آخر 10 مشاركات
دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-09, 02:14 AM   #11

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



الفصل الثالث



- لماذا غادرت ؟ سألها جوردان ثانية لماذا قبلت النقود التى عرضها عليك والدي ؟

لم تستطع ماريكا الكلام وكانت دموع الإهانة قد صعدت إلى عينيها واختنقت الكلمات فى حلقها .
- كيف تستطيع أن تكلمنى بهذه الطريقة ؟ استطاعت أخيرا أن تنطق بهذه الكلمات وتابعت : كيف توجه لى اللوم لأننى غادرتك وكنت قد بعثت لي بوالدك وبقس خاطيء ؟ حتى إنك لم تكن لتملك الجرأة لتكلمنى فوجهت لي خطابا يحمل بضع كلمات سخيفة . اتصلت بك ولم أتلق منك جوابا قط .
لقد أوحيا لي أنني سأكون عقبة في طريق مستقبلك السياسي الكبير . استطاعت ماريكا بصعوبة أن تلفظ هذه الكلمات الأخيرة وهي تشهق بألم .
اصفر وجه جوردان وأراد أن يضع يده على كتفها وإذا بها تنسحب بحركة عصبية .
صرخت ماريكا :
اذهب . اختف حالا ! لا أريد رؤيتك أبدا !
اللهجة العنيفة التى كانت تصرخ بها ماريكا جعلت جوردان يغادرها , فخرج مسرعا من المختبر .
ما كان من ماريكا إلا أن أطاحت بوعاء كبير مملوء بمادة عطرية ملونة باتجاه الباب بحركة عصبية لم تفكر فيها .
صرخت روث التي قدمت على صوت الضجة :
ماريكا ! ماذا حصل ؟
ارتمت ماريكا باكية بين ذراعي روث التي سحبتها باتجاه الاريكة .
سألتها ماريكا :
- هل غادر ؟
- من ؟
السيد فاريل ؟
- أجل , لقد التقيت به أمام المصعد , لكن ماذا جري ؟
هزت ماريكا رأسها كمن لايريد الكلام .
سألتها روث بعد قليل من الصمت :
- أرجوك ماريكا .. أنا أعرفك منذ خمسة عشرة عاما ولم أرك قط في مثل هذه الحالة , تعرفين جيدا أنك تستطعين الوثوق بي . فأنت تعرفين السيد السيناتور من زمن بعيد . أليس كذلك ؟
هزت ماريكا رأسها بالإيجاب .
وهل تعتقدين أنه على علم بوجود توماس ؟
رفعت ماريكا ذقنها ونظرت إلى روث وكلها خوف .
- أتعرفين , قالت روث , ليس من الضروري أن يكون الإنسان حاذقا , حتى يلاحظ الشبه بينهما , فالشبه واضح جدا .
- يا إلهى ! تمتمت ماريكا , وهى تخفى وجهها بين كفيها , لا جوردان لا يعرف أبدا بوجود توماس ولن أجعله يكتشف هذا أبدا .
سألتها روث بصوت هاديء :
- على كل ألا تعتقدين أنه من حق توماس أن يعرف بوجود أبيه ؟
ترددت ماريكا ثم قالت :
- إنه كبير الآن , أجل .. أعتقد أنك على حق . قالت ذلك بعد صمت طويل سوف أخبره عندما يبلغ سن الرشد .
أخذت ماريكا تفكر في كلام جوردان . فهي كانت قد قبلت النقود التى عرضها عليها العجوز فاريل , مقابل أن تغادر بوسطن . كانت قد فكرت في أيام الدراسة الصعبة . كما فكرت في والديها اللذين كانا بصعوبة يستطيعان تأمين ما يلزم للمطعم الجديد . لم يكن باستطاعتها أن تطلب منهما المساعدة مطلقا , لذلك كانت النقود التي عرضها عليها العجوز ضرورية جدا حتى تجد عملا تستثمره فيه , لقد تذكرت جيد ذاك اليوم الذي وضعت فيه النقود في المصرف حيث أبدي الموظف دهشته هو يشاهد اسم فاريل على الشيك الذي يحمل ختم مصرف مورجان الشهير .
حاولت روث تهدئة ماريكا قدر استطاعتها وطلبت إليها أن تعود إلى المنزل قبل انتهاء فترة ما بعد الظهر.
أمضت ماريكا وقتا طويلا فى شرفة منزلها فقد كانت هوايتها في تنسيق النباتات الوسيلة الوحيدة التى تبعدها عن المشاكل . كانت الساعة قد قاربت على السادسة مساء عندما نزعت ماريكا قفازيها البلاستيكيين وجلست إلى مكتبها الفخم المصنوع من خشب الباليساندر والموجود فى زاوية الغرفة , وماهى إلا ساعة تقريبا حتى كانت سلة المهملات قد امتلأت بالأوراق , كانت قد قررت أن تكتب رسالة إلى جوردان لكن عبثا لم تجد الكلمات المناسبة .
كانت الساعة قد قاربت التاسعة مساء عندما دق جرس الباب . نظرت ماريكا إلى ساعتها وتساءلت : من ذا القادم دون موعد سابق ؟
كان ظل جوردان المرتسم على أرضية المدخل قد جعل الدماء تجمد في عروقها ثم عاود قرع الجرس من جديد , ففتحت ماريكا بحركة عصبية .
سألها جوردان بصوت كئيب :
- هل أستطيع الدخول للحظات ؟
ودون أن تجيب أشارت له ماريكا بالدخول إلى غرفة الاستقبال .
قال جوردان بعد أن ألقى نظرة سريعة على الغرفة . كانت تبدو عليه العصبية وكمن لا يستطيع أن يجد مبررا لزيارته المتأخرة :
- شقتك جميلة .
ماريكا أريد أن أعتذر لك عما حصل بعد ظهر اليوم .. لقد كنت أخرق بالفعل لكن .. والتقط أنفاسه مجددا واستجمع شجاعته لمتابعة الحديث :
قلت لى إنك اتصلت بي عندها .. فهل تتذكرين الوقت الذي غادرت فيه ؟
ومن أجابت على الهاتف ؟
- لقد كانت سيدة مزعجة بما فيه الكفاية من أكدت لي أنها تقوم بخدمة السيد جوردان .
- الخادمة ! لكنها لم تذكر لي شيئا عن مكالمتك : أقسم لك !
- أصدقك , قالت ماريكا وهى ترفع عينيها , أما بالنسبة للنقود التي أعطاني إياها والدك فقد كانت الوسيلة الوحيدة أمامي لمساعدتي على مغادرة بوسطن والتسجيل فى جامعة أخرى . فأنا لم أشا البقاء في الجامعة نفسها خشية أن ألتقى بك فقد كان ذلك سيسبب لي ألما كبيرا . كما أننى لم أكن أريد أن أعيش هذه المعاناة بعد أن كنا نعيش معا , فلا يجوز أبدا أن تدمر صورة ذلك الحب .
سألها جوردان وهو يقترب منها :
- لكن , لم تقولي لي إلى الآن لماذا وافقتهم على فسخ زواجنا ؟
- لكنك أنت من أردت هذا الانفصال , صرخت ماريكا , فلم تكن تريد أن يكون هناك أية عوائق في طريق مستقبلك السياسي , فالفتاة من أصل مجري مهاجر لا تستطيع أبدا أن يكون لها أثر في عائلة فاريل العريقة ..
- ماريكا ! كيف استطعت أن تصدقى كل هذا ؟ فأنت الوحيدة التي تعرف كم أحبك وإلى أى حد أرتبط بك .
قطب جوردان جبينه وهو يسألها : لكن عن أى رسالة تتحدثين ؟
قالت ماريكا بعينين مليئتين بالدموع :
- الرسالة التى أحضرها لى والدك عندما أتى لزيارتي بصحبة ذلك الكاهن , لم يكن بها سوى بضع كلمات تعلن نهاية كل شيء .
- لكني لم أكتب قط أية رسالة ! ولم أذكر شيئا كهذا ! أجابها جوردان متعجبا , هل مازلت تحتفظين بهذه الرسالة ؟
أجابت ماريكا , أجل ما زلت أحتفظ بها .
بعد قليل من البحث في درج مكتبها قدمت ماريكا ل جوردان ورقة صفراء قديمة كان يبدو واضحا أنها متهالكة من كثرة القراءة .
تمتم جودان وهو يقرأ الأسطر :
- هذا بشع ! أوصل به الحد إلى أن يقلد خطي ليصل إلى مبتغاه ؟
- عمن تتكلم ؟
عن والدي ! أنت تعرفينه . فقد كان معارضا تماما لزواجنا , فعندما أخبرته بزواجنا اعترته ثورة غضب عارمة ولم يحدثني بعدها لعدة أيام ثم فجأة وذات صباح أخذ يتودد لى واصطلحنا . كان على بالتأكيد أن أشك في أنه قد حضر لهذه الخطة الشيطانية . في البداية كانت تلك الزيارة الليلية التي قام بها إلى شقتك بصحبة ذلك الكاهن العجوز الذي كان صديقا للعائلة . لكن والدي كان على يقين أن التهديد لن يأتي بنتيجة لذلك فكر في تقليد خطي وتزوير هذه الرسالة .
أعاد جوردان الورقة إلى الطاولة وارتمي على الكرسي .
- أنا أكرهه ! همس من بين أسنانه .
أنا أكرهه !
وساد صمت ثقيل فقد كان كل منهما يفكر في الماضي الأليم قبل أن يتابع جوردان الحديث .
- لا أعرف كيف أقول هذا .. لكنني لا أستطيع أن أغفر لوالدي ما فعله بي آنذاك ! .. أبدا !
قالت ماريكا :
- دعنا لا نفكر في كل هذا ! .. فقد أصبح في حقبة الماضي البعيد لنفكر في اليوم .. لكن صحيح لم أسالك إن كنت تريد أن تاخذ كأسا ما ..
قالت ماريكا لتغير مجري الحديث .
أحضرت ماريكا قدحين من الشراب , وعندما عادت إلى غرفة الاستقبال كان جوردان ما زال يجلس فى مكانه مذهولا مضطربا من هول ما فعل والده .
- يجب أن أغادر واشنطن غدا . لكن سأعود يوم السبت وأريد أن أراك في ظروف أفضل , ألا نستطيع تناول العشاء في مكان ما ؟
كان جوردان قد هم بالوقوف وهو يقول هذا لمارنكا ثم وضع أصبعه على فمها وتابع قائلا :
- لا تقولى شيئا ! بإمكانك أن ترفضي ! لكن أعتقد أنه ليس هناك المزيد من الوقت لنضيعه , فقد أضعنا ما فيه الكفاية , سوف أمر لأصطحبك في حوالى الساعة الثامنة , سأذهب الآن .
ثم طبع قبلة طويلة على وجنتى السيدة الشابة قبل أن يختفى في هدوء .
عندما أغلق الباب وراءه توجهت ماريكا إلى غرفتها بخطوات آلية ثم ما لبثت أن نزعت ثيابها وخلدت إلى النوم .. كانت قد بكت طويلا قبل أن تستسلم للنوم , أجل , لقد بكت على السنين الطويلة التي حرمت فيها طعم السعادة ببعدها عن جوردان .
بينما كان جوردان يستقل سيارته في طريق عودته إلى منزله , لم يستطع أن يتوقف عن التفكير في ذلك الفخ المرعب الذي نصبه والده لماريكا كي يبعدها عنه .. كيف كنت أعمي لهذا الحد مقارنة مع الطموح الذي عقده والدي علي ؟
كان جوردان يقول لنفسه .. فقد كان جوردان الولد الوحيد في العائلة .
كان قد أمضي شبابه بتنفيذ مشاريع رسمها له والده وهو يهيئ لمستقبل الوريث الوحيد لعائلة فاريل العريقة .
فمنذ أن كان طفلا صغيرا كان السيد فاريل يحدثه عن المجد السياسي البراق لهذا الجد أو ذاك من عائلة فاريل والذي انتهي بفخ كان قد نصبه سيناتور في العاصمة من عائلة منافسة .
وبطبيعته المسالمة كان جوردان قد استسلم لرغبة هائلة في ترشيح نفسه لمجلس الشيوخ , وكان قد أصبح عضوا في المجلس وهو في سن الثالثة والثلاثين وكانت الصحف من كل الاتجاهات تتابع أخبار هذا السياسي الشاب ولم تترد في مقارنته مع من هم أكبر منه سنا . فكتبته عنه صحيفة " نيويورك تايمز " : " إن السيد فاريل من السياسيين اللامعين وهو لا يقل مرتبة عن الكبار من آل روزفلت وآل كيندي " .
كان كل نجاح يحرزه جوردان يحتفل به في منزل العائلة حيث كان والده ينظم حفل استقبال ضخما على شرفه .. كان كل تصرف من تصرفات العجوز فاريل يظهر حب تملكه للانتصارات التي يحرزها ابنه والتي كان يشعر بأنه خطط لها هو بنفسه .
عندما علم جوردان بمغادرة ماريكا وهجرها له .. كان قد استسلم لفكرة الزواج من سوزان عل هذا الزواج الجديد ينسيه حبه الأول ., لكن زواجه الجديد كان بمثابة الكارثة . فقد كانت العروس الجديدة الشابة الطبية ابنة العائلة العريقة قد تحولت بعد الزواج إلى زوجة قاسية وشرسة وكان قد رزق بطقلة منها قبل أن تغادر الحياة بعد أربع سنوات من زواجهما إثر حادثة طريق أليمة .
لطالما فكر جوردان أن موت زوجته كان بمثابة راحة حقيقة له كما أن بموتها أدت له آخر خدمة فهي التي كانت مصنفة من مشاهير المجتمع .. زوجة السيناتور اللامع .. فتهافتت الصحف على تغطية نبأ وفاتها فخصصت صفحات طويلة لتكتب عن النبأ الحزين مما زاد من شعبيته في الانتخابات .. وهاهي ماريكا قد عادت من جديد لتظهر في حياته .. هذه المرة لن أدعها تفلت من يدي . هكذا كان يقول لنفسه فلابد أن يعودا ليعيشا حبهما الذي بدأ منذ عشرين عاما .
- لا أعرف , قالت ماريكا وهي تضع الصور على مكتبها , فالصورة الأولي مثيرة جدا بالرغم من أن العارضة رائعة .. أنا أعتقد أنه علينا أن نبحث عن حد متوسط من الإثارة فهذا ما نريد أن نقدمه ..
فيجب أن تكون الدعاة بمثابة رسالة تعبر عن جودة حليب البشرة " بودي ساتان " الذي يؤمن نعومة البشرة .. أفلا نستطيع أن نقدم ذلك بصورة أقل إثارة .
- أنا , لا أفهم ما تريدين قوله , يا ماريكا , قال سيدريك , هل تقصدين أن الصورة التي بعثتها لك وكالة الإعلان , بعيدة عن الحشمة , فهذه الصورة من أفضل الصور التي حصلت عليها .
- أنا أوافقك الرأي , أجابت ماريكا بصوت عال . الصورة رائعة فعلا , لكني لا أجدها معبرة تماما عما نريد أن نقول , هذا كل ما في الأمر , وتابعت قائلة : مثلا , أفضل كثيرا هذه وأشارت إلى صورة أخري .. لكن ..
- لكن , لم تحبيها كفاية حتى تختاريها , أضافت روث وهي تبتسم ابتسامة صغيرة .
- لقد فهمتني تماما ! قالت ماريكا . لكن يجب أن تكون هناك طريقة ما . فالفكرة في الصورة تركز على قماش الساتان الذي يلف جسد العارضة أما فى الصورة الأخرى فهناك الإثارة الحارة التي تبنعث من جسد العارضة . وتابعت قائلة : من هنا ياعزيزي سيدريك ألا تستطيع أن تعيد صياغة وصفية أخرى لتلك العارضة ذات الجسم الحالم وتتخيل تركيبة مثيرة باستخدام قماش الساتان الرمادي ؟
حملق المصور إلى ماريكا مستاء وقال لها :
- أتعرفين ما تكلفة إخراج الصورة ؟ الاستديو , العارضة والماكياج .. ؟
قاطعته ماريكا :
- لاتهتم لذلك أبدا , المهم أن تجد دعاية مناسبة توصل رسالتنا ورسالتنا فقط , فهدفنا هو تسويق المنتج الجديد من حليب العناية بالجسم وليس الهدف تسويق الصور المثيرة , هيا , لا تدع الأفكار السيئة تسيطر عليك , فموهبتك سوف تصنع لنا دعاية رائعة .
انصاع سيدريك لرغبة ماريكا , وهو يلملم الصور , فها هو للمرة الثانية يستسلم أمام موهبة ماريكا في الإقناع وسلطة هذه السيدة التي يطلق عليها الجميع لقب الدبلوماسية سخرية .
ظل الاجتماع قائما وكان على المدير المالي أن يشرح وضع الشركة مشيرا إلى المخزون من منتجات شركة ديميتر .
لم تستطع ماريكا أن تمنع نفسها من التثاؤب فقد كان فكرها يذهب عدة مرات في اليوم لتخيل صورة جوردان .
كانت ماريكا تشعر بالأيام تمر بطيئة وكأن يوم السبت لن يأتي !
فقد كانت متشوقة للقائه كام لوكان اللقاء الأول لها مع شخص مجهول . أفلم يمض على فراقهما خمسة عشر عاما ؟ خسمة عشر عاما عاش كل منهما حياة مختلفة عن الآخر .. ثم إن هناك توماس .. حاولت ماريكا جاهدة أن تبعد هذه الفكرة عن رأسها لكن عبثا فقد كان تعرف جيدا أن ابنها ذا الستة عشر عاما هو صلة الربط الحبيبة والوحيدة التي تربطها بجوردان .
جاءها صوت روث الذي قطع عليها أحلامها :
- ماريكا ماريكا - ماذا هناك ؟. لست على مايرام .
مندوب شركة سبرينجتون هنا .
قالت ماريكا :
- أجل ! كنت قد .. لكن بما أنه هنا سوف نرى مقترحاته ! كان قد أحضر معه بضعة ملفات للمنتج الجديد بودى ساتان الذى سوف يطرح في الأسواق , كان مندوب الشركة قد طرح عدة أشكال وكان قد أبدي رأيه وأخيرا جاء دور ماريكا .
قالت ماريكا :
- أجل هذا ليس شيئا !
- لكن ؟ أضافت روث التي عرفت ما تفكر فيه ماريكا .
- لكن , لاشيء في هذه الملفات , يلفت النظر ويثير التخيل .
فهذه العبوة سوف تعرض في المحلات وأريدها أن تكون بمثابة هدية حقيقة يستطيع الزبائن اقتناءها كأي ..
وأخذت ماريكا تفرك جبينها كمن خطرت لها فكرة .
قالت ماريكا :
- كفى ! أعتقد أننى وجدت الحل الملائم , إنها أكياس بابا نويل .. أجل أنتم تعرفون هذه الأكياس الصغيرة الملونة التي توضع بها الهدايا وتعلق على شجرة الميلاد . فهذه عادة ذات أصل نمساوي ربما أو من بودابست , كانت جدتي تستخدمها دائما فى زينة عيد الميلاد . أعتقد أنه علينا أن نصنع مثلها تماما .
وبحماس كبير أمسكت ماريكا بالقلم وأخذت ترسم أشكالا متعددة لمثل هذه الحقائب .
- أجل فهمت ما تريدين قوله , قال المصمم بقليل من الاستياء لعدم الأخذ بأى من الأفكار التي طرحها .. أري أنه من الممكن تنفيذها لكن لم تقولي لي ماذا عن اللون المقترح لمثل هذه الأكياس ؟
اقترحت ماريكا :
- أظن أن المنتج سوف يوضع بعبوات ذات لون أبيض وذهبي فلماذا لا نستخدم نفس الألوان ؟
علقت روث :
- أعتقد أنها فكرة .
انتهى الاجتماع وارتسمت الابتسامة على وجه ماريكا التى كانت سعيدة بهذه النتيجة , فها هي ذي السيدة الدبلوماسية . تتغلب مرة أخرى على المشاكل التي تعترضها .
- كانت الفكرة الوحيدة التي صعدت إلى ذهن ماريكا ذاك الصباح عندما فتحت عينيها قالت لنفسها إنه يوم السبت فعاشت لدقائق حرارة فكرة اللقاء بجوردان ثم نهضت من سريرها وسارعت لأخذ حمامها .
في ذلك الصباح أخذت ماريكا تفكر في عملها . هناك المخزن الكبير في نيويورك الذي قبل أن يخصص جناحا خاصا لمنتجات شركة ديميتر , ثم هناك العقد الذي أبرمته مع اليابانيين لتصدير منتجاتها إلى اليابان . ثم هناك الفرح الكبير الوحيد في حياتها الخاصة ألا وهو توماس ابنها الوحيد الذي رعته حتى أصبح شابا .
إنه يوم السبت ومع ذلك لم تستطع ماريكا أن تمنع نفسها من الذهاب إلى المكتب حيث قضت عدة ساعات . فلو بقيت في المنزل فستكون أشبه بالأسد الذى يجول بالقفص , ثم إن قضاء الوقت في العمل ساعدها على تغيير الأفكار التي تدور في رأسها .
سألتها روث وهي تمد برأسها من خلف الباب حيث كانت ماريكا :
- منذ متي وأنت هنا ؟
أجابت ماريكا :
- لم يمض وقت طويل , لقد أتيت بعد الظهر لكن لم أستطع التركيز جيدا , فما زلت أعمل على هذا الملف الذي يختص بسياسة المبيع .. لكن لا أعرف .. أشعر وكأنه كتب في أثناء حرب الصرب والكروات .
قالت روث :
- إذن كنت تشعرين بعدم التركيز , فلابد وأن يكون هناك رجل ما وراء كل هذا !
قالت ماريكا بدهشة :
- كيف اكتشفت هذا ؟ أهذا واضح لهذه الدرجة ؟
أجابت روث :
- لا , لكني أشعر بمثل هذه الأشياء ! فمن هو ؟. أهو رجل جديد في حياتك ؟
أجابت ماريكا بلهجة متسامحة :
- لا . إنه جوردان .
- أرجوك لا تأخذي هذه الهيئة الحزينة , هيا , لقد مضى وقت طويل لم يحدث فيه شيء كهذا ! هل سيأتي ليأخذك هذا المساء ؟
قالت ماريكا :
- لكنك تعرفين كل شيء !
- اسمعي . ماريكا , اليوم هو السبت وأنت ما زلت تعملين دون نتيجة وهذا يعني أن ليدك مشاريع من أجل المساء . فماذا يفعل المرء في مساء السبت سوي أن يذهب لتناول العشاء في مطعم ما ..
ثم أضافت روث :
مع الرجل الذي تحبينه .
قالت ماريكا :
- لكن جوردان ليس الرجل ..
قاطعتها روث : لا تقولى شيئا فأنت على وشك ارتكاب حماقة وانفجرت الاثنتان ضاحكتين .
قالت روث :
- هيا , سوف أتركك الآن , لكن عليك ألا تتأخري في العمل فأسرعي وخذي حماما جيدا واختاري ثوبا ملائما , .. ولا تنسى أن تضعي قطرات من عطرك الخاص . واحرصي على قضاء سهرة ممتعة .
قالت ماريكا وهي تقبلها مودعة :
- شكرا . روث , وأنت أيضا أتمني لك عطلة جيدة . فإلى اللقاء يوم الإثنين .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 07:39 AM   #12

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم اديكي ياقمر

بانتظار التكملة حبيبتي


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 12:10 PM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الرابع



لم يكن جوردان فاريل أنيقا فحسب هذا المساء بل كان قد بذل كل جهده حتى بدا شبيها بأحد نجوم السينما المعروفين بجاذبيتهم في الوسط السينمائي كان قد عنى جدا بحلاقة ذقنه وراح يمرر يده على التجاعيد الصغيرة التي ظهرت على وجهه في السنوات الأخيرة . فقد كان هذا الرجل ذو التاسعة والثلاثين عاما .. يجمع بمحياه جمال الشباب ووقار الزمن الذي بدأت علاماته في الظهور .

