آخر 10 مشاركات
224 - ألن تسامحيني أبداً - كارول مورتيمر - ع.ج ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية بحر من دموع *مكتملة* (الكاتـب : روز علي - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          الزهــــــرة الســـــــوداء ( عدد خاص ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-09, 10:55 PM   #21

dr\smsma

? العضوٌ??? » 75806
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » dr\smsma is on a distinguished road
افتراضي


فين يا قمر باقي الرواية
بجد نفسي اقراها
بلييييييييييييييييييييز كمليها ومش تتاخري
وربنا يعينك على كتابتها


dr\smsma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 02:02 AM   #22

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

7_خفقات ليست لها
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
نطلق جرس المنبه عاليا داخل اذن سارة تقريبا ناضلت لتفتح عينيها وهى لا تفهم سبب هذا الرنين العالى الى هذا الحد احست بوزن ثقيل على خاصرتها يضغطها فوق الفراش ارادت ان
تبعد هذا الثقل وتمنت من وارن ان يسكت هذا الرنين المزعج ولو لمرة واحدة وما ان لمست اصابعها هذا الثقل حتى احست بشعر خشن اعلمها ان هذه ذراع وارن
طار النعاس فورا من جفونها وقد تذكرت ما حدث الليلة الماضية او على الاصح فى الصباح الباكر فهذا الجسد القاسى الطويل الى جانبها هو وارن وبحذر لئلا تقلقه
مدت يدها التى كادت لا تلامس زر المنبه فاسكتته وللمرة الاولى تسر باستمراره فى النوم اثناء رنين المنبه لان ذلك سيعطيها فرصة التسلل من السرير قبل ان يستيقط
لكنها اثناء محاولتها تلك امسكها باحكام رافقه تلعلع صوت اجش بفعل النعا
-لاتتحركى يا فتاة الكرز.
ظنت سارة انه غير واع الان وهذا يعنى انه سيغط فى النوم من جديد
-يدك تضايقنى.
تمتم بشىءمبهم ثم اضطجع الى الجانب الاخر فى حين بقيت سارة ساكنة مدة دقائق حتى اطمئنت الى انه عاد الى النوم ثم تسللت من السرير وسارت على اطراف اصابعها الى غرفتها
اغتسلت ثم غيرت ملابسها وصنعت القهوة فصبت منها فنجانا ثم صبت كوب عصير حملتهما وعادت الى غرفة وارن وهناك راحت تتامل النائم المستغرق فى نومه تنهدت حينما تذكرت كم تاخر فى النوم ليلة امس والليلة التى سبقتها عندما
نام على الاريكة لذا لم تجد القدرة على ايقاضه وحرمانه من الراحة التى يحتاجها.رجعت على عقبيها لتضع العصير فى البراد والقهوة على طاولة المطبخ.
كانت الشمس تصفع باشعتها وجه مياه البحر الصافية فتنعكس انوارها الى غرفة الجلوس.حملت فنجان القهوة لتخرج الى الشرفة،لكنها بعد تردد،نزلت السلم الممتد من المنزل الى الشاطىء المغرى.
حيث لا يقطع سكينة الصباح سوى صوت الامواج المتكسرة على الشاطىء وصيحات النورس الناثر جناحيه فى الافق الرحب.
لكن الشاطىء لم يكن فارغا لان امراة عجوز تعتمر قبعة واقية من الشمس وبنطلون جينز مطويا حتى ركبتيها كانت تتجول وحيدة،تهتم بالنفائس التى كشف عنها المد.
جلست سارة فوق الرمال،ثم طفقت تراقب المراة فترة قبل ان يرتد بصرها من جديد الى النورس الذى ازدادت حركاته البهلوانية...اما البحر فكان فى اوج صفائه.فوجهه صفا وسكن كمراة مشعة.
بدا شعورها بمضى الزمن يندثر رويدا رويدا،فها الساعة توشك على الاندحار وكانها ثوان تطايرت بسرعة.لكن الشمس اشتدت انوارها وارتفعت حرارتها،اما البحر والسماء،فقد بقيا كما هما،والمراة ما زالت تجوب الشلطىء بحثا عن الصدف والخشب المجروف.
-سارة؟
صوت وارن صرخ بها بنفاذ صبر،مهشما طوق السحر الذى حولها،معلعا فوق صيحة النورس.فاستدارت فوق الرمال لتنظر الى الخلف،فاذا به يقف على الشرفة،عاريا حتى الوسط.مشعت الشعر الذى حاول ترتيبه بتخليل اصابعه فيه.
لوحت له،وقلبها يخفق...فمن الصعب عليها ان لا تشعر بالجاذبية التى يملكها...صاح متهما:
-لماذا لم تقظينى...؟كان على ان اكون فى المكتب منذ ساعة.
-لقد ظننتك بحاجة الى النوم!
-فى المرة القادمة لا تظنى...بل ايقظينى!
رده بدا وكانه زئير .فما كان منها الا ان مدت له لسانها،مسرورة اكثر منها غاضبة من تصرفاته الغاضبة.وقفت،وتقدمت نحو الماء،ورفعت المراة التى تمشط الرمال بحثا عن الاصداف راسها نحوها;فابتسم وجهها الذى لوحته الشمس ولم تحمه القبعة وهى تقول:
-اليس الصبح بهيا؟
توقفت سارة عندها:
-بكل تاكيد...هل وجدت شيئا هذا الصباح؟
-لاشيء هام.
استقامت المراة من انحناءها،فضغطت بيدها على ظهرها.اما سارة فرمقت الكيس الذى تعلقه المراة على كتفها.
-هل تجمعين الاصداف؟
-اجل...فهوايتى الرئيسية هى صنع اشياء من هذه الاصداف ومن اشياء اخرى اجدها على الشاطىء.
لاحظت سارة عقدا من الاصداف الصغيرة حول عنق المراة فسالتها:
-كالحى مثلا؟
لمست المراة القلادة باصابعها.
-اجل...الحلى.خاصة القلائد والاقراط.فى الوقت الحاضر اصنع صورة بالاصداف.ولهذا اجمع كل هذه الاصداف البنفسجية.
مدت يدها الى كيسها فرفعت بعض ما فيه من اصداف صغيرة.ثم اردفت:
-ثمة اشياء كثيرة يمكن صنعها من هذه الاصداف:الاجراس المتحركة واشياء كثيرة.
-يبدو الامر ساحرا.
وبرز فى صوتها رنة حسد.فمواهبها الفنية المبدعة لم تتعد يوما ترتيب الزهور بين وقت واخر.ردت المراة:
-الامر ممتع جدا وبما اننى الان متقاعدة،فهذا يبقينى مشغولة.
-سارة!
عاد صوت وارن يناديها،فاستدارت لتجيب،كان يقف على الشرفة وقد ارتدى ملابسه،واكمل:
-انا ذاهب الان...وساراك الليلة.
لوحت سارة له،وبعد تحية قصيرة عاد للدخول الى المنزل.فابتسمت لنفسها،دهشة لما يفعله كوب قهوة وحمام لهذا النكد صباحا.فقالت المراى:
-ان زوجك لمهتم بك.كان زوجى جون يخبرنى متى يعود دائما.
قامت سارة بتصحيح ما قالته المراة على غير وعى منها:
-وارن ليس زوجى.
اجفلت المراة للحظات.
-اوه...اجل!
خرجت الصيحة بدهشة وصدمة تعبر عن عدم موافقتها على ما استنتجته فاحمر وجه سارة،وقد فهمت ان المراة تلمح الى انهما يعيشان معا دون زواج.لكن لو شاءت ان تصحح لها خطا تفكيرها لاقتضاها ذلك شرحا عن ملابسات سكنها وما الى ذلك،وهى الان لا تجد داعيا لتبرر الوضع لهذه المراة التى لن تصدقها وان نفت وجود علاقة بينهما وقالت سارة:
-لدى بعض التنظيفات فى المنزل...يوم سعيد.
راحت تشق طريق العودة وصوت المراة يتناهى اليها متمتما:
-شبان هذه الايام...لقد فقدوا كل احساس بالقيم الاخلاقية!
فى الواقع،لم يكن لدى سارة عمل فى المنزل،ولكنها تجولت لتفعل اشياء غريبة صغيرة،كرى النباتات وغسل اغراضها الصغيرة.وقد بقيت فى عملها هذا حتى الظهر حيث اعدت بعض السندويشات والقهوة غداء لها،ثم تمددت على كرسى نوم وشرعت بالقراءة.
كانت الشمس الدافئة تبعث الاسترخاء الى جسدها المتمدد الذى راح يغرق فى النوم بعد ليلتين مؤرقتين.
عندما فتحت عينيها ثانية ،وقعتا على حقيبة مالوفة لها.راحت تبحث فورا عن صاحبها فوجدته جالسا على الكرسى الاخر الى جانبها،وساقاه الطويلتان ممتدتان امامه،وكوب عصير برتقال،مع مكعبين من الثلج،فى يده.كان ينظر اليها وقد التوى فمه بابتسامة:
-لقد قررت اخيرا الاستيقاظ يا ناعسة.ظننتك ستنامين حتى صباح الغد.
منعت تثاؤبة بظاهر يدها،ثم دفعت نفسها لتستند الى مرفقها:
-كم الساعة الان؟
-الرابعة والنصف،تقريبا.
-لم اكن اعلم اننى تعبة لهذه الدرجة.منذ متى وانت هنا؟
-منذ الثانية تقريبا.
اى انه وصل بعد برهة من نومها...فرفرفت عينيها متعجبة:
-وهل جلست هنا هذه المدة كلها؟
-اراقبك وانت نائمة.
كان الخدر قد بدا يزول،واخذت تعى تماما ما حولها وسرعان ما لاحظت اشارات التعب عليه،فقالت وهى تجلس مستوية:
-كان عليك ان تنام بدل مراقبتى.
-ربما...لكننى اردت ان اكون صاحيا عندما تستيقظى.
بدا لها سببا غريبا:
-ولماذا؟
-لاننى اريد الاعتذار على ما بدا منى ليلة امس.
-اوه...
تصريحه جعلها فجاة قلقة،خاصة وان نظرته الزرقاء كانت تراقب كل حركاتها.وقفت تسير الى حاجز الشرفة،متمنية لو يتظاهر بان ليلة الامس لو تكن،بدل الاشارة اليها عند اول لقاء لهما.فى الصباح كانت قد هربت الى الشاطىء تجنبا لهذه المواجهة.
وقع الاقدام دلتها على دنوه منها فتوترت،وخفق قلبها بجنون وكانه جناحا طائر الطنان.وقف وارن خلفها تماما،فاحست بلمسات نظرته.
-الن تقبلى اعتذارى؟
هزت كتفيها بنزق:
-على ماذا؟لم يحدث شيء.
فقال ساخرا بلطف:
-ليس بسبب عدم وجود النية.
افقدها ارتباكها تماسكها حتى غدت تبدو كمراهقة خجول.ماذا حدث لنضوجها وثقتها بالنفس عندالحاجة الى معالجة مثل هذا الموقف؟ما هى هذه القوة التى يمتلكها وارن كى تتقلص امامه لتصبح كتلة اعصاب متوترة؟
وضع يديه بلطف على كتفيها ليديرها نحوه.فابقت نظرها على ياقة قميصه،حيث الزران العلويان المفتوحان،اظهرا لها فسحة من صدره وقد اثار هذا المشهد اعصابها وكانها تنظر الى عينيه الزرقاوين.
مد اصبعه الى ذقنها ليرفع وجهها اليه:
-كنت اعلم انك ستغرينى منذ اول ليلة اتفقنا فيها،لكننى ظننت ان بامكانى المقاومة...كنت تعبا ومتوترا ليلة امس.وكنا نتجادل بشان ارميتاج...
فقاطعته سارة بحزم:
-وارن ارجوك.لااريد ان اخوض فى تفاصيل الوقائع اوالاحاسيس التى قادت الى ما حدث ليلة امس.عرضها فى ضوء النهار لا يبدل شيئا.فلا تفعل هذا بى.فضحك دون مرح:
لا افعل هذا بك؟وماذا عما فعلته انت بى؟اتعلمين كيف شعرت عندما قدت سيارتك بتلك السرعة ليلة امس؟او عندما اكتشفت انك لست مع ارميتاج؟اتعلمين ما معنى انتظار عودتك ليلا؟اتعلمين ما هو الشعور الذى احس به كل ليلة فى الفراش وانا اتخيلك فى الغرفة المجاورة ببيجامتك القصيرة التى لاتخفى منك شيئا؟
انها على بعد خطوة من الاستسلام له...فقالت متحدية:
-اذن اذهب...اترك البيت.
-اتركك وابقى قلقا عليك،وانت وحيدة تحت رحمة المتطفلين واللصوص؟ساكون كالهارب من المقلاة الى النار،او كمن يعالج القرحة بالحمام البارد.
-بناء على هذا فانت تريد من الذهاب.
-هذا سيحل مشكلة ما.
-صحيح؟
فتنهد عميقا،وتركها ليستدير:
-لست ادرى.
هذا جيد...لاننى لن اذهب.
مع ان كل ذرة من منطق كانت تصيح بها ان عليها الذهاب قالت له وهى تتحرك باتجاه باب الشرفة:
-اعذرنى...سارى ما لدينا للعشاء الليلة.
استدار وارن وفى صوته وحشية:
-لا!سنتعشى خارجا.
ترددت جزءا من الثانية:
-بامكانك العشاء فى الخارج اذا احببت،اما انا فساحضر شيئا لنفسى.
رفضت دعوته لانها ستبدو موعدا غراميا خطرا عليها بقائها معه وحيدة.فتمتم:
-تبا لك يا سارة.اما شرحت منذ قليل اننى اخشى تركك وحيدة فى المنزل خلال الليل.الا يكفينى خطر بقائك وحيدة خلال النهار؟
