آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          معاناة - ليني كولنس - ع.ج .. حصريا على روايتي** (الكاتـب : جروح - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-07, 08:09 PM   #11

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي


maram2009 شكرا لك وشكرا لكاتبة الرواية شانينغ

ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 08:10 PM   #12

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع
في صباح اليوم التالي كانت سامنثا تنزل الدرج والتعب باد عليها . دخلت إلى المطبخ لتساعد في تحضير الفطور .
نظر دوغ إليها عابساً ." يبدو أنك لم تنامي جيداً ليلة أمس."
فردت عليه :" لست في حالة تسمح لي بتبادل الحديث معك." عند سماعه هذه الكلمات دفعها إلى أقرب كرسي ونادى :" ماري أحضري بسرعة فنجاناً من القهوة ، وإلا حدثت عندنا حالة طارئة جديدة . ماذا لو أن سامنثا لم تكن دائماً مستعدة للقتا..." تناول الفنجان من ماري وقدمه إليها.
أخذت جرعة كبيرة من القهوة الساخنة ، فأحرقت لسانها .
نظرت إليه ." شكراً لك على ذلك . لكن ليس لدي وقت اليوم لذلك . لِمَ لا تذهب إلى شقتك ؟"
التفت دوغ إلى ماري ." هل تصدقين أنها تريد طرد أفضل خادم لديها ؟"
نظرت سامنثا إلى دوغ نظرة حادة . لاحظت ، وللمرة الأولى ، أن دوغ يلبس مئزر والدتها . كان المئزر ناصع البياض ، مطرز وله "كشاكش" على أطرافه . لكنه لا يتلاءم مع قميصه ذي الربعات الزرقاء والجينز الأزرق . نظرت إليه سامنثا متسائلة :" ماذا يحدث هنا...؟"
" أعلم أنني أبدو أفضل بثياب كبير الخدم . ولكن هذا ما وجدته ، لكن رائحة النفتالين تفوح منه." تردد صدى الكلمات في أرجاء غرفة الطعام ، وتابع كلامه :" اجلسي . في إمكاني تدبر أمر ذلك بمفردي . إنتهي من تناول قهوتك أولاً."
" هل هو جاد في ما يقول؟" سألت سامنثا ماري.
ناولت ماري سامنثا زجاجتين من العصير وقالت :" أنت لا تعرفين مدى حب دوغ لوالدتك وما تشكله بالنسبة له . لذا فإنه يحاول مساعدتك فلا تتكبري عليه ، أو تسعي لطرده لمجرد أنك لا تريدين الاعتراف بأن في امكانك الاستفادة منه."
لم يكن في إمكانها تصور مدى حاجتها إلى مساعدته .
فبإمكان شخص واحد تحضير الفطور . حملت العصير إلى المطبخ . كانت المرة الأخيرة التي تحمل فيها شيئاً ذلك الصباح. وبينما كان دوغ منهمكاً بأخذ ورد الصحون الفارغة ، كانت سامنثا مشغولة بالرد على النزلاء الذين يحضرون تباعاً للاطمئنان على صحة السيدة آردن بصدق ومحبة ، وبعضهم كان يترك لها رسائل يتمنون لها فيها الشفاء العاجل . كما قام بعضهم بعرض مساعدته على سامنثا إلا أنها كانت تردهم وتشكرهم على
لطفهم وتعاطفهم معها . كانت تعتقد أن العمل يمكن إتمامه بسرعة أكثر ، لو لم يكن هناك الكثير من النزلاء يشاركونها فيه . على الرغم من نواياهم الطيبة.
غادر الجميع ما عدا آيك . نظر إليها ." أعرف أنك منهمكة جداً خاصة في مثل هذا الوقت من النهار . لذا سأتركك وأذهب لزيارة والدتك في المستشفى ." وابتسم إبتسامة عريضة لدوغ الذي كان يحمل أحد الكراسي وتابع كلامه :" إني متأكد من أن والدتك ستسر عند سماعها خبر توظيفك لهذه الخادمة الجديدة الظريفة ." وغمز سامنثا ." حاولي منعه من التدخل في طبق البيض المقلي ، فطوري."
" لن يساعدني غداً." قالت له سامنثا . لكنها تذكرت أوامر ماري . تدخل دوغ في الحديث قائلاً:" أسوأ ما قمت به اليوم كان تقديمي للسيد تارغت فنجاناً من القهوة بدلاً من الشاي . ثم نسيت إحضار الشاي له . لكني رأيت أربعة أشخاص يبدلون أطباقهم ويظنون أن أحداً لم يرهم." مد رجليه أمامه على الكرسي وأضاف :" في المرة القادمة ذكريني أن أقدم بقشيشاً أكبر للخادم عند تناولي الطعام في الخارج لأن الخادم لا يتقاضى أجراً مرتفعاً."
قالت له ساخرة :" لا بد أنك أوقعت نصف الطعام على ثيابك؛ غداً سأشتري لك مئزراً جديداً . لكن بدون كشاكش هذه المرة."
نظر دوغ نحو عمه وفي وجهه ألم وحزن ." شكراً لك . إنني ممتن لك . لقد قصم ظهري من العمل وهي تقف هناك ... وتذكرني بمظهرها الجميل ... إنك لم تتناول فطورك بعد ." ثم غادر الغرفة.
ربت آيك على يديها ." إنك طفلة طيبة القلب."
" أقبل كلمة طيبة القلب ، ولكني أعترض على طفلة . على أي حال ما تقصد بها ؟"
" أن تسمحي لدوغ بالمساعدة."
تورد وجهها ." لا أستطيع أن أصدر أوامر بهذا الخصوص ، لأن ماري هي التي عينته."
ضحك آيك ." إنك صريحة أيضاً." عاد دوغ ومعه الكثير من الأطباق التي يتصاعد منها البخار . سأله آيك ." هل سترافقني إلى المستشفى ؟"
هز رأسه نافياً ." قل للوسي إني سآتي لزيارتها بعد الظهر أنا وسامنثا . لأنني الآن مشغول بتعليمها كيفية تنظيم الأسرّة ." أضاف بعد خروج عمه :" أقصد على طريقة قوات سلاح الجو."
أخذت سامنثا تقول في قرارة نفسها . أن يقوم بتحضير الفطور شيء ؛ وأن يقوم بتنظيم الأسرّة شيء آخر . نظرت سامنثا إليه ." ليس عليك أن ..."

قاطعها :" هذا ما تعتقدينه . ألم تسمعي من كبار السن قولهم إنه عندما يبدأ المطر بالنزول يتدفق السيل بغزارة ؟"
حضرت آندا اليوم وكانت متعبة ، فأعدتها إلى البيت .
فغادرت والدموع في عينيها ." نظرت إليه سامنثا متعجبة .
فسارع بالقول :" لقد أصيبت بالإنفلونزا . وكانت مصرة على عدمتركك وحدك . لكني أقنعتها ... ان آخر ما تحتاجينه اليوم هو مرضى في الفندق. إذاً ، لو أنك مرضت فلن نتمكن من زيارة لوسي."
أبعدت سامنثا الطبق من أمامها ، وتناولت الكوب ." إن آندا المسكينة ، ستعتقد أنها تخلت عني في وقت حرج . سأتصل بها لاحقاً. لكن أخبرني ما هو الأسلوب المتبع في سلاح الجو لتنظيم الأسرّة؟"
" إن ذلك يعني تنظيمها بطرقة مخجلة . لقد علمني إياها والدي ، وهي تقضي بشد الملاآت كثيراً لدرجة أنه إذا رميت بربع دولار يرتد إليك."
فقالت سامنثا :" وما نفع ذلك ؟"
رد دوغ ." ذلك كان رأيي في بادئ الأمر . ولكن لسوء الحظ ، فإن غرفتي كان تخضع منذ كنت في الخامسة من عمري ، إلى التفتيش مرة على الأقل اسبوعياً. وكان التفتيش عادة ، صباح السبت ."
قامت سامنثا عن الطاولة ومعها الأطباق واتجهت نحو المطبخ ." لا أعرف الكثير عن عائلتك ، كل ما أعرفه هو أن والدك كان طياراً ثم ترقى وأصبح لواءً . ألا يبدو أن ذلك غريباً ؟ إني لم أقابل أهلك حتى اليوم."
تبعها دوغ إلى المطبخ وقال وهو يساعدها في وضع الأطباق في غسالة الصحون :" ألم تخبرك لوسي ؟ انك ستتمكنين من ذلك قريباً . فوالدي يقوم بجولة على مجموعة من القواعد الحربية في الغرب ، ومن بينها العديد من المرافق في كولورادو سبرينغر." ثم تبعها إلى غرفة الطعام ثانية " ستحضر والدتي إلى هنا لتقابله . سيستأجران سيارة ويحضران إلى هنا لقضاء بضعة أيام ."
تجمدت سامنثا وتوقفت عن رفع غطاء الطاولة ونظرت إلى دوغ بدهشة ." ليس لدي حجز باسمهم ، والأوتيل محجوز تماماً لعدة أسابيع مقدماً."
ابتسم دوغ ." لا تجزعي . سيمكثون معي في غرفتي ، كما أن لوسي اقترحت أن يتناولوا الفطور هنا . آمل أن تقدري أن خدمتي للطاولات ستحطم معنوياتي كثيراً ... أمام والديّ اللذين طالما اعتقدا أنني لن أفلح في شيء إذا لم أدخل الجيش ."
رفعت سامنثا رأسها ونظرت إليه ، والقلق بادٍ على وجهها ." يمكنك أن لا تقوم بذلك . لقد أخبرني آيك أنك وعمك كنتما الشخصين التافهين الوحيدين في العائلة ."
" لقد تخلصت من هذا اللقب ." وقلد والده بما يقوله بسخرية ." ولدي ، أشهر مصور ، تعرفين ." ثم مد يده ليمسك بيدها قائلاً :" عيا بنا الآن إلى الأسرّة غير المنظمة ."
" وماذا عن عملك في التصوير في المحلات ؟"
قاطعها قائلاً :" أعمل فيها في عطلة نهاية الاسبوع طوال هذا الشهر . لا تهتمي لذلك ، يا صغيرتي . سألازمك طوال الوقت ، لن أبتعد عنك أبداً."
ردت عليه بسخرية ." إذاً ستكون مضجراً كعادتك ." الانطباع الذي أعطاها لها دوغ عن طفولته كوّن لديها صورة واضحة عن طفولته البسيطة والمثيرة للشفقة التي عاشها . لكنها كانت تدرك أنه سينزعج لو شعر بأي أثر للشفقة في صوتها . تم تنظيم الأسرّة بشكل جيد كما وعد دوغ . وفي اليومين التاليين تم التوزيع الأعمال في المنزل كالآتي . يساعد دوغ سامنثا في تحضير الفطور ، يقوم بعدها بتنظيم الأسرّة قبل أن يذهب إلى الاستديو . لويس تكنس الأرض تمسح الغبار . وسامنثا تنظف الحمامات.
" لست متأكدة ان كان على الرئيس وحده أن ينظف الحمامات ." وقالت وهي تنظر إلى يديها المشققتين والمحمرتين من أثر النار التي تشعل في الموقدة .
" إنه لشيء مخجل أن القفازات المطاطية لم يتم اختراعها بعد ." قال دوغ وهو مستغرق في التفكير بأحجية الكلمات المتقاطعة الموجودة على الطاولة أمامه ." على فكرة . لم أشاهد صديقك العزيز مؤخراً."
" في حال أنك نسيت فإني أذكرك أني مشغولة جداً هذه الأيام . وآندي يدرك تماماً أني غير مستعدة لتحمل عواطفه ."
" إنه عمل جيد لكي يدرك باولو ." قالها بإزدراء ." إنه فارس أحلام رائع . لابد أن أدراكه يجب أن يعزز بصدفة سعيدة ليجد له رفيقة تنتظره وتحل مكانك."
" لطالما اعتقدت أنه يعجبك ." قالت بصوت مدهوش .
" أنا حقاً معجب به . إنه ولد مرح . لكنه مختلف تماماً عن الأولاد فهو لا يتمتع بروح المسؤولية ، وأناني . هل حاول مرة واحدة تخفيف سرعته ليحافظ على علاقتكما ؟"

ردت عليه سامنثا ، وهي تحاول نزع القطعة التي كان يضعها في غير مكانها المناسب ." إنك قاس عليه في حكمك . إنك الوحيد الذي يغضب عندما أذهب معه للتزلج . لقد اعتقدت أن توقفي عن مقابلته سيفرحك."
" منذ متى تهتمين بما أريده ؟ لقد كان ذلك قبل أن تنهكي نفسك في العمل في المنزل . وفي أوقات الفراغ تذهبين إلى المستشفى وهذا يعني أنك بحاجة إلى الراحة."
ضحكت سامنثا ." ارتاح مع آندي ؟ إنه انسان يصعب الشعور معه بالراحة . سأتركه بين يدي بيرسي الأمينة . إني متأكدة من أنها قادرة على إسعاده أكثر مني."
أخذ دوغ ينقر قطعة من الأحجية على الطاولة وهو ينصت لما تقول ثم تنهد ." آه . ماذا أسمع هنا؟هل هذا يدل على الغيرة والكبرياء؟"
" لاتكن غبياً . أخبرتك أني وآندي مجرد صديقين وعلى كل حال لست من النوع الغيور."
" هه؟"
قاطعته قائلة :" ماذا تقصد؟"
" لاشيء . لكني كنت أقصد الذي رمى بطبق الزبدة على ثوب الفتاة التي أحضرها معه دافيد ذات يوم من الجامعة ."
" لقد كانت غير مقصودة ." احتجت سامنثا . رأت الشك في عينيه فأضافت :" كنت أشير إلى شق تنورتها . لم تكن غيرة أبداً . صدقني . لكني لم أشأ أن يصاحب أخي فتاة خليعة . هذا كل مافي الأمر ."
" أو حتى أي امرأة ."
" حدث ذلك منذ سنوات . وأنا لاأحاول إفساد علاقته مع ليندا ."
" لم تعرفي بها إلا بعد فوات الأوان . وليس في استطاعتك عمل شيء."
حدقت به ." ما أزال مصرة على رأيي . لم أقم بأي شيء يفسد العلاقة وفي استطاعتي إثبات ذلك . أنظر إلى ماأفعله كي أضمن أن لايأتي أحد ويفسد العلاقة."
" يجب عليك أن تكوني لاعبة ملاكمة . لديك لكمة قوية ."
فقالت له :" أنت الذي بدأت ."
سمعا فجأة صوتاًَ يقول :" علام تتعاركان الآن ؟" كان آيك كلايبورن واقفاً عند الباب ينظر إليهما.
فأجابت سامنثا :"لا إننا لا نتعارك."
طأطأ دوغ رأسه موافقاً ." إن هذه الأشياء تحصل دائماً مع سامنثا . أما العراك الحقيقي فيكون عندما ترميك بقطعة من الأفوكادو الناضجة جداً. بدون أي سبب."
" دون سبب! هل هناك سبب أكبر من أن تجرؤ على منعي من الذهاب للمخيم معكما ، لأنه ليس من اللائق وجودي مع شابين ، وفي نفس الوقت دعوتما فتاتين شقراوين معكما . إضافة إلى أن والدتي أجبرتني على تنظيف المكان بعدكم. كما أنها أجبرتني على طلي الحائط . مع أنها كانت غلطتكما."
التفت دوغ إلى عمه ." غلطتي ؟ انها ما تزال غاضبة مني لأني اختفيت ذلك اليوم."
ابتسم آيك ." جميل أنكما لاتفكران بالزواج لأني أستطيع تصور كيف يمكن أن يكون أولادكما."
أجابت سامنثا على الفور :" إنك على حق . سيكونون شديدي المعارضة مثل دوغ وقصار القامة مثلي."
صرخ دوغ باستهزاء :" أي طفل تلدينه لن يجرؤ على مخالفتك خوفاً من أن تعيديه إلى مكانه."
" هل تتهمني بأني أفتقد للحنان ؟ ولكن كن على ثقة من أني حتى لو أنجبت دوغلاس كلايبورن صغيراً فإني سأحبه ..."
قاطعها دوغ :" حب وحنان مفرط وغيور وتملك يخنق الطفل لدرجة أنه سيطلب منك تركه وشأنه . تماماً كما فعلت مع دافيد."
تنهد آيك وقال :" هذا الحوار يجبرني على التدخل ."
التفتت إليه سامنثا ." ليست غلطتك أن يكون ابن شقيقك جافاً ودكتاتورياً ويصدر أحكاماً عشوائية في حق الناس و ... منهزم مثير للأعصاب."
فقال دوغ :" بينما أنت لا تتوانين عن رفس أي شخص عندما تشعرين أنه حزين."
التفتت إلى دوغ وقد بدا وجهه خالياً من التعابير لكن عينيه تشتعلان غضباً أدركت سامنثا مايجول في خاطره.
فأسرعت قائلة :" لم أقصد ذلك أبداً . كنت فقط أريد أن أبين لك أنك لاتحتمل أبداً أن أكون أفضل منك . أنا التي تعتبرها مجرد أنثى . والآن دع قصة الأفوكادو جانباً . إني أراهن أن أحد أولادي سيقذف أحد أولادك ذات يوم ، ما رأيك؟"

