آخر 10 مشاركات
وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حطام أنثى-قلوب زائرة- للكاتبة المبدعة*منة الله مجدي**مكتملة & الروابط* (الكاتـب : منة مجدي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          أصعب سؤال ... للكاتبة بسمه براءة ، مكتملة (الكاتـب : هبة - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-17, 12:52 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 خلف الستار/ للكاتبة أَميْــرَة زَمــآنْ ، فصحى مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
خلف الستار
للكاتبة أَميْــرَة زَمــآنْ




قراءة ممتعة للجميع۔۔۔۔۔


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-06-18 الساعة 03:22 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 12:53 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم يا احلا بنات


صحيح اني ما كملت روايتي الثالثه لعدة اسباب...اهمها انه في احتمال اني انشرها بكتاب

بس ما قدرت اضل بدون ما اكتب، فقررت اكتب هالروايه لتفريغ طاقاتي بالكتابه لا اكثر ولا اقل


هالروايه مقتبسه من فكرة رواية (لا يجب قول لا لفخامته) رح يكون في كثيييير اوجه شبه بين الرواياتين وهاد المطلوب ^^

يعني هيني بخبركم قبل ما ابدأ فيها

رح تكون عدة افكار منقوله لروايتي...بسبب اني حبيت لو كان في تغيير شوي برواية لا يجب قول لا لفخامته
حبيت اعيد كتابتها بأسلوبي

بس هالمره رح يكونوا الابطال مختلفين نوعا ما من هناك...
بتمنى تنال رضاكم لو قرأتوها ...




(خلف الستار)







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 12:54 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





~*~*~~*~*~


الفصل الأول.




-"قلت لك أبعد يدك عني اليكس، حاول تجنبي هذه الفتره"
-"ليزا ... الآن او فيما بعد، أنت ستكونين زوجتي رغما عنك، وانت تعرفين هذا"

تنهدت ليزا بقلة صبر وفتحت باب السيارة ... ما كادت تخرج رجلها حتى أمسك ذراعها مرة أخرها ليقول بنبرة متهكمه:

-"اسمعي، سأعطيكِ مهلة لنهاية الشهر، بعد ان اعود من اجتماع روسيا...سنتزوج، شئتِ ام أبيتِ"

نظرت له بتكبر واشمئزاز ثم سحبت يدها بعنف من يده ونزلت من السياره...ضربت الباب بقوة خلفها وتقدمت بخطوات ثابتة نحو منزلها الكبير...فتح الحرس البوابات على اوسعها وهم يتهامسون في الميكروفونات الصغيرة الممتدة من آذانهم الى افواههم ويرمقونها بنظرة ترقب...
لم تأبه لهم كعادتها ودخلت المنزل ... رمت حقيبتها على الخادمه واكملت طريقها الى غرفة المائدة حيث كانت اصوات طقطقة الملاعق بالصحون تملأ المكان بسبب الهدوء والصمت المريبين اللذان يحتلان المنزل منذ عدة سنين...
دخلت بهدوء دون ان تلقي السلام وهي ترمق والدها بنظرات الكره والبرود والذي تعود عليها فرانسيس اصلا...جلست الى يساره تقابلها والدتها التي تلتزم الصمت ولم ترفع رأسها .... تنفست ليزا بعمق ثم قالت بنبرة متهكمه:

-"ضربتها مرة أخرى إذن؟!"

رفعت الام (بريانكا) رأسها بنظرات مترجية .. تطلب من ابنتها ان لا تتدخل..بينما هناك هالة بنفسجية تحيط عينها...لم تهتم ليزا لنظرات امها وامسكت كأس الماء ورشقته على ملابس فرانسيس الذي لم يحرك ساكنا وهو ينظر اليها بنفس النظرات...قربت وجهها منه بينما تركي يديها الى الطاولة وقالت بنبرة مشمئزة:

-"لا مشكلة يا فرانسيس...اقترب الوقت كثيرا"

ثم تغير تعبير وجهها لابتسامة ساخرة وعادت تقف بعدما اوقعت مقعدها للخلف ... رمت الكأس الذي في يدها على الأرض لتنتشر اشلاءه في كل مكان واكملت بنبرة ساخره:

-"صحيح، ان أليكس يوصل لك سلامه"

نظر اليها فرانسيس وهو يرفع حاجبه ... مسحها بنظره من الأعلى الي الأسفل ثم اخذ المنديل من امامه ومسح الماء عن وجهه وارخى ظهره للخلف ثم قال:

-"آن الأوان لتقولي (زوجي أليكس) فبجميع الأحوال ستكونين له في نهاية الشهر"

ضحك بسخرية واكمل:

-"اقنعت والدتك بهذا يوم امس ... لكنني لا أريد اقناعك بنفس الطريقه"

زادت نظراتها حدة وهي تنذر بالخطر، هو يعلم انها تحرم عليه لمس والدتها بسوء..وهذا هو اكثر شيء يغيظها، بدأت تتمرد عليه كثيرا في آخر سنتين ... ربما حان الوقت لتأديبها!...وقف بتكاسل ونظر الى بريانكا باشمئزاز واعاد نظره الى ليزا التي تشد على يديها بغيظ ... اقترب منها ووضع يده على كتفها ليهمس بهدوء:

-"ليزا...انتِ تعرفين انك غالية على قلبي ولا أريد أذيتك، لهذا لا تجبريني على ذلك .. اما والدتك فحاولي ان تنسيها حسنا...فهي ستكون نقطة ضعف لك"

نظرت اليه بنظرة لا يعرف تفسيرها الا هو وأليكس ... اجل، انهم اهتموا بها جيدا طوال فترة حياتها وسينقلب هذا ضدهم... لن تهدأ أبدا قبل ان تفعل ما برأسها...ذلك الكلام الذي قاله لها قبل 4 سنين لن تنساه ابدا .. مهما طال الزمن...
تأمل عينيها الناعستين بقلة حيلة ثم خرج من الغرفة...وما ان اقفل الباب خلفه حتى اسرعت ليزا الى والدتها التي بدأت تبكي وتقول لها بترجي:

-"ارجوك...ارجوك يا ليزا...ارجوك..لا تتحدي والدك ولا أليكس...لا أريدهما ان يؤذوك!...استغلي حب والدك لك...ارجوك يا ليزا...تصرفي بذكاء ولا تقلبي الطاولة ضدك"

ابتسمت ليزا وهي تمسح دموع والدتها وتحتضنها بحزن لتقول:

-"انه لا يحبني يا أمي، انه يحب ما قد اقدمه له فقط...ولن اعطيه له ابدا حتى لو قتلت نفسي"

ثم ابعدتها عن حضنها لتنظر الى مكان الضربة وتقول بحقد:

-"صدقيني سيدفع ثمن كل مرة ضربك بها...سأجعله يندم"

زاد بكاء بريانكا واحتضنت ليزا بقلة حيلة...لا يمكنها ردع ابنتها...حتى لو كانت صاحبة حق...لكنها ابنة فرانسيس ميكاي .. واي شيء يصدر من هذان الاثنان لا يحمد عقباه!


~~**~~**


في اليوم التالي ... استيقظت ليزا على صوت المنبه ... فتحت عينيها بكسل ورمت الهاتف بعيدا لينفصل الغطاء والبطارية عنه ثم وقفت ومددت يديها بالهواء...نظرت الى الكتب التي قد نامت بجانبها يوم امس بضجر ... يجب عليها ان تدرس بشكل اكبر...دراستها هو الشيء الوحيد الذي قد يفيدها ... ابعدت عينيها ذوات الشكل الناعس عن الكتب لتتجه نحو الشرفه...فتحتها على وسعها ليتخلل الغرفة نسيم عليل يطرد بقايا الدخان الذي دخنته ليزا بالامس ويملأ رئتيها بالانتعاش...رسمت ابتسامة لا تكاد تظهر على شفتيها وتقدمت للأمام...وضعت يديها على سور الشرفة لتنظر للأسفل حيث يحيط الحرس المنزل بأكمله ... همست لنفسها:

-"رؤيتكم تسبب لي المغص"

حركت رأسها مع استدارتها نحو الباب الذي فتح خلفها ليتطاير شعرها الطويل معها ... دخلت امها بابتسامة لطيفة وبيدها كأس حليب ساخن ... بادلتها ليزا الابتسامة لتأخذ من يدها كأس الحليب وتقول بعتاب:

-"لماذا استيقظتي ؟!...يجب ان ترتاحي يا أمي "
-"لا يمكنني أن ارتاح يا عزيزتي، يجب ان أرك كل يوم... فلا اضمن ان اظل على قيد الحياة حتى تعودين"
-"لن يتجرأ أحد على الاقدام على هذا ما دمت انا موجوده"

اتكأت بريانكا على السور وقالت بتنهيدة حزينه:

-"ألم يحاول فرانسيس من قبل؟!"
-"كنت وقتها غبية جدا ولم ارسم الحدود له"

صمتت بريانكا بقلة حيلة وهي ترمق ليزا بنظرات غريبه... لم تهتم ليزا لنظراتها وارتشفت قليلا من الحليب لتعود للداخل حتى تغير ملابسها وتستعد للجامعه، كانت والدتها تراقب تحركاتها بصمت ... بعد ان خرجت ليزا من الحمام توجهت الى خزانتها...سحبت منها بنطلون واسع وبلوزة دانتيل مبطنة وارتدتهما على عجلة ثم وقفت امام المرآة وتجمع شعرها بيدها لربطه...لكنها تركته عندما لامست يديها يدي امها وهي تمسك الفرشاة لتمشطه ولمعة الدموع في عينيها...استسلمت ليزا لطلب امها الصامت بتمشيط شعرها وهي تنظر الى انعكاس صورتها الحزينة في المرآة ... لم تتجرأ بريانكا على رفع عينيها والنظر في عيني ليزا...بل ظلت منسجمة في تمشيط شعرها وعلى وجهها ابتسامة منكسرة متألمة حزينة...انزلت ليزا نظرها بحزن هي الأخرى وهي تستمتع بلمسات امها ... قالت بريانكا بصوت منخفض:

-"مر وقت طويل جدا عن آخر مرة قصصت لك فيها شعرك!...لقد طال كثيرا ليطول آخر ظهرك"

رفعت ليزا رأسها ووضعت يدها على شعرها ثم ابتسمت وقالت:

-"اجل...بدأ يضايقني اصلا، سأقصه قريبا"
-"لا تفعلي"

قالت كلمتها لتلتقي عينيها بعيني ليزا فأكملت:

-"انه يذكرني بك عندما كنتِ صغيرة جدا...كان شعرك طويل ولم تقبلي ابدا بقصه"

ضحكت ليزا بدون نفس وهي تتذكر تلك الأيام وتحاول تناسيها ... جدلت والدتها شعرها فوقفت واخذت حقيبتها وكتبها ثم قبلت رأس برياكنا وقالت بهدوء:

-"اعتني بنفسك امي، وحاولي ان لا تصطدمي بأبي أبدا"
-"ماذا ستفعلين بشأن زواجك من أليكس؟"
-"لا تقلقي...ببالي خطة جيدة ستلهيهم عني لمدة طويلة"

قالت جملتها وجمعت قطع هاتفها عن الأرض وخرجت بسرعة ... ركضت على الدرج دون ان تنتبه لخطواتها وهي تعيد تركيب القطع ... فتح لها الحرس باب المنزل وخرجت تمشي بسرعة في الشارع ... وضعت هاتفها في حقيبتها ونظرت للأمام ... رأت سيارة أليكس قادمة فأسرعت بخطاها ... لكن أليكس عارضها عندما اوقف السيارة بطريقة مجنونة امامها وهو يقول من النافذة:

-"اصعدي"
-"لا أريد أن أصاب بالغثيان من أول اليوم...سأذهب بالمواصلات"
-(وهو يشد على اسنانه)"قلت لك اصعدي"
-(بلا مبالاة)" اغرب عن وجهي...عد إلي بعد الدوام"

واكملت مشيها دون ان تلتفت ... ضرب أليكس المقود بغضب وحرك سيارته بجنون وهو متجه الى منزل فرانسيس..دخل بسرعة الى مكتب فرانسيس وهو يصرخ بغضب:

-"لم أعد احتمل ليزا اكثر من هذا...انها لا تعطيني أي احترام...لم تعد ليزا هي ذاتها"
-"اهدأ، انها غاضبة لانني ضربت والدتها يوم أمس...انسى الأمر...بعد الزواج سوف تستطيع اجبارها على كل شيء...ثم خطوة بخطوة ستقتنع هي وتصير مثلنا ... بل أفضل"

جلس على الكرسي وهو يحاول تهدئة نفسه ثم قال:

-"لا تلمني ان ضربتها في بداية الأمر"

نظر اليه فرانسيس ببرود وهو يقول:

-"ان لمست شعرة منها سوف اكسر يدك...يجب ان نرغبها اكثر من ترهيبها...هي لا تستجيب للعنف ابدا...بل تزداد عناد"
-"حسنا، سنرى الى أين ستقودنا خططك"

اكمل فرانسيس عمله بهدوء دون الاكتراث لتذمر أليكس...

أما في الجامعة ... كانت ليزا تركض بسرعة نحو قاعة المحاضرة لانها تأخرت كثيرا عنها ... فتحت الباب بقوة ليلفت اليها الطلاب باستغراب...كانت تتنفس بصعوبة فقال الدكتور:

-"آنسة ليزا...لم أنت متأخرة اليوم"
-"واجهتني مشكلة في قدومي...لم اعثر على سيارة اجرة بسهولة...هل ادخل؟"

هز رأسه بعدم اهتمام واكمل الشرح...جلست ليزا بجانب جيني...تلك العدوة الصديقة لليزا...ليستا على وفاق ابدا...لأن جيني تريد أليكس وذلك الاخير لا يهتم الا لليزا...بينما ليزا لا تهتم الا بكون جيني ابنة عم أليكس وهذا سيفيدها كثيرا...كون جيني تسكن مع أليكس بنفس المكان بحجة أن أهلها في فرنسا طردوها...لكن في الحقيقة هي من افتعلت المشكلة لتعيش مع عائلة أليكس وتكون بقربه....قالت جيني بهدوء:

-"كيف حالك اليوم؟"
-"مثل كل يوم...وأنت؟"
-"اشعر بالملل"

صمتت ليزا وبدأت بكتابة الملاحظات وببالها فكرة واحدة .. (اتمنى يا جيني ان تستفيقي وتعرفي من هو أليكس قبل فوات الأوان) .. لم تدم المحاضرة الا ربع ساعة...او بالأحرى هذا ما استطاعت ليزا حضوره من المحاضرة بسبب تأخرها...جمعت اغراضها وخرجت من القاعة برفقة جيني التي تتكلم بمواضيع عديدة لطرد الملل...استدرات اليها جيني وهي تعقد حاجبيها وتقول :

-"على فكرة...لون عينيك تغير في الفترة الأخيرة، كان لونها عسلي ولكن الآن بني!"
-"هذا لأننا نقف في الظل يا ذكية"
-"ولقد ازداد السواد تحت عينيك...ألا تهتمين بنفسك أبدا!"
-"آخر همي"
-"كيف حال أليكس...هل رأيته اليوم؟...خرج من المنزل باكرا"
-(باندفاع قالت)"إلى أين ذهب وفي أي ساعة؟"

قطبت جيني حاجبيها بغيظ لانها ظنت ان ليزا تسأل هذه الأسئله لانها تهتم بأمر أليكس...هي صحيح انها تهتم له...ولكن بغير الطريقة التي تظنها جيني...اجابت الأخيره بتهكم:

-"إلى الشركة طبعا .. ربما في السادسة او السابعة"

ثم شهقت بغير تصديق وهي ترى رجل يمشي بين حارسين ... توقفت عن السير لتصطدم بها ليزا التي كانت شاردة في ماهية الامر الذي قد يكون أليكس ذهب لرؤيته...قالت بانزعاج:

-"لم توقفتي؟!"

ابتسمت جيني بعدم تصديق وصفقت بيديها وهي تركض نحو ذلك الرجل...رفعت ليزا حاجبها باستغراب وهي تنظر الى ذلك الرجل...سرعان ما تلاشى استغرابها بعدما ادركت ان ذلك الرجل لم يكن سوى (نيكولاس بيتر فيندار) اشهر رجل أعمال في البلاد ومعذب قلوب العذارى...رغم ان عمره تعدى الـ27 الا انه لم يتزوج بعد وهذا ما يجعل الفتيات ما زلن يأملن بأن يقع في حبهن...حركت رأسها بقلة حيلة وهي تهمس:

-"وكأن جيني لا تمتلك حبيب مثلا؟!"

مشت نحو اجتماع الناس حول نيكولاس ... بمجرد ان انتبه الطلاب لتواجده حتى كونوا حلقة حوله...بينما الحراس يحاولون ابعادهم...امسكت ليزا بيد جيني وهي تقول بعصبيه:

-"امشي الآن...تقفين مثل البلهاء هنا...لا تكوني متخلفة مثل هؤلاء المجتمعين حوله"

سحبت جيني يدها بعدم اهتمام وصارت تسأل نيكولاس اسئلة عدة وهو يقطب حاجبيه بغضب ويهمس بشيء ما للحراس...وقع نظره على ليزا التي قالت بغضب وهي تحمل حقيبتها عن الارض:

-"متخلفون وستظلون دوما متخلفون...رجل غبي مثل هذا يحبونه!..ألا يعلمون ان نصف ارباح الشركات بسبب الموظفين وليس بسبب المالكين!؟"

كانت تمتم بغضب وهي تحدج جيني بغضب...ثم استدارت وارادت الذهاب لولا يد نيكولاس التي امسكتها وهو يقول ببرود:

-"هل نعتني بالغبي منذ لحظات؟!"






~*~*~انتهى~*~*~




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 12:55 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~


الفصل الثاني.




استدارت اليه ومسحته بنظرها من الاعلى للاسفل ثم سحبت ذراعها من يده وقالت ببرود وهي تنظر الى عينيه السوداوتين مباشرة:

-"اجل قلت...هل لديك مانع؟"

رفع حاجبه وهو يتفحصها بنظرات حادقه ثم قال بنبرة اكثر برود منها:

-"حقا؟!...وبأي حق تقولين هذا وتتجرأين على اسيادك؟!"
-"اسمع يا هذا...ما كان اسمك؟ اه اجل..نيكولاس، ليس لي اسياد...انا سيدة ذاتي وافعل ما اريد وقتما اريد أينما اريد...وانا لم اقل الا الواقع"

احتدت نظرته وكانه يحاول حرقها بهذه النظرات ... وقبل ان ينطق بحرف سمع صوت التقاط صورة من خلفه...استدار ليرى احد الطلاب ينزل الهاتف وهو سعيد بالتقاط الصورة...نظر نيكولاس الى احد الحراس فتوجه الاخير للشاب..امسك هاتفه بعنف وقام بحذف الصورة ثم قال بصوت جهوري:

-"انصرفوا الى صفوفكم هيا.. لا اريد ان ارى احد"

بدأ الطلاب بالانسحاب من المكان بحذر...يخشون على حياتهم من هؤلاء...فان نيكولاس (وحسب الاشاعات) لا يسلم منه احد حتى لو كان ابنه او اخيه...يقال ان قصره يشتعل بالمشاكل بينه وبين الوريث الآخر للعائله...ألا وهو ابن خاله (بيير) كون والد بيير مريض ولا يمكنه ادارة الشركات وتحمل هذا العبء...فالصراع قائم بين نيكولاس وبيير...

اعاد نيكولاس نظره الى ليزا التي تقف بملل امامه لتقول بعد ان التقت عينها بعينه:

-"اسمع...ان كان لديك كلام فأفرغه الآن وانصرف...لدي اعمال اهم من الاعتذار لك"

قالت جلمتها ونظرت الى جيني التي يبدو عليها الخوف وتنظر اليها من بعيد...ابتسم نيكولاس بسخرية وهو يرمقها بتكبر وقال:

-"يعجبني اصرارك على كلامك...ولكن هلا شرحتي لي لم انا غبي؟!"
-"يا لك من مزعج!..وهل هذا يحتاج شرح ايضا؟..الجميع يلتفون حولك مثل المجانين وهذا لانك (اشهر رجل اعمال) لا اعرف لكن ارى انك وابن خالك ذاك الاخر كلاكما مثل بعضكما...لم كل هذه الضجة حولك؟!...من الطبيعي ان تكون الشركات قائمة بسبب الموظفين وليس المالكين...فقمة الغباء ان تتبجح بعمل غيرك! والآن اعذريني...لدي عمل لأنجزه"

ارادت ان تذهب ولكن الحراس اعترضوا طريقها فهمست بسخريه:

-"حقا؟!"

نظرت اليه بنفس النظرة الساخره وقالت:

-"هل لديك كلام اخر...ام ان شرحي لم يكن واضح ؟..هل اعيد؟"

اتسعت ابتسامته اكثر وهو يتابع نظراتها الثابته ... تمتم بشيء ما لم تسمعه هي ثم قال:

-"اتعلمين انك متفلسفه!؟ .. اسمعي يا صغيره، الشركات لا تدوم من دون عقود واتفاقات وحسن ادارة...لو ظل الموظفون يعيدون ترتيب وتنظيم ومتابعة البيانات الى آخر عمرهم...هل سيؤثر هذا على الارباح؟ ام ان المشاريع التي يقيمها المالكين هي ما تنهض الشركه؟!"
-"يا اللهي، اسمعني جيدا نيكولاس....انا لست معتادة ابدا على النقاشات الطويله...دائما ما اقول جملتي واذهب ولا يهمني رأي اي احد آخر...سأذهب...وداعا"

ثم مشت خطوتين مبتعدة فسرعان ما وقف امامها احد الحراس مرة اخرى وهو يمد يده امامها...وبحركة سريعة امسكت يده ولوتها خلف ظهره ودفعته للأمام واكملت طريقها بخطوات ثابتة دون ان تلتفت للخلف، اراد ذلك الحارس اللحاق بها لكن نيكولاس اشار له بالتوقف وعلى وجهه تلك الابتسامة الساخره والنظرة البارده...كل ما يدور في عقل الحارس هو كيف استطاعت هي فعل ذلك ببنيتها الضعيفه...ولكن في الواقع ان ما فعلته ليزا يعتمد على السرعه...فكونها فتاة لن تكون بقوة الرجال...علمها فرانسيس كل اساليب الدفاع عن النفس بالاعتماد على السرعة وعنصر المفاجئة والادوات الحادة...منذ صغرها وهو يعلمها هذه الفنون الى ان أتقنتها بشكل رهيب...همس نيكولاس بسخريه لنفسه:

-"حسنا يا هذه...سنلتقي مجددا"

ثم استدار نحو الصوت الذي ينادي عليه...اغمض عينيه بامتعاض ثم فتحهما لتعود النظرة الباردة اليهما بينما قالت (ساندرا، اخت بيير) :

-"نيكولاس!؟...لم انت من جاء هذه المرة لأخذي؟!"
-"ساندرا، اصمتي ولا اريد سماع صوتك، جدي اجبرني على احضارك لانه خائف عليك من امر ما وانا حضرت مكرهها لان بيير مشغول"
-(اشتعلت غضبا وقالت)"نيكولاس...لا احد في الجامعه يعلم انني من عائلة فيندار..والآن اتيت واحدثت صخبا وسيعلم الجميع!"
-"ليست مشكلتي، هل تظنين انني سأتخفى مثلا حتى لا يعلم احد من انت يا اميره ديانا؟!"

لم تجبه وسارت امامه بغضب وهي تتمتم بالشتائم...نظر نيكولاس الى حيث كانت ليزا تقف مع جيني فلم يراها ... ابتسم بخبث وسار مع الحراس نحو المخرج ليتبعوا ساندرا...

اما في الجهة الأخرى...قالت جيني بخوف:

-"ليزا!...ماذا حدث..لقد انتفض جسدي خوفا...ماذا قلتي له..هل قلتي عنه غبي حقا؟!..يا اللهي...لقد رأيت ابتسامتك المستفزة تلك...انت حمقاء حمقاء حمقاء!...يستطيع ان ينسف ذكراك وماضيك اليوم قبل الغد!"
-"جيني اصمتي وهدئي من روعك، لن يستطيع فعل شيء...ولم يحدث شيء...انسي الأمر ولا تكوني غبيه...قال ينسف ذكراي قال"

ختمت جملتها بضحكة اثارت استغراب جيني التي قالت بينها وبين نفسها (لا احد يستطيع مراددة نيكولاس فيندار بهذه الطريقة...هناك امر تخفينه يا ليزا) تنحنحت جيني وقالت بهدوء:

-"انت تعرفين ان أليكس يكره السيد نيكولاس كره شديد أليس كذلك؟!"