كان وهو ينهي حلاقة ذقنه وتسريح شعره . يتذكر تلك الأيام الماضية التي عاش فيها بحب كبير مع ماريكا .. التي كانت غالبا ما تردد على مسماعه كم هو جميل .. أخذ جوردان يسأل نفسه وهو يلقى آخر نظرة على نفسه في المرآة : لكن أتراها ستقول له اليوم أيضا ؟
أخذ جوردان يبتسم بينه وبين نفسه فهو سعيد بلا شك لأنه سيذهب لتناول العشاء مع ماريكا إلا أنه كان يشعر في الواقع بنفس الارتباك الذي شعر به عندما دعاها لأول مرة لتناول كأس من عصير البرتقال في كافتيريا الجامعة .. لقد كانت ماريكا آنذاك الفتاة الأكثر جمالا في الجامعة وكانت معروفة بتمنعها عن الخروج مع أي من المعجبين .
فذات يوم وبالرغم من معرفته بطبع ماريكا .. استجمع شجاعته وقرر أن يكلمها بحجة استعارته لأحد الكتب الموجودة فى المكتبة حيث كانت تعمل ماريكا , وبدهشة كبيرة لعاشق مذهول تلقى قبولها لدعوته , راحا يتكلمان لساعات طوال .. فقد كان الشابان قد وقعا في حب بعضهما الآخر من أول لقاء بينهما .. وبعد فترة وفي إحدي ليالي الشتاء العاصفة حصلت بينهما القبلة الأولى في ظل الكافتيريا الصغيرة ..
خلال الأيام الماضية كان جوردان مترددا في اختيار المطعم الذي سيذهب إليه بصحبة ماريكا وأخيرا وقع اختياره على مطعم فرنسي فخم جدا وهاديء .
عندما رن جرس الباب سارعت ماريكا لفتحه أمام جوردان الذي أخذه الذهول , فقد وجد نفسه أمام أجمل امرأة شاهدها في حياته , وشعر بخجل عاشق ولهان يعجز عن وصفه . كان قد أدرك لكن بعد فوت الأوان أنه جاء خالي اليدين وشعر بالغضب من نفسه لأنه نسي أن يحضر باقة زهور .. أخذت ماريكا تنظر إليه بينما كان يحاول أن يخفي ارتباكه الذي لم تكن هي نفسها تشعر بأقل منه , لقد وجدته أكثر جاذبية وجمالا من ذي قبل . شعرت ماريكا بارتباك كأول مرة تقابلا فيها في المكتبة منذ أكثر من خمسة عشر عاما .
كانت ماريكا قد أحضرت بعض الحلوى والعصير لتقدمه لجوردان .. وبعد أن شربا نخب بعضهما قامت ماريكا من مكانها ولم يكن جوردان يرفع نظره عنها كما كانت هي أيضا تنظر إليه من باب الغرفة , وبعد لحظات من هذه اللعبة , التفتت ماريكا إليه قائلة :
- جوردان . هل تشعر بنفس الارتباك الذي أشعر به هذا المساء ؟
ابتسم جوردان ورد قائلا :
- بل أكثر من ذلك ! .. أكثر بكثير ! انظري , لقد أتيت خالي اليدين , أضيفي إلى ذلك فلقد تلعثمت عندما وجدت نفسي وجها لوجه أمام ذات الجمال الرائع .. لقد أحسست بنفسى كأخرق مرتبك .. بل اؤكد لك أنني أكثر ارتباكا منك .. لكن قولي لي كيف تخفين ارتباكك ؟
- بالتأكيد أنا أخفي ارتباكي ! قالت ماريكا مبتسمة : أتعرف عندما تصبح الواحدة منا سيدة أعمال أول شيء تتعلمه هو أن تخفي مشاعرها .. لكن هذا لا يعني أننى أتصرف بنفس الطريقة في حياتي الخاصة .
وعندما أنهت ماريكا كلامها نهضت من كرسيها مشيرة بيدها إلى أن الوقت قد حان للذهاب إلى المطعم .
- أنت لم تتغير قالت ماريكا , بعد أن جاء النادل في المطعم لأخذ طلباتهما , فمازلت تحب تلك الأطباق البسيطة التي يقدمها المطعم الفرنسي التقليدي وأتذكر .,. كنت قد اشتريت لي كتابا في فن الطبيخ الفرنسي كي أحضر لك لحم العجل طبقك المفضل , أجابها جوردان بوضع يده فوق يدها فسرت فيها الرعشة .
- حدثني عن ابنتك ! قالت ماريكا فأى نوع من الأبناء هي ؟
- باتريسيا ؟ إنها لا تصدق . فهي تدرس الآن إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا . أعترف لك أنه فاجأتني , فهي منذ صغرها لاتهتم سوى بالموضة . وكنت شبه متأكد من أنها سوف تتجه نحو دراسة فن الأزياء أو التجميل وابتسم متابعا حديثه : وإذا بها تتجه نحو دراسة إدارة الأعمال ولن أفاجأ في الأيام إذا ما وجدت لها اسما في شارع وول .
قالت ماريكا :
- لا يجب أن تعيش النظريات التقليدية يا سيدي السيناتور .
فإذا كانت المرأة أنيقة وتحب الأناقة فهذا لا يعني أبدا أنها لاتهتم سوي بالموضة .
- هذا صحيح , فأنا لم أستطع قط أن أفهم النساء , فمثلا أنت :
عندما أفكر فيك طوال هذه السنوات لايخطر ببالي سوى أنك تعملين كمساعدة اجتماعية أو مسؤولة ما في مركز لمساعدة العاطلين عن العمل , فمازلت أذكر أيام الجامعة , كيف كنت تعملين في مجال المساعدة الاجتماعية .,. لقد كنت معجبة بهذا النوع من العمل .. فما الذي غير مسارك ؟
- عندما افترقنا . كنت قد قررت أن أغير مسار حياتي ثم إنه في تلك الآونة من الستينات كنت فعلا من الطالبات الملتزمات فأنا لم أنس أفكارنا المثالية , لكن حاولت أن أجعلها عملية وملائمة للشركة التي أديرها , كنت أعتقد تماما بأن الموظفين نساء ورجالا في هذه الشركة يجب أن يستفيدوا من أفضل شروط للعمل ومن حق التقاعد ومن الجمعيات التعاونية بشكل أفضل مما يقدمه منافسونا في بقية الشركات , لكن ! حدثني أنت عن عملك يا سيدي السيناتور !
فأنت دائما في موقع حساب تستطيع فيه أن تحرك الأحداث ..
- إن نظرتك متفائلة بعض الشيء ! أجابها جوردان :
إن حياة رجل السياسة للأسف مليئة بالتعقيدات . فأنا مثلا أحاول أن أكون متساهلا مع المشاكل الصغيرة . وأكون صلبا حيل المشاكل المهمة .. ثم إن هناك بعض المظاهر في حياة السيناتور الأمريكي لا أحبها . مثلا الحملات الانتخابية , الأحاديت الصحفية . ثم إنه على أن أوفق بين وكالات الإعلام المختلفة . فكل هذه الأمور تجعل العمل أقرب إلى العرض منه إلى السياسة .
- في أغلب الأحيان كانت تظهر موهبتك عندما كنت أشاهدك على الشاشة الصغيرة .. لقد كنت تبدو كنجم من نجوم هوليود .
ثم سأصرح لك بسر : لقد كنت دائما أصوت لصالحك في الانتخابات .
كان العشاء رائعا لم يشعرا معه بمرور الوقت :
سألها جوردان : - كيف تحبين أن تختمى سهرتك ؟ هل تحبين أن نذهب للرقص في أحد النوادي ؟ كما أنه يمكننا الذهاب لنسمع بعضا من موسيقى الجاز في قرية " غرين وش " . فماذا تقولين ؟
- أنا آسفة جدا يا جوردان , لكن غدا , سيكون يوما شاقا بالنسبة لي حيث إنه على أن أذهب لزيارة المعمل في نيوجيرسي .
قال جوردان مستنكرا :
- لكن الغد يوم أحد .
- أعرف هذا , لكن هناك الكثير من العطور بحاجة إلى صيغة نهائية لتكتمل وكنت قد شرحت لك سابقا أنني الوحيدة التي تقوم بهذا العمل .
- لم يخطر ببالي أن صناعة عصرية كصناعة مواد التجميل تتطلب طرق حماية قديمة كهذه .. أتعرفين , أتخيلك وأنت منحنية على قدر كبيرة تحضرين خلطة سحرية .. !
- أجل , إذا أردت أن تتخيل ذلك ! لكن أنت تعرف أن كل هذه الاحتياطات لحماية سر الصنعة ليست دون جدوى . فأنا مازلت أذكر مرة عندما كنا على وشك تسويق عطر جديد" الحب الأول " كيف نجح أحد منافسينا بطريقة ما في سرقة المعادلة النهائية لتركيبة العطر الجديد .. لقد بكيت آنذاك كثيرا , وفضلت ألا أسوق المنتج مع أن كل شيء كان جاهزا حتى الدعاية .
فمازلت أذكر كيف عملنا جميعا حوالي اثنتي عشرة ساعة في اليوم من أجل تطوير خطة الإنتاج المستقبلية .
سألها جوردان :
- كنت قد علمت أنه قد سرق منك خلطة العطر الجديدة ؟
- أجل . كنت من زمن طويل أشتبه في فريق العمل في المختبر والذي غادر ديميتر بعد هذه الحادثة . لكن للأسف لم أكن أملك دليلا على إدانته !
قال جوردان بعد فترة من الصمت :
- ماريكا أحب أن أرافقك إلى المعمل غدا .
قالت ماريكا ضاحكة :
- بالتأكيد .. إذا كان هذا يسعدك , لكن كما تعرف فهي رحلة طويلة بالسيارة , كما أنه من الممكن أن تصاب بالضجر بينما أحضر خلطتي السرية.
- لاتقلقي أبدا , فعندما أكون معك لا يصيبني الضجر أبدا ثم أوصلها إلى منزلها .
- لا أعرف كيف أشكرك يا جوردان , على هذه الأمسية الرائعة !
كان جوردان يساعدها على النزول من السيارة فأجابها بلمسة ناعمة على خدها .
- أتعرفين , ماذا ينقص مدخل هذا البناء ؟ قال لها .. حسنا ينقصه شجرة بندق جميلة .
قالت ماريكا :
- سوف أمر لآخذك غدا حوالي الساعة التاسعة !
أجابها جوردان وهو يداعب خصلة من شعرها :
_ سأكون جاهزا .
ثم دخلت ماريكا إلى البناء واختفت في الظلام .

********

في صباح اليوم التالى كانت ماريكا قد دارت حول المبني مرتين دون أن تجد مكانا تركن فيه سيارتها , وأخيرا لمحت جوردان ينتظرها أمام باب المبني الذي يقطنه , كان يرتدي بنطلونا من الجينز وفوقه تي شيرت قطني . أعطاه مظهر شاب يذهب لقضاء عطلة نهاية الأسبوع .
- هل نمت جيدا ؟ سألها وهو يركب السيارة إلى جوارها .
أخذت ماريكا بعض الوقت وهي تحاول ألا تخبره الحقيقة , فقد عانت كثيرا ليلة الأمس ولم تستطع قط أن تنام وهي تفكر , فقالت ضاحكة :
- حسنا , فأنا قد أفقت منذ وقت قصير ., لكن مع ذلك استغللت الفرصة ., وتمكنت من زرع مجموعة من أبصال الزنبق على الشرفة .
قال جوردان وعيناه تلمعان :
- أنا أيضا كنت قد ركضت مسافة ستة كيلومترات التي أركضها يوميا .
وبعد ساعة من القيادة توقفت السيارة أمام بوابة عريضة لبناء حديث جدا .
- لا أعرف لماذا لم اكن اتصور أن صناعة مواد التجميل كأي صناعة حقيقة , وأن ديميتر شركة معروفة , كما أننى لم أكن أتخيل مصنعا ضخما كهذا .
أجابت ماريكا ضاحكة :
بالتأكيد فلقد كنت تتخيل تلك القدور الكبيرة الموضوعة في زاوية غرفة في مبني صغير .
- نعم , بعض الشيء ! أجابها جوردان , وهو ينزل من السيارة .
- هيا , سوف أطلب من هيلين أن تأخذك في جولة في أركان المصنع , سوف تري أنها لطيفة جدا ! وفي هذه الأثناء أكون قد أنهيت طبختي الصغيرة في المختبر .
كانت هذه الزيارة لأركان المصنع قد أدهشت جوردان فعلا الذي أخذ يتعرف إلي كافة القطاعات الموجودة فيه بدءا من التركيب في المختبر حتى التجهيز والتغليف .
كما أصطحبته هيلين لزيارة الأبنية المخصصة للعاملين في المصنع , فقد كان هناك مطعم تابع للشركة وحضانة أطفال , وصالات استراحة وألعاب . وقف جوردان وهو متأثر أمام التزام ماريكا بقواعد السياسة الاجتماعية للمجتمع المثالي .
- هل فهمت الآن لماذا يوجد لدينا مثل هذه القائمة الضخمة من أسماء النساء الراغبات في العمل لدينا , علقت هيلين , فالأجور لدينا عالية بالنسبة لأجور العمال المتداولة في المنطقة .. كما أن الراغبين بترك العمل قليلون جدا !
ثم تابعت حديثها : تفضل يا سيدي السيناتور لأخذ فنجان من القهوة بينما تنتهى السيدة مولنار من عملها . لم تتأخر ماريكا كثيرا فسرعان ما لحقت بهما :
- هأنذا ! لقد انتهيت فكمية كبيرة من عطرها الجديد قد أصبحت جاهزة , وبعد شهرين من العمل به سيكون جاهزا في عبوات .
ثم التفتت موجهة حديثها إلى هيلين :
- سوف نعود إلى نيويورك :
لم تعلق هيلين بشيء ورافقتهما حتى باب السيارة .
- هيلين أتعرفين , أريد أن نبدأ في التحضير للعمل في مشروف مستحضرات التجميل بالرجل , لذلك سوف نكون بحاجة لشخص متخصص .. وبالطبع لا أريد ان يكون هذا على حساب العمل الحالي ولكن في اعتقادك , هل نستطيع إيجاد أشخاص يقومون بهذا العمل بشكل مؤقت ؟
- أعتقد أنه ليس هناك أية مشكلة ماريكا . لقد قلت للتو للسيد جوردان إن لدينا قائمة طويلة من أسماء الراغبين في العمل معنا , حتى من أجل عقد محدودة المدة , لأنهم يعرفون جيدا أن هذا العمل سيكون تمهيدا لهم من أجل إيجاد عمل حقيقي .
- رائع , سوف أعتمد عليك في اختيار العاملين , أبعثي لي بكافة الأوراق المتعلقة بنيويورك , فأنا أريد أن أطلع عليها قبل توقيع العقود .
قالت ماريكا التي كانت تحرص على معرفة كل موظف يعمل في ديميتر . ابتعدت السيارة وغاب ظل هيلين وهما عائدان .
- ماريكا , بصفتي سيناتور لهذه الولاية , أريد أن أهنئك !
قال جوردان مبتسما : أنا جاد جدا , فلقد زرت حضانة الأطفال وصالات الاستراحة .. هذا رائع !
فمن الاجدر برؤساء الشركات أن يحذو حذوك . فأنا لاأعرف لماذا لا تدرك الأغلبية العظمي فهم أهمية مثل هذه المنشآت في العمل .
قالت ماريكا :
- ببساطة لأنهم رجال ! فهم لايملكون أية فكرة عن الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة . لكنهم مخطئون فأنا أعتقد أنهم برفضهم الوقوف على هذه المشاكل هم الخاسرون . فمنذ أن أنشانا الحضانة انخفضت نسبة الغياب بين العاملات انخفاضا ملحوظا , وبالتالي زادت الإنتاجية .
صرخ جوردان فجأة : ماريكا أوقفي السيارة .
- ماذا جري , ألست على مايرام ؟ سألته ماريكا وهي تخرج بالسيارة خارج الطريق متفادية كارثة ! أكيدة حيث كانت السيارات التي خلفها قد أطلقت آلات التنبيه محتجة على توقفها المفاجئ .
-لا , ليس هذا أبدا إنما أردت أن أقبلك فقط . هناك حيث العشب الأخضر .
- جوردان ! أنت غير معفول ! فلم نعد قط من المراهقين .
ولم تكمل ماريكا جملتها حتى أخذها جوردان بين ذراعيه وأخذ يقبلها بجنون .
- أتعرفين ما عليك فعله ؟ قال ذلك بينما كانت مستندة إلى كتفه , عليك أن ترتبي أمورك وتفرغي نفسك يوم الجمعة القادم حيث سأصطحبك في عطلة نهاية الأسبوع إلى الجبال .
- لا أعرف .. فأنا ..
- لا تعرفين إذا ما كنت تستطعين أن تتحرري من العمل يوم الجمعة أم لا تعرفين إذا ماكنت ترغبين في مرافقتي بضعة أيام ؟ سألها جوردان وهو يشد على يدها .
- سيدي . سيدتي , هل هناك عطل ما في سيارتكما ؟ التفتت ماريكا صوب المتحدث , وإذا بشرطي يحدق إليهما ساخرا .
تمتمت ماريكا .
- لا .. لا أعتقد ..
قال الشرطي :
- إذن لا تستطيعين البقاء واقفة على جانب الطريق هكذا , فهذا خطر جدا , هيا تحركي !
- بالتأكيد , سوف نغادر حالا ! أعذرنا !
- أدرات ماريكا مفتاح السيارة وهى تشعر بنفسها غاية في الارتباك .
- أرأيت في أي موقف وضعتنا فيه ؟ لست سوي طفل صغير هذا هو أنت ! . لو كان هذا الشرطي البائس يعرف أنك عضو في مجلس الشيوخ .
لم يستطع جوردان أن يرد عليها فقد كان غارقا في الضحك .
بعد قليل وصلا إلى المدينة واقتربت السيارة من المبني حيث يقطن جوردان .
قالت ماريكا :
- مثل العادة , ليس هناك أى مكان أستطيع الوقوف به !
- ليست هناك مشكلة , أنزليني هناك عند الإشارة ! سوف أكلمك هذا المساء . أشكرك على هذه الزيارة للمصنع !
ثم قبلها قبلة صغيرة قبل أن يغادر السيارة واختفى في الزحام . عنددما وصلت ماريكا إلى منزلها لم تستطع أن تمنع نفسها من التفكير بدعوة جوردان .. أتراها تكون متسرعة إذا ما قبلت قضاء بضعة أيام معه ؟ مهما يكن .. قالت لنفسها : ربما ستكون فرصة مثالية لتخبره عن وجود توماس وسرعان ما قفزت إلى ذهنها صورة روث التي ما إن رأت جوردان حتى اكتشفت الشبه الواضح بينه وبين توماس .
حاولت ماريكا أن تركز تفكيرها بالعمل الذي ينتظرها " التحضير لمجموعة مستحضرات العناية بالرجل " : التي طالما شغلتها .. لكن لا : " فأنا أبحث عن أعذار " قالت لنفسها : فقد مضى وقت طويل لم أحظ فيه بإجازة حتى ولو ليوم واحد .. قررت ماريكا أن تؤجل قرارها في هذا الشأن رغم أنها بداخلها كانت تتوق لقضاء عدة أيام مع جوردان لوحدهما فقط .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 01:48 PM   #14

أم سيف

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية أم سيف

? العضوٌ??? » 6358
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,898
?  نُقآطِيْ » أم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond reputeأم سيف has a reputation beyond repute
افتراضي

كليها حبيبتي بسرعه واله واني تحمست وسلمت يداك

أم سيف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 03:01 PM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الخامس