-لن تتركنى!
اغضبها تصريحه المتعجرف.
لكنه كرر بقوة:
-هذا صحيح...لن اتركك.جادلينى ما شاء لك ذلك فى هذا الموضوع،لكن ليس امامك الا خياران اما الخروج معا او البقاء هنا معا.فان كنت تملكين ذرة من عقل فستوافقين على الخروج للعشاء لنختلط بالناس.
تلاقت عيونهما فى صدام وصراع.ثم اكمل بتحد:
-ماهو خيارك؟
-اعطنى بضع دقائق لاغير ملابسى.
-عظيم...سنذهب الى مكان نشرب فيه العصير قبل العشاء.
لم يخف توترها الا بعد مغادرتهما المقهى الذى احتسيا فيه عصيرا باردا متجهين الى مطعم،اجلستهما المضيفة الى طاولة تشرف على البحر تبدو امواجه البيضاء متكسرة انوار مصابيح المطعم الكاشفة.
رفع راسه عن لائحة الطعام:
-ماذا بدا لك من طعام جيد؟
-احاول التقرير بين السرطان مع التوابل والسرطان المسلوق.
-تناولى الطبقين معا.
-اتمزح؟ستمتلىء معدتى الى درجة لا اقوى معها على الحراك وعندها ستضطر الى حملى لتخرجنى من هنا.
فذكرها بسرعة وهدوء:
-لن تكون المرة الاولى...لقد حملتك فى مكان ما.
الطريقة التى نظر فيها اليها بعثت اليها الحرارة فكان ان اعادت نظرها الى لائحة الطعام،مدركة كل الادراك ضحكاته الخفية،ثم لم تلبث ان اغلقت لائحة الطعام:
-ساتناول السرطان المسلوق.
تقدم منهما الساقى بعد اشارة من وارن:
-سرطان مسلوق لنا.ولائحة المشروب ارجوك.
عندما ذهبالساقى،طغى عليهما صمت شديد دفع سارة الى العبث بالشوكة الموضوعة امامها،عاجزة عن الحديث باى موضوع قد يطرى اجواء بداية السهرة.ومد وارن يده ليغطى يدها،وقال معتذرا:
-كنت امازحك عندما ذكرت ما حدث ليلة امس.
-اعلم،لكن الامر لا مزاح فيه
وجاءهما صوت رجولى ساخر من خلف سارة:
-عجبا...عجبا...لقد قررتما اخيرا الخروج من عشكما!
حاولت سارة سحب يدها من يد وارن،الا ان اصابعه رفضت ان تتركها.وارتفع بصره الى صاحب الصوت:
-مرحبا تيد.
تقدم الرجل الاشقر امام سارة،وقد كان ذكر وارن اسمه قد انعش ذاكرتها فعلمت ان الصوت صوت شقيق كاثرين.
-مرحبا وارن.
احنى راسه له،ثم ابتسم بخبث لسارة:
-لقد التقينا ثانية سارة لانغلى.
-مرحبا سيد ارثربورى.
ردت عليه تحيته بجفاء متعمد،فهى لم تحب تصرفاته المتعجرفة قط.فقال مصححا ثم التفت الى وارن:
-بل تيد...شقيقتى كانت تطحن اسنانها عليك طوال الاسبوع،حقا يا وارن.واظن انه كان عليك التخلى عنها بلطف اكثر.
-لقد كنت لطيف معها سنتين متتاليتين...وقد ان لها ان تفهم.
-اظن انها فهمت الان انك السيد فى اى زواج.لقد كانت كاثى متحررة دائما،وهى الان على استعداد لمسامحتك على...لهوك مع صديقاتك.
اشار براسه الى سارة،التى كانت تجلس غارقة بين نارى الغضب والاحراج...التوى فم وارن باشمئزاز:
-اهذا ما قالته كاثرين؟
اعترف تيد بسهولة:
-طلبت منى ان اوصل لك رسالتها هذه عند لقائى بك.
رد وارن دون اكتراث ظاهر:
-وها قد اوصلتها.
فهز تيد كتفيه:
-وانت الان تريدنى ان اترككما وحدكما حالا؟حسن جدا...تمتعا بامسيتكما.
عندما ابتعد،قالت سارة غاضبة:
لماذا لم تصحح انطباعه؟انه ليس كاثرين.
فرفع حاجبيه ساخرا:
-كيف اصحح انطباعه؟اتنكرين نومنا معا؟
-انت تعلم تماما ان الامر بريئا تماما.
ترك يدها ليسند ظهره على الكرسى وهويتفرس فيها مفكرا:
-انت تتحرقين لنفى اى علاقة بيننا كلما كان تيد معنا،ايعجبك؟
-بالطبع لا!
-عائلة ارثربورى فاحشة الثراء،ومما لا شك فيه ان تيد صيد ثمين لاية امراة.
فقالت بسخرية تتجاوز سخريته بدرجات:
-قد اقول القول نفسه عن كاثرين؟
-ممكن،لكننا لا نتكلم عنها الان
-وانا لا اتكلم عن تيد،ولكن ربما عليك ان تاخذ بنصيحته وتقبل غفرانها لك.فتعودان الى سابق عهدكما.
بد الضيق على وجهه:
-انت تتمتعين باثارة الجدال يا سارة؟
-انا لا اثير شيئا...انت من يخلق الشجار دائما.
فلننه هذا الحديث بتجاهل الموضوع.
-بكل سرور.
وصول العشاء جعلهما ينهيان الشجار فورا للعودة الى الصمت مع الطعام اللذيذ والشراب تحول الصمت بعد قليل الى رفقة محببة.فسالته سارة:
-ما اخبار القضية؟
-جيدة جدا...الم يخبرك ارميتاج انه عوض عن الوقت الضائع؟
-لا انه لم يذكرها اطلاقا.
كان عليه ان يخبرك مسرورا بما انجز.
ديرك لا يتباهى بعمله الذى يعتبره واجبا وهو الى ذلك لا يتخذ المشاكل حجة للتلكؤ بل يسعى الى حلها.ولهذا السبب قلت لك ان ليس من الانصاف لومه على التاخير الذى حدث لقضيتك.
-ولكنه ذكر انكما تبحثان العمل معا،لذا افترضت ان يكون قد اشار الى قضيتى.عما كنتما تتحدثان،ام انا اخوض فى امور محرمة بسؤالى هذا؟
ترددت لحظة،لانها لا تجد خيرا فى الاجابة:
-كنا نتحدث عن الفتاة التى حلت مكانى خلال اجازتى،عمليا جينى سكرتيرة ممتازة،لكن شخصيتها تثير الاعصاب.
هز راسه،وكانه فهم وقال:
-لقد تحدثت اليها عدة مرات.
-اذن انت تفهم مامر به ديرك فى الاسبوع الماضى.
ارتسمت ابتسامة على شفتيها،فاجاب بصدق:
-واتعاطف معه،لكن هذا لا يفسر لى سبب حمله لك فوق السياج.
لم تحاول اخفاء ابتسامتها التى اتسعت:
-اوه...كنت امازحه فقلت له اننى افكر بالاستقالة واعطائه انذار بترك العمل واقترحت ان تحل جينى مكانى.عندها هددنى بالقتل ان فعلت.
-وهل تفكرين فعلا بترك العمل؟
هزت راسها:
-لا...فانا احب عملى.
-عندما تتزوجين هل ستستمرين فى العمل؟
بدا اهتمامه فى هذه اللحظة منصبا على الطعام.صعب عليها تقديم رد اعتباطى،فلو سالها رجل اخر هذا السؤال لضحكت منه.لكنها تشعر انها تقريبا قد وقعت فى حبه،والزواج موضوع يبعث الرجفة فى اوصالها.
-على الاغلب ساثابر على العمل بعد الزواج لاحافظ على مستوى معيشتى.
-هل يزعجك هذا؟
-لا...ابدا،،كما قلت لك انا احب عملى،ولا اظن ان الاوقات الكسولة تناسبنى فانا احب العمل البناء المتحدى.
كان ردا صادقا لا دجل فيه.رفع كوبه ونظر اليها من فوق حافته:
-وان لم يشا زوجك ان تعملى؟ماذا اذا اراد بقاءك فى البيت فقط؟
-عندها سيطول الجدال بيننا.هل انت من الرجال الرجعين الذين لا يوافقون على عمل الزوجات؟
فابتسم وارن:
-انا لا امانع ان تعمل زوجات الرجال الاخرين.لكننى لست واثقا من ردة فعلى عندما يتعلق الامر بزوجتى.لكنى لن ارضى بان تعمل فيما لو رزقنا اطفالا،على الاقل عندما يكونو صغارا.
فوافقت سارة دون نقاش:
-احب ان اكون مع اطفالى وهو صغار.
-هاقد وجدنا شيئا اخر مشتركا اتفقنا عليه عدا مشاركتنا المنزل نفسه.
بدت الدهشة الماكرة عليه،ولمع الخبث فى نظرته الزرقاء:
-هذا امر عظيم!
ضحكت سارة وقد نسيت الان كل شيء يتعلق بتيد وكاترين ارتربورى.ووجدا مواضيع وفيرة تجاذبا اطراف الحديث فيها دون ان يختلفا رايا.
بدا لها الوقت مبكرا جدا عندما ادخل وارن سيارته الى المراب،فى الواقع تباطئا كثيرا فى تناول الحلوى،
وفى شرب القهوة بعدها،الى ان اصبحت الساعة العاشرة.تنهدت سارة ندما على انتهاء السهرة.خرجت من السيارة،واخرجت مفتاح الباب من حقيبتها.ثم تقدما فى ان واحد الى
الامام ليفتحا الباب،فاصطدما ببعضهما بعضا فقال وارن ممازحا وهو ينحنى:
-اسمحى لى.
-بكل سرور.
فى المدخل السفلى،توقف قليلا ليوصد الباب وراءهما بالمزلاج،بينما بدات هى ترتقى السلالم ببطء منزعجة من انتهاء السهرة بهذه السرعة.فقالت:
-هل لى ان...
فقاطعها وهو على بعد خطوة منها:
-لنتفق...انت لا تعرضين على صنع القهوة او العصير،وانا لا اقترح عليك ان اريك رسوماتى.
فردت دون حماس:
-حسن جدا.
عرفت تماما لماذا قال هذا،فقد عادا الى المنزل ثانية حيث الخلوة والعزلة فيه توحى بجو حميم يحاول كلاهما تجنبه.امسك
ذراعها بلطف،ليقودها عبر غرفة الجلوس الى الردهة التى تصل الى غرفة النوم،وارادت ان تحتج بانها لا تميل الى النوم،لكنها علمت ان هذا لن يكون حكيما،فبقيت صامتة.
عندالباب المقفل،توقفا،فاستدارت سارة مترددة،وقد سادهما صمت مطبق.
قال وارن ممازحا:
-اتعلمين انها المرة الاولى التى ارافق فيها فتاة الى غرفة نومها مباشرة،لاقول تصبحين على خير؟
-وهى الاولى بالنسبة لى.
قلدت ما امكن لهجته المازحة،لكن صوتها خرج خشنا متوترا بسبب قربه منها.وغطت راحة يده خدها بلطف،ثم قال:
-الافضل ان تدخلى فراشك راسا.فبعد اليومين الماضيين،انت بحاجة لنوم طويل.
شيء ما فى طريقة كلامه جعلها تسال:
-وماذا عنك؟الن تذهب الى الفراش راسا؟
هز راسه.
-لا...لقد فكرت فى القيام وحدى بنزهة على الشاطىء قبل الخلود الى النوم.
ارادت ان تقترح مرافقته:
لكن اصبعه ضغط على شفتيها ليسكتها،ورفض بحزم:
-لا...فانا اعى ما افعل يا سارة.
تضاعفت طرقات قلبها شيئا فشيئا واضاءت عيناها البنيتان وهى تهز راسها موافقة،فتطاير الغضب من عينيه،مدمدما:
-لاتكونى خنوعة هكذا...فهذا لا يناسبك.
بدات تدافع عن تصرفها:
-انا...
فقاطعها:
-اصمتى فقط.
سمعته يبتلع ريقه،ثم احست بيده تهبط من وجنتيها الى ظهرها لتجذبها اليه برفق فى عناق حميم وناعم.دفء جسده،اضاف الى نارها المشتعلة لهيبا فوق لهيب.
جاذبيته الطاغية الملموسة جعلتها لا تقوى على رفضه او مقاومته،خاصة وهى تشعر به متوترا بين ذراعيها كرفاص مشدود فى محاولة منه لكبح جماح مشاعره،فى وقت فقدت هى كل سيطرة،فهى قد ادركت منذ وقت طويل،انها بين ذراعى وارن تتعطل كل كوابحها،وهذا ما يجعل للمسته خطرا مضاعفا.
فجاة تراجع،وقد تحركت عضلة صغيرة على فكه القوى،اخذ يحدق فيها باكتئاب...ثم تنفس بعمق،تركها مبتعدا وهو يقول امرا:
-تصبحين على خير يا سارة.
بقيت هنيئة غير قادرة على الكلام،ثم اجابت بصوت ضعيف:
-تصبح على خير.
لكنه كان قد وصل الى منتصف غرفة الجلوس،دون ان ينظر الى الخلف.لم تدخل غرفتها،الا بعد ان سمعت باب الشرفة المنزلق ينفتح،ثم ينغلق.
كانت مصدومة من المشاعر والاحاسيس التى ايقظها فيها،فكيف للنوم سبيل اليها.تقدمت من النافذة،تنظر الى نور القمر الشاحب وقد رمى بظلال قضية خفيفة فوق الرمال.
ثم برزوارن امام ناظريها،تحمله خطوات واسعة نحو الامواج.يداه فى جيبي بنطلونه،ونظره ثابت الى الارض.راقبته الى ان اختفى عن ناظريها،يسير فوق الشاطىء نحو الليل.
غيرت ملابسها،وارتدت البيجاما،ثم دخلت السرير،لم تحاول ان تغمض عينيها،وهى تصغى لتكتكات الساعة الصغيرة قرب السرير التى تشير الى انقضاء الثوانى.كانت يدا الساعة تتصافحان معلنتان منتصف الليل عندما سمعته يدخل المنزل.
خطواته تباطات كثيرا وهو يدخل الردهة .وقف خارج بابها،وعندما شاهدت الاكرة تستدير،اغمضت عينيها تدعى النوم.
فتح الباب،ولكنه لم يحاول دخول الغرفة،بل وقف يتاملها عدة لحظات صامتة قبل ان يغلق الباب ثانية،
فى طريقه الى غرفته.
عندما اصبحت دقات قلبها الما مبرحا.


