آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          ملك لمصاص الدماء (11) للكاتبة Rachel Lee الجزء الأول من سلسلة التملك .. كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-08, 02:10 PM   #21

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي


هزت كريستينا برأسها صامته . إنها نصيحة من السهل تنفيذها ، خاطبت نفسها .

قضت كريستينا ساعة من الزمن تملي عليها السيدة براندون بعض الخطابات وكانت في معظمها تافهة المضمون ، كما اكتشفت ، تدور حول أعمال خيرية أو تلبية دعوات اجتماعية وهذا كل شيء .

من الواضح أن السيدة براندون لا تحتاج إلى سكرتيرة ولن تجد عملاً يشغلها طوال اليوم . فكرت كريستينا .

جلست في المكتبة تكتب الرسائل على الآلة الكاتبة . راحت تستعيد آراء ديفلين حول شؤون المزرعة ، والمصاعب الاقتصادية في جزر الهند الغربية .

وجدت نفسها توافق على ما ذهب إليه ، مع إنها لم تكن خبيرة اقتصادية . تذكرت مقالاً قرأته في إحدى المجلات يناقش هذه النقطة ومن زاوية مشابهة .

أنهت كتابة الرسائل وهمت بالصعود إلى الطابق الأعلى لتطلب من السيدة براندون التوقيع عليها . لكنها ظلت مسمرة على الكرسي تغرق في لجة من القلق والاضطراب .

ماذا تفعل؟ سألت نفسها . هل تعود إلى إنجلترا ... وكيف؟ لا يمكنها البقاء في منزل مغلف بالأسرار والمشاكل ويقطنه أناس غريبوا الأطوار .

وماذا عن ديفلين براندون؟ إن مشاعرها إزاءه مشوشة ومتناقضة . انه الشيطان . عرف كيف يدبر لها مكيدة تلو الأخرى . ويتقرب إليها حتى خال إنها استسلمت له بكل جوارحها يا لبؤسها!


تلك كانت غلطة مشؤومة . لن تكررها أبداً . قررت أن تستمر في العمل في ذلك المنزل مهما كانت المصاعب .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:12 PM   #22

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

-5-
القـــــرار الصـــعب


ومر الأسبوع التالي بشكل طبيعي رتيب . كانت كريستينا تتناول الفطور في غرفتها ، ثم تذهب للتنزه إلى أن تستدعيها السيدة براندون . ولكنها لم تغامر بالابتعاد عن المنطقة المحيطة بالمنزل متجنبة الشاطئ رغم ولعها به .
لم يأت ديفلين للزيارة ، وتفادى الجميع ذكر اسمه . أما السيدة براندون فأحجمت عن الحديث معها حول تاريخ العائلة وخلافاتها وكأنها ندمت على ما تفوهت به وظلت كريستينا تبحث عن أجوبة لمسائل تقلقها . وأدركت أن السيدة براندون لم ترغب في ذكر أي شيء يتعلق بابنها والد ثيو واحتارت لماذا تعمدت العجوز تجاوز هذه النقطة الهامة وطافت كريستينا غرف المنزل المتعددة تتمعن في صور عائلة براندون . لم تعثر على أي اثر لصورة ابن تشارلز و مرسيل براندون .

ازداد فضولها ، لكنها قررت عدم المضي في البحث في تاريخ الآسرة . تعرضت العائلة في الماضي القريب لمأساة مؤسفة ذهب ضحيتها كل من كاري ومادلين والدا ديفلين ، وربما حدثت مأساة أخرى لوالدا ثيو اكثر إيلاماً لا يريد أحد ذكرها ، وصممت كريستينا أن لا تثير الجراح ولن تجد في ذلك صعوبة .

ثم بدأت التطورات تتوالى ....

أخذت بدون إرادة منها ، تلتقي بثيو اكثر فأكثر ولاحظت انه يندفع إلى تعزيز صداقتهما ، تشجعه موافقة جدته على هذه الخطوة . رفضت كريستينا دعواته لركوب الخيل والسباحة قرب شاطئ يقع في الطرف الآخر من الجزيرة متحججة بوجع كاحلها . ولكن هذه الأعذار لم تمنعه من الانضمام إليها ساعة تنزهها في الحديقة بعد العشاء . واطمأنت إلى رفقته وهي تلاحظ اقتصار أحاديثهما على المواضيع العامة ، وبعض المداعبات الكلامية البريئة .

ولاحظت أيضاً أنها كلما أرادت الاسترخاء قرب حمام السباحة لتتمتع بأشعة الشمس يهرع ثيو إلى جانبها . فاجأها هذا التصرف إذ ظنت أن أعمال المزرعة تستحوذ على معظم وقته . كان دائم الشكوى حول المزرعة والعاملين فيها وخاصة المشرف الذي يقطن مع زوجته وولديه في كوخ ريفي وسط المزرعة .

وهي لا تزال تحتفظ اسم المشرف العام كلايف مينارد حيث التقت به وبعائلته أثناء جولة في المزرعة قامت بها بصحبة ثيو . وتذكر لهفة السيد مينارد في الإجابة على كل أسئلتها التي تحيرها عن العائلة المنكوبة ، وإصراره على تقديم الغداء لهما في كوخه . واسترسلت في الحديث مع زوجته لورنا التي طهت طبقاً شهياً من الدجاج والأرز . لكن ثيو ظل يتأفف مبدياً تبرمه . وأنقذ الموقف إعلان كلايف عن اضطراره للعودة إلى العمل ، فانفض شمل الجميع .

تذكر أيضاً مدى استياء ثيو عندما لامته على تصرفه وهما في طريق العودة حيث قال لها ببرود :

- إن كلايف إداري كفء وينال مرتباً عالياً . ولا أجد ضرورة لعقد صداقات بيننا.

تفرست كريستينا في وجهه معلنة :

- وأنا موظفة كذلك ولكنك لا تعاملني بالأسلوب نفسه .

ابتسم ثيو قائلاً :

- أنتِ من نوع آخر يا عزيزتي.

بدا جوابه غامضاً ، فلزمت كريستينا الصمت واجمة . وكم كان سرورها عظيماً عندما دعاها لتناول العشاء معه في أحد المطاعم لكنها اعتذرت بحجة انهماكها في كتابة بعض الرسائل لجدته . وبررت رفضها فيما بعد بأن عمدت إلى كتابة رسالة إلى السيد فريث . كتبت رسالة طويلة وهي تجلس في غرفتها .

