آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-09, 01:52 AM   #11

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي


* 4_النيران فى قلبها *
جلست سارة على سياج الشرفة وهى تنتظر ان يجف شعرها بعد دقائق معدودة تحت أشعة الشمس فراحت تساعد على ذلك بتخليل أناملها فى خصلات شعرها.
استطاعت من مكانها هذا رؤية وارن يصطاد السمك فى المكان الذى تركته فيه عندما كانت تسبح.انه ما زال حيث هو وكأنه صخرة لا تتزحزح.لم يخاطبها عندما
اقتربت منه الا بكلمات ذكر فيها شيئا عن سوء حظه فى الصيد.لم تنتظر سارة منه ان يكون رفيقها لمجرد السكن فى المنزل نفسه لكن اقله تريد منه مشاركتها الحديث من باب اللياقة والادب.
لكن ما جعلها تقبل هذا الصمت وهذا الوضع ما قاله تلك الليلة عن سعيه الى الهدوء والسكينة.لذلك رضخت الى رغباته احتراما.عندما كانت تراقبه شاهدته يلملم اغراضه
وصندوقه ويشق طريق العودة الى المنزل. فأسرعت الى الحمام لتمرر المشط بسرعة فى شعرها الذى كاد يجف،ثم زادت لمسة احمر الشفاه الكرزى الفاتح الى شفتيها.كانت تضحك
من نفسها وهى تفعل هذا.فمن المضحك حقا التفكير فىسعيها الى التاثير على وارن كينكايد.كانت على وشك الخروج الى الشرفة ثانية عندما رن جرس الباب.خطر لها للوهلة الاولى ان كاثى
قد عادت.فنظرت الى الشاطىء لترى ان وارن ما زال على مسافة بعيدة من المنزل.عندئذ هزت كتفيها وقررت مواجهة تلك اللبوءة الخضراء العينين وحدها.اسرعت لتفتح الباب واذ بها تجد ديرك ارميتاج ماثلا امامها،اتسعت عيناها دهشة فابتسم لها بمكر وقال:
-لقد تأخرت فى الاجابة حتى ظننتنى اخطات العنوان.
-اهلا بك ديرك.انتظر بعد لتدعوه للدخول.وعندما استمرت فى التحديق اليه،امال راسه جانبا وقال بلطف:
-انسيت دعوتك اياي؟علا الاحمرار وجهها احراجا فعمدت الى الكذب بدل الاعتراف بأنها نسيت دعوتها اياه تماما.
-لا لم انس...ولكننى لم اتوقع قدومك بهذه السرعة.نظرت الى سروالها القصير وقميصها البرتقالى،وكانها توحى اليه انها لم تسعد بعد لاستقباله.
-لم ارتدى ثيابى،وشعرى لم يجف بعد.
-لكنك تبدين رائعة...هل ستاذنين لى بالدخول ام انتظر فى السيارة الى ان تستعدي؟
-ارايت كم فاجأتنى؟
فتحت الباب على مصراعيه لتدعوه الى الدخول.وهى مرتبكة لسبب معلوم اذ عليها بعد لحظات تفسير سكن وارن كينكايد فى المنزل نفسه معها.ياترى كيف ستكون ردة فعل ديرك امام هذاالوضع
الشاذ؟بل كيف ستخبره عن الانسان الذى طالما قالت بحقه كلمات رهيبة.كانت وهى تقوده الى غرفة الجلوس تفكر فيما ستقوله:هل تصارحه بالامر ام تجعل من الامر مزحة،ام ماذا؟عليها الان شيء واحد هو ان تخبره،قبل ان يدخل وارن كينكايد عليهما فيعتقد الامر اكثر مما هو عليه من التعقيد.قال ديرك:
-انه منزل جميل.
-اجل انه جميل...ديرك...انا...
-انه قديم العهد.
-اعتقد هذا...انا...
-هذا ظاهر ...كل شيء فيه متناسق...والمدفأة رائعة...افهم الان جيدا سبب قبولك العيش فيه خلال اجازتك.وتذكر فجاة الكيس الذى يحمله.
-اوه...هذا هو اللحم الذى وعدتك باحضاره.لقد طلبت من اللحام قطعه قطعا صغيرة وقد وعدنى بان يكون اطرى لحم ذقته فى حياتى.ربما تريدين فتح الكيس وتحضير اللحم.
-نعم ساحضره.توجهت الى المطبخ وهى متاكدة من انه لحق بها:
-ديرك.ثمة ما اريد اخبارك عنه.وضعت الكيس على الطاولة منتظرة رده.لكنها عندما نظرت حولها فلم تجده صاحت:
-ديرك؟عادت تنظر فى ما حولها فاذا بها ترى باب الشرفة يفتح وديرك يطل منه.
-المنظر رائع من الشرفة.
-انه ممتاز...ثمة شيء اود شرحه لك.اشارالى البحر:
-انظرى...اترين تلك السفينة البعيدة هناك؟
لمحت سارة من بعيد صورة سفينة تمخر عباب البحر كما لمحت امامها طريق البحر المؤدى الى البيت خاليا من وارن الذى لا يبدو على مرمى النظر.لظتئذ احست وكانها تجلس على قنبلة موقوتة توشك ثوانيها على الانتهاء.
هز ديرك راسه ثم جال بنظره فى الشاطىء المترامى.
-كم هذا مؤثر...انت فى الواقع تمتلكين المنطقة كلها لك.
-ليس بالضبط...انا...
-انها معزولة تماما.الا تنزعجين من الوحدة؟هذه فرصتها:
-ابدا...فانا لست...
-سارة؟
لعلع صوت وارن فجمدت.اما ديرك فرفع بصره عن الشاطىء لينظر الى الداخل،فاذا به يسمع صوتا يدنو منهما شيئا فشيئا:
-لقد فتشت المرآب فوجدت المشواة التى يستخدمها فريدى.وكنت قد عزمت على تحضير العشاء لانك حضرت الفطور.
هاقد انفجرت القنبلة الموقوتة...فأمواج الصدمة اجتاحت ملامح ديرك الذى راى وارن يخطو نحوهما حاملا مشواة فحم.ارتد وارن دهشا حين راى ديرك.
-ارميتاج.
-لقد دعوته للعشاء.ولم تضف انها نسيت.ولكن هذا كان واضحا فى النظرة التى رمقت بها وارن فوضع المشواة من يده،ثم قال:
-اعرف كيف يبدو الامر لك يا((ارميتاج))لكن صدقنى الامر كله خال من سوء النية.
وقطب ديرك حاجبيه،ثم ارتفع صوته بحدة من لا يصدق:
-اتسكن هنا يا كينكايد؟فتدخلت سارة:
-لقد كنت احاول ان اقول لك .بدا فى صوته الارتياب:
-لقد فهمت...لكن وارن قاطعه:
-لا احسبك فهمت شيئا...اسمعنى لقد حدث بعض الالتباس.فابنة عم سارة عهدت اليها السكن فى المنزل،بينما زوجها عهد الى بالامر نفسه.وعندما اكتشفنا ما حدث لم نستطع تقرير من عليه البقاء ومن عليه الذهاب.واخيرا اتفقنا على ان نبقى معا.
ازدادت تقطيبة ديرك حدة.
-اتعنى انكما تعيشان معا فى هذا المنزل؟احست سارة بتصاعد غضبه،فسارعت تكرر:
-كنت اسعى الى طريقة انبئك من خلالها عن الوضع خشية ان تسىء الظن بعلاقتنا.قال وارن بجفاء
-نحن نتشارك السكن فى المنزل لا فى الفراش.استدار ديرك وهو يفرك مؤخرة عنقهنمحدقا الى وجه سارة:
-لا اصدق هذا...انت تعيشين مع شخص كنت فى الاسبوع الماضى تودين لو يقفز فى بحيرة جافة؟
لاحظت التواء فى فم وارن ووميضا ساخرا فى عينيه عند سماعه قول ديرك.لم تحاول يوما اخفاء رايها السابق به لكنها الان تمنت لو ان ديرك لم يقل هذا.قال وارن:
-الخير فى ان تتباحثا هذا الوضع وحدكما.
هز راسه اسفا وابتسامة حزينة ملؤها الاعتذار تعلو شفتيه.فهزت سارة راسها موافقة على اقتراحه لكنها لم تتكلم،فاى شيء ستقوله قد يزيد الوضع سوءا.
ترك رحيله صمتا متوترا.بينما كانت تنظر الى ديرك حائرة سمعت صرير باب المرآب يفتح يتبعه صوت محرك سيارة وارن المتراجعة نحو الممر الخارجى.وحدقت الى ديرك،مصممة على عدم الاعتذار عن وضع ليس فيه شيء من السوء.قال ديرك وهو يضرب قضبان السياج براحة يده:
-لن اصدق انك قد وافقت على شيء كهذا.فاخذت سارة نفسا عميقا ثم قالت:
-صدقا يا ديرك.انت تجعل الامر يبدو وكاننى هربت فجاة الى معسكر الاعداء!الامر ليس كما تتصور ابدا.
-اعرف...لكن مجرد رؤيته معك فى بيت واحد صدمنى،فكيف وقد اكتشفت انكما تعيشان معا.
اغضبها اصراره على وصف الوضع وكانه مشبوه فسارعت الى القول:
-اكنت ستفكر بهذه الطريقة لو كنا نسكن فى بناية واحدة وفى الطابق نفسه؟الا يشبه ذاك وضعنا الحالى؟
-لم يقنعنى قولك هذا...لان السكن فى منزل لا يشبه ابدا السكن فى بناية واحدة.
-ااما انا فلا اجد فرقا بين الوضعين.
-انت حمقاء.
-اسمعنى ارفض ان اناقشك فى هذا الموضوع الليل كله ذلك اننى لن ابدل رايي!
ابتعد ديرك عن السياج ليواجهها...ثم قال متحديا:
-ماذا تريدين سارة؟ان اذهب؟الظاهر انك قد نسيت دعوتك اياى،فاذا فضلت نسيان امر العشاء فساذهب.
-لا اريد نسيان العشاء.
اجابته تلك الاجابة لانها لا تريد ان يعتقد انها تفضل رفقة وارن هذا المساء على رفقته مع العلم ان هذا الاستنتاج سيتوصل اليه مهما انكرت.
-اريدك ان تشاركنى العشاء...ان لم تعد الى هذا الموضوع ثانية.خاصة وانه لا يحق لك ان تنتقد تصرفاتى.
فتنفس بعمق،وهو ينظر اليها بعض لحظات ثم قال:
-حسنا لا نقاش فى هذا الموضوع بعد الان.
