آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماهو رأيكم في هذه الرواية بعد قراءتها ؟؟؟
الرواية في منتهى الروعة 25 75.76%
الرواية جيدة 6 18.18%
الرواية متوسطة 2 6.06%
الرواية ضعيفة 1 3.03%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 33. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-03-09, 10:59 AM   #21

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



الفصل التاسع

قرر إيان المعاونة في ذلك الحفل الخيرى بهدف وحيد هو رؤية ميشيل كان اضطراره للبقاء بعيدا عنها بمثابة أكبر عملية تعذيب صادفها طوال حياته . لم تفلح محادثاتهما الهاتفية اليومية المقتضبة إلا فى إشعال رغبته في أن يراها وان يكون معها . والأسوأ من ذلك أن الإحباط الذى استبد به كان مصحوبا بقلق دائم بشأن سلامتها منذ أن اقتنع بأن طرفا ما يعمل فى الظلام بهدف إيذاء أسرتيهما .


سيطرت عليه ثقة قاطعة لازمته طوال الوقت بأنه سوف يفقد صوابه لو حدث أن أصاب ميشيل مكروه أو أن ضاعت منه .


لقد أدى ميراث الكراهية الأسرية المر إلى هذه السخافة غير المحتملة . وجد نفسه مضطرا إلى أن يسترق النظرات إلى محبوبته . انتقى له مكانا بالقاعة يمكنه منه مراقبة دخول المدعوين . وما إن رأها تدخل ممسكة بذراع أخيها حتى نسى كافة الاحتياطات التى يتعين عليه اتباعها حفاظا على سرية حبهما وبدأ يلتهمها بنظراته مبهورا برقة رشاقتها التى أمعن ثوبها اللامع - الذى حاكى بريقه لون عينيها في إبراز جمالها الفتان - .
لقد فقدت بعضا من وزنها لكنها تألقت بقوة وبثقة بذاتها مكتسبتين حديثا .
وأشرقت وسط كل هذه الضغوط بجمال أشبه بماسه لا تقدر بثمن . رأها تنضم إلى صديقتها جاكى التى كانت بصحبة رجل أسمر قوى البنية شديد الجاذبية . ورغم افتنانه بميشيل . استولى عليه إحساس بسوء المزاج . شئ ما لا يجرى وفقا لما ينبغى . شئ ما تحت بصره أو غير ذلك وذلك الشئ كان مزعجا له .
همست جاكى في أذن صديقتها :
- إيان هنا .
انغمس جوناثان ونيكولاس سولتر في حوار حول أجهزة الكمبيوتر فلم يدركا بالتالى أن الفتاتين انشغلتا فى أمر مختلف تماما . قالت ميشيل التى لم تجرؤ على أن تجول ببصرها في المكان :
- أعلم .
قالت جاكى بنبرة مقتضبة :
- أفهم من هذا أن الامر مستمر بينكما .
كانت ميشيل قد اجتنبت صديقتها منذ عودتهما من المارتينيك . أجابتها بنبرة تصميم :
- احبه ويحبنى . هل توصلت إلى تفهم ذلك ؟
- لكن ماذا عن الانفجار .
- لم يكن هو مدبره ولا والده . جاكى هناك من يريد تدمير أسرتينا .
- لكنه جنون !
- صحيح لكنه واقع . هذا هو رأى جوناثان أيضا .
أشرق وجه جاكى الممتلئ عندما رأت نيكولاس يقترب منهما . سألته وهى تمسك بذراعه بألفة :
- ماذا هل بعته جهاز كمبيوتر ؟
- لا . إنه منتم إلى المدرسة القديمة .
كان نيكولاس في ثلاثيناته ذا عينين زوقاوين تضيئان وجها على قدر كبير من الجمال . وقبل أن يلحق به اسمه أحست ميشيل بأنه قريب الشبه جدا من شخص ما قد تكون قد التقت به يوما ما . وبصفته ممثلا لإحدى كبريات الشركات العاملة في المجال الاعلامى كان له ذلك النوع من السحر الفورى الذى يتصف به العديد من البائعين . لم تبدأ جاكى الخروج معه إلا منذ بضعة أشهر لكنها بدات شديدة الولع به . فهمت ميشيل - التى تعرضت لإحساس بنوع من الضيق - السبب فى ذلك هو أن شيئا ما فى أسلوب اقتراب نيكولاس من صديقته أوحى بأنه لا يكاد يشعر بوجودها .
قالت جاكى معلقة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة تقطر حبا :
- ستكون أسعد حظا فى المرة القادمة .
لم يول نيكولاس تلك الابتسامة أية عناية . لأنه كان بصدد مسح المكان بنظرات شاردة . لكن شخصا أخر أشار إليه على مكانه . وتقدم جوناثان منهما وعيناه متجهتان إلى جاكى أضاءت نفسية ميشيل شقيقها يحب صديقتها .
فهمت للمرة الأولى السبب فى أن شقيقها نادرا ما يقضى وقتا خارج البيت وفى أنه شديد الميل الى أن يهب عمله كل قوته وحياته رغم طلعته البهية وقوة بنيته وذكائه وسحره . لم يحدث أن أظهرت جاكي نحوه أدنى قدر من الاهتمام العاطفى . بل عاملته معاملة الأخ الأكبر فضلا عن كاتم أسرارها . ومنذ أن أسرها سحر نيكولاس لم تول جوناثان أى اهتمام يذكر . أحست ميشيل بوخزة في قلبها . لم تشأ أن ترى ما رأت لأنه لسوء الحظ لا يمكنها أن تفعل شيئا من أجل شقيقها . توجه أربعتهم إلى المائدة المفتوحة لاختيار طعامهم قبل أن يستقروا إلى منضدة خالية . بلغ الاحتفال ذروته وتضاءل احتمال ميشيل الضوضاء تدريجيا . استأذنت صحبتها .
وغادرت المائدة لكن بدلا من أن تتوجه إلى الحمام استردت معطفها وغادرت القاعة من خلال باب سرى مؤد إلى الشرفة فوق السطح .
كان معروفا للجميع .. أن قاعة الاحتفال .. بها عدة أبواب تفتح على ممرات تؤدي إلى تلك الشرفة لكن الطقس كان باردا جدا .
في تلك الأمسية لسلوك أحد هذه الممرات . اجتبنت الفتاة بركة الأضواء المنبعثة من الفتحات الجدارية المغطاة واختارت أن تجلس عند الطرف الأخير للشرفة التى تطل على المدينة السابحة في الأضواء أزعجتها ضوضاء حركة المرور . وفجأة سكنت في مكانها تماما ثم التفتت مدفوعة بإحساس داخلى لتلقى بنفسها بين ذراعيه وكانت قد أحست باقترابه . همست في أذنه وقد تنبهت جميع أحاسيسها لملامسته :
- لم أستطع احتمال البعد عنك.
- ولا أنا .
رفع إيان ذقنها إلى أعلى وطبع على شفتيها قبلة بدأت رقيقة وما لبثت أن بلغت قمة العنف .
دفع بهما تعطشهما كل الى الآخر إلى دوامة من حرارة المشاعر غير المسبوقة . لم يهتما بوجود شخصية نسائية معينة على قيد بضعة أمتار منهما وذهل كثيرون لرؤية هذا المشهد الذى طالما كان مستبعدا . فردان من أسرتى لوجان وستوارت متعانقان بهذا القدر من الحرارة . لم يفلح العقل كما لم تفلح - كافة الاحتياطات التى فى العالم - في أن تمنعهما .
همس لها أخيرا قوله :
- ميشيل . افتقدتك جدا !
لم يستطع التراجع عن وجهها الجميل .. الذى كاد أن يتجاوز حدود الواقع بفتنته ليكون في عداد الأحلام التى تتراءى للمشتاق .التصقت به وقد ارتسمت على وجهها ابتسامات السعادة وهي تقول :

- كان الفراق صعبا على أيضا . كان من الحماقة أن أتى إلى هذا الحفل اليوم لكننى أحسست بضرورة أن أراك ولو هذه الدقائق القليلة .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 11:30 AM   #22

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk

قال بصوت أجش :

- لايكفينى هذا . ميشيل ..