وقفت ليزا بصدمة من كلام جيني ونظرت اليها باستغراب وقالت:

-"يكرهه؟...لماذا"
-"لا اعرف..لكن اكثر من مرة كنت اسمعه يتحدث عن خطط يكسر فيها شوكة عائلة فيندار وخصوصا نيكولاس"

عقدت ليزا حاجبيها بتفاجؤ شديد...لماذا لم تعرف هي بهذا الأمر من قبل..كيف غفلت عن شيء كهذا؟!...ابتسمت ليزا وهي تقول ببرود :

-"لماذا تقولين لي هذا الكلام؟"
-"لا اعرف"

أمعنت ليزا النظر بعيني جيني المرتبكة واكملت طريقها نحو المحاضرة وهي تقول:

-"اطردي كل تلك الأفكار الغبية من رأسك...وهيا اسرعي قبل ان نتأخر عن هذه المحاضرة أيضا"


~~**~~**


جلس فرانسيس على سريره الكبير بعد ان احضرت له بريانكا كأس عصير بارد ... نظر اليها باشمئزاز ثم قال بقرف:

-"الشيء الوحيد الذي استفدته منك يا وجه النحس انك انجبتي ليزا ... اه فقط لو انها تستيقظ على نفسها وتعلم انك حجر عثرة في طريقنا...صدقيني سأجعلها تقتلك بيديها"

لم تجبه بريانكا وابعدت نظرها عنه بارتباك...هذه ليست اول مرة تسمع هذه الجملة منه ... دائما يخبرها انه سيدفع ليزا لقتلها...لكنها تؤمن بليزا وتثق بها لأبعد حد ... جفلت عندما سمعت صوت تكسير...استدارت نحو فرانسيس بخوف لترى كأس العصير مرمي على الأرض ... قال فرانسيس بنفس النبرة:

-"لم اعد أريد العصير...اغربي عن وجهي دعيني انام"

شدت الضغط على فستانها من الخوف ثم خرجت بسرعة من الغرفة وهي تغلق الباب خلفها بهدوء...نزلت من الدرج الى المطبخ حيث كانت الخادمات يعددن طعام الغداء...وهي تعتبر احدى الخادمات بغياب ليزا عن المنزل!...بدأت تساعدهن والدموع في عينيها ... هي تفكر جديا بالانتحار حتى يتسنى لليزا ان تعمل بهدوء على هدفها...فوجودها على قيد الحياة سيسبب المشاكل لابنتها فهي تحاول حمايتها من الموت بشتى الطرق...مسحت دمعة سقطت من عينها ونفضت رأسها من هذه الأفكار وهي تشد على الصليب المعلق في عنقها ... لو قتلت نفسها سيكون هذا مصدر سعادة لفرانسيس ايضا!..
اضافت الماء للرز ثم اتكأت على الطاولة وهي تتذكر كل ما حدث بعد زواجها من فرانسيس...لقد دخلت الجحيم برضاها!..يا ترى...بماذا تفكر ليزا الآن...ماذا ستفعل لتمنع زواجها من أليكس...
قطع افكارها دخول أحدهم المطبخ بصخب...توقفت كل الخادمات عن العمل وانحنين ترحيبا..بل خوفا من أليكس...تقدم الأخير من بريانكا ووقف امامها لينظر اليها باستصغار ثم قال:

-"ماذا تطبخون؟"
-(بهدوء)"لا أعلم، أنا أطبخ الرز فقط"
-(بعصبية مفتعلة)"غبية!...لماذا لا تعرفين ماذا ستطبخ الخادمات؟!..ماذا لو طبخن شيء لا نحبه؟!...قومي بانجاز عملك على أكمل وجه...فنحن ندفع لك اتعابك"

نظرت له باستنكار وبنظرة مكسوره...اي دفع واي أتعاب ؟!...ضحك أليكس بسخرية وقال:

-"ماذا؟...ألا تصدقين أننا ندفع؟...نحن نبقيك على قيد الحياة ألا يكفي هذا؟!"

تمنت في تلك اللحظة لو كانت تملك قوة وجرأة ليزا...لكنها ضعيفة خرقاء...لا يمكنها الدفاع عن نفسها حتى بالكلام!...اخفضت رأسها للأسفل ولم تتكلم....فقال أليكس بصوت مرتفع:

-"عدن الى العمل هيا وليكن الطعام جيدا والا سيحدث شيء لن يعجب احد"

اكمل جملته وخرج من المطبخ يمشي مثل الحصان...جلست بريانكا على الأرض وسمحت لدموعها بالخروج بصمت...اقتربت منها احدى الخادمات وجلست بجانبها وهي تطبطب عليها وتقول:

-"اصبري يا عزيزتي...لماذا لا تقولين لابنتك عن ما يحدث في غيابها؟"
-(بخوف وارتباك)"لا ... لن اقول ابدا...لو عرفت ليزا سوف يجن جنونها...ستفعل اشياء لا تتصوريها...سيؤذيها فرانسيس بالتأكيد"

احتضنتها تلك الخادمة بهدوء وهي لا تعرف بأي كلمات تواسيها...او بماذا تواسيها بالضبط...على عيشتها..ام على ما فقدته...ام على ابنتها التي تشبعت بحقارة والدها!؟


~~**~~**


في قصر آل فيندار ... دخلت ساندرا وهي تتذمر بصوت عالي ليسمع كل من في القصر...بينما نيكولاس يسير خلفها بكسل وعلى وجهه نفس النظرة الساخرة...خرج الجد بيتر من المصعد وهو يقول بانزعاج:

-"هلا صمتي قليلا يا ساندرا؟"
-"جدي...لقد كشف نيكولاس موضوع انني من عائلة فيندار!"

جلس نيكولاس على الكنبة امام جده ببطئ وهو يقول ببرود:

-"لقد كُشِفَت هوية الأميرة ديانا، اوجعتي رأسي منذ الصباح...وكأن العالم يتوقف على هويتك!"

رمت كتبها على نيكولاس بغضب ليصدها بيده بينما قال الجد بانزعاج:

-"ساندرا ... احترمي وجودي على الأقل"

جلست ساندرا على كنبة منفردة وهي تهز رجلها بعصبية...ابتسم نيكولاس بسخرية فقال الجد موجها حديثة لهذا البارد الجالس امامه:

-"نحن لا نريد ضجة حول ساندرا لكنك اليوم كشفت الامر"
-"جدي...انت اجبرتني على احضارها...وانا لن اتنكر حسنا...ثم من ماذا انت خائف عليها!؟"
-"هل تريد أن أذكرك أن هناك شائعات تدور حول وجود...."

لم يكمل كلامه ونظر الى ساندرا...فهمت ساندرا طلبه منها بالانصراف فوقفت وتوجهت الى المصعد...ضغطت على احد الارقام لتصل الى جناح والدها، مشت على رؤوس اصابها حتى وجدته يجلس امام الشاشة الكبيرة ويتابع الأخبار...والتي تدور حول العمليات الارهابية التي تحدث في الشرق الأوسط...
وقفت امامه وعلى وجهها اجمل ابتسامة... قبلت جبينه بحب وقالت:

-"كيف حالك اليوم يا أغلا أب؟"

ابتسم واغمض عينيه بمعنى انه بخير...سحبت كرسي وجلست امامه وهي تمسك بيده وتشرح له ما حدث معها...متجنبة أي كلام قد يعكر مزاجه...اشار لها بعينيه نحو كوب الماء ... فوقفت بسرعة واحضرت الماء...وضعت فيه الكأس قشة وساعدت والدها على الشرب...ثم همست بعد ان انتهى:

-"عوافي"

اتسعت ابتسامته ... فقالت بهدوء:

-"سأجلب كتبي وآتي لأدرس هنا...هل تسمح؟"

اصدر صوت ضحكة خافته وكانه يخبرها ان المكان كله لها...فذهبت هي نحو جناحها لتستحم وتحضر كتبها...السيد رون بيتر فيندار ... مشلول شلل كامل...لا يتحرك شيء فيه سوا عينيه والمفروض لسانه...لكنه اصيب بالخرس ... مرت سنين طويلة عن حدوث هذا لهذا الجميع اعتاد على الأمر ...

في الطابق السفلي ... كان الجد ونيكولاس يتناقشان حول تلك الشائعات...قال نيكولاس بعد ان انهى اتصاله مع حارسه الشخصي وصديقه الاكثر وفاء (سام) ليحضر بعض الصور:

-"والآن سأثبت لك انه ما زال في روسيا بعد ان يأتي سام"

وما هي إلا ثواني حتى كان سام يقف خلف الكنبة التي يجلس عليها نيكولاس وبيده مجموعة صور...اخذها نيكولاس وناولها لجده وهو يقول:

-"انظر, هذه الصور التقطها احد رجال سام في روسيا يوم امس وهو الآن تحت المراقبة"
-"حتى لو...الشائعات لم تظهر عبثا، لهذا سأشدد الحراسة عليكم الثلاث...انت وبيير وساندرا"

وقف نيكولاس بعدم اهتمام وتوجه الى جناحه لينصرف سام الى عمله...
خلع نيكولاس سترة بدلته وجلس على الكنبة الموازية لباب الشرفة...تذكر تلك الفتاة الغريبة في الجامعه...لماذا لم يتذكر ان يسألها عن اسمها؟!..يجب عليه ان يؤدبها جيدا لتعرف حدودها...لكن يبدو انها ليست عاديه...هو واثق انها تخفي الكثير من الأسرار!...ثم لماذا هي كانت مهتمه بتلك المدعوة جيني؟!...تلك الغبية التي ترابط داخل قصر أليكس ... رغم انه لم يهتم لها لكنه يعرف عنها الكثير لعلها تفيده يوما ضد أليكس...اما وجود تلك الفتاة معها امر آخر...هل قد تكون حارسة عينها أليكس لجيني؟!...لا...مستحيل...لو حدث هذا كنت سأعرف...لكنني لم أرها من قبل في أي صورة كانت تصلني من سام عن قصر أليكس ... ولا يوجد اي معلومات عنها!
رفع شعره الاسود عن جبينه وهو يهمس:

-"سأرى ما قد أفعله معها فيما بعد، يكفيني أمور لأفكر بها اليوم"

ثم وقف وتوجه إلى الحمام ليخرج بعدها متجها الى الشركة...


~~**~~**


استغربت ليزا من هدوء أليكس عندما جاء ليأخذها من الجامعة...عادة هو لا ينقطع عن الكلام المستفز طوال الطريق...لكن الآن هو صامت...هل لأن جيني معهما!؟...حركت نظرها نحو جيني دون تنتبه الأخيره ثم اعادت نظرها الى النافذة، اليوم ليلا سوف يسافر أليكس إلى روسيا..يجب عليها استغلال هذه الفترة جيدا وعليها البدء في تنفيذ خطتها...وعندما يعود سوف توجه الضربة القاضية لتبعد نفسها عن دائرة اهتمام أليكس على الأقل لـ4 شهور ريثما تحضر ضربة أقوى...
توقفت السيارة امام المنزل لتنزل ليزا بسرعة وتتوجه للداخل دون ان تنظر خلفها ... توجهت مباشرة الى غرفتها في الأعلى بعد ان وردها اتصال من تلك السيدة...اغلقت الباب خلفها بحذر وتوجهت الى الشرفة...اجابت عن الاتصال بصوت منخفض:

-"عزيزتي ديانا...كيف حالك؟"
-"بخير ليزا...وانتِ؟"
-"كل يوم على نفس الحال كما تركتني...لكن اخبريني...ما سر الاتصال المفاجئ؟!"
-"لقد انتهى وقت التمديد الأخير...أردت ان اسألك ماذا افعل الآن؟"

فكرت ليزا قليل وهو تمشي بخطوات سريعه في الشرفة ثم قالت بصوت اكثر انخفاضا:

-"لا تفعلي شيء...لن نمدد الآن...انوي على شيء وربما أحتاج لـ.."

قبل ان تكمل جملتها دخلت جيني غرفتها فانصدمت ليزا لكنها تداركت الامر واكملت:

-"..احتاج لوجودك بجانبي...تعلمين الآن ستبدأ الامتحانات وانت الوحيدة التي تستطيع تدريسي دون ان تضجر"

وقفت جيني بجانب ليزا تنتظر منها انهاء الحديث ... فهمت السيدة ما ترمي إليه ليزا وقالت:

-"لا يهمك شيء...ضعي عقلك في دراستك وركزي جيدا...لن يفيدك شيء أكثر من الدراسة...وللأسف انا مضطرة للذهاب لان ابني استيقظ...الى اللقاء"
-"حسنا..شكرا...الى اللقاء"

قطع الاتصال من جهة تلك السيدة المسجل اسمها بعنوان (ساره) لتنظر ليزا بعيني جيني وتقول بوجوم:

-"لم انت هنا؟"
-"قال أليكس اننا سنتناول الغداء معكم"

شدت ليزا يدها بعصبية ودخلت الى الغرفة وهي تقول بغيظ:

-"ومن قال له انه مدعو هذا الغبي الأحمق الحقير"

مشت جيني خلفها وهي تقول بعصبيه:

-"لا تسبيه ليزا"
-"اصمتي بالله عليك...قال لا تسبيه قال"
-"ارجوك دعي اليوم يسير بهدوء وهيا تعالي للغداء"

فتحت جيني باب الغرفة وهي تشير للخارج لتتحرك ليزا بخطوات غاضبة نحو الخارج تتبعها جيني...
ضيقت جيني فتحة عينيها وهي تفكر (انها لا تطيق أليكس ابدا، وذلك الغبي يركض خلفها...غبي...) اما ليزا فقد كانت تفكر في طرد أليكس...تخشى أن يظل هنا حتى يحين وقت سفره...سيؤخر خطتها هكذا!




~*~*~انتهى~*~*~





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 12:56 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~


الفصل الثالث.




رفعت ساندرا رأسها فرأت والدها قد غط في نوم عميق...ابتسمت بهدوء ثم احضرت غطاء خفيف ووضعته فوقه ثم قبلت جبينه واخذت كتبها وخرجت من غرفته...وجدت زوجة بيير تقف امامها وتحمل بيدها صحن حساء...اخذته ساندرا منها وقالت :

-"انه نائم الآن، تعالي لننزل معا"

هزت جيسيكا رأسها ومشت معها الى المصعد...وعندما توقف عند الطابق السفلي...كان نيكولاس يقف بمقربة منهما ويتكلم مع سام بأمر ما ، رمقته ساندرا بنظرة غريبة واكملت سيرها الى حيث كان بيير يلاعب ابنه تيدي...عندما رأى الأخير أمه ركض إليها لتحمله بين ذراعيها وتجلس بجانب بيير ... قالت ساندرا:

-"أين جدي؟"
-"خرج إلى الشركة"

اجابها بيير بابتسامة فهزت رأسها ثم فتحت صفحة من كتابها واكملت دراستها...
بينما كان نيكولاس يسأل سام:

-"اليوم...تلك الفتاة التي رأيناها انت وانا في الجامعه..التي قالت اني غبي...هل تعرفها؟...لها علاقة بأليكس؟"
-"مممـ...اجل...انها ابنة فرانسيس!"
-(بغضب)"ولم لم تخبرني بهذا من قبل!؟...كيف لم أعرف بهذا!؟"

نظر سام نحو بيير الذي ينظر اليهما من بعيد ثم اعاد نظره الى نيكولاس وقال:

-"دعنا نذهب الى غرفتك"

فهم نيكولاس الأمر وتوجه الى المصعد ليصعد معه سام...قال الأخير:

-"انت امرتني بأن اراقب تحركات أليكس وأراقب فرانسيس ، ولم اظن ان تلك الفتاة مهمة...يعني انت لم تأمرني يوما بجلب أي معلومات عن عائلات كلا الرجلين...كل همك كان أليكس..وفرانسيس...فقط دون غيرهما"
-"حسنا...معك حق، لم يكن ليهمني امر عائلتيهما من قبل...ولكن ابنة فرانسيس هذه يجب ان اعرف عنها بعض الأمور"

فتح باب المصعد ليخرج منه نيكولاس وهو يمشي بخطوات سريعة نحو غرفته يتبعه سام الذي يتكلم:

-"اسمها ليزا، تدرس في نفس جامعة الآنسة ساندرا بتخصص ادارة الأعمال ... ويبدو انها تسير على خطى والدها "
-"إذن أنت تعرفها على أي حال!"

ابتسم سام وهو يتوقف عن السير عند باب غرفة نيكولاس ثم قال:

-"احضر نفسي لأي اختبار مفاجئ منك"

لم تتغير نظرات نيكولاس الباردة وهو يجلس على الكنبة ويقول:

-"مواليد اي سنة هي؟"
-" 1997 .. تبلغ من العمر 20 سنة الآن...تعيش مع والدتها في منزل فرانسيس وهنا تقف معلوماتي عنها"
-(فكر قليلا ثم أكمل)"ما علاقتها بجيني ؟..وهل أليكس متعلق بها او ما شابه؟"
-"جيني تدرس نفس تخصصها وربما هما صديقتين، بالنسبة لأليكس ربما هو يتسلا بها فقط"

وضع نيكولاس يده على لحيته ثم وقف وقال وهو متجه نحو سام:

-"راقب لي تحركاتها مبدئيا"

ثم ربت على كتفه وخرج متجه إلى مكتبه...رفع سام الهاتف واعطى اوامره لرجاله وخرج من غرفة سيده...


~~**~~**


كانت ليزا تنظر الى أليكس بحدة وهي تفكر في قتله ... يستفزها وجوده حقا، لم ينصت اليها عندما طردته ولكن ما يخفف عنها هو انه لم يتبقى سوا ساعة عن موعد سفره...وقفت بعصبية وقالت من بين اسنانها:

-"أليكس، لم يبقى الا ساعة عن موعد سفرك، اخرج من منزلنا الآن"

تنهد فرانسيس بقلة حيلة بينما كانت بريانكا تراقب بخوف...نظر أليكس إلى ساعته ثم ابتسم بسخرية وقال:

-"معك حق، يجب أن أذهب الآن"

وقف ثم اقترب منها ببطئ حتى لم يعد بينها وبينه الا سنتيمترات قليلة ... اشتعلت جيني قهرا وهي تراه يقترب منها...بينما ليزا تكتف يديها وتنظر اليه ببرود...رفع يده محاولا احتضانها وهو يقول:

-"ألن تودعي زوجك المستقبلي؟"

رفعت قدما بهدوء ثم ركلته بقوة على بطنه ليتراجع للخلف بألم ثم قالت:

-"إن اقتربت مرة أخرى سأقتلك"

ولم تتغير نظرة عينيها الباردة...اشتعل أليكس غضبا ونظر إلى فرانسيس كأنه يتمنى عدم وجوده ليضرب ليزا...عدل وقفته ثم قال :

-"حسنا يا ليزا...ثلاثة أيام فقط، وسأعود الى هنا، وستصبحين لي رغما عنك"
-"اتمنى لك سفرا متعبا...وداعا"

قالت كلمتها ثم استدارت ومشت بخطوات واثقة الى الدرج ... امسك أليكس بيد جيني بقوة وسحبها خلفه ثم خرج من المنزل...تنهدت بريانكا براحة لأن الأمر توقف على هذا فقط...
وقف فرانسيس بكسل ثم توجه إلى مكتبه...
اما ليزا وصلت غرفتها واقفلت الباب بالمفتاح ثم فتحت اللابتوب ومنه فتحت ملفات الشركة التي سرقتها من حاسوب فرانسيس...بدأت بالتخريب بذكاء بأسلوب لا يمكن كشفه لكنه سيسبب مخاسر كبيرة...ثم اخترقت حساب أليكس وأخذت منه بعض المعلومات التي تريدها ... لم يكن الأمر بهذه السرعة...فقد تطلب الأمر 5 ساعات!
مددت يديها بكسل ثم وقفت لتريح عظم ظهرها...شعرت انها التصقت بالسرير من كثرة الجلوس..غسلت وجهها ثم عادت الى جهازها...قامت بعمل آخر الخطوات واغلقته بعد ان حفظت عملها وهمست :

-"سأكمل غدا"

استدارت ثم فتحت باب الشرفة ، اخذت سيجارة من علبة مخصصه لها كانت موضوعة فوق الخزانة حتى لا تراها امها ثم اشعلتها وبدأت بنفث الدخان ... انها فقط تدخن سيجارة واحدة كل يومين او ثلاثة...الا عندما تكون تفكر في أمر خطير فهي تدخن كل يوم!...لا يعجبها حالها هذا لكنها اعتادت عليه مع انها ليست من مدمني التدخين...
(غدا سأكمل باقي العمل...وبعد غد عندما يعود أليكس اسدد الضربه)
رمت السيجاره من يدها لحديقة المنزل ثم وضعت يديها على السور ونظرت الى القمر، ستفعل المستحيل لتخرج نفسها وامها من هنا... تنهدت بحزن وعادت الى الداخل...عينيها تطلبان النوم وهي ترفضه...اذا نامت الآن لن يمكنها الاستيقاظ للجامعه...
فتحت باب الغرفة ثم خرجت تمشي في ظلام الردهة متجهة نحو الدرج...نزلته على رؤوس اصابعها ثم توجهت الى المطبخ..فتحت الثلاجة فوجت عصير تفاح بارد...اخذت العلبة الصغيرة ثم خرجت الى الحديقة...كان الحراس يتحركون في كل مكان دون اهتمام لتواجدها...بدأت تشرب العصير وتمشي ذهابا وايابا...اراحت عقلها من التفكير بالنتائج ونظرت حولها الى الحرس...اثار ريبتها احدهم...فقد كان يرفع الهاتف وينظر اليها بنظرات غريبة ويهمس بالهاتف...رجال أليكس! ..غريبون مثله!...رمقته بنظرة استصغار ثم مشت نحو ذلك المكان المخصص للجلوس...شربت العصير وامسكت هاتفها لتكتب بعض الملاحظات في المذكرة لكي لا تنساها...فاجأها رؤية فرانسيس يسير نحوها!...عقدت حاجبيها باستغراب ثم تغيرت للبرود وهي تراه يجلس مقابلها...قالت :

-"الا يمكنني ان ارتاح من رؤيتك قليلا؟"
-"اتيت لأتحدث معك بأمر مهم"

زفرت بضجر واشاحت وجهها عنه ليكمل:

-"ليزا...كل ما فعلته منذ يوم ولادتك...كان فقط من اجلك انت!..كل الاشياء التي تظننتيها انت سيئة...كانت ضرورية لأربي فتاة قوية مثلك...وانا غاضب من نفسي لانني لم اقتل امك منذ زمن...ربما لو فعلت هذا لكنتي افضل حالا...لما كنتي ستتبعين عاطفتك نحو امك!...وبهذا ستكونين حقا ابنة فرانسيس ابن جاك آل ميكاي!"

نظرت اليه نظرة حزينة يخالطها مقدار عظيم من الكره والحقد والرغبة بالانتقام ثم قالت بهدوء عكس نظراتها:

-"بافعالك انت لا تريد تربية فتاة قوية...انت تريد صنع آلة لتنفيذ خططك القذرة...تريد فقط ان يكون لديك شخص تثق به تمام الثقة ليساعدك بأفعالك ...لكن اتعلم شيئا؟..انت نجحت..نجحت في انتاج فتاة لا تملك في نفسها الا الكره والحقد ... كل ما تريده هو الانتقام منك لما عانته بسببك"
-"اريدك بجانبي من حبي لك! فانت ابنتي الوحيدة...علمت انك اروع من ما تبدين عليه..وانك ستكونين قوية..."
-(قاطعته بوجوم)"اصمت ولا تمثل...انت كنت تريد ولد...ولكن عندما اتيت انا اكتئبت...وبالرغم من ذلك فلن تستسلم...ففعلت المستحيل لأصير على ما انا عليه...لكن غباءك جعلك تخطئ قليلا وتنحرف عن الخط...مما جعلني انقلب ضدك..واظنك تعرف تماما ما هو السبب"

احتدت نظرات عينيه وهو يتذكر خطأه الذي ارتكبه...لو انه فقط نسي امر رغبته بولد ... لو انه كان اوعى من ذلك...لحصل على ليزا وكسبها له...وقف وقال بغضب كبير جدا:

-"فعلا...اخطأت...لكنني سأعدل خطأي هذا وسيحدث ما اريد انا يا ليز"
-"ستعدل خطأك بأن تزوجني من أليكس وبهذا أصبح بالكامل تحت سيطرتك...فبوجودي تحت جناح أليكس س..."
-(قاطعها بنبرة عتاب)"تظنين اني سأسمح لأليكس بأذيتك؟! مستحيل هذا...لن اسمح"

اقترب منها وجلس بجانبها ثم اكمل

-"اذا أردتي...سوف الغي موضوع الزواج هذا...بشرط ان تنفذي كل ما اطلب"

وقفت بدون مبالاة وابتعدت عنه قائلة:

-"يمكنني حل مشاكلي بنفسي بدون شروطك"

نظر اليها وهي تبتعد عنه ببطئ ثم شد قبضة يده وفي باله تدور الف فكرة...نظر الى الحراس الذين يتحركون باستمرار حوله ثم حمل نفسه ودخل المنزل محاولا تهدئة غضبه....


~~**~~**


في منزل كبير ... استيقظ أليكس بكسل ليجد نفسه نائما على الأريكة في الصالة... عقد حاجبيه محاولا تذكر ما حدث معه يوم امس لكنه فشل...نظر حوله فوجد زجاجة نبيذ كبيرة...ابتسم ببلاهة ووقف بترنح .. يبدو انه شرب كثيرا عندما احتفل مع ماكس...مدد يديه بالهواء ثم اخذ سترته السوداء عن طرف الكنبة ومشى متجها للأعلى...لكن قبل ان يصعد اول درجة رفع رأسه ليرى صاحب الخطوات النازله من اعلى الدرج...تثائب ثم ابتسم وقال:

-"صباح الخير ماكس، كيف حالك اليوم؟"
-(بسخريه)"افضل حالا منك، اذهب واستحم...لقد حضرت لك الخادمات غرفتك المعتادة"

هز أليكس رأسه ومشى وهو يتثائب كل ثانية...اكمل ماكس نزوله حتى وصل الى الكنبة التي كان ينام عليها أليكس..جلس ثم نادى على الخادمات لينظفن الطاولة من الاوساخ، ماكس رجل في الخمسين من عمره لكنه ما زال يحتفظ بشبابه .. يفكر بطريقة خطيرة...لكنه يتوارى عن الانظار، امسك جهاز التحكم وقلب بين المحطات حتى استقر على برنامج سخيف...وضع المتحكم بجانبه ووقف مغادرا المنزل الى الحديقة، تمشى قليلا بانتظار خروج أليكس...وبعد طول انتظار خرج أليكس وقد بدل ملابسه ورتب شعره الاشقر المائل للبياض ... أشار له ماكس ليمشي بجانبه ففعل...قال ماكس بصوته الرخيم:

-"متى سيكون الاجتماع؟"
-"بعد الظهر"
-"وموعد رجوعك غدا؟"
-"اجل ... مع انني كنت اريد ان اعود اليوم لكن ما باليد حيلة"
-(بضحكة)"مستعجل من اجلها أليس كذلك؟...هل تحبها؟"
-(بتردد)"بصراحة .. نعم ولا .. احب كونها ابنة فرانسيس...احب شيء من شخصيتها...واكره كل شيء آخر فيها"
-"ولماذا انت مصر على زواجها؟"
-"لانه لو حدث هذا حقا...فسوف اكون انا المستفيد الاول...سأضمن بقاء فرانسيس بجانبي للأبد...وسأنتقم من ليزا بطريقتي...وسأجبرها على فعل ما أريد"
-"استغرب حقا...كيف ان فرانسيس مصر على زواجها منك ايضا وهو يعلم بكرهك لها"
-"هو صحيح انه يريدها...لكنه لا يحبها حقا، وبالتأكيد فائدته ستكون بجانبي..خصوصا وانه لا يريد من ليزا ان تبتعد عنه، هي تخطط لشيء ما ضده وهو متخوف من ان تهرب منه او شيء كهذا .. لم يقم باي تحرك لكنه يريد ان يزوجنا سريعا لانني انا الذي سأتمكن من حبسها .. وبهذا هو سيمثل دور الاب الحنون، وبطريقة ما سيكسبها بجانبه...اظن ان هذه هي طريقة تفكيره"
-"ربما..."

