19-04-13, 07:22 AM | #154 | ||||
عضو ذهبي
| من أجمل ما قرأت . . . يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى: لا يقول الإنسان : اللهم اجعلنا من الصابرين . لأنّ الصبر لا يأتي إلا مع البلاء فكأنَّه يدعو على نفسه بالبلاء حتى يقع منه الصبر ، وإنما يقول : اللهم اجعلنا عند البلاءِ من الصابرين. | ||||
16-04-14, 11:33 PM | #156 | ||||
| رواية [ هجرت الغـرام ] .. رائِعة .. هذه الرواية للكاتب [ بانوراما ] منقولة من أحد المنتديات . وأعجبتني جداً ، وأحببت أن أنقلها لكُم . 59957347ed961697e8e7f854f6a48f57 رواية [ هجرت الغرام ] رائعة ! الفصل الأول ريان شاب في المرحلة الثانوية .. حباه الله بالكثير من الصفات الخَلقية والخُلقية التي يتمناها كل أبناء جيله .. ابن لأرملة ثرية .. امرأة صالحة عابدة ذاكرة .. تغدق عليه المال .. وتلبي كل احتياجاته.. شديد التعلق بها .. إذا أهمه أمر هرع مرتمياً في أحضانها .. يشكو همومه لها وما إن تحتضنه حتى ينشرح صدره .. وتتهلل أساريره .. كما أنها كانت تحرص على تعويذه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها .. كثيرة الدعاء له عند دخوله المنزل وعند خروجه .. تضحك لضحكه .. وتبكي لبكاه .. تسعد لسعده .. وتحزن لشكواه .. يجد نور دعائها في جميع أمور حياته ..نعم لقد كان ريان باراً بوالدته .. لاسيما أنه الوحيد الذي يسكن معها في نفس المنزل .. أخاه الوحيد فهد .. متزوج بزوجة كريمة الخصال طيبة الحال ويسكن معها في منزل آخر ..فهد هو من يدير مشاريع والدهما والمتوفى منذ تسع سنوات.. وكذلك ريان هو شاب ذكي متميز عن أقرانه في التحصيل الدراسي ..ويتمتع بشخصيته القيادية البارزة .. وقد منحه الله مطلعاً بهياً ..ومقدماً زهياً .. ووضاءة وجه .. وبشاشة محيا .. وكان يمتلك قوةٌ في التواجد والحضور (إذا حضر كل الأنظار تتابعه) والأهم من هذا وذاك أن الرجولة الحقة تتمثل في جميع تصرفاته .. بل ومدعومة بخلق حسن .. وسلوك قويم.. أضف إلى ذلك فصاحة لسانه ..وعظيم بيانه .. وسلاسة سرده .. وقوة حجته .. وجمال حديثه.. وكما أن للمرء مزايا .. فسبحان من تفرد بالكمال والجمال .. لقد كان يعيب ريان أن حب والدته الزائد وتدليلها له جعل منه شخصاً منغلقاً لم يكن يدرك حال مجتمعه ولا هموم أبناء جيله .. بل كان يظن أن الحياة لعبة سهله.. كثيراً ما كان ريان يتابع الأفلام الغربية والمباريات الأجنبية والبرامج الحوارية .. وكان يظن جازماً أن بإمكانه أن يقوم ببطولة ذلك الفلم أو لو أنه لعب مع ذلك الفريق لتمكن من تغير نتيجة المباراة ولو كان ضيفاً في التلفزيون لأحسن الرد.. وباختصار شديد كان يؤمن بقضية لم يخض غمارها .. قضية ” التعايش مع الغير”.. ولم تكن تلك القضية بمستغربة على شاب حرم التعايش مع غيره ..فلم يسبق أن سافر خارج بلده .. ولم يتجرع مرارة الغربة قط ..وما صادم كرب الحياة ولا نكد العيش أبداً .. لذا كان يتعاطف مع الجميع .. ويحسن الظن مع الكل .. ويصدق جميع ما يقال له .. وهذه نتيجة الحرص الزائد والتدليل المفرط .., لا ريب أن يتعرض ريان كغيره من الشباب في هذه المرحلة العمرية إلى شيء من الابتلاءات والاختبارات والمواقف الصعبة.. فمجتمعاتنا تزخر بالمصلح والمفسد .. بأبناء الحلال وأبناء الحرام .. وهي سنة الله في خلقه.. كان جميع الطلاب يحاولون التقرب منه والالتفاف حوله .. صالحهم وطالحهم .. فالنفس تأنس بالتقرب منه تودداً تارة .. وطامعة مستغلة لطيبته أخرى ..والعين لا تمل التمعن في جاذبيته .. والأذن لسماع متعة حديثه.. وحرب الفساد والدمار الأخلاقي تضرم نارها عليه كغيره بل هو أشد قسوة .. لما يتصف به من سابق ما ذكرنا.. ففي بادئ الأمر امتلأ درج طاولته صور ممثلين وممثلات .. ومطربين ومطربات .. ولم يكن يعبه بها .. ولا يلقي لها بالاً.. حتى تطور الأمر إلى صور خليعة وأقراص لأفلام إباحية .. وأرقام فتيات .. بل وسجائر ومخدرات .. هنا بدأت الحياة تكشر عن أنيابها .. ليعود ريان إلى البيت وهو مجروح المشاعر .. ضائق الصدر .. كثير الزفرات .. وإطلاق الآهات .. وكعادته يذهب إلى سرير أمه الحنون يشكي لها همه وينفث غمه .. فتحتضنه وتدثره .. وتنفس عنه الكرب وتؤنسه …. وكانت كثيراً ما تسرد عليه حكم الحياة .. بأن الحياة لا يصفو كدرها .. وإنها “إن سرتك يوماً ساءتك أزماناً” ..وغيرها من الحكم والأمثال .. حتى يطمئن قلبه وتغشاه السكينة.. ومع هذا كله .. فلم يزل مؤمناً راسخاً بذلك المبدأ .. وأن ما يمر به من ضائقة سببه خلل في مجتمعه .. أو ربما تخلف أخلاقي .. وأنه لو عاش في غيره من المجتمعات لكان الحال أحسن والوضع أفضل.. وتمضي الأيام لتشكو الأم لابنها هذه المرة .. فكم أنصتت إليه وحان وقت إنصاته .. وكم مرة أحسنت فيها إليه ..وقد جاء يوم إحسانه ..شكت الأم ألام تقطع بطنها .. وأنها لم تشتك إلا بعد صبر ومصابرة .. ولما صار الأمر لا يطاق رأت أن تخبر ابنها البار .. ليسرع بها إلى أكبر مستشفيات المدينة .. وفي غرفة الانتظار تباطأت الدقائق .. وتثاقلت الثواني .. وكأن xxxxب الساعة قد آثرت الدوران .. وفضلت البقاء في نفس المكان .. وما لبث ريان برفع أكف الدعاء لوالدته حتى جاء الخبر كصاعقة يخر لها الجبل .. وكسيل هادر بخَطْبٍ عظيمٍ وأمرٍ جلل .. نعم.. إن والدتك مصابة بالمرض الخبيث (وقانا الله وإياكم وجميع أحبتنا منه).. وقد انتشر في بعضها .. والحُكم لله .. ومن هول النازلة .. وعِظم الفاجعة.. لم يستطع صبراً .. ولم تتمكن قدماه من رفعه .. ولا قوته من حمله .. سقط ريان على الأرض مغشياً عليه.. استأثر بمرافقة والدته ولم يسمح لأي من الأقارب بمن فيهم فهد أن ينوب عنه في رعايتها .. وقد جعلها في غرفة خاصة مدفوعة الثمن .. ليتمكن من متابعة حالتها بنفسه .. ولتقضِ ما بقي من عمرها في أفضل حال .. لم تجف عيناه أبداً من البكاء عليها ..ولم يفتر لسانه من الدعاء لها .. وقراءة القرآن حولها .. ولم يتعب من تقبيل يداها وقدماها .. انقطع عن دراسته دون تفكير .. وبين كل لحظة وأخرى كان يعزي نفسه بتذكر ما كانت تقوله من حكم وأمثال .. وقصص وروايات وأقوال .. وأن عليه أن يشمر لاستقبال أقدار الله في خلقه ..وأن يصمد ما استطاع من أمره .. وما تخفيه الأيام من محن وبلايا .. ومصائب ورزايا.. وعلى هذا الحال تمر الأسابيع القلائل لتثبت الحقائق بالدلائل .. بأن صحة والدة ريان في تراجع باستمرار .. وانحدار وانهيار .. وكأنها تفر مسرعة من ألم قد ألم بها .. إلى رب كريم رحيم بها ..كيف لا ؟؟ والجسم كزهرة بدأت عليها معالم الذبول .. والوجه كنور قمر شارف على الأفول..حتماً حتماً أن ملائكة الموت قد أوشكت الوصول.. بقي ريان عند رأس أمه في أصعب وأضيق لحظاتها .. وقد ثبته الله بالصبر .. فكان يلقنها الشهادة .. ويمسح عن وجهها قطرات ندى الاحتضار .. بل إنه غفرها (أغمض عينيها) بعد خروج روحها .. ولم تنزل له دمعه .. وما اهتز له ركن .. كل ذلك تثبيتا من عند الله..وليقوى عوده .. وتشتد عزائمه .. وليزداد نضجاً وصبراً.. تنتهي أيام العزاء ..ليعود ريان إلى البيت الذي صار موحشاً لغياب أمه .. وليقبع تحت كثرة التفكير وتذكر الماضي والتحدث مع النفس .. وليعود لمدرسته وقد أوشكت الاختبارات النهائية على المداهمة .. كلنا يعرف ظروف أسابيع قاسية مرت على ريان .. وأنه لم يفتح كتاباً ولم يحضر درساً عندما كان مرافقاً لوالدته .. لذا كانت نتائج الاختبارات النهائية متوقعة لطالب متميز في جميع مراحله الدراسية السابقة .. عصفت به أعاصير الحياة …إنه ناجح نعم ناجح ولكن بتقدير “مقبول” ..!؟ أخذ ريان والذي كان يحلم أن يكون طبيباً .. أخذ شهادته دون استغراب .. وكانت تعلوه ابتسامة الرضا بالله وبقدره .. لم يأس على ما أصابه .. ولم يأسف على ما فاته .. ولم يقنط من رحمة ربه .. لم تكن الدرجات التي حصل عليها ريان كافية لقبوله في أي جامعة فضلاً أن يقبل في جامعة طبية تخرج أطباء كما كان يحلم وكما كانت أمه تتمنى.. كثيرا ما كان يعرض فهد على أخيه أن يأتي للعيش معه في بيته .. ليجد في ذلك المواساة والسلوة في فقد والدته ..كذلك ليجد طعامه جاهزاً .. وملابسه نظيفة.. إلا أن ريان كان شديد التعلق بذكرى والدته وببقية رائحة الأمومة في ذلك البيت.. ومع الإلحاح ثم الإلحاح غادر ريان بيت طوى فيه ذكرى والدته وذكرى طفولة جميلة عاشها فيه لينتقل ويعيش مع الأخ الأكبر فهد.. دائما يتأخر فهد في عمله (تجارة الوالد) إلى بعد العصر أحياناً .. وأحياناً أخرى إلى بعد صلاة العشاء ..مما يجعل الموقف محرجاً بالنسبة إلى ريان .. حيث أنه يبقى في المنزل لوحده مع زوجة أخيه (امرأة أجنبية عنه).. كذلك لم تستطع زوجة أخيه من أخذ راحتها في بيتها من حيث اللبس .. وكونها محجوزة في القسم الداخلي من البيت وغيرها من الأمور العائلية ذات الخصوصية المعروفة.. وكما يقال (اللبيب بالإشارة يفهم) أحس ريان بأدبه وذكائه وسمو خلقه ما سببه من حرج .. رغم أن فهد كان يظهر له السعادة بوجوده .. وعدم السماح له بالمغادرة.. ويعرض عليه العمل معه في المؤسسة .. لذا قرر مغادرة المنزل والسفر إلى أي بلاد ليحقق بها أحلامه .. للدخول في مجال الطب .. وقد عرضت عليه فرصة الالتحاق بجامعة طبية أردنية وأخرى يمنية.. كن عن همومك معرضاً *** وكل أمورك للقضا وانعـم بطول سـلامـة *** تسليك عن ما قد مضى فلربما اتسع المضيق *** وربما ضاق الفـضا ولـرب أمرٍ مسخـط *** لك في عواقـبه الرضى الله يـفـعـل ما يـشاء *** فـلا تكـن متعرضا بعد السؤال والاستخارة قرر ريان أن يسافر لليمن السعيد .. وأقنع فهد بذلك ..بل إنه قدم أوراقه بواسطة النت .. وجاءت الموافقة ودفع الرسوم ليقطع طريق الرجعة .. وحان وقت الوداع .. وقامت زوجة فهد والتي ما كانت تمانع البتة من سكنى ريان معهم .. قامت لتجهز أغراضه .. بل إنها ودعته بحزن كما تودع الأخت أخيها.. فريان يستحق ذلك وأكثر .. وبعد خروج فهد وريان من المنزل وفي طريقهما للمطار .. فهد : لا أوصيك يا ريان تنتبه لنفسك زين .. ترا هاذي أول مرة تجرب فيها السفر للخارج.. ريان مقاطعاً : ابشر ابشر ولا يهمك ..بعدين المسألة سهلة تراني رايح لليمن مو للبرازيل..هههه فهد : أكيد بس زي ما قالوا الغربة كربة وأنا أخوك ..والحياة فيها شدايد .. المشكلة انك ما تعرف احد هناك.. العاب فلاش 2014 - لعبة جراند - لعبة المافيا - لعبة الجني الازرق - لعبة سيف المعرفة - لعبة البلياردو - لعبة كراش - لعبة المارد - لعبة ماين كرافت لعبة طبخ بنات - العاب فرايف - العاب بن تن - العاب ناروتو - العاب 250 - لعبة الزومبي - لعبة البيرة - لعبة جزر عيش سفاري - لعبة سبونج بوب العاب 337 - لعبة تفحيط - لعبة غامبول - لعبة التكاتك - لعبة قص شعر - لعبة سباق سيارات - لعبة ضربات الجزاء - العاب هازل - لعبة شاحنات ريان : أحسن يا شيخ .. أصلاً أنا أبي أكوّن نفسي بنفسي .. وللمعلومية أموت في شي اسمه “تعايش مع الغير” والتعامل مع الناس.. فهد : على فكره . تذكرت .. عندي رقم واحد أعرفه في اليمن يمكن تحتاجه.. ريان : بالله فكنا يا فهد .. توي أقولك إني ما أبي احد أنا فرحان إني بأبعد عن مجتمعي ومعارفي.. فهد : ريان سجل رقمه وخله احتياط ولا يكثر .. سبحان الله يمكن تحتاجه.. ريان : طيب منهو ذا؟؟ فهد : هذا أبوعمار .. رجال يمني كان شريك الوالد الله يرحمه زماااان.. ريان : هات الرقم أسجله في جوالي .. الله لا يحوجني لأحد من خلقه.. فهد : آمييييين وخذ الرقم الله يرحم والديك .. وصل ريان إلى اليمن وإلى المدينة التي بها تلك الجامعة الخاصة .. وفي أول أمره بدأ يبحث عن سكن يكون بجوار الجامعة ..لأنه لم يأخذ سيارته معه..ومن أول ساعة وجد مطلبه .. في شقة سكنية مفروشة.. تبعد عن الجامعة أمتاراً قليلة.. إلا أنها غير نظيفة وقديمة الأثاث .. نزل بها ورمى حقائبه ثم استلقى على السرير وأخذ يفكر.. يا الله .. أخيراً أنا المسؤول عن نفسي وكامل تصرفاتي .. الله أعلم كيف بتكون الجامعة بكره .. وعلى مين راح أتعرف .. وكيف أشكال أصدقائي الجدد ههه.. وأخيرا يا ريان حتصير دكتور أد الدنيا ههه .. يا لله يا رب اكتب لي ما فيه الخير .. واكفني شر أولاد الحرام وبنات الحرام .. ثم قام من سريره واغتسل .. وشرع بالصلاة يدعو الله في سجوده أن ييسر أمره .. ويسهل دربه .. ويوفقه إلى كل خير .. كذلك أن يرحم أمه .. فهي لا تزال عالقة في ذهنه .. يراها في كل مكان.. جاء الصباح يحمل مع شروق شمسه الكثير من الأحداث والمفاجآت .. وقد نهض ريان من نومه بحماس وعزيمة .. يسابق الثواني ليدخل لعالمه الجديد .. ويحقق حلماً كان بالأمس بعيد .. الفصل الثاني يدخل ريان الجامعة .. وتحدث المفاجأة أن العام الدراسي قد مضى عليه ثلاثة أسابيع وأن دروساً كثيرة قد فاتته .. وأن الجامعة كانت على وشك إلغاء قبوله .. أخذ رقمه الجامعي وجدول محاضراته ثم ذهب مسرعاً ليلحق بما تبقى من المحاضرة الأولى.. يقف عند باب القاعة ويطرق الباب .. وما إن يدخل .. حتى تلتفت إليه أنظار كل الطلاب والطالبات بنظرات متعجبة فضولية .. ويجلس على طاولة شاغرة وقد أحس حينها أنه في مكان لم يتخيل نفسه فيه .. حاول الهروب من واقعه .. بأن أخرج قلمه وأخذ من جاره ورقة بيضاء وقام يشخبط دون أن يشعر أن الجميع يراقبه .. فذهنه مشغول .. بتذكر والدته ويتمنى أن لو تراه وهو على كرسي جامعة طبية .. وفجأة وفي لحظات صمت ومتابعة من الجميع تفقد ليلى (إحدى الطالبات)القدرة على حبس أنفاسها لتطلق ضحكة مدوية في أرجاء القاعة .. ولتتبعها ضحكات الجميع .. لتكن هذه الصدمة الثانية التي يتلقاها في نفس صبيحة اليوم الأول له.. لا ريب أن ريان قد اشتاظ غضباً من موقف ليلى .. والذي يشبه صفعة قوية على الوجه .. كيف لا وهو الطالب المستجد بل والغريب أيضاً .. ولكن لربما كانت هذه الصدمة بالنسبة له جرعة إفاقة من خجله وحيائه .. ولربما كانت صدمة تكسر حاجزاً نفسياً مهماً ..بل وتنعش العلاقة بينه وبين أقرانه..؟؟ فعلاً كانت كذلك..وكم من ضارة نافعة .. ما إن انتهت المحاضرة حتى حلق جميع الطلاب الذكور بريان ..يحدثونه ويحدثهم .. يضحكون للموقف ويضحك معهم .. ثم ليرحبوا به .. ويعرفوه على أسمائهم وأسماء صديقاتهم في القاعة .. مشاري: من الكويت .. طويل القامة رياضي البدن يجيد فن المجاملة .. وتحمل ملامحه الكثير من الغموض .. يحب أن يقضي وقته منفرداً.. خليفه : من الإمارات .. متوسط الطول بشوش الوجه .. يميل للبساطة والتواضع .. ويحب الانترنت .. متأخر دراسياً .. وبطئ الفهم.. منصور : من الدمام .. متوسط الطول إلى قصر .. وسيم ويحب الأناقة .. لا يحب الرياضة ولا الأفلام ولا النت كل همه الغزل والمعاكسات .. لم يرحب كثيراً بريان .. يريد البساط تحته.. حسام : من مصر متوسط الطول سمين .. شديد التعلق بأمه والتي تعمل بالجامعة .. فضولي وأسئلته كثيرة .. ويحاول أن يعرف كل شيء .. يصعب التنبؤ بمكان تواجده .. رامي .. من جدة .. طويل القامة ضعيف الجسد .. يكره الشماغ .. ليس لديه هوية ولا شخصية تميزه .. إن صلى الناس صلى معهم ..