عندما رن جرس الهاتف , كانت ماريكا مستلقية في سريرها مستغرقة في القراءة , ترددت قليلا قبل أن تجيب على الهاتف فقد كانت متأكدة من أنه جوردان . وإذا بصوت روث يأتيها :
- ماريكا , أنا آسفة على الإزعاج في مثل هذا الوقت , لكن لقد تلقيت حالا مكالمة عاجلة من العاملين علي الحراسة في المختبر .. فقد تمت محاولة فتح باب الغرفة الصغيرة حيث تحتفظين بالعينات الصغيرة للمنتجات الحديثة .
- أوه ! لا !
صرخت ماريكا . التي سرعان ماعادت إلى ذاكرتها صورة المشاكل العديدة التي واجهتها بسبب سرقة الصيغة النهائية لعطر كانت قد حضرته .. ثم قالت : هل سرقوا أي شيء ؟
- لا , فهم لم ينجحوا في فتح الباب , فلقد حاولوا فصل النظام الأول للإنذار ويبدو أنهم ألحقوا به الأذي .. على كل , لقد فروا قبل أن يصل الحراس .
أعتقد أنهم ليسوا سوى بعض الصبية الذين كانوا يعتقدون بوجود بعض العقاقير المخدرة في الداخل ..
- لا . أنا لا أعتقد ذلك أبدا , فإذا استطاعوا اختراق النظام الأول للحماية فهم قد خططوا لذلك جيدا يجب أن نعقد غدا صباحا اجتماعا مع المسؤولين عن الأمن لدينا , اعتمد عليك في ترتيب ذلك وشكرا على كل حال لأنك أخبرتني .. عمت مساء يا روث ! نامي جيدا كما سأحاول أنا !
وبصعوبة .. استطاعت ماريكا أن تسترخي قليلا عندما عاد جرس الهاتف يرن من جديد .. فأمسكت ماريكا السماعة :
- أوه . هذا أنت ! همست ماريكا وأضاء وجهها .
سألها جوردان :
- ماذا هناك ؟
- لاشيء خطير , لكن لقد حاولوا مرة ثانية اختراق باب المختبر .
- ماذا ستفعلين ؟
- ماذا تريدني أن أفعل ؟ سوف أقوي أنظمة الحماية , كيف أمضيت أيامك القليلة الماضية في واشنطن ؟
- لاشيء مهم , سوى أنني قضيت حوالى الساعة ونصف الساعة حتى أصل إلى مطار كينيدي , لا أعرف ماذا كان هناك .. في الواقع أتمني ألا أكون قد أزعجتك , ألم تكوني نائمة ؟
- في الواقع .. كنت مستلقية في سريري أقرأ .
ساد بعد ذلك صمت طويل .
سألت ماريكا :
- جوردان ؟! أأنت هنا ؟
قال جوردان :
- في الواقع .. أردت أن أسألك إذا ما فكرت في رحلة يوم الجمعة ؟
أجابته ماريكا :
- ليس هناك ما يمنع , سوف أنجح في الحصول على إجازة . دونما تفكير أو تردد.
استمرت المحادثة بينهما لبعض الوقت واتفقا على اللقاء ظهر يوم الجمعة ثم أغلق السماعة .
- إذن فكرت ماريكا , وهي تستلقى على سريرها : لقد قبلت الدعوة دون أن تفكر كما لو أن واحدة أخري في مكانها هى التي أجابت .
كان عليها أن تنتظر خمسة أيام أخرى قبل أن ترى جوردان لكن مع كل الأعمال التى كانت تنتظرها شعرت أنها ستمر بسرعة بعض الشيء .
ألقت ماريكا نظرة على طاولة الاجتماعات , كان كل من الموجودين قد أدلى بتعليقه .. كانت هذه هى عادتها في مثل هذا النوع من المحادثات في العمل .. فهي تستمع لكافة وجهات النظر ثم تدلى بتعليقها :
قبل الوصول إلى القرار النهائي . . أخذت تقرع الطاولة بقلمها لعدة دقائق وهي تلتزم الصمت ..
- حسنا , أعتقد أننا نستطيع أن نستخلص بعض الأفكار مما ذكر سالفا .
أولا : الجميع يتفقون على الحرص على تجنب الكارثة التي حصلت في السنة الماضية . عندما سرقت صيغة العطر الجديد ,
ثانيا : نظرا للضغوط المالية التي تمنعنا من تحديث نظام جديد للأمن في الشركة .. فعلينا إذن أن نتجه إلى حل داخلى , فماذا يمكن أن تقترح يا جو ؟ سألت ماريكا موجهة حديثها للمسؤول الأول عن الأمن في شركة ديميتر .
كان هذا الرجل في الخمسين من عمره , يبدو عليه وكأنه قد تخرج للتو في فرقة بوليسية من الستينات , فقد كان شرطيا قديما فى مدينة نيويورك قد تقاعد واخذ يبحث له عن منصب في عمل خاص .
- أنا لا أرى أمامي سوى أحد حلين , قال ذلك بلهجة أهل نيويورك . إما أن نعزز نظامنا الحرسى باستخدام كلاب حراسة مدربة . أو أن نقوى دائرة الحراسة في النظام الحالى وفي هذه الحال نحن بحاجة لعناصر إضافية .
قالت روث مندهشة :
- كلاب ؟ وأى نوع من الكلاب هذه ؟
أجاب جو دون أن يفقد هدوءه :
- بشكل عام .. إنها كلاب حراسة مدربة لكن هذه الكلاب مدربة بشكل جيد في مؤسسات خاصة وهي لاتهاجم أحدا إذا لم نعطها الأمر بذلك .
- لا أريد فعلا أن أجد نفسى في مواجهة مع كلب من هذا النوع عندما أخرج من عملى متأخرى إذا ما اضطررت للبقائ لإنهاء بعض الأعمال بهدوء .
علقت روث بإشمئزاز :
- كانت وجوه بقية النساء الجالسات إلى طاولة الاجتماع تحمل نفس الانطباع الذى أخذته روث تجاه كلاب الحراسة .
- الحل الذى أراه إذن هو أن نعزز دائرة الحراسة .
قالت ماريكا التي أرادت أن تنهى الحديث بعد أن أخذت بعين الاعتبار كافة المعطيات .
- جو , هل بإمكانك أن تنسق من الآن الإجراءات التي سوف تتخذونها . وكم سيكون حجم التكليف الإضافي لاضع ذلك بعين الاعتبار في الميزانية ؟ فأنا أعتمد عليك في هذا الموضوع .
حسنا , أعتقد أنه باستطاعتنا البقاء هنا لبقية اليوم .
قالت ماريكا مندهشة بينما كانت تغادر المكتب :
- أنت جميلة جدا هذا اليوم . هل ستخرجين هذا المساء ؟
- أجل , أجابتها روث هامسة , فأنا سأخرج بصحبة بينيت فأنت تعرفين أننى كنت قد التقيت به أثناء لعبنا البولينج في الشارع 43 , فهو سيمر لأخذي بعد الانتهاء من العمل لنتعشي معا فى المطعم , سوف أعرفك به إذا أردت !
قالت ماريكا مازحة :
- آه . أجل ! سوف أخبرك عن رأيي فيه .
ثم شعرت بالذنب عن الكلمات التي قالتها حيث إن روث كانت تشعر دائما بالحزن وأنها تعيسة في الحب , فلطالما عاشت قصصا مع رجال بعيدين عن تفكيرها .
أغلقت ماريكا على نفسها باب المكتب وأستغرقت في قراءة المعادلات الكيميائية الخاصة بالعناية بالرجل .
كان المنتج الذى حظى بأفضل نتائج في التحليل ذا لون برتقالي مما جعلها تستبعده على الفور . فسجلت ملاحظتها في دفتر خاص بالمهندس الكيميائي الذى يعمل على إنتاج هذا المستحضر بهدف تحسين اللون والرائحة للشامبو الجديد .
وأخيرا لم تنس أن تكتب كلمة شكر موجزة لتشيجعه ودعمه , فقد كانت تقدر تماما جهود هذا الكيميائي الذى سوف يقدم إليه الملف .
قرع باب المكتب حيث كانت ماريكا ما زالت تعمل وإذا بروث تدخل عليها بصحبة صديقها الجديد بينيت وكم كانت ماريكا خائفة من الانطباع الأول الذى كان بالفعل سيئا جدا .. كانت قبضة هذا الشاب قوية كما أنه لم يكن يتكلم بلباقة مما يكشف خبث شخصيته , أما وجهه فقد كان يوحي بعدم الارتياح منذ الوهلة الأولى .. كان يضع عطرا جديدا متوافرا في الأسواق . لاتستطيع ماريكا احتماله على أى رجل .. حاولت أخيرا أن تبدو لطيفة معه .. وبعد قليل من المجاملات تمنت لهما سهرة موفقة ..
قالت ماريكا لنفسها وهي تشاهد روث تبتعد متأبطة ذراع صديقها .. الحب أعمي .. لكنها فكرت أن رأيها لن يكون مهما , فالمهم هو رأي روث وعلى ما يبدو فإنها سعيدة بصحبته , لاحظت ماريكا ذلك من القبلات الصغيرة رشقته بها روث بينما كانا ينتظران المصعد وعندما أغلق باب المصعد على العاشقين عادت ماريكا أدراجها واخذت تفكر في جوردان .
هل حبها له جعلها عمياء هي أيضا ؟ أيعقل أن يخفى شخصيته الحقيقية التي كانت تعرفها منذ خمسة عشر عاما ؟ سوف تكتشف هذا خلال هذه العطلة التي سوف تقضيها معه .. ستكون بالفعل فرصة جيدة لتتكلم معه وتكتشفه أكثر ..
وكعادتها عندما تريد الهروب من الافكار التي تساورها , انكبت على العمل وغرقت فيه حتى أخمص قدميها .
عملت ماريكا جاهدة هذا المساء , وفي الأيام التالية حتى كانت مع نهاية مساء نهار الخميس قد توصلت إلى الصيغة النهائية للشامبو الجديد الذى كانت تحضره .
عادت ماريكا إلى منزلها ذاك المساء حوالى الثامنة والنصف وقرعت جرس شقتها القديمة التي كانت قد ورثتها عن جدتها المجرية .. وما إن وصلت إلى باب الشقة حتى سمعت جرس الهاتف يرن , لقد كان جوردان .
- أين كنت طوال هذا المساء ؟ سألها جوردان بعصبية .
- لكن , ماذا هناك يا جوردان ؟ قالت ماريكا مبتسمة من رد فعله الذي يظهر قلقه عليها أولا : المساء لم ينقض بعد ! إنها حوالى الساعة الثامنة والنصف , وإذا ما كنت تريد أن تعرف كيف أمضيت أمسيتي فعلي أن أذكرك بأننى قطعت وعدا مقدسا بأخذ أجازة في نهاية الأسبوع وكان على أن انهى أعمالي كافة ., وقد أنهيت قراءة آخر ملف حوالى الساعة الثامنة .
اعذريني يا ماريكا , أجاب جوردان , هذا لطف منك , لقد كنت قلقا عليك حيث إننى طلبت في الهاتف حوالي عشر مرات ولم يجبني أحد !
قاطعته ماريكا :
- هل سنذهب غدا ؟
- طبعا . بالتأكيد ! لقد كنت أفكر في هذا طوال الأسبوع الماضى , أتعرفين ؟
سوف أطلب منك طلبا : هل باستطاعتي اصطحاب ابتنى معنا في السيارة لأوصلها عند خالتها التى تقطن في مونت سيلو حيث إنها ستقضى ست ساعات في القطار لتصل هناك ؟ أعرف أن هذه التغيرات معقدة بعض الشيء .
فهل يزعجك هذا ؟
- لا . أبدا , أجابت ماريكا التي لم تكن تنتظر حدوث مثل هذا الشيء , لكن ألا تخاف أن توجه لك ابنتك بعض الأسئلة المحرجة وهي ترانا ذاهبين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معا ؟
- لا . لا تقلقي ! على كل لقد كلمتها عنك . فهي تعرف جيدا من مجلات الموضة والتجميل حيث أنها مغرمة بشرائها , كما ستكون مسرورة جدا بالتعرف إليك عن كثب ! ثم أتعرفين , هذا الجيل الجديد أكثر تحرر مما كنا عليه عندما كنا في مثل سنه ..
- حسنا .. ربما أنت على حق , أخبرني ماذا على أن آخذ من ثياب ؟
- لا تأخذى الكثير , لباس بحر بنطلون جينز وشيئا ما يصلح لقضاء سهرة إذا ما أردت أن أصحبك إلى المطعم الوحيد في القرية .. ولكن هذا ليس بالضرورة ..
- اتفقنا ! متى سوف تمر لاصطحابي ؟ في العاشرة والنصف أيكون الوقت مناسبا أم متأخرا ؟
- لا , أبدا , سأكون في انتظارك في الساعة العاشرة والنصف , إذن أنا سعيدة جدا لقضاء هذه الإجازة معا , سنكون معا لمدة يومين كاملين .
عندما وضعت ماريكا السماعة , أخذت تفكر في الكلام الذي قاله جوردان للتو , فهي أيضا كانت سعيدة لأنها سوف تقضي عطلة نهاية الأسبوع مع الرجل الذي طالما أحببته .. مع ذلك كانت تشعر بخوف غريب يسكنها .. أجل , هي تعرف جوردان جيدا , لكن الخمسة عشر عاما التي مضت على فراقهما تجعله يبدو في عينيها غريبا , فكرت ماريكا , أجل هذا هو جوردان بالنسبة إليها اليوم .
كانت باتريسيا شابة لطيفة , ذات عينين مجريتين كعيني أبيها وشعر رائع كستنائي لابد وأنها ورثته عن أمها .. فقد كانت ماريكا تذكرصورة الأم من صفحات المجلات , لقد كانت باتريسيا ودودا جدا مع ماريكا بصورة رائعة , وبينما كانت تجلس في المقعد الخلفي في السيارة تحادث ماريكا وإذا بها فجأة توجه حديثها لوالدها :
- بابا , أرجوك , أن ترفع صوت الراديو , قالت باتريسيا وهي تستمع للمقدمة الموسيقية لآخر أغنية من أغانى مايكل جاكسون في البومه الأخير .. إنه رائع !
لبي جوردان طلب باتريسيا بلطف والتفت مبتسما إلى ماريكا التي ردت عليه بإبتسامة مماثلة . فقد كانت بينها وبين نفسها تفكر في توماس الذي كان سيتصرف بنفس الطريقة عندما يسمع موسيقي إحدى أغانى نجومه المفضلين .
وصلوا مونت سيلو في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا .. حيث كانت كارولين أخت زوجته السابقة في انتظارهم فدعتهم لتناول الغداء .
قالت كارولين :
- أرجوكم , لا داعى للتكلف , فأنتم لن تصلوا إلى المنزل المهجور لتقوموا فورا بتحضير الطعام , أليس كذلك ؟
كما أننى قد حضرت أقراصا من الهامبورجر تكفي لجيش من الفتية الجائعين . لم يستطع جوردان وماريكا رفض الدعوة فقبلاها كان الغداء رائعا , وكان أولاد خالة باتريسيا في منتهى الروعة وهم يتداولون النكات التي سمعوها في الجامعة ..
كانت الساعة قد شارفت على الثانية عندما رفع جوردان بيده معطيا إشارة الرحيل . فأخذوا طريقهم باتجاه المنزل الريفي الذي كان يمكله والذي يبعد عشرات الكيلو مترات عن مونت سيلو .
- لقد فهمت الآن , ولماذا قلت لي إن المنزل في منطقة معزولة ؟ قالت ماريكا , بينما كانت السيارة تسلك طريقا ترابية تؤدي إلى المنزل .
- أتعرفين .. هذه العزلة الخاصة هي التي استهوتني عندما اشتريت هذا المنزل , فعندما أغادر نيويورك أو واشنطن أكون فعلا بحاجة للراحة والوحدة ..
حتى أننى تعمدت ألا أمده بالهاتف إلا أننى أخيرا فعلت حيث إن باتريسيا كانت قد اعتادت على المجيء هنا هي وأصدقاؤها , وأنا لا أريد أن أتركها وحيدة بمعزل عن العالم .
صرخت ماريكا وهي تجول ببصرها حول البيت الريفي الهادئ المصنوع من الخشب والمحاط بمساحة واسعة : إنه رائع !
قال جوردان معتذرا :
- إنه ليس كبيرا جدا كما إنه ليس بالفخم أيضا لكن هذا ما كنت أبحث عنه تماما !
سوف أغيب للحظة لأوصل مولد الكهرباء حتى نستطيع تشغيل الثلاجة . في هذه الأثناء أخذت ماريكا تطوف في الردهة الرئيسية , لقد كانت مساحة واسعة مفتوحة حتى حدود المنزل .. فألقت ماريكا نفسها على أحد الكراسي الموضوعة بشكل دائري حول المدفأة .. ثم سيطر هدوء تام في مثل هذا الوقت من بعد الظهر , لم يكن يسمع سوى صوت الهواء يتخلل أشجار الحديقة , وزقزقة العصافير . كانت ماريكا قد أغفت قليلا وعندما فتحت عينيها كان جوردان هناك بقربها وهو يداعب يدها بلطف .
همست ماريكا :
- هذا الصمت رائع ..
- أجل لقد أمضيت السنة الماضية أسبوعا بأكمله هنا وعندما عدت إلى نيويورك شعرت بأننى على وشك الانفجار .
- جوردان , أردت أن أخبرك أننى أحببت ابنتك كثيرا فقد كانت لطيفة جدا معي ولا أخفى عليك كنت خائفة بعض الشئ من رد فعلها .
- لا , أنت لا تعرفينها جيدا , أجاب جوردان . فهي متفتحة جدا ومستقلة أيضا .. انا معجب بها أيضا .. لكن علاقتنا لا تخلو بعض الشيء من الخلافات في وجهات النظر .. أنا أعتقد ياسيدتى أنه مع هذا الفارق في السن بيننا , أنها مثلها مثل بقية الفتيات في مثل سنها .. على أية حال , أنا سعيد جدا أنها قد أعجبتك . في هذا الوقت أخذت ماريكا تفكر أنه من الممكن أن يكون الوقت الأمثل لكي تأتي بذكر توماس , ترددت قليلا ثم قالت :
- جوردان . اريد أن أصارحك بشيء ما ..
قال جوردان :
لا . ليس الآن .. ياعزيزتي .. كمن يعرف في ماذا ستحدثه ويرغب بتأجيل الموضوع , يجب علينا الآن إخراج الحقائب من السيارة ووضع الطعام في الثلاجة وتهوية الغرف بعض الشئ .. قبل أن تسيطر رطوبة المساء .
قالت ماريكا ضاحكة :
- بالتأكيد , سأكون مضيفتك . لكن أحب أن أؤكد أننى لن أقوم بكافة الأعمال . بعد ساعة من العمل .. كان المنزل قد أصبح جاهزا فجلس الاثنان يستريحان في قاعة الجلوس .
سأل جوردان :
- أترغبين باحتساء كأس ما ؟
- أجل , بالتأكيد , فماذا لديك هنا ؟
- كنت أحب أن أجعلك تتذوقين الشراب الأبيض , لكنه للاسف لم يختمر بعد بالشكل الكافي .. فما رأيك إذن في كأس من الشراب الذي أفضله شخصيا ؟
قالت ماريكا :
- همم , إنه رائع , بعد أن بللت شفتيها ببعض من الشراب . لم يخطر ببالي أننى سأتذوق كأسا بمذاق رائع كهذا .
- بكل بساطة , لانه معتق لسنوات طويلة , خذي , لقد مر وقت طويل انتظرتك فيه .. أنت !
عندما سمعت ماريكا هذه الكلمات أخذ قلبها يخفق بسرعة وإذا جوردان يقترب منها ويأخذها بين ذراعيه , كانت عيناه البحريتان تنظران إليها كمن يريد أن يغوض إلي أعماق روحها .. فقد كان يريد بأى ثمن أن يعرف إذا ما كان هناك بقية من آثار حبهما القديم الذى كان جد ما يتمناه أن يعود إلى الحياة من جديد ..
- أجل .. آثار من دموع وذكريات لحب لا ينسي .
أخذت ماريكا ترتعش تحت وطأة نظراته بشكل لم تعرفه من قبل وإذا بجوردان يقبلها قبلة طويلة , تحمل شوقه العظيم .
همس جوردان :
- عليك أن تصعدي إلى غرفة النوم , قبل أن أغلق باب الشاليه فسرعان ما يخيم الظلام ..
سألت ماريكا مبتسمة :
- الليل . الظلام ؟ لكنها بالكاد حوالى الساعة السابعة مساء ؟
- اجل . لكن ألا تعرفين أننا نخلد للنوم باكرا في الريف !
- لقد ترددت كثيرا , قبل أن أخيب ظنك , ضحكت ماريكا بينما كان جوردان يدخل إلى الغرفة .. فليس هناك سوى شئ واحد أخشاه قليلا : هو هذا الصف من الأزرار الصغيرة الواصلة حتى العنق .. فعلى أن أفكها واحدا واحدا حتى تستطيعين خلع هذه البلوزة ؟
- أجل . فهذا مستوحي من لعبة صينية , تمتحن قدرة الرجل على الصبر .
همس جوردان بصوت أكثر دفئا :
- قبلت التحدي !
واقترب من ماريكا بحركة خفيفة وبدأ يفك الزر الأول من أزرار القميص القطني .
همست ماريكا وهي تشعر بالألم لأنها عبرت عن الرغبة العارمة التي تجتاح أعماقها :
- لقد نسيت أن أخبرك أنه حسب قواعد اللعبة الصينية هناك مكافأة لك على كل انتصار تحرزه ..
أجابها جوردان :
- أنا في انتظار أول تشجيع .
فاقتربت ماريكا وطبعت على عنقه قبلة حارة حيث شعرت بنبضات قلبته المتسارعة ..
واستمر في فك الأزرار واستمرت ماريكا بقبلاتها الرقيقة حتى استسلمت له أخيرا برغبة كبيرة ..
همس لها جوردان .. وهو يندس بقربها في السرير : فمازلت تملكين هذه البشرة الساحرة التي يتخللها النور وهو يهمس لها بهذه الكلمات . كان قد اقترب من الطاولة الموضوعة قرب السرير وأسفل شمعتين موضوعتين هناك خشية انقطاع التيار الكهربائي أخذت الشعلة يتراقص ظلها على جسد ماريكا المختفية في ظلام الغرفة الصغيرة .
همس لها جوردان :
- اقتربي مني .. فأريد أن أشعر بك بقربي .. لم يكن جوردان يريد أن يضيع لحظة واحدة وهو ينظر إلى ماريكا التي طالما أحبها .. أما هي فقد وجدت نفسها بين ذراعي رجل آخر غير الذى كانت تعرف , رجل مملوء بالحب ومفعم بالرغبة وغرفا معا بحب طويل طالما انتظراه .
أخيرا بعد صمت طويل .. كان جوردان هو من بدأ الحديث ؟
- هناك أشياء لم تتغير .. كما كنا منذ خمسة عشر عاما .. كأن أصابعنا قد وجدت بعضها الآخر .
- صحيح . . قالت ماريكا .. فقد كان يكفي لمساتك الرقيقة حتي .. وتابعت قائلة : أتعرف ما أحبه فيك والذي لم يتغير قط .. إنه هذا المراهق الصغير الذي يسكن فيك !
أخذت ماريكا تتأمل من جديد جسد جوردان الرياضي وقالت :
- لاتضحك , فبالرغم من العضلات والقوة الظاهرة .. ما زلت تحتفظ في حركاتك وتصرفاتك , بشئ لا أعرف كيف أعبر .. شئ من التصنع .. اعتقد أنه أيضا يعجبني فيك ..
ابتسم لها جوردان وضمها مجددا إلى صدره ..
سألها جوردان وهو يداعب عنقها :
هل غفوت ؟
- أبدا . صرخت ماريكا لكني أتضور جوعا ..
- حسنا ! أعتقد أنك كنت جائعة لي فقط .. فقد خاب ظني .. لكن .. لاتحلمي بأكثر من قليل من اللحم مع البيض المقلي أو طبق آخر يكون سهل التحضير .. سوف أنزل إلى المطبخ !
بقيت ماريكا ممددة في السرير بينما كان جوردان يحضر بعض الطعام وعندما صعد إلى الغرفة كان يحمل صينية مليئة بالطعام وزجاجة من الشراب الاحمر .. أخذت ماريكا تفكر كيف مضت كل هذه السنوات دون أن تشعر بسعادة كهذه .. ثم انكبت على الطعام بشهية فالتهمت كل ما أحضره جوردان الذى ذهب أيضا ليحضر زجاجة أخري من الشراب .
ثم امضيا بقية الليل وهما غارقان في بحر من الحب ولم يخلدا للنوم حتى ساعة متأخرة من الليل ..
كانت أشعة الشمس المتسللة إلى الغرفة قد أيقظت ماريكا التي لم تعرف للوهلة الأولى أين هي .. كانت ذراعا جوردان اللتان تطوقانها طوال الليل قد ذكرتها بأحداث الليلة الماضية .. أزاحت ماريكا الغطاء برفق حتى لا يستيقظ جوردان .. ثم عادت من جديد تستلذ بالجسد الدافيء للرجل الراقد بقربها الذي استيقظ .
سألها جوردان بصوت ناعس :
- أأنت دائما ممن يستيقظ باكرا ؟
- أجل . دائما ! فعادات العمل ليس بسهولة أستطيع نسيانها لكنك لم تركض هذا الصباح ؟
أجابها جوردان وهو يدس برأسه تحت الوسادة :
- لا . فهناك طرق اخرى لممارسة الرياضة عندما يكون المرء برفقة امرأة يحبها .
قال جوردان ضاحكا .
لدي فكرة .
قالت ماريكا :
سوف نأخذ حماما مشتركا هذا الصباح حيث ستكون مجال الاختبار بالنسبة لي !
- مجال اختبار ؟ ! أهي لعبة صينية أخري , على ما أعتقد ؟ لا ,.., فأنا أرفض مثل هذا الاختبار العملى منذ الصباح .
- لكن لا ! لم تحزر قط .. أريد فقط أن أعرف رأيك بالشامبو الجديد للرجال الذى حضرته قبل مغادرتنا .
- آه ! إذن هذا كل شئ ؟ حسنا أنا موافق على شرط أن تساعديني في الاستحمام ..
أجابته ماريكا وهي تقفز من السرير باتجاه الحمام :
- حسنا اتفقنا .
أخذت ماريكا تساعد جوردان على الاستحمام بينما جلس متلذذا بذلك . تقبلت ماريكا الحكم الأول للمستخدم الأول للمستحضر الجديد فاللون والرائحة والتركيب , كل شئ كان يبدو على أكمل وجه . قالت لنفسها :
- إذا ما نال هذا الشامبو الجديد إعجاب سيناتور , في الولايات المتحدة الأمريكية ..
سألته ماريكا :
فبالتأكيد سوف ينال إعجاب الكثير من الرجال ألا تعتقد ذلك ؟
- كفاك استفزازا لي , علق جوردان , ثم إن عليك أن تستديري فقد حان دوري لمساعدتك على الاستحمام ..
وانسلت ماريكا في حوض الاستحمام الملئ بالرغوة المعطرة .
ودون أن يشعرا بنفسيهما عاودتهما الرغبة من جديد وغرقا في حب عميق احتفلا فيه باول صباح لهما معا ..