الظاهر بان شيئا لم يحدث،لا يعنى ان الامر قد انتهى ووضع الاوساخ تحت السجادة لا يعنى عدم وجودها.كانت النتيجة ان هذه الامسية كانت اسوا امسية قضتها سارة فى حياتها.
بعد وقت طويل من ذهاب ديرك سمعت سارة صوت سيارة وارن،تلج المرآب.لكن وقع خطواته على الدرج هى التى جعلت اعصابها تنهار.كانت تنوى النوم قبل ان يحضر.نظرت الى ساعتها فاذا هى تقارب الحادية عشرة. استدارت عن
النافذة المواجهة للبحر لتنظر اليه وقد وصل الى نهاية الدرج فسالها:
-هل ذهب ارميتاج؟
-منذ ثلاث ساعات.
تركزت نظراته عليها،حتى اضطرت الى الاستدارة،خوفا مما قد يراه فى عينيها.كانت تشعر بقلق يقلص معدتها نتيجة ما مرت به هذا اليوم.سالها وارن بصوت منخفض:
-الم يمر الامر على ما يرام معه؟
نظرت اليه دهشة لكنها عادت فاشاحت وجهها بعيدا لتتجنب نظرة عينيه المحدقتين،واحساسها بالجاذبية النابعة من هذا الرجل القوى.
-لا...لم يمر الامر على ما يرام.
-الم يصدقك؟
-لقد صدق ان الاتفاق برىء لكنه لم يوافق عليه.
-اظنكما تجادلتما ولهذا ترك باكرا.فهزت راسها نافية قوله:
-لم نتجادل.
ليتهما تجادلا لهان الامر.لكن لو حدث ذلك لانقطع بينهما كل ود...ومع ذلك فبعد الليلة سيفترقان ليعودا فقط رب عمل وموظفته...بطريقة ما احزنها ان تؤول علاقتهما الى هذه النتيجة.
-اعرف انك تعملين عنده،ولكن لم افكر قط انكما تخرجان معا.
راقبته بطرف عينها فراته ينظر الى البحر،مفكرا،متجهمالوجه،عا بس الجبين،فى هذه اللحظة رغبت فى ان تمد اناملها الى وجهه لتمسح عنه هذا الوجوم الذى يذكرها بالسيد كينكايد المتغطرس المستبد
الذى كان دائما يثيرها على الهاتف.قالت له مصححة معلوماته:
-لا شيء بينى وبينه.خرجنا بضع مرات دون ان يعنى الامر لنا شيئا ولا احسب ان لعلاقتنا سبيلا الى التطور.
-ابسبب الليلة؟
-لا...ليس فى الواقع...فديرك يرفض ان تتحول اية علاقة الى حقيقة واظن ان بامكانك دعوته ب((الاعزب الدائم)).ابتسمت،فارتفع حاجبيه بفضول:
-الا يزعجك هذا؟
-لا...فانا اتمتع بالعمل معه،هو رفيق ممتع بعيدا عن العمل.لا اكثر ولا اقل من ذلك.
حرك النسيم طرف الستار،فضرب خصلة شعر تلتف قرب اذنها. لاح لها تثاؤبه الذى يكبحه بباطن يده.فاحست بالذنب،لان حضور ديرك كان السبب فى ابتعاده عن المنزل،فمما لا شك فيه انه كان ينوى ان ينام باكرا بعد نهار راحة واسترخاء.فقالت مقترحة:
-الافضل لك ان تنام.
فقال وهويفرك مؤخرة عنقه من التعب.
-هل ستعتبرين الليلة منسية؟
-اه...لا اظن هذا،فانا لست تعبة،وبما اننى فى اجازة،فاستطيع النوم كما اشاء فى الصباح.ساخرج قليلا الى الشرفة لاتمتع بهواء الليل العليل.
لم يتحرك وارن عندما مرت به قاصدة الشرفة بل ظل واقفا،بينما هى دنت من السياج الذى امسكته بكلتا يديها ثم راحت تتامل البحر وامواجه الفضية.كانت ليلة دافئة معطرة برائحةالملح.
سمعت خطوات ثابتة وراءها فالتفتت لترى ان وارن انضم اليها،مع انها حسبته قد اوى الى فراشه.سالها بلطف:
-ما الامر يا سارة؟
-ماالامر؟...لاشيء
-صحيح؟
بدت لها عينياه عميقتان كبحر لا قرار له.فاشاحت نظرها عنهما وحدقت امامها،لتركز اهتمامها على الطريق الفضى الذى رسمه القمر فوق صفحة البحر.
-لست ادرى ما تعنيه.امسكت اصابعه ذقنها ليدير راسها اليه:
-الا تعرفين؟عندما دخلت الليلة البيت لاحظت ان شيئا ما يزعجك.فى البداية خلت السبب ارميتاج وجدالك معه لكنك غيرت انطباعى هذا،انا احب ان اعرف ما يزعجك. حاولت سارة التخلص من اصابعه.
-لاشيء له علاقة بك.
ابقى يده كما هى ليجبرها على النظر اليه،ثم قال مجادلا بهدوء:
-بل للامر علاقة بى بشكل مباشر ربما او غير مباشر ولدى شعور بان السبب هو اتفاقنا...فهل انا على حق؟
تنهدت سارة منهزمة،وقد لاحظت انه قادر على قراءة افكارها،لكن لم تدر ايعجبها هذا ام لا ...تمتمت:
-الامر سخيف.
-لماذا لا تقصيه على؟وانزل يده بكل عفوية عن ذقنها لتستقر على كتفها،قالت:
-ادركت وان متاخرة اننى لست متحررة او منطلقة فكريا كما كنت اظن فلم افكر قط فى ان اراء الناس ستؤثر فى ما دمت اؤمن بان ما افعله صحيحا.وها انا اجدنى رجعية التفكير تقليدية اكثر مما ظننت.
-هذا بسبب رد فعل كاثى وتيد على العيش معا فى البيت وعدم موافقة ارميتاج على الامر؟
-تقريبا،اعنى،اننى اعرف تماما ان الامر ليس سيئا.
-انت اذن اعدت النظر فى الاقامة هنا.
فضحكت ،وقالت بصوت مرتجف:
-اوه...لا...اراهن انك تتمنى ان اقول لك هذا،عندما ستمتلك هذا القمر الكبير السمين وحدك.
رفعت راسها الى القنديل الفضى الضخم المعلق دون اتصال فوق البحر واعادت نظرها اليه فراته ثلما عميقا يشق جبهته بين حاجبيه وهو يتمتم بصوت عميق:
-ياللغرابة...اعتقد اننى ساجد المنزل فارغا فى حال ذهابك.
دار تصريحه فى الهواء،ليكهربها،وليحجب عنها الهواء،حتى شعرت بانفاسها تتوقف وبرعشة غريبة تجتاح معدتها فتقلصها.بدات اليد المستقرة على كتفها تضغط رويدا رويدا وهى تجذبها اليه بينما اسرتها نظرة عينيه الساحرة مانعة عنها اية مقاومة قد تبديها ولم تلبث ان احاطت ذراعاه خصرها.
وبثبات يخلو من المطالبة،جالت يداه على ظهرها وكتفيها وشعرها ثم هبطت احدى يديه الى مؤخرة عنقها،ليستقر ابهامه فوق نبض يتطاير بجنون بفعل الدم الذى غلى فى عروقها مشعلا جهاز الانذار فى كل طرف من اطراف اعصابها.
ابعد راسه عنها قليلا فاقشعر جسدها حيث شمت رائحة التبغ المنبعثة من انفاسه الدافئة:
-رائحة الكرز اليس كذلك؟
فتحت عينيها بضعف لتغرق فى نور عينيه الزرقاوين القاتمتين:
-ماذا قلت؟
-هل لاحمر الشفاه،رائحة الكرز؟همست:
-اجل...دون وعى عادت للالتصاق به.
-لطالما احببت الكرز.
كانت ملاحظة عفوية،شكت سارة فى انه قد وعى ما قاله...طالبها دون كلام بالاستجابة،فاعطته ما اراد بسرعة وعفوية ثم راحت اناملها تحط فوق صدره صعودا الى عنقه وصولا الى شعره الكهرمانى الادكن الكث.احست بالذوبان يبدا فى اطرافها،الى درجة شعرت معها بالالم.
كان النسيم البارد يهب من البحر فينعش بشرتها،لكن برودته لم تطفىء النار التى اجتاحت عروقها.
العناق الذى بدا بطيئا ناعما انتهى فجاة بدفعة من وارن ابعدتها عنه كليا.اصابتها حركته المفاجئة بالدوار.نظرت اليه فاذا بها تسمع تهدج انفاسه المضطربة وترى البسمة القلقة المتالمة المرتسمة على وجهه.وقال بصوت منخفض:
-سامحينى على ما فعلت يا سارة.
-نعم...
ولكن لهجتها كانت سؤال اكثر منها ردا،فاضاف مطلقا نفسا طويلا:
-انت مفعمة بالانوثة ومعرضة للوقوع فى الخطر اكثر مما كنت اظن.فردت عليه والحيرة تاكل نفسها:
-وكذلك انت.لكننى لا ارى داعيا الى الاعتذارعلى معانقتى...ربما قلت لك اننى رجعية،لكننى لا اغالى فى الاحتشام.فابتسم بخشونة:
-كم كنت اتمنى لو كنت هكذا.
-هذا كلام غريب.اذ لم يكن لكلامه معنى عندها...
-صحيح؟(سالها دهشا)
ترك ذراعيها،فاسندت نفسها دون دعمه وهى تشعر ان ركبتيها تصطكان وهى تجيب باصرار:
-اظن هذا.
-لم يمر على اتفاقنا اربعا وعشرين ساعة وها انا اوشك ان اخرق اهم بنوده((لا عواطف)).
رغم لهجته الساخرة،فقد ارتفع اللهيب القرمزى الى خديها،ثم غادرهما بالسرعة نفسها،ليترك وجهها شاحبا حالما ادركت صدق كلامه.لقد فقدت السيطرة فعلا لى نفسها.وليس هناك مجال للتاكد
راقب وجهها الممتقع فترة قصيرة قبل ان يبتسم بلطف:
-تصبحين على خير سارة.استدارعلى عقبيه ليدخل المنزل.
-تصبح على خير.
كان صوتها ضعيفا،حتى شكت فى ان يكون صوتها قد وصل مسمعيه.استدارت ثانية الى البحر...ترتجف من برد فجائى غمر كيانها معيدا النيران التى تاججت فى داخلها الى الخمود من جديد.
تذكرت عندما قال لها ان الموقف بينهما لا يمكن ان يخرج من اليد الا اذا سمحا له بذلك...وها قد اقتربا فعلا من النار.
كان وارن اول من ادرك الامر...وها هو يمتلك تفكيرها الآن.

