة الاولى اللي يقدر يثبت فيها عيونه بعيونها...
كأنه لمح عيونها تلمع...
كأن احمرار عيونها عاد من جديد...
كأنه لمح قهر وعذاب سنين...
كأنه لمح صرخاتها وفجعتها بخبر امها وابوها..
لكن تركها... مايبيها تدري انه عارف من تكون...
مايبيها تحس ان هو كاشفها وعارف سواياها...
والاعظـــم...
انه مامنعها...


هز رأسه بهدوء :
( تقدرين تكملين شغلك..)

هربت من اندهاش عينيه بعينيها...هربت من المكتب وقلبها ينبض بشكل مو طبيعي...كانت بتطيح على ركبها من الرهبة اللي صابتها...
قدر يحط عيونه بعيوني يبه...
قدر يحاكيني بعيونه ويقوله انه مجرم...
مايدري اني اعرف بكل سواياه...
مايدري اني اعرف انه ذبحكم...
مايدري اني مؤمنة انه مافي بالكون سفاح مثله...
سفاح يعرف شنو معنى اليتم...وييتم عيال الناس...
انطلقت وهي تركض لمكتبها وتقفل عليها الباب وتحبس عبرتها...
لكن وين؟؟!
من يقدر يحبس عبرته في مواجهة احد قتل اهله...
كيف يامهره وهو ذباح امك وابوك...
بكت بوجع على مكتبها...
بكت كثير وماحست على نفسها يوم غفت...



من داخل المكتب ينظر ذياب لمسفر :
( شفت؟...هذا الشيء انا مقدر اواجهه كل يوم يامسفر...
هذا الشـــيء مضطر اني اتعامل معه كل يوم...
مضطـــر احمل الذنب من عيونها...)

مسفر يردف لذياب :
( ماسويت شيء اخطيت به ياذياب....
كنت مضطر ...ومحد عليه لك لوم..)

صمت ذياب ليعقد مسفر حاجبه مشيراً :
( وليـــه ماتصــارحها؟؟!...)

ذياب : ( اصارحها وافجعها؟؟...خلها على ربك...على الاقل عندها الايمان بانها التقت بقاتل اهلها واخيــرًا...وهو مايدري عنها..)

مسفر كان سيردف لكن انتبه لدخول امجاد اللي واضح على وجهها ملامح العصببية لكن بمجرد ان شافت ولد اخوها مسفر ابتسمت بحب : ( حي الله من جانا... )
مسفر يقف لعمته ويسلم عليها :
( حي الله قدومك...ها وش الاخبار؟؟!)
امجاد بحقد تنظر لذياب اللي كان في وجهه شبح ابتسامة من عصبية امجاد : ( بخير...
بس في شخص لاعب بليس على عقله اليوم
...عكر مزاجــي..
الله يسامحه ..)

ضحك مسفر ينظر لذياب :
( والله مدري من فيكم مطلع عيون الثاني.. بس عندي تحيز واحساس انه ذياب معه حق..)
امجاد بقهر : ( دايما معه حق....انت ماتوقف بصف عمتك يالجاحد...خاف الله فيني انا شلتك وربيتك..)
مسفر يضحك بافراط :
( شلتيني وربيتيني وانتي اصغر مني بـ سنة ؟ هههههههههههههههههه... تكفين لاعاد تعيدها )
امجاد بترقيع : ( المفروض توقف بصف عمتك ...)
مسفر يستلطفها : ( وانا اقوى...؟؟
اتركــي ذياب علي... امشي بس نروق بالكوفي اللي تحت..
جعل مايروق غيرك)
امجاد تطالع بذياب اللي كان مبتسمًا ...
وطلعت مع مسفر متوجهة للكوفي اللي تحت...
وتتمنى انها تلقى الفرصصة المناسبة حتى تعتذر من مهره..
لانها فتحت باب مكتبها قبل قليل..
نادتها لكن شافتها مو بخير وهي طالعة من مكتب ذياب...
عرفت انه ذياب قهرها بشيء كالعادة...
وكالعادة كان اعتقادها انه بالشغل!!..
ماتدري عن الخبـــايــا الدفينة!!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-06-17, 02:57 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالكم ان شاء الله طيبين؟؟
هذا البارت ووصل...وبليييز لاتحكموا على شيء ...اعتبروه مسلسل واحداث مابعد تبين كلها...
فتريثوا بالاحكام ووسعوا شويتين من مدى رؤيتكم...
وبالنسبة لنمط التوقعات...حاولوا تغيروا عن نمط توقعاتكم...
لان البعض توقع توقعات الكل يقدر يتوقعها فانا مش بالسهولة هذي اخلي كل شيء على نفس النمط...
المهم يابعدي شكرًا من القلب على عدد المشاهدات اللي يثلج الصدر...
واتمنى كلكم تطلعووون من البيضضضضة...
تعالوا كلكم هنا خلوني اشوفكم واستانس معكم ياخي...
وشكرا مررررررة لكل شخص نبهني عن اي التباس بالرواية ...
وقعت في غرامكم وانا توني بالبارت الثالث...
الله يعيين قلبي بعديييين ،،...

يالله استمتعـــوا "$ ،،..







البـارت : الثالث



:
:
:
/
الفصل الثالث

" اريد ان اخبرك عزيزتي فينا...
بأن صديقنا العجوز بولي مارس مات...
حينما كنت احصي اعداد الجثث مع الجنود..
رأيت جثته من بين العديد من الجثث...
كيف وصلت الحرب الى مدينة هذا العجوز المسكين؟!...
اخبريني...هل انتِ بخير؟!...
اشتقت اليك...
كوني بخير..

آدم ستيفينز "

:
:
:






تنزل من سيارة الاجرى...وهي تشعر بقلق ...
رجولها كانت مضطربه...
كـــانت هزيلة ...نحـــيلة امام صفعات العالم..
كيف تنزل وتقوله...كيــف تخبره ان عنده ولد من 3 سنين بس ماخبرته...
كيـف تواجهه بـ هالشيء وهي كارهة انها تواجهه...
كل اللي صـار بينهم صفحة انطوت بالماضي..
كيف ترجع له وتخبره انها محتاجة ابو لابنها...كيف؟؟!!
ابنها اللي جابته بعيد عن ابوه ...
وعن مسمعه... ابوه اللي قرر انه يتركهم وهو مايعرف بوجوده..
ابوه اللي صفعها بتركها لها ... ومغادرة من حياتها...
كل الاختبارات كانت ممكن تتحملها بحايتها...الا مرض طفلها الصغير بقصور بعضلة القلب... وكونه مو مسجل ببطاقة عائلة ابوه..
مايمتلك تأمين صحي...وبالاصح... مايقدر يخضع لأي عمليات غير العلاجات الاعتيادية...
كانت تكره انها ترجع لابوه... طول هالسنين كانت تحاول تبتعد عنه...
الشخــص اللي يتركها بنص المشوار مايستاهل ترجع له...
الشخص اللي طول عمرها خافت منه... وبتظل تخاف منه...ومستحيل تنسى فعايله فيها...
رجل اضطر انه يتزوجها بعد ماعتدى عليها...
ولما اكتشف انه مايقدر يلتزم معها... تركها ببساطة...
وكأن الزواج لعبـة بقانون التزامه...
ياربي انا ليه جيت هنا؟؟ ليه وصلت عنده!!
ليه بضطر ارجع له واقوله ان ولده باحتياجه؟؟
خصوصا وانا ماعندي مسند...ماعاد عندي مسند...ماعندي غير امي العجوز ...االلي ماتقدر تسوي لنا شيء...
بلعت غصتها وهي تتوجه لداخل الشركة...
راحت لقسم الاستقبال تسألهم عن اسمه..
( سيف ناصر آل زيـــد...)

بلغوها ان مكتبه بالطابق 24 ...
تحت طابق المدير بطابق واحد...مدير الحسابات المالية بشركة آل زيد...
لازالت رجفتها وخوفها منه ماخفت...
لازالت تكره كل خطوة اضطرت انها تروح برجولها لـ سيف...
لـ الشخص اللي ماتقدر تتعايش معه او تواجهه..
للشخص اللي حاولت تتواصل معه بس ماقدرت..
وصلت لقسم المالية...بلغوها ان عنده اجتماع..بعد نص ساعة بيطلع من الاجتماع..
راحت وجلست بالمقهى... تنتظر خبر من البنت اللي تشتغل بالاستقبال...
فتحت بوكها وهي تناظر صورة لاعز انسان على قلبها ...
ابنها فهد ... اللي كانت ملامح الطفولة ممزوجة بملامح ذبول...
بلعت غصتها وهي تقبل صورته ...وتدخلها بالمحفظة...
انتبهت لصوت بنت فوق راسها كانت لابسة عباية مزخرفة وملونه :
( تقدرين تتفضلين عند استاذ سيف هالحين...بس ماعندك الا خمس دقايق ...لانه الاستاذ مشغول جدًا ..)
حنين ارتبكت الحروف في لسانها وهي تلتوي: ( خمـ...ـس دقاايق؟؟!...)
البنت تجيبها باحراج : ( والله بالموت قدرت ادبر لك وقت ياختي... تفضلي بسرعة الله يعافيك...)
حنين بانكسار تقف... حتى ان كانت تلك خمس دقائق لا املكها الا لك ياحبيبي يافهد...
انت معصية والدك التي سأظل احبك فيها واكره والدك بها...
اختنقت وهي توقف تعد خطواتها اللي صارت بطيئة وكأنها تحس بحادثة الوحشية اللي قبل 3 سنوات تنعاد عليه...
فتحت لها الموظفة الباب ...ودخلت بخوف...وهي تطالعها تغادر المكتب...
ليه تخليني لحالي؟؟!
ماتدرين انا بحضرة من؟!!
بحضرة من سرق عذريتي وطفولتي وشبابي...

بلعت ريقها وركبها كانت تطق ببعضها من الخوف...مشت ناحية مكتبه وكان مشغول بمكالمة هاتفيه...وملتفت ناحية الزجاج المطل على شوارع الرياض...
لما التفت ناحيتها مانتبه لها وكان يكلم بالجوال...
وهي بالمقابل كانت تطالع تحت وتفرك يدينها اللي احمرت من الخوف والقلق...
سيف حينما انتبه لوجود فتاة في مكتبه تحدث في الهاتف :
( خلاص مو مشكلة...باذن الله راح يتم الموضوع...اكلمك بعدين على خـير...
فمـــان الله...)

اغلق الهاتف وجلس بهدوء على مكتبه محدقًا بها وهو غير مركز على ملامحها : ( آمريني يا اختي؟!...)
رفعت عيونها بصعوبة...عيونها اللي كانت شبه دامعة...
عيونها اللي ذبحت كل خليه فيه..
مايبـــي يتقابل مع ذنوبه وعصيـــانه...
مايبي يذكر تاريخ طيشـــه وجهله...
طول فترة زواجه فيها ماكان كارهها...بس كان كاره اللي مسوي فيهــا وخوفها منه...
وعرف ان طول عمرها بتظل خايفة منه ...ووحشيته بتظل منعادة في عقلها...صورة سوداوية مستحيـــل تنساها...
ارتبكت كلماته وهو ينطقها : (حـ..ـحنيين؟؟؟!...)
حنين تمالكت خوفها وقلقها لتبتلع غصة وتسعل بحرج محاولة البقاء هادئة :
( ايه...حـ حـنين...)
سيف صمت لمدة دقائق يتأمل صمتها وخوفها وارتباكها...بعدها نطق :
( تفضلي حنين... آمري؟!)
حنين برجفة كفينها مدت يدها لشطنتها وهي تسحب من محفظتها صورة صغيرة وتمدها له...
لما مسك الصورة من يدها عقد حاجبـينه بتساؤل :
( مين هذا؟!...)
حنين تنظر له بقهر وعيونها باكية :
( هذا تاريخ ذنوبك... تاريخ انكتب قبل 3 سنين ومستحيل ينمسح من بالي...)
سيف عقد حاجبه بغير فهم...ثم هز راسه برفض...وكأنه الشيء اللي يشوفه مستحيل...كان الشيء اللي قاعده تقول له كذب...مستحيل...سيف آل زيد يكون عنده ولد ومايعرف به سنين؟؟!...
كيــف؟!!!
برفض وبدون مايشعر بنفسه وجد نفسه يقول :
( مستحيل يكون ولدي... )
حنين بقوة : ( بلى ولدك...)
سيف يهز رأسه بغير تصديق :
( سيف آل زيــد لو كان عنده ولد ...
كان عرف به اول واحد...)
حنين بحدة : ( سيف آل زيد هو من ترك ولده وراح عنه...
أول واحــــــــد....)
وشددت على اخر كلمة...سيف لازالت صدمته الغير مصدقة تعتريه وهو يقول :
( مستحيل يكون عندي ولد وماعرف به...مستحيل..
صحيح بيوم من الايام ضريتك يابنت الناس...
بس بعد ما طلقتك ماقصرت عليك...عطيتك نفقتك كاملة...وزيادة...
لو كـــان مطلبك فلوس ... فلا تظلمين هالطفل البريء بـ هالشيء..)
حبست عبرتها بوجع...
ان كان لأجل عينيك ياصغيري...
سأفعل المستحيل..سأبتلع اهانة والدك واوجهه بحقيقة الامر...
المهم ان لاتذهب ياصغيري بأوجاع كتلك...
صوتها مخنوق بعبرة : ( لو كان مطلبي فلوس...كان جيتك من قبل 3 سنين... بس الفلوس ماهي اقصى طموحاتي...
رضيت...كابرت..اعترضت..الولد ولدك...ومافي الا حقيقة وحدة..وهي انك انت ابوه...وان كنت مو مصدقني..اختبار الابوه يثبت هالشيء..)
سيف يشعر بأن خلايا جسمه تخدرت...وماعاد يقدر يتحرك...لازال ثابت على مكتبه ليردف من مكنونته وعقدة الاغنياء بأن كل فقير يطلب منهم مثل هالطلب...معناها حاجته فلوس ...
اردف لها : ( كم المبلغ اللي تبيه؟!...)
فتحت عيونها بصدمة...ماقدرت ترد..
كل الكلمـــات وقفت بحلقها مثل الحجر...
تدافعت بحرارة في حنجرتها لدرجة ان الكلمات علقت..

سيف بهدوء :
( انا اعرف ان الفلوس عمرها ماراح تعوضك عن فعايلي بك...
بس لو كانت تسعدك او تغسل ذنوبي وخطاياي...
فلك اللي تبيه..هاتي حسابك واليوم يوصلك المبلغ اللي تطلبيه..)
حنين بألم وبقهر تتشنج عضلات فكها...
حاولت النطق..وحــــاولت...وحـــــ� �ــاولت...
بس الكلمات تموت في حنجرتها...
بصعوبة قدرت تنطق بصوتها المخنوق :
( كنت متأملة بأنك لازلت تحمل قلب في صدرك...
كنت متأملة انك ممكن تمتلك احساس او ذرة مشاعر...
لكن مع الاسف انا اتكلم مع انسان خالي...
الله ياخذني يوم جيتك...
الله لايحوجني لفلوسك...لو ما ولدك ولا كان ماوطيت هالمكان لك..)

وقفت وبغضب انثوي مقهور وباكي صرخت به :
( ياليت انت وفلوسك تروح بجهنم...)

مشت من قدامه وهي تصفع الباب امامه...
حنين السابقة اللي يعرفها..
ماكانت تقدر تواجهه وتحط لسانها بلسانه...
كان اصلاً مايصادفها...كانت تقفل باب الغرفة عشان مايدخل لها ولا تطلع له..
وطول ماهو بالبيت هي تبقى بغرفتها...
واذا دخل البيت وشافها ...يلمح طيف هروبها ...
اللي صادمه ...
من فـــين استمدت هالقوة؟؟!...
كيف امتلأت كل هالجرأة وقالت هالكلام...
كيف وقفت وحاججته بـ هالشيء...
اللي لازال الى الآن مايصدقه...
او مـــــــايبي يصدقه!!....







*



صَمت وقلق وتوجس...
ارتجاف خفيفة ورعشة من المنظر اللي راح يصير...
في طائرة خاصة وجنب امجاد مقابله له وعثمان..كانت هي الوحيدة اللي تجلس وشادة على مقعدها وكأنها ماتبي تطير...لانها وبالحقيقة ماقد جربت الاقلاع او الطيران...
هذي مراتها الاولى...صحيح اشتغلت مع شركات اخرى من قبل...بس كان شغل مقتصر على السعودية وبس...
ليما جى هذا اليوم الغريب حتى شافت نفسها جالسة بكرسي بطائرة قدامه... كان يلمح خوفها كل ماتكلم الكابتن...ولما قرا الكابتن دعاء السفر والمضيفة كانت تقول التعليمات معه...
ماتت خوف ونظراتها صارت تضحك.. لمحت طيف ابتسامة منه...
تضحك علي يالمجرم؟؟ ...عسى تطيح سنونك ...
عسى يشيلون شيلك قل امين...
شايفني ضعيفة بـ هالشيء ومستانس على ضعفي وخوفي...
اكيد امثالك يحبون يشوفون خوف الناس...
يحبون يشوفونهم يتوسلون...
يموتون من الوجع... وتبقى في نظرهم المجرم...


