آخر 10 مشاركات
أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-09, 07:09 PM   #11

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


يسلموو على المجهود الرائع واختيار الروايه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-03-09, 07:34 PM   #12

New writer
 
الصورة الرمزية New writer

? العضوٌ??? » 9368
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » New writer is on a distinguished road
افتراضي

Ma agdr agool ella Thanks marra
al.rewaih marra jnaaan
an97 al.bnat y8rouha
i'hve read it before and it's a grat choice


New writer غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-09, 08:27 AM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


5- البحث عن زوج


كانت ليا جالسة مغمومة قرب المسبح عندما وصل ماتيوس وضيفيه كل في سيارته .. عندما سمعت صوت ماتيوس توترت أعصابها كالعادة توقعت أن تستقبل السيدة فلاندرز الضيفين وترافقهما إلى غرفتهما .. لكن , بما أن الطقس رائع رافقهما ماتيوس إلى المسبح . حالما رأتهما هبت ليا واقفة .
- ما أروع هذا ! ماذا لدينا هنا ؟ لم تقل لي يا ماتيوس إن عندك ضيوفا .
كان صوت فيليب جفرسون الأجش يشبه مظهره . فهو طويل عريض , بدا أكبر بسنوات عديدة من شريكه , ولكنه يتصرف بطريقة مرحة وبود لا تراه من ماتيوس .
ابتسمت باربرة جفرسون متعاطفة مع ليا :
- دعك من المزاح فيليب ! كيف حالك حبيبتي .. ؟ يجب أن أعترف أنني كلما رأيتك وجدتك تكبرين .
ابتسمت ليا بتوتر لأنها تدرك مدى صغر ثوب السباحة الذي ترتديه . لكن فيليب لم يترك لزوجته القول الأخير .. فربت كتف ماتيوس بيد ثقيلة :
- أليس هذا ما كنت أقوله ؟ لقد أصبحت ابنة أختك سيدة شابة جميلة . أليس كذلك يارجل ؟ في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها كانت صغيرة ترتدي سروالا رياضيا قصيرا .
ردت زوجته بحزم :
- كان ذلك في عيد الفصح .. ولم تكن يومذاك في سروال رياضي . لا تهربي ليا , ولا تدعي هذا الأبلة الكبير يحرجك . امكثي معنا لتناول الشاي .
تمنت لو ذهبت إلى غرفتها قبل هذا اللقاء لترتدي ثيابها .
قالت متلعثمة :
- أوه .. حقا .. أنا .
وصمتت .. لم يكن ماتيوس قد قال شيئا حتى الآن .. بل كان ينظر إليها وكأنها هي من رتبت هذا اللقاء .
سألها ماتيوس ليكسر الصمت المزعج بينهما :
- أين الآنسة لورد ؟
بللت ليا شفتيها قبل أن ترد :
- لقد .. إنها ترتدي ثيابها .. وأظن أن على أيضا الذهاب لأرتدي ثيابي .
رمي فيليب ثقله على الكرسي إلى جانبها يبتسم لها :
- لماذا ؟ لماذا تحرمين رجل أعمال مرهق مسكين من الحلم ؟ أتشعرين بالبرد ؟ إن الجو رائع في هذه الظهيرة . هيا ليا . استرخي . ماتيوس , اذهب واطلب من مدبرة منزلك إبريقا ضخما من العصير البارد .
رمي ماتيوس سترته فوق كتفه , ثم فك رز ياقته .. كانت تنظر إليه وهي لاتدري ماذا يريد منها أن تفعل .. ولكنها شعرت بأنه غير مسرور من الوضع الحالي , فوقفت :
- سأخبرها بنفسي .
وقبل أن يتمكن أحد من إيقافها . كانت تسرع عبر الأبواب الزجاجية إلى المطبخ , حيث كانت السيدة فلاندرز مع بولي تحضر صينية شاي .
سألتها السيدة فلاندرز :
- أيريدون الشاي ؟
سحبت ليا نفسا عميقا قبل أن ترد .
- إذن .. عصير للسيد جفرسون وشاي لزوجته ماذا عن خالك ؟
- سأتناول الشاي سيدة فلاندرز . شكرا لك .
جعل صوت ماتيوس العميق ليا تنتفض . أردف : " قدميها قرب المسبح ".
ابتسمت السيدة فلاندرز :
- بالطبع سيد ماتيوس .
قدمت ليا اعتذارا ثم انسحبت إلى الممر خارج المطبخ ولكن صوت ماتيوس أوقفها , فارتدت إليه على مضض فوجدته يدنو منها :
انتظري .. رافقيني إلى المكتبة . أريد مكالمتك .
أشارت إلى ثوب السباحة إشارة ذات مغزى :
- ألا يمكنك الإنتظار ؟
لكن ماتيوس هز رأسه نفيا .
- قد لا تسنح لنا الفرصة فيما بعد .
تقدمها دافعا الباب المنجد بالجلد .
- ادخلى .. لاتنظري إلى هكذا .. سرعان ما يتساءل آل جفرسون عما يجري إن لم أرجع للانضمام إليهما سريعا .
خطت فوق السجادة السميكة بساقين مرتجفتين . جلست في أحد المقاعد الجلدية الخضراء , محاولة إخفاء الإثارة التي تشعر بها .
سأل وهو يستند إلى حافة المكتب :
- لماذا سألتنى على الهاتف عما إذا كنت أرغب في أن تعملى ؟ هل بدا مني يوما انطباعا بأنني غير سعيد بإعالتك ؟
- ل .. لا .
- إذن هل قالت كاتي شيئا عن أن العمل قد يساعدك على تحمل المسؤولية ؟
- لا .
أشاحت بوجهها عنه , فمرر يدا نافذة الصبر تحت ياقته , وكأنما حرارة اليوم لا تساعده على احتواء غضبه .
- لماذا إذن اقترحت هذا ؟ ألست سعيدة هنا ؟
نظرت إليه ثانية وعيناها تعكسان سخطها :
- أيجب أن تسالني هذا ؟
هز كتفيه : " احاول فقط أن أتفهم ما دار بيننا منذ ساعات قليلة . لا ريب أن هناك سببا دعاك لقول ما قلته "
حركت ليا كتفيها وقالت بغير اهتمام :
- كان كلاما عابرا .. أهذا كل شيء ؟ هل أستطيع الذهاب لارتداء ملابسي ؟
- متى اشتريت هذا .. هذا .. الذي ترتدين ؟
- لا أذكر .. السنة الماضية .. أو التى قبلها .
- أحرقيه .. لا أريد رؤيتك به ثانية . إنه غير محتشم .. فلتضف الآنسة لورد ثوب سباحة إلى لائحة الثياب .. أرجو أن يكون عندك ملابس ملائمة لهذا المساء .
وقفت بحدة : " لن أجلب عليك العار إذا كان هذا ما تقصده ! "
هب واقفا عن المكتب صائحا :
- حبا بالله ! ماذا دهاك ليا ؟ منذ وصول الآنسة لورد وأنت تتصرفين بشكل لا يلائم شخصيتك . العصيان أتفهمه , والغضب أتحمله إنما ما لا أتفهمه أو أتحمله هو اندفاعك إلى إشعاري بأنني نذل !
اتسعت عيناها : " أهذا ما تراه ؟ "
سحب نفسا عميقا : " أريد منك الابتعاد عن هذا الهراء المتعلق بالعمل وعن القلق بالنسبة لعلاقتنا والبدء بالتصرف كسيدة شابة . باربرة على حق . أنت تكبرين فعلا , وبمساعدة كاتي قد تتمكنين من إيجاد زوج قبل إنقضاء هذه السنة .
حبست ليا أنفاسها : " أهذا ما تريده ؟ ألهذا جلبت كاتي لورد إلى هنا ؟ لتتخلص مني ؟ "
- آه , بالله عليكي لا تتمسكي بكل ما أقول تمسكا دراميا . ليس الزواج بتهديد , يا الله ! إن معظم الفتيات يبحثن عمن يتزوجهن منذ اللحظة التي يعرفن فيها ما هو الجنس الاخر ؟
- ليس أنا !
- ماذا تقصدين . ليس أنت ؟ ألست كبيرة لتعرفي ماذا تريدين ؟
- أعرف أنني لا اريد أن أتزوج ؟
- ولماذا بحق الله ؟
- أنت لست متزوجا .
- انا مختلف .
- لا . لست مختلفا , قالت السيدة فلاندرز إنك بحاجة إلى امرأة .
- أووه . متي ؟ وماذا قالت غير هذا ؟
أدركت انها تهورت في التفوه بما قد يحرج المرأة فتشنجت قائلة :
- لا شىء , لم تكن تتحدث عنك , إنه شيء سمعته صدفة .
- حقا ؟
- اجل . حقا , يجب أن تصدقني ماتيوس . أكره أن تواجهها بما قلتله , ستموت خجلا .
ومضت عيناه بشكل خطير : " إذن , كلامك غير صحيح ؟ "
- انا لا أكذب أبدا .
- إذن قالته ؟
- أجل .. لا . آه .. أنت تحاول إرباكي ! أنت لا تأبه حقا لما تقوله عنك . لا تأبه لما يقوله أي كان عنك .
- لا أقول هذا .
- أنا أقوله . هل أستطيع الذهاب الآن ؟
- أظن أن ذلك أفضل .
- شكرا .
اتجهت إلى الباب ولكنه كان أسرع منها ليفتحه لها , كانت عيناه الخضراوان تسخران من ارتباكها .
- لا تكرهيني ليا .
التهب وجهها بنار مفاجئة :
- أنا لا أكرهك .
ولكنه تعمد أن يميل رأسه لينظر إليها .
- من السهل أن تكرهيني .
ثقلت أنفاسها قبل أن تركض على السلم متوجهة إلى غرفتها .
جاءت بربارة جفرسون إلى غرفة ليا عندما كانت ترتدي ملابسها استعدادا للعشاء .. سألت : " هل أتطفل عليك ؟ "
هزت ليا رأسها بسرعة :
- بالطبع لا , أدخلي , ستساعديني في انتقاء ما ارتديه .
دخلت باربرة إلى الغرفة وهي تنظر إلى أثاثها الفخم بإعجاب بارز . وقالت :
- هذه غرفة جميلة ليا .. ستفتقدينها بعد الزواج , فلا منازل " كماتلوك ايدج " في الجوار .
حركت ليا كتفيها بنفاد صبر وهي تقفل الباب وراء المرأة , ثم قالت بدهشة :
- لماذا يتكلم الجميع عن الزواج فجأة ؟ لا أتوقع أن اتزوج . على الأقل ليس قبل وقت طويل .
سألتها باربرة ببراءة :
- ومن غيري تحدث عن الزواج ؟
جلست على حافة السرير ولكن ليا لم تقل لها , بل غيرت الموضوع :
- تبدين رائعة , اللون الوردي يناسبك . ليتني أعرف ما على ارتداءه .
رفعت باربرة رأسها تنظر إلى صورتها المنعكسة في مرايا طاولة الزينة , ثم تنهدت :
- دب الشيب ! احمدى الله لأنك غير مضطرة إلى القلق بشأن الجذور غير المصبوغة !
تنهدت ليا : " لا الآنسة لورد تقول إن وزني زائد " .
- آنسة لورد ؟ آه ! تقصدين تلك المرأة التي استخدمها ماتيوس للعناية بك ؟ التقيتها عندما كنت أحتسى الشاي , ولكن لاتجزعي بسبب ما تقوله , لأنها تحسدك على الأرجح . على أى حال , كل ما يجري يصب في مصلحتك .
- صحيح ؟
نظرت باربرة إليها نظرة وقور:
- توقفي عن السعي إلى الإطراء ليا . تعرفين جيدا أن كل ما يجري يصب في مصلحتك , والآن ماذا تنوين أن ترتدي ؟
- لا . باربرة . لم أكن أسعي للإطراء , أريد رأيك إن كنت سمينة حقا ؟
تنهدت باربرة :
- بالطبع لا .
- لكنني لست نحيلة , أليس كذلك ؟
هزت رأسها : " أنت ممتلئة , هذا كل شيء . لست نحيلة . ولست سمينة .. وبهذا الشعر ."
ابتعدت ليا عن تأمل نفسها بالمرآة وقالت :
- أهو بحاجة إلى القص ؟
- القص ؟ من أعطاك هذه الفكرة ؟ أراهن أنه ليس ماتيوس , ليا . شعرك هو أبرز ما في قسماتك من جمال . ستكونين مجنونة إن قصصته !
هزت ليا رأسها متمتمة : " هذا ما ظننته " .
- حسنا . إذا إنتهيت من الاعجاب بنفسك .
تورد وجه ليا : " لم أكن أبدي الإعجاب بنفسي .. آه ! الفستان . سأريك ماذا اشترينا "
أخرجت ليا الفساتين والقفطان لتراها .
- أليست جميلة ؟ أحببت هذا الكحلى أكثر . إنه ناعم فعلا .
بدت باربرة أقل حماسا : " أجل "
ارتدت عن الفساتين لتنظر إلى جسد ليا الفتي ثم أعادت النظر إلى الفساتين مجددا , عندما كانت تراقبها تلاشت حماسة ليا وقالت بعدما تداعت ثقتها بنفسها :
- أترين .. حتى أنت ترتابين بما قد يناسبني .. أليس كذلك ؟ لماذا لا تعترفين ؟ أنا سمينة كما قالت كاتي .
ردت باربرة بثبات :
- ليست سمينة .. نعم الفساتين جميلة . إنما ما يشغل أفكاري هو ما إذا كانت مناسبة لفتاة في مثل سنك أم لا .
- ماذا تقصدين ؟
- ليا , أنت لست أكبر بكثير من ابنتي كايت .. بصراحة , لا أسمح لها بارتداء أشياء كهذه .
- لماذا ؟
- لماذا ؟ لأنها مناسبة لامرأة أكبر منك . فتاة بعمر الانسة لورد . كما أتصور .
تنهدت ليا : " أنا لست طفلة يا باربرة ".
- أعرف , لكنك لست كذلك امرأة وذات تجربة . من أين اشتريتها ؟ ليس من قسم المراهقات على ما أظن ؟
- اشتريناها من عند مالوري .
هزت باربرة رأسها :
- مالوري ؟ ماهذا ؟ محل أزياء في برادفورد ؟
- بل في مانشستر .. لم يعجب كاتي قسم المراهقات .. قالت إن الموسيقي صاخبة والثياب رخيصة .
- حسنا .. هي كذلك .. والسبب أن الشابات يرغبن في ثياب كثيرة لا في مجرد قطعة أو قطعتين مرتفعتي الثمن . هناك محلات تبيع ثيابا رائعة للمراهقات . كان على ماتيوس إرسالك لي . لو فعل لجهزتك بما يليق بك . لا بما يليق بامرأة في مثل عمرى .
أحنت ليا كتفيها : " أوه .. باربرة .. ماذا سأرتدي إذن ؟ القفطان ؟ "
- ليس الليلة , فالجو حار . أخبريني , ألديك تنورة صالحة ؟
- تنورة ؟ أوه لا تقولي تنورة مرة أخري !
- إذن لديك تنورة . هل لدي ماتيوس قميص أبيض أكمامه واسعة ؟ أجلبيه وبعدها أقول لك ماذا سنفعل .
شهقت ليا : " كيف أحصل على أحد قصمانه ؟ "
- اطلبي من السيدة فلاندرز .. أنا واثقة أنها تعرف ما يحتفظ به في خزانته أفضل مما يعرف هو , والآن أسرعي .. ليس لدينا وقت .
بعد عشرين دقيقة , كانت ليا تنظر إلى صورتها في المرآة وهي لاتصدق . من كان ليظن أن تنورة سوداء بسيطة , وقميص رجل أبيض قد يبدوان بهذه الجاذبية ؟ إن هذا كله بفضل باربرة .
كان القميص الذي جلبته السيدة فلاندرز من الحرير .. ولكنها أبدت عدم الموافقة على استخدام أغراض مخدومها بدون موافقته .
- ماذا سيقول السيد ثورب ؟ ألم تشتر أنت والآنسة لورد بعض الثياب عندما قصدتما مانشستر ؟
- هذا صحيح , ولكن السيدة جفرسون تراها غير ملائمة لي , لذا ستساعدني على ارتداء غيرها .
- هه !
تركتها السيدة فلاندرز منزعجة . ولكن فيما بعد كانت تنظر إلى إنعكاس صورتها في المرآة شعرت بأن العجوز ستبدي إعجابها بدون شك . كانت ياقة القميص الحريرى الأبيض مفتوحة تكشف عن عنق عاجية . كان طرق القميص يغطي وركيها ولكن باربرة ربطته بشريط أزرق كالحزام .. أما الأكمام الواسعة فألصقتها بمعصيهما بدبوسين من الفضة جلبهما ماتيوس مرة من مراكش .. وتحلت بميدالية فضية , أعارتها إياها باربرة , التي سألتها :
- حسنا . ما رأيك ؟ أترين أن الملابس البسيطة المرتبة قد تكون جذابة ؟
صاحت ليا وهي تستدير لتحتضن المرأة :
- أنها رائعة .. أبدو .. أبدو .
- أعرف . مثيرة , والآن انتعلى حذاءك ولننطلق , لقد تأخرنا ربع ساعة .
كان ماتيوس وضيفاه يتناولون العصير على الشرفة عندما خرجت ليا وباربرة للانضمام إليهم . كانت كاتي تبدو أنيقة مصقولة كحالها دائما . بدا فيليب جفرسون أنيقا في بذلة السهرة . ولكن أناقة ماتيوس وحدها هي التي أضفت الألوان على المنظر إذ أعطت سترته الخضراء المخملية بريقا لقميصه العاجي .
لكن , مظهرها هو ما جذب الإهتمام .. أبدت ملامح كاتي التبرم لأن انصباب الأنظار على ليا أزعجها . انفرجت شفتاها إحباطا وهي تري الفتاة التي جاءت إلى هنا لتكون مرافقتها , ثم تحولت عيناها بسرعة إلي باربرة جفرسون , كأنها تسعي إلى تفسير .
ولكن ماتيوس لم يظهر دهشة لما ترتديه مع ان عينيه ضاقتا قليلا لدي رؤية تقويم فيليب الصريح لها .. وكأنه يحكم على التأثير الذي تؤثره في ضيوفه , ازداد تورد وجنتي ليا .
صاح فيليب ليكسر الصمت الحاد الذي تبع ظهورهما :
- تبدين مثيرة جدا هذا المساء ليا . من المؤسف ألا يكون لديك شاب يقدر هذا الجمال . لذا أنت مضطرة للاكتفاء بي فقط .
ابتسمت ليا بحرارة لتبعد عنها الإحساس بالغيظ الذي يثيره تصرف ماتيوس , حاولت أن تحاكي مزاجه المرح :
- وأنت لا تبدو سيئا .. طالما آمنت أن سترة العشاء تبدو رائعة علي الرجل .
ردت باربرة بجفاء , تدفع مرفقها في معدة زوجها :
- إنها تخفي الآثام الكبيرة .. سأتناول كأس عصير برتقال ماتيوس , ماذا عنك ليا ..ماذا ستشربين للاحتفال باستقلاليتك .
نظرت ليا بقلق إلى ماتيوس وهو يصب العصير من الإبريق :
- لست واثقة .. ربما عصير البرتقال أيضا .
تقدم فيليب يضع يده تحت مرفق ليا :
- همم .. رائحتك جميلة أيضا .. ما هذا العطر , شانيل خمسة ؟
- بل هو شارلي , انا مسرورة لأنه أعجبك .. اهدتني إياه باربرة في الميلاد .
قالت باربرة مسرورة :
- وهو يناسبك , متي العشاء ماتيوس ؟ يجب أن اعترف أن جو الريف يفعل الأعاجيب بشهيتي . ألا تشعرين بالشيء ذاته آنسة لورد ؟
استدارت كاتي , لتنظر ببرود إلى وجه المرأة :
- شهيتي إلى الطعام ضئيلة حتى في أفضل الأوقات سيدة جفرسون . أنا محظوظة بهذا .
- أوه .. لا أستطيع موافقتك الرأي , عندما تجدين أمامك رجلا شهيته قوية إلى الطعام فقد تغيرين رأيك .
ابتسمت كاتي باكتئاب :
- أشك في هذا , على المرء أن يسيطر على شهيته , ألا توافقيني الرأي ؟
رد فيليب بخبث متعمد :
- هذا وقف على طبيعة الشهية التي تتكلمان عنها . ألم تهتمي قط برجل كاتي ؟ هل تعترضين إن ناديتك كايتي ؟ هذا ما يناديك به ماتيوس به . أليس كذلك ؟
- طبعا . ناديني كاتي على الرحب والسعة . وردا على سؤالك .. لقد اعتنيت برجل مدة طويلة هو والدي .
ضحك فيليب : " هذا مؤسف ! "
ثم التفت إلى ماتيوس وأخذا يتناقشان في كلفة الوقود , تاركين النسوة الثلاثة لتبادل أطراف الحديث .
سألتها كاتي حالما انفردت بها :
- من أين لك هذه الملابس ؟
- في الواقع , اقترحتها باربرة علي . فهي تظنها رائعة جميلة , وهذا ما أظنه أنا أيضا .
- وما خطب الفساتين التي اشتريناها من مانشستر .. هل تتصورين مدي حرجي لو كان هناك أحد آخر موجود الليلة ؟
- ماذا تقصدين ؟
- استخدمني خالك لأعطيك النصح والإرشاد وأخشى الآن ما سيظنه بي . يجب أن أشرح له غدا أنك غير مستعدة للاهتمام بما أقول !
- الفساتين التي اشتريناها لا تناسب من هن في مثل عمري . تقول باربرة .
- ردت كاتي وهي تسخر منها :
- تقول باربرة ! وماذا تعرف باربرة ؟ هذا الفستان الذي ترتدي يعود طرازه إلى عشرين سنة .
قالت ليا ساخطة : " لم تنصفيها بقولك هذا "
لكن كاتي لوت أنفها ساخرة :
- أتصدقين أن باربرة جفرسون قادرة على أن تكون حكما على الموضة ؟
ردت هناد : " تعجبني هذه . إنها .. أنا "
قالت كاتي باحتقار : " إنها حقيرة رخيصة الثمن مثلك تمام ولكن إذا كان هذا ما تريدين أن تظهري به "
- هل أنتم جاهزون للعشاء سيد ثورب ؟
جاء صوت السيدة فلاندرز في الوقت المناسب لأنه قطع عليهما هذا الحديق . وقف ماتيوس ينادي :
- تعالي باربرة .. الطعام جاهز .
وابتسمت ليا للإحباط الذي طغي علي كاتي .
بعد الوجبة وجدت ليا نفسها بمفردها مع ماتيوس للمرة الأولي ذلك المساء . كانت القهوة قد قدمت على الشرفة . ولكن عندما حاولت اللحاق بكاتي وبالزوجين جفرسون , أمسكت يده بمعصمها ليمنعها .
قال بهدوء :
- أريد فقط أن أطريك على هذا التغيير .. وسأهني كاتي على ما فعلت .
أصيبت ليا بالصدمة , ولم تعرف كيف ترد .. فاعتبر صمتها اعترافا , وتركها تذهب :
- الأفضل أن تنضمي إلى الآخرين .. أريد محادثة السيدة فلاندرز .. لقد أرهقت نفسها هذا المساء , ألا تظنين هذا ؟
- كاتي لم . أعني .. أعني .
- ليس الآن ليا .
وسار مسرعا نحو المطبخ . جعلتها طريقته في صرفها تتألم , لا يريد أن يسمع تفسيرا .. إنه متأكد أن كاتي المسؤولة عن تحسن مظهرها .
حسن جدا .. لك ما تريد ماتيوس . لكنني أرجو أن تقدر كاتي لك ثقتك بها !



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-09, 01:03 PM   #14

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



6 - ستندمين !

بعد ظهر اليوم التالى , عندما رأت ليا ماتيوس مرة أخرى كان الوقت متأخرا , صباح السبت تأخرت على الفطور وعندما نزلت كان ماتيوس وفيليب في المكتبة يتحدثان فى الاعمال . وبما أن الرجلان كانا مشغولين , اقترحت باربرة الخروج للتسوق في برادفورد ومع أن كاتي لم تكن متحمسة للفكرة وافقت .
قالت باربرة وهى تجلس إلى جانب ليا فى المرسيدس :
- بصراحة , أود لو تبقى فى المنزل . أوأثقة أن ماتيوس يسمح لك بقيادة هذه السيارة الثمينة ؟
- ألا تثقين بي ؟ في الواقع لم أقد هذه السيارة منذ أخذت رخصة السوق , أعتقد أن ماتيوس كان يثق بي أيضا .
- كان يثق بك ؟ وما الذى غير رأيه بك ؟
- آه ! هذا وذاك . أين كاتي ؟ نحن فى انتظارها منذ عشر دقائق .
سألت باربرة بفضول :
- أليس لديكم شاب يقود السيارة ؟ أذكر ..
قاطعتها : " انه جورج ماتيسون . ولكنه لا يعمل في عطلات الأسبوع , إلا إذا طلب منه ماتيوس ذلك " .
- ألم تشعري بالميل تجاهه ؟
- من أخبرك ؟ اهو ماتيوس ؟ حسنا . أنت مخطئة , أنا وجورج صديقان , صديقان فقط .
هزت باربرة كتفيها : " لا تغضبي . هذا أمر طبيعى "
استدارت ليا تنظر إليها :
- ماهو الطبيعى ؟ ان أعبث مع جورج ماتيسون ؟
- حسنا . إنه فى مثل عمرك . وعلى ما أذكر هو شاب وسيم .
- وماذا في هذا ؟
- من هن فى مثل عمرك يحببن أن يغازلهن الشباب .
- أما أنا فلا .
تنهدت باربرة :
- لماذا أنت " لا " أنا لا أقترح عليك التفكير في الزواج به .
شهقت ليا : " الزواج ؟ الزواج ؟ لماذا يعود كل حديث إلى الزواج ؟ قلت لك ليلة أمس . "
ردت باربرة تقاطعها بحدة : " آه ! حسنا ليا ! "
أحست ليا بالندم على ما قالته فهى لم تقصد أن تكون فظة , ولكنها تنفعل كلما جاء أحدهم على ذكر مغادرة " ماتلوك ايدج " فتمتمت : أنا أسفة "
فى تلك اللحظة , خرجت كاتي بكامل أناقتها من المنزل , فضغطت باربرة على ذراع ليا بعطف :
- لا بأس عليك . ما كان على فتح فمى الكبير , سيدبر ماتيوس الأمور على هواه .
لكن ليا تعترض بشدة على سيطرة ماتيوس على مصيرها , لأنها تريد أن تسيطر هى على حياتها الخاصة .. لكن صعود كاتي لورد إلى السيارة منعها من التفوه باعتراضها .
كانت " برادفورد " مكتظة بالمتسوقين في يوم السبت . بعد إيقاف السيارة , وجد الثلاثة صعوبة في البقاء معا . فاقترحت باربرة :
- لماذا لا نفترق على أن نلتقى وقت الغداء ؟
انتظرت مع ليا عدة دقائق حتى تمكنت كاتي من اللحاق بهما وأردفت :
- أين ستنتاول الغداء ليا ؟ أتعرفين مطعما جيدا ؟ إن اتفقنا على اللقاء فى الواحدة , فلن نضيع الوقت في التفتيش عن مطعم جيد , أو التفتيش عن بعضنا بعضا .
ردت كاتي ببرود " أوافقك الرأى "
عبست ليا مفكرة , ثم قالت بارتياب :
- هناك مطعم " كراون " الذى يتناول في أحيانا ماتيوس طعامه .
صاحب باربرة بلهفة :
- ليس هناك مكانا أفضل . سنلتقى في مطعن " كراون " في الساعة الواحدة .
ابتسمت كاتي وهى تبتعد , وما إن ابتلعها الزحام , حتى تنفست باربرة الصعداء , وأمسكت بذراع ليا تقول :
- احمد الله على ذهابها ! تعالى الآن , رافقيني إلى أقرب مقهي , أنا بحاجة إلى كايك بالكريما الكثيفة !
- أو لن نفترق ؟
- بالطبع لن نفترق . أفكر في القيام ببعض التسوق . لم أرغب في أن تعترض الآنسة لورد على اقتراحاتي .
أنهتا القهوة والحلوى الغنية بالشوكولا , ثم إتجهتا إلى مخزن كبير للبيع . لم يبد لليا المحل الخاص بالمراهقات مبهرجا وهي الى جانب باربرة . ماهى إلا ساعة حتى اشترت باربرة لليا أثوابا جميلة تضيفها إلى خزانتها , ومن بين ما اختارت سترة جميلة وثيابا داخلية , وفستان نوم مخرم حتى الخصر , وفستانا آخر من الشوفين المطبع . واشترت لها أيضا كنزتين ., وتنورة رائعة من " الشاموا " وسترة حريرية.
احتجت ليا , وهما تضعان المشتريات في صندوق السيارة قبل الذهاب لملاقاة كاتي :
- لا أدري ما سيقوله ماتيوس .
ردت باربرة بثبات : " سيوافق , لقد وافق على مظهرك ليلة أمس , أليس كذلك ؟ "
- آه ! أجل .
رغبت فى أن تبوح لها بما قاله بالضبط ولكنها لم تفعل .
كان الصبح واعدا بيوم جميل ولكن الطقس تغير وهن يتناولن الغداء وما إن خرجن من " الكراون " حتى بدأ المطر بالانهمار , فقالت باربرة وهي ترفع رأسها نحو السماء :
- فلنعد إلى المنزل لأن هذا المطر لن يتوقف . ولا أرغب أن أتبلل , أترغبان في هذا ؟
نظرت ليا إلى كاتي : " لا أهتم . أيوافقك هذا ؟ "
حركت كاتي أنفها عندما سقطت قطرة مطر عليه :
- يوافقني طبعا .
فكان أن أسرعت ليا نحو السيارة .
بدت " ماتلوك ايدج " حتى تحت المطر جميلة . كانت المياه تتقطر من الأشجار على ظهور الخيول التى التجأت للاحتماء بأغصانها .
قالت باربرة , تستعيد ذكريات قديمة , وكأنها تعكس أفكار ليا :
- أتتصورين العربات التى تجرها الخيول تسير فوق هذا الممر المرصوف بالحصى ؟ كان لماتيوس مركبة خفيفة في الإسطبل , يجرها حصانان .
رفعت كاتي حاجبيها : " وماذا حدث للمركبة ؟ "
ضحكت ليا : " آه ! لقد قلبتها مرة في إحدي النزهات . فكان أن تخلص منها ماتيوس "
قالت باربرة بخوف : " آه أفهم السبب ! كدت تقتلين ؟ "
- أجل . هذا ما قاله ماتيوس كذلك .
كان ماتيوس وفيليب ما يزالان فى المكتبة عندما وصلن إلى المنزل .
تركت باربرة ليا تفرغ المشتريات من صندوق السيارة سرا , ودخلت إلى المنزل مع كاتي . عندما انضمت ليا إليهما في غرفة الجلوس , كانت السيدة فلاندرز تقدم شاي الساعة الخامسة .
أعلنت مدبرة المنزل :
- قال السيد ثورب إنه يريد محادثتك قبل العشاء آنسة لورد .
جف فم ليا , فقد عرفت السبب وأحست بالذنب لأنها كذبت عليه , ولكنه لم يمهلها وقتا للشرح . قررت أن تصحح خطأه حالما تنهى احتساء الشاي .
اختفت كاتي بعد ارتشافها نصف الفنجان تقريبا , وبعدما رفضت كل العروض لتناول البسكويت .
قالت باربرة ساخرة بعد ذهابها :
- ستتحضر للمقابلة !
واخذت سندويشا من السلمون المدخن :
- أتشعرين بأن الآنسة لورد تتمني لو تكون سيدة هذا المنزل ؟
ردت ليا عن غير اكتراث :
- لن تكون الأولي . إن ماتيوس يقاوم الدائبات إلى هذه السيادة منذ زمن , ولا أظنه يلاحظ هذا ابدا .
صبت باربرة المزيد من الشاي :
- لست واثقة , فهو لم يعد شابا . يجب أن يتزوج , عاجلا أم آجلا .
- لماذا ؟
هزت باربرة رأسها : " لماذا ؟ تعرفين لماذا . إنه بحاجة لمن يرث ما يملك . أليس كذلك ؟ "
- أتقصدين ابنا ؟
- أو ابنة . لا أظن أن الإرث يهمه كثيرا . إنه بحاجة لزوجة لتلد له وريثا .
احدوبت كتفا ليا :
- لن يتزوج امرأة ككاتي لورد أبدا .
- لماذا لا ؟ أعترف انها لا تعجبنى . ولكن لا يمكنني أو يمكنك الحكم على ما يعجب ماتيوس .
شعرت ليا بجسدها يتوتر وباربرة تتكلم . وهذا أمر سخيف بالطبع لايمكن لماتيوس أن ينجذب لكاتي لورد . إنها باردة جدا متطرفة في كل شيء وهذا يكرهه ماتيوس ويعترض عليه . ولكنها أدركت أن لا شأن لها بهذا , باربرة على حق . كيف لها أن تحكم على ما يعجبه من النساء ؟ لقد دعا كاتي إلى منزله لأوهى الأسبابا . فماذا لو كان معجبا بها فعلا ؟ ماذا إذا جاء بها إلى هنا ليرى كيف تنسجم مع حياته ؟ وكيف تتوافق مع ليا ؟ ربما هذا ما جعله غاضبا عندما عاملتها بطريقة فظة .
- هل أنت على مايرام ؟
كانت باربرة تنظر إليها باستغراب . فسارعت ليا إلى لملمة شتات نفسها .
- أجل . أجل . بالطبع , ولماذا لا أكون على مايرام .
عبست باربرة :
- لا أدري . لقد شحب لونك بشكل فظيع فجأة .
وقفت ليا :
- لاتكوني سخيفة . أظنني تعبت من نقل الأغراض .
- انتظري حتى يراها ماتيوس . على الأقل لن يقول إن كاتي علمتك كيف ترتدين الملابس .
- لا . لن يستطيع قول هذا . أراك فيما بعد باربرة , أريد الصعود لأخرج المشتريات من أكياسها .
بعدما أقفلت باب غرفة الجلوس , لم تتجه إلى الدرج بل أسرعت إلى مكتبة ماتيوس , مترددة لحظة قبل أن تدق الباب .
- فيما بعد سيدة فلاندرز .
كانت نبرة ماتيوس النافذة الصبر مسموعة بوضوح من وراء الباب الخشبي الصلب . ولكن ليا دقت ثانية . لأنها تعرف أنها لن تجد فرصة أخرى لمكالمته قبل أن يتحدث مع كاتي .
- قلت لك فيما بعد سيدة فلاندرز .
صمت فجأة عندما رأى ليا :
- آه ! هذا أنت . ماذا تريدين ؟ ألم تقل لك السيدة فلاندرز إنني مشغول ؟
- بلى .
تجد صعوبة في المحافظة على تهذيبها عندما يكلمها بهذه الطريقة . كان قد تخلص من ربطة عنقه وفتح أزرار قميصه .
سمعته يقول : " حسنا "
شاهدت فيليب في الغرفة وراءه منصبا على بضع أوراق . رفعت نظرها إلى نظرة ماتيوس المنتقدة :
- أريد محادثتك .
- عم حديثك ؟
- إنه . أمر خاص . هلا منحتنى لحظات من وقتك . المسألة حياة أو موت .
تحولت عيناه من اللون الأخضر إلى الرمادي .
- صحيح ؟
- لا
- إذن انتظري .
تراجع إلى الغرفة , قبل أن تستطيع منعه , وأقفل الباب .
استسلمت في غرفتها إلى احباطها وغضبها , فرمت إلى الأرض الأكياس التى رتبتها من قبل على السرير . ماتيوس لا يطاق . لقد تعمد إذلالها . لا تريد أن تفكر في ما ظنه فيليب جفرسون عندما تحدث إليها بتلك الفظاظة . ماذا يحاول أن يفعل ؟ أيحاول دفعها إلى كرهه ؟ ألم يقل لها سابقا إن من السهل أن تكرهه , وها هي تصدقه !
نزلت إلى العشاء مرتدية بزتها الجديدة . كانت بزة جذابة من القطن الوردى اللون , الذى أبرز اسوداد شعرها , وبشرتها العاجية . توقعت عندما كانت ترتدي ملابسها أن يصل ماتيوس إلى غرفتها غاضبا , ولكنه لم يظهر فكان أن توصلت أخيرا إلى استنتاج بأنها تبالغ في حساسيتها .
كان الضيوف كما في الأمسية السابقة مجتمعين للعشاء .
قال لها فيليب :
- ماذا أقدم لك أيتها السيدة الشابة ؟ماتيوس لم يصل ولكنني واثق بأنه لن يعترض إن قدمت لك ما يفتح شهيتك .
نظرت إلى ما حولها فى الغرفة . تتبادل الابتسام مع باربرة . ثم تحركت عيناها إلى كاتى الجالسة برشاقتها المعتادة في مقعدين بذراعين .
- ليس من عادة ماتيوس التأخر عندما يكون عنده ضيوف .
قالت كاتي : " لقد تأخر في الذهاب لتغيير ملابسه "
توترت أعصاب ليا بسبب الاعتداد بالنفس الذي تراه على وجهها .
- أمضيت أنا وخالك وقتا في الحديقة . وذلك بعدما أنهى مناقشته مع السيد جفرسون .
صاح فيليب : " ناديني فيليب كاتي . هل أقدم لك شرابا آخر قبل أن يصل ماتيوس "
ارتشفت ليا شرابها متوترة , ولقد اقتنعت أن تصرفات كاتي لا تحمل الخير لها . عما تحدثت مع ماتيوس في الحديقة ؟ لماذا تجلس هكذا وكأنها قطة ابتلعت قطعة لحم ؟ لا يبدو لها أن الحديث الذي تبادلاه سبب لها إحراجا .
ظهر ماتيوس في الوقت الذى أعلنت فيه السيدة فلاندرز أن العشاء جاهز , فاعتذر على التأخير .
- وصلتنى مكالمة من أميركا . وكنت على وشك النزول .
نظرت ليا إلى وجهه , فلم ترد دليلا على الغضب الذى توقعته . بل على العكس , طافت عيناه فيها بذهول .
كانت الوجبة لذيذة , صدور دجاج مطهوة بالخل والحليب وقطع لحم مجفف , وبطيخ وخيار بين ثلاثة أنواع من الحلوي . لأول مرة منذ فترة , استمتعت ليا بالطعام .
بعد تقديم القهوة في غرفة الاستقبال , اعتذرت ليا لتصعد إلى غرفتها فلاشك أن ماتيوس وضيوفه يريدون السهر حتى وقت متاخر . شعرت بالسرور لأنها لم تفكر كثير في ماتيوس , فمن الواضح أنه تبادل مع كاتي حديثا لطيفا قبل العشاء وهى ترفض اعتبار تعليقات باربرة أكثر من مجرد أقاويل .
انتزعت قرطها من أذنيها وأخذت تتفرس في صورتها في المرآة في هذا الوقت سمعت طرقة خفيفة على بابها , وضعت القرط الذهبي المستدير على طاولة الزينة , وتقدمت تفتح الباب ثم تراجعت مذهولة :
- ماتيوس !
- اجل . ماتيوس . هل لي بالدخول ؟
فكرت بسرعة :
- الوقت متأخر . ألا يمكنك الانتظار حتى الصباح ؟
دخل إلى الغرفة ليتجاوزها :
- اقفلى الباب ليا . أريد محادثتك وأفضل ألا يسترق أحد السمع إلى حديثنا .
تنهدت بعد صمت عدائي قصير ثم أقفلت الباب وهي تقول بتحد :
- حسنا . ماذا تريد أن تقول ؟ أنت غامض , ماذا سيقول ضيوفك عن اختفائك فجأة !
رد ببرود : " يعرف أحدهم على الأقل أين أنا . كاتي , ولكن لاشك أن تعرفين سبب قدومي , فما أنت بغبية "
- شكرا لك . لكن مخطىء ليس لدي فكرة عما سبب انزعاجك .
- انزعاجي ؟ لا تمثلى على ليا . تعرفين ما أزعجني , لقد تعمدت تضليلي . وأريد تفسيرا .
احتاجت إلى الكثير من الشجاعة لتبتعد عن الباب ولكنها ابتعدت أخيرا . أمسكت الفرشاة عن طاولة الزينة , وبدأت بتمشيط شعرها .
- لم أضللك ماتيوس . ألا تذكر أننى حاولت أن أكلمك بعد الظهر ولكنك كنت مشغولا .
انتزع الفرشاة من يدها :
- وكيف لى أن أعرف سبب قدومك ؟
- لم تمهلنى وقتا لأتكلم . أليس كذلك ؟ لقد صففت الباب في وجهى .
- كنت مشغولا .
- ليست غلطتي .
- لماذا لم تنتظري ؟
نظرت إليه ساخطة :
- أين ؟ خارج باب مكتبتك ؟ ماذا تريد أن أفعل ؟ ان أجلس على ممسحة الباب , وهو المكان الذى تود لو أبقى فيه ؟
اسود وجهه غضبا :
- هذا غير صحيح ! لماذا لم تخبريني بالأمس بأن الثياب غير جديدة !
- كانت جديدة بالنسبة لي .
- لم تخترها كاتي .
- قالت كاتي إنها قذرة رخيصة , فلماذا أخبرك ؟
- لماذا فعلت هذا ؟
- فعلت ماذا ؟
- لماذا رفضت ارتداء الثياب التي اختارتها لك كاتي ؟
- لانها لا تناسبني .
- ماذا تعني ؟
- لإنها لا تناسب عمري .
أشار إلى ما ترتديه :
- وهل هذا جديد ؟
- اجل
- لماذا لم ترتديه إذن ليلة أمس ؟
- لاننى لم أكن املكه ليلة أمس . لقد اشتريته لي باربرة اليوم .
ضرب مؤخرة الفرشاة على راحة يده :
- هكذا إذن . وما رأي باربرة بالثياب التي اختارتها كاتي ؟
- إنها توافقني الرأي .
- أعتقد أنك أخبرتها قصة محزنة عن عدم تعاطف كاتي معك ثم قلت لها إنك تكرهينها لأنها كل ما ترغبين أن تكون عليه .
نظرت إليه بازدراء : " لا ! هذا قول فاسد قذر "
- لكنك تكلمت عنها . ألم تفعلي ؟
- ليس كثيرا
- أراهنك !
أحست ليا بالغضب يتصاعد بسبب سخريته :
- أتعتقد أن كل ما يشغل بالى هو التفكير في كاتي لورد . حسنا . أنت مخطيء . إذا كنت تصدق كل ما تقوله فهذا لايعنى أن على أن أحذو حذوك . وبما أننا نتكلم عنها فمن الأفضل أن تعرف أنها تحبنى بمقدار ما أحبها !
صاح بصوت ملؤه الشر : " ليا "
لكنها تجاهلت إنذاره وقالت ساخرة :
- هذا صحيح . وإذا كنت تخطط لجعلها سيدة " ماتلوك ايدج " فعليك التخلص مني أولا !
صاح وهو ينظر إليها بغضب :
- ليست فكرتك بسيئة فلم أر منذ مجيئك إلى هنا إلا المتاعب .
حبست أنفاسها شاهقة " آه ! "
ثم شهقت متألمة من فظاظته المتعمدة
- كيف تقول كلمات كهذه ؟
- هذا صحيح . انت متوحشة مدللة وقد آن لك أن تكبري .
لم تستطع رغم الصدمة السماح له بالنجاة بما قاله :
- هل هذا صحيح ؟
لقد جرح كرامتها . آلمها كثيرا . لكنها ترفض الاستسلام بلا قتال . ربما ستندم فيما بعد . وربما ستكره نفسها لما ستقدم عليه . ولكنها تشعر الآن بأهمية أن تكسب المعركة , إن لم يكن الحرب كلها . رمت بكل النواحى الاخلاقية جانبا , ومدت يديها تمسك بوجهه بين راحتيها .
فاجأته وإلا ما نجحت . تحول غضبه إلى عدم تصديق عندما عانقته . كانت صدمته أقوي من أن يستطيع القيام بسيء عدا الوقوع , كانت أناملها ترتفع إلي مؤخرة عنقه , تضغط نفسها إليه .
صاح بصوت مخنوق : " ليا "
تمسكت به , رافضة تركه ولكنه تمكن أخيرا من إبعادها عنه وأسرها بين ذراعيه بطريقة مؤلمة .
قال بصوت مرتجف : " أيتها الكلبة الصغيرة ! أيتها الأنانية اللعينة ! "
وقبل ان تقدر على منعه , ارتمي إلى الخلف فوق السرير وجرها معه ليضعها على ركبتيه وجهها إلى الأسفل .
صاحت شاهقة : " لن تفعل . لن تجرؤ ! "
مد يده إلى الفرشاة . علمت من خلال وجهه المظلم بالغضب أنه سيفعل , فأخذت تتوسل :
- ماتيوس , أرجوك . لا تفعل ! أرجوك !
لكنه لم يصغ إليها . كانت عيناه غريبتين , وكأن مشاعره هى التى تسيطر على أفعاله . فأخذ قلبها يخفق بوحشية .
لم تكن رغم نشاطها وحيويتها وشبابها ندا له فى القوة . نزلت الفرشاة بما لا يقل عن ست مرات على مؤخرتها وفي كل مرة كانت تؤلمها بجنون . ولم يمنعها من الصراخ إلا خشيتها أن تسمعها كاتي .
عندما تركها , كانت تبكى بصمت . الدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها . أحست بالغثيان وبالإذلال كما لم تحس قط .
وقفت مشيحة له وجهها . لقد فعل ما بوسعه لإهانتها .
سادت بضع دقائق من الصمت المطبق الذي لم يقطعه سوي أنفاسها المضطربة .
أخيرا تمتم ماتيوس :
- آه ! ياالله !
ثم وقف فجأة فتسمرت ليا لأنها مقتنعة بأنه يسستمر في تسوية شخصيتها . ولكنه لم يزد على كلامه . بل سمعت وقع قدمية فوق الأرض , وماهى إلا لحظات حتى صفق الباب وراءه .
في تلك اللحظة أدركت كم كان كبتها لمشاعرها شديدا . تصاعد الغثيان إلى حنجرتها . فأسرعت إلى الحمام لتفرغ ما في معدتها في الحوض , فكان أن امتزجت الدموع مع العرق المتفصد من بشرتها المرتجفة .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-09, 05:21 AM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


7- مشاعر مجنونة


في الحادية عشرة من صباح الأحد دخلت السيدة فلاندرز إلى غرفة ليا , فوجدتها مسترخية تحت الغطاء . صاحت بسخط عندما شاهدت الملابس التي ارتدتها ليلة أمس مرمية أرضا كيفما كان .
- أهذه طريقة جيدة لمعاملة ثياب جديدة كهذه ؟ أعرف أنك غير نائمة فردي .
- خذيها من هنا سيدة فلاندرز , لا أريد رؤيتها ثانية .
استقامت مدبرة المنزل :
- ماذا ؟ ولكنها جديدة . لاتكوني سخيفة ليا , لماذا لم تنهضي حتى الآن ؟ لم أعهدك تنامين حتى منتصف الليل .
- لن أنهض . أنا أعنى ما أقول عن الملابس . أعطيها لحفيدتك إن أردت لأنها لا تعجبني .
تجاهلت السيدة فلاندرز ما قالته وردت بجفاء :
- هيا الآن . لاتنامي النهار كله .
- ولم لا ؟ ربما لا أشعر أنني على مايرام .
- صحيح ؟ أتريدين أن أطلب من السيد ثورب استدعاء طبيب ؟
- لا . لا أحتاج إلى طبيب . المسألة أنى لا أشعر برغبة في النهوض من السرير . قولي لهم إننى مصابة بزكام .
نظرت إليها بريبة :
- وهل أنت حقا مصابة بزكام ؟
أشاحت وجهها عنها : " ليس تماما "
- إذن . لماذا عيناك محمرتان ؟ أكنت تبكين ؟
- أوه . بالله عليك . هل على تحمل عذاب الاستجواب لمجرد عدم رغبتي في النهوض ؟ أنا بخير . فدعيني وشأني فقط , قد أنزل في وقت لاحق . ربما بعد الظهر .
خرجت السيدة فلاندرز وهى تتمتم بعدما طوت البزة المرمية أرضا . ولكن ليا لم تتمكن من الاستلقاء حيث هي , فنهضت لترميها إلى أسفل الخزانة , ثم عادت إلى السرير مجددا , في هذه اللحظة سمعت طرقة جديدة على الباب .
سألت بصوت مختنق من تحت الغطاء : " من الطارق ؟ "
سمعت رد باربرة المرح : " هذه أنا "
تنهدت تنهيدة مخنوقة ثم طلبت من المرأة أن تتفضل بالدخول . حضرت نفسها لاستجواب آخر . دخلت باربرة مرتدية سروالا قطنيا أخضر وبلوزة خضراء .
- ها أنت هنا إذن ! ظننتك نائمة , ما بالك ؟ أراك اليوم هزيلة .
اضطرت ليا للإبتسام : " إنه بعض التعب , آسفة إن خلتنى أتجنبك بفظاظة . ربما سأصاب بزكام "
-حسنا . أراك محمرة العينين قليلا . أتساءل عما إذا وقع بينك وبين ماتيوس شجارا ما ؟ منذ ليلة الأمس عندما صعدت إلى غرفة النوم وهو كالدب المصاب بصداع .
هزت كتفيها : " أين . أين هو هذا الصباح ؟ "
- ذهب مع فيليب ليلعبا الغولف . تركا المنزل منذ ربع ساعة تقريبا , مع أننى لا أظنه في مزاج للعب الغولف ولكنك تعرفين فيليب .
ابتلعت ليا ريقها بصعوبة :
- هكذا إذن . ألم يذكر متى يعودان ؟
- في الثانية والنصف .
ترددت باربرة قليلا قبل أن تردف :
- ألم تتشاجري معه ؟ أعنى . أحس أننى مسؤولة .
- مسؤولة ؟
تنهدت باربرة : " أجل . لقد أقنعتك بشراء هذه الملابس كلها , وكان على أن أقفل فمي وأترك ما فعلته لكاتي "
- لا . لم يقل ماتيوس شيئا عن الثياب التي اشتريناها .
نظرت إليها باربرة مرتابة :
- ألم يقل شيئا ؟
ردت بحزم : " لا في الواقع لم أخبره بها حتى "
بدا الإحباط على المرأة : " آه ! يا إلهى ! إذن لقد فعتلها ثانية وتطفلت ! "
- ماقصدك ؟
- حسنا . عندما لم تظهري هذا الصباح وبسبب ما يبدو على ماتيوس من انزعاج طلبت منه عدم لومك على ما أنفقت من مال .
ارتاعت ليا : " باربرة ! "
- أعلم أنى تصرفت بغباء , اعتقدت أنكما تحدثتما بالموضوع فأردت شرح ما دفعنى إلى ذلك . أعطيته رأيي بالنسبة للملابس التى اشترتها كاتي لورد لك , وقلت له إننى لا ألومها لأن ما اشترته يناسبها هي . ولكنني أفهمته أن ما يناسب امرأة مثلها لا يناسب مراهقة مثلك , وأن كاتي التي لم تنجب أولادا قد لا تقدر هذا .
أغمضت ليا عينيها , ثم فتحتهما من جديد :" ماذا قال ماتيوس ؟ "
رفعت باربرة كتفيها :
- لم يقل شيئا يذكر , كان مهذبا في الواقع . قال إنه ظن أن لدي كاتي ذوقا رفيعا في إختيار الملابس وإنه توقع منها أن تقوم هي بهذه المهمة , ولكن بما أنها لم تفعل فسيتحدث إليها . في الوقت الحاضر قبل حكمي .
احست ليا بالبؤس :
- آه ! باربرة ! سيلومني ظنا منه أننى طلبت إليك محادثته .
- لكنك لم تطلبي مني ذلك .
- لن يصدق .
أمعنت فيها النظر :
- هاي , لقد تشاجرتما . أليس كذلك ؟ أتقولين الحقيقة ؟
رمت رأسها إلى الوسائد مجددا :
- أجل . أجل . إنما لا علاقة لشجارنا بك أو بأحد آخر . أفضل عدم التحدث عن الأمر إذا سمحت .
- لا بأس يا حبيبتى سأذهب الآن . على توضيب الحقائب لأننا مسافران في الساعة الرابعة . هل سأراك قبل السفر ؟
قاومت ليا لتتماسك : " طبعا . ما دام ماتيوس وفيليب قد خرجا فسأنهض الآن . فلم أشعر برغبة في لقاء ماتيوس هذا الصباح "
تحركت باربرة نحو الباب :" افهمك . إنما نصيحتي لك ألا تأخذي كل ما يقوله على محمل الجد . إنه يهتم بك كثيرا . لهذا يرتكب أحيانا الأخطاء , إنه يبذل جهده لتقديم أفضل عناية لك "
شككت بكلام المرأة عندما سألت بمرارة :
- هل أنت واثقة ؟ أشعر مع الوقت بأنه غير مرغوب في هنا .
- لاتكوني سخيفة . كان ماتيوس كالوالد لك .
أحنت ليا رأسها وتمتمت : " لا أحتاج إلى والد "
ارتفع حاجبا باربرة : " ماذا تعنين بقولك هذا ؟ "
نهضت ليا عن السرير :
- لا شيء . أراك فيما بعد .
هزت باربرة رأسها : " اجل . أجل , أراك لاحقا "
وأقفلت الباب وراءها .
فعل الاستحمام بالمياه الباردة الأعاجيب في أطراف ليا المخدرة , وما إن جففت نفسها ونظفت أسنانها , حتى شعرت بالانتعاش . رفضت التفكير في ماتيوس , وفي ما قد يقوله عند العودة بل رفضت حتى التفكير في النتائج المحتملة لما جري في غرفة نومها . لكنها لم تستطع تجاهل تأثير الضرب عندما نظرت إلى مؤخرتها وشاهدت الكدمات الزرقاء منعكسة في المرآة .
كان يوما حارا بسبب الرطوبة التي أحدثها المطر في اليوم السابق . ارتدت ليا البلوزة المخرمة التي اشترتها ثم عقصت شعرها على يدها لتثبته على قمة رأسها .
كان أول من التقته في الأسفل السيدة فلاندرز التي رفعت حاجبيها حالما رأتها .
- هل أنت أفضل حالا ؟ أظن أن السيدة جفرسون قد أخبرتك بأن السيد ثورب قد خرج . الآنسة لرود في غرفة الحديقة الزجاجية تقرأ الصحيفة . إذا كنت تريدينها .
لم تكن ليا راغبة في رؤية كاتي مع أنها اضطرت إلى الاعتراف بوجودها ,فدخلت إلى الغرفة الزجاجية الهادئة على مضض .
قالت كاتي : " هذه أنت . كنت أتساءل كم من وقت سيمضي قبل أن تكتشفي أن خالك قد خرج "
انتفضت ليا : " ماذا تقصدين ؟"
- تفهمين قصدي جيدا , لقد لقنك ماتيوس درسا لن تنسيه ليلة أمس . لا تحاولي الإنكار , أعرف ذلك من تعابير وجهك . لقد تركته يعتقد أنني من نصحك بذلك الزي البشع !
قررت ليا بعدم السماح لكاتي بإثارتها , ولكن صعب عليها البقاء غير مكترثة فيما تسعى الأخرى جاهدة إلى إزعاجها .
ردت عليها بحدة : " لقد أعجب ذلك الزي البشع ماتيوس . يجب أن يعجبه فالقميص قميصه "
رقت شفتا كاتي غيظا : " كان مهذبا معك ليس إلا , لأنه دائما مهذب "
دست ليا يديها في جيبي الجينز الخلفية :
- منذ متى تنادينه ماتيوس ؟
تمنت لو امتنعت عن طرح هذا السؤال , إذ أطلقت كاتي بسمة خبيثة :
- منذ ليلة أمس , قال بما أن الجميع ينادونه ماتيوس فلماذا لا أحذو حذوهم ؟ على فكرة . أنا لا أرتدي بلوزة كهذه فهذا التخريم من الأمام فاضح . وحتى أكون صادقة أقول إن صدرك كبير بدون حمالات .
نظرت إلى جسمها النحيل قبل أن تضيف :
- أنا لا أحتاج إلى الحمالات . أما أنت .
هزت رأسها وكأنها آسفة ثم قالت :
- هذا مجرد اقتراح بالطبع .
تورد وجه ليا , وشعرت برغبة إلى اقتلاع عيني كاتي من مكانهما . لكنها كظمت غيظها ثم ارتدت على عقبيها تنظر إلي ياقة البلوزة التي لم تجد فيها ما يمكن الاعتراض عليه . إنها تحاول إغاظتها فقط . مع لك لم تستطيع سوي أن تتمنى لو أنها نحيلة مثلها .
وصل ماتيوس وفيليب بعد الثانية والنصف بقليل . كانت النسوة الثلاثة قد تناولن الغداء باكرا لذا تركت السيدة فلاندرز طعاما باردا للرجلين في غرفة الطعام . عندما انضمت باربرة إليهما , تمكنت ليا من سماع صوت الحديث , كانت جالسة على مقعد فى المكتبة . على أمل ألا يراها أحد قبل موعد العشاء , ولكن رحيل آل جفرسون جعل ظهورها ضروريا .
قالت باربرة بمحبة وهى تقبل ليا بحرارة :
- كوني طيبة يا حبي . ولا تنسي . إذا سئمت العيش هنا فتعالى للإقامة معنا في لندن .
- شكرا لك باربرة .
ردت عناقها وقبلاتها , ثم ارتدت قليلا لتودع فيليب الذي انحني يلثمها على خدها :
- لا تكبري بسرعة . ماذا سيفعل بدونك ؟
كان سؤالا عابرا لم يتنظر ردا عليه , لكنه سؤال لا ترغب في التفكير فيه . تجنبت عيني ماتيوس ثم مشت نحو الممر تلوح وداعا , في تلك اللحظة تمنت لو ترافقهما بغية الابتعاد عن ماتيوس .
بدا ماتيوس أيضا غير راغب في مواجهتها . فقد ترك الفتاتين وحدهما , واختفي في مكتبته . سارعت ليا إلى غرفتها لئلا تبقي بمفردها مع كاتي .
أدارت جهاز الستيريو الذي اشتراه لها ماتيوس يوما , وأخذت تبحث بين التسجيلات عن موسيقي تنسجم مع مزاجها . ماتزال تشعر بأن مشاعرها مجروحة وبأنها معرضة للخطر . ولعل أكثر ما آلمها أن ماتيوس لا يريد الاعتذار . لاشك أنه يعتبر ما حدث مجرد غضب عابر بينهما . ولكنه بالنسبة لها أكثر بكثير من هذا . فقد اظهر بوضوح مدي كراهيته لها ولمشاعرها ولعاطفتها , ولأحلامها التي كانت تغلف علاقتهما . فهو لا ينظر إليها كامرأة . أو على الأقل ليس كامرأة قادرة على جذب انتباهه .
كانت أسيرة مزاجها المغلف بالندم لذا استعدت لعشاء ذلك المساء بشيء من اللامبالاة , فتجاهلت الثياب الجميلة التي اشترتها لها باربرة يوم السبت , واختارت فستانا من الفستانين اللذين اختارتهما كاتي تاركة لخطوطه الضيقة إظهار استدارة ثنايا جسمها .
كان ماتيوس مع كاتي في المكتبة عندما نزلت . ترددت لحظة قبل أن تقاطع حديثهما . ثم مشت في الغرفة بثقة لأنها أعدت نفسها لتقبل أي تعليق من ماتيوس , وما أشد ما كان رضاها عندما رأت دهشته .
قال لها بعد صمت مذهول : " هل أحضر لك شرابا ؟ "
- عصير الكرز مع الصودا أرجوك .
تجاهلت نظرة كاتي , وجلست على الأريكة الجلدية تحت النوافذ . نظرت إلى الفستان الذي ترتديه كاتي فلم تستطع إلا أن تقارن نحولها بامتلاء جسمها . إن باربرة على حق ! هذا الفستان الذي ترتديه يناسب كاتي أكثر ما يناسبها . تمنت على الله أن يعجب ماتيوس بما صنع .
سألت كاتي في أثناء العشاء :
- أتعرف آل جفرسون منذ زمن طويل ؟
- منذ عشرين سنة تقريبا . كنت أنا وفيليب في المدرسة نفسها , عندما مات والدي طلبت منه أن يعمل عندي .
حاولت كاتي الاستئثار باهتمامه : " بالكمبيوتر ؟ "
عبس ماتيوس : " لا . فيليب بارع بالأرقام , وأصبح بوقت قصير مستشاري المالي "
- هكذا إذن . أري أن زوجته أكبر منه سنا .
رفعت ليا رأسها منتفضة , ولكنها أدركت أنها مؤامرة لجرها إلى الحديث , فأحنته مجددا . وتركت لماتيوس أن يرد ببطء :
- لا أظن هذا . كنت شاهدا على زواجهما . باربرة تقاربه عمرا .
فتحت كاتي قطعة خبز بأناقة :
- أعتقد أن من الصعب على أن أحكم . ولكنني أجدها أكبر من هذا بكثير .
سحبت ليا أنفاسا طويلة مهدئة . لن تجر إلى مثل هذا الحديث , ولكن الغرض من تعليقات كاتي الخبيثة إزعاجها .
أخيرا رد ماتيوس , إما إنه لا يدرك خبث كاتي , وإما لأنه يريد صرف النظر عن الموضوع .
- إنهما زوجان رائعان . تحب باربرة ليا كثيرا . فلها ابن وابنة بعمر ليا تقريبا .
- حقا ؟
أحست بالاهتمام فى صوت ماتيوس , فنظرت إليه عليها تفهم شيئا من ملامحه , ولكن وجهه كان بعيدا فعيناه تتفرسان بالطعام أمامه . ثم قال فجأة :
- يجب أن أسافر غدا .
فجأة أصبحت ليا غير قادرة على الصمت :
- تسافر ؟ إلي أين ؟ لندن ؟
- لا . بل إلى مونتي فيديو .
شهقت كاتي : " مونتي فيديو . إن هذه المنطقة في جنوب أمريكا "
توقفت ليا لحظة لتنظر إلى كاتي قبل أن تضيف :
- لم تذكر هذا سابقا .
- لم أكن أعرف . تذكرين أنني تلقيت مخابرة مساء أمس .
- وكنت تعرف منذ الأمس ؟
- لا . تلقيت اتصالا ثانيا هذا المساء . سأغيب أسبوعا . أنا واثق أن كاتي ستعني بك جيدا أثناء غيابي .
أطرقت ليا إلى طبقها . لم يزر ماتيوس منذ سنة أميركا الجنوبية , ومنذ مدة أخبرها أنه لن يتحمل مشاق هذه الرحلة . فله من ينوب عنه . مديرون يعتمد عليهم . وها هو الآن يستعد لمثل هذه الرحلة . علمت أنها الملومة . فهو مثلها , يريد الابتعاد , ويشعر بالحاجة إلى التفكير . وما يقلقها أن يقرر أن هذا كله كاف . عرفت أنها تفضل العيش معه كابنة أخته على العيش بدونه إلى الأبد .
رن جرس الهاتف مجددا وهم يتناولون القهوة في غرفة الجلوس , لكن المكالمة كانت لكاتي . عرفت ليا أن عليها اغتنام الفرصة لمحاولة ردم الهوة بينهما ولكن محاولتها طغي عليها صوته العميق المتوتر .
- أعتقد أن على الاعتذار . إذا كان هذا الفستان مثالا لخيار كاتي في الملابس فأنت على حق أن ترفضي ارتداءها . بالغت مرة أخري في تنفيذ مسؤولياتي . يجب أن أتذكر ان أصبحت كبيرة وأن على ألا أعاملك وكأنك فتاة صغيرة .
لم تدر ليا ماتقول , وخاصة وماتيوس يحدجها بنظرة باردة خضراء .
أضاف : " هذا يعني أن معاقبتك غير مبررة , ولكنني لست بربريا عادة إلى هذه الدرجة . ولهذا أقدم اعتذاري "
بللت ليا شفتيها : " ألهذا السبب تسافر ؟ "
- ولماذا تتصورين هذا . أنا مسافر في عمل . فما علاقة سفري بما حصل ليلة أمس ؟
هزت ليا كتفيها : " أرى سفرك مفاجئا "
رفع حاجبيه : " يحدث شيئا كهذا أحيانا "
نظرت إليه من بين أهدابها :
- صحيح ؟ قلت لي منذ بضعة أسابيع , إنك لن تسافر إلى هناك مرة أخرى , قلت إنك قادر على تفويض جميع أعمالك .
قاطعها بسرعة : " هذا مختلف "
تنهد ثم أضاف :
- إذا كان يجب ان تعرفي , فقد أصر السنيور داكوستا على حتى أوقع العقد بيننا بنفسى , وهنا أمر آخر . ابنته الكبري على وشك الزواج في الأسبوع القادم . لقد دعاني إلى حفل الزفاف .
عبست : " وهل لدي السنيور داكوستا بنات أخريات ؟ "
نهض من مكانه ليصب المزيد من القهوة :
- ثلاثة على ما أظن . هل اكتفيت الآن ؟ أنا مضطر إلى الذهاب .
- خذني معك !
انسلت الكلمات من فمها بشكل لا إرادي وباتت عاجزة عن سحبها , التفت ماتيوس يواجهها : " لا "
- لماذا لا ؟
ارتشف القهوة . ثم قال بفظاظة : " لست مدعوة "
- لا أصدقك . يعرفني السنيور داكوستا . كان يرسل إلى الهدايا من وقت لآخر . تلك المروحة الملونة , والدمية التي ترتدي .
- لن تذهبي . ستبقين هنا . مع كاتي .
ارتجفت ذقن ليا :
- أيها . أيها . الندل .
صمتت خائفة لأنه تقدم إليها مهددا :
- ماذا قلت ؟
لكن , قبل الوصول إليها , دخلت كاتي التي جلست على الأريكة ثانية معتذرة .
-آسفة على المقاطعة . كان المتحدث صديق لوالدي . أراد أن يطمئن على حالى فقلت له طبعا إننى سعيدة .
كانت ليا في حالة وسطى ما بين الإغفاء واليقظة عندما دخل ماتيوس إلى غرفتها . لم يكن النوم قد طرق جفنيها إلا قليلا . لذلك , ما إن فتح بابها حتى انتبهت فورا لوجوده . كان النور يعم الخارج , فعرفت أن الصبح قد انبلج . لكن برودة الهواء دلت على أن الشمس لم ترتفع في كبد السماء.
قالت باختصار : " انت مستيقظة . جئت أودعك . سأرحل بعد دقائق "
رفعت نفسها على مرفقها فوق الوسادة : " بهذه السرعة ؟ "
رقت أساريره لدي رؤية دهشتها وتأثرها . كانت بذلته السوداء تتناقض مع شعره الأشقر .
رد عليها : " إنها السابعة والنصف . طائرتي تغادر مطار هيثرو في الثانية عشرة إلا ربعا "
تنهدت ليا : " كم ستطول غيبتك ؟ "
- تعرفين . أسبوعا .
نظرت إليه بلهفة : " سأشتاق إليك "
- وأنا سأشتاق إليك أيضا . أعتقد أن هذه الرحلة ستعطينا فرصة . وستمسح لك ولكاتي بالتعارف .
احنت رأسها : " كما تريد "
قال بلهجة إحباط : " آه ! ليا "
وقعد على حافة السرير بقربها , يمسك يدها بين يديه :
- ماذا تريدين منى أن أقول ؟ ليلة أمس . حسنا من الأفضل ألا نذكر ليلة أمس . أتوافقين ؟ لا أحب أن ينعتني أحد بالنذل . لا تتظاهري بأنك لم تستخدمي الكلمة ,فما زال سمعي حادا .
حركت كتفيها بعجز حرصا على بقاء الغطاء تحت ذراعيها .
تمتمت بشكل لا إرادي :
- أراك تفعل ما تفعل بغية إيلامي .
اشتدت أصابعه حول يدها وزفر أنفاسه :
- إيلامك ؟ أنا أقدم على ما يؤلمك ؟ حبا بالله ليا , أنا أهتم بك اهتماما كبيرا يستحيل معه أن أفعل ما يؤلمك .
- صحيح ؟
نظرت إليه , فتنهد . كان شعرها مسترسلا وملتفا حول كتفيها , وكان وجهها متوردا , نظر إليها ماتيوس وهو يدرك مدي جمالها :
- بالطبع أهتم بك . حسن جدا . لقد فقدت أعصاب ليلة السبت , إنما هذا أمر مفهوم بكل تأكيد , يجب أن تتعلمي ألا تستغلي علاقتنا .
احدوبت كتفا ليا : " لم تعترض سابقا . كنت تحب أن أعانقك "
ترك يدها فجأة : " كان الوضع مختلفا . أنت تكبرين . و . وما فعلته كان سيوقعك بالمتاعب لو حدث مع شخص آخر .
رددت بعذوبة وهي تشعر بتوتر في جسدها :
- لكن . ليس معك .
- اجل . ليس معي . توقفي عن النظر إلى هكذا ! لا أريد أن نفترق على خصام .
أشاحت بصرها عنه : " حسنا , إليك عني "
دفعت شعرها إلى الوراء بأصابع مرتجفة :
- ولتكن رحلتك موفقة . أبلغ السنيور داكوستا تحياتي .
- ليا !
عذبها استخدامه لاسمها بهذه اللهجة , فأعادت النظر إليه على مضض . تهمس وعيناها مغروقتان بالدموع :
- وداعا .
تأوه آهة معذبة ثم انحنى إليها قائلا :
- وداعا .
ولكنه كان يقولها على خدها . فشدت جسمها إليه تجاوبا . قبل أن تلف ذراعيها حول عنقه لتعانقه .
تمتم وهو يشد بيديه على كتفيها بطريقة لا إرادية :
- آه . ليا .
رفعت نفسها عن الوسادة لتكمل العناق . بشكل حميم دافيء . انغرزت أنامله في كتفيها وهو يتلقي تحديها المتعمد :
- لا . ليا .
ولكن ارتعاشة صوته أعلمتها بأنه غير محصن ضدها كما كانت تظن . فسألت من بين أنفاسها :
لماذا لا ؟
أرجعت رأسها لتمسح خدها بيده فتنهد تنهيدة متألمة مخنوقة ثم هب واقفا :
- ماذا سأفعل بك ليا ؟ حبا بالله . ماذا تظنينني ؟
ردت بعذوبة : " أظنك تريدني وأعرف أنني أريدك "
تمتم لاعنا بوحشية :
- تريدين ؟ تريدين .. ماذا تعرفين عن هذا ؟ كم رجلا عرفت وأردت ؟
- أنت فقط .
فعاد يسب ويشتم :
- بالله عليك ليا . أنت لا تعرفين شيئا . أنت مراهقة . مراهقة مجنونة , لاتعرف شيئا عما تقول .
ردت ببراءة : " انت تعرف "
صاح ساخطا : " لاتتكلمي هكذا "
- وهل يهمك الأمر ؟ أتفضل لو كنت ذات تجربة ؟
- حبا بالله . لا ! وهذا لا يعني أننى أريدك كما أنت ! ليا أصغي إلي .. أصغي إلى جيدا , أنا مسؤول عنك أتفهمين ؟ هذا كل ما بيننا .
ردت غاضبة , والشك يملأ صوتها : " لا أصدقك "
- أعنى ما أقول .. أعرفك منذ زمن طويل , وأنا إلى ذلك قريبك لذا لا أفكر فيك بهذه الطريقة .
- عندما . عندما .. عانقتنى .
قاطعها بطريقة فظة :
- أحسست بالشفقة عليك . عاملتك بقسوة فأسفت على ما فعلت . ما كان يجب أن يحدث .. وما كان ليحدث لولا شعوري بالذنب .
نظرت إليه بمرارة :
- لماذا تبقى هنا إذن ؟ لماذا لا تذهب إلى مانشستر أو مونتي فيديو , أو إلى حيث تريد الذهاب ؟ لقد ربحت . الآن اتركني وشأني .
- ليا .
- أرجوك اذهب .
قالت كلماتها ثم دفنت وجهها في الوسائد . تمتم بصوت مخنوق ثم خرج صافقا الباب وراءه .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-09, 10:06 PM   #16

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


8- في غياب السيد


ما إن سمعت هدير المرسيدس المنطلقة حتى ندمت لأنها تركته يرحل هكذا . قضت ذاك اليوم وفكرها مشغول عليه . فكرت كيف ستشعر لو سقطت طائرته ووقعت الكارثة ولكن مع انبلاج الفجر تمكنت من التنفس فلم يذع أن حادثة ما وقعت وهذا يعني أنه وصل بسلامة .
افتقدته كثيرا فالمنزل فقد بهجته وسحره . لم يستطع شيء حتى استهزاء كاتي بها اختراق جدار التحفظ الذي بنته حولها . ومرت الأيام بطيئة بطيئة .
كانت الفتاتان في الأيام المشمسة الرائعة تمضيان نهارهما خارج المنزل بالسباحة أو بالاستجمام تحت أشعة الشمس في الفناء المحيط بها . لم تكن ليا مضطرة وهى تقرأ إلى معاملة كاتي لورد .
ما إن حل يوم الخميس حتى تبدل الطقس , وسجنهما داخل المنزل .. فكان أن وجدت كاتي فرصة للتركيز على ليا . كانت تريد أن تعرف إلى أين هي ذاهبة , حتى ولو إلى الحمام .
قررت ليا صباح الجمعة أن تغير الأمور فبدلا من البقاء في الفراش حتى تحضر السيدة فلاندرز , نهضت في السابعة فارتدت سترة جلدية بدون أكمام فوق قميص وجينز وانطلقت من الدرج الخلفي إلى الحديقة .
أحست بالراحة عندما أخرجت الدراجة النارية من مخبئها . وضعت خوذتها وهي تفكر في أنها ستهرب قبل وصول جورج إلى عمله . فهو ككاتي آخر من ترغب في مقابلته هذا الصباح .
ولآن جورج يسلك الطريق الخاصة عادة , انطلقت ليا عبر الحقول . اندفعت الآلة الصغيرة بشجاعة وهي تجتاز الحفر الموحلة التى تركها المطر . امتلأت ساقا ليا بالوحول ولكنها لم تهتم للأمر . وللمرة الأولي منذ سفر ماتيوس , تشعر بأن روحها المعنوية ترتفع .
بعد " جاكوب هولو " انطلقت إلى " ستافورت " وهناك توقفت لتعاين الأضرار في الدراجة . وجدت أنها والدراجة مغطاتان بالوحل .
كان الطريق مكتظا بالسير . بعد اجتيازها أميالا توجهت إلى طريق ريفية وسارت الهويناء مسرورة بالهدوء .
كانت فى منتصف الطريق إلى " بيشوب ستون " عندما أخذ محرك الدراجة يصدر صوتا قبل أن يتوقف نهائيا . نظرت حولها يائسة وهي تدرك مدى تعرضها للخطر في هذا المكان . لقد مر وقت طويل منذ شهدت آخر ملامح الحياة . ومن بإمكانه مساعدتها ما دامت لا تعرف ماذا جرى للدراجة ؟
تنهدت ثم حاولت التفكير بطريقة إيجابية . لا فائدة من الرجوع . ربما لو استطاعت دفع الدراجة إلى كاراج , لتلقت مساعدة وإن لم تجد مساعدة فستجد على الأقل هاتفا لتتصل بالمنزل حتى تخبر السيدة فلاندرز بأنها بخير . فالسيدة العجوز ستقلق عليها إن لم تجدها . أدركت للمرة الأولي شدة أنانيتها عندما خرجت بدون أن تترك رسالة .
أذهلها ثقل الدراجة التى اضطرت إلى دفعها . ليتها بقيت على الطريق الرئيسية . فهناك ما كانت لتشعر بالعزلة التي تشهدها الآن وهناك كانت ستجد من يساعدها .
مضى على سيرها وهي تدفع الدراجة حوالي النصف ساعة . بدأت ساقاها وذراعاها تؤلمها وتصبب العرق منها . فجأة سمعت صوت مركبة قادمة . أدارت رأسها بقلق لدى سماع صوت المحرك , ثم أبعدت الدراجة عن الطريق حالما ظهر لها لاندروفر .
أبطأ اللاندروفر فهيأت ليا نفسها بانتظار سماع تحية ما أو انتقاد ما.
- أتريدين المساعدة ؟
رفعت رأسها فوجدت رجلا في أوائل العشرين , ينظر إليها مشفقا . فردت بثبات , ترفق قولها بابتسامة :
- أوه . لا . أستطيع تدبر أمري . شكرا لك .
سألها الشاب : " هل نفد الوقود ؟ "
فتح باب السيارة وترجل :
- أعرف أن هذه الآلات تسير أميالا ولكنها بحاجة إلى الوقود .
- لا أدري . لم أفكر في الأمر .
لعنت نفسها ثم انحنت فوق خزان الوقود تفتح الغطاء . نظرت إلى الداخل فإذا هو فارغ فعلا . تنهدت . اللعنة . لماذا لم يملأ جورج الخزان بالوقود ؟
قال الشاب بعدما عاين الخزان :
- إنه فارغ . أعتقد أنك مضطرة إلى دفع الدراجة مسافة بعيدة , فلا يوجد كاراج قبل بيشوب ستون .
صرت ليا بأسنانها ثم تمتمت :
- شكرا للمعلومات .
فتح الشاب باب سيارته مجددا :
- يسرني تقديم المساعدة . يمكنني وضع الدراجة في مؤخرة اللاند , وإيصالك إلى القرية . لو سمحت لي . ولكن , إن كنت قادرة على تدبير أمرك بدون مساعدتي , فلا حيلة لي .
- حسنا !
كان الشاب بانتظار رد منها . نظرت إليه مترددة فإذا بها تراه مسالما بل لطيفا أيضا . كان شعره بنيا وبشرته سمراء وعيناه دافئتين . لم تشعر بأنه نذل . إنما , كيف لها أن تحكم ؟
قال لها فجأة , وكأنه قرأ أفكارها :
- أعدك بألا أخطفك .
تورد وجه ليا : " وهل وجهي شفاف إلي هذا الحد ؟ "
- حسنا . من الواضح أن أحدهم حذرك من الصعود إلى سيارة شخص غريب , وأنا أؤيد هذا الرأي ولكنني لست غريبا بالكامل . فلأرض خالك وأرض أبي حدود مشتركة .
- أرض خالي . أتعرف من أنا ؟
ضحك : " أعتقد أنك ليا وست . فهل أنا على صواب ؟"
شهقت : " اجل . لكن . من أنت ؟ "
- كيري لاين .
اتسعت عينا ليا : " أنت . ابن السير ادوارد لاين ؟ "
- هو نفسه . فهل ستقبلين عرضي ؟
ترددت , فليس لديها من دليل إلا كلمته , ماذا إن كان كاذبا ؟
- أترغبين في رؤية رخصة القيادة ؟
كان كيري يرمقها بتسلية . أخيرا توصلت إلى قرار . إنه لايكبرها إلا بسنوات قليلة , فلماذا تخشاه إلى هذا الحد ؟ ألن يقود هو السيارة ؟ وهذا يعني أن يديه ستكونان مشغولتان .
قالت بتصميم :
- أرغب أن تقلني . شكرا لك .
ضحك كيري : " حسنا . أدخلى إلى السيارة ريثما أضع الدراجة في المؤخرة . أشكر الله لأنه ليست كبيرة .
ضحكت ليا وهو يرفع الدراجة بعجز إلى اللاندروفر , ثم استدار لينضم إليها وراء المقود , يمسح يديه بخرقة متسخة . لم تظن وهو يرتدي هذا القميص الرمادي وتلك السترة والسروال الرخيص المتسخ بأنه قد يكون ابن لورد .
- حسنا . إلى أين تريدين الذهاب ؟ إلى " كارون " أم إلى الكاراج في " بيشوب ستون " أم إلى المنزل ؟
- كارون ؟ أهذا منزلك ؟
- صحيح . ظننتك قد ترغبين في بعض الطعام قبل متابعة الطريق .
- إنك لطيف ولكن .
- تفضلين العودة إلى المنزل .
- لا . بل أفضل التوجه إلى الكاراج في بيشوب ستون . لأنك إن صحبتنى إلى المنزل أساؤوا الظن .
- ألم يحدث هذا حتى الآن ؟ أعنى أنها التاسعة . لقد تركت المنزل قبل أن يستيقظ خالك . أليس كذلك ؟
- ماتيوس مسافر , وليس في المنزل سوى مدبرة المنزل وكاتي .
- كاتي ؟
- كاتى لورد . إنها تقيم معنا . هي صديقة ماتيوس .
عبس كيري .
- ماتيوس ؟ أهكذا تنادين خالك ؟
- إنه ليس .
أسرعت إلى تصحيح الخطأ :
- اسمه ماتيوس ثورب . أهذه أرضكم ؟ أتزرعونها بأنفسكم ؟
- بعضها . درست فى كلية الزراعة لأتعلم الزراعة الحديثة . ولكننا اضطررنا إلى بيع الكثير من الأراضي لتسديد الضرائب . مازال لدينا بضع مزارعين . عملوا عند عائلتي منذ زمن طويل . ولكن إذا قارنا مساحة الأراضي في الواقت الراهن بأراضي جدي لوجدنا أنها أقل بكثير .
- أظنك آسف على هذا ؟
هز كتفيه : " ليس فى الواقع . فلماذا كل هذه الأراضي ؟ أفضل أن تكون مسؤولياتي أخف وطأة لأجد لما أريد القيام به "
- مثل ماذا ؟
رد بسهولة : " أوه . أعتقد أننى فقط أحب حريتي . وماذا عنك ؟ ماذا تفعلين ؟ "
- لاشيء تقريبا . لو نجح ماتيوس , أقصد خالى بما يريد لكنت الآن في المدرسة .
- المدرسة ؟ كم عمرك ؟
- تقريبا ثمانية عشر . إنه مؤمن بالتعليم . ولكن المشكلة أننى لا أعرف لماذا أتعلم . فلن أعمل أبدا .
هز رأسه وسأل : " ألا صديق في الأفق ؟ "
- لا وأنت هل أنت متزوج ؟
ضحك : " ومن تقبل بي ؟ "
قالت ليا :
- أنت تسعى إلى الإطراء ! أنت تعرف كم يجعلك لقب والدك مرغوبا .
نظر إليها كالجريح : " أهذا كل شيء ؟ "
ضحكت : " تفهم قصدي , تتمنى الفتيات حمل لقب " اللايدي "
- وماذا عنك ؟
ضحكت مجددا : " إلا أنا . فلا أستطيع تصور نفسي " ليدي " . أتتصور ذلك ؟ "
- أظنك أهلا لحمل اللقب . حسنا . ها قد وصلنا إلى القرية , أواثقة أنك لا تريدين منى أن أقلك إلى منزلك .
نظرت حولها بلهفة :
- لا هذا رائع أشكرك سيد لاين حقا .
- اسمي كيري .
- كيري . إذن . أعذرني على ما فعلت بالسيارة فالوحل يغطيني .
- لهذا صنعوا اللاندروفر .
أنزل الدراجة إلى الأرض :
- هاك سأرافقك إلى الكاراج .
يعرف عامل الوقود كيري إذ سارع إليهما .
قال كيري : " أنا أسدد الفاتورة "
اعترضت ليا ولكنه أصر .
قالت : " انت فعلا طيب .. لا أدرى كيف أشكرك "
وضعت خوذتها من جديد قبل أن تمتطي الدراجة فقال كيري ببساطة :
- اقبلي دعوتي على العشاء غدا . سأتي لاصطحابك في السابعة والنصف . وأعد بأن أحجز طاولة في مطعم " بيل " في ستافورت .
عضت شفتها , تفكر في دعوته :
- آه ! لا أدري .
- بإمكانك تقديمي لخالك , وسأشرح له نواياي .
زفرت نفسا عميقا :
- ماتيوس مسافر . ولا أدري ما سيقول .
- أنا لا أدعو خالك , وأنت لست بطفلة , ألست قادرة على اتخاذ قرارتك ؟ إما أن تكوني راغبة في المجيء وإما لا تكوني . الأمر ليس معقدا .
- حسن جدا . لم لا ؟
طالما شجعها ماتيوس على الخروج مع شبان في مثل عمرها وعمر كيري لا يتجاوز الثالثة والعشرين .
بدا السرور على كيري :
- عظيم ! أراك غدا إذن .
- إلى الغد .
أحست بالإثارة في داخلها فهي المرة الأولى التى تتواعد فيها مع شاب بدون إذن ماتيوس وما أروع الإحساس بالحرية والاستقلال .
كانت الساعة تقارب العاشرة عندما عادت إلى المنزل , وكما توقعت كانت السيدة فلاندرز هى القلقة عليها . فما إن دخلت حتى بادرتها :
- أين كنت . حالما أكد جورج أن الدراجة ليست موجودة بدأت أشعر بالقلق . لماذا لم تتصلى عندما عرفت أنك ستتأخرين ؟
صاحت ليا :
- نفد منى الوقود . واضطررت إلى السير أميالا إلى أقرب كاراج . كما أننى لم أجد هاتفا في الجوار .
بدت السيدة فلاندرز مرتاعة :
- أوه . يا إلهى ! ليا , كان من الممكن أن يصيبك مكروه ! أين كنت عندما نفد الوقود . وكم اضطررت إلى دفع الدراجة الثقيلة ؟
- حوالى أربعة أميال .
شهقت السيدة : " أربعة أميال ؟ "
- لولا مجيء أحدهم لسرت أميالا أخري .
- أحدهم ؟ من هو ؟ ليا , لا تقولى إنك سمحت لرجل بأن يقلك في سيارته !
- أجل . أقلنى بسيارته . لكن , انتظري ! لم يكن غريبا . إنه كيري لاين .
- كيري لاين ؟ ومن كيري لاين هذا ؟
- إنه إبن السير ادوارد لاين . تعرفين عائلة لاين من " كارون هال " .
بدا الشك على المدبرة : " هل أنت واقفة ؟ "
- بالطبع . على أى حال ستقابلينه بنفسك إذا أردت . سيصطحبني إلى العشاء ليلة الغد فى السابعة والنصف .
ضمت السيدة فلاندرز يديها : " ستخرجين معه ؟ "
- نعم
- لكن ماذا تعرفين عنه ؟
تأوهت ليا : " ما أحتاج إلى معرفته ؟ سيعجبك إنه لطيف , وهو شاب حسن المظهر ومرح "
صمتت ولكنها أضافت عندما لم تقتنع مدبرة المنزل :
- تعلمين أن ماتيوس طالما قال لى إن على أن أصادق من هم في مثل عمري .
هزت المرأة رأسها :
- لا أدري ما سيقول السيد ثورب .
صاحت ليا : " وماذا سيقول ؟ هو غير موجود . بالله عليك سيدة فلاندرز , نحن ذاهبان إلى مطعم بيل فى ستافورت لا إلى سوق الرقيق ليبعني "
ولكن كاتى تصرفت بطريقة مختلفة عندما علمت , فعزت ليا السبب إلى انزعاجها من وجود ليا وهناك سبب آخر , فإذا تطورت هذه الصداقة مع كيري لاين كما تأمل كاتي , فسيترك لها ذلك الميدان مفتوحا لتحسين علاقتها بماتيوس .
على الرغم من تصميم ليا على أن تكون سيدة نفسها بقبول الدعوة وجدت أنها فى حيرة عندما أوت إلى الفراش تلك الليلة . أقنعت نفسها وأقنعت الآخرين طوال النهار بأنها تريد الخروج مع كيري لاين ولكن , في عزلة غرفتها اعترفت أنها لا ترغب في الأمر فعليا . ليس لانها لم تعجب بكيري بل على العكس , لقد أعجبها إنه شاب مقبول لكنها تجنبت هذا النوع من المواقف منذ أمد بعيد , لئلا يأخذ ماتيوس فكرة خاطئة عنها . لقد قال لها إن عاطفتها نحوه لاتهمه , ولكنها لا تستطيع إطفاء هذه العاطفة هكذا .ولا تريد أن يظن أنها غيرت رأيها , فإن بدأت تخرج مع كيري لاين فقد يتصور ماتيوس أنها توقفت عن حبه .
ألم يكن هذا بالضبط ما يريده ماتيوس ؟ لقد قال لها بكل قسوة إنه لا يهتم بها بهذه الطريقة . وإنه يعتبرها ابنة أخت له لااكثر ألا تهدر عمرها وهي تتصور أنه قد يغير رأيه , في الوقت الذي ما من كمية من التوسل قد تلين قلبه ؟ لقد قال إنه تحت رعايته وهى رعاية يفضل ألا تكون .
تمتعت ليا رغم ترددها برفقة كيري . جاء ليصطحبها كما وعد فكان أن التقى كاتي والسيدة فلاندرز .
قال لها وسيارته القديمة الرياضية تسرع إلى خارج الطريق الداخلية .
- الآنسة لورد مذهلة لكنها باردة قليلا , قد تروق لمن يحب البرودة أما أنا فلا تروق لي أبدا .
ابتسمت : " خذ حريتك في الحديث عنها "
- أما أنت فكالفاكهة الطازجة , مليئة بالدم والحلاوة وليس فيك ماهو بارد صدقيني ليا !
من المفيد لمعنوياتها أن تعرف أنه على الأقل لم يجد كاتي مثيرة بل على العكس فعل ما بوسعه طوال السهرة ليجعلها تحس بأنها أكثر الفتيات جاذبية . توردت ليا لهذا بشكل ظاهر فقد تحررت من الكوابح التي يفرضها عليها وجود ماتيوس , وسمحت لشخصيتها الخاصة بالبروز وراحت عيون الرجال تسعى إليها كلما رنت ضحكتها .
قال كيري مرة : " يعجبني فستانك "
فنظرت مسرورة إلى الشوفين العاجي اللون . إنه أحد الفساتين التي اشترتها لها باربرة , وهو بدون أكتاف . لولا باربرة لكانت الآن مرتدية أحد تلك الفساتين التى اختارتها كاتي .
أنهيا العشاء في التاسعة والنصف وسارا قليلا في حديقة الفندق الملحق به المطعم . كانت نزهتهما لطيفة في الممرات التي تحيط بها الأشجار والتي تقود إلى النهر . أحست ليا بالندم عندما حان وقت رحيلهما .
قالت لكيري عندما أوصلها :
- لقد استمتعت بالسهرة شكرا لك . لم أمرح هكذا منذ زمن.
قال وذراعه على مؤخرة مقعدها :
- إذن علينا أن نكرر السهرة ثانية . ما رأيك بمساء الثلاثاء القادم ؟ أتحبين مشاهدة فيلم في برادفورد ؟ نستطيع تناول عشاء صيني فيما بعد , إذا أحببت .
- لست واثقة من هذا
- لماذا ؟ قلت إننا استمعتنا فلماذا لا نستمتع مرة أخري ؟
- في ذاك الحين سيكون ماتيوس هنا وهذا يعني أن على أن أساله .
- جيد اسأليه إذن , لا أدري سببا لاعتراضه أنا أدعوك فقط إلى السينما .
ردت بعد إطراقة وجيزة :
- حسنا . سأري ما أستطيع فعله هل أستطيع الاتصال بك لاحقا أي بعدما أتاكد ؟
رد بحزم :
- سأتصل أنا بك . بهذا أكون متأكدا بأنك لن تنسى . تصبحين على خير ليا أنت جميلة جدا فعلا .
لامست شفتاه خدها بسرعة لكنه أبقاهما هناك . ذراعه التي كانت على مؤخرة المقعد أطبقت عليها تقربها منه . حاولت الاسترخاء معه فلم تستطع لذا اضطرت إلى التراجع . قالت مقطوعة الأنفاس وهى تتعثر في إيجاد مقبض الباب :
- من الأفضل أن أذهب .
مال كيري مرة أخرى ليساعدها في فتح الباب ثم قال :
- حتى الثلاثاء إذن .
هزت رأسها بسرعة قبل أن تخرج إلى الممر. التقت السيدة فلاندرز في الردهة فنظرت إليها بمزيج من السخط والراحة .
- إذن أعادك سالمة . لقد انزعج خالك عندما عرف بخروجك .
- خالى .. ماتيوس ؟ هل عاد ؟ لم أعلم أنه عائد اليوم .
- لم يرجع بل اتصل منذ حوالى الساعتين .
هبطت روحها المعنوية :
- لا !
- بلى ! أراد التحدث إليك ولكن بما أنك غير موجودة تحدث إلي الآنسة لورد
حدقت ليا بها بلهفة :
- ماذا يريد ؟ أين هي كاتي ؟ سأسالها بنفسى !
- لن تستطيعى , فقد أوت إلى فراشها منذ نصف ساعة , إنما لا تقلقى فلم يطل اتصاله . أراد فقط الاطمئنان على سير الأمور . قال إنه يتوقع العودة يوم الجمعة .
- الجمعة القادم ؟ ولكنه قال إنه لن يغيب أكثر من أسبوع .
- لا أدري ربما أمر ما أخره والآن فلأذهب إلى النوم , لا أريد أن تقول الآنسة لورد لعمك إننى كنت أشجعك على السهر حتى وقت متأخر .
نظرت ليا إلى الساعة الكبيرة في الردهة :
- ليس الوقت متأخرا لم تتجاوز العاشرة والنصف .
- وقت متأخر على فتاة مثلك . بصراحة احمدى الله لأن السيد ثورب غير موجود. في المرة القادمة التى تسمحين فيها لشاب بمعانقتك في سيارته فليكن لديك بعد نظز ومشطى شعرك قبل الدخول إلى المنزل !
تذكرت ليا كلامها وهي تقف أمام المرآة في غرفتها بعد بضع دقائق فشعرها كان مشعتا قليلا . اضفى غزل كيري اللون على وجنتيها . أدركت مذعورة أن خبر اتصال ماتيوس هو وحده ما سلب وجهها حيويته وجماله
.




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 03:34 AM   #17

غــلا

? العضوٌ??? » 10697
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » غــلا is on a distinguished road
افتراضي

شكــرا لك لك مني اجمل تحية

بإنتظارك


غــلا غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 07:56 PM   #18

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي بانتظار التكمله

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 09:17 PM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي


9 - الهروب إلى ناره


صباحا كانت كاتي شديدة التكتم بشكل يثير الأعصاي بالنسبة لما قاله ماتيوس فى مكالمته .
قالت عندما نزلت إلى الفطور فى الوقت الذى أنهت ليا فيه طعامها وأخذت تحتسى القهوة ببطء وفى عينيها نظرة سارحة
- لا أتذكر ... هل أمضيت أمسية طيبة ؟ أكان الطعام جيدا ؟ يجب أن اعترف بأن صديقك الشاب فى غاية الوسامة
- إنه ليس صديقى
إرتفع حاجبا كاتى :
- ماذا تسمينه إذن ، فهو ليس صديق العائلة .. لم يلتق ماتيوس به قط
سحبت ليا أنفاسها لتهدئ روعها :
- أهذا ما قال ؟ أعنى ماتيوس ؟
مدت كاتى يدها إلى ابريق القهوة :
- أجل .. من المؤسف أن تفوتك المكالمة
- أسالك أين أنا ؟
هزت كاتى رأسها " طبعا ، وأراد أن يعرف مع من خرجت فأخبرته "
تنهدت ليا " هل شرحت له الظروف التى التقيت فيها بكيرى ؟ هل أخبرته أن الدراجة النارة تعطلت ؟"
- قال إنه كان عليك تقد الوقود قبل الخروج .. لأن الخروج فى الريف بدون احتراس دليل على قلة المسئولية
أحنت ليا كتفيها ، تريح مرفقيها على المائدة وتضع ذقنها بين يدها . تمتمت " أظنك وافقته الرأى "
ابتسمت كاتى :
- حسنا ... ما فعلته عمل متهور
- نسيت ... نسيت فقط
رفعت كاتى كتفيها النحيلتين :
- قد ينسى ماتيوس الأمر حتى عودته
تمنت ليا أن تكون واثقة ، ولكنها احتفظت بأكارها لنفسها وسألت :
- هل ذكر سبب تأخره فى العودة ؟ خلته عائدا غدا
عبست كاتى :
- لست واثقة ... لتأخره علاقة بعد لم يوقع علي ما أعتقد .. على أى حال ، سيعود يوم الجمعه ، وهذا يعنى أن يصل إلى البلاد صباح السبت .
- نعم صحيح
- ستمنحنا غيبته وقتا لنعتاد على بعضنا البعض ، فهذا ما يريده ، وما قاله لى ... لماذا لا نخصص وقتا لتحسين مظهرك ، فما زلت ترتدين الجينز الذى قابلتنى به
- لا ... بل هو سروال آخر . لا أحتاج إلى مساعدتك ... أستطع اختيار ثيابى بنفسى
ابتمت كاتى ببرود :
- أوه ... حقا ؟ وهل قلت للسيدة جفرسون رأى ماتيوس بجهودها .
لم ترد ليا عليها ، بل أسندت رأسها على يد واحدة ترم بالأخرى دوائر وهمية فوق غطاء المائدة ، حتى نفد صبر كاتى ، فصاحت بحقد :
- ربما الحل يكمن فى مدرسة بعيدة من هنا
ارتفع رأس ليا :" وهل أخبرك ماتيوس ؟"
ردت كاتى ساخرة :
- كان هذا واردا طوال الوقت ، أليس كذلك ؟ عندما طلب منى خالك المجئ إلى هنا توقع أن تبذلى جهدا لتتغيرى ... لكنك لم تفعلى ، وما جرى ليلة الجمعة زاد الأمر سوءا .
- حسنا ... لن أقابل كيرى بعد الآن
تغيرت ملامح كاتى الخبيثة وأصبحت وديعة :
- آه لم أقصد ذلك
- ولكنك قلت " ما حدث الجمعه "
رفعت كاتى يدا نافية :
- قصدت الخروج بدون وقود ، أما لقاء كيرى لاين فأفضل ما فعلته حتى الآن . على أى حال ، لو قابل ماتيوس كيرى وأعجب به ، فلن يعارض صداقتكما ، فهذا بالضبط ما يريده لك
- ماذا تقصدين .
- عندئذ لن تهمك بالتصرف كالأطفال ما دمت تتصرفين كراشدة .. وجود صديق دائم لك هو الخطوة الأولى نحو الزواج .... و .....
قاطعتها ليا بغضب " لن أتزوج "
لكن كاتى تابعت الكلام وكأن ليا لم تقل شيئا
- ... مع أنك قد تصادقين دزينة من الشبان قبل أن ترغبى فى قضاء ما تبقى من عمرك مع شخص واحد ير أنك بهذا ستبرهنين عن قدراتك على الاعتماد على نفسك
نظرت إليها ليا بريبة :
- ألا تخشن أن يستغنى عنك ماتيوس ؟
هزت كاتى رأسها " أعرف أن خالك أحضرنى إلى هنا لمساعدتك ولأكون مرافقتك ، ولا أظنه سيغير رأيه لمجرد صداقتك مع أحدهم "
استوبت ليا هذا بصمت " إذن هذا هو عمل كاتى الرئيسى ... مرافقة ... أما إعطاء النصح فليس سوى عمل إضافى ... قيمتها الحقيقية هى فى إسكات الأقاويل المحلة التى جل همها أن تشوه سمعة ماتيوس ... تنهدت ... منذ متى يهتم ماتيوس بالأقاويل ؟
ولكن ماذا لو أخطأت كاتى الفهم ؟ ماذا لو كانت أدوارهما متعاكسة ؟ ماذا لو كانت هى فى الواقع مرافقة لكاتى بدون أن تدرى ؟
فى هذا اليوم عانت ليا من أفكارها بصمت . صباح الاثنين ، وضعت خلافها مع جورج جانبا وذهبت إلى الكاراج . إنها بحاجة للخروج ... بحاجة للتحدث إلى شخص ما ... وعلى الرغم من تحرشه بها ما زال جورج من خيرة أصداقائها
كان منحنيا فوق محرك جزازة العشب عندما دنت ليا إلى الفناء ، فنظر إليها مستغربا قبل أن يعود إلى العمل
وقفت قربه قائلة " مرحبا ، ماذا تفعل ؟"
ود متجهما :" وماذا ترديننى أن أفعل ؟ ماذا تريدين يا آنسة وست ؟ منذ وقت لم تأت لزيارة الفقراء "
دست أصابعها فى حزام الجينز :
- أوه جورج ! لا تكن هكذا . آسفة لأننى أغضبتك ولكننى أريد حقا المحافظة على صداقتنا .
نظر إليها وهو ما يزال منحنيا :
- ماذا إذا كنت لا أريد صداقتك ؟ سمعت أنك وجدت مغفلا آخر ... أيعلم أنه يضيع وقته ؟
تورد وجهها " لا أفهم قصدك "
استقام " بل تفهمين ! لومنى بعض الوقت حتى أفهم .. إنما أظننى فهمت الصورة أخيرا . لا أستغرب غضب ماتيوس عندما شاهدنا معا ! لم أعلم أننى أتطفل على أملاكه !"
نظرت إليه لا مرتاعة وصاحت :
- جورج
لكن الشاب هز كتفيه دونما اكتراث .
- هذا صحيح ... أليس كذلك ؟ أنت تحبين خالك ... صحيح !
دست يديها فى جيبيها الأمامين :
- إنه ليس خالى ..
- إذن ، فالأمر صحيح ... أوه ليا ... إنه كبير بالنسبة لك !
ارتدت عنه وهى تشعر بفراغ داخلى :" لا أدرى عما تتكلم "
تقدم خلفها واضعا يديه على كتفيها يديرها لتواجهه :
- بل تعرفين عما أتكلم ... لم أتوقع هذا من ماتيوس .. بحق الله خلته يهتم بك حقا !
ابتلعت ريقها بصعوبة :" هو يهتم بى فعلا ... ولكنك مخطئ "
- مخطئ فى ماذا ؟
- يهتم بى ماتيوس اهتمام الخال بابنة أخته ، فإن اعتقادك أنك فهمت شيئا من تصرفاته ، فأنت مخطئ ... بل على العكس ، كان يريد إبعادى لولا توسلاتى
رد ساخرا : " تعنين إلى المدرسة الداخلية ؟ أتؤمنين حقا أن هذا ممكن ؟"
أجل ... وما زال هذا ممكنا ... آه جورج ... أنت أعمى لا تفهم شيئا ... ماتيوس لا يهتم بى ... بل بكاتى لورد !
- القنبلة الشقراء
- أجل ... أتصدقنى الآن ؟
هز كتفيه :" لقد تعرف إلى العشرات من مثيلاتها "
- لم يكن مثلها . تعرف تماما أن ماتيوس منذ كبرت لم يأت بامرأة لتقيم معه هنا ، أما الآن فقد أحضر إحداهن .
هز رأسه :" ألم يحضرها لتعطيك دروسا فى حسن التصرف ؟"
- هذا ما ظننته فى البداية .. أخبرتنى الحقيقة هذا الصباح ... لقد دعاها لفترة غير محددة ... أتعتقد أن الغرض من دعوتها إعطائى دروسا ؟
- أتؤمنين بهذا حقا ؟
- أجل
- وأنت ؟ ماذا عنك ؟ قد أكون محخطئا بالنسبة لماتيوس . أما بشأنك أنت فلست مخطئا أبدا .
تراجعت خطوة :" كيف ؟"
- أنت تحبينه ... لا أدرى لماذا لم أفكر فى الأمر من قبل .. أظننى لم أرد أن أصدق
أحنت رأسها :
- أوه .. جورج ... جئت إلى هنا وفى ظنى أنك ما زلت صديقى
- أنا صديقك ، مع أننى أود لو أنكر ، إنما تعارفنا يعود إلى زمن بعيد .. لهذا أملت أن تكونى صادقة معى
- حسنا .... حسنا ... أنا أحب ماتيوس . أعتقد أننى أحببته دائما ... على الأقل منذ فهمت معنى الحب
هز جورج رأسه : " هل أنت واثقة أن الأمر ليس مجرد حب البطل ؟ إن تأثيره قوى على حياتك ... فهل أنت واثقة أنك لا تتعلقين بحبال الهوى ؟"
- ما قصدك ؟
- اعنى أن ماتيوس رجل كسائر الرجال ليا ... له حاجاته ورغباته
أحنت رأسها :" أعرف هذا .. أتظن أننى لا أعرف الحقيقة ؟"
- أتعرفين حقا ؟
- أجل
نظر إليها دهشا :" عندما عانقتك تسمرت فى أرضك "
هزت كتفيها :" معك الأمر مختلف أما مع ماتيوس ..."
- وكيف تعرفين ؟ لربما تسمرت فى أرضك كما حدث معى ..
- لن أفعل ... ولم أفعل
ما إن خرجت منها الكلمات حتى ندمت ، إذ لن يتركها جورج تنجو بقولها هذا ... فصاح بها :
- ماذا تقصدين بـ لم أفعل ؟ ليا هل لمسك ؟ فلو فعل فلسوف ... سوف
تلاشى خوفها الآتى بسرعة أمام موجة سخط:
- سوف... ماذا ؟ ثم نعم ... نعم لقد عانقنى ؟ وكنت أنا السبب ، نعم أنا الذى دفعته إلى عناقى
- دفعته ؟ كيف ؟
- وهل يهم ؟ لهذا عرفت أنه لا يهتم بى ... فلو كان مهتما بى لما ... حسنا ، تعرف ما أعنى
قال بارتياع :" آه ليا "
- أعرف ... قال لى إننى تصرفت كساقطة
- ماذا ستفعلين إذن ؟
_ أفعل ؟
سارت فى الباحة على مهل ، تضيف :
- لن أفعل شيئا ... ليس هناك من حل إلا مغادرة هذا المكان
سألها متجهما :" ألهذا تتواعدين مع كيرى لاين ... أتأملين أن تقودك هذه العلاقة إلى الرحيل ؟"
- من يدرى ؟ إذا كان ماتيوس جادا بعلاقته مع كاتى فليس هناك من حل سوى الرحيل ، فلا تكاد إحدانا تطيق الأخرى
- بإمكانك أن تتزوجينى ... أم ترانى غير مناسب لك ؟
- آه جورج ! بالتأكيد أنت تناسبنى . بل الواقع أنك أكثر مما استحق ولكنك تعلم أن هذا الزواج لن ينجح ... لأننى لا أحبك
- فلنجرب
- أهذا ما تريد ؟
- لا بل ما أريده حقا هو أن تحبيننى ، إنما إن لم يكن الحب ممكنا فأنا مستعد للقبول بأى شئ
لامست ليا خده بظاهر يدها ، فأمسك بها ليرفعها إلى شفتيه :
- تذكرى ... أنا أعرفك قبل كيرى لاين
اتصل كيرى مساء الاثنين كما وعد ... فكرت بعد محادثتها الصريحة مع جورج برفض الخروج معه ولكن ما قالته كاتى دفعها إلى العكس .
ولكن قد تكون مخطئة ، فربما لم يطلب ماتيوس من كاتى المجئ بسبب انجذابه إليها . وإذا كان الأمر كذلك فآخر ما ترغب فيه ليا هو اعطاؤه ذريعة ليعيدها إلى المدرسة الداخلية بسويسرا
ذهبا معا إلى السينما فى برادفورد ... وبعد ذلك تعشيا الدجاج على الطريقة الصينية فى مطعم صينى
مسحت حبة أرز عن طرف فمها
- أحب الطعام الصينى ... أما كاتى فلا تحبه أبدا
- أتصور أن شهوتها إلى الطعام ضعيفة . لا أريد أن تكونى نحيلة مثلها ... ليس النحول بأمر صحى
لوت فمها سخرية :" أنت شهم فى توددك كثيرا"
نظر إليها بحرارة :
- لا ... بل أعنى ما أقول .. أنت رائعة كما أنت
- ما أمهرك فى إرضاء غرورى
مال إلى الأمام يضغط على يدها :
- ولكننى أراك رائعة فعلا لى ... والآن أكملى طعامك ... أود تناول حلوى الأناناس ما رأيك ؟
أعادها إلى المنزل بعد العاشرة والنصف مباشرة .. وكان أن اقترح مرة أخرى موعدا آخر :
- ما رأيك بحضور حفلة مساء الجمعة ؟ أعرف أنك قلت إن خالك قادم يوم الجمعه ، إنما أعد بألا نتأخر
ترددت ، ثم أعترفت ببطء :
- لن يصل ماتيوس قبل يوم السبت .. أين ستقام الحفلة ؟ يجب أن أعلم كاتى بمكان وجودى
- إنها فى شقة صديقى فى هاروغيت ... أعرف أن لمكان بعد ولكننا سنعود إلى المنزل باكرا
قالت مترددة :
- أواثق أنت هاروغايت تبعد عشرين ميلا
- بل تسعة عشر ... إنما لا يقلقنك البعد إذ يمكن الاعتماد على سيارتى القديمة
- لا أدرى
- ولم لا ؟
- لا أظن ماتيوس يوافق
- ولكنه لن يكون موجودا . هيا ليا ! لست بطفلة ... عليك بإتخاذ بعض القرارات بدون إستشارة أحد أحيانا
استسلمت على مضض :" حسنا إنما يجب أن أعود قبل الحادية عشر على أبعد تقدير ... أتوافق ؟
تنهد : " إذا كنت مصرة ، والآن ، هل أستحق شكرا ؟ "
سمحت له بمعانقتها ولكن عندما حاول التمادى تراجعت
- لست ... أنا لا أفعل ... أعنى .. أظن أن من الأفضل أن تذهب الآن كيرى
- أنت جميلة ومثيرة ... لا أصدق حظى
سألته مستغربة :
- ماذا تعنى ؟
مال إليها ليفتح لها الباب :
- لا أصدق أننى أول شاب يقول لك هذا ... لا أسترب أن يستبقيك خالك لنفسه فهذا ما كنت لأفعله لو كنت مكانه
خرجت ليا فجأة وهى لا تريد أن يذكرها فى هذه اللحظات بماتيوس ... لا تريد أن تتذكر لماذا قبلت دعوة كيرى . ولا تريد أن تصور عدد المرات التى قال فيها ماتيوس كلمات كهذه لفتاة . طالما تجنبت تصوره مع إمرأة أخرى .. وكان ذلك من المحرمات . ولكن كلمات كيرى قدحت زناد مخيلتها فوجدت نفسها فجأة تواجه واقعا مريرا واقع معاشرة ماتيوس لكل أولئك النساء
قالت متوترة :" تصبح على خير "
ثم صفقت الباب وتوجهت بسرعة نحو المنزل . وكأنها تصدق أنها قادرة على تخطى سرعة أفكارها . صاح كيرى من ورائها بشئ من الشك فى صوته :
- تصبحين على خير
وعرفت أنه يتساءل عما أغضبها
عندما وصل كيرى مساء الجمعه كانت على أهبة الإستعداد ... غادرا المنزل أبكر من المعتاد بسبب بعد المسافة إلى هاروغايت ، نظرت السيدة فلاندرز إلى مظهر ليا بانتقاد . كانت ترتدى الفستان المخرم الذى اشترته لها باربره منذ أسبوعين :
- أهذا فستان جديد
مسدت ليا القماش القطنى الناعم العسلى اللون :
- أجل ... أيعجبك ؟ إنها أمسية حارة ، لن أحتاج فيها إلى معطف
- خذى وشاحك معك ، ما دمت ستركبين هذه السيارة المكشوفة مع السيد لاين ... انتبهى يا ليا فلا أظن السيد يوافق على خروجك
قاطعها صوت كاتى :
- أوه ... دعيها وشأنها سيدة فلاندرو .... ماذا سيصيبها ؟ يبدو أن السيد لاين رجلا محترما
ردت مدبرة المنزل بعناد :
- لم يكن السيد ثورب سعيدا بخبر خروجها ذلك المساء
التفتت ليا إليها :
- ماذا قال سيدة فلاندرز ؟ لم أعرف أنك أخبرته بمكان وجودى
قالت كاتى بنفاذ صبر:
- بالطبع أخبرته .. ومن الطبيعى أن يخيب أمله لأنك غير موجودة لتتكلمى معه ... ولكننى لا أذكر أى عداء ظهر فى صوته
أصرت السيدة فلاندرز :
- لم يكن سعيدا ... أعرفه أكثر منك أنسة لورد ، وأعرف متى يكون سعيدا ومتى يكون منزعجا
قالت كاتى بصوت ملؤه نفاذ الصبر :
- أوه ... هراء ! ليا ... خالك يريد منك الاختلاط مع من هم فى مثل عمرك أما السيدة فلاندرز فتلون ما قاله ماتيوس بآرائها الخاصة ... فما زلت بالنسبة لها طفلة ولكننا نعلم أنك أضحيت شابة
تأثرت ليا أكثر بوجه السيدة فلاندرز المتورد ، ولكن الوقت فات على تغيير رأيها فقد رن كيرى الجرس ، وذهبت مدبرة المنزل لتفتح الباب وعلى وجهها نظرة عدم الموافقة
كانت الشقة التى أقيمت فيها الحفلة فى مجمع سكنى حديث قرب وسط المدينة ، كان فى الشقة خمسون شابا وشابة وهم جميعا جالسون فى غرفتى الجلوس والاستقبال اللتين لا يزيد طولهما عن عشرين قدما
وبسبب ضيق المكان اندفعوا إلى غرف النوم والردهة . استقبلهما شاب نحيل نظر إلى ليا مليا قبل أن يزفر نفسا فى صفير منخفض
- هاى ... أين كنت مختبئة طوال حياتى ؟
شرح كيرى لها أنه مضيفهما :
- ليا .. هذا كيم مارون ... كيم ، هذه ليا وست التى قلت لك أنها سترافقنى
دس كيم ذراعه بذراعيها :
- أجل .. أذكر هذا ، تعالى ليا ، لأعرفك على الجميع .. كيرى ابتعد عنا ... أتسمح ؟
تبع هذا فترة من أكثر فترات حياة ليا إرباكا ، تعرفت إلى العديد من الناس حتى باتت الأسماء أخيرا لا تعنى لها شيئا .أخذت تنظر إلى ما حولها بيأس بحثا عن كيرى ، عله يأتى لنجدتها .. أحست أنها معزولة خاصة بعدما تركها كيم فجأة لملاقاة ضيف آخر
قالت لها فتاة إلى جانبها : " لن تكونى متأكدة إن كان سيقدم كيم لنا الحشيش فى السندوتشات ، لذا يجب أن تنتبهى لما سيمررونه فيما بعد "
نظرت ليا إلى السندوتش الذى تحمله بريبة :
- حشيش ! لن يضع الحشيش فى سندوتش ! أيمكنه هذا ؟
- من يعلم ... كيم رجل شرير .. وهو غير لطيف أبدا
ابتعلت ليا ريقها :
- تقولين الحشيش فهل يعنى ذلك الماريغوانا ، المخدرات ؟
رفعت الغتاة السوداء الشعر حاجبيها :
- ومن يريد أن يعرف ..؟ هل أنت من فرقة مكافحة المخدرات ؟
- بالطبع لا
لكنها تلقت الرد الذى تريده وباتت تعرف ماذا قصدت الفتاة بقولها بما سيمرونه بينهم
سألتها الفتاة :
- من رافقك إلى حفلة من حفلات كيم ؟ فأنت لم تحضرى مثلها من قبل .. أراك بريئة بشكل ما ... من أحضرك ؟
نظرت ليا حولها يائسة :" آه إنه كيرى لاين ... هل لك أن ترشدينى إلى الحمام ؟ أريد إستخدامه "
تركت ما تأكله ، وكوب العصير كذلك ، وذهبت إلى الحمام لتنظر إلى وجهها الممتقع فى المرآة ... يا الله ! بماذا ورطت نفسها الآن ؟ وكيف ستتمكن من الهرب ؟
كان بإنتظارها عندما خرجت من الحمام ولكنها تجنبت النظر إلى عينيه ، كانت تفكر فى ترك الحفلة بدون أن تعلمه ، أما الآن وهى تراه أمامها فقررى إخطاره
- أريد العودة إلى المنزل ... لم تخبرنى أن أصدقاءك يتعاطون المخدرات .. أنا أسفة لا أريد البقاء هنا
صاح بنفاد صبر : " ماذا قال لك كيم ؟ لا تصدقى هذه الأكاذيب ؟"
- لم يقل كيم شيئا ... بل شخص آخر ... آسفة كيرى لا أريد إفساد سهرتك
فتح يديه : " لكنك تفسدينها ، إسمعى لن يصر عليك أحد حتى تدخنى . أمهلينى بعض الوقت ... أرجوك ؟ ما زالت الليلة فى أولها "
هزت رأسها بتصميم " أريد الذهاب حالا "
تصورت ما سيقوله ماتيوس عندما يكتشف الأمر
- آه ليا
كان كيرى يمرر يده فى شعره عندما أقبلت الفتاة التى كانت تحادثها مرتدية سروالا جلديا أسود ، وسترة مماثلة ومنتعلة حذاء عالى الساقين والكعبين ، كانت النقيض الكامل لمظهر كيرى الأنيق النظيف ... ولكن عينيها أمتلاتا شفقة وهى تنظر إلى ليا
- أنت ذاهبة ؟
التفتت إلى كيرى : " لم تعجب الرفقة سيدتك "
سألها كيرى بغضب :
- أنت من كنت تتكلمين معها ؟ لماذا لا تستطعين إقفال فمك سوزى ؟ كانت ليا مستمتعة بالحفلة حتى تدخلت !
- أوه ... لا أظنها كانت مستمتعة ... لو كنت مكانك لأعدتها إلى منزلها كيرى .. فقد تخير أباك وعندئذ ماذا تفعل ؟
رد عليها كيرى بعداء :
- آه أقفلى فمك ! إذا أردت العودة فلتعد ولكنى لن أغادر .. فالساعة لا تكاد تبلغ التاسعة
حبست ليا أنفاسها وهى ترى هذا الجانب الجديد من شخصيته
قالت : " حسنا سأذهب "
نظر كيرى إليها بإزدراء " : وكيف ستصلين إلى منزلك ؟ "
ردت ببرود : " ثمة باصات وسيارات أخرى .. فلا تقلق كيرى ، لست عاجزة "
تنهد وملامح وجهه تعكس الإحباط
- أوه ... هاى ... ليا لا تذهبى . سأوصلك فيما بعد ، كما وعدتك ... تعالى الآن ... سنلهو قليلا ...
سألتها سوزى وهى تهز رأسها : " أين تقيمين ؟"
نظرت إليها ليا بدهشة :
- قرب ستافورت ... منزل اسمه ماتلوك ايدج فى وادى النيدل
- أعرفه .. حسنا سأقلك بنفسى إذا شئت
تدخل كيرى ساخطا :
- انتظرى لحظة . جاءت ليا معى و ..
قاطعته سوزى : " وأنت لا تريد ترك الحفلة .. تعالى ليا .. فمكانك ليس هنا .. ما كان عليه إحضارك ... وهو يعرف ذلك جيدا "
- حسنا
أمسك كيرى ذراعها يقول بلهجة آمرة :
- لا تهتمى بها ... إنها تحاول تدمير أمسيتى ... تعالى . تحملى قليلا ... لن أحملك إلى الفراش
سألته سوزى ببرود :
- ألن تحاول ؟ ماذا تريدين أن تفعلى ليا ؟ أتبقين أم تذهبين ؟ قررى فورا
قررت ليا بحزم :
- أريد الذهاب ... هل سترافقينى أم أتصرف كما يحلو لى ؟
قال بفظاظة مستخدما إشارات بشعة :
- إذهبى إلى الجحيم
امتقع وجه ليا وهى تفتح الباب . الحمد لله أنها عرفت فى الوقت المناسب ... لولا تدخل سوزى لوجدت نفسها بدون قدرة على المقاومة أمامه
- هاى انتظرى
أوقفها صوت الفتاة الأخرى فالتفتت نحو سوزى التى كانت تلحق بها بسرعة ... ولكنها لا تثق بها أبدا . فى هذه اللحظة تمنت لو أصرت على إستخدام التاكسى
انضمت سوزى إليها :
- ألا تريدين أن أقلك ؟ لا تقلقى .. أعدك ... يمكنك الاعتماد على ، إنما أرجو ألا تعترضى على ركوب المقعد الخلفى
- ألديك دراجة نارية؟
- أتظنين أننى أملك سيارة ؟ اسمعى ، ربما أنت غير معتادة على ركوب الدراجات .. ولكنك ستكونين آمنة .. صدقينى
هزت رأسها :
- لست معتادة ؟ سوزى .. لدى دراجة خاصة .. ليست كبيرة ، بل صغيرة فى الواقع
بدا السرور على سوزى : " صحيح ؟ تعالى إذن ... سأريك الدراجة التى أملكها .. وأنا من كنت أظنك ضعيفة ، فيما أنت تركبين الصعاب مثلى "
كانت دراجة سوزى من نوع السوزوكى الأنيق ، لها قوة ألف حصان وكانت فخورة بها ... فهمت ليا السبب فدراجتها الصغيرة المتواضعة ليست شيئا أمام هذه الآلة القوية
انتزعت سوزى خوذة من إحدى الدراجات المتوقفة قرب دراجتها
- سنستعير واحدة من هذه ... هل أنت مستعدة ... فلننطلق إذن !
كانت عودة مرهقة باردة إلى المنزل ... مع أن الليل كان حارا ، ولكن انطلاقهما فى العراء جمد ذراعى ليا من البرد فكان أن ظلت متمسكة بسترة سوزى الجلدية ، لا خوفا من الوقوع بل لأنها غير قادرة على تحريكهما
هدر محرك الدراجة أمام بوابات المنزل بعد التاسعة والنصف تصورت ليا ميردوك العجوز يسرع إلى نافذته ليتأكد من عدم إقتحام عصابة دراجات المنزل ، أسرعت الدراجة على الممر الداخل المرصوف بالحصى وكأنها خفاش منطلق من أسفل الجحيم . ما إن وصلتا إلى الأبواب الداخلية حتى وجدت ليا القوة لتنزل وتفتحها
سألتها سوزى عندما عادت إليها :
- هل أنت بخير ؟
- أشعر بالبرد
- أواثقة أنك تعيشين هنا ؟
نزلت ليا أمام الباب وابتسمت لمرافقتها :
- أجل .. إنه مكان جميل .. أتريدين الدخول لإحتساء الشاى ؟
شع النور الذى تدفق لينيرهما من الباب الذى انفتح فجأة ولم يكن يقطع النور إلا ظل رجل وقف فى الباب . حالما رأته ليا فغرت فاها ..
صاحت وهى لا تصدق :
- ماتيوس ! آه .. خلتك لن تأتى قبل الغد
ضمت يديها تنظر بقلق بين ظل الرجل وبين سوزى
أضافت : " أنا محظوظة لآننى عدت باكرا "
نزل ماتيوس الدرج المنخفض تلحق به السيدة فلاندرز كظله . رفعت سوزى حاجبين ساخرين فى اتجاهه وهمست لليا فقط :
- لا أستغرب رغبتك فى العودة بسرعة ، فمن لديه رجل كهذا لا يضيع وقته مع كيرى لاين
ابتسمت ليا باضطراب ... ولكنها لم تكن تصغى إليها ... لأن تعابير وجه ماتيوس لا تبعث الاطمئنان أبدا إلى قلبها
سأل السيدة فلاندرز :
- قلت إنها خرجت فى سيارة مكشوفة صغيرة
أوشكت ليا على الركض نحوه لترمى نفسها بين ذراعيه ، ولكن لهجته الصارمة أوقفتها ... ردت السيدة فلاندرز تؤكد له :
- هذا صحيح يا سيد ثورب ... رأيتها بأم عينى
غاصت معنويات ليا إلى أسفل الدركات لأنه صب عليها نظرة سوداء
سارعت تقول : " عندى تفسير ... "
أعادت سوزى تشغيل محرك الدراجة القوى : " على الانطلاق الآن حبيتى ، سأتناول الشاى فى وقت آخر ... فلا أرى أن هناك من يرحب بى "
- لا ... انتظرى
أوشكت ليا على الوقوف أمام الدراجة لولا مسارعة ماتيوس إلى هذا . دارت عجلات الدراجة فوق الحصى بقوة فى محاولة من سوزى للسيطرة عليها
قال ماتيوس متجهما :
- أريد محاذثتك
انتفضت سوزى من وراء قناعها ثم نادت :
- وداعا ليا
طارت العجلات فوق الحصى ، وأحست ليا بالسرور أنها تركت البوابات الداخلية مفتوحة
إن سوزى لطيفة لأنها أرجعتها إلى المنزل لذا تعتبر تصرف ماتيوس بعيدا عن المنطق . كان عليه على الأقل أن يصغى إلى تفسيرهما قبل التصرف كملاك الانتقام ... ارتدت إليه ، تدرك أن العودة التى كانت تترقبها بشوق قد فسدت على حين غرة .. إذ كان صعب المراس كما كان قبل سفره ، فها هى ترى آمالها بأن يكون البعاد عنها قد رقق قلبه تجاهها قد باءت بالخيبة
لاحظت السيدة فلاندرز أن الفتاة ترتجف ، فمدت يدها تلامس ذراعها ، فصاحت بارتياع :
- ليا ! أنت متجمدة !
نظرت إلى رب عملها متوسلة ، فارتد جانبا وأشار إليها أن تدخل
- ادخلى ... سأذهب لأقفل البوابات .. أظنها مفتوحة ، وإلا قتل صديقك نفسه
فتحت فمها لترد عليه ثم أقفلته ثانية ... لماذا تدافع عن نفسها أمامه ؟ إنه مستعد لتصديق أسوأ الأشياء عنها ... فليستمر على هذا .. السيدة فلاندرز على حق ، هى تشعر ببرد يكاد يجمد الدم فى عروقها ، وبفراغ وبهزيمة لم يسبق قط أن شعرت بهما


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 01:49 AM   #20

غــلا

? العضوٌ??? » 10697
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » غــلا is on a distinguished road
افتراضي

اشكرك عى الفصل المشووق
بانتظااااااااااارك


غــلا غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.