آخر 10 مشاركات
دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          [تحميل] أشباه الظلال للكاتبة / برد المشاعر ( ليبية فصحى) (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1110. الدلال . شارلوت لامب - عبير د.ن - حصرياً (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : هوس الماضي - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-09, 04:39 PM   #21

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
افتراضي




شكرا كتييييير على انتظاركم وسعيدة جدا بردودكم كتير كتير
والان اترككم مع الجزء الخامس من الرواية



wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-09, 04:42 PM   #22

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
افتراضي

5-ما اصعب الانتظار!
التفت أليوت عند سماعه رنة صوت خطيبته الحاد:
-أليوت..!هل أنت مصغي إلى؟
اكد لها بهدوء وهو يبتعد عن نافذة مكتبه ويجلس على مقعده وراء النضدة:
-اجل..انا اصغي.كنت تقولين ان انيتا لن تستطيع السفر إلى باريس لانها تتوقع طفلا.
صاحت انجلا:
-حسنا..بامكانك التظاهر ببعض التعاطف.
هز كتفيه:
-ارسلي شخصا آخر إلى باريس,ماذا عن ليلي؟
تقدمت انجلا إلى المنضدة ووضعت اطراف اصابعها الحمراء عليها.
-ليلي لن تذهب..تعرف انها تكره الطيران والسفر لوحدها..لا,انها خارج السؤال.
-إذن ماهو البديل؟
-ان اذهب بنفسي كما اعتقد.
-حلت المشكلة إذن.
-لا..لم تحل..هل تاتي معي؟
-لا..سبق وقلت لك..
-اعرف..اعرف..انت ذاهب إلى "ستونور"هذا الأسبوع..لكن ألا يمكن أن تغير رأيك؟
-انجلا.. –اوه..حسن جدا..اعرف انك لاتحب معارض الازياء..لكن على احد منا ان يذهب وأخشى ان اضطر أنا إلى السفر.
-كما قلت..لقد حلت المشكلة بدون تعب..أستطيع الذهاب إلى ستونور لوحدي.
كورت انجلا شفتيها:
-كنت اتطلع إلى الذهاب معك..نحن لوحدنا ليومين كاملين!
-أجل..وانا كذلك..لكن سيكون هناك عطلات أسبوع اخرى.
-اجل..هذا صحيح.اتوقع ان نقضي الكثير من العطلات هناك معا بعد زواجنا.
قال أليوت بحدة:
-سنعيش هناك بعد ان نتزوج..ام نسيت هذا؟
غمزت بانفها:
-حسنا..ليس طوال الوقت..حبيبي.
-ستونور مكان قريب من لندن يسهل التنقل إليه..وانال لا اريد ان يتربى اولادي في جو لندن الملوث.
اولادك؟حبيبي..الست تستبق الامور قليلا؟-
اطلقت ضحكة خفيفة واضافت:
-تتكلم وكأنك تتوقع ان اقضي كل وقتي في الانجاب!
رفع أليوت حاجبيه الاسودين:
-لقد اوضحت لك انني اريد عائلة..انجي.
-اعرف..لكن ليس على الفور..بالتاكيد؟نحن نحتاج إلى بعض الوقت لأنفسنا.
رفع كتفيه بعدم اكتراث:
-كما تريدين..سننتظر سنة.
بدت مرتاعة:
-سنة؟فكرت..في خمس سنوات على الاقل.
-هذا زمن طويل.
أرادت انجلا ان تصرف نظره عن هذا الموضوع فقالت:
-سنتفق..لكن ليس هناك داع لإلزام أنفسنا بسكن الريف لمجرد اننا سننجب عائلة!
-أنا لا اريد ان اترك اولادي بين يدي مربية..متى ستسافريم؟
بدا الغضب على انجلا:
-هل هذا كل مالديك لتقوله؟أنت تفتعل جدالا في وقت غير ملائم ابدا,ثم تسألني متى سأسافر وكأن مشاعري ليس لها أي اهمية؟
وضع أليوت القلم من يده لئلا يكسره ونظر اليها..يا الله..ماذا يحدث له؟هذه انجلا الفتاة التي ينوي الزواج منها..لماذا يدفعها إلى موقع المواجهة معه؟
قال بنعومة وهو يرفع كرسيه إلى الوراء ويستدير حول المنضدة:
-أنا آسف..أعرف أنني متوحش..وأعتقد انني خائب الأمل قليلا..أعني بسبب الغد..لاتهتمي بي,أشعر بكبر سني..هذا كل شئ.
-سنك؟
دنت منه وابتسمت:
-تعرف ان هذا غير صحيح..ما الأمر؟هل إن شركة فرا يزر على وشك الافلاس,أو شيء من هذا؟
-لاتهتمي للامر..اعتبري ان السبب هو مزاج لعين..والان اتريدين ان اقلك المطار؟متى موعد رحلتك؟
-في الحادية عشرة والنصف..واذا ذهبت سأطلب من والدي ان يوصلني فهو سيسافر غدا لحضور مؤتمر السوق المشتركة..ثم انني اعرف انك تكره القيادة عبر المدينة في ساعات الزحام,ألا تذكر؟
اجابها أليوت وهو يبتعد عنها:
أذكر..متى ستعودين؟
ليلة الاحد..لكن صدقا حبيبي..لكم وددت ان ارى وجهك حين ضبطتك السيدة موركير تقرع باب ماندي..أعني انها ظنت بك السوء حتما!
انخفضت روموش أليوت الكثيفة:
-لكنها لم تقل لك هذا.
لا..أخبرتني فقط ما قلته أنت لها من انك توصل لها رسالة مني..ولا ادري لماذا لم تخبرها الحقيقة,وكأنما ماندي تلك المرأة الفاتنة..بالتأكيد لايمكن ان تظن انك مهتم بها.
كان اول اندفاع له رغبته في ان يرد بوحشية على طريقتها المتكبرة.لكنه امسك بلسانه وقال بخفة:
-كان من الاسهل ان اقول لها ماقلته بدلا من اشرح انني نسيت انك لازلت في المتجر..إضافة إلى انها كانت ستتساءل لماذا لم اقرع بابها اولا..لا اعتقد انها ترى نفسها عجوزا مزعجة!
ضحكت محتجة:
-هذا لأنها ليست كذلك..وكان يجب ان تقرع بابها اولا..اعني أنت لاتكاد تعرف ماندي!
-هذا لانني كنت اريد استخدام الحمام!ولم افكر في ان ماندي قد تمانع,بدت لي فتاة طيبة.
سوت ياقة سترتها:
-اوه..انها هكذا..انها طيبة..قديمة الزي في طريقة لبسها لكن هذا على الارجح بسبب قلة المال لديها..اعني..انها تعمل في احدى المؤسسات حيث يعملون الشبان المهارات واشياء كهذه,واعرف انها ليست مجرد موظفة طباعة أو اختزال لكنني اشك في ان يكون راتبها مرتفعا.
عاد أليوت إلى السير حول منضدته:"هل تعجبك؟"
بدت الدهشة على انجلا:
-تعجبني؟حسنا..اجل.اعتقد هذا..انها ليست مثلنا لكن لاباس به..ليس لدينا اشياء مشتركة ولا اعرف كيف يمكنها دفع أجرة الشقة!صحيح انها صغيرة,لكن الايجارات في تلك النطقة...
وتلاشى صوتها بطريقة تعبر فيها عما تريد قوله..ثم احست ان أليوت ينتظر منها المزيد فهزت كتفيها مردفة:
-على أي حال أنا لا اراها كثيرا..ولق دعوتها إلى الحفل لانني شعرت بلاسى عليها!قالت ليلي حينها انني مجنونة لاقدامي على دعوتها..لكنني في الواقع اعتقد ان سبب اعتراضها هو اعجاب بيتر تورنتون الواضح بها,اعني بماندي..مما اغضب ليلي!
دس أليوت يديه في جيبه:
-تورنتون؟ومن هو بيتر تورنتون؟
لامست انجلا شعرها المجعد بأصابعها:
-الا تعرفه؟يعمل والده في صناعة الفولاذ اة الالمنيوم أو شئ من هذا..وبيتر ابنه الاكبر ووريث ثروة العائلة..تقول ليلي انه سيرث لقبا في يوم ما..على أي حال هي تحاول الايقاع به منذ اشهر ولقد اثار حنقها عندما امضى ما يقارب الساعة وهو يتبادل الحديث مع ماندي.