كان واضح على ماكس انه غير مقتنع بكلام أليكس لكنه لم يقل شيء...


~~**~~**


جلست ليزا على احد المقاعد وفي حضنها اللابتوب...كانت تعمل عليه بتركيز واصابعها تتحرك بسرعة فوق لوحة المفاتيح، دائما ما تقضي وقت فراغها والذي هو ثلاث ساعات متواصلة يوميا في الدراسة في الجامعه...لكنها لا تعود ابدا للمنزل حتى لا تقابل فرانسيس او أليكس ... واليوم ستستفيد من هذا الوقت لتعمل...وتنام ليلا، نظرت حولها وهي تفكر قليلا ثم اعادت نظرها لشاشة الحاسوب وكتبت الكود الذي تذكرته...ولشدة تركيزها لم تنتبه للشخص الذي يمشي حولها محاولا رؤية ما تفعله لكنه فشل بهذا لانها اختارت مكان ممتاز لتمنع احد من رؤية عملها...نظر ذلك الشاب الى بيير الذي أتى ليأخذ ساندرا..ونفس الضجة التي حدثت بالامس لسيده نيكولاس حدثت اليوم مع بيير...هز رأسه بأسف ثم اعاد نظره الى ليزا...وجدها تمسك هاتفها وتبحث عن شيء ما..لقد استعصى عليها العمل بلغة البرمجة هذه لانها تعلمتها منذ مدة طويلة واحتاجت لمساعدة google عدة مرات...استغرب منها الشاب...ما هذا العمل الذي يجعلها تركز كل هذا التركيز..حتى الليل لم تنامه وظلت غرفتها مضاءة طوال الليل! ألا تنام ام انها من الخفافيش؟!...حرك رأسه بقلة حيلة ثم رفع هاتفه ليأتيه رد سام:

-"هل حدث شيء جديد؟"
-"لا .. انها تعمل منذ الليلة الماضية"
-"افتح عينيك جيدا وحاول معرفة ما تفعله"
-"حاضر"

قطع الاتصال ثم توجه لمكان بعيد عنها لكي لا تنتبه له...ما بال سيده نيكولاس صار مهتما بها فجأه...أكل هذا لانها نعتته بالغبي؟ ... حسنا هي الغبية لانها واجهت نيكولاس لكن الا يمكن للاخير التغاضي عن الامر..فهو اكبر واعقل منها!
رأى ليزا تقف وتضع اللابتوب في حقيبته وتحمله مع كتبها وتمشي مسرعة نحو احد المباني فلحقها بسرعة...


~~**~~**


في الليل، طرق سام باب مكتب نيكولاس ثم دخل بهدوء...كان نيك مركزا في شيء ما فلم يتكلم وانتظره سام ليكمل...واخيرا رفع نيك رأسه وقال:

-"ما الامر سام؟"
-"ليزا"

ارجع نيك ظهره للخلف ثم وضع يده على ذقنه طالبا من سام ان يتحدث.. تقدم الاخير وقال:

-"من الواضح انها ضد فرانسيس تماما وهي تخطط للانتقام منه! وهذا يجعلني اشك في كونها ابنته"
-(باستغراب شديد)"تنتقم منه؟! كيف عرفت هذا"
-"بما ان حراس منزل فرانسيس كلهم تحت امرك فقد اخبروني بعدة امور...انها تكره أليكس وتكره فرانسيس وهي مجبرة على الزواج من أليكس غدا او بعد غد...تحدثت مع فرانسيس فجر اليوم ولكن كلامها كان حاد وشديد اللهجة من جهتها...واهم ما في الامر انها تريد الانتقام منه...وبصراحة صرت اشكك في كونها ابنته"

قطب نيكولاس حاجبيه وهو يفكر...اذا كانت تفكر في الانتقام جديا من فرانسيس...فستكون مفيدة له...يبدو انه سيعرض عن تأديبها وسوف يتحدث معها وجها لوجه ويقنعها بالوقوف الى جانبه...رفع نظره الى سام وقال :

-"غدا سنذهب انا وانت لإحضار ساندرا"

ثم غمز له ووقف خارجا من المكتب...ابتسم سام ولحق به


~~**~~**


في اليوم التالي...خرج نيكولاس من القصر ابكر من وقت عودة ساندرا لعله يجد متسع اكبر من الوقت ليتكلم مع الفتاة ليزا...وصل الجامعة ومعه سام لوحدهما .. كان يضع قبعة ويرتدي نظارات ويلبس ملابس عادية حتى لا يعرفه احد وكان سام يسير خلفه على مبعدة عشر خطوات...بينما كانت ليزا تجلس على نفس المقعد وتجهز الرسالة التي سترسلها الى اعضاء اجتماع روسيا التي حضره أليكس بحيث ستجعلهم يقفون ضده وينقلب كل شيء على رأسه...ثم سترسل البيانات التي تلاعبت بها الى الشركة وتدخل معها فيروس ليعطل النظام لبضعة ايام وهذه ستكون ضربتها القاضيه...وبينما هي مركزة في كتابة الرسالة حجب احدهم نور الشمس عنها فرفعت رأسها لتنظر اليه بضجر...لكنها رفعت حاجبها باستغراب ثم قالت:

-"نيكولاس آل ديغور! هلا بقيت واقفا هنا لبعض الوقت...الشمس ازعجتني"

قالت جملتها ثم انزلت نظرها الى الشاشة واكملت كتابة...وفجأة اقفل نيكولاس الشاشة وكادت ان تضغط اصابع ليزا لولا انها سحبتها بسرعة مع شهقة .. نظرت الى وجه نيكولاس وعينيها تشتعلان غضبا ثم قالت من بين اسنانها:

-"لم ارى احد بمثل وقاحتك من قبل!"

ثم وضعت اللابتوب بجانبها ووقفت لتقول بنبرة اعلى:

-"ماذا تريد مني؟!"

ظل ينظر اليها ببرود من خلف النظارة وعلى شفتيه ابتسامة سخرية...خلع النظارة ثم مدها الى سام الذي اخذها بهدوء...قال نيك:

-"لا اظنني تفوقت عليك بالوقاحة...المهم، اريد التحدث معك على انفراد"
-(ببرود)"وانا لا اريد التحدث معك"

لكن فجأة مر بذاكرتها كلام جيني عن مقدار كره أليكس لنيكولاس...انزلت نظرها بتردد ثم رفعته مرة أخرى لتنظر الى عينيه مباشرة وتقول بنبرة خبث:

-"او ربما سنتحدث...بشرط واحد!"

قبل ان يتفوه نيكولاس بأي كلمة قال احدهم من خلفه بصدمه:

-"ليزا!!..ماذا تفعلين مع هذا الحقير؟!"

نظرت ليزا الى مصدر الصوت...بالتأكيد هو أليكس...تميز صوته الحاد من بين آلاف الاصوات...تقدمت لتصبح بجانب نيكولاس الذي استدار لينظر اليه بحدة بينما تأهب سام ﻷي فعل مفاجئ...قالت ليزا ببرود:

-"أليكس!..اوه كم انا سعيدة لعودتك..لتوي انتهيت من حشو مسدسي بالرصاص لقتلك"

رفع نيكولاس حاجبه بسخرية وقال:

-"هل انت مشتاق لرؤيتي لهذا الحد وعدت بسرعة من روسيا؟"

لم يأبه أليكس بسخريتهما .. كل ما كان بباله هو كيف تكون ليزا مع عدوه اللدود يتكلمان...منذ متى وليزا تتكلم معه!...اشتعل غضبا واقترب من ليزا...امسك يدها بعنف وصرخ في وجهها:

-"منذ متى تتحدثين معه دون علمي؟!"

حاولت سحب يدها لكنه كان يطبق الشد عليها...قالت من بين اسنانها:

-"لا علاقة لك بي"

كانت ستقوم بحركة سريعة تكسر بها يد أليكس لكن نيكولاس سبقها عندما امسك يد أليكس المطبقة على يد ليزا وسحبها بقوة ثم قال بابتسامة ساخره:

-"لا اسمح لك بلمس خطيبتي!"

ارتخت عضلات أليكس كلها من الصدمة وفغر فاه سام من كلام نيكولاس المجنون واتسعت عيني ليزا بتفاجؤ... قبل ان يستوعب أليكس كلام نيك...وقف باعتدال ورفع اصبعه وهو يشير الى ليزا ويقول :

-"خطيبتك؟!"

لم يكن ببال نيكولاس اي فكرة سوا استفزاز أليكس ورؤية غضبه لبعض الوقت ولم يكن مهتم لما سيحدث عندما تنفي ليزا الامر...لكنه انصدم عندما قالت ليزا وعلى شفتيها ابتسامة سخريه:

-"اجل خطيبي"

ارتفع حاجبي سام وهو لن يحتمل صدمة اخرى! كيف لهذين الاثنين ان يمثلا انهما مخطوبين دون سابق اتفاق..ماذا يجري هنا؟!...اقترب أليكس ببطئ من ليزا ويده ترتجف من العصبية والصدمة ثم صرخ صرخة جعلت كل من حولهم ينظرون اليهم:

-"منذ متى؟؟!!"
-"لا شأن لك"

رفع يده في الهواء وهو ينوي ضربها لكنها امسكت يده بسرعة وثنتها لتصبح خلف ظهره ثم همست في اذنه:

-"لن اكون لك حتى لو اطبقت السماء على الارض"

ثم دفعته للامام....استدار بسرعة وقد تحول وجهه للون الاحمر وعينيه تقدحان شررا ... اراد ان ينقض عليها لولا ان سام وقف امامه وصده عنها....نظر أليكس الى سام ثم الى نيكولاس الذي يرمقه بنظرات ساخره ثم نظر الى ليزا التي تكتف يديها وتنظر له ببرود...ابتعد للخلف خطوتين ثم قال موجها كلامه لليزا:

-"حسنا يا ليز..حسنا، ستندمين"

قالها ثم استدار ومشى بخطوات سريعة مبتعدا عنهم...استدارت ليزا لتبعد ملامح وجهها عن نظر سام ونيكولاس ثم وضعت يديهل على رأسها وهي تفكر بصدمه...(كيف لم افكر بأمي...ماذا سيحدث لها الآن...كم انا غبية...اعمتني رغبتي بالانتقام عنها لوهلة...كم انا غبيه...غبيه غبيه...لكن هذه فرصة ذهبية ما كنت لأضيعها من يدي، اذا مثلت دور خطيبة نيكولاس ستكون الورقة الرابحة في يدي..سأدمر أليكس نهائيا...لكن ماذا عن أمي!)... رفعت شعرها عن عينيها ثم مشت خطوتين للأمام .. تريد ان تبتعد لتفكر وحدها قليلا...لكن يد نيكولاس التي وضعت على كتفها اوقفتها...ازالت كل انفعال من وجهها لتتحول نظرتها للبرود ثم استدارت وبحلقت في عينيه مباشرة ليقول بسخرية:

-"اظن انك قلتي عني غبي منذ يومين...لكن من الواضح انك وجدت مزحتي مع أليكس فرصة .. كما توقعت..انت ككل الفتيات اللواتي يركضن خلـ.."

قبل ان يكمل كلامه امسكته من ياقته وشدته اليها وهي تقول من بين اسنانها:

-"لا تظن للحظة انني معجبة بك...مشيت معك في مزحتك لمصلحتي انا"

ابعد يديها عنه بعنف ثم عدل وقفته وقال:

-"مصلحة ماذا هذه التي تكمن في كونك خطيبتي"

صمتت قليلا ورفعت شعرها الذي ينزل الى وجهها كل دقيقة للخلف ثم قالت بابتسامة خبيثة:

-"هل تريد تحطيم أليكس؟"

كتف يديه وابتسم بانتصار...اراد ان يحاول اقناعها فقط...لكن ها هو يكسبها تماما الى جانبه وبرضاها من مجرد مزحة مزحها!...مد يده نحوها ليصافحها ففعلت .. وكل واحد منهما تدور في باله خطة معينة...هو يحمل هم اخبار عائلته بأمرها...وهي تحمل هم بقاء امها على قيد الحياة!...التفت كلاهما الى ساندرا التي شهقت وهي تراهما على تلك الوضعيه...يتصافحان ويبتسمان لبعضهما، قالت باستغراب:

-"هل يشرح لي احدكم ماذا يحدث هنا؟"
-"وانا اريد تفسيرا يا ليزا"

قالتها جيني التي وقفت خلف ليزا...جلس نيك وليزا بجانب بعضهما على المقعد..يفصل بينهما اللابتوب ثم قال نيك موجها كلامه لساندرا:

-"هذه خطيبتي ليزا"

اتسعت عينيها بصدمة وضربت جيني صدرها وهي تقول:

-"هل ما اسمعه حقيقي يا ليييزا؟؟؟!!"

رفعت ليزا حاجبها وقالت:

-"ولماذا لا يكون حقيقي؟"

لم يستطع سام كبت ضحكته على شكل ساندرا وجيني المصدوم واستدار حتى لا ينتبه له احد..قالت ساندرا بتلعثم:

-"نيك!..أنت تمزح بالتأكيد!..ماذا عن رأي جدي؟..ماذا عن...ماذا عنا؟!"

رمقها بحدة ..لتقفل هي فمها، منذ متى ونيكولاس يأخذ برأي أحد أصلا؟!...هو يفعل ما برأسه دون حسب حساب أي شخص مهما كان!...ولا يمكنها ان تسأله أي شيء فهو سيغضب ولن يجيب...لا أحد يتدخل في خصوصياته!
نظرت نحو ليزا تتفحصها...نظراتها نفس نظرات نيك...ابتعدت خطوة للخلف .. ثم استدارت...وقبل ان تتحرك ناداها احد ما..التفتت لتجد صديقتها التي لمحت نيكولاس وتعرفت عليه لان ساندرا تقف معه فقررت الاقتراب...قالت ساندرا :

-"لا يمكنني التحدث الآن، سأذهب"
-"انظري الى كل الطلاب الذين ينظرون نحوك ونحو السيد نيكولاس"

لم ينتبه احد منهم حقا لعدد الطلاب الموجودين في الساحة وينظرون اليهم غير متجرئين على الاقتراب خوفا من نيكولاس...وقفت ليزا وقالت :

-"عندي محاضرة يجب أن أحضرها"

قالت جملتها ثم نظرت الى جيني نظرة سريعة...كانت تلك الاخيرة شاردة الذهن وهي تنظر الى نيكولاس بنظرات ضائعه...تنهدت ليزا وهي تضع يدها على كتف جيني وتهمس :

-"جيني، لا تفكري كثيرا في الأمر"

نظرت اليها وقالت بانفعال:

-"كيف لا أفكر بالأمر؟!...انتِ تعرفين ان أليكس يكرهه...وغدا سيكون زفافـ..."

وضعت ليزا يدها على فم جيني بسرعة قبل ان تكمل جملتها ثم همست من بين اسنانها ونظراتها الباردة قريبة جدا من وجه جيني:

-"حتى لو لم أكن مخطوبة لنيكولاس...ما كنت أبدا سأتزوج أليكس حتى لو أحرقت نفسي...حسنا"

ثم ابتعدت عنها واستدارت الى المقعد...ادخلت رأسها واحد يديها بالحقيبة الصغيرة ذات الشريط الطويل ثم اخذت كتبها وانحنت لتحمل اللابتوب لكن يد نيكولاس سحبتها أكثر إليه حتى لا يظل بين وجهها ووجهه الا بضع سنتيمترات .. لم تتغير نظراتها الباردة فقال:

-"كيف ستعودين لمنزلك وذلك الغبي الأشقر يتصيد الفرصة لامساكك؟"
-"يمكنني الإهتمام بشؤوني"

كان كلامهما منخفض لم تستطع صديقة ساندرا سماعه رغم انها ارادت سماع أي شيء...فأن يتعامل نيكولاس ديغور بهذه الطريقة الغير رسمية مع أي فتاة لهو أمر مستحيل..ابتعدت ليزا عنه ثم حملت اللابتوب واستدارت...قالت جيني :

-"حسنا يا ليزا...اذا حدث شيء سيء فهذا خطؤك ، كونك خطيبة نيكولاس آل ديغور هو أمر غير مقبول أبدا"

فتحت صديقة ساندرا فمها بصدمة وسقط قلبها ... وقف نيكولاس وقال:

-"لا تتدخلي أنت في أمور لا تعنيكي...هيا يا ساندرا دعينا ننصرف قبل ان يسمع شخص آخر بهذا"

ومشى مبتعدا برفقة سام وبجانبة ساندرا...أما ليزا كانت قد ابتعدت عنهم كثيرا فهي لم تلتفت لكلام جيني...
ظلت صديقة ساندرا تقف مكانها بصدمة لبعض الوقت ثم ابتسمت وقررت اخبار اكبر عدد ممكن من الزملاء عن الأمر...هذا سبق صحفي رائع..قد تتوظف كـ صحفية بعد نشرها لهذا الخبر!
اما جيني كانت مشوشة...تشعر بقليل من السعادة وكثير من الغضب والخوف، سعادتها لانها ستضمن اخيرا ان أليكس لن يأخذ ليزا...وغضب من ان ليزا اخفت الامر عنها...وخوف من ردة فعل أليكس!



~*~*~انتهى~*~*~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 01:02 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي












(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~


الفصل الرابع.




دخلت ساندرا القصر وهي تقول بصوت عالي:

-"حقا ... انت...انت...نيكولاس انا لا افهمك!...كيف هذا...انا..انا متفاجئه!"

كان الجد يجلس على احدى الأرائك التي تتوسط الصالة ويقرأ الجريدة...فرفع رأسه باستغراب عندما سمع صوت ساندرا...لم يهتم نيك لكلامها وتوجه الى الدرج...لكن صوت ساندرا الصارخ اوقفه:

-"أتهرب من قول هذا لجدي؟!!"

خرج بيير من المصعد وهو يجر والده امامه...عقد الجد حاجبيه باستغراب وقال بهدوء:

-"يخبرني بماذا يا ساندرا؟"

اقتربت ساندرا من جدها وقالت وهي تشير الى نيكولاس:

-"نيك لديه خطيبة واليوم عرفت هذا بالصدفه!..أتصدق انها طالبة في الجامعه...انها ليست حتى بتخصص جيد!"

جحظت عيني الجد بيتر ثم استدار ليرى نيكولاس يقف عند الدرج وعلى وجهه علامات البرود...اقترب بيير من الجد ونظر الى نيكولاس ثم قال:

-"هل هذا صحيح يا نيك؟"

اقترب منهم ببطئ ثم جلس امام الجد وقال بدون مبالاة:

-"أجل هذا حقيقي"
-"ومن هي هذه الفتاة..لماذا لم تخبرنا من قبل؟!"

قال الجد هذه الجمله وترك الجريدة بانتظار رد نيكولاس...اشاح الاخير بنظره بعيدا...هو لا يحب ان يجيب على الاسئلة ابدا لكنه يحترم جده كثيرا ولا يمكنه تجاهله...قال :

-"اسمها ليزا...ولا يهمكم معرفة أي شيء آخر عنها"
-"نيك...انت حقا ... لا يكمنني استيعاب ما تفعل..بربك! .. قل لي انها ليست من عامة الناس"
-(بغضب)"ألم ترد مني ان اتزوج...الم تلح علي بهذا..يوم امس فتحت معي الموضوع...لماذا لا أجدك سعيدا بخبر خطوبتي؟"
-(وقف الجد وقال بانفعال)"عندما اخبرتك بهذا...كنت اريدك ان تتزوج لتكون سعيد...اردت ان ازوجك من ابنة صديق...والدها ذا مكانة عاليه..فرنسيه او ايطاليه او او او...لكن ان تتزوج فتاة من عامة الناس هذا الأمر سيثير ضجة كبيرة!..هل هي مميزة الى هذا الحد لتقرر خطبتها مثلا؟!"

ابتسم نيكولاس بسخرية وهو يتذكر عدم احترامها له...الشيء المميز بها هو وقاحتها ... لكن ليس هذا المهم..ما يهمه هو انها ستكون الورقة الرابحة في يده للقضاء على أليكس وفرانسيس...اقترب من جده وهمس في اذنه:

-"انها ابنة فرانسيس"

فغر فاه الجد واتسعت عينيه بصدمة .. هذا ليس جيد ابدا! ... هل جن جنون حفيده!! ما الذي يحدث...كيف هذا؟؟!..حرك نظره نحو عيني نيكولاس السوداء ثم قال بتلعثم:

-"نيك!...هل جننت؟؟!"

ابتسم نيكولاس وابتعد عن جده ليقترب من بيير .. قال له بطريقة مستفزة:

-"ألن تبارك لي؟"

رفع بيير حاجبه ثم قال بوجوم:

-"مبارك..متى الزفاف؟!"
-"ربما اليوم!"

قال كلمته بنبرة ساخره ثم اتجه للدرج...لكن الجد فك أزرار قميصه العلوية وقال بغضب:

-"نيكولاس فيلموس ابولانت...سأتحدث معك في مكتبي حالا"


~~**~~**


خرجت ليزا من القاعة وهي تتأفف من ثقل اللابتوب...تنهدت ثم ابتسمت ونظرت الى الشمس لوهلة وهي تفكر (الآن لا داعي لتنفيذ خطتي...ستكون خطة بديلة..لكن لا اظن انني سأحتاجها ما دمت الآن خطيبة نيكولاس آل فيندار!..ههه، كيف سيكون وجه فرانسيس عندما يعرف هذا؟!)...انزلت عينيها بسرعة وهي تبتسم بانتصار ثم مشت ببطئ نحو المخرج، لكنها انتبهت الى تهامس الطلاب وهم يشيرون إليها...عقدت حاجبيها ثم اصطدمت بشخص ما...أرادت تعليم هذا الذي وقف امامها درسا لكنها لم تتحرك عندما قال الشاب:

-"هل أنتِ حقا خطيبة نيكولاس آل فيندار أم فتاة أخرى؟!!...يقال انه انتِ...والبعض يشكك في الأمر!"

رفعت حاجبيها بدهشه من كلامه!...لم تمر إلا ساعة واحدة عن "خطبتها" المزيفه من نيكولاس والخبر انتشر بهذه السرعه...وواضح انه دارت نقاشات أيضا!...أرادت ان تضحك بقوة لكنها ظلت واجمة الوجه وقالت ببرود:

-"أنا؟!...خطيبة السيد نيكولاس فيندار!!..بربك يا فتى!...انها احدى امنياتي واتمنى ان تتحقق!"

اتسعت ابتسامة الشاب اكثر لانه سيكسب الرهان ثم ذهب من امامها يركض نحو مجموعة كبيرة من الطلبة...تنهدت ليزا بضجر واكملت سيرها نحو المخرج...نظرت حولها واستغربت ان سيارة أليكس غير موجودة...كانت تظن انه سينتظرها!..هزت كتفيها بعدم اهتمام ومشت في الشارع...همست لنفسها:

-"لم تكن مفاجأة سارّة ان يظهر أليكس في ذلك الوقت!"

نظرت للأمام .. يا ترى هل سيطول امها مكروه بسببها؟!...لو حدث هذا..لو حدث فقط!..هي لن تسامح نفسها ابدا!..لكنها متأكدة ان شيء ما سيحدث عاجلا أو آجلا...يجب ان تحضر نفسيتها لهذا حتى لا تنهار امام فرانسيس أبدا!...
فجأة وضع احدهم يده على كتفها، استدارت بسرعة لتعطي ردة فعل عنيفة لكنها توقفت عندما رأت وجه ذلك الحارس الخاص بـ نيكولاس...رفعت حاجبها باستغراب ثم قالت وهي ترجع خصلات شعرها للخلف:

-"انت؟...ماذا تفعل هنا؟"
-"أمرني السيد نيكولاس بأن آخذك للقصر..الآنسة ساندرا أخبرت الجميع وطلب الجد بيتر رؤيتك بسرعة..الآن"
-"وهل تظنني سأنصاع لك مثلا؟!"
-"هذا ضروري...هيا معي ولا تثيري الشكوك"

نظرت الى وجهه بتفحص ثم قالت:

-"علي أن أذهب للمنزل بسرعة فهناك أمر مهم يجب أن.."
-(قاطعها)"كل شيء سيكون تحت السيطرة...تفضلي أرجوك"

عقدت حاجبيها بتفكير ثم مشت معه بدون نقاش...الآن سيكون أليكس ينتظرها في المنزل ولا يمكنها توقع ردة فعله...سيكون من الأفضل أن تتأخر قليلا...
ركبت بجانب سام وعم الهدوء السيارة ... بعدة عدة دقائق تكلم سام بهدوء وود:

-"سيدتي، هل تريدين مني أخذك إلى محل ملابس لتبديل ملابسك؟"

رفعت حاجبها باستنكار من سؤاله وقالت ببرود:

-"ما بها ملابسي هذه؟"

لم ينظر إليها واجاب:

-"انتِ سيدتي ذاهبة الى قصر آل فيندار...فأظن من الأفضل لو..."