لما بدا الاقلاع غمضت عيونها وغاصت براسها في حضن امجاد اللي ابتسمت وبدأت تقرا عليها بطلب من ذياب ...
ماكانت حاسة بشيء ابدًا كل اللي سوته انها ماتبي تجلس وتناظر النافذة...تحس انها راح تطيح ...
امجاد تهدي فيها بضحكة : ( ترا قطعنا الشوط وانتي لساتك متعلقة فيني؟...ها سمي..
تبين تكملينها نومة بحضني؟؟؟!..)

فتحت عيونها باحراج وببطء شديد ماتبي تناظر بالنافذة...لمحت عثمان اللي غاص بسابع نومة بينما هو كان يشتغل على لابتوبه ويراقبها... ارتجف جسمها فجأة وتحس بأن الضغط اللي بجسمها اختل...وكأن في شيء يشد جسمها للاسفل كل ماحاولت تعتدل بجلستها...
حست بغثيان شديد...وعرفت انها بالفعل تعاني من رهاب الطائرة... سمعت صوت امجاد :
( اول مرة!؟...)
مهره بقهر من ذياب اللي واضح انه يراقب خوفها ومبسوط...لتردف لامجاد :
( أنتــــِـــي وش شـــايفة؟؟!..)
امجاد ضحكت على عصبيتها : ( ههههههههههههه انتي كذا لما تخافين تعصبين وماتسيطرين على اعصابك؟!)
بقهر وهي تناظر بامجاد : ( ممكن تبعدين السخرية حاليًـا...
وتخلـــيني أعيش لحظات حياتي الاكثر رعبًـا بسلام يامديرتي العزيــــزة؟؟!..)
امجاد تبتسم : ( لا...
ماني بنت آل زيد لو ما خليتك تطالعين بالنافذة وتتمقلين..)
انتفضت من اسم آل زيد وكأنها تكره بالفعل ذكر هذا الاسم...
عينيها هربت لذياب الذي علم تماما ماتفكر فيه...
بينما هي لاتعلم بأن ذياب يعلم كل هذا بصمت...
ابعدت وجهها بصدمة عن امجاد اللي كانت تحاول تلفه للنافذة وبقهر : ( ماااااابئ....وجع وجع اتركي خشتي...
قلت لك مابي تكفـــــــين.... ماحب اطالع هالمناظر...
ادوخ والله ادوخ ماتعودت...)
امجاد كانت تحسبها تتكلم من خوفها...بس الحقيقة ان هي اكثر شخص بالعالم يهاب المرتفعات...
لذلك باستلعان امجاد ثبتت وجهها للنافذة ...وهي كانت ترفض تبين نقاط ضعفها المفضوحة قدام الجميع...ماكانت تبي تلف وتطالع...غمضت عيونها وهي تقول لامجاد:
( واللي رفع سابع سماء يا امجاد...
ان ماشلتي يدك بتنشاتين...)
امجاد بضحكة : ( ههههههههههه انتي يام شبرين تشوتيني؟؟؟...والله لو فيك خير سويها...
وجيبي ورقة استقالتك معاك ههههههههههههههه)

تذكرت كلمة ذياب اول يوم شغل لها يوم كانت طالعة من الفندق...بعد ماخبرها وقال لها ان لو فكرتي تتأخرين مرة ثانية...
هاتي ورقة استقالتك معاك...
هذي العائلة اللي ماعندها غير قانون التهديد...
غير قانون الاجرام...
غير قانون الظلم...
التفتت لامجاد وبحقـد غير واضح :
( هدديني...انتي اصلاً ماعندك غير التهديد..)
وبهمس ماسمعه ذياب وامجاد...او ظنت ان ذياب ماسمعه :
( أنتِــــــي وولد أخووك)
ابتسمت امجاد وهي تعطيها الماء : ( طيب خلاص اهدي...
واستمتعي بالجانب الايجابي من الرحلة...)
مهره بعناد تهز رأسها وترفض شرب الماء :
( يرحم امك خليني بحالي...
والله ماسويت لك شيء...انتي ليه تحبي تستغلي ضعف الناس؟؟!..)
امجاد بسخرية مازحة:
( غبية ماعليك شرهة...
جالسة جنب النافذة وتغمضــين عيونك..
صدق ماتعرفين متعة الحياة...)
مهره بعناد اكبر : ( ايه انا غبية...واحب غبائي..
بس مابييئ...)

ذياب يراقب الوضع بصمت وعينيه يوزعها على اللابتوب وشجارهما...
ابتسم ذياب لامجاد وهو ينطق :
( انتي دعلة وماعليك شرهة امجاد...
محد يقنع حد يخاف كذا..)
امجاد بفجعة : (ءءءء...اناا دعلة طلعت؟؟؟...
والله الشرهة مو عليكم...علي انا اللي مقابلة وجيهكم...)
مهره لازالت تستفز امجاد باغماض عينيها ورفضها لرؤية المناظر...
ذياب يتكلم لامجاد :
( طيب ممكن يكون هذا جانب ضعف بالانسان ويرفض انه يوريك جوانب ضعفه...ماتحترمي قراره يعني؟!...)

فتحت عينيها بصدمة من كلامه...يعرف الضعف؟!
يعرف كيف الانسان يخبي ضعفه ويدفنه بالعميق...
هل ياترى امثالك يضعفهم فقدان الضمير؟؟؟
ياترى ضميرك صاحي ؟؟؟ولا لساته ميت...

اشاحت برأسها لتردف لامجاد :
( الضعف عمره ماكان عيب ...
ولا بيكون عيب بنظر عيني...)
وباعتراف هادئ اكملت..:
( وايــــــه...انا شخص عنده فوبيا من المرتفعات...
وهذا الشيء ماهو عيب...اكثر حوادث الانتحار من المرتفعات...فشلت بسبب خوف الناس من المرتفعات..
على الاقل خوفــي ممكن ينقذني من اشياء... )

ثبتت عيونها بذياب وكأنها ودها تخنقه :
( بس اللي يفتقد خوف ربي ... كيف ينقذ نفسه ؟؟!)

للحظات امجاد ظنت بالفعل ان الكلام موجه لذياب...لولا تدارك مهره للموقف وهي تطالع امجاد :
( يرحم والديك لاعاد تعيديها وتستقعدين لي بالطيارة مرة ثانية...)
وبسخرية اكملت
( حتى ما اضطر اجيب ورقة استقالتي معاي مرة ثانية...)

ضحكت امجاد وهي تراقب جرأة وصلت لقلب مهره...
اللي كانت تحاول بعينيها الساحرتين...
الوصول الى النظر للقمة...لعل والديها يراقبانها من على ظهر غيمة...
لعلهم ينظرون لها وهي تجلس مع قاتلهم...
وتقطع وعودًا كثير بالانتقام...
بعدم الصمت...
برفض الهيمنة..وكل صفات الغطرسة..

او لعلهم يمسحون تلك الدمعــة اليتيمة التي سقطت على خدها القطني امام انظار ذياب...وانشغال امجاد...


مسحت دمعتها بشكل آلي... واضطرت انها تفتح حزام الامان وتتوجه لدورة المياه...
ذكرهم على قلبها امامه...واالاعظم صمتها...وعدم قدرتها على الصراخ به واهانته...
شيء يؤذي قلبها الصغير...
حبست شهقاتها...تدعي من الله يبرد قلبها...ويمسح على أحزانها..

.

*

ماكانت قادرة تتحمل صوت الكحة بولدها...
حتى بنص الليل مو قادرة تشوف ولدها ينام ويرتاح...كان يصحى ويبكي متعذب من الالم اللي بصدره...
بكت بقهر وهي تحضنه وتبوسه...خلاص...ماعاد فيها تتحمل...
ابوها الشخص اللي يتعامل بقسوته..تاركها في بحر معاناة طويل الامد...
ومرتاح ومبسوط مع ربعه...
ياربي ياحبيبي ...ريحني من الهم اللي انا فيه...
ساعدنـــي...والله هالطفل ماله ذنب الا انه يتيم...
وهذا جده!!...

لما طفلها صرخ بعدم ارتياح وبكى ...طلعت وهي تبكي لابوها الموجود بالصالة يتابع التلفزيون...
: ( يبه...تكفــــى...شف خالد مو قادر يتحمل وينام...
تكفى لو دقيقتين نزلني المستشفى ..او على الاقل هات له علاج... )
ابوها عقد حواجبه مو عاجبه الكلام لتكمل :
( تكفى يبه تكفى...)
مارد عليها ابوها لتصرخ بقهر :
( وييييييييين ضميرك...عادي عندك تترك طفل يعاني كذا؟؟؟ لاهو اللي قادر ينام ولا انا... )
نهض ابوها من مكانه وعيونه معصبة...رجعت خطوات لورى بخوف وحمت طفلها الصغير بين ذراعها...
ورمى عليها كاس وهو يصرخ فيها ويسبها ويشتمها...
( خلييييييييييه ييلحق ابوه اللي مامنه خير...لو فيه خير
كان ترك لك فلوووووووس قبل لايموت..)
بكت بغصة ...مادي...
تبقى مادي يايبه ماتتغير...
مالي ذنب بـ هالحياة غير ان انا ارملة..
وانت أبوي!!!...

دخلت لداخل وقررت قرارها...ماعاد تملك اي خيار غير هذا الخيار...حتى لو ذبحها ابوها ..
بتظل امومتها فوق كل شيء...بيظل المها على طفلها هو اللي يحركها...
ماهمتها العواقب وكل تفكيرها بالطفل اللي يعفر جنبها من الالم...
ودموعها ماوقفت على حاله وحالها ...
رفعت السماعة بعد ماتأكدت انها قفلت الباب...
واتصلت على رقم جد مهره...بو عبد الله...
تحترمه وتعتبره مثل ابوها..
وكان دايم يقول لها لو ماتبين ابوك ويضرك امشي عندي وانتي بعيوني..
بس كانت ترفض... كانت ماتبي تترك ابوها لوحده...
بس خلاص...ضاق الصبر فيها وظناها العزيز على قلبها يعاني...
سمعت صوت الخط وبكت وهي تجهش بالبكاء :
( تكفى ياعمي....تكفى يابو عبد الله رجيتك...
ان كانت مهره عليك عزيزة وغالية...
تعال طلعني...خلاص ضاقت بي الوسيعة...
ولدي بيموت وابوي مابه احساس...)




*


طلع من الشركة متوجه يسلم بعض الاغراض لبيت عمه...طول الطريق ماكان يبي يروح للمكان اللي يذبحه...
كيف يروح...كيف يواجه ...كيف يبرر؟؟!
كل تنهيدات هالعالم ماتت محبوسة بصدره...طول هالاعوام...كان يكره يروح بيت عمه...واول مايدخله يتذكر صدمتها ورجفتها قدام عيونه...
وكأنه بـ هالشيء كان اقسى المخلوقات بالارض...
صحيح انه ماصارت بينهم ليالي طويلة من بعد العقد...
بس طول العمر وهم يتمنون انفسهم لبعض.. فجأة وبغير مبرر كما تعتقد هي...ينفصل عنها...
ذبحه صوت بكاها يوم وجه اسهم كلماته القاسية لها ...وهو يقول لها : ( انتي طالق ياعبير...)
ماينسى كيف طاحت على رجولها وبكت ...بل جهشت بالبكاء...
بنت صغيرة كانت على وشك تكون عروس...
يصدمها بقراره..ويهدم احلامها..
وش ذنبها غير ان اخوها كان يوم من الايام قاتل...
كيف يسمح له ضميره يضر اي احد بالعالم...وخصوصا بنت عمه؟؟؟
همس بعذاب وهو يناظر البيت...
( مانسيتك ...جعل ربي لا ينسيني..)


دخل من البوابة بعد مافتح له الامن البوابة...
ومن دخوله واستقراره بالحديقه هاتف زوجة عمته وخبرها ان تسوي له طريق...لانه داخل ومايبي يكشف على البنات بالخطأ...
دقايق حتى دخل لداخل بيتهم...متوجه للصالة الرئيسية محل جلوس زوجة عمه..اللي تعتبر بمقام امه...
ابتسمت له : ( حي الله مسفر...)
مسفر بابتسامة : ( الله يحييك... )
ام ذياب تطلب منهم اعداد القهوة لكن مسفر يجيب باحراج :
( وش له داعي الكلافة يام ذياب... جاي اعطيك اغراض وصاني عليها ذياب وامشي...)
ام ذياب تهز رأسها برفض :
( الكلافة على الغريب مسفر... انت منا وفينا..)
هز رأسه بصمت وهو يسلمها الاغراض وماسمحت له بالمغادرة حتى تضيفه...بهدوء سمع صوتها بينما كان يشرب قهوته العربية :
( كيف حالك ؟؟!)
مسفر ينظر لها وبحسرة ينطق الكلمة الباهتة :
( بـخيــــــر!!)
ام ذياب تطالعه : ( من هنا ياولدي انت مو بخير.. )
مسفر بصمت يتنهد ثم يردف :
( انتي ادرى الناس بهمي يام ذياب... وتعرفين اسبابه..)
ام ذياب :
( دامه هالامر يهمك يايمه... ليه تركت البنت تتعذب وتعذب نفسك؟؟؟ انت ماتدري بها شهور كانت ترفض تاكل... بسبب الصدمة اللي جتها منك... )
مسفر يهز رأسه :
( انتي ادرى الناس يام ذياب اني مستحيل ااذي بنتك....انا شخص عاقل واكيد لي اسبابي..)
ام ذياب تطعنه بخنجر الحقيقة :
( بس انت أذيتها يامسفر... وللحين بنتي مأثر عليها الموضوع...
اقول تكابر..اقول نستك...بس كل ماجاها غيرك رفضته...
وكل مانذكر اسمك بمكان تغير وجهها...)

: ( مو صحيح يمة...مو صحيح... انا بخير..)
رفع رأسه حتى شاف عبير اللي لابسة عبايتها ومتحجبه وكانت على وشك الخروج واكيد انها مرت وسمعت كلامهم بالصدفة...
كانت واقفة بثقة وهي تتكلم :
( كنت اتألم ...صحيح... كنت أبكي كثير صحيح..
بس ماعلي شرهة كنت بزر...
سنين تركك لي علمتني كيف انضج...وان كان ماهو مقصدك أذى... فكثر الله خيرك كفيت ووفيت...)
مسفر يضع قهوته بهدوء وهو ينسحب :
( جزاك الله الف خير ام ذياب... اشوفك على خير..)
انسحب امام عيني عبير اللي لما حست بخروجه من المكان طالعت امها بقهر وعيون دامعة :
( لا تبينين له اني ضعيفة بدونه...
تراني اقوى من غيابه ..
أقوى من صده ... انا اقوى من شفقتكم علي كلكم...
ولو علي...مابيه ولا بي غيره...
الله لايرد لي ايام خلت به..)

طلعت من المنزل للحديقة وهي تلمحه بالسيارة...تجاهلته وهي تبتلع غصتها ويفتح لها السائق باب سيارتها وتركب...
امام نظرات مسفر الغير راضية بجرحها..
وبنفس الوقت المقهورة من قوتها...
وكأنه ماعاد يعني لها شيء...
بينما هي لازالت تعني له الكثــــير...

الله يسامحك يايمه...الله يسامحك!...




*


ظلمت السماء... ودخلوا بسماء روما المغيمة...
واتضحت لهم ملامح المدينة المشتعلة بالاضاءات....كانت تجلس بهدوء وبصمت بعد ماطلعت من الحمام...غفت بطريقة متقطعة بالرحلة...كل مرة تجلس على كوابيس يوم فقدها لامها وابوها...
تحلم كيف دخلوا بجثثهم بوسط البيت...
تحلم كيف كانت واقفة وتناظر مصدومة...حتى لما دخلوا الرجال ماكانت حاسة بنفسها...واقفة ومو منتبهة لحاجة...
لو ما جو لها الحريم وشالوها...ولا كان ماتحركت من مكانها..

في كل مرة تستيقظ من غفوتها القصيرة...تنتبه لعيونه تراقبها...
ويهتز من كيانها الشي الكثير..
بقدرة قادر استطاعت ان تنظر من النافذة... وتشوف اضواء مدينة فيومتشينو القريبة من مدينة روما التاريخية..
ماهي الا دقائق...
حتى اعلن الكابتن بأنه حان وقت الهبوط في مطار فيومتشينو ...
ارتبكت ملامحها وعاد الخوف لها... فكرة السقوط من السماء للارض ترعبها...
امجاد اللي كانت غافية صحت...
وانتبهت لعثمان اللي كان يوري ذياب ملف لجدوله خلال هالرحلة..
التفتت لمهره وشافتها مغمضة عيونها وتقرا كل الايات اللي حافظتها...
ابتسمت بهدوء وظلت تراقبها لحتى هبطووا على الارض...
فتحت عين والثانية مغمضتها...انتبهت لامجاد تراقبها مبتسمة وتقول لها :
( مبروك ...وصلنــا...)