أحس بجسدها يتوتر بشدة بين ذراعيه فرفع بصره من فوق كتفه فرأى شكلا بشريا طمس الظلام معالم وجهه يسير في عكس إتجاه الأضواء المنبعثة من قاعة الاحتفال متوجها نحوههما . علم إيان بفطنته أنه لابد أن يكون جوناثان ..
- إيان ..
جاء صوته فاترا غير معبر عن غضب أو عن إحساس آخر .
كانت هذه هي المرة الأولى التى يخاطبه جوناثان فيها في كبرهما .
- جوناثان ..
انتاب إيان إحساس غريب .. مزيج من الألفة والتفهم ومن القرب والبعد معا . تبينا - بعد ما فرقت البغضاء بينهما طوال حياتهما - أن المرأة التى يحبانها قد جمعت بينهما .
توقفت خطى ميشيل على قيد متر منهما .
- أنت مطلوب بقاعة الاحتفال . مكالمة هاتفية عاجلة .
وعلى الرغم مما بدا جوناثان عليه من الهدوء ظل إيان حذرا حتى أحس بأن أعصاب ميشيل أخذت تهدأ كما لو كانت النبرة التى تحدث شقيقها بها قد بعثت فيها طمأنينة فهدأ هو أيضا بدوره .
قال وهو يبتعد عنها رغما عنه :
- سأعود حالا .
وعندما مر بالقرب من جوناثان تردد لحظة ثم قال :
- جوناثان ثق أننى لن أمسها بأذى قط .
فأجابه جوناثان :
- من الأفضل أن تذهب وتتلقى مكالمتك .
وبعد ما تركهما إيان وقف جوناثان بالقرب من ميشيل منحنيا من فوق سور الشرفة .
تساءلت الفتاة في صمت - وكانت قد استجمعت كل شجاعتها لتواجه ثورته - ماإذا كان جوناثان لم يقيم إحساسه في ضوء حبه الخالص لجاكي وفي ضوء اقتناعه المتزايد بأن هناك عدوا مجهولا لايبغى أن ينال من الأسرتين . ومع ذلك كانت واثقة بأن رؤيته إياها بصحبة إيان لم تكن مفاجأة له .
قال بذات النبرة المقتضبة التى حدث بها إيان من قبل :
- موقع جميل جدا لموعد غرامي .
ضمت ميشيل معطفها من حول كتفيها وهي تقول :
- لم يكن موعدا . لم يكن سابق التحديد على الإطلاق .
تحدثت بصوت في مثل هدوء صوت أخيها كما لو كان تلافيا للإخلال بذلك التوازن المتأرجح في المشاعر .
قال جوناثان :
- كنت اعلم منذ سنوات ان هذا هو سوف يحدث يوما ما . منذ ان كنت في الرابعة عشرة . أعترفت لى بأن روايتك المفضلة هي روميو وجوليت .
- هذا صحيح . كنت أحب هذه الرواية إلى حد بعيد وإن كنت كرهت فيها تبرؤ الوالدين من ابنيهما . لا ينبغى أن نموت لاننا نحب يا جوناثان . كما لاينبغى المساس بالأسرة بسبب من نحب .
استطرد جوناثان يقول دون أن ينظر إليها :
- لدى عودتك من المارتينيك لاحظت عليك تغيرا . ثم فهمت أن الأمر متعلق برجل ما منذ اليوم التالى عندما عدت إلى البيت عند منتصف الليل . وعلى الرغم من رفضى الاعتقاد فى أن ذلك الرجل من الممكن أن يكون إيان حاولت بكل قدرتك أن تثبتى لى أن آل ستوارت ليسوا أعدا لنا وأنه ينبغى على أن أكون صافى الفؤاد تجاههم . اتصلت هاتفيا بالفنقد الذى كنت تقيمين فيه أثناء رحلتك إلى المارتينيك بهدف التأكد من أنه لم يكن مقيما أيضا بهذا الفندق .
- متى كان ذلك ؟
- منذ أسبوع .
- وأبى ؟ هل هو على علم بذلك ؟
- لا . لأنه ليس بحالة تسمح له بسماع ذلك يا ميشيل وربما حالته لم تسمح أبدا .
اقتربت منه :
- وانت . ما إحساسك ؟
غادرت فمه ضحكة سخرية خافتة :
- لا أعلم عنه شيئا . كنت أنتظر لحظة رؤيتكما معا وكنت أتوقع أن يكون لقاؤكما كريها . لكننى لم أحس بكراهية كبيرة .
وقد رأيت أسلوب نظر كل منكما للأخر .
- لقد تلافينا اللقاء حتى لا نسبب مساسا باحد . نريد أن نثبت لأبى ولوالد إيان أن ثمة من يريد أن ينال من أسرتينا من خلال الكراهية المعروفة بينهما . ونقنعهما بضرورة إيقاف هذا التطاحن قبل ان يسقط جرحى جدد .
صمتت ميشيل قليلا ثم عادت تقول بصوت هادئ :
- سوف نتزوج يا جوناثان .
فقال شقيقها :
- لن يستطيع أبى أن يمنعك لكنه لن يتقبل الأمر .
- وأنت ؟
نظر جوناثان إلى عيينها أخيرا :
- إننى مضطر إلى تقبل الوضع . ألاترين ذلك ؟ لأنك لم تتخذى هذا القرار دون سابق التفكير في كافة العقبات التى تواجهه والنتائج التى من شأنها أن تترتب عليه . لم يبق لى على ذلك ما أضيفه . إذا كنت تحبينه بعد كل ذلك الذى سمعته منذ يوم ولادتك فهذا دليل على متانة هذا الحب .
- لم أحس شيئا بهذه القوة قط ..
- ولهذا السبب لايسعنى سوى الموافقة . أريد لك السعادة يا ميشيل .
قالت بصوت مرتعد :
- يراودنى أيضا خوف من أن تكرهني .
فقال جوناثان مبتسما :
- إننى مثلك . لارغبة لى فى أن أكون لاموسا . خمسة قرون من الكراهية تكفى .
اجاب إيان الذى انضم إليهما فى هذه اللحظة :
- هذا أفضل . سنكون بحاجة إلى مساعدتكما . صديقنا الخبيث سدد ضربة جديدة .
مدت ميشيل يدها إليه تلقائيا :
- فى موقع عملكم ؟
- نعم . استهدفت جميع المصاعد باستثناء أحدها . أرغمه أحد أفراد الحراسة على الفرار . رأه يختفى في بئر سلم المصعد وحدث بعد ذلك انفجار في آبار سلالم جميع المصاعد الاخرى . لم يتمكن أحد من القبض عليه .
سألته ميشيل :
- هل هناك حالات إصابة ؟
- لا . لكننى أريد أن أعرف كيف تمكن من دخول العمارة ؟
توجهت ميشيل إلى جوناثان تسأله ؟
- هل أنت واثق بأن أبى غير متورط في هذا ؟
- واثق تماما . أقسم لى بشرفه على أنه لن ينتقم .
وبعد ذلك قصت ميشيل على إيان ما كان جوناثان قد قاله لها عن ذلك المفتش المرتشى .
- إذا كان كثيرون على علم بذلك فسوف نتوصل إلى الحصول على معلومات مهمة . سوف أقوم بسؤال رجالى اعتبارا من صباح غد .
وقال جوناثان :
- وأنا أيضا . وسوف أسال الموردين أيضا .
قال إيان :
- ينبغى أن اتوجه إلى الموقع . سوف يلحق والدى بى . أريد أن اتحدث معه .
- هل تعتقد أنه سوف يصغى إليك ؟
فقال إيان مؤكدا :
- ينبغى أن يسمعنى . لن أترك له خيارا .
قال جوناثان رغبة منه فى أن يتركهما بمفردهما :
- سوف أنتظرك بالداخل يا ميشيل .
وما إن بدأ يبتعد حتى ضم إيان الفتاة إلى صدره بدفء . وهو يقول :
- أراه متعقلا جدا . ماذا كان وقع النبأ عليه ؟
- إنه منزعج بعض الشئ لكنه فى صفنا على الأقل .
تشبتت ميشيل بشدة بعنق إيان مؤكدة بكل قواها :
- كم كنت أود أن ينتهى كل هذا ! إننى أتوقع منه الأسوا أريد أن أكون معك . أحبك جدا !
فهمس لها قائلا :
- وأنا أيضا أحبك يا حبيبتى .
ذكرتها كلمات الحب هذه بأنها لم تعلن له بعد نبأ ثبوت حملها .
لكن اللحظة لم تكن مواتية لمثل هذا النبأ السعيد .
قالت رغما عن إرادتها :
- اذهب الآن . سوف أتصل بك غدا .
احتوى إيان وجهها بين راحتيه وقبل شفتيها عدة مرات ثم قال محذرا :
- توخى الحكمة . هذا العدو مولع باستخدام المفرقعات إلى حد مثير للانزعاج .
لاحقته ميشيل بنظراتها وهو يبتعد عنها مغادرا الشرفة فأحست ببرودة شديدة تجمد عظامها وبوحدة لاتحتمل .
كان قد وقف وثورة الغضب تضطرم بداخله في أكثر أركان الشرفة ظلمة حتى يمكنه أن يتابع عن قرب الحديث الدائر بينهم ليذهبوا إلى الجحيم ! هؤلاء الحمقى ! يتصالحون على الرغم من كل هذه العقبات ! ينبغى أن يقتل هذا الود فى المهد .
كان هؤلاء الثلاثة من أبناء جيل الشباب قد تعاهدوا على أن يعملوا معا من الآن فصاعدا على تكثيف الجهود لوضع نهاية لذلك التوازن المتأرجح بين أسرتيهما وإن كانوا يشكون فى وجود مثل هذا التوازن أصلا .
بعد بضعة أيام أو ربما بضع ساعات سوف يمكنهم . جمع أطراف اللغز وعندئذ يعرفون اسم ذلك العدو المشترك بينهما .
في غضون لحظة ينبغى أن يدفع بالفتاة إلى أسفل بعد رحيل الرجلين بعيدا . دفعة واحدة وتواجه نهايتها فتحل بذلك المشكلة جزئيا . قاومت مع ذلك تلك الدفعة القوية التى جعلتها ترتعد ولاحقتها حتى بلغت قاعة الاحتفال . ينبغى ان يحاصر ثلاثتهم معا بحيث يظن والدا الطرفين أن اعتداء متبادلا قد وقع فيفقدان صوابهما وينبريان للتخلص كل منهما من الآخر .