********


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-09, 08:48 AM   #12

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

أريدك يا سارة
راح جرس المنبه يطرق طبلةاذنيها،فتثاءبت،ثم اضطجعت الى جنبها...وهى تمد يدها المرتبكة الى الزر لتسكته ولكنها اكتشفت ان منبهها ليس مصدر الرنين ومع ذلك استمر صوت الجرس فى اعلان موعد الصحو من النوم،عبست منزعجة ثم فتحت عينيها بحثا عن مصدر الازعاج،ما هى الا ثوان قليلات حتى ادركت ان الصوت قادم من غرفة وارن ومنبهه.رفعت الوسادة الاخرى لتضعها
فوق اذنيها،محاولة كتم الصوت،لكنه استمر يرن باصرار.صاحت من تحت الوسادة:
-اوه...لماذا لا تستيقظ وتوقف هذا الشيء اللعين؟سيجفونى النوم.
دفعت الوسادة بغضب،وخرجت من الفراش.وتقدمت لتضرب ضربة على جدار غرفة النوم،لكنها تذكرت متاخرة ان الحمام يفصل بين الغرفتين.وضعت الروب على كتفيها وخرجت الى الردهة متجهة الى غرفته.وضربت الباب بقضتها:
-اسكت هذا المنبه!لكن الصوت استمر:-وارن!!!
سمعت صوت رفاصات السرير ترد،ثم ساد الصمت.فتنهدتواسرعت عائدة الى غرفتها لتزحف تحت الاغطية،دون ان تخلع الروب وما ان اغمضت عينيها حتى سمعت بابه ينفتح،ووقع اقدامه الحافية الثابتة فى الردهة.
انفتح باب الحمام،ثم انغلق،وبعد بضع ثوان تعالى صوت المياه المتدفقة التى كان لرذاذها على الجدار الفاصل تاثيرا ووقعا اشد على الاعصاب من رنين المنبه.تاوهت سارة متالمة:
-اريد ان انام...
بعد بضع دقائق انضم صوت اخر الى صوت المياه فصاحت:
-اوه...لا!انه يغنى...يغنى فى الحمام...هذا كثير!رمت اغطية الفراش ثانية...لا فائدة من العودة الى النوم الان وتوجهت بغضب الى المطبخ.فتحت باب البراد واخرجت ابريق العصير ثم صفقت الباب،واعادت الكرة بعد ان صبت كوبا واعادت الابريق مكانه.
بينما كانت ترشف العصير حضرت الابريق الكهربائى لتصنع القهوة،املة عندما تفتح المياه الباردة بان تحرق المياه الساخنة جسده فى الحمام.بعد ذلك جلست على المقعد المرتفع قرب طاولة المطبخ الثابتة بانتظار غليان القهوة.
وما ان مرت ربع ساعة حتى كان ابريق القهوة يرسل اخر تنهيدة له .دخل وارن المطبخ من غرفة الجلوس،والسيجارة تتدلى من فمه بينما انشغلت يداه بتعديل ربطة العنق.حالما شاهد سارة تجلس فى المطبخ،عبس:
-لقد ظننتك ستنامين الى وقت متاخر هذا الصباح...ماذا تفعلين هنا؟نظرت اليه نظرة غضب:
-يالجراتك.كيف تسال هذا السؤال؟فابتسم بسخرية:
-هل ايقظك منبهي...؟
-منبهك،تبعه الماء،ثم ترنيمتك الساحرة.
تقدم منها ليضع السيجارة فى المنفضة،فلمحت لمعانا خبيثا فى عينيه:
-الكرز اخضر وفج هذا الصباح.اليس كذلك؟ردت بحدة اخف:
-كنت لتكون مثلى لو انت فى مكانى.
-ثمة عصير؟
-فى البراد،والقهوة جاهزة ايضا.
نظر الى كوب العصير الفارغ امامها.وسالها:
-هل اصب لك القهوة؟
-بامكانكان تصبها.
صب وارن كوبا من عصير البرتقال شربه قبل ان يحضر فنجانين من الخزانة،ملأهما قهوة ووضعهما جنبا الى جنب على الطاولة ثم استدار ليجلس قرب سارة،متمتما شيئا عن ربطة عنقه:
-انها غير مستوية؟
-لا...
سعى الى تعديلها باللمس ولما لم تستو قالت له:
-دعنى احاول.
لم يجادلها وارن.وعندما انتهت،تفحصت الربطة باصابعه ثم تحرك حاجباه بموافقة دهشة.
-انها جيدة جدا...اين تعلمت هذا؟
-لدى اب وشقيقان،لا يجيدون جميعهم ربطها.
ارتشف قليلا من قهوته:
-لا شقيقات لك؟
-اطلاقا...سيكارتك فى المنفضة.
مد يده ليطفئها ثم قال:
-لدى شقيقتان متزوجتان،تحتضن كل منهما صغارها.
ارتشف قليلا من القهوة فحذت سارة حذوه لكنها عادت فقررت الانتظار الى ان تبرد قليلا:
-لم يتزوج اخواى بعد.
-والداك فى شوق اذن الى الاحفاد؟
-لست ادرى...فوالدتى تقول انها صغيرة على ان تكون جدة وهى تبدو دون شك صغيرة.
نظر وارن الى الساعة الذهبية فى معصمه،ثم ازدرد ما تبقى من قهوة:
-لقد تاخرت.
ترددقليلا امامها ليمد اصبعه تحت ذقنها.
-اسف لاننى ايقظتك باكرا.
اذابت الابتسامة المدمرة التى اطلقها كل دفاعاتها فزال عنها غضب تولد من حرمانها من النوم ولكنها قررت ان لا تذهب بعيدا وتعترف بالامر...وقالت:
-يجب الا احسب عادة التاخر فى النوم على كل الاحوال.
وقبل ان تعرف ماذا ينوى انحنى ليقبل خدها بحنان ويقول:
-اتعلمين،وهذا ايضا قد يصبح عادة لدى.
تراقص النور فى عينيه.فودت سارة لو يتوقف قلبها عن الخفقان.داعبته بقولها:
-انك تنسى قوانين الاتفاق.
-اوه؟هذاصحيح...لقد نسيت.
قال كلماته تلك وكانه فعلا قد نسى لكن وميض عينيه اخبر العكس.عندما ذهب بدا المنزل فارغا.كانت الساعة الثامنة والنصف،عندما دخلت سيارته ثانية مرآب المنزل ذلك المساء.ولكنها تماسكت كى تتصرف امامه بهدوء وعفوية،وهى تراه مرهقا،فى يده حقيبة صغيرة.سالته بعفوية ظاهرة:
-هل كان يومك شاقا.
رفعت راسها عن مجلة الازياء التى تظاهرت بانها تقراها،فهز راسه:
-تقريبا...
جلس على الاريكة الاخرى،فقالت:
-هل تناولت الطعام؟
نظر اليها تائها للحظات قبل ان ينتبه لسؤالها:
-ماذا؟او...اجل...لقد توقفت فى المطعم اثناء قدومى.
لم تشاه سارة اخباره شيئا عن الطعام الذى احتفظت به ساخنا ارادت ان تقول له:دع عنك العمل واسترح عندما راته يخرج من الحقيبة اوراقا ووثائق،لكنها اثرت الصمت،لانها تذكرت ان
لا شان لها فى ما يفعل وان اراد ان يميت نفسه ارهاقا.
اخيرا عند العاشرة والنصف،رمت المجلة من يدها وهبت واقفة. فرفع وارن راسه لينظر اليها مستفهما.فقالت:
-لقد تاخر الوقت.ساذهب الى النوم.تصبح على خير.
-تصبحين على خير.
ثم عاد الى اوراقه.ضمت شفتيها معا،وسارت بحدة والدموع تكاد تخرج من عينيها،وطعم المرارة فى فمها...
-اوه ...على فكرة.فالتفتت اليه بسرعة لتسمعه يقول:
-لقد ظهرت الوثائق اليوم.
-صحيح؟
-يبدو انها لم تضع اصلا،لكنهالم تكن فى مكانها المخصص...ومن المؤسف ان احدا لم يزعج نفسه بالبحث عنها.
تصاعد الغضب عندما احست سارة بالسخرية الكامنة فى طيات كلماته،ولكن اهتمام وارن انصب من جديد على اوراقه.
درست ردا لاذعا له،وهى تتساءل هل يذكر انها تعمل لديرك ارميتاج.ولكنها رفعت راسها وتابعت سيرها الى غرفتها.
اليومان التاليان كانا تكرارا ليوم الاثنين...تستفيق صباحا على صوت منبه وارن الذى يعود متاخرا فى المساء ليدفن نفسه فى عمله واوراقه.
اما هى فتبقى وحيدة الا فى ساعات الصباح الاولى وفى ساعات المساء المتاخرة.
ليلة الجمعة اوت الى فراشها كالعادة بعد العاشرة بقليل تاركة وارن واوراقه فى غرفة الجلوس،نامت ما ان وضعت راسها على الوسادة لكنه كان نوما قلقا متقطعا،استفاقت منه بعد منتصف الليل بقليل
وهى تحس بجفاف فى حلقها قخرجت من السرير،وتوجهت نعسى الى بابها،لما فتحته فاجاها مصباح الردهة الذى اغشى بصرها،فغطتعينيها بيدها ثم مدت الاخرى تفتش عن المفتاح لتطفىء هذا المصباح الذى تركه وارن مشعلا لكن حسيس الاوراق فى غرفة
الجلوس،اوقف يدها.تقدمت نحو غرفة الجلوس،حافية القدمين مغشية العينين فاذا بها تجد وارن جالسا على الاريكة حيث تركته منذ ساعات،يراجع اوراقه،ويسجل ملاحظاته على ورقة صفراء طويلة.قالت له بصوت اجش نعس:
-الم تخلد الى النوم بعد؟
رفع وارن راسه بحدة وقد فقد التركيز للحظات.ارتفع احد حاجبيه وعيناه تنتقلان من سارة الى ساعته الذهبية اللامعة تحت قميصه الملتف الى الاعلى.لوى فمه قليلا ثم عاد لينحنى على اوراقه وهو يقول:
-انا على وشك الانتهاء...لماذا استيقظت؟
-احسست بالعطش.
تابعت طريقها الى المطبخ،وهى تشك فى ان يكون قد سمع ردها.اثناء اقترابها من الاريكة رفع وارن يده الى عنقه ليدلكه،ورفع كتفيه متعبا وتمتم:
-اللعنة ...انا تعب حقا.تابعت طريقها لتفتح الماء البارد.
-اخلد الى النوم
-يجب ان انهى هذه الاوراق.
فتحت الخزانة لتاخذ كوبا،ثم قالت:
-الم تقرا قط قصة((ذهب مع الريح))؟المكتوب فيها((غدا يوم اخر)).
-اريدها غدا باكرا.
-لا اعتقد ان الارض ستتوقف عن الدوران ان لم تنهها.
ارتشفت قليلا من الماء من الكوب وهى تلتفت اليه فاذا بها تكتشف انه قد تبعها الى المطبخ،وقد زالت تجعدات التعب حول فمه من جراء ابتسامة ولدتها دعابتها.
-هل بقى بعض القهوة؟
نظرت الى الابريق فلاحظت انه غير موصول فى الكهرباء:
-لو ان فيه قهوة فهى باردة.
فتح وارن الخزانة فوقه:
-اليس لدينا قهوة فورية؟
اشارت الى الخزانة فوقها،دون ان تتحرك:
-انها هنا
تنحت قليلا لئلا يصطدم راسها بباب الخزانة عندما يفتحه.شربت الماء،ثم راقبته ينزل وعاء يضع فيه ملاعق فى الفنجان سالته:
-الن تسخن بعض الماء؟
-سيستغرق هذا وقتا،وانا اعتقد ان لا باس بماء الحنفية الساخن.
ترك الماء ينهمر الى ان تصاعد البخار فعمد عندها الى ملء فنجانه.كان يسند خصره الى المغسلة قرب سارة وكانه تعب غير قادر على دعم نفسه.مسح فمه وذقنه بيده ثم اخذ ملعقة ليحرك القهوة،لكنها
افلتت من يده لتقع على الارض.مدت سارة يدها لتلتقطها قبل ان تقع فمد هو يده فى الوقت نفسه فكان ان امسك كل منهما باحد طرفيها ثم استويا وهما يحملان الملعقة معا.قال يؤنب نفسه:
-هذا عمل اخرق منى .
تركت سارة الملعقة فورا ثم قالت فى محاولة منها لاظهار عدم تاثرها:
-انت متعب...عليك ان تاوى الى الفراش.
-اهذه دعوة منك؟
رغم خشونة صوته الا انها وجدت فيه خيطا رفيعا صادقا رفع قلب سارة الى عنقها.فرفعت الماء الى فمها لتشربه كله،ثم قالت:
-انت تعرف ما اعنى.
-اه
لم تعرف ما اذا كانت ال((اه))((نعم))ام((لا)).نظرت اليه لتوضيح الرد،واذ بها ترى فى نظرته ظلاما بعث القشعريرة الى جسدها ذاك ان عينيه انحدرتا من وجهها الى شعرها والى كل جناح من حاجبيها،ثم استقرتا اخيرا على وجنتيها لتنزلقا فجاة الى شفتيها.
لم تتوقف رحلة عينيه المحملقتين على شفتيها فقط بل تابعت المسير بكسل على جسدها النحيل.مثيرة فيها احاسيس مغرية،محسوسة جعلتها فى توق الى ان ترتمى بين ذراعيه لتذيب جسدها فوق جسده القاسى القوى.اخذت اجراس الخطر تدق فى راسهابينما عيناه تتابعان رحلتهما نزولا الى الاسفل
لتحس بانقباض معدتها.اخيرا قالت محتجة:
-وارن...توقف عن هذا!
كانت اجابته ان تقدم منها اكثر،لتلف ذراع التى على الطاولة حول خصرها جاعلة منها اسيرة بين ذراعيه والطاولة.اخذ الوهنيرجف ركبتيها والدوار يجتاح راسها وتضاعف هذا الشعور مع تزايد ضغط ذراعيه حول جيدها.
لمست شفتاه مؤخرة عنقها واعدة بمزيد من الاثارة،احست بهما رطبتين وبانفاسه حارة.
-اريدك سارة.(همس بصوت كالفحيح).
عندما بدا بتنفيذ الكلمات التى لم تعد ان تكون فكرة فى راسها،انتبهت لخطورة الموقف فهى بغض النظر عن قوة جاذبيته،لن تكون لعبة فى يدى رجل،يستغلها ثم يهجرها بعد ان ينتهى منها.ووارن قادر على هذا،الم يتجاهلها عمدا طوال اربعة ايام؟
فى لحظة،كانت منسجمة تذيبها لمساته،وفى اللحظة التالية تجمدت بين ذراعيه ودفعته بعيدا عنها.واستدار ببطء وكانه لا يصدق انها هربت منه،او انها تريد ان تهرب منه. قالت وانفاسها تكاد تنقطع:
-لقد نسيت القوانين مرة اخرى يا وارن.اضافة الى ان لديك اوراقا تريد انهاءها.تراجعت خطوة الى الوراء:
-وقهوتك بدات تبرد...تصبح على خير.
استدارت لتهرع الى غرفة نومها...حينما كانت تقفل الباب.جاءها صوته الهادىء:
-وانت ايضا نسيت القوانين يا سارة.
ولم تجد ردا على قوله .كان شعاع الشمس الاصفر يتسلل عبر الستائر عندما فتحت سارة عينيها فى الصباح.رفعت راسها عن الوسادة لتنظر الى ساعتها متثائبة:انها السادسة.لابد انها استفاقت وكانها تتوقع سماع جرس منبه وارن.وغطت راسها بالوسادة.