مهره خزتها بحقد لان امجاد طول ماهم بالطائرة كانت تعلق وتهاوشها على خوفها ...وكانت حالفة الا تكسر هالخوف اللي فيها..
وقفت بهدوء بعد مافتحت حزام الامان... وكلهم نزلوا من الطائرة الى المطار...توجهت لدورة المياه مع امجاد حتى تلبس بالطو طويل وترتب حجابها...
عثمان سبقهم الى الفندق حتى يتأكد من الحجز...
وهم انتظروا سيارتهم اللي وصلت بعد عدة دقائق من مغادرة عثمان...
اتجهوا الى فندق بالجويني بروما...اللي وصلوا له بعد ساعة في السيارة... كان الهدوء يعم عليهم...
وكان ذياب يتكلم مع امجاد احيانا عن بعض الاشياء البسيطة...
بينما هي لازالت مسندة راسها على الطاقة ...وتناظر شوارع روما التاريخية...
كانت غايبة في عالم ثاني... سرحانة بالبعيد البعيد...
ماكانت حاسة بأي شيء ثاني...
اطلقت تنهيدة لما اكتشفت انهم وصلوا... والشنط كانت مسؤولية الفندق...
توجهوا للداخل حتى يستلموا بطاقات الغرف من عثمان...
صعدوا للدور اللي كانت به الاجنحة الخاصة بهم...
دخلت غرفتها وهي تسمع ذياب يأكد على امجاد انه بكرة الاجتماع راح يكون الصباح الساعة 9 ومايبي تأخير...
فهمت مقصده من الكلام وتجاهلته وهي تدخل للداخل بعدما دخل لها العامل شنطتها...سكرت الباب...سحبت من شنطتها حبوبها اللي مستحيل تستغني عنه...الحبوب الوحيد اللي يسمح لها انها تنام من غير الكوابيس...
استلقت بارهاق على السرير اللي مقابله كانت موجودة نافذة...
تراقب القمر...وبرودة النسيم اللي تتصادم مع مسامها...
كانت تناجي الله...
يصبرها ويلهمها طاقة الاحتمال...يعطيها القوة حتى تواجه بها اعدائها...ماعاد تبي تبكي...
كانت حالفة انها ماتبكي ... لكن بكل مواجهة تشوفه فيها..تذكر ذاك اليوم المـــشـــؤوم...
بلعت غصتها وهي توقف... تشوف الساعة...
كانت الساعة 9 بالليل... حست بالارهاق يمزق عضلات جسمها...
خصوصا انها كانت شادة على اعصابها طول الوقت ...
فتحت حجابها وشالت البوت من رجولها...
تكورت بالسرير ...وهي تناجي ربها وتبكي...
كانت ماتبي تبكي...بس ماتعرف اي طريق تواسي نفسها بهم غير الدمع...
طول اليوم تحافظ على دموعها امامهم...ولما تختلي بنفسها تبكي بضمير...
ماحست بنفسها يوم غفت...
وهي لازالت تنادي امها وابوها..






*



الساعة 12 ...
بحديقة الفندق ....كان واقف بكنزته السوداء الصوفية بهدوء...يشرب قهوته...
كالعادة...مشوار النوم بعيد عنه...خصوصـا بوجود بنت مثلها..
تذكره بكل الماضي اللي كان يتناساهـ....
وجودها رجع له الايام اللي مايبي يتذكرها..
كل كلمة قالتها اليوم كان واثق انها ماتقصد به غيره...
لازالت كلماتها تترد في اذنه يوم قالت له..
( بس اللي يفتقد خوف ربي ... كيف ينقذ نفسه ؟؟!)
ماينسى ملامح وجهها الملكومة بالوجع...
طالع بالسماء... مايبي يواجهها ويقول لها انه يدري بكل حاجة هي جاية عشانها...
يعرف مقصدها ويدري انها ماتبي الا الانتقام...
بس مايبي يزيد اوجاعها فوق الاوجاع...
ان كان هالشيء بـيبرد الجحيم اللي بقلبها...
فخــله يبرده..!!

التفت كان بيمشي لداخل... بس شاف طيف باكي ...
شافها طالعة وتشهق ببكاء ...
وتحتضن نفسها...وكأنها تبي تتخلص من الاوجاع اللي سكنت فيها...
يدري فيها يمكنها مو واعية على نفسها...خصوصا انها طالعة بدون البالطو الطويل...
كانت متحجبة بطريقة مو صحيحة بس ناسية تلبس البالطو فوقها لحتى يستر جسمها الهزيل...
توجه ناحيتها وهمس :
( مـهره..)
ناظرته بعيون مليانة دموع... بعد ماكذبت ان صوته اللي ناداها... اختنقت حابسة العبرة بدون ماترد عليه...
ذياب بتساؤل :
( وش مطلعك بـ هالوقت...؟؟!... مو المفروض ترتاحين عشان بكرة عندنا شغل؟؟!)
مهره بغضب باكي :
( الله ياخذ الشغل... يارب مابه شغل..)
ذياب ابتسم على احتجاجها بالشغل وكرهها له :
( تبين اجازة؟!...)
مهره بقهر تمسح دموعها :
( أبي انسى كل شيء... ابي انسى وبس..)
ذياب بهدوء عرف انها جديا مو بوعيها...يمكن من التعب..
كانت تهلوس له بكلام مو مفهوم وغير مكتمل...
كلام غير مترابط...
مهره بغير شعور ووعي وهي تبكي :
( مابي انام...ماعرف انام...وانت شغلك طالع لي عرض...
يعني بالله ماتقدر تأجل اشغالك ليما اخلص نومي؟؟؟!
حتى اكل ماأعطيتني..)
ذياب ضحك على هذيانها :
( الحين اطلب لك اكل...بس ادخلي داخل...وضعك غلط كذا..)
مهره بعينيها الناعستين كانت تناظر فيه بغير ادراك وبصرخة :
( قلنااااااااا لك اجل شغلك....)
ابتسم وهو يغطيها بمعطفه ويردف :
( اوكيه جى وقت اللي تدخلي به داخل..
ماني محاسبك على كلامك واسلوبك...
لاني داري انك مو واعية ..روحي نامي لغرفتك..)
مهره بقهر تشير للفندق :
( ماعندي غرفة انت ماتفهم...هذا مو بيتنا..)
حبس ضحكته وهو مضطر انه يمشيها للداخل :
( وعدك بعدين..امشي داخل وبكرة نتفاهم..)
مهره تقعد فجأة على عتبة الفندق وبهلوسة :
( مابيئ...البيت بعيد وانا مادله..)
ذياب بقلة صبر وعصبية:
( قومي من محلك لا اشيلك هالحين...)
ضربت رجوله بيدها ...وهو مافهم تصرفها...معقول احد يكون نعسان ويطلع له كل ردات هالفعل ذي كلها؟؟ وكأنها بالفعل سكرانة... اردفت بنبرة ساخرة وهي تضحك بجنون..:
( تشيلني اشيل عيونك يالبومة...)
ذياب يرفع حاجبه وبحده :
( وش اللي بلاني بك؟ ...انتي وش شاربة ...اعترفي..)
شافها قامت ولازال معطفه عليها...
واضطر انه يمشيها لمكان غرفتها... كانت متخبطة ماهي عارفة تطلع البطاقة تبع الفندق من شنطتها...
انصدم لما شافها تنفض شنطتها وتطيح كل اغراضها منها وكل هذا بدون شعور...عشان تطلع بطاقة غرفتها...
اكتشف سبب هلوستها...
كانت تبلع حبوب تساعدها على النوم...بس من اعراضها تسبب الهلوسة وتسبب احياانا فقدان للاحساس والشعور...
اجل تاخذين حبوب يالبزر...
ليتك عارفة هبالك يومك تاخذينه...
لم اغراضها بسرعة بشنطتها وفتح لها باب الغرفة وظل برا ينتظرها تدخل لحتى قفلت الباب...
هز راسه وهو بالفعل يذكر انها مو طبيعية...
بس مانسى انه ياخذ الحبوب ويحاسبها عليه بكرة...



من داخل الغرفة...مافكرت حتى انها تستلقي بشكل طبيعي..
استقلت مثل الجثة بعرض السرير...ومعطفه لازال مغطيها...




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-06-17, 11:34 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيفكم يا جميلات ان شاء الله بخير...
ورجعت لكم بهذا البارت اللي فيه نذالة شويتين من ذياب وممكن تدوسوه على نهاية البارت
بس لا تخافون بعد كم بارت بنخلي ياكل تراب شويتين ..
المهم ياحبيباتي... اعيــــد واكرر..
قصة فيينا وآدم ستيفنز..راح يبين جزء منها بـ هالبارت...
بعد كم بارت ايضا راح نبين وضعهم اكثر واكثر..
وباذن الله راح تستمعوا بالجانبين من القصة...
وأعييييييد وأكرر...
انا اعترف بأني مجرد انسان لا يحمل لنفسه ضرًا ولا نفعًا..
ويبدر مني الخطأ واذا شفتوه ياليت تبينون لي...
وباذن الله ماراح اقصر معكم..

وشكرًا شكرًا عظييييييييمة لكل متابعة ملتزمة معي الين هالبارت...
احبكم ويارب تكتمل هالقصة معكم..


انطلقووووا


البـارت : الرابع



:
:
:
/
الفصل الرابع


" حبيبتي فينا...
لقد هدأ دوي الحرب هذه الليلة...
انها ليلة ممطرة...اخشى ان يعود صوت الحرب من جديد...
اخشى ان تكون الحرب قد زحفت للبعــيد...
زحفت لابعد من الحدود...
اشتقت ان اراك بفستانك الازرق...
بحذائك الجلدي الممزق...
برائحة عطرك ...
لازال منديلك موضوعا تحت وسادتي...
اخشى ان تزول رائحتك قبل وصولي اليك...
ربما بقي القليل حتى تنتهي هذه الحرب...
انتظريني...ربما اعود

آدم ستيفينز "

:
:
:



صوت طرق غاضب على الباب...
ركضت بخوف بعد ما لبست عبايتها وجهزت ولدها...فتحت الباب بس اللي صدمها ان ابوها كان وراها ...
بو عبد الله دخل وهو معصب...ولما شاف ولدها تعبان ماقدر يسكت وهو يطالع في ابوها بقهر :
( ماني متحسر الا على الشنب اللي بوجهك...)
ناظر في منار وهو يطالعها :
( منار بنتي يالله...خل اوصلك المستشفى..)
رفض والدها بغضب وهو يهددها :
( تطلعين من البيت ماعاد تلقين بيت يضفك انتي وولدك...)
حبست غصتها ببكاء وقفت بحيرة...
حتى سمعت بو عبد الله يناظر ابوها بغضب :
( من قال ان ماوراها بيت يضفها؟؟...
مكانها مكان مهرة... وبيتي هو بيتها ...
ويضفها هي وولدها... )
جن جنونه وهو يراها تخرج...
ليصرخ امام وجه بو عبد الله بتوعد :
( بتلقين سواد يومك يامنار...
جنيتي على نفسك يالماتستحين...
تروحين لغيري والغريب وتطلبينه...)
بو عبد الله بعصبية :
( هذا لانها مالقتك حولها...
وانا ماني غريب عليها...منار بنتي...
وحاشا الله انها تنضام معي...
لما تصحى وتحس ان ضميرك حي...تعال...
ولا اقول... بلاها...ماعاد عند البنت لك حاجة..)

غادره بعد ان صفع الباب في وجهه ونظر لمنار اللي تحتضن ولدها وتبكي...
فتح لها الباب وهو يكلمها :
( لا تبكين يابنتي...
ماعاد يضيمك وانا حي...
بس تأخرتي يابوك...تأخرتي كثير على ماناديتيني...
ولدك هو اللي اكلها بالنهاية..)
منار بقهر باكي :
( كله منه يايبه...كله منه...
كل ماطلبت منه شيء اما يصرخ علي او يضربني..
ولو صار بولدي شيء ...كله معلق برقبته..)
بو عبد الله بحنان :
( باذن الله مايصير له شيء...
واوعدك...ووعد الحر دين...
ابوك ذا ماعاد يتعرض لك..ولو فكر بـ هالشيء..
والله انه مايبات الا بالسجن..)
منار هزت رأسها وبامتنان تمسح دموعها :
( الله يقدرني وارد جميلك..)
بو عبد الله يهز رأسه برفض :
( ماعلي لك جميل ...انتي بنتي وماهو واجبك رده...خل يقوم خالد بالسلامة...وانتي تكوني بخير وبس ..)
ركبت من الخلف باحترام وهو ركب قدام...
مشى بها للمستشفى وهي تدعي ربها وتناجيه ان ابوهم مايلحقهم ويسبب لهم مشكلة...
تعرفه لاحط براسه الشيء يسويه...
تخاف انه يضرها او يضر ولدها...
الى هالدرجة...
ابو يغرس نبته الخوف في صدر بنته...
بلعت ريقها وهي تقبل طفلها...
وتدعي الله ان يعدي هالليلة بسلام...





*



حست بضوء الشمس يلامس ملامحها...
كانت النافذة قدامها والستاير المخملية ماسكرتها من تعبها امس...
حست بريحة غريبة في جسمها...
ريحة كأنها عطر رجالي... فزت بخوف وقفزت من السرير...
طالعت بالبالطو اللي طاح من عليها...
مصدومة ومو عارفة وش اللي جابه...
غمضت عيونها من وجع راسها المفاجئ...
كانت متلحفة بالبالطوا هذا طول نومها...يالله شاللي جابه لها...
شوي شوي وبدأت تتذكر ...
شهقت وهي تحط يدها على فمها...
ماتذكر كل شيء...بس تذكر انها سولفت معاه...
تذكر انه مشاها لغرفتها...وفتح لها الباب...ولم اغراض شنطتها...

ضربت خدها بتوتر وخوف :
( ياويلك يامهره....رحتي فيها...
هو ينتظر الزلة منك وانتي خربتيها امس...
الله يستر شنو اللي قلتي له بس...غبية )
هزت راسها برفض وبخجل من نفسها ...
يا الله انا شنو اللي سويته ياربي....كيف باطلع وبشوفه الحين...
ياربي ساعدني...شالفضيحة يامهره...
والله ماكان قصدي ياربي سامحني...
ماقدر انام بدون هالحبوب...
مقدر اعيش حياتي بدونه...
سنين من بعد فقدي لامي وابوي...وانا ماعرف النوم بدون الكوابيس...الكوابيس اللي تنسيني النوم...

ضربت رأسها وهي تلوم نفسها بغبائها...توجهت لشطنتها تطلع لها قميص وبنطلون جينز وجزمة سبورت عادية مع معطف طويل باللون الاسود...
دخلت الحمام تتروش وهي تحاول انها تتذكر كل كلمة قالتها له...
بس مع الاسف ذاكرتها خانتها...
كل خوفها انها قالت له انها تدري بكل شيء...
وتخترب كل مخططاتها...
غبيـــــة....طول عمرك بتظلي كذا...
دايما تخربي على عمرك...

طلعت من الحمام متوجهة للبس ملابسها..
خلصت ولبست حجابها وهي تدعي الله وتتمنى انها ماقالت له الشيء اللي ماتبيه يعرفه...
لبست معطفها وهي تناظر معطفه على سريرها وبتردد...
ماهي عارفة ايش تسوي فيه...
تطلع به وتعطيه اياه قدام امجاد ولا عثمان؟؟؟!...
ايش راح يقولون؟!...
تركته باحراج وطلعت من غرفتها متوجهة للوبي تبع الفندق...



*


بالفندق تحت...
بمكان مثل المقهى ...للاجتماعات...طلب منهم تجهيز طاولة خاصة واغلاق المقهى حتى يتم الاجتماع اللي مدته ساعتين...
ناظر بامجاد اللي نزلت بدونها... وابتسم لا شعوريًا..
مايقدر ينسى كيف خارتها امس ...
كانت تخربط وكأنها عجوز مخرفة... ممكن انها قالت كلام يتعدى الاحترام له كمدير لها بالشغل...
خصوصا لما تذكر كيف ضربته على رجوله وهي تقوله...
تشيلني اشيلك عيونك يالبومة...
ماقدر يحبس ابتسامته اللي لما شافتها امجاد ابتسمت :
( يالله حيهم...وش سر الابتسامات؟؟
ماتعطيــنا شوي من سعادتك؟؟!)
بغموض اردف لها :
( نوع سعادة خاص ماينتوازع...)
امجاد بتحلطم :
( الله يستر مايكون وراها شغل..
بعد انت تقرر...واحنا اللي يختبرنا ربي بامتحان الصبر..)
صمت بهدوء وهو يراقب الدرج ثم يردف لامجاد :
( ماوصلوا اعضاء الاجتماع؟!..)
هزت رأسها بلا وهي تناظر جوالها ..
ثم قالت :
( لو وصلوا كان اتصل علي عثمان...
هو طالع برا عشان يستقبلهم..)
ذياب لاحظ امجاد اللي تتلفت كل ساعة وهي خايفة...
كانت خايفة ان ذياب يعصب على تأخير مهره كالعادة...
ماكانت تدري انه ينتظر يشوفها ويبدأ بتوبيخها...
وعرف انها ماراح تنزل الا بالوقت المحدد حق الاجتماع ...
حتى ماتضطر تتواجه معه...
طالع الساعة... 8:54 ...
يعني تنتظرين تجي الساعة 9 ؟؟؟
تفكريني مو قادر اعلمك وش خرتيها علي امس؟؟!..
ناظر امجاد عاقد حاجبيه وكانت جديا ماشالت عينها عن المصعد...
كلها 5 دقايق مضت حتى شافها طلعت من المصعد بتردد وبسرعة مشت باتجاه امجاد بدون ماتناظره...
ووجهها محمر ورعشتها المعتادة ماوقفت...
ارتاعت بخوف يوم سمعته يناديها ..
لفت عليه وهي تبلع ريقها وسمعته يقول :
( بعد الاجتماع لاتمشين...
ابيك بكلمة راس..)