وصفت له المنزل وشرحت معنى اسمه . وحكت له ما تعرفه عن تاريخ العائلة وتعمدت تحرير رسالة خفيفة مسلية ، تتضمن النواحي السارة من حياتها في سانت فيكتوار . كانت تريد إدخال الطمأنينة إلى قلب السيد فريث وتبديد أي مخاوف قد تساوره حول عملها الجديد.

لكن ثيو لم يعتبر رفضها للدعوة اكثر من خيبة أمل عابرة ، وانتهز الفرصة ليسألها ثانية في وجود جدته ولم تجد مهرباً من إبداء موافقتها وهي ترى السيدة براندون منفرجة الأسارير تبدي تأييدها لاقتراح حفيدها .

ومضت إلى غرفتها لتبديل ملابسها . قررت ارتداء فستان سهرة بالغ البساطة ووضعت بعض المساحيق على وجهها وبينما كانت تهم بهبوط السلم رأت ثيو يقف مزهواً ببذلة جديدة في البهو ، ولاح لها شاباً ناضجاً لأول مرة . تقدم صوبها متناولاً يدها وهم بتقبيل كفها ، هاتفاً :

- يا لجمالك الساحر!

سحبت يدها على عجل ، مضطربة البال . ثم لاحظت أن السيدة براندون تقف أمام باب الصالون تراقبهما بشغف ، وما لبثت أن تمنت لهما سهرة ممتعة ، وناشدت ثيو قيادة السيارة بحذر ، وعدم التأخر كثيراً ، ومضت في سبيلها .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:13 PM   #23

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

قال ثيو وهو يفتح باب السيارة المكشوفة :

- سنتناول العشاء في فندق مونت فورت . ثم نذهب بعد ذلك إلى ناد ليلي .

استرخت كريستينا في مقعدها الوثير المبطن وهي تردد : - إنها فكرة رائعة .

وانطلقت بهما السيارة تنهب الأرض نهباً ، متوجهة إلى سانت فيكتوار . بدا الطريق هذه المرة اقل إزعاجاً ، رغم الحفر الكثيرة ، والمنعطفات الحادة . ولمحت كريستينا من نافذتها صخرة شاهقة تنحدر صوب البحر ويمر الطريق عبرها على نحو منذر بالخطر . حبست أنفاسها ، وأشاحت بنظرها متمنية أن يكون ثيو سائقاً ماهراً كما كان يتبجح أمامها .

انفرجت أساريرها وهي ترى في البعيد أضواء المدينة الخافتة وسمعت ثيو يعلن :

- انه موسم السياحة الآن . نحن لا نشجع السياح على المجيء إلى هنا ولكن صاحب الفندق بليرز وابن عمي ديفلين وشلته يجنون أرباحاً طائلة من هذا النشاط السياحي .

علقت كريستينا بحذر :

- إن السياحة تجارة مربحة .

ابتسم معتداً :

- لولا معارضتنا لكانوا سيطروا على المزرعة ، وحولوها إلى حدائق للتسلية . إننا في الواقع نملك معظم الأراضي هنا، ونسيطر على شتى الأمور .

التزمت كريستينا بالصمت . فكرت أن التمتع بالسلطة وقوتها تجربة مقلقة ، تنذر بعواقب لا تنتهي . وهالها أن تنتمي إلى مجموعة تحوز هذه الموصفات وداعبها في الوقت نفسه بعض الاعتزاز .
لمست كريستينا معنى هذه السلطة وهما يتناولان العشاء . كان الطعام شهياً فاخراً ووجدت نفسها تحيطها هاله من الاحترام والتبجيل وكأنها إحدى الأميرات . وراحت تراقب ثيو بحرج شديد وهو يلقي الأوامر يميناً وشمالاً ويرفض هذا الطبق أو ذاك ، مؤنباً الجرسون بأسلوب مهين .

كادت تختلق عذراً واهياً لإنقاذ نفسها من هذا الجو الخانق . لماذا لا تدعي أنها تعاني من صداع وتهرب من ثيو واستبداده؟

وما أن فتحت فمها حتى انبرى بالاحتجاج ، والرفض القاطع لأي عذر من أعذارها اقترح عليها أن يسيرا على الأقدام إلى النادي الليلي وتنشق بعض الهواء العليل لتبديد صداعها . واظب على إلحاحه إلى أن رضخت مجبرة . انتهزت هذه الفرصة الذهبية لتعلن :
- يبدو أننا لن نجد مكاناً .

تجاهلها ونادى أحد الموظفين بإشارة من يده وبسرعة عجيبة وجدت نفسها أمام طاولة معدة سلفاً ، تزينها الشموع وباقة رائعة من الزهور . قالت كريستينا وهي تجلس على كرسيها متعجبة :

- انهم يعاملونك كأنك الحاكم المطلق !

رد بفتور :

- لا تشغلي بالك انه تصرف طبيعي ستعتادين عليه .

جلب الجرسون بعض المرطبات . احتست عصير الأناناس لتروي ظمأها ، مجيلة الطرف فيما حولها . لاحظت انهما محط الأنظار وترامت إلى أذنيها موسيقى صاخبة تتماوج بين الجدران كتدفق شلالات المياه في كهف عميق . همس ثيو :
- كريستينا هل ترقصين؟
- ليس الآن يا ثيو .

كانت الموسيقى تصدح بأنغام سحرية ، ووجدت نفسها تتابع إيقاعها وهي تنقر الأرض بقدميها . ومع ذلك ، لم تكن ترغب في الرقص . تصورت منظر اندفاع الناس لأخلاء مكان مريح أمام ثيو وتخيلت نفسها وسط حلقة الراقصين والراقصات والكل يحدجها بنظرات استغراب وتعجب . لا، لن تشترك في هذه المسرحية السخيفة ، خاطبت نفسها .
اخذ ثيو يتلفت حوله ، متسائلاً بصوت مرتفع :

- لا أدري من جاء بكل هؤلاء الناس . سيصبح هذا النادي مكاناً لا يطاق إذا استمر الوضع هكذا!

وسمعته يهتف فجأة ، وكأنه لمح وجهاً أليفاً . نهض ببطء وامتعاض ظاهر . قال يخفي دهشته :

- يا له من عالم صغير!

رد ديفلين براندون :

- إن العالم يشبه جزيرة صغيرة جداً .