وإن ضلوا ضل معهم .. حياته هزلية وغير جدية .. يحب الضحك والشيشة.. بشار : من الكويت .. صاحب الدراجة النارية .. متوسط الطول ..اسمر اللون .. خلوق جداً ولكنه بعيد عن تقوى الله لا يعرف الحلال من الحرام .. سليمان : من القصيم ..يميل للقصر .. ومخربها مع الناس كلهم .. يحب المقالب والخدع .. ولكنه سريع الغضب.. هذه المجموعة من الشباب هم أصدقاء ريان الجدد .. ينحدرون من أسر ثرية .. وقد اجتمعوا في قصر سكني فاخر ..ولكل واحد منهم جناحه الخاص .. عدا حسام والذي يسكن مع والدته في السكن الداخلي للجامعة.. أما الصديقات الجدد فهن.. ليلى: من الإمارات ..قصيرة وسمينه إلى حد ما .. شعرها مفلفل .. ضحوكة ومرحة .. محبوبة بين صديقاتها .. كثيراً ما تقع في إحراج بسبب مشاكساتها .. مهضومة من الجميع .. أحياناً تدخل القاعة بتفحيط !!.. نادية من العراق .. تميل للطول ممتلئة .. جميلة .. شعرها أسود وناعم .. مغرورة وتتحدث بكبر وغطرسة .. تنتقد من حولها خصوصاً ليلى ..ولا يعجبها شيء.. حصة : من الرياض متوسطة الطول محجبة الشعر .. تتابع أخبار المطربين والممثلين بشغف .. ولا يكاد فمها يخلو من العلك.. نوال : من الكويت .. تميل للقصر وشعرها قصير .. ومتحدثة رسمية عن الإناث .. تطالب كثيراً بحقوق المرأة .. وترد بعنف على الشباب حول قضايا المرأة.. نبيلة : من اليمن .. تغطي وجهها بالنقاب .. تلبس القفاز على يدها .. تحفظ نصف القرآن .. مجدة في دراستها ولا تقبل المزح.. نورة: من الطائف .. طويلة .. محجبة الشعر .. ضحوكة وجذابة.. عاشت أغلب حياتها في بريطانيا .. غير حريصة على تقاليدها.. وبهذا يمر اليوم الأول صاخباً بالأحداث وإقامة العلاقات .. ما أسعدها من لحظات .. وإن كانت ممجوجة برهبة المستقبل وما قد يطوي من مواقف ومفاجآت.. يمر الأسبوع الأول على ريان سريعاً.. وإن كان وحيداً في سكناه .. وذلك لتجهيز المنزل وتنظيمه .. شراء الأغراض المنزلية والمدرسية .. التعرف على الأماكن والشوارع الرئيسية .. وهكذا .. لم يترك للشيطان فرصة لأخذه بالتفكير والوسوسة .. ولم يشعر بالملل ولا الفراغ ..كما أن السلوك الغالب عليه مع زملائه هو التعقل والحصافة .. والتعامل برسمية .. ومتابعة ما يدور بينهم من حديث بصمت .. وكان يحمل مقعد الجلوس أثناء المحاضرة ليجلس في الزاوية الخلفية للقاعة.. أما الأسبوع الثاني فقد كان على العكس تماماً لسابقه .. كثر فيه وقت الفراغ .. وطغى على ساعاته التذكار وتوارد الأفكار .. فتعاظمت الهموم وتكالبت الأحزان .. إلا أن عزاء ريان الوحيد هو توطد علاقته مع زملائه الذكور .. أما الإناث فلم يكلم إحداهن قط .. بالرغم من محاولات بعضهن التودد والتقرب إليه.. وفي أول موقف له مع فتاة .. أرادت نبيلة أن تستعير منه مذكرته لتصويرها .. أعطاها المذكرة بكل سرور وعندما أعادتها إليه ودخل شقته فإذا بورقة تسقط من بين الأوراق وقد كتبت عليها عبارات غرامية .. جن جنون ريان .. هل يعقل أن ترتكب نبيلة مثل هذه الحماقة؟؟ عجبي لها وهي تزعم التدين والاحتشام ..!! أين حفظها للقرآن وأين مناصحاتها للمتبرجات؟؟..فضل ريان كتم الخبر والمتابعة عن بعد.. في اليوم التالي يجلس ريان في القاعة على غير عادة بجانب نبيلة .. ينتظر منها نشازاً أو إيماءً لعله يقطع الشك باليقين .. غير أنه لم يلحظ منها ما يثير الشك .. وعندما سرق نظره للباقيات رآهن يهمزن ويلمزن .. بمكر وغدر .. فتيقن براءة وطهارة المتدينة نبيلة .. وأن أحدى الباقيات هي من قامت بالبهتان وبوضع الورقة .. لتبدأ الحرب الضروس من قبل فتيات القسم على ريان.. شنت هذه الهجمة من جميع الفتيات لأن ريان لم يعرهن بالاً .. ولم ينظر إليهن بطرفة عين .. فأحسسن منه أنه يحتقرهن .. هذا سبب .. أما السبب الحقيقي والرئيس .. هو كما قالت امرأة العزيز “إن النفس لأمارة بالسوء” فهن يردن التحرش به .. وجذبه بأي طريقة “إن كيدكن عظيم”.. وقد تمثلت هذه الحملة في مواقف عدة .. منها أنهن يرفعن أصواتهن بالشهيق والولولة عندما تقع عبوة الماء من يده مثلاً أو عندما يتدحرج غطاء قلمه على الأرض .. كما أنهن يتضاحكن عندما يجيب بجواب خاطئ على سؤال المحاضر أو عند أي موقف يوحي بالإحراج …إلا أنه كان دائم ما يردد .. (أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** لطالما استعبد الإنسان إحسانا) .. وأحياناً أخرى يرد بقسوة.. ولكل مقام مقال.. *ففي أحد المحاضرات وبعد الانتهاء من درس عملي في المختبر ترك قميصه الأبيض معلقاً هناك .. ولما عاد إليه ليلبسه وجد في جيبه ورقة قد كتب عليها بيت شعر يقول (أغار من القميص إذا علاه *** مخافة أن يلامسه القميص ).. *في محاضرة أخرى وقد تأخر المحاضر .. تحاول نادية استغلال الموقف وقد أخبرت صديقاتها أنها ستتجرأ وتسخر من ريان لذا طلبت منهن متابعة الموقف .. تسأله نادية : أنت ليش ما تسكن ويا الشباب في القصر .. ولا فلوسك ما تغطي؟؟(بتهكم واستهزاء).. ريان : والله الشباب ما عرضوا علي الفكرة .. وحتى لو عرضوا ما راح اسكن ..كل شخص له خصوصية..والدعوى ماهي فلوس يا شاطره .. والكل ما جاء للجامعة إلا وعند أهله خير.. نادية : عفوا .. لا تكون زعلت.. ترا آني ما اقصد .. الله خلق الغني وهم خلق الفقير .. بس آني سمعت إن شقتك هوايا قديمه.. ريان :بالعكس عادي جداً.. وأنا بصراحة أنظر لعقل الشخص وأدبه مو للبسه المتأنق وأمواله .. لأن هاذي الشكليات ما تهمني أبداً (يقصد بكلامه نادية) يعني زي ما قال الشاعر .. ولو لبس الحمار ثياب عز *** لقال الناس يالك من حمار.. نادية تقع في حرج كبير .. يتلعثم لسانها .. وتمتعض ويتغير لون وجهها .. فتبحث عن مخرج .. لتأتي حصة من الخلف وتنقذ الموضوع بمزحة طريفة .. فتقول حصة : تصدق يا ريان أول مرة أشوفك فيها تكلم وحده من بنات القسم ! والمشكلة من ؟؟ ناديه المغروووره ههههه؟؟.. فيجيب ريان بدهاء ..بالعكس نادية كلمتني بكل تواضع واحترام .. وكانت تسألني عن فقرة صغيرة ما فهمتها في الدرس الماضي.. ليضحك البنات على موقف نادية .. ولِيَحْمرّ أنفها وتتقاطر الدموع من عينيها..ولينقلب السحر على الساحر.. الحرب سجال ..على هذا المنوال تمر الأيام .. وعلى هذه الأمواج يجرى المركب .. وقد أحس ريان أنه يحتاج إلى صديق صدوق .. يبث له همه .. ليشرح له صدره .. ويشغل له وقته.. إن أخاك الحق من كـان معـك *** ومن يضر نفسه لينفـعك ومن إذا ما ريب دهرٍ صدعك *** شتت شمل نفسه ليجمعك وفي تلك الفترة .. قام ريان بزيارة زملائه أصحاب القصر بدعوة قدموها له .. ولما دخل القصر وجده كالتالي.. قصر كبير يضم صالة كبيرة .. ومطبخ ضخم .. وعدة أجنحة .. كل جناح عبارة عن قسم مستقل يتكون من صالة صغيرة مع دورة مياه فاخرة .. وغرفة نوم واسعة لها شرفة مطلة على فناء القصر .. وفناء القصر الأمامي عبارة عن مدخل ومواقف للسيارات .. أما الخلفي فهو مسبح كبير تحيط به حدائق ونخيل .. وأماكن جلسات وسهرات على أطراف المسبح.. وبعد استقبال الضيف .. جلس الجميع على ضفاف المسبح وقد وضعوا الشاي والقهوة والفواكه والحلويات والمقبلات على طاولة الجلوس ..