" ربما أنت على حق . لكني سأعلم أولادي أن يتفوقوا على أولادك في طي الفوط وترتيب الأسرّة." ثم توجه بعد ذلك إلى المدفأة لابعاد الجمرات غير المشتعلة .
" تناس أمر الأطفال . إبق بعيداً عن المكان غداً. وسنرى إذا كان أحد سيتذمر عندما أنظم الأسرّة."
" حسناً."
" إن ذلك أمر سهل جداً." قالتها بصوت فيه شك.
ابتسم دوغ وحياها وقال :" يوم السبت غداً لدي درس في تصوير الطبيعة . لكن لا تهتمي لذلك . سأكون هنا وأساعدك في إعداد الفطور ثم أرحل."
انتظرها آيك حتى أطفأت الأنوار وصعدا معاً . ليقول بعد تفكير :" أتعلمين أنني ، قبل الآن ، كان لدي تفكير خاطئ ، أما الآن فإني متأكد أنكما ستنجبان أولاداً أقوياء ، شرفاء، قادرين على إسعادكما."
وقفا أمام باب غرفة آيك . ربتت على كتفه ." ألا تراني ودوغ لا نتفق على أمر بسيط تافه ، أقل تفاهة من تربية الأطفال؟"
نزلت سامنثا الدرج صباح اليوم التالي والتعب بادٍ عليها . كانت ليلتها قاسية . لم تستطع النوم بسبب الأحلام الكثيرة بالأطفال منها ومن دوغ . لديهم نفس شعرها الجعد . دخل آندي فجأة . حيته وقالت له :" لابد أنك استيقظت باكراً جداً هذا الصباح."
فقال لها :" حضرت لكي أودعك."
أمسكت "بالدرابزين " وردت عليه ." تودعني ، هل أنت راحل؟"
طأطأ آندي وقال:" أجل . إن التزلج هنا رائع . لكني لم آت لذلك . كنت آمل أن تزيدك فترة غيابي شغفاً بي."
" إني فعلاً مولعة بك ."
" بما فيه الكفاية حتى تتزوجيني؟"
هزت رأسها . " مولعة بك نعم . لكن لست مغرمة بك . كنت دائماً بمثابة صديق عزيز ."
أدخل يده في جيب سترته ." ماذا إذا عدت وعملت في شركة أخي؟"
بقيت سامنثا صامتة . فقال :" لا تبالي . أستطيع أن أعرف الجواب من وجهك . مع كل هذا إنك لم تحبيني."
كررت سامنثا الكلمات نفسها . " أنا آسفة . كنت دائماً أبحث عن الإستقرار مع الأفضل . لذلك فإنك تستحق زوجة مغرمة بك."

أخذ يدها وقبلها بحزن . ثم رفع رأسه ونظر إليها والإستسلام جلي عليه ." إلى اللقاء ، يا عزيزتي . تذكريني ، وإذا ما كنت يوماً تتزلجين على أحد منحدرات أوروبا ورأيت رجلاً مسناً يتزلج فنادني فقد أكون أنا."
تمتمت سامنثا ." سأقوم بذلك . أتمنى لك حظاً موفقاً ، يا صديقي العزيز . يا أفضل متزلج يمكن أن تحلم به فتاة ."
وسكتت سامنثا بينما أغلق آندي الباب وراءه.
أتى صوت دوغ يطرد الصمت الرهيب في الغرفة ." لست من الناس الذين يتطفلون في المواقف المؤثرة . لكني أعتقد أن تحضير طعام الفطور يبدأ من السابعة ." كان دوغ يتكئ على مقبض الباب الذي يفصل بين الردهة وغرفة الطعام .
وأضاف :" حسب رأي آيك إنك قد ودعت الآن ثروة طائلة ."
ردت بسخرية ." أشكرك على تنويهك . ربما إذا أسرعت الآن قد يكون في إمكاني اللحاق به . ولكنني لست من الذين يجرون وراء المال."
" يصعب عليّ تصورك مغرمة ."
" بالأمس كنت تقول إن حبي من نوع التملك ... هذا إلى بقية الأشياء التي ذكرتها ."
" إن هذا ليس حباً . الحب الصادق يعطي الأولوية للحبيب . كما أنه يعطيه الحرية في كل شيء. أردت دائماً أن تربطي عائلتك إليك من أجلهم ولأجل أغراضك الشخصية ."
جرحت هذه الكلمات القاسية مشاعرها وأغضبتها وجعلتها تجيب على الفور ." من المؤكد أنك خبير في السماح لحبيبتك بـ ..." نظرت إليه وابتسمت بعذوبة وأضافت :" ... في السماح لها بتركك." وتمنت لو أنها لم تنطق بهذه الكلمات . وتساءلت في نفسها ، لماذا تسمح لدوغ بالتدخل دائماً شؤونها الخاصة ؟"
دفع دوغ باب المطبخ وأشار لها لتدخل قبله ." لقد نسيت كم أنت حساسة تجاه أي نقد بناء مهماً كان بسيطاً."
توقفت سامنثا عند الباب . حملقت به غاضبة ." نقد بناء ؟ إني أعتقد أن كلامك هو وصف عشوائي ."
" لم أسألك رأيك." دفعها إلى المطبخ . وأغلق الباب . كانت ماري تقف عند الموقد . نظرت إليهما وهزت رأسها قائلة :" لقد ذكرتماني بكما عندما كنتما تتناقشان في الماضي . لم أكن أحس بهدوء السنتين الماضيتين ، اللتين أمضيتهما في سويسرا ، حتى سمعت صوتكما اليوم . لكني سعيدة بعودتك . أراد أهلك القيام بما تريدين . لكنهم من المؤكد انهم افتقدوك."

قاطعها دوغ ." على الأخص أنا ." تناول بعض زجاجات العصير وأضاف :" المشجارة مع سامنثا كل صباح توازي جري عشرة أميال ." واختفى في غرفة الطعام.
حدقت إليه سامنثا وكأنها لاتصدق ما يقوله . دوغ لم يهاجمها بكلمة واحدة على الرغم من إثارتها لموضوع حبه التعيس . ربما كان عذابه قد بدأ يزول ؟ أخذت تراقبه خلسة وهي تقدم الفطور بينما يقوم بتقديم التحية للضيوف ويأخذ طلباتهم . إنه ليس من النوع الذي يعرض عواطفه بشكل علني . كان يبدو سعيداً على غير عادته منذ زفاف دافيد . وكان النزلاء معجبون به وهو يقوم بدور الخادم على أحسن وجه.
بعد ذلك بدأت سامنثا تفكر بأنها تدين له بالكثير بسبب مساعداته المتتالية منذ إصابة والدتها بالنوبة القلبية . لم تحس بذلك من قبل ، حيث أنها اعتادت على رؤيته في المنزل ، وعلى اعتباره فرداً من أفراد العائلة ، ويتبع تعاليم الأسرّة كأي فرد منها . لابد أن مساعدته تؤثر سلبياً على حياته الخاصة .
ثم ، وبدون أن تفكر وضعت يدها على ذراعه عند دخوله المطبخ ." أريد شكرك على ما فعلته لأجلنا . وأقدر لك ذلك ."
احتفظي برأيك لحين تسلمك فاتورة الحساب مني !"
" إني جادة فيما أقول . لم يكن عليك القيام بأي عمل . أعلم أنك تقوم به من أجل والدتي . لكني أعتقد أنها لم تكن تنتظر منك أن تزعج حياتك الخاصة طوال فترة وجودها في المستشفى ."
" اللعنة عليك . ستفهمين يوماً أن ... " رفع يدها عن ذراعه . تناول بعض الأطباق من ماري وخرج ببطء من الغرفة .
نادت سامنثا ماري وسألتها :" ماذا فعلت؟"
نظرت إليها ماري غير مصدقة ما تسمعه ." هل فوجئت أمس عندما جهزت ليندا العشاء لك ؟ أو عندما بقيت هي ودافيد مكانك في الوقت الذي كنت تزورين فيه والدتك هل تعجبت من تنظيمهما للطاولات وتحضيرهما الفطور ؟"
" لكن دافيد شقيقي وليندا زوجته."
قالت لها ماري :" وماهو دوغ بالنسبة لك ؟ هل هو مجرد غريب عابر؟"
أحست سامنثا بالذنب . عاد دوغ إلى المطبخ . فقالت له ثانية :" لم أقصد جرح مشاعرك ولم أقصد أنك لست فرداً من أفراد العائلة ."
" بالطبع لا. أنت مذهولة فقط . إذ كيف يقوم شخص مثلي بتقديم المساعدة للذين يحبهم خاصة وأنهم يمرون في أزمة ."
تابعت مدافعة عن نفسها :" كلا . إن الأمر ليس كذلك . أردت شكرك فقط على مساعدتي."
" إني لا أريد هذا الشكر ."
" حسناً إني أقدمه ولايمكنك أن ترفضه."
نظر دوغ إليها ببرود ، أبعدها عن طريقه وتوجه إلى غرفة الطعام.
رفضت سامنثا تقديم المزيد من الاعتذار . لم يكن خطأها ان لم يسمح لها بتوضيح هدفها. من الطبيعي أن دوغ ليس فرداً من العائلة ولابد أن تشعر نحوه بالإمتنان . نظرت إلى آيك الذي كان يبعد الكعكة من أمامه ." إن ابن أخيك عنيد مثل البغل ، وأحمق مثل ... الخنزير ."
وضع آيك بعض العصير فوق طعامه ." هذا هو دوغ . حاسم ، وفيّ ، قوي ، عنيد ..."
حاولت سامنثا عدم التعبير عن استيائها فأجبرت نفسها على الضحك . لكنها سرعان مالوت شفتيها بإستياء .
" الجميع دائماً يدافعون عن دوغ ."
رمقها آيك بعينين تشعان سروراً ." ربما نأسف نأسف من أجله . ألست من يصر على أنك قادرة على هزيمته ويداك خلف ظهرك؟"
" يد واحدة تكفي ." قبّلته على رأسه . وأضافت :" أشكرك على تذكري بأني أستطيع تدبر ذلك . لابد أني متعبة هذا الصباح حتى سمحت لدوغ بالنيل مني."
عندما عاد دوغ إلى المطبخ قال :" منذ متى أصبحت معانقة الزبائن جزءاً من الخدمة في الفندق؟"
" وما دخلك في ذلك ؟"
" آيك عمي . هل اتضح لك أنه صفقة أكثر ربحاً من آندي ؟"
صوته البارد كان صفعة قوية على وجه سامنثا .
أحست بالغضب يثور في داخلها وبوجهها يتورد . قالت :" ماهذا الكلام السيئ الذي تقوله!"
" اثبتي لي أني مخطئ ."
" لِمَ علي القيام بذلك؟ كلما فكرت في الموضوع ، بدت لي الفكرة جيدة أكثر . وكما قلت منذ قليل ، لقد تخليت عن ثروة طائلة ، فمن الغباء ، إذن ، أن أتخلى عن ثروة أخرى ."
أمسك يدها بقوة ." هيا سامنثا . كلانا يعلم أنه مهما كانت صفاتنا الأخرى ، فنحن أناس جشعون ."

قطبت سامنثا حاجبيها " أعتقد أن من حقي معرفة صفاتي الأخرى . لكن لابأس . انسَ الأمر . ليست لدي النية في تصفح كتاب أخطائي . لقد مللت من سماعك تنتقدني مع كل نفس تتنفسه ." سحبت يدها من بين يديه ." منذ حضرت إلى هنا وأنت تقف عقبة في طريقي . لقد سئمتك وسئمت مشاكلك التافهة ، وسلوكك التافه ... وتفاهتك أنت . أتمنى لو ترحل ولا تعود ثانية ." ثم خرجت من المطبخ .
نفّذ دوغ كلامها ... ففي صباح اليوم التالي ، يوم الأحد ، قامت سامنثا بتقديم الفطور وحدها واعتذرت من النزلاء عن غياب دوغ ، وقالت في سرها ، لابد أنه مشغول في أعمال التصوير في نهاية الأسبوع . وفي صباح اليوم التالي أخذت تتلافى الإحراج وتتصور الأماكن المحتملة لوجوده.
في المطبخ ، أوقفت ماري تعليقاتها حول الموضوع ، لكن نظراتها كانت تعبر عن تفكيرها . وصباح اليوم التالي . لم يكن دوغ قد عاد ، بقيت ماري صامتة طوال الوقت . بعد فترة رفعت رأسها عن طبق البسكويت الذي تطحنه . نظرت إلى سامنثا ." آمل أن يكون الآن جالساً لتناول فطوره."
تركت كلمات ماري أثراً في نفس سامنثا عن حالة دوغ ، وكأنه يحبس نفسه في شقته وهو يتضور جوعاً. فقالتمدافعة :" إنه رجل ناضج ولابد أنه قادر على تناول علبة من الحبوب."
" حبوب باردة ! وهل تعتبرين هذا فطوراً جيداً."
أجابتها بسرعة :" بالطبع .لا . أردت أن أقول فقط ... أوه بالله عليك ، ياماري . إنك تعرفين أنه يجلس الآن في شقته متجهماً متضايقاً. إنه أعند إنسان قابلته في حياتي."
التفتت ماري إليها وقالت :" إذا تكلمنا عن العناد فإن دوغ ليس الشخص العنيد الوحيد هنا."
" إذا كنت تلمحين إليَّ ، فأنالست في حاجة لذلك . أستطيع تحضير الفطور وحدي . ومع عودة آندا في إمكاننا ولويس تدبر أمر التنظيف بشكل جيد ." لكن أسف سامنثا الوحيد كان أنه لم يفتقد أحد ترتيب للأسرّة وعلى الأقل لم يشتك أحد منه.
كانت سعيدة
لابتعاد دوغ عنها أخيراً . من المؤكد انها لم تشتق إليه . من الطبيعي أن تكون وحيدة . فهي مجبرة على البقاء في المنزل بعيداً عن كل النشاطات الاجتماعية بسبب مرض والدتها . وآندي غادر المكان . صحيح أ دافيد


وليندا يأتيان لزيارتهما كل يوم ، ولكنهما مشغولان تماماً لدرجة أن من يجلس معهما يشعر بالوحدة أكثر من جلوسه وحيداً . على الأقل كانت سامنثا تتحاشى إيضاح سبب عدم وجود دوغ في الفندق.
كانت سامنثا تخشى أن تحوّل والدتها بعد كل هذا ، إلى مناقشة أمر آخر . لم يكن لديها أدنى فكرة عما قد يكون قاله دوغ لوالدتها . كانت تحس أن طريقها إلى المستشفى قد أصبح أطول من دون مشاداتها الكلامية مع دوغ التي كانت تساعدها على قتل الوقت . كما كان الشجارمعه يساعدها على التخلص من التوتر الذي تسببه لها إدارة الفندق ،والقلق بشأن حالة والدتها.
بعد ظهر الثلاثاء ، أحست سامنثا أن الوضع قد زاد عن طبيعته . فما جدوى عدائها لشخص لا تستطيع رؤية وجهه.
فقررت أن تذهب إلى شقته . وسوف تخبره أنه يكفيه عناداً وتشبثاً برأيه . عندما وصلت إلى الشقة تجمدت أمام الباب ثم استجمعت قواها ، وأخذت تقول في نفسها ، إذا كان دوغ رجلاً فلا بد له من الاعتراف بالفوضى التي يسببها. بعد ذلك لن تكلمه وبإمكانه تناول الحبوب الباردة . وماشأنها في ذلك؟ فتح دوغ الباب ، فبادرته بالقول :" إن ماري خائفة عليك، وتعتقد أنك تتضور جوعاً ، وإذا اعتذرت لي فإني سأعتذر منك ."
بقي دوغ صامتاً بعض الوقت ثم قال :" وإذا رفضت؟"
وأخذ يحدق في وجهها.
أحست بقلبها يقف عن الخفقان من رهبة الموقف . لكن سرعان ما أنقذها سخطها منه . لقد أذلت نفسها بالحضور إليه وكان عليه تقدير هذه التضحية . فصاحت في وجهه:" إنك أحقر إنسان رأيته في حياتي ."
" يالهذا الاعتذار الملعون ." فتح الباب بكامله وسحبها إلى الداخل.
" لم أقصد الاعتذار لك ." تكلمت وأسنانها مطبقة من الغضب . وأضفت :" لم أكن أود الاعتذار لك لو لم ... آه ..."
تغيرت نبرة صوتها ، عندما لاحظت أنهما ليسا بمفردهما .
كان في الغرفة رجل طويل القامة ، نحيل ويرتدي ثياباً عسكرية . إنه يشبه دوغ تماماً . تساءلت عن نوع العلاقة بينه وبين دوغ . لابد أنه والد دوغ فقد كان لهما نفس الشعر الكستنائي لولا أن الشيب قد بدأ يزحف إلى موديه لكن عينيه كانتا مختلفتين . كانت عينا دوغ تشبهان عيني والدته . هذا ما استنتجته سامنثا عندما قدمها دوغ إليهما . كانت والدته سيدة أنيقة جداً ، تعتني بنفسها . لاحظت سامنثا ذلك عليها على الرغم من أنها كانت جالسة . نظرت سامنثا إلى نفسها . أحست أنها تبدو رثة الثياب في الجينز والقميص القطني ، وشفتاها دون أحمر شفاه. أرجعت سامنثا شعرها