جلب جرسون كرسياً وجلس ديفلين بدون استئذان . أحست كريستينا بغثيان في أمعائها . حدجها ، ولوى فمه بابتسامة باهتة . أما ثيو فكان يتلظى غيظاً ، وغمغم :

- لم اكن أتوقع رؤيتك هنا هذا المساء .

رد ديفلين بفتور :

- طبعاً . ولكن أنا اهتم وأتابع استثماراتي بدقة .

امتعض ثيو :

- إن جدتي على حق . لقد قالت لي انك تستثمر أموالك بالتعاون مع بليرز وفرمبتون ألا يعد تصرفك هذا خيانة لاسم العائلة؟

اخرج ديفلين علبة فضية من جيبه وأشعل سيجارة ونفث قائلاً :

- لا يحق لك يا عزيزي ثيو التعليق على أمور كهذه .

كانا يتحدثان بالغاز غامضة ، لم تفهم كريستينا معناها . قاطعت هذه المهاترة ، أو هكذا خيل إليها :

- من فضلكما . لا يكون النقاش هكذا أمام الناس .

نظر إليها ديفلين باستخفاف :

- لا تشغلي بالك . سنعلن في العام المقبل عن كل خلافات عائلة براندون وبأسلوب يجذب المزيد من السياح . أما أنتِ يا عزيزتي كريستينا فستكونين ضحية بريئة .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:14 PM   #24

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

ياله من نقاش مخيف ، فكرت كريستينا . ألم يكن من الأفضل لها الاكتفاء بالتنزه في الحديقة؟ ها هي تتورط اكثر فاكثر ، ولن يتورع ديفلين هذا الإبليس اللعين عن كشف قصتها كاملة معه في كوخه الحقير . وفجأة رجع الجرسون ينحني قائلاً :

- مطلوب على الهاتف سيد براندون.

تنفست الصعداء ، ثم خابت آمالها . كان الجرسون يخاطب ثيو وليس ديفلين وحملق ثيو في الرجل متعجباً :

- أنا؟ ولكن من يريدني؟

ووقف على قدميه ، ومشى وراء الجرسون مندهشاً . جلست كريستينا صامتة ، متمنية لو أن ديفلين يتركها ويعود من حيث أتى . كان وجوده قربها . لا يفصل بينهما سوى طاولة صغيرة مقلقاً يثير في نفسها مشاعر غريبة لا تدري كيف انتابتها . قررت الاعتصام بالصمت وتجاهله . قال كأنه يقرأ أفكارها :

- إنها خطة فاشلة ( وشدها من معصمها ) تعالي نرقص .

اشتعلت وجنتاها خجلاً :

- لا . لا أريد أن أرقص .

تابع بإصرار :

- أما أن نرقص أو نتصايح أمام الناس . وإياك التعلل بآلام كاحلك . انك شفيتِ تماماً وتعرفين ذلك جيداً .

رضخت بامتعاض . وقادها إلى حلبة الرقص . حاولت الاحتفاظ بمسافة بينهما ، سألت نفسها . وكيف حرك عواطفها تجاهه وهي تعرف مدى خبثه وكره عائلة براندون له؟

تأمل وجهها لحظة ، ثم سألها :

- متى سيطلب ثيو يدك؟

حبست أنفاسها :

- ماذا تقول؟ هل تريد الإيقاع بيني وبين ثيو؟

استطرد مازحاً :

- لا تتظاهري بالغباء . ما معنى وجودكما هنا الليلة؟ ولماذا أتيتِ من إنجلترا في المقام الأول؟

ازداد صخب الموسيقى . ظلت تدور حوله وكأنها تغرق في حفرة عميقة لا قرار لها .

ألح بصوت أجش :

- أريد جواباً . أليس صحيحاً ما أقول؟

تنهدت مرتاعة في غضب :

- كلا. لقد شرحت لك سبب مجيئي إلى سانت فيكتوار ، لماذا لا تصدقني؟ أنا .. أنا لم اكن اعلم بوجود ثيو حتى وصلت إلى ارك انجل . وهو ليس خطيبي فأنا بالكاد اعرفه .

بدت عيناه جامدتان في قسوة .

- لم اكن أتحدث عن الحب . ومدى معرفتك به مسألة لا أهمية لها عندي . ألم تذكري لي بنفسك انك فقيرة لا تملكين شلناً واحداً وربما كنت تبحثين عن زوج ثري مثل ثيو .

كادت أن تلطمه بقوة قبضتها . ولكنها أرادت إغاظته بأسلوب آخر :

- هل تعتقد إنني دمية معروضة للبيع؟

خرجت الكلمات من فمها حادة ، تقطر المرارة منها . وعجبت لقلقها الزائد واهتمامها بآراء ديفلين ، وكيفية اهتمامه بها .

هز كتفيه ممعناً في سخرية لاذعة :

- إن عمتي هي التي تقرر ذلك . ولا اعتقد أنها أتتِ بك إلى هنا بدون أن تتأكد من إتمام الصفقة .

- أنت مخطئ ولكن لا ألومك على إساءة فهمي . لقد أخبرتني عمتك عن مدى خيبة آمالك لحرمانك من الإرث . وأستطيع أن أتصور لماذا لا تريد أن اعقد قراني على ثيو ولكن ما لا افهمه هو لماذا تنظر إلي كجزء من مؤامرة دنيئة لتجريدك من أي حق لك في ارك اينجل .

- اعرف انك بريئة من التورط في أي مؤامرة دنيئة . إن المؤامرات هنا بدأت منذ سنوات عديدة وقبل أن تدري عمتي بوجودك . ولكن هذا لن يغير شيئاً إذا كنت تؤمنين فعلاً بكل كلمة تقولينها ، فستغادرين هذا المكان وتعودين ألى انكلترا بأسرع وقت .

توقف عزف الموسيقى وتفرق ، عائدين إلى طاولتهم . استدارت كريستينا تهم بالذهاب مرددة :

- سبق لي أن أخبرتك انه مستحيل علي الرجوع . والآن أرجوك اتركني وشأني .

شدها من يدها :

- تريدين مني أن أتركك وشأنك مع ثيو !

شمخت بأنفها :

- نعم ، إذا كان عقلك يظن ذلك .

وسحبت يدها بعنف وسارت متثاقلة نحو طاولتها . كانت أعصابها كالوتر المشدود يا لها من سخافة ! فكرت والندامة تعضها . لقد نجحت في إغضاب ديفلين ولا شك أن ثيو ينتظرها غاضباً هو الآخر .