شافته يمشي وطالعت امجاد بخوف وكانها بالفعل راح تموت من الخوف... وتطلب من امجاد انقاذها ...
لكن امجاد رفعت كتوفها باستسلام :
( ان طحتي بين نيرانه...مابه من يخلصك يا اختي..
اللي اعرفه انك ما تأخرتي...
بس على ايش راح يكلمك...مادري...)
مهره بتوتر :
( خليني استفيد من خدماتك يامديرتي...
ومشي الواسطة بالموضوع...)
امجاد بضحكة : ( مامشيتها على اللي يشتغلون من اهلي تبين امشيها عليك...؟؟؟
راجعي حساباتك وتقاريرك...ممكن انك مسوية شيء غلط ماعجبه..)
مهره تهز راسها بخوف بطريقة مضحكة لتبتسم امجاد :
( اسمعي شاللي راح يقولك...
اكيد ماهو خارج عن اطار الشغل.. وصدقيني ماقدر اسوي شيء بالشغل بس لاني عمته...العقاب والقرارات تمشي على الجميع..)

مشت امجاد واردفت مهره بقهر وهي تطالع قفاها :
( انا الغلطانة يوم سويت لك التقارير ذاك اليوم...
شنو اللي خلاني ابتلش بك انتي وولد اخوك؟؟!)

وضعت يدها على شفايفها بخوف...ولما لمحته يطالعها بحدة ...
ركضت بسرعة للاجتماع وهي تدخل امام انظاره...
جلسوا امام اعضاء الاجتماع عشان افتتاح الفندق اللي راح يكون بمدينة روما التاريخية...
الفندق انبنى على احد المرتفعات اللي تطل على البحر...
وجنبه خدمات شاملة...
وكان الاتفاق على التصاريح الحكومية والكهرباء والماء...
وشركة التاثيث تم الاتفاق معها مسبقا بالرياض...
يعني كل شيء جاهز بس ينتظرون التصاريح حتى يحددوا يوم الافتتاح ...
كانت تسجل تقرير الاجتماع في ايباد الشغل اللي سلموها اياه وهي تهرب من عيونه...تعرف عن شنو راح يكلمها..
راح يكلمها عن هذيانها اللي امس...
كانت بالسعودية متعودة على هالشيء...ياما دخل جدها وشافها نايمة بالحديقة ولما يجلسها يضحك عليها ...
وكم مرة يعصب عليها ويهاوشها يبيها توقف عن الحبوب...
بس يدري فيها انها ماعاد تقدر تنام بدون هالشيء...
كانت تعاني من الارق بعد ماتوفى امها وابوها...
فصار لـ هالحبوب الفضل عليها بالنوم...
فكل اللي سوته امر طبيعي ..قررت انها تشرح له الوضع...
وحالتها مع الحبوب...

كانت شادة على اعصابها طول الاجتماع...ولما انتهى وقت الاجتماع وطلع اعضاء اللجنة...
بقى هي وامجاد وعثمان اللي كان واقف جنب ذياب يتكلم معاه بخصوص الاجتماع والشغل...
انتهزتها فرصة حتى تهرب اول وحدة من الطاولة وماتتواجه معاه...
او على الاقل تطول مدة عدم المواجهة...
ما امداها خطت خطوتين حتى وصلها صوته اللي يناديها تجي له...
ضحكت امجاد على خوفها وهي تشجعها انها ماتخاف...بس هي كانت مترددة وخايفة...
مو عشان شيء...
هذي حالتها ولازم يتحملها...
بس خايفة انها تكون قالت كلام ماكان لازم يننقال...
مشت ناحية الطاولة ولمحت طيف امجاد وعثمان يغادروا لداخل الفندق...
بخوف جلست بدون ماتناظر بعيونه : ( تفضل ؟!)
صمـــــــت...
طـــال صمته وهو يراقبها خايفة وكانه يستمتع بشوفها خايفة...
رفعت عينها تنتظر منه يتكلم وسمعته نطق :
( تذكرين شيء من اللي صار امس؟؟..)
مهره احمرت باحراج وهي تهز راسها وهو يكمل كلامه :
( طبعا ماتذكرين...
طبعــا ماتذكرين انك طلعتي من برا غرفتك بوقت متأخر...
طلعتي بوضعية ماهي بعدلة...حتى جسمك ماسترتيه كامل...
والادهى والامر الكلام الواهي اللي قلتـيه...)
مهره ارتجفت وجمد لسانها..
ماعاد تقدر تنطق...
وكان الاكسجين انحبس من صدرها...
الا الحقيقــــة...
ماتبيه يعرفها...ممكن انها تموووت لو عرفها...
غمضت عيونها ونطقت بارتباك وصوت مرتجف:
( و...وش عرفت؟!.)
ذياب : ( عرفت ان لسانك يبي له تنظيف...
ويدك اللي انمدت يبي لها كسر...)
مهره رفعت عيونها بصدمة بغير تصديق :
( مستحيل...
مستحيل صحيح اني اهلوس وانا اعترف بالشيء هذا...
بس مستحيل اقول كلام وسخ...او امد يدي...وخصوصا على احد غريب)
ذياب بسخرية :
( يمكني ماعادت غريب عليك... وفكرتي بلحظتها انه مسموح لك انك تخوريها وتتجاوزي حدودك..)
مهره احمرت بخجل واحراج :
( ماكان قصدي... كنت مضطرة انـ...)
ذياب يكمل عنها :
( مضطرة انك تبلعي منوم عشان تجلسين بنص الليل وتهلوسين...والاعظم انك تطلعين بدون ستر...)
مهره بقهر وغضب احمرت :
( ماكان قصدي...انت شفت اني بحالة مو واعية... )
ذياب بحده :
( المرة الجاية مابه من يغطيك ويدخلك غرفتك ...
لو لا خوفي من الله ولا كان قلت انك سكرانة...
بس الحمدلله انه حبوب ماهو اقوى من هالشيء..)
سكتت مقهورة من نفسها ...
كيف سمحت لنفسها تطلع بـ هالشكل قدامه...
احتقرت نفسها وبنفس الوقت كرهته اكثر واكثر ..
سمعته يكمل كلامه بتحذير :
( لاعاد اشوفك تبلعين هالحبوب بوقت الشغل مرة ثانية...)
طلع لها الحبوب من جيبه لتردف بعجز مغتاظ :
( مقدر... مقدر انام بدونه...
بحاول اني احبس نفسي اسوي اي شيء...
اوعدك انك ماتكون ضحية لهلوستي مرة ثانية...
واعتذر لو تعديت عليك بالكلام...)
كره ان احد ثاني يكون ضحية لهلوساتها اللي امس...
حبس ضحكته على شكلها اللي مو قادرة تطالع فيه ثم اردف :
( والحين اقدر اخذ المعطف حقي ولا قررتي تحتفظي فيه؟!..)
رفعت عيونها بصدمة ثم وقفت وهي تردف له بحقد وغضب:
( دقايق واخلي الروم سيرفس يحطونه بغرفتك...
والسمــوحة منك...أقدر أمشي؟!)
هز راسه يشير لها بمعنى الانصراف...
حابسـًا ابتسامته على ملامحها ...
احمرت خجلا من نفسها وغضبا...
والحقيقة انها كانت تشتم نفسها كثيرا بسبب هذا الموقف الغبي امامه...

كانت بالفعل متفشلة منه...
حتى ماكانت تقدر تطالع عيونه...
نادت الروم سيرفس وعطتهم المعطف حقه...
وقفلت على نفسها الباب...
صرخت بقهر وغضب :
( مخ مافيه يامهره...
مـــاعاد بك مخ...حتى لسانك عنه ماقبضتيه...
الحمدلله انك ماخرتيها وقلتي شيء ماينقال...)

يمكن لو هي قالت كلمه بظنها ...
كان طردها...ورجعها بيومها للسعودية...
هزت راسها بقهر من نفسها واستلقت على السرير...
انتبهت لرسالة من عثمان...
انه في رحلة سياحية لهم بـالعصر...من الساعة 3 ..
وبعدها بيتوجهون للفندق تبعهم يشوفونه ويشيكون عليه..

اغمضت عينيها برفض :
( ماناقصني الا انت ياعثمـــان...
الله يسامحك...)






*



بليالِي الرياض الباردة...
كانت توها سبحت طفلها الصغير ولبسته بيجامته...
طفلها اللي عمره سنتين ونص...
كان يبتسم ويقفز بسعادة رغم تعبه...
مو مصدقه ان موعد عمليته للقلب قرب...
لما يكمل 4 سنوات لازم يخضع لـ هالعملية...
طفل بـ هالحجم وعنده مرض قاسي...
قلبك تعبان يايمه...
جعله في قلب ابوك...

قوست شفايفها بحزن وهي تستغفر الله..
ونيران قلبها لسة ماهدت...
قهرها بعيب الفقر اللي هي فيه...
رغم انها ماتشوف الفقر عيب...
ومستحيل عينها تطمع بأموال الناس...
بس اهانته لها أوجعتها كثير..
قبلت طفلها بحب بعد ماحضنته :
( والله لو ما انت...
ولا مارحت وهنت نفسي بابوك...)

بلعت غصتها وابتسمت بحزن لطفلها اللي كان دايخ وعلى وشك انه ينام... لكن انتبهت لجوالها يرن...
رقم غريب...
رفعت الجوال وسمعت الصوت اللي ماتبي تسمعه ...
( مساك الله بالخير ام فهد...
اطلعي لي انا على الباب...جاي ابتفاهم معك في كم شيء..)

ارتجفت... ناداها باسم طفله وبنكران...
يا الله ...نكر طفلـــه...
وكأن بالفعل ماينتمـــي له...
طعنها طعنـــة ثانية...
في وقوفها ولبسها لعبايتها...وعى طفلها وبدأ يبكي...
رتبت حجابها وراحت تحمل طفلها وهمست :
( بنروح نشوف ابوك يمه...
ادري فيك يمكن ماتحبه...
لا تحبـــه... ابوك مايستاهل المحبه...
ضرك وضر امك...بس تدري شنو اللي مصبرني؟
انت... ربي لايخليني من ريحتك..)
قبلته بحب وتوجهت للباب تفتحه...
لمحته واقف ورا الباب وصاد بنظره...
بس ماقدر يمنع عيونه اللي طالعت الطفل اللي بحضن امه...
كان اثر البكاء واضح على عيونه بدموعه...
وهو يفرك عيونه..
كان يطالع فيه بنعاس...بينما هي طلبت منه الدخول للمجلس بهدوء..انتبهت لحرمة دخلت وراه...
عرفتها ومستحيل تنساها...
اختـــه...
اخته مياسه... تقدمت لها وسلمت عليها بنبرة هادئة :
( كيف حالك حنين؟!)
حنين تهز رأسها بهدوء :
( الحمدلله...)
مدت مياسة يدها للطفل ...مامنعتــها...
بس تعلق في امه اكثر...
مستغرب من الناس الغريبة اللي اول مرة يشوفها...
حاولت مياسة تقنعه بأن يجيها ...
ماقدرت الا لما طلعت له شوكولاته...استسلم امام رغبته وهو يعبث بالشوكولاته ...
دخلت به للمجلس قدام سيف..
بينما هي دخلت تجهز لهم القهوة...
كانت مرتعبة...كيف بتواجهه لوحدهــا...
بس الحمدلله...ربها ستر وكان عارف بالاصول هالمرة...
جاب اخته معاه...

غريبــه...امثالك مايعرفون الاصول...
مايعرفون الحلال والحرام...
امثالك مايعرفون الا الهجوم والاهانة...

استغربت كيف قرر واخيرا يتكلم معاها؟
هل صدق انه ولده ولالا؟؟!..
واكيد انه جايب اخته عشان يهدي خوفها منه...
يعرف انها تخاف وتستوحش تجلس معه بمكان واحد...
كيف لو كــان هذا الموقف ببيتها؟؟!...

انتبهت للقهوة اللي تفور بغليانها..
حطتها بدلة وجهزت الفناجين والتمر والماء...وتوجهت للمجلس...
دخلت بهدوء واهتز جسمها بخوف يوم شافت ولدها عند سيف...
كان ولدها تأقلم بعد حيلة الشكولاته..
وكان يتنقل بين حضن مياسة وحضن سيف...
كان الولد حاس بالانتماء وعارف انهم اهله..
جلست مقابل لهم بهدوء بعد ماضيفتهم..
حنين بصمت تنتظر منهم الكلام ليما سمعت صوت مياسة يخترق الصمت :
( الله يزيد فضلك يام فهد... انا جيت من بعد ماقال لي سيف بالموضوع..
وحـابين نتأكد من الموضوع انا وهو..)
رفعت راسها بصدمة وبقهر ...
يعني ماهو جاي معترف الخسيس...
جاي عشان يتأكد...
بلعت غصتها وردت بغضب :
( لازلتوا تفكروني طامعة بفلوس؟!...
ناس مادية عاشت سنين تحت سلطة الفلوس...
تفكرون كل الناس مثلكم..
بس براحتكم...هذا ولدكم وعندكم...
ومايثبت صدق نيتي غير الفحص...)

مياسة باحراج تداركت الموضوع بعد ان لمحت صمت سيف وتحديقه فيها :
( معك حق في كل اللي قلتيه..
بس هذا لايمنع ان حنا نتاكد..)

حنين بقهر :
( تأكدوا مثل ماتبون... لاتتوقعون اني خسيسة وبأجيب طفل من الشوارع وبانسبه لي...
هذا ولدكم رضيتوا او لا...
وان ماحبيتوا تعترفون فيه ماهمني...
انا امه ومستعدة اشيله بعيوني...
بس كل اللي طلبته انكم تسجلونه ببطاقة ابوه...
عشان اقدر اسوي عمليته براحة..)

سيف عقد حاجبه وبصدمة :
( عملـــية؟؟!...)

كان سيف ومياسة يتبادلون النظرات...
نزلت عيون ابوه عليه وهو يطالع الطفل اللي يلعب في حضنه...
ماكان متوقع ان الموضوع معقد الى هالدرجة..
اردفت حنين بتنهيدة :
( ايه...الولد عنده قصور بالقلب...
وكلها سنة وحدة ولازم يدخل للعملية..
حتى فحوصات ماني قادرة اكمل فحوصاته...
لانه بدون تأمين وماهو مسجل ببطاقة ابوه..)

سيف بغضب يناظر حنين :
( وليه ماقلتي يوم جيتي المكتب؟!..
ليه ماخبرتيني من قبل...
ليه تحمليـــني هالذنب؟؟...
كنت بأتصرف بس لو قلتي لي من قبل)

حنين بحدة تضربه بالكلام :
( السموحة منك يا ابـــوه...
يوم جيتك ماعترفت به...)

سيف بقهر يوقف وهو يحمل فهد معه...
هي تلقائيا وقفت بخوف ..
ناظرها بقوة وحدة :
( اللي مالك حق فيه...انك ماتقولين لي عن الولد كل هالسنين...)
حنين بغصة تناظر مياسة بخوف :
( انا ماخبيت هالحقيقة عنك سيف..
انت اللي مشيت وتركتني ...
ولا تنســى ان مابه ثقة بيني وبينك..
كيف أأمنك على ولد انت متخلي عنه ..
صحيح غلطــانة...ومايحق لي اخبي عنك هالولد..
بس لاتلومني وانت ادرى الناس بـ هالشيء)

رجل قدر يضر بنت بمثل هالوحششية...
وبهذي الطريقة...
شيء طبيعي ماتثق فيه...
صحيح ماعندها حق...وكانت تلوم نفسها قبل لايلومها احد...
بس الله يلوم من يلومها...
خوفها منه ..ومن مواجهته هو اللي خلاها تمشي ورا هالشيء...
لو كان فهد صاحي ومابه ضر...كانت ممكن ماتوعى على ذنبها وتقول لابوه ان عنده ولد...
بس حكمـــة رب العالمين خلتها تضطر انها تقوله...

سيف بحده وفهد بين يدينه :
( امشي معي المستشفى...
اليوم اخلص فحوصاته...
وحسابك بعديـــن...)

حدقت فيه بحدة وقالت بغضب :
( ماني مقصرة في حق ولدي...
سجله ببطاقتك واترك الباقي علي..)

من بين اسنانه شدد بكلماته :
( وعزّه وجلاله لو ما تجين ماعاد تشوفينه..
كلمة وقلتها ...)

خافت من تهديده...توه قبل دقايق ماكان معترف فيه...
ليه يستغلها ويهددها بهذي الطريقة..
كرهته... كرهته اكثر واكثر واكثـر...
لان خوفها من هالشيء صار...
انه يهددها بضناها...
اردفت بقهر وبغصة حرقتها :
( ماتقدر تهددني فيه... مالك حق ..)

