آخر 10 مشاركات
عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1092 ـ لن أحترق بنارك ـ ميشيل ريد ـ ع.د.ن (كتابة/كاملة **) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-09, 02:04 AM   #21

غــلا

? العضوٌ??? » 10697
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » غــلا is on a distinguished road
افتراضي


عاجبتني ليا بجرئتها
بانتظاارك


غــلا غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 03:28 PM   #22

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



10- حب بلا غد


شعرت بالراحة لأنها لم تجد كاتى عندما صعدت إلى غرفتها .. وصلت بسرعة ترافقها السيدة فلاندرز التى قالت ساخطة :
- ستصابين بالتأكيد بنزلة صدرية ، كيق تعودين على ظهر دراجة بدون معطف ... مذا حدث للسيارة ؟ لا تقولى وقع حادث !
- لا ... لم يحدث شئ كهذا . وليس كيرى هو من أقلنى ... لقد رغب فى البقاء فى الحفلة
- هكذا إذن . على الاعتراف بأن تبكيرك فى المجئ أذهلنى ... ماذا حدث ؟ هل وقعت أم حدث شئ آخر ؟
- شئ آخر .. لم هذا الكلام كله ؟ سيفيدنى أكثر شرابا ساخنا
- زكام الصيف مضر ... افعلى ما أقوله ... وسارعى إلى الحوض بعدما تملئيه بالمياة الساخنة ، فلا أريد بين يدى مقعدة فى الأسبوعين القادمين
- حسنا
وقفت ليا تمسك بأطراف فستانها لتخلعه :
- إنما لا تسمحى لماتيوس بالصعود ... أرجوك ! قولى له أننى سأكلمه فى الصباح
- منذ متى اقول لخالك ما يمكنه فعله ؟ حسنا .. سأفعل ما بوسعى
أراح الاستحمام أعصابها فما أن خرجت من الحوض حتى شعرت بأنه أفضل حالا . جففت نفسها بمنشفة ناعمة
ظهرت السيدة فلاندرز مجددا مع كوب من الشوكولا والحليب فيما كانت ليا تربط حزام الروب الحررى حولها . نظرت إلى مظهر الفتاة باستحسان :
- زالت عنك على الأقل النظرة الذابلة التى رأيتها فى عينيك عند عودتك ... والآن اصعدى إلى الفراش لتنامى باكرا
تنهدت ليا :
- بعد قليل سيدة فلاندرز ... ماذا قال ماتيوس ؟ أهو غاضب كثيرا ؟ متى عاد ؟
ترددت مدبرة المنزل : " عاد منذ ساعتين ، لقد تأخر فى سفره من الأوروغواى عدة ساعات ولولا ذلك لوصل بعد الظهر"
- ولكن كاتى قالت إنه عائد غدا
- هذا ما كان مقررا ولكن على ما يبدو أنه أنهى أعماله ورغب فى العودة
أحنت ليا رأسها : " إنه غاضب ، أليس كذلك ؟"
- لا داعى إلى أن أقول لك هذا ... أقسم أنك لو عدت بسيارة السيد لاين لكان الأمر سيئا .... لكن عودتك على دراجة رجل غريب
- لم يكن ... أعنى ... كانت فتاة
لم تصدق السيدة فلاندرز :
- قائدة الدراجة ؟ أتقصدين أن ذلك الشخص المرتدى الثوب الجلدى أنثى ؟
- أجل .. كانت لطيفة جدا إذا عرضت على إيصالى
هزت المرآة رأسها :
- أظن أن عليك تقديم بعض التفسيرات أيتها الشابة . أولا لماذا لم يعدك السيد لا ين ؟
هزت كتفيها : " وهل يهم ؟ لقد عدت ... أما كيف ولماذا فغير مهم "
- لن يوافقك خالك الرأى
نظرت أليها ليا بقلق :
- لكنه لن يفتعل مشكلة الليلة ... أليس كذلك ؟ هل طلبت منه الانتظار حتى الصباح ؟
- حسنا ... نقلت إليه الرسالة .. لكن لا أدرى إن كان سيصغى إليها أم يرفضها
بعد خروج السيدة فلاندرز ، جلست ليا على طرف سريرها ، والتقطت كوب الشوكولا بالحليب ... لكن السائل الحلو لم يعد يروقها بعدما عادت حرارتها إلى طبيعتها ... فأعادته ثانية تحدق بتعاسة فى الفضاء
كان من الأفضل لو سمحت لماتيوس بمقابلتها الليلة . فالآن أمام ليلة من القلق والسهاد ، شعرت بأن تأجيل المواجهة سيزيد الموقف سوءا . كان عليها أن تشرح له ظروف عودتها على ظهر الدراجة ... وأن تشرح له كذلك أن من صحبتها فتاة ... أما السماح له بالاعتقاد بأن الفتاة الأخرى هى شاب فهذا غباء آخر
نهضت عن السرير متنهدة وسارت نحو النافذة . فتحت الستائر ، ونظرت إلى المروج المنحدرة والمضاءة بنور القمر ... فكرت فى شئ من المرارة ، لولا وجود كاتى لورد كرفيقة ، لما منع ماتيوس شئ من مطالبتها بالتفسير هذه الليلة . وأضف إلى ذلك أن وجود الفتاة منع ليا من النزول واستباق المواجهة ... تركت الستائر تعود إلى مكانها بإحباط كبير
فكرت : بالطبع يمكنها الانتظار حتى يصعد إلى النوم ، فإن ذهب مباشرة إلى غرفته ، حالما يتوجه إليها فستتمكن من محادثته قبل أن يبدأ بخلع ملابسه . وسيحل ذلك مشكلة الانتظار إلى الغد ... كما سيحل مشكلة كاتى وحضورها وقت المواجهة .. نظرت إلى الساعة تقدر كم يجب أن تنتظر
سمعت كاتى تصعد للنوم بعد الحادية عشرة بقليل ... فانتظرت سماع وقع أقدام ماتيوس ... عندما حانت اللحظة الحاسمة ، أعادت النظر .. ولكن وخز الضمير وقلق البال ، لم يسمحا لها بالتراجع . يجب مواجهة الأمر عاجلا أم آجلا ... ومن يعلم ، فقد يظهر ماتيوس بعض الاعجاب بها ... لأنها تتحمل مسؤولية نفسها
أصبحت تكتكة الساعة مثيرة للأعصاب فى صمت الغرفة المطبق .. وبدا أنها مجبرة على النظر إليها باستمرار ... أعلنت الساعة الحادية عشرة والنصف . ثم مضت ومع ذلك لم يتوجه ماتيوس إلى غرفته . أخذت ليا تنقل ثقلها من قدم إلى آخربانتظام متزايد .. ماذا يفعل ؟ لماذا لا يأتى ؟ ثم تساءلت بلهفة أكبر : هل أصابه مكروه ؟ أهو مريض ؟
أدركت أنها لن تتمكن من النوم حتى تعرف ... دفعت قدمها فى خفها السميك ، وفتحت باب غرفتها . الردهة فى الخارج هادئة . لا صوت يدل على مكان وجود ماتيوس . فأسرعت إلى منبسط الدرج ، لتنزل درجاته بصمت .. كان قلبها خافقا وخطواتها مسرعة . لم تكن تعرف أين يمكنها إيجاده . وجدت خيط رفيع من النور يتسلل من تحت عتبة باب المكتبة فعلمت أنه فيها