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 02:06 AM   #23

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

8_يأخذ الشمس معه
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
استيقظت سارة كالعادة باكرا فى الصباح التالى،واستلقت فى الفراش عدة دقائق تصغى الى صوت تحركات وارن فى المنزل.
اخيرا نزلت من السرير لعلمها انها لن تستطيع العودة الى النوم،وان عليها ان تنهض من السرير عاجلا ام اجلا.فارتدت روبها وخرجت الى الردهة.فى تلك اللحظة خرج
وارن من غرفته،يصفر بصوت منخفض لحنا لا شكل له.كان يرتدى ثوب سباحة قاتما.ابتسم عندما شاهدها وقال بمرح:
-صباح الخير.
ردت عليه بصوت اجش بفعل النوم:
-لاشك فى انك استيقظت منذ مدة.
-صحيح...كيف عرفت؟هل ايقظتك.
انتظرها ليسير معها.فردت عليه:
-لا...لم توقظنى.لقد عرفت انك استيقظت منذ مدة لانك عادة تبدو نكدا عندما تستيقظ.
مد يده ليعبث بشعرها القصير مداعبا:
-انك لا تشبهين اشراقة الشمس عندما تستيقظين كذلك.
-لاتفعل هذا...
حاولت اعادة شعرها الى ما كان عليه براحة يدها،فغمزها قائلا:
-ارايت ما اعنى؟
-انا لم ادع يوما اننى الانسة اشراقة الشمس.هل صنعت القهوة؟
-ليس بعد.كنت فى طريقى لاسبح قليلا قبل الفطور،على امل ان اعود فاراك قد استيقظت فاعددتها.
كان فى رده صدق ما،يمتزج بسخرية تطل من عينيه.فردت دون ان تتمكن من الغضب منه فى الصباح الباكر:
-كان بامكانك تحضير الفطور لى بانتظار استيقاظى.
-صحيح...هل تاتين معى للسباحة؟سانتظرك.
-لا.شكرا.
فهز كتفيه:
-حسنا...ساراك لاحقا.
بدا انه اخذ الكثير من نور الشمس معه عندما خرج.حضرت سارة ابريق القهوة ووضعته فى الكهرباء.واخرجت كوب العصير الى الشرفة،واخذ نظرها يبحث بين الامواج الى ان وجدت وارن.انه سباح قوى كما قدرت ذلك تماما.راقبته مدة طويلة قبل ان تنهر نفسها لترتدى ثيابها.
استحمت اولا...ثم ارتدت سروالا قصيرا مقلما بالابيض والاحمر وقميصا ذا ياقة تشبه المركب.كانت القهوة جاهزة عندما عادت الى المطبخ.فصبت فنجانا وحملته ثانية الى الشرفة،وعادت انظارها ثانية تفتش عنه فوق الشاطىء.
طيفان لفتا نظرها،احدهما لوارن يرفع يده بالتحية والثانى المراة العجوز التى تحدثت اليها منذ يومين.
شحب وجه سارة عندما رات وارن يتحدث الى تلك المراة وكان جسده البرونزى يلمع كمعدن بفعل الماء المتجمع عليه.لم يكن لديها
اية فكرة عما يتحدثان لكن وارن بدا مصغيا باهتمام ظاهر قطعه مرة بالقاء نظرة الى حيث تقف على الشرفة.ولم تدر لم اقشعر جسمها.
اهو بسبب الانطباع العالق فى ذهن تلك المراة عن طبيعة عيشهما معا دون زواج فى منزل واحد.سرعان ما شاهدت وارن يحنى راسه مودعا وراح يجتاز المسافة باتجاه المنزل بخطوات واسعة.عندئذ احست بشيء ما يحثها على الدخول،لكنها اجبرت نفسها على البقاء،والتصرف بهدوء.
-هل تمتعت بالسباحة؟
-كانت عظيمة.
تنفس ليتنشق رائحة القهوة:
-اه...القهوة جاهزة.
قالت بسرعة وقد وجدت عذرا لدخول المنزل:
-ساحضر لك فنجانا.
-استطيع الانتظار.
تقدم الى السياج قربها،وضع يديه امامه ليستند اليهما،واخذ يحدق بصمت الى مياه البحر.
ثم ودون توقع،نظر اليها،وكانه تمثال برونزى قد دبت فيه الحياة،فبعث اليها مزيجا من المشاعر جعلت انفاسها غير منتظمة.
-تحدثت توا حديثا ممتعا مع تلك المراة على الشاطىء...اسمها السيدة كولبير،تسكن فى منزل لا يبعد كثيرا عن هنا،اتعرفينها؟
شيء ما فى لهجته اعلمها انه يعرف الرد مسبقا.ربما تعرف الى المراة التى شاهدها معها منذ يومين.فاجابت:
-لقد تحدثت معها لبضعة دقائق.لكننى لم اعرف اسمها.انها تجمع الصدف وتصنع منها الحلى والقلائد وما شابه.
-هذا جزء مما قالته لى.
كان الضحك يملأ رده،لكن نظرته اليها لم تتغير:
-يتملكنى الفضول لاعرف ماذا اخبرتها.
ابتلعت سارة رشفة قهوة تتناولها وقالت:
-انا؟
-اتعلمين ان السيدة لديها انطباع باننا نعيش معا بطريقة لا اخلاقية؟
-خشيت ان تفكر بهذه الطريقة.
-ماذا قلت لها؟
اخذت ابتسامة تتلاعب على شفتيه:
-افترضت اننا متزوجان،فقلت لها دون تفكير انك لست زوجى.
وهكذا استنتجت ما تشاء من قولى هذا.
-وانت لم تنفى اعتقادها؟
-كان على ان اشرح القصة الغريبة ففضلت العكس...ماذا قالت لك؟
ازدادت الخطوط حول فمه عمقا،واتسع سروره امام قلق سارة:
-استمعت الى محاضرة اخلاقية.
-اوه...
كان هذا كل ما استطاعت قوله.حدقت فى فنجان قهوتها الفارغ...ومد وارن يده لياخذ منها الفنجان ووضعه فوق طاولة قريبة.وقبل ان تستطيع الاحتجاج كان يحيطها بذراعيه كلتيهما
ووضعت يديها على صدره...فابتسم لها:
-سعت الى اقناعى،ان كنت محترما،بجعلك امراة محترمة لكنى لم افهم الى اى حد انت لست محترمة.
-وارن...ارجوك!
كان حلقها قد جف،لذا لم تخرج الكلمات منها الا دفعا.فى هذه الاثناء شمت رائحة مياه البحر المنبعثة منه بعد ان جففتها حرارة الشمس لتتركها مالحة ولتهاجم بسرعة مشاعرها التى اانقلبت راسا على عقب ما ان لمسها.قال بلهجة مرحة مغتبطة:
-هل اجعل منك امراة محترمة يا سارة؟
ابتلعت ريقها بسرعة لتريح الضيق فى حنجرتها،ودفعته عنها:
-لا تكن سخيفا يا وارن!
انها لا تستطيع المزاح بامر يتعلق بالزواج.لم يحاول استعادة قبضته لها،بل اخذ يراقبها توسع المسافة بينهما بخطوات سريعة.ومع
ذلك،فقد كان خلف نظراته المازحة،تعبيرا بدا،وبشكل مؤثر،حذرا.
عاد يقول من جديد،فى محاولة للدلالة على انه يمازحها:
-ربما على ان اجعل منك امراة غير محترمة.
احست بانها غير قادرة على تحمل كلماته المؤذية،فقالت:
-ربما انت بحاجة لبعض القهوة لتصحو اكثر.فانت اما ثملت من ماء البحر او ضربتك اشعة الشمس.