عشر دقائق مرت،ولا اثر لرنين المنبه،فظنت عند ذلك انه قد اخر موعد نهوضه بعد ليلة السهاد والعمل.نزلت من السرير،فارتدت روبها ثم خرجت الى الردهة،فاذا ببابه مفتوح.نظرت الى الداخل...لترى للمرة الاولى فراشه مرتبا!عادة هى من ترتبه له بعد ان يخرج.
فكرت فى انه اما قد خرج باكرا او...او انه لم يمس الفراش اصلا.لعله ارتدى ثيابه حالما انهى عمله ثم خرج.او...سارت على اطراف اصابعها الى غرفة الجلوس،وهناك وجدته...نصف جالس ونصف مستلق فوق الاريكة،بثيابه وحوله الاوراق منتشرة...بدا متعبا جد حتى كرهت فكرة ايقاضه،لكنه بدا كذلك غير مرتاح.
اخذت تجمع الاوراق باكبر قدر من الهدوء فرتبتها ووضعتها فوق حقيبته ثم سعت الى وضع وسادة تحت راسه ونجحت فى ذلك.بعد هنيهة تساءلت ما اذا ستتمكن من رفع ساقيه عن الارض دون ان توقظه.تحرك فجمدت دون حراك.حدقت العينان الزرقاوان الناعستان فيها عبر رموشه
السوداء المسترخية وتقلب فى مكانه،ثم ابتسم بعد ان تعرف الى ما يحيط به:
-كم الساعة الان؟
-السادسة والربع.
تثائب ثم فرك جبينه:
-مستحيل،كنت انوى فقط اراحة عيناى بضع دقائق.
-انك بحاجة الى المزيد من الراحة فمنظرك مريع.
-لا استطيع.
استوى جالسا فقوس ظهره ثم بسطه:
-لدى اجتماع باكر.وعلى الذهاب الى المكتب.
لا جدوى من الجدال معه لانه لن يصغى اليها.قالت:
-ساصنع لك القهوة.
دخل وارن الحمام ليغتسل ويغير ثيابه.ثم خرج فاذا بالعصير ينتظره فى المطبخ.اقنعت نفسها انها تفعل هذا شفقة.بعد شرب العصير قال براحة:
-لقد ساعدنى هذا كثيرا.
فقالت له:
-انت حقا بحاجة الى المزيد من الراحة يا وارن...عليك ان تنام قليلا بدل العمل طوال الليل .فهز كتفيه:
-كان يجب ان انهى العمل.
تقدم من المغسلة ليضع الكوب الفارغ فيها،فقالت بلهجة احتجاج:
-انه العمل فى المكتب وابتعد عن احضاره معك الى البيت.
-اتمكن هنا من انجاز اضعاف ما انجزه فى المكتب،فليس هنا من يزعجنى او يقاطعنى...بل فلاقل ان لا ازعاج كبير هنا.نظر اليها بخبث وهو يقول الجملة الاخيرة.فتظاهرت بانها لم تفهم ما يقصد.هزت كتفيها وهى تنزل عن المقعد المرتفع:
-لايهمنى ان قتلت نفسك فى العمل.
فراقبها بفضول:
-الى اين انت ذاهبة؟
-لاستحم واغير ملابسى.
وبدات تقطع غرفة الجلوس:
-سارة؟
فتوقفت لتلتفت اليه،فقال مبتسما:
-شكرا على ايقاظك اياى.
فردت عليه ابتسامته،واسرعت فى خطواتها الى الحمام.وعندما خرجت منه كان قد غادر المنزل.
الايام الاولى من اجازتها بدت وكانها مرت بسرعة.اما هذا اليوم فقد بدت ساعاته طويلة .فها هو العصر قد حل ،وهى مع ذلك تحس بالضجر والتوتر. لقد استلقيت فى الشمس قدر الامكان،ثم استلقت فى ظلال الشرفة،على كرسى نوم تقرا كتابا ،لكن الكتاب لم ياسر اهتمامها.
تنهدت،ثم وضعن قصاصة ورق بين الصفحات لتعرف اين وصلت فى القراءة بعد ذلك ونحت الكتاب جانبا.وقفت لتسير نحو السياج ،رافعة وجهها لتستقبل نسمات الريح الباردة الاتية من البحر.
كانت تردى ثوب الا ستحمام البراق المؤالف من قطعة واحدة وهو ثوب ازرق رمادى...لعل الخير لها فى ارتداء ملابسها والذهاب الى مطعم من المطاعم المنتشرة على الشاطىء لتناول العشاء.
استدارت دهشة عند سماع جرس الباب يقرع.من هذا الزائر فى هذه الساعة من يوم الجمعة؟كل اصدقائها فى العمل .ربما هو احد الباعة المتجولين.هبطت الدرجات الى الباب ثم اختلست النظر عبر ثقب الباب
فاذا بها ترى طيف ديرك الواقف فى الخارج،فتحت الباب لتتاكد مماترى،وقال مبتسما:
-كنت امل ان اجدك.
-لكن يجب ان تكون فى عملك!
-صحيح.
دخل الى المنزل بعد ان ابتعدت لتفسح له مجالا للمرور.
-كان اسبوعا مضنيا ذاك الذى فات.طلبت اليوم من رب العمل اذنا بالخروج وان لم يعجبه الامر،فليشق الصخر.
-هل كان الاسبوع سيئا لهذه الدرجة؟
-بل اسوا مما تتصورين.
فقالت ممازحة:
-الى اى مدى قد ينعشك عصير البرتقال البارد؟
-انه خير الان من جائزة.اوصلينى اليه ارجوك.
ضحك فقالت وهى تصعد السلم:
-الحقنى اذن.انه فى البراد.
بعد بضع دقائق كان ديرك مستلقيا على كرسى نوم طويل ،وفى يده كوب عصير بارد ملىء بمكعبات الثلج،وامامه على الطاولة الابريق شبه الفارغ.قال متنهدا براحة:
-والان...هذه هى الحياة...هدوء وسكينة ومنظر خلاب يطل على البحر.فكرت مليا فى هذا المنظر الاسبوع الماضى.
تنهدت سارة ساخرة:
-وانا من كنت اظن انك تجشمت عناء قيادة سيارتك كل هذه المسافة لرؤيتى.
-اوه...با هذا كان قصدى.
غرق اكثر فى كرسيه واكمل:
-لم اكن اعرف قدر سكرتيرتى حتى ابتعدت عنى فى اجازة.
-كيف يسير العمل مع جينى؟
-تكاد تدفعنى الى الانتحار...
دافعت سارة عن زميلتها وبديلتها،بينما كانت تبتسم بتفهم:
-انها سكرتيرة كفوءة حقا.
-حقا...انها كذلك.تثرثر كالغراب طوال النهار،وتقول ااتفه الاشياء واغباها.انى الى الان لا اعرف ما اذا كانت ساذجة بلهاء حقا ام انها تمثل السذاجة اعتقادا منها انه الظرف بعينه.
-اخشى ان يكون الكثير من تصرفها حقيقيا.
-اشكر الله لانه لم يبق سوى اسبوع واحد تعودين بعده الى .
ارتشف نصف كوبه،ثم تابع:
-ان طال غيابك اكثر فساقدم استقالتى.
-فكرت فى تقديم انذار لمدة اسبوعين واقترح ان تاخذ جينى مكانى بصورة مستمرة.
انفجرت بالضحك عندما قفز ديرك عن كرسيه واقفا ليمسك يدها ،وشدها اكثر ليوقفها على قدميها ثم جذبها بين ذراعيه ورفعها عاليا ثم تقدم بها الى اسياج الشرفة.صاحت ضاحكة بقوة حتى كادت الكلمات لا تخرج من فمها.
انزلنى...يا ديريك!
-اسحبى ما قلته والا فليساعدنى الله سارميك من هنا!
لكن لم يكن فى عينيه اللوزيتين المتراقصتين دليل على تنفيذ ما يقول.