قالت بحدة وهي تعيد نظرها للأمام:

-"لا تتدخل فيما لا يعنيك، لا يهمني أمر آل فيندار كلهم وفوقهم نيكولاس ... أنا وهو عقدنا اتفاق لمصالح مشتركة...ولست خطيبة حقيقة له حتى أحاول تغيير أي شيء في نفسي"

لم يتكلم سام وفي نفسه يقول (وكأن الذي يجيبني هو نيكولاس!) ابتسم وألتزم الصمت طوال الطريق...أما ليزا فكانت تفكر في انها الآن تمثل امام الجميع انها خطيبة نيكولاس، يجب ان تلتزم بدورها لبعض الوقت!
بعد عدة دقائق رأت قصر كبير يظهر من بعيد...كان حقا ضخم...لم تعطي أي ردة فعل ورأت الحرس يفتحون البوابة لسام لتدخل السيارة الى داخل اسوار المنزل..نزل سام بسرعة وفتحت ليزا الباب..لكن قبل ان تدفعه بعيدا عنها كان سام واقفا هناك ويمسك الباب قائلا:

-"أهلا وسهلا بك آنستي في قصر آل فيندار"

هزت رأسها بعدم اهتمام ونزلت من السيارة...مشى سام أمامها لتتبعه بخطوات واثقة ثابتة وهي رافعة الرأس...كانت طويلة وذات قوام ممشوق ... وفي ملامحها تظهر وكأنها كونتيسه جاءت من العصر القديم...ونظراتها الباردة تزيد ملامحها فخامة .. ليست جميلة جدا، ولكن يكفي انها تتمتع بكل هذا..أما شعرها الطويل البني كان ينسدل على ظهرها بسلاسة ويتحرك مع خطواتها ... فتح السام الباب وانتظر دخولها...لم يجد أي أثر للتوتر فيها فاستغرب قليلا لكنه لم يعلق...دخلت ببطئ وهي تنظر الى الأمام...مباشرة في عيني تلك المرأة التي تقف عند الدرج...لم تكن ساندرا .. بل كانت جيسيكا زوجة بيير...نزلت تلك الأخيرة الدرجات المتبقية حتى تصل الى أرضية الصالة ثم مشت نحو ليزا وهي ترسم على شفتيها ابتسامة شاحبة لتملأ اصوات طقطقة كعبها المكان...قالت عندما صارت امام ليزا:

-"مرحبا...أظن أنك ليزا أليس كذلك؟"

بادلتها ليزا تلك الابتسامة الصفراء وقالت:

-"أجل .. أنا هي"

مدت جيسيكا يدها مشيرة نحو الداخل لتقول:

-"تفضلي معي "

ومشت بسرعة تتبعها ليزا التي عندما مرت من أمام إحدى المزهريات العملاقة رأت طفلا يقف بجانبها وينظر إليها باستغراب...ابتسمت له ابتسامة لطيفة جدا فابتسم هو بخجل وركض نحو سام...
ابعدت ليزا نظرها عنه وركزت النظر على جيسيكا وقد عادت ملامح البرود لوجهها...صعدت الدرج بكسل .. وعندما وصلت آخره...توقفت جيسيكا وقالت وهي تشير إلى أحد الممرات:

-"في آخر هذا الممر هناك باب...ادخلي، ينتظرك الجد بيتر ونيكولاس هناك"

رمقتها بنظرة تنم عن لا مبالاتها ثم مشت بسرعة في الممر...لوت جيسيكا فمها بانزعاج منها ثم عادت تنزل الدرج بسرعة...ركضت نحو غرفة المائدة حيث كان بيير وساندرا ووالدهما يتناولون طعام الغداء...قالت بسرعة:

-"لقد جاءت ليزا...يا اللهي كم كرهتها!!"

قالت ساندرا بحماس وهي تشير إلى جيسيكا لتجلس:

-"لمااذا؟"
-"شعرت أنني أقف أمام نيكولاس، نفس نظرااته..نفس حركاته!...يا اللهي كم كرهتها"

ضحك بيير ثم قال:

-"وهل تكرهين نيكولاس لهذا الحد؟"
-"ألا تفعل أنت؟!"

ضحك مرة أخرى ثم نظر إلى والده الذي كان يبتسم بهدوء ليقول:

-"ما رأيك أبي...هل نخرب هذا الزواج أم لا؟"

رفع رون حاجبيه بتحذير وكأنه يهدد بيير لو فعلها..ضحك بيير مرة أخرى لينظر إلى ساندرا ويقول:

-"أموت وأعرف لماذا أبي يحب نيكولاس لهذا الحد"

شربت ساندرا بعض العصير ثم قالت:

-"لأنه طيب القلب...حسنا دعوني أخبركم عن هذه المدعوة ليزا...عندما رأيتها مع نيكولاس في الجامعة لأول مرة...شعرت أن هناك أمر غريب!..لأنه ترك كل جموع الطلاب وتحدث معها هي!...ثم اليوم لو رأيتم كيف سحبها إليه دون خجل أمام الجميع..تهامسا بشيء ما وانا مصدووومة جدا!...

اكملت كلامها بحماس والجميع يستمتع بحيدثها فضولا لمعرفة ما سر علاقة نيك بـ ليزا...
اما في الأعلى...وقفت ليزا أمام الباب الذي تحيط به من كلا الجهتين زريعتين جميلتين...وقبل ان تطرقه سمعت صوتا كبيرا يقول:

-"وما الذي يجعلك تضمن أنها لن تخونك!...أنها قد تقف مع والدها ضدك...لا تنسى انها ابنة فرانسيس وهذا أمر ..."

قبل أن يكمل كلامه فتحت ليزا الباب بقوة من غيظها لينظر إليها بيتر باستغراب لكن نيكولاس لم يلتفت أصلا، قالت بانفعال وهي تتقدم بسرعة من طاولة بيتر:

-"مهما كنت انت، فلا أسمح لك أبدا .. أبدا بأن توجه لي إتهاما كهذا...أنا لا أخون أبدا، وفرانسيس ليس أبي...هو ليس سوا خسيس حقير يستحق الموت...وانا التي سأنتقم منه بيدي"

عندما قالت كلمتها الأخيرة كانت تضع يديها على الطاولة وتتنفس بسرعة...قال بيتر بغضب:

-"بأي صفة تدخلين مكتبي بهذه الطريقة الهمجية وتتكلمين معي بهذه الطريقة...ما هذه الوقاحة (نظر الى نيكولاس) هل هذه هي التي ستكون زوجتك؟!"

تنهد نيكولاس بضجر ثم وقف بجانب ليزا وقال:

-"سمعتك تقول ما قلته عنها..ماذا تتوقع؟..أن تعزف لك لتكمل؟"
-"نيكولاس...أنا لن أسمح لك بأن تؤذي نفسك بهذا الزواج!...وهو لن يتم"

لف نيكولاس يده حول خصر ليزا وشدها اليها لتتفاجأ الأخيرة ثم قال:

-"أنا أفعل ما أريد، ولا أنتظر موافقة أحد"
-"نيكولاس...أنت لا ترى جيدا...هذه مخادعة..انا واثق من أنها أوقعتك بحبها لتتزوجها ثم ستخدعك وتجعل والدها يفعل ما يحلو له بثروتنا"

اشتعلت ليزا غضبا وهي تسمعه يوجه كل هذه الإتهامات لها...ابعدت يد نيكولاس عن خصرها ثم قالت ببرود عكس النار التي توجهها الى بيتر بعينيها:

-"بيتر آل فيندار، كونك الرجل سيد الأعمال في هذه البلاد لا يخولك هذا بأن تقذفني بكل هذه التهم!...نحن لا نختار آبائنا..وأن يكون فرانسيس يحمل أسم (والدي) لهو أمر يزعجني قبل أن يزعجك"

ارتخت عضلات نيكولاس فجأة عندما سمع كلام ليزا ثم استعاد رباطة جأشه وقال بنبرة غامضه:

-"انها محقة، نحن لا نختار آبائنا...وأنت أكثر شخص يعلم ويوقن هذا...واذا لم تكن تفعل...فلا أظن أن..."

لم يكمل كلامه عندما انتبه إلى ملامح جده التي صارت أكثر هدوء...لم يتفوه أحد بكلمة إلى أن استدارت ليزا وهي تنوي الخروج...لكن يد نيكولاس امتدت بسرعة إليها ليمسك عضدها ويقول:

-"لم ننتهي بعد"

سحبها وجعلها تجلس على الكنبة الصغيرة القابعة أمام طاولة الجد فغضبت من تصرفه لكنها ضبطت اعصابها ... جلس نيكولاس امامها ونظر الى الجد قائلا:

-"هيا...اسأل كل تلك الأسئلة التي أوجعت رأسي بها منذ نصف ساعة"

رفعت ليزا حاجبها باستنكار وهي ترخي ظهرها للخلف ثم قالت:

-"ماذا؟!..هل أنا في جلسة استجواب ام ماذا!؟..نيكولاس ماذا يحدث؟"
-"جدي أراد أن يتعرف عليك وجها لوجه ، بما أن أمرنا كشف...فصار من الضروري أن تتعرف عائلتي عليك"

قال الجد بهدوء وهو يجلس:

-"إلى متى كنتما تنويان إخفاء علاقتكما عنا ؟!...منذ متى وانتما مرتبطين؟!"

أجابت بسرعة قبل ان يقول نيكولاس شيء:

-"منذ سنة...وكنا على أي حال ننوي اخباركم قريبا على أي حال، لكن كشف أمرنا قبل أن نتفوه بشيء"
-"وهل لي أن أعرف لماذا كنتم تخفون الأمر؟"

أجاب نيكولاس بسرعة:

-"بسبب فرانسيس..أقصد؛ لو أن فرانسيس عرف بعلاقتنا فسوف يفعل المستحيل لتخريبها"
-"ألم يعلم إلى الآن؟"

تذكرت ليزا أمها فصار واضح عليها التوتر ولم تجب ... بل شردت بأفكارها...عرف نيكولاس أن هناك أمر ما يحدث...أجاب الجد :

-"بالطبع لا يعرف، لكن...يبدو أنه عرف اليوم!"

نظر بيتر إلى ليزا بقلق...اذا كانت محقة..وانها لا تخادع نيكولاس...إذن فرانسيس سيفعل شيء خطير بها...وربما هذا سبب توترها الذي ظهر عليها فجأه!
وقفت ليزا وقلبها يخفق بشدة...تشعر أن هناك أمر ما سيء يحدث في المنزل!..نظرت الى نيكولاس في محاولة منها لإظهار ملامح البرود...ثم نظرت الى الجد بيتر وخرجت مسرعة من المكتب...لحقها نيكولاس وأمسك بيدها بشدة...ألصق ظهرها بالحائط بعد أن أغلق باب مكتب جده ووضع يده الأخرى بجانب رأسها وقال بعصبية:

-"هذه أول مرة وآخر مرة تتحدثين فيها مع جدي بهذا الأسلوب فهمتي؟..(تغيرت نبرته للبرود واكمل) ثم ما الذي أثار قلقك هكذا فجأة؟"

دفعته عنها بإحدى يديها فابتعد رغم انه كان يستطيع ابقائها ثابتة...لكنه لا يتوقع ردات فعلها حاليا!...قالت بنبرة منخفضة وغاضبة:

-"اولا فليحترم جدك نفسه...ثانيا يجب أن أذهب للمنزل بسرعة"

قالت كلمتها وركضت نحو الدرج...لكنه لحق بها مرة أخرى وقال من بين اسنانه وهو يجبرها على التوقف:

-"يا غبية...ستكون عائلتي في الاسفل...واذا رأوك على هذه الشكل .. غاضبة ومشتعلة بقلق...سيشمتون بك وبي...كوني عاقلة ليسير الأمر بسلام"

أخذت نفسا عميقا ثم اغمضت عينيها لدقيقة...ثم عندما فتحتها كانت باردة جدا...هز رأسه برضى ثم قال:

-"هذا أفضل"

عكف ذراعه امامها وهو ينتظرها لتضع يدها على ذراعه...فتنهدت هي بغيظ ثم وضعت يدها وهي تقول:

-"يال حظي العاثر"
-"يجب أن تكوني سعيدة جدا لأنك الآن خطيبة نيكولاس فيندار"
-(تأففت بضجر)" اخرس...قال سعيدة قال..لن اكون سعيدة الا عندما استقل واسافر الى جزيرة في القطب المتجمد بعيدا عنك وعن الكل"

وقف فجأة وكأنه تذكر شيء ما ثم قال :

-"صحيح...يجب عليك التمثيل بأنك تحبيني (همس لنفسه) مع انني واثق انك تتمنين موتي..(اكمل) وعليك ان تكوني أكثر أناقة في حضرة عائلتي...وغير ذلك ... إن أردتي أن تدوم الاتفاقية بيننا فيجب عليك أن تحترمي الجميع"
-"اسمع...انا استخدمك كوسيلة لأهدافي...لكنك تحتاجني أكثر مما احتاجك، لهذا ضع لسانك في حلقك ولا تفرض شروطك..انا هنا من تفرض الشروط"

امسك كتفيها بقوة وقال:

-"اسمعي، لا تعاندينني ولا تتحديني...لأنني وبكل بساطة سأنهي كل شيء وهذا لن يضرني بمثقال ذرة"

ابتسمت بخبث وهي تنزل يديه عن كتفيها ثم تضع يدها على ذراعه ثم قالت:

-"بل أنت المتضرر الأكبر يا غبي...أنا يمكنني تدبر أمري ولدي خطة بديلة في حال مت انت (همست) كم اتمنى...(اكملت) لكن انت سأفضحك في المجلات وبين الصحف وعلى محطات التلفاز...سأقول أنك كنت ..."
-(قاطعها باستمتاع)"وكأن الصحافة تهمني مثلا...بـ10 ملايين دولار...أخرس الجميع وازجك في السجن"

ضحكت ليزا بتمثيل رغم انها كانت تريد شتمه لانها وصلت بالمشي الى جانبه منتصف الدرج ورأت العائلة تخرج من غرفة المائدة...عندما سمعوا ضحكتها التفتوا كلهم نحو الدرج فلاحظوا مقدار الاستمتاع الخبيث الذي على وجه نيك وهو يستفزها...اما هي فكانت عينيها تقدحان شررا...رفعت ساندرا حاجبها بكره ثم قال بيير:

-"هذا بيت محترم...وضحكة كهذه غير مرحب بها..أليس كذلك يا نيك؟"

أجابه نيكولاس بعدم مبالاة بعدما اختفت الابتسامة عن وجهه:

-"لا أظن ان هذا من شأنك...هل كنت تريدها ان تحبس ضحكتها فقط لكي لا تزعج أذنيك المحترمتين؟"

ابتسمت ليزا برضى عن رده رغم انها كانت تقاوم بشدة رغبتها في قتله...نظرت نحو صوت الضحك فرأت سام يدخل المنزل وهو يحمل ذلك الطفل...ابتسمت بلا وعي ثم تذكرت أمها فجحظت عينيها ومشت نحو المدخل بسرعة غير مهتمة بقدوم نيكولاس من عدمه...نظرت جيسيكا نحو الباب برعب بعد ان رأت ملامح ليزا التي تغيرت فجأة ظنت ان شيء ما حدث لإبنها تيدي...لكنها ارتاحت عندما رأت سام ينزله من حضنه بهدوء...قالت ليزا بسرعة موجهة كلامها لسام:

-"خذني الى المنزل بسرعة"

نظر سام الى نيكولاس من بعيد فرآه يمشي ببطء نحوهما...قال الأخير موجها كلامه لسام:

-"أجل هيا خذها للمنزل"

اقترب منه أكثر وهمس له:

-"واحرص على سلامتها"

اومأ سام بالإيجاب وانطلق خلف ليزا التي خرجت دون ان تنتظره...تنهد سام بقلة حيلة وهو يهمس لنفسه:

-"كنا بنيكولاس واحد صرنا بإثنين!"

جلس مكانه خلف المقود وانطلق بسرعة بأمر منها...


~~**~~**






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 01:16 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




في منزل فرانسيس...كان أليكس يجلس على طرف الكنبة ويهز رجله بسرعة من الغضب وهو ينظر الى ساعته...تأخرت بالقدوم هذه الـ..!..خرج من مكتب فرانسيس عندما سمع صوت صراخ... رأى فرانسيس يمسك بريانكا من شعرها ويجرها خلفه ويقول:

-"أتريدين اقناعي أنك لا تعرفين؟؟؟!"
-(قالت ببكاء)" اقسم انني لا أعرف...لا أعرف، ربما هذا غي حقيقي"

لطمها على وجهها بقوة مما جعلها تقع على الأرض...مشى أليكس ببطئ حتى صار يقف بجانب فرانسيس ثم قال:

-"أظن أن علينا تأديب ليزا بطريقة ما"

واشارا بعينيه الى بريانكا...شد فرانسيس على يده بغضب كبير جدا .. ليزا بفعلتها هذه، ان كان الأمر حقيقيا ... وان كانت فعلا خطيبة نيكولاس .. فإنها تجبره على فعل ما كره فعله دائما!..لم يرد قتل والدتها من اجلها...لم يرد ان يحرمها من امها خصوصا بعدما رأى تعلقها فيها...لكن حان الوقت لإعادة تربيتها...حدج بريانكا بنظرة حارقة .. كانت تضع يدها على خدها وتبكي بمرارة...ماذا فعلت ابنتها بنفسها!..انها ترمي نفسها الى الهاوية!
دنا فرانسيس منها ثم سحبها من شعرها وجرها على الأرض وهي تصرخ بألم ... اتجه بها إلى الخارج، لكن قبل ان يصبح قريبا من الباب رآه يفتح وتدخل منه ليزا بنظراتها النارية...اشتعل أليكس غضبا وأراد أن ينقض عليها ... ترك فرانسيس شعر بريانكا بدون وعي عندما رآها تمشي بسرعة نحوه.. قالت بصراخ:

-"كيف تتجرأ على فعل هذا!"

ثم دفعته بعيدا ليرجع عدة خطوات للخلف ثم انحنت لتمسك يد والدتها وتسندها اليها لتقف...قال فرانسيس من بين اسنانه:

-"هل ما قاله أليكس صحيح...هل أنت مرتبطة مع نيكولاس فيندار؟"
-"وما شأنك أنت بهذا!"

مشت مع امها نحو الدرج...لكن أليكس لم يسيطر على اعصابه وسحبها من يدها بقوة لتترك والدتها...ثم صفعها على وجهها وصرخ:

-"أنت أكثر فتاة غبية رأيتها في حياتي..غدا كان زواجنا!...لماذا لم .."

تفاقم غضبها عندما صفعها فقاطعته بركلة قوية في بطنه وهي تصرخ:

-"أنا حرة بما أفعل...ولم أوافق على هذا الزواج أصلا...ابتعد عن طريقي ولا تجعلني أفعل شيء لا يحمد عقباه!"

عندما ركلته وقع على ظهره فأمسكت بيد أمها التي تصنمت من هول الموقف بالنسبة لها...صعدت أول درجة فصرخ فرانسيس:

-"ليزا...قفي عندك وتكلمي معي"

شدت ليزا على يديها بحقد ثم قالت لوالدتها بهدوء:

-"اذهبي الى غرفتي واغلقي على نفسك"

كانت تريد بريانكا ان تعارض لكن عندما رأت نظرات ليزا المشتعلة ركضت على الدرج ولم تلتفت...استدارت ليزا لتنظر بعيني فرانسيس مباشرة وتقول:

-"ماذا تريدني أن أقول؟!..ليس بيننا أي كلام"
-"ليزا...اخبريني ان أليكس كاذب...وأنك لست على ارتباط بذلك الخبيث"

صرخ أليكس :

-"لقد رأيتها يعيني هاتين"

صرخت ليزا عليه:

-"ان لم تخرس فسوف افقأ عينيك هاتين"

ثم مشت بخطوات واسعة حتى صارت تقف مباشرة امام فرانسيس...قالت ببرود بنبرة تحمل كل ألوان الحقد:

-"أجل، أنا على ارتباط بنيكولاس آل فيندار...هو خطيبي من سنة، هل لديك مانع؟!"

جحظت عينيه بصدمة...منذ سنة أيضا؟!...ولم يكتشف!...قال أليكس بكره وهو يجلس على طرف الطاولة:

-"هذه نتيجة أفعالك يا فرانسيس..كنت متساهل معها! لأنك لم تأمر بمراقبتها أنظر ماذا حدث...اذا كانت ابنتك خطيبة نيكولاس...فماذا نقول لماكس؟"

حدجه فرانسيس ليصمت ثم عاد لينظر الى ليزا ويقول:

-"الحق علي أنا...لم أخبرك من قبل ان نيكولاس يعتبر من ألد اعدائنا...ليزا...ارجوك تفهمي الموقف ..عليك أن تبتعدي عنه...انا واثق من انك أذكى من الارتباط بعدو...فهو يمكنه أن يؤذيكِ...واعدك ان زواجك من أليكس لن يتم"

ضرب أليكس يد بيد من غيظه...انه يكره الطريقة التي يتعامل بها فرانسيس مع ليزا..يجب أن يضربها ويؤدبها لا ان يعرض عليها حلول!...قالت ليزا بدون مبالاة:

-"أنا أحببت نيكولاس، ولن أبتعد عنه أبدا...وأنتم تحملوا مسؤولية اخفائكم سرا كهذا عني"

ثم استدارت ومشت ببطئ ... تنهد فرانسيس وقد أيقن ان الكلام لن يفيد معها فنظر الى أليكس وكأنه يعطيه البطاقة الخضراء لفعل ما يريد...فابتسم أليكس وتقدم منها بسرعة...شد شعرها للخلف وهو يهمس:

-"سأريكِ سواد الشمس"

جلس فرانسيس بقلة حيلة على الأريكة وهو يراقب...حاولت ليزا ان تفك يده بعنف لكنه لن يسمح لها ابدا...ضربها على بطنها لتقع على الأرض ... قال :

-"حسنا...سنخبر حبيب قلبك أنك متّ...وسنأخذك بعيـــدا!"

استندت على يدها وهو تحاول أن لا تظهر له ألمها ثم قالت:

-"ستندم"

اقترب خطوة منها وقبل ان يقول شيء كانت قد سحبت رجله بقدمها فوقع على وجهه ثم وقفت بسرعة وسحبت المسدس من خصره...انزلت زناد الأمان ثم وجهته الى رأس أليكس مباشرة وهي تقول:

-"قلت لك ستندم"

كانت فعلا تريد القضاء عليه لكن يد فرانسيس التي لوت ذراعها للخلف ليأخذ المسدس فاجأتها...ظلت متمسكة بالمسدس وقامت بحركة سريعة لتستدير وتفك يدها منه...اشارت بالمسدس نحوه وهي تقول بغضب:

-"هل تظن انني سأتردد بقتلك انت مثلا؟"

ثم ابتعدت عنهما ليصبحا كلاهما امام عينيها ... قالت بابتسامة:

-"الآن سوف ينتهي كل شيء!"

رفعت المسدس نحوهما وكادت ان تطلق النار لولا ان رجل ما دخل المنزل بسرعة واطلق النار بحرفية عالية لترتطم الطلقة بمسدس أليكس الذي بيد ليزا ليطير بالهواء ...امسكت ليزا يدها بألم ونظرت بصدمة نحو ذلك الرجل...كان غريبا عليها ولم تره من قبل!...اقترب منها وقال بابتسامة:

-"واو ليزا...أخبرني أليكس عنك كثيرا.. لكن أن يصل بك الأمر لمحاولة قتل والدك لهو أمر كبير..."

مد يده بطريقة مستفزه لها طلبا للمصافحة ثم قال:

-"انا جوناثان...يمكنك القول أنني ابن ماكس!"