المشعث إلى الخلف ." أنا آسفة . لم أقصد التطفل . لكني لم أكن أعلم بوصول والديك."
نظر دوغ إلى والديه مبتسماً ." إنكما من يستحق الاعتذار . إن سامنثا تعتقد أن لها الحق بالتدخل في حياتي متى شاءت."
جرح تعليقه الساخر مشاعرها ، ولكنها لم تشأ تحقيق مراده خاصة أما والديه . ليس أمام شخصين يبدوان رائعين وهادئين ، وكأنه لم يثر غضبهما شيء في حياتهما .
كان حاجبا والدته مرسومين بدقة كبيرة . يرتفعان بلباقة غعند استنكارها لأي تلميح عن الحب . دفع دوغ سامنثا إلى كرسي قريب ، وجدته ملجأ تختفي في أعماقه . راجية أن ينسَ الجميع وجودها . ثم يكون في إمكانها المغادرة بعد دقائق دون أن يشعر أحد بعدم لباقتها.
سرحت سامنثا في أفكارها . كان النقاش يدور حولها دون أن تدرك عما كانوا يتكلمون. كانت تستمع بغضب واستنكار إلى حديثهم . كانوا يتفاخرون بأقارب دوغ الذين لم يخالفوا تقاليد العائلة . كانوا يهدفون إلى إظهار الفرق بين العمل العسكري اللامع وبين الطريق الذي اختاره دوغ .
بدأت تتساءل في نفسها ، كيف في إمكانهم التغاضي عن ميزات ولدهم . نظرت سامنثا إليه تتفحصه وتدقق فيه . لا يمكن لأحد تصور كم كان يؤلمه كلام والديه . وبدا فخوراً بالدفاع عن نفسه . بدأت تغير جلستها فلم تكن فخورة بنفسها . قال الجنرال كلايبورن بصوت قوي :" ابن عمك مال أصبح رائداً الآن."
" كان دائماً يحسن استعمال السلاح . لابد أنه أصغر رائد في دفعته . ألا تعتقد ذلك؟"
طأطأ الوالد رأسه ." إن والده سيفخر بذلك كثيراً . وهل أخبرتك والدتك عن ميتش؟ إنه ينوي دخول البنتاغون."
فسألتهم سامنثا :" هل رأيتم الصور التي التقطها دوغ ، والمقال الذي كتبه حول طائر الغطاس ، والذي نشر في إحدى المجلات الخاصة بالطيور ؟"
التفتت السيدة كلايبورن إاليها وقالت :" أجل لقد قرأناه إنه يذكرني بــ ..." التفتت نحو دوغ وتابعت :" ... إنه يذكرني بآرني ، الذي طلب مني إخبارك أن هناك الكثير من الطيور في فلوريدا ، وهناك الكثير من المناطق الطبيعية والحياة البرية . لكنه سيغادر ميديلي للمشاركة في القتال ، إنه يعمل الآن في الشرطة ."
ضحك دوغ ." إن آرني يعتبر الحياة البرية مجرد فتاة شقراء ترتدي ثوب السباحة ." ضحك والده ، وقال :" هل عرفت أن براد سيلحق بطائرة تزود
بالوقود ؟ لقد أخبرني شقيقي بيلي انه هلع عندما رآه يملأ خزان إحدى الطائرات بالوقود . وازداد خوفه أكثر عندما علم أن شقيقه براد هو من كان يقود الطائرة الأخرى . ألا تذكر كيف كان براد وآرني يحيكان المكائد لبعضهما البعض طوال حياتهما ؟"
نظرت سامنثا إلى والد دوغ ." لقد تأثرت والدتي بمقال دوغ عن الحياة البرية . هل ألقيت نظرة عليه؟"
نظر الوالد إليها بحيرة ." نعم لقد رأيته."
قالت السيدة كلايبورن :" يعتقد ستيل أن مهمته المقبلة ستكون في أكاديمية الطيران التابعة لولاية كولورادو . وهو يعتمد عليك في تعليمه التزلج في السنة المقبلة ."
ردت سامنثا :" بالطبع سيقوم بذلك . إنه سيتخلى عن أي شيء عنما يطلب منه ستيل ذلك ." ثم أضافت بخبث :" إن دوغ يلتقط صوراً تافهة وحسب ، إذا ما قورنت بما يعمله أقرباؤه."
تلعثم دوغ في كلامه عندما شاهد الدهشة في عيون والديه . أخذ نفساً عميقاً والتفت إلى سامنثا قائلاً:" سامنثا! إن والدي قد علما بأخباري للتو . وهما يحاولان الآن تزويدي بأخبار العائلة."
تجاهلته سامنثا كلياً ، وتابعت حديثها لوالديه قائلة :" يجب أن تفخرا بأن ولدكما يقوم بعمل يفيد العالم بأسره . إن صوره تجعل الناس يقدرون الخليقة من حولهم ، وتعلمهم الاهتمام بالكون . إن العالم بحاجة إلى أناس مثل دوغ ، وليس بحاجة إلى طيارين ولا قواد يقودون الآليات في الجيش."
خيم الصمت والذهول على الغرفة . وبدأ والد دوغ الحديث :" آنستي ، لاأعلم من أين أتيت بهذه الفكرة غير الصحيحة عني وعن ساندي . إننا نفتخر بولدنا دوغ . إن ذلك بعيد كلياً عن الحقيقة ."
همس دوغ لسامنثا والاستغراب بادٍ على وجهه ." لو لم أكن أعرفك لاعتقدت أنك تحاولين حمايتي من والدي."
فردت سامنثا :" أنني أكره التفاهات."
أحمر وجه السيد كلايبورن غضباً ." تفاهات ؟ هل تتهمينني بــ ..." وضعت زوجته يدها على ذراعه قائلة :" إهداأ ، يا بات . إني متأكدة أن هناك تبرير منطقي لهذا التصرف ... أو لسوء الفهم ."
رفعت سامنثا رأسها وهي مستعدة للتفسير ، لكن دوغ وضع يده على فمها وقال :" هدئي من روعك ." وتابع حديثه ساخراً ." اللوم يقع على آيك . أنت تعلم ، يا أبي ، إنه يحب أن يخبر الجميع أننا التافهان الوحيدان في

العائلة . فلا بد أن سامنثا حملت كلامه محمل الجد ووكلت نفسها للدفاع عني ." سيطر الصمت على الغرفة .
أبعدت سامنثا يده عن فمها . وقالت :" وماذا تقول في تنظيم الأسرّة ؟ والتفتيش الصباحي على الغرف؟"
سألها دوغ :" هل تريدين إقناعي أن لوسي لم تجبرك قط على تنظيف غرفتك؟"
أحمر وجه سامنثا خجلاً وقالت مدافعة عن نفسها :" لم أجبر يوماً على تنظيم الملاآت بطريقة محددة ."
قهقه الجنرال كلايبورن ." ألا تزالين تقومين بذلك ؟" حدقت السيدة كلايبورن بسامنثا قائلة :" لابد أنك كنت تعتقدين أننا وحوش بشرية . أنا لاأعتقد أني كنت والدة كاملة لدوغ . إنه كان دائماً مكتفياً ذاتياً حتى أني كنت أتركه يختار طريقه في الحياة . لم يكن لديه الوقت لخبز الحلويات أو التنزه مع رفاقه عبر الحقول." وأضافت بصوت منخفض :" أنا أعرف أن والدتك تختلف عني كثيراً."
انتقل دوغ إلى كرسي والدته وجلس على طرفه واضعاً ذراعه حول كتفيها :" لوسي هي لوسي ، وأنت أنت . ولو كان لي الخيار لما اخترت أحداً آخر."
ابتلعت سامنثا ريقها وقالت :" لقد كنت غبية ، أليس كذلك ؟" أخذت السيدة كلايبورن تحدق بسامنثا ودوغ ، ثم بدأ الجو بعدها يهدأ . وحركت رأسها قائلة :" كلا ." وعلت وجهها ابتسامة غمرت سامنثا . وأضافت :" إن حماية الأشخاص الذين نحبهم لا يعتبر عملاً غبياً."


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 08:49 PM   #13

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن
نظرت سامنتا إلى والدة دوغ بذعر. إنها تعتقد أنها مغرمة بابنها." أنا لا ...أنا لا أقصد..." التفتت إلى دوغ طالبة منه المساعدة.
نظر إليها دوغ ساخراً وقال لوالدته موضحاً." إن سامنثا قد تبذل مافي وسعها لحماية أي فرد من أفراد العائلة. وقدأخبرتني ذات يوم أنني كفرد من العائلة, مما جعلها تعتقد أن لديها الحق في انتقادي ومضايقتي وهذا العمل هو حكر عليها."
لم تستطع سامنثا البقاء بعد سخرية دوغ اللاذعة, فاعتذرت لوالديه وغادرت الغرفة . أخذت تسأل نفسها عن سبب دفاعها عن دوغ بهذه الطريقة.لابد ان والدته كونت عنها فكرة خاطئة. ووالده ينظر إليها كامرأة تختلف عن النساء . أما دوغ فلابد أنه... وفجأة صاح أحد الطيور مما شتت أفكارها . لكنها عادت مجدداً للتفكير. لابد أنهم يعتبرونها مجنونة. كيف تهيأ لها أن دوغ بحاجة إلى من يقود معاركه؟ إضافة إلى ذلك,إنه لن ينسى دفاعها السخيف أمام والدته, إضافة إلى إهانة والديه, أحست بالظلام يخيم على الغرفة على الرغم من أن الشمس كانت مشرقة في الخارج . ضغطت سامنثا بيديها الباردتين على وجنتيها اللتين كانتا تحترقان من الندم والأسى.من المؤكد أن تصرفها قد صدم والديه.
"آمل أن لاتنتظري مني أن أشكرك على جعلي أبدو طفلاً صغيراً ضربه أهله وبحاجة إلى ملاك يدافع عنه."
الفتفت سامنثا فرأت دوغ واقفاً عند الباب والظلام يغطي وجهه .فردت عليه:" كنت أحاول أن أسدي لك خدمة."
كان دوغ يرتعش فسألها بصوت غاضب:" هل كنت حقاً تحاولين القيام بذلك, أم أن القديس خوان قد مر من هنا, بينما يقوم بجولته حول العالم ليكفر عن خطاياه التي اقترفتها؟"
كانت سامنثا تنظر إلى الرسائل على مكتب الاستعلامات وردت عليه :" كان ينبغي علي أن أعرف أنك لن تقدر على ذلك."
رد بقوة :"أجل .كان ينبغي عليك ذلك."
"إذاً هل لهذا جئت . حسناً . قلت ما عندك ، لدي الآن عمل أقوم به."
"سأنصرف عندما أريد. لقد حضرت الى هنا نزولاً عند رغبة والدتي التي ترغب ان تشاركينا العشاء الليلة ."


"كلا. شكرا على دعوتك." كانت سامنثا تفكر بأي حال ستواجه والديه مجدداً.
اقترب دوغ منها وامسك بكتفيها قائلا:" ساخبرهما أنك مسرورة لمشاركتنا العشاء."
حاولت الإفلات منه , لكن قبضته كانت محكمة فردت."لا أريد أن آكل معك."
"لايهمني ماتريدينه.لقد أهنت والدي بما فيه الكفاية. وإذا رفضت الدعوة فان والدتي ستعتقد انك تحتقرينها لانها لم تحسن القيام بدور الأم مع أولادها ."
كانت سامنثا تدرك في قرارة نفسها أنها مذنبة في جميع التهم التي وجهها إليها , مماجعلها تختلق اللأعذار والتبريرات غير المنطقية.فردت عليه :" قد أكون كذلك بالفعل."
أجابها غاضباً:" لا أستغرب ذلك منك. لقد كنت دائماً محدودة التفكير, جاهزة لإصدار الأحكام العشوائية ولمعاقبة الناس, استناداً لأدلة لايجدها احد غيرك."
كان وقع هذه الكلمات قوياً عليها فشحب وجهها .سألته:" في اي ساعة يجب أن أكون جاهزة ؟"
أنزل يديه عن كتفيها قائلاً:" الساعة السابعة." وتابع كلامه وهو يغادر الغرفة:" حاولي التصرف بلباقة الليلة واذا لم تقومي بذلك...." حدق بها وتابع:" ... إني أعرف الطريقة الأكيدة للسيطرة عليك."
أحست سامنثا بتورد وجنتيها .قالت له :" اذا كنت تقصد تقبيلي فانا لا أكترث لذلك .انا متأكدة أنك لاتريد أن يكون لدى والدتك مزيد من الأفكار الزائفة."
أحست بالحرارة تتصاعد في الغرفة, عندما لاحظت دوغ يراقب جسدها ببرود. بنظراته الوقحة.لكنها لم تجرؤ على التأكد من ذلك كل ماكان في استطاعتها عمله هو التحديق به بتحدٍ.
قطب دوغ حاجبيه , ثم ارتسمت ابتسامة على شفتيه قبل أن ينظر إلى وجهها قائلاً بلطف :" إن ذلك يستحق العناء."
بقيت كلماته في أذنيها ساعات طويلة .كانت تصرفاته اثناء طريقهما للعشاء بالغة الرقة,مما يوحي بأنه لم يهددها خلال النهار.احست بالغضب في داخلها .صوته كان ساحراً ومهدداً في الوقت نفسه .بدأت سامنثا بالتفكير لن أترك دوغ يعتقد أنه أخجلني."

جلست السيدة كلايبورن مع سامنثا في المقعد الخلفي وقالت:"ما أجمل هذه البلدة! إن دوغ أخبرني بأنها صغيرة,ليس فيها سوى المناجم."
ردت عليها سامنثا بإحترام :"هذا صحيح ,لقد وجدوا ذهباً في منطقة النهر الأزرق عام 1859 . وهذا الإكتشاف جذب عدداً من الباحثين عن الذهب والغنى السريع, وبذلك برزت بريكنريدج الى الضوء."
قالت السيدة كلايبورن, وهي تنظر الى المدينة :" أحب هذه الأبنية ذات الطراز الفيكتوري والتي تنتشر على طول الشارع الرئيسي."
ردت سامنثا:" وأنا أيضاً. من حسن الحظ بريكنريدج أنها كانت مستعمرة عبر العصور .لقد تحول كثيراً من القرى الى مدينة أشباح بعد نفاد المعادن وإغراق المناجم فيها. وعلى الرغم من المباني الحديثة التي شيدت داخل البلدة , فإن العديد من هده الأبنية مسجل في السجل الوطني كمراكز أثرية على أي حال,لابد أن تطلبي من دوغ أن يأخذك في جولة حول البلدة خلال النهار.فألوان الأبنية رائعة, والبضائع المعروضة في المحال التجارية مسلية جدا."
قاطعها دوغ :" إن والدتي تهتم بالقيمة التاريخية لبريكنريدج فقط."
"رد السيد كلايبورن بصوت عال:" إذا تركنا ساندي تطوف بالمحال التجارية فإن أصحابها سيعتقدون أن الذهب ظهر من جديد ."
أجابت سامنثا :"في الواقع إن بريكنريدج قد شهدت ظهوراً ثانياً للذهب عام 1860, مما أدى إلى حصول إزدهار اقتصادي استمر طيلة ذلك القرن."
تدخل دوغ في الحديث." ان بات على حق, فإقبال السياح يعتبراً كنزاً ذهبياً."
ردت سامنثا."إن ذلك واقع.لامحالة . فنذ افتتاح مركز التزلج في أوائل الستينات والمدينة تشهد نمواً متزايداً."
نظرت السيدة كلايبورن إلى الخارج فرأت مجموعة من الشبان يمرحون بحيوية في الشارع المضاء.قفالت:"ياللجو المرح الذي يدعو للاحتفال!"
تمنت سامنثا في نفسها لو كان في إمكانها استبدال مزاجها العكر بهذا المزاج المرح . كما تمنت لو أنها موجودة في مكان آخر .لكن ما لفت انتباهها هو عدم تلميح السيد والسيدة كليبورن إلى تصرفها الخاطئ معهما , أو إلى الملاحظة المروعة التي كونتها السيدة كلايبورن عنها يبدو أن دوغ صحح لها تصورها.
قادهم خادم المطعم عبر السجاد الأخضر إلى مائدتهم. دهشت سامنثا لرؤية دافيد وليندا جالسين حول مائدتهم. لكنها تذكرت على الفور الصداقة القوية بين دوغ ودافيد, فمن المؤكد ان دافيد يعرف والديَّ دوغ.
جلست سامنثا في مواجهة ليندا, وجلس آيك إلى يمينها والجنرال كلايبرون إلى يسارها. وجلس دوغ بين والده وبين ليندا في الجهة المقابلة لوالدته , وقام بدور التعارف وتقديم التحيات .كانت سامنثا تراقب دوغ وليندا , هل لقاؤهما كان مدبراً ؟ وكان نوع من التوتر واضحاً بينهما . كانا يتحاشيان التقاء نظراتهما . ثم تساءلت هل جلس دوغ بجانب ليندا فقط ليظهر اهتمامه بها . وإذا كان فعلاً مايزال مهتماً بها من أعماقه فهو لايستطيع الجلوس بعيداً عنها . أحست سامنثا أنها تنوء تحت عبء ثقيل.
اقترب الجنرال كلايبورن من سامنثا وربت على ذراعها قائلاً لها :" إليك كلمة رجل حرب له تجربة كبيرة . إياك أن تلعبي لعبة البوكر ، لأن وجهك سوف يخونك ويفضح ما في داخلك ."
فقالت له وهي تحاول العودة إلى لبقاتها :" وحتى لساني أيضاً . لقد كنت قاسية جداً اليوم معكما."
فرد عليها :" أحب الإنسان الذي يدافع عن مبادئه التي يؤمن بها . كما أن متابعة الهجوم دون تفحص خطوط المواجهة تبدو استراتيجية حربية . إن عنصر المباغتة ما يزال."
" قد أبدو غير مهذبة إذا أخبرتك أني كنت أعتقد أن دوغ ورث عناده وعدم قدرته على التسامح ، وجنونه من والده لأنك تعمل في الجيش."
ضحك السيد كلايبورن ." هل أستنتج من كلامك أنك الآن تعتقدين أن ذلك شيء غير حسن ؟"
" إن ولدك لا يتمتع أبداً بروح التفهم والتسامح المتوفرين لديك ." تهديدات دوغ كانت ما تزال ترن في أذنيها . رمقت دوغ بنظرة غاضبة وأضافت :" انه يعتقد أنه الإنسان الكامل الوحيد في الكون." عضت على شفتها السفلى وتابعت :" آه ، يا إلهي . إنني أعود إلى ذلك مجدداً ، لقد عدت للتصرف الأحمق . إن والدتي ستخجل من تصرفاتي ، في الواقع أتصرف بكل تهذيب ولباقة عند عدم وجود دوغ ." اقترب منها والد دوغ قائلاً:" سأطلعك على سر . أتعلمين لو أنك تفوهت بكلمات مهذبة كما هو مألوف في التعارف ، لخاب أملي فيك؟" لاحظ السيد كلايبورن الدهشة في عينيها فأضاف موضحاً :" إن ما أخبرنا به دوغ عنك خلال السنين الماضية ، جعلني أؤمن أنك لن تسمحي لنا بمقابلة سامنثا آردن الحقيقية ."
ومن حسن حظها أن دوغ سأل أباه سؤالاً أعفاها عن الإجابة . بإمكانها أن تعرف بسهولة ما أخبر دوغ والديه عنها . ولا عجب فالسيد كلايبورن كان يعتقد أنها تتصرف على طبيعتها . وللمرة الأولى أحست سامنثا بفائدة من