-كما اذكر..كانت تتكلم مع عدة رجال.وليس مع أي شخص منهم بوجه خاص.
مررت انجلا اصبعها على فمها:
-لا..هذا صحيح..وانت بنفسك تحدثت معها.الم تفعل؟اعني قبل ان اعرف انها موجودة.
قال بجفاء:
-لم يكن احد يكلمها في تلك اللحظات.
ارجع كمه إلى الوراء ينظر إلى ساعته:
-يا إلهي!ان الساعة تقارب الخامسة.قد تصاب السيدة وينسدايل بنوبة فأنا لم انظر إلى الرسائل حتى الان.
بدت خيبة الامل على انجلا:
-اوه..الست متفرغا للذهاب الآن؟ظننتك ستوصلني إلى المنزل!
كبت أليوت اندفاعا للرفض بصراحة وقام بحل وسط:
-إذا كنت مستعدة للانتظار نصف ساعة اخرى.الست مضطرة إلى العودة إلى المتجر؟
تنهدت انجلا:
-لا..قلت لليلي انني ساعود إلى المنزل مباشرة.اةه..حسنا..سأذهب إلى المتجر لبضع دقائق وهناك اغراض اريدها من الصيدلية,وهذا ما سيعطيك وقتا لتوقع اوراقك.
لكن بعد ذهابها لم يستدع أليوت سكرتيرته على الفور بل وقف قرب النافذة حيث يبدو انه يقضي وقتا طويلا مؤخرا..واخذ يقلب فكرة خطرت في باله وسيطرت على اهتمامه.
كانت فكرة اخذ ماندي معه إلى "ستونور"فكرة طائشة وهو يعرف هذا..صحيح ان الخدم الموجودين في منزله في "اوكسفوردشاير"موثوق بهم..لكن لايمكن ان يصطحب امراة شابة إلى منزله بدون تعليق,والامر مختلف في الشقة فتريسا لم تكن تعرف لمن طلب تحضير العشاء,وان حدث وعرفت فهي لن تعلق لأنها لاتهتم بامر انجلا.فتصرف خطيبته المتسلط مع الناس الذين لا تعتبرهم من طبقتها لم يكن يروق للمرأة الالمانية,ولقد اوضحت تيريسا انها لن تبقى معهما بعد زواجهما..وهذا امر مؤسف بالنسبة له فهو يعرف تيريسا منذ كان طفلا في موطنه في ايرلندا..
تنهد بمرارة..ليس مستقبل تيريسا ما يشغل تفكيره الان فهي لن ترحل قبل اشهر عديدة..إن ما عليه الاهتمام به هو تعلقه المتزايد بالفتاة التي ليست خطيبته..وحاجته إلى التواجد معها هو أمر يقض عليه مضجعه باستمرار ويجلب الفوضى إلى حياته.
رفع يده يدعك عضلات كتفه بنفاد صبر.لابد انه مجنون..وتذكر كل المكالمات الهاتفية التي أجراها إلى الطابق الأرضي في "برايتون هاوس"..لقد حاول الاتصال بماندي عشر مرات على الأقل خلال الأسبوع الفائت,وإذا لم يكن هاتفها معطلا فليس أمامه سوى الافتراض انها لاتريد ان تكلمه.
ما كان يجب ان يحذرها..وتذكر وعده لها بان يتصل..فلو لم تكن تعرف هذا لما شك أنها تتجنبه.كان يشعر بالإحباط والسخط في كل مرة لايرد فيها احد على مكالماته.
****
دخلت ماندي إلى شقتها واستدارت بارتياح إلى الباب ثم نظرت إلى الساعة الصغيرة الموضوعة فوق رف المدفأة لتجد ان الوقت يقارب الثامنة والنصف..استقامت تسوي ظهرها بتصميم وهي تفكر ان لديها ربع ساعة لتستحم وتغير ملابسها وتعد لنفسها ماتاكله..انها مدينة للسيد كراون وعليها ان تذهب إلى العمل اليوم ولو انه يوم الجمعة.لقد كان لطيفا بإعطائها اجازة من العمل لتذهب إلى نيوكاسل..واقل ما يمكن ان تفعله هو التواجه إلى عملها حالما تعود.
هزت رأسها ودفعت نفسها عن الباب لتسير إلى غرفة نومها..انها متعبة,ولو كان لديها وقت أطول لرحبت بمغطس مياه ساخن بعد جلوسها متكور انيوكاسل لم يحقق شيئا..خلعت كنزتها والجينز وهي تتذكر الذعر الذي اصابها عندما اتصلت بها امها لتقول ان ساري تعرضت لحادثة وانهم نقلوها إلى المستشفى مع شك في وجود كسر في جمجمتها..
ما حصل ان ساري وقعت عن دراجة صديقتها وأمضت ليلة الثلاثاء في المستشفى"تحت المراقبة"ثم عادت إلى المنزل يوم الاربعاء شاحبة لكن بدون كسور,ولقد توسلت الجدة ابنتها ان تبقى ليلة اخرى خوفا من حدوث اية تعقيدات ووافقت ماندي,فساري ابنتها مسؤليتها,وليست مسؤلية امها.
تمكنت من الوصول إلى العمل في الوقت المحدد.وبدا الارتياح على السيد كراون حين دخلت إلى المكتب.
-كنت اخشى الا تاتي قبل يوم الاثنين..سيزورنا بعض الاشخاص من الوزارة اليوم لتقييم العمل.
كانت ماندي قد نسيت زيارة المسؤولين من ادارة التعليم المخطط لها لهذا اليوم.
-اوه ..اجل..انا هنا الان وبإمكانك ان تستريح.
ابتسم السيد كراون:
-اجل..وكيف حال فتاتك الصغيرة؟
-افضل بكثير..تعرف كيف هم الاطفال.لقد ابقوها في المستشفى ليلة واحدة ثم خرجت بعد ان طمأننا الاطباء على حالتها السليمة,شكرا لله..لكن امي هي التي تلقت الصدمة القاسية..وأظنها تلوم نفسها.
قال مقاطعا:
-هذا صحيح..فرعاية فتاة في السادسة من عمرها مسؤولية كبيرة على الجدة.على أي حال,يسعدني ان تكون ساري بخيرفأنا اكره ان اخسرك الان.
ردت بثقة:
-لن تخسرني..والآن ماذا تريدني ان افعل اولا؟هل اهتم بالتقارير ام بجدول اعمال اجتماع الأسبوع القادم؟
تخلت ماندي عن فكرة التسوق وقت الغداء وبلا من هذا اخذت سندويشا من غرفة الطعام واكلته وهي تعمل في مكتبها طوال ساعة الراحة.
وبما أنها امضت الليلة الفائتة في شاحنة جيمي فهذا يعني أنها لم تنم ابدا..وكان من الصعب ان تبقى عينيها مفتوحتين لذا استعانت بعدة فناجين من القهوة السوداء المرة..وحين وصل وفد الوزراء,كانت قد امضت قدما في انجاز الاعمال المتراكمة امامها.
وهي في طريقها إلى المنزل,اشترت بعض الاغراض الضرورية وباقة من الزنبق لفتت انتباهها واعادت افكارها إلى الرجل الذي كانت تبقي صورته بعيدة عن افكارها طوال الأسبوع..وسمحت لنفسها ما اذا كان قد حاول الاتصال بها..لقد بقيت ذكرى امسية الاحد في عقلها الباطن خلال فترة الازمة في الايام الثلاثة الماضية.وبالرغم من خوفها ولهفتها على ابنتها وامها,الا أنها تدرك ان لأليوت دورا اساسيا في قرارها العودة بسرعة إلى لندن..من الحماقة السماح لهذه العلاقة بان تستمر..لكن الواقع أنها تفكر فيه,لذا لن يكون الانكار صادقا.
بدت الشقة كئيبة مغبرة بعد هجرها قرابة أسبوع..في الغد يجب ان تنظفها بالكامل,اما الليلة فهي متعبة كثيرا..تناولت طعامها وقررت ان تخلد إلى النوم باكرا,لكن القرع المفاجئ على الباب قطع عليها افكارها فتنهدت,لابد ان السيدة موركر رأتها تدخل..لقد اضطرت إلى اخبار الوكيل أنها ستغيب بضعت ايام ولا شك ان الفضول ينتاب زوجته الان ويدفعها إلى السؤال عما حدث.