وجوار كل كرسي شيشة (معسل) عدا كرسي ريان .. وجعلوا يتجاذبون أطراف الحديث.. منصور: هاه يا ريان ما قلتلنا وش رايك بالقصر.. ريان: مشاء الله لا قوة إلا بالله ..ما يحتاج منور بأهله.. خليفه : إلا منور بييتك (جيتك) يالغالي .. أنت ما تعرف إش قد معزتك .. ريان : تسلم والله ما تعز إلا إلي يعزك.. بشار: إلا وش سالفتك ويا بنيات الغاعة (القاعة) ..الظاهر انك وايد مضايقهم.. خليفه: لا مو مضايقهم بس هم تشيه (هكذا) يبّون يرمسون(يتكلمون) وياه (معاه).. منصور بحقد: يا أخي احمد ربك لو إني مكانك كان قلبت أمها فلّه.. ريان: بالعكس منتهى الضغط .. يا هم يحرجوني أحياناً ..وأحياناً أرد الصاع صاعين هههه .. الله يهديهم بس .. قسم بالله إني طفشت وعيوا(رفضوا) لا يطفشون.. رامي : يا واد دام انك تطفش كدا تعال أَسمر معانا كل ليل.. ترا الأجواء هنا تنسيك حليب أمك ههههههه.. ريان : ههههههههه (يضحك مجاملة) .. بس هاه أخاف شوي وتجيبون شراب وبنات ههههههههههههههههه(مازحاً).. سليمان : ..هههه .. وراهوو؟؟ قالولك مهبل ..والله لو يجي كحيلان (الوالد) خبر إن يسطرن(يضربني) بذا(هنا) ويمسّحن بوجهي الأرض ..مهبول أنت؟؟ ريان : هههه أوف كل ذا خوف من أبوك ..هههه سليمان :أي والله .. يا رجل ما خلان أسافر لين ما بُه (حتى لم يبق) يمين إلا وحلفتُه.. مشاري.. طيب وراك ما تسكن ويانا مرة وحده .. تيي تستانس حيل..وتلقى من يشذب(يكذب) عليك وتشذب عليه ههههه.. بشار : ايو الله تكفى يُبَه .. خل هل الشلة تكتمل .. وترا أكو(هناك) حجرة فاضية ما يدشها (يدخلها) أحد.. منصور: والله انها فكره .. يا متوحش بدال منت جالس الحالك .. رامي :وبصراحه كدا ..احنا محتاجينك اكتر مما أنت محتاجنا.. خليفة : أنت لو تعرف حالنا شنو سايرين(كيف صرنا) .. كل واحد مقفل حجرته ويالس (جالس) ويا روحه .. ما نتشوف بعضنا إلا باليامعة (الجامعة).. بشار(يقلب القاف غاء): ومشا الله عليك يا ريانوه .. شخص غيادي وعلى غولتهم كنترول.. والكل يتغبل (يتقبل) منك ..يعني تبي تنظمنا خوش ..ومن الحين أنت زعيم العصابة ..وكلمتك اهي الي تبي تصير.. منصور : كأنكم دلعتوه يا شباب .. عطوه فرصة يفكر ..وترا الكمية محدوده ههه .. ريان (يحدث نفسه أثناء حديث الشباب) والله إنها فكره ..افتك من القلق والوحده الي عايش فيها .. وبرضه (أتعايش مع الغير) أكثر وأكثر .. وكل شخص فينا يعيش حياته بالطريقة الي تناسبه.. أنـا والله أهـوى كـل خـلٍ *** يقدرني ولو حالت دهور يقيل العثرة الكبرى كريماً *** ويستر حين تنكشف الأمور. ريان: موافق على شروط.. رامي : تدلل يا عم وأعطينا شروطك ريان : أولاً .. ما يحق لأحد إنه يتدخل في خصوصية الثاني أبداً.. وثانياً أدفع معاكم (القطه) زي أي واحد فيكم .. ثالثاً .. وهاذي بالذات بعيده عنكم بحول الله ..بس من باب الذكرى .. يمنع عمل أي كبيرة من كبائر الذنوب في هذا القصر .. أو أي عمل يفضي لكبيرة.. رد الجميع فرحين بمقدم ريان .. خلاص خلاص موافقين شرطك مقبول .. على الفور يتصل ريان بأخيه فهد ..ويبشره بأنه قد وجد ضالته .. وجد المأوى المناسب مع أصدقائه وأنه وداعاً للوحدة إلى غير لقاء..وطلب منه أن يودع له مبلغاً ليتمكن من دفع الإيجار ونفقة التأثيث والطعام ضمن أصحابه .. وكذلك أن يرسل له سيارته .. فالسكن يبعد مسافة بعيدة عن الجامعة .. وهكذا انضم ريان إلى قصر الأثرياء ليحقق حلم (التعايش مع الغير) وليقتحم مجتمعاً يكتشف فيه أسراراً جديدة.. ودروساً مفيدة ..فالحياة مدرسة.. أعد الزملاء حفل استقبال ضخم لريان .. يعبر عن مدى فرحتهم بانضمامه إليهم .. وعن مدى سعادتهم بمسكنه معهم .. فمن أول وهلة يدخل فيها ريان قصر الأثرياء.. يفاجأ بمن يستقبله بالورود .. والتصفيق والتصفير .. أناس لأول مرة يراهم .. وزملاء في أقسام أخر .. ثم يدخل في الفناء الخلفي للقصر .. ليرى الشموع قد أضيئت بكل مكان .. والموسيقى الصاخبة قد صمت الآذان .. وبعد تناول طعام العشاء .. قدمت له الهدايا الكثيرة .. والدروع الوفيرة .. استلمها بكل ود وشكر .. ليبقى ذلك اليوم من أجمل أيامه .. حيث أنه لم يُعدُّ لهذا الحفل عدة .. ولم يتوقعه في تلك المدة.. في آخر الليل وعندما اختلى بنفسه .. أخذ جميع الهدايا .. ووضعها على السرير .. وأخذ يقلبها بين يديه وهو متعجب لهذا الحفل .. ماهي أسبابه ودوافعه .. يجب أن أكون حاذقاً ولبيباً لكل ما يحدث حولي.. أتراهم فعلوا ذلك ليقضوا على الملل والغربة هزلاً؟؟ أم أنهم يريدون إحراجي بهذا التكريم فلا أقدر أن أنسحب منهم أبداً ؟؟ أم ليمرروا علي ألاعيبهم فلا أستطيع منعهم خجلاً؟؟؟.. أكمل تقليب الهدايا بل وأخذ يفتحها هدية هدية .. يقرأ اسم صاحبها .. ويتمعن في فحواها .. ويحفظ شكلها ورسمها .. ليشكر صاحبها لاحقاً .. أو ليهديه مستقبلاً بأخرى أحسن منها..وبينما هو يقلب .. إذ بأحد الدروع قُدّم له من أعدائه و ألدائه ..زميلات القاعة وهو باسمهن جميعاً ..درع زجاجي .. يباركن له بالسكن الجديد ويتمنين له عمر مديد .. وإذا بورقة خطية كتبت بين الدرع وغلافه ..نصها: نتمنى منك يا ريان أن تنسى الماضي .. لنبدأ صفحة جديدة عنوانها التسامح والاحترام..فكلنا إخوة .. ونعدك بأن ننسى ما سلف وكان.. أخواتك : نوال .. نورة .. ليلى .. نادية .. حصة . تبسم ضاحكاً من هذه الهدية وأنشد .. أيرجى بالجراد صلاح أمر *** وقد جبل الجراد على الفسادِ !!.. كانت هذه الهدية أعجب الهدايا و آخر ما كان يتوقع في تلك الليلة.. في صباح اليوم التالي قرر ريان أن يدخل إلى القاعة بوجه عبوس ..في غير بشاشة ولا ابتسامة .. وما إن جلس على كرسيه إلا وليلى تقف بجانبه قائلة ..باسمي وباسم صديقاتي نبارك لك السكن الجديد ونتمنى لك عمراً مديد .. رد عليها ريان والضحكة تنازعه .. شكراً شكراً وصلتني الهدية البارحة .. نفس الكلام المكتوب على الدرع .. يعني مالها داعي تكررينه .. ردت ليلى بكل خجل وخفة دم : إذاً إلى اللقاااء.. ارتجت القاعة بالضحك .. ليطوي ريان الصفحة كما طلب منه .. ولو أن حدسه ينبؤه بأن شيء ما سيحدث..؟؟!! الفصل الثالث وبمجرد أن استقر ريان في القصر .. قام يوزع المهام .. ليبدأ النظام .. وقد أعجب الجميع بقياديته .. وارتضى الجميع حياديته .. فترتبت الأوراق .. وتحسنت الأخلاق .. وأصبح أمير القصر المطاع .. بما يملك من فصاحة وسبل إقناع .. وقد جعل مما قرر أن يكون هناك اجتماع كل ليلة جمعة .. يجتمع فيها الجميع .. تجمع فيه النفقات .. ويتحدث فيه عن السلبيات .. وتصفى فيه النفوس ..ويتم فيه إصدار القرارات .. وتم الأمر على هذا.. يجتمعون سوية ويتسامرون .. يتحدثون لبعضهم ويستمعون .. بل إن المتعة كل المتعة عندما يتحدث ريان بأروع القصص .. ليلتقط لهم من الجواهر أجملها .. ومن الحديث أحسنه ..ومن القول أنفعه .. وقد كان بصيراً بجزل القول .. ورائع البيان .. ولطيف العبارات .. وغريب الأخبار .. ولكن كما يقال “عادت حليمة لعادتها القديمة”..مع مرور الوقت وتصرم الأيام .. بدأت تظهر ملامح تغيرات كثيرة في أعضاء القصر .. حيث عاد مشاري يعتزلهم لساعات طوال كل يوم .. وبدأ منصور يغلق على نفسه الغرفة يغازل بالهاتف دون ملل .. أما رامي فأكثر وقته حول المسبح .. يركب شيشة وينزع أخرى..وخليفة ..