وراء مرض والدتها . إن السيدة آردن لم تكن موجودة لتشعر بالإحراج من سلوك ابنتها.
لم يوافق آيك سامنثا في رأيها ، فقال لزوجة أخيه للمرة الثانية :" أتمنى لو كانت لوسي موجودة ، لكنت سعدت بلقائها . لكن ، على كل حال يمكنك أن تذهبي غداً صباحاً لزيارتها في المستشفى ."
أومأت السيدة كلايبورن برأسها موافقة ثم سألت سامنثا عن صحة والدتها . ثم حولت الحوار إلى مناقشة عامة حول صحة السيدة آردن . كانت سامنثا تسر في كل مرة يلتفت إليها آيك طالباً رأيها للتأكيد على صفات السيدة آردن الحميدة . ثم حولت السيدة كلايبورن الحديث عن السيدة آردن . بدأت سامنثا تشعر أن آيك يرغب في إخبار زوجة أخيه أمراً ما في النهاية . ومن الواضح أن السيدة كلايبورن قد توقعت ذلك أيضاً.
" إن زيارات آيك المتكررة إلى المستشفى تحمل في طياتها شيئاً أعمق من تعاطف صديق ومساعدته في وقت وقت الأزمات . سامنثا تأمل أن يكون ذلك صحيحاً . يبدو أنه رجل عطوف . لقد فقد زوجته في حادث مأساوي . كانا يستحقان السعادة التي كان يقدمها الواحد منهما للآخر . إن سامنثا لمّحت لوالدتها بالأمر ، لكنها لم تجرؤ على سؤالها أو سؤال آيك بشكل مباشر . كما أنها لم تكن ترتاب في أي شيء ، إذ لو أنها لم تكشف تفاصيل خطط آيك لما كانت سعيدة الآن.
نظرت سامنثا إلى طرف المائدة وهي تحاول كبت ضحكتها . فوجدت دوغ يشاركها فرحتها . ما رأته كان بريقاً وهو يستمع إلى ليندا . هذا البريق كان واضحاً رغم بعد المسافة . قطعت سامنثا قطعة اللحم أمامها بقوة . ثار غضبها . كان من الواجب على ليندا أن تعرف أنها امرأة متزوجة من أعز أصدقائه . علقت قطعة اللحم في حلق سامنثا . لكن أحداً لم ينتبه . الجميع كانوا يتحادثون ويتبادلون الأنخاب ، ويستمعون إلى ألحان البيانو الرائعة.
وليندا كانت تضحك مع دوغ . أجبرت سامنثا نفسها على الابتعاد بنظرها.
كانت سامنثا جالسة أمام جدار زجاجي . حاولت النظر من خلاله إلى الخارج . كانت الأنوار مضاءة حول بركة ماغي تنعكس على الجليد حيث يوجد عدد من الناس يتزلجون . انزلق أحد الأولاد من جراء تلقيه ضربة قوية . عادت سامنثا بذاكرتها إلى يوم كانت تتزلج مع دافيد ودوغ منذ أعوام . في المكان ذاته ، حيث تركاها واصطحبا توأمين شقراوين إلى المقهى ، ماتناسيين أن عليها أن تعرض عليهما التدريبات حول الدوران والالتفات التي تدربت عليها لأسابيع ، فما كان منها إلا أن حملت حذاء التزلج على كتفها وتوجهت إلى المنزل بخطى متثاقلة . كانت تتهم دوغ

بتحريض دافيد على التخلي عنها . لكنها تدرك الآن أنها كانت غلطته كما هي غلطة دوغ . لكنها لا تستطيع أبداً أن تنزعج من دافيد . عادت سامنثا بخيالها إلى الواقع . نظرت إلى اللذين كانا يضحكان في الطرف الآخر من المائدة . كان دوغ . دوغ الذي لم يتغير .
بعد العشاء ودّع دافيد وليندا الجميع ، وعاد الباقون إلى الفندق . قدمت سامنثا دعوة للجميع لتناول القهوة . لكنهم رفضوا وردوا بأنهم متعبون . وهذا ما كانت ترغبه . فلم تكن مستعدة نفسياً لاستقبال الضيوف.
بعد أن صعد آيك إلى غرفته نظرت سامنثا إلى لويس وقالت:" أشكرك على انتظاري . إني أقدر لك ذلك."
" عفواً سيدتي . لكنها مناوبتي الليلة . فقررت مشاهدة التلفاز بعد أن أعددت الطاولات للافطار غداً. هذا كل شيء . لم يطلب أحد مني شيئاً. لكن وردت بعض المكالمات وقد سجلت الرسائل."
رافقت سامنثا السيدة العجوز إلى الباب قائلة :" شكراً لك مجدداً ، تمهلي في القيادة . لقد بدأ الثلج يتساقط." أقفلت الباب والتفتت ، فرأت دوغ يتكئ على طاولة مكتب الاستعلامات . فقالت مستغربة :" أعتقد أنك رافقت والديك إلى الشقة ؟"
" هل اعتقدت أم أملت ؟"
" إلامَ ترمي بقولك ؟"
فرد بغضب :" إخلعي القناع الذي تتسترين به ، واظهري على حقيقتك . من لايفهم ما كان يجري الليلة يمكن اعتباره نصف ميت . ما تقصد والدتي من تلك الأسئلة المتتالية حول عائلتك ؟ لو أنها تقوم بتحقيق لمكتب التفتيش لما كانت أكثر وضوحاً مما كانت عليه الليلة؟"
ردت والتعب واضح عليها :" لقد لاحظت ذلك . أخبرني لِمَ لم تخبر والديك بعد الذي حدث اليوم أننا مثل الزيت والماء لا ننسجم مع بعضنا البعض؟"
" أنا لا أتكلم عن نفسي . لقد عنيت آيك . لابد أني كنت أعمى . لكني لم أعرف ما يدور حولي حتى رأيته يجلس بجانبك يضحك كالمجنون."
تفحصت سامنثا الرسائل أمامها . معظمها كانت رسائل للإطمئنان عن صحة والدتها . كانت تبتسم عند تذكرها كيف أخفت والدتها عنها كل شيء . وقالت :" أعتقد أنه كان يبدو طريفاً . كما أن والدتك قد لمحت إلى شيء ما . أتمنى أن لا يعترض أهلك على ذلك."
رد غاضباً :" يعترضان ، بالطبع سيفعلان ." ثم تبعها إلى المطبخ ." أعتقد أن مال آيك له نوع من الجاذبية ."

ردت بعصبية :" لو سمحت لي ، يادوغ . أنا لاأحب إهانتك ، كما أن آيك رجل ظريف ومحبوب ويستحق زوجة جيدة . وإذا كنت تعتقد أن المال هو السبب الوحيد الذي ..."
قاطعها بشدة :" إنه في الثامنة والخمسين من عمره."
" والعيب في ذلك ؟"
" هل يعتقد أن زوجة شابة تعيد إليه ...إني أجد ذلك مثيراً للإشمئزاز . إن رجلاً في مثل سنه ليس له عمل سوى ..."
اعترضت قائلة :" سوى ماذا ؟ مضاجعة النساء ؟ هذا ماتريد قوله ؟ ماذا دهاك ، يا دوغ ؟" كانت لوسي تصغره بست سنوات فقط . إن الإثنين أصغر من أتن يتقاعدا من الحياة والحب وأضافت :" توفيت زوجة آيك منذ خمس سنوات . هل تتوقع أن يبقى وحيداً طوال حياته ؟ لقد ظننت أن زواجه سيسعدك ." في تلك اللحظة خطرت ببالها فكرة ماكرة ، فتابعت :" هل تتوقع أن ترثه ؟ أهذا كل ما في الأمر ؟ أليس كذلك ؟ لقد كنت طوال تلك السنين ابن أخيه المفضل لديه . ماذا دهاك ؟ هل تخاف أن أرث هذا المال في النهاية ؟" تراجعت سامنثا إلى الوراء عندما رأت الغضب يتطاير من عينيه لكنها لم تستطع السيطرة على لسانها فقالت :" إياك أن تتدخل ، فيضيع كل ما فعلته والدتي لأجلك فإنك لن تفعل أي شيء تهدم ما بينهما وأنا أنذرك بأنني ..."
" ستقومين بماذا ؟" تمتم دوغ بغضب وأمسك يدها بقوة آلمتها . غرز أصابعه في يدها .
صرخت بوجهه ." دعني أذهب ." لكن الحائط وراءها كان يمنعها من التراجع.
اقترب دوغ منها ، مرر أصابعه على وجنتيها قائلاً :" يا لتلك الألاعيب التي تبدو بريئة . منذ متى تحولت الفتاة التي كانت تلعب مثل الأولاد إلى فتاة غاوية ؟"
كانت تتنفس بصعوبة ، مما جعلها غير قادرة على الرد عليه . إنه لا ينتظر منها جواباً ولا حتى كلمة . رفعها على أطراف أصابعها وأخذ يمرر أصابعه في شعرها . لم تتجاوب معه بادئ الأمر . لكنها رضخت تحت وطأة إلحاحه المتزايد وهي تحس بالرغبة تثور في داخلها .
أدخلت أصابعه في أعلى ذراعيه ، كانت تستمتع بتحسس عضرته من فوق سترته الصوفية . لكن سرعان ما تحولت السترة إلى حاجز لا بد من التخلص منه حتى تتمكن من تمرير يدها فوق قميصه الذي كان دافئاً . إنها



قادرة على سماع نبضات قلبه والإحساس بها ، إضافة إلى أن رائحة عطره كانت تزيد من إثارتها.
رفع دوغ جسده عنها . كانت شفتاها ترتعشان وكذلك جسدها كان يتعطش للمسة يديه . الصمت الذي ساد بعد ذلك كان قاتلاً . صوت تنفسها القوي كان يعكر مزاجه . كانت ترفض النظر إليه خوفاً من أن تفضحها عيناها ، وتكشف عن الرغبة التي أثارها دوغ . فجأة نظرت إلى شفتيه لترى ابتسامة غاضبة تحوي إهانة . بدأت سامنثا تهز رأسها مستنكرة كل كلمة سيتفوه بها حتى قبل أن يقولها .
وضع إبهامه تحت ذقنها ورفع رأسها مجبراً إياها على النظر إليه . كانت عيناه باردتين تبدوان رماديتين أكثر منهما زرقاوين . بدأ يتفحص وجهها . توقف عند شفتيها وقال ببرودة :" لا بد أنك واثقة جداص من سحرك ."
أغمضت عينيها . إن دوغ يكره هذه الجاذبية المصطنعة التي كانت بينهما ، كما تكرهها هي :" أتعتقد أني أريد ذلك؟ أو أني أحب ذلك ؟"
ضغط على شفتها السفلى بإبهامه ثم مرره على رقبتها ثم كتفها . أخذت نفساً عميقاً من هذه المسة التي أثارتها .
" أجل أعتقد ذلك . أأنظري ." ثم هز كتفيها . وتابع :" أنظري ."
فتحت سامنثا عينيها رأته ينظر إلى الأسفل . اتبعت نظراته فقالت :" آه . كلا ." ولكنها في الحال وجدت قميصها مفتوحاً يكشف عن ثيابها الداخلية.
لمس دوغ بيده صدرها وقال بسخرية :" ماذا لو أتى آيك الآن ورآنا في هذا الموقف ؟"
هزت رأسها في الوقت الذي كانت لمساته تلهب بشرتها . إنها غير قادرة على التفكير . إن كلماته تحمل غضباً عظيماً ، لكن قبلاته تبعث شعوراً آخر مختلفاً . إضافة إلى ذلك . فعلى الرغم من كلماته التي تتهمها كانت يداه تداعبان صدرها.
أخذت تتساءل عما إذا كان يدرك ما تفعله يداه . أخيراً همست له :" لا ، لاأعلم."
أجابها غاضباً :" أنا أعلم . سيعتقد أنك امرأة لعوب وسيرحل عن بريكنريدج ويترك هذا الفندق . لكن هذا لن يروق لك . أليس كذلك ؟ لم أكن أعتقد ذلك ." أحس بالإرتياح لما رآه في عينيها .
سألته :" هل ستخبره بذلك ؟"
في تلك اللحظة تركها وابتعد عنها مسرعاً وكأنها مرض معدٍ ، قائلاً لها :" ينبغي علي ذلك . لأن مثل هذا يضع نهاية لأي مشروع زواج . هل كان

يفكر بذلك حقاً ؟ أم كان يفتش عن عشيقة وحب ؟ هل فكرت بذلك من قبل؟"
قالت بصوت هامس وهي تقفل قميصها :" كلا . لم يكن آيك ليقوم بذلك . لماذا تكرهه إلى هذه الدرجة ؟"
أدار لها ظهره ، ووقف عند الباب ." إن مجرد التفكير بالموضوع يثير الاشمئزاز أريد أن يعتبر الأمر منهياً . أو فأني سأخبره بما حدث الآن ."
ارتمت على أقرب كرسي ." ولكن لماذا ؟"
لم يحاول فهم ما قالته . قال :" يمكنك إعطاؤه أي عذر تريدينه ." ابتسم مضيفاً :" لا يهمني كيف تحتفظين بماء وجهك . كل ما يهمني هو عدم إتمام هذا الزواج ."
" إن ذلك لا قيمة له عندي ، ولكن والدتي ..."
" سأحاول أن أجعل الأمر غير محرج لها ."
استندت سامنثا إلى طرف الطاولة محاولة الوقوف بعد أن صعقت بالحقيقة التي اكتشفتها وقالت بذهول :" هل تحب والدتي ؟"
التفت إليها ." لا يجب أن تعجبي لذلك . بالطبع أحبها . إنها بمثابة أم ثانية لي ."
" لم أقصد الحب على هذا النحو إنما قصدت حب رجل وامرأة ..." حاولت تلافى نظرته المقيته التي ارتسمت على وجهه عند سماعه تلك الكلمات . دخل الغرفة مجدداً . جذبها من يدها ، وسألها :" كيف تجرؤين على قول هذه التفاهات ؟"
تراجعت عندما اقترب وجهه من وجهها وقالت :" إذاً لابد أن هناك خطباً ما في عمك ."
دفعها بعيداً واستدار قائلاً :" الشيء الوحيد الخطأ هو نيتك السيئة ." ضاقت سامنثا ذرعاً به وأمسكت بسلة خبز فارغة ورمته بها ، وصرخت :" اللعنة عليك." واستدار دوغ متوجهاً إليها .
اختبأت خلف أقرب كرسي وأكملت قفل قميصها قائلة :" أريد أن أعرف سبب معارضتك زواج والدتي من عمك؟"
تجمد دوغ في مكانه وقال :" ماذا قلت ؟" فردت عليه :" سمعتني جيداً . أريدك أن تقدم لي تبريراً لمعارضتك هذا الزواج."
بدت على وجهه علامات الاستغراب وقال :" آيك ولوسي ."
فردت :" بالطبع آيك ولوسي . عم تتكلم إذاً؟"