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-09, 08:08 PM   #13

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 22-02-09, 09:47 PM   #14

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمى عزيزتى على مجهودك الرائع

مشكورة


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-02-09, 10:10 PM   #15

dr\smsma

? العضوٌ??? » 75806
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » dr\smsma is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايديكي الرواية جميلة جدااااااااا

dr\smsma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-09, 01:31 AM   #16

mohammed_s2007
 
الصورة الرمزية mohammed_s2007

? العضوٌ??? » 69508
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » mohammed_s2007 is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك الف عافية

mohammed_s2007 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-09, 04:56 PM   #17

lede772
 
الصورة الرمزية lede772

? العضوٌ??? » 57733
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 679
?  نُقآطِيْ » lede772 is on a distinguished road
افتراضي

سلمت الأيادي
الرواية رواعة جداً
ياريت لا طولي علينا
يعطيك العافية


lede772 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-09, 06:42 PM   #18

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي بس لا تطولين

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-02-09, 08:31 PM   #19

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

6_ذراع دافئة
-اسحب كلامى!اسحب كلامى!
قالت سارةهذاشاهقة من بين انفاس قطعها الضحك.ارجعها ديرك من فوق السياج ثم ترك لقدميها السبيل الى الارض وهو يقول وابتسامة عريضة تعلو شفتيه:
-لاتكررى هذا الكلام ثانية ولو مزاحا.
اسندت كتفها الى صدره ثم اجابت لاهثة:
-لن اكرره...صدقنى.
-هذا افضل لك...
-اهذا هو المكان الذى تذهب اليه ارميتاج عندما تقول لهم فى المكتب انك فى عمل؟
سؤال وارناللاذع مسح الابتسامة عن الوجهين.استدارت سارةبحدة لتراه واقفا فى الباب،ربطة عنقه محلولة والزر الاعلى للقميص مفتوح.بدا تعبا ومتوترا وغاضبا اشد الغضب.
اجاب ديرك بهدوء اعصاب:
-المكتب على علم باننى فى اجازة اليوم.
فصاح وارن:
-لكن سكرتيرتك لم تقل هذا
تمتم ديرك من بين اسنانه:
-لقد فعلتها جينى ثانية!
عرفت سارة ان بديلتها اعتقدت ان من السياسة ان القول لزبون ديرك انه يعمل بدل ان تقول انه فى اجازة.فقالت تدافع عن ديرك:
-انه لقرار غير حكيم من سكرتيرة ديرك المؤقتة عدم اعلامك بحقيقة الوضع.
استدار اليها وارن ليقول:
-ها قد عدت من جديد الى تمثيل دور السكرتيرة المخلصة التى تهرع للدفاع عن رئيسها.
ارتفع ذقنها الى فوق متحدية:
-احاول فقط ان اصحح معلوماتك.
التوى فمه بسخرية:
-صحيح؟
-قل لى،ماذا تفعل هنا يا وارن؟لماذا لست فى مكتبك؟
فقال بغضب:
-انسيت اننى قضيت الليل منكبا على العمل.
اذن قررت العودة باكرا.فهل انت واثق من ان سكرتيرتك تقول الحقيقة لكل من يسال عنك؟ام انها تختلق بعض الاعذار،كما فعلت سكرتيرة ديرك عندما اتصلت به؟
رد وارن بصوت ملؤه الشك:
-يبدو هذا ممكنا.
فقالت سارة:
-هكذا تبدو الحقيقة دائما.
تجولت عيناه الباردتان فيها من قمة راسها حتى اخمص قدميها،حدق فى ثوب السباحة البراق الذى يكشف عن قسماتها بسحرواغراء،ثم قال:
-لكننى لا استطيع الا ان اتساءل كم من المرات جاء فيها ارميتاج الى هنا فى الاسبوع الفائت فى الوقت المفترض فيه انه يعمل.
انهى كلامه بحدة ثم رجع على عقبيه الى الداخل.بدا وضع كتفيه العريضتين المتكبرتين وكانهما كتفى ثور.اسرعت سارة تريد اللحاق به الا ان ديرك منعها،لانه لاحظ الاشارات الخطرة التى بدا غضبها يرسلها:
-اتركيه الان يا سارة.
لكنها جذبت ذراعها منه واندفعت خلف وارن الى غرفة الجلوس حيث وجدته يوشك على خلع ربطة عنقه وحدق فيها ببرود.فاطلقت سارة عقال غضبها بسيل من الكلمات اللاذعة.
-لا شان لك فى ان تعرف عدد المرات التى زارنى فيها اضف الى ذلك انه ضيفى و...
فقاطعها وارن بحدة:
-كان يفترض بك من باب الحشمة اعلامى بانك ستستقبلين رجلا الليلة،لارتب امورا اخرى،ولاخلى لكما الجو.
-تتهمنى باننى لا املك الحشمة؟وماذا عن حشمتك انت؟
-انا؟اتعتبرينى غير محتشم لفظاظتى مع ارميتاج؟
لوى فمه ازدراء،فصاحت سارة:
-هذا من بين اشياء اخرى.
ارجع راسه الى الوراء ليدرسها بعجرفة،ثم قال:
-وما هى الاشياء الاخرى؟
-لقد كان منبهك يوقظنى كل يوم خلال الاسبوع الفائت،بينما تبقى انت نائما وهو يتابع رنينه.
-لقد اعتذرت لك عن هذا.
-ولكن الاعتذار لا يعيد النعاس الى جفونى.
فرد متحديا:
-اذ كان اتفاقنا هذا لا يعجبك،فلماذا لا تغادرين المنزل؟
-انا لن اذهب!بل اذهب انت!
-لماذا اذهب؟كى يتمكن ارميتاج من السكن معك سيكون هذا حميما لكما.
-صحبته ستكون بالتاكيد افضل من صحبتك!
رمى وارن كلماته بوحشية:
-بالتاكيد،اذ لن يكون بينكما اتفاقات او قوانين،او غرف منفصلة واسرة منفصلة!
فصاحت باحتقار:
-ان لتفكيرك قذارة كلماتك!يجب ان تتزوج من كاثرين،لانكما من الجنس عينه.
قال ديرك الواقف فى باب الشرفة:
-انا ذاهب،لم اجىء الى هنا لابدا شجارا مفتوحا.
استدارت سارة مصعوقة لانها كانت قد نسيت وجود ديرك:
-لا تذهب يا ديرك...فوارن كان خارجا لتوه.
صاح بها وارن:
-والله لن اخرج!وعليك اما استقباله وانا فى المنزل او الذهاب الى مكان اخر.لكننى لن اخرج ابدا.
-عظيم...
التفتت الى ديرك:
-اعطنى بضع دقائق لارتدى ثيابى وساخرج معك.
هز ديرك راسه ثم ذهبت سارة الى غرفتها،فخلعت ثوب السباحة،وارتدت ثوبا صيفيا مكشوفا برتقالى اللون،وعادت على عقبيها الى غرفة الجلوس التى عمها الان صمت وهدوء متوترين.
كان ديرك ينتظرها فى اعلى السلم عندما خرجت من غرفتها.رمقت وجه وارن المتجهم ثم تقدمت نحو ديرك،وهى تقول لذاك الارعن ببسمة باردة:
-خذالمنزل كله لك هذا المساء.بامكانك التمتع فيه بكل الهدوء والسكينة التى ترغب فيها...
انقلبت الحلاوة الى وحشية وهى تضيف:
-وارجو ان تهشمك!
تقدمت رافعة راسها لتنزل السلم.بينما كانت تسير على االرصيف خارج المنزل ارتفع وقع نعلى حذائها دليل الغضب الذى يعقل نفسها.تقد ديرك ليسير الى جانبها،موسعا خطاه ليماشى خطوتها السريعة،قال بعد تردد:
-نظرا للظروف هذه يا سارة،الا تظنين ان من الافضل لك ان تعودى الى شقتك لقضاء الايام الاخيرة من الاجازة.
-واترك ذلك الرجل يربح؟لا قسما!لن يكون له هذا الرضى.ساجعل حياته جحيما كما يفعل بحياتى.
توقفت قرب سيارته تنتظره ليفتح لها الباب،وعندما تاخر التفتت اليه لتلاحظ التعبير المتالم على وجهه:
-مابك يا ديرك؟
كان فى صوتها رنة غضب ما زالت عالقة فيه،فتمتم دون ارتياح:
-لست ادرى كيف اخبرك.