عاكف على جهازه المحمول منغمساً في لجة النت .. وسليمان يقضي جل يومه على القنوات الفضائية .. وبشار لا يكاد يوقف دراجته النارية وقدر رآه ريان صدفة في أحد الشوارع يقود الدراجة ومعه من خلفه فتاة.. أصيب ريان بنوع من الإحباط في القدرة على التعايش مع زملائه .. وتغيير عاداتهم .. إلا أن الأمل ما زال معقود .. والعزم موجود .. وقد تذكر بيت شعر يحكي واقعه .. إن أخاك الصدق من كان معك *** ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ما ريب دهر صدعك *** شتت شمل نفسه ليجمعك في مساء يوم بارد أصر بشار على أن يأخذ ريان معه على الدراجة النارية .. وبعد إلحاح وإكراه ركب ريان معه وانطلقا في شوارع المدينة .. وبشار يقوم بحركات بهلوانية على الدراجة .. أما ريان فقد تشبث بملابس بشار بشدة .. وأغمض عينيه ولم يستطع النظر من شدة الهواء الناتج عن سرعة الدراجة .. وفي لحظة أسرع من لمح البصر .. تنقلب الدراجة ليسقط الاثنان من فوقها .. فتتقطع الملابس وتنزف الأبدان من كل مكان .. وقد أصيب ريان في رأسه مما أدى لدخوله في غيبوبة .. لأنه لم يكن لابساً الخوذة حينها .. يأتي الإسعاف لنقلهما للمستشفى .. نتائج الإشاعات سليمة .. وخلال أربع ساعات يغادر بشار ويبقى ريان لحين الإفاقة.. كانت إفاقة ريان قبيل فجر اليوم التالي للحادث .. وقد اجتمع زملاء القصر لزيارته .. والطمأنينة على صحته .. وقد طلب منهم كتمان سر الحادث عن جميع طلاب الكلية .. وقد خشي من كثرة عدد الزوار كما حدث في حفل استقباله .. في مساء تلك الليلة غادر ريان المستشفى وقد حصل على إجازة مرضية لمدة أسبوع .. مما جعل الجميع يتساءل طلاباً ومحاضرين .. عن غيابه المتكرر .. وإن كان قد ألم به بأس .. فهو محبوب من الجميع .. ويمتلك حضوراً قوياً .. يُفْتَقد إذا غاب .. كما أسلفنا.. وكالعادة ..” إذا تجاوز السر اثنان فقد فشا” .. تتسرب إلى نورة بعض المعلومات حول وقوع حادث لريان .. والتي بدورها عممت نشره على بنات قسمها وباقي الأقسام .. لينتشر الخبر في الجامعة ..كما تنتشر النار في الهشيم .. يقدم الزوار إلى القصر تترا .. وتأتي المفاجأة تجتمع بنات القسم للقيام بأول زيارة خارجية لها .. وأين ؟؟ في قصر زملائهم في القاعة .. يندهش الشباب من تلك الزيارة الغير متوقعة بل والجريئة .. ولا يجدون غير الترحيب مخرجاً للدهشة.. وفي بهو القصر اجتمع الفتيان مع الفتيات عدا ريان( مازال في غرفته ) .. ساد الأجواء صمت مطبق .. وهدوء موحش .. لينظر كل واحد في جاره تارة وفي الأرض تارة.. ليلى كانت أجرأ الموجودين .. قامت كعادتها بتلطيف جو المجلس .. بأن حاولت جاهدة إنعاش الموقف بنكتة طريفة إلا أن المحاولة باءت بالفشل.. فقد كان الاندهاش والاستغراب من جهة الفتيان .. والندم والخجل من جانب الفتيات أشد وطأة وأكثر تأثيراً .. وفي تلك اللحظات الثقيلة يدخل ( المعني بالزيارة ) ريان حيث أحس بتوتر الوضع فقام يرحب ويشكر ثم بدأ يتحدث عن تفاصيل الحادثة بأسلوبه القصصي الرائع .. وفصاحته المدهشة .. فشد الانتباه .. وأخذ الألباب والعقول.. في بحر حديثه .. حتى أن بشار شعر وكأنه يعيش الحادث مجدداً !! وبهذا ظهرت شخصية ريان المميزة أمام الفتيات (بالرغم من عدم رضاه عن تلك الزيارة) ليقع في نفوسهن من السحر ما وقع .. وليزداد طين الإعجاب بله وأمر الحب عليهن علة.. تستأذن الفتيات في نهاية حديث ريان ..للانصراف إلى سكنهن الداخلي بالجامعة .. وتدور رحى الحديث .. حصة : ما تلاحظون إنا كنا جريئات جداً في هالزيارة .. نورة : أكيد ..بس والله لو ما ريان أنقذ الموقف كان رحنا فيها ورررررطة.. نادية : صراحة بداية الزيارة كانت مخجلة بس في آخرها تمنيت انها تستمر.. نوال : ايه ..تستمر ويستمر ريان في سواليفه اللي ما تنمل مو سواليفك يا نادية : مشاء الله عليه ..الولد وسيم وحلو وأنطاه (أعطاه) ربي أسلوب يجنن.. نورة : ما لاحظتوا يابنات كيف منصور يعلق على سواليفه باستهزاء وسذاجة حصة : ما ألومه يغاااار ..تكفين يا نورة .. لا تجيبين طاري منصور وحركاته الاستفزازية .. نادية : ليه تكرهينه كذا؟؟ حصة : صار لي معه موقف قبل يومين بغيت أعطيه كف.. نورة : أقول خلونا في سيرة ريان وطاريه .. ليلى : شكل البنت معجبه في ريان .. وش رايك تتزوجينه أحسن؟؟!! كل البنات : ..وااااااو نورة : والله إنك قليلة أدب يا ليلووه .. وكلمتك هاذي مالها داعي ..بس اعتقد إن كلنا نتفق إن الفرق بينه وبين منصور زي ما بين الثرا والثريا..ولا انا غلطانه؟؟؟ نوال : عاد تكفون يابنات وش رايكم ندور أي مناسبة جاية من شان نكرر الزيارة نادية : بس نعطي الشباب قبلها خبر.. (كل البنات): أوكيه ..خلاص .. فكره .. أما الشباب بعد الزيارة.. خليفة : زيارة ما توقعناها كلش ..(لم نتوقعها أبداً) منصور : بس زيارة خفيفة وعادية ..بالعكس يأخي هم صديقاتنا مو أعدائنا!! بشار : وأنت الصادج (الصادق) يا منصور ..البنيات أثبتوا إنهم يعرفون الواجب .. ويغدرون الصداغة.. ريان : أي صداقة يا عم !! أخاف الشغلة تصير حلا .. رامي يقاطع ريان : بسبوسة هيه ولا بسبوسة أي حلا يا هووه .. أنت نسيت إنوه كان بينك وبين القبر خبطة راس ؟؟ مشاري .. يترك الجميع وينصرف ليغلق على نفسه الباب كعادته.. خليفة : خلونا نناقش الموضوع ليلة اليمعة (الجمعة) أحسن .. اجتمع الشباب ليلة الجمعة كالعادة .. أضاءة و مصابيح خافتة حول المسبح ..ووضعوا الحلويات والفواكه والمشروبات الساخنة على الطاولة .. ووضعوا موسيقى هادئة(كلاسيكية) .. وبجوار كل كرسي شيشة ..ثم انطلق الحوار كما خطط له حول زيارة صديقات القسم .. وما حدث أثناء تلك الزيارة .. ولا ريب أن هذا الموضوع هو من أشد المواضيع حساسية وأكثرها سخونة .. ارتفعت خلاله الأصوات وتعالت النبرات .. لتنشب حرباً ضروس.. ريان و(خليفة الغير متحمس) من جهة .. وبشار وسليمان ومشاري ورامي ومنصور في الجهة المقابلة.. أما حقيقة الحوار فقد كان ريان هادئ النبرة واثق النفس قوي الحجة سديد الرأي .. ويقابله من الطرف الآخر نبرات مرتفعة وضحالة رأي وضعف حجة .. وفي نهاية الحوار.. مشاري : ريان .. خلني أذكرك بشرطك يوم ييت ( جيت ) تسكن ويانا. ريان : تفضل يا مشاري.. مشاري : نسيت يوم قلت كل واحد له خصوصياته وحياته .. وما لأحد دخل فيها .. ريان : لا ما نسيت ..كمل.!! مشاري : هالحين أنت قاعد تدخل بخصوصياتنا يوم نبي نسمح بزيارة الصبيات.. ريان : الظاهر شكلك أنت اللي نسيت شرطي الأخير “ما نبي أي كبيرة”…….. مشاري يقاطع كعادته : بس زيارة صديقاتنا مو كبيرة..!! ريان : خلني أكمل .. وأضفت وأي عمل يفضي لكبيرة .. تذكرون ولا لأ؟؟يعني “ولا تقربوا الزنى”.. وبعدين مسألة زيارة البنات ماهي مسألة خاصة .. لأنها تهم الجميع وعلى فكرة ..أنا ما أتدخل بخصوصيات أحد والدليل أن دائماً كل واحد يقفل على نفسه في غرفته ويخرب علينا الجمعات ولا عمري كلمت واحد فيكم ..! منصور بكل غضب : طيب والحل يا حكيم الزمان .. نطردهم إذا جو مرة ثانية ؟؟ رامي : الحل في عمل تصويت ” وأمرهم شورى بينهم ” ..وش رايكم؟؟ ريان ” لله درك يا داهية .. أنت عارف أنه إحنا اثنين وانتو أربعة يعني مبروووك مقدماً.. بشار : كلام الله ما يزعل أحد .. خلاص الدعوى تصويت وديموغراطية .. فرح الشباب بهذا القرار .. والذي يسمح بزيارة الفتيات للقصر .. بل إن الفتيات أنفسهن كن أكثر فرحاً عند سماع الخبر.. فقد أصبح حظهن أوفر ونصيبهن أكبر في الاستزادة من النظر إلى ريان وبهائه .. وللاستماع إلى لذيذ خطابه.. على هذا أمسى ريان ليلته يحدث نفسه وقد صار بين نارين .. إما التعايش مع الغير وترك الأمور تسير كما قدر لها ” ولا تزر وازرة وزر أخرى” .. أو الانتقال لمكان آخر وترك القصر .. والجامعة أيضاً إذا لزم الأمر .. والرجوع والعودة للوطن.. إلا أن نفسه حدثته بالرأي الأول .. وهو عدم اليأس .. والصبر على مجريات الحياة .. وتحمل الابتلاءات .. وأن لا يستعجل الفرج ..