حس بغلطه يوم هددها...
الاعظم على قلب كل ام مطلقة..
ان زوجها يهددها بعيالها..
ناظر في مياسة حتى تساعده بمثل هالوضع..
توجهت مياسة لحنين وهي تربت على كتفها :
( حنين... ماراح نضره...وكل شيء تحت عينك..
لو كان الولد ولدنا...فحنا مو مستغنين عنه...
عارفين انك ماراح تقصري معه...
بس خليه يتهنـــى بأبوه..)

صمتت... جعل لايهني ابوه بشيء...
انقهرت وهي تمشي مرغمة تسحب شنطتها...
كل اللي طلبته انه يسجل الولد ببطاقته...
ليه يتدخل ويسوي كل هالاشياء عنها؟
ماهي مرخصة راحتها لولدها...
مستعدة تقوم بدور الام والابو..
بس لا يدخل بحياتهم...
ولو ما هي مضطرة ولا كان سيف ابعد من تفكيرها..
كان يمشي قدامها لسيارته...
بينما هي مع مياسة كانت خلفه..
جلست مياسة جنب سيف..
وفهد لازال مشغول باللعب...
كانت تراقبه بقلق طول الطريق .. لما انتبه لامه ترك ابوه واضطر ابوه انه يعطيه امه...
ظل يلعب بحضنها ...وينط بالسيارة...
وتوجه سيف بالسيارة للمستشفى..
عشان يخلصون من فحوصاته..




*





بشوارع روما التاريخية...
في متحف كبير مقابل لسلسلة من المقاهي التي تعود اعوامها للعصور القديمة...
كانوا جميـــعهم بداخل المتحف...

كانت تمشي بهدوء منشغلة بقسم اللوحات الغريبة...
وهي لازالت مندهشة من طبيعة الحضارات واختلافات عاداتها ...خصوصا العصر القديم...
ببساطة قررت انها تبتعد عنه وعن امجاد وعن عثمان...تبقى لوحدها ولو لمدة ثواني...تمشي بين الممرات...
وتناظر التحف...والتوابيت القديمة...
ارتعشت بخوف وحمدت ربها انها مفطورة بنعمة الاسلام...
اللي يندفن بها الانسان بطريقة كريمة...بدون لا تحنط جثته وتحرق بالسوائل الكيميائية بس عشان تبقى ملامح لجسده الخالي من الروح...
دخلت على مكتبة بوسط هذا المتحف...وكان جوها جدًا هادئ بعيد عن الضجيج ...اللي مصدره طلاب ثانوية كانوا برحلة زيارة لهذا المتحف...
خطف انظارها مجموعة كتب متعددة...
كلها كانت تحمل نفس الاسم...
" العزيزة فينـا"
مافهمت شنو سر هالكتب...
مجموعة كتب عددها 3 وكلها تحمل نفس الاسم...
كان الغلاف يحمل صورة جندي يضع وردة على قبرين مختلفين...
عقدت حاجبها حتى سمعت صوته من خلفها ...من غير ماتلف له عرفت بانه صاحب الصوت :
( اكثر كتاب شدني يوم جيت لروما ببداياتي... قريت هالمجموعة اكثر من 3 مرات... وليومك هذا مستعد اقراها..)

لفت عليه بصمت وشافته يحدق فيها وبنبرة مختلفة :
( كان يتكلم عن جندي الماني وقع في حب فتاة فرنسية بالحرب العالمية الثانية... وبفترة الحرب كان كثير ناس يهاجروا لالمانيا بغرض اللجوء السياسي... كانت الاحزاب تقتل كل من يدخل الحدود... كان الجندي موجود يحمي حدود المانيا...بيوم من الايام صار تداخل من سكان فرنسا المهاجرين وتدافع على الحدود...بدا الجنود يطلقوا النار لما ماقدروا يسيطروا على الهجوم...وكان هو من احد الجنود اللي استخدموا السلاح... قتل رجل ومرأة فقط... ماقتل اي شخص ثاني... لما شافهم يندفعون ناحيته بكل قلق اضطر يصوبهم... ولما طاحوا على الارض اكتشف وجود حبيبته فينا خلفهم... ومن دمعتها...عرف انهم امها وابوها..)

ماتحركت...مانطقت... عبرة وانحبست..
لكن اختنقت كثيـــر...
وكأن القدر قادها الى المكان هذا حتى يؤذي روحها بهذا الرجل الذي يقرأ القصة بدون اية مشاعر...
احمرت عيونها بالدموع... قوست شفايفها تمنع البكاء...
لو نزلت دموعها امامه ممكن يشك بأنها تعرف ان هو الشخص اللي قتل امها وابوها...
بضعف كبير...وقوة كبيرة..
بتناقضات العالم..
بكرهها له...وبحبها لامها وابوها...
بلعت غصتها واستجمعت شتاتها وهي تغلق الكتاب وبنبرة خافته وبالاصح مخنوقة :
( هالقصة مو غريبه علي...تشابه قصة اعرفها ... )
ومن كل عوالم الالم اللي فيها نطقت تموه حقيقتها :
( بـــس ماذكر فين...)


ذياب كان صامت ويراقب ردة فعلها...
مايدري كيف وصلت يدينها للكتاب...
كتاب قريب ويشابه واقعهم...اللي يعرف منه ذياب الكثير...
وتعرف منه هذي المهره القلـــيل...
بل اقل من القليل...
ذياب وهو يقرا عيونها :
( ممكن شفتيها بفلم... )

صمتت وهي تطالع به وكأنها تبي تصرخ فيه..
تبي تفضي بهمها...
بس دايما تذكر نفسها...هي وعدت نفسها...
السجاد اللي تحت رجوله...
راح تسحبه من غير مايحس...
راح تقلب الطاولة فوق راسه...
لما طال صمتتها واحمر انفها حاولت انها تغادر المكان...
لكنها التفتت لما اردف لها :
( بامكانك تاخذين الكتاب لو اعجبك... ممكن تاخذين كل مجموعة القصص ان اعجبك... )
تقدم ناحيتها اكثر
ذياب : ( تكاليف رحلتك مدفوعة من والى... وبما فيها هالاشياء..)

لاحظ لمعة بعيونها وهي تنطق بكره وحقد :
( مابغى الكتاب... ما أعجبني.. )
ذياب : ( اقريه...ماراح تندمين..)
احمر انفها وغازلت الدموع عينيها وهي تمشي للخلف بهروب :
( خذه انت وعليك بالعافيــة...
الواقع اللي اعيشه اهم من هالكتاب..)

غادرت من امام عيونه...
عرف سبب هروبها ...ولازال مؤمن بأنها جاهلة عن حقائق كثــيرة...حقائق قرر يحتفظ فيها لنفسه...
وممكن هالحقائق اللي فكر انه يخفيها...
لو افصح لها بها...تموت من القهر اكثر واكثر..
توجه للكتب وشراها...وطلب توصيلها الى غرفته بالفندق...
غادر المكتبه وخرج لبرا...
شاف امجاد وعثمان...لكن هي ماشافها..
لما سأل امجاد عنها خبرته انها شافتها تمشي للحمام...
التفت بعيونه يدور عن طيفها...
يدري بها راح تطلع وعيونها ملت من البكاء...




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 17-06-17, 06:30 PM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيف حالكم يا اجمل متابعات ؟؟
تدرون اني كنت بستقوي عليكم وبنزل البارت الثلاثاء...
بس نداءاتكم اللذيذة هنا وبسناب شات خلتني اروح وطي ...
من يقدر يردكم انتم يابعدي...
احييّ الاخت فيتامين سي وشبيهة القمر على توقعاتهم الحلوة حتى لو كان فيها شيء من الصحة وشيء من الغلط هههههههههه..
لازلتوا تستاهلون اكثر واكثر...
والبارت اهداء لكم..


استمتعوا ،




البـارت : الخـامس



:
:
:
/
الفصل الخامس


" العديد من الاصدقاء قتلوا عزيزتي فينا...
لقد حل الدمار في وسط هذه البلد التي كانت مرفأ الطفولة...
سعادتنا غاصت في جحور المقابر...
اصبحت متخصصا في جمع اشلاء من احبهم...
وحرقهم في محرقة الجثث..
حرثنا على التربة الكثير من الزهور فوق قبورهم...
مات الملايين...
ماتت اطفالنا ونسائنا وابائنا..
لم يبقى سوى نحن نصارع الظلام...

اتمنى ان تأتي سريعًا..
الظلام يحل سريعـا..
وانا اخشى ان تضيعي في الظلام..

آدم سيتفينز "

:
:
:







كانوا جالسين بالصالة كلهم...
سلمان ومسفر اللي كان توه جاي من السفر واخته نجلاء...
بس مياسه وسيف ماكانوا موجودين وقتها...
الكل عرف ان سيف طلع بشكل غريب اليوم وغامض مع مياسه...
ومع ذلك ماستغربوا بالعادة كثير يلجأ سيف لمياسة...
كانت هذي سياستهم المعتادة بكل شيء.. انهم يطلعون بصمت..خصوصا ان مياسة هي توأم لسيف...
فالعلاقة بينهم بأقوى مايمكن ان تكون..
الاثنين مايجلئون الا البعض...


تنهد بتعب على الاريكة...وجابت له الخدامة كاس الموية وحبة لصداع راسه...
لازال كلام عبير من يوم كان في بيت عمه يتردد باذنه ومستحيل ينساه...
كانت تصرح له انها عايشه به او بدونه...
كانت ناسية وجوده او انها قدرت تعيش بدون وجوده...
شافها اقوى...شافها شيء اقوى من البقايا اللي تركها..
طول ماكان هو متأثر بتركه لها...
وتعنيفه لنفسه وتأنيبه لضميره..
كانت هي تبني نفسها وتبني شخصيتها..
وتكسر وجوده بحواجز القوة...
بس لو ما يعرف عبير...كان قال انها نسته..
بس يدري انه لازال يشوف نفسه في عيونها...
لازال مايشوف الا انعكاس صورته بعيونها..



التفت على صرخة من اخوه سلمان الشاب اللي توه متخرج من الجامعة...وهو اصغرهم ومن بعده نجلاء...
مو مصدق اللي يشوفه بجواله وكانت تعابير العصبية ارتسمت على وجهه...كان وجهه يملك تعابير غيــر مفســرة..
بين صرخته كانت نجلاء تضحك بخبث...
التوت على نفسها بالكنبة وبدات تضحك بجنون غير متوقف..
واخيرا صار الوقت اللي تشمت به على اخوها
بعد ماشمت فيها لين قال آمين..

ابتسم مسفر وهو عارف مناقر سلمان بنجلاء...
واكيد قررت انها هالمرة تنتقم منه...
كانت مصورته فيديو يضحك من جد
كان لاف شماغه بخصره وقاعد يرقص مصري وخليجي واجنبي ...كان هذا بيوم اللي طلعت نتيجته بالجامعة c بأحد المواد اللي كان يعاني منها...كان يقول دايم انه مايهمه يجيب درجة عالية بـ المادة من قد ماهي صعبة...
المهم انه ينجح... فلما قدم الامتحان رجع بخيبة امل وهو يحس انه رسب فعلا بـ المادة...
بس امس طلعت النتيجة تبع المادة وصرخ وبدا يرقص بجنون...
ونجلاء ماصدقت على الله لما صورته بستوريها ونزلته بسناب...
كان عندها مشاهدات عالية ... فبسرعة انتشر الفيديو وواحد من عيال عمامه قاله يفتح الفيديو...
فتح عيونه بصدمة من اخته :
( ايا الخسيسة...انا تصوريني يالبزر وتنشريها ستوري بعد؟؟؟)
ضحكت بجنون على اخوها اللي فقد اعصابه :
( ههههههههههههههه...لاعاد تطلب برستيج ...
رح دور على برستيجك بين البهايم والبقر )

سلمان يشد اذنها باستلعان :
( عيدي ماسمعت...)
نجلاء بوجع :
( اخ اخ اذني راحت فيها...
وخر عني يامتوحش..)
سلمان :
( اذا ماحذفتيه بحذفك من النافذة ..)
نجلاء بلعانة تهز راسها :
( ماني حاذفته لو بمليون... حاول تقنعني ووقتها افكر...)
سلمان يزيد شده على اذنها وبغضب :
( هذاني اقنعك يالتيـــس...)

نجلاء ماهي عارفة تضحك على اخوها المعصب ولا تتوجع من اذنها :
( ابعد عني لا اتوطى في بطنك ياولد امي وابوي...)
سلمان بمزح يتركها :
( ماعليك شرهة ياقناة الاخبارية...انا اوريك..)
مسفر يطالعهم طول الوقت ...
مايدري يواسي تعبه ولا يضحك على هبالهم..
ضحك عليهم وهو يقول لسلمان :
( الحين انت ليه زعلان بالضبط؟؟ .. يعني الناس ماتدري انك تشتغل رقاصة ؟؟!)
سلمان بفشلة وهو منصدم من قطة اخوه :
( أحححح... والله من جدك؟؟!)
ضحكت نجلاء بجنون : ( هههههههههههههههههههه الله يلوم اللي يلومني يوم صورتك ...شاكيرا ماسوت سواياك يالظالم ..)
سلمان يطالعها بوعيد وهو يوقف :
( ان ماوريتك نجوم الظهر ماكون ولد ناصر..)
يدخل ابوهم ناصر وهو يحذر سلمان :
( سوي فيها شيء اذا فيك خير يالتيس..)
سلمان يتوجه لابوه ويبوس راسه :
( لا يبه ماني بمسوي فيها شيء...
امزح مع بنتك..)
بو مسفر يجلس بهدوء :
( فكر بس ان تسوي لها شيء...
اتوطى ببطنك... )
سكت بصمت
وهو لازال يطالع نجلاء بتوعد...
مشى من جنبها وهو يسمعها تضحك بسخرية :
( يانار شبي بين ضلوعي حطبكي ههههههههههههههه)

همس لها بانه راح يتوطى ببطنها لو ماسكتت..
وطلع من المكان...
بينما مسفر لازال يصارع صداعه ويوقف متوجه لغرفته...



*


الساعة التاسعة ليــلاً...
مستلقية امام ضوء القمر متكورة ..
تدفن وجهها بالوسادة... بكت كثيير لما رجعوا من رحلتهم الطويلة اللي كانت طول الوقت تبعد ماتشوفه...تحلف انها لو ظلت تطالع به...ممكن انها تخرب كل مخطاطاتها...
كانت امجاد تسأل وش فيها بس تسفهها او تصرفها بأي اجابة...
ماتنسى التفاتته لها وكانه حاس بانه ضرب وتر حساس فيها...
بس الحمدلله انه مايعرف بنواياها...
ياترى شنو راح يصير لو عرفف؟؟!..
احتضنت نفسها بوجع...تذكر انها لما مروا على فندقهم الجديد كانوا يشطبون على الاشياء الرئيسية...
كانت شركة التأثيث شحنت لهم الاثاث الممزوج بين الطابع الفيكتوري والفرعوني...
وبدأت تركبه بكل الفندق..

سجلت كل الاشياء اللي محتاجها الفندق بآيباد العمل...
وطلعت تنتظرهم بسيارتهم اللي برا...
وظلت طول اليوم ساكته ماتبي تتكلم...
بتخنقها العبرة...بتصرخ فيه وبتصرخ في امجاد...
ما كانت مصدقة لما وصلت غرفتها...
انهارت وهي تتذكره يقول القصة بضمير ميت...
انت قتلت ام وابو لوحده...
ماتدري من هي؟!
او تظنها ماتعرف منو انت؟!...
ان كان ستر عليك اهلك وجماعتك...
ومحد يعرف بانك قاتل عبدالله الناصر...
فأنا بنته...واعرف منهو جرد ابوي من الحياة...
اعرف الشخص اللي ارسل لي جثة والدي بدون معـــالم الحياة...
اعرف الشخص الذي جعل امي تعاني من سكتة دماغية لمدة اشهر...
ثم ماتت في نهاية المطـاف...
اعلم من انت تماما...
ومن المستحيل ان تخونك ذاكرتي...
ستظل تتذكرك حتى اشفي غليلي الملتهب منك...


فتحت الجوال على رقم جدها اللي اتصل عليها...
جلست متربعة على السرير وهي تمسح دموعها وتحاول تخفي وجعها عن جدها...
ابتسمت وهي تكلمه :
( هلا بحبيبي وقلبي...كيفك بابا علي؟؟؟!...)
وصلها صوت جدها المحب :
( هلا بك يابعد ابوك...انا تمام...
انتي كيف الشغل ماشي معك ولالا؟!..)
سكتت لثواني..
ماتبي تقوله انها سمعت بين شفايفها اكثر قصة سوداوية شهدتها بحياتها...
حست بالغصة تجرح حلقها..وهمست بصوت مخنوق:
( بــخــيــر ...
كل شيء بــخــيــر!!...)

جدها بصوته الحنون :
( لاتنسي حق ابيك ...
لاتعصين سنيني رباتي فيك..
لاتتنازلين عن دم امك وابوك...
وحطي حق ربــي بين عيونك يامهره...)

بلعت غصتها اللي جرحتها...وهزت راسها برفض :
( ماهو بمهره اللي تتنازل يبه..
لاتخاف..ماني متنازلة...
مصيري اطيح عليه وارفع قضيه...
مصيري انسيه كل يوم تهنى فيه بأمه وابوه..)