كاد صبرها ينفذ من جديد:
-تخبرنى ماذا؟
ابعد نظره عنها:
-انا على موعد مع فتاة اخرى.
-لديك ماذا؟
-هذه قمة سخرية القدر!
كادت سارة تنفجر فى ضحكة مريرة.
-انا اسف ياسارة.لقد فكرت ان اورك طلبا للراحة وتجاذب اطراف الحديث وفى نيتى الخروج قبل عودة وارن.
اما هى فقد اعتقدت انه جاء يسامرها.هذا قمة الغرور.نظرت الى المنزل الذى لا يمكنها العودة اليه الان،ليس قبل وقت طويل.فلو علم وارن الحقيقة لن تنجو من لسانه السليط بسهولة وقالت:
-لاباس يا ديرك...فهذا ما استحقه.
-ماذا ستفعلين؟
-وهل ارجع لافسح له مجالا للسخرية؟...بالتاكيد لا.ساقصد مكانا ما،هل لك بانتظارى لاخرج سيارتى من الكاراج.
-بالطبع سانتظر.
وابتسم لها،فهذا اقل ما يمكنه فعله بعد ان خذلها.فليفكر هذا المتعجرف بمايريد عندما يراهما من حيث يقف الان فى سيارتين مستقلتين.
تصاعد غضبها الى ذروته فرجعت بشكل اخرق الى الوراء دون ان تلوى على سيئ.وعلى الفور غيرت غيارالسيارة من الرجوع الى الانطلاق ثم داست دواسة السرعة حتى الاسفل،تصاعد صوت صرير الاطارات فوق الطريق اثناء اندفاع السيارة الى الامام،تاركة ديرك خلفها.
كانت اتعس امسية امضتها سارة فى حياتها.فقد تركت ساعتها فى غرفة النوم،وتعطلت ساعة السيارة،لذلك عندما عادت كانت تجهل تماما الوقت بالتحديد.ادخلت السيارة الى المراب،وهى تفكر فى انها تاخرت فى العودة الى المنزل فالظلام قد حل منذ ساعات احست بلسع هواء الليل البارد فاسرعت
عبر الباب الموصل من المراب الى مدخل البيت.ثم شرعت ترتقى السلالم بقلق.قبل ان تصل الى راس الدرج،احست بقشعريرة تمر فى مؤخرة عنقها،فرفعت راسها لتشاهد وارن يقف فوقها على راس السلم،مفتوح القميص المتدلى خارج سرواله.كان فى نظرته اسوداد مرعب.اما قسماته فكانها قدت من صوان:
-اين كنت بحق الجحيم؟
-امر لا يخصك.
مرت امامه لكن اصابعه امسكت معصمها بقوة:
-الديك فكرة عن الوقت؟
-لا...لااعرف.ولا ارى ان الامر مهم.
-الساعة الان تقارب الرابعة صباحا.وانا اريد ان اعرف اين كنت.
احست بالالم من قبضة يده الفولاذية:
-لن اقدم لك كشف حساب عن مكان ذهابى ...فاتركنى ارجوك.انا تعبة
-ساتركك،حالما تجيبى عن سؤالى.
-لقد قلت ان هذا ليس من شانك.
كانت تعبة غير قادرة على خوض جدال مع وارن كينكايد،وقال لها:
-اعلم انك لم تكونى مع ارميتاج.
شحب وجهها ولكنها تحدته:
-الم اكن؟
-لا لم تكونى.
لم يكن فى صوته اثر لريبة او شك عندما اردف:
-لاننى لما ذهبت الى منزله اساله عنك اجابنى انك ما كنت فى مزاج يسمح لك برفقة احد،فتركته الى مكان لا يعرف ما هو.
شكرت سارة فى سرها ديرك لانه انقذ ماء وجهها فلم يعترف بانه كان على موعد مع فتاة اخرى تلك الليلة.لكن هذا لم يخرجها من ورطتها الحالية:
-ما زلت فى مزاج لا يسمح لى بمرافقة احد،خاصة انت!والان اتركنى!
حاولت تحرير يدها من قبضته.لكنه استغل حركتها ليلوى ذراعها خلف ظهرها وليضمها الى صدره وهو يقول امرا بغضب:
-لا يهمنى ان كنت بمزاج حسن ام لا...ستجيبين عن سؤالى .
ردت عليه بعنف:
-لن اجيب.
امسكت يده الاخرى بشعرها،لتمسك اصابعه الخصلات القصيرة ويشد راسها الى الوراء كى ينظر الى وجهها.ثم قال متهما:
-هل كنت تتسكعين؟
-قصدت صديقا تناولت معه شرابا.فهل هذه جريمة؟
-الطريقة التى قدت فيها سيارتك من هنا كانت تحمل علامات الانتحار.لقد اتصلت بالشرطة مرارا وانا على ثقة من ان مكروها قد اصابك خاصة بعد ان عرفت انك لم تكونى مع ارميتاج.
-لم يصيبنى سوء وها انا سالمة.هل ابدو كمن تعرض لاذى اكبر من الاذى الذى سببته لى.
راحت الدموع تغشى بصرها،وكانت تعنى تقريبا ما تقول.
-اترك ذراعى!فستكسره ان استمريت فى لويه هكذا.
ضغط عليها اكثر:
-اتمنى ان يؤلمك اكثر بعد ما سببت لى من رعب الليلة.انت تستحقين العقاب.
ضحكت سارة بمرارة والم:
-ماسببته لك؟ايها الثور المتعجرف العنيد.
لم يعطها وارن فرصة لاتمام سيل اهاناتها.بل اسكتها بعناق ساحق بعد ان ترك ذراعها ليضم جسدها الى صدره بقوة.رغم عناقه الجامح الذى بغى منه عقابها استجابت له.ارادت ان تكافح،ان تقاتل لتتخلص من عناقه لكن يديها تسللتا الى داخل قميصه،باحثة عن حرارة بشرته العارية.اما
راسها فراح يدور ويدور فوق صدره يحتك وجهها فيه بشدة والم،حتى احست بالارتباك من ردة فعلها هذه.
عندما ابعدهاعنه،لم تستطع فتح عينيها لتنظر اليه لانها ما زالت ترتجف من قوة استجابتها الغريبة له.احست بفمها وذقنها وكانما ما زالا يحتكان بشعر صدره.
-بالله عليك سارة...اين كنت طوال الوقت؟
كان فى صوته رنة غريبة.اشبه بالالم.اخد يمر يده على شعرها برقة وهو يتابع كلامه:
-لقد كدت اجن من القلق خوفا من ان يكون مكروه قد اصابك.
-احقا؟
اخذت نفسا عميقا وهى تخشى ان تصدقه.فابتسم.
-اجل...هذا صحيح.
احست بخفقات قلبه غير المنتظمة تحت يديها،واشتدت ذراعاه ثانية حولها،وعاد الالحاح الى صوته:
صديقك الذى كنت عنده...رجل ام امراة؟
-انها جولى ،صديقة الطفولة.
بدات تحرك راسها ثانية وقد اخذ يداعب اذنها...فقال بغضب ساخر:
-اعتقد انكما قضيتما الليل فى قيل وقال،بينما انا اذرع الغرفة قلقا.
-ليس الليل كله لاننى تركتها عند الحادية عشرة.
كان يمرر يديه فوق كتفيها،وكانت هى تتمتع دون خجل بالاحساس الذى تبعثه هذه الحركة فيها.عندما سمع اجابتها تلك رفع راسه عابسا:
-واين كنت منذ الحادية عشرة؟
-كنت اتمشى على الشاطىء.
-وحدك
علمت ان الامر غباء منها فاجابت بصوت منخفض:
-جل.
-تستحقين الجلد حتى الموت على هذا!اكنت تتمشين فعلا على الشاطىء مدة ثلاث ساعات؟
كرر كلامها وكانه غير قادر على التصديق،لكنها لم تفكر مطلقا بالمخاطر التى عرضت نفسها لها وقالت:
-اعتقد هذا.
-اوه يا سارة.كنت اعلم انه ما كان يجب ان اتركك تذهبين مع ارميتاج.
فضحكت:
-لم يكن فى وسعك ايقافى.كنت غاضبة حتى ان حائطا من الحجر الاصم ما كان ليوقفنى وانت السبب فى هذا كله.
-انا؟!
-انت من بدات الشجار.لو لم تكن فظا مع ديرك،لما فقدت اعصابى.
-ماذا كان يفترض بى ان افكر؟اتصلت بمكتبه فقالت لى السكرتيرة انه خرج فى عمل.وعندما وصلت الى هنا وجدته يحملك بين ذراعيه...
-كان بامكانك ان تمنحه البراءة لعدم كفاية الادلة.بدل القفز الى استنتاجات مخطئة غير عادلة.
قال لها منتقدا:
-كيف تعرفين ان استنتاجى كان غير عادل ومخطىء؟
-لان ليس من طبع ديرك الكذب.انه صادق ذكى ويعمل جاهدا كما تعمل انت وقضيتك ليست القضية الوحيدة التى يرميها المكتب على كاهله وكل التاخير الذى حصل سببه اخرون وهذه امور لا ذنب له فيها.
والتوى فمه:
-ها قد عدت من جديد لتدافعى عنه!
-وماذا على ان افعل غير هذا وهو غير موجود ليدافع عن نفسه؟
ارادت الابتعاد عن ذراعيه لكنه احكم امساكها:
-سارة،لا اريد المشاجرة .
-لا؟انت تريدنى؟
طافت عيناه فى وجهها تسال مع سؤاله:
-وانت؟
بدات نبضاتها تتسارع من جديد والخدر يسرى الى احساسها،لكن عقلها رفض ان يتخلى عن دوره.كان ردها بصوت لاهث مقطوع الانفاس:

-لا...لا...لااريد.
اتسعت زاوية واحدة من فمه بابتسامة ماكرة غريبة:
-كاذبة.
-لقد اتهمتنى بهذا مرارا يا وارن.وانت مخطىء هذه المرة كخطاك فى المرات السابقة.
ثم انتزعت جسدها بعيدا عنه وولت مبتعدة وهى تشعر بنظراته،تشل ظهرها.كان عليها اجبار نفسها على السير بهدوء والا تستسلم لرغبتها فى الهرب الى غرفتها بسرعة.
ما ان اقفلت الباب وراءها حتى راحت ترتجف بعنف...انها مسحورة به الى حد بعيد...لقد تعرفت الى الدلائل...والى الامتزاج الغريب بسحرهما معا.
هو دون شك يدرك انها جذابة جدا وقريبة من متناول يده ورغبته فيها هى جزء من الخطر الذى ورثه بمشاركته اياها المنزل نفسه.كانت تعرف انها لن تستطيع قبوله حبيبا مؤقتا لان ذلك امر غير حكيم.
بينما كانت توشك على اطفاء النور للخلود الى النوم فتح الباب،فجمد اصبعها فوق الزر عن الحراك ذلك ان وارن ملا جسده الباب،فبدا شعره الكهرمانى يلمع ويميل الى الاسوداد اما عيناه فاعتم لونهما الازرق حيث قارب الاوداد.احست برغبة وتوق اليه لكنها نفتهما بكلماتها:
-وارن اريد ان انام.
-اجل...لكنك ستنامين فى فراشى حيث يجب ان تكونى.
مد يده اليها،فحاولت الاحتجاج...لكنها عرفت ان الاحتجاج لن يمنعه لذا سارعت الى الوسادة فوق السرير فرمته بها،امله ان تهرب من يديه للحظات،لكنه ابعد الوسادة بضربة من ذراعه ثم انقض عليها
ليمسك خصرها قبل ان تنزلق من الناحية الاخرى من السرير.
ورماها دون جهد فوق كتفيه اللتين تلقتا وظهره ضربات قوية بينما اخذ لسانها يتهمه ويذم تصرفه الذى يعود الى ايام رجال الكهف...فقال:
-اصرخى ما شاء لك الصراخ...فلن يسمعك احد وانت لم تثقبى طبلة اذنى بعد.
-انزلنى فورا.
فتح باب غرفته برفسة من قدمه ثم رماها فوق سريره لتختفى صرختها المرتفعة على الوسادة التى غرق وجهها فيها.احست بالصدمة
ومضت لحظات قبل ان تستعيد جاشها.لما انقلبت الى جانبها،شاهدته يخلع قميصه وكانه بذلك يخلع البرقع الشفاف للتحضر الذى يفصل البشر عن الحيوان.تقلصت معدتها لرؤيته.
استغلت استدارة ظهره لها لتكمل دورتها فوق السرير.لكن يده سارعت للامساك بكتفيها ليجبرها على البقاء،وطقطق السرير وهو يتلقى وزنه.وكانت مقاومتها دون جدوى،فقوته
العمرة الصقت كتفيها بالسرير.امسكت ذراعيه تحاول دفعه بعيدا عنها،وادارت وجهها بسرعة من جانب الى جانب تجنبا لفمه.لكن هذه الحركة لم تمنعه من وضع شفتيه على خدها.
رغم محاولاتها المذعورة للخلاص منه الا ان شيئا من التجاوب اجتاح جسدها عند لمسة يديه لها.شهقت بحذر وقالت:
-وارن...ماذا عن تلك القوانين؟
-فلتذهب كل القوانين الى الجحيم.
-ولكنك تعب يا وارن.وانت لا تعرف ماذا تفعل.
لم تعد تعرف ماذا تفعل هى ولماذا.فقال:
-ربما لكننى مسرور هكذا،مهما يكن الامر.
سمعت زئيرا يصم اذنيها كان مصدره ضربات قلبها.
-وانت كذلك مسرورة بما يجرى،يا فتاة الكرز...اياك ان تنكرى هذا.
لكن استسلامها لم يكن كاملا اذ عادت الى الاحتجاج.
-وارن
-نعم يا فتاة الكرز...اخضر نىء فى الصباح،واحمر ناضج وحلو فى الليل.
احست سارة وكانها دولاب الحظ،تدور وتدور دون ان تعرف اين وكيف ستقف...او من سيربح ومن سيخسر ...انه دوار عنيف ومستمر.
فى تلك اللحظات كانت تعلم انها تفقد السيطرة على الذات وانها تترك نفسها تقع فى شرك لا قرار له.الشيء الوحيد الذى عليها فعله لن تجرؤ على القيام به.همست له باحتجاج مؤلم،وهى تتقلب متهربة من الحاحه.
-لاتفعل هذا ارجوك يا وارن...ارجوك.
-حبا لله يا سارة...انت تعرفين انك تريدين حبى...وساجعلك تعترفين به!
انها تريد حبه،لكن ليس بهذه الطريقة،تابعت مقاومتها...ثم قالت تحاول جرحه:
-اتستخدم القوة دائما لنيل النساء؟
تنفس وارن بقوة ،ثم رفع نفسه عنها وراحت عيناه تلمعان بطريقة توحى بان فرصة الهرب قد ازفت وعليها الا تهن او تضعف.
همس اخيرا:
-اللعنة عليك يا سارة.
اضجع الى جانبه جاذبا اياها معه.ثم امسكت راحتاه وجنتيها ووضعتاهما فوق صدره،لتعلو وتهبط كلما لفظ انفاسه المتهدجة،فكان ان استطاعت سماع ضربات قلبه.فاغمضت عينيها تاركة ذراعيه تسحقانهااليه.
امسكها بهذه الطريقة دون ان يغازلها او يسعى الى تنفيذ تهديده يجعهلها تقر له بحبها له لكنها الان ما عادت تخشى من عناقه لانه امتنع عن اغوائها.
ومر وقت طويل قبل ان تهذا نبضات قلبه وتنتظم انفاسه.كان الرضى بالاستلقاء بين ذراعيه يعادل قوة رغبتها فيه بل اكثر.
حاولت النهوض لكن ذراعه اشتدت اكثر حولها.
-ابقى هنا يا فتاة الكرز.
كان صوته العميق غير قابل للمقاومة،ووارن يوشك ان يغفو لذا استرخت فوق صدره وبين دفء ذراعيه على امل ان ترحل بعد ان يغفو.حينما شعر بها تستكين دون مقاومة انتظمت انفاسه ثم استسلم للنوم هنيئا.
ولم يكن من السهل ان تبقى صاحية،ولكن ما ساعدها كان الهواء البارد الذى يرسله البحر عبر النافذة المفتوحة.ولولاه لما استطاعت الا الاستكانة بين ذراعيه نائمة.ارتجفت للحظات قليلة وكانه احس برجفتها لانه سرعان ما افلتها
ليمسك بالاغطية التى جذبها ليغطى بها نفسه ويغطيها،عندها غمرها الدفء،واسترخت وهى تحس بامان بعثه صوته الهامس:
-نامى يا فتاة الكرز.
رغم عفوية كلماته الا انه كمن بين طياتها شيء حميم.فاجابت:
-اجل.
لكنها لن تنام...ستتظاهر فقط بالموافقة.وعندما يغط فى نوم عميق ستتسلل منسحبة الى غرفتها.انخفضت رموشها الى الاسفل من التعب فقررت ان تريح عينيها قليلا لدقائق معدودة فقط.
كانت ذراعه حول خصرها ثقيلة،دافئة...متملكة...ولطيف ة.


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-09, 09:12 PM   #20

ريماالفلا
 
الصورة الرمزية ريماالفلا

? العضوٌ??? » 2186
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 114
?  نُقآطِيْ » ريماالفلا is on a distinguished road
افتراضي

تسلمى على الروايه الحلوة قوى
منتظرينك وربنا يعينك على الكتابة مشكورة حبيبتى


ريماالفلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.