ولكنها أخطأت الظن . رأت ثيو يجلس مبتسماً ، بادي الارتياح . أثنى عليها قائلاً :

- انك تجيدين الرقص يا كريستينا ( ثم تفرس في ملامحها ) هل أنتِ بخير؟ يبدو عليك الشحوب .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:15 PM   #25

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

ياله من نقاش مخيف ، فكرت كريستينا . ألم يكن من الأفضل لها الاكتفاء بالتنزه في الحديقة؟ ها هي تتورط اكثر فاكثر ، ولن يتورع ديفلين هذا الإبليس اللعين عن كشف قصتها كاملة معه في كوخه الحقير . وفجأة رجع الجرسون ينحني قائلاً :

- مطلوب على الهاتف سيد براندون.

تنفست الصعداء ، ثم خابت آمالها . كان الجرسون يخاطب ثيو وليس ديفلين وحملق ثيو في الرجل متعجباً :

- أنا؟ ولكن من يريدني؟

ووقف على قدميه ، ومشى وراء الجرسون مندهشاً . جلست كريستينا صامتة ، متمنية لو أن ديفلين يتركها ويعود من حيث أتى . كان وجوده قربها . لا يفصل بينهما سوى طاولة صغيرة مقلقاً يثير في نفسها مشاعر غريبة لا تدري كيف انتابتها . قررت الاعتصام بالصمت وتجاهله . قال كأنه يقرأ أفكارها :

- إنها خطة فاشلة ( وشدها من معصمها ) تعالي نرقص .

اشتعلت وجنتاها خجلاً :

- لا . لا أريد أن أرقص .

تابع بإصرار :

- أما أن نرقص أو نتصايح أمام الناس . وإياك التعلل بآلام كاحلك . انك شفيتِ تماماً وتعرفين ذلك جيداً .

رضخت بامتعاض . وقادها إلى حلبة الرقص . حاولت الاحتفاظ بمسافة بينهما ، سألت نفسها . وكيف حرك عواطفها تجاهه وهي تعرف مدى خبثه وكره عائلة براندون له؟

تأمل وجهها لحظة ، ثم سألها :

- متى سيطلب ثيو يدك؟

حبست أنفاسها :

- ماذا تقول؟ هل تريد الإيقاع بيني وبين ثيو؟

استطرد مازحاً :

- لا تتظاهري بالغباء . ما معنى وجودكما هنا الليلة؟ ولماذا أتيتِ من إنجلترا في المقام الأول؟

ازداد صخب الموسيقى . ظلت تدور حوله وكأنها تغرق في حفرة عميقة لا قرار لها .

ألح بصوت أجش :

- أريد جواباً . أليس صحيحاً ما أقول؟

تنهدت مرتاعة في غضب :

- كلا. لقد شرحت لك سبب مجيئي إلى سانت فيكتوار ، لماذا لا تصدقني؟ أنا .. أنا لم اكن اعلم بوجود ثيو حتى وصلت إلى ارك انجل . وهو ليس خطيبي فأنا بالكاد اعرفه .

بدت عيناه جامدتان في قسوة .

- لم اكن أتحدث عن الحب . ومدى معرفتك به مسألة لا أهمية لها عندي . ألم تذكري لي بنفسك انك فقيرة لا تملكين شلناً واحداً وربما كنت تبحثين عن زوج ثري مثل ثيو .

كادت أن تلطمه بقوة قبضتها . ولكنها أرادت إغاظته بأسلوب آخر :

- هل تعتقد إنني دمية معروضة للبيع؟

خرجت الكلمات من فمها حادة ، تقطر المرارة منها . وعجبت لقلقها الزائد واهتمامها بآراء ديفلين ، وكيفية اهتمامه بها .

هز كتفيه ممعناً في سخرية لاذعة :

- إن عمتي هي التي تقرر ذلك . ولا اعتقد أنها أتتِ بك إلى هنا بدون أن تتأكد من إتمام الصفقة .

- أنت مخطئ ولكن لا ألومك على إساءة فهمي . لقد أخبرتني عمتك عن مدى خيبة آمالك لحرمانك من الإرث . وأستطيع أن أتصور لماذا لا تريد أن اعقد قراني على ثيو ولكن ما لا افهمه هو لماذا تنظر إلي كجزء من مؤامرة دنيئة لتجريدك من أي حق لك في ارك اينجل .

- اعرف انك بريئة من التورط في أي مؤامرة دنيئة . إن المؤامرات هنا بدأت منذ سنوات عديدة وقبل أن تدري عمتي بوجودك . ولكن هذا لن يغير شيئاً إذا كنت تؤمنين فعلاً بكل كلمة تقولينها ، فستغادرين هذا المكان وتعودين ألى انكلترا بأسرع وقت .

توقف عزف الموسيقى وتفرق ، عائدين إلى طاولتهم . استدارت كريستينا تهم بالذهاب مرددة :

- سبق لي أن أخبرتك انه مستحيل علي الرجوع . والآن أرجوك اتركني وشأني .

شدها من يدها :

- تريدين مني أن أتركك وشأنك مع ثيو !

شمخت بأنفها :

- نعم ، إذا كان عقلك يظن ذلك .

وسحبت يدها بعنف وسارت متثاقلة نحو طاولتها . كانت أعصابها كالوتر المشدود يا لها من سخافة ! فكرت والندامة تعضها . لقد نجحت في إغضاب ديفلين ولا شك أن ثيو ينتظرها غاضباً هو الآخر .

ولكنها أخطأت الظن . رأت ثيو يجلس مبتسماً ، بادي الارتياح . أثنى عليها قائلاً :

- انك تجيدين الرقص يا كريستينا ( ثم تفرس في ملامحها ) هل أنتِ بخير؟ يبدو عليك الشحوب .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:16 PM   #26

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

واغتنمت كلماته قائلة :

- أخبرتك إنني أعاني من صداع حاد .

- لا تقلقي . هيا بنا . آن لنا أن نعود قبل أن ينفذ صبر جدتي .

فوجئت كريستينا برباطة جأشه ، ودماثة أخلاقه وهو يمضي بها إلى الخارج ربما أدرك خطة ديفلين لاستفزازه ، فأحبط مساعيه . رأت كريستينا أن ثيو انضج عقلاً مما كانت تظن .

استلقت فوق مقعد السيارة ، وأسندت رأسها إلى الوراء ، مصممة على التزام الصمت المطبق وكأنها تعاني فعلاً من ذلك الصداع . وغرقت في تفكير عميق بينما كان ثيو يركز أنظاره على الطريق الملتوي .