ذهبت لترد وهي تحاول كبت انزعاجها..لكن ماندي ذهلت لرؤية الطارق الذي لم تتوقعه,وفغرت شفتيها ساخطة حين دفع أليوت الباب ودخل بدون ان تدعوه إلى الدخول.
قال متجهما:"اقفليه..اعني الباب"
ولأنها لم تكن ترغب في اجتذاب انتباه السيدة موركير فقد سارعت إلى اقفاله لكنها كانت غاضبة من اعتقاده ان له الحق في اقتحام منزلها..وبا عليها هذا الغضب.
سألت وهو يستند إلى الجدار قرب الباب:
-ماذا تظن انك تفعل..باضبط؟
رد وعيناه الرماديتان الغاضبتان تجولان على وجهها الغاضب:
-هذا ما اريد ان اسأله..هل هاتفك معطل؟
هاتفي!لا افهم ماتعنيه.-
-هاتفك..تلك الآلة التي يستخدمها الناس في اتصالاتهم مع بعضهم.لديك هاتف,أليس كذلك؟
-بالطبع لدي.
-إذن لماذا لم تجيبي عليه؟
كتمت انفاسها:"وهل كنت تتصل بي؟"
فهمت فجأة..ودفع أليوت نفسه عن الجدار والعبوس يجهم قسماته الرقيقة.
-سأعل رأيي بك..أنت حادة الملاحظة!
ردت وهي تشبك اصابعها ثم تحلها:
-اوه..لاتكن ساخرا هكذا!انا لم اجب على الهاتف لأنني لم اكن هنا!
نظر اليها بارتياب:
-لا؟لاتقولي انهم بدأوا دواما ليليا في المؤسسة!
احمر وجه ماندي بسبب لهجته:
-لا..لم اكن في العمل.
زفر انفاسه متثاقلا:"أين كنت اذن؟"
رفعت رأسها:"لست مضطرة إلى اخبارك"
تحرك نحوها فتسارعت انفاسها إضافة إلى ازدياد حدة نبضها,وقال:
-لكنك ستخبرينني.
-ولماذا افعل؟لاشأن لك في هذا؟
أصبح قريبا منها بحيث رأت عضلة صغيرة ترتجف عند زاوية فمه:
-ألا شأن لي؟حتى ولو قلت لك إنني كنت اتصل باستمرار منذ امسية الثلاثاء؟
رطبت شفتيها الجافتين:"لم اطلب منك هذا"
اتسعت فتحتا انفه قليلا وهو يحاول السيطرة على اعصابه:
-لا..لكن اقل مايمكن ان تفعليه هو ان تكوني صادقة معي.
تنهدت ماندي:
-أنا صادقة.في..الواقع..ذهبت إلى بلدتي مره اخرى.
قطب أليوت:"بلدتك؟تعنين إلى نيوكاسل؟"
-أجل.
ارتد إلى الوراء قليلا:
-اوه..هيا الآن..أتحاولين القول انك ذهبت إلى نيوكاسل يوم اثلاثاء,في وقت عدت فيه من هناك ليلة الاحد؟
-ولم لا؟
هز رأسه:
-أنا لم اولد بالأمس..ماندي,فلا تكذبي علي!
-أنا لا اكذب.
-لا؟
رأت تعبيره المحتقر فتوصلت إلى قرار.
-لا..لقد تعرضت ابنتي لحادثة..وأرسلت امي بطلبي.
كان ذهوله ظاهرا بوضوح:"إبنتك؟"
رفعت ظهرها مستقيما:
-أجل..لدي طفلة..والآن إذا لم تكن تمانع..أنا متعبة.
سألها بدهشة:
-مهلك لحظة..أتقولين ان لديك ابنة؟أين تعيش؟مع زوجك السابق؟
ضحكت بمرارة ضحكة قصيرة:
-هايد؟لا..إنها تعيش مع امي..
حاولت ان تبتعد عنه قليلا,لكنه اردف قائلا:
-اهدأي قليلا..أتسمحين؟دعيني استوعب هذا..كم عمرها؟وما اسمها؟
-ساري..وعمرها ست سنوات.
-ستة؟
-لست فتاة مراهقة أليوت.
-ولم اعتقد يوما انك هكذا..اعتقد انه على الاعتذار.
-ليس ضروريا.
تنهد:
بلى..ضروري,ماذا حدث؟قلت أنها تعرضت لحادث..هل هي بخير؟-
-إنها بخير تماما.
كانت لهجتها متصلبة كوقفتها تماما..ورفع كتفيه بخشونه قائلا:
-لاتعرفين ابدا مامربي..ظننتك تتجاهلينني عمدا.
-إنها جريمة حقا!
رد عليها بخشونة:
-لا تسخري مني ماندي!فأنا اعني ما أقول ولا شك في احتياجي إليك الان حتى ولو انك تبدين متعبة لم تنامي منذ أسبوع!
قالت بمرارة وهي تدير رأسها عنه:
-أنا آسفة,لابد أنها صدمة لك ان تراني كما ابدو تماما!بدون ذكر اكتشافك ان لدي ابنة في سن الطفولة!
-ماندي..
كان استخدامه لاسمها إنذارا..لكنها لم تهتم به..وسألت:
ماذا تفعل هنا على أي حال؟الا تخشى ان ترانا انجلا؟اوليس من الحماقة ان تأتي في وضح النهار؟
-انجلا في باريس,سافرت هذا الصباح ولن تعود قبل يوم الاحد..هل يجيب هذا على سؤلك ام ترغبين في المزيد؟
التوت شفتاها:
-اوه..لا..كان يجب ان اعرف..انت لاتخاطر بدون ان تحسب العواقب..اليس كذلك أليوت؟
سأل بصوت منخفض عنيف:
-ماذا تحاولين فعله بي؟ماذا تريدينني ان اقول؟انني كنت سآتي إلى هنا في جميع الاحوال,ولن اهتم بأنجلا وخطوبتنا؟
احمر وجه ماندي:"لا.."
-إذن توقفي عن استفزازي..أتسمحين؟في الواقع,أنا جالس اما المنزل منذ الرابعة..انتظر عودتك..!
رفعت نظرها اليه قليلا:"لا ..لم تفعل هذا؟"
-اوه..لقد فعلت..الم تري السيارة؟أنها متوقفة في الشارع..لا..بالطبع لم تريها..نسيت انك كنت مشغولة بالزنابق التي تحملينها.
هزت رأسها:
-ما كان يجب ان تاتي إلى هنا..يكفي ان تتصل!
-مرة اخرى؟
-أليوت..
-اخبريني ما شئت فيما بعد,وتوقفي عن استفزازي.
-أليوت..لايمكنك البقاء هنا!
مرت بضع لحظات قبل ان يرد,لكن حين فعل هبطت معنوياتها كثيرا.
-لا انوي البقاء..اتذكرين انني اخبرتك انني املك منزلا في الريف؟أنا ذاهب لامضي نهاية الأسبوع هناك.
حاولت الاتظهر خيبتها:"اوه..كم هذا لطيف"
نظر اليها بعينين كسولتين:
-فعلا..انه يقع في قرية تدعى"ستونوراند"وفي مكان هادئ جدا وريفي جدا.
دفعت لهجة حماس إلى صوتها:"يبدو لي جميلا"
جلس بتكاسل على الاريكة وأسند رأسه إلى الخلف:
-اجل..إنه جميل في هذا الوقت من السنة..أرض الغابات مغطاة بلأزهار الربيعية الصفراء والبيضاء,وهناك مئات من تلك الزنابق التي تعجبين بها تنمو قرب البحيرة.
وهل هناك بحيرة؟-
-بحيرة صغيرة فقط..نستخدمها للسباحة صيفا,,صحيح أنها باردة الياه لكننا نستمتع فيها.
زفرت انفاسها:
-نحن؟تعني أنت..وانجلا؟
-احيانا..لكن في معظم الاوقات,تستخدمها لوسي واصدقاؤها..فالمنزل ذاك بيتها الثاني.
-لوسي؟
-لوسيندا فرا يزر..إنها شقيقتي..تدرس في جامعة اوكسفورد.
هزت رأسها:"اوه..فهمت"
-حقا؟وهل ظننت انني احتفظ بالنساء هناك؟
ردت كاذبة:"لم افكر في هذا ابدا.."
-على أي حال,يلزم ساعة ونصف للوصول إلى هناك..الا اذا كان الوقت وقت الزحام الاسبوعي فتستغرق الرحلة عندها وقتا اطول.
-لماذا لاتذهب اذن؟ستكون نهاية أسبوع رائعة..على الأقل هذا ما قالة السيد كراون..وانا واثقة انك ستستمتع هناك.
قال بهدوء:"تعالي معي"
ظنت للحظات أنها تخيلت ماسمعت..واحمر وجهها الشاحب بعدم تصديق فوقف أليوت عن الاريكة ليلتقي بعينيعا القلقتين ويكرر:
-تعالي معي..اقضي نهاية الأسبوع معي..احب ان اريك ستونور,وسأحب صحبتك جدا.
طرفت عينا ماندي:"لايمكن ان تكون جادا!"
تنهد أليوت:
-دعينا لانخوض في نقاش آخر بخصوص ماهو خطأ..كما قلت اريد صحبتك..وهذا كل شيء.انت تعجبينني واظن انك معجبة بي..فلماذا لانقضي بعض الوقت معا؟


wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-09, 05:16 PM   #23

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وسن .... يعطيكِ ألف عافية





MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-04-09, 06:17 PM   #24

lafloufa
 
الصورة الرمزية lafloufa

? العضوٌ??? » 58937
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 846
?  نُقآطِيْ » lafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond repute
افتراضي

حلوة تسلمي منتظرين التكملة التكملة بفارغ الصبر

lafloufa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-09, 08:36 PM   #25

قاسم2010

? العضوٌ??? » 84361
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » قاسم2010 is on a distinguished road
افتراضي

الى اختنا وسن وين باقي القصه شوقتينا مره انا عضوه جديده ارجواان تقبلوا بي صديقه لكم

قاسم2010 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-09, 06:03 PM   #26

سندريلا

? العضوٌ??? » 4668
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » سندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond repute
افتراضي

حلوة الرواية ... نتريااا التكملة يا حلوة و لا تطولين

سندريلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-09, 03:32 AM   #27

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
افتراضي



شكرا كتيييييييير على انتظاركم وردودكم منورة
واهلا بيك يا قاسم2010صديقة دائمة
والان اخليكم مع الجزء السادس



wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-09, 03:42 AM   #28

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
افتراضي



6-وحدهما فقط


كانت غرفة ماندي في مؤخرة المنزل تطل على ملعب التنس وتسمح برؤية حافة البحيرة المحاطة بالقصب والمروج العشبية..وكانت الغابة التي تكلم عنها أليوت تشكل ستارة خلفيه من بعيد.


أسندت ماندي مرفقها إلى النافذة المفتوحة غير آبهة ببرودة هواء الصباح الذي اخترق غلالة نومها..المكان كله مختلف عن جو لندن ورائحتها..وتنشقت بعمق تميل لان تصدق أنها لازالت تحلم.


نظرت خلفها إلى السرير الواسع الذي نامت فيه ليلا ملء أجفانها,كان فراشا عصريا,مريحا.السجادة الناعمة بألوانها الزهرية والرمادية تمتزج بجمال مع الحرير الرمادي الذي يزين الجدران,وهناك خزانة طويلة مصقولة ذات أدراج ومرآة,ومقعد طويل.


وتذكرت ماندي كم هي غير مناسبة مع ما يحيط بها وهي ترتدي ثوبا قطنيا عاديا..أنها متأكدة ان انجلا لاترتدي سوى الحرير والدانتيل للنوم..لكن انجلا معتادة على هذا النوع من الفخامة,أما هي فلا.