ألحت الفكرة على وجدانه المحموم . وفكر مثلهم فى وضع نهاية لتلك الكراهية . وكان سلاحه فى هذا السبيل هو الموت .. الموت المباغت السريع . أراد للهب الانتقام أن يستأصل ما تبقى من عناصر تلك الكراهية . لم يترك له هؤلاء الشباب فرصة للاختيار . عليه أن يتصرف قبل ان يتلهمه الدجى .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 12:57 PM   #23

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
1111

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبهوبة مشاهدة المشاركة
تسلم اديكي يا قمر

رواياتك دائما رروووعة حبيبتي

بننتظر التكملة
العفو يا قمر وبإذن الله سأكملها في أسرع وقت


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 01:00 PM   #24

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
1111

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا راغب مشاهدة المشاركة
رواية رائعة وحتى الان الأحداث سريعة ومتلاحقة

فى انتظارك عزيزتى لتكمليها

ويعطيكِ الف عافية
شكرا على مرورك يا قمر وبإذن الله تكملتها قريب :51:


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 01:40 PM   #25

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل العاشر


بدأ إيان يحصى الخسائر : عبوات بلاستيكية ناسفة أتت على كابلات جميع المصاعد المتوقفة في الطابق العاشر باستثناء مصعد واحد والتى كانت بسبيلها إلى السقوط في قاع آبارها . لاذ الجانى بالفرار بعد ما ألقى على أحد الجدران زجاجة مملوءة بنزينا مثبتا حولها حبلا مشتعلا .

واتساقا مع تعليمات أصحاب الموقع من آل ستوارت لم يقم الحراس بإبلاغ الشرطة . كما أنه نظرا لاتساع رقعة ذلك الموقع لم يبد أن أحد قد سمع صوت الانفجار الذى دوي بالخارج . كذلك لم يمكن الاستدلال على شئ يذكر بسبب الهياكل التى كان الدخان ينبعث منها بسبب تلك الحادثة .


صاح براندون ستوارت لدى وصوله إلى الموقع :
- هؤلاء الأوغاد !
أجابه إيان بهدوء :
- لا شأن لآل لوجان بكل هذا .
- أستحلفك بالله يا إيان !
أدار إيان ظهره لوالده متوجها نحو غرفة استقبال مؤثثة جزئيا عند نهاية أحد الأروقة لأن ذلك الطابق كان قد تم العمل به . كان لايزال هناك بعض أفراد الحراسة المسؤولين عن الأمن وكذلك اثنان أو ثلاثة من كهربائى المنشأة واقفين بالقرب من منطقة المصاعد فلم يرغب إيان فى مناقشة الموقف في حضور العديد من الآذان لأنه لم يكن ليعلم فيمن يمكنه أن يثق . جلس فوق المسند الجانبى لأحد المقاعد الكبيرة وبدأ بحل رباط عنقه فى انتظار أن يلحق والده به .
بادره الوالد بقوله :
- متى تتخلى عن مبتكراتك هذه ؟
- لم أبتكر شيئا يا أبى . هناك من يشعل نار الفتنة بين أسرتينا لصحاله الخاص .
- أى صالح ذلك ؟ من ذا الذى يمكنه الاستفادة من خطة كهذه ؟
- لا زلت أجهله.
- تركت لك مع ذلك الفرصة للاهتداء إلى إجابة على هذا السؤال . وإليك بناء على ذلك إجابتى : لا أحد من منافسينا يبلغ هذا المدى سوى آل لوجان لانهم اصحاب المصلحة الأولى .
- ليسوا إياهم .
- ومن أين تستمد كل هذا اليقين ؟
- من أن جوناثان وميشيل لوجان يكدحان مثلى لإثبات أن شخصا ما من خارج الأسرتين هو المتورط في هذه الأعمال .
- لا أصدقك .
- ومع ذلك أرجو أن تصغى إلى . ليسوا إياهم . توصلنا إلى اتفاق على أن هناك عدوا مشتركا لأسرتينا وأن تصرفاته ليست بدافع المنافسة .
قطب براندون ستوارت حاجبيه .
- توصلتم إلى اتفاق ؟ هل تحدثت معهما ؟
فقال إيان بصوت هادئ تماما :
- أحب ميشيل .
- ماذا ؟ إنها متعبة مثل أبيها .
أحتفظ إيان بهدوئه :
- التقينا فى المارتينيك واتفقنا على الزواج يا أبى .
- لقد فقدت صوابك .
- لا . وسوف نتزوج .
- تتزوج فتاة من آل لوجان ؟ بحق الله يا إيان . ضاجعها إذا لم يكن هناك مفر من ذلك لكننى أفضل ساقطة من أسرتى على هذه ..
هب إيان واقفا .
قبض براندون ستوارت طويلا على نظرة ابنه الزرقاء الفاترة وهزه ما رأه بعنف . قال له بنبرة أدب جم :
- اغفرلى هذه العبارة الخارجة .
وإذ اهتز هو الآخر لشدة الغضب الذى سيطر عليه توجه إيان إلى أحدى النوافذ حيث وقف أمامها وظهره نحو والده يحاول إستعادة هدوئه .
- إيان .. انا أسف .
- أسف لذلك الذى قلته أم أنك آسف لأنك تكره فتاة لاتعرف عنها شيئا ؟
لزم براندون ستوارت الصمت .
- أريدك يا أبى أن تفهم شيئا ميشيل وأنا نبذل ما بوسعنا لإنهاء هذه الحرب الحمقاء . ونعيش هنا معا فى سلام . رجائى أن تقبل . لكن يكفيني فى هذه اللحظة أن أخبرك بأنى لا أبالى برد فعلك هذا . ميشيل هى كل مايهمنى فى الحياة . وليذهب جميع ما عداها إلى الجحيم .
- بما فيه أنا ؟
- إذا اقتضى الأمر ذلك . أبى لا أريد أن أقتتل معك على هذا الموضوع . ولا أقبل منك مزيدا مما يمس ميشيل . لك أن تقبل أو أن ترفض .
بلغ التوتر بين الرجلين ذروته . وبعد هذه المواجهة مع نجله التى التقت نظراتهما خلالها طويلا قال براندون ستوارت معلقا :
- لابد أن تكون امرأة متميزة .
وأجابه إيان الذى أحس بالارتياح أن اللحظة الحرجة قد مرت بسلام . وأن والده قد تراجع عن رأيه :
- بكل المقاييس .
سأله والده :
- وهل شارل لوجان وابنه على علم بالموضوع ؟
- جوناثان يعلمه . ويشاركنا أراءنا وإن كان ذلك يكلفه الكثير . أما والده فلا يعلم بعد .
- لن يسعده ذلك فى رأيى .
- أعلم وهذا ما يدفعنا إلى محاولة التعرف على الجانى في أقرب وقت ممكن .
- ومن يكون .. ؟
لم يجب إيان على الفور :
- كما سبق ان قلت : إنه يحاول تحريك أسرتينا كلا ضد الأخرى ونحن متفقون تماما بأن أفعاله ليست بدافع المنافسة لكن بدافع كراهيته لكلتا الأسرتين . وحيث إن جوناثان وميشيل وأنا لانعرف عدوا على هذا القدر من الحقد فلا يبقى سوى شارل لوجان وأنت .
من المؤكد أن لكما عدوا مشتركا بينكما . شخص لديه مبرر لأن يحقد عليكما بعنف مع استعداده التام للتضحية بالكثير من الوقت و المال والجهد في سبيل القضاء على أسرتينا متخفيا وراء الكراهية والمنافسة المعروفة عنهما .
أولاه براندون ستوارت كل عنايته :
- لاعلم لى بمثل هذا العدو . كنت عنيفا فى عملى في بعض الاحيان لكن ليس إلى الحد الذى يسبب هذا النوع من الكراهية أنه ربما قد استخدمنى كسلاح ليضرب به لوجان ...
- ربما . لكننى أعتقد قبل كل شئ أنه يستهدفنا جميعا . علما بانه قاتل . ولا يعلم سوى الله ما يمكن أن يحدث .
- على أية حال أنه يهوى نسف المصاعد ..
كاد إيان أن ينفجر إحباطا . قال :
- تحت يدانا الآن أثر ما . شخص حصل على قنبلة زمنية مطابقة لتلك المستخدمة فى العملية الأولى وسعى إلى شراء صمت بائعها . ونحن الآن فى انتظار تلقى أوصافه .
- أراك قلقا للغاية .
- أنا كذلك بالتأكيد . واضح أن هذا الوغد يعرفنا جميعا . يعرف أن ميشيل باحثة وأنها سوف تعثر عليه عاجلا أم آجلا . يتعين عليه الآن مراجعة حساباته بسبب عدم تقدم خطته منذ ان حاول أن يحرض إحدى الأسرتين على الاخرى ولم تحرك أفعاله ساكنا .
قال براندون ستوارت متمتما :
- وهو تصرف لايتسق معنا .
- بكل المقاييس . وهذا يهدد بإثارة أعصابه خاصة إذا ما ظن أننا نحاول تعقبه . وأخشى من أن يستهدف ضحية بشرية فى الضربة القادمة بدلا من عمارة ..
أخذت ميشيل تذرع أرضية حجرتها طولا وعرضا وقد انتابتها عصبية وإحساس شديد بالبرد رغم البلوفر الموهير الثقيل وردى اللون الذى ارتدته مع بنطلون من الجينز . من بين حشد الأفكار التى كانت تدور بذهنها برزت أكثر إزعاجا هى أن يجازف عدونا بهاجمة واحد منهم على نحو مباشر .
قبل منتصف الليل بقليل أطل جوناثان برأسه من باب حجرتها الذى لم يكن مغلقا تماما وقال :
- يطلبونك هاتفيا .
- إيان ؟
- لا . قال : إن اسمه ستيف .
وأسرعت من خلفه إلى الرواق كى تتلقى المكالمة .
- ستيف ؟
- نعم . أسف لإزعاجك فى مثل هذه الساعة المتأخرة يا ميشيل .
- لابأس . لم أكن نائمة بعد .
- اسمعينى . تلقيت الآن رسالة مختصرة غاية في الغرابة يفترض أنها مرسلة من ذلك البائع الذى أبحث عنه . لكننى واثق بانها ليست منه .
- ماذا يقول فيها ؟
- هل معك قلم ؟ من الأفضل ان تدوينها .
- قالت الفتاة - وهي تمسك بقلم وإضمامة ورق فوق منضدة حجرة المدخل -
- يمكنك أن تبدأ .
- هذا ما تقوله الرسالة .
إنه إعلان نبغى لها أن تعلم على الفور . نعم علمها به أمر ضرورى . ينبغى أن تعلم أن الاحد حافل بالمخاطر . ستعرفين أننى قد كذبت عليك . وتتعذر حقيقة واحدة عن البوح بها . ليس المشتري شخصا غير معروف . تم له شراء ثلاث قنابل لا واحدة فقط . ربما يمكنهم وحدهم إيقافه ولقاؤنا فى الأسبوع القادم .
قرأت ميشيل الرسالة ثانية وقد قطبت جبينها فى تركيزها عليها :
- هذه كل الرسالة ؟