ظلت متصنمة بصدمة..هي لا تعرف أي شيء عن ماكس..ولا تعرف هذا الشخص...ولا تعرف ما يدور حولها !...قبل ان تستوعب الأمر كان أليكس يقف خلفها ويلف ذراعه حول عنقها ليخنقها...حاولت فك ذراعه لكنه كان مطبقا جيدا عليها...
أما بريانكا فعندما سمعت صوت اطلاق النار خرجت من الغرفة بسرعة ظنا منها انهم اطلقوا النار على ليزا...لكن عندما وصلت اول الدرج رأت رجلا يمد يده نحو ليزا...نزلت الدرج ببطئ وهي ترا مسدس مرمي بجانب ليزا ومسدس بيد الرجل...بلعت ريقها بخوف وظلت تمشي ببطئ..كانت حافية القدمين فلم تصدر صوتا في مشيها ولم ينتبه لها احد...فإن فرانسيس وأليكس يعطونها ظهرهما...أما الرجل وليزا يقفان أمامهما لكن لا ينظران نحوها...وصلت آخر الدرج واختبأت خلف الكنبة...ستساعد ابنتها مهما كلفها الأمر...رفعت رأسها لتنظر فرأت أليكس يقترب من ليزا ببطئ وكأنه نمر يريد الانقضاض على فريسته وفرانسيس يسير خلفه....ركضت بسرعة نحو المسدس الذي يقع بجانب أليكس فأنتبه جوناثان لها...عرف مباشرة أنها أم ليزا...أراد القيام بشيء يوقفها لكن ذهنه تشتت عندما دخل حارسين بطريقة سريعة للمنزل...ارتخت يد أليكس عن عنق ليزا فاستغلت الفرصة وانسلت من بين يديه بمهارة لكن صدمتها الكبرى عندما رأت أمها تمسك بالمسدس وتوجهه بيديها المرتجفتين نحو فرانسيس...رفع جوناثان مسدسه بسرعة ليوجهه الى بريانكا فنظر فرانسيس باستغراب نحوها...اما أليكس فظل ينظر نحو الحراس الذين دخلوا بهذه الطريقة باستغراب...ركلت ليزا يد جوناثان بسرعة ليطير المسدس من يده ثم صرخت:

-"امي ارمي لي المسدس"

لكن بريانكا تجمدت من الخوف من نظرات فرانسيس ومن فكرة قتله!...قال احد الحراس عندما رأى هذا الموقف المتوتر:

-"ماذا يحدث سيدي؟"

أجاب أليكس على مضض:

-"لا شيء..اخرجوا"

لكنهم لم يتحركوا...استعدادا للدفاع عن ليزا اذا حدث لها شيء!...في هذه اللحظات كانت ليزا تنتظر من امها ان ترمي المسدس بتوتر؛فأمها لا تستطيع اطلاق النار...وهي لا يمكنها القيام بأي حركة هجوم وهي محاطة بـ أليكس وفرانسيس وجوناثان...مشى فرانسيس ببطئ نحو بريانكا ...زادت ارتجافة يديها وعندما صار فرانسيس امامها قالت بتلعثم:

-"ابتعد قبل أن أطلق النار"

ضحك بقوة عليها...هي حتى لا تعرف كيف تمسكه فكيف ستطلق النار...بلعت بريانكا ريقها ثم نظرت الى ليزا...كادت ان ترمي لها المسدس ... لكن فرانسيس انقض عليها وسحب المسدس من بين يديها بعنف وصرخ:

-"لقد سئمت منكِ حقا"

وما ان قال جملته حتى انطلقت رصاصة من المسدس لتخترق رأس بريانكا ... سقط جسدها على الأرض بدون حركة بينما جحظت عيني ليزا بصدمة...توقفت انفاسها..ودقات قلبها!
ابتسم كل من جوناثان وأليكس بسخرية على ملامح ليزا ثم قال جوناثان:

-"اظن ان الجولة انتهت بانتصارنا!"

اظلم العالم بعيني ليزا ولم تعد قادرة على الحركة وهي ترا خط الدم يسيل من جبين امها الى الأرض...استدار فرانسيس لينظر اليها ببرود ثم قال:

-"انتِ وهي أجبرتماني على فعل هذا"

ثم رمى المسدس الى أليكس ليلتقطه الأخير ويقول:

-"هل قلتي أنني سأندم؟"

ثم ضحك واقترب منها ... امسك ذراعها وشدها معه نحو الدرج...سيحبسها في غرفتها الى اجل غير مسمى...ظل الحارسين يقفان مكانهما بصدمة وهما لا يعرفان ماذا يفعلان...نظر اليهما فرانسيس وقال بحده:

-"هيا اخرجا...لم يعد هناك خطر يهددني"

خرج كلاهما دون قول أي حرف...بلع احدهما ريقه وهمس للأخر:

-"ماذا سنخبر السيد سام؟"

لم يرد الآخر وهو يغلق الباب خلفه...رفع هاتفه واتصل بسام فأجاب الآخر بسرعة:

-"ماذا حدث؟"
-"لقد قتل فرانسيس والدة الآنسة ليزا!"

أما عند ليزا...فقد كانت تقاوم يد أليكس بكل ما يمكننها...تريد العودة لتقتل فرانسيس...تريد ان تخنقه بيديها الاثنتين..لكن قوتها تلاشت تماما عندما رأت أمها جثة هامده!..دفعها أليكس بقوة الى غرفتها وهو يقول:

-"اسمعي الكلام ولا تكوني غبية مثل والدتك والا لحقتي بها"

شدت على اسنانها ثم ركضت نحوه ... تريد اقتلاع عينيه...لكنه ابتعد عن طريقها بسرعة وسحب هاتفها من جيبها وقال:

-"هذا لنضمن أنك لن تتحدثي مع حبيب القلب!"

ثم خرج من الغرفة واغلقها بالمفتاح تارك اياها خلفه تقاوم دموعها...ما ان اغلق الباب حتى صرخت بصوت عالي ونزلت دموعها على وجنتيها:

-"سأقتلك يا فرانسيس...سأقتلك!!"


~~**~~**


وقف نيكولاس بصدمة وقد شحب وجهه عندما قال له سام بان فرانسيس قتل والدة ليزا وان جوناثان كان هناك!...قال :

-"وليزا؟!...هل حدث لها شيء؟...لا نريد ان نخسرها!"

تنهد سام وقال:

-"لم يحدث شيء خطير لها...وهي الآن محتجزة في غرفتها...وعلى ما يبدو ان هاتفها سلب منها"

وضع نيكولاس يده على ذقنه ثم قال:

-"حسنا إذن، عندما تصير الساعة التاسعة ليلا...أخرج ليزا واحضرها الى هنا"

هز رأسه بطاعة ثم خرج...جلس نيكولاس على كرسي مكتبه وهو يعقد حاجبيه...على الأقل هو تأكد الآن أن ليزا تكره فرانسيس جدا...وبعد ان قتل والدتها...فلن تتردد هي في فعل المستحيل لتدميره!...تذكر شيء ما فأغلق عينيه محاولا منع تلك الذكريات لكنه لم يستطع..رمى الاوراق التي بيده على الأرض بعصبية ثم خرج من المكتب...

أما سام فقد اتصل بالحراس الذين يحيطون منزل فرانسيس وشرح لهم الخطة التي سيخرجون بها ليزا من المنزل...كل ما عليهم فعله هو نقل الأخبار بالتفصيل أولا بأول إليه حاليا...
رتب كل الامور بانتظار الساعة التاسعة...وعندما جاء الوقت ركب سيارته وانطلق نحو المنزل بأسرع ما يمكنه...لم تمر الا 45 دقيقة تقريبا حتى وصل...ركن السيارة على مبعدة من المنزل واكمل طريقه سيرا...عندما وصل، فتح الحرس له الباب خلسة فسأل بسرعة:

-"أين هم الآن؟"
-(احدهم رد)"انهم في مكتب فرانسيس مجتمعين"
-"حسنا اذن...اخبروني أين هي غرفة الآنسة ليزا"

اخذه احدهم نحو المكان التي تطل عليه شرفة غرفة ليزا وقال:

-"هذه الشرفة تدخل مباشرة الى غرفتها"
-"جيد جدا..."

نظر بتفحص الى الجدار .. لا يوجد شيء سيساعد على التسلق!..وقبل أن يتفوه بحرف جاء حارس آخر وبيده حبل يوجد بآخره خطاف ثم قال:

-"حسبنا حساب الأمر"

ابتسم سام برضى واخذ الحبل...ابتعد الحارسين عنه كل واحد الى جهة ليراقبوا المكان...رمى سام الحبل فتمسك الخطاف بالسور بعد أن انحشر بعضه بين فتحات النقوشات...
كانت ليزا تجلس على الأرض وتضم ركبيتها الى صدرها وتدفن وجهها بهما وتبكي بحرقة...سمعت صوت يصدر من الشرفة لكنها لم تهتم وظلت على حالها...بعد قليل سمعت صوت خطوات تقترب منها...رفعت رأسها ببطئ ونظرت الى صاحب الخطوات..لكن رؤيتها كانت مشوشة بسبب الدموع والظلام...عادت الى وضعيتها ولم تهتم، مهما حدث الآن فهي لا تهتم!...نظر سام حوله وتفاجأ من منظر الغرفة...وكأن اعصار ضربها!...كل شيء محطم...تمتلئ الأرضية بالزجاج !.. وكل شيء منكوش .. والوضع مزري حقا...تخيل شكل ليزا وهي في غمرة حزنها وتتسبب بكل هذا الدمار!...انها حقا اعصار...اوجعه قلبه عليها قليلا ونظر اليها ... لقد كانت الغرفة مظلمة وبالكاد يستطيع رؤية شيء بفضل الضوء المتسلل من الحديقة الى شرفتها...
جلس القرفصاء أمامها ثم قال:

-"آنستي، دعينا نخرج من هنا"

رفعت رأسها ونظرت اليه بوجوم بعدما تعرفت الى صوته...قالت بصوت مبحوح من الصراخ والبكاء:

-"لن أذهب إلى أي مكان، لن أخرج من هنا قبل أن أقتل فرانسيس وأليكس معا"

تنهد ولم يعرف كيف يواسيها في محنتها..نزلت دمعة من عينها فمسحتها بسرعة...لا تحب ان يراها احد تبكي..وضع يده على كتفها وقال:

-"اذا بقيتي هنا فلن تتمكني من فعل شيء..ستظلين تحت سلطتهما!...دعينا نذهب الى نيكولاس..هو سيساعدك في انتقامك...سيكون كل شيء بمتناول يديك!"

ابعدت نظرها عنه وهي تفكر في الأمر...حقا هي ستبقى تحت سلطتهم اذا بقيت هنا...وقد يفعل أليكس أشياء تؤذيها...وربما تحولها لعاجزه!..
وقفت ببطئ ومسحت وجهها بيديها ... فعلم سام انها وافقت...ابتسم ثم وقف وسبقها الى الشرفة...قال لها بصوت منخض:

-"هل يمكنك النزول بالحبل؟"

هزت رأسها بالإيجاب فنزل قبلها لتمسك هي الحبل بعده وتنعزل خلفه...عندما وصلا الى الأرض جاء الحراس بسرعة اليهم...ظنت ليزا انهم سيمنعونهم من الخروج فشحب وجهها...لكنها سرعان ما ارتاحت عندما قال احدهما بسرعة:

-"لقد خرجوا من المكتب وقد يذهبون الى غرفتها...اخرجا بسرعة هيا"
-"اسمعوا...بعدما نخرج من هنا بنصف ساعة ... اخرجوا انتم جميعكم ايضا واختفوا عن الانظار لفترة..قد يؤذيكم فرانسيس"

اومأوا بالإيجاب وليزا مصدومة!..طوال الوقت كان حراس منزلهم تابعون لنيكولاس!
امسك سام بيدها وسحبها خلفه بسرعة...خرجا من المنزل وتوجها الى سيارته...فتح لها الباب وانتظرها حتى جلست ثم جلس هو خلف المقود وشغل السيارة وانطلق مسرعا مما جعلت العجلات تصدر صوتا...شدت ليزا على يديها بحزن ... هي حتى لن تتمكن من توديع جثة امها!...ربما يكون فرانسيس قد دفنها الآن دون أي اهتمام!
عضت على شفتها السفلى في محاولة لمنع بكائها لكنها لم تستطع...وصل صوت انينها الى اذني سام فقال بلطف:

-"آنستي...يجب أن تكوني قوية من أجل أن تواجهيهم"

مسحت دموعها وهي تومئ بالإيجاب...لكن قلبها يؤلمها...فقدت شخص مهم آخر في حياتها...بل انها كانت الشخص الوحيد المهم في حياتها وتكافح لحمياته!...بلعت غصتها ثم عقدت حاجبيها بغضب وهي تهمس:

-"سأجعلهم يندمون!"

ثم التفتت للخلف .. تذكرت انها تركت اللابتوب الخاص بها في سيارة سام خوفا من أي طارئ...حتى لا يذهب عملها هباء!
استغرب سام عندما رأها تأخذ شيء من الخلف...نظر اليها فرأها تفتح اللابتوب في حضنها...فتح عينيه بصدمة وهو يقول:

-"تركتيه هنا !"
-"تركته هنا لأن فيه عمل مهم جدا...خفت أن يأخذه أحد في ذلك الجو المتوتر"

صمت .. وهو لا يعرف ما يقول...انها تفكر في كل شيء قبل ان تخطو اي خطوة...بدأت ليزا بإكمال كتابة الرسالة .. كلما مر في بالها شكل امها وهي جثة هامدة يزيد حقدها وألم قلبها...
اكملت كتابة الرسالة ... ومن بعدها اخذت نظرة سريعة على الملفات التي سترفقها مع الرسالة وعدلت بعض الاشياء...ثم انهت بعض التفاصيل الدقيقه و قالت:

-"يوجد في القصر انترنت أليس كذلك؟"

قالت جملتها عندما رأت القصر يلوح لهم بأضوائه الكثيرة من بعيد...هز سام رأسه فقالت:

-"جيد جدا"

استغرب سام...ما هذا العمل الذي جعلها تركز فيه طول الطريق وكانها لم تكن تبكي على امها قبل قليل!...فُتحت البوابات ليركن سام السيارة جانبا...نزل من السيارة ثم فتح الباب لليزا...كانت ما زالت مشغولة في تدقيق بعض الامور، حفظت عملها ثم اعطت اللابتوب لسام وقالت بصوتها المتعب:

-"اكتب كلمة السر"

اخذ منها اللابتوب فنزلت من السيارة واغلقت الباب...مرت عدة ثواني ثم اعاد سام اللابتوب لها ليقول:

-"هل يمكنني ان اسأل ماذا تفعلين؟"
-"انني ابدأ انتقامي، سأرسل رسالة الى جميع اعضاء اجتماع روسيا الذي حضره أليكس فيها بعض الاتهامات ضد شركته مع دلائل...بعدها سأرسل الملفات الملعوب بها واثبتها في نظام الشركة لتثبت التهم عليهم...ثم سأتبع الملفات بفيروس يعطل عمل النظام ليومين او ثلاثة"

رفع حاجبيه باعجاب وصدمة فابتعدت عنه ليزا ... ثم تربعت على الأرض وبدأت بإرسال كل شيء وفعل كل ما يحتاجه الامر لينجح....ظلت على حالتها مدة نصف ساعة أو أكثر وفضل سام عدم ازعاجها...واخيرا اكملت عملها، رفعت رأسها الى السماء لتغمض عينيها بألم مانعة دموعها من السقوط، يجب أن تكون قوية وأن لا تظهر ضعفها أمام عائلة فيندار أبدا!...(كما واجهت خسارتي السابقة بقوة...يجب أن أواجه خسارتي هذه بقوة اكبر الآن!)
وقفت بتعب .. واقتربت من سام...اعطته اللابتوب وقالت:

-"ابقه في مأمن...لا أريد أن ادخله معي"

تأمل ملامح وجهها وابتسم..هذا أفضل..لقد اختفى انتفاخ عينيها الذي كان موجود بسبب البكاء..حتى نبرة صوتها تحسنت..اقترب منها اكثر...رتب شكل شعرها تحت نظراتها المستغربة ثم اخذ منها اللابتوب ثم قال:

-"هكذا تبدين أفضل.."

ابتسمت له باستغراب ثم رتبت شكل ملابسها ... حقا يبدو ان شكلها مزري بسبب هيجانها في غرفتها...نظرت الى نفسها في مرآة السيارة وانزلت غرتها الى وجهها وهي تقول:

-"آمل أن أمثل الدور بنجاح في الداخل"

ثم تنهدت بحزن ومشت نحو الباب...هز سام رأسه بأسف على حالها واستدار مبتعدا وهو يرفع الهاتف ليخبر نيكولاس انها جاءت...
عندما صارت ليزا امام الباب فتحه لها الحراس فدخلت بخطوات واثقة، انقتل الى مسامعها صوت ضحك عالية ... لكن لا يوجد أحد في هذه الصالة المفتوحه...بحثت بعينيها عن مصدر الضحك لكن لم تعرف أين...كان هناك اصوات كثيرة..يبدو أنهم يسهرون في مكان ما
ابتسمت بسخرية ومشت نحو الكنب...لا تذكر انها سهرت وضحك منذ أن...تجمعت الدموع في عينيها لذكرياتها لترسم خطين متوازيين على وجنتيها...مسحتها بسرعة قبل أن يراها أحد ثم جلست على احدى الكنبات وهي ترسم على وجهها ملامح البرود...
فجأة سمعت صوت يأتي من خلفها:

-"أهلا ليزا"

التفتت...فرأت نيكولاس يمشي نحوها ووجهه خالي من أي تعبير...ظلت تتبعه بعينيها حتى جلس امامها وقال:

-"آسف بشأن والدتك"

انزلت رأسها قليلا ثم رفعته ولم تتغير ملامحها لتقول:

-"لا داعي لتأسفك"

قدم ظهره للأمام ووضع يديه على ركبتيه ثم قال:

-"اسمعيني جيدا ليزا، أنا أرى انك في خطر كبير .. أكبر من الخطر الذي هو موجه لي.. أنتِ ، يريدك أليكس لنفسه...وأيضا فرانسيس يسعى خلفك، واتفاقنا سيكون كـ التالي: أأمن لك الحماية التامة منهم، بينما انتِ يجب عليك أن تخبريني بكل شيء تعرفينه عن فرانسيس وأليكس...وايضا سنتعاون كلينا في الإنتقام منهم"

لم تهتم ليزا لأي كلمة قالها وظلت صامته لدقيقة...ثم عدلت جلوسها وقالت:

-"نيكولاس...بما أن الحراس جميعهم كانوا تحت أمرك، لماذا لم يقوموا بحماية أمي؟"

امتقع وجهه، لم يتوقع سؤالها...هو يعرف أن حراسه أخطأوا ، لكن ليس هو الملام!...صحيح أنه امرهم ان يهتموا بليزا فقط...اجابها:

-"أوامري لهم كانت تقول بأن يحموك انتِ فقط، لم أظن أن والدتك قد تكون عرضة للاصابة!"
-"وهل قدموا..."

لم تكمل جملتها وصمتت...ثم تغيرت نظراتها لنظرات غريبة نحوه وهي تقول:

-"أنت ماذا تستفيد من الانتقام منهما؟...ولماذا أنت ألد اعدائهما؟...ثم ان هناك شخص كان اسمه جوناثان في المنزل..هل تعرفه؟"

لم يجبها لانه رأى ساندرا تخرج من الصالة الداخلية متجهة للمصعد..لكنها توقفت في آخر لحظة عندما لمحت نيكولاس يجلس هناك مع ليزا...لوحت بيدها وهي تقول:

-"هل اشتقت اليها بهذه السرعه!؟"

التفتت ليزا نحوها ثم اعادت نظرها الى نيكولاس بدون اهتمام...وقف نيكولاس ومد يده لليزا وهو يهمس:

-"ستحصلين على اجابات، لكن دعينا نذهب الى مكتبي"




~*~*~انتهى~*~*~






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 01:17 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي







(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~


الفصل الخامس.




احضرت الخادمات العصير لكل من أليكس وفرانسيس وجوناثان بعدما خرجوا من المكتب..لتعود كل واحدة منهن الى عملها ... شغل أليكس الشاشة وبدأ يتنقل بين المحطات وهو يرتشف العصير...قال فرانسيس:

-"ليزا لم تأكل شيء اليوم...أليكس..خذ لها طعام العشاء!"

نظر له أليكس بنظرات ملتهبة ثم قال:

-"فرانسيس!..استيقظ...ابنتك تعمل ضدك!...لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي تدربها لتدير اعمالك من بعدك!"
-"وإذن؟..هل أتركها تموت؟"
-"وهل تريدني أن آخذ لها الطعام بعدما حاولت قتلي؟"

ضحك جوناثان ثم وضع يده خلف رقبة أليكس وقال:

-"هيا اصعد وخذ لها الطعام...راضها...أليس غدا زفافكما؟!"
-"يال خفة دمك...سأزفها الى الجحيم "

قال جملته ثم وقف وقال:

-"يا خادمات...خذن العشاء الى ليزا"
-"أنت خذه اليها"

قال فرانسيس جملته بصرامة فما كان بيد أليكس إلا الانصياع لكلامه...أخذ صينية الطعام وصعد بها الى غرفة ليزا...فتح الباب بالمفتاح الذي معه ثم دخل الغرفة..لم يتمكن من رؤية شيء بسبب الظلام...مد يده الى الحائط وانار الضوء...ابتسم بسخرية وهو يرى حال الغرفة ثم قال:

-"إذن ليست الحرب التي قامت...بل أنتِ تكسرين غرفتك هنا!"

نظر الى السرير فلم يجدها...تنهد وقال بصوت أعلى:

-"فرانسيس أقنعني بإحضار العشاء لك...رغم أنني أردت حرمانك من الطعام عدة أيام"

لم يجد ردا...فظن انها تجلس على الجهة الأخرى من السرير وتواري بكائها ..وضع صينية الطعام على اقرب طاولة...اقترب قليلا ونظر هناك...فلم يجدها!...رفع رجله ومر من فوق قطع المزهرية الكبيرة ثم مشى إلى الحمام...فتح الباب فكان الضوء مطفأ فعلم انها ليست هناك!...عقد حاجبيه باستغراب ثم توجه الى الشرفة...صعق عندما لم يجدها هناك...فكر قليلا ثم كاد يستدير ليبحث عنها في الخزانة مثلا!..أين يمكنها الذهاب!...لكنه لاحظ شيء ما عالق بنقوش السور...دقق النظر فوجد خطاف!...اقترب أكثر ونظر للأسفل فرأى حبلا يتدلى...اشتعل صدره من الغضب...صرخ بأعلا صوته:

-"يااا حرررس"

لم ينتظر أحد وخرج مسرعا من غرفتها...نزل للأسفل وهو يصرخ:

-"لقد هربت ليزا!!"

وقف فرانسيس بصدمة وجوناثان لم يقل شيء لأنه بعدما عرف انها مخطوبة لنيكولاس فلن يكون اي شيء يحدث غريب!...صرخ أليكس مرة أخرى:

-"يااا حرااس!...اين هم!"

قال فرانسيس بصدمة:

-"كيف ستهرب والحرس يحيط المنزل؟!"

لم يجبه أليكس وخرج من المنزل بحثا عن الحراس...جلس فرانسيس مكانه بانظار أليكس...عاد الأخير من الخارج وهو ممتقع الوجه شاحب!...نظر الى جوناثان وفرانسيس ثم قال بصدمة:

-"الحرس جميعهم اختفوا!"


~~**~~**


جلست ليزا امام نيكولاس في مكتبه بانتظار اجابته عن اسئلتها...قال الأخير:

-"أليكس وفرانسيس هما من وضعا نفسهما في مواجهتي!...تعاونا مع الشخص الخاطئ...لهذا لن يذوقا طعم الراحة ما داما في صف معاكس لصفي"
-"وهل أفهم أن هذا الشخص الخاطئ هو جوناثان؟"
-"لا...بل ماكس!"

تذكرت ليزا كلام جوناثان على انه ابن ماكس ثم قالت:

-"اذكر ان جوناثان قال لي انه يمكنني اعتباره ابن ماكس!...من ماكس على أي حال؟"

عقد نيكولاس حاجبيه بتضايق من اسئلتها لكنه مجبر على الاجابه...على الأقل حاليا حتى يستطيع ابقائها تحت طلبه!...رد بهدوء:

-"لا...جوناثان ليس ابن ماكس..ماكس اصلا لم يتزوج، لكن ماكس يثق فيه كثيرا، اما عن هوية ماكس...فأنت لا تحتاجين لمعرفتها!"
-"لكنني أريد معرفتها"

وقف بعصبية وقال:

-"انك متعبة جدا من بعد صراعك مع أليكس...دعيني آخذك الى جناح الضيوف"

وقفت بدورها ببطئ ثم رمقته ببرود وخرجت قبله...انها حقا بحاجة للراحة...وايضا هي تعرف انه لا يمكنها سحب كل المعلومات منه مرة واحدة
خرج نيكولاس خلفها ثم أرشدها الى جناح الضيوف...قال قبل أن يذهب:

-"أنتِ هنا لأن عائلتك سافرت وهي غير مقتنعة بزواجك...أما نحن فاتفقنا على اقامة الزفاف بعد ثلاثة أيام حسنا؟"

هزت رأسها بعدم اهتمام ثم أغلقت باب غرفتها في وجهه...شد على يديه لتهدئة اعصابه ثم اتجه الى جناحه في الطابق الثالث...
جلست ليزا على السرير و اطلقت دموعها الحبيسة، لن تسامح نفسها ابدا على موت والدتها الا اذا انتقمت من فرانسيس شر انتقام!...وقفت وصارت تمشي في الغرفة بدون هدف...تكتف يديها وتفكر في خطوتها التالية...غدا ستعلن الصحف عن مخاسر شركة أليكس...سوف ينتشر خبر اتهاماته..وربما يسجن...وبهذا تعلن هي عن بداية انتقامها!
جلست على الكنبة ورمت شعرها للخلف ثم مسحت دموعها وقطبت حاجبيها...كل حزنها هذا يجب أن يتحول إلى أطنان من الغضب!

وفي تلك الغرفة الممتلئة بالشاشات ... كان سام يجلس على الكرسي ويراقبها، تنهد بقلة حيلة وهو يجيب عن سؤال نيكولاس:

-"أجل سيدي...يبدو أنها كانت تنوي لتسديد هذه الضربة لهم منذ مدة"
-"هل بحثت في اللابتوب خاصتها عن أي أمر يدل على خطوتها التاليه؟"
-"كل شيء في جهازها مشفر ومحمي...يبدو انها بارعة في هذه الامور"
-"حسنا...راقبها جيدا، لا أريد أن تستغفلني هذه الفتاة"
-"حاضر سيدي، لكن ألم تلاحظ أن ما فعلته خاطئ؟..الآنسة ليزا لم تتخلص بعد من حزنها على والدتها، وانت تتكلم معها عن الاتفاق!؟؟"
-(صمت قليلا ثم رد)"وان يكن، ما بيني وبينها هو مصلحة لا أكثر...لست متفرغ للمواساة"

قال جملته ثم قطع الاتصال...هز سام رأسه بأسف وعاد يراقبها...