حاولت أن تطرق الباب ولكن لم يسبق أن طرقت بابا . تمسكت بشجاعتها وأدارت الأكرة فانفتح الباب ليكشف الغرفة المضاءة . وثب قلبها بجنون متوحش عندما رأت ماتيوس ينظر إليها من مقعده الوثير
ساد الصمت .. بدا أنه لم يتأثر برؤيته ثم قال :
- ماذا تريدين ؟
أوقفها السؤال الأجش فى مكانها فنظرت إلى ما حولها برعب بحثا عما تقوله :
- قلقت عليك ... لم أسمعك تصعد إلى غرفتك ، فخشيت أن تكون مصابا بمكروه . ماذا تفعل هنا فى منتصف الليل ؟ لا شك أنك تعب قالت السيدة فلاندرز إن طائرتك تأخرت فى الوصول
استقام فى جلسته من الاسترخاء الذى كان فيه :
- وما شأنك بهذا ؟ اذهبى إلى النوم ليا ... سنتناقش صباحا ، أما الآن فلست فى مزاج يسمح فى بالجدال
شهقت : " لم أنزل من أجل افتعال جدال ... فى الواقع ... جئت لأشرح لك ما حصل هذا المساء ... لم أكن أرغب فى أن تقلق على ... ولكننى أرى بوضوح أنك غير قلق "
زفر نفسا عميقا ثم مرر يده فى ياقة قميصه المفتوحة مدلكا صدره دليل تعب :
- الوقت متأخر على البحث فى صوابيه أو جطأ تصرفاتك ليا ... هيا ليا اذهبى إلى النوم
تنهدت : " لكننى أريد محادثتك الآن ... لا أريد الذهاب إلى النوم وكل السيوف مسلطة على رأسى . آسفة لأننى انتظرت حتى وقت متأخر ، إنما تريثت حتى تأوى كاتى إلى النوم . لم أشأ محادثتك فى حضورها فمن الأفضل أن يبقى ما سنقوله سرا "
دفع نفسه لينهض عن مقعده :
- أوافقك الرأى فما سأقوله لك هو لأذيتك فقط ... إنما أقترح أن تتركى الأمر حتى الصباح على أى حال ... فلست مستعدا للجدال الليلة
لوت شفتيها : " لم أعهدك تتهرب من المواجهة ماتيوس "
- انا لا أهرب لكننى لا أرغب أحيانا فيها
- بسببى ؟
- ربما .. إذ يجب أن تعترفى أنك تستهلكين صبرى
نظرت إليه طويلا ثم ارتدت لتقفل الباب :
- لهذا أريد محادثتك ... أعلم أنك تسئ بى الظن "
نظر إليها ساخرا :
- وهل على ألا أسئ الظن بك ؟ عذرا ... لكن عندما تخرج ابنة اختى فى المساء مع رجل ذات سمعة معروفة بسوئها ثم تعود مع رجل آخر .. أجد من الصعوبة ألا أسئ الظن
حبست ليا أنفاسها :
- ماذا تعنى ؟ هل سمعة كيرى سيئة ؟
- ألا تعلمين .
- لا .. وكيف أعرف ؟ لم أعره إلا منذ أسبوع . فكيف يفترض بى معرفة طبيعة سمعته ؟
- انتبهى إلى ما تقولينه عوضا عن السعى إلى إغاظتى
- لا أحاول إغاظتك ... ماذا يهم على أى حال ؟ أنت لا تضغى إلى أبدا ... ثم لم يكن رجلا آخر الذى صحبنى إلى المنزل ... بل فتاة اسمها سوزى ، ولكننى لا أعرف عائلتها ولهذا الفتاة فضل على لأنها أقلتنى بدراجتها
رفع عينيه إليها :
- أتقصدين أن من حاول دهسى كانت امرأة ؟
- لم تحاول دهسك بل أنت من وقف فى الطريق ... أجل ... اسمها سوزى كانت فى غاية اللطف معى
التوى فمه سخرية :" حقا ؟"
- أجل ... حقا .. ولولا عنادك لقدرت لها موقفها أيضا . قلة من الناس مستعدون لاجتياز أربعين ميلا من أجل خدمة إنسانية فقط . أحمد الله لأنها كانت موجودة فلولاها لاضطرت إلى ركوب الباص .. أو التاكسى
- ولماذا لم يرجه لاين ... ذهبت مع لاين ... أليس كذلك ؟
- نعم .. ولكنه لم يرغب فى المجئ
- تقصدين أنه رفض مغادرة الحفلة ؟
- هذا صحيح ! كان الوقت مبكرا ... والوقود غالى الثمن
تقدم منها خطوات :
- ربما يجب أن تخبرينى السبب الحقيقى لرفضه ... أظنكما تشاجرتما ... فلماذا ؟ هل اكتشفت فجأة أنه ينوى حملك إلى الفراش ؟
صاحت ساخطة : " لا ... لا ... لم يكن الأمر كما تقول "
- كيف كان إذن ؟ لم يكن راغبا فيك فلماذا الشجار ؟ أراهن أن سبب الخلاف هو ما ذكرت
أحست باللون الأحمر يزحف إلى وجنتيها فحاولت مترددة تفسير الأمر :
- حسنا ... كان شيئا ... إباحيا .. أعنى .. فأنا لم أرغب فى التورط بأمور كتلك لذا أردت العودة إلى المنزل
لم يبد مقتنعا : " أصحيح ذلك ؟ "
نظرت إلى وجهه المتجهم وتساءلت كيف سيتصرف لو عرف الحقيقة
قالت : " تعرف ما تكون حفلات كهذه ماتيوس ... الناس يصخبون ويتورطون و ...و "
- ويتواقحون ؟
- أجل .. لا ! ليس هذا ما أعنيه ، لماذا لا تقبل عذرى ؟ أنا لم أحب فقط ما كان يجرى هناك لذا عدت "
- لا يسعنى إلا أن اتساءل عما إذن كان يجرى لعبة قمار للتعرية أم أفلان فيديو خليعة أم مخدرات ؟
حبست ليا أنفاسها : " ماتيوس توقف عن هذا "
- لماذا ؟ هل أصبت الهدف . إنه أحد ما ذكرت ، دعينى أحرز ! مخدرات
ارتعش ثغرها : " أتظن أنك تعرف كل شئ "
- عندما تتورط ابنة اختى بالمخدرات أظن أن لى الحق فى الغضب .. بالله عليك ليا ... لا شك أنه أمل أن يخدرك ، قد تكون الماريغوانا قاتلة لك ؟
قالت بمرارة :
- وأنت تعرف هذا بالطبع ... أعتقد أنك جربتها
- على الأقل أكثر منك ... ماذا تريدين أن أقول ليا ؟ إننى موافق على صداقتك لمدمنين
تنهدت : " لم يكن إدمانا ... على الأقل لا أظنه كذلك "
- لكنك لا تعرفين
أحنت رأسها :
- لا حالما عرفت طلبت العودة إلى المنزل ... فقال كيرى إن الوقت مبكر على العودة
- كيرى ؟ وكيف بحق الله تورطت مع كيرى لاين ؟ أغيب بضعة أيام ثم أعود فأجدك متورطة مع مروجى مخدرات !
- هذا غير صحيح
- ألم يكن يريد أن يدخن ؟
- لا أدرى ... قال شيئا عن السكائر ... إنما لم أره يدخن
هز رأسه شاتما :
- أنت عديمة الإحساس بالمسؤولية
- الأننى ارتكبت غلطة ؟
- لأنك ترتكبين الكثير من الأغلاط ... وليس آخرها السماح لكيرى لاين بمرافقتك ... انتظرى حتى أرى ماتيسون .. كان عليه أن يتأكد من خزان الدراجة ، فلولا هذا لما توصلت إلى ما حدث الليلة
- لم تكن غلطة جورج ، ولم يحدث شئ الليلة .. ما بالك ؟ ألا تثق بى ؟
تقدم إليها :
- وهل أستطيع الثقة بك ؟
تسارعت أنفاسها بسبب قربه منها فقالت مرتجفة :
- تعلم أنك تستطيع