- نعم . مدونة بالأحرف الكبيرة فوق قطعة بيضاء وموقع عليها بالأحرف الأولى باسم البائع ميشيل . إننى لم أذكر لذلك الرجل قط سبب استفسارى عن تلك الألة . كما لم أذكره قط فتاة أو امراة . لكن واضح أن الرسالة موجهة إليك .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 02:02 PM   #26

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



قدمت ميشيل الإضمامة التى حررت عليها الرسالة إلى شقيقها ثم سألت ستيف :
- كيف تسلمت هذه الرسالة ؟.
- سمعت رنين ناقوس باب شقتى لكن عندما فتحته لم يكن هناك أحد وكانت قطعة الورق مطوية فوق حصيرة الباب . وحيث إن الرسالة تؤكد أن يوم الأحد سيكون خطيرا رأيت أنه من الأفضل أن أحذرك على الفور .

قالت ميشيل - وقد شغل ذهنها بالقنابل الثلاث التى تحددها الرسالة والتى استخدمت منها اثتنان بالفعل - :

- حسنا فعلت . أشكرك يا ستيف وإلى لقاء .

- إلى اللقاء . أرجو أن تحيطينى علما بما يستجد .
نظرت ميشيل إلى شقيقها الذى كان يطالع الرسالة وقد بدا عليه الغضب :
- هل تفهم منها شيئا ؟
- من الذى أرسلها ؟
- يبدو أنه الرجل الذى باع القنبلة الزمنية . لكن ستيف يقول :
إن هذه الرسالة غير متسقة معه .
تمتم جوناثان قائلا :
- إنه غريبة حقا . هى ؟ هل يعلم أنك وراء هذا الاستقصاء ؟
- حسبما قال ستيف : لا .
وإذ استبد القلق بميشيل إلى حد أصاباها بمثل الغثيان رفعت سماعة الهاتف وطلبت رقم إيان . تركت الهاتف يدق بضع مرات قبل ان تعيد السماعة إلى موضعها . حاولت بعد ذلك الاتصال بمكتبه دون جدوى .. من المؤكد أنه لايزال بموقع العمل . كان جوناثان فى تلك الأثناء يحرر نسخة من الرسالة وما إن انتهى من ذلك حتى ناول أصلها إلى ميشيل بعد ان ألقى نظرة على ساعة يده . ثم قال :
- منتصف الليل وبذلك يحين : السبت ..
اعادت ميشيل قراءة الرسالة مرة أخرى .
- هذا صحيح . ومن المستحيل أن نسمح لانفسنا بتجاهل إعلان أيا كان الهدف منه أو مصدره . ينبغى أن أرى إيان . قالت ذلك وقد اتجه تفكيرها ليس إلى مضمون الرسالة فحسب . بل إلى حديثها المختصر عندما كان بالشرفة .
لم يسعها احتمال فكرة أنه إذا حدث شئ ما - لأقدر الله - لأى منهما فإنه لن يعرف أبدا بأمر طفلهما .
رفع جوناثان سماعة الهاتف كى يستدعى سيارة أجرة . قال بصوت يشوبه الانفعال :
- لا أريدك أن تقودى سيارتك . طالما ذلك الوغد من نصف المصاعد يمكنه تخريب سيارتك . لا تستخدميها قبل أن أتحقق لك من سلامتها وعندما تذهبين إلى إيان استخدمى الدرج فى الصعود .
ثم تردد قليلا واستطرد قائلا :
- لا تقلقى إذا لم تعودى الليلة سوف أختلق لوالدى رواية صباح غد .
شبت ميشيل فوق أطراف أصابعها حتى تقبل شقيقها مؤكدة له :
- أوقف كل هذه الأكاذيب .
- سوف أروى لوالدى عن التخريب الذى حدث فى موقع عمل آل ستوارت . وحيث إننا لم نتوصل بعد إلى أى شئ فلا أقل من أن يفكر هو فى عدو محتمل . وسوف اتحين الفرصة لاطلعه على كل ما نعلمه . وربما يمكننى بذلك أن أقنعه .
- لم يبق لنا سوى وقت محدود جدا ..
- أعلم .
تساءلت ميشيل فى صمت . وللمرة الأولى وهى تستقل سيارة الأجرة .
ما إذا كان من الممكن مراقبة ذلك الجانى ؟ أصبح الإحساس الشديد بأن يدا خفية تعبث بهم غيرمحتمل . ومع ذلك لم يكن من الواجب أن تستسلم لفكرة الإحساس بالاضطهاد هذه .
سألت الحارس المسؤول عن حراسة العمارة التى يقطنها إيان :
- السيد ستوارت هل هو موجود ؟
- لا . لكنه أمرنى بالسماح لك بالدخول تحت أى ظرف كان . ألقت ميشيل نظرة سريعة على المصعد توجهت بعدها نحو الدرج وبعد لحظة تردد بدأت تصعد الدرج دون أن يلاحظ الحارس ما فعلت .
لحسن الحظ أن إيان كان يقطن بالطابق الرابع فلم تجد الفتاة صعوبة كبيرة في بلوغ شقته دون عناء . لكن ما إن أغلقت الباب من خلفها حتى انتابتها نوبة أسى جديدة . وبدات ترتعد بشدة .. من الممكن أن تكون الأبواب هنا ملغمة أيضا .
كادت - ومنذ زيارتها الأولى .. لشقة إيان - ألا تكون قد لاحظت ما بها . لهذا فكرت فى أن تأخذ فكرة عنها من قبيل تهدئة أعصابها على الأقل .
وما رأته فيها بعث بداخلها طمأنينة متدرجة . روابط وأذواقا مشتركة وامورا أخرى متطابقة . رأت فوق مكتبته الكتب المفضلة لديها وفى خزانة شرائط التسجيل المقطوعات الموسيقية التى تخلب لبها وفوق جدران شقته اللوحات الفنية التى تعشقها . أما عن طراز الأثاث وذوقه فكاد أن يكون من اختيارها إياها شخصيا .
جلست بارتياح فوق الأريكة تسند رأسها فوق إحدى الوسائد وتشعر بوجود إيان فى كل شئ حولها إلى حد غمرها بإحساس اقرب إلى السعادة .
احتواها هدوء مريح أحست معه كان ذهنها يمرح فى مياه كثيرة صافية حتى استسلمت تدريجيا لسنة نوم .
- ميشيل ؟
لم تكن قد سمعته يدخل لكنها استيقظت لإحساسها بنبرة صوته وأسرعت تلقى بنفسها بين ذراعيه وهى تهمس له :
- كنت قلقة جدا عليك . اشترى ثلاثة قنابل زمنية واحدة منها لم تستخدم بعد .
- ثلاثا . أنت واثقة بذلك ؟
- اتصل ستيف بى هاتفيا اليوم بالبيت على أثر تلقيه رسالة من بائع هذه المتفجرات .
قال لها بصوت مطمئن لأنه لم يحتمل رؤيتها على هذا الحد من التوتر حيث كانت ترتعد بين ذراعيه .
- اهدئى . أنت منزعجة جدا .
ثم جلس فوق الأريكة جاذبا إياها إلى ما فوق ركبتيه . دس أنفه فى شعرها واستطرد قائلا :
- سوف نخرج من هذه الأزمة يا حبيبتى . أعدك بذلك .
على الرغم من نبرات صوته الباعثة على الطمأنينة والربت الذى حاول تهدئتها به لم تتمكن الفتاة من السيطرة على مشاعرها التى لم يكن مبعثها مشاعر التوتر العصبي والشكوك والخوف التى مزقتها فحسب بل افتراقها عن الرجل الذى أحبته أيضا . كانت بحاجة إلى أن تستقى من حبهما قوة وطمأنينة .
أسندت رأسها فوق كتف إيان تنعم بالدفء وهى تهمس :
- لست بحاجة إلى الراحة بل إليك .
عانقها بحرارة وكما هو الحال دائما بدأت قبلاته رقيقة واتقدت بعنف غير مسبوق فيما بعد على أثر تلامس شفاهما .
ومثل كل مرة يجتمعان فيها اضمحلت الشكوك والمخاطر والمخاوف امام عنف رغبتهما الجسدية تدريجيا حتى تلاشت من الوجود تماما .