ضحك دوغ مقهقهاً. عند ذلك أدركت سبب ثورته فقالت :" أنا؟ ألهذا تفوهت بذلك الكلام الفارغ حول المال. هل كنت تعتقد أنني سأتزوج من آيك بسبب المال ؟ لماذا أنت ..."
أمسك دوغ بيدها محاولاً إخفاء ضحكته ورد قائلاً:" آيك ولوسي . يالهذا العجوز الجبان ."
قالت وهي تحاول تحرير يدها :" إن آيك ليس عجوزاً كما أنه ليس جباناً . كان عليك ملاحظة ذلك لو أنك تهتم بعائلتك ، لكنك تضيع وقتك حالماً بزوجة رجل آخر."
تجاهل دوغ ماقالته أخيراً وقال :" هل أنت متأكدة من ذلك؟"
" إني لست واثقة . ولكن آيك يتصرف كرجل مغرم."
نظر إليها بدهشة وقال :" كيف تميزين الرجال المغرمين؟"
كان قصده واضحاً . ولم يتطلب منها ذكاء لإدراكه . كان يشك في وجود رجل أغرم بها من قبل . غير أن مشاعرها ما تزال مجروحة من جراء ماحدث خلال النهار ، مما أثار غضبها سريعاً. " كيف لي أن لاأعرف ؟ كنت أراقب تلميحاتك المزعجة منذ يوم زفاف دافيد."
" كنت أعتقد أنني كنت أتصرف بحذر شديد هذه الليلة ."
" إنك تعرف معنى هذه الكلمة . لقد كان منظرك مزرياً وأنت تحاول التقرب منها على طاولة العشاء حتى أنني لم أتمكن من تناول الطعام بسببك . كان منظرك مثيراً للاشمئزاز ."
" ربما لأنك تحسين بشيء ما ."
" أنا .لا ..."
قاطعها قائلاً:" شيء من الغيرة مثلاً."
كان في عينيه غموض كبير . أغرق سامنثا فيه . هزت رأسها . وجمعت قوتها للدفاع عن نفسها وقالت له :" غيرة ؟ وممن سأغار ؟ منك وأنت تحط من قدرك أمام ليندا . إن ذلك مثيراً حقاً للازدراء؟"
ضحك دوغ ضحكة خافتة ولكن مثيرة جعلتها ترتعش وقال :" كم هو مثير للاشمئزاز ."
تأوهت سامنثا بذعر وقالت :" آه .لا."
أمسك دوغ بيديها ووضعهما خلف ظهرها ، ورفعها إلى الأعلى . جسدها ملتصق بجسده ." لِمَ ؟ هل أنت خائفة ؟"
فردت عليه :" أنت لاتخيفني ." إلا أنها كانت تدرك أحاسيسه التي تحرق جسدها من فوق ثيابها . قال لها :" ربما يجدر بك أن تخافي . فمخلوق

صغير مثلك لا يجدر به أن يتحدى رجلاً بحجمي ." وفيما شفتاه ترتعشان ، أضاف :" هيا ، تابعي ، يا صاحبة المشاكل ."
أجابته باستهزاء :" إنك تفعل ذلك فقط لتبرهن أنك أقوى مني."
قهقه عالياً ، وغير من إمساكه لها ، أمسكها بيد واحدة وقال :" كنت أفكر بما قد يفعله قميصك المفتوح ." ضغط بأحد أصابعه على شفتيها قبلا أن تتمكن من الكلام .
وأضاف :" إبقي فمك مغلقاً ، لأني سأعتبر تحريكك لشفتيك بمثابة دعوة لي ."
أجابته :" أنا لا أدعوك إلى ..." أطبق عليه قاطعاً كل استنكار غاضب كانت تنوي القيام به ." هل هذا ماكنت تريدينه حقاً؟" ارتعشت من الغضب واللذة معاً عندما ابتعد عنها.
إنه شيء غير منطقي أن يتمكن هذا الخسيس من إلهاب مشاعرها لتستسلم له في النهاية وترتمي بين ذراعيه .
وليس متنطقياً أن يعرف مدى تأثيره عليها . إنه يستغل ضعفها لتسليته الشخصية . أحست بالذل ، فرفعت رأسها تحدق فيه . كان هناك نوع من السخرية في عينيه الزرقاوين . قال لها :" مازلنا لا نستطيع التوصل إلى هدنة بيننا ، أليس كذلك ؟" وقبل أن تتمكن من الإجابة عن سؤاله غير المتوقع ، كرر سؤالها :" إذا تزوج عمي والدتك ، مهو تأثير ذلك على علاقتنا ؟"
ردت سريعاً :" أعداء ."
مرر دوغ أصبعه على شفتيها المرتعشتين ." أمن المفترض أن تحبي عدواص لك ؟" تركها ورحل عنها . اختفى في ظلام الليل الداكن وراء ستار من الثلج المنهمر . فقد كانت هناك عاصفة جديدة في طريقها إليهم .
لم يظهر دوغ في اليومين التاليين . كانت سامنثا تشعر بالحقيقة من خلال أحاسيسها . فما حدث في تلك الليلة لم يكن ليسمح بالتئام الصدع بينهما . فعلى الرغم من التعليق الذي قدمه دوغ إلى والديه بأنه واحد من أفراد العائلة ، يبدو من الواضح أن دوغ نفسه لم يكن مقتنعاً بذلك . وهذا يعني أن غلطتها لن تغتفر . أحست بالندم وأحست معه بالإرتياح .
لكن التفكير بتلك الليلة سيطر عليها . التفكير بشفتي دوغ الدافئتين على ... إن هذه الأفكار تمثل خطراً لم يتم التوقف عندها . فمثل هذا التصرف من الخطر إعادته . فلولا حرصها لتحولت إلى الإدمان على قُبله وذراعيه.
كان يتمتع بلحظات من الهدوء النادر . لقد غادرت ماري وآندا ولويس . وخرج جميع النزلاء للتزلج عند المنحدرات ، أو لزيارة المحال التجارية .

الهاتف لايرن . السيد والسيدة كلايبورن غادرا بالأمس . والسيدة آردن ستعود قريباً إلى منزلها.
الحياة ستعود أخيراً إلى طبيعتها في فندق هامنيغ بيرد . كلا ، إن ذلك غير صحيح . استندت سامنثا على قلم الرصاص . كانت غارقة في التفكير . لقد غير هذا الشتاء كل شيء . دافيد تزوج ليندا . ووالدتها خطبها منها آيك ووافقت . أما هي فقد بقيت اشبينة العروس . نظرت إلى صورتها في زجاج النافذة . هزت رأسها في محاولة للتخلص من هذه الأفكار القديمة . إن المرأة اليوم لا تقدّر بمدى جاذبيتها للرجال . أخذت ترسم ، شاردة الذهن ، على قطعة ورق قديمة . إن مشكلتها لا تكمن في عدم عثورها على زوج إنها مجرد حمى الربيع . إنها مجنونة داخل الثلوج وتنتظر بفارغ الصبرعودة المروج الخضراء ، والسماء الصافية . نظرت إلى الخارج حيث الهواء يرمي بالثلج على النافذة .
أخذت تقول في نفسها ، إن الركوب على الزحافات للتزلج في مثل هذا الطقس قد يكون قاسياً جداً . إن مثل هذا اليوم مخصص للعشاق للجلوس أمام الموقد لتبادل الأسرار.
بدأت تتساءل عما يقوم به دوغ الآن . أجبرت نفسها على عدم التفكير به والتركيز على السهرة . الليلة يصادف عيد ميلاد والدتها . لقد خططوا لأخذ قالب الكاتو والهدايا إلى المستشفى . ابتسمت سامنثا . لقد تذكرت قميص النوم المثير الذي اشترته لوالدتها . إن السيدة آردن مازالت في عمر يسمح لها بلبس هذه الثياب .
أتى الليل ، وذهب الجميع إلى المستشفى . وكما توقعت فقد قالت والدتها معترضة على هديتها :" سامنثا ، لقد كبرت على مثل هذه الأشياء . إنه غير محتشم أبداً."
ردت سامنثا بخبث :" لم لا تسألين دوغ رأيه ."
هزت السيدة آردن رأسها والتفتت نحو دوغ قائلة له :" لقد اعتقدت أنك ستعلمها كيفية التعامل مع الناس في الفترة التي قضيتها معها ."
قاطعتها سامنثا بقولها :" إن ذلك يحتاج إلى رجل أذكى من دوغ."
ضحك دافيد قائلاً :" أعتقد أن الكلمة التي يجب استعمالها هي أشجع ، لأن دوغ واثق جداً من ذكائه."
تقبلت سامنثا كلمات شقيقها بعبوس . بينما كانت والدتها تقوم بفتح الهدية الثانية ، هدية آيك . والتي كانت عقداً من الذهب والماس . لم تكن هديته مفاجأة لسامنثا ، لأنها كانت معه عندما اختارها واشتراها . هدية دافيد

وليندا كانت معطفاً منزلياً يتناسب مع هدية سامنثا . نظرت ليندا إلى سامنثا قائلة :" لقد أخبرتني البائعة بهديتك ."
لم يبق سوى هدية دوغ . كان الجميع بإنتظارها . ابتسم قائلاً :" أعلم بما تفكرون . ماذا ينقص السيدة آردن ولديها كل شيء . أعترف أن هدية آيك لا يعلى عليها . لكن مافي هذه العلبة ... " أشار إلى علبة مسطحة يحملها .
وأضاف :" ... ستكون هدية لوسي المفضلة ." ووسط صيحات الإزدراء والإستهجان قدم الهدية إلى السيدة آردن وقال :" عيد ميلاد سعيد ، يالوسي."
كانت ردة فعلها بعدما فتحت العلبة دليلاً على صدق ملا توقعه دوغ . اغرورقت عينا السيدة آردن بالدموع وقالت :" كيف قمت ...؟" ورفعت إطاراً كبيراً في داخله ثلاث صور لسامنثا ، جمعت ونظمت على شكل مثلثات . هذه الصور تمثل سامنثا في جميع حالاتها النفسية . لقد التقطت صوراً لروحها . كأني أسمع صورها تتكلم ."
أشار دافيد إلى إحدى الصور وقال :" تبدو هنا منزعجة من شيء ما ."
لم يسمح دوغ لسامنثا بالإطلاع على بروفات الصور ، مدعياً أنها ليست موضوعية . أما الآن فهي لا تستطيع رؤيتها بوضوح . إحداها تظهر سامنثا كطفل وقح مستعد دائماً للقتال. الثانية تظهرها غارقة في التفكير لا تعلم ما يدور حولها . أما الصورة الثالثة والتي أشار إليها دافيد كانت ... التفتت سامنثا إلى دوغ قائلة له :" أعتقد أنها طريقتك للسخرية مني."
" إنها صورة صريحة جداً . ماذا كنت تريدين ؟ بعض اللقطات الجامدة داخل الاستديو ."
وضع آيك يديه حول كتفيها ." إن كل ما أعرف أنه إذا ما علقت هذه الصور الجديدة لإبنتي في الفندق فإنك ستجد آلاف الأشخاص عند عتبة الباب منتظرين أن تنعم عليهم بظهورها ." شد على كتفيها وتابع :" إن امرأة لديها هاتان العينان اتلمتوهجتان بهدوء قادرة على إثارة أي رجل ."
كلمات آيك كان لها أثر في ترطيب الأجواء . نظرت سامنثا إليه ، وابتسمت له بامتنان وقالت له :" إذا عدلت أمي عن الزواج منك ، فأنا على أستعداد لأن أتزوجك."
تنهد آيك عميقاص وقال لها :" أتخبريني بذلك الآن . إن لوسي لا تتنازل عني حتى لابنتها ."
رمته السيدة آردن بوشاح.
بقي آيك في المستشفى . بينما ذهبت ليندا ودافيد لأن لديهما موعداً آخر . اضطر دوغ إلى إيصال سامنثا إلى الفندق . كان دوغ يصفر طوال
الطريق متجاهلاً وجودها معه . عند وصولهما خرجت سامنثا مسرعة من السيارة .
دخلت الفندق . كان دافئاً . تناولت الرسائل التي تركتها آندا . حاولت التركيز عليها ، لكن دون جدوى . لم تكن أية رسالة ذات أهمية خاصة . أخذت تعبث بالرسائل . سالت دمعة على وجنتها ،فمسحتها دون أن تكترث لها . ماذا أصابها ؟ ربما تأثرت لمرض آندا . ربما من الأفضل أن تعد كوباً من الشاي يهدئ من روعها.
أدارت وجهها نحو باب الردهة . تناولت إبريق الشاي .
عندما التفتت وجدت دوغ واقفاً عند الباب . جفلت لرؤيته فقالت له :" لم أسمعك وأنت تدخل ."
رد عليها :" آسف ." ثم توجه إلى خزانة الفناجين وتناول كوبين وأضاف قائلاً :" اعتقدت أنه من الممكن أن تكوني بإنتظاري."
" ولماذا انتظرك؟"
ابتسم بتكلف . " إن تناول الشاي بعد حدوث أمر ما ، ومناقشته ... يعتبر من تقاليد عائلة آردن . حتى بالنسبة لعضو مؤقت في العائلة مثلي ."
تناولت منه علبة الشاي وقالت :"ة كم مرة يجب علي الاعتذار ؟ سبق وقلت لك إني لم أقصد أبداً أنك لاتنتمي إلينا ، أو أني دهشة لمساعدتك . أردت فقط أن تعلم أني أعتبر تصرفك شيئاً طبيعياً." خطرت ببالها فكرة مفاجئة . فسألته:" أكانت تلك الصورة تمثل انتقامك مني؟"
" أية صورة ؟"
" تلك التي أبدو فيها كإمرأة متسلطة ."
ضحك دوغ قائلاً :" إن هذه الصورة تعب عن حالتك في 99% من الأوقات التي أقضيها معك."
حركت سامنثا فنجان الشاي ببطء . قائلة له :" حقاً؟"
اختفت ابتسامة دوغ . وقال :" سامنثا ، لم أكن أنوي إهانتك اطلاقاً . إن تلك الصورة مجرد تصوير لإمرأة في ثورة مستمرة ." تساءلت :" أنا عصبية جداً ، أليس كذلك ؟"
تلاشت ابتسامتها في تلك اللحظة . وأضافت :" أتمنى لو كنت هادئة وأستطيع السيطرة على أعصابي مثل ليندا ." نظرت إلى كوب الشاي . وتابعت :" لابد أنك تكرهني بسبب هذه الأعمال التي أقوم بها ، والكلمات التي أتفوه بها ."
قاطعها دوغ :" سامنثا ، سامنثا ،لم هذا الإفراط في تقدير آراء الناس ؟ هل انتقلت إليك عدوى هذا المرض من آندا ؟"