استعادت كلمات ديفلين براندون . هل تصدق ما يقوله؟ حدثها بمنتهى الجدية وكأن زواجها من ثيو أمر مؤكد ومحتم! مع ذلك ، انه شخص يعاني من المرارة ويكن حقداً شديداً لعمته وحفيدها ، وكل عائلة براندون . إذن ما يقوله ليس أكثر من تنفيس لأحقاده الدفينة ، ومجرد وهم من الأوهام .

انعطفت السيارة مخلفة وراءها تلك الصخرة الشاهقة التي أرعبتها . أغمضت كريستينا عينها . وتابعت أفكارها ، أيقنت أن ديفلين مجرد إنسان خسيس ، لن تسمح له بالاقتراب منها بعد الآن . وستطرد شبحه من ذهنها وتنساه وتدفن كل ما يذكر به في طيات المجهول . أحست بالإعياء الشديد عندما توقفت السيارة أمام المنزل تمنت لو تتوجه في الحال إلى غرفتها ، وتوصد الباب وراءها لتبكي لكن أمانيها ذهبت أدراج الرياح .

كان ثيو يلح عليها الجلوس قليلاً في الصالون ، واحتساء بعض القهوة ويعلن لها أن السيدة كريستوف ستجلب لها مسكناً يزيل صداعها . أذعنت لرأيه بعد أن بدت اعتراضاً لم يقنعه ، لم تعجبها فكرة خلوتها مع ثيو مجدداً ، وتنفست الصعداء عندما رأت السيدة براندون لا تزال مستيقظة ، تجلس تنتظرهما .

جلس ثيو بجانب جدته مقبلاً يدها ، ثم انطلق يروي لها أحداث الليلة على نحو لا تذكر منه كريستينا شيئاً . عدد لها مثلاً قائمة طويلة من الناس الذين التقيا بهم في الفندق والنادي وبطريقة توحي بأنهما قضيا الوقت وسط مجموعة كبيرة من الناس وليس وحدهما ولم يأت على ذكر ديفلين ، فأدركت كريستينا أن التغاضي عنه مسألة بديهية .
دخلت السيدة كريستوف حاملة صينية القهوة ، فقامت السيدة براندون ومضت نحو الباب بعد أن طبعت قبلة على وجنة ثيو وتمنت لكريستينا ليلة سعيدة .

وما أن خرجت السيدة براندون ، وأغلقت الباب وراءها حتى استدارت كريستينا نحو ثيو تعاتبه :

- لماذا لم تخبرها حقيقة ما جرى؟

رفع ثيو كتفيه بحركة لا مبالية :

- لأنها لا تريد سماع ذلك . عليك أن تتعلمي كيفية التعامل مع جدتي وهذا ما ستكتشفينه مع مرور الوقت .

انحنت كريستينا تلتقط فنجان القهوة , ورشفت قليلاً منه بشفتين مرتجفتين . استطرد ثيو :

- كانت جدتي فرحة للغاية الليلة . ارتاحت إلى رؤيتنا نخرج ونجلس معاً . إن أحدنا يكمل الآخر ، ألا تعتقدين ذلك؟

علقت كريستينا مضطربة البال :

- اشعر بالإرهاق ، والأفضل أن اذهب إلى حجرتي وآوى إلى الفراش .

علت ملامحه ابتسامة ذات معنى :

- هل تنوين تمثيل لعبة القط والفار؟

صاحت ساخطة في حدة وغضب :

- انك شاب وقح .

اقترب منها قليلاً :

- لا يمكنك خداعي . هل تفضلين ديفلين علي؟ أتظنين أنني لم الحظ كيف كنتِ تراقصينه؟ أنا لست غبياً يا كريستينا .

وانقض عليها كالذئب الكاسر ، ملقياً بثقله فوقها . استجمعت قوها ، فدفعته عنها بقوة وركلته بقدمها ، فتدحرج فوق ارض الغرفة . استلقى على ظهره يحدق فيها . اخذ ينتحب كالطفل الرضيع . فوجئت كريستينا وانتابها الذعر :

- بحق السماء يا ثيو ما الذي دهاك؟ ما هذا العويل؟

نظر إليها والدموع تنهمر من مقلتيه :

- كيف لا ابكي وأنتِ تعاملينني بهذه القسوة؟

قالت غاضبة :

كف عن هذه السخافات . هل كنت تتصور إنني سأستسلم لتصرفاتك المشينة أيها الغبي؟

قال راكعاً على ركبتيه :

- لا . لا انك تسيئين فهمي . فقدت السيطرة على نفسي وأنا آسف جداً . لا اعرف كيف اعتذر لك . ترفقي بي يا كريستينا ، إنني احبك ....

انتفضت واقفة :

- اخرس! لن ادعك تخاطبني بهذه الكلمات أيها الأبله!

أجاب متوسلاً :

- لقد غضبت مني لأنني كذبت على جدتي ، ولم اكن صادقاً معها ، وتغضبين مني الآن لأنني أقول الصدق . ماذا افعل؟.. سامحيني يا كريستينا لم اكن انوي اطلاعك على حقيقة مشاعري ، ولكن عندما رأيتك مع ديفلين وعرفت كيف يتآمر لأبعادك عني ، كادت الغيرة تقتلني .

ياله من كابوس مرعب! فكرت كريستينا مجيبة :

- لا يحق لك أن تشعر بالغيرة ولا يوجد أي مبرر لذلك .

نهض على قدميه وحملق في وجهها :

- اسمعي يا كريستينا . أتذكرين تلك المكالمة الهاتفية في النادي؟ ذهبت إلى الهاتف فوجدت السماعة مقفلة ، فعرفت أنها خدعة ولما عدت كنت ترقصين معه فاتضح كل شيء . كانت مكالمة مجرد خدعة لابعادي عن طريقه . إن ديفلين رجل حاقد فهو يحقد على جدتي ويحقد علي انه يخطط لتدمير حياتي وأخذك مني .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:18 PM   #27

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت كريستينا بلهجة جادة صريحة :

- دعنا نؤكد حقيقة واحدة . أنا لست فتاتك .

خيم الصمت مثقل بالتوتر . أدار ظهره واعترض بصوت مخنوق :

- أنتِ تقولين ذلك بقصد جرح مشاعري .

أجابت بنعومة :

- كلا يا ثيو . إنها الحقيقة . أنا لا أحب خداعك منذ البداية وابدي أسفي إذا ما جعلتك تسئ تفسير موافقتي على الذهاب معك النادي . انه خطأ لن أكرره . تصبح على خير .