همست له أن يحبها فظل يتمتم فى أذنيها بكلمات الهوى الرقيقة المثيرة حتى استسلما لدوامة من المشاعر العنيفة التى احتوتهما لتحملهما إلى أفاق البهجة والمتعة .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 11:55 PM   #27

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الحادي عشر
سأل إيان ميشيل :
- هل يمكنك أن تبقى ؟
طغت رغبتها فى أن تبقى قريبة منه على كل اعتبار عداها . لذا كانت على استعداد لأن تفعل المستحيل فى سبيلل قضاء الليلة معه . قالت :
- نعم . وعدنى جوناثان بالتحدث مع والدى صباح غد . وسوف يعمل على تغطيتى إذا ما أثار تغيبى عن البيت قلق والدى .

- بدأ أخوك يستحوذ على إعجابى .

- يبدو محيرا أحيانا لكننى واثقة بأنكما سوف تكونان متفاهمين .
فقال إيان متمتما وهو يمرر أصابعه فوق قفصها الصدرى :
- إنك نحيفة جدا .
كان متكئا فوق أحد مرفقيه . وفعل ذلك بقدر من التأمل . أمسكت ميشيل بيده ومررتها على جسدها حتى بطنها وقالت :
- لأنه فى غضون بضعة أشهر ..
شحب وجه إيان وبدأ يتحسس بأصابعه بحثا عن علامات لم تظهر قبل بضعة أسابيع .
- هل أنت واثقة ؟
- وهل هذا يكدرك ؟
دققت النظر إليه واثقة بما ستكون وراغبة مع ذلك فى أن يطمئنها .. مثل جميع النساء فى مثل حالتها . أضاءت تلك الطمأنينة التى كانت تنشدها عينى إيان بزرقة تفوق طبيعة لون عينيه وتنطق بالرقة والانبهار .
- ميشيل ..
طبع على شفتيها قبلة رقيقة مستأثرة كريمة محملة بالحب والحنان والاعتداد الرجولى بالذات .
طوقت ميشيل عنقه بذراعيها وهى تقول بنبرة دلال :
- ألم تكن واثقا بقدرتك على ذلك ؟
فضحك بحنان قائلا :
- بلى . بلى . لكن حيث إنك لم تحدثينى ثانية فى هذا الأمر منذ بضعة أسابيع .
- كان من الأهمية بمكان بحيث لا يليق إبلاغك به هاتفيا . وإن كنت لم أحتمل حجب هذا النبأ عنك . إيان إننى سعيدة جدا !
- وأنا أيضا يا حبيبتى . أحبك وأرغب فى هذا الطفل أكثر منك .
وفي دفء ذراعي إيان استسلمت ميشيل للسعادة التى غمرتهما برهة ثم تنبهت إلى ضرورة معاودة بذل كل الجهد الممكن لمواجهة وجه الحقيقة المظلم من جديد . قالت :
- يبنغى ان تقرأ هذه الرسالة . إنها تشتمل على إعلان بشان يوم الأحد والأسبوع المقبل . النسخة التى أعددتها لك فى حقيبتى .
فقال إيان غير راغب في الابتعاد عنها :
- سوف ابحث عنها .
وفي لحظة ابتعاده عنها حاولت مرة أخرى أن تجمع أطراف هذا اللغز المحير . هل من الممكن أن تكون جميعها أمام عينيها ولا تكون قادرة على تجميعها على النحو الصائب ؟
سألها إيان لدى عودته :
- لماذا تقطبين حاجبيك ؟
- لأن كل هذا لامعنى له . مهما كان ..
ثم نظرت إلى الصينية المملوءة بالفواكه وبعض انواع الجبن وكوبين من اللبن والتى كان يحملها فى يديه وقالت :
- أرى مناسبا جدا أنرجلا مجردا تماما من ملابسه يحمل إلى العشاء إلى الفراش .
وضع إيان الصينية فوق الفراش قائلا :
- إننى جائع جدا .. ولم تتناولى شيئا عندما حضرت إلى هنا . تأكدت من ذلك . والأكثر من هذا كله أنك نحيفة أكثر مما ينبغى أنا واثق بأن طبيبك لابد أن يكون قد نبهك إلى ذلك .
فقالت ميشيل كذبا قبل أن يناولها كوب اللبن :
- لم أفقد إلا قدرا قليلا من وزنى .
ثم قالت - وهى تأخذ الكوب من يده مجعدة أنفها :
- أوه ! لم أحب هذه الحيلة من قبل .
- لكنه مفيد لك . حاولى .
أحست بدفء عنايته بها ففتحت شهيتها للمرة الأولى منذ أيام عديدة طويلة . كادت أن تلتهم الوجبة بينما كان يقرأ الرسالة متشككا . سألته :
- هل تعتقد أنه حيلة من جانب الرجل الذى نبحث عنه ؟ أم أننى لست مقتفية الأثر الصحيح .
أجابها مفكرا بعمق :
- في رأيى لا . وعلى وجه العموم التفسير الأرجح هو الأفضل ومن المؤكد أننا نكون قد جانبنا الصواب إذا ظننا أن عدونا المجهول من الممكن أن يعرض نفسه للخطر بتحذيرنا . ومع ذلك لا أرى كيف يمكن أن يكون بائع تلك القنابل هو كاتب هذه الرسالة الموجهة إليك كما هو واضح من مضمونها .
قالت ميشيل متمتمة وهي تقضم من تفاحتها :
- هذا هو أحد الأمور التى فاتتنى . أكد ستيف لي أنه لم يذكر للبائع قط أنه يقوم بهذا البحث من أجل أخرين وبالتالى لم يخبره بأن امرأة هى المعنية بالأمر .
واصل إيان فحصه للرسالة . بدأ يقرأ ببطء :
- المشترى ليس مجهولا . أهو مجهول للبائع ؟ أم لنا ؟ الأحد حافل بالمخاطر . موعدنا الأسبوع القادم . هم وحدهم قادرون على إيقافه .
- إنها غريبة جدا . أليس كذلك ؟
شئ أخر لم تتوصل ميشيل إلى تفسيره : إن العبارات لم تكن صحيحة تماما . بل وكانت خاطئة . أحست بأنها بحاجة إلى مفتاح لتفسيرها .
سألها إيان :
- وما رأى جوناثان فى هذه الرسالة ؟
- رأيه أنه لايمكننا أن نسمح لأنفسنا بتجاهل إى إعلان مهما كان غامضا .
- إنه محق فى ذلك . ينبغى علينا توخى قمة الحذر غدا . وإن نتساءل : عما عسى أن يكونه لقاء الأسبوع المقبل ؟
رمقته ميشيل بنظرة ملؤها الشك :
- كيف يمكننا مضاعفة حذرنا ؟ كيف يمكننا حماية أنفسنا من أحمق يستخدم وسطاء لوضع المفرقعات لنا ؟
قال إيان معترفا بسلامة وجهة نظرها :
- هذا صحيح . فضلا عن تحركنا بسيارات الأجرة وتلافى ركوب المصاعد لايمكننا عمل الكثير ومن ناحية أخرى هناك نقطة أفلتت منى لماذا المصاعد دون غيرها .. مصاعدكم ثم مصاعدنا إذا كان هدفه الوحيد هو تعطيل تقدم أعمالنا ؟
فكرت ميشيل طويلا حتى تهتدى إلى ما كان يرمي إليه ثم قالت :
- أمر غريب حقا .. كان يمكنه أن يسلك مائة أسلوب مختلف تخريب الأجهزة الكهربائية . واجهزة التكييف . والسباكة ..
إن خسائرها تكون أكثر أهمية وتستغرق وقتا أطول وتتطلب مبالغ أكبر لإصلاحها .
قال إيان :
ينقصنا عنصر واحد أجهل ما هو لكن مفتاحه فى جزئية ما . سألت والدى : عما إذا كان لوالدك وله فى يوم من الأيام عدو مشترك ؟
قطبت ميشيل . بدأ شعاع ضوء يتعامل مع ذهنها . قالت :
- أعتقد أنه ربما نكون قد توصلنا إلى ذلك العنصر . أمر ما حدث بين والدينا قبل أن نولد . يبدو لى أنه حتى ذلك التاريخ لم تكن بينهما أية مشاعرعدائية كل للأخر . وبعده سيطرت الكراهية على كليهما .
- هل تعلمين ذلك الذى حدث ؟
- جزئيا فقط . أخبرنى جوناثان به لكننى أعتقد أنه على غير علم تام بتلك الرواية . كنت محقا فيما أعتقدت . يبدو أن والدينا وقعا فى غرام امرأة واحدة . ومع ذلك أجهل الوقائع بالضبط سوى أنها عاشت مع والدى فترة من الزمان أخبرته بعدها أنها تفضل والدك عليه وتركته من أجل والدك . ترتب على ذلك شئ ما . يقول جوناثان إن مواجهة قد وقعت بينهما اختفت المرأة على أثرها من حياة كليهما .
- أتعتقدين أن هذه المرأة من المحتمل أن تكون هى المحرضة على كل أعمال التخريب هذه ؟
- هم .. من الأفضل أن نتبين ما قد حدث لها . إذا كان والدانا قد هيا لها سببا للكراهية تكون الرغبة في الانتقام هى السبب فى كل ذلك .
قال إيان :
- سوف أطلب من أبى أن يقص على هذه الرواية . يخيل إلى أنه أكثر استعدادا للكلام من والدك . ومن ناحية أخرى هو على علم بعلاقتنا .
- حقيقة ؟ وكيف كان وقع النبأ عليه ؟
ابتسم إيان لها مطمئنا :
- جيد على وجه العموم . ليس مبتهجا لكنه متنازل .
أحست ميشيل بالارتياح فأجابت ابتسامته مثلها :
- تحقق لنا أفضل مما كنت قد تخيلته بكثير . احتمل والدك وشقيقي صدمة شديدة وإذا نجح جوناثان في إقناع أبى صباح غد ..
ألقى إيان نظرة على الساعة المنبهة الموضوعة فوق منضدة رأس الفراش وقال - قبل أن يضيع صينية الطعام عند قدم الفراش ويطفئ المصباح -:
- إننا فى الصباح . ينبغى أن تستريحى قليلا .
اقتربت ميشيل منه مداعبة ثم قالت :
- لست متعبة إلا من الطعام .
تسللت أولى أضواء الفجر من خلال الستائر نصف المفتوحة بقدر كاف لأن يرى الشرارة المدللة التى تألقت في عينيها الجميلتنين .
- أنت واثقة بذلك ؟
- ربما كان اللبن ..
وضد إرادته تحركت يد إيان تمسح القوم الرشيق الذى بين ذراعيه بينما لامست شفتاه عنق ميشيل كما لو كان بفعل مغناطيس .
قال بصوت أجش :
- قلت لك من قبل إنك تكادين أن تفقدينى صوابى إلى حد ينسينى نياتى الحسنة .
سألته ضاحكة :
- أية نيات حسنة ؟
- أن أتركك تستريحين قليلا على وجه المثال .
رفع رأسه وظل ينظر في عينيها البراقتين . قالت له ضاحكة :
- أعدك بأن انام فترة طويلة .
فتحت ميشيل عينيها فى وقت لاحق وظلت تنظر من حولها برهة قبل ان تدرك أن ذلك كان رنين الهاتف الذى أيقظها .