قالت بهدوء :" أترى! حتى لو حاولت إصلاح الأمور ، فإنك تأخذ محاولتي على محمل الجد . مما يدل على حجم الهم الذي أشكله . أنا آسفة حقاً."
" آه . لا . إنك لا تعنين ما تقولين . إنها ليست تلك التصرفات اللعينة من جديد ." دار دوغ حول الطاولة واقترب منها . وضع اصبعه تحت ذقتنها ورفع وجهها إليه وقال :" سأطلعك على سر بسيط . في المرة الأولى التي حضرت فيها إلى هنا كنت أحسد دافيد كثيراً ، كنت أحلم أن تكون لي شقيقة صغيرة مثلك ."
فردت بسرعة :" كان ذلك قبل أن تعرفني جيداً." كانت سامنثا تتجنب إلتقاء عيونهما . خاصة عندما يكون صوته مليئاً بالمتعة .
فأجابها :" كان ذلك قبل أن أعلم أن الأخوة الصغار دائماً مزعجون . أما اليوم ، فأنا لا أقبل أن يكون لي أخ أصغر مني حتى لو دفع لي مقابل ذلك . إنهم دائماً يقفون في الطريق ، ويطالبونك بالاهتمام بهم ." اختفت نبرة التهذيب في صوته.
" ألم يحن وقت ذهابك إلى المنزل ؟"
وضع يده حول كتفيها قائلاً :" إن الأخوات الصغيرات يرمين بأنفسهن عليك . أنا أفضل أن تكون لي صديقة بدلاً من أخت . هل تصبحين صديقتي ، يا سامنثا؟"
أصدقاء ؟ كان وقع هذه الكلمة جميلاً في أذني سامنثا .
أخذتت ترددها حتى يتعود لسانها عليها . إن والدتها ستعود إلى الفندق غداً . ومن المؤكد أنها ستسر لمدى تحسن العلاقة بينهما . إنهما يذعنان لآراء الآخرين . كما يتحاشيان النقاشات الحادة . ويرفضان أن يتحدى أو يعارض الواحد منهما الآخر.
كانت سامنثا غارقة في تنظيف الحوض كما هي غارقة في التفكير ، فهما لا يتبادلان القبل هذه الأيام . إنها مستاءة لذلك . لكنها تحاول عدم التفكير بالموضوع . لمذا يقبلها ؟
كان يقبلها في السابق ليستغل رجولته للسيطرة عليها . أما الآن فهما لايخوضان معركة السيطرة فلا حاجة له للجوء إلى مثل هذه الأساليب . يبدو أنه لم يكن يسر لتقبيلها . لقد تحملته بدافع الضرورة . فلو أنها صدته في المرة الأولى التي قبلها فيها لاكتشاف دافيد سر دوغ المؤلم . سر دوغ هو السبب الذي قبلها دوغ لأجله اعتقاداً منه أنها ليندا . لكنها لا تعرف سبب ضعفها عند تذكرها قبلة لم تكن لها
امتلأت عيناها بالدموع. لابد أن سائل التنظيف قوي جداً . توجهت إلى النافذة وفتحتها . امتلأ الحمام بالهواء البارد الذي يحمل معه أصواتاً من الناحية الثانية . إتجهت سامنثا نحو النافذة ونظرت إلى أسفل . رأت ليندا ودوغ في الفناء الخلفي لمنزل دوغ . وبينما كانت تراقبهما . وضع دوغ يده على كتف ليندا ، وقفت ليندا بعدها على رؤوس أصابعها . إنها ستقبله.
أدارت سامنثا وجهها . أخذت تقول في نفسها . لقد قال دوغ إن حبه لليندا دون أمل . حب دون أمل . هاه أخذت سامنثا تنظف البلاط الأبيض بطريقة عشوائية . هل هناك عبارة أبشع من هذه العبارة ؟ وماذا عن ليندا؟ لقد اعتقدت سامنثا أنها مغرمة بدافيد . أم أن إخلاص دوغ الشديد تصعب مقاومته. تتذكرت سامنثا ليلة العشاء مع والديّ دوغ ... كان عليها أن تهتم أكثر باشتباهها تلك الليلة . لكن هذا الإشتباه أزاله وجه دوغ الثائر وهو يتهمها بوجود علاقة بينها وبين آيك.
عطست سامنثا . ثم حكت أنفها بظاهر يدها . كانت تلبس قفازاً مطاطياً أزرق . أهداه لها دوغ . رفعت يدها أمام وجهها . إن هذه القفاوات دليل على وجود علاقة بينهما . لم يقدم لها دوغ أزهاراً وحلوى كما كان يفعل مع جميع الغاتنيات الشقراوات اللواتي عرفهن . هذا لا يعني أن ليندا هي إحدى تلك الغانيات . لم تفكر سامنثا بهذه الطريقة . لكن ماذا لو كانت هناك علاقة بينها وبين دوغ على الرغم من إرتباطها بدافيد ... مع دوغ . إنها غلطة دوغ . إنه يحاول إغواء ليندا . لماذا لا يدعها وشأنها؟
لابد من وجود امرأة لا تستسلم إلى غروره بحجة الضعف أمامه ، والاعتماد عليه . امرأة لا تتنافس معه ، أو بإمكاني التفوق عليه . امرأة تظهر رقيقة جداً في ثوب رمادي.
امرأة مختلفة تماماً عن سامنثا . إنها لا تهتم برجل غير واثق من نفسه . أو أنه يخاف من امرأة قوية . رجل لايحتمل أية خسارة حتى في لعبة الورق ، أواصطياد سمكة أصغر من التي اصطادها رجل بــ ... عطست سامنثا مرة أخرى . نظرت إلى يديها . رجل أعطاها قفازات من المطاط الأزرق.
رجل وضع مئزراً لمساعدتها في تحضير الفطور . رجل ينظف الأطباق ، وينظم الأسرّة بطريقة مميزة . رجل خلق شيئاً جميلاً في امرأة عجوز . رجل ينظم فوط الطاولة بأشكال غريبة . رجل قوي ، مستقل ، مغامر ومثير . رجل أغضبها وأثارها ، أثارها بقبلة.
مسحت سامنثا دمعة سالت على خدها . عندما بدت لها الحقيقة الجارحة واضحة أمام عينيها . إنها مغرمة بدوغلاس باتون كلايبورن . ذلك الرجل الذي يحب زوجة أخيها . ويعتبرها طفلة قد أفسدها الدلال وغير مرحب بها.

لقد أخبرها أكثر من مرة أنها تغضبه وتضايقه وتثيره وتجعله مجنوناً. إنها هي المجنونة لمجرد التفكير بتلك الحماقات . إن دوغ سيهزأ منها إذا علم بذلك . فجأة سمعت صوتاً يأتيها من الخلف قائلاً:" هل تحاولين نزع البلاط عن الحوض ؟" استدارت سامنثا فوجدت لوسي تنظر إليها من خلف نظارتيها . تابعت لوسي قائلة :" يبدو أنك كنت تبكين ."
كذبت سامنثا عليها مدعية أن الصابون دخل في عينيها .
قالت لوسي :" آه . لوسي مشغولة بعريسها لدرجة أنها لا تعلم بما يدور حولها . ولكننا أنا وآندا وماري لاحظنا ذلك منذ فترة . لكنك لاتسأليننل النصح ، لذا فلن أقدم لك شيئاً . لكن لدي سؤالاً واحداً وهو ، منذ متى تستسلم سامنثا آردن بسهولة ؟"
اعترضت سامنثا على تلك الكلمات صارخة :" أنا لست كذلك ." ولكنها كانت تكلم نفسها . لقد غادرت لوسي . وقامت بترديد الكلمات مرة ثانية .


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 08:50 PM   #14

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع
مسحت سامنثا يديها بمئزرها بعصبية شديدة . إن دوغ قد ذهب إلى دنفر لكنه أخبر آيك أنه سيعود حوالي الساعة السادسة . كانت رائحة الطعام الشهية تنبعث من غرفة دوغ.
والطاولة معدة بأغطية والدتها المفضلة ، وأواني الخزف الصيني المزهر التي ورثتها عن جدتها . كما أخذت أجمل الأزهار التي كان من المفروض أن تزين طاولات الفطور للنزلاء . أما الشراب فقد اختاره البائع على مذاقه . الكؤوس بانتظار من يملأها . كل شيء كان على مايرام ولا ينقص سوى وجود دوغ.
حركت سامنثا نار الموقدمع أنها لم تكن بحاجة إلى تحريك . لكنها كانت عصبية ، الأمر الذي يمنعها من البقاء ساكنة . أخذت تفكر .آه، لو أن دوغ لايسخر منها ويعطيها فرصة لتبرهن له أنه لايحتاج إلى ليندا ، وأنها تستطيع أن تكون امرأة ، هادئة ولطيفة . ستسمح له بفتح زجاجة الشراب ، وبحمل الوعاء من على رف الموقد ، وبسحب كرسيها وبأن يصدر القرارات . وقفت سامنثا أمام المرآة تتأكد من شعرها أخذت تصففه بعناية فائقة وتضع داخله الدبابيس . ثم بدأت تراجع الشخصية التي تريد تجسيدها أمامه .لا ملاحظات مغرورة لا محاولات إذلال وسخرية . لامعارضة لقراراته . كما أنها ستكهن النظر في عينيه . ستداعب حاجبيه الحزينتين . ستقبل قدميه . أحست أن صورتها في المرآة تنظر إليها وتعاتبها قائلة . هل ستتخلين عن موقفك؟
عليها أن تمسك بلسانها السليط . خلعت مئزرها ، رمته على أحد الكراسي . كانت تبدو في كامل أنوثتها . كانت ترتدي ثوباً مخملياً بنفسجياً اشترته اليوم من إحدى محلات البلدة . لم تنسَ سامنثا تعليق دوغ على الثوب ذي الأكمام الطويلة وفتحة العنق المحفورة عميقاً بشكل مثلث.
التي تلفت النظر إلى جسدها الملفوف . كانت تنورتها طويلة تلتصق بفخديها العاريتتين وهي تتجه إلى المطبخ . أحست سامنثا بوقع أقدام تقترب ، لقد عاد دوغ . تسارعت دقات قلبها وعطرها يرسل دفقات من عبير الزهور يملأ أرجاء الغرفة وبسرعة فتحت المسجل الأغاني الحالمة تنبعث من أرجاء الغرفة .



فقدت سامنثا شجاعتها ، ولم تقوى على مواجهته . توجهت إلى المطبخ وفي طريقها تناولت مئزرها . دخل دوغ ، فوجد سامنثا تحرك الطعام . كانت تدير ظهرها إليه ، وكل شيء في مكانه.
فاقترب منها وسألها مستغرباً :" ماذا يجري هنا؟"
بدأ قلبها يخفق بسرعة ، خافت أن يخذلها ويمنعها من الكلام بطريقة طبيعية . استجمعت قواها وقالت :" تناول آيك الطعام مع والدتي في الخارج وطلب مني تحضير طعامك ."
" دعيني أخمن ! إنك تجربين طهوك فيَّ؟"
نظرت إلى صدره قائلة :" هل تمانع في ذلك؟"
فأجاب :" كلا. إذا كان لذيذاً بقدر رائحته." وتوجه إلى غرفة النوم وتردد قبل أن يفتح بابها وأضاف :" هل اقتربت من هذه الغرفة؟"
هزت رأسها بالنفي ." لم يكن لدي وقت للتفتيش في الغرف، فقد كنت مشغولة جداً."
دخل الغرفة . لقد خانت لتوها أول قاعدة للحديث الجميل الذي يعتبر أقصر طريق إلى قلب الرجل . ذلك أن متابعة التهجم في الكلام ليست جزءاً من الخطة التي رسمتها . نظرت تحت مئزرها الذي كان يخفي فتحة العنق المحفورة تماماً . لكنها كانت معتدلة في هجومها . ولتحل الأمر خلعت المئزر.
خرج دوغ من غرفته ، وأقفل الباب على مهل . مرت سامنثا بالقرب منه بكل رقة وهي تحمل أطباق السلطة . الخضر مصفوفة بشكل رائع . قال دوغ :" تبدو رائعة ."
فردت :" ذلك قليل مما تعلمته في أوروبا ."
فأجاب دوغ :" سنتان من الإصلاح."
قدمت إليه زجاجة الشراب وقالت :" حسناً ، إن تود ، صاحب المتجر الذي في آخر الشارع ، أخبرني أنه نوعك المفضل ." ثم وضعت الكؤوس.
علق دوغ على الأغنية التي تشدو قائلاً:" إنها ليست شريطي المفضل لقد اشتريته اليوم."
قدم دوغ لها كأس الشراب ." لقد عملت كثيراً اليوم، أليس كذلك؟" رفع كأسه وأخذ جرعة ، ثم تناول جرعة أكبر ، وتابع حديثه:" والثوب اشتريته اليوم أليس كذلك؟"
حملت سامنثا بعض الأطباق واستدارت حول الطاولة واقتربت منه لدرجة أن ثوبها كان يلمس رجليه." أجل هل أعجبك؟"
فكر ملياً وأجاب :" أنا لست متأكداً ."
ربتت على خده ، قبل أن تعود إلى المطبخ وهي تقول :" الرجال دائماً هم الرجال هلا ساعدتني من فضلك ؟ يجب رفع الوعاء عن النار وهو ثقيل بالنسبة لي."
" ولكن كيف حملته إلى الموقد."
كذبت عليه." كان فارغاً عندما حملته .أضفت الماء بعد ذلك . " نظر إليها باستغراب ، ثم أجابها لما طلبته.
وقفت سامنثا بجانبه تحمل وعاءاً صغيراً لوضع بعض الطعام . لامست ذراعه . قميصه دافئاً وناعماً قرب بشرتها العارية . أسدلت جفونها ." شكراً لك . ما كانت النساء لتفعل شيئاً لولا وجود الرجال."
استجمع دوغ قواه وأفرغ الطعام في الوعاء . عاد إلى المائدة وقد لفت نظره الشموع المضاءة والتنظيم الأنيق للمائدة ، فتساءل:" هل هناك مناسبة خاصة؟"
" كلا. ولكني أعتقد أن هذا يجعل الطعام أشهى ." أخذت إحدى الفوط وأضافت :" حسناً. لنقل أن هذا هو ضرب من ضروب العسكرية أو أي شيء تريد تسميته . لكني أعتقد أنها تبدو جميلة . ليست كما تنظمها أنت بالطبع . لكن لابأس بها . أليس كذلك؟"
" إني لست متأكداً مما أعتقد ." أخذ جرعة من الشراب .
ناولته قطعة من الخبز الساخن ، ثم سألته :" كيف كانت رحلتك إلى دانفر؟"
فأجاب :" كالعادة . نصف ناجحة ونصف مغيظة . لقد فقدت بعض الأفلام في مختبر التحميض . هل تذكرين عندما صورت تلك الغزلان التي كانت تستلقي قرب فريسكو؟" أومأت برأسها ، فأضاف :" لقد فقدت ذاك الفيلم."
" آه . هل فقدته كله."
" لحسن الحظ كلا ." ضحك بخبث وقال:" أعتقد أن ما فقدته هو أفضل جزء."
ذعرت سامنثا وسألته :" هل يحدث هذا غالباً؟" وبسرعة كانت بدأت تقص عليه قصصها التي كانت ترويها له ، تخبره فيها عن مغامراتها ، وعن حظها العاثر كيف كانت تنزلق فوق شجرة الصبير . وكيف لسعتها
آلاف الحشرات . وكيف طاردتها الثيران والطيور الكاسرة وحتى كلاب الرعيان .
هزت سامنثا رأسها قائلة :" لابد أنك لم تعش حياة مليئة بالمغامرات . لم أكن أعلم أن حياتك مليئة بالمصادفات على هذا النحو."
أبعد دوغ طبقه الفارغ ، وأسند ظهره إلى الكرسي وقال :" ليس هناك من شيء في الماضي أهم عندي من هذه الليلة لقد اكتشفت شيئاً بالصدفة هذه اللية ."
وقفت سامنثا وتناولت طبقه وقالت :" لم أفهم قصدك لكني أعتقد أنك من المؤكد ستعود مجهداً من دنفر ، وستسر لوجود طعامك جاهزاً." توقفت قليلاً. ثم تابعت:" يوجد بعض القهوة والحلوى."
" أريد قهوة فقط."
عادت بعد قليل تحمل كوبين من القهوة . كانت الأنوار خافتة . ودوغ يعبث بأزرار آلة التسجيل . التفت إليها قائلاً :" أحاول وضع شريط يستمر وقتاً أطول ." جلس على الأريكة . أخذ منها كوبه ، ثم شدها وأجلسها بجانبه . وقال بلطف :" أكره التوقف في منتصف الأغنية أو المعزوفة لأقلب الشريط."
تأوهت سامنثا بصوت عال ، ثم أخذت جرعة كبيرة من القهوة.
تناول دوغ كوبه ووضعه على المائدة أمامه ، وقال :" لقد كان عشاءاً لذيذاً ، لكني أتشوق لتسلية ما بعد العشاء."
احست سامنثا بخوف يجتاحها بسبب الشاعرية المفرطة التي كانت واضحة في صوت دوغ ." ولكن ، علي تنظيف الأطباق ." على كل حال لقد فقدت السيطرة على نفسها تلك الليلة .
" فلتنتظر الأطباق." ضمها بطريقة أصبحت معها في مواجهته وهي نصف مستلقية في حضنه وقال :" أحب عطرك ." وكان يداعب شعرها.
" أعلم ذلك." لمساته كانت ناعمة وخفيفة إلا أنها كانت تشعر بصداع. وقعت الدبابيس من رأسها محدثة أصواتاً خفيفة ، تتناسب مع دقات قلبها . أنسدل شعرها على وجهها . أخذ دوغ يمر أصابعه خلال شعرها . قربها منه . أغمضت عينيها . طبع قبلة ناعمة ورقيقة على جفنيها . كان نصف جسدها على الأريكة والنصف الآخر في أحضان دوغ.
أخذ دوغ يحدق بها ويسند رأسه إلى يده . فقال :" هل كنت سأحظى بهذا المكان المقرب منك لو أني حذرتك من ارتداء هذا الثوب فقط لإغرائي؟" مرر اصبعه على أطراف قبتها المثلثة .
فأجابته :" ربما." كانت نظراته تسيطر عليها تماماً . بدأ دوغ العبث بطرف السحاب وقال :" أليس وجود السحاب في هذه المنطقة يشكل خطراً ؟"
بدلت سامنثا جلستها وحركتها جعلت صدرها يلامس ذراع دوغ وأجابت :" خطر عليك أم عليّ؟"
ضحك دوغ قبل أن ينزل رأسه وقال :" هل تقصدين أن هناك شيئاً ما سيردعني إذا استسلمت لاغوائك؟" وبدأ يقبلها تحت أذنها .
ردت على تصرفه الرقيق بارجاع رأسها إلى الوراء ، وقالت:" لم أقصد ذلك ."
" هل نسيت أني أعرفك." واقترب من رقبتها حيث كانت تُسمع دقات قلبها قوية وبكل وضوح فأضاف :" هل أنت خائفة ؟" هذا بينما يداه الدافئتان تلفّان خصرها .
ارتعشت سامنثا وقالت:" كلا."
"حريٌ بك أن تخافي." وجاء صوت دوغ ناعماً رقيقاً .
" لماذا ؟" أرادته أن يقبلها .
اقترب منها كلياً ، فرحبت به . سحب دوغ نفسه وأخذ يمعن النظر بجسدها . وقبل دوغ الدعوة . وعندما أحس أنها ستنفجر من شوقها إليه . رفع رأسه وسألها :" هل تريدين تصفية حساباتنا هنا؟"
فتحت سامنثا عينيها بسرعة وهما يرفان بسرعة لتبديد الضباب الذي كان يحجب عنها الرؤية ،وسألت :" ماذا قلت؟"
أجابها بقوله :" كنت أسألك إن كنت تفضلين متابعة الأمر هنا فالأمر سيان عندي."
حدقت به باستنكار . كلماته كانت باردة وجافة ، لكنها لا تظهر الاحتقار الذي في عينيه . كان ينظر إلى جسدها بنظرة غريبة . سألته :"
ماذا دهاك؟" أبعدت يده وجمعت أطراف ثوبها . وأضافت :" لِمَ تنظر إلي بهذه الطريقة ."
أبعد يده عنها بطريقة فظة قائلاً :" لقد أنذرتك من القيام بهذه الألعاب معي." وبحركة رشيقة كان يقف أمامها يحدق بها بغضب عارم ، لأنها استطاعت السيطرة عليه بقوة.
كانت ترتعش من الارتباك ، ومن إبعاد جسده الدافئ عنها . وقفت وحركت رأسها يميناً وشمالاً في حركة بطيئة غير واعية . وقالت :" أنا لاألعب معك أية لعبة ."