~~**~~**


في اليوم التالي، كانت ليزا تمشي في غرفتها...هي لم تنم أصلا، لم تستطع بسبب افكارها الكثيرة...لقد اتصلت بسام وطلبت منه ان يحضر لها علبة دخان من نوعها المفضل...والآن هي تسمع دقات على باب غرفتها...اقتربت منه بسرعة وفتحته..لكن تفاجأت عندما رأت نيكولاس يقف امامها وليس سام!..تنهدت ثم طلبت منه الدخول ففعل...رمى اليها الجريدة فالتقطتها بسرعة ليقول:

-"تهانيّ...لقد نجحتِ، انظري في الصفحة الأولى"

فتحت الجريدة ثم قرأت الخبر المكتوب باللون الأحمر في أعلى الصفحة : ( شركة أليكس لايغور تتعرض لاتهامات من مجهول...ورجال أعمال ينسحبون)
ابتسمت بانتصار وهي تتابع قراءة الخبر...يبدو ان عدد كبير من رجال الاعمال من الاجتماع اقتنعوا برسالتها وقرروا الابتعاد عن شركة أليكس حتى لا يكونوا تحت مسائلة القانون!
رمت الجريدة جانبا وهي تقول:

-"فلتكن هذه قرصة اذن لأليكس...وهناك المزيد ينتظر هذا الحقير"
-"ألا تلاحظين انك ارتكبت خطأ كبيرا؟"

قالها وهو ينظر اليها بحدة:

-"خطأ؟..أي خطأ؟"
-"من الآن وصاعدا أنا يجب أن أعرف بكل شيء تفعلينه...لا نريد مفاجآت!"

لم تقل شيء فهز رأسه برضى وقال:

-"لعلمك، ان التدخين في هذا المنزل من الكبائر..لهذا انسيه ، كما انني جهزت لك كل شيء ستحتاجينه في هذا القصر بمساعدة خادمتك الخاصة الجديدة...ستأتي إليك الآن لتجهزك حتى تنزلي وتتناولي الفطور معنا"

ثم ربت على كتفها وخرج...لم تكن تريد المناقشة لهذا لم ترد عليه...في وضعها الطبيعي كانت ستصر على الدخان لكن لا مشكلة...على أي حال كانت تريد دافع يبعدها عنه!
ما كاد نيكولاس يخرج حتى دخلت تلك الخادمة لتقول:

-"صباح الخير آنسة ليزا"

التفتت ليزا اليها ثم قالت ببرود:

-"صباح الخير!"

انحنت الخادمة قليلا ثم ابتسمت وقالت:

-"أدعى كلارا...سأكون خادمتك الخاصة آنستي"

تنهدت ليزا بقلة حيلة ثم قالت:

-"أهلا كلارا...حسنا"

تقدمت منها كلارا أكثر منها ومدت يدها التي تحمل كيس كبير مستطيل الشكل ثم قالت:

-"يجب أن تغيري ملابسك آنستي"
-"اخرجي حتى استحم"

انحنت لها منصاعة لأوامرها ثم خرجت...


~~**~~**


امتقع وجه أليكس بعدما سمع ما سمعه من جوناثان على الهاتف الآن!...قال له ان هناك من خرب عليه كل اعماله في الفترة الاخيره بتقديم تلك الرسالة وباختراق النظام! تحدث بنبرة مرتجفه:

-"هل انت واثق من هذا؟ أليست هذه مزحه؟!"
-"مزحه!..أليكس قم من فراشك بالله عليك وانظر الى كل تلك الصحف التي نشرت الخبر"

بلع ريقه بتوتر...اذا كان الامر حقيقيا فهو سيخسر الكثير .. الكثير جدا!...قال :

-"هل عرفتم من الفاعل؟"
-"واضح جدا...ومن غيرها ابنة فرانسيس؟"

ازداد شحوبه اكثر...ثم سرعان ما تحول وجهه للون الاحمر من الغضب وهو يشد على اسنانه بغيظ...قطع الاتصال ثم قام بسرعة ليرتدي ملابسه...ثم خرج من غرفته متوجها الى المصعد، عندما وصل الصالة رأى امه وجيني تجلسان وتتحدثان بتوتر...وعندما لمحته جيني قادما قالت بسرعه:

-"أليكس...هل عرفت ماذا حدث؟"
-"اجل عرفت"
-"من فعل هذا...كله تبلي أليس كذلك؟"
-"ومن غيرها تلك ال...."

لم يكمل شتيمته وخرج من المنزل...ركب سيارته وانطلق بها في الشارع..لكن فجأة وجد نفسه محاصر من سيارات الشرطة واحدهم يطلب منه التوقف بمكبر الصوت...ركن السيارة جانيا فاقترب منه احد رجال الشرطة وهو يقول:

-"سيد أليكس...انت رهن الاعتقال"


~~**~~**


انتهت كلارا من تجديل شعر ليزا بجديلة "السنبلة" ثم قالت بلطف:

-"تبدين جميلة!"

تأملت ليزا شكلها في المرآة، احضرت لها كلارا فستانين بمقاسين مختلفين لانها لا تعرف مقاسها..والذي ناسبها هو فستان رمادي اللون مزين بنقش دانتيل ابيض عند الاطراف والاكمام ... وكان قصيرا للركبة...مع كعب عالي ابيض، وجديلة تنتهي بشريط رمادي...هي غير معتادة على هذا الاسلوب في اللبس ابدا، لكن ما بيدها فعل شيء بما انها في قصر فيندار...اذا ارادت الحصول على انتقامها..عليها التمثيل بحرفية عالية!...قالت ليزا:

-"لكن ألا يمكنني ارتداء حذاء عادي؟ منخفض؟"
-(ضحكت كلارا)"أود ذلك بصراحة...لانك طويلة ومع الكعب اظنك صرتي بطول السيد نيكولاس! لكن للاسف هذا ما احضرته لك حاليا...سأطلب لك ملابس جديده كليا الآن بعدما عرفت مقاساتك"
-"حسنا شكرا"

امسكت كلارا بيدها وكانها اميرة ما ثم مشت معها الى المصعد...قالت وهي تضغط على احد الازرار:

-"ايضا سأكون مرشدتك في هذا القصر الكبير"

لم تعلق ليزا لانها مشغولة في التفكير بعدة أمور...انفتح المصعد ليطل على الصالة الكبيرة فخرجت كلارا ثم انحنت قليلا وهي تقول:

-"تفضلي آنستي"

خرجت ليزا وعلى وجهها ملامح البرود لترى جيسيكا تجلس مع ذلك الطفل وتتكلم معه، مشت ليزا بخطوات ثابتة نحوهما لترن ضربات كعبها في الارضية تمشي خلفها كلارا ... جلست ليزا مقابل جيسيكا المصدومة من وجودها هنا ثم قالت:

-"صباح الخير"
-(بتردد)"صباح الخير!"

ابتسمت ليزا لتلطيف الجو قليلا ثم قالت:

-"انك متفاجئة من وجودي هنا أليس كذلك؟"
-"بلا شك!"

صمتت ليزا قليلا ثم نظرت لتيدي وقالت:

-"هو ابنك؟"
-(بابتسامة)"نعم"
-"اذن انت هي زوجة بيير بالتاكيد"

هزت جيسيكا رأسها للموافقة ثم قالت لتيدي:

-"قل صباح الخير لليزا يا تيدي"

احمرت وجنتيه بخجل ثم قال بلغته المكسرة :

-"صباح الخير"

ضحكت ليزا بخفة على اسلوبه في نطك الحروف وسألت:

-"كم عمره؟"
-"أربع سنين"

سافرت ذاكرة ليزا لأربع سنين في الخلف...لتعود ملامحها للوجوم ثم تقول:

-"يموت شخص..ويولد شخص آخر في كل دقيقة وكل يوم"

وافقتها جيسيكا بدون ان تنتبه لتغير ملامحها بسبب انشغالها بتنظيف فم تيدي الذي كان يأكل الموز منذ لحظات، فكرت جيسيكا انها سارعت بالحكم على ليزا فعلى ما يبدو انها اكثر لطف مما ظنت! ... في هذه اللحظة خرج بيير مع رون من المصعد ليركض اليه تيدي بسرعة وضحكه يملأ المكان، التفتت كل من ليزا وجيسيكا اليهما .. عبس وجه بيير عندما انتبه لوجود ليزا ثم عقد حاجبيه باستغراب وهو يحمل تيدي بيد...ويجر بيده الاخرى كرسي والده، جلس بجانب جيسيكا دون ان يلقي التحية بينما ابتسم رون وهو ينظر الى ليزا وقد علم بانها الفتاة التي شغلت تفكير ابنته ساندرا في الفترة الاخيره!...قبل ان يعلق بيير ..سمعوا صوت نقاش حاد هامس يأتي من جهة الدرج فالتفتوا الى هناك ليجدوا الجد بيتر يتقدم على نيكولاس بعدة خطوات ويتفوه ببعض الكلمات بينما يبدو نيكولاس غير مهتم...عندما رأى بيتر ليزا تجلس هناك رمقها بنظرة غريبة ثم رمق نيكولاس بنفس النظرة فقال الأخير:

-"لأول مرة يكون الصباح جميل في هذا القصر..طبعا لان خطيبتي فيه"

ثم جلس بجانبها فوقفت جيسيكا بسرعة احتراما للجد بيتر وابتعدت عن مكانها لتجلس على الكنبة المنفردة...فجلس بيتر مكانها وقال:

-"صباح الخير جميعا..اين ساندرا؟"
-"في اي لحظة ستكون هنا"

صمت الجميع لدقيقة ثم قررت ليزا ترك هذا الاجتماع العائلي الذي لا داعي لوجودها فيه فوقفت وقالت لكلارا:

-"تعالي اريد التكلم معك"

لكن قبل ان تتحرك من مكانها امسك نيكولاس بيدها ففهمت ان عليها الجلوس ففعلت....قال نيكولاس:

-"جميعكم متعجبين من وجود ليزا هنا صحيح؟...دعوني اشرح الامر لكم؛ اهلها غير موافقين على هذا الزواج فسافروا خارج البلاد تاركينها لوحدها في المنزل..فقررت ان أحضرها هنا...على أي حال فإن زفافنا سيقام بعد ثلاثة أيام"

جحظت عيونهم جميعهم من الصدمة الا بيتر تنهد بقلة حيلة فهو يعرف القصة الحقيقية ....قال بيير بصدمة:

-"أي عائلة هذه التي لا توافق على عائلة فيندار؟!...ثم...ثم ...زفافك بعد ثلاثة أيام؟؟!!...لماذا لم نعرف؟! أين الدعوات..اين التحضيرات.."

قبل ان يكمل كلامه قالت ليزا ببرود:

-"لا اظن ان أي شيء من هذا يعنيك"

صمت بيير بتفاجؤ من ردها ولم يعرف ماذا يقول فمسح فمه بغضب ونظر الى نيكولاس ليقول الاخير:

-"بالضبط..كما قالت"

اقترب رئيس الخدم منهم ثم انحنى وقال باحترام:

-"الفطور جاهز"

وقف بيتر فوقف الجميع معه ثم قال:

-"سنناقش هذا فيما بعد"

ومشى الى غرفة المائدة بجانبه بيير ويتبعهم الكل إلا ليزا، ظلت مكانها تنتظر دخولهم الغرفة لتخرج هي الى الخارج... التفت نيكولاس لها عندما انتبه انها لا تمشي معه ليقول:

-"لم أنتِ واقفه؟..هل تحتاجين بطاقة استدعاء مثلا؟"
-"لن آتي"

عاد بخطوات كسولة اليها وقال بنبرة باردة:

-"هنا، في هذا القصر...الجميع يلتزم بالمواعيد، والجميع يحضر وجبات الطعام الا اذا كان هناك أمر طارئ...وانتِ الآن في قصرنا...لذا عليكِ السير على قوانينه"

كادت ان ترد لكنها صمتت عندما سمعت شهقة ساندرا وهي تقول:

-"ما زلتي هنا منذ الأمس!؟...وأيضا.."

نظرت اليها من الأعلى الى الاسفل ولم تعرف ماذا تقول...لم تهتم لها ليزا وابتعدت عن نيكولاس نحو غرفة المائدة ... فسألت ساندرا نيكولاس:

-"لماذا هذه هنا؟!"
-"لا شأن لك بهذا"

ثنت شفتيها بانزعاج ولحقت ليزا ... بينما رفع نيكولاس هاتفه الى أذنه بعد ان اتصل بسام ..

-"صباح الخير سيدي"
-"صباح الخير، إذن؟"
-"لقد قبضت الشرطة على أليكس وهم يحققون معه الآن"
-(ابتسم بسخرية)"رائع...وماذا أيضا؟"
-"فرانسيس وجوناثان لم يخرجا من المنزل الى الآن"
-"حسنا، ابقَ متيقظا"
-"بالتأكيد"

قطع نيكولاس الاتصال واتجه الى غرفة المائدة...جلس في مقعده إلى يمين جده بينما تجلس ليزا في الكرسي المجاور له كما اخبرتها كلارا...لم تكن هي تأكل حقا، بل كانت تراقب تحركات كل واحد منهم لتعرف طباعهم وبعدها يتتعامل مع كل واحد على حسب طبعه...رفعت الشوكة الى فمها لتقضم القليل من (أمليت) ثم انتقلت بنظرها من جيسيكا التي تجلس بجوار بيير الذي يحتل المقعد يسار جده ثم نظرت الى ساندرا التي غيرت مكانها الذي من المفترض ان يكون بجانب ليزا لتجلس بجانب جيسيكا وفي نهاية الطاولة يقبع رون على كرسيه بلا حركة وتطعمه ساندرا ... ثم نظرت الى بيتر فوقعت عينيها على عينيه...لقد كان يراقب نظراتها هو الآخر ، لم تحرك نظرها عنه فقال:

-"إذن ليزا...كيف وجدتي القصر؟"
-"جميل سيد بيتر"

ثم ارتشفت من العصير وعم الصمت...انتبه نيكولاس الى نظرات بيير الغريبة التي يوجهها الى ليزا فابتسم بسخرية ثم قال:

-"بيير...قل لي، من أين طلبت بطاقات الدعوة لزفافك؟"

رفعت ليزا رأسها لتنظر الى بيير .. كانت شاعرة بنظراته لكنها لم تأبه له...أجاب بيير بعدما نظر الى نيكولاس:

-"قبل أن أقول لك من أين طلبتها...هل ستدعو عائلة ليزا؟..أم انهم أيضا لن يحضروا؟"

تركت ليزا الشوكة والسكينة لتشبك اصابعها تحت ذقنها وتقول:

-"سيد بيير ، عائلتي بسيطة...ولا تريد الخروج الى عالمكم، لهذا عارضوا الزواج...ولا .. هم لن يحضروا زفافي"
-"ماذا سنقول للمدعوين؟!...وجدنا عروس حفيدة بيتر فيندار في دير مثلا؟"

قالت ساندرا جملتها بغضب يخالطه التهكم فأجابت ليزا ببرود:

-"أجل .. أخبريهم بهذا ان كانت عندك الجرأة الكافية"

ثم ابتسمت ابتسامة صفراء ووقفت بطريقة توحي بالغضب ثم خرجت من الغرفة...قال نيكولاس ببرود:

-"لا أعلم لماذا أنتم ثرثارون الى هذا الحد!"
-"نيكولاس...ساندرا معها حق، ماذا سنقول لكل رجال الأعمال والمدعوين؟"

نظر نيكولاس الى بيتر وأجابه:

-"بكل بساطة، ان عائلة ليزا ترفض أن يتعرف عليها أحد!"

ثم وقف هو الآخر وخرج...تنهد بيتر وهو يفكر في جنون حفيده، انه متأكد تماما من أنه لا يحبها ولا يريدها...إما انه أخذها ليغيظ فرانسيس...أو ان لديه خطط أخرى!؟..على أي حال واضح أن الضحية هي هذه الفتاة؛ قتلت والدتها وربما سيحين دورها!

في الحديقة .. كانت ليزا تمشي مع سام الذي كان يهنئها بعملها، قالت:

-"هذه ليست إلا قرصة أذن"

صمت سام لبعض الوقت ثم قال بهدوء:

-"آسف من أجل الدخان، لكنها قوانين القصر!...اذا ادخلت لك الدخان فربما اعتبر انني هربت اسلحه"
-(بابتسامة)"لا ... لا مشكلة، كنت بحاجة لدافع يبعدني عنه على أي حال"
-"جيد...اه صحيح...إن أليكس الآن في مركز الشرطة يتم التحقيق معه"
-"كنت أظن هذا، اتمنى أن يجروا فرانسيس معه أيضا"

صمتت قليلا .. ثم توقفت .. فاستدار سام اليها ليسأل:

-"ماذا هناك؟"

تنحنحت لتزيل نبرة البكاء من صوتها ثم قالت:

-"هل عرفتم ماذا فعلوا بجثة أمي؟"

بلع ريقه ثم قال:

-"مممـ...بعدما حبسوكِ في الغرفة، أمروا الحرس بأخذها ودفنها بعيدا...لكن اطمئني، أمرتهم أن يأخذوها الى المستشفى...وهي الآن في الكنيسة بانتظار توديعك لها"

رفعت ليزا رأسها وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة فرح تشوبها الدموع في عينيها لتقول بصوت خافت:

-"حقا؟!"

جاء صوت نيكولاس البارد من الخلف:

-"أجل حقا...إذا كنتِ تريدين توديعها إذن هيا اذهبي، يجب أن تتم مراسم الدفن قبل الظهر، هناك اعمال كثيرة بانتظاري مع هذا الزفاف السريع"

لا تعرف ليزا هل تبكي الآن أم تضحك!...ظلت بمكانها لا تستدير اليه...لا تريده، هو خصوصا...أن يراها تبكي ... يجب أن تظل أمامه قوية ... فيبدو انه صعب جدا...أصعب من فرانسيس بمراحل!
نظر نيكولاس الى سام فأشار له الأخير أن يذهب ففعل بدون تردد...اقترب سام منها وقال بهدوء:

-"هل نذهب الآن؟"

بلعت غصتها ثم قالت:

-"أجل لنذهب، لن أتمكن من لبس الأسود عموما"


~~**~~**




rana-talen likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 01:18 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






خرج جوناثان مع أليكس من مركز الشرطة بعدما فعل جون اللازم لإخراجه حاليا ... كان الصحفيون متجمهرون عند مدخل المركز .. وبدأوا بالتقاط الصور وطرح الأسئلة بعشوائية عندما شاهدوهما يخرجان...لم يهتما لهم ودخلا سيارة جون ثم انطلقا بسرعة...قال أليكس بعصبية:

-"ماذا الآن؟!"
-"اتصلت بماكس، قال ان علينا التزام الهدوء وحل الموضوع بسلاسة...كل ما علينا فعله هو اثبات أن هناك اختراق حدث في النظام ..."
-(قاطعه بوجوم)" لكن النظام معطل اصلا الآن...تلك الحقيرة فكرت في كل شيء، لن تقتنع المحكمة اذا قلنا ان النظام معطل بسبب الاختراق وسيقولون اننا من عطلناه للخروج من هذا"
-"أعلم، لكن لا مشكلة...قد يحتاج حل هذه الاشكالية عدة أيام لكن سيكون كل شيء على ما يرام...المصيبة هي ان لا أحد من رجال الأعمال سيقبل دخول مشروعك خوفا على مصالحهم!"

ضرب أليكس بقدمه الأرض وهمس:

-"حبكتيها جيدا يا ليزا"


~~**~~**


بدأ الرجال برمي التراب فوق تابوت بريانكا وليزا تراقبهم بألم ، انها سعيدة حقا لانها استطاعت توديعها ورؤيتها لآخر مرة بعدما فقدت الأمل من هذا...انها ممنونة لسام ثم لنيكولاس على هذا!
استدارت مبتعدة عن القبر بعد ان وضعت باقة من الورود فوقه واتجهت الى حيث يقف نيكولاس وسام ثم دخل ثلاثتهم السيارة وعادوا الى القصر...

مرت ثلاثة أيام طويلة جدا على ليزا...لا تنام الا ساعة او اثنتين، وعقلها مشغول في الكثير الكثير من الأمور .. أولها زفافها المزعوم هذا!
استطاعت تحليل شخصيات افراد العائلة بشكل عام في هذه الفترة...
قالت لها كلارا ان القصر في حالة نشاط هائلة في الاسفل لتحضيرات الزفاف...وهي تتمدد على سريرها في محاولة أخيرة لطلب النوم!
هزت رأسها بأسف؛ ان النوم لا يريد الاقتراب منها! ... يوم امس جاءت ثلاثة خبيرات تجميل اليها وقمن بعمل اقنعة لراحة وجهها والاعتناء ببشرتها واظافرها...مددت اطرافها بكسل ونظرت الى الساعة..انها السادسة صباحا! ... اخذت حماما مطولا كما شرحت لها خبيرة التجميل وعندما خرجت وجدت الثلاثة موجودات عند باب غرفتها ينتظرن اذن الدخول، ارتدت ملابسها ثم فتحت الباب لهن...فبدأن بعمل اللازم لها..من تجفيف شعر الى ترطيب للبشرة وغيرها،دخلت كلارا الغرفة بهدوء وقدمت علبة صغيرة الى ليزا ثم قالت:

-"ها هي العدسات الطبية كما طلبتي...لكن لماذا لا تتخلين عنها اليوم بما انك لم تضعيها طوال الثلاثة ايام بعدما رميتي القديمه؟"
-"أريد حفظ الملامح والوجوه بدون أي تشويش في عيني"

لم تعلق كلارا وراقبت الخبيرات وهن يعتنين بها...وأخيرا قالت احداهن:

-"سنعود عند الساعة الثانية لتجهيزك للزفاف بشكل كامل"

هزت ليزا رأسها فخرجن...أرخت رأسها للخلف وهي تقول براحة:

-"كنت بحاجة لهذه العناية منذ مدة طويلة جدا!..لا ينقصني شيء الآن سوا النوم!"

ابتسمت كلارا وهي تقترب منها وتقول:

-"أرى أنك لم تنامي منذ وقت طويل، السواد تحت عينيك يروي قصة الأرق"
-(بضحكة)"اعجبني التعبير!...هل تظنين ان الخبيرات يمكنهن اخفاء هذه الهالات؟"
-"بالطبع!...المكياج يفعل أكثر من هذا!"

اغمضت عينيها وحل الصمت في المكان لعدة دقائق...ثم قالت ليزا بصوت منخفض:

-"هل رأيتي نيكولاس؟ انا لم أره منذ صباح يوم أمس"
-"انه يجهز نفسه مثلك"

همهمت ليزا دلالة على انها فهمت ... واول ما خطر ببالها (هل سيمضي اليوم على خير ام ان هناك مفاجئة خاصة تنتظرنا من أليكس وفرانسيس؟!)...طردت الافكار من رأسها ثم فتحت عينيها وقالت:

-"انا جائعة، دعينا نذهب للمطبخ معا"

ابتسمت كلارا ولم تعارضها..فوقفت ليزا وخرجت متجهة الى الدرج...نزلته درجتين درجتين فقالت كلارا بخوف:

-"آنستي ارجوك كفي عن العبث...اليوم هو يوم زفافك ولا نريدك ان تحضريه وانت تحملين جبيرة يدك في رقبتك!"

لم تأبه ليزا لكلامها واتجهت للمطبخ...كان كبير جدا جدا ... وأنيق لدرجة ان أي احد عادي سيفضل الجلوس وتأمله لعدة ساعات!
عندما دخلت رأت الخدم منهمكون جدا في التحضيرات هم أيضا، عندما انتبهوا لوجودها توقفوا عن الحركة مباشرة وانحنوا لها ... ثم اقترب منها رئيس الخدم وهو يقول بلكنة فرنسية:

-"هل يمكنني مساعدتك آنستي؟"
-"أريد شيء لآكله"

صمت قليلا باستغراب ثم قال:

-"هل تأمرين بتعجيل موعد الافطار...آنستي؟"
-"ماذا؟!..لا لم أقل هذا"

تدخلت كلارا وقالت:

-"انها متوترة ... وبحاجة لشيء يهدئ من توترها...فهلا جلبت لها حبة تفاح مثلا او شيء كهذا؟"

ابتسم الرئيس ثم استدار واحضر صحن به حبة تفاح وموزة وقطعتين من الفراولة مع سكين وقدمه لكلارا وطلب منها بلطف أن تخرج مع الآنسة ليزا...خرجت ليزا تتبعها كلارا مع الصحن ... قالت ليزا باستغراب:

-"ما به؟..وكأنني طلبت طائرة للسفر بدل الطعام!"

ضحكت كلارا ثم اجابت:

-"آنستي...في هذا القصر، كل شيء منظم وله وقته...فلا يمكنهم تقديم الطعام لأي احد قبل موعد الافطار...ربما يقبل بتقديم الفاكهة او العصير .. اما وجبة تسبق موعدها...فهذا من الكبائر!"
-"معقدون"

همست ليزا بتلك الكلمة ثم جلست على احدى الأرائك بملل...يبدو وكأن المنزل خالي من أي شخص غير الخدم...أين سام على أي حال؟ انه اكثر شخص ترتاح له ليزا بعد كلارا!...ناولتها كلارا قطعة من التفاح ثم قالت:

-"انهم يتحضرون، لن ينزل أي أحد منهم الآن"

تأففت بضجر وهي تقول:

-"ألا يمكن الغاء هذا الحفل بأكمله؟!"
-"طبعا لا...من سابع المستحيلات"

اكلت ليزا قطعة التفاح لترى باب المنزل يفتح .. نظرت باهتمام نحو الذي دخل فرأت سام ونيكولاس...رفعت حاجبيها باستغراب...منذ متى وهذا في الخارج؟!...عندما رآها نيكولاس ابتسم بسخرية ومشى نحوها...جلس امامها ليقف سام خلفه...قال نيكولاس بتهكم:

-"انتهت مشكلة أليكس مع الشرطة...استطاع اثبات ان النظام اخترق، لكن مشكلته الآن مشكلة ثقة...فلن يثق به أي رجل أعمال بسهولة!"