أصغت إلى حديث إيان ورأسها فوق كتفه دون أن تفهم بحق ما كان يقوله حتى أعاد السماعة إلى موضعها .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-09, 01:58 AM   #28

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


قالت هامسة :
- أو ديب ..
سألها :
- ماذا ؟
- أو إليكتر . إنها عقدة معروفة فى مجال التحليل النفسى ..
رمقته بعينين يغالبهما النوم ثم أضافت :
- نعم .. لكنها تتعلق بالعلاقة بين الآباء والأبناء . وماذا يقولون عن علاقة الأشقاء بالشقيقات ؟
أجابها إيان بأسلوب مهذب :
- ليست لدى أدنى فكرة . ولا أعلم عم تتحدثين ولاما تعنينه بحديثك عن الأشقاء والشقيقات . ربما لأننى ابن وحيد .
أدركت ميشيل فى النهاية ما كان يعنيه :
- سابدأ من حيث تركت فى فكرتي : شقيقى يتصل هاتفيا بحبيبى بينما أنا فى فراش هذا الأخير . ولسوء الحظ أننى أضعت عليه جزءا من المكالمة .
عانقها إيان ضاحكا وهو يقول :
- الاستيقاظ معك ليس بالأمر المحزن ! فى صباح أحد الأيام فى المارتينك فتحت عينيك وأنت تقولين : عندما لايكون لدى أزرق أخذ أحمر . سألتك عما كنت تتحدثين واجبتنى عن بيكاسو .
قطبت ميشيل دلالا ثم قالت :
- سألت نفسى : من أين أتيت بذلك ؟ على وجه العموم تشتمل هذه الأفكار على نواة فكرة .
- تلك الخاصة بأوديب ؟
- نعم . كان جوناثان إذن ؟
- نعم . ولم يفضح ظاهره أية معاناة من غيرة أخوية . قلت له : إننى سوف أسال والدى عن تلك القصة القديمة ورأيه أن اسم تلك المرأة سيكون كافيا للعثور عليها . ونبأ غير سار : رفض والدك الإصغاء إليه .
أغلق الباب فى وجهه فى غضون دقائق معدودة . يرى جوناثان أنه يتعين أن يتبادلا ثلاثتنا بعض الآراء . سوف يصل خلال ساعة .
ألقت ميشيل نظرة على ساعة يدها .
- الحادية عشرة .. وأشعر بجوع شديد رغم وجبتنا المتأخرة !
هلا أعددنا غداء ؟
فتح باب شقة إيان على ميشيل وهى بسبيلها أن تلتهم شريحة كبيرة من الخبز المغطى بالزبد . قالت لشقيقها الذى بدت الدهشة واضحة عليه :
- إنه خطا إيان الذى أعاد لى شهيتى . الوجبة التى قدمها لى الليلة الماضية نشطت جهازى الهضمى وللمرة الأولى منذ أسابيع أكاد أموت جوعا . الغداء جاهز تقريبا هلا أتيت إلى المطبخ ؟
تبعها جوناثان إلى داخل المطبخ الفسيح المجهز بأحدث المعدات . ولم يسعه أن يكبح ابتسامة مرح لرؤية إيان منهمكا فى إعداد بعض المكرونة بالأسلوب التقليدى وكان طبق كبير من السلطة يزين المائدة المعدة لثلاثة أفراد .
قال إيان مخاطبا إياه :
- اجلس . زجاجة المشروب فوق المائدة . تفضل بالتناول منها . وفعل جوناثان ذلك بينما واصلت شقيقته وإيان نشاطهما واشترك معهما فى مناقشة حامية حول مواهب إيان فى مجال إعداد الطعام وافتقار ميشيل إلى المواهب فى هذا المجال . أحس بوخز الغيرة إزاء تفاهمها وحبهما .
فعلى الرغم من الأسى والقلق الذى أحساه مثله تماما بسبب المخاطر التى تهددهم تركا فى نفسه انطباعا بأن حبهما كفيل بأن يحميهما . سقطت أخر الحواجز فى العلاقة بينه وبين إيان بحيث أضحى واجبا عليه الاعتراف بقدر من الأسى بأنه على الرغم من تلك الظروف القاسية التى دامت خمسة قرون استطاعا أن يلتحما من جديد .
اقترحت شقيقته أن يشربوا نخب هذا الالتئام دون أن تدرى أن رغبتها هذه إنما هى صدى لما يدور بذهنه . قالت :
- نخب القدر !
قرع الشابان كأسيهما كلا بالأخرى بحماس شديد ثم أخذ جوناثان الكلمة .
- أخذا فى الاعتبار أن جميع الأحداث الاخرى قد نسبت إلى عائلتينا خطأ . أرى أنه لايبقى هناك أمر ذو ثقل سوى رواية الثأر وإن كنت أعتبر أن الخمسة والثلاثين عاما مدة طويلة جدا !
هز إيان رأسه بإصرار :
- لا أتفق معك فى ذلك . لأننا منذ نشأتنا على علم بالكراهية التى تحكم العلاقة بين والدينا . لذا يحق لنا أن نعتقد أن الشخص الذى عانى بسبب هذه الكراهية ليس إلا هذا العدو المشترك .
سأله جوناثان :
- هل تحدثت مع والدك ؟
- حتى الآن لا . لكنى سأفعل ذلك على الفور .
ترك إيان الشقيق وشقيقته معا وتوجه إلى حجرة الاستقبال كى يجرى اتصالا هاتفيا . دهش أن والده قد رفض الحديث فى هذا الموضوع رغم شدة إلحاحه عليه فلم يبق له سوى أن يحاول معرفة اسم تلك المرأة وتاريخ مغاردتها أتلانتا .
قال معلنا على أثر انضمامه إليهما :
- نحن على الطريق الصحيح بالتأكيد . يرفض أبى الحديث وليس لدى سوى اسم المرأة وتاريخ رحيلها .
سألاه فى وقت واحد :
- وماذا ؟
- إنها تدعى هيلين جوردون وغادرت أتلانتا منذ خمسة وثلاثين عاما .
- هل تعلم إلى أين ذهبت ؟
- لا . لكن والدى يقول : إنها أصلا من الساحل الغربي . أنباء مهمة . أليست كذلك ؟
تشاور ثلاثتهم معا فى هذا الشأن ثم سأل إيان ميشيل :
- هل يمكنك اقتفاء أثرها ؟
- هذا ممكن لو توفر الوقت .. رخصة القيادة . رقم التأمينات الاجتماعية . العدد الأكبر من الناس لهم أسماء فيها هذا إن لم تكن قد غيرت اسمها أو حاولت التخفى بأسلوب أو بأخر . على أية حال ينبغى أن استخدم جهاز الكمبيوتر الخاص بمكتبى .
قال جوناثان معترضا :
- المنشأة تغلق أبوابها أيام السبت .
- سوف يسمح الحارس المسؤول عن الأمن لى بالدخول . لأن هذه ليست المرة الأولى التى اذهب فيها لأعمل فى عطلة نهاية الأسبوع .
وبعد تبادل الرأى مع إيان قال جوناثان :
- نذهب جميعا معا إلى هناك .
ولم تعترض ميشيل لأنه نظرا للخطر المحدق بهم فضلت أن يكون إيان وجوناثان بجانبها .
سألت جوناثان وهم فى سيارة الاجرة التى تقلهم إلى مكتبها :
- أين أبى ؟
- يلعب الجولف كماهو الحال فى جميع أيام السبت .
أحست الفتاة بالارتياح إزاء ذلك لأن رؤية ثلاثتهم إنما هى تجربة للقدر رغم قلة عدد الناس بوسط المدينة فى أيام السبت .