-لا اريد القهوة الان.
اشارت طريقة رده الى انه يريد شيئا اخر مسببا بذلك بالمزيد من توتر الجو.وشحب وجه سارة،ولم تعد واثقة كم بقى لهذا الجو المكهرب من قوة احتمال قبل ان ينفجر.وكادت تقفز من جلدها عندما تحرك وارن دون توقع منها.ولكنه تجاوزها قائلا:
-ساغتسل،واغير ثيابى اولا،ثم القهوة.
-وسابدا بتحضير الفطور.
كان اللحم ينضج فى المقلاة عندما دخل وارن المطبخ،يرتدى سروالا فاتح اللون وقميصا قصير الاكمام ابرز قماشه الرقيق عرض منكبيه اكثر،اما رائحة الصابون فاختلطت مع رائحة عطر ما بعد الحلاقة.
لم تستطع سارة منع نفسها من الاحساس بهذا المزيج وهو يصب القهوة لنفسه،ثم يتحرك الى الطاولة الثابتة فى الحائط.بدات بتقليب شرحات اللحم لئلا تحترق،وهى تعلم تماما انه يراقبها.فسالته:
-هل يجب ان تحدق فى هكذا؟تجعلنى احس وكان راسين قد نبتا لى.
-اسف...هل لديك خطط لهذا اليوم؟
-خطط؟
-اجل...هل تتوقعين قدوم ارميتاج او اى شخص اخر؟
-لا...لم يذكر انه قادم.
وضعت الزبدة فى مقلاة البيض ووضعته فوق النار،حينذاك علا رذاذ اللحم فوصل الى يدها.فصاحت بالم وهى تقفز بعيدا عن النار.اسرع وارن اليها ثم امسك بيدها وجرها الى المغسلة حيث فتح حنفية الماء البارد ليضع يدها تحته وقال:
-دعيها هنا.
-لكن اللحم سيحترق.
-ساهتم به.دعى الماء البارد يسقط فوق الحرق دقائق.
عاد الى المقلاة لينقذ اللحم من الاحتراق بينما فعلت ما قاله لها، فبدات لسعة الالم تخف تدريجيا...فسالها:
-كيف تشعرين؟
-لقد اصبحت على ما يرام.
لم يبق من اثر للحرق سوى بقعة حمراء على يدها.وكسر البيض ليضعه فوق الزبدة الذائبة فى المقلاة الاخرى وقال:
-لم تسالينى لماذا سالتك عن خطط اليوم؟
-لماذا؟
-لقد فكرت،اذا لم يكن لديك خطط اخرى،فى الذهاب الى احد المنتجعات لقضاء اليوم.
اضاف بيضة اخرى الى المقلاة:
-كيف تحبين البيض؟
اجابت سارة على سؤاله الاخير،فهو الاسهل:
-اكثر من الرخو بقليل.
-وماذا عن الذهاب الى المنتجع؟
-تبدو فكرة جيدة.
-جيد...هل وضعت الخبز فى المحمصة؟
-لا.
مدت يدها لتحضير الخبز.
بعد ساعة،انتهى فطورهما فعمدت الى غسل الصحون ثم انطلقا الى منتجعات ايست سوسكس الشهيرة على شاطىء القناة الانكليزية.
من الطريق الساحلية،اخذت سارة تراقب سفينة حربية انكليزية تقف على مسافة قريبة عند خليج هاستنغز.سالها:
-ثمة مكان معين تريدين رؤيته عندما نصل؟
-لا...
هزت راسها غير قادرة على التفكير بمكان محدد.
-اذن فلنذهب الى دوفر.
-لكن الا تبعد اكثر من مئة ميل؟
-تقريبا.
نظرت الى ساعتها.
-اتدرك كم سنتاخر فى طريق العودة؟انسيت انه لديك عمل غدا وهذا يعنى انه عليك النوم باكرا.
وارتقصت زاويتا فمه.لكن نظره لم يتزحزح عن الطريق الرئيسية امامه:
-فلننس امر النوم والفراش يا سارة ولنتمتع بيومنا.
مدت راسها الى الامام لتنظر الى الشمس من الزجاج الامامى،وقد اغاظها تعليقه الساخر.فمد يده ليمسك مؤخرة عنقها...حيث تحسس العضلات المتصلبة فشرع يدلكها بلطف قائلا:
-استرخى يا سارة،وتوقفى عن الامساك بباب السيارة...لن اعضك.
-الن تعضنى؟
لكنها احست بلسعة سهم كيوبيد...
رد مبتسما:
-اعدك...لن اعضك...بل لن اقضمك ابدا.
اشاح نظره عن الطريق لينظر اليها،نظرة لها تاثير يده نفسها،بعد قليل سحب يده واعادها الى المقود،ثم قال:
-لنكن هذا اليوم شخصين يقومان بنزهة بسيطة نهار الاحد.
امتد الطريق الرئيسى الحديث على طول الساحل دون ان يغيب البحر عنهما الا لبضع دقائق.كانت الطريق تلتف فيها حول بعض التلال الصخرية...وعلقت سارة على المناظر التى تحيط بها:
-يالجمال الطريق.
-هل انت مسرورة بقدومك.
-بالطبع.
-وكذلك انا.
نظر الى ساعته:
-لست ادرى شيئا عن معدتك،لكن معدتى تقول انه مر وقت طويل منذ الفطور.فلنجد مكانا نتناول فيه طعامنا قبل ان نعود.
كانت الشمس اذنت بالمغيب عندما شرعا فى رحلة العودة الى هايستغز وكانت اشعتها الذهبية تسترخى بهدوء ووقار بعد الظهر،وفى مكان ما خلال رحلة العودة،اغمضت سارة عينيها ثم نسيت ان تفتحهما.والشيء التالى الذى احست به كانت يدا ناعمة لطيفة تهزها لتستفيق يصحبها صوت وارن عبر ضباب النعاس:
-لقد وصلنا البيت يا فتاة الكرز.
رفعت جفنيها بكسل،الى جسده المنحنى فوقها وهو يفتح لها الباب.فابتسمت له،غير واعية لما ظهر على وجهها من احلام وديعة.وتمتمت:
-بهذه السرعة؟
-اجل...بهذه السرعة.
لم تكن قد صحت تماما،فاستغلت الدعم الذى قدمه لها،فاتكات عليه بقوة.سارا ببطء نحو مدخل المراب الموصل الى المنزل،وذراعه تلف خصرها وقد بقيت حيث هى الى ان وصلا الى اعلى السلم ،ومن ثم الى غرفة الجلوس.فتمتمت سارة،وهى تحاول نفض غبار النعاس عن عينيها:
-الافضل ان احضر بعض القهوة.
-لاتزعجى نفسك لاجلى.
تركها ليلتقط حقيبته ويتوجه الى الاريكة.راقبته وهو يجلس ويضع الحقيبة على ركبتيه.فقطبت:
-ماذا تفعل؟
رد دون ان ينظر اليها:
-لدى عمل يجب ان انهيه.
-بعد القيادة كل هذه المسافة؟
-يجب ان انهيه.
لم تمض لحظات حتى تولاها احساس داهم بالوحدة،فوقفت وسط الغرفة والشك يملاها،قبل ان تخرج الى الشرفة.لتتكىء على السياج،ومشاعر الخذلان تكتسحها.كانت سماء الليل تضيئها النجوم الممتدة الى ما لا نهاية.كالفراغ الممتد فى داخلها الى مالا يعرف قراره.
ارتجفت،فعادت للدخول الى المنزل وهى تقول:
-الطقس بارد فى الخارج.
لكن الجو فى الداخل بدا ابرد بكثير بعد ان هز وارن راسه دون اكتراث،فقالت بموجة من التوتر:
-هل يجب ان تعمل؟
فرفع عينيه اليها وقال مذكرا:
-لست فى اجازة يا سارة.
-كم اتمنى لو لم اكن انا فى اجازة.
وعاد الى اوراقه يتمتم:
-وكذلك انا...عندها لما كنت هنا.ولكنت فى شقتك،حيث تنتمين.
احست فجاة بالندم لمقابلته،وقالت متحدية،هى تحس بالم يضغط على صدرها وكانه الراط:
-اهذا ما تتمناه اذن؟
مرة اخرى ارتفع لمعان عينيه البارد وهو ينظر اليها نظرة مباشرة:
-حسبتنى اوضحت هذا الامر منذ البداية.
فشحب وجه سارة،وقالت:
-لكنك اعطيتنى الانطباع بانك غيرت رايك.
برز فى عينيه سخرية غير ودودة:
-لماذا؟الاننى اظهرت رغبتى فيك؟بالله عليك يا سارة...انت امراة جذابة وذكية والعيش معك سهل،ايما رجل فى مثل وضعى قد يرغب فيك،اذا سنحت له الفرصة.
فتمتمت متصلبة:
فهمت.
لو سالته سؤالا صريحا عما اذا كان يشعر بمشاعر جادة تجاهها لما تلقت ردا اكثر صراحة.الغزل الذى وجهه اليها لم يكن اكثر من رغبة!
كانت فى متناول يده،راضية باعطائه ما يريد وها هى الان ممتنة له لانه ليس من الاناس الذين لا ضمير لهم اذ لم يستغلها.لكن ما تفاعل فى داخلها كان مؤلما الى حد لم يفسح مجالا لاى امتنان صغير بالظهور.
قال لها ببرود:
-هلا عذرتنى،ساعود الى عملى.
امسك اوراقه،التى انكب عليها من جديد اشارة منه ودعوة لها الى الانصراف لكنها استمرت فى الجدال بلهجة مزدرية:
-تفضل تابع عملك...ولا تدعنى ازعجك عما تريد ان تنجزه.
فتمتم دون ان يرفع نظره عن الاوراق:
-انت تزعجينى لوجودك.
ساورها انطباع بانه لم يردها ان تسمع ما قاله،ولكن هذا لم يعزيها.ارادت ان تزعجه...ولكن عاطفيا وليس جسديا.
واستدارت على عقبيها قاصدة غرفة نومها واغلقت الباب وعيناها تحترقان بدموع لم تتساقط.توجهت الى الخزانة واخرجت ثياب النوم.
حدقت فى السقف وهى مستلقية فى السرير ثم نظرت الى بابها المغلق الذى انبعثت اليه انوار الردهة من الفسحة الضيقة فى اسفل الباب اضافة الى حسيس الورق الذى كان يسمع كلما حركها وارن.