وأن ما يمر به هو اختبار حقيقي لمعرفة الذات .. ومدى قوة الحصانة الداخلية والعزم ورباطة الجأش لديه .. على هذا يجب أن يثبت ولا سبيل غير الثبات.. تمر الأيام القلائل وكأني بالفتيان والفتيات على صفيح من نار .. ينتظر الجميع حدوث أي داع .. أو وقوع مناسبة من أجل أن تحدث الزيارة .. ويقع اللقاء .. يقترح منصور إقامة دعوة لصديقهم حسام ..كزيارة أولى له في القصر .. وقد اكتشف ريان المغزى وعرف الهدف .. لم يناقش الموضوع ولم يدل بدلو .. وكأن الأمر لا يعنيه .. أما التجهيزات لم تكن معدة لزيارة فقط .. بل كانت تجهيزاً لحفل ساهر وصاخب .. فاليوم هو عطلة نهاية الأسبوع .. كما أن الجلسة لم تكن في مكان استقبال الضيوف .. بل كانت على ضفاف المسبح ..وأيضاً الموسيقى الهادئة استبدلت بأخرى صاخبة .. كل هذه التجهيزات الغير مبررة وغيرها أمارة واستقراء على أن ما سيحصل ليس مجرد زيارة كما زعموا .. يأتي حسام إلى القصر لمجرد الزيارة كما كان الاتفاق .. فيصعق عندما وجد أن المسألة أضخم مما تخيل .. وتعجب بل صدم من محبة زملائه له .. ووفائهم معه .. وإحسانهم إليه .. وإكرامهم إياه .. لم يعلم ذلك المسكين أنه استخدم طعماً لجذب ضيوف أهم منه .. وأنه كان مجرد وسيلة للقاء العاشقين ..وأنه ليس هو المقصود ..وما قدّم له لم يكن من باب كرم ولا جود.. وبعد دقائق من استقبال الضيف حسام يرن الجرس .. ليقدم الضيوف المعنيون أصلاً بالحفل .. يقدمون بشكل يختلف عن سابقه ..فالزيارة الأولى كانت خجولة وظاهرة الارتباك والقلق .. أما هذه المرة فالخطوات جريئة ..والأعصاب مرتاحة .. والأنفاس هادئة .. كما أن دخولهن لم يكن رسمياً في صالة القصر .. بل أصبح اليوم على ضفاف المسبح ..في أجواء تعدت الشاعرية إلى الرومنسية .. اجتمع الفتيان والفتيات بحسام ..عدا ريان بقي في غرفته .. حسام : ايه يا قماعة هو ريان مش موقود ولا إيه ؟؟ مشاري : احححم ..موجود بس الظاهر يالس يغير هدومه ..لا تفوتك هالبسبوسه إكل منها ترا وايد زينه.. حسام : متشكر أوي ..دنتو مسبتوش حاقه متشكر والله.. رامي بنفاق : تستاهل يا حسام .. خليك تعرف قدرك ومعزتك عندنا نادية : ماكو أعز علينا منك يا ولد الأبلى( أمه محاضرة ورئيسة القسم ) …ههههه .. بس واللي يعافيك خليها تنطينا (تعطينا ) درجات كويسه على مود ( من أجل ) ننجح بتفوق .. ليلى : لا تكفا واللي يرحم والديك لا تقولها شي ..أخاف ترسبنا كلنا.. حصة بخجل وتشير إلى ليلى : هههه الوالدة شديدة الله يهداها .. بس هم طيبة وحبوبة حيل ههههه رامي : والله شكلنا كل أبونا وأبو القسم راح يعيد عند أمك خخخخخ وأثناء الحديث انطلق خليفة الى ريان في غرفته.. خليفة : ريان وينك ..حسام ينطرك (بنتظرك) ريان : ماني نازل دام هالبنات هم ضيوفكم الحقيقيين.. خليفة : مشاري قال لحسام انك تلبس وياي في الطريج (الطريق) .. لا تفشلنا.. ريان : شوي واجيكم لبس ريان ملابسه ونزل للقاء حسام .. وعندما وصل تفاجأ بأن وجوه البنات متغيرة ..وأن مساحيق الجمال قد بدت واضحة جلية .. كما أن نورة قد انضمت لركب نازعات الحجاب( المتبرجات)..رحب ريان بحسام بشكل بارد غير معتاد ..ليفهم منه أنه لم يسعد بالضيوف الآخرين (الفتيات) كما كان حال البقية .. جلس بجوار حسام من الناحية المقابلة للفتيات .. وأثناء المجلس انطلق حسام يتحدث ويتفكه في المجلس زعماً من عند نفسه انه ضيف خفيف وظريف .. فلم يكد يبلع ريقه حتى يهم بقصة أخرى بحماس منقطع النظير .. ومن قصة إلى موقف إلى نكته .. وفي تلك الأثناء كانت نادية تطلق سهاماً شيطانية من عينيها ..فتطالع ريان من حين لآخر .. فإذا ما نظر إليها جعلت تكسر نظراتها إلى الأرض بغنج ..محاولة بجهد اقتحام قلبه .. والتوغل في صدره .. تملل البقية من حسام .. حيث أن وجوده أصلاً لم يكن هو الهدف .. وأصبح الجميع يتمنى ذهابه .. ليترك مجال الحديث لغيره ولريان بالذات .. ولتسنح الفرصة أيضاً لتجاذب أطرافه (الحديث) بين الجنسين .. فلهذا الغرض أقيم الحفل ..!! رسم سليمان بسرعة بديهته خطة سريعة للتخلص من حسام .. وهي أن يدعوه إلى جولة (تفقدية!!) داخل القصر .. لتترك زمام الحديث لأهله .. ولينتهي الحديث بريان .. “يا باري القوس برياً لست تحسنه *** لا تظلم القوس أعط القوس باريها” نجحت الخطة .. وانطلق سليمان ممسكاً بيد حسام ليبعده عن المجلس ..وعندما انصرفا تفاجأ الجميع بأن ريان قد استأذن هو الآخر بحجة صداع في رأسه .. ليفقد الليلة أنسها .. وليترك للبقية الاستمتاع بأحاديث السمر كما خططوا.. لقد وجد ريان آثار تلك السهام الشيطانية والنظرات العاشقة في نفسه تلك الليلة .. بدأ يشعر بانجذاب وميول لتلك الفتاة (نادية) وإن كابرت نفسه وحاولت التهرب من الواقع .. فالقلب أصيب بسهامها .. والعقل مشغول بجمالها .. وفي صباح اليوم التالي دخل ريان إلى القاعة مبكراً .. جلس ينتظر قدوم (نادية ) بكل لهفة وشوق .. وما إن دخلت القاعة حتى التقى نظره بنظرها .. وعينه بعينها .. هكذا العشاق يبحثون عن بعضهم .. هذا الواقع الذي لا مفر منه وهذه الحقيقة التي لا منجى منها ..وإن كذب العاشق على نفسه فالقلب قد مال والعين قد زاغت .. أليس وعدتني يا قلب أني *** إذا ما تبت عن ليلى تتوب فها أنا تائب عن حب ليلى *** فمالك كلما ذُكِرت تذوب؟؟ عاد ريان إلى القصر .. فلما غابت شمس ذلك اليوم وأرخى الليل سدوله .. جلس مسترخياً على ضفاف المسبح ..تمنى لو أن ضيفة الأمس (نادية) جالسة بجواره .. يحدثها وتحدثه .. ينظر إليها وتنظر إليه .. يلاطفها وتلاطفه.. نعم هكذا هي خيوط الحب تنسج شباكها لتصطاد الفرائس ..فهل سيكون ريان أحد هذه الفرائس.. الفصل الرابع في اليوم التالي .. انتظر ريان نادية بفارغ الصبر .. وصادف أن تغيبت عن الجامعة لظروف صحية .. فشعر بوجود فراغ .. وملل وضجر لأنها غير موجودة أمام ناظريه .. فترك جميع المحاضرات وعاد للبيت في وقت مبكر على غير عادة .. ودخل غرفته وأغلق بابه .. واستلقى كعادته على السرير ثم أطلق العنان لتفكيره .. وليحدث نفسه .. ما الذي أصابني وماذا دهاني ؟كيف كنت ؟؟وأين صرت؟؟ تباً لمبدأ التعايش .. وتباً للقصر وأربابه .. كيف لنفسي أن تهوى فتاة متبرجة .. بل منسلخة الحياء ..ألم تكن نظراتها إليّ تدل على أن الحياء قد نزع منها ..ألم تكن تهزأ من نبيلة ومن حجابها ؟؟ أليست تمازح منصور؟ .. وتداعب بشار؟ .. وتتضاحك مع مشاري ..؟؟ هل انتهكت براءة السجية ؟؟وهل ذبحت الفطرة السوية؟؟ شتان ما بين أهل الفضيلة وأهل الرذيلة..!! سأترك حبها من غير قبح *** وذاك لكثرة الشركاء فيه إذا وقع الذباب على إناء *** رفعت يدي ونفسي تشتهيه وتجتنب الأسود ورود ماء *** إذا رأت الكلاب ولغن فيه وبعد تلك المراجعات ومحاسبة النفس .. تذكر أمه الصالحة العابدة .. تذكر صلاتها ودعاءها وحياءها وعفافها .. وكيف عاش معها عندما كان يلجأ إليها في شدته .. أمسك بهاتفه يقلب في الرسائل القديمة .. فهذه من أمه وهذه من أخيه فهد .. وتلك من أبناء الجيران .. وأخرى من زملاء الثانوية .. ما أسعد تلك الأيام .. لا ولن تعود .. ولا ولن أعود كما كنت صغيراً .. خرج من قائمة الرسائل ليفتح قائمة الأرقم المحفوظة .. يمر عليها اسماً اسماً .. وكلما انتقل إلى اسم تنتقل فيه الذكرى لأيام خلت وسنين مضت .. في هذه اللحظات تماماً تقاطرت دموع اكتنزها ريان كل تلك الفترة ..