تجربة القدر .. إن لم يخطئوا بشأن تلك الحادثة التى وقعت منذ خمسة وثلاثين عاما فإنهم الان يحومون حول أحداث من ترتيب الأقدار تنهى صراعات كريهة طالما بعثت تلك الاحقاد القديمة . فهناك ابن وابنة ينتمى كل منهما إلى أحد هذين المعسكرين .. تنكرا للكراهية التى أملاها عليهما والداهما عندما أتيحت الفرصة أمامهما وهيأتها ظروف وجودهما بجزيرة أشبه بالفردوس بعيدة عن حجم الصراعات .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-09, 02:20 AM   #29

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


كم من فرص أتيحت لهما منذ ذلك اللقاء ليزدهر حبهما ويثمر ! وكم من الفرص لاتزال أمامهما حتى ينتصر حبهما على كل الشكوك والأحقاد ! هل كان ذلك هو القدر بحق الذى رتب لان يلتقيا فى ذلك اليوم حتى يقيما جسرا يصل العلاقات الودية بين أسرتيهما اللتين ظلتا تتناحران على مدى بضعة قرون ؟
أحست ميشيل - التى طالما أمنت بالعقل والمنطق - بالذهول أمام ذلك العدد من العوامل التى اجتمعت عشوائيا ثم تكاتفت لتؤدي مهمة على هذا القدر من الصعوبة والتعقيد . لم يتطلب ذلك العمل الشاق سوى خيط يفلت من نسيج الكراهية حتى ينهار بأكلمه . لأنها لو لم تلتق بإيان وتحبه إلى حد الثقة به .. ولم يكن جوناثان مستعدا على الأقل لتقبل فكرة أن يكون هناك عدو مشترك للأسرتين .. ولو لم يتوجه هذا العدو لاختيار آلة تخريب آخر صيحة سهلة التركيب والاستخدام .. ولو .. ولو لم تلتق كل هذه العوامل لكانت الحرب اكثر عنفا من أى وقت مضى ولبلغت شدة التطاحن أعنفها.
سألها إيان وهو يساعدها على مغادرة سيارة الأجرة أسفل العمارة التى بها مكتبها :
- أنت بخير ؟
متنزعا إياها بذلك من عمق أفكارها .
قالت :
- نعم . كنت أفكر فى .. تلك الروابط بين الأحداث وبعضها بعضا .
ضغط إيان على يدها معبرا عن تفهمه ما تعنيه . ثم دخل ثلاثتهم المبنى . ووفقا لتوقعات ميشيل : سمح الحارس - الذى اعتاد أن يرى ميشيل تحضر للعمل فى عطلات نهاية الأسبوع - لهم بالدخول . وتوجهوا جميعا برأى واحد إلى الدرج بدلا من المصعد .
كان مكتب ميشيل بالطابق الخامس . دخلوا الممر الرئيسى . وكان طويلا فسيحا تحف به الأبواب المغلقة على الجانبين . أخرجت ميشيل المفاتيح من حقيبة يدها وتوجهت إلى باب مكتبها وضعت المفتاح فى قفل الباب ثم سكنت تماما . سألها إيان :
- ماذا حدث ؟
فقالت لاهثة :
- لا أفهم . لم يكن الباب مقفلا رغم أننى واثقة بأننى قد أدرت المفتاح فيه لدى مغادرتى المكتب أمس . أليس هذا ما حدث يا جوناثان ؟
هز شقيقها رأسه مؤكدا بينما تراجعت هى إلى الخلف قليلا وقالت :
- علينا أن نتوخى الحذر . فقال جواناثان :
- هذا صحيح . لاتفكرى فى الدخول قبل أن نتأكد من عدم وجود ما يهدد بالخطر .
فكرت ميشيل طويلا ثم قالت :
- كاميرات الأمن .. من هنا .
اصطحبتهما حتى حجرة الاستقبال المخصصة لذلك الطابق ثم توجهت إلى ما خلف مكتب موظفة الاستقبال . قال جوناثان :
- لم ألحظ قط وجود كاميرا بمكتبك .
- لأنك لم تشعر بحاجة إلى أن تعرف ذلك . لاتنس أننا أحدى شركات التأمين التى توصى عملاءها باستخدام أجهزة الامان التى نضمنها لهم . كلما زادت كفاءة تلك الاجهزة قلت الفرص التى تحملنا على دفع التعويضات . هذه العمارة زاخرة بالأجهزة لاننا أول من استخدم الاجهزة التى ثبتت لنا كفاءتها .
ضغطت على لوحة مفاتيح سرية مثبتة بقاع المكتب ففتحت لوحة على مجرى أوتوماتيكى على ثلاث شاشات تحكم صغيرة . وعند الضغط على ثان تم لها تشغيل الكاميرا الملحقة بمكتبها الخاص وأضاءت شاشة التحكم المركزية .
وقف الرجلان خلفها . وبعد خطة عمل لم تسفر عن أى شئ غيرعادى مسحت ميشيل مكتبها باستخدام الكاميرا بفضل نظام التحكم عن بعد وعندما تم لها ذلك قالت متنهدة :
- لاشئ . الطريق خال تماما .
ورغم كل ذلك تقدمها إيان وجوناثان فى دخول المكتب حيث بدأ تفتيشه بدقة . بدأت ميشيل تقول : إن ثلاثتهم شديدو التخوف عندما بادرها إيان بصوت مضطرب :
- ميشيل اخرجى من هنا .
- ماذا حدث ؟
كان بصدد البحث فى الدرج الأدنى بالمكتب حيث تحتفظ بالأوراق الخاصة بالمراسلات .
- قنبلة أخرى . لايبقى على موعدها سوى خمس دقائق . اخرجى من هنا .
على الرغم من دقات قلبها المذعورة التى دوت فى رأسها أملت الفتاة على نفسها التفكير . خمس دقائق . تعنى دهرا ولاشئ فى ذات الوقت . قالت بهدوء :
- ليس لدينا الوقت للاستعانة بمن يبطل عملها علينا أن نفعل ذلك بانفسنا .
انضم جوناثان إلى إيان حيث فحصا القنبلة ثم قال مؤكدا :
- إنها مطابقة لسابقتها وقد درست كل تركيباتها وتصميماتها ومواصفاتها . أعرف كيفية التعامل معها .
فقال إيان بنبرة تصميم :
- إذا لم تنجح فى ذلك نخرج جميعا من هنا قبل موعد انفجارها بدقيقة . واجابه جوناثان :
- موافق .
سألته ميشيل :
- أين مكان المفرقعات ؟
كانت المشكلة متمثلة فى أنه إذا كان عدوهم قد أتى بمواد متفجرة على مثل مستوى تعقيد الألة الزمنية فستكون المهمة شاقة إن لم تكن مستحيلة . أما إذا كانت ديناميتا أو لغما فسيسهل عليهم منع انفجارها .
أخرج إيان أوراق المراسلات رأى من تحتها سلكين أحمرين رفيعين يخرجان من الجسم المتفجر عند قاع الدرج . مد يده كى ينزعهما من أسفل لكنه قال :
- إنهما يخرجان من الجانب الاخر .
جثا جوناثان فوق ركبتيه ويديه وأدخل رأسه تحت المكتب :
- لا أرى شيئا هنا . الظلام شديد لكننى اشعر وكأن شيئا ما مثبت فى الزاية قد يكون لغما ..
قالت ميشيل :
- حاول العثور على السلكين واتبعهما حتى اللغم .
قال إيان معلنا :
- ثلاث دقائق .
عبث جوناثان عشوائيا خلف المكتب .
- هذا واحد منهما ! أين الأخر بحق السماء .؟ آه . إنه هنا !
وخرج والسلكان الرفيعان فى يده وظل عداد الألة يحسب الثوانى وبعد أن أبعد جوناثان السلكين عن اللغم تماما قال لهما بصوت هادئ إلى حد الغرابة .
- لنخرج من هنا .
- هيا بنا .
قال إيان وهو يمسك بذراع ميشيل .
التجئوا إلى أبعد بقعة ممكنة من مكتب الفتاة وكانت بئر الدرج ووقفوا هناك ينتظرون انقضاء الثوانى المتبقية . صوب إيان - أثناء ذلك - نظره إلى ساعته وهو يتمتم :
- اثنان .. واحد .. صفر ..
وظل السكون مخيما . وبعد خمس دقائق إضافية بدت لهم كالدهر تنهد إيان من الاعماق وضم ميشيل إلى صدره بكل قواه بينما خاطب جوناثان الذى وقف مستندا إلى الجدار ويداه فى جيبى سترته ووجهه بالغ الشحوب . خاطب شقيقته قائلا :
- إعجابى بعملك اليوم يفوق أى وقت مضى . وربما أى وقت أت .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-09, 02:41 AM   #30