أوصدت الباب واتكأت عليه لحظة تستعيد هدوءها ثم سارت بخطوات وئيدة إلى غرفتها ...

كانت متأكدة من عدم تشجيعها لثيو على الاعتقاد بأنها أصبحت ملكاً خاصاً له . لا بد أن السيدة براندون هي التي دفعته إلى وضع كهذا . وطالما لاحظت علامات الرضى ترتسم على محياها كلما رأتهما سوية . ولكنها ظنت أن كريستينا فتاة فقيرة غريبة وتعرف أن هذه الأمور ذات أهمية بالنسبة إلى عائلة مثل براندون . إذن لا يوجد سوى سبب واحد . هل يحبها ثيو حقاً؟ حاولت النظر إلى المسألة بتجرد وموضوعية .
ولكن الحب قصة أخرى! لم يبدر منه ما يدل على حبه لها . ان تصرفه معها يتصف بالطيش وغياب الأدب والاحترام .

ظنت أن دوافع ديفلين سيئة النية ، وتهدف إلى استغلال براءتها كما حدثتها السيدة براندون أما دوافع ثيو فهي اكثر تعقيداً .
راحت تضرب أخماساً بأسداس إلى أن قر رأيها على الرحيل من ذلك المكان وبأقصى سرعة . ستقابل السيدة براندون وتقدم لها اعتذارها واستقالتها ومن ثم تكتب رسالة إلى السيد فريث تشرح له الوضع ، وتتوسل إليه لقرضها بعض الدراهم لتتمكن من العودة إلى إنجلترا . ما أن تستقر في بلدها حتى تبحث عن أي عمل وتدفع له القرض بشكل أو بآخر . وضعت يدها على رأسها . إنها تعاني الآن من صداع حقيقي . صعدت إلى فراشها ودفنت وجهها في وسادتها واستسلمت لملاك النوم مرهقة قلقة البال .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:19 PM   #28

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي


-6-
المـــــنديـــــــــل


ما أن استيقظت في الصباح اليوم التالي ، حتى توجهت كريستينا إلى غرفة السيدة براندون . دقت الباب . ففتحته يولالي بوجه عابس ، وكادت أن تغلقه ثانية معلنة :

- الأفضل أن تعودي في وقت آخر ، السيدة براندون لا تريد رؤيتك الآن!

دفعت يولالي جانباً ، ودخلت إلى غرفة الجلوس :

- أرجوك أن تخبريها عن حضوري .

ترددت يولالي لحظة . ثم مشت متأففة نحو غرفة النوم . ظلت كريستينا واقفة قرب النافذة الكبيرة تمعن النظر في جمال الحديقة وزرقة البحر المتلألئة في البعيد . أدركت كم سيصعب عليها فراق هذا المكان ، بعد أن الفت عالمه الغريب . تراءى أمامها الشاطئ الفضي ، وأشجار النخيل المحيطة به وغمر أحاسيسها دفء المياه المترقرقة . أنها مشاهد لن تنساها أبداً . وستحمل معها ذكريات أليمة أيضاً ، وخاصة ذكرى ديفلين براندون بكل عباراته وآرائه وحركاته وهمساته الخبيثة .

أحست في قرارة نفسها أن شبحه سيظل يلاحقها مهما ابتعدت عنه . كان جزءاً لا يتجزأ من كل هذه الأجواء من المنزل والشاطئ وجزيرة سانت فيكتوار حتى المارتينيك .
تنهدت بحسرة بأسف ، واستدارت تلقي نظرة متبرمة على باب غرفة النوم المغلق بدا لها أن السيدة براندون تتعمد التلكؤ في الاستجابة لطلبها . ربما أخبرها ثيو عن أحداث الليلة الفائتة وهي تعبر عن استيائها بأسلوبها الخاص . ولعلها تنوي طردها من عملها ولا حاجة إلى تقديم استقالتها ثم لم تلبث كريستينا أن طردت هذه الفكرة من ذهنها . لا ، إن السيدة براندون تبذل قصارى جهدها لاقامة علاقة حميمة بين حفيدها وفتاة مجهولة ، متواضعة الحسب ولدت صدفة في إنجلترا ولكن ما الذي ترمي الهي من وراء هذه العلاقة؟ فكرت كريستينا ملياً . لا أهمية لذلك الآن . كل ما تريده هو الرحيل والابتعاد ليس عن ثيو بل عن ديفلين الذي كادت أن تمنحه جم مشاعرها .
انفتح باب غرفة النوم ، و أطلت يولالي تومئ برأسها علامة استعداد سيدتها لاستقبالها . كانت السيدة براندون جالسة في سريرها ، متدثرة بغطاء حريري ، ارجواني اللون ومنكبة على ما وصلها ذلك الصباح من رسائل . رفعت حاجبيها ترحب بكريستينا :

- صباح الخير يا عزيزتي . إنها زيارة مبكرة هل من مشكلة؟

أحنت كريستينا برأسها ، وجلست على كرسي ملاصق للسرير وأدهشتها هدوء السيدة براندون إلى حد أخجلها . ولمست يدها قائلة :

- ما هي المشكلة؟ هل تضايقت من قضاء السهرة ليلة أمس مع ثيو؟

اضطربت كريستينا :

- هل بلغتك أخبار ليلة أمس؟

ردت السيدة براندون بهدوء :

- طبعاً يا ابنتي لا يفوتني أي شيء يجري هنا.

وسارعت كريستينا إلى القول :

- إذن لن تكون مفاجأة لك إذا ما قدمت استقالتي ورحلت فوراً .

قطبت السيدة براندون جبينها :

- لماذا ؟

تململت كريستينا فوق كرسيها :

- المسألة واضحة لا يمكنني البقاء هنا بعدما جرى بالأمس .

هزت العجوز برأسها بسلبية وقالت :

- ولم لا؟ لأن صبياً أحمق فقد صوابه في لحظة عابرة تريدين التخلي عني؟ إن تصرفك يذهلني . هذه المسائل تتعرض لها كل فتاة جميلة مثلك.

أجابت كريستينا بصوت خفيض :

- من السهل عليك اعتباري فتاة ساذجة . لكنك لم تشاهدي بأم عينك حقيقة ما جرى .

ردت السيدة براندون :

- اعرف ما فيه الكفاية . اعترف لي ثيو بكل شيء . وهو يأسف جداً لتمزيق أكمام فستانك ويبدي استعداده لمرافقتك إلى المارتينيك كي يشتري لك فستاناً آخر جديد ....