- حتى وأنت تعصين أوامرى ؟
- أية أوامر ؟
ضاقت عيناه وهو يرقب وجهها الحائر :
- أوامر الأسبوع المنصرم ... عندما اتصلت عرفت كاتى ما أشعر به نحو كيرى لاين .. ألم تمرر الرسالة لك ؟ ألم تقل لك إننى غير كزافق ؟
هزت رأسها : " لا ...."
- الم تخبرك أننى اتصلت
- فى الواقع أن السيدة فلاندرز هى من أخبرتنى ... كانت كاتى .. فى الراش عندما عدت
- حقا ؟
- أجل ... لم أعد متأخرة فى الواقع ، كانت الساعة العاشرة والنصف ... وفى الصباح سألتها عن اتصالك
أرجع ماتيوس رأسه إلى الخاف ولكن عينيه لم تبارحا وجهها :
- وماذا قالت لك ؟
- لا شئ عن عدم موافقتك على كيرى
- ربما لم أوضح لها مشاعرى جيدا
- الأرجح أنها أردات أن أتورط ... لو كان عندى صديق دائم لنظرت إلى نظرتك إلى راشدة
مد رأسه نحوها :
- لماذا تقول شيئا كهذا ؟
ثبتت عينيها لتواجهه بعنف :
- أخبرنى أنت السبب ... ربما تغار
- تغار ؟ ليس لديها سبب للغيرة
- إذن ، ربما يجب أن تخبرها أنت هذا ... ذكرت أمامى السبب الحقيقى لوجودها هنا
- وما هو ؟
- أن تكون مرافقة لى ... أو ربما أكون أنا مرافقة لها من يدرى ؟
- وماذا يعنى كلامك هذا ؟
كان يراقبها بشدة - أوه ... ألم يكن المعنى واضحا ؟ كاتى فتاة جذابة ... ربما ليست حسب مقاييسك العادية ولكنها مقبولة ... ولم يكن هناك داع إلىاختراع عمل لها . كنت سأتفهم ، قد أكون ساذجة بطريقة ما ... إنما بعد العيش تحت سقف بيتك ما يزيد
عن أربعة عشر عاما تعلمت حقائق الحياة
أطبقت يده على مؤخرة عنقها بسرعة الأفعى المهاجمة :
- ماذا تقولين ؟
صدما عداءه المفاجئ ولكنها أصرت :
- سمعت ما قلته ... ثم ... أنت تؤلمنى
التفت أصابعه على خناقها :
- أستطيع إيلامك أكثر مما فعلت ... منذ متى تكلميننى بلهجة متعالية ؟ يا الله يجب أن أ0حطم عنقك
رفعت بصرها إليه متحدية :" إذن أنت لا تحب كاتى "
- أحب كاتى ؟ بالطبع لا ... من أين لك هذه الفكرة ؟
- أتعجبك ؟
هز كتفيه : " لا بأس بها "
- لديك الوقت دائما لها ، أما لى أنا فلا تجد هذا الوقت
- لا .. هذا غير صحيح
قالت غاضبة : " لكنك تعتبرنى مصدر إزعاج .. قبل سفرك قلت لى إنك تشعر بالشفقة على "
تمتم وهو يتركها :" ربما أشفق على نفسى ... يا الله ... الأفضل أن تذهبى إلى النوم ليا ... فكما سبق أن قلت لك أن لست فى كزاج يتقبل مثل هذا الجدال معك الليلة .. فأنا متعب ... وأنت ... أنت ...."
تنفست بفظاظة : " مغرية "
التوى فمه :
- بل أنت ضعيفة ، معرضة للخطر .. اذهبى إلى النوم ... وسأتغاضى عما حدث الليلة
... اذهبى فقط إلى النوم
انفرجت شفتاها دهشة . كانت كلماته غريبة وغير متوقعة بل هى تثير الاضطراب بما فيها من مضامين ... أهذا معقول ؟ ممكن ؟ أيجدها ماتيوس جذابة ؟ ألهذا تركها فجأة ؟ أتركها لأنه أحس بتأثيرها فيه ؟
قالت مترددة :
- لم تعد غاضبا من ... أليس كذلك ماتيوس ؟
- لا
- هل سامحتنى ؟
تنهد : " قلت لك سامحتك "
سألت بصوت منخفض :
- لماذا إذن ترسلنى إلى النوم ؟
خطت خطوة نحوه ، فارتد ينظر إليها وهى تقف قربه
قال بلهجة فظة :
- ألا تكفيك تجربة واحدة ، فى ليلة واحدة ؟ ليا .. أنا أطلب منك للمرة الأخيرة ... أن تتركينى أرجوك . لا أريد أن أؤلمك .. إنما قد لا أتمكن من منع نفسى
ارتجفت : " لا يمكن أن يؤلمنى أى شئ تفعله ماتيوس ، ولكن إذا أردت أقول لك عمت مساء فسأفعل "
- يا إلهى ! ... ليا
كانت تحس بالتوتر القائم بينهما وكأنه ملموس ... أغمض عينيه لئلا ينظر إلى عينيها المغريتين ، فسحبت أنفاسا مضطربة قبل أن ترتد عنه . فطالما سيطر على جميع المواقف لذا هى تضيع وقتها إن تصورت أنها قادرة على دفعه إلى ما لا يريد
كانت قد وصلت إلى الباب عندما تبعها . توقفت أصابعها المتوترة على مسكة الباب بعدما ضربت قبضتاه الواجهة الخشبية ... استدارت ، كان ظهرها إلى الإطار الصلب لتستطيع مواجهته ... فأسند ثقله على ذراعيه اللتين أصبحتا طوقا يمنعها من الخروج من دائرتهما وراح ينظر إلى ملامحها بعينين مضطربتين
قال يتحداها متجهما :
- أظنك تريدين الذهاب الآن .
هزت رأسها نفيا , فأضاف :
- إذن من الأفضل أن تذهبى . ومن الأفضل أن اتركك .
سحبت نفسا قويا , وقالت بصوت هامس أجش :
- وهل ستتركني ؟
كانت عيناه تتحركان بإلحاح على وجهها :
- ليا . أنت لا تعرفين ماذا تفعلين .
- أظننى أعرف . ألن تعانقني ؟ أليس هذا ما تفكر فيه ؟
سخرت ضحكته الفظة من نفسه :
- آه ! بلى . هذا ما أفكر فيه . أنت على حق . وأفكر كذلك في السرعة التى أتجه فيها إلى الجنون .
ما أن احنى راسه حتى تلقفته بيديها بإلحاح وشوق . لم يسبق لها أن شعرت بمثل هذه الأحساسيس . وارتفع كتفاه طوعا يغلف وجهه .
أنذر عناقه فيها إحساسا جديدا لذيذا وكانت كل حركة تبدر عنه تزيدها ضعفا إلى ضعف وتتوق إلى المزيد .
احست بانها تغرق في لجة مشاعره ولكنه إحساس غير مخيف . لم يسبق أن عانقها رجل بهذه الطريقة ولم يسبق أن شعرت أن لرجل هذه القدرة على اشعارها بجمالها وعذوبتها .
اجتاحها الذعر فجأة بسبب قوة مشاعرها لذا اضطرت إلى انتزاع نفسها بعيدا عنه .
هوى فوق الأريكة متعبا . وراحت انفاسه تزداد عمقا . نظرت إليه فرأت وياللدهشة أنه نائم . لقد تضافرت رحلته المتعبة والتفكير المتواصل لتزيد من إرهاقه . من المؤسف أنه ليس في غرفة نوم أحدهما فلو كان ذلك لتمكن بهذا أن ينام حتى الصباح .
همست له :
- ماتيوس . ماتيوس . استيقظ . لايمكنك البقاء هنا . ولكنها لم تستطع إيقاظه فنظرت إليه مفكرة بالخيارات الاخرى . أخيرا توصلت إلى قرار ., فخرجت من المكتبة وتوجهت إلى غرفته الفارغة حيث الفراش حاضرا لنومه كما تركته السيدة فلاندرز .. جمعت الغطاء عن السرير وحملته الى الاسفل .