تنهدت ماندي وابتعدت عن النافذة وهي تنظر إلى الغرفة بشيء من الارتياب..وتساءلت للمرة التي لا تعد عما كان رد الفعل الحقيقي لوصولها بين الخدم..ليلة امس قدمها أليوت إلى مدبرة المنزل التي كانت مؤدبة جدا معها..واسمها ماغي ماكلونغ..لكنها كانت تعرف ان هناك خدم آخرين..وهل يمكن ان يفكرا سوى بالأسوأ؟


بالطبع كان الوقت متأخرا كثيرا عندما وصلا الليلة الفائتة..فبعد زيارته وعودته المفاجئة لها,وافقت ماندي على تناول العشاء معه لأنها لازالت لديها شكوك بالنسبة لمرافقته,لكن بعد الوجبة اللذيذة في مطعم هادئ,استرخت أعصابها وتوقفت عن الاحتجاج..تنعمت بدفء السيارة والموسيقى الناعمة في الراديو وقرب أليوت المريح,واحست أنها قانعة لاتستطيع المقاومة,وعندما فتحت عينيها للمرة التالية كانا على بعد أميال فوق الطريق الرئيسية.


كان منزل أليوت الريفي أكثر ثاثيرا عليها من شقته في لندن:سجاد حريري,جدران مكسوة بالخشب المصقول,نافذة ضخمة من الزجاج الملون,ومكتبة جدرانها مرصوفة من الأرض حتى السقف بكتب ضخمة..


انتشلت نفسها من أفكارها وتساءلت ما إذا كان أليوت قد استيقظ أم لا..إنها الساعة الثامنة وتشك في انه لازال في السرير..أحست بقلق,فدخلت إلى حمامها مسرعة قبل ان تغرق في أفكار مجنونة..


بعد الحمام, جففت شعرها ثم لفت نفسها بروب حمام وجدته خلف الباب وعادت إلى غرفة النوم.


فتحت الخزانة لتأخذ ما ترتديه وتفاجأت بوجود مجموعة ملونة متعددة الإشكال معلقة في الجهة الأخرى,لم تكن ملابسها بالطبع بل كانت ملابس امرأة أخرى فأغلقت الباب بحده.


ارتدت الجنز وقميصا قطنيا طويل الأكمام,وبينما كانت تمشط شعرها أمام المرآة المعلقة فوق الأدراج قرع احدهم الباب.


-نعم؟


انفتح الباب ببطء لتدخل فتاة في سن المراهقة حاملة صينية,ونظرت بارتباك إلى السرير حين رأته فارغا..لكنها سرعان مارأت ماندي تمشط شعرها,فتهللت أساريرها لتكشف عن بسمة ودية وقالت بلهجة ريفية محببة:


-فكرت السيدة موكلونغ انك قد تفضلين تناول الفطور في السرير هذا الصباح..آنستي..لقد اخبرنا السيد أليوت انك متعبة وطلب الا نزعجك..لكن السيد ماكلونغ ظنت انك سترحبين بفنجان شاي بعد ليلة في فراش غريب,وما إلى ذلك.


-اوه..شكرا,هذا لطف من السيدة ماكلونغ.


-الا تفضلين النزول إلى الطابق الاسفل وقد استيقضت الان آنستي؟


هزت ماندي رأسها نافية,فأردفت الفتاة:


-اذن سأضع الصينية هنا..هناك عصير برتقال وبيض مخفوق مقلي في حال كنت جائعة,وإذا كنت تفضلين القهوة,فلا مشكلة.


-شكرا لك,ارجو ان تقولي للسيدة ماكلونغ انني ممتنة لها.


-اجل..آنستي.


ابتسمت الفتاة وخرجت,وتقدمت ماندي إلى الصينية بشئ من الذهول..هزت راسها تعجبا وجلست إلى حافت السرير تصب الشاي لنفسها..لقد مضت سنوات طويلة منذ جاءها احد بفطورها إلى السرير ولم يكن يوما بمثل هذا الترتيب والفخامة.


كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة عندما انهت ماندي طعامها ووضعت قليلا من الزينة على وجهها وتفحصت مظهرها قبل ان تترك الغرفة,فارتاحت لرؤية ان الخطوط السوداء التي كانت تحيط بعينيها في اليوم السابق كادت تختفي.وهناك القليل من اللون يغطي وجهها.وبالرغم من أنها ترى قسماته عادية,الا ان الترقب كان يعطي عينيها لمعان غير مألوف.


اقفلت الباب خلفها وسارت فوق السجاد العاجي اللون بمحلذاة عدة ابواب اخرى..وتساءلت ما اذا كان احدها لغرفت أليوت..


كان خشب السياج ينزلق بنعومة تحت اصابعها وهي تنزل السلم إلى الاسفل..وكانت تكتكة"ساعة الجد"القديمة الطراز,الصوت الوحيد المسموع..ثم بعدها يستطيع المرء سماع اصوات العصافير ونباح كلب من بعيد وحتى خوار ابقار ترعى في مكان ما ليس ببعيد.


سألها صوت من خلفها:"اتبحثين عن احد آنسة آبكوت؟"


وادركت أنها كانت تقف عند اسفل السلم كمن يقف في حلم..ووجدت مدبرة المنزل الصغيرة الجسم إلى جانبها فسألت:


-اوه..سيدة ماكلونغ..هل استيقظ السيد فرا يزر؟كنت اتساءل أين يمكن ان اجده.


-بالتاكيد..لقد استيقظ السيد أليوت منذ ساعتين آنسة آبكوت,اخبرنا انك قد تبقين غافية حتى منتصف فترة الصباح وانك ستجدين الجو غريبا هنا بعد ضجيج لندن.


ابتسمت ماندي:


-أنت محقة..يجب ان اشكرك ثانية على الفطور.كان لذيذا جدا..انا..تركت الصينية فوق.


-لاباس في هذا آنسة آبكوت,ستجلبها روز حين تصعد لترتيب السرير.


تمتمت ماندي بشئ من الارتباك:


-..في الواقع,اسمي السيدة آبكوت..اتعرفين أين هو السيد.. أليوت؟


لم ترد المرأة فورا على سؤالها:


-سيدة آبكوت؟وهل سينضم زوجك اليك هنا..سيدة آبكوت؟


-لا..فانا مطلقة..سيدة ماكلونغ,ولا فكرة لدي عن مكان زوجي السابق.


وضعت المراة مرفقها في كف يدها وامسكت اذنها مفكرة:


-اه..انت تبحثين عن زوج آخر سيده آبكوت.


-أنا لاابحث عن زوج آخر سيدة ماكلونغ.اتعرفين أين هو السيد فرا يزر ام ابحث عنه بنفسي؟


-طبعا اعرف,انه مع الجياد منذ السابعة والنصف,وإذا كنت تنوين الذهاب إلى الاسطبل ضعي معطفك قبلا,صحيح ان الشمس اشرقت لكن البرد لازال مسيطرا.


-شكرا لك.


