16-06-17, 06:16 AM
| #1 | ||||
 
|  البحر شاهد انتصاري في الحرب بسم الله الرحمن الرحيم رأيت العشر سنوات الماضية تختفي من امامي في عرض البحر .. يا الله ! ما أحلى الراحة بعد عشر سنوات من التعب! الآن وفي هذه اللحظة بدأت أرى الحياة بمنظور مختلف ..... السعادة ... كل الأشياء تبدو بمنتهى الروعة .. اليل و البحر يالها من تركيبة عجيبة تبعث في النفس راحة محببة يزيدها روعة صوت الأمواج وهي تتكسر على الصخور القريبة من الشاطئ والهواء العليل الذي أشعر بتغلغله داخل حويصيلاتي الهوائية باعثا الحياة في من جديد ومن السخرية بما كان ان استرجع حياتي في ذات المكان الذي فقدتها فيه انتهت حياتي في هذا المكان قبل عشر سنوات انا لا أحب تذكر هذا ولكن ستكون هذه الذكرى الأخيرة وبعدها لن أذكر... لن أسمح لنفسي بهذا ابدا .. قبل عشر سنوات ... كنت أجلس أمام مكتبي الصغير وهو واحد ضمن آلاف المكاتب في شركة ضخمة. كنت انظر إلى صورة ابني البالغ ثلاثة سنوات وأفكر بأنني أسعد شخص في هذا الكون .. فقد تزوجت زميلتي في الجامعة بعد قصة حب طويلة ووافق والدي على ذلك بسهولة وبدون تعقيد وقد رزقنا بولد رائع باختصار ان حياتي مثالية لا ينقصها شيء . ......................... ................................ أوقفت سيارتي أمام منزلي فإذا بي أرى سيارة فخمة تقف أمامه . ترجلت من سيارتي لأرى من الزائر فإذا به صديقي "عدنان" والذي لم أره منذ مدة طويلة كنا ندرس معا في الجامعة حتى أتى ذلك اليوم الذي يخبرني فيه بانه لم يخلق للدراسة وإنما لل"بزنس" وأنه سيترك الجامعة وسيبدأ مشروع صغيرا ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره وكنت قد حاولت التواصل معه لكن دون جدوى فما كان مني الا ان فقدت العمل في رؤيته مجددا والآن هاهو أمامي لم يتغير به شيء سوى الملابس الفخمة التي يرتديها يبدو انه قد نجح في مشروعه الذي تحدث عنه مشيت في اتجاهه فتصافحنا وتعانقننا وسألنا عن بعضنا ومافعلت الدنيا بنا وما إلى ذلك من الأمور التي يقوم بها الناس عادة في هكذا مواقف ثم دعوته ليتناول الطعام معي فرحب بذلك قائلا : لما لا فقد اشتقت إلى طعام ماما غالية فطأطأت برأسي حزينا ثم قلت : مع الأسف فوالدي توفيا في حادث سيارة منذ مدة بانت ملامح الصدمة على وجهه ثم قال : انا اسف لم اسمع بهذا البقاء لله . قلت لاغير الموضوع : مع الأسف ليس أمامنا الا طعام رنا الا يفي بالغرض ابتسم ابتسامة لم تصل إلى عينيه : أمرنا لله أنه افضل من لا شيء على اي حال تظاهرت بالغضب قائلا : لا اسمح لك بإهانة زوجتي . تظاهر بالخوف بدوره قائلا : انا آسف ارجوك اعفو عني ودخلنا إلى المنزل في جو من المرح دخلت إلى المطبخ لاخبر رنا ان تحضر لنا الغداء وعندما علمت أن عدنان هنا رأيت ان الضيق قد على ملامحها ولكن لم اهتم ظنا مني انها الغيرة الازلية بين الزوجة والصديق المقرب للزوج تناولنا انا وعدنان الطعام وأخذنا نتذكر الأيام الخوالي وما إلى ذلك حتى فاجأني بقوليه : أحمد مارأيك ان تاتي للعمل معي فإنك تستحق وظيفه اعلى منزلة وراتبا من الوظيفة التي تشغرها سكت قليلا لافكر في هذا العرض فقال : خذ وقتك في التفكير أجدني مضطرا الذهاب الآن فلدي من العمل الكثير وحالما تتخذ القرار اتصل بي ان جميع ارقامي هنا . قال هذا وهو يمد لي كرتا أنيق الشكل . في وقت لاحق من ذاك اليوم قلت لرنا عن عرض عدنان فقالت : لاتقبل عرضه نحن نعيش عيشة هنية ولا ينقصنا شيء وان كنت مصرا على زيادة الدخل دعني أعمل انا أيضا فقلت : انا تعرفين رأي بشأن عملك فلا تناقشيني في هذا ثم لما كل هذا الرفض لعرض عدنان أنه عرض لا يفوت توترت عضلات وجهها وقالت : ترفض من مبدأ انك قد لاترتاح بالعمل معه في حين انك مرتاح جدا في مكان عملك الحالي قلت لها : انا آسف ولكن العرض رائع وسأكون مجنونا اذا رفضته اخذت تغمغم بعبارات على غرار "ان كنت قداتخذت قرارك فلماذا تطرح الموضوع للنقاش " بعد مدة أخبرت عدنان انني موافق وبدأت العمل لديه . بعد مرور عدة سنوات من الراحة والسعادة الزائفة أتى ذلك اليوم المشؤوم ... اتصل بي عدنان ذات مساء ليقول لي انه على الشاطئ وأنه ينتظر مني ان اوافيه هناك . ذهبت إلى هناك لأرى مايريد عندما رآني بدأ يتكلم الغريب انه كان يتكلم بغل ممزوج بتشف بطريقة مقبضة: ها انت ذا يا احمد أيها العبقري الناجح البار الصالح المحبوب يامن فتحت أبواب السعادة في وجهك لتمر منها فقط لتغلق في وجهي بكل صرامة قلت له باستغراب : مابالك ياعدنان أأنت بخير ؟ قال : انا بأحسن حال ولكني أخشى انك لست كذلك سكت قليلا ثم أردف : أتعلم لما أتيت بك إلى هنا أتيت ليكون البحر الذي شهد هزيمتي في إحدى معاركي معك هو الشاهد على انني الفائز في الحرب - معركة !!أي معركة ؟ - رنا هي المعركة الكبرى بيننا لقد كنت احبها بل واعشقها من اعماق قلبي -مااذا؟ كيف هذا؟ وانت من سهل لي الطريق لخطبتها عندما أخبرتني انها تحبني - لقد كنت احمق قررت في احد الأيام مصارحتها بحبي فإذا بي افاجأ بانها تحبك انت وحيث انك لم تخبرني بأنك تحبها قررت أن اخبرك بمشاعرهاتجاهك علك تتجاهلها فتحطم قلبها كما حطمت قلبي فإذا بي افاجأ بأنني كنت الشخص الذي وفق رأسين بالحلال . كان يتكلم وصوته يقطر سخرية مريرة قال : بعد إعلان خطبتك انت ورنا أتيت إلى البحر لاشكي همي في ذلك اليوم فقط قررت أن انتقم وقد خططت لكل هذا وانتظرت.... فالانتقام طبق يقدم باردا وانا عاهدت نفسي ان اسلبك ما سلبتني اياه مهما كلفني ذلك من وقت وجهد. ثم أكمل : الصراحة لم تكن رنا هي السبب الوحيد لانتقم منك الا انها كانت اهم الأسباب او لنقل انها القشة التي قصمت ظهر البعير فبعض النظر عن رنا فقد كنت دوما انت الشخص الناجح دوما جاعلا مني الشخص الفاشل واضحوكة الجميع ولكن زمن الهزائم قد ولي لقد انتظرت طويلا لانتصر وها انا انتصر كنت اقف حائرا من ما اسمع ثم سمعتني اقول دون وعي مني : وكيف ستنتصر ؟ ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال: لقد لفقت لك قضية اختلاس والشرطة في طريقها للقبض عليك وستأخذ كل ممتلكاتك وأيضا يجب عليك ان تطلق رنا لانها ستتشرد ان لم تفعل ولم اعهدك انانيا ياعزيزي - وكيف سيحول طلاقي دون تشردها ؟ سأرعاها انا حتى انتهاء عدتها ثم سأتزوجها ليس حبا فيها فقد كرهتها ولكن لانتقم منك ومنها ماإن أنهى كلاهه حتى سمعت صوت صافرات الشرطة ترجلو من سياراتهم واخذوني معهم وانا مازلت في حالة صدمة . مع مرور الايام تمت محاكمتي وبطبيعة الحال طلقت رنا خوفا عليها وقد انقضت الشهور الثلاث وجاء اليوم الذي سيتزوجان فيه .. بعد زواجهما بيومين جاء عدنان ليشمت بي وبعد عباراته الذميمة التي ألقاها قال وهو يهم بالمغادرة بالمناسبة : لقد زورت وثائق ابنك لكي يصبح في نظر القانون ابني انا. ..انظر إلى نفسك يا أحمد لم تعد تملك شيئا على الإطلاق ارتشف من ذات الكأس التي تجرعتها طويلا بسببك . بعد هذه المحادثة بعدة أشهر سمعت ان رنا قد ماتت يقال انها ماتت حتف أنفها ولكنني متأكد ان لعدنان دور في موتها يومها أقسمت أن انتقم منه حال خروجي من هنا مرت السنوات وأتى اليوم الموعود الذي أخرج فيه من السجن . ركبت سيارة أجرة وأمرت السائق ان يوصلني إلى منزل عدنان . عندما وصلت الى المنزل طرقت الباب ففتح لي ولد في الثالثة عشر من عمره..... أنه ابني لديه عينا رنا ذاتهما كنت اهم بعناقه لكن لغة جسده لم تكن تشجع على ذلك فقلت له هل عدنان موجود فقال : انتظر ساناديه لك. ..بعد برهة جاءني عدنان يبتسم بسخرية قائلا : لقد كنت أعلم انك ست... قبل ان ينهي جملته غرست نصل السكين التي كنت اخفيها في كم قميصي في احشائه وأخذت اطعنه مرارا وتكرار حتي سقط جثة هامدة أمام عيني الولد الذي يرمقنا بفزع قلت له اتصل بالشرطة وأخبرهم بما حصل وأنهم سيجدونني امام الشاطئ وغادرت ذاهبا للشاطئ .. وانا الان هنا انتظر قدوم الشرطة لست نادما على ما فعلت ولست قلقا بسبب السجن فهو المكان الوحيد الذي أريده الان لانني لم أعد املك أحد حتى ابني لن يعتبرني والده ابدا وبالتالي فأنسب مكان اقضي فيه باقي عمري هو السجن اما انتقامي الأكبر فهو ان ابني سيرث ثروة عدنان كلها باعتبار أنه بنظر القانون ابنه سمعت صوت صافرات الشرطة فنظرت للبحر نظرة اخيرة: اشهد يابحر انني من ربحت الحرب . | ||||
|  |
|
16-06-17, 12:25 PM
| #2 | ||||
| طيّب.. فى البداية هذه القصة أفضل من قصتك القصيرة الأولى (قصة شتاء)، اسلوبك أفضل هنا، ليس فى القصة ملل أو كلام بلا طائل (ثرثرة) . عندما بدأت قراءة القصة فكرت في أنها تنتمى لأدب الرعب مثل ( قصة شتاء) لكننى تفاجئت بأنها دراما.. واقتبس من القصة: "سمعت صوت صافرات الشرطة فنظرت للبحر نظرة اخيرة: اشهد يابحر انني من ربحت الحرب ." أظن أنه لا أحد ربح .. الجميع خاسرون بسبب الإندفاع خلف الرغبة فى الانتقام. | ||||
|
| |
|
16-06-17, 11:16 PM
| #5 | ||||
| نجم روايتي  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميلة ومؤلمة الانتقام سلاح ذو حدين ممكن نسميعا دائرة الانتقام حيث يقفل الحلق علي المنتقمين فلا فكاك اسلوبك جميل ومعبر الاحداث تعاقبت بسلاسة واةضجتي مشاعر الكه والغيرة وتالمت ل الطفل الذي فقد ابيه مرتين فما يفيده اموال الدنيا احيييك ومنتظرين جديدك | ||||
|
| |
|
16-06-17, 11:47 PM
| #6 | |||||
| اقتباس:
اشكرك جزيل الشكر على تحليلك وردك على القصة دمت بخير😘😙 | |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