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 02:08 AM   #24

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

9_المنزل لك كله
ـــــــــــــــــــــــــ ــ

ظاهريا نمط حياتهما لم يتغير فى الايام الثلاثة التالية،لكنها فعليا تبدلت جذريا.فمنبه وارن استمر فى الرنين صباحا واستمر هو فى النوم بعد ذالك الرنين.
تشاركا العصير والقهوة وتحدثا بود ممزوج بحدة ظاهرة.لكنهما عجزا عن ان يعيدا انس ودفء الاسبوع الماضى.
وكما فى الاسبوع الماضى كان وارن يعود متاخرا،بعد ان يكون قد اكل خارجا،ثم لا يلبث ما ان يصل حتى يغرق فى اوراقه اما المواجهات والثرثرات والتلامس فانقطعت لانهما كليهما تجنبا التواصل او المواجهة وان مصادفة.
بالنسبة لسارة،كانت تعد ايامها المنتهية كمن يعد لانطلاق صاروخ.خمس ليال ستعيشها هكذا قبل ان تعودابنة عمها فيولا...لا بل اربعة ومن ثم ثلاثة.واليوم هو الخميس ولم يبق لها من الاجازة الا يومان.
اوشك عذابها على الانتهاء،لكنها مع ذلك خائفة مما هو ات.وجدت انه يستحيل ان تصدق،ان رجلا،استطاع فى بحر اسبوع واحد،ان يقلب حياتها راسا على عقب.وبخت نفسها بغضب((ايتها الحمقاء الصغيرة!انه لم يسعى وراءك مطلقا لتقعى فى حبه...فهذه اذن غلطتك اللعينة وحدك!)).
نزلت من سيارتها،وسمعت فجاة صوتا مالوفا لديها:
-هل تكلمين نفسك يا سارة...انها اشارة سيئة.لم تدمدمين؟
كان ديرك يسير خلفها،فتمالكت نفسها اثر مفاجاته لها وهى تهز راسها:
-لا ادمدم بشيء خاص بل اعنى العالم بشكل عام.
-هل فقدت الايام فى مكان ما،ام ان اليوم هو الاثنين وانت فى طريقك الى المكتب؟
تطلع الى الامام نحو البناء الذى يحوى مكتبه.فاكدت له بمحاولة للابتسام:
-لم تضع الايام.
فضحك:
-لم تستطيعى الابتعاد عن عملك،هه؟
-شيء من هذا القبيل.
-دعك من المزاح...ماذا تفعلين هنا؟يجب ان تكونى الان تحت اشعة الشمس ما دامت الفرصة متاحة لك.
بدات عيناه اللوزيتان تتفحصانها عن كثب فراى الطريقة التى تتجنب فيها النظر اليه مباشرة.كما راى التوتر الشديد الذى يبدو وراء قناع من الارتياح فقالت:
-جئت الى شقتى هذا الصباح لاخذ البريد،ولاتاكد من ان كل شيء على ما يرام.وبما اننى فى الجوار.وموعد الغذاء قد حل،قررت ان احضر لاتناول الغداء مع جولى.
-اخشى ان يكون حظك عاثرا،لان جولى خرجت باكرا لزيارة طبيب الاسنان.وكنت لاتغدى معك لو لم اكن عائدا لتوى من الغداء.
نظر الى ساعته واكمل:
-ولو لم اكن على موعد مع زبون بعد عشرين دقيقة.
هزت سارة كتفيها ثم استدارت عائدة الى سيارتها:
-لا باس.انا استاهل ان اكل وحدى.كان يجب ان اتصل بجولى من شقتى قبل المجىء الى هنا.
لم ترغب فى اطالة الحديث مع ديرك،فسارعت الى القول:
-اراك يوم الاثنين،ان لم يكن قبل ذلك.
-لاتتاخرى.
لوح لها بيده مودعا ثم مضى...فقادت سيارتها على غير استعجال باتجاه منزل الشاطىء فكان ان استغرقت رحلة العودة وقتا اطول من المطلوب،اثناء مرورها باحد المنتجعات السياحية الفخمة،عنت لها فكرة استسلمت لها بسرعة،وما هى الا دقائق قليلة حتى كانت على طريق الفندق.
قالت لنفسها باصرار(هيا...تقدمى وبذرى مالك متفاخرة.يجب عليك ان تستفيدى من اجازتك الى اقصى حد،بدل ان تحطمى قلبك)).
اوقفت سيارتها فى الموقف،لتفكر ان كان اسرافها سيسمح لها بتناول بعض ((الكوكتيل))قبل الغداء.لكن فكرة جلوسها وحيدة على طاولة مخصصة لاثنين،بعثت الكابة الى نفسها،فتوجهت الى مدخل المطعم.واذ بها تسمع رجلا ينادى بلهجة مزجها الدهشة والاستفسار:
-سارة!...عيناى لم تخدعانى...اهذه انت؟
التفتت الى المنادى فاذا بها ترى رجلا اشقر وسيما يخرج من قاعة الجلوس فى الفندق...خالط دهشتها خيبة الامل لان هذا الرجل ما كان الا شقيق كاثرين،تيد ارثربورى.
-مرحبا سيد ارثربورى.
جاء ردها رسميا باردا فى طياته معان كثيرة رجت ان يفهمها ليختصر الرد على تحيتها.لكنه اعترض بشدة وهو يصحح لها برفق ((تيد))ثم امسك يديها رغما عنها،فاردف:
-انت تبدين فاتنة بهذا الثوب الفيروزى كما كنت تماما فى تلك البيجاما التى لها تقريبا هذا اللون نفسه.
ليس بحاجة لان يذكرها بالظروف التى تقابلا فيها،فهى تتذكرها تماما.تمكنت من افلات احدى يديها لكنه تمسك بالاخرى،ليغطيها بيديه كليتهما...ابتسمت له بادب مصطنع:
-شكرا لك.
لوى راسه الى جانب واحد،مبتسما ابتسامة لم تخف الخبث الكامن فى عينيه:
-ماذا تفعلين هنا؟لاتقولى انك ستقابلين وارن؟
حافظت على هدوئها بحذر لئلا ترمى ردا لئيما فى وجهه:
-لا...لن اقابله...لقد توقفت لاتناول الغداء.
-وحدك؟
-اجل...وحدى.
فاتسعت بسمته:
لن اسمح بذلك ابدا اذ ليس فى الكون اسوا من ان يتناول المرء الطعام وحده هيا بنا لتناول شرابا فى البدء.
-لا شكرا.
حاولت جاهدة ان تنتزع يدها منه:
-اذا كنت قلقة من غضب وارن فانا غير قلق،لانه لا يجوز ان يشغل شخصان طاولتان حين يمكنهما الجلوس الى طاولة واحدة.اذا احببت نتشارك وتدفعين انت ثمن غداءك.
ما هو الشيء الذى سيجعل هذا المغفل الاشقر يفهم انها غير مهتمة به؟ربما لم يقل له احد من قبل ((لا))فتحت فمها لتتكلم...
-لكننى...
قاطع كلامها صدى ضحكة وارن المرتفعة من مكان ما على يسارها،وهى ضحكة عميقة لا يمكن ان تشك فى صاحبها ابدا.استدارت تبحث عنه وسرعان ما وجدته يرتدى بذلة صيفية رمادية،باعثا اليها كالعادةضيقا فى انفاسها خاصة وانه قد بدا يملا مدخل المطعم بجسده.
شخص ما كان يتلقى دون شك تلك الضحكة المليئة بالحيوية والسحر.قاومت سحره.ثم حولت طرفها الى الشخص الواقف بقربه.
اتسعت عيناها عند رؤية الشقراء ذات العينين الخضراوين المتعلقة بذراعه.انها كاثرين ارثربورى.كل شيء فيها كان يدل على انها تمسك بشيء من ممتلكاتها الخاصة،ووارن لم يكن يحاول الانكار.
تمتم تيد:
-الم تعرفى انه سيكون هنا؟
بدات سارة ترتجف بعنف،فامسكت بيدى تيد دون وعى لتدعم نفسها.وهما اليدان ذاتهما اللتان ارادت التخلص منهما.قالت بصوت متحشرج:
-لا...لم اكن اعرف.
-ولم تعرفى ايضا انه سيكون بصحبة شقيقتى؟
تجاهلت تماما رنةالرضى فى صوته،لتصب كل اهتمامها الى الرباط الشديد القوى الذى بدا يلتف حول صدرها.الالم كان شديدا،حتى ظنت انها ستموت.توقعت فى اية لحظة ان ينفجر قفصها الصدرى من قوة الضغط.ومرة اخرى خرج صوتها بحشرجة صارخة:
-لا...
استمرت يداها بالتعلق به فهو الشيء الصلب الوحيد حولها.ومرر احدى يديه،ليلف ذراعه على كتفيها،ويديرها نحو مدخل المطعم.عندها احست بتاثير عينين زرقاوين تحملقان الى ظهرها،تعرف كل المعرفة من صاحبهما.
بسبب الالم الشديد،لم تذكر انها صعدت درجات اوصلتها الى زاوية معتمة من غرفة الجلوس فى المطعم.اما الشيء الوحيد الذى لاحظته،فكان مساعدة تيد لها بالجلوس على مقعد وثير.
وبسرعة،فرقع اصابعه لاستدعاء الساقية،فطلب شيئا،لم تع سارة المرتجفة ما هو لانها كانت اعجز من ان تسمع.جلس على المقعد العريض الى جانبها.امسك يديها المرتجفتين ليغطيهما بيديه فى الوقت الذى توقف شخص قرب الطاولة،ثم احست بتيد يضع حافة كاس على شفتيها.ويقول امرا:
-اشربى هذا.
رفع الكاس الى شفتيها اللتين احتستا بصورة الية شرابا جعلها تسعل ما ان لامس حنجرتها.اذن لقد عاودتها مشاعرها،لكنها لم تكن واثقة من انها ممتنة لهذا.
سالها تيد:
-الم يذكر لك وارن انه يقابل كاثى؟
زاد الالم وضغطه فى صدرها ما تضمنه سؤاله من تلميح الى انها لم تكن المرة الاولى ونظرت اليه مصدومة،ثم اخفضت راسها وهزته نافية.
-لا...لم يذكر شيئا.
سالها بلهجة اكدت شدة عماها:
-الم تتساءلى اين كان يتناول عشاءه كل ليلة!
-لا...فانا....
لم تشا ان توضح له طبيعة علاقتهما،فكان ان وضعت يديها المرتجفتين فوق عينيها ثم اردفت تقول:
-خلته ياكل طعامه فى مطعم.
-لكنه امضى الليالى الثلاث الاخيرة فى منزلنا مع كاثى.
-الان فهمت.
فهمت شدة حماقتها وغبائها لانها علقت املا بشان وارن.فضغطت اصابعه على يدها الاخرى تعاطفا،قبل ان يقف فى وجهههه النور طيف طويل،علمت سارة حتى قبل ان يتكلم انه لوارن الذى جاءها صوته منخفضا مشبعا بالتوتر:
-ماذا تفعلين هنا يا سارة؟
انزلت يدها عن وجهها ثم نظرت بعينين تلمعان الما الى وجهه ذى التعبير الهادىء ظاهرا الغاضب باطنا.لم تعرف من اين واتتها القوة لتتحداه.فليس من حقه ان يطلب تفسيرا عن سبب وجودها هنا.ردت بانفعال:
-ماذا يفعل الناس فى مكان كهذا؟انا اتناول بعض الشراب قبل الغداء.
تطوع تيد للرد،فلم تحاول سارة تكذيبه:
-اجل...لقد اشفقت على سارة لاننى وحدى ووافقت على الانضمام لى.
توترت عضلات فكه بشكل ظاهر.وهو ينظر اليها باتهام ظاهر فى هذه الاثناء ظهرت كاثرين الى جانبه،تنظر الى سارة بحدة قبل ان تبتسم لوارن بشكل ايجابى:
-حبيبى لقد حجزوا لنا طاولة.
نظر اليها وارن مذهولا قبل ان يرتد بصره الى سارة،سائلا:
-اتحبين الانضمام الينا؟
-لا...
اجابت ثم اخفضت عينيها المليئتين بالالم الى كوب الشراب امامها.
هز تيد كتفيه،وقال ببرود وجفاء:
-السيدة قالت لك ((لا))يا وارن.ولست ارى سببا يدفعك الى تغيير رايها.
كررت كاثرين:
-حبيبى...طاولتنا.
راقبت سارة من طرف عينيها انصراف وارن الذى بدا الغضب واضحا من خلال خطواته المتسارعة،عندئذ تلاشى الكثير من الغضب من نفس سارة،ليحل مكانه ارتياحا مزجه الالم.
سالها تيد بعد ابتعادهما:
-انت تحبينه؟
لم تستطع نفى حبها له.كانت شاحبة مضطربة وهى تهز راسها باعتراف صامت.
-يا فتاتى المسكينة...احسبت ان لك فرصة امام كاثى...فلو سالتنى لقلت لك ان من المحتم ان ينتهى وارن بين يديها.
مسحت دموعها المتحجرة فى عينيها وهى ترى ان تيد يبدو مسرورا مما يجرى لا مشفقا.
-حقا؟
شهقت عاليا لتستعيد من سيطرتها.عندما كان يردف:
-يؤازر مخطط كاثرين اشياء عدة منها رغبتها فى الحصول على وارن الذى ينتمى الى صنف الرجال الذى يعجبها.كانت لتمتلكه منذ سنتين لو لم تلق عليه الاوامر وتتصرف بطفولية عندما لا يجيبها على ما تريد.ومنذ ذلك الوقت كان ينفصلان ثم يعودان.وانت قد التقيتهما فى مرحلة انفصال.