ابتسمت مدبرة المنزل وقالت بخبث:


-أنا افكر فيما هو خير..لكما معا.لفي نفسك بشئ دافئ..انت لن ترغبي في الاصابة بنزلة صدرية..اليس كذلك؟


صعدت ماندي إلى غرفتها لتاخذ سترتها الزرقاء الواقية من الرياح,واعترفت مرغمة ان ماتقوله السيدة ماكلونغ صحيح رغم أنها اشياء مثيرة للسخط..احست ان المراة تفكر فعلا في مصلحت أليوت من كل قلبها..وبما أنها مطلقة فقد يقود هذا الواقع إلى تخمينات واضحة.


نزلت إلى الطابق الاسفل مرة اخرى,خرجت من الباب الامامي تدفع يديها في جيبي سترتها,وتنطلق عبر الفناء..كانت السيدة ماكلونغ محقة,فقد ارجع هواء بارد شعرها إلى الوراء عن وجهها,والطقس ابرد مما كان في الليل الفائت مع ان الشمس مشرقة.


كانت مقدمة المنزل تواجه الطريق الداخلية التي مرا فيها ليلا..ورأت ماندي إلى يمينها سياجا ابيض يحيط بمجموعة من الخيل وصغارها,والى البعيد حقل ترعى فيه الأبقار التي سمعت صوتها في وقت مبكر..كما قال أليوت,المكان هادئ وريفي جدا..وتنشقت الهواء النقي ملء رئتيها وهي تسير بحماس.


لمحت أليوت قبل ان تصل إلى مجموعة ابنية تشكل الاسطبلات,وكان واقفا في الفناء يتحدث إلى رجل مسن,وتسارعت دقات قلبها بشكل مزعج عمد رؤية جسدة النحيل.كان يرتدي سترة قصيرة فوق بنطلون ركوب مخملي يندس تحت حذاء اسود بطول الركبتين..وبد منسجما تماما مع مايحيط به.


كان الرجل المسن السباق في رؤية ماندي.ولاشك انه لفت انتباه أليوت الذي استدار فورا وراح يلوح بيديه.ماذا يظن نفسه يفعل؟


وأبطأت خطواتها بتعاسة.كيف يفسر هذه الزيارة مهما كانت بريئة لانجلا؟وكيف ستكون ردة فعلها ان عرفت ان جارتها تجتذب اهتمام الرجل الذي تنوي الزواج منه؟لو أنها مكان انجلا لكرهت هذا حتما..فهل هي الان تتصرف بطريقة افضل مما تصرف بها هايد معها؟


سألها أليوت وهو يتقدم نحوها متكاسلا:


-لماذا تبدين غاضبة هكذا؟لم اعتقد انك قد تستيقضين الان..الم تنامي جيدا؟


ردت بلهجة رسمية:


-نمت جيدا جدا..وانت؟


-لا..في الواقع كان نومي سيئا..ويعود السبب اليك..هل تناولت الفطور؟


لوحت بيدها:


-أجل..ارسلت السيدة ماكلونغ لي الفطور إلى الغرفة..ولسوء الحظ,كنت قد غادرت السرير عندما وصلت.


-طلبت منها الا...


قاطعته بحدة:


-اجل..هذا ما قالته الخادمة.لكنني لست معتادة على الاستلقاء في السرير إلى ساعة متاخرة من الصباح,فأنا إمرأة عاملة.


-هذا ما تستمرين في تذكيري به..والان هل ترغبين في القاء نظرة على المكان؟لا اعرف ان كنت تهتمين بالجياد..لكنني احتفظ بجوادين للصيد.


-جوادين!لقد رأيت اعدادا مضاعفة في الحقل المسيج.


-كانت اناث للاستيلاد..هذا وليليان لوكا مدرب الخيول.سأريك ما لدينا من خيول اذا احببت..


اطرقت راسها تحاول ايجاد كلمات مناسبة:


-لا..فهذا..اليوت..من الافضل ان اعود.


ضاقت عيناه الرماديتان:


-تعودين إلى أين؟إلى المنزل؟هل هناك شيء خاطئ؟


-اعني إلى لندن..


اطلق سبابا من بين شفتيه ثم قال بصوت منخفض:


بحق الله!طننت اننا سوينا هذه المسألة.


دمدمت بغضب وهي ترفع شعرها بعيدا عن عينيها:


-حسنا..نحن لم نسوي شيئا..اليوت,اشعر انني مخادعة!انا لا انتمي إلى هنا.


-ومن يقول هذا؟هل قالت لك ماغي شيئا؟عل المح احد لك بشيء؟


-لا..على الأقل..ليس مباشرة.


-وماذا يعني هذا؟


-استمرت السيدة ماكلونغ في مناداتي بلآنسة آبكوت,فأخبرتها انني مطلقة.


-و..؟


تنهدت ماندي:"اوه..هل يهم هذا؟".


-يهمني أنا..هل علقت ماغي على كونك مطلقة؟


-حسنا..لقد قالت..انني لازلت شابة لأفتش عن زوج جديد..ولا اظنها صدقتني حين قلت انني لست هكذا.


لانت اسارير أليوت مجددا:


-هل هذا كل شيء؟اوه..لاتهتمي بماغي,إنها فولية هذا كل مافي الامر.


لم تستجب لابتسامته وصاحت:


-الن تشعر أنت بالفضول لو كنت مكانها؟أليوت اتتصور ماقد يظنه هؤلاء؟


اقترب منها وقال لها:


-ان كنت قد وافقت على شروطك فهذا لايعني انني احبها,والان هيا..اوقفي كل هذا الكلام الهراء بخصوص العودة إلى لندن,ودعيني اريك الاراضي..انا اريدك هنا..وهذا هو المهم.


ثم تابع مداعبا:


-سأدعك تقطفين الزهور من الغابة اذا وعدتني ان تكوني فتاة طيبة.


هزت رأسها بضعف ادركه حتما.


-أليوت..وماذا عن انجلا؟ماذا ستقول حين...؟


-دعيني أنا اقلق بخصوص انجلا..وتوقفي عن توقع شئ قد لايحدث ابدا.


ابتسم:


-والان..هل تريدين اصطحاب الكلاب معك؟احذرك,أنها محبة مثل صاحبها.


كان صباحا رائعا بصحبة كلبي صيد رائعين امضيا معظم وقتهما يتشممان العشب,سارت ماندي لأميال وهي ترتدي حذاء من المطاط وجدها لها أليوت في الاسطبل,تماشي خطواته إلى المرعى حيث تنتشر مجموعة من الماشية.لم يكن يهمها أين تظع قدمها وهي في هذا الحذاء المطاطي,وكان أليوت يعود إلى جانبها كلما بعد خطوة خاطئة لتنظف الحذاء من الوحل.


قال ممازحا:


-لا باس في هذا..طالما لاتخطئين تجلسين على الأرض.


تحدثا كثيرا..اشياء عامة في معظمها,اخبرها أليوت القليل عن الشركة والدور الذي يلعبه فيها وكان متكتما فيما يخص مؤهلاته,يقلل من اهمية دراستة في اوكسفورد وذكائه الحاد..مع ذلك فقد احست ماندي بالفخر الذي يحسه..انها شركة توظف مئات الملايين من الدولارات بكل ماتعنيه من مسؤوليات..بينما هي من ناحية اخرى ابنة مراقب منجم من"تاينسايد"قتل داخل المنجم حين كانت ساري لاتزال صغيرة.