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


ضحكت الفتاة برقة ووجهها ملتصق بصدر إيان الذى قال بعد بضع دقائق :
ما أريد أن أعرفه بحق كيف تمكن هذا الوغد من ضبط المؤقت ؟ كيف أمكنه وضع اللغم بداخل صندوق معدنى ووضعه فى هذا المكان ؟ لقد تغلغل مثل بطل فى العمارات التى يحرسها نظام أمنى محكم والأغرب من ذلك . كيف تسنى له أن يعرف اللحظة المناسبة ؟ لم يمكنه بالقطع أن يتكهن بأننا سوف نأتى إلى هنا ولا متى نأتى ..
قالت ميشيل مفسرة :
- علينا أن نخمن هذا المؤقت من الممكن أن يكون متحكما فيه عن بعد . وبذلك يكفيه أن يأتى إلى هنا حيث يخفى المتفجرات ثم ينتظر - فى مكان قريب من المبنى - مجيئا أو مجيئي أنا .
قطب إيان حاجبيه :
- أتعتقدين أنه يستهدفك على وجه التحديد ؟
فقالت متنهدة :
- هذا ما أخشاه وإلا يوحى ذلك بأنه انتظر حتى يرانا هنا معا وإلا لا معنى لكل ذلك .
سأل جوناثان :
- لماذا ؟
- لانه من الواضح أنه يستهدف التفرقة كى يسود . ومن هذا المنطق حاول إثارة آل لوجان وآل ستوارت كلا ضد الآخر . ومن المحتمل جدا أن يكون قد تبين أننا نعمل معا فقرر إبادتنا نحن الثلاثة . لكن يبدو لي أنه قد تعين عليه أولا أن يسأل نفسه عن سبب عملنا معا .
فقال إيان متمتما :
- وفى هذه الحالة ربما يكون على علم بحقيقة علاقتى بك .
فهمس جوناثان قائلا :
- ياللهول !
- إذا كان الأمر كذلك فقد حصل على السلاح المناسب لتحريض أبى على التصرف . لماذا إذن يهاجمنا ؟ يكفيه أن يعلن النبأ لابى ثم يستمتع بمشاهدة ما سوف يكون .
قال إيان :
- لم يبق لدينا الكثير من الوقت .
قامت ميشيل بتشغيل الكمبيوتر وهى تقول قبل أن تبدأ العمل عليه .
- حتى لو لم يكن على علم بامرنا فإن مجرد رؤية ثلاثتنا معا تكفى لان تدفعه إلى التفكير .
لم تسهل البيانات المحدودة التى تلقتها عن هيلين جوردون عملية الحبث فضلا عن أن عددا كبيرا من المعطيات لم تكن قد سجلت بذاكرة المعلومات . أجرت بناء على ذلك عدة اتصالات هاتفية لكن كان ينبغى عليها قبل كل ذلك أن تلجأ إلى بعض الاتصالات الخاصة التى كانت قد أرسلتها منذ سنوات طويلة . حصلت بفضل هذه الجهات التى كانت مدينة لها بخدمة ما أو تنتظر منها خدمة على بعض كودات العمل التى ما كانت لتتوصل إليها بغير هذا الطريق .
فى حوالى الرابعة خرج إيان لشراء مأكولات ومشروبات لهم وواصلت هى العمل أثناء تناولها الطعام بينما استغرق الرجلان فى مناقشة بدأت هادئة ثم احتدت .. فى انتظار أن تخرج المعلومات من الطابعة .
وفى حوالى السادسة قالت ميشيل معلنة .
- لدى تصريح بمتابعة امرأة من كاليفورينا مسجلة بإسم هيلين جوردون عنوانها : لوس انجيلوس منذ عشر سنوات ولم يجدد التسجيل لكن العنوان لم يتغير منذ خمسة وعشرين عاما .
سألها جوناثان :
- أتعتقدين أنها هى ؟ لأنهم كانوا قد حصلوا على عدد كبير بإسم هيلين جوردون واضطروا إلى استبعاده .
سألها إيان الذى كان يقرأ بضع قوائم بأسماء الدراسين المسجلين بجامعة أتلانتا منذ خمسة وثلاثين عاما .
رجعت ميشيل إلى شاشتها تستعملها ثم قرأت ما حصلت عليه بصوت عال . طرب إيان لهذه المعلومة :
- أنت محقة اضطرت إلى أن تأتى إلى لوس انجيلوس لتواصل دراستها العليا فى أتلانتا مسجلة فى هذه الفترة . تركت الجامعة فى الثلث الأخير من العام الثانى منذ خمس وثلاثين عاما دون إبداء أية أسباب .
توفرت لديهم خلال نصف الساعة التالى عناصر إضافية أكدت انهم على الطريق الصحيح . حصلت ميشيل بعد ذلك على تقرير ببيان الوفيات أكد لهم أنها المرأة التى يبحثون عنها .
استندت ميشيل إلى الخلف فوق مقعدها وقد انتابتها قشعريرة طفيفة وهى تعلن لهما :
- توفيت هيلين جوردون منذ عشر سنوات فى حادثة مترتبة على نسف احد كابلات المصعد .
قال إيان متحيرا :
- وماذا بعد ؟ هذه هى مشكلة المصاعد . لكن إذا كانت هى قد توفيت فمن الذى يستهدفنا ؟ زوج ؟ أبناء ؟
ظلت ميشيل تنظر إليهما محاولة التوصل ذهنيا إلى وصلة أخيرة . توجهت إلى لوحة المفاتيح تطرح سؤالا على جهازها . أتتها الإجابة واضحة فى غضون دقائق معدودة ومع ذلك لم تكن على استعداد لأن تصدقها . سألها إيان :
- ماذا بك ؟ إنك شاحبة تماما .
فأجابته هامسة :
- أوديب .. كنت أعلم ذلك وإن كنت لم أستطع فى الصباح التوصل إلى الربط بين الأفكار على النحو الصحيح .
بدا على جوناثان ذهول شامل . فقالت ميشيل :
- عشق الولد أمه . وغيرته نحو والده والكارثة الكبرى إذا ماأبدت الأم رغبة فى والده . نعلم أن هيلين جوردون غادرت أتلانتا فى شهر يونيه منذ خمسة وثلاثين عاما وبعد ذلك بستة أشهر - خمسة وثلاثين عاما تكتمل يوم الاثنين القادم بالتحديد - ولدت طفلا ذكرا . لم تكن زوجة لاحد وربما لذلك اطلقت على وليدها اسمين كما هو واضح من شهادة ميلاده : نيكولاس جوردون سميث .
قال جوناثان - فى نفسه الذى لم تفته ملاحظة - إن تفكير ميشيل وإيان قد اتجه إلى شئ أخر .
- المشتر الغامض الذى نبحث عنه .
وقالت ميشيل موجهة حديثها إليه :
- بعد ستة أشهر يا جوناثان ولد طفلها بعد ستة أشهر من هجرها والدنا ووالد إيان . أعتقد أن نيكولاس يجهل ما اسمه الحقيقى .
فقال جوناثان :
- تريدين أن تقولى : إنه من الممكن أن يكون لنا أخ غير شقيق يسعى إلى تدميرنا ؟
- نعم .. إما نحن .. وإما إيان . فى تصورى أن أحد أبوينا هو والد هذا الشاب .
سألها إيان :
- وجوردون .. هل يمكنك اقتفاء أثره ؟ فهو مجهول دائما .
بدأت ميشيل العمل دون قدرة على التوقف عن التفكير فى ابن هيلين جوردون كانت واثقة بأن دماء لوجان أو ستوارت تجرى فى عروقه وأنه بكراهيته المرة هذه متأهب لإبادة كلتا الأسرتين .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.