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 07:20 PM   #16

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السادس

استقلت ماريكا على كرسي طويل بعينين نصف مغمضتين . كانت تشعر بشعور رائع هذا الصباح . فبعد أن خرجت من مياه البحيرة الموجودة خلف المنزل الريفي , شعرت بنفسها محررة واخذت تعرض نفسها لأشعة شمس أيلول ( سبتمبر ) كانت الأشجار ذات الروائح المختلفة تحيط بالمنزل الصغير ..أخذت ماريكا تمتع ناظريها بآلاف الظلال المختلفة لدرجات الخضرة التي كانت تتلون بها الأشجار .
سألها جوردان وهو يحمل في يده كأسين من الشراب المثلج :
- هل تتأملين الطيور ؟
- لا , فأنا مأخوذة تماما بخضرة الأشجار الرائعة , أتكلم كأننى من سكان المدن طوال حياتي , لكن أؤكد لك أننى لم أر قط مثل هذا المنظر منذ زمن بعيد .
- بالتأكيد أنت من سكان المدينة , ولكن سوف تعتادين على المجئ إلى هنا بصحبتي عدة مرات , وعندئذ لن يدهشك شئ في الطبيعة .
- حسنا , اتفقنا , همست ماريكا وهي تسلم شفيتها لجوردان الذي راح يقبلها .. وفجأة سمعا صوت البوابة يفتح في آخر الحديقة ..
قال جوردان وهو يقف .
- أي شيطان هذا جاء ليزعجنا ؟
- والدي .. أين أنت ؟ جاءهم صوت باتريسيا من بعيد .
عضت ماريكا على شفتها وهي تري جوردان يبتعد لملاقاة ابنته باتريسيا التى نزلت من سيارة خالتها وحيدة ..
كانت ماريكا تتحين الفرصة لتخبر جوردان عن توماس وقد كانت على وشك ذلك عندما وصلت باتريسيا .
قالت ماريكا لنفسها وهى تفكر أن عطلة نهاية الأسبوع قد شارفت على الانتهاء :
- وهذه فرصة أخرى تذهب . عندما عاد جوردان بصحبة باتريسيا كان يبدو جليا أنهما مشتبكان في نقاش حاد .
- أرجوك يا والدى , ستري , سيكون هذا مسليا لكما أيضا فهناك فرقة موسيقية وأيضا هناك عشاء قبلها إذا أردت ..
- هل أنت متأكدة من انه ليس يكون هناك أى نوع من موسيقى الروك ؟ فلقد أسمعتني ما فيه الكفاية في نيويورك قبل أن آتي إلى هنا لأرتاح في هذه العطلة .
- لكن لا يا والدي ! لن يكون هذا أبدا ! إنها فقط سهرة في النادي ولن يسمحوا لنا بالدخول لأننا لم نتجاوز الثامنة عشرة من العمر !
لم يكن الوضع يبعث على السرور فقد كان لجوردان خطط أخري لقضاء السهرة فنظر بطرف عينيه إلى ماريكا التى ابتسمت وهى تنظر إلى باتريسيا قائلة :
- يمكننا أن نذهب إذا كان هذا يسعد باتريسيا !
ثم ما أدراك فربما رقصنا نحن أيضا .
- ماريكا أنت رائعة ! أنا متأكدة من أننا سنلهو كثيرا .. إنه لطف منك أن تصطحبينا .. حسنا سأعود لأخبر أولاد خالتي الذين ينتظرون في السيارة , سأزف لهم هذا الخبر السار ! ستمران لأخذنا من مونت سيلو حوالى الساعة الثامنة . اتفقنا ؟
أجابها جوردان متنهدا :
- لقد سمعنا جيدا , سنكون هناك في الوقت المحدد .
التفت جوردان صوب ماريكا :
- لقد كنت لطيفة جدا مع باتريسيا , آمل ألا تكون هذه السهرة مزعجة .
قالت ماريكا :
- لا تقلق , سوف نستمتع نحن أيضا فكم مضى من الوقت دون أن نرقص معا .
ساد الصمت لوهلة ثم اقتربت ماريكا من جوردان وقالت :
- أريد أن أكلمك في شئ . بينما نحن وحدنا ..
قال جوردان وهو يقفز من كرسيه :
- اتفقنا , لكن ليس الآن .. والآن على أن أعلمك درسا في التزلج على الماء , وأريد أن أراك قد تعلمت ذلك قبل نهاية العطلة .
احتجت ماريكا .. لكن ذهب ذلك في الهواء .. فقد كان جوردان ينتظرها في القارب الصغير الذي أخذ يشد إليه حبلا طويلا كان درس التزلج على الماء استعراضيا بما فيه الكفاية .
قامت ماريكا بعدة محاولات باءت بالفشل .. فهي لم تكن تعرف ان هذه الرياضة عنيفة لهذا الحد لكنها لم تريد أن تغادر المكان قبل أن تنجح ولو بمحاولة واحدة .. كانت بالرغم من إخفاقاتها المتكررة مصرة على إعادة المحاولة .
قال جوردان :
- كفي هذا اليوم ! لقد أنهكت وهذا يجعل الأمور أصعب - بدون أي تعليق ! صرخت ماريكا بأعلى صوتها وهي تخرج رأسها من الماء سأبدأ من جديد , فليس هناك أي سبب يمنعني من المحاولة استعادت ماريكا وضعها من جديد ورفعت بيدها معطية إشارة التصميم لجوردان الذى كان يربط الحبل إلى القارب بقوة صبر واحتمال تمكنت ماريكا من أن تنجح في محاولاتها فقد تمكنت على مسار ثلاثمائة متر من الانحناء مرتين في تزلجها فراحت تضغط على أسنانها لتظهر بمظهر المحترفين في التزلج على الماء .
صرخ جوردان : رائع ! لقد نجحت ! للأسف لم يكن معى كاميرا لألتقط لك صورة فقد كنت تبدين كأحد مشاهير فيلم إخوة ماركس .
قالت ماريكا وهى تعلو سطح القارب عبر السلم الصغير .
- تستطيع الآن أن تستفزني بعدما نجحت أيها الشرير , كيف كنت ستلتقط لي صورة وانت تقود القارب .
انفجر جوردان ضاحكا وقال :
- أنت على حق ياعزيزتي , لكن أنا لا أستفزك بل بالعكس انحني لك احتراما بالنسبة للمحاولة الأولى فهي ليست سيئة أبدا على الاعتراف بذلك .. هيا الدرس القادم غدا فى نفس الموعد .
- حسنا ,. ياسيدي . سأكون جاهزة , قالت ماريكا وهي ترتمي بين ذراعي معلمها الذي أحاطها بمنشفة سميكة .
كانت السهرة التي رتبتها باتريسيا في النادي مسلية جدا ومليئة بالمرح .
قالت ماريكا وهى تسحب جوردان لحلبة الرقص :
- أي حظ جميل لأننا قررنا المجئ فمن الرائع أن يعيدوا إحياء أغاني الستينيات الرائعة أنا أحب هذا , لكن المضحك أن نرى ابنتك ترقص على هذه الأغاني التي لا نعرفها , انظر هناك , إنها تمرح مع أولاد خالتها .
وعندما وضع الجوكي أسطوانة - وأنا أحبها - نظر جوردان إلى ماريكا . ضمها إلى صدره وأخذ يراقصها بحنان .
قالت ماريكا :
- أتذكر ؟ أنها أغنيتنا المفضلة .. أتعلم , لم أكن أستطيع أن اسمعها دون أن أبكي .
أجابها جوردان وهو يضمها بشدة إلى صدره وراحا يرقصان وكأنه لا يوجد أحد من حولهم .. لقد أعادا إحياء الحب الذى ولد على هذه الأغنية .. ولم يفكرا في شيء آخر .
عندما عادت ماريكا إلى منزلها مساء الأحد أخذت تسترجع في ذاكرتها أحداث اليومين الماضيين الرائعين اللذين قضتهما بصحبة جوردان .
- أيمكن للحب أن يولد من جديد بعد كل هذه السنوات ؟ أخذت ماريكا تسأل نفسها وهي تفرغ حقيبتها .
كانت ماريكا تشعر بشعور رائع لا يصدق منذ أن ألتقت بجوردان لكن كان هناك شئ ما في داخلها يقلقها , كان هناك شعور غريب يراودها شعور لم تعرفه من قبل . كما لو أن ظهور جوردان في حياتها من جديد قد كسر حاجزا سريا في شخصيتها , فبعد نضال طويل وبعد أن أصبحت تتمتع بشخصية قوية واثقة بنفسها تكتشف فجأة أنها ضعيفة وتتذكر كلام جدتها المجرية التي كانت تردده على مسامعها عندما كانت فتاة صغيرة . - احذري من الشبان , يا ماريكا فالحب يمكن أن يكون لعبة خطرة يفقد فيها المرء روحه !
كان كلام جدتها آنذاك يبدو لها غريبا لكن تلك الكلمات ظلت محفورة بذاكرة الطفلة الصغيرة .
كانت ماريكا تتذكر كل ذلك وهي تفرغ حقيبتها , وإذا بمفكرتها تسقط على السرير فتناولتها بحركة آلية وألقت نظرة سريعة على مواعيدها خلال الأسبوع المقبل وفكرت بينها وبين نفسها : إنه لن يكون لديها الوقت لتفكر في رحلتها الماضية مع جوردان وأخذت تحدث نفسها بصوت عال :
أنت سعيدة , وقد قضيت عطلة رائعة مع رجل رائع فلم لا تأخذين الأمور كما هى عليه ؟ ! .. وبعد أن رتبت أفكارها أخذت ماريكا حماما ساخنا واستسلمت للنوم وهي تحلم بدروس التزلج على المياه التي علمها إياها جوردان .
منذ وصولها إلى المكتب في صبيحة اليوم التالى انشغلت ماريكا بالعمل , فالهاتف لم يتوقف عن الرنين وكان عليها أن تملى الأوامر على سكرتيرتها كي لايقع أى لبس فى الاجتماعات التي ستعقدها بعد أن اطلعت على المشكلة الأمنية التي كانت فى مقدمة أعمالها . عقدت ماريكا اجتماعا مع مصممى الدعاية من أجل تسويق المجموعة الجديدة من مستحضرات العناية بالرجل التي أنتجتها أخيرا ..
أخذت ماريكا تقترح عدة نماذج للعبوات الزجاجية القاتمة من أجل العطر الجديد , وأخيرا توصلت إلى تبنى اقتراح معين . فقوبلت الفكرت بالحماس والقبول من قبل فريق التصميم الذين قرروا صنع العبوة خلال الأسبوع القادم .. بقى هناك اختيار الاسم الذى سوف يطلق على المنتج الجديد الذى فكرت فيه ماريكا طويلا .. لكن دون نتيجة فقد كانوا قد استخدموا كافة الأسماء التي يمكن اقتراحها .. فلقد استخدموا أغلب أسماء أبطال الأساطير : أخيلوس هرقل أوديس .. لكن السيدة الشابة لم تقتنع .
سألتها روث بصوت متعب :
- لماذا نهتم دائما بأسماء الأبطال ؟
صرخت ماريكا :
- لكن , أجل روث على حق , لماذا لا نستخدم سوى أسماء الأبطال ؟
فنحن صنعنا هذه المجموعة من أجل الرجال المميزين لأن هذا هو شعارنا المعتمد , أعتقد أنه علينا اختيار اسم من أسماء آلهة الأغريق إذا ما تجرأت على القول ! فنحن في حياتنا العادية غاليا ما نقول إن فكرنا جميل كالآلهة ! إذن يلزمنا اسم واحد من الآلهة التي تعبر عن الجمال والقوة والسحر .
اقترح مدير الدعاية :
- إنه أبولون !
- أبولون , أجل ! قالت ماريكا التى أشرق وجهها للتو , أبولون الكلمة جميلة .. كما أنه يوحي بكافة التعبيرات القديمة التي يعرفها الجميع أنا أجد الفكرة رائعة .. فما رأيكم ؟
أعلن جميع من كان حول الطاولة موافقتهم من أجل أبولون .
قررت ماريكا إجراء دراسة خاصة كلفت بها فريقا مختصا يقوم بتجارب التسويق على عينة من المستهلكين يمثلون الزبائن المستهدفين بهذا المنتج .
ثم بعد ذلك قررت إجراء دراسة عن الأشياء الموجودة في الأسواق والتي تمثل هذه الآلهة القديمة .. كرسومات جدران , تماثيل .., فهي تريد أن تدقق في كل شئ تستفيد من أي من التفاصيل من أجل الدعاية .
- أعتقد أنه باستطاعتنا الآن البدء في البحث عن عارضة جميلة . تساعدنا من أجل صور الحملة الإعلانية ..
- لست متأكدة من أنه يجب أن تختارها من النوع المميز العظيم .. قالت روث التي كانت غالبا ما تسأم الحديث في الاجتماعات .
- أنا اعتقد أنه علينا اختيار عارقة . لكن لاتكون .. كيف أستطيع أن أعبر عن ذلك ؟
.. يجب ألا تكون مثيرة ومخجلة بالنسبة للرجال الذين سيشترون المنتج .. بل أعتقد أنه علينا في هذه الحالة استخدام عارضة لطيفة فتكون الرسالة التي نقصدها عندئذ .. أيقظوا الجمال الذى فى داخلكم والتي سوف يعرفها النساء فورا .. ثم ارتبكت روث فجأة واحمر وجهها كمن ارتكب حماقة .. فلم تصدق نفسها أنها نطقت بمثل هذا في الاجتماع وكانت قد بدأت تندم على ذلك فهذا ما لم يحصل معها من قبل .
قال أحدهم ليكسر الصمت :
- أعتقد أن روث على حق .
أكدت ماريكا !
- رأيك رائع , ياروث , أعتقد أنها أنسب فكرة تمثل مضمون الجملة الإعلانية التي نريد . وتابعت قائلة :
- أريد أن يدون كل منكم ما سمع ويشرح وجهة نظره فيما بعد حتى نتمكن من المناقشة في الاجتماع المقبل .
- كيف أمضيت عطلتك ؟ سألت روث وهي ترتب المكتب بعد أن انفض الاجتماع .
وبنظرة براقة , نظرت ماريكا إلى روث مبتسمة .
- يجب أن أعترف أنه قد مضى على زمن طويل لم أقض فيه مثل هذه العطلة الرائعة وأنت .. كيف تجرى الأمور بينك وبين بينيت ؟
- هناك شئ غريب , تعرفين . هناك أوقات أشعر بها أن الأمور تجري على مايرام , ويحدوني الشعور بأن العلاقة التي تجمعنا علاقة حقيقية .لكن في بعض الأحيان يتنابني الشك كانما هناك شئ خاطئ في علاقتنا , لا أعرف كيف أفسر هذا إلا أنه ينغص على فى الأوقات الجميلة التى نقضيها . وتحركت السيدتان باتجاه مكتب ماريكا .
قالت روث :
- سوف أتركك الآن , ولا تنسى موعد المكالمة الهاتفية مع العميل الياباني , على ما أعتقد أنها حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف .
- لاتقلقى لن أنسى .
أخذت ماريكا تفكر أبولون إنه اسم رائع ومناسب تمام لمستحضرات الإنتاج الجديد بالنسبة للرجال ثم انهمكت ماريكا بالعمل ولم تشعر بمضي النهار . كان ملف المستحضر الجديد للشامبو جاهزا على مكتبها بأسرع مما كانت تتصور .. وأخذت تفكر بينها وبين نفسها أنها سوف تجربه على جوردان غدا مساء وعلى العشاء . كان جوردان قد دعاها للعشاء في منزله , وكان منذ وفاة زوجته السابقة قد باع المنزل الكبير الذى كان يسكنه منذ زواجه , لقد رأى من الأفضل أن يطوي الصفحة ويبتعد بابنته باتريسيا عن الذكريات المؤلمة حيث رأت أمها تموت , فابتاع عندها شقة كبيرة في المدينة وكان لديه مديرة منزل تعتني بهما وتدبر أمور المنزل .
أخذت ماريكا تكلم نفسها . يجب على بالتأكيد أن أصرح له عن وجود توماس بمجرد وصولي منزله . بينما كانت تستعد لمغادرة المكتب . كان كل يوم يمر وكل خبر تصادفه يجعل الأمور أكثر صعوبة لم تستطع ماريكا ذاك المساء أن تكلم جوردان عن ابنهما توماس فما أن دخلت شقته حتى أخذها بين ذراعيه وسحبها إلى الأريكة فى قاعة الاستقبال واخذ يقبلها بشوق محموم ويشعرها بحبه الملتهب ثم غرقا في الضحك لهذا اللقاء الحار .
- أتعرف أنك قد نجحت في تحويلي من تلك المرأة الجدية الغارقة في الأعمال إلى مراهقة خطرة ؟ قالت ماريكا وهى غارقة في الضحك بينما كان جوردان يحملها بين ذراعيه إلى غرفته .
أجابها جوردان وهو يطبع قبلة حارة على عنقها :
- إنه بالضبط الهدف الذى كنت أسعى إليه .
لم تستطع ماريكا عندها أن تكتم صرخة السعادة التي تشعر بها , فقد كانت اللذة التي جمعتهما تبدو بغير نهاية ثم استسلما لنوم عميق حتى وقت متأخر من الليل .
****************