تناولا الغداء في غرفة الطعام,غرفة جذابة تطل على المناظر الخارجة..بعد مشوارهما,اصبح خدا ماندي محمرين بلون جميل ولم يحرك أليوت عينه عنها وهي تتناول وجبتها بشهية.


قالت بعد ابتلاعها لقطعة اللحم من الفطيرة التي أحضرتها لهما السيدة ماكلونغ :


جيد أنني لن أبقى هنا إلى أكثرمن الغد..فلسوف أصبح سمينةجدا..مثل لاسي سأل أليوت بكسل: ومن هي لاسي؟


إنها قطة ..قطة أمي في الواقع ،وساري تعذبها بدون رحمة وضع أليوت ذقنه على يده :


أود أن أقابل ساري.. هل أستطيع ؟-


وضعت سكنتها والشوكة من يدها:


-وكيف يمكنك هذا؟قلت لك..إنها تعيش مع أمي


-في نيوكاسل.. أعرف


تابع بتوسل :


لكنك تذهبين إلى هناك دائما ..ألاتفعلين؟في نهايات الأسبوع حاولت ماندي التهرب من الإجابة ، فرفعت نظرها إليه


لماذا تريد مقابلتها؟


لأنها ابنتك .. لأنني أريد أن أعرفها..لأنها جزء من حياتك تنهدت :أوه ..أليوت ..


قال بصوت ناعم :


مار أيك في بنهاية الأسبوع القادم ؟يمكنني أن أوصلك إلى هناك


مساء الجمعة أو صباح السبت ..ولا تقلقي .. أنا لا أدعو نفسي إلى بيت أمك .. بإمكاني الإقامة في فندق . أعتقد أن هناك في نيوكاسل..


أليس كذلك ؟


بالطبع يوجد فنادق .. لكن .. حسنا ، لست أدري ماإذا كان هذا سيعجب أمي .. أعني إقامتك في فندق .. ستظن ..حسنا، بإمكانك التخمين بما ستظنه..أنا واثقة ..


أن منزلها لا يليق بي ؟ حبيبتي ..لو دعوتني لإقامة معكما ، فسأكون أسعد الناس وسأقبل الدعوة حتما


لاتكن سخيفا!


مايقترحة جنون,تهور طائش تماما مثل وجودها هنا 0


ألا تحبين ان تذهبي إلى بلدتك في نهاية الأسبوع القادم ؟


وماذا سأقول لأمي ؟


وهل يجب ان تقولي لها شيئا ؟


هزت رأسها :


وكيف أقدمك لها ؟


كصديق 00وماهو الغريب في هذا ؟صديق غني !


مجرد صديق 00ماندي !توقفي عن وضع العراقيل بيننا لأنني من أسرة فرا يزر!


قال بتوسل :


دعيني أذهب معك 0دعيني أقابل ساري 00وأعدك الاأفعل ما يجرحك 0


أنقذ وصول السيدة ماكلونغ مع الحلوى ماندي من الرد ,لكن عينا أليوت كانتا متوسلتين بطريقه مقنعة 00قال لمدبرة المنزل مشجعا :


لقد أعجبت السيدة آبكوت باختيارك للطعام 0هذا صحيح ماندي ,


أليس كذلك ؟


كانت الفطيرة لذيذة جدا ,ولا أظن إنني قادرة على تناول المزيد0


قالت السيدة ماكلونغ :


أنا واثقة انك قادرة على تذوق القليل من التوت البري الطازج 00


هل ستتناولان القهوة هنا أم في غرفة الجلوس ؟


سنأخذها في غرفة الجلوس0


والتفت إلى ماندي يدفع الفاكهة نحوها :


تفضلي 00فأنا استمتع بمراقبتك 0


احمر وجهها فنظرت إليها السيدة ماكلونغ بشيء من الإشفاق,


وقالت :


لا تهتمي به سيدة آبكوت 0إذا رغبت في القليل منها فتناوليه00فهو لم يتناول وجبه لائقة منذ مجيئه إلى هنا


غادرت المرأة الغرفة فالتفتت ماندي إلى أليوت تسألههل هذا صحيح؟)


نحن هنا منذ ليلة أمس فقط!


أولم تتناول الفطور ؟


رد بهدوء:


لست جائعا 00تناولي التوت البري 00لارضائي فقط0


امضيا فترة بعد الظهر في غرفة الجلوس يصغيان إلى الموسيقى ويراقبان تغير الطقس في الخارج0


بدأ المطر يهطل وهما يتناولان الغداء 00واخذت حباته تضرب زجاج النوافذ الان وتلفهما معا في عالم


معزول عن أية تأثيرات خارجية 0


وهي تجلس متكورة فوق الأرض مرتدية جينزها وكنزه صوفيه بدون


تبرج ,لم تكن تعي أبدا كم كانت تبدو شابه 00لكن ,حين رفعت نظرها ورأت نظرة أليوت المركزة عليها,أدركت


أنها لم تكن حذرة فأبعدت شعرها عن عينيها بحركة دفاعيه0


قال :


استرخي 00انت مرتاحة , أليس كذلك ؟


أنت تعرف هذا0


مدت ذراعيها فوق رأسها تتمطى ,وتحرك أليوت فوق السجادة الناعمة ثم تمدد و قال:


اشعر بالنعاس 00اتمانعين ؟


لكنه كان سؤالا عفويا ,فعيناه كانتا قد أطبقتا قبل ان تجيب 0


نام لفترة كانت ماندي تحس فيها بتوتر بالغ ثم نظرت إلى عينيه المغمضتين اللتين أعطتا وجهه ضعفا يثير الاضطراب 0


ان هذا الرجل يؤثر في مشاعرها كثيرا ويجعلها تتسأل عن كنه هذه المشاعر 0


تحرك ثم فتح عينيه 0بقيت تنظر إليه للحظه ,تحس بشوقها إليه 0


وفجأة وقفت على قدميها ,وذهبت لتجلس على مقعد قرب النافذة 00


وعندما سيطرت على نفسها نظرت خلفها لتجده قد عدل جلسته على الأرض مستندا إلى الاريكه0


دخلت الخادمة التي جاءت لماندي بالفطور حامله صينية شاي في حوالي الساعة الخامسة 0


فتخلت ماندي عن مقعدها بعد ان أمضت نصف الساعة الأخيرة وهي تحدق خارج النافذة وجلست على مقعد قريب


من الطاولة 0ابتسم أليوت للفتاة وهي تضع الصينية قرب ماندي 0


مرحبا روز 00كيف حال أمك ؟هل تحسنت ؟


استقامت الفتاة ونظرت إليه بسعادة ظاهرة :


اوه 00اجل سيداليوت 00لقد أفادتها تلك العطلة كثيرا 00يقول الطبيب إن لا سبب يؤخر شفاءها 0


هذا جيد 00اعلميها إنني سالت عنها,أتسمحين؟


احمر وجه روز فخرا شكرا لك00سافعل هذا )