اثرت كلماتها في دوغ . لكن حقده كان كبيراً وواضحاً على وجهه ن وعيناه تشتعلان من الغضب . دهشت سامنثا للإشمئزاز الواضح في صوته وهو يقول لها :" لاتكذبي علي ، يا سامنثا." ثم أشار غلى المطبخ وقال :ط ما كل هذه الأشياء ؟ شموع مضاءة ، موسيقى حالمة ، طعام لذيذ وثوب مثير ... كان بإمكانك ان تنجحي في هدفك ، لو لم تجرك عاطفتك لتبعدك عن ألدور الذي كنت تقومين به . هل تعتقدين أن رؤيتك عارية يمكن أن تحجب عني نواياك الحقيقة ؟ أم اعتمدت على الشراب والعطر لتربكي أحاسيسي ؟" وأخذ يقلد صوتها :" إن الوعاء ثقيل جداً علي ، تود أخبرني أنك تحب هذا الشراب ." عاد صوته إلى طبيعته ." حتى تظاهرك أني أنظم الفوط بشكل أفضل مما تفعلين كان دوغ يذرع الأرض جيئة وذهاباً . فلم يكن في إمكانه البقاء هادئاً من جراء غضبه الشديد . وأضاف :ط كما أنك سوف تموتين قبل أن تعترفي بذلك."
فردت عليه :" لم أكن ..."
بدأ يطرح عليه الأسئلة :" لم تكوني ناذا؟ لم تكوني تعلمين أني سأكتشف خطط؟"
اتكأت سامنثا على ظهر الأريكة وسألته :" تكتشف أية مخططات؟"
رد عليها بازدراء :" كنت أعلم عندما أجبرتك على ذلك الاتفاق أني سأدفع ثمن ذلك ." أمسكها من يدها وأوقفها ثانية . أحست بأصابعه تؤلمها ." اعتقدت أن رؤيتك تلبين دعوتي تستحق اي ثمن كان . لكني لم أتوقع أن تتمادي إلى هذا الحد . أن تتخلي عن احترامك لنفسك لمجرد الانتقام مني . لكن، اخبريني . إلى أي مدى تريدين الوصول في إغوائي ؟ هل كان يسليك أن تلعبي بي حتى أفقد السيطرة على نفسي ؟ أكنت تخططين لصفعي في تلك اللحظة ؟ أم أنك تخططين لشيء أكثر خبثاً ؟ كأن تصرخي مثلاً وتجمعي النزلاء وتدعي أني اغتصبتك." هزها بقوة وسألها :" هل أنا محق أم لا ؟"
أحست سامنثا بألم شديد ليس من قبضته ... بل من اتهامه الباطل لها . إن اعتقاد دوغ أنها قادرة على تلك الخيانة لقد حوّل كل أمالها إلى سراب . هزها ثانية ، مذكراً أن عليها إجابته عن سؤاله . صرخت سامنثا في وجهه :" كلا . إنك مخطئ تماماً!"
فرد بقسوة :" لا تكذبي عليّ. لقد اعتقدت أن بإمكاننا ان نكون أصدقاء ولكن يبدو أن الوقت قد فات، أليس كذلك ؟ فبعد اثنتي عشرة سنة من الكراهية ، من المستحيل أن نحس بشيء نحو بعضنا سوى البغض ، والحقد ، والسخط . لكن قد يأتي يوم يكون فيه احترام متبادل بيننا
لمقدرة أحدنا على جرح وإحباط الآخر." أنزل يده عنها وهو يشتمها بصوت منخفض . ثم أدار ظهره.
اتجهت سامنثا إلى المطبخ بخطوات مضطربة . كانت تشعر بألم وذل كبيرين . سخرت من نفسها . ليس في إمكان دوغ أن يحبها . إنه يحتقرها وحسب . يالمشاعره المتشائمة ! لو قال إنه يكرهها لتفاءلت ، لكنه يحتقرها .
صاح دوغ :" ماذا تظنين أنك تفعلين؟"
عضت على شفتيها ." الأطباق."
" فلتذهب إلى الجحيم . انصرفي من هنا . اذهبي إلى منزلك ، قبل أن أفقد السيطرة على أعصابي." استدارت نحو الباب بطريقة لاشعورية . صاح بها :" ليس هكذا . إنك تبدين وكأنك تقومين بتنفيذ ماكنت تنوين القيام به لخداعي." ودفعها إلى غرفة النوم.
" ادخليب واصلحي وجهك أو ماتفعله النساء عادة ." بدأت سامنثا تبحث عن مقبض الباب بارتباك . صرخ بها ثانية ، وبدأ يشتمها عندما حاولت فتحه . أبعدها عن الباب وقال لها :" انتظري لحظة ."
استندت إلى الحائط غير مبالية بكلامه . فما تزال كلماته تترد في عقلها . هل كان مستحيلاً أن يحس نحوها بشيء سوى الاحتقار ؟ كان هناك صوت ضرب مكتوم صادر من غرفة دوغ . ناداها بعد ذلك لتدخل الغرفة . كان من الواضح أنهلا يقف أمام صورة أنزلها من على الحائط . إنه يريد إخفاءها . إن نظرة التحدي في وجهه توضح أن الصورة كانت لا بد لليندا . لابد أنه التقطها لها قبل أن تلتقي بدافيد.
أخذت تحدق بأمشاط الشعر الموجودة على مغسلته ، قبل أن تجد القوة لوضع أحدها في شعرها . رشت بعض الماء البارد على وجهها مما أعاد إليه اللون نوعاً ما ولكن لابد لها من ذلك.
كان دوغ في غرفة الجلوس يسكب لنفسه كأساً آخر .
أخذت معطفها من المشجب قرب الباب . ارتدته دون أن تتفوه بكلمة . مزق دوغ ذلك الصمت الرهيب وقال لها وهي تضع يدها على مقبض الباب :" أريد معرفة شيء واحد وهو ، لِمَ كل هذا ؟ لماذا؟ صحيح أننا لم نستطع أن نصبح أصدقاء ، لكني اعتقدت أننا توصلنا إلى هدنة بيننا . فلِمَ كل هذا الآن؟"
أجبرت نفسها على النظر إليه ومواجهته . لم يكن في إمكانها اخباره بالحقيقة . لكن لابد أن يعرف جزءاً منها .
أجابت :" لقد رأيتك اليوم واقفاً مع ليندا ."


" وماذا في ذلك ؟"
" لقد قبلتها ، واعتقدت أنك ..." اختفى صوتها عند رؤية الغضب الذي ظهر في وجهه صرخ بها :" أنت دائماً تظنين بي السوء . ثم نظر إليها باستغراب هل تحاولين اخباري أنك أتيت إلى هنا في محاولة منك لصرف انتباهي عن ليندا؟ وأن كل وسائل الاغراء هذه إنما كانت خدعة ."
هزت سامنثا رأسها وقالت :" كلا . لكني اعتقدت ... أنه إذا ... أنا أعلم أنه لايمكن مقارنتي بليندا ... لكني اعتقدت ... إنك إذا انشغلت بشيء آخر ... لتمكنت من تقوية زواجها مع دافيد." أحست بذعر شديد من الغضب في وجهه . لكنها أجبرت نفسها على متابعة الشرح :" ... أعتقدت أنه إذا ذهبت معك إلى السرير ... أي إذا كان ثمة علاقة بيننا ... فإنك لن تعود بحاجة إليها ."
انفجر دوغ غاضباً :" يا إلهي ، لم تخططي لإنقاذ زواج أخيك فحسب . بل كنت تبحثين عن كيفية التصدق عليَّ." قلب أحد الكراسي في وسط الغرفة وصرخ :" اخرجي قبل أن أدق عنقك."
لم يكن بحاجة إلى ترديد كلماته لأنها خرجت على الفور.
كان الهواء بارداً جداً مما جعلها ترتجف وكأنها تعاني من حمى قوية . كانت الردهة والصالة فارغتين . وصوت التلفاز ينبعث من الصالون . لوحت سامنثا للويس من الباب . لكنها لم تتوقف للكلام معها . ليس الآن على الأقل . لويس تعلم أن في إمكانها الذهاب إلى المنزل في أي وقت وترك الرسائل لها على المكتب. وستقوم سامنثا بمراجعتها في اليوم التالي . أخذت تتمنى في سرها أن لايكون أحد في الردهة يريد محادثتها ، واستجيب دعاؤها.
وصلت إلى غرفتها . خلعت معطفها . رمته على الأرض . خلعت ثوبها وطرحته جانباً ، ثم ركلته بعيداً لأنه قد يتعفن في مكانه الأول . لبست قميص النوم الذي كان ينسدل إلى ما تحت ركبتها . لكنها لم تنجح في تدفئة جسدها المرتعش . جمعت نفسها تحت الغطاء . آه لو يكون في استطاعة النوم أن يأتي سريعاً وبسهولة لأمكنها الفرار من أحداث المساء.
بدأت بالتفكير بالأمل المجنون. أخذت الأفكار والذكريات تنزل على رأسها رافضة إخفاءها أكثر من ذلك . يالها من حمقاء . اثنتا عشرة سنة ودوغ يصرح بأنها لا تعجبه ولا يحب وجودها قربه ، كانت كافية لتظهر لها الحقيقة ، كان عليها أن تنظر فقط إلى المرأة التي جذبت دوغ أنه لن ينظر إليها أبداً. إنه يفتتن دائماً بالشقراوات الناعمات ، طويلات القامة .

لم تكن لتجذبه فتاة قصيرة ومزاجية ، سليطة اللسان غير قادرة على إخفاء استقلاليتها والتي من المستحيل أن تخسر مباراة في كرة المضرب ، أو الشطرنج خوفاً من أن تلقب بالجنس الضعيف.
إنها لم تقدر حتى على خداع دوغ لمساء واحد وإقناعه بأنها قادرة على أن تكون مختلفة عن شخصيتها الاعتيادية . كان جنوناً منها مجرد التفكير بذلك . إذا لم تكن نموذج المرأة المفضلة لدى دوغ . فربما ما يناسبه هو عكس شخصيتها . لم تكن تريد رجلاً يخاف من المرأة التي تماثله . إنها لاتريد رجلاً يحتاج إلى دعم امرأة . لم تكن تريد ... بدأت الدموع تنهمر على وجنتيها.
من كانت تحاول أن تخدع؛ لقد أرادت دوغ . صحيح أنه لايتمتع بجميع هذه الصفات لكنه قويٌ، وواثق من نفسه . لم يكن بحاجة إلى امرأة مثل ليندا . ياله من أحمق . ياله من عنيد . لايعلم ما يحتاج . إن ليندا مناسبة لدافيد ولا تناسب دوغ . لقد أحبها دوغ لجمالها . ولا عجب إذا رفضت ليندا حبه لأنها تقبلت حب دافيد أكثر . أحب دافيد ليندا في جميع حالاتها . عندما كان شعرها مشعثاً ، وعندما كانت تعاني الزكام ... أحب مثاليتها وأخطاءها وأحب عينيها . تماماً كما أحبت هي دوغ . ابتسمت سامنثا على الرغم من دموعها . أنها حقاً تغفر له ذنوبه . إنه متكبر ، متشبث برأيه ويحب الجدل . ويحب أن يكون منتصراً دائماً. لقد أحبت كل قطعة متكبرة وعنيدة في جسده. إنه الرجل المثالي لها كما كانت المرأة المثالية له . من الممكن أنهما لا يتصرفان بانسجام تام لأن ذلك يضجره كما يضجرها . لكن ليندا كانت ستضجره . لاتعرف من أين أتاها هذا الخاطر ، لكنه صحيح . إن ليندا لن تتمكن من العبور إلى داخل دوغ.
لكن ذلك كان في استطاعتها إلا إذا منعها دوغ من ذلك . كانت وسادتها مبللة بدموعها . فقلبتها على الوجه الأخر . لو أدركت ما كان يعنيه دوغ قبل ذلك لحاولت أن تكون معه أكثر ليناً . لكنه لايريدها أن تكون كذلك . لم يكن يريدها أبداً. عليها مواجهة الحقيقة المرة . إنه يعرفها منذ اثنتي عشرة سنة ، وهي مدة كافية لتعلم كم كان يحتقرها . مسحت عينيها . ربما يجب عليها العودة إلى سويسرا . أحست بطرق خفيف على الباب . تجاهلته إذ لم تكن قادرة على التعامل مع أحد . أصبح الطرق أقوى . أخفت رأسها بالوسادة آملة أن يرحل ذلك المتطفل.
سمعت صوتاً يهمس :" افتحي ، يا سامنثا ." إنه صوت دوغ.