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:22 PM   #29

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

قاطعتها كريستينا :

- يبدو وانك يا سيدة براندون مصرة على تجاهل ما قلته لك ، لقد طلبت منك قبول استقالتي .

تحولت عينا العجوز إلى قطعتي جليد :

- لا يا كريستينا . لست مستعدة أن اقبل ذلك انك فتاة جذابة وان لك أدراك هذا وأوافق على أن ثيو تمادى ....

لم تدعها كريستينا تسترسل في عباراتها :

- لا فائدة من الاعتذار يا سيدتي . أوضحت لك موقفي ، ولا انوي التراجع عنه .

علت مسحة من الشحوب وجه السيدة براندون وبدأت شفتاها بالارتجاف كورقتي خريف :

- من الأفضل لك يا كريستينا اعتبار حديثك مجرد زلة لسان . يمكنك الانصراف الآن . عندما تهدأ أعصابك سأرسل ثيو ليعتذر لك . وأرجو ألا تخيبي ظني بك فتصفحي عنه .

ازدادت كريستينا استياء وهي تتصور لقاء عاطفياً جديداً بينها وبين ثيو :

- لا حاجة إلى ذلك . أرجوك لا أطلب اكثر من قبول استقالتي والسماح لي بالرحيل إلى إنجلترا .

أجابتها السيدة براندون بحنق ظاهر :

- إن ما أحاول قوله هو انه يستحيل عليك مغادرة هذا المكان والرحيل بهذه البساطة لا يمكنني التخلي عنك يا عزيزتي .

أمعنت كريستينا في استفزازها :

- لماذا؟ هل وضعت خطة لتقرير مستقبلي ؟

قررت العجوز مهادتنها :

- أرجو المعذرة يا كريستينا يبدو إنني أخطأت التقدير ولن تتيح لي الظروف تحقيق أمنية عزيزة على قلبي وقلب عمتك . انك ترفضين هذه الأمنية بكل قواك وأستميحك عذراً إذا ما أغضبتك .

حملقت كريستينا في قسمات وجهها . اربكها تواضع ربة عملها المفاجئ ماذا قالت بالضبط؟ استفسرت علها تبدد مخاوفها :

- أتيتِ على ذكر عمتي غريس ....

أجابت السيدة براندون بانحناءة رأسها :

- عقدنا اتفاقاً ونحن في فصول الدراسة ، فالتزمت أن انجب ابناً والتزمت هي بإنجاب ابنة ، ويتزوجان عندما يبلغان سن الرشد وحافظ كل منا على هذا الاتفاق ولهذا السبب ذهبت إلى انكلترا بمجرد إعلان وفاة عمتك في الصحف وجلبتك إلى هنا لتحقيق وعد قطعته على نفسي .

جلست كريستينا صامتة ، مشوشة الأفكار . وجدت صعوبة في تصديق كلمات السيدة براندون . هل تريد القول أن عمتها غريس عقدت معها صفقة حول مستقبلها هي؟ الهذا السبب أتت إلى هنا لتنفيذ شروط الصفقة التي تخصها ، ولم تكن تدري بوجودها؟ غمرتها موجة من اليأس القاتل فقررت الإفصاح عن رأيها بوضوح :

- إنني آسفة يا سيدتي . لم يكن لي علم بكل ذلك ، وإلا لما كنت أتيتِ إلى هنا . لا شك أن الكثيرين يرسمون خططاً كهذه لمصلحة البنين والبنات ولكن نادراً ما يتوقعون تنفيذ هذه المشاريع حرفياً عندما يبلغ الأولاد سن الرشد .

توهجت عينا السيدة براندون ببريق عجيب :

- هذا ما توقعته . ولم يغب عن بال عمتك موقفاً كهذا . فكري في مستقبلك قليلاً يا كريستينا . ما الذي تأملينه؟ تقلد منصب هام؟ إنها مسألة بعيدة الاحتمال ، وأنتِ تنقصك المؤهلات اللازمة إن الزواج هو الحل الأفضل ، لا بل الوحيد ، إلا إذا كنتِ تريدين قضاء حياتك عانساً وعالة على الآخرين .

تسارعت نبضات قلبها ، فاكتفت كريستينا بالقول :

- شكراً على نصيحتك الثمينة ، وتصويرك الأمور بهذه الصورة القاتمة .

اتكأت السيدة براندون على وسادتها وأشارت :

- أحاول أن أكون واقعية . لا ادري لماذا يقلقك الزواج من حفيدي . ألا يعجبك أن تكوني سيدة ارك اينجل؟

أطرقت كريستينا برأسها . اشتعل في داخلها صراع عنيف لا بد لها من حجبه عن السيدة براندون ، وعدم إعطائها فرصة استغلاله لمصلحتها . دغدغت أحلامها فكرة استمرار بقائها في ارك اينجل والتمتع بهذه الرفاهية والثروة الطائلة التي تراود مخيلة الملايين من الناس ولكن وفي الوقت نفسه ، رن في أعماقها صوت ديفلين ساخراً محزراً ، فارتعت فرائصها هلعاً . لا يمكنها الزواج من ثيو أو من أي شخص آخر لا تكن له حباً عميقاً . علمتها تجربتها القصيرة المبتورة أشياء كثيرة حول أسرار القلب ، والعواطف الملتهبة . وهي تعرف معرفة أكيدة أن ثيو لا يثير فيها أي إحساس بالحب كما تفهم الحب وتفسيره .

داهمها الشعور بالشفقة والذنب إن ثيو يعرض عليها الزواج بإخلاص وصدق نية ومع ذلك لا تبالي به ، بل تمتعض من اهتمامه بها . في حين أن ديفلين ، الذي تعشق طيفه بدون مبرر ينظر إليها كمجرد دمية للتسلية مع ذلك يتحتم عليها مواجهة الحقائق كما هي ومهما كانت الآلام والعقبات .

رفعت رأسها ورمقت السيدة براندون :

- أنا آسفة يا سيدتي لا يمكنني الزواج من ثيو .