لم تعلق ليزا ... وعاد الصمت ليكون سيد الموقف، نظرت الى الاثريات المنتشرة في المكان بملل ... ثم نظرت الى سام وقالت:

-"هل تعتني بجهازي جيدا؟"
-(ابتسم)"بالطبع آنستي"

ارجع نيكولاس ظهره للخلف ثم سأل:

-"ألستي العروس؟...لم لستي تستعدين؟"

ابتسمت بسخرية .. قال عروس قال..عروس ماتت والدتها منذ اربعة ايام؟ .. لم ينتظر نيكولاس اجابتها ورمى عليها بعلبة كرتونية صغيرة...التقطتها لتعرف مباشرة انه هاتف .. قالت مباشرة وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظه:

-"هل به شريحة؟!"

هز رأسه فوقفت بسرعة ومشت نحو الدرج بخطوات واسعة...ثم صعدته ركضا واختفت عن انظارهم، تنهدت كلارا وكادت ان تلحق بها لولا نيكولاس الذي أشار لها بأن لا تفعل ثم سأل:

-"اذن؟...هل كسبتي ثقتها؟"
-"اظن هذا سيدي"
-"هل تجدين فيها ما يدعو للريبة؟"
-"لا سيدي...لا اظن ذلك ابدا"

اما عند ليزا...دخلت غرفتها واقفلتها بالمفتاح ثم نقرت فوق الارقام بسرعة وانتظرت الرد..واخيرا وصلها صوت ديانا الهادئ:

-"الو؟"
-"ديانا! .. شكرا يا اللهي...انا ليزا!"
-"ليزا!..لكن من أين تتصلين؟"
-"لا وقت للشرح، اسمعي...هذا سيكون رقمي الجديد...اما ذلك الرقم فاحذفيه ولا تجيبي عليه لو اتصل!"
-(بتردد)"حسنا...ماذا تفعلين؟"
-"اليوم يوم زفافي!"
-"ألم تتمكني من منع هذا الزفاف!!"
-"لا لا...ليس أليكس ..انه شخص آخر"
-"ماذا؟!..لكن كيف..متى؟!"
-"سأشرح لك فيما بعد..الآن احفظي اسمي فقط..الى اللقاء"

تنهدت براحة وهي تجلس على السرير، لقد انزاح حمل كبير عن كاهلها...كانت خائفة من أن يتواصل أليكس أو فرانسيس مع ديانا...لكن جيد..استطاعت الوصول لها قبلهما!


~~**~~**


نقر فرانسيس بأصابعه فوق الطاولة بتفكير، كان يبدو هادئا عكس النار التي بداخله ... انه يخسر ابنته ههكذا..بكل بساطة!..ماذا عن التعب الذي تعبه من أجلها!؟...لقد قام بكل شيء ليعتني بذكائها ومهاراتها...علمها كل ما يلزم...لماذا تقابل جميله بهذه الطريقة!...التزوج من عدوه!
قال أليكس بهدوء:

-"أفكر بتقديم هدية رائعة الى ليزا...مثلا ان أفجر لها الحفلة من الحماس!"

نظر اليه فرانسيس بدون أي انفعال ولم يعلق، قال جون :

-"لن نفعل شيء، اتصل ماكس بي توا وطلب منا حجز اول طيارة الى روسيا"
-"لكن ماذا عن الشركة..ماذا عن ليزا؟...لن أترك كل شيء وأهرب!...على الأقل سوف اخبر الشرطة انها هي من اخترقت النظام!"
-(تنهد)"أليكس، يجب عليك أن تتذكر بأن لعبتنا خلف الستار!...لا يدخلها أحد غيرنا...فلا يمكننا تدخيل الشرطة أبدا، والآن ليزا صارت ضمن ممتلكات نيكولاس...وانت تعرف ماذا يعني هذا"

أخذ فرانسيس نفس عميق جدا ثم قال:

-"ماكس معه حق، يجب علينا أن نجتمع ... ثم نبدأ برسم خطواتنا من جديد، سأستعيد ليزا منه حتى لو سحبتها من جثته البارده"
-"إذن دعوني أرى متى تقلع أول طائرة لروسيا..."

خرج جوناثان من المنزل فنادى أليكس على جيني فجاءت بسرعة...وقفت امامه لتقول بمرح:

-"نعم عزيزي؟"

رمقها بنظرات تضايق ثم قال:

-"سأسافر ... ولا اظن انني سأعود قريبا، انتِ حرة بالبقاء أو العودة الى فرنسا...لكن لا أضمن لك أن لا تتلقي بعض المضايقات من أمي"

صمتت جيني ولم تعرف ماذا تقول...أن تبقى هنا دون تواجد أليكس سيكون أمر صعبا خصوصا بعد موت عمها ، لكن ماذا لو عادت لفرنسا ومنعها والدها من الرجوع الى بريطانيا مرة أخرى؟!...قالت بتردد:

-"أظنني سأبقى هنا في انتظارك"

هز رأسه بتضايق منها...انها غبية جدا، تتقرب منه وهي تعرف انه ينفر منها...لكنه اعتاد عليها في المنزل ... تقهره بغبائها هذا، يريد لو انه يعيد تربيتها ليصنع منها فتاة مثل ليزا...لكن لا يمكن تشكيل الانسان بعد عمر العشرين!

أما فرانسيس فكان في عالم آخر تماما ، يفكر فقط في كيفية ارجاع ليزا...هل يقتل نيكولاس مباشرة بدون تفكير؟..لكن هذا سيفضحهم!..هل يخطفها هي ؟...لكن كيف؟...ستكون محاطة بأفضل درجات الحراسه!
ضرب كأس الماء ليقطع على الأرض وينكسر...جفلت جيني بخوف من انفعاله المفاجئ هذا ثم عادت بسرعة من حيث جاءت...قال أليكس ببرود:

-"ما بك أنت الآخر؟!"
-"أليكس...أنا لن أسمح له بأن يمتلك ليزا للأبد!"
-"اطمئن، ستعود ابنتك اليك في اسرع وقت ممكن"


~~**~~**


اقتربت ليزا من المرآة كثيرا ثم رفعت اصبعها الذي تلتصق به العدسة الى عينها ووضعت العدسة داخلها ثم رمشت عدة مرات لتستقر العدسة في منتصف عينها ليزداد بريقها أكثر...
وكررت نفس الشيء مع عينها الأخرى...ثم عادت للخلف وهي تحدق بكلارا لتقول:

-"هكذا أفضل"
-"هل حقا لا تستطعين الرؤية جيدا بدونها؟"
-"لا...أنا فقط لا استطيع رؤية التفاصيل "

اقتربت المسؤولة عن مكياجها منها ووقفت امامها ثم قالت:

-"لا وقت للكلام ، اغمضي عينيك"

فعلت ليزا ذلك فقامت الفتاة برش مادة لم تعرفها ليزا على وجهها ثم بدأت بوضع المكياج لها بدقة عالية...وفوق رأسها تقف مصففة الشعر وتقوم بلف شعرها حول ذلك القضيب لتنزل الخصلات لولبية ... ثم تمشطها لتحصل على تموجات جميلة ...

نظرت كلارا لساعة يدها وهمست بقلق:

-"أين الفستان!"

نظرت نحو الباب بقلق ثم قررت النزول ومعرفة سبب التأخر بنفسها!...عندما فتحت الباب رأت جيسيكا قادمة نحو الغرفة...انحنت لها باحترام فقالت جيسيكا:

-"هل يمكنني الدخول لليزا؟"
-"بالطبع سيدتي، تفضلي"

ابتسمت جيسيكا ثم دخلت ... كان شعرها الاشقر مربوط للخلف ولا شيء فيها جاهز الا مكياجها...قالت كلارا بينها وبين نفسها (يبدو أن ساندرا تحتكر المصففة لنفسها) ابتسمت بنوع من البلاهة ثم اتجهت للأسفل ... رأت تلك المرأة الثالثة التي عينها نيكولاس للاهتمام بملابس ليزا تتحرك بتوتر في الصالة...سألتها بصرامة:

-"هل لي أن أعرف أين فستان الزفاف!؟"

التفتت المرأة اليها واجابت بتوتر:

-"ان المصممة تقول أن الفستان يحتاج لبعض التعديلات...لكنه سيصل في أي ..."

قبل أن تكمل جملتها دخلت احدى الخادمات تحمل بين يديها الفستان بعناية ... فتوجهت لها المرأة بسرعة واخذته منها لتنطلق الى ليزا...

كان سام يحاول ارخاء ربطة عنقه قليلا وهو ينظر الى نيكولاس الذي يقف فوق رأسه مصفف الشعر ... قال سام بابتسامة:

-"لا أدري لماذا لدي رغبة في الضحك، التجهيزات والتحضيرات تجعل الأمر يبدو حقيقه"

حدجه نيكولاس فانتبه سام انه قال كلامه امام المصفف قأكمل :

-"أعني، من كان يظن أن نيكولاس فيندار سيتزوج يوما؟!...كان هذا من المستحيلات!"

عادت ملامح نيكولاس للبرود ولم يقل شيء...وضع سام يده على سماعة اذنه الموصولة بالميكروفون الصغير بعدما سمع احد الحراس يقول له بأن الضيوف بدأوا بالقدوم ليقول:

-"جيد جدا...كونوا متيقظين ... واستعدوا لأي شيء طارئ"

ثم كتف يديه وهو يتابع خطوات المصفف بشعر نيكولاس ثم نظر الى بدلته التي كانت معلقة ومستعدة لأن يلبسها نيكولاس...كانت من أكثر التصاميم أناقة .. بلون أسود داكن مع ربطة عنق (بابيون) سوداء مرصعة بألماسات صغيرة وقميص أبيض...
ابتسم بسخرية وهو يتذكر نقاش بيتر ونيكولاس..لم يكن نيكولاس يريد أن يكون الزفاف بكل هذه الواقعية ... فهو لا يستحق الكثير...بالنهاية انه مجرد تمثيلية!...لهذا حاول اقناع بيتر ان ليزا بسيطة وترفض كل هذا البذخ لكن بيتر أصر وقال أنه لن يدع الزفاف ينقضي على مزاج نيكولاس الغير مبالي بأي شيء ولم يقتنع بحجته...لولا ان نيكولاس لم يقنع بيتر بخطورة اقامة الحفل خارج القصر بسبب فرانسيس لكان الآن الشاطئ محجوز لعائلة فيندار بانتظار ظهور العريس والعروس!...

جلست ساندرا أمام والدها الذي تم تلبيسه بدلة سوداء أنيقة ثم قالت:

-"أتمنى أن تشفى يا أبي قبل أن أتزوج أنا...أريدك أن تمسك بيدي وتضعها في يد زوجي المستقبلي!"

ابتسم رون بهدوء...ساندرا...رغم مرور 7 سنين عن الحادثة...ما زال عندها أمل من شفاء والدها ... لم تفقد أملها يوما...ورغم أن الأطباء توقفوا عن زيارته منذ 4 سنين الا انها ما زالت متمسكة بهذا الأمل!
دخل بيير وهو يحمل تيدي بيده ثم قال بمرح:

-"انظري يا ساندرا الى تيدي"

نظرت اليه فضحكت بحماس وهي ترى تيدي يرتدي بدلة بيضاء...وقفت وركضت اليه بسرعة...اخذته من بين يدي بيير وهي تقول:

-"كم انت جميييل"

قبل بيير رأس والده ثم سأل ساندرا:

-"أين جيسي؟"

رفعت كتفيها دلالة على عدم المعرفة ثم قالت:

-"ذهبت مصففة الشعر للبحث عنها "

ابتسم ثم جلس يتكلم مع والده عن التحضيرات ... ووالده فقط مستمع...

بعد ساعة...كان جميع المدعوين متواجدين في قاعة الاحتفالات الفخمة الخاصة بالقصر بانتظار ظهور نيكولاس وعروسه المجهولة...الجميع متحمس لرؤيتها...فلم يظن احد يوما ان نيكولاس قد يتزوج ويدخل الحياة العاطفية!..فهو لا يهتم الا للعمل...ولطالما كان غير مبالي بالعلاقات الأسريه!
بينما كان بيير وبيتر يتحدثون مع اصدقائهم وشركائهم في العمل ... وجيسيكا توصف جمال ليزا لساندرا التي تستمع بكل فضول لها....
وقفت ليزا أمام المرآة وهي تتأمل نفسها باعجاب كبير...وكأنها تغيرت تماما...ليست ليزا التي لا تمشط شعرها!..انها فتاة في غاية الجمال والأناقة!
قالت بسخرية:

-"لقد نجحتن في انتاج شكل آخر لي!"

قالت كلارا باندهاش:

-"ستفتنين نصف الرجال في القاعة!"

عبس وجه ليزا وهي تقول:

-"صحيح اخبريني...كيف سندخل الى القاعة؟...من سيمشي معي الى نيكولاس والقس؟...لا والد لي ولا أخ!"

قبل أن تجيبها كلارا فتح باب الغرفة ليدخل نيكولاس بخطوات ثابته ... التفتت ليزا اليه لتطير كل الافكار التي كانت تدور في عقلها!...كان وسيم جدا ... لكنها سرعان ما ابعدت نظرها عنه لتنظر الى سام .. كان وسيم هو الآخر!
ابتعدت كلارا عن طريق نيكولاس الذي يقترب اكثر واكثر من ليزا ... لم يكن في نظراته شيء غير البرود..تماما مثل نظراتها ... قال ببرود:

-"بما أن عائلتك ترفض الخروج لعالمنا...ولن يكون هناك من يوصلك الي في القاعة...اذن فلنكسر العادات قليلا ولندخل انا وانتِ معا...سيكون هذا خبر رومنسي جدا ليتناقله رجال الأعمال الى الصحافة!"
-(ببرود ردت)"أجل...رومنسي جدا"

انتبهت كلارا للثلاثة اللواتي فتحن افواههن عند دخول نيكولاس بسبب وسامته ثم اقتربت من سام وقالت:

-"هل الوضع آمن؟"

هز رأسه بالإيجاب ...

في داخل القاعة...تأهب الجميع استعدادا لدخول نيكولاس ... فتح الباب الذهبي العملاق والذي كانت تمتد منه سجادة بيضاء تصل الى درجات المنصة التي يقف عندها القس ... فظر من خلفه نيكولاس بطلته الفخمة...تقف الى جانبه ليزا بجمالها الفاتن كما قالت كلارا...
تفاجأ الجميع من رؤيتهما معا لكن لم يكن هذا غريب على نيكولاس...فهو دائما ما يكسر العادات والقوانين!..بالتأكيد سيضيف لمسته الى الزفاف!
مشى هو وليزا ببطئ الى الداخل مع صوت الموسيقى الهادئة...تعلقت العيون على ليزا...ترتدي فستان أبيض فخم .. بأكمام من نقوش الدانتيل الناعمة لتمد هذه النقوش على صدر الفتسان الى خصرها...ثم يمتد الفستان الى الأسفل بانسيابية و يمتد خلفها بذيل طويل بعض الشيء ينتهي بنقوش دانتيل تلتف حول اطرافه كلها...أضفى طولها لمسة رائعة الى شكلها بينما اكتفت بحذاء ذا رفعة بسيطة...وشعرها الذي تموج على ظهرها بطوله لتتمرد خصلتين منه الى اكتافها...ومن فوق كان مرفوع قليلا ليزين رأسها تاج صغير من الألماس ... تضع يدها على معصم نيكولاس ويزين بنصرها خاتم الزواج من الذهب الأبيض تستقر في منتصفه ألماسة لامعة ... بينما يتمم منظر نيكولاس الفخم...ساعة من أغلا ما يكون مع خاتم الزواج من الذهب الأبيض...
كان الوصف الأقرب والأجمل لهما ... دمية فاتنة صنعت من خيوط النور يزينها الألماس ، ورجل اخذ اناقته من سواد الليل وبريق القمر !

كانا متناسقي الخطوات...نفس الثقة ونفس الهيبة..بدون وجود ذرة من التوتر عندهما!
رفعت ليزا فستانها قليلا وصعدت الدرجات الخمس مع نيكولاس...بدأ القس بقراءة نصوص الزواج على مسامع الحضور بصوت هادئ...ظل الحضور مصدومين مما رأوه ، وجد نيكولاس أميرته من المجهول !...لكن بدأت تساؤلاتهم عن عائلتها بين بعضهم...
قال القس أخيرا :

-"ليزا...هل تقبلين الزواج من نيكولاس بيتر فيندار بدون أي اجبار أو إكراه؟"

انصدم المتواجدون أكثر من عدم نطق القس شيء من اسمها سوا المقطع الاول...هل يريد نيكولاس جعل زوجته ضمن اسراره الكثيره!؟

ردت ليزا :

-"أجل أقبل"

كان القس على اتفاق مع نيكولاس على عدم نطق اسم ليزا الكامل لرغبته في الحفاظ على خصوصية زوجته بشكل كامل وابعادها عن الاضواء...بينما كان اسمها موجود في العقد ... التفت القس الى نيكولاس وقال:

-"هل تقبل الزواج من ليزا ؟"
-"أقبل"
-"اعلنكما الآن زوجا وزوجه، يمكنك تقبيل العروس"

قابلت نظرات ليزا نظرات نيكولاس فانحنت له ثم قبل هو رأسها لتعدل وقوفها مجددا وتستدير معه نازلين عن الدرج...خاب ظن الحضور ... حتى تبادل مشاعره مع العروس لا يريد ان يظهره!...ما كل هذا التحفظ ؟!
لكن لم يكن أحد ليتجرأ على قول شيء...فالجميع يعرف ان خصوصيات نيكولاس أمر محرم على الجميع!
بدأ اصدقاء العائلة بتقديم التهنئات له ولعروسه الغامضة ... اقتربت جيسيكا من ليزا وسحبتها من يدها بعيدا عن الرجال بلطف ثم قالت بسعادة:

-"تبدين رائعة حقا!...كم أن نيكولاس محظوظ!...لقد عرف كيف يختار!"

ابتسمت ليزا بخجل فهي لم تعتد ابدا على ان يقدم لها احد مديح لجمالها!...قالت :

-"شكرا للإطراء!"
-"انه ليس اطراء!"

زاد خجلها لكنها حاولت عدم اظهاره...تقدمت ساندرا منهما لتقول :

-"واو ليزا...لم أتوقع ان تكوني جميلة هكذا!"

تنحنحت ليزا بخجل وهي تبحث بعينيها عن كلارا لعلها تخرجها من هذا الموقف ... ضحكت جيسيكا بخفة عليها وقالت:

-"لم أتوقع ان فتاة مثلك تخجل من الغزل لهذا الحد!"
-(ابتسمت)"ممـ...حسنا، ربما لأنني غير معتادة!"
-"ألا يتغزل بك نيكولاس؟!"

قالت ساندرا بسخريه:

-"بربك يا جيسي...نيكولاس يتغزل!...قد أموت قبل أن اسمعه يتفوه بكلمة لطيفه!...لا اعرف حقا كيف احببته يا ليزا!"

نظرت ليزا بتلقائية نحو نيكولاس فوجدته ينظر اليها ... لكن عندما التقت انظارهما وقف احد امامها بشكل مفاجئ...نظرت الى وجهه بتركيز ثم شهقت وقالت:

-"أنت!"

كان ذلك الشاب ينظر اليها باندهاش ثم سحبها مبتعدا عن ساندرا وجيسيكا ليقول بهمس وهو يتفحص ملامحها جيدا:

-"هل أنتِ ليزا؟!...ليزا ... ابنة فرانسيس؟؟"

وضعت يدها على فمه بسرعة وهي تقول بهمس هي الأخرى:

-"هششش..اصمت أرجوك، لا أحد يعرف غير نيكولاس!"

ثم ابعدت عنه قليلا وقالت باستغراب:

-"جوهان!..ماذا تفعل هنا!؟"
-"أليس هذا واضحا؟!..أنا وعائلتي من المدعوين...لكن أنتِ ماذا تفعلين هنا!...أقصد، كيف..كيف وصلتي الى هنا...الى نيكولاس فيندار!!..لا تقولي أنك تتبعين العاب (بهمس) فرانسيس!"

هزت رأسها بنفي قاطع ثم قالت:

-"من المستحيل أن أتبع ذلك الحقير...وصولي الى نيكولاس..قصة طويله!"

ابتسم ليلطف الجو قليلا ثم امسك يدها وجعلها تدور وهو يتأملها ويقول بضحكة:

-"أتذكرك مراهقة ذات بثرة على أنفها!...ولكنك الآن أميرة تضاهي بجمالها القمر!"

ضحكت على تعليقه وهي تقول:

-"دائما عندما كنت تراني .. لا أعرف لماذا أكون في وضع سيء جماليا!"
-"ربما هي خطة من مايلز حتى لا أقع في حبك!"

ضحكت مرة أخرى لكن كان واضح الحزن في عينيها فندم جوهان على ذكره امامها ... تنهد بحزن على ذكراه ثم قال لطرد هذه الذكريات:

-"تعالي لأعرفك على زوجتي!"
-"هل تزوجت!...لم أكن لأتخيل يوما ان هناك من ستقبل بك!"

ضحك ولم يجبها ومشى نحو زوجته وبجانبه ليزا تنظر الى الوجوه التي ترمقها بغرابة مع لمعة فضول في عيونهم ... غير متجرئين على الاقتراب وسؤالها أي شيء بما انها شيء يخص نيكولاس!
وقف جوهان ولف يده على خصر زوجته التي ترتدي فستان نيلي رسمي وقال:

-"هذه هي زوجتي الحبيبه...ساره"

ابتسمت بلطف ثم مدت يدها وقالت:

-"تشرفت بمعرفتك، طبعا أنتِ تعرفينني..ليزا"

مدت ساره يدها وصافحتها باستغراب من علاقتها مع جوهان ...
وبعيدا هناك...كان نيكولاس يرمق ليزا بنظرات غريبة وهو يفكر في هذه العلاقة التي تربطها بجوهان...كيف تعرفه؟...لا توجد علاقة بين فرانسيس وعائلة ريستنيج... فكيف هي تعرف جوهان؟!
التفت نحو الرجل الذي يمد يده لمصافحته وبدأ التكلم معه ... وقرر أن يسألها عن هذا فيما بعد...الوقت غير مناسب الآن



~*~*~انتهى~*~*~





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-17, 01:22 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي








(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~


الفصل السادس.




بقيت ليزا مع ساره وجوهان يتحدثون في أمور مختلفه، بينما يأتي إليها كل لحظة رجل أو امرأة يهنئونها ويحفظون ملامحها ويتكلمون معها في محاولة لأخذ أي معلومة منها لكن يفشلون...قال جوهان بضحكة:

-"انظري الى الآنسة ساندرا، انها قادمة نحوك"

ما إن التفتت ليزا للمكان الذي ينظر اليه جوهان حتى رأت ساندرا تقف امامها وتقول:

-"ليزا!!..ماذا تفعلين هنا منذ ربع ساعة؟!...ألا تعلمين أنه يجب عليكِ البقاء بجانب زوجك!..ألا تعرفين ما عليك فعله ؟"
-"لا لا أعلم...فلا أتزوج الا مرة واحدة في العمر ولم أقم بـ(بروفا) من قبل!"

قالت جملتها بسخرية فامسكتها ساندرا من يدها وتأبطت ذراعها ومشت معها نحو نيكولاس، لم تكن ليزا تريد البقاء معه أبدا لكن ماذا قد تفعل أمام كل هؤلاء الناس!
نقرت ساندرا باصبعها على ظهر نيكولاس ليوقف حديثه مع احد الرجال ويلتفت ليرى من قليل الذوق الذي يضايقه هكذا!...لكن عندما رأى ساندرا دار بمقلتيه بضجر وهو يهمس:

-"ماذا؟"

رفعت حاجبيها باستنكار .. ألم يرى ليزا بجانبها!...ما بال هذين الاثنين!...ولا كأنهما في حفل زفافهما!..كل واحد منشغل عن الآخر!...قالت بانفعال هامس:

-"نيك يجب أن تبقى مع ليزا!"

انتبه نيكولاس لوجود ليزا التي كانت تنظر الى الرجل الذي امامه بكل برود فتنهد بقلة حيلة وسحبها الى جانبه ... نظرت له ليزا وهمست من بين اسنانها:

-"ألا يمكنك أن تكون أكثر لطفا"
-"عندما تكونين أنتِ!"

قال ذلك لأنها كانت تشد على يده بكل ما أوتيت من قوة فأرخت يدها ثم ابتسمت ابتسامة مصطنعه ... اقترب بيتر منهما وعينيه تحملان فرح كبير جدا...صحيح أنه كان يريد فتاة افضل من ليزا لنيكولاس..لكنه في غاية الفرح لانه يراه اخيرا متزوج !...كان يحمل بين يديه علبة مخملية ... وقف أمام ليزا وقال بسعادة:

-"يسعدني أنك أصبحت جزء من عائلة فيندار يا ليزا ... هذه هدية صغيرة أرجو أن تقبليها مني"

ثم فتح العلبة ليظهر عقد جميل...تصطف فيه حبات اللؤلؤ بنظام امام بعضها...قالت بهدوء:

-"شكرا جزيلا جدي...لا أعرف ماذا أقول..حقا.."
-(قاطعها)" فقط ارتديه!"