ما إن دثرته وهو على الأريكة . حتى انتفى سبب بقائها ففكرت أنهما لولا نومه المفاجئ لوجدا فرصة لمتابعة الحديث ولمناقشة ما سيفلانه , فها هى الآن تشعر بالضياع وبرغبة في البكاء.
كان الوقت باكرا عندما توجهت ليا فى الصباح التالى إلى الطابق الأرضى . لكن نظرة واحدى الى المكتبة أثبتت عدم جدوى نزولها باكرا لأن ماتيوس غيرموجود فيها , وكذلك الغطاء فالغرفة فارغة .
توجهت عابسة إلى غرفة الطعام .. ففوجئت بالرجل الذى تبحث عنه جالسا إلى المائدة يتناول التوست , وجريدة الصباح مسندة على إبريق العصير , وبقايا الطعام إلى جانبه .
أدهشها استيقاظه باكرا , إذ من المفروض أن يعانى من تأثير الطيران , وتغيير الوقت .. لكنها كانت مسرورة برؤيته . لم تلق عليه التحية بل اتجهت اليه , تلف ذراعيها حول عنقه من الخلف , تلثم قبله دافئة على خده . ولكنه انتفض :
- حبا بالله ليا !
جعلتها ردة فعله تعرف أنه لم ينتبه لوصولها .
- ماذا تفعلين ؟ أتريدين أن تظن السيدة فلاندرز أننى مجنون ؟
أمسك بمعصميها يبعدها عنه . ووقف . يضع الكرسى بينهما . كان وجهه قاتما بالغضب . يفصح عن الجهد العنيف الذى يكبح نفسه به . نظرت إليه نظرة حيرة قبل أن تصيح :
- لايهمني , لايهم ما تظنه السيدة فلاندرز . ستعرف بعد اليوم كل شئ عنا .
- ماذا تعنين ب " بعد اليوم " وما شأن اليوم بهذا ؟
- حسنا . سنخبرها . ستعرف عاجلا أم آجلا . فليس ما بيننا سرا . أليس كذلك ؟
- ماهو الذى ليس سرا . ليا ؟
أحنت رأسها : " تعرف عما أتحدث فتوقف عن الادعاء بانك لاتعرف "
أدار وجهه عنها وقال بصوت أجش :
- أجل أجل أعرف , وليتنى لا أعرف . إنما لا علاقة لهذا بما نقوله الآن . صحيح ؟
أحست وكأنه سدد إليها ضربة على شبكة أعصابها . فردت بوهن :
- ليتك لا تعرف ؟ أخشى أنى لا أفهمك .
- يجب ان تفهمى . لا أغفر لنفسى إقدامى ليلة أمس على معانقتك ؟ بالله عليك .لماذا جعلتنى أقول ماقلت وأفعل ما فعلت ؟
- لماذا جعلتك ؟
- اجل أجل أعرف أننى لا استطيع لومك على ما حدث . لماذا لم تصعدى إلى النوم والفرصة سانحة لك ؟
ردت بهدوء : " لم أرغب في الذهاب إلى النوم ماتيوس . لأننى أحبك . أنت كل ما أريده في هذ الحياة . فلماذا تحاول افساد كل شئ الآن؟"
قاطعها بوحشية : " إفساد .. إفساد؟ تصرفت معك كالابلة البربرى الذى أراد إرضاء تهوره مع من لاتعرف شيئا ! ولكن الحمد لله ان توقفنا قبل أن تقع ما لا تحمد عقباه "
كانت يداها ترتعشان ارتعاشا جعلها لا تستطيع دسهما في جيبي الجينز . ظل جزء من عقلها يقول لها إن ما يقوله غير صحيح وإنها إنما تواجه كابوسا مزعجا ستستيقظ منه في أية لحظة , لتجد نفسها في غرفتها الفخمة .. لكن الجزء الاكبر من عقلها كان يدرك ما يجرى .. كان يقول لها إن ماتيوس لم يرد معانقتها والتفوه بما قاله الأمس , وإنه لولا توتر أعصابه وإرهاقه وطريقتها فى التصرف معه لما سمح لها برؤية هذا الجانب من نفسيته .
اشتدت قبضتاه تكورا وهو يلتقى بنظرتها العاجزة :
- لاتنظرى إلى هكذا !
هزت رأسها , تشيح بنظرها عنه :
- لا أدرى ما أقول .. الواضح أننى ارتكبت غلطة فادحة .
رد بعنف :
- لا . أنا المخطئ ليا . أما مشاعرك فلا أطمئن إليها .
شهقت : " ماذا تقصد ؟ "
مرر يده على مؤخرة عنقه :
- أجل . اسمعى ليس سهلا على أن أقول هذا . لكن ماذا كان سيحصل لو أن كيري لاين أو جورج ماتيسون من حاول إغاوائك بالأمس ؟
- ما كنت لاسمح لأى منهما بمعانقتى لأننى لا احب كيرى أو جورج .
صاح بغضب : " بالله عليك ! وأنت لا تحبينى أيضا ! تظنين أنك واقعة بحب أول رجل يحرك فيك مشاعر جياشة "
قاطعته بحدة :
- هذا غير صحيح .. بالله عليك ماتيوس ماذا تظنني ؟
- اظنك مجنونة !
لكن , بدا في صوته أثر قلق , تجاوبت ليا معه , صائحة :
- لست مجنونة .قلت لك أننى احبك .. وأنا عاجزة عن منع نفسى عن حبك بقدر عجزى عن إيقاف مسيرة أيام الأسبوع .
هز رأسه مهزوما : " يالله ! كان على أن أعرف أنك ستقولين شيئا كهذا ".
دنت منه بسرعة :
- ولماذا لا أقوله ؟ إنها الحقيقة ماتيوس .. لماذا لاتعترف بها ؟ ما أشعر به تجاهك يستحيل أن أشعر به تجاه شخص اخر .
رد متجهما : " ليا , ربما لست مجنونة . ولكن هذا الوضع مجنون . أنا أحبك . نعم أهتم بك . انت تحت رعايتي . لكن ما تقولينه غلطة . لاشك أننى كنت مجنونا عندما عانقتك ليلة أمس ولكن الدافع في ذلك الرغبة لا الحب . وليسامحني الله ".
ارتجف ذقنها : " ما أبرعك ! لقد جعلتنى أؤمن حقا بأنك مهتم بي "
- لكننى أهتم بك . ولكن ليس الاهتمام بعذر , وما يجب ان نقرره الآن هو ماذا سنفعل بك .
- تفعل بي ؟ لماذا ؟ سيستمر كل شئ كما كان ..
- لا !
تقصلت معدتها بقوة : " ماذا تعنى ؟ وهل بيدنا شئ آخر ؟ اعد ألا أخبر كاتي .. إذا كان هذا ما تخشاه ! "
- أنا لا أهتم بكاتى أبدا . بل على كاتى أن ترحل .
- ترحل ؟
- اجل ترحل .. فإن سافرت إلى سويسرا , ينتفى سبب وجودها هنا .
خرجت صرخة احتجاجها من اعمق أعماق قلبها .
- لا . لن تفعل بي هذا .. قلت لك إنك جئت بكاتي إلى هنا ..
قاطعها : " لأحاول أن أحسن الوضع السئ .. وهذا ما لم يحدث .. لن أزعج نفسى فى ذكر كل حادثة بمفردها ولكن وجودها بوجه عام كان غير ناجح .. صحيح ؟ "
كان حلق ليا جافا إلى درجة لم تستطع معها أن تتكلم .
فتابع كلامه : " يؤسفنى أن يصل الأمر إلى هذا الحد .. ولكننى لا أستطيع أن أقول إننى لم أتلق تحذيرا إذ كان لوالدتى رأى .. "
قاطعته باكية : " والدتك ؟ منذ متى تقول عنى كلمة طيبة ؟ آه ! ماتيوس .. لا تفعل بى هذا ! لاتبعدنى ! سأموت إن أرسلتنى إلى جنيف ! "