جدها بحزن :
( اذا بتنسين يامهره جثمان امك وابيك...
انا مابنسى موت عيالي ...ماني بناسي كيف دخلوا علي ابوك ميت ومتغطي بدمه...مابنسى ولدي كيف شفته على الارض ممدود..)

بكت بصوت عالي وهي تشهق...
ماكانت تدري ليه جدها كان يحذرها من النسيان..
وكأنه واثق انها راح يجي يوم وتنسى...
وكـأنه مو واثق بانها بتروح وبتسوي كل اللي قالت له عنه...
بين بكاها واحمرار وجهها :
( لا تقول كذا يابو عبد الله...
عبد الله مستحيل يروح دمه هدر...
وانا ماني ضايعة انسى دم ابوي.. )

من وسط الوجع نطق :
( خافي ربك وخافي من قاتل ابوك...
لايغدرك وتروحين من يدي...
ان حسيتي انك مو بخير منه...
ارجعــي..ارجعــي ونطالب بحقنا يوم القيامة..)

مهره بغضب باكي تهز راسها :
( والله ماخليه يتهنى يبه...
حتى رب العالمين مايرضاها...
اذا لي حق عنده مابخلي خوفي يمنعني عنه..
ربي بياخذ حقي وحق هلي منه بالدنيا
وبالآخــــرة ..)

جدها براحة :
( انتبهي لنفسك يايبه...
وادعي بصلاتك ربي يحفظك كثر مادعي لك بكل صلاة...
ارجعي بخير..وبس.. )

مهره تبتسم بين دموعها اللي كانت تمسحها :
( بأكون بخير يبه..لاتحاتي..)

ودعت جدها ووقفت بهدوء امام الابجورة والمرآة المعلقة بالجدار...
مسحت الدموع واستولتها كل خيوط القوة والثقة...
لـــست انا من يضعف امامك...
لســت انا من يحنــي رقبته ويرضى بقتلك لامه وابيــه...
لست انا من يستسلم ...

بلعت حبوبها المعتاد وتأكدت انها قفلت الباب وشالت البطاقة بمكان بعيد حتى لما تصحى بدون وعي ماتطلع...
نامت على سريرها بعد مافتحت النافذة
وتركت الاثير البارد...
يبرد كل حطب شبها ذياب بقلبها..




*




بداخل المستشفى كانت جالسة مع مياسة بمستشفى كبير وجالسين ينتظرون سيف اللي توجه على طول لمدير المستشفى..
كان بين هالمدير وابوه معرفه..لذلك ماقصر معه وطلب منهم يستعجلوا بالفحوصات..اللي استغرقت 3 ساعات انتظار...
كانت خايفة لانهم كل حين ينقلونه لغرفه...
ومن خوفها على طفلها كانت متوترة امام عيون مياسة...
ومن هالفحوصات...ادرك انه اخطأ في حق حنين يومه قال لها انه مو ولده وجاية تطلب الفلوس...
كل التحاليل تثبت انه طفله... وان طفله بالفعل مريض ومحتاج الى عمليه...
لما شافتهم ينقلونه الى غرفة ثانية وحاطين على طفلها بعض الاجهزة تبع جهاز المايوكارديوجرام MCG تبع تخطيط القلب...
انهارت وبكت وتوجهت ناحيته بخوف :
( لأ اتركووووه...
وش بتسووا فيه... تراه طفل مايتحمل...)
بلعت غصتها وهي تشوف سيف يكلمها :
( حنين... اجلسي داخل... خلي الدكاترة يخلصون شغلهم...كلها فحوصات..ماراح يصير شيء)

حنين بصراخ باكي وهي تمسك يد طفلها :
( شف يده...ليه كل هالابر بجسمه...ليه يركبون الاجهزة...
والله مايتحمل ...طفل صغير ..)

سيف مايبي يلومها كونها ام وقلبها يحن على طفلها اللي كان بالفعل يبكي بسبب تألمه من الابر وخوفه من الوضع :
( حنين...اجلســـي قلت لك داخـــل...
ووعد مني ماراح يتأذى فهد بشيء..
بأنتبه له ومستحيل ارضى يسوون لولدي شيء انا مو متأكد منه..
بس هذي الاجراءات اللازمة اللي طلبها الاطباء عشان الفحوصات..)
حنين تهز رأسها ودموعها ومن زود فجعتها تصرخ فيه :
( أقولك ماتفهم...
دكتوره قال لي انه مايتحمل اي محاليل زايدة...
خلهم يشيلون الابر من ولدي...
وش اللي بيدخلوه بجسمه...ترا صغير وجسمه ضعيف..)

سيف يتحوقل وهو يحاول يتسم بآيات الصبر :
( لاحول ولا قوة الا بالله...
ادخلي داخل ياحنين لا تعطلين الدكاترة عن شغلهم..)
هزت راسها برفض وبخوف :
( والله مادخل...مادخل ليما اتاكد انهم ماراح يضروون ولدي...)

سيف بعصبية يطالع فهد اللي يبكي بخوف:
( حنين ادخلي داخل لاتصعبينها..
حتى هو خاف من خوفك..)

بكت برفض حتى اتصل على مياسة اللي دخلت بغير فهم وشافت سيف يطالعها معصب :
( خذيها ودخليها داخل...
وان طلعت والله أبجلدك انتي وياها...)

شافت مياسة فهد وخافت مالامت خوف حنين على طفلها...
لكنها اضطرت وهي تمسك حنين وتدخلها لداخل :
( حنين ياقلبي اهدي...امشي معي لداخل..)
ابتعد سرير ابنها مع سيف الى الداخل مع عدة اطباء..
وهي جلست على كراسي الانتظار وبكت وهي تجهش بعد مانزلت راسها...
حضنتها مياسة بالم...مايهون...
ولد اخوها متعذب من كل النواحي..
بلا اب...وبلا قلب صاحي...
وجسد متعب..
مياسة تمسح على ظهرها :
( خلاص ياحنــين...
ولدك بيكون بخير.. صلِّ ع النبي ..)

رفعت راسها بعد دقائق ومسحت دموعها...
واردفت :
( يصير فيني اي شيء يامياسة قابلة...
كل الامراض وكل العلل..
بس هالطفل مايستاهل..انا بنفسي شهدت معاناته..
مابيه يتعذب اكثر... مابي يروح من يديني...
مالي الا هو... مابه شيء بالحياة يسوى غيره..
مقدر اشوفه كذا..)

مياسة تهديها وهي تعطيها من علبة الموية حقتها وتشربها اياها :
( هدي بالك وخلي صبرك طويل...
كل هذا امتحان من رب العالمين حتى يختبر صبرك..
وماتدرين ممكن وراها خيره وبكل شيء ربي يكتبه لك خيرة..
وباذن الله فهد ماراح يصير له شيء...
فهد وراه ابو هالحين..ولاتتوقعين ان ابوه يسمح ان يصيبه اي شيء..)

حنين بوجع هزت راسها...شافت سيف بعد ربع ساعة دخل وهو حامل فهد اللي يفرك عيونه من تعبه من البكاء...
قامت بلا شعور واخذته من عند ابوه وحضنته وهي تبكي..
بكى بلا فهم منها وخاف من بكى امه...
اضطر انه يمد يدينه لمياسة اللي سحبته من يدين امه وهدته وهي تطالعها :
( خلاص حنين...حتى ولدك من خوفك خاف...تكفين اهدي عشانه..)

هزت راسها تستولي على اوجاعها وتتحامل على وجهها...
حدقت لثواني بسيف اللي كان يطالعها بتيه..
وهو كاره نفسه بكل شيء سواه لها..
ومستحيل يسامح نفسه عليه...

طلعوا من المستشفى بعد ماهدت ولدها بدا يلعب معها ومع مياسة ويضحك ...
ومن ضحكه ضحكت معه... نزل سيف من السيارة لدقايق بياخذ بطاقات وبيدخلها للمستشفى... بس من نزوله بكى طفله وهو يبي من ابوه ياخذه...
ابتسم وهو ياخذه معه ويدخله لداخل المستشفى معه حتى يخلص اجراءاته ...وهو ماكان خايف وكان مبسوط وهو يسحب قلم ابوه ويلعب به بين يدينه ببراءة...

ومن هالمكـان...مياسة خبرت امها اللي خبرت عيالها وزوجها بوجود طفل لسيف... وباذن الله راح يجيبونه يوم معهم...
حنين من بين سرحانها...
انتبهت لسيف يطلع من محل العاب كان موجود بالقرب من المستشفى...وبيد طفلها لعبة وكان مبسوط ويشهق بفرحه...
تلقائيًا ابتسمت لسعادة طفلها وغمضت عيونها بغير تصديق..
وهي تسمع صوت سيف يكلم اخوه مسفر ويطلبه يكمل اجراءات لولده ويسجله ببطاقته تبع العائلة...




*


وصلتها مكالمة هاتفيه عشان تروح للشركة وتحل بعض الاعمال بدل امجاد...
اضطرت انها تطلع من البيت بدري وتوجهت بسرعة للشركة وخصوصا ان اتصلت بامجاد وقالت لها بالشغل اللي المفروض انها تسويه... وبالتحديد اليوم هو موعد مناقصة ...

مع بعض اعضاء الشركة في الاسهم... لذلك توجهت وقرت بعض التقارير عن الاسهم اللي راح تدور المناقصة حولها...
فكانت جالسة بمكتب امجاد ومشغولة بقراءة التقارير وهزت راسها بقهر من امجاد اللي استفزتها :
( يعني جايبتني على اسهم ماتمثل حتى 2% من الشركة وتبيني اسوي مناقصة عليها؟...
صدق مدري شأقول عنك يا امجاد...
مطلعتني من فراشي وراحتي وجايبتني هنا عشان هذا...)

اغلقت ملف التقارير وطلعت من غرفة امجاد وقابلتها احد الموظفات اللي تشتغل بالشركة وهي تمشي معها في الممر بهدوء وهي تشرح لها عن الوضع...
ومن شرحها للوضع عرفت بأن مسفر هو اللي راح يكون معها بالمناقصة...
فتحت عيونها بصدمة وهي تطالع بالموظفة وتقولها :
( كيف يعني مافهمتك؟!..)
الموظفة بهدوء :
( الاستاذ مسفر يحل محل الاستاذ ذياب بوقت الشغل...
وانتي اضطرينا نستدعيك حتى تغطي شغل استاذة امجاد بالمناقصة...
يعني احنا محتاجين ناس من مسؤولين الشركة حتى تتم المناقصة...لان الاستاذ ذياب محرص انه ماتصير اي خطوة بالشركة الا بعلم احد من المسؤولين..)

غمضت عيونها بقهر واردفت لها :
( طيب يعطيك العافيك...
دقايق وادخل على المناقصة..)

اكثر شخص ماتبي تواجهه بالحياة راح تواجهه...وكله عشان يديروا حلالهم العائلي ...
وكله يعود بفضل اوامر سيادة الاستاذ ذياب...
يعني لو انه متساهل بالقرارات شوي ماضطرت انها تخوض هالحرب النفسيه...
بس اخوها مستحيل يتسامح بخصوص اي شيء بالشغل...
وبفترة غيابه وغياب امجاد تضطر كثير انها تجي..
بس بالعادة يكون سيف اللي موجود بدل مسفر لانه مدير المالية...
بس الظاهر ان سيف مشغول او به شيء...
اردفت بقهر :
( طبعًـا...الشيخ ذياب والشيخه امجاد يسافروا..
وانا اللي اكلها واضطر اني اقابل وجهك ..)

لفت باحراج وشافته وراها يناظرها والاكيد ان سمعها...
كان رافع حاجبه ومو عاجبه الكلام وهو يدخل للداخل بدون مايلتفت عليها ..وصلها صوته وهو يقول :
( بتظلين واقفة كذا ولا نبتدي المناقصة بدونك؟!...)

اغلقت عيونها بغضب وقهر من نفسها ودخلت بهدوء الى قاعة المناقصات اللي بالشركة...
كانوا الاعضاء كلهم متواجدين... بدأت المناقصة...وماتدري ليه اضطرت انها تعاكس مسفر بكل شيء يقوله...
يعني اذا حط مبلغ كبير...نقصته لمبلغ اقل...
واذا قلل المبلغ ...رفعته...
كانت العكس في قراراته...ولمحت نظرات السخرية منه...
لكن بالنهاية ارضت غرورها ...
خسروا الاسهم مثل ماتبي...
تبــي تكسر عيـــنه...
وتوصل له ان كلمتك مو بكل مكان ماشية...

انتهت المناقصة بعد ماضطر مسفر انه يكتب شيك بقيمة الاسهم اللي خسروها...
وصحيح انها ماتأثر بالشركة بشيء...
بس مايبي يكون له خسارة لاي سهم بالشركة...
ولو عرف ذياب ممكن يقلب الدنيا...
طلعت من القاعة وكان خلفها وهو يقول :
( صيــري بزر مثل ماتحبــين...
بس لا تدخلين الخلافات الشخصية بالشغل...
وش الفايدة هالحين... خسرنا الاسهم بفضل ذكائك يا اخت عبير..)

بقهر لفت عليه وهي تناظره بقوة :
( ايه انا بزر... بس لا تعتقد انك عقدة كبيرة بحياتي الى درجة اني ادخلك بالشغل...
انا تصرفت على حسب قناعتي...كاحد ملاك الشركة وبما انه لي حق فيها..لي حق احدد اذا ابي هالاسهم ولالا...
عموما هالاسهم اللي مزعجني فيها مراح تضر بأصغر موظف بالشركة..)

مسفر يرفع حاجبه وبسخرية :
( ماعليك شرهة...وماعليه ذياب لوم يومه ماسلمكم الحلال...
ولا كان رحنا بداهية بفضل ذكائكم...
وبالنسبة للاسهم... كلنا نعرف انه اصغر سهم بالشركة وحتى لو كان تعداده علينا بالسالب...فهو مهم وممكن يرتفع بالسوق بيوم من الايام ويقلب ميزانية الشركة ..
وبفضلك..ضاع..)

عبير تبتسم بسخرية وبمجاملة :
( اوكيه...خلاص انا اتحمل كافة المسؤولية..
شيء ثاني استاذ مسفر؟ )

مسفر يمشي من امامها غاضبا وبدون مايلتفت عليها :
( امشي فوق وقعي على باقي تقارير المناقصة...
والله يعينك على ذياب..)

نست انه ذياب ممكن يعصب وهي متاكدة انه الموضوع شخصنه..بس حاولت انها تنكر هالشيء...وماتعطي مسفر وجه...
مشت باتجاه الاعلى بقهر وهي فعلا تشوفه مايعطيها وجهه ويدخل الى مكتبه وهو يكلم احدى الموظفات :
( تقدرين توصلين التقارير لمكتب امجاد حتى توقعها استاذة عبير...)

انقهرت منه... وهي تتحلطم عليه :
( ماتبي تشوفني خايف تكفر فيني ؟؟...
احسن..رح .. انا اللي مابي اشوفك ولا ابي اقابل وجهك...
يالســوسة..)

دخلت مكتب امجاد بغضب وانتبهت الموظفة لغضبها وكانت تتصرف بارتباك امام عبير...
بسبب نظرات عبير الغاضبة...اللي كانت تطلع الباب المفتوح وبقهر تراقب الممر الفاضي من مسفر ...اللي كان مشحون بغضبه..
انتبهت لملف التقرير مفتوح على الاوراق اللي المفروض توقعها..
وقعتها بسرعة ..وطلعت من الشركة ...
وركبت سواقها متوجه بكل طاقة غضب للبيت..






*



بـمدينة رومـــا...
باللوبي تبع الفندق تحت...كان جالس ويتابع كل المعاملات تبع الشركة...
كانت الساعة 1 ونص ... لكنه لما شاف موضوع المناقصة اللي صار انصدم ..وبغضب دق على مسفر اللي رد عليه وهو معصب ايضا ... مسفر بغضب يكلم ذياب :
( لا تكلمنــي عن موضوع المناقصة رحم الله والديك...
تبي تروح لاحد وتعصب عليه...
رح لاختك البزر .. ومرة ثانية لو فكرت تسافر...
دبر لي اي احد ثاني بدال اختك...
هذي مايندخل معاها مناقصة...هذي يندخل وياها محكمة..)