تنحنحت ثم اقتربت خطوة منه لكن يد نيكولاس سبقتها اليه بعدما حدجه بيتر بمعنى (ألبسها اياه) اخذه من العلبة بعصبية ثم وقف خلفها وقال ببرود:

-"أزيحي شعرك قليلا"

رمقت الجد بيتر بلوم لانه حدج نيك ثم امسكت شعرها ورفعته قليلا فوضع لها نيكولاس العقد بسرعة وعاد يقف بجانبها..تلمسته ليزا بابتسامة وقالت:

-"شكرا مرة أخرى"
-"أنتِ الآن مثل ابنتي ولا داعي للشكر"

ابتسم صديق بيتر الذي كان يقف بجانبه وقال:

-"عرفت كيف تختار يا نيكولاس"

ابتسم نيكولاس ابتسامة شاحبة وأراد الخروج الى شرفة القاعة ليبتعد عن كل هذه الانظار قليلا...لكن اذا ترك ليزا فسوف تأتي ساندرا وتحضرها!
امسك يد ليزا وقال:

-"عن اذنكم"

وانحنى قليلا ثم سحبها معه نحو الشرفة ... عندما صاروا هناك تأففت ليزا وقالت بهمس:

-"أخيرا ابتعدت عن كل تلك الأنظار"

سحبت يدها من قبضة نيكولاس واقتربت من الحافة...وضعت يديها عليها واستنشقت الهواء بعمق...امسك نيكولاس بربطة عنقه وحاول ارخائها قليلا وهو يعقد حاجبيه بانزعاج ووقف عند الحافة بعيدا عن ليزا ..
عرفت ليزا ان نيكولاس سيسألها عاجلا ام آجلا عن علاقتها بجوهان فحاولت اختراع كذبة ما ... سمعت نيكولاس يقول ببرود:

-"أريد أن أذكرك أن كل هذا تمثيل...لم يكن هناك داعٍ لكل هذا التجمل!"

نظرت اليه باستغراب من تعليقه ثم قالت:

-"قل لنفسك هذا الكلام، بما أنه تمثيل فعليك أن تعرف ان تجملي ليس لك!...ثم أنت من بعث لي ثلاث خبيرات تجميل ولست انا من طلبهن!"
-"هل أفهم انك تتجملين لجوهان مثلا؟"

ضحكت ليزا بصوت عالي جدا مما جعل نيكولاس يستنكر هذا...قال تتجمل لجوهان قال!...ألا يعرف انه متزوج أصلا!...قالت بسخرية:

-"جوهان رآني في أكثر حالاتي سوء...فلا داعي لأن أتجمل له اصلا"
-"ما علاقتك بجوهان؟...لا يوجد علاقة بين عائلتك وعائلته!"
-"وهل يجب هذا ليكون صديق لي؟...جمعتنا الصدفة في مكان ما، وصرنا اصدقاء...ثم تفرقنا!...والتقينا هنا من جديد"

كان صوتها عالي لكنه انخفض عند كلمة (تفرقنا) وبعد أن أنهت جملتها أشاحت بوجهها بعيدا عنه لتخفي حزنها ... فكر قليلا وقال لنفسه (صديق؟...ربما! فلا أظن أن هناك شيء يجمعهما أكثر من الصداقه)
فجأة سمعا صوت ساندرا الغاضب:

-"يا اللهي!...سأصاب بالجلطة في نهاية هذا الزفاف السخيف!...ستبدأ الرقصة وانتما هنا تستنشقان الهواء!"

نظر اليها كليهما ببرود فقالت:

-"ارجوكما...ابتسما قليلا...فقط في هذه المناسبه...ثم اعبسا للأبد حسنا؟"

ابتسم كلاهما بسخرية على جملتها ثم مشيا بجانب بعضهما الى داخل القاعة ... كان هناك بعض الأشخاص يقفون عند مائدتي الطعام الكبيرتين والبعض الآخر يجلس حول الطاولات الصغيرة...نظرت ليزا الى فرقة الموسيقى التي كانت تنتظر العروسين للوصول الى المكان المخصص للرقصة ليبدأوا بعزف الموسيقى المحددة لها ...
أولا بدأ عازف البيانو بإخراج نغمات خافة جدا ترتفع ببطئ...ثم تبعه عازف الكمان بنوتات بطيئة لتنطلق الفرقة كلها بالعزف...
وضع نيكولاس يده على خصر ليزا ورفع يده الأخرى قليلا في الهواء لتضع ليزا رؤوس اصابعها بها ويدها الأخرى ترتكز على كتفه ... ثم بدآ بالتحرك على نوتات الموسيقى برشاقة، كلاهما يبتسم بدون نفس للابتسمام وينظران لبعضهما ببرود...
قال نيكولاس:

-"كنت أظنك لا تعرفين الرقص!"

ابعدت نظرها عنه لتنظر الى جوهان الذي كان يقف وينظر نحوهما بابتسامة محبة...وقالت:

-"اطمئن، علمني جوهان قديما...ودربتني كلارا يوم أمس!...لكن أنت الذي لم أكن أظنك تعرف الرقص..ظننت انك لا تتقن سوا العمل في الشركة!"

شد على خصرها بقوة فاغمضت عينيها بألم ثم فتحتها ليقول:

-"بالضبط...لكن علمني سام أمس!...فلا يهمني شيء سوا العمل "

وشدد في نطق حروف (سوا العمل) ..ضحكت ليزا بخفة وهي تتخيل شكل سام وهو يعلم نيكولاس...قال ببرود:

-"لم تضحكين؟"
-"لا شيء..لا شيء"

رمقها بنظرة غريبة ليحل الصمت بينهما .. قالت ساندرا لجيسيكا:

-"يا اللهي كم ان نيكولاس نكدي!"
-"أجل..أرى هذا!..ما بيدي الا تمني الصبر لليزا"
-"أرى أنك صرتي تحبين ليزا؟"
-"بعض الشيء...صحيح انها باردة لكنها لا تتكلم معك بفوقة كما يفعل نيكولاس"
-"لكن ما أراه هي نفس التصرفات منها ومنه!"
-"ربما!"

انزل بيير وجهه لمستواهما ثم قال:

-"اصواتكما عالية قليلا للتكلم في موضوع كهذا!"

لم تتكلم احداهما ثم استدارت جيسيكا مبتعدة لتتفقد تيدي..
تغيرت نغمات الموسيقى بعد عدة دقائق لتعلن عن السماح لباقي الأزواج بالتقدم والرقص...
فأنهى كل من ليزا ونيكولاس رقصتهما وابتعدا مع بعضهما عن مكان الرقص...


~~**~~**


فتحت البوابة لتسمح لسيارة جوناثان بالدخول الى منزل ماكس...
نزل كل من أليكس وفرانسيس ماشين خلف جون الى الداخل، وقف ماكس ليعانقه ثم صافح أليكس وفرانسيس...قال أليكس بسرعة:

-"هل غيرت الحرس؟..ربما يكونون تابعين لنيكولاس أيضا!"
-"لا تقلق...كل شيء تحت السيطره!"

جلسوا جميعهم فقال فرانسيس:

-"لم أرك مباشرة منذ مدة طويلة يا ماكس"
-(ابتسم)" وكأن المدة التي جمعتنا في هذا طويلة !"

صمتوا قليلا عندما احضرت خادمة ما العصير لهم ثم انصرفت...قال ماكس:

-"إذن يا فرانسيس...أرى أن ابنتك تمردت عليك تماما!...وأن تكون زوجة نيكولاس لهو أمر لا يمكنني احتماله!..لا تغضب اذا كانت هي احدى ضحايا الحرب بيني وبينه!"
-"اظن ان هذا خطأ أليكس!...أبقى أمر علاقتنا معك سرًا عنها..وكان يريد زواجها رغما عنها...فهي أرادت التخلص منه بالزواج من أحد غيره يحميها منه!"

قال أليكس بتململ:

-"يكفي تحليلات لفعلتها!...هي أظهرت لنا جميعا انها لا تكترث لنا ولا بمقدار ذرة!...والا على الاقل كانت ستخاف من تواجدها مع عدو والدها!"

قال جون:

-"أو ربما يكون الأمر كله لعبة من نيكولاس!"

نظروا اليه جميعهم بانتباه فأكمل:

-"نيكولاس يستحيل ان يميل للحياة العاطفية او الاسرية...ويستحيل ان يحب ليزا...لكن ببساطة هو أخذها ربما لتكون درع له من جهة فرانسيس!"
-"ظنا منه ان فرانسيس فعلا يهتم لها كأب لابنته!...هذا محتمل!"

قال ماكس هذا ثم ارتشف القليل من العصير...قال أليكس:

-"لكن فرانسيس بالطبع لن يظهر له انه يهتم لها..أليس كذلك فرانسيس؟"

نظر نحوه ببرود ثم أعاد نظره الى ماكس وقال:

-"على أي حال...ما هي خطوتنا التالية؟...بما أن أسهم شركتنا تتجه نحو الانهيار؟...ماذا سنفعل لنيكولاس؟"

استرخى ماكس للخلف ووضع قدم فوق الاخرى ورد:

-"دخلت لعبتنا الى المستوى الثاني!"

حل الصمت للحظات ثم وقف جوناثان وقال:

-"دعوني أدلكم على غرفكم...نحن متعبون من السفر بالتأكيد"

لم يعارض أحد وصعدوا الى الطابق الثاني وكل واحد الى غرفته...تمدد أليكس على سريره وفكر ...( هل ليزا فعلا تحب نيكولاس..أم انها هي الأخرى تفكر بطريقة "المصالح"؟...المرجح انها تريد شيء ما من نيكولاس اكثر من كلمة "زوجي" أجل...هذا ما تفكر به ليزا طبعا!
بالتأكيد ان ولائها ليس لنيكولاس...انما لنفسها...اذا استطعنا تقديم ما تريده لها...سنستخدمها ضد نيكولاس وهي في قصره!...أجل، هذا رائع!)


~~**~~**


انتهى حفل الزفاف...وعاد القصر الى هدوءه...انتشر الخدم في القاعة مثل النمل وهم يعيدون الترتيب والتنظيف ...

دخلت جيسيكا الى غرفتها فوجدت بيير يجلس على السرير وفي ملامحه قلق غريب...رفع رأسه وقال:

-"هل نام تيدي؟"
-"ممـ..أجل نام، في غرفته"

هز رأسه وعاد لأفكاره...اقتربت منه وجلست بجانبه ... وضعت يدها على ظهره وقالت:

-"ما الذي يقلق عزيزي؟"
-(تنهد)" نيكولاس...نيكولاس يقلقني! هناك شيء لا نعرفه يا جيسيكا..هناك أمر يخفيه كل من نيك وجدي ... أتعلمين، بدأت أفقد الأمل في أن أصبح رئيس شركات فيندار بعد جدي!..يبدو أن نيكولاس رابح لهذه المنافسة قبل أن تبدأ!"
-"لم تفكر بهذه الطريقة!...وان كان هناك سر يخفيه نيك؟...لن يؤثر هذا عليك...يجب أن تكون قويا"

اومأ بالإيجاب بينما ملامحه لا توحي باقتناعه ثم قال:

-"سأنام، انا متعب حقا!"

أما ساندرا ... دخلت غرفتها بعدما اطمئنت ان والدها نام مرتاح...غيرت ملابسها ووقفت امام مرآتها تزيل أحمر شفاهها...كل ما كانت تفكر هو كيف لنيكولاس أن يتزوج ليزا!..لماذا تزوج ليزا!؟...ألم يرها أمامه طوال الوقت!...لماذا لم يشعرها انها مهمة بالنسبة له بأي شكل من الأشكال؟!
أجل هي لا تحبه...لكن تريده!...ترى فيه المواصفات التي تعجبها...تكره فيه نصف صفاته...لكن ماذا عن كل شيء آخر!؟..كلها أفكار كانت تغزو عقلها منذ زمن...لكنها ظلت (أفكار)

بعد أن خلعت ليزا فستانها بمساعدة كلارا، قامت الأخرى بمسح المكياج لها ...وبينما هي تقوم بعملها قالت ليزا:

-"هل تظنين انني ارتكبت خطأ كبيرا؟"

توقفت يد كلارا عن المسح وابتعدت قليلا عن ليزا لتنظر بعينيها مباشرة وتقول:

-"لماذا هذا السؤال؟"
-"لقد فقدت أمي بسبب اصراري على الزواج من نيكولاس...فهل ما فعلته خطيئة؟"

تنهدت كلارا وأكملت المسح وهي تقول:

-"اسمعي، أنا أعرف كل شيء...أعرف أنك ابنة فرانسيس وكل شيء آخر، وحسب معلوماتي عن فرانسيس...صدقيني كان سيقتل امك في جميع الأحوال ... وأنتِ لو لم تتزوجي السيد نيكولاس...لكنتي الآن تحت رحمة أليكس!"

لم تتفاجأ ليزا من أن كلارا تعرف كل شيء فكان هذا واضح طوال الوقت...بلعت غصتها واغمضت عينيها .... بعد مدة قصيرة انتهت كلارا من مسح المكياج وقامت بوضع مرطب على وجهها وقالت:

-"تم نقل جميع ملابسك الى هنا...أرجو أن تسترخي قليلا، ولا داعي للتفكير بكل التفاصيل والاحداث!"

ابتسمت ليزا لها بهدوء لتخرج الأخيرة من الجناح كله تاركة ليزا في خزانة غرفة نيكولاس ... والتي كانت عبارة عن غرفة كبيرة ... توجد المرآة في آخرها ... ملابسها وملابس نيكولاس الكثيرة قسمت على حائطين...احدهما ممتلئ بملابس نيكولاس ..و الآخر لليزا ... بينما هناك رفوف كثيرة موجودة على الحائط المقابل للمرآة فيها أحذيتهما... والاكسسوارات الأخرى...
وقفت ليزا بكسل واطفأت الأنوار الساطعة في الخزانة ثم خرجت ... نظرت حولها كانت الجدران باللون الرمادي الفاتح الاقرب للبياض والارضية من السيراميك الابيض مع سجادة دائرية صغيرة ذهبية...السرير الكبير أسود كله ...الا ان هيكله ملون بالذهبي...المنضدتين سوداوتين لكن تزينهما النقوشات الذهبية...وكان السرير قريبا من الشرفة ... أما في منتصف الغرفة هناك ثلاث كنبات...احداها كبيرة باللون الاسود بوسائد ذهبية ...واثنتين صغيرتين باللون الرمادي مع وسائد سوداء برسومات ذهبية...
وفي الوسط طاولة من الزجاج الأسود تقبع فوقها عدة أوراق وملفات....والأثاث الباقي كله يتراوح بين الاسود والذهبي والرمادي...وقفت ليزا أمام الحائط الذي ملئ باللوحات والصور ولفت انتباهها صورة مرسومة لنيكولاس بالفحم...
نقرتها باصابعها لتتأكد اذا كان هناك زجاج يحميها او لا ثم تنهدت ومشت الى الكنبة الكبيرة ... جلست عليها بتعب ورفعت شعرها عن ظهرها لترميه خلف الكنبة...اغمضت عينيها وهي تعيد كل احداث الحفلة في ذاكرتها ... لم يحدث شيء...لم تظهر اي مفاجئات من فرانسيس وأليكس!...لماذا؟
فتحت عينيها ورفعت هاتفها لتقرأ رسالة جوهان:

-"بعثت هذه الرسالة لأتأكد اذا كان رقمك الذي اعطيتني اياه صحيح او خاطئ!"

ضحكت بخفة ثم كتبت له:

-"وماذا وجدت؟...هل هو صحيح ام لا؟"

جائها رده بسرعة:

-"لا أعلم...قولي أنتِ...هاتي دليل يجعلني اتأكد أنك ليزا!"

ضحكت مرة أخرى عليه وردت:

-"مراهقة ذات بثرة على أنفي!...سأريك أيها الساخر!..سأجعل البثور تلاحقك في كوابيسك"
-"ههههه ما كل هذا التهديد!...اتركي الهاتف الآن وقومي لزوجك...لا أفهم كيف سمح لك هو أن تمسكي هاتفك في وقت كهذا!"

هزت رأسها بابتسامة ثم اغلقت الهاتف ووضعته على الطاولة الزجاجية...امسكت احد الملفات وقلبت أوراقه بعدم اهتمام..كلها بيانات للشركة...
تركته ثم وقفت وتوجهت الى الشرفة...فتحت بابها الذي من الزجاج الشفاف بالاطار الرمادي وخرجت اليها، استنشقت الهواء البارد بعمق ثم لمست باصابعها طرف الدرابزين الرخامي الابيض الذي يحيطها ثم اتكأت عليه بكلا يديها ونظرت الى السماء...النجوم تعد على اصابع اليد بسبب الاضاءة القوية!
استدارت عندما سمعت صوت نيكولاس خلفها:

-"هل أعجبتك الغرفه؟"

رمقته ببرود لترد:

-"وهل هذا مهم ؟"
-"لا"
-"اذن لا داعي للسؤال"
-(بدون مبالاة)" تعالي ... يجب ان نتحدث"

مشى نحو سريره .. خلع سترة البذلة ورماها عليه لتخرج من جيبها ربطة عنقه التي فكها وهو في مكتبه...
ثم مشى نحو الكنبة الكبيرة وجلس عليها باسترخاء لتتقدم ليزا وتجلس على كنبة صغيرة...بدأ حديثه:

-"قبل ان اسألك اي شيء، أريد اخبارك عن أليكس وفرانسيس وجوناثان جميعهم الآن في روسيا عند ماكس"

عقدت حاجبيها بتفاجؤ ثم قالت:

-"لكن...لماذا؟ والشركة؟!"
-"امرها بسيط ما دام ماكس يدعمهم!"

صمتت وهي تفكر..هل تعتبر ابتعادهم عن البلد امر جيد لها ام سيء؟! .. عقد اصابعه عند ركبتيه وقال:

-"اذن ليزا، حدثيني عن والدك قليلا"
-"والدي؟ .. ممم .. نذل..حقير..خسيس.. ماذا تريد اكثر؟"
-"اريد شيء لا اعرفه!...ما هي طباعه...ماذا يعمل؟ اهتماماته؟"
-"فرانسيس آلة وجدت لتحقيق كل شيء سيء!.. طبعه هادئ...لكن اذا غضب لا تعرف ماذا قد يفعل! ... همه هو صنع خليفة له"
-"في ماذا؟"
-"في كسب المال بطريقة عائلة ميكاي!"

هز نيكولاس رأسه بفهم ثم همس:

-"اعرف هذا..لكن..."

نظر اليها وسأل:

-"ماذا عن أليكس...حاولي قول شيء لا اعرفه..ابهريني"

صمتت قليلا ثم تحولت نظراتها من البرود الى الحدة لتقول:

-"دوري لسؤالك الآن...ألا يحق لي هذا؟"

ابتسم بسخرية وقال:

-"لم تعطيني بعد معلومة استفيد منها، لكن هيا..اسألي"
-"لماذا اسمك منسوب لجدك .. وليس لوالدك؟"

امتقع وجهه ... عقد حاجبيه بعصبية وقال :

-"لا تسأليني عن اي شيء من خصوصياتي فهذا لا يعنيكي"


ردت بانفعال بسبب غضبه:

-"اذن انت ايضا لا يمكنك سؤالي اي شيء"

هدأ نفسه ووضع قدم فوق الاخرى ثم قال ببرود:

-"انت وضعك مختلف"
-"حسنا...اخبرني من هو ماكس"
-"لا يفيدك معرفة هويته...مشكلتك مع والدك وليس معه"

صمتت وهي تتأمل ملامح وجهه...تكتفت وارخت ظهرها للخلف بتفكير، أما نيكولاس فما زالت اعصابه متهيجه بسبب سؤالها...أكره شيء عليه ان يسأله احد عن خصوصياته...وبوجه التحديد عن ماضيه!...قالت بهدوء:

-"نيكولاس...لماذا بدأت انت وبيير بالمجيء الي الجامعة من أجل احضار ساندرا...رغم انه طوال سنين دراستها لم تأتيان"

ركز نظره في عينيها وفي نفسه يقول (الهمني الصبر يا اللهي!) .. رد ببرود:

-"ظننا ان ماكس جاء من روسيا الى هنا...لكن ظهر ان جوناثان هو من جاء، وجدي خاف عليها .. ولم يعد يئتمن الحرس عليها وأجبرنا انا وبيير على اخذها واحضارها من الجامعه بانفسنا...وبوجود سام..الحارس الوحيد الذي يثق به جدي"

همهمت بفهم والتزمت الصمت...فكر نيكولاس قليلا ثم قال:

-"ليزا...فرانسيس غامض، لم استطع ان أعرف عنه المعلومات التي أريدها...أليكس اسهل منه...عرفت ماضيه كله، لكن ابوك...لا اظن انك تعرفين عنه ما اريد؟"
-(بهدوء غريب)"13 سنة ، اضف عليها 4 سنين أخرى...17 سنه مضت...حتى استطعنا أن نعرف ونفهم ما هو (فرانسيس)"

فتح عينيه بدهشه من عدد السنين...ومن تكلمها بصيغة الجمع..وهدوئها المريب!...لم يعرف ماذا يقول وظل ينظر اليها بدهشه...ابتسمت بسخرية وهي تقول:

-"ماذا...هل عدد السنين كثيره؟ صدقني كانت ال4 سنين الاخيرة هي الاصعب...وكانها 4 دهور"

ابتسم هو الاخر عندما تذكر شيء ما وعادت ملامحه الى هدوءها ثم سأل:

-"حسب معلوماتي...فإن فرانسيس كان له ابن من أم غير أمك...لكنه مات، فهل لديك أي معلومات عن أخيك من أبيك؟"

فتحت عينيها بصدمة وبدأ قلبها يدق بسرعة وارتبكت ملامحها ... حاولت السيطرة على اعصابها وهي تقول:

-"أخ من أم ثانية؟؟!...لكن..هل تزوج فرانسيس غير امي؟!"

استغرب كثيرا من ردة فعلها وقال باستغراب:

-"لم يتزوج...لكنه انجب منها...ألا تعرفين؟!...(بسخرية)يبدو ان ال17 سنة لم تكن كافية لأخذ معلومة كهذه؟!"

اخذت نفسا عميقا لتهدئ دقات قلبها ثم قالت ببرود:

-"لا .. لم أعرف، وليس لدي أي معلومة تقول ان فرانسيس كان يقيم علاقات مع النساء...فهو شخص لا تهمه المتعة ولا الشهوات، يمكنك القول انه محافظ من هذه الناحية"

ضحك قليلا وملامحه تنطق بمدى سخريته وكأنه يقول لها ان معلوماتها كلها خاطئة...قال:

-"حسنا...اتمنى ان تكون المعلومات التي لديك مفيدة...رغم ان لا شيء بك يبشر بهذا، يبدو انني سأضطر الى انهاء العقد سريعا...ووقتها ستضيعين في الشوارع...قد يقتلك فرانسيس لو عدتي اليه...لهذا عليكي العمل جيدا لتكسبي تمديدا للعقد"

فجأة اطلقت ليزا ضحكة عالية جدا وقوية لدرجة ان دموعها تجمعت بعينيها من الضحك ..نظر اليها بدهشة من ردة فعلها!.. قالت:

-"حسنا..انهي العقد ولا يهمك أمري...دعني أضيع في الشوارع(ضحكت مرة أخرى) قال اضيع قال"

رفع حاجبه باستنكار ثم وقف وقال:

-"حسنا، لنكمل حديثنا فيما بعد..اريد ان ارتاح بعد هذا الحفل الكاذب...اللابتوب الخاص بك موجود في مكتبي"

وتوجه الى الحمام واغلق الباب خلفه بقوة دون مراعاة لوجودها
تنهدت هي بحزن ثم وضعت يدها على قلبها وهي تفكر(اخ من ام أخرى؟...هل هذا حقيقي ام انه خلط بالامر؟!...او ربما هذا ما ظنه..ان يكون مايلز ابنه ... على كل حال ان فرانسيس فعلا غامض ويصعب معرفة اي شيء عنه) اغمضت عينيها ثم فتحتهما ووقفت خارجة من الغرفة...نظرت بضياع في الردهة ثم تقدمت وفتحت اول باب رأته.. لم يكن المكتب كما هو واضح...اغلقته و توجهت لباب آخر فكان مكتبه...كان ديكوره مختلف عن الغرفة..لا يحمل طابع العصور الوسطى بألوان الاسود والرمادي والذهبي..رأت اللابتوب على الطاولة ذات اللون البني المحروق ... تقدمت منها وجلست في المكان الذي هو من المفترض ان لا يجلس فيه احد غير نيكولاس...فتحت اللابتوب وكتبت كلمة السر ... ظهرت امامها رسالة تقول ان هناك من حاول دخول اللابتوب...ابتسمت بسخرية وفي نفسها (وكانك ستستفيد لو فتحته) كل شيء في جهازها كان مشفر ومحمي بجدار حماية واحد او اكثر ... فتحت الملفات وحلت رموز الحماية ثم تأكدت من انها كلها موجودة...خرجت منها ثم فتحت المتصفح الذي يؤمن لها حماية أكبر بحيث يمكنها الدخول للمواقع التي لا يمكن دخولها من اي متصفح عادي آخر...فتحت حسابها في فيسبوك فوجدت رسالة من أليكس يقول:

-"ستندمين"

قلبت عينيها بعدم مبالاة ثم قامت بعمل حظر له وأغلقت اللابتوب....وقفت وتوجهت الى النافذة...المدينة تبدو بعيدة عنهم...اغمضت عينيها بتعب فشعرت بحرقة فيهما بسبب النعس...لكن لا يمكنها النوم..ولن تدخل الغرفة ابدا ونيكولاس فيها، نظرت من النافذة للاسفل فوجت الحراس يتحركون هناك...قررت النزول اليهم..لعلها تجد سام وتتكلم معه قليلا ...


~~**~~**




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.