مضت عدة أيام .. وذات صباح وبينما كانت روث تدخل مكتب ماريكا سألتها :
- إذن ؟ كيف كانت ؟
أجابت ماريكا التي كانت قد أنهت لتوها محادثة هاتفية .. ما زالت تفكر فيها :
- عم ماذا تتكلمين ؟
- لكن أنت تعرفين جيدا . ماذا أقصد .. العشاء !
ابتسمت ماريكا ابتسامة مقتضبة , فلقد كانت نسيت تمام تلك الأمسية التي دعيت فيها لتناول العشاء بصحبة جوردان في البيت الأبيض , فالليلة التي قضتها في أحضان السيناتور فاريل قد أنستها بهجة العشاء الرسمي .
- آه ! أجل لقد كان رائعا .. فماذا تريدين أن أخبرك عنه ؟
قالت روث بنفاد صبر :
- كل شئ .. فقد كانت تريد أن تعرف أدق التفاصيل .. ماذا قدموا لكم على العشاء .. من كان هناك من المدعوين . أريد أن أعرف كل شئ .
انصاعت ماريكا لرغبتها واخذت تصف لها كل شئ محاولة أن تتذكر أسماء جميع المدعوين كذلك الشخصيات الذين كانوا يجلسون على طاولة الرئيس مباشرة .. لم تستطع روث أن تخفي انبهارها .. فقد كانت فخورا جدا بأن صديقتها ومديرة الشركة التي تعمل بها كانت قريبة إلى هذا الحد من كبرى شخصيات المجتمع ..
- أتعرفين , لم يكن هؤلاء الأشخاص ذوى ميزات خارقة ! فما إن عرفت النساء اللاتى قابلتهن أننى رئيسة شركة ديميتر حتى بدأن بطلب النصائح من أجل العناية بجمالهن ! أتعرفين ! لقد اكتشفت أن زوجة سفير ما أو سيناتوا ما .. ليس لها اهتمامات مختلفة عن اهتمامات النسوة الأخريات لكن .. أخبريني أنت كيف تجري الامور بينك وبين بينيت ؟
- آه .. تنفست روث الصعداء . إنها دائما نفس القصة فذاك المساء كان قد مر لأخذى من المكتب وانتظرني حتى أنهيت عملى بمنتهى اللطف وقضينا بعدها أمسيتنا معا ثم غادر في صباح اليوم التالى وهو يقول لي :
سأتصل بك , إذا لم أجد شخصا آخر !
لقد بدا لي بمنتهى الفظاظة ! أما أنت يا ماريكا فاؤكد لك أنك بصحبة رجل استثنائي ! فاستغلي ذلك لان الرجال أمثال جوردان معدودون على الأصابع , ثقي بي وبتجربتي !
ابتسمت ماريكا بألم .. فقد كانت تتمنى أن تكون روث أكثر سعادة , ثم قبلتها من وجنتيها ثم توجهت إلى المختبر الصغير الملاصق لغرفة مكتبها .. كان النجاح الذى لاقته مجموعة العناية بالرجل التى طرحتها في الأسواق قد شجع ماريكا على التفكير بابتكار عطر جديد سوف تطرحه في الاسواق في السنة القادمة .
بينما كانت ماريكا تفتح الخزانة الحديدية التي تضع فيها العينات المبتكرة راودها شعور ما بأن أحدا قد فتح الخزانة الحديدية وعبث بمحتوياتها فاخذت تتفحص بدقة كل عبوة موجودة والتي تحتوى على الصيغة النهائية للرائحة الجديدة .. كان هناك انخفاض طفيف في مستوى السائل في كل من العبوات مما عزز الشك لديها بأن أحدا ما قد اخذ من كل منها بضع قطرات .. أخذت ماريكا تفرك جبينها محاولة أن تتذكر : أمن الممكن أن تكون هى من أخذت بضع قطرات من العينات ؟
ولماذا تفعل .. وهى تحفظ المعادلات عن ظهر قلب ؟
ثم أمسكت بقلم الحبر ووضعت إشارة مخفية على كل من العبوات وحددت فيها مستوى السائل الموجود بداخلها حتى تعرف إذا ما نقصت فيما بعد . كانت فكرة أن أحدا ما من حولها قد خان ثقتها وحاول سرقة سر الصنعة غير مقبولة بالنسبة لها .
وبفكر مشوش أخذت تفكر في كلمة الخيانة .. وعلى الفور تذكرت ماريكا أن إخفاء وجود توماس عن أبيه بالفعل خيانة حقيقية . لكنها كانت قد حاولت أكثر من مرة ان تأتى بذكره , لكن دون فائدة .. فلم يكن الوقت مناسبا فكلما حاولت أن تفتح الحديث معه كان يغيره كمن يريد أن يمنع حديثا مؤلما . كانت ماريكا قد دعت جوردان لتناول العشاء في منزلها وكانت قد قررت أنها ستكلمه حالما ينتهيان طعامهما سواء أراد ذلك أم لا . عندما دقت الساعة القديمة في ردهة المنزل الثامنة , قفزت ماريكا من مكانها .. لقد كانت شديدة التأثر كمن سيذهب لسر الاعتراف وتناول القربان المقدس لأول مرة .. ثم اتجهت إلى الطاولة الموجودة في الصالون والقريبة من المدفأة وأخذت تتأكد من أن كل شئ على ما يرام .
كانت قد فكرت أن العشاء هنا سيكون أكثر حميمية من الجلوس في غرفة الطعام الكبيرة التي ستكون واسعة جدا على عاشقين .
وصلت ماريكا ثانية إلى المطبخ فقد كانت قد حضرت قطعة من لحم العجل المحمر في داخل الفرن والصلصة التي سترافقها كانت قد جهزت تماما .
- لقد عرفت ماذا نسيت .. قالت ماريكا بصوت عال .. الموسيقي , اجل فاتجهت ماريكا إلى الخزانة حيث تضع أسطواناتها المفضلة واختارت آخر أسطوانة لعازف البيانو الروسي ماندلسون .. وبينما انبعثت الموسيقى الرومانسية في أرجاء المنزل كان جرس الباب يدق .. إنه جوردان .
فتحت ماريكا الباب وجاءها
الظل الرقيق للرجل الذى تحبه في الردهة المقابلة .. وقفا في مكانهما صامتين . دون أية كلمة ,.. أخيرا كسر جوردان حاجز الصمت :
- لقد افتقدتك , أتعرفين . كنت أفكر فيك طوال الوقت وبالكاد لم أستطيع أن أباشر أعمالى .
- أنا أيضا أفتقدتك , قالت هذا وهي تطبع قبلة رقيقة على خده .. هيا اتبعنى إلى المطبخ ! فلقد تبقى على أن أجهز السلطة وتكون الطاولة جاهزة .
أخذ جوردان يتأمل ماريكا وهى تضع اللمسات الأخيرة على طاولة الطعام التى كانت قد جهزت سابقا .. لقد وجدها جميلة جدا وهي تمارس مهامها كربة منزل , كانت ماريكا تدرك أنها تحت المراقبة فأخذت ترتعش رعشة خفيفية .
- أبة ربة منزل فاشلة أنا ! .. قالت بعد لحظات .. حتى إننى لم أسالك ماذا تشرب ؟!
- ما رأيك بالقليل من شراب الكرز ؟ أحب هذه العادة الإنجليزية حيث يقدمونه قبل الطعام .. هل تحبين أن أجهز لك كأسا ؟
- أجل , ستجد الزجاج والأقداح هناك فى الخزانة الموضوعة بجوار المدفأة , أجابت ماريكا فأنا قد شارفت على الانتهاء .. سأكون جاهزة خلال ثوان .
أخذا يحتسيان مشروب الكرز وهما جالسان على الأرض بالقرب من المدفأة .
كانت ألسبنة اللهب الذهبية المنبعثة من المدفأة تنعكس على وجه جوردان الذي بدا أكثر جاذبية .. بعد قليل نهضت ماريكا وأشعلت الشموع الموجودة على طاولة العشاء .
قالت ماريكا لجوردان وهي تقدم له طبق السمك المدخن :
- تفضل سأحضر الخبز المحمص .
- أتعرفين ! عندما تجلسين أمامى , أنسى حتى أن أتناول طعامى .., يكفيني فقط أن أنظر إليك .. أعرف أنك طالما كنت طباخة ماهرة ..
- أتذكر تلك الأطباق التى كنت أعدها عندما كنا طلابا , لطالما كنا مفلسين ! كانت المكرونة هي الطبق اليومي .
- أجل , لكن مع ذلك كنا سعداء , قال جوردان ذلك وهو يرسم ابتسامة على شفتيه .
- كيف لنا أن نكون تعساء عندها ؟ لقد كنا نحب بعضنا كالمجانين:
أكنت تعتقد أن ذلك الحب كان سيستمر هكذا لو كنا بقينا معا .
أجاب جوردان :
- أنا متأكد .. كنت سأفعل كل ما بوسعي ليستمر .. اتعرفين يا ماريكا من النادر جدا أن تلتقى بشخص يفهمك من كلمة واحدة من أقل حركة من أصغر تعبير .. شخص يقرأ وجهك ليعرف ما بداخلك ..
- لم تحدثني قط عن زواجك من أم باتريسيا .
- لم أكن تسعا , فلقد كانت فترة في حياتي كنت منهمكا فيها في العمل .. ثم إننى أعتنيت كثيرا بباتريسيا .
وأنت ؟ ألم تفكري قط في أن تتزوجي ثانية ؟
- لا , لقد قابلت العديد من الرجال بالتأكيد .. لكن فكرة الزواج لم تكن لتستهويني .. خاصة بعدما تعرفت عليك .
قال جوردان , بعد وهلة :
- أتعرفين .. حياة رجل السياسية خاصة بعض الشئ , فعليه أن يظهر في مناسبات عديدة بصحبة زوجته بعد عدة سنوات استطعنا التوصل إلى صيغة لنمط حياتنا لابد وأنك سمعت ما تداولته الصحف عن هذا الموضوع : لم يكن كل ما قالته الصحف خاطئا . وبعيدا عن كل هذا , كان هدفي قبل كل شئ المحافظة على باتريسيا .
أخذت ماريكا تتذكر تلك الشائعات التى انطلقت آنذاك عند وقوع الحادثة .. عن زوجة السيناتور المدمنة الكحول .
قالت ماريكا محاولة أن تغير مجري الحديث :
- سوف أقدم لك بعض الفاكهة .
- أوه . لا ! أرجوك ! لقد أكلت ما فيه الكفاية فقد كان الطعام لذيذا ..
- ستأخذ بعض الحلوى إذن بعد قليل إذا ما رغبت في ذلك ..
عندما دخلت ماريكا إلى المطبخ كان جوردان قد ملأ كأسين من الشراب وقال .. ارفع كأسى لأشرب نخب صحتنا , حياتنا التى عادت إلينا بعد كل هذه السنين للمرة الثانية .
كانت ماريكا قد رفعت كأسها إلى شفتيها عندما تناهى إلى سمعها صوت مفتاح يوضع في قفل باب المنزل فتحفزت ..
- أمي , أنت هنا ؟ جاءها صوت توماس من مدخل الشقة .. مما جعل الدماء تجمد في عروقها .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-09, 08:35 PM   #17

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السابع



- أوه ! اعذروني .. أمي , لم أكن أعرف أن لديك ضيوفا على العشاء . اقترب توماس من والدته وطبع قبلة على وجنتها .. أخذت ماريكا تنظر إلى جوردان الذي لم يكن ليرفع نظره عن توماس .