ذياب اللي كان معصب في دقائق ماقدر يحبس ضحكته وهو يقول : ( طيب ...خلاص انا اربيها..
بس انت هدي... وش هي سواتها بالمناقصة الحين انا مافهمت...
ليه انباعت الاسهم؟!..)
مسفر بقلة صبر :
( خلها على ربك يارجال... بوسط المناقصة حتى اعضاء المناقصة انفجعوا...
اختك فشلتني...يعني احنا اصحاب الشركة المفروض تكون كلمتنا وحدة...
تخيل وجهي بس وانا اعطيهم سعر ثم هي تكاسر بالسعر عشان تكسر كلمتي..لو ما ان الحشيمة لك ياذياب ولا كان توطيت ببطنها ..)
ضحك ذياب : ( هههههههههههههه...
يعني سوتها بنت ابوي وتبي تردها لك وتحرق قلبك..
بس لاتلومها..الله يلوم اللي يلومها..
ماهو شوي اللي سويته فيها..)
مسفر بقهر مرهق :
( يرحم والديك هي ضاربة معي مليون لاتزيدها..
انت عارف باسبابي...
وانت تدري ان هالمواضيع مفروض ماتدخلها وسط الشغل.. )
ذياب يبتسم : ( خلاص انا اشوف لها صرفة...
انت بس بكرة حاول تروح وتشتري الاسهم من الشركة الثانية بأي سعر يطلبونه...
وخبرني وش اللي يصير معك..)
مسفر بهدوء : ( طيب.. )
بعد مهلة صمت سأله مسفر :
( وش صار على بنت عبد الله..)
ذياب صمت للحظات وهو ينتبه لقدومها طالعة من المصعد مو منتبه له متوجهة للبوابة...بس هالمرة تأكد انها بكامل وعيها بعد ماشاف انها متسترة وتمشي باتزان..
نطق ذياب بلا شعور :
( بعدها تلعب في النار...الله لا يحرقها برمادي..)

فهم مسفر تماما مالذي يقصده عضيده وابن عمه..
وصله صوت ذياب الذي كان يراقب مهره بهدوء :
( اشوفك على خير...)

سكر السماعة ولازالت عينه عليها..





طالعت بالساعة شافتها الساعة 1...
وكانت جديا بتموت من الجوع... كم ساعة لها ما اكلت شيء..
يمكن اكثر من 12 ساعة...غير الكورن فليكس بالفطور مااكلت شيء طول يومها..
كانت بتنام..بس هي تعرف بطنها ...
اذا حست بالجوع مستحيل تنام...وقفت بغير احتمال وطلبت من احد تطبيقات المطاعم بالايفون اكل لها ...وانتظرته يوصل...
لما وصل هاتفها صاحب المطعم وبلغها انه ممنوع ان يصعد لها الاكل لفوق وهذي من قوانين الفندق ..
لبست حجابها ومعطفها ونزلت بسرعة لتحت وسحبت محفظتها معها...
بدون ماتنتبه لاي شيء كان مخها مشتت...
بسبب جوعها...
دفعت للموظف تبع المطعم الفلوس وراحت بسرعة للمقاعد تجلس بدون انتباه...
فتحت الكيس وهي تشم ريحة الاكل وبانهيار :
( والله لو ما انت يالاكل...
ممكن اني انتحرت..
ربي مصبرني على كل شيء صعب بالحياة بسببك..)
ضحكت على نفسها بهدوء وبدأت تاكل وعيونها مشغولة بجوالها تكلم منار ...
سجلت فويس نوت لمنار بدون ماتدرك انها مراقبة وبضحكة :
( ياحبيبي لا تخافين...مصيري اتوطى في بطنه النذل..
اصبري علي انتي بس...
عطيني مهلة كم شهر واطلع عيونه...الساحر البومه ..
المهم باكل باكل... ومن عندك اكلي خدووود خلودي...باااي)
ارسلت الفويس نوت لمنار وكملت اكلها...
ذياب :
( توني اعرف انك بطينية...)
< بطينية معناها تهتم بالاكل وتفكر بوقت الجوع من بطنها..

شرقت وهي ترفع عيونها وتطالع فيه..
كانت الاضاءة بالفندق خافته...
كيف مانتبهت له...كحت كذا مرة ومد لها علبة مويه وهو يهز راسه : ( صحة...)
هزت راسها بغير تصديق ووجها محمر وبصوت مخنوق :
( من متى وانت هنا؟؟؟)

ابتسم بهدوء وهو يرفع اللابتوب على رجوله ويناظرها :
( من لما كنتي تتوعدين انك تطلعي عيون الساحر البومه..)

فتحت عيونها بصدمة وباحراج وهو هز راسه يحبس ضحكته على شكلها ونطق بخبث :
( البومة... والله مــاهي غريبة هالكلمة علي.. )

نزلت عيونها بفشلة وباحراج امام عيونه...
رجعت وحطت نفسها بموقف بايخ قدامه..
عرف انه هو المقصود... تدري به يذكر يوم بلعت الحبوب قبل يومين...
وسبته بنفس السبة...قالت له لو شلتني اشيل عيونك يالبومة...
ومن هذا المنطلق عرفت انه ادرك بأنه هو المقصود...
ماعرفت شنو تقول غير انها تنتظر منه عقاب كمدير لها..
سمعته يقول لها :
( ماراح اعاقبك على كلامك هذا...
لك الحق تقولي اللي تبيه فيني خارج اوقات الشغل..
وانا احتــرم رأيـــك..)

سكتت وماردت عليه وهي تترك اكلها...
حست بالشبع من سخريته عليها...
وهي شتمت نفسها لانها سمحت للمرة الثانية تكون بموقف مثل هذا...
لما انتبه لها ترفع يدينها من الاكل سمعته يقول :
( كملـــي اكلك...)
مهره باحراج بدون ماتطالع فيه :
( شبعت..)
ذياب بصمت عيونه تعلقت عليها بينما هي كانت تحاول ماتناظره وتتحاشاه.. اردف من جديد :
( ليه تجوعين نفسك... لما نادتك امجاد عشان العشا ليه رفضتي؟؟
فوتتي عليك افخم مطاعم روما التاريخية..)

مهره رفعت راسها بقهر وقالت :
( تسمح لي يامديري اقولك ليه بدون ماتعاقبني؟..
او تطردني من الشغل..)

صمت لمدة ثواني ثم هز راسه بهدوء :
( اســــمـــح...)

ذياب ينتظر ردها حتى سمعها تتكلم بهدوء :
( ممكن اني ماتقبل اشوفك.. )

ذياب : ( ماتنلامين...
ما هو بس انتي... كل موظف بالشركة عنده هالشعور لي.. )

حسبي الله عليك...مابي اشوفك لانك عدوي..
مو لانك رئيس عملي يالظالم...
لو انت شخص ماعرف سواياك ...كنت تقبلت معاملتك الشينة لي..
ياما اشتغلت بشركات...بس ماكرهت مدير كثر ماكرهتك..

رفعت راسها بهدوء وبحقد:
( كل شخص له رايه الخاص بالموضوع..)
ذياب يستجوبها :
( ليه عندك اي رأي متعلق بمحيط خارج الشغل..)
مهره تهرب بعيونها من عيونه اللي بالفعل تستجوبها :
( هذا شيء متعلق فيني...اسمح لي ماراح اجاوبه..)
وقفت بهدوء :
( والحين تسمح لي باروح انام لان عندي شغل بكرة..)
ذياب يسكر لابتوبه بهدوء :
( ماله داعي...اجلسي كملي اكلك وانا اللي باقوم..)
مهره تهز راسها برفض :
( الحمدلله.. شبعت..)
مشت من قدامه لكن فتحت عيونها بصدمة لما شافت نفسها بالارض...طاحت على ركبها بسبب معطفها اللي علق بطرف الكرسي... وانقلب الكرسي معها...
رفعت راسها بغضب وهي تمشي لداخل..
وصوت ضحكته لازالت تسمعه ...

تضحك علي ؟؟
ضحكت عليك الجن قل امين...
انا اوريك.. مثل ما انت في اعلى المناصب..
باطيحك منها وانا بنت ابوي..
اضحك اضحك وافرح..
جعل مابك سنون ..يالمخرف..



*



دخلت البيت بغضب بدون ماتكلم احد وجلست بالصالة امام انظام امها واختها شيماء اللي كانت تاخذ حبوبها تبع الحمل...
كانت جالسة وتهز برجولها ...
شالت حجابها بقهر وهي تدق على امجاد وماترد...
عضت قميصها بقهر وبوعيد :
( هين يا امجاد... والله لاوريك..)

ام ذياب :
( ووجع...وش اللي بتوري عمتك انتي الثانية..
شصاير لك؟)

عبير بقهر :
( حطتني باكثر موقف تافه بحياتي...
ليتني مارحت الشركة بس..
رفعت ضغطي وجيت..)
ام ذياب بتساؤل :
( وش مسوية عشانك معصبة كذا؟
ماقالوا لك تروحي عشان كم شغلة بسيطة؟؟!...)
عبير بتنهيدة تطالع بامها :
( كل شغل بسيط يتعقد بوجود شخص مثل ولد عمي مسفر...)
شيماء بصراحة :
( والله اللي المفروض ينغث ما هو بأنتي...
المفروض اهو...ادري فيك انتي اللي صغرتي عقلك يالبزر
وخليتيه يعصب..)
عبير لفت عليها بصدمة :
( وش مدريك انتي؟..)
شيماء :
( ذياب دق علي ...
حالف بيتوطاك..بس اصبري يرجع..)
عبير بقهر :
( يعني ولد عمكم اللي يسوي الهبال وانا اللي تطيح براسي..)
امها بعصبية :
( تخسين ... مسفر ماهو راعي هالحركات...
ادري ان ورا هالبلا انتي ماهو بـ هو..)
شيماء تضحك على ملامح عبير :
( بس زين سوى فيك والله...
انتي ماينفع وياك الا مسفر... ويالله..
عاد برري لذياب يوم يجي..)
عبير بغضب :
( انتي اسكتي لا اشوتك انتي واللي ببطنك..)
ام ذياب :
( اشوتك انتي...
وش جايك انتي اليوم.. وراه معصبة..
كل هذا من الشغل يعني..)
شيماء بضحكة :
( هههههههههه لا يمة وراك ماتشوفين...
محد معصب بها غير مسفر..)
عبير فتحت عيونها بصدمة وغضب :
( يمة امسكيني لا اقوم اتوطاها..
اذا تخافين عليها واللي ببطنها قولي لها تسكت...)
ام ذياب غصب عنها ضحكت :
( والله مدري وش اللي قاله مسفر لك..
بس شكله أثر فيك كثير... ماعاد تجمعين وانا امك..
كل هذا منه؟؟!...)

احمر وجهها بخجل وغضب بنفس الوقت وهي تقوم بحلطمة :
( انا الغلطانة اللي افضفض لكم...
لو مقابلة جداري مو احسن...)

راحت من قدامهم وهي معصبة...ضحكت عليها امها وشيماء...
من البداية يعرفون ان محد ينرفزها طول عمرها كذا الا مسفر...
مهما عصبت او تنرفزت من الناس اللي حولها..
تضحك بالنهاية...بس لما يكون بالموضوع مســفر..
كل شيء يتحول لجدي...
ومحد يقدر يهديها الا لما تجلس لحالها..





*



في مكتب غرفته برومـــا...
كان واقف ببدلته الرسميه ...فسخ جاكيته ..وفتح ازرار قميصه...
وقف امام البلكونة...
يراقب الليل... وعسى ان يهديه الليل...
يذكر سنين السجن..
يذكر سنين غابت من حياته ولازالت تغرس فيه الاوجاع...
من بعد مامات ابوك يامهره..
تبهذلت بالسجن سنين...
تفكرين بس انتي اللي عندك اوجاع؟...
تظنين ان البلا فيك...
ماتدرين ان البلا فيني...
حتى ليلي ماهو بليل...
النوم العميـــق...صار اقصى امنياتي...
حتى لو غمضتي عيونك...
اظل انا الوحيد اللي اقدر اقراها..
لان مستحيل يفهم احد حكاوي عيونك غيري...

شرب ماء بارد لعلـــه يطفــي حريق التهبــت في صدره...
تلك المــهره التي تعاقبــه كل يوم وليلة بعينيها المتوعدتيـن..
بعينيها الموجوعتيــن...
لاتعلم بماذا يعاقبه الله ...
لاتعلم بماذا يمر لوحده...

اغمض عيونه ومرت على عيونه صورة عمه زياد...
ذكرى واصوات كثيرة...
صوت اسعاف وريحة دم...
صور متقطعــة تختفي وترجع...
وبالنهاية...
ذكرى عقيمة سحبت منه حياته...
وخلته شخص مختفي بالاسرار...


وهذه الذاكرة يامهره...
لازالت لا تخــــون..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-06-17, 05:17 AM   #7

زينه 4

نجم روايتي ومشاركة بمسابقة الرد الأول وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية زينه 4

? العضوٌ??? » 372378
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,418
?  مُ?إني » قلب امي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » زينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
يمّه على داعيك يزداد قدّي بك افتخر يا ملهمه يا عظيمه
?? ??? ~
My Mms ~
Lightbulb

صباح الاقحوان لـ فيتو ولـ كاتبة الروايـة

الرواية مازالت بغموض أخاصة مايتعلق بـ ذياب وقضيتة مع مقتل اهل مهره ؟؟؟
مع أنى بدت اقتنع أن ذياب مو هو القاتل ؟ ممكن عمة المتوفي وكان يشبة ذياب كثيراَ ! ومع الغموض في القصة حمل ذياب نفسة القصة وممكن هو دخل بعد حادث القتل بين عمه واهل مهرة وشافته هنا مهرة وتحسبة القاتل ! يبدوا أنه يتعاقب ع ذنب ماهو ذنبة !
بقيت الابطال اتضحت الصورة! لهم ! حنين وسيف وكمان مسفر وعبير ! بس استغرب أن مسفر ترك عبير بقرار من امه ! ومازالت علاقتة قويه في اهل عبير أي بيت عمة ! فية خلل هنا بالقصة او شيء مافهمتة اهل عبير مع مسفر علاقة طيبة جداَ وخاصة ذياب لم يتخذ موقف من مسفر عشان اخته فيه سر غامض كمان هنا !
عندي ملاحظه
يبدوا أن البطلات محجبات فقط ! يعني بدون غطاء يستر الوجه ! هذا ما اتضح لي ! واشوف العوائل غير مستغربة الوضع عادي بحجاب احس أن القصة لاتمت لا ارض الجزيرة بصله بـ احداثها من حجاب واختلاط النساء يرجال ! وكمان السفر والذهاب لـ اجتماع الإدارة بوقت متأخر! مهرة وهلوسته وخروجها وكمان ذياب من ارجعها ؟؟ كما ذكرت لاتمس لـ ارض بلدي بشئ ! ( لكن بالاخير هي روايه يحق الخيال بها ) وجهة نظر تخصني وحدي !

سلمت يمناك فيتو ع النقل الجميل لاحرمنا منكِ

العذر والسموحة منكم اذا كان هناك احرف متطايرة فينى نوووووم


زينه 4 غير متواجد حالياً  
التوقيع

كل يوم حكاية تسرد على مسامعنا مزيدا من أمل
تخبرنا بأن ما عند الله أفضل
تجعلنا نتفائل ...💛💭
رد مع اقتباس
قديم 20-06-17, 12:43 AM   #8

*جارة القمر*

نجم روايتي وبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية *جارة القمر*

? العضوٌ??? » 354051
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,394
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » *جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
.لا تطلـبي حُريّـةً أيّتها الرّعيـّةْلا تطلُبي حُريّـــةً ..بلْ مارسـي الحُريّـةْ.إنْ رضـيَ الرّاعـي .. فألفُ مرحَبـاوإنْ أبـىفحاولي إقناعَـهُ باللُطفِ والرّويّـةْ ..❗❗❗❗
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في البداية ...تقبل الله طاعاتكم و رزقكم توبة و رحمه و غفران و عتقاً من النار بهذا الشهر الفضيل
و جعلكم و نحن و اياكم من مغتنمين هذه الليالي الفضيله

نبدأ بالرواية ...الله يعطيك العافية يا فيتوو على النقل و الاختيار الموفق بأذن الله تعالى
و اتمنى ان تتم الرواية و هي مميزة و تزين قسم المكتملة بنجاح ..و الشكر الكبير ايضاً للكاتبة سراب على كتابة الرواية الجميلة
و ان شاء الله ان تتمها كما تتمنى هي لها و اكثر
...
في البداية ..رسائل ادم الى فيينا ...و كل رسالة مؤثرة اكثر من التي قبلها
جندي محارب و شهد الحرب العالمية و قتلى و جرحى بالمئات..و مع ذلك بقى عشقه لفيينا او القلم متنفس له و لأوجاعه
و التي كان اصعبها ما تحدث عنه ذياب لمهرة بأن ادم قتل والدين فيينا و هي تحتمي بهم و على مرأى عينها ...
اتوقع بأنه غير كتب عن ذلك برسائله لفيينا
تأثرت بمقطع هل رائحة كعكة الليمون بقيت كما هي و كما يتذكرها بمطعم العم جو ....
ان صح التعبير هي "مذكرات ادم" ...العنوان هكذا اقرب للمحتوى الرسائل التي كان يخص بها او يرسلها ل فيينا
و اصعب شيئ ان يشهد القلم على معاناة شخص عندما يكتب معاناته ..مثل ادم ....
بصراحه كثير كثير تشوقت اقرأها جميعها ...