-اجل...ربما.
-انا بصراحة اؤيد هذا الزواج لان وجود صهر كوارن يبعد عنى ابى،فانا لا احب العمل،ولا اريد ان يكون لى شان باعمال العائلة.
مرر ذراعه خلف كتفيها،هذه الحركة مبدئيا:
-انا لا احب حياة الاعمال،بينما وارن رجل اعمال.فى الواقع انا افضل تسلية الجميلات مثلك يا سارة.
اجفلتها كلماته لذا قالت بصرامة وهى تبعد ذراعه عنها:
-اذا كنت انت التعويض الذى سيصلنى لقاء خسارة وارن يا سيد ارثربورى،فانا لست مهتمة بك.هل تسمح لى بالخروج من هذا المقعد!
بدت عليه ملامح من لا يصدق انها ترفضه.
-والى اين ستذهبين؟
-انا ذاهبة،فليس لى مصلحة فى البقاء.
-انت لا تعنين هذا حقا.
-بلى اعنيه،واذا لم ترغب فى اثارة فضيحة،فابتعد عنى.
ابتسم ابتسامة بشعة:
-ستندمين على هذا يوما ما...فعندما تقول لى فتاة ((لا))تكون هذه اخر مرة اسالها فيها.
-لا...سيد ارثربورى...لا....لا.ولااريد ان اراك مطلقا.
وابيض وجهه من الغضب،وانزلق عن المقعد ليقف:
-ما انت الا سكرتيرة حمقاء وصغيرة،لا ادرى سبب اهتمامى بك.
مرت كلماته بها مرور الكرام،دون ان تترك اثرا.
عندما خرجت اذابت الشمس الدموع التى كانت متحجرة فانهارت على خديها.
فى السيارة تولت الغريزة القيادة لتوصلها بامان الى منزل الشاطىء.كانت قد اجتازت اخر ميلين وسط بحر من دموع اغشى بصرها حتى كادت لا تشاهد علامات الطريق...
عندما وصلت توقفت امام المنزل،وجرجرت نفسها الى الداخل ثم ارتقت السلم،لتغرق فى اقرب مقعد لها،دامعة العين اسى وشفقة على النفس.
فى الخرج،هدر محرك سيارة غاضب.واصدرت المكابح صوتا مزعجا تبعه صفق باب تعالى صداه فى ارجاء المنزل.الحاسة السادسة انباتها بانه وارن فسارعت الى مسح الدموع عن وجهها ونفخ انفها بينما هو يتابع المسير صافقا الابواب التى يجتازها مرتقيا السلم درجتين درجتين.
عندما دخل بدا غضبه وكانه فك من عقاله،يتطاير بحرية على كل خط من ملامح وجهه،لكنها هى كانت ابعد من ان يرهبها غضبه،فلقد جرحها عميقا بما فيه الكفاية لذلك واجهت عاصفته الزرقاء دون ان يرجف لها جفن.
-ما زال الوقت باكرا على العودة!
-انت تعرفين جيدا لماذا عدت!
كان صوته رعدا يكاد يهز الغرفة،وهو واقف مضموم اليدين مشدود الاعصاب حتى بدت عضلاته وكانها تقفز فوق كتفيه:
-اريد ان اعرف ماذا كنت تفعلين مع ارثربورى فى الفندق.
رفعت ذقنها بكبرياء،مع ان الالم كان يعتصر حنجرتها:
-لاشان لك فيما افعل.
لو كان فى نفسها اى تردد لقول هذا،فقد تلاشى عندما شاهدته مع كاثرين.وقفت لتبتعد عنه،لكن اصابعه اطبقت كالحديد على ذراعها لترجعها الى الوراء وهو يقول بوحشية :
-عندما اطرح سؤالا...اريد الاجابة عنه.ماذا كنت تفعلين فى الفندق؟
-انت تؤلم ذراعى.
كانت قوة اصابعه تقطع الدورة الدموية فى ذراعها التى بدا الورم يظهر عليها.
قال محذرا دون ان يخفف قبضة يده:
-ستتالمين اكثر ان لم تعطينى ردا صريحا.
تهربت من الجواب:
-انا بالتاكيد لم اذهب لاننى ظننتك هناك.
-لكنك كنت على موعد مع تيد فى ذاك المكان.اليس كذلك؟
-اجل...التقيته هناك...اهذا ما اردت سماعه؟
كان صياحها صياح التحدى.فترك يدها بسرعة وكانها اصبحت فجاة مدنسة.بينما النار فى عينيه اللتين نظرتا اليها الان بازدراء ما زالت تستعر حتى تكاد تحرقها وتقطعها قطعا قطعا.
-كنت اعلم انه لن يمر وقت طويل قبل ان يجعل منك تيد العوبته،لكننى خلتك اذكى من ان تقعى فى الفخ،لكن على ما يبدو ان ماله وجماله كانا اقوى من قدرة احتمالك؟كم مرة التقيتما قبل اليوم؟
كانت سارة تدلك بلطف ذراعها حيث كان يمسكها وهى على يقين من ان اثار اصابعه التى تحفر لحمها حفرا ستظهر غدا صباحا.
-هذا ليس من شانك.انا لم اسالك قط كم مرة التقيت بكاثرين.
-ليس لكاثرين علاقة بهذا،اتركيها خارج الموضوع.
-بكل سرور!
خرجت من غرفة الجلوس الى الشرفة.فالتفت اصابعها على قضيب السياج...تحفر باظافرها الطلاء عنه،فى وقت اجتاحت موجات الالم كل كيانها المرتجف المرتعد.
كان غضبها موجها الى نفسها اولا لانها سمحت له فى تمزيق عواطفها وكان غضبها هذا درعا واقيا ضده عندما لحق بها الى الشرفة وهو يامر.
-سارة اريدك ان تبقى بعيدة عن تيد ارثربورى.
بدا غضبه مكبوحا بلجام قوى،لكنه متحفز للانطلاق عند اول اشارة.فردت بصوت منخفض مرتجف،كان قويا جدا فى محاولة لاثبات استقلاليتها:
-سافعل ما اشاء،بالنسبة لتيد او اى شخص اخر.
تقطعت حبال غضبه الهشة،فامسك كتفيها بخشونة وراح يهزها وكانها لعبة من القماش،لكن لالالم الذى ساد جسدها جعلها بالفعل دمية.
-هل على ان اهزك لتعودى الى رشدك؟
صدرت عنها ضحكة انفعال هش،واحساساتها المرتجة فى اسوا حال:
-اظنك نجحت.
-اذن اصغى لما اقوله وابتعدى عنه.
بجهد فائق اندفعت سارة لتتخلص من قبضته وصاحت بغضب وحشى،وصوتها يردد صدى الالم الذى ينبض فى داخلها:
-لست مضطرة للاستماع اليك!كما انه لا يحق لك فى ان تامرنى بما افعل او لا افعل وبما اننى لا احدد لك من تصادق فانا ارفض ان تامرنى.
تحولت نظراته للحظة الى ابعد منها،وقال بصوت منخفض حار:
-لست مضطرة للصراخ يا سارة.
نظرت بسرعة الى الوراء من فوق كتفيها كردة فعل تلقائية على نظراته فاكتشفت ما جذب اهتمامه انها المراة التى تعتمر قبعة تقيها اشعة الشمس الواقفة عند الشاطىء قرب خط المد تجمع الاصداف والتى كانت تحدق باتجاه المنزل والسبب على الارجح ان الهواء نقل اليها صدى صوتيهما الغاضبين.
اخفضت سارة صوتها:
-ساصرخ اذا اردت الصراخ،واذا لم يعجبك بامكانك الذهاب من هنا!
-لقد ناقشنا هذا من قبل.
-اجل...لقد فعلنا...وسيسرك كثيرا ان تعلم انك ربحت الجدال...لاننى راحلة!
قطب وارن حاجبيه وضاقت عيناه دهشة،لكنها لم تنتظر رده بل اجتازته نحو المنزل دون ان تخفف من سرعتها حتى وصلت غرفة نومها.لقد اتخذت الان قرارا هو طريقها الى الخلاص.
كبحت دموعها وهى تخرج حقائبها من الخزانة لتضعها فوق السرير ثم شرعت تجمع ثيابها،وتضعها وتكومها داخل الحقائب،دون ترتيب او تفكير او نظام.
ترددت جزء من الثانية عندما ظهر وارن امامها،ثم عادت الى عملها بعجلة.كانت عضلة تتحرك باستمرار فى فكه اما فمه فكان مشدودا فى خط مستقيم متجهم.لكن الندم كان يظهر على الفولاذ الازرق فى عينيه...
قال متوترا:
-سارة ...انا...
قاطعته بخشونة،وهى تعى تماما جسده الطويل القوى الذى سد الباب:
-لم يبقى شيء ليقال.بقى لى ثلاثة ايام كاملة من اجازتى لن ادعك تدمرها لى .
انفجر بنفاذ صبر:
-اللعنة يا سارة...انا لا احاول تدمير اى شيءلك...انا
-من دون شك قمت بعمل رائع بالنسبة لشخص لا يحاول تدميرى.
رمت كومة ثياب الى الحقائب بقوة وعصبية حتى اخشوشن صوتها.
دمدم وارن:
-انت لا تفهمين.
قاطعته بتحد:
-الم يحن وقت عودتك الى المكتب بعد فرصة الغداء.
امسكت مجموعة من مستحضرات التجميل فوضعتها فى الحقيبة المخصصة لها.
-اجل...لقد حان الوقت،ولكن قبل هذا...
استدارت نحوه وهى تظهر برودة اعصاب:
-انا راحلة!والمنزل سيكون لك!اليس هذا ما تريده؟
قست تعابير وجهه بعد تردد:
-اجل...هذا ما اريده!
بعد لحظة كان الباب فارغا،والخطوات الغاضبة تسرع الى الاسفل.تابعت سارة توضيب الحقائب بسبب حاجتها الشديدة الى الحركة،لكنها اجفلت عندما سمعت الباب الخارجى يصفق.
بعد ساعتين،كانت تحمل اخر حقائبها الى داخل شقتها وتضعها على الارض.تهاوت على احد المقاعد لتدفن وجهها بين يديها.
لم تبك.اذ يبدو انه لم يبق فى عينيها دموع...بل كل ما تملكه الان فراغا كئيبا مؤلما ازال جزءا كبيرا من حيويتها التى لن تعود ابدا الى ما كانت عليه.
رن جرس الهاتف،فنظرت اليه ببلاهة وقد بدا لها انه مر عليها دهر منذ ان سمعت صوتا.مضت لحظات شرود قبل ان تقف لترد:
-الو؟
-سارة؟
انه وارن!احست بان صوته يلذع قلبها كالسوط او كحد الخنجر...ودون تردد،صفقت السماعة.
بعد دقيقة،عاد الرنين ثانية.ومع انها قررت عدم الرد الا ان يدها التقطت السماعة رغما عنها لترفعها دون وعى الى اذنها.
-سارة... لا تقفلى الخط ارجوك .انا فى مكتبى ،لذا ليس لدى وقت للجدال .سنجتمع الليلة كى نبحث الامر كله...ساكون جاهزا حوالى الثامنة والنصف...
اى بعد ان يتعشى مع كاثرين...فصاحت به غاضبة تقاطعه:
-اتركنى وشانى!اخرج من حياتى وابق بعيدا عنها!لا اريد رؤيتك او سماع صوتك ثانية...ابدا!
صفقت السماعة ثانية،لتقطع الاتصال ولانها تعرف عناده التقطت السماعة وطلبت رقما:
-جينى انا سارة،هل يمكن ان اكلم جولى؟
جاءها الرد:
-طبعا...كيف كانت اجازتك؟
-عظيمة...الو...جولى؟
-اهلا سارة...لقد قال لى ديرك انك اتيت ظهر اليوم لتناول الغداء معى،لو كنت اعلم...لكان لى العذر الكافى لالغى موعدى مع طبيب الاسنان.
-كان يجب ان اتصل بك صباحا.لكننى لم افكر بهذا.
-كيف حالك مع الشمس والرمال والبحر؟
-هذا ما اكلمك بشانه.انا لست الان فى منزل الشاطىء.لقد رحلت عنه.
-ياالله!ماذا حدث؟
-انها قصة طويلة...كنت اتساءل ما اذا كان بامكانى النوم فى منزلك بضعة ليال.
ردت بحيرة:
-بالطبع.لكننى ظننتك ستذهبين الى كاونترى لزيارة اهلك فى هذا الاسبوع بعد عودة فيولا.
-كنت...لكنى غيرت رايى.
فكرة شرح ما حدث لابويها امر شديد الوطاة على نفسها،وهى تعلم انها لن تستطيع اخفاء الامر عنهما،فهما عزيزان كثيرا على قلبها.اما البقاء فى شقتها فمستحيل لان وارن قد يتابع الاتصال بها بل قد ياتيها زائرا:
-ماذا حدث يا سارة؟
-ساخبرك الليلة،متى ستخرجين من العمل؟
-لن اجد صعوبة فى الخروج عند الخامسة،لكننى ساذهب الى المصرف ثم لشراء بعض الاغراض،لماذا لا تاتين الى المكتب لتاخذى المفتاح؟
-شكرا لك...
فضحكت صديقتها...
-اوه ...لدى دوافعى ...فلو بقيت حتى الليل لاعرف ما حدث ساجن من الفضول.وعندما تاتين الى هنا...يمكنك على الاقل اعطائى بعض الخطوط الرئيسية.