قالت ماريكا بصوت مرتبك .. حاولت أن تجعله يبدو طبيعيا :
- سيناتور فاريل , أقدم لك ابني توماس !
- أنا سعيد جدا بمعرفتك يا سيدي السيناتور , وعلى فكرة أنا من مؤيديك دائما فى كل حملة انتخابية .. اتعرف !
نحن في العائلة نتمتع بالديمقراطية ..
شد جوردان على يد توماس الذى كان قد مدها له بمنتهى الاحترام . قالت جوردان وهو يوجه نظرة ذات معنى إلى ماريكا :
- شكرا جزيلا ,فما قلته لي .. أدخل السرور إلى قلبي ..
كان قلب ماريكا يخفق بشدة حتى كاد أن يتوقف ..
قالت توماس :
وهو يقترب من الخزانة حيث يضع أسطواناته الموسيقية المفضلة .
- آسف مرة أخرى , لأننى قطعت عليكما العشاء .
لقد مررت فقط لأخذ بعض الأسطوانات .. ولن أزعجكما أبدا ..
واتجه إلى الباب المؤدي إلى الصالون وقد حمل مجموعة من الاسطوانات تحت إبطه .. وقال :
- عمتما مساء , أنا سعيد جدا بالتعرف إليك يا سيدي السيناتور .
ابتسم جوردان . وسأله :
- كم عمرك يا توماس ؟
- أنا , تقريبا , سأبلغ السادسة عشرة قريبا ..
قال جوردان :
- عمر جميل , وأنا سعيد أيضا بلقائك . قال ذلك وهو يوجه نظرة مخيفة إلى حيث تجلس ماريكا .
أغلق الباب وراء توماس وساد صمت مطلق . لم يعد يسمع به سوى صوت قطع الحطب المشتعلة في المدفأة .. أخيرا نهض جوردان . كان وجهه يكشف بوضوح ما يدور بداخله بعد اكتشافه وجود توماس وبوجه قاس وصوت عميق بنبرة منخفضة تحمل مدى شعوره بخيانة لا حدود لها سألها :
- لم تذكري لي أبدا أنه لدينا ابن ؟
ودون أن ينتظر منها جوابا حمل كأسا موضوعة على الطاولة وبحركة لاشعورية رمي بها في المدفأة .
- هل كنت تنتظرين حتى أموت لتخبريني بهذا .. ؟ جاء صوته قاسيا كمن يكبت غضبا عارما يجتاحه وعلى وشك أن ينفجر ..
كيف استطعت أن تفعلى شيئا كهذا ؟ كيف تجرأت وأخفيت عنى مثل هذا الخبر .. وجود ابن لي ؟
اصفرت ماريكا من الخوف وهى تشاهد كل حركة من حركاته العصبية فقد أخذ يشد على قبضة يده ثم يرخيها كمن يحاول أن يسيطر على موجة الغضب التي اعترته .
- سوف أغادر قبل أن أرتكب عملا أندم عليه فيما بعد .. قال ذلك أخيرا بصوت يعصف بالغضب . ولكن تأكدى أننى سأعود وعندها أتمنى أن أجد لديك تفسيرا لكل هذا .
ثم خرج وصفق الباب من خلفه بعنف اهتزت له أرجاء المنزل . عندما بقيت ماريكا وحدها أخذت تهتز كورقة في مهب الريح , لقد كانت مذهولة ودهشة من الأحداث التي كانت قد جرت للتو . بالتأكيد كانت تتوقع رد فعل مماثل من جوردان الذى عرف بأبوته لتوماس . للتو ارتمت ماريكا على الأريكة وأجهشت بالبكاء , لقد أحست بنفسها بائسة وضعيفة , فماذا عساها أن تقول له عندما يعود ليسألها عن تفسير لما حصل كما قال ؟ ثم هل فعلا سيعود ؟
بعد مضى قليل من الوقت تمكنت ماريكا من استعادة السيطرة على نفسها فمسحت دموعها وبدأت برفع المائدة .. كانت قد ارتعدت عندما سمعت جرس الباب يرن من جديد .
قالت ماريكا لنفسها :
- لماذا يعود بمثل هذه السرعة فبالتأكيد لم يخمد غضبه بعد ؟
فتحت ماريكا الباب خائفة . وإذا بجوردان يدخل بسرعة البرق متجاوزا الردهة إلى قاعة الجلوس .. عندما أفاقت ماريكا من دهشتها .. كان هناك يقف إلى جانب المدفأة وبوجه مكفهر غاضب قال :
- أنا أسمعك .
جلست ماريكا إلى الكرسي وقالت :
- لقد حاولت عدة مرات أن أخبرك ولكن كان هناك دائما شئ ما يمنعني , فعندما كنا معا في عطلة نهاية الأسبوع كنت مصممة على إخبارك وفي اللحظة التي كنت فيها على وشك مصارحتك عندما جاءت باتريسيا , انضمت إلينا صدقنى يا جوردان .. ارجوك ! كنت أريد فعلا أن أخبرك .. لكن ! ثم أتذكر عندما معا على الشرفة طلبت إليك أن تبقى قليلا لأخبرك لكنك كنت مصرا على الذهاب إلى الشاطئ لممارسة التزلج على المياه .
كانت النظرة القاسية لجوردان لم تفارق ماريكا التي تابعت حديثها :
- صحيح اننى كنت أعتقد في البداية أنه من غير المهم أن أخبرك عن حياتي وبالأخص عن وجود توماس لكن .. عندما عدنا مجددا كنت قد غيرت رأيي وعزمت على إخبارك هذا المساء لكن الظروف كانت أسرع مني ولم تترك لي الوقت .
أدارت ماريكا وجهها وأجهشت بالبكاء ..
- أتدركين حقا ماذا ارتكبت بفعلتك هذه ؟ قال جوردان متجاهلا دموعها .
- ستة عشر عاما .. ستة عشر .. من حياة ابن لنا أهدرناها .. !
- لقد عرفت اننى كنت حاملا في اليوم التالي لإعلان زواجك من سوزان , لقد كنت متأثرة بانفضالنا وأيضا فوجئت بنبأ زواجك العاجل .. فماذا كان على أن أفعل آنذاك ؟ أكان على أن أدخل عليك وأصرخ بملء فمي إننى أحمل طفلا منك ؟
ثم رفعت ماريكا نظرها باتجاه جوردان الذى كان يحدق إلى ألسنة اللهب المتراقصة في المدفأة .
تابعت ماريكا :
- لم يكن باستطاعتي ذلك ! لقد كنت وحيدة , أناضل ضد جميع الظروف , عندما لم يكن لدي أى عمل ولا حتى نقود أعيش بها .
- كان عليك أن تأتى إلى وتطلبى المساعدة على الأقل من أجل الطفل الذى ينمو في أحشائك قال جوردان , دون أن يلتفت ..
صرخت ماريكا التى كانت تصارع شهقات الحزن التي كانت تعتري صدرها :
- أنت لاتفهم شيئا حقا ! لم أكن أريد منك أية مساعدة , لقد كنت أشعر بنفسى ضعيفة , مهملة .. وهذا ما أعطانى على ما أعتقد القوة على المثابرة والنجاح .
عندها اقترب جوردان من ماريكا وقال :
- لست متأكدا إذا ما كنت تعنين ما فعلت .. أن تخفي عن أب خبر وجود ابن له . طوال ستة عشر عاما , على كل , أريد أن تخبري توماس عن ذلك مهما كانت الظروف حيث إننى أريده أن يعرف وبأسرع وقت .
ثم سار باتجاه باب الغرفة والتفت للمرة الأخيرة قبل أن يغادر باب الشقة وقال لها بصوت مرتجف :
- أعتقد , أننى لن أغفر لك ابدا , أبدا .
وللمرة الثانية ذاك المساء صفق باب المنزل صفقا اهتزت له أرجاء المبني , وخلف ألسنة اللهب كانت هناك امرأة وحيدة تبكي بحرقة , فكلمات جوردان الأخيرة ما زالت ترن بأذنها .. لن أغفر لك أبدا أبدا ..
لم تعرف ماريكا النوم في تلك الليلة . فقد كانت صورة جوردان والأحداث المظلمة التى مرت لم تفارقها , كانت ماريكا تتساءل إذا ما كان حبهما سيستمر بعد كل هذه الخيبة والإحباط .. لقد كانت تحب جوردان كثيرا لكنها كانت تشعر في نفسها أنها ستفقده مرة أخري .
هذا التفكير جعل دموعها تنسكب من جديد , فهي لم تعد تحتمل أن تعيش هذا الشعور المؤلم ثانية .. والشعور بانها وحيدة . ومهملة , كان قد تطلب منها وقتا طويلا وجهدا صعبا قبل أن تنساه .
بعد أن تجولت لساعات عدة في أرجاء شقتها الواسعة قررت ماريكا أن تخلد إلى النوم , لكن عبثا لم يداعب النوم عينيها , لكنها قررت بمشاعر متضاربة أن تترك كل شئ للزمن فهو الكفيل بحل الأمور .. وأخذت تعزي نفسها بذلك . فلابد أن يسامحها جوردان بد أن تمضى موجة غضبه سوف يتفهم وضعها بالتأكيد وسيقدر حالتها عندما كانت وحيدة عندما أتت إلى نيويورك .
طلع القمر .. ولم تكن ماريكا قد عرفت النوم , فنهضت من سريرها وفتحت النافذة وكان الشارع مازال خاليا من المارة . وكانت هناك شقة أو شقتان يبنعث منهما النور .. فأخذت تفكر في أن يكون اصحاب هاتين الشقتين أناسا قد هجرهم النوم مثلها أو أناسا يذهبون إلى عملهم باكرا .
فجأة قفز إلى ذهنها توماس لقد كانت مأخوذة تماما بغضب جوردان ولم تفكر قط بأنه كان من الممكن أن يكون قد سمع كل شئ فالشقة التي تقطنها هى وابنها واسعة جدا , فقد كانت ماريكا قد صممت استوديو معروضا للبيع بجوار شقتها بنفس الطابق وجعلتها مسكنا لتوماس , حيث كان يعيش فيها عيشة مستقلة , لكن كان هناك باب يصل بين شقته وشقة والدته يستطيعان أن يمرا منه دون الحاجة للمرور من خارج الشقة .
كان توماس متعلقا بالموسيقى لدرجة أنه لا يستطيع أن يحيا بدونها .
فمن الممكن جدا ألا يكون قد وصل إلى سمعه أي شئ من الحديث الذى دار أمس خاصة إذا ما كان مندمجا في سماع إحدى أسطوانات الروك المفضلة لديه .
أخذت ماريكا تنتفس بألم , فقد كان عليها أن تخبر توماس أن ضيفها البارحة لم يكن صديقا عاديا كبقية الأصدقاء , وفي هذه اللحظة تصاعدت إلى ذهنها فكرة مرعبة , فماذا لو اتفق توماس مع أبيه في وجهة نظره ؟ أفلم تخف عليه هو أيضا وجود أب له ؟ خلال خمسة عشر عاما لم تكن ماريكا تعيش سوى لعملها ولابنها .. فإذا ما قرر توماس الابتعاد عنها .. لن يبقى لها شئ سوى الألم الذى سوف تعيشه بقية عمرها .. آه .
من زجاج النافذة , كانت الحياة قد بدأت تدب في الشارع شيئا فشيئا , كان عليها أن تحضر نفسها فقد أوشكت ساعة ذهابها إلى المكتب , قررت ماريكا أن تبعد عن ذهنها أفكار الليل المظلمة , فاتجهت إلى المطبخ , وراحت تحضر لنفسها قدحا من الشاي فعادات الصباح اليومية التى تمارسها ساهمت شيئا فشيئا في عودتها إلى الحياة .
فحضرت لنفسها وجبة صباحية خفيفة , أجبرت نفسها على تناولها رغم عدم شعورها بالجوع .. وأخذت حماما من الماء الساخن أيقظ جسدها .
أمضت ماريكا وقتا طويلا أمام طاولة ماكياجها وهى تحاول أن تخفي آثار التعب حول عينيها التي تظهر بوضوح سهرها المضني طوال الليل . أخذت ماريكا تنتقى بعناية تامة ثيابها فاختارت بنطلونا أسود فوق قميص من الحرير العاجى وزوجا من الأحذية بلون طحيني .
كانت ماريكا على وشك أن تغادر شقتها ذاهبة إلى عملها على غير عادتها عندما رن جرس الباب . فمن غير الممكن أن يكون توماس ! فهو بإمكانه الدخول من الباب الداخلى .. فلابد وانه جوردان إذن ؟!
سألها جوردان وهو يتفحصها بدقة :
- هل باستطاعتي الدخول ؟ فأفسحت له ماريكا الطريق للدخول .
- ماذا جئت لتفعل هنا في مثل هذه الساعة ؟ قالت هذا وهي تتبعه إلى غرفة الجلوس .
- أتيت لأرى ولدي ! فما هو الغريب في الموضوع ؟
- توماس في شقته الصغيرة نائما وهو عادة ما يتناول إفطاره بعدي بفترة ..
سألها بلهجة مستفسرة :
- أفلا يعيش توماس معك ؟
- توماس يعيش باستديو صغير ملاصق لشقتي اشتريته له منذ عام ونصف , فهو لم يعد طفلا ونحن متفقان جدا هكذا .
أعرف أن الوضع صعب بالنسبة إليك بل ومؤلم أيضا , لكن لن أدعك تطلق أحكاما خاطئة على تربيتي لابني ؟!
- هل بإمكاني أخذ فنجان من القهوة ؟ سألها جوردان الذى كان يعرف انها لن ترفض طلبا كهذا في الصباح بعد أحداث ليلة الأمس !
قالت ماريكا :
- بالتأكيد ! أتحبه مركزا بما فيه الكفاية كذلك الفنجان الذى حضرته ليلة أمس ولم يتسن لنا احتساؤه ؟
جلس جوردان إلى الطاولة الموجودة فى المطبخ , كان يبدو واضحا أن موقفه قد تغير فمنذ الصباح بدا أكثر هدوءا وكل عدوانية تجاه ماريكا كانت قد تلاشت .
سألته ماريكا :
- أتريد أن تبقى حتى تتناول فطورك ؟
فأومأ برأسه علامة الإيجاب .
في هذه الحالة يجب أن أتصل بالمكتب لأخبرهم أننى سأتاخر قليلا .
عادت ماريكا بعد أن أجرت اتصالها .
- لم يكن لدى الوقت لأخبر توماس البارحة مساء ..
- أجل بالتأكيد , أخبريني المزيد عن ولدي بينما نحن وحدنا .
- لا أعرف , ماذا أقول لك . فتوماس شاب جدي بالنسبة لعمره الذي يبلغ خمسة عشر عاما والنصف .. فهو قد قام بدراسات اقتصادية جيدة , كان من الصعب على اتباعها عندما عمل معى في شركة ديميتر كما أنه يهوي موسيقي الروك قبل كل شئ .. لديه عدد من الأصدقاء , كما أننى أعرف بعض صديقاته .. بالتأكيد , إنه ولدي , لكن إذا ما تبادر لي لحظة أن أتناسي أننى أمه , أستطيع أن أقول لك , إننى عشت بفضله خسمة عشر عاما كانت من أروع السنوات ,,. لم يكن هناك شئ سهل في البداية .. لكنه كان هناك وكان على أن أحارب من أجله .. لقد كانت راحتي معه .. ومنذ عدة سنوات أصبح صديقي المفضل , لكن ليس من السهل الآن أن أخبره أن لديه أبا بعد كل هذه السنوات .
- صباح الخير يا أمي , أنت متأخرة هذا الصباح !
توقف توماس فجأة وهو يرى جوردان يجلس إلى مائدة المطبخ , كان يلبس سروالا مخططا وقميصا أبيض وأسود .
قالت ماريكا محاولة أن تبدد القلق الذى ساد.
- لقد مر بنا السيناتور هذا الصباح , وقد دعوته لتناول الفطور .
وقالت وهى تنظر إلى صحيفة نيويورك تايمز الموضوعة في جيب معطف جوردان الموضوع على الكرسي :
- لقد اشتريت صحيفة الصباح ؟
هل أستطيع قراءتها ؟ فأنا أحب تعليقات الرسومات التى فيها ..
أجاب جوردان الذى سر بالرد العاقل :
- بالتأكيد . هذه الرسومات الكاريكاتيرية في الصحيفة ساهمت بشكل واسع في تخفيف حدة الجو السائد ..
كان كل شئ يبدو وكأنه على مايرام فضحكوا كثيرا على بعض التعليقات ثم علقوا على أهم الاخبار في ذاك الصباح .
قالت ماريكا مبتسمة :
منذ أن ذهب توماس للدراسة في فرنسا , وهو لا يتناول سوى الفطور الباريسي : فنجان من القهوة مع قطعة من الحلوى قالت ماريكا وهى تنظر لجوردان :
أتريد أن تتناول شيئا ما مثله ؟
- أجل أجل , هذا جيد جدا ! لكن اخبرني ماذا فعلت في باريس ؟
أخبره توماس عن الدورة التى اتبعها فى معهد التجميل فى غراس كما أخبره توماس عن نمط الحياة الفرنسى الذى طالما أعجبه , كان جوردان يستمع إليه بمنتهى الاهتمام , طارحا . من وقت لآخر بعض الاستفسارات التى ما كنت لتزعج هذا الشاب المراهق .
كانت وجبة الفطور على وشك النهاية , عندما قال جوردان وهو ينظر إلى توماس .
- أعتقد أنه على والدتك أن تخبرك بشئ مهم , الآن , أخذ قلب ماريكا يخفق بسرعة فاللحظة التى كانت تخشاها قد أتت أخيرا . كانت كمن رماها بماء بارد .. فأخذت تستجمع أفكارها منذ البداية . عندما دخل ذلك الطفل الصغير إلى الصف ذات يوم من أيام الشتاء وفوجئ بوظيفة عليه تقديمها : عطلة تقضيها مع والدك وحيدا لم تكن ماريكا قد نسيت شيئا فهي لم تنس الشدة التى واجهتها منذ ولادة طفلها ولا حتى حبها الكبير لجوردان زوجها .. بعد أن تذكرت كل الأحداث السابقة التي مرت في قاعدة الاجتماعات في مجلس الشيوخ .. ثم قالت :
- الآن سوف تعرف كل شئ .. فأنا لم أكن أريد إخبارك قبل أن تصل سن البلوغ .. لكن الظروف تحتم على إخبارك , قد تلومني لأننى لم آت على ذكر الشخص الذى هو والدك طوال هذه السنين لكن أريد أن تعرف في كل الأحوال أننى فعلت ما كنت أعتقد أنه الأفضل بالنسبة لك .. وانهمرت دمعة سخية على خد ماريكا .. وهى تنطق بهذه الكلمات , فما كان من توماس إلا أن أقترب منها ووضع يده على كتفها .
- أنا لا ألومك أبدا يا أمى فإذا ما كانت عائلة والدي السيناتور قد وجدتك غير مناسبة بالنسبة لهم كانت ستجدني كذلك بالتأكيد !
أنا مقتنع تماما بانك فعلت الصواب .
- شكرا جزيلا يا عزيزى ., همست ماريكا , التى كانت في غاية التأثر ثم ساد صمت طويل أعقبه حديث توجه به جوردان إلى توماس - أتمنى أن نتعرف إلى بعضنا البعض بسرعة وأن نغتنم هذه اللحظة المقدسة من الزمن , ثم إننى أريد أن أقول لك شيئا : لا يحتاج الأمر لكثير من الصعوبة عندما تكون بقربي لمعرفة أنك ابني .. أنت تعرف أننى رجل سياسة معروف , ولن تتواني الصحف عن تداول هذا الحدث الذي سيملأ صفحات المجلات والجرائد لذلك أريد ان تكون على حيطه .. فسيكون أمامنا أوقات عصبية لنتجاوزها ثم سيكون كل شئ على مايرام .
- أجاب توماس :
- أشكرك , لأنك تحدثت إلى سلفا , ياسيدى السيناتور .
- أرجوك . انس هذا اللقب سيناتور نادنى بجوردان إلى أن يأتى وقت تستطيع معه أن تناديني والدى لكن أخبرني ماذا عليك أن تفعل هذا المساء ؟ سأل جوردان وهو يقصد أن يوجه نفس السؤال لماريكا .
- أنا . على أن أقدم امتحانا فى مادة الاقتصاد ثم ستمر بي والدتي بعد انتهائها من العمل حيث سنذهب لمشاهدة معرض للمؤثرات الفنية في المتحف .
- أأستطيع مرافقتكما ؟ سأل جوردان وهو ينظر لماريكا .
- بالتأكيد , تستطيع أن تكون هنا حوالى الساعة السابعة ؟
فالمتحف يظل مفتوحا حتى الساعة العاشرة .
- ليس هناك مشكلة , سأكون بانتظاركما في أسفل البناء عند السابعة تمام سنذهب بسيارتي بصحبة السائق لتنجنب مشاكل إيجاد مكان مناسب لركن السيارة .
لم تستطع روث هذا الصباح أن تدرك ما حصل مع ماريكا فعلي غير العادة دخلت ماريكا مكتبها قبل الظهر بقليل , وظلت تعمل حتى دقت الساعة السادسة مساء بالنسبة لمساعدتها التى كانت معتادة على رؤيتها في المكتب بين الساعة الثانية عشرة والثانية ظهرا لم يكن ذلك ممكنا كان على ماريكا أن تقفز لتعود إلى منزلها لتغير ثيابها قبل الذهاب إلى المتحف لم تستغرق ماريكا قط خلال حياتها وقتا كهذا وهي تحاول أن تنتقى لباسها , فلقد كانت تريد أن تبدو جميلة جدا هذا المساء حيث ستخرج لأول مرة بصحبة توماس وجوردان معا .
كانت ماريكا قد جربت العديد من التاييرات التي استبعدتها فيما بعد حيث وجدتها غير ملائمة , ثم فكرت في إرتداء بنطلون من الجينز مع بلوفر من الصوف لكن وجدتها غير ملائمة في الوقت نفسه كان ارتداء ثوب من الحرير رسميا جدا بالنسبة لمشاهدة معرض ..
- أمي , هل أنت جاهزة ؟ جاءها صوت توماس من آخر الشقة . فجوردان على وشك الوصول الآن .
- لا . فمازلت بحاجة لبضع دقائق .. فإذا ما جاء سيكون لطفا منك ان تطلب منه الصعود لبعض الوقت ..
قررت ماريكا أخيرا ارتداء قميص من الحرير , وبنطلون كلاسيكي وسترة رائعة كانت قد اشترتها عندما كانت في زيارة لإيطاليا ثم وضعت بروشا قديما على راحتها ولم تنس أخيرا أن تضع بضع قطرات من عطرها المفضل الذى يحبه جوردان .
قال توماس وهو ينظر لامه التى وصلت إلى قاعة الجلوس :
- تبدين رائعة يا والدتي ! لننزل إلى الأسفل , فأنا واثق بأن جوردان لن يتأخر .
- هأنذا قادمة ..
وما إن فتحا الباب الزجاجى للبناء حتى ظهرت السيارة الليموزين السوداء على زاوية الشارع ..
كانت زيارة المعرض قد جرت على مايرام , وكان جوردان غالبا ما يتكلم مع ابنه بينما كانت ماريكا تجد صعوبة في التركيز على مشاهدة اللوحات حيث كانت متأثرة جدا برؤية جوردان وابنه مجتمعين لأول مرة . بعد عشاء سريع في ردهة المتحف اصطحب جوردان ماريكا وابنهما إلى المنزل فما كان من توماس إلا أن قال لوالده : عمت مساء ونزل من السيارة .
تلكأت ماريكا بعض الوقت كم تريد أن تبقى قليلا لوحدها مع جوردان .
سألت ماريكا :
- هل ستركب الطائرة إلى واشنطن هذا المساء ؟
أجابها جوردان مومئا برأسه .
كانت ماريكا على وشك أن تفتح باب السيارة , عندما وضع جوردان يده على كتفيها :
- أريد أن أقول لك إن إبنك ..
- نعم ؟ سألته ماريكا ..
- في النهاية .. وجدت أن ابنك أقصد ابننا فعلا شاب جيد .. ولك الفضل وحدك في تربيته طوال هذه السنين , هيا على أن أغادر .. تصبحين على خير ..
تصبح على خير, جوردان .
بينما كانت ماريكا تغلق باب المبني .. التفتت لتشاهد الليموزين السوداء وهي تبتعد بهدوء في آخر الشارع .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 01:06 AM   #18

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الثامن



في الأسبوع التالي , لم تتلق ماريكا أى خبر من جوردان , كانت لا تستطيع أن تتوقف عن التفكير في اللحظة التي تركته فيها هي وتوماس بسيارته الرسمية , لقد قال لها : عمت مساء دون أن يقبلها حتى دون أن يرافقها إلى المبني , اخذت تفكر بقلق أنه ربما انتهى كل شئ بينهما .. فهو لن يأخذها بين ذراعيه أبدا بعد اليوم ولن يتبادلا القبل والمشاعر الجميلة وفي كل مرة تراودها هذه الأفكار الحزينة تجد نفسها راغبة في البكاء .