نأتي للرواية .....و التي تدور عن الانتقام
الفصول الاولى و التي يلفها الغموض و الاسرار ....مهرة ..فتاة مات ابويها و تضنه مات مقتولا على يد شخص يدعى ذياب ال زيد
و رأينا كيف الجد يغذي انتقام حفيدته و رماها بوسط نار الحقد و الانتقام ...
برأيي البلد ما تحكمها فوضى ..و اذا كان هناك قاتل هارباً ما تتركه شرطه
و لكن هناك خيط رفيع ..ان تكون المقتول مات بدون قصد من القاتل ..او ان القاتل هو المسبب الغير مباشر ..لموت المقتول
مهرة ...دخلت وكر الاسد لتنتقم ....و هو يعرف ذلك و جدها يعرف انها ذاهبة لتنتقم ...هل الجد لا يخاف على حفيدته من قاتل ...و مهما كان يثق بها ..تبقى البنت ضعيفة مهما استقوت ..و نحن بعالم لا يرحم ..فكيف الجد بخبرته و حنكته يترك حفيدته تواجه الاعصار لوحدها
و يتركها تدخل الوكر و هو يملأ برأسها بالانتقام و هو يتفرج من بعيد
بصراحه موقفه ما عجبني مهما كانت خسارته لموت ابنه ..لازم يتمسك بحفيدته و ما يسفرها مع قاتل كما يضن هو و هي فقط لتنتقم لموت والدها
و هو مش عاجز ...لأن لما استغاثت به منار ..ذهب و اخرجها من عند والدها الظالم و لم يخاف منه ...و لكن عند قاتل ابنه كما يقول
نراه عاجز و كبير بالسن ..و يترك حفيدته مع قتلة كما يوهمها او كما يعتقد ...ما بدي لظلمه و لكن موقفه محيرني
ذياب ...يعرف مين تكون مهرة و يشوف حقدها بعيونها ...و بنفس الوقت صامت ..و جعلها تعمل عنده و موقع حساس بشغله ...هل واثق بها لدرجه
ما خاف انها تخرب عليه او تنتقم منه بشغله بتهريب صفقاته او اسهمه او اي شيئ يأثر على الشركه..و مهما كان واعي و مراقب لها
الا ان الانتقام يفعل ما لا يتوقع البشر .....
اتوقع بأنه هو المسبب بموت والدها و ليس قاتل له
من الحي البسيط اللي تعيش به مهرة ...اتوقع انه والدها كان يشتغل بالشركه او عندهم سائق او ما شابه
و تمت سرقه او نقل اسرار معاملاتهم و تهم بها والد مهرة ..ليدخل السجن او ان يتصرف تصرف طائش ...
بنهاية الفصل ذكرت الكاتبه عن الحادثه و موت عم ذياب اللي اسمه زياد ....هل والد مهرة هو اللي قتله و كان ردة فعل ذياب هو الدفاع عن النفس
ههههههههه ...اشتغل فينا المحقق كونان و صرنا ندور على الجريمه و مين القاتل و مين المقتول
مهرة و ذياب ...و بداية موجعه لهم هي تنتقم و هو يكفر عن ذنب اقترفه ...و يبقى للقلب كلمه ...لا يسمعها صوت العقل
ام مسغر و التي طلبت من ولدها ان يترك عبير بعد كتب العقد ..لأن اخوها قاتل ...اذن هناك شبهة بالقتل ان كان بدون قصد او المسبب له
و لكن هل مسفر هو ولد زياد الذي مات ايضاً امام عين ذياب
مسفر و مع انه جرح عبير الا ان علاقته بدار عمه منيحه و يدخل و يخرج و لا كأنه عامل شي
بصراحه انا مع عبير ..و حزنت عليها كثير و لو انها انتقمت منه بالشركه بعد سفر اخوها ...الا ان مسفر يستاهل اكثر من هيك

سيف و حنين .....و رجوعها للبلد و معها ولد لا يعرفه والده ...
ارى بأن ايضاًموت عبدالله والد مهرة غير الكثير او انه كان نقطة تحول بحياة ابطال الروايه كلها
الآن رجعت حنين و معها ولدها ..لتعود مثل مهرة لوكر ال زيد ...و بأرادتها هذه المرة ..فهي تريد النسب لأبنها من والده
و اللي يضنها طمعانه فيه و بأمواله ....فهد هل يكون السبب برجوع سيف و حنين لبعضهم ...

امجاد ....كثير عجبني اسمها و شخصيتها ..و اظن ورائها هي كمان حكاية و اسرار ..معقول تكون هي الوحيدة التي لم تتأثر بالماضي

منار و ولدها خالد ...مع والد لم يرحم ترملها و ضعفها و ابنها لتضيق بها الحياة ..يا حرااام كثير حزنت عليها
يوم شافت ابنها مريض و تترجى ب والدها ان يسعفه و هو رافض ...لتلجأ للغريب و هي خايفة و مرعوبه من والدها

و باقي الحكايا ما زالت بالبداية


بسلمووو فيتوو على النقل و بأنتظارك بشوق .
موفقين بإذن الله ... لكم مني أجمل تحية .






التعديل الأخير تم بواسطة *جارة القمر* ; 20-06-17 الساعة 01:19 AM
*جارة القمر* غير متواجد حالياً  
التوقيع
سبحان الله و بحمده
رد مع اقتباس
قديم 20-06-17, 11:01 PM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينه 4 مشاهدة المشاركة
صباح الاقحوان لـ فيتو ولـ كاتبة الروايـة

الرواية مازالت بغموض أخاصة مايتعلق بـ ذياب وقضيتة مع مقتل اهل مهره ؟؟؟
مع أنى بدت اقتنع أن ذياب مو هو القاتل ؟ ممكن عمة المتوفي وكان يشبة ذياب كثيراَ ! ومع الغموض في القصة حمل ذياب نفسة القصة وممكن هو دخل بعد حادث القتل بين عمه واهل مهرة وشافته هنا مهرة وتحسبة القاتل ! يبدوا أنه يتعاقب ع ذنب ماهو ذنبة !
بقيت الابطال اتضحت الصورة! لهم ! حنين وسيف وكمان مسفر وعبير ! بس استغرب أن مسفر ترك عبير بقرار من امه ! ومازالت علاقتة قويه في اهل عبير أي بيت عمة ! فية خلل هنا بالقصة او شيء مافهمتة اهل عبير مع مسفر علاقة طيبة جداَ وخاصة ذياب لم يتخذ موقف من مسفر عشان اخته فيه سر غامض كمان هنا !
عندي ملاحظه
يبدوا أن البطلات محجبات فقط ! يعني بدون غطاء يستر الوجه ! هذا ما اتضح لي ! واشوف العوائل غير مستغربة الوضع عادي بحجاب احس أن القصة لاتمت لا ارض الجزيرة بصله بـ احداثها من حجاب واختلاط النساء يرجال ! وكمان السفر والذهاب لـ اجتماع الإدارة بوقت متأخر! مهرة وهلوسته وخروجها وكمان ذياب من ارجعها ؟؟ كما ذكرت لاتمس لـ ارض بلدي بشئ ! ( لكن بالاخير هي روايه يحق الخيال بها ) وجهة نظر تخصني وحدي !

سلمت يمناك فيتو ع النقل الجميل لاحرمنا منكِ

العذر والسموحة منكم اذا كان هناك احرف متطايرة فينى نوووووم

هلا وغلا بزيونه
زيونه حبيبتي هذا رد للكاتبه

على ردي بخصوص سفر مهره على عضوه حبيت أنقله لك


بالنسبة لمسألة مهره...اتمنى بقدر الامكان ماتستعجلوا...
بس لو جينا للشرع...مهره ماتسافر لحالها مع ذياب...تسافر مع طاقم عمل..
وحاليًا السفر جائز للمرأة اذا كان مع مجموعة نساء او بقصد العمل...
بما ان امجاد راح تكون معها وعثمان...راح تفهموا اكثر طبيعة السفر اللي اقصده..وهالسفر حتى انا اسافره ..لاني شخصيا سافرت معهد مع مجموعة نساء وكان معنا شباب...وكان لمقصد العلم..
نفس قصة الابتعاث بالضبط بس هالمرة شغل...يعني ماعليها اشكال شرعًا "$..
وهم أقول لاتستعجلوا بالاحداث...اشياء كثييير راح تصير وتنكشف لنا...
بس لاتستعجلوا ..

*****

وهذا رد للكاتبه على عضوه في مسألة الحجاب

السلام عليكم اختي شبيهة القمر..
فبأي شركة في اعضاء مجلس الادارة في مدير عام وفي نائب...
مسفر نائب المدير العام في حال غياب ذياب وامجاد..
وامجاد وكلت عبير حتى تخلص الاشغال اللي تقوم بدورها بالشركة..
فمستحيل ان شخص واحد ياخذ المهمتين وهذا شيء بديهي..
بالنسبة لمسألة ذياب..ركزوا معي بالبارتات الجاية...وبتعرفوا ياحلوين...
انتم تفرضون افتراضات واهية ولسة ماتثبتوا ياحبيباتي...ولا تخافوا ماراح يكون الامر شيء خيالي وبعيد عن محيط الواقع

بالنسبة لكلامك بأمر الحجاب...
ابدا مو صحيح ان كل السعودية تلبس النقاب وهالاشياء...
انا شخصيًا من الناس اللي اسكن بالمنطقة الشرقية وملتزمة فقط بالحجاب ..
يعني يختلف من منطقة الى اخرى...
وعلى حسب عرف منطقتك وعرف اهلي ماعمري شفت ان الحجاب عيب..
وبالعكس مهره بينت انها الوحيدة اللي ملتزمة بالحجاب الشرعي عكس الموظفات اللي يلبسون العبايات الملونة وغيرها...
وابدًا ابدًا البنت اللي فقط متحجبة عمرها ماكانت شخص مخل وقليل ادب ..
انا ما ادري اذا انتم تشوفونها كذا...
بس عمرنا كله ربينا بأن هالشيء عادي...ويمكن لاني انا لي اصول كويتيه نوعًا ما فأشوف هالامر عادي :$

لازم تتقبلوا ياحلوات ان الناس اجناس واصناف وقبائل مختلفه...
لكن الشرع واحد... والحجاب باذن الله واحد..

وشكرًا



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-17, 11:14 PM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ألماس* مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في البداية ...تقبل الله طاعاتكم و رزقكم توبة و رحمه و غفران و عتقاً من النار بهذا الشهر الفضيل
و جعلكم و نحن و اياكم من مغتنمين هذه الليالي الفضيله

نبدأ بالرواية ...الله يعطيك العافية يا فيتوو على النقل و الاختيار الموفق بأذن الله تعالى
و اتمنى ان تتم الرواية و هي مميزة و تزين قسم المكتملة بنجاح ..و الشكر الكبير ايضاً للكاتبة سراب على كتابة الرواية الجميلة
و ان شاء الله ان تتمها كما تتمنى هي لها و اكثر
...
في البداية ..رسائل ادم الى فيينا ...و كل رسالة مؤثرة اكثر من التي قبلها
جندي محارب و شهد الحرب العالمية و قتلى و جرحى بالمئات..و مع ذلك بقى عشقه لفيينا او القلم متنفس له و لأوجاعه
و التي كان اصعبها ما تحدث عنه ذياب لمهرة بأن ادم قتل والدين فيينا و هي تحتمي بهم و على مرأى عينها ...
اتوقع بأنه غير كتب عن ذلك برسائله لفيينا
تأثرت بمقطع هل رائحة كعكة الليمون بقيت كما هي و كما يتذكرها بمطعم العم جو ....
ان صح التعبير هي "مذكرات ادم" ...العنوان هكذا اقرب للمحتوى الرسائل التي كان يخص بها او يرسلها ل فيينا
و اصعب شيئ ان يشهد القلم على معاناة شخص عندما يكتب معاناته ..مثل ادم ....
بصراحه كثير كثير تشوقت اقرأها جميعها ...

نأتي للرواية .....و التي تدور عن الانتقام
الفصول الاولى و التي يلفها الغموض و الاسرار ....مهرة ..فتاة مات ابويها و تضنه مات مقتولا على يد شخص يدعى ذياب ال زيد
و رأينا كيف الجد يغذي انتقام حفيدته و رماها بوسط نار الحقد و الانتقام ...
برأيي البلد ما تحكمها فوضى ..و اذا كان هناك قاتل هارباً ما تتركه شرطه
و لكن هناك خيط رفيع ..ان تكون المقتول مات بدون قصد من القاتل ..او ان القاتل هو المسبب الغير مباشر ..لموت المقتول
مهرة ...دخلت وكر الاسد لتنتقم ....و هو يعرف ذلك و جدها يعرف انها ذاهبة لتنتقم ...هل الجد لا يخاف على حفيدته من قاتل ...و مهما كان يثق بها ..تبقى البنت ضعيفة مهما استقوت ..و نحن بعالم لا يرحم ..فكيف الجد بخبرته و حنكته يترك حفيدته تواجه الاعصار لوحدها
و يتركها تدخل الوكر و هو يملأ برأسها بالانتقام و هو يتفرج من بعيد
بصراحه موقفه ما عجبني مهما كانت خسارته لموت ابنه ..لازم يتمسك بحفيدته و ما يسفرها مع قاتل كما يضن هو و هي فقط لتنتقم لموت والدها
و هو مش عاجز ...لأن لما استغاثت به منار ..ذهب و اخرجها من عند والدها الظالم و لم يخاف منه ...و لكن عند قاتل ابنه كما يقول
نراه عاجز و كبير بالسن ..و يترك حفيدته مع قتلة كما يوهمها او كما يعتقد ...ما بدي لظلمه و لكن موقفه محيرني
ذياب ...يعرف مين تكون مهرة و يشوف حقدها بعيونها ...و بنفس الوقت صامت ..و جعلها تعمل عنده و موقع حساس بشغله ...هل واثق بها لدرجه
ما خاف انها تخرب عليه او تنتقم منه بشغله بتهريب صفقاته او اسهمه او اي شيئ يأثر على الشركه..و مهما كان واعي و مراقب لها
الا ان الانتقام يفعل ما لا يتوقع البشر .....
اتوقع بأنه هو المسبب بموت والدها و ليس قاتل له
من الحي البسيط اللي تعيش به مهرة ...اتوقع انه والدها كان يشتغل بالشركه او عندهم سائق او ما شابه
و تمت سرقه او نقل اسرار معاملاتهم و تهم بها والد مهرة ..ليدخل السجن او ان يتصرف تصرف طائش ...
بنهاية الفصل ذكرت الكاتبه عن الحادثه و موت عم ذياب اللي اسمه زياد ....هل والد مهرة هو اللي قتله و كان ردة فعل ذياب هو الدفاع عن النفس
ههههههههه ...اشتغل فينا المحقق كونان و صرنا ندور على الجريمه و مين القاتل و مين المقتول
مهرة و ذياب ...و بداية موجعه لهم هي تنتقم و هو يكفر عن ذنب اقترفه ...و يبقى للقلب كلمه ...لا يسمعها صوت العقل
ام مسغر و التي طلبت من ولدها ان يترك عبير بعد كتب العقد ..لأن اخوها قاتل ...اذن هناك شبهة بالقتل ان كان بدون قصد او المسبب له
و لكن هل مسفر هو ولد زياد الذي مات ايضاً امام عين ذياب
مسفر و مع انه جرح عبير الا ان علاقته بدار عمه منيحه و يدخل و يخرج و لا كأنه عامل شي
بصراحه انا مع عبير ..و حزنت عليها كثير و لو انها انتقمت منه بالشركه بعد سفر اخوها ...الا ان مسفر يستاهل اكثر من هيك

سيف و حنين .....و رجوعها للبلد و معها ولد لا يعرفه والده ...
ارى بأن ايضاًموت عبدالله والد مهرة غير الكثير او انه كان نقطة تحول بحياة ابطال الروايه كلها
الآن رجعت حنين و معها ولدها ..لتعود مثل مهرة لوكر ال زيد ...و بأرادتها هذه المرة ..فهي تريد النسب لأبنها من والده
و اللي يضنها طمعانه فيه و بأمواله ....فهد هل يكون السبب برجوع سيف و حنين لبعضهم ...

امجاد ....كثير عجبني اسمها و شخصيتها ..و اظن ورائها هي كمان حكاية و اسرار ..معقول تكون هي الوحيدة التي لم تتأثر بالماضي

منار و ولدها خالد ...مع والد لم يرحم ترملها و ضعفها و ابنها لتضيق بها الحياة ..يا حرااام كثير حزنت عليها
يوم شافت ابنها مريض و تترجى ب والدها ان يسعفه و هو رافض ...لتلجأ للغريب و هي خايفة و مرعوبه من والدها

و باقي الحكايا ما زالت بالبداية


بسلمووو فيتوو على النقل و بأنتظارك بشوق .
موفقين بإذن الله ... لكم مني أجمل تحية .




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هلا وغلا الماس وآمين حبيبتي

ههههه شكلك مدققه الماس في رسائل آدم عاد أنا ماركزت فيها وما أستنتجت منها أي شيء
رغم سراب تقول ركزوا فيها


وأنا معك في كلامك عن جد مهره المفروض مايدفع بها لذياب وهو مثل مايظن عنه
المفروض يخاف عليها وينتقم هو بنفسه أو عن طريق أحد آخر غير مهره


أعتقد ترك ذياب لمهره تشتغل عنده رغم معرفته عنها له سببين أولها يمكن أحساسه بالذنب
وبيكفر عن خطأ بدر منه أو عطف عليها ويمكن يكن لها بعض المشاعر


ومعك في بقية استفساراتك الماس بختصر ردي عليك حتى أنقل لكم البارت السادس

اللي نزل وأنا مالحقت أقرأ غير بداية الخامس هاليومين ماني عارفه أوزع نفسي فين والا فين هههههه


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.