جيد0


نظر أليوت إليها بمرح ,وبانحناءة منها نحو ماندي ,خرجت الفتاة مسرعه 0


سألت ماندي :


أنت تحب الشاي بدون حليب 00اليس كذلك ؟


أرجوك 00انت تذكرين هذا 00وهو شيء مميز 00كما اعتقد0


أليوت00 أرجوك


اعرف 00اعرف 00انا آسف 00لن أتفوه بشيء آخر 0


ولم يقل شيئا 00وخلال ماتبقى من وقت ,كان يتصرف بطريقة مثلى , يحافظ على علاقة ودية غير شخصية


قالت ماندي لنفسها أنها تريدها هكذا ,لكنها وجدت صعوبة في تقبلها 00سيكون أمامها وقت طويل تستسلم فيه لمشاعر الذنب التي


تختبئ قاتمة تحت غلالة تحفظها 00لكن مع حلول الساعة العاشرة واضطرارها إلى النوم 00كانت تحس بالفراغ في داخلها ,إحساس رفض ان يزول 0


*****


أوصل أليوت ماندي إلى لندن مساء الأحد 0


عندما غادر المنزل في (ستو نور اند)


كان الوقت لا زال مبكرا, ونظرت ماندي من فوق كتفها بإحساس بؤس00من المستحيل ان يكون قد مر يومان فقط على مجيئهما إلى هنا 00لقد


أحست بتعلق كبير بهذا المنزل وسيكون من الصعب ان تنساه 0


كانت إحداث اليوم بحد ذاتها غير منطقيه 00فلم يظهر أليوت قبل وقت الغداء 0


وأشفقت السيدة ماكلونغ عليها وهي تراها تتجول في غرف الطابق الأسفل ,فأعلنت ان أليوت بقي مستيقظا طوال الليل مع البيطري ,يحضر ولادة الفرس التي جاء وليدها من قوائمه أولا 00لكن ماندي عرفت ان مدبرة المنزل تشك بشيء ما ,فقدا مضى أليوت كثيرا من وقته الثمين يتحدث إلى


جايمس لايتون ألجنائني الذي رأته ماندي من غرفة نومها عندما صعدت لتوضب حقيبتها 0ووقفت قرب النافذة لعدة دقائق تراقبهما 00


تحس ان قلبها يتمزق000إنها لا تريد الذهاب 00لا تريدا لعودة إلى لندن


فهي تعرف أنها حين ستتركه قد لاتراه مرة أخرى 0


كانت روز ترتب الفراش وعرضت عليها ان تساعدها في توضيب الحقيبة 00لكن ماندي رفضت عرضها بلطف 0


وابتسمت الفتاة شاكرة:


أنت مسافرة اليوم ,أليس كذلك انسة؟هل تحبين العيش في لندن؟


ردت صادقة :


ليس كثيرا00لكن البعض منا لا خيار له 0


لا00احيانا أظن ان هذا ممكن 0


والدتك مريضه ؟أنا اسفه 00هل هو مرض خطير ؟


كشرت روز :انه السرطان00لقد اجريت لها جراحة 00ثم الكثير من العلاج للتأكد من موت كل الخلايا السرطانية 00كانت مريضة جدا,وظن


والدي أنها لن تعيش0


نظرت ماندي إلى الفتاة بلطف لكنها عاشت)


اوه 00اجل 00والشكر في هذا للسيد أليوت 0لقد رتب أمر كل شيء!


ثم حين أصبحت حالتها جيدة أرسلها ووالدي إلى باربادوس لقضاء عطلة كي تبتعد عن الطقس البارد0


اخذت ماندي نفسا عميقا هذ لطف منه )


اجل 00انه لطيف 00اليس كذلك؟لكنك تعرفين هذا00كونك صديقته 0


علقت ماندي بشيء مالم تعد تذكره 00وسرعان ماانهت روزعملها وتركتها00لكن كلماتها بقيت عالقة في ذهن ماندي0


إن أليوت لطيف ,كريم,وهي لم تعرف ابدآ رجلا مثله من قبل 0


تمت رحلة العودة إلى لندن بدون أي تاخير ,وكانت الساعة تكاد تبلغ التاسعة إلا ربعا عندما توقفت الامبرغيني خارج بوابة المنزل 00


لم يقترح أليوت التوقف للعشاء حتى انه لم يحدثها كثيرا ,وافترضت ماندي انه سيكون مسرورا بتوديعها الان


لكنه فاجاءها بإصراره على حمل حقيبتها إلى الباب صارفا النظر عن مخاوفها من ان تراه السيدة موركير 0وهي تكافح


لدس المفتاح في قفل الباب , تساءلت لماذا لم ينزلها وحقيبتها عند البوابه الخارجيه 00واضح انه كان يتشوق للخلاص منها لذلك لم تعرض


عليه تناول الشاي أو القهوة 00وفتحت فمها لتعبر عن شكرها لضيافته,لكنه اسكتها بالقول:


-اعتقد انك لن توجهي لي دعوة لزيارة نيو كاسل في نهاية الأسبوع القادم..هل ستفعلين؟


-أنا..هل تريد..لازلت تريد الذهاب؟


-لازلت اريد..


تدفقت دموع حمقاء كانت تترقرق في عينيها,فأقفل الباب خلفة وهو يتمتم:


-ياإلهي!ماذا تحاولين ان تفعلي بي!


-ظننتك تريد الرحيل..ظننتك سئمت مني.


تأوه:أنت طلبت ان اظل بعيدا عنك,الاتذكرين؟لو كنت غيرت رأيك,لكان من الواجب ان تبلغيني.


شهقت:هذه طريقه بذيئة لوصف الامور!


-ماذا تتوقعين مني؟لست معتادا على قضاء يومين كاملين في حالة احباط مستمرة!


نظرت الية بمرارة وقد حل الغضب مكان التسامح:


-اوه..لا..بالطبع لا..لقد نسيت..انت معتاد على ردات فعل مختلفة تماما!


رد بوحشية:


-اجل..هذا صحيح.


ثم استدار قائلا:


-من الافضل ان اذهب..علي ان اتمم بعض الاعمال قبل الذهاب إلى النوم.


استدارة ماندي غير راغبة في ان يرى العذاب الذي سببته لها كلماته..وسمعت صوت القفل والباب ينغلق خلفه,فرددت من بين انفاسها:تبا..اوه..تبا!وركضت إلى غرفت نومها ترمي نفسها فوق السرير..الاشياء التي يجب ان تفعلها مثل افراغ الحقيبة والقيام ببعض الاعمال المنزلية التي لم تقم بها منذ ذهابها إلى نيو كاسل,نسيتها تماما واستسلمت لحاجتها إلى التعبير عن الالم في داخلها.


من الطبيعي ان تكون ماندي قد امضت ليلة قلقة..ومن الطبيعي ان تغط في النوم صباحا,فعندما فتحت عينيها المرهقتين لتقدر بنعاس كم هي الساعة,وجدتها قد تجاوزت التاسعة صباحا واشعت الشمس تتسلل بقوة عبر شقوق الستائر.


شهقت وهي تكافح لتجلس ثم خرجت من السرير وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة سريعة على صورتها المنعكسة في المرآة..كل