وكلما مرت الأيام ازداد حزن ماريكا التي لم تجد لها عزاء سوي في عملها .. لقد كانت الليالي والأيام التى مضت بالكاد تكون محتملة : لم تكن لتعرف النوم سوى بضع ساعات كانت تراودها فيها الأحلام التعسة كان توماس قد غادر لقضاء بضعة أيام في كاليفورنيا مع أصدقائه ولن يعود قبل نهاية الأسبوع .
أخذت ماريكا تفكر : هل من الممكن أن يظهر لها جوردان ثانية عندما يعود توماس ؟
لم تخطئ ماريكا قط في توقعاتها فعندما عاد ابنها مساء يوم الجمعة كان جوردان يدق الباب في صباح يوم السبت .
- ادخل , أرجوك , قالت ماريكا مبتسمة , ستأخذ قهوتك معنا , ولقد كنت وتوماس على وشك تناول الفطور .
قال جوردان متمتما :
- هذا لطف منك .
في هذا الصباح كان جوردان يبدو أكثر جاذبية من قبل وهو يرتدي قميصا من المدراس مع بنطلون من الكتان الصافي تعلوه سترة من الجلد الإيطالي , كانت ماريكا قد لاحظت على وجهه علامات الدماثة والحنان لقد كانا يتعاملان مع بعضهما كغربين يتعاملان مع بعضهما بمنتهى الأدب , جلس جوردان بالقرب من توماس وبدآ يتحدثان .. فكرت ماريكا للوهلة الأولى أن تتركهما وحدهما , ثم غيرت رأيها .. فلابد أن جوردان قد أتى مبكرا لرؤية توماس , وكان الأب وابنه قد استغرقا في حديث طويل رأسا لرأس , التزمت ماريكا الصمت أثناء تناول الفطور ولوهلة شعرت بنظرة جوردان المليئة بالحب تنصب عليها , تلك النظرة التي يرمقها بها عندما يكونان وحدهما ومع ذلك لم تجرؤ على رفع رأسها لتتأكد خوفا من أن تكون مخطئة في تقديرها .
قال توماس وهو ينهض من كرسيه :
سوف نذهب يا والدتي ! . سنعود متأخرين فلا تنتظرينا على العشاء , اتفقنا ؟
قالت لهما وهي تشاهدهما يبتعدان :
- اتفقنا , تمتعا بقضاء يوم جميل أنتما الاثنان !
عندما أغلق باب الشقة خلفهما شعرت ماريكا بالدموع تصعد إلى عينيها ومن دون سبب وجيه أخذت بالبكاء , لقد شعرت فجأة وحيدة مهجورة , كما لو أن الشخصين الوحيدين في العالم اللذين تنتمي إليهما قد تركاها فجأة على قارعة الطريق وذهبا .
أمضت ماريكا وقتا طويلا في شقتها الخالية , ثم تمالكت نفسها أخيرا وقررت الذهاب إلي مكتبها لتعمل عدة ساعات , لقد مرت بمثل هذه التجربة من قبل وكان العمل الوسيلة الوحيدة لإنقاذها من حزنها وبأسها .
عندما دخلت ماريكا مكتبها توجهت فورا باتجاه المختبر الصغير الملاصق لمكتبها وفتحت بدون تردد الخزانة الحديدية حيث تضع العينات الصفراء للمنتجات الحديثة ومن دون أي شك اكتشفت ماريكا انخفاضا في مستوى السائل الموجود في العينات فقد انخفض عدة ملليمترات عن الإشارة التي كانت قد وضعتها على كل عبوة , أحست ماريكا بالدماء تجمد في عروقها فأعادت مجموعة العبوات إلى الرف وأقفلت باب الخزانة واتجهت إلى مكتبها وأخذت سماعة الهاتف وطلبت جو مسؤول الأمن في الشركة .
- آلو ؟ أنا آسفة جدا على الإزعاج يا جو , لكن لقد اكتشفت للتو نقصا في مستوى العينات الموضوعة في الخزانة .. فأنا قلقة جدا ..
- سآتي حالا , سيدة مولنار فلا يجب أن نتحدث كثيرا في الهاتف .
- أتعتقد أن هاتفي مراقب ؟ لا ! لا تخف ! لقد كلمتك من هاتفى المباشر .. أجابت ماريكا .. وهي تحاول التأكد من أنهما لوحدهما , وهى تلقى بنظرة على الضوء الأحمر الذى أضاءته على باب المكتب .
- لم تأخذ قط الاحتياطات الكافية , أجاب جو العجوز :
سوف آتي حالا بعد مضى عشر دقائق كانت ماريكا تجلس وحيدة في المبنى الصامت وفجأة سمعت صوت المصعد في الطابق الأرضي فلم تستطع أن تتمالك نفسها من الخوف الذى دخل قلبها ماذا لو لم يكن جو هو الذى في المصعد ؟ أخذت تفكر . وبعد قليل تناهي إلى سمعها صوت مألوف .
- سيدة مولنار . أين أنت ؟
- أنا هنا جو في المختبر ! صرخت ماريكا التى سرها أنها لم تعد وحيدة , أغلق جو باب المختبر بهدوء وأخذ يستجمع التفاصيل من ماريكا الغريب في الموضوع أن جميع المراقبين والحرس نهارا وليلا لم يلحظوا أي شيء غير طبيعي .. قال جو وتابع قائلا : هذا لا يمكن إلا أن يعني ..
- أن أحدا من المقربين .. هذا ما تريد أن تقوله , أليس كذلك , قالت ماريكا :
- لا أري تفسيرا آخر ياسيدة مولنار , أعرف أنه من الصعب افتراض شئ كهذا لكن , كيف لنا أن نفسر هذا العبث في العبوات .
- ربما كنت على حق . لكن لا أعرف حقا , وإلى من أوجه الاتهام .
- هل هناك أحد من المحيطين بك , يعاني أزمة مالية في الوقت الحالي .
- لا . لا أحد على حد علمى ! فآلان ليس من النوع المبذر . وروث تعيش وحيدة , وليست تحت وطأة أى حاجة ..
- المهندس الكيميائي ؟
- أوه ! لا .. ليس جون .. إنه النزاهة بذاتها .
- ماذا عن سكرتيرتك ؟
- كارول ؟ لا استطيع أن اتخيل ولو لحظة انها من الممكن أن تفعل ذلك .
- سيدة مولنار أعتقد أنه ليس علينا أن نستبعد أحدا من دائرة الشك .. للأسف لدينا وقائع ملموسة وعلينا أن نجرى تحقيقا حول كل شخص أتينا على ذكره ولو على سبيل الروتين ..
- تحقيق ؟ قالت ماريكا , أو ليس من البشاعة التجسس على الحياة الخاصة .. للأشخاص العاملين معنا ؟
- لاتقلقى أبدا , ستكون بالغة السرية . قال جو بلهجة واثقة .
وبانتظار ذلك أجد أنه ليس أمامنا سوى حل وحيد .. أن نضع في مكان ما كاميرا للمراقبة تساعدنا على معرفة السارق ..
قالت ماريكا هذا وهي تنظر إلى المربعات البيضاء التي تغطي الجدران والسقف :
- لن يكون هذا الأمر سهلا , ثم فكرت قليلا وتابعت قائلة :
- ليس هناك إلا ولعى بالنباتات الذى يجعلنى أضيف حوضا من الزهور وهنا في هذه الزواية .. وأشارت إلى الزاوية المقابلة للخزانة الحديدية حيث تحتفظ بالعينات .
- أحسنت ! الفكرة رائعة ! إذا تابعت على هذا المنوال سوف أناديك بواشنطن .. قال جو مازحا .. سوف أذهب لشراء ما يلزم !
- كيف ؟ ستضع الكاميرا هذا المساء ؟
- للأسف , لا اري حلا آخر ! إذا ما أردنا أن نبقى الأمر بيني وبينك .
قالت ماريكا التى كانت راغبة في أخذه بين ذراعيها :
- جو , أنت رائع حقا !
وتابعت قائلة : لاتحضر شيئا على الغداء .. سأهتم أنا بالأمر !
فسوف أعمل لبعض الوقت في المكتب ثم سنأخذ وجبتنا معا في قاعة الطعام التابعة للمكتب .. سوف أطلب كل شئ من المطعم ..
امضت ماريكا فترة الظهر في المكتب وهي ترتب أوراقها وملفاتها بينما كان جو قد عاد إلى المكتب ودخل غرفة المختبر , حاملا المعدات التي اشتراها .. كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة عندما سمعا فى المدخل ضجة المصعد في الطابق الأرضي . فدخل إلى المكتب حيث كانت ماريكا وسألها مندهشا :
- هل تنتظرين أحدا , سيدة مولنار ؟
- لا , لا أعرف من يكون القادم .. ثم انفجرت ضاحكة .. لكن بل يا جو ! اعذرني ! لقد نسيت تماما لابد أنه النادل من مطعم جونسون قد أحضر لنا الطعام ..
كان العامل المسكين في غاية الدهشة عندما دخل مكتب ماريكا فقد فوجئ بالإثنين غارقين في الضحك مع أنه من الواضح جدا أنهما بانتظاره فأخذت ماريكا تبرر له سبب الضحك بينما راح يضع الصحون على الطاولة .. تناول الاثنان غداءهما فرحين .. وما إن انتهيا حتى عاد كل منهما إلى عمله .. وعندما قاربت الساعة على الرابعة مساء خرج جو من المختبر إلى مكتب ماريكا وابتسامة عريضة على شفتيه .
- كل شئ على مايرام , سيدتى , فكل شئ جاهز .
وبدهشة كبيرة دخلت ماريكا إلى المختبر وأخذت تنظر إلى حيث وضعت الكاميرا بمهارة . حيث كان من الصعب اكتشافها خلف ثلاثة أحواض من النبات .
- سوف أوصل الكاميرا إلى الشاشة الداخلية للمراقبة حيث يتم تسجيل الصورة .
- أحسنت ياجو أنت رائع ! لم أكن أتخيل قط أن حل مثل هذه المشكلة لن يستغرق سوى القليل من الوقت . بفضلك ياجو سوف أنام ملء جفوني ..
- أهناك شئ آخر , سيدتى , حسنا ,سوف أتركك الآن لأننى واثق بأن ماجى سوف تصحبنى إلى كافتيريا قريبة لتناول الحلوي .
قال هذا ضاحكا : وتابع قائلا : ماجى زوجتى غالبا ماتكون غير متساهلة .
- انتظر لحظة ! استوقفته ماريكا وبعد لحظات عادت وبيدها زجاجة عطر ومجموعة من مواد التجميل التى تنتجها ديميتر .
- خذ هذه وأخبرها أن هذه المجموعة هي هدية منى كما أتمنى أن تبلغها اعتذارى عن كوني أفسدت عليكما يوم العطلة .
- أوه ! أنت طيبة جدا , سيدة مولنار , لكن هذا كثير بالفعل . أتعرفين هي لاتضع أية من مساحيق للتجميل على وجهها .
- لكن أنت تعرف اننا لانتج سواها يا جو هيا , أنا متأكدة من أنها ستستخدمها جيدا , ثم إذا لم تفعل ذلك فباستطاعتها أهداءها لمن تشاء .. هيا إلى اللقاء يوم الاثنين .
عادت ماريكا إلى عملها من جديد , فقد كان توماس قد أخبرها أنه سيتأخر وكانت تريد أن تنهى ملفا كانت قد بدأت به منذ الظهيرة .
عندما رفعت ماريكا رأسها كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف فنظرت من النافذة التى خلفها .. كانت المدينة مضاءة بأكملها , وحركة السير قد خفت كثيرا في الشوارع فقفزت من مكانها واقفلت المكتب مغادرة . عندما دخلت ماريكا شقتها لاحظت شعاع النور يتسرب من تحت عقب باب غرفة الجلوس .. إذن لابد وأنه توماس .. فوجدته أمامها .
- سألها توماس :
- أين كنت طوال هذا الوقت ؟ لقد مضى وقت طويل وأنا أنتظرك مع والدي ..
لم تمنع ماريكا نفسها من ملاحظة لفظة والدي التي خرجت للتو من شفتى ابنها .
- أتخيل أنك لم تتناولي عشاءك بعد , تابع توماس : بلهجة لطيفة .
- لا . لم أتناوله بعد , أجابت ماريكا بهدوء وهي تدخل غرفة الجلوس حيث كان جوردان وتابعت قائلة : لكنى تناولت غداء رائعا فى المكتب .
- حسنا , لقد فهمت , قال توماس سوف أحضر لك بعض الشطائر على طريقتي الخاصة .
سألها جوردان :
- غداء عمل في المكتب , نهار السبت !؟ ماالقصة ؟
- لا أرى مانعا من استقبال زبائني يوم السبت إذا ما همس لي قلبي بذلك ! قالت ذلك بلهجة من أراد زرع الغيرة في قلب من يسمع .
- إنها فعلا طريقتك في معالجة الأمور , لكن بينما أنت منهمكة في عملك تاركة توماس وحيدا في انتظارك لولا أننى صعدت إلى هنا .
- لو لم تصعد , فإننى أعرف جيدا , أنه كان سيغلق على نفسه باب غرفته ويستمع إلى أسطواناته ويقرأ كتبه , فهو يعرف كيف يشغل نفسه دائما عندما يكون وحيدا ! إنه شاب الآن ولدى شعور أنك لا تراه هكذا , إنه مراهق ذو ستة عشر عاما :
- بهذا أنا أوافقك الرأى . فأنا للآن لم تسنح لى الفرصة لأعرف كيف يعيش ولدي .. فمن في رأيك السبب ؟ أنا .. قطع جوردان حديثه سماعه خطوات توماس :
- ماما , شطيرتك السحرية جاهزة .. أتريدين أن أحضرها إلى هنا ؟
- لا , أشكرك يا حبيبى توماس , سوف أتناول طعامى في المطبخ . أجابته ماريكا . فقد كانت سعيدة بهذه الفرصة لوقف المشادة الحادة التى كانت قد بدأتها مع جوردان .
وما هى إلا بضع لحظات حتى لحق توماس بوالدته إلى المطبخ .
- أمى ! أبي يريد أن يعرف إذا ما كان ليدك خطة ما من أجلى غدا ؟
- لا , لا أعتقد لكن أتمنى ان تفرغ نفسك في عطلة نهاية الأسبوع القادم حيث ساقيم حفلة كبيرة في فندق بلازا بمناسبة التسويق للمنتج الجديد حليب البشرة . بودي ساتان كنت قد أخبرتك عنه وإذا بتوماس ينفجر ضاحكا بصوت عال .
قالت ماريكا :
- أعرف أنك لا تستعمل مثل هذا المستحضر لكن هذا لايمنع أن تأتى لقضاء بعض الوقت بهذه المناسبة ! إذا كان هذا يعجبك طبعا .
اختفى توماس من جديد فى الممر .
سألته ماريكا بعد مضى قليل من الوقت .
- هل غادر والدك ؟ بينما كان توماس قد عاد ليجلس بجوارها إلى الطاولة .
- أجل أجابها توماس بصوت حالم .. سيمر لأخذى غدا صباحا .
- ماذا فعلتم اليوم ؟
- لقد أخذنى جوردان إلى منزل العائلة حيث نشأ وترعرع , إنه منزل رائع وضخم جدا في حي هيدسون .
تنهدت ماريكا وهى تحاول التخلص من السبب الذى لم يسمح لها قط بزيارة مقر عائلة فاريل الذى ما زال يملكه والد جوردان العجوز .
تابع توماس .
- وغدا على أن أتعرف إلى باتريسيا أختى أتعرفين ! أنا متأثر جدا بفكرة أن لدى أختا .. أتعتقدين أنها تملك نفس الشعور .
- لماذا أنت قلق لهذه الدرجة ؟ بالتأكيد إنها تقدر هذا .
صحيح أننى لا أعرف باتريسيا بشكل جيد لكنها بدت لى بمنتهى اللطافة والحذاقة كما انها شديدة الملاحظة بكل ما يحيط من حولها .
ظلت ماريكا تتحدث مع ابنها طويلا حول طاولة المطبخ إلى أن دقت الساعة معلنة منتصف الليل فهب توماس واقفا.
- أعتقد أن على أن أذهب إلى النوم , كما أننى لا أريد أن يفوتني سماع القطعة الموسيقية على القناة 44 ! هيا ! تصبحين على خير .
- تصبح على خير !
صرخت ماريكا بينما كان توماس قد وصل إلى نهاية الممر :
- لاتنس أن تغلق الراديو قبل أن تنام ..

***************

لقد كان جوردان البارد والقاسي هو من قابلته ماريكا عند الباب في صبيحة اليوم التالي .. ومع ذلك كانت سعيدة برؤيته فقد كانت أشبه بالمريضة المدمنة التى تحتاج إلى تناول داوئها اليومى لتستمر في الحياة .
لم يكلمها جوردان قط , لكنه كان مسرورا وهو يختلس إليها النظر خفية كمن لا يريد أن يراه أحد , عندما خرج توماس من غرفته كان الأب وابنه قد استعدا للخروج , وعندما غادرا البيت صارت ماريكا وحيدة . فكرت ماريكا جيدا في الذهاب إلى المكتب لكن اليوم هو يوم أحد يوم العطلة .. ثم إن هذا الانكباب على العمل فى محاولة للتهرب من مشاكلها هو السهولة ذاتها .. قالت ذلك بينها وبين نفسها وعندها قررت البقاء لتخرج قرب الظهر لحضور ندوة في المركز التجاري في الحى الذى يفتح طوال السنة .
عندما عاد توماس كانت الساعة قد قاربت السابعة مساء , كانت ماريكا هناك تشعر باليأس لكونها ظلت وحيدة طوال النهار .ز
كان جوردان هو من أوصل توماس إلى المنزل دون أن يكلف نفسه عناء الصعود , ربما لأنه شاهد النور المنبعث من النافذة فعرف أن ماريكا في الشقة .. فآثر عدم الصعود !! هكذا كانت ماريكا تفكر .. لم يكف توماس عن مديح باتريسيا طوال حديثه . حيث كان يقص على والدته أحداث نهاره بصحبة أخته وكيف كان الغداء . وكم تحدثا فى السنترال بارك .. لقد كان مفعما بالفرح ..
- ثم إننى سمحت لنفسى بدعوة باتريسيا وجوردان إلى الحفل الذي ستقيمينه في البلازا ! في عطلة نهاية الأسبوع القادم ! أتمنى ألا أكون قد تجاوزت حدودي في هذا !
- لكن , أبدا , حسنا تصرفت !
أخذت ماريكا تتساءل بينها وبين نفسها إذا ما كانت سترى جوردان قبل هذه المناسبة التى بدت بعيدة جدا .. فهل من الممكن أن يتصل هاتفيا ليؤكد مجيئه ؟ للأسف , لم تكن ماريكا متأكدة من الجواب على الأسئلة الكثيرة التى تجول في ذهنها , كان عليها أن تناضل قبل أن تقع ضحية لليأس مرة أخرى ..
سألتها روث في صبيحة اليوم التالي : بينما كانت تدخل إلى مكتبها
- ماذا بك ؟ وتابعت قائلة .. كل شئ يجري على أكمل وجه .. فالمستحضر الجديد بودى ساتان سيلاقى نجاحا كبيرا أنا متاكدة من ذلك .. ثم نظرت إلى عينى صديقتها وأضافت :
آه , لقد فهمت , لابد وانه جوردان ؟!
- لقد اكتشف وجود توماس بأسوا طريقة ممكن تخيلها ! أجابت ماريكا .. فبمضي الأحداث الأخيرة .. وتابعت قائلة :
المروع فى الأمر , اننى قد وقعت في حبه من جديد وأنا متأكدة من أنه لن يغفر لي أبدا , إخفاء أمر توماس عنه طوال هذه السنين , فماذا على أن أفعل ؟ قالت هذا وهي ترتمي بين ذراعي روث .
- ابكي ما استطعت !
قالت روث بصوت خشن وتابعت :
ستكون الأمور أفضل بكثير فيما بعد ..
لم تستطع ماريكا أن تمنع نفسها من الضحك ..
- أنت الوحيدة التى تجعلينى أضحك في أسوأ الحالات ..
- لنتحدث قليلا : حسنا ! لقد قلت لى إن جوردان سيأتى إلى الحفل يوم السبت القادم .
- أجل , أجابت ماريكا , لكن لا أعرف ماإذا كان سيأتى أم لا .
- حسنا , ما عليك سوى ان تطلبى من توم كيلاند أن يكون حاضرا إلى جانبك فى الاستقبال في هذا الحفل .. وبهذه الطريقة سوف تشعلين نار الغيرة في قلبه .
- أتعتقدين , أن هذه الطريقة ستعيد لي جوردان ؟
. ثقي بي .. وبتجاربي الطويلة .. فجوردان ستأكله نار الغيرة . وعندما يكون في مثل هذا الموقف تكون الفرصة مناسبة لوصل حبل الود الذى انقطع بعد معرفته بوجود توماس ! وإذا ما فكرنا قليلا .. باستطاعتك أن تطلبى من توم أن يمر بك . ليبحث بعض التفاصيل في أحد الملفات في الوقت الذي يقوم فيه جوردان بزيارة لابنه .. فما رأيك ؟
- لا ! لا أستطيع أن أستغل توم بهذا الشكل , فهو صديق قديم ولا أريد أن أقوم بأى تصرف يجرح مشاعره .. قالت روث :
- لا تقلقى أبدا فروث ستكون هناك لتلبية استفساراته وستشرح له القصة بأكلمها .. ليس على أن أقول لك إن أهم ما فى الموضوع أن تهتمي بجمالك .,. فيجب أن تكوني جميلة جدا يوم السبت .. لكن جميلة ! كلمة جميلة لاتكفى بل يجب أن تكونى ساحرة ! أعطني فرصة نصف يوم لأذهب إلى السوق , وأنتقى لك الفستان الذى يليق بأميرة الحفل .
- أتساءل إذا ما كان تخطيطك للأمور جيدا , قالت ماريكا , فجوردان كان مولعا بي , ولا اعرف الآن إذا ما أكلت قلبه نار الغيرة كيف سيكون فمن الممكن أن تكون لعبة خطرة .
- لاتقلقى , فكل شئ سيسير كما خططت له .. أنا متأكدة ! أهم ما هنالك ألا تنسى دعوة توم ! نصحتها روث قبل أن تغادر المكتب .
مر الأسبوع سريعا بينما كانت ماريكا منهمكة في عملها فقد كان عليها أن تتحرى عن المبيعات في كبرى مخازن المدينة حتى تستطيع متابعة تسويق المستحضر الجديد بودى ساتان فقد كان عليها أن تشرح وتصف وتحاول الإقناع وأن تصغى إلى أصحاب المحلات مما أنهكها جدا رغم النجاح الذى حققته بالنسبة للشركة , فالمؤشرات الأولى كانت جد مشجعة كما توقعت تمام فمئات النساء كن قد خرجن من المخازن وهن يحملن عبوات ملفوفة بحبل ذهبي على عينات من المستحضر الجديد من حليب البشرة .
وفوق كل هذا , كان على ماريكا أن تشرف على ترتيبات الحفل الذى دعت إليه عددا من الشخصيات المهمة في مجال الفنون والعرض , كذلك الصحفيين من كافة المجلات المختصة بمجال التجميل ..
كانت ماريكا مشغولة طوال الوقت حتى إنها لم تستطع الحصول حتى على ساعة فراغ .. فما إن أتى نهار الخميس حتى اغتنمت ساعة الغداء ونزلت إلى السوق بصحبة روث , لم يكن امامها أى وقت للتردد فوقع اختيارهما على فستان للسهرة في منتهى الروعة بلون المرجان يظهر جمال ظهرها ذي اللون البرنزى العسلي .
عندما أتى يوم السبت حيث الحفل المقرر . كانت ماريكا قد حجزت جناحا فى الفندق حتى تتمكن من تغيير ثيابها قبل الحفل مباشرة وكان هناك في الجناح ركن صغير للاستقبال إذا ما أرادت استقبال شخص من قائمة المدعوين كما تاكدت من أنها قد أمنت العدد الكافي من المقاعد وكذلك الشراب المقدم على المائدة المفتوحة , كذلك كان القلق يراودها فيما إذا اختارت الثوب المناسب لمثل هذا الحفل ؟
لم يكن من عادتها أن تحتسى أى نوع من الشراب : عندما تكون وحيدة ..
إلا أنها فى هذه الفترة لم تستطع أن تقاوم كأسا من الشراب يسهم في تهدئة أعصابها .. فطلبت زجاجة من الشراب أحضرها لها العامل في الفندق .. وماهى إلا لحظات حتى كانت روث تقرع الباب .
- لقد أتيت متأخرة ! قالت مبتسمة وهى تنظر إلى زجاجة الشراب المحاطة بالثلج .
- خذى كأسا ! قالت ماريكا .. فلن يخطر ببالك كم تهدئ الأعصاب . فمنذ نصف ساعة .. كنت فى غاية القلق والتوتر . ولست أخفي عليك فقد شعرت برغبة وحيدة : أن أعود إلى المنزل وأنام ملء جفوني لمدة ثلاثة أيام !!.. لكن سأكون أفضل بالرغم من أن توماس قام بدعوة جوردان إلى الحفل .
- أفضل أن تتجاوزى هذا الشعور ! قالت روث وهي تحتسى جرعة من الشراب :
لكن كونى على ثقة .. كل شئ سيكون على مايرام . اؤكد لك ذلك !
بعد مضى ساعة من الوقت كانت ماريكا وروث قد توجهتا إلى مدخل قاعة الإستقبال .. حيث كان عليهما استقبال الوافدين .. كان حشد من المدعوين قد تدفق إلى الحفل بسيارات الليموزين الفخمة التى اصطفت بعرض ملفت للنظر أمام ردهة الفندق .. كان على روث أن تقوم بتحية كل شخص وتلقى كلمات الترحيب هنا وهناك التى كانت بالنسبة للصحفيين مهمة رسمية عليهم تدوينها .
كان القلق الذي شعرت به ماريكا قد بدأ فى التناقص مع مرور الوقت , وأخذت ماريكا تتفقد مدعويها .. هل قرر جوردان عدم المجئ ؟ أخذت ماريكا تبحث عن ظل الرجل الذي تحب لكن عبثا , لم تلحظ سوى الزبائن أو مديرى الشركة أو رجال الأعلام ..
وبينما كانت تتحدث مع رجل مصرف مهم من وول ستريت أشارت لها روث بإشارة سرية .. فرفعت ماريكا رأسها وإذا بها تري جوردان بصحبة ابنته , وبينما كانا يدخلان من ردهة الفندق .. أخذ قلب ماريكا يخفق بسرعة .
- آسف على التأخير , قال بصوته الدافئ , لكن في الحقيقة كل اللوم يقع على باتريسيا التى أخذت وقتا طويلا في ارتداء ملابسها .
- لكن أبدا , لم تتاخرا , أجابت ماريكا كاذبة .. فلم يأت بعد كافة المدعوين ثم إن باتريسيا على حق .. عليها أن تأخذ الوقت الكافي لارتداء ملابسها , فيه في منتهى الأناقة ! تفضلا بالدخول ! فلابد أن يكون توماس , في الداخل في مكان ما .. وعلى أغلب الظن ستجده قريبا من البار .
أخذت ماريكا ترقب جوردان وهو يبتعد دون أن تستطيع منع نفسها من حسد باتريسيا التى تتأبط ذراع أجمل رجل في الحفل كان يرتدي حلة رسمية بيضاء .. حيث كانت الياقة الحريرية لسترته تنعكس على لون عينيه البحريتين ..
- لنقم بالخطوة الأولى في خطتنا .. همست روث في أذن ماريكا فتوم يقف إلي جانب الطاولة .. هيا , اذهبي إليه واطلبى كأسا من الشراب , غمزت ماريكا بعينها لروث معلنة موافقتها .. وتقدمت حيث كان يقف توم .. واندمجت معه في حديث طويل دون أن ترفع نظرها عنه , لم تكن هذه المباردة خافية على جوردان الذى كان يقف بصحبة توماس وباتريسيا ليس ببعيد .. كان للشراب وقع جيد على ماريكا التى تابعت حديثها عن المستحضر الجديد أبولون للعناية بالرجل وأخذت تسأل توم عن عاداته اليومية في الحلاقة .. وحتى تعرف مدى حساسية جلده لم تتوان عن رفع يدها لتتلمس برقة وجنتيه .
اكهفر وجه جوردان الذى كان يراقبها وأخذ يشد على قبضة يده بمنتهى العصبية ..
- هل أستطيع أن آخذ صديقتنا منك بعض الوقت ؟ سأل جوردان لتوم وهويقترب منه .
فما كان من توم إلا أن انسحب موجها ابتسامة جذابة إلى ماريكا متجها إلى جماعة أخرى من المدعوين , اخذ جوردان يتفحص ماريكا عدة ثوان بدت كأنها دهر .لقد نجحت , قالت ماريكا لنفسها قبل أن تستمع لجوردان . كانت خطة روث المعتمدة على زرع نار الغيرة في قلب جوردان قد أتت بمفعولها .. فما كان من جوردان إلا أن تحرك بدافع غيرته مما أكد لماريكا أن الحب الذى جمعهما مازال يعيش في قلبه .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 04:22 AM   #19

RoseDew2011

نجم روايتي وعضوة فى فريق المكتبات.

alkap ~
 
الصورة الرمزية RoseDew2011

? العضوٌ??? » 45339
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,928
?  مُ?إني » السعودية
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » RoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حلوه جدا يسلمووووووووووووووووووووو وووووووووووا حبيبتي الله يسلم ايديك على الروايه

RoseDew2011 غير متواجد حالياً  
التوقيع

اللهم عليك بالطاغية قاتل أطفال الحوله وكل من يسانده .. اللهم عليك به وباتباعه بكل مكان اللهم ارنا فيه وبزمرته وعصابته عجائب قدرتك .







رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 11:56 AM   #20

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل التاسع



سألته ماريكا بلهجة بريئة :

- كيف وجدت الحفل ؟
- أجابها جوردان بابتسامة هازئة حزينة :
- اجده ممتعا ..
راحت ماريكا تتامله لتعرف كيف سيتابع حديثه ..
- أرى أنه من المضحك أن أرى والدة ابنى تغازل رجلا آخر علانية ..
سألته بلعجة بريئة ساذجة :
- جوردان ! عم تتكلم ؟
- أنت تعرفين جيدا من أقصد .. فهو بالكاد استطاع أن يبتعد عنك .
- أتقصد توم كيركيلاند ؟ لكنه محامى الشركة .. كما أنه صديق قديم .
- صديق حميم جدا ! لقد لمست خده لأننى كنت أحدثه عن المستحضر الجديد للعناية بالرجل .. هذا كل شئ ! فما رأيك بمستحضر يخفف من آلام الحرقة بعد الحلاقة ؟
انهت ماريكا حديثها بهذه الكلمات ورفعت أصابعها لتلامس خد جوردان كما فعلت منذ دقائق مع توم , كانت عضلات فكه متشنجة من حدة الغضب فرفع يده الساخنة وأمسك بأصابع ماريكا التى تراجعت خطوة إلى الوراء عندما شعرت بعنف حركته .
- هذا صحيح , فعندما كنت أركض في أيام الشتاء .. كان الهواء البارد يلسع وجهي .. مما جعل بشرتي متشققة بعض الشئ , قال جوردان محاولا أن يخفى وراء كلماته عصبيته التى بدت واضحة بعنف حركته التى أقدم عليها قبل قليل .
- أتري , فأنت بحاجة إلى كريم مرطب يحمى بشرتك من العوامل الجوية , لقد وجدت إجابتك مهمة جدا .. قالت ماريكا وهى مازالت واقفة تحت تأثير الشراب الذى شربته .. وتابعت قائلة : أعتقد أنك أوحيت لى بفكرة الدعاية المناسبة تماما لمثل هذا المستحضر : فنبدأ العرض برجل يركض في طقس بارد وآخر يعمل على الطرقات . وساعي بريد يوزع بريده منذ الصباح الباكر .. هكذا يكون فيلم الدعاية قد أصبح جاهزا .. شكرا جزيلا يا جوردان ! سوف أذهب لأخبر روث عن فكرتك الرائعة .
وهي تنطق بهذه الكلمات انحنت على جوردان وطبعت على وجنتيه قبلة شكر .. الذى أخذته الدهشة فلم يكن يتوقع منها تصرفا كهذا في مناسبة كهذه .. وأسرعت ماريكا باتجاه روث التى كانت فى الطرف الآخر من قاعة الاستقبال والتى كانت تتابع عن بعد ما يجرى بين ماريكا وجوردان .
- أعتقد أن كل شئ قد سار على ما يرام .. همست ماريكا في أذن روث لم يكن يريد أن يظهر عليه .. لكنه غيور تماما !
- عليك بمحاولة أخرى يا ماريكا .. أنا متأكدة من أنه سيتكلم , عليك أن تقتربي من توم مرة أخرى وسوف ترين كيف سيسارع إلى محادثتك .
ترددت ماريكا قليلا فاللعبة يجب ألا تستمر طويلا , ثم غيرت رأيها .
- حسنا . يجب أن أحاول مجددا , في النهاية أجدها لعبة مسلية .
كان جوردان قد لحق بباتريسيا وتوماس اللذين كانا يتحدثان وجلس إلى الكرسى في مواجهة الأبواب العريضة .. اتجهت ماريكا نحوهم بينما كان هناك زوج من المدعوين قد اقتربا منها مودعين .. ففكرت ماريكا أن عليها أن تتواجد قرب الباب فقد كانت تعرف جيدا أنه من غير اللائق في الحفلات عندما يريد أحد أن يغادر أن يقضى وقتا طويلا وهو يبحث عن مضيفته ليحييها وقد كانت الساعة قد جازوت منتصف الليل والعديد من المدعوين قد طلبوا معاطفهم استعدادا للمغادرة , وكان توم من بين المدعوين الذين استعدوا للمغادرة , وكان قررت أن تلعب الدور الذى خططت له مع روث فنظرت إلى عينيه مباشرة , وأخذ يتبادلان الكلام ثم تناول يدها ورفعها إلى شفتيه وطبع عليها قبلة .. قبل أن يغادر .
كان جوردان يراقب ما يجري ولاحظ جيدا الحركة التي قامت بها ماريكا فاقترب منها :
تمتم جوردان بصوت مفعم بالغضب :
- أولا لمسته .. ثم قبلك .. ألا تخشين من الفضيحة .
- أى شئ ثانية عن توم ! أنا أجد تصرفه عاديا تابعت ماريكا :
فلقد عاش مدة طويلة في فرنسا حيث يعتبرون قبلة اليد من أرقي التصرفات في المجتمعات الراقية .
- اجل , لكن نحن هنا فى نيويورك , أجابها جوردان بلهجة حادة .
- كنت لأعتذر في ظروف أخرى ! لكنهم يقولون إن الفرنسيين قوم لطفاء , في هذه الأثناء كان توماس وباتريسيا قد اقتربا , فغادرا بصحبة جوردان الذى غادر مسرعا دون أن ينطق بكلمة ..
كان على ماريكا أن تنتظر حتى آخر الحفل لتصعد إلى الجناح الذى استأجرته في الفندق حيث تركت حاجياتها , كانت الساعة قد قاربت على السادسة من صباح اليوم التالى .. عندما غادرت ماريكا فندق بلازا لتعود إلى منزلها وبينما كانت تقود سيارتها أخذت تسترجع في ذاكرتها أحداث الليلة الماضية والتمثيلية التى لعبتها في محاولة لاستعادة حبيبها .. وأخذت تقول لنفسها :
ما كنت لأصل بهذه اللعبة , لو لم يكن الأمل الوحيد أمامى ليظهر لي حبه لم يكن جوردان واضحا لهذا الحد .. لكن استطاعت ماريكا أن ترى في نظراته إحساس الرجل الذى يحب .. كانت ماريكا قد قررت أن تحارب حتى النهاية لاستعادة الرجل الذى تحبه .. الرجل الوحيد فى حياتها فعليه أن يعود إليها بأسرع وقت ممكن .. ومن أجل هذا وضعت هذه الخطة .
ثم فكرت أن توماس لابد وأن يدعو باتريسيا لزيارتهم في المنزل , عندئذ قفزت إلى ذهنها فكرة شريرة .. فكيف سيتصرف جوردان إذا ما علم بوجود توم عندها فى البيت .. فلابد أنه سيحاول المجئ هو أيضا ..
مر الأسبوع سريعا بالنسبة لماريكا التي صبت اهتمامها كله على كريم البشرة من مجموعة أبولون للعناية بالرجل , فسخرت كل الإمكانيات بهدف إنتاجه بأسرع ما يمكن فما إن أتى نهار الجمعة حتى كانت هناك عينات جاهزة في المختبر لإجراء التجارب على المتطوعين .
كان توماس أيضا قد استغل فرصة أن المدرسة لم تفتح أبوابها بعد وعمل على تسويق العينات فقد كانت أمامه فرصة مناسبة لجنى النقود .
- أمى . قال لها وهو يمد برأسه من خلف باب مكتب ماريكا .
لقد طلبت من والدي أن ياتى إلى هنا وهكذا أستطيع أن أظهر المغلفات من أجل صباح غد .
- حسن جدا .. أجابت ماريكا .. التى ابتسمت لفكرة أنها سترى جوردان .
كان توماس قد ساعدها دون أن يشعر على الإيقاع بجوردان فريسة للغيرة فجهزت ماريكا نفسها ووضعت قطرات من العطر الجديد الذى تعمل على تطويره , وبعد قليل وصل إلى سمعها صوت جوردان في الممر المؤدي إلى مكتبها .
- توماس ! توماس ! كان جوردان يصرخ .
- تفضل بالدخول يا جوردان سيكون هنا خلال لحظات فلديه عمل صغير في الأسفل عليه إنجازه .
- حسنا جدا ! قال جوردان , بوجه أكثر إشراقا , فليس علينا أن نتأخر .. فكل ما أخشاه هو أمة السير حول الملعب .
سألته ماريكا :
- ستذهبان لمشاهدة لعبة كرة القدم الأمريكية ؟ أليس لديكما الوقت لتناول بعض الطعام قبل الذهاب ؟
- أوه لا , أنت تعرفين جيدا , أن مشاهدة لعبة كرة القدم دون أن نتناول شطائر النقانق على العشب ليست بلعبة حقيقية .
أخذت ماريكا تحك رأسها بحركة لاشعورية , فقد تذكرت المرة الأولى التى دعاها فيها جوردان إلى الملعب عندما كانا طالبين .. هذه ذكرى أخرى من الذكريات الرائعة . قالت ماريكا بينها وبين نفسها .
- لكن ربما أزعجك ؟ قال جوردان وهو يلقى بنظرة فاحصة على مجموعة العبوات المصفوفة على مكتب ماريكا .
- لا أبدا ! بل بالعكس باستطاعتك مساعدتى إذا ما اردت ! فقط . يكفينى أن تغمض عينيك !
- هل أنت واثقة بأنه ليس بفخ ؟ قال جوردان مبتسما وهو يغمض عينيه .
- لكن لا ! لا تتحرك ! أجابته ماريكا وهى تضع القليل من الكريم المرطب على جبهة جوردان وأخذت تدلكها بعناية حتى يتغلغل في الجلد بينما كان جوردان مستمتعا بالحركات التى دغدغته .
كان العداء الذى أظهره جوردان في الأيام الماضية قد تلاشى تماما وكانت ماريكا سعيدة جدا بهذا الشعور وكم رغبت في تقبيله لكن عبثا لم تجرؤ على ذلك .
- إذن ؟ سألته ماريكا , كيف وجدت هذا المستحضر ؟
- ناعم , لطيف .. يعطي شعورا رائعا ! أعتقد أنك إذا ما جعلت الرجال يستخدمونه سيكون هذا نجاحا ساحقا لشركة ديميتر .
- هل تأخرت ؟ سأل توماس الذى دخل لتوه إلى المكتب ..
أوه أنا آسف .. أضاف بلهجة مازحة .. يبدو أننى قطعت جلسة تجميلية .
- ليست جلسة تدليك , فأنا بصدد تجريب منتج جديد من مجموعة أبولون لكن إذا ماكان علينا أن نلحق ببداية الشوط فعلينا ألا نتأخر أكثر ..
أخذت ماريكا ترقبهما وهما يبتعدان وهي تفكر في جوردان الذى تغير كثيرا عن آخر لقاء بينهما .. لقد كانت تتمنى بينها وبين نفسها أن تعود تلك الأيام الجميلة لحبهما .. ثم عادت إلى عملها .
- أرى أنك تبالغين بعض الشئ .. قالت ماريكا موجهة حديثها لروث التى كانت على وشك الإنتهاء من تناول فنجان من القهوة في المطبخ ..
أتريدين أن أطلب من توم أن يمر في مساء يوم الأحد من أجل تدقيق أحد الملفات دون أن يكون هناك مبرر حقيقي ! تابعت ماريكا قائلة وقد بدا عليها الانزعاج .
- أنت لا تفهمين شيئا ! علقت روث . أولا : توم سيكون سعيدا بهذا .
ثانيا . ستكون هذه فرصة أخرى لتثبتى لجوردان أنك لست بتحفة يضعها أمام المدفأة طوال أيام الشتاء ليمتع نظره فقط .
- على كل . لقد لفت نظرى إلى هذا مبكرا , أجابت ماريكا وهى تنظر لنفسها في المرآة .. وأضافت قائلة : تطلبين منى أن ألعب دور المرأة اللعوب , وأنا أرتدى ثياب امرأة مسكينة .. يجب على أن أغير ذلك !
قررت ماريكا أن تأخد حماما ثم انتقت تنورة طويلة فوقها بلوفر من الصوف ذى لون أزرق من تصميم مصمم يابانى مشهور .. عندما انتهت ماريكا من ارتداء ملابسها لحقت بروث الجالسة في قاعة الجلوس .. كانت تبدو في منتهى الإشراق .. فلم تستطع روث أن تبدى إعجابها إذ سرعان ما كان جرس الباب يرن .
- لابد وأنه توم .. قالت روث بلهجة شبه مؤكدة .
- توم ؟ قال جوردان مستغربا وهو ينظر إلى ماريكا .
- نعم . فعليه أن يدقق معى ملفا في غاية الأهمية , أجابت ماريكا كمن يبرر تصرفا , سوف أقترح عليه أن يتناول معنا صحنا من السلطة وبما أنكم هنا سأحضر طبقا لخمسة أشخاص .
- فكرة جيدة جدا , قال توماس بحماس : فأنا أشعر بجوع قاتل . لم يستطع جوردان أن ينطق بكلمة إلا أن وجهه كان يعبر تماما عما يجيش بداخله , وبعد قليل دخل توم وجلس الجميع حول مائدة المطبخ . كان جو اللقاء باردا في البداية ثم أصبح أكثر لطفا .. كانت ماريكا قد شعرت بالندم لأنها تعمدت مثل هذا الموقف لاستفزاز غيرة جوردان .. كان تصرفها غريبا بعض الشئ .. فقد كانت تعتنى بجميع من حولها على الطاولة بنفس القدر , ولم تستطع أن تفارق عيني جوردان اللتين كانتا تفهمان كل شئ .. فقد كان كافيا أن ينظر المرء لروث حتى يفهم المسرحية السخيفة التى استمرت متصاعدة . تمالك جوردان نفسه طوال تناولهم الطعام . وما إن أنهى الجميع حتى قامت روث لتجري مكالمة هاتفية .. فما كان من جوردان إلا أن وجه حديثه لتوم بلهجة جدية صارمة :
- توم . أعتقد أن روث بحاجة إليك في قاعة الاستقبال , فهى بحاجة لبعض الإيضاحات بخصوص الملف الذى ستتكرم لاحقا بإحضاره يوم الأحد .. تحفز توم للرد على هذا الكلام الجارح لكن يد ماريكا الموضوعة على ذراعه كانت قد منعته .. فخرج دون ان ينطق بحرف واحد .. كان توماس قد وقف هو أيضا .. فقام جوردان ليجلس بقرب صاحبة الدعوة .
كانت ماريكا قد احمر وجهها من شدة الانفعال .. فقد استوعبت للتو الموقف السخيف الذى وضعت نفسها فيه سوف يوجه لي الملامة بلاشك , سيقول لى إن هذه تصرفات صبيانية لاتليق بنا . وسيكون على حق . هكذا أخذت ماريكا تفكر بينها وبين نفسها .
- أنت جميلة جدا اليوم يا ماريكا , قال جوردان ذلك بعد صمت طويل وتابع : أحب أن أشكرك على هذا العشاء اللطيف الذى بالرغم من أنه فى غير محله فقد كان لذيذا , قال هذا وعيناه تلمعان بوميض السخرية فهو بالتأكيد يعلق على وجود توم على المائدة , كانت ماريكا تشعر بنفسها أكثر فأكثر إحراجا فالتزمت الصمت وإذا به يقترب منها ويلامس بشفتيه وجنتيها ويقول :
- همم .. إنه عطر جديد على ما أعتقد .. قال جوردان هو يغمض عينيه نصف إغماضة .
استغلت ماريكا الفرصة التى أتاحها جوردان لتخرج من الموقف المحرج .
- أجل , إنه عطر جديد أعمل على تطويره منذ عدة أسابيع وقد وضعت عدة قطرات منه لأجربه .. وأحكم عليه حتى آخر النهار .. كيف وجدته ؟
- ناعم جدا , يوحى لى بصباح منعش من فصل الربيع , كما أنه يوقظ الحواس , هل وجدت له اسما بعد ؟
- مازال الوقت مبكرا على ذلك .. لكننى أعتقد أنه على أن أبحث له عن اسم رومانسى ,يجعل المرء يحلم بغابات كونت أندرسون .. من الممكن أن أكون على خطأ في هذه الأيام , لكن أعتقد أننا لانحلم كفاية .. وهذا ما ينقصنا .
- ربما أنت على حق . أجاب جوردان , صحيح أننى لا أعرف الكثير عن تسويق مواد التجميل , لكن أعتقد أن بالتأكيد على حق .
- لاتكن متواضعا ! إلى هذا الحد جوردان , أجابت ماريكا مبتسمة :
فلقد ساعدتنى كثيرا في حملة الدعاية لمستحضرات العناية بالرجل بفكرتك بتقديم رجال في ظروف مناخية مختلفة وبحاجة لمثل هذه المستحضرات . كانت فكرة رائعة , على كل , فقد باشرنا إنتاج فيلم الدعاية .
لا , بل اؤكد لك أننى سأعينك مستشارا خاصا لإدارة شركة ديميتر .
- أنا موافق , أجاب جوردان ضاحكا , للأسف فلجنة التحقيق التى أديرها في مجلس الشيوخ تمنعنى من العمل بأى شئ يتعلق بمواد التجميل . لم تستطع ماريكا أن تمنع نفسها من الابتسام . عندما فهمت ما كان يرمي إليه .
وقالت :
- هل أنت واثق بأن زياراتك المتكررة إلى هنا لن تضعك موضع شبهة في أعين زملائك السيناتورات .
- لاتقلقى أبدا , فمنذ الاستماع إليك في اللجنة التى أرأسها , كانت سمعتك الحسنة قد طغت , والجميع سوف يسامحوني ! إذا ما علموا أننى أتردد على السيدة مولنار الرفيعة المستوي .
صرخت ماريكا والتى كانت تتمنى أن تأخذ وجهه بين كفيها وتقبله لكنها لم تجرؤ على ذلك .
- جوردان , هل تهزأ بي !
كانت ماريكا تسمع صوت روث وتوم يتحادثان في غرفة الجلوس ومن الممكن أن يدخلا في أى لحظة ., كما كان توماس يستمع إلى الموسيقى في الركن الخاص الذى هيأه حيث وضع أجهزة الصوت المولع بها .
قال جوردان :
- على أن أذهب , فعلى أن أغادر إلى واشنطن بعد الظهر .
أجابت ماريكا التى لم تشعر منذ أن علم بوجود توماس بأية لحظة حميمة تجمعهما معا :
- أى خسارة أن تذهب الآن ! ودون أن ينطق بأى كلمة خرج من المطبخ , وإذا به يلتقى بتوم الذى جاء يستأذن من ماريكا فى الذهاب , وهو يشكرها من أجل الغداء .
- أرجو ياتوم ! أنا على أن أشكر لك مجيئك وانت تحمل لى هذا الملف اليوم , سوف أتفحصه هذا المساء وأعيد لك بأسرع وقت , قالت ماريكا , التى كانت تشعر بداخلها بندم عظيم لأنها قبلت فكرة روث السخيفة دون ان تفكر فيها .
رافقت ماريكا ضفيها حتى باب الشقة , وعندما أغلقت الباب الثقيل كان جوردان يجرى مكالمة هاتفية من غرفة المكتب التى كانت قد هيأتها من أجل الامسيات التى تحضر فيها الملفات إلى المنزل لدراستها ., لم تتوقف ماريكا عن النظر إليه وأخذت تتأمل وجهه الذى لم تظهر عليه علامات الزمن , ولم تجد ماريكا تفسيرا لذلك لكن الشئ الوحيد الذى كانت تفكر فيه تلك اللحظة وهى تراقبه : بأنه الرجل الوحيد في حياتها , لم تفكر ولو لحظة في المستقبل .. لم تتساءل قط إذا ما كانت الحياة سوف تجمعهما من جديد بعد خمسة عشر عاما من الانفصال .
لا بل الشئ الوحيد الذى كان فى داخلها هو إحساسها بجوردان الذى سيبقى إلى الأبد متربعا على عرش قلبها .
جاءها صوته بعيدا كمن يوقظها من حلم عميق .
همست له ماريكا :
- لا . كنت أشاهدك فحسب .. فأنت جميل جدا .
عقب ذلك صمت طويل بعدها أحست ماريكا بيد جوردان تأخذ بيدها بلطف .
- لقد غيرت الحجز في الطائرة , فمازال أمامنا بعض الوقت لنقضيه معا فقد مضى وقت طويل دون أن نخلو فيه لبعضنا : أليس كذلك ؟
قالت ماريكا التى كانت مأخوذة بمشاعرها :
- هذا صحيح . فسحبها جوردان إليه وسار بها عدة خطوات إلى أن وصل إلى الباب الى أوصده بحركة سريعة , كانت ماريكا تشعر بموجة عارمة من السعادة تغمرها وألقت بنفسها بين ذراعيه دون أن تضيع لحظة واحدة من الإحساس به فقد كانت متشوقة لهذا أياما وليالى .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.