لتنزل من عينيه متدفقة حارة .. وأنه لا بد من إنهاء هذه المعاناة بأسرع طريقة .. فالحمل ثقيل .. والدرب طويل ..والأرض ضاقت بما رحبت .. والسماء تتناقص كلما اتسعت .. وقد صار الليل كله كوابيس .. ويمر النهار تحت وساوس إبليس .. وبينما هو كذلك يقلب أرقام الهواتف .. مر على رقم رجل اسمه (أبوعامر) .. توقف رويداً وتذكر لحظات وداعه لفهد .. عندما أعطاه هذا الرقم .. فمن هو أبوعامر ؟؟ رجل يماني .. عاش في السعودية ردحاً من الزمن .. كانت تربطه علاقة شراكة تجارية ومقاولات معمارية مع والد ريان .. وأثناء حرب الخليج الأولى فض الشراكة وانتقل إلى ألمانيا .. مكث هناك عشر سنوات خسر فيها كل ثروته .. عاد لبلده اليمن ليقضي بقية عمره في قريته الجميلة وريفها الهادئ .. والتي تبعد عن المدينة قرابة الأربعين كيلومتر.. وفوراً يتصل ريان برقم أبوعامر.. ريان: السلام عليكم.. أبو عامر: وعليكم السلام .. ريان : كيف الحال ياعم ابوعامر.. ابوعامر : والله بخير .. من معي يا ولدي ترا ما عرفت صوتك؟ ريان : معذور يا عم أنا ريان ولد صديقك ابو فهد.. ابوعامر : مرحبا يا ريان .. مشاء الله اذكرك وانتا لسا زغير .. خبرني فهد اخوك قبل يمكن شهر انك هانا في البلاد.. ريان : اعذرني يا عم والله اني مقصر معك .. وكنت ناوي اجيك زيارة !!بس انشغلت في الجامعة.. ابوعامر : غلطان يا ولدي ما جيتني من الاول .. البيت عندي كبير وبعدين ما فيش مسافة بعيدة عن القامعة حقتك ..تعال يا ولد اسكن معانا .. عيب تروح تستأقر(تستأجر) واحنا موقودين .. وتعال نشتي نذوقك المُرَيْسي والفحسه والبُرمَه والمَدَره (أكلات يمنية شعبية) .. ههههه ترا ابوك صاحب أفضال كبيره الله يرحمه .. ريان : هههه اذا جيتك يصير خير ان شاء الله ابوعامر : أنا فاضي على طول وفي أي وقت الله يحيك البيت بيتك .. وتراك في حسبة ولدي لأن أبوك كان أخ .. ريان : احتمال أمر اليوم اسلم عليك ..بس عطني وصف البيت لاهنت .. ابوعامر : الله يحيك وخذ الوصف ………………………………….. أغلق ريان الهاتف وقد تنفس الصعداء .. فهذا أبوعامر يطلبه أن يسكن معه دون أن يعلم عن مرارة المعاناة التي يتجرعها ريان ليلاً ونهاراً.. فلما استحكمت حلقاتها فرجت *** وكنت أظنها لا تفرج بعد صلاة العصر مباشرة .. حمل ريان حقائبه متجهاً إلى بيت العم ابوعامر .. وعند وصوله إلى القرية .. التفت يمنة ويسرة .. وقد أسر لبه جمال الطبيعة .. كانت المناظر أشبه بالحلم .. فبعد صخب المدينة .. وازدحام شوارعها .. وتلوث هوائها .. وانفتاح أهلها .. يصل ليعيش بقرية ساحرة .. وجبال باهرة .. جنات كثيرة .. وثمار وفيرة .. نساء للحبوب تذرى .. ورجال للبهائم ترعى .. حشائش وأشجار .. جداول وأنهار .. وغيوم وأمطار .. ” أرض طيبة ورب غفور”.. مابين لمحة عين وانتباهتها *** يغير الله من حال إلى حالِ.. يصل ريان إلى باب منزل أبوعامر .. منزل شعبي متواضع كتواضع أصحاب الريف .. يمتاز المنزل بكبر حجمه وكثرة غرفه .. وهناك يقابل العم أبوعامر ريان كعادات القبائل والشعوب العربية .. يرحب بضيفه كل ترحيب .. ويكرمه أشد ما يكون الإكرام .. أبو عامر(رجل قصير وممتلئ .. يرتدي ملابس افرنجية .. متأثر يحياته في ألمانيا .. منفتح بشدة .. يدخن السيجار الأمريكي نهاراً والغليون ليلاً .. يقضي أغلب ليله في جلسات خاصة مع بعض زملائه تعرف باسم التخزين (تعاطي نبات منشط معروف يسمى القات) وتستغرق التخزينة أكثر من ست ساعات .. لذلك قلما يتواجد بين أسرته .. وبعد هذه الحفاوة في الاستقبال يأخذ ابوعامر بيد ريان ويدخله المنزل .. والغريب في الأمر أنه لم يدخله المجلس كما كان متوقع بل أدخله إلى صالة المعيشة الداخلية .. نعم أدخله على زوجته أم عامر وابنته نهلة ..وابنيه عامر وياسر.. أم عامر( عجوز خمسينية تدل ملامحها على آثار حسن في الصبا .. إلا أنها غير متدينة كما أنها لا تغار كثيراً).. نهلة(فتاة في غاية الحسن والجمال عمرها عشرون ربيع .. ممشوقة الجسم .. رقيقة البدن .. طويلة الشعر .. تحمر وجنتها عند الخجل ..وكأن الأنوثة تتقاطر منها).. (عامر) .. صبي في الصف الثالث الابتدائي .. (ياسر) في الأول ابتدائي.. دخل ريان في موقف لا يحسد عليه من الحرج فألقى السلام على الجالسين دون التفات .. فرد الجميع السلام سوى نهلة .. التي أعجبت اشد العجب بملامح ريان ..لا أعلم أتراها تلعثمت ؟؟ أو أنها ردت بصوت خافت من شدة الحياء ؟؟ أم أنها لم ترد السلام البتة؟؟ التفت إليها فإذا هي منكسة رأسها في تبسمٍ خجول .. وقد احمر خدها .. ووضعت كفها الأيمن على فمها .. أما كفها الأيسر فقد أدلت به خمارها من فوق رأسها إلى وجهها .. تكفؤاً وتمنعاً.. ثم إنها لم تطق الجلوس أكثر فقامت تمشي مهرولة وتركت المكان ودخلت إلى خدرها .. هيهات لا تخفى علامات الهوى *** كاد المريب بأن يقول خذوني جن جنون ريان بما رأى من حسن الفتاة وجمالها .. فعجباً لحظه ماذا دهاه .. وعجباً وعجباً لهذا القدر ..!! وجميل ما برحنا نتمنى البعد عنه *** غبنا عنه لنسلى جاءنا أجمل منه جلس ريان يتجاذب أطراف الحديث مع الأسرة .. وكان أكثر ما تناوله موضوع إقامة ريان بينهم .. تردد كثيراً بعد ما رأى من حسن الفتاة .. خوفاً أن يقع في شراك ما فر منه .. ولكن بين إسرار أبوعامر وإلحاح ام عامر اقترح ريان أن يمكث بينهم لمدة قصيرة الأجل (شهر واحد فقط) .. يجرب خلالها حياة الريف الهادئة .. مضمراً في نفسه مقاطعة تلك الفتاة .. خشية أن يبتلى بداء الحب والذي أذل جبابرة الرجال .. وكان له ما طلب .. أمضى ذلك الأجل بسعادة وسكينة واستقرار .. لم يتفوه بكلمة واحدة مع تلك الفتاة ولم تحدثه هي أيضاً خلال تلك الفترة .. ولم يكن بينهما سوى تبادل نظرات سريعة مسروقة .. وربما أن الوقت سيكون كفيلاً بأن يطور العلاقة والتي بدأ يتغير نمطها من نظرات سريعة إلى بسمات عريضة.. وعودة للجامعة وللزملاء الذين ما برحوا يحاولون إقناع ريان بالعودة إلى السكن معهم .. فقد دبت الفرقة وثارت النزاعات والمشاكل بينهم .. والسبب في ذلك يعود لتطور علاقات الصداقة لتصبح علاقات غرامية بين الفتيان والفتيات .. وهذا من شأنه زرع التنافس والتباغض والتغاير بينهم البين .. كما أن ريان قد عاد لوضعه القديم مع نادية وباقي الفتيات من حيث الرسمية في التعامل وعدم التداخل معهم .. وقد تقدم إلى عميد الجامعة بطلب لنقله إلى قاعة أخرى أو قسم آخر .. أما بالنسبة للقرية والفتاة نهلة فبعد مدة تجاوزت الشهر .. تغير فكر ريان وتغيرت توجهاته “فكثرة المساس تميت الإحساس” فهو يعتقد ويؤمن أنه لابد من التعاطي مع الطرف الآخر والجنس الناعم بنوع أكبر من الجرأة .. فالنفس ملت ولن تستحمل الخسائر المتتالية .. ففي ما مضى خسر القصر وأهله .. ثم خسر الفتيات المعجبات وخصوصاً نادية .. واليوم آن الأوان للتصرف بلباقة وجرأة .. كما آن أوان كسر هذا الحاجز من الخوف والخجل .. وقد نسي أن خوفه كان من الوقوع فيما هو أكبر .. وأن خجله كان حياءً من الله العظيم الأكبر .. عزم الأمر على أن يلتقي بنهلة .. وأن ينهي معاناة الصمت الطويل .. فجعل يفكر كيف السبيل إلى وصالها .. والطريق إلى لقائها.. وفي عتمة ليلة من الليالي وبعد المغرب .. دخل ريان إلى مخزن الحبوب .. يترقب دخول نهلة والتي اعتادت دخول المخزن لتجهيز العشاء كل مساء .. وقف خلف الباب ينتظر دخول نهلة .. بأطراف باردة مرتعشة .. وبرأس يقطر عرقاً من هول ما أحس به .. وبعدما دخلت وأنارت المصباح رأته واقفاً أمامها .. لم تتفاجأ بوجوده لأنها كثيراً ما كانت تراقب خطواته وتحركاته .. مما جعلها تظن مرتابة أنه هناك .. وقفت تنظر إليه وتبتسم دون كلام .. ثم صرفت النظر عنه لتأخذ غرضها من المخزن حينها.. ريان : ليه لحقتيني ؟؟ نهلة : إلا أنت ايش تعمل هنا يا ريان ؟؟ ريان وقد ارتد بعض نفسه : زي ما تشوفين .. انتظرك!! نهلة : تنتظرني ليه ؟؟ عسى ما شر ؟؟ ريان : أنتي عارفه البير وغطاه .. بلاش نلف وندور .. فيه كلام لازم اقوله لك.. نهلة : غريبة !!.. تنازلت حضرتك وكلمتني!! ريان بحنكة : والله أنا الضيف .. ولازم اتي اللي تكلميني .. وبعدين يوم سلمت عليكم أنتي الوحيدة ما رديتي السلام .. وكأني ماني بشر؟؟ نهلة (تُعَجب برده) : ههههه .. طيب ولا يهمك .. وعليكم السلام .. هاااه ان شاء الله ارتحت !! ريان : اصلاً ارتحت من يوم ما تكلمنا مع بعض هههههه نهلة : شكل الكلام معك ما ينمل .. وش رأيك نكمل كلامنا الليلة .. لأن أمي الحين تنتظرني أعجن لها الدقيق .. اسمع نتقابل الليلة فوق السطح بعد ما يناموا إخواني يعني على الساعة وحدة في الليل ؟؟ ريان : حلو .. وهناك نسولف براحتنا.. نهلة ..بس على شرط هام .. توعدني وعد انك ما تلمسني أبداً .. وأنت عارف من ايش أخاف .. ريان : أكيد من الكبيرة .. أنا كان عندي نفس الشرط “لا مساس ” وأنتي سبقتيني ..عموماً هذا وعد مني بإذن الله عند الساعة الواحدة ليلاً لبس ريان ثوبه وشماغه .. وتعطر وتأنق .. ثم اتجه إلى الموعد المنتظر .. في أشد حرص وأكبر حذر .. صعد فوق السطح فإذا بنهلة قد سبقته ووضعت فراشاً ومتكأً للجلوس والسمر .. قدم إليها وإذا بها قد لبست أجمل ما لديها .. وأسدلت شعرها من خلف كتفيها .. محناة اليد .. ناحلة القد .. وجهها صبوح وعطرها يفوح ..مفلوجة الأسنان .. ناعمة الكف رقيقة البنان .. البشرة بيضاء .. والعين حوراء ..شفاه كالجمر حمراء .. وجبين متسع فهي غراء .. إذا مشت خفت .. وإذا جلست حطت .. كما أنها قد وضعت سلة بها رمان وفي يدها كيساً به أثواب .. فرحت بقدوم ريان كفرح أحدنا بقدوم المطر ..ثم أخذت تردد أشعاراً غزلية تريد من ذلك استدرار الكلام واستنطاق لسان ريان .. وقد نجحت في مكرها ..فقام يرد عليها بأحسن الكلمات وأجمل العبارات وأفخر الأبيات .. ثم طلبته أن يخلع الثوب والشماغ وأن يلبس ما في الكيس .. ملابس يمانية تراثية (إزار ورداء وعمامة وخنجر) فاستجاب لها أيضاً لتكون السهرة على أشدها .. وليظهر جماله أكثر وأكثر .. فتسري معها غراميات العشاق .. وأحاديث المشتاق .. في ليلة ساحرة .. و نجوم ساهرة .. وكما هو حال قانون أسعد الأوقات .. ساعاته تمر كالثواني واللحظات .. وبعد الفراغ من الحديث جاءت دقائق صمت غريبة .. أمعن ريان نظره فإذا برقرقة دموع نهلة تسطع في حلكة الليل ..وتتقاطر على خديها .. وقد أعطى الأمر مدلولاً على وجود أمر خطير أو سر دفين ..سألها ريان عن سر تلك الدموع المنهمرة والأحزان المنغمرة .. وما تخفيه من غريب قصص ..؟؟فأخبرته نهلة أنها ستفشي له سراً شريطة أن يحفظ سرها للأبد ..أعطاها الأمان وقصة عليه الخبر وهو.. أن والدها قام بتزويجها بكهل طاعن في السن .. كصفقة تجارية بينهما .. تزوجها بثمن بخس دراهم معدودة .. ثم استطردت في وصف علاقتها به .. وأنه لم يقم بحقها كزوج .. وقد استعملها كجارية تخدمه وتخدم زوجته الأولى ..فتتلقى ألوان الذل وأنواع المهانة منها ومن أبنائها والذين يكبرونها سناً .. العاب فلاش - لعبة جاتا - لعبة سب واي - لعبة الجني الازرق - لعبة غامبول - العاب هازل - لعبة ميزان الحب - العاب تسوق - العاب بنات ستايل لعبة فن رن - لعبة البيانو - العاب فرايف - العاب تقبيل - لعبة جاتا - سابوي - لعبة طرزان - لعبة كراش - لعبة البيرة لعبة جراند - لعبة جزر عيش سفاري - لعبة المزرعة السعيدة - لعبة سيف المعرفة - لعبة بلياردو - لعبة السمكة - لعبة ماين كرافت - لعبة الحب - لعبة ماريو لعبة حرامي السيارات - لعبة زوما - لعبة مغامرات - لعبة ماهر - لعبة الحياة - لعبة فندق العائلة - لعبة توم وجيري - لعبة سبونج بوب - لعبة جراحة القلب لعبة القط توم - العاب بنات 2014 - لعبة البيتزا - لعبة وادي الذئاب - لعبة الزومبي - العاب مصارعة - لعبة تفحيط - لعبة موتوسيكلات - لعبة سباق الموت العاب سكس - العاب تقبيل - لعبة ضربات جزاء - لعبة تحطيم السيارات - لعبة سونيك - لعبة الطيور الغاضبة - لعبة الجني الازرق - لعبة التمساح والماء - لعبة المارد لم تطق صبراً على هذه الحياة .. فطلبت منه أن يجعل لها بيتاً خاصاً .. كحق من حقوقها عليه .. فحقق طلبها .. إلا أن هذا الكهل لم يكن ينفق عليها .. فلا مأكل ولا ملبس .. ولا حتى يدخل بيتها في الشهر سوى مرة أو مرتين .. فطلبت منه مراراً أن يحسن إليها .. ومرات أخرى أن يطلقها .. ثقلت بها الهموم .. وزادت عليها الغموم .. فقررت التخلص من هذا الوضع الكئيب ..والأمر الجد مريب.. ففي إحدى زياراته القلائل .. وعندما حان وقت صلاة العشاء .. شرع الكهل بالصلاة .. وسوس إليها إبليس أن تخلصي منه .. فقامت من خلفه وقد حملت سكيناً وانتظرته حتى خر ساجداً .. وبينما هو كذلك جاءت من خلفه .. وطعنته بالسكين بين كتفيه .. فوقع ساقطاً على جنبه يسبح في دمه .. يئن ويتألم .. وهي ترقب انقطاع أنفاسه .. وتعد ثواني احتضاره ..حتى فاضت روحه ميتاً .. ثم نزعت السكين من ظهره بعد أن اطمأنت بشخوص بصره .. وبرودة أطرافه .. أنه فعلاً قد أصابته مصيبة الموت .. أخفت السكين بعيداً عن الأنظار .. وبدأت تصرخ وتولول .. وتبكي وتنوح .. ” لقد قتل حبيبي بدم هدر” .. ثم إنها طلبت زاعمة أمام الناس أنها ستأخذ بثأره إن عرف القاتل .. وكشف الفاعل .. كل هذا الصياح هو كيد نساء وغدر بحر.. وبعد سماع ريان لهذه القصية الغريبة وبعد اندهاشه لجرم الحدث .. أصابته صدمة .. فكره النساء وخاف من الحب وقرر هجر الغرام .. فهو يكاد لا يعي ما سمعه من هذه الفتاة الناعمة الحسناء الرقيقة .. أيعقل أن يخفي جمالها ودلالها قلباً يفتت صم الحجر ؟؟!! ما هذا التناقض ؟؟ كيف تشترط عدم المساس خشية الوقوع في الكبائر .. وهي التي أقدمت على قتل رجل ساجد في صلاته ؟؟!! أليس هذا من أعظم الكبائر ؟؟ سحقاً لجمال وجه يحمل قلباً بشعاً .. عجباً للزمان في حالتيه *** وبلاءٍ وقعت منه إليه رب يوم بكيت منه فلما *** صرت في غيره بكيت عليه ثم انصرف إلى غرفته ونزع ملابسه التي أعطته إياها .. ولبس ثوبه وشماغه وعقاله .. وجمع ما اجتمع من أغراض مهمة .. حزم حقيبته .. وغادر البيت في وقت السحر (قبيل الفجر) .. فعلاً لقد مات غرامه وتبددت أحلامه .. فتنازل عن مبدأ التعايش والذي ضحى من أجله كثيراً .. كما أنه تنازل عن دراسته الجامعية وتركها .. وسار إلى بلده .. ليعمل في تجارة والده مع أخيه فهد .. وقد أعاضه الله بأن تزوج بفتاة متدينة ومن أسرة كريمة طيبة .. يريد زوجة تحفظه في نفسها إذا غاب .. وتسره إذا أقبل .. وتشير عليه إذا اهتم .. وتعينه على نوائب الدهر .. وليأمن من كيد النساء وغدرهن .. “فاظفر بذات الدين تربت يداك”.. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|