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 02:12 AM   #25

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

10_لا ندم بعد اليوم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
تقدم ديرك من طاولة سارة لياخذ فنجان قهوتها الفارغ.
-تبدين بحاجة الى فناجان اخر،هل اصبه لك؟
فتنهدت قبل ان تعود للانحناء فوق التها الطابعة لتمحو غلطة طباعية.
-اجل...ارجوك.
ملا ديرك فنجانها ثم وضعه على طاولتها.
-انت مجهدةمع ان الساعة لم تتجاوز العاشرة.ايكون ذلك لانه يومك الاول فى العمل بعد الاجازة؟
-ربما...
ازالت الاوراق عن الالة الطابعة واعطته اياها:
-هاك الرسائل التى طبعتها هذا الصباح.
-عظيم!
ارتشف ما بقى فى فنجانه ثم جمع كومة الاوراق لياخذها الى مكتبه،لكنه قبل ان يصل الى الباب المشترك بين غرفتيهما توقف ليقول لها:
-انت لا تدرين مدة سعادتى بعودتك يا سارة.
-شكرا لك.
كان فى ابتسامتها قلق وتوتر.
اقفل اباب وراءه،فاحنت كتفيها واستندت الى الطاولة واغمضت عينيها وكأن بقاءهما مرتفعين ثقيل عليها.ثم راحت باصابعها تفرك الالم ما بين حاجبيها،لكنها اجفلت عندما احست بدموع تطل من جديد من عينيها.
انفتح الباب الموصل الى باحة المكتب الرئيسية.فانتفضت لتستوى فى جلستها مبتسمة ابتسامة كاذبة ماتت حين شاهدت وارن يدخل المكتب.
بدا لها منهكا ومرهقا،ولكن فكه كان مشدودا وفى عينيه تصميم.لما استعادت جاشها من الصدمة المبدئية مدت يدها الى الهاتف لتتصل بمكتب ديرك:
-جاء وارن كينكايد لمقابلتك يا ديرك.
-ماذا؟
دلت لهجته على انه لم يكن يتوقعه،فاخذت نبضاتها تتسارع حذرة.
-سا...
مد وارن يده فوق المكتب ليضغط على ازرار الهاتف قاطعا الاتصال:
-ما جئت لارى ارميتاج بل اريد ان اراك انت يا سارة.
اعادت السماعة ببطء الى مكانها ثم راحت تلملم الاوراق والملفات من السلة.ووقفت بسرعة للسير نحو خزانة الملفات لتضع مسافة بينهما.
-هل عاد فريدة وفيولا من سفرهما؟
اصبح وارن خلفها مباشرة،فخفق قلبها صارخا طالبا الرحمة.رد عليها:
-فى الواقع لقد عادا.لكن لا علاقة لهما بوجودى هنا،وانت تعرفين ذلك.
انفتح الباب المشترك،الذى اطل منه ديرك عابسا،مرتبكا من رؤية وارن:
-اسف اهذا الارباك يا وارن،لكن على ما يبدو ان بديلة سارة نسيت ان تترك لى ملاحظة عن قدومك هذا الصباح.ماذا تريد منى؟
نظر وارن بنفاذ صبر اليه لمقاطعته.وردد ما قاله لسارة من قبل:
-انا لست هنا لاراك...اريد التحدث ببعض الكلمات مع سارة ان كنت لا تمانع.
كانت الجملة الاخيرة اشارة مهذبة.وسارة تعلم ان وارن سيبقى ااعطاه ديرك الاذن ام لا.فقالت له متصلبة:
-ليس لدينا ما نتحدث عنه.
تجاوزته بنزق لتعود الى طاولتها.فقال وارن:
-فى هذا انت مخطئة...لدينا الكثير الكثير لنتباحثه.
فتمتم ديرك وهو يتراجع الى خلف باب مكتبه:
-يبدو هذا امر خاص.
استدارت سارة لتناديه،فوجدت نفسها وجهالوجه امام وارن،فاضطربت مشاعرها لقربه منها.وارتجفت كرد فعل على وجوده القوى.قالت بخشونة:
-لماذا لا ترحل عنى وتتركنى وشانى...؟الا ترى اننى اعمل؟
-انت اخترت المكان والزمان لا انا.انت تعرفين جيدا اننى اريد التحدث اليك.ولقد حاولت طوال ايام ان اجدك.ولكنك كنت مختبئة فى مكان ما.
-لم اكن مختبئة!
رمت الاوراق الى السلة امامها.فارتفع حاجباه بسخرية:
-اوه؟وماذا تسمين ذلك اذن؟
-كنت اتمتع بما تبقى لى من اجازة.
عادت للوقوف والابتعاد عنه ثانية.وامسكت يده لحم ساعدها الناعم ليوقفها.وقال متنفسا بغضب:
-هلا وقفت جامدة؟
احرقتها لمسته التى بدت وكانها حديدة كى،وكانت ردة فعلها عنيفة بقدر الالم الذى احست به.وحاولت نزع ذراعها منه،لكنه زاد ضغطه عليها.
فقالت بصوت هامس كالفحيح:
-اتركنى!
امسكت اول شيء وصلت اليه يدها،لتستخدمه سلاحا فاذا هذا الشيء سلة الاوراق،ورفعتها لتضربه بها،لكنه امسكها قبل ان تلوح بها حتى.
-هذا ما انتظره منك دائما.لكنك فى المرة الماضية كنت تحاولين تحطيم راسى بقضيب النار!
-اكرهك...وارن كينكايد!انا اكرهك...انت اكثر الرجال فظاظة وعجرفة...
-قلت شيئا شبيها من قبل.
اخذ منها ما بيدها ووضعه على الطاولة:
-والان...ايمكننا التحادث كناضجين؟
ارجعت راسهاعندما اقترب منها واجابت بتوتر:
-اجل...
-اجلسى اذن.
يمكن القول انه دفعها تقريبا الى الكرسى ثم جر اخر له وجلس فى مواجهتها.
فقالت بعناد واصرار،وقد استعادت نبضاتها بعض الهدوء:
-ما زلت لا ارى سببا للكلام.
-اولا لم لم تقولى انك التقيت بتيد ارثربورى صدفة؟
-لم تكن فى مزاج يسمح لك بالاستماع الى،كما لم ار ضرورة للشرح لك.
بعد الرد الدفاعى،ترددت قليلا ثم سالته:
-وكيف عرفت؟
-عرفت من تيد بعد قليل من الضغط.وهذا من حسن حظه،فقد كان قلقا من ان اشوه له وجهه الوسيم،لذا لم يلزمنى سوى تهديد واحد او تهديدين لا اذكر،لاستخلص الحقيقة منه.
-لكن هذا لم يكن من شانك.
لم ترغب فى قراءة اى دليل على اهتمامه الخاص بشؤونها...سالها بهدوء:
-اليس من شانى؟
رن جرس الهاتف الداخلى،فتنفست الصعداء وتمسكت بهذه الفرصة،ورفعت السماعة،ولكن وارن مد يده لياخذها منها قائلا بلهجة امرة:
-اوقفى المخابرات واياك ان تمررى اية مخابرة الى هنا.
اقفل الخط.فصاحت سارة محتجة:
-لايمكنك فعل هذا.
رد ضاحكا:
-هذا عجيب...لكننى فعلته الان.
-انت تعرف ما اعنى.
-هل تعرفين انت ما اعنيه؟
وقع سحر كلامه على اذنيها كان اكثر مما تستطيع الاحتمال.فهبت عن الكرسى باضطراب،ويداها مضمومتان بقوة امامها.ثم قالت:
-لافائدة من كل هذا الحديث.
كان بلمح البصر خلفها حيث وضع يديه على كتفيها ليديرها اليه،دون ان تجد قوة لمقاومته...
-النقطة الرئيسية وراء كل هذا الحديث هو اننى اشتقت اليك.لقد مررت ببؤس شديد منذ تركتنى.فلم تعودى هناك فى الصباح لتوقظينى عندما يرن المنبه ولا قهوة ولا عصير برتقال.لم يكن يهمنى من قبل العودة الى منزل فارغ...لكننى اهتم الان بان تكونى موجودة لاستقبالى.اما فى الامسيات
فما عدت استطيع انهاء اى عمل دون ان تكونى جالسة بهدوء على مقعد قريب.
-تجعلنى ابدو وكاننى غدوت عادة لديك.
-لكنها عادة تبعث الى قلبى السعادة ولا اريد التخلى عنها.
مد يده الى خدها،ثم الى شعرها البنى الحريرى،فعادت الدموع الى عينيها:
-ماذا تقترح الان يا وارن؟ان نعود الى العيش معا بالقوانين السابقة نفسها.
-بطريقة ما،نعم.اريد الزواج منك يا سارة.اريدك ان تصبحى زوجتى...!
خرجت الكلمة الصغيرة مع زفرة دهشة وقد بدات تذوب قليلا:
-هل انت جاد؟وماذا عن كاثرين؟
مرت فوق جبينه تقطيبة قوية:
-كاثرين؟وما شانها بهذا؟
-لست ادرى...لكننى اعرف انك كنت تتعشى معها طوال الاسبوع الماضى...اليس كذلك؟
-فى منزل والديها ...اجل كانت تجلس الى الطاولة معنا.لكننى كنت اقابل والدها...من اخبرك عن الامر؟تيد اليس كذلك؟
-اجل.
تنهدت عندما اشتدت قبضة ذراعيه حولها.
-كان يجب ان اعرف انه سيسبب لى المشاكل بطريقة ما.دايفيد ارثربورى،والدها شريكى فى العمل وهذا هو السبب الوحيد لوجودى هناك.
وامتدت يدها قرب ياقة قميصه.وقالت هامسة:
-لم اكن اعرف هذا.لقد ظننت...فى الفندق...لقد بدوت سعيدا معها.لا كالمرة الماضية عندما كنت...