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 05:20 PM   #23

yassmin

? العضوٌ??? » 29673
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » yassmin is on a distinguished road
افتراضي

merci bc c joli
:syria8:


yassmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 08:44 PM   #24

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


11 - ألم تفهمي بعد ؟


بالطبع لن تموت .. لايمكنها أن تموت .نظرت ليا ببؤس إلى شوارع مانشستر التى غسلها المطر , مفكرة بمرارة .. مع أنها كانت تفكر يائسة في الموت . إنما رغم امتناعها عن الطعام والشراب والنوم كذلك ظلت على قيد الحياة .. فالناس لا يموتون عندما تتحطم قلوبهم , على الأقل , ليس فى مثل هذه الأيام . وإذا حدث ما هو أسوأ فقد تنقل إلى المستشفى حيث يقومون على تغذيتها طبيا . كان هذا ما قالته لها السيدة ثورب .
لم توفر لها الغرفة الغريبة أقل راحة . لقد نقل ماتيوس ثيابها ومقتنايتها الشخصية إلى شقة أمه التى وافقت ، وإن على مضض ، على استضافة الفتاة بضعة أسابيع فكان أن افتقدت مساحات الريف الشاسعة وغرفتها الحبيبة التى عاشت فيها طفولتها وشبابها
ولكن أكثر من تفتقده ماتيوس ، وافتقادها إليه يملأ قلبها بيأس لا حدود له ، فكلما استيقظت شعرت بعذاب شديد لأنها تعرف أنه لن يرجعها
تساءلت أحيانا عما ستفعله لو منحها فرصة أخرى ... أتسمح لنفسها أن تحبه وهى تعلم النتيجة سلفا ؟ أتتركه وشأنه كما طلب منها أكثر من مرة ، قبل أن يفوت الأوان ؟
اعترفت أنها ما كانت لتفعل ... فهى تعلم أنها لو منحت فرصة أخرى لأحبته ولشجعته على حبها ، هذا هو بالضبط ما تريده وما تتوق إليه ، منذ أن تفتحت عيناها على أحاسيس كهذه ... كيف لها الفرار من حبه وكل عرق فى جسدها وكل قطرة دم تصرخ متوسلة إليه ؟
عندما أحضرها قبل ثلاثة أسابيع إلى منزل أمه راحت تدعو الله كل ليلة حتى يعود موهمه نفسها بأنه لن يتمكن من الابتعاد عنها . وأخيرا اقتنعت بأنه سيتعلم كيف يحبها
ولكن سرعان ما حطم الزمن هذا الأمل ، فاعترفت أخيرا أن ما تفعله لن يحل مشكلتها . فهى لا تريده هكذا ... لا ترده بالزواج أو بغيره ، إذا كان بغير حب
.سبقت طرقة على باب الغرفة دخول السيدة ثورب التى كانت مرتدية ملابسها استعدادا للخروج .
- سأعود فى السادسة مساء . إذا أردت ما تأكلينه تجدينه فى المطبخ فقد تركت السيدة هايز بعض السندوتشات فيه وهى عائدة لاحقا لتحضر العشاء ... فلا تزعجى نفسك بغسل الصحون .
- لا يزعجنى ذلك .
- أعرف أنك لا تنزعجين إنما أفضل ألا تكسرى لى المزيد من الصحون الفاخرة ، اتركى كل شئ للسيدة هايز فهى تعرف كيف تتعامل معها .
- حاضر سيدة ثورب .
قامت ليا من المقعد الذى كانت جالسة عليه قرب النافذة لتواجه المرأة العجوز . طافت عينا المرأة الحادتان على كنزتها وتنوتها الحمراوين :
- ستكونين على ما يرام حتى أعود . نورا لا تقدم المرطبات عادة ... لذلك حالما تنتهى لعبة الورق أعود .
ردت ليا بجفاء : " لا تستعجلى فى العودة من أجلى "
كانت قد اعتادت على خروج السيدة ثورب بعد ظهر كل يوم للعب البريدج ، وفى الواقع كانت ترحب بوحدتها فى الشقة
رفعت والدة ماتيوس رأسها موافقة :
- حسنا .. يسرنى أنك تعلمت بعض الأخلاق الحميدة أخيرا .. لا أعرف ما سيفعلونه بك فى مدرسة سانت هيلين
ابتلعت ريقها بصعوبة : " هل ... ذكر ماتيوس لك مدرسة سانت هيلين مؤخرا "
- طبعا فهو ينهى الإجراءات لتكونى هناك فى مطلع الخريف أى بعد أسبوعين .. نسيت أن أخبرك
- بعد أسبوعين ؟
تنهدت السيدة ثورب :
- عليك التوقف عن التصرف وكأن التحاقك بالمدرسة الداخلية هو نهاية العالم ليا ... عرفت منذ أحضرك إلى منزلى أنه لن يمضى وقت طويل حتى ترحلى إلى سويسرا ، وأرى أنه تأخر فى إرسالك . لا أفهم كيف أبقاك فى المزرعة كل هذه السنوات ! لك أكن أعرف كيف أخبئ وجهى !
أحنت ليا رأسها : " لا خطأ فى إقامتى هناك . كنت أنا وماتيوس سعيدين معا "
ردت بحدة لاذعة :
- لكنكما لم تعودا سعيدين . لقد ثاب إلى رشده لسبب لا يعرفه سواه ، وما أشد سرورى بقراره لأننى كنت أخشى أن يقع ما لا تحمد عقباه .
عبست ليا : " ما قصدك ؟ "
- وماذا برأيك أننى أعنى أيتها الغبية ؟ قد أكون فى الستين من عمرى ولكننى لم أفقد عقلى حتى الآن ... أنت ... فتاة جذابة ، وطالما أهتم ماتيوس بالفتيات الجذابات
حبست ليا أنفاسها :
- أوه .... هكذا إذن . تظنين ... تظنين أننا ربما ... ماتيوس وأنا ...
أحست باختناق فى حنجرتها ، ثم بدأت تضحك ضحكات هستيرية صاخبة جعلت السيدة ثورب تظن بأن الفتاة قد جنت ، فتقدمت نحوها :
- ليا .. توقفى عن هذا . توقفى فورا ! لا أدرى حقا ماذا دهاك ! طالما قلت إن ماتيوس غبى لأنه يرعاك . إن طيش ابنتى ليس بسبب يدفعه إلى احتضان طفلة ليست من لحمه ودمه .
خبت ضحكات ليا بالسرعة التى ثارت فيها . مسحت عينيها بمعصميها ، ثم قالت :
- أرجوك ، اذهبى من هنا سيدة ثورب
أصدرت السيدة صوتا متوترا قبل أن تخرج ، وعادت وحيدة فى غرتها تشعر بالبؤس والسقم والهجران . لا تملك حتى السلوى بوجود أصدقاء يشاركونها مشاكلها ... لقد حرمها ماتيوس من كل شئ فصديقاتها بعيدات عنها وهى تقيم فى مانشيستر .
وضعت ذقنها على يدها ، تحدق إلى الفضاء ... لقد قربت كلمات السيدة ثورب صورة المستقبل . بات إرسالها إلى المدرسة فى سويسرا مؤكد .. ماتيوس يحضر كل شئ ، وهى لن تعرف شيئا عن تلك التحضيرات حتى يحين أوان رحيلها ، ستنقل أمه الخبر ... تحركت مشاعر ليا بسخط مكبوح ... ستكون فى الثامنة عشرة فى الميلاد القادم ... فهل نسى ذلك ؟ أنه يراها فتاة قاصرة تقع على عاتقه مسؤولياتها . ولعل ما يريده حقا هو التخلص من هذا الحمل ولكن تهذيبه يمنعه عن قول شئ كهذا . عليها الآن أن تفعل شيئا . نعم عليها البحث عن عمل وعن مسكن حتى إذا ما جاء ناقلا إليها خططه بشأن مستقبلها رمت ما أتى به فى وجهه .
راحت تفتش فى الأدراج عن حقيبة يدها فأخرجت محفظة النقود التى فى داخلها ... عندما صحبها ماتيوس إلى هنا أعطاها بعض المال قائلا إنه مصروفها ، ولكنها لم تهتم به ساعتئذ . أما الآن فقد أخرجت الأوراق النقدية من المحفظة الجلدية . تعدها بسرعة ببهجة وحبور .
معها من المال ما يكفيها لإستئجار شقة حتى تجد عملا ، وما أن تبدأ بجنى المال ، حتى تعمد إلى توفير المبلغ لترده إليه .
لقد قررت خيرا انتزاع نفسها من وصايته . ولكن إن خرجت من هذه الشقة فقد لا تراه ثانية ... أحست بوهن رهيب يجتاح جسمها .
لكن ما البديل ؟ البديل مدرسة فى سويسرا حتى تبلغ الثامنة عشرة . ثم ماذا ؟ ... تنهدت .. تشك فى أن يسمح لها ماتيوس بالعودة إلى ماتلوك ايدج ... لا ...يجب أن تجد ترتيبا آخر لها . وهناك احتمال آخر أن يرجعها إلى منزل أمه حتى إذا ما أظهرت اهتماما بشاب ما ، سارع إلى تزويجها كما توقعت كاتى ، ليبعدها عن ظهره .
مسكينة كاتى ! لك يدم عملها طويلا . ولكنها لم تخسر شيئا بهذه الصفقة . فحسب قول السيدة ثورب إن ماتيوس أعطاها مكافأة ستجعلها غير مضطرة للعمل وقتا طويلا .
ولكن حظ كاتى الطيب لا ينطبق عليها لأن عليها أن تجد عملا فى غضون أسبوعين وهو وقت قصير للبحث فيه عن عمل وشقة .
أمضت فى الأيام التالية أوقات الفراغ فى تمشيط وكالات التوظيف . لم تتساءل السيدة ثورب عا تفعله ، فانشغالها بحياتها الاجتماعية أبعدها عن الاهتمام بما تفعله ليا .