تجهم وجه السيدة براندون :

- إن في العجلة الندامة يا ابنتي . أنتِ ما زلت في مقتبل العمر ، وأمامك متسع من الوقت لاتخاذ قرار حول هذه المسألة ( وعلت وجهها ابتسامة شاحبة واستطردت ) إن الإنجليز مثاليون جداً ويحلمون دائماً بالحب الحقيقي الصافي . إن الأرض يا ابنتي وال****ات واستمرار الميراث هذه هي الأمور الهامة في الزواج . لم تخطر على بالك هذه الأشياء لأنها كلها بعيدة عن حياتك السابقة . سأترك لك مجالاً أوسع للتفكير والتمعن في هذه المسائل . لست في عجلة من أمري . أما الآن يا عزيزتي فيمكنك الانصراف . أرسلي إلي يولالي وأنتِ في طريقك إلى الخارج .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-08, 02:23 PM   #30

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

مضت كريستينا إلى غرفة الجلوس ، وهي في حالة يرثى لها . ما هذه الورطه المرهقة؟ تساءلت يائسة وهي تعود إلى غرفتها . تنوي تقديم استقالتها منذ لحظات قليلة . وها هي تحمل معها خطاب الاستقالة وتطويه في جيبها كأنه خطأ شنيع . وتتعرض لشتى الضغوط لكي تتزوج ثيو ، وبطريقة طبيعية ولا اثر لاحترام مشاعرها في كل ما يدور كأن المسألة لا تعنيها مباشرة .

قررت أن تعيد الكرة وتقدم حججاً دامغة تثبت من خلال شخصيتها وحريتها في رسم مستقبلها ولكن ما الفائدة؟

عليها الرحيل عن هذا المكان . لماذا لا تذهب إلى المارتينيك على الأقل وتشتغل هناك لاعالة نفسها ، وتوفير ثمن تذكرة العودة؟ هذا إذا رفض السيد فريث مساعدتها تلخصت مشكلتها الأساسية في كيفية الذهاب إلى المارتينيك . كان باستطاعتها الطلب من لويس ليقلها بالسيارة إلى الميناء حيث يرسو المركب المتنقل بين سانت فيكتوار و المارتينيك ولكن لويس موظف يعمل لدى السيدة براندون وقد يشي بها . إذن ليست طليقة حرة الإرادة كما توهمت .

داعبت خيالها فكرة اللجوء إلى كلايف ولورنا مينارد . ان لورنا ستساعدها إذا ما عرفت حقيقة الامر . ولكن هل يحق لها جس نبضها؟ إن كلايف هو الآخر موظف لدى عائلة براندون ومن الخطأ التوقع منه تعريض وظيفته للخطر .

دفنت رأسها في راحتيها ، تحاول إيجاد حل لورطتها وأدركت انه يوجد أمامها خيار واضح ينهي محنتها إذا ما وطدت النفس على تنفيذه .

إن ديفلين براندون يملك مركباً يبحر فيه جيئة وذهاباً . وهو علاوة على ذلك طلب منها وبصراحة مغادرة الجزيرة . هل سيكون عند حس ظنها؟ ويبدي استعداده لتقديم خدماته؟ لا تخاله سيرفض مساعدتها طالما انه لا يشعر بأي ولاء لعمته وهو الذي أعلن ذلك مراراًَ . ولكنها هي كريستينا ، مدينة له بشيء الكثير . هل يجوز لها التماس مساعدته؟ ألم يحذرها من عدم اللجوء إليه عندما تسوء أحوالها ؟ وهي الآن تلجأ إليه متضرعة ، ويا للمصيبة إذا أشاح بوجهه عنها!

مشت متثاقلة نحو النافذة . وسمعت صوتاً في داخلها يقول لها لا لن يطردها رافضاً مساعدتها ، ولكنه سيرفض ثمناً مقابل أتعابه . ضغطت بيديها على أذنيها ، لإخراس الصوت المزعج . لا بد أن تكف عن التفكير في هذه الناحية وإلا فقدت ما تبقى من بأسها وشجاعتها .

وانسلت عبر السلم إلى الحديقة ، لا تبالي بما تقوم به . كانت تلهث يهدها التعب . بلغت الكوخ . توقفت لاسترداد أنفاسها . أخذت تجيل النظر متوجسة . لم تعثر على أي اثر لمركب ديفلين ، عذراء القمر . وكان الكوخ رابطاً مسدل الستائر موصد الأبواب .

انتابها قلق اليم . لم يعد أمامها سوى العودة إلى المنزل وانتظار عودته . هذا ما يجب عليها فعله ، قالت لنفسها وقدماها تشدانها إلى الوراء .

تقدمت من الكوخ ، فرأت المفتاح لا يزال في قفل الباب . فتحته و دخلت . كان الجو في الداخل خانقاً ، يخيم عليه سكون رهيب . خطت بحذر نحو النافذة وسحبت الستار فتدفقت أشعة الشمس تغمر الجدران وتضفي بعض الدفء على قطع الأثاث .

بدا الكوخ نظيفاً ، مرتباً ، ناصعاً ويوحي كل شيء فيه أن صاحبه لم يغادره لقضاء أمر مستعجل ولن يلبث أن يعود . لا بل يدل على غياب في رحلة طويلة الأمد . راحت تبحث عن أي دليل يكشف سره الغامض . تمنت أن تعثر على عنوان أو رقم هاتف حيث يمكن الاتصال به و أدركت مدى حماقتها . إن ديفلين براندون لا يهتم بهذه السخافات . وبأي حق تسمح لنفسها التطفل هكذا؟ لا حق لها إطلاقاً .

ورأت نفسها أمام المقعد الخشبي . هنا يقوم ديفلين بممارسة فن الحفر . ازداد فضولها لاكتشاف نوع العمل الذي ينتجه . رفعت الغطاء بحذر ، والتقطت قطعة من القطع . كانت تمثل صقراً منفرج الجناحين . تأملته ملياً مبدية إعجابها بأسلوبه الفني البارع . وأخذت تتفحص بشغف القطع الأخرى التي لا تقل اتقاناً وتبرز مهارة عالية مرهفة .

وقع نظرها على قطعة ملفوفة بغلاف ورقي . فضت الغلاف وحدقت فيها . جف حلقها . كانت تمثالاً صغيراً لفتاة ساجدة على ركبتيها ولا تزال تحتاج إلى اللمسات الأخيرة ولكنها عرفتها لتوها أن التمثال يشبه تماماً الخادمة يولالي .
أعادت التمثال إلى مكانه بإصبع مرتعشة . قفز خيالها إلى تلك الليلة عندما لمحت يولالي تتسلل عبر الحديقة . لقد صح توقعها وتحققت من لقاء يولالي بالفنان ديفلين في هذا الكوخ .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.