-فظا معها...هل هى الكلمة التى تبحثين عنها.ذلك اليوم فى بيت الشاطىء رحلت كاثرين دون ان ادعوها.ولم اجد سببا لاكون مهذبا مع المراة التى لا ارحب بها فى منزلى.وان اعتقدت اننى كنت مسرورا وقتذاك فاعلمى اننى كنت امثل دور الشاب اللطيف المهذب مع ابنة شريك اعمالى.
-لكن كاثرين جميلة.
-الجمال يا حبيبتى فى عينيك الناظرتين اليها.
ارجع راسها قليلا لينظر اليها.
-متى ستتوقفين عن الكلام لاستطيع تقبيلك؟
-ساتوقف على الفور.
لفت ذراعيها حول رقبته،ورفعت نفسها على اطراف اصابعها وقد حل الفرح فى حياتها لينير لها العالم.لكنه قال بصوت اجش:
-لكنك لم تذكرى بعد موافقتك على الزواج؟
-الم افعل بعد؟
ارجعت راسها الى الوراء لتمرر اصبعها على فكه:
-سافعل.
-هل لديك اى مانع فى زواج الخطيفة السريع.
هزت راسها بقوة.
-ابدا...لماذا تركتنى ارحل الخميس الماضى...لقد بدوت سعيدا بالتخلص منى.
امسك بيديها يقبل طرف كل اصبع منهما:
-هذا صحيح...لقد كان العذاب يتاكلنى وانا مستلق فى السرير ليلا بينما انت فى الغرفة المجاورة.لو بقيت فى المنزل اكثر لرميت باتفاقنا السخيف عرض الحائط.عندما قررت الرحيل،لم اتوقع ان تختفى تماما.ولكن انقلب الامر الى الاسوأ عندما لم اعد اعرف اين انت او مع من.
فاجابته سارة.
-لقد سكنت مع صديقة.
-بينما كنت افقد عقلى بالتدريج.
فهمست:
-اسفة.
-يجب ان تكونى اسفة.
انفتح الباب الداخلى الذى تقدم منه ديرك الى الغرفة ليقف جامدا امام منظر عناقهما،فقال معتذرا:
-اسف،بدا المكتب هادئا فظننتكما خرجتما.
حاول التراجع لكن وارن قال:
-لا لزوم لهابك يا ديرك لاننى وسارة خارجان.
-ماذا؟
عبس ديرك،فنظرت سارة بارتباك الى وارن الى اردف:
-سارسل لك من يحل مكانها بعد نصف ساعة.فامامها الكثير مما تقوم به فى اليومين القادمين،وبعد ان نتزوج،اذا ارادت ان تكون سكرتيرة لاحد فانا الاجدر بها!
حاولت الاعتراض،مع انها لم تعرف على ماذا فهى موافقة على خطته:
-ولكن...
فقاطعها:
-وفى هذه الاثناء هناك شيء اريد ان اريك اياه.
فقالت بفضول:
-ماذا؟
-احضرى حقيبتك وتعالى معى.
صاح ديرك وهما يسرعان من المكتب:
-مبروك.
سالته وهو يساعدها على ركوب السيارة.
-ماذا سترينى؟
-سترين بعد قليل.
-اعطنى ولو تلميحا على الاقل.
ولكن كل ما تلقته من رد كان ابتسامة خبيثة وهو يخرج السيارة من الموقف نحو الشارع.بعد بضع دقائق ادركت انهما متجهان الى منزل الشاطىء فى هايستغز،ولم تمض ساعة حتى تاكد لها انهما ذاهبان الى منزل ابنة عمها فيولا...فقطبت لتقول:
-لماذا جئت بى الى منزل الشاطىء؟
مد يده ليمسك يدها بحرارة((اصبرى))ثم اوقف السيارة خارج الباب واستدار اليها مبتسما.
-اتحب السيدة كينكايد المقبلة ان تشاهد منزلها الجديد؟
-ماذا؟
-عندما عاد فريد وفيولا من رحلتهما،اخبرنى فريدى عن عزمه على الانتقال الى اسكتلندا حيث سيسكن مع اهله،وقد اضاف ان انتقاله سيكون ما ان تتم الترتيبات هنا.
مديده الى جيبه ليعطيها المفتاح.
-اشتريت منه المنزل.فبعد كل ليالى الاحباط التى قضيتها معك هنا،قررت ان المكان مناسب ليكون منزلا لنا لنمضى فيه،ما اطال الله عمرنا،ليالى مرضية معا.
-اشتريته؟
-الم تحبى المكان؟
-لقد احببته،ولكنى لا اصدق انه اصبح ملكى...ملكنا.
-صدقى يا حبيبتى.
تصاعد من حنجرتها وهى ترتمى بذراعيها حول عنقه،صوت هو بين الصرخة والضحك.راحت السعادة والحب يفوران منها كما تفور مياه النبع فالكلمات عجزت عن التعبير،اما الفعل فكان افضل منها وامتع...
خرج وارن من مياه البحر،وكانه تمثال برونزى اغريقى لاحد الالهة القدامى،واخذالحب يقفز قفزا فوق كل ذرة من بشرة سارة وهى تراه مبتسما ابتسامة بيضاء تضىء لها من بعيد دروب سعادتها.
ما ان وصل اليها حتى ركع امامها على الرمال،والماء المالح يقطر منه.بقى دقيقة كاملة يتاملها ممددة فوق الرمال فى ثوب السباحة الازرق اللماع فتوترت على الفور.اطراف اصابعها كلها ارتجفت من حلاوة نظرته.
مد يده الى يدها ليجذبها الى الجلوس،وعندئذ طبع قبلة عفوية على خدها.ثم تمتم:
-هل انت سعيدة!
-كاننى فى جنة عدن.
-حتى ان كنت مضطرا لتشغيل المنبه كى استيقظ باكرا الى عملى؟
-وهل تخشى ان توقظ سكرتيرتك الجديدة؟
-لست ادرى،لكننى تمتعت بايقاظ زوجتى الجديدة هذين اليومين.
-صحيح؟
نظر اليها بعينيه الزرقاوين،ونار قد انبعثت فيهما،ثم استقام واقفا ليجرها معه...كان عناقه لها تحت اشعة الشمس يعد بالمزيد مما هو ات فى مكان اكثر خلوة من الشاطىء.
وعندما استدارا نحو المنزل،وذراعه تلتف حول خصرها كى يجذبها اكثر اليه.كانت امراة تسير فوق رمال الشاطىء عن يمينهما.وقبعة قديمة الطراز فوق راسها.سرعان ما عرفاها فتوقفا.
-مساء الخير سيدة كولبير.
رفعت المراة راسها وقد بدت عليها الدهشة:
-مساء الخير...ارى انكما تصالحتما بعد ذلك الشجار القصير.
رغم وجود لهجة ودودة فى صوتها الا ان شيئا من عدم الموافقة كان فى ابتسامتها...فقال وارن:
-اجل...ولقد عملت بنصيحتك كذلك.
رفع يد سارة اليسرى ليظهر الخاتم الذهبى الملتف حول اصبعها.
-لقد جعلت منها امراة محترمة.
انقلبت ابتسامة المراة فورا الى ضحكة مشرقة:
-يا لسعادتى بكما...انا على يقين من انكما لن تندما وفى قلبيكما هذا الحب كله لبعضكما بعضا.
فأجابها وارن موافقا:
-لا...لن نندم ابدا.
ثم اخفض راسه لينظر الى وجه سارة المرتفع اليه.

********
تمت بحمدلله


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 02:18 AM   #26

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي


أنا أعتذر منكم جميعا على التاخير فأنا أسفة جدآلأنى لم أستطع تنزيل الرواية جميع الأجزاء دفعة واحدة فالمعذرة من الجميع ولقد تشرفت بمروركم العطر على صفحتى وأتمنى أن تكون الرواية أعجبتكم فتغفرو لى تأخيرى.:icon_smile_waving:تحياتى


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 05:26 AM   #27

dr\smsma

? العضوٌ??? » 75806
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » dr\smsma is on a distinguished road
افتراضي


تسلمى ياقمر ..........
الرواية كتيييييييييير روعة


dr\smsma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-09, 07:55 PM   #28

ريماالفلا
 
الصورة الرمزية ريماالفلا

? العضوٌ??? » 2186
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 114
?  نُقآطِيْ » ريماالفلا is on a distinguished road
افتراضي

روايه تحفة
تسلم ايديك
وشكرا جزيلا على تعبك فى الكتابه
اتمنى لك كل السعادة


ريماالفلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 12:56 PM   #29

هلا والله
 
الصورة الرمزية هلا والله

? العضوٌ??? » 46745
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » هلا والله is on a distinguished road
افتراضي

استمعت جدا بالروايه

شكرا جزيلا لك


هلا والله غير متواجد حالياً  
التوقيع
خخخخخخخخخخخخخخخخخخ:icon_smile_ey ebrows
رد مع اقتباس
قديم 09-03-09, 07:46 PM   #30

New writer
 
الصورة الرمزية New writer

? العضوٌ??? » 9368
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » New writer is on a distinguished road
افتراضي

Marrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrra NiCe yslmo

New writer غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.