لا تنكر ليا أنها كانت تضبط السيدة تنظر إليها أحيانا باستغراب ، ولكنها تعرف أنها تتطلع شوقا إلى يوم رحيلها .
لم تحصل على العمل الذى وجدته أخيرا عبر وكالة من الوكالات بل عبر إعلان موضوع على واجهة محل تصفيف شعر ... سألت ليا فى الداخل فاكتشفت أن من يطلب موظفة هو الرجل المدعو ألفونسو الذى قال لها :
- لدى محلان للتزيين ... هل أنت واثقة حقا أنك تريدين هذا العمل ؟ أشعر بأنك لا تحتاجين إلى المال
- أنت مخطئ .. ماذا على أت أفعل بالضبط ؟ لأنه لم يسبق أن صففت شعرا
قال ألفونسو :
- أوه عزيزتى لن تصففى الشعر ... لهذا سألتك إن كنت فعلا بحاجة إلى العمل ، فالمطلوب منك خدمة الزبونات .
ابتسمت ليا تؤكد له بحزم :
- أريد العمل حقا ، أتعرف كم يصعب إيجاد عمل عندما يكون المرء معدوم الخبرة ؟
- اعرف .. حسنا أيتها الشابة ... سأقبل بك . من يعلم ، قد أكتشف فيك موهبة فى تصفيف الشعر .... وقد أمنحك فرصة التمرين
- شكرا لك متى أبدأ؟
- ما رأيك بالغد ، تعالى صباحا لتعتادى على المكان .. المزين المسؤول هنا هو جان ... سيتم تعارفكما الآن .
- ألن أعمل معك ؟
ابتسم ألفونسو : " فى الوقت الراهن لا ، ربما فى المستقبل ، لدى فى المحل الآخر فتاة تظن أنها حامل فإذا تركت العمل أرى ما أفعل "
عادت ليا إلى الشقة ذلك المساء والبهجة تعم قلبها . لقد وجدت عملا ولم يبق أمامها إلا البحث عن مكان تنام فيه .
وجدعت هذا المكان بعد ظهر اليوم التالى وهو عبارة عن عن غرفة صغيرة فى منزل فيكتورى لا يبعد كثيرا عن وسط المدينة . لم يكن الجوار مرموقا ولكن المنزل نظيف ورخيص ... وقد بدت صاحبته السيدة فريتز مشفقة على صغر سنها .
- لست من مانشستر ، أليس كذلك يا فتاة ؟ ما خطبك ، تشاجرت مع والداك ؟ لدى هنا من يعانى من المشاكل العائلية فلا تقلقى سأهتم بأن تتناولى طعاما جيدا فأنت نحيلة كالقشة
ذهلت ليا ... فلم تكن حتى تلك اللحظة انتبهت إلى مظهرها بل لم تلاحظ أن تنورتها واسعة عليها وأن وجهها فقد إشراقته المعتادة . وفيما هى عائدة إلى الشقة لمحت صورتها فى زجاج واجهة أحد المحلات فأدركت أنها لن تضطر بعد اليوم إلى مراعاة عدد الوحدات الحرارية التى تأكلها
سألتها السيدة ثورب : " أين كنت ؟ يحاول ماتيوس الاتصال بك منذ ساعات . قلت له إنك خرجت تتسوقين لكنه لم يتوقف عن الاتصال "
- ماتيوس ؟ ماتيوس يتصل بى ؟
- ألم أخبرك ؟ لقد رددت على الهاتف ما لا يقل عن ست مرات . حسنا ، قال إنه قادم ليراك فى الغد ... لذلك ، من الأفضل ألا تكونى فى الخارج وقت وصوله
رفعت ليا يدها إلى عنقها :
- غدا ...؟ أذكر لك السبب ؟
- إن للأمر علاقة بتلك المدرسة فى جنيف . لم أساله فى الواقع ... والآن سأتأخر عن موعدى
- أخارجة أنت ؟
- طبعا ... أخبرتك هذا الصباح أننى سأحضر اجتماعا لنادى البريدج هذا المساء ... هل نسيت ؟
ولكنها نسيت ذلك بسبب انشغالها فى البحث عن مسكن . أردفت السيدة :
- تركت لك السيدة هايز قطع لحم باردة وبعض السلطة فى البراد ، طلبت منها بما أننى سأتعشى فى الخارج ألا تحضر شيئا للعشاء . فأنت لا تأكلين ما يكفى ذبابة
- أجل ... أجل
لكن تفكير ليا كان منصبا على أمور أخرى فخروج السيدة سيمنحها فرصة للفرار . نعم عليها الخروج الليلة فغدا ماتيوس قادم ... هى ترغب طبعا فى رؤيته وها قلبها ينفطر ألما لأنها تريد تجنبه إنما رؤيته مجددا ستجلب إليها المزيد من الألم الذى نالت منه ما فيه الكفاية
غادرت السيدة ثورب المنزل بعد السابعة بقليل ،أما ليا فقطعت قطعة لحم وخبز وحملتها إلى غرفتها لتأكلهما وهى توضب حقائبها ... ليس أمامها وقت طويل فقد تعود السيدة ثورب باكرا
وضبت حقيبة ثم وضعتها أمام الباب ، أما الأخرى فكانت على وشك الانتهاء منها عندما رن جرس الباب . صدمت ليا ووقفت كالتمثال جامدة ، هل عادت السيدة ثورب؟
توجهت لتفتح الباب ولكن قبل الوصول إليه عنت على بالها فكرة أخرى ... ماتيوس ! أيمكن أن يكون الطارق هو ماتيوس ... آه يا الله ... ماذا تفعل ؟
كان أمامها خياران : الأول أن تخبئ الحقائب وما يدل على رحيلها والثانى أن تتظاهر بأن المنزل فارغ
لكن ما لم يكن مستعدة له كان ما حصل بعد هذا ... فبدل أن يتخلى الزائر عن رن الجرس سارع يدس المفتاح فى القفل فكان أن وقفت مرعوبة وهى ترى الباب ينفتح بهدوء :
- ليا !
فكك استخدام ماتيوس لاسمها الجليد على أطرافها فارتدت إلى الوراء مضطربة . كان عليها أن تعرف أنه يحتفظ بمفتاح لشقة أمه . أمه ليست صغيرة فى السن ، لذا من المنطقى أن يملك وسيلة للدخول فى حال مرضها .
شاهدها وهو يقفل الباب : " ليا "
وشاهد كذلك الحقائب فى الردهة فتسمرت عيناه الخضراوان وقدد فهم ما تنوى فعله . بدا لها مخيفا كما تصورته ... زادت ثيابه الفاتحة من تجهمه وبدا كذلك متعبا وشاحبا كما لم تره قط
صفق الباب واستند إليه :
- ماذا يجرى هنا ؟ لماذا لا تفتحين ؟ لقد سمعت طرق الباب
- نعم سمعته ... ولكننى لم أعرف من الطارق . فوالدتك غير موجودة
- أعرف هذا .. والآن ما هذا ؟ مؤامرة صغيرة
- ليس هناك مؤمراة ... أنا راحلة ليس إلا
- اللعنة عليك إن فعلت
تجاوزها وأسرع إلى غرفتها ... سمعته يفتح أبواب الخزانة ويقفلها بنفاد صبر . ثم عاد مجددا ، وعلى وجهه الجهد والاستنزاف . ارتدت ليا خطوة إلى الوراء :
- ماذا تفعل ؟ لم أسرق شيئا من ممتلكات أمك ... سأخذ ما هو لى فقط
- لم أتصور غير هذا ... ولكننى ظننت .... آه ! رباة ! ظننت أن معك أحدا هنا ... شخص مسؤول عن رحيلك
- هناك ما هو مسؤول ... لقد وجدت عملا هنا فى مانشستر كما وجدت مسكنا أقطن فيه
تغضن وجهه : " لماذا ؟ لماذا ؟ بحق الله لماذا ؟"
- تعرف السبب ... لن أمضى العمر وأنا أعتمد عليك . ثم هناك أمر المدرسة فى سويسرا . لا يمكنك إجبارى ... سأبلغ الثامنة عشرة بعد ثلاثة أشهر
تقدم بقلق يدس يديه فى جيبى سرواله :
- أوه يا الله ! لست مضطرة إلى العمل .. جئت هذا المساء لأعرض عليك بديلا
- صحيح حسنا .. لا أحتاج إلى بدائلك بعد الآن ، فلدى بديل آخر إنما يسرنى أنك عرفت أخيرا أننى أصبحت فى عمر يخولنى تحمل مسؤولية نفسى
تقدمت لتقف قرب باب الردهة المفتوح ... فهز رأسه :
- لم أقل هذا ... بل على العكس ... أريد أن تظلى تحت حمايتى ونفوذى . مات زوج صديقة لوالدى مؤخرا وهى بحاجة ماسة إلى شابة ترافقها ... كنت سأقترح عليك هذا المركز . على الأقل مدة الشتاء أو كما تقولين حتى تبلغى سن الرشد
- هكذا إذن ... حسنا لا أحتاج إلى هذا العمل
سألها بفظاظة : " وماذا ستفعلين ؟"
حركت كتفيها بحذر :
- سأعمل لدى مزين للشعر ... أستأجرت غرفة فى منزل فى ضاحية بريستد
- بريستد
ردد الكلمة بوحشية فهزت رأسها إيجابا وقالت :
- أعرف أنها ليست منطقة نظيفة ... لكن ....
- ليست نظيفة ! يا إلهى إنها حقيرة ! ليا لا أستغرب استعدادك للهرب فأنت تعرفين أننى لن أوافق
- لا أحتاج إلى موافقتك أو عدمها . إنها حياتى لا حياتك
سألها بعنف :
- أهذا ما تؤمنين به ؟ أهذا ما تؤمنين به صدقا ؟ بحق الله ليا لن أتركك تفعلين شيئا كهذا
- لن تمنعنى .. لقد غسلت يديك منى عندما أحضرتنى إلى هنا .. فأنت غير مهتم إلا بإبعادى عنك ... لذا لا تتوقع أن أقبل ما ستقوله لى بعدما أوضحت بأدل الطرق عدم اهتمامك بى
تكلم ساخطا ولكن فى صوته رنة غربة لم تفهمها :