ربما وجد سبباً آخر ليصرخ فيها . شدت الغطاء فوق رأسها . وقالت لنفسها بإمكانه أن يذهب فهي لاتريد أن تكلمه أبداً . أحست فجأة بجسم فوق سريرها مما أدهشها .
إذ لم تسمع الباب يفتح . نزع دوغ الأغطية والوسادة من فوق رأسها . نظرت إليه بغضب وصاحت :" اخرج من غرفتي."
وضعت الوسادة فوق رأسها ." أنا لاأريد التحدث معك ." رفع دوغ الوسادة ورمى بها في وسط الغرفة وقال:" أريد أن أكلمك."
فما كان منها إلا أن وضعت اصبعيها في أذنيها بحركة صبيانية ، وأغمضت عينيها.
أمسك يدها بقوة وضمها إلى صدره قائلاً:" لاتبعديني عنك أكثر." كان وجهه بعيداً عنها ، وأضاف :" أنا لست في وضع يسمح لي بتحمل مزاجك وألعابك."
نسيت سامنثا نفسها كما نسيت في أي وقت هما . فقالت بصوت مرتفع :" لقد أوضحت لي ذلك هذا المساء." ثم أخفضت صوتها لكي تتابع الشجار :" هلا تفضلت وخرجت من غرفتي قبل أن أوقظ الجميع؟"
كان دوغ يتكلم بصوت هامس بادئ الأمر . لكنه عاد إلى طبيعته وقال :" ليس قبل أن نتكلم."
حدقت به سامنثا وقالت :" أعلم ما تنوي فعله . هيا نفذ مخططك . أبقظ النزلاء جميعاً . ودعهم يأتون للتفرج عليّ."
إن كل ذلك لا يهمني لن أتكلم معك . لن أستمع إليك . حتى أنني لاأريد أن أكلمك ثانية . إنك إنسان مثير للأعصاب . عنيد ومتكبر..." أحست بقلبها يهتز عندما وقف دوغ . إنها تحاول إظهار غضبها لأنه السبيل الوحيد لمنع دموعها من الانهمار .
الظلام يلف دوغ ويمنعه من رؤية الخداع في عينيها .
انتزع دوغ الأغطية عن السرير.
" ماذا تحاول أن تفعل ؟"
" قلت إني أريد أن أكلمك ، وسأنفذ ذلك بأي طريقة ." ثم سحبها من السرير ولفها بملاءة موثقاً يديها إلى جسدها .
ثم رفعها ووضعها على كتفه وتوجه نحو الباب.
صرخت :" دعني على الأرض." وبدأت تهز جسدها محاولة تحرير رجليها من قبضته.
بدأت أبواب النزلاء تفتح في الردهة وقد بدت الدهشة في أعينهم للمنظر الذي بدا أمامهم . وهي تحاول تحرير إحدى يديها وبدأت تلكمه على ظهره.
نظر دوغ إلى آيك وقال :" عذراً ، إذا أقلقنا نومك."
" تماماً ، ياولدي . لم أكن لأفوت هذا المشهد. هل أنت على ما يرام ، يا سامنثا ؟"
التفتت سامنثا نحوه وقالت :" لست على مايرام . دعه يضعني أرضاً." ثم عضت دوغ في كتفه.
التفت دوغ وكان على وشك ضرب رأسها بالحائط .
وقال :" آسف لإزعاجكم . ولكن هل تسمحون نريد شيئاً ن الإنفراد." لايوجد أحد يقوى على مناقشة دوغ عندما يتكلم بتلك النبرة الباردة . ولم تدهش سامنثا عندما رأت الأبواب تقفل بهدوء . قال لها :" والآن ، أيتها الطفلة المدللة توقفي عن عضي ." ولكمها عند بطنها.
إنها ملفوفة بأكثر من طبقة من الملاآت مما خفف من حدة لكمته . ولكن ذلك لم يخفف من معاملته المهينة . أخذت تتوعده قائلة :" سوف أقتلك."
قال آيك :" أعتقد أنه من الأفضل أن تنزلها ."
ضحك دوغ ." هل سمعتها . وإذا قمت بذلك فستقتلني أيضاً."
أجابه آيك :" من الصعب عليك أن تكمل حياتك وأنت تحملها على كتفك . لابد من التوصل إلى حل معها ."
أكد دوغ لعمه أنه ينوي ذلك ." إني أنوي القيام بذلك تماماً . إني سأقتلها أو أتزوجها . ولكني لم أقرر بعد أيهما أختار."
ثم وجه كلامه إلى سامنثا ." أو سأرميك على رأسك."
قال آيك :" آه . حب حقيقي . إن لوسي ستفرح بذلك . إنها تتوقع إعلاناً عن مثل هذا الحب منذ فترة ." ثم تغير صوته ." دوغ ! هل سامنثا على مايرام ؟ إنها هادئة على غير العادة ."
ثم دار حوله ونظر بذعر إلى وجهها وصاح :" إن ذلك لم يعد مضحكاً ، يا دوغلاس . إن عينيها متورمتان من شدة البكاء."
أجابه دوغ باستخفاف :" لاتنخدع بها . إن هذه الفتاة التي تبدو طيبة قادرة على تحدي دب كبير والتغلب عليه . لاتقلق ، سنغادر المكان."
عاد دوغ إلى شقته ، ووضع سامنثا على سريره . كان يلهث بخشونة تعباً من صعود السلم ، رمى دوغ بعلبة المناديل على السرير بجانبها ، مسحت دموعها رافضة النظر إليه.
قال دوغ :" بعد أن أعدت التفكير بما قلته هذا المساء ، وجدت أن شرحك للموقف أعجبني ."
ردت عليه :" لايهمني ما اعتقدته."
" إذاً . لماذا تبكين ؟"
" لأنك ضربتني ."
رد بسخرية :" تلك اللكمة الخفيفة آذتك . لا أعتقد ذلك . وأنت تعرفين ذلك."
" أنا لا أعلم أي شيء بعد الآن ."
" إنها المرة الأولى التي أسمعك فيها تعترفين بذلك ."
غادر الغرفة وتابع كلامه :" أراهن أنك لن تقوليها مجدداً."
عاد إلى الغرفة وأمسك بذقنها وأخذ يجفف دموعها بقميصه الدافئ.
كان وزنه يميل الفراش . كما كانت خائفة من الارتماء بين ذراعيه . قالت :" لن تسمعها مجدداً لأنني سأعود إلى سويسرا."
رد عليها :" وهل تعتقدين ذلك؟" كانت ابتسامته حزينة وأضاف :" كنت أعتقد أن أسوأ ما يمكنك القيام به للتأثير علي هو الاعتذار مني . تلك الرعشة اللعينة . ولكن ..." هز رأسه وتابع :" ... لكن الدموع أسوأ من ذلك بكثير . كلا . أرجوك لا ..." أخذ يمسح الدموع التي بدأت تترقرق في عينيها . أدار ظهره وأسند رأسه إلى مقدمة السرير . وقال :" تعالي إلى هنا."
" أريد العودة إلى المنزل."
" ليس قبل أن نتكلم ." سحب دوغ الملاءة من تحتها ووضعه برفق على رجليه ." هل هذا جيد؟"
" كلا . ليس لدي مأقوله لك و ..." تنهدت ثم تابعت :" ... لقد قلت لي بما فيه الكفاية ."
مد دوغ ساقيه فوق السرير ." سنتكلم سواء شئت أم أبيت . لو كنا صريحين هذا المساء لما توصلنا إلى هذا هذه اللحظات حول ..."
قاطعته باستنكار ." أنا ؟ مذا عنك أنت؟ أنت من اعتقدت أني ..." توجه نظرها إلىشيء وراءه وهي تحاول منع دموعها أن تترقرق.
" حسناً . أنا أيضاً كونت بعض الملاحظات الحمقاء والخاطئة ."
فردت :" بعض الملاحظات .أنت لم تشاهدني أقبل أحداً في الفناء الخلفي."
" حسناً . أ‘تقد أنه من الأفضل مناقشة موضوع ليندا أولاً . إن مايسمى عشقي لها هو سبب هذه الفوضى التي حصلت.
أجابت :" مايسمى." علا صوتها وقالت بشكل مهين :" إنك مغرم بها."
تلعثم دوغ ." لقد اعتقدت ذلك مرة .إنها أجمل امرأة رأيتها في حياتي .إنها هادئة وأنيقة ولديها كل شيء أحلم به عند المرأة . لكني كنت على خطأ . لقد أحبتها عيناي ، لكن قلبي لم يهتز لها . هل تذكرين عندما كان دافيد يقول أنه عندما وقع في حبها أراد أن يصرخ بذلك من أعلى الجبل؟" أومأت سامنثا برأسها . وتابع قوله :" لقد اعتقد دافيد في تلك اللحظة أنه عاطفي جداً."
" وماذا تغير الآن؟" كانت تنظر بتركيز إلى المنديل المطوي بين أصابعها.
" الآن . عرفت الحب الحقيقي .إنه الاحساس الذي تثيره لديك طفلة مدللة دائمة الجدال ، مجعدة الشعر قادرة على تحويبك إلى مجنون حتى لم يعد بمقدورك التمييز بين ماهو فوق وماهو تحت 0." فجأة وجدت سامنثا نفسها تنام على ظهرها ودوغ ينظر إليها من أعلى . ثم قبلها وتابع :" تغدو رغبتك إليها أقوى ." وطبع قبلة ثانية وأضاف :" ويتحول إلى مجرد وحش مسعور لدى مجرد التفكير بأن أحداً آخر يقبلها . ولطالما وددت أن أكسر عنق بارلو في كل مرة كنت تبتسمين له ." ثم تمتم بجانب أذنها :" حتى أنني كنت أود أن أضرب عمي ." ثم عضها في طرف أذنها بأسنانه وتابع :" غير أن خطبته للوسي أنقذته."
قالت بطريقة يائسة :" لايمكن أن تحبني وأنت تجدني طفلة مدللة ." أبعد دوغ فتحة قميصها برقة متناهية . وأخذ يقبلها على رقبتها قائلاً :" أنت كذلك فعلاً."
أبعدته جانباً ، ونظرت إليه غاضبة ." لقد صرخت في وجهي وضربتني واختطفتني .إن ذلك ليس حباً .إنه إنه..."
لم تكن تعرف ما تسميه.
سحبها مجدداً إلى جانبه وقال:" لم أخبرك . أما بالنسبة للبقية فقد كان ذلك تصرف رجل يائس . " ثم قطع فمه أي اعتراض آخر.
لم تكن سامنثا قادرة على التفكير بمزيد من الحجج . لقد أضعفت قبل دوغ قواها ومنعتها من التفكير . كل ماكانت تعرفه أنها كانت تبحث يائسة عن يديه اللتين أرادت وضعهما على جسدها . في الوقت الذي كانت شفتاه تقبلان شفتيها . وكأن دوغ يقرأ أفكارها . تركت سامنثا العنان لنفسها . فتحت عينيها مذعورة عندما رفع رأسه . إلا أن نظراته كانت تشكرها . إنها تعلم أن عينيها ستفشيان سرها عندما ينظر دوغ في داخلهما.


التفتت سامنثا بسرعة إلى الناحية الأخرى . كانت الصورة ماتزال معلقة هناك لكنها وضعت باتجاه الحائط . لفت انتباهها ذلك وتسمرت في مكانها وقالت في قرارة نفسها إنها ليندا . لقد حاول إبدال ليندا بسامنثا .أهذا كل نافي الأمر ؟ هل اقتنع بما أخبرته منذ قليل أنها قادرة على تلبية كل احتياجاته . لم تقصد ذلك حقاً. إنها لاتريده بهذه الطريقة . ليس إذا كان مايزال مغرماً بليندا . لكنه قال:" إنه لا . لكن ..."
حاولت سامنثا أن تقول له :" وماذا عن زيارة ليندا لك هذا الصباح ؟" وهي تحاول إبعاد يده.
أمسك بيدها ورفعها وقال :" ضربة موفقة ." وهو يداعب طرف يدها برفق ." كانت تسألني إذا لدي صورة بيورلي بروفاشنل إنها تريد شراءها بمناسبة ذكرى ميلاد دافيد حيث التقته أول مرة."
حاولت سامنثا أن تتجاهل شعورها بالفرح الذي يسري في جسدها . وقال :" ربما تفضل تلك الصورة ؟"
اتبع دوغ إشارة نظراتها وقال :" أشك في ذلك ." نزل عن السرير ووضع الصورة عند طرف السرير في مواجهتها.
إنها صورة سامنثا . إحدى الصور التي التقطتها في الثلج . لكنها تختلف تماماً عن باقي الصور التي قدمتها لوالدتها . إنها تمثل امرأة عاشقة . وماتزال تتذكر هذا الشعور . وفي نفس الوقت كانت ترغب في أن تمارسه من جديد . كانت الصورة تفيض بالرغبة والحساسية .
علق دوغ الصورة في الحائط مكانها . قال وهو يدير ظهره إليها وينظر إلى الصورة :" لقد أعجبت والدتك بالصور الباقية . وأتسءل عما إذا كانت ستعجب بهذه الصورة . أو ربما تريد الحصول على نسخة منها."
انتصبت سامنثا في السرير قائلة :" لن تجرؤ على ذلك ."
" هل تعرفين واحدة أفضل ."
" هذا يعتبر ابتزازاً."
طأطأ دوغ رأسه ." لقد فكرت بإخبارها أنك سحرتني في الليلة ماقبل زفاف دافيد ، وأنك أمضيت العديد من الليالي هنا . عندها ستصر على تزويجك مني."
قالت بصعوبة :" ولماذا تقوم بذلك ؟"
" لأني أحبك ، أيتها المغفلة . "
رددت :" كلا . إنك لا تحبني . إنك تعتبرني بنتاً مدللة ."
عاد دوغ وجلس على طرف السرير ." كما أنني أجدك طريفة ولذيذة وعادلة وعصبية . هل لاحظت أني لم أقل أنك كاملة . ولكنك محببة إلى
قلبي . أحبك عندما تكونين مخطئة . أحبك عندما يكون مزاجك متعكراً . أحبك وأنت متكبرة ..."
قاطعته قائلة :" أنا متكبرة ! وماذا عنك؟"
ضحك دوغ وقال :" حسناً . كلانا غير كامل . قد يكون هذا هو الشيء الوحيد الذي سنتفق عليه خلال حياتنا الزوجية المشتركة . أعتقد أننا سنبقى نتجادل حتى يوم ذكرى زواجنا الخمسين . لكني أعدك بشيء واحد . يا سامنثا . سأحبك طيلة حياتي . وستكون حياتنا معاً مشرقة ."
تسارعت دقات قلبها لدى تخيلها لصورة حياتهما التي رسمها دوغ . لكن ذلك ليس صحيحاً . فمن غير الممكن أن يكون مغرماً بها . ليس بالقدر الذي تحبه . التصق جسده بجسدها.
وقال دوغ بخشونة :" إذا كانت لديك رغبة في إطالة فترة الخطوبة فانسي الموضوع."
وضعت يدها على صدره . قلبها يخفق تحت يده . " حسناً." رفعت أصابعها وأخذت ترسم دوائر على بشرته وقالت :" فقط ستة أشهر."
أمسك دوغ بيديها ورفعهما وأخذ يقبلهما بحرارة .
وقال :" أود لو كانت ست دقائق . لكن لوسي تحتاج لبضعة أيام حتى تتماثل نهائياً للشفاء . ووالدي يجب أن يحضرا. فلنقل أسبوع."
وافقت سامنثا على اقتراحه . وبعد لحظات أدركت /عنى كلماته . وقفت في السرير وأقفلت قميص النوم وقالت:" لن يصدق أحد ذلك."
قال بصوت مرح :" سامنثا ، أعتقد أننا آخر من يعلم . هل تعرفين أن والدتي خاب أملها عند رؤيتها لك في المرة الأولى ..."
رمت بنفسها في السرير وقالت :ط أعلم ذلك ، إنها تكرهني." أمسك بيدها قائلاً:" وجلست بأدب وصمت على الكرسي بعكس ما توقعته والدتي . إلى أن اخذت تمازحين والدي ."
قالت وهي تغمض عينيها بمرارة :" الاثنان يكرهانني ."
كان صوتها مشوشاً لأن دوغ كان مايزال يضع يده على فمها.
رفع دوغ يدها وقبلها ." قبل أن تقولي أي شيء . هما يكرهانك كثيراً . حتى أن والدي قال لي بأني إذا لم أتزوجك فسيتبرأ مني . كما أجبرتني والدتي على أخذك لزيارتهما . أما والدتك ، ففي أحد الأيام كنت غاضباً من شيء قمت به وكنت في الثامنة عشرة من عمرك . ضحكت ثم توقعت أنني سأتزوجك في النهاية."
التفتت سامنثا لتقبل اليد التي كانت تلاطف خديها وقالت :" وماذا قلت لها في حينه؟"


قال بصوت ناعم :" لقد ذعرت يومها . ولكن الفكرة ترددت في مابعد كثيراً في ذهني . أحبك ، يا سامنثا . أترضينني زوجاً لك؟"
أدخلت أصابعها بين أصابعه وقالت :" بشرط أن يعني ذلك أنه لا مزيد من تنظيف الحمامات ولا حسناوات يحضرن لفرك ظهرك."
" حسناً ، يمكننا الاحتفاظ بحوض الحمام شرط أن تفركي لي ظهري."
ردت بتعجرف :" إذا كنت تعتقد ..."
" سامنثا ، اصمتي ."
" ليس بإمكانك ." ثم صمتت . كانت تعلم أنه قادر على ذلك .


تمـــت


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-08, 01:39 PM   #15

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمي وردة قايين

و ينقل الموضوع للروايات المكتوبة


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-03-08, 08:11 PM   #16

رنوش11

? العضوٌ??? » 3249
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » رنوش11 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لكي رماس ع الرواية الرائعة ويعطيكي العافية

رنوش11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-08, 05:18 PM   #17

loli-18

? العضوٌ??? » 4119
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » loli-18 is on a distinguished road
افتراضي

اختيار موفق واكثر مااعجبني وشدني للرواية اننا واحيانا نقع في حب اكثر الاشخاص عدم اتفاقا معنا سبحان الله.aicha

loli-18 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-08, 04:31 PM   #18

بحر الندى

مراقبة عامة وقائدة فريق التصاميم والفوتوشوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية بحر الندى

? العضوٌ??? » 166
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 21,296
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
ربي ثقتي بك كبيرة .. و انت الحامي لي من كل ضرعدو .. فخذ حقي منهم بقدرتك و قوتك ..وحسبي الله ونعم الوكيل,,
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






جزاك الله خيرا يارب
ربنا يزيدك تفوق
و يعطيكـ العافيهـ و سعادهـ
دووووووووم يارب العالمين



بحر الندى غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 06:20 AM   #19

رشاعارف
alkap ~
 
الصورة الرمزية رشاعارف

? العضوٌ??? » 7424
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 644
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رشاعارف is on a distinguished road
افتراضي

الف شكر علي الرواية الرائعة وعايزين حاجات كتيرة بالجمال ده وياريت في طلب انك تحاولي انك تجبي رواية زهرة لفرجينيا من روايات احلام اختك في الله رشا

رشاعارف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-08, 06:20 AM   #20

رشاعارف
alkap ~
 
الصورة الرمزية رشاعارف

? العضوٌ??? » 7424
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 644
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رشاعارف is on a distinguished road
افتراضي

الف شكر علي الرواية الرائعة وعايزين حاجات كتيرة بالجمال ده وياريت في طلب انك تحاولي انك تجبي رواية زهرة لفرجينيا من روايات احلام اختك في الله رشا

رشاعارف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
151 - العروس الحمراء - جاين أولان ( إعادة تنزيل ) * فوفو * منتدى روايات أحلام القديمة 2479 15-04-24 03:07 AM
114 - ثلوج دافئة - جاين أولان حبة رمان منتدى روايات أحلام القديمة 1777 05-04-24 08:58 PM
1039 - من أعالي الجبال - جاين اولان - د.ن * فوفو * منتدى روايات عبير و قلوب عبير دار النحاس 1063 30-03-24 11:02 PM


الساعة الآن 11:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.