- هذا غير صحيح ... لقد أبعدتك عنى لأننى أهتم بك ألم تفهمى هذا أيتها الطفلة العبية ؟
استدار يضع يده على رف المدفأة حيث أوقع تمثالا خزفيا لكيوبيد
- يا إلهى ليا لا أدرى كم أستطيع التحمل ... أحتاج إليك ... لا أستطيع التفكير بشكل سليم
نظرت إليه دهشة :
- أنا ... لا أصدقك ... هذا الكلام مجرد ... مجرد فخ لتدفعنى إلى عمل ما تريد ... أليس كذلك ؟
رفع رأسه ينظر إليها :
- صحيح ؟ أتودين الرهان على هذا ؟ لم أذق طعم النوم الهنئ منذ رحيلك عن المنزل
- آه ! ماتيوس !
أخذت ترتجف ولكنها لم تتحرك
- أنت فى السابعة عشرة وأنا فى الرابعة والثلاثين ... فى السنوات الثلاث المنصرمة دأبت على القول لنفسى إن فارق السن بيننا كبير وإن مشاعرى ستتغير كلما كبرت وتعرفت إلى شبان ولكن هذا ما لم يحصل ...
هزت رأسها عاجزة : " لماذا ؟ لماذا لم تخبرنى ؟"
- لأننى أردت محاربة هذه المشاعر ... لماذا تجنبتك منذ عودتك من المدرسة ؟ ولماذا استخدمت كاتى لورد ؟
شهقت : " اعتقدت أن السبب ما قد قوله الناس "
- ومنذ متى أهتم بما يقوله الناس ؟ منهم من طلب منى أن أضعك فى ميتم ومنهم من اعتبر علاقتنا غير شرعية ، ولكننى كنت مصمما ألا تكون كذلك
- آه ! ماتيوس ! لكنك أبعدتنى
هز رأسه بحزن : " أجل ... بعدما بت خائفا من أن أفقد السيطرة على مشاعرى . كنت على حق فى هذا فقط ، لقد أردت إخراجك من منزلى ، لأن حبى عبء لا أنوى أن أريح نفسى منه "
- لكن .... لماذا؟
- حبا بالله ليا ... ظننتنى أفعل الصواب . كنت أعرف أننى لا أستطيع الاحتفاظ بك معى ، وكان الزواج بك بعيد المنال ، ففكرت .. آه ! لا أدرى بماذا فكرت . أظن أننى وجدت فكرة سفرك إلى سويسرا هى الحل لنثوب إلى رشدنا ، إنما ... فليساعدنى الله ... لم ينجح الأمر . فقد كانت الأسابيع المنصرمة على جحيما أما الليلة فجئت إليك حتى أصحبك لتكونى رفيقة للسيدة غوتنز
- السيدة غوتنز ؟ لكنها تعيش قرب النهر
- على بعد ثلاثة أميال من ماتلوك ايدج ... هذا صحيح هو بعد كاف لأكون بعيدا عن الاغراء ... لكن قريبا بما فيه الفاية لتظل عينى عليك وعلى من تصادقينهم
التقطت شفتها السفلى بين أسنانها وقالت :
- وكان جحيما على أيضا ، ألا ترى كم فقدت من وزنى ؟
- لاحظت ... لاحظت كل شئ فى الدقائق التى ظننت فيها أنك تورطت مع رجل آخر
- هل أحسست بالغيرة
لم تستطع مقاومة طرح السؤال ، والتوت شفتاه :
- وماذا تظنين ؟ إذا كنت قد غرت من لاين وماتيسون الشاب .. فالرد هو أجل ... أستطيع القول إننى غرت ، وسأغار من أى منافس
أطلقت صيحة حبور وهزت رأسها :
- أكنت تغار من جورج ؟ قال إنك تغار منه لكننى لم أصدقه
قال ماتيوس بهدوء :
- أعتقد أنه شديد الملاحظة أكثر مما كنت أظن... والآن ... ماذا ستفعلين ؟ أما زلت تريدين المضى فى ذلك العمل ؟
ارتدت ليا لتسند ظهرها إلى إطار الباب فأطرافها ترتجف بشدة حتى لا تكاد قادرة على إسناد نفسها
همست : " ما ... ما هو البديل ؟ "
رنت إليه بطرف عينها فإذا به يصدر آهة مخنوقة قبل أن يقطع المسافة الفاصلة بينهما
وقف قريبا منها ، قريبا بحيث أن ذراعه التى ارتفعت لتستريح على الجهة الأخرى من إطار الباب كادت تلمس صدرها ... ثم رفع يدها إلى شفتيه بتحفظ بارز وراح يلثم كل أنملة من أناملها بشوق وحب ثم قال بانقباض :
- البديل .. هو أن تتزوجينى فى الميلاد القادم
اعترضت قائلة : " فى الميلاد ؟ "
- أجل .. لأن الناس عندئذ لن يستطيعوا أن يقولوا إنك غير قادرة على اتخاذ قرارك الخاص ... هذا إن قبلت طلبى
زفرت نفسا غير منتظم :
- بالطبع أقبل طلبك
لفت ذراعها الأخرى حول عنقه :
- آه ! ماتيوس ! لماذا علينا الانتظار ؟
ضمها إليه ثم تمتم :
- لن ننتظر حتى نكون معا ، فما أشعر به الآن يجعلنى لا أقوى صبرا حتى أرجهك إلى ماتلوك ايدج
شهقت بلهفة :
- ستعيدنى إلى ماتلوك ايدج ؟ متى .... متى؟
- الليلة ؟ هل أسرع فى اصطحابك ؟
- هزت رأسها : " نسرع ؟!"
لفت ذراعها حول خصره واستراحت بين ذراعيه : " إنما يجب أن أشرح الأمر لألفونسو "
- ألفونسو ؟
ارتد عنها لينظر إليها فضحكت :
- إنه مصفف الشعر الذى استخدمنى ... ذلك الذى طلبت منه كاتى أن يقص شعرى
- هل أرادت كاتى أن تقص لك شعرك ؟
- أجل ... وقال ألفونسو إن من الأسف ....
امتدت يده تتملك الخصل الحريرية :
- إنه على حق لو عرفت ...
قاطعته : " لوافقتها الرأى "
أطل نفسا ثقيلا : " كنت مستأسدا ظالما ؟ "
- قليلا
عاد يغمرها بين ذراعيه بشوق :
- اتركى أمر ألفونسو لى ، فأنا الآن لا أفكر بوضوح . متى قلت إن أمى عائدة ؟
فى وقت لاحق كانا يجلسان فى غرفة الجلوس على الأريكة . قال لها وهو ينظر إليها بدون أن يخفى حبه للتملك :
- أتعلمين ... أنت الأنثى الوحيدة التى أعرفها والتى تبدو جملة بدون ماكياج
- وأنت عرفت الكثيرات
رد بصدق بعدما عقدت ذراعها حول عنقه :
- بعضهن . لا تفعلى هذا حبيتى ، وإلا عادت أمى العزيزة فوجدتنا فى وضع مرب
- وهل لديك اعتراض
تراجع مبتسما :
- لا أعترض ، أنما تكفيها صدمة اكتشافها ما نخطط إليه ، أقصد الزواج . ألا تظنين هذا ؟ على أى حال يجب أن ننهى توضيب حقائبك ... سنرحل حالما أشرح لها الأمر
تمتمت وهو يتركها :
- ستصاب بالذهول ، أتعلم ؟ كنت أحلم أن أحمل لك طفلا ... أما الآن فأرانى مترددة ، فقد لا تحبنى وأنا سمينة
- سأحبك مهما كان شكلك
وقف لينضم إليها ، يرجعها إلى الوراء ليشدها إليه :
- تذكرى ، عرفتك بالضفائر والأشرطة والحمالات ، وعرفتك كما انت الآن ... هيا اذهبى ورتبى نفسك قليلا وإلا لن أكون مسؤولا عما سيحدث
تزوجا فى الثالث والعشرين من شهر كانون الأول .أما عيد الميلاد فأمضياه فى لندن مع باربره وفيلب جفرسون وعائلتهما قبل السفر إلى نيس وإلى فيلا ماتيوس التى يملكها على شؤاطى البحر المتوسط . كان الطقس رماديا أغبر فى مثل هذا الوقت من السنة ولكنهما لم يكونا ليهتما بما يحيط بهما ... كانت عزلة الفيلا هى ما يحتاجان إليه . كان أحيانا يتمشيان على الرمال عندما ينحسر المد
حضرت والدة ماتيوس الزفاف وإن على مضض ثم انضمت إلى رحلة مقررة سلفا إلى مصر ... لم تشارك فى تنظيم الزفاف ... بل تركت كل شئ لماتيوس . ولكنها كانت هادئة مستعدة للوقوف إلى جانبهما فى حفل الاستقبال لتقبل التهانى
قال ماتيوس صبيحة أحد الأيام وهما يتناولان الفطور:
- أعتقد أنه استراحت أخيرا . أظنها كانت تفكر منذ وقت طويل عما يؤخرنى عن الزواج ؟
تمتمت بخبث : " أنا "
وضعت ذقنها فوق يدها تنظر إليه برضى لا تخفيه :
- ربما كانت تخشى أن أغويك
- معها حق فى هذا لأننى لم أجد فرصة للمقاومة
رفعت حاجبيها :
- وهل أنت أسف ؟
- وأنت ؟
ضحكت : " آه أجل ، أنا أسفة لأننا تأخرنا سنة ولكنك لم ترد على سؤالى ؟ "
- ما رأيك ؟
- قل لى أنت
ضاقت العينان الخضراوان بدعابة :
- ماذا أقول ؟ أننى أحبك حبا لم أعتقدنى قادرا على أن أكنه لأى كائن بشرى وأننى كدت أجن لمجرد التفكير فى العيش بدونك ؟
ردت مقطوعة الأنفاس : " كفى ، فلنعد إلى الفراش ! وماذا عنك ؟ "
ابتسم ساخرا وقال بقصد إثارتها :
- ظننتك متعبة ... بعد الأيام الأخيرة ...
مدت يدها تمسك يده :
- توقف عن هذا المزاح المزعج
رفعت يده إلى شفتيها :
- ألا تحس ببعض الكسل ؟
ضحك مكشرا :
- وأنت موجودة ؟ ... حسنا ... فلنعد إلى الفراش ... لن نستطيع إكمال الحديث هنا
قالت وهو يحملها بين ذراعية :
- ولن نستطيع طوال أيام حياتنا
ولم يستطع سوى أن يوافقها الرأى

( تمت بحمد الله )


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 08:45 PM   #25

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

شكــــــــــرا على ردودكم الجميلة
وأرجو ان تنال باقى الرواية اعجابكم
:eh_s (7):


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 06:27 PM   #26

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي على المجهود واختيار روووعه...يعطيك العافيه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 11:33 PM   #27

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
1111

العفو حبيبتى وشكرا على مرورك

* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 01:23 AM   #28

سمرووره
 
الصورة الرمزية سمرووره

? العضوٌ??? » 1512
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 391
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سمرووره is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

روووووووووووووووووووووووو وووووووووعة

الكلمات لا تفيها حقها

اختيار موفق فعلا

يعطيك الف عافيه


سمرووره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 01:58 AM   #29

غــلا

? العضوٌ??? » 10697
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » غــلا is on a distinguished road
افتراضي

الرواية من افضل ماقرأت واسلوب الكاتبة يعجبني
شكرا لاختيارك هذه الرواية


غــلا غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 01:05 PM   #30

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
1111

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرووره مشاهدة المشاركة
روووووووووووووووووووووووو وووووووووعة

الكلمات لا تفيها حقها

اختيار موفق فعلا

يعطيك الف عافيه
شكرا يا قمر لكلامك ولمرورك الجميل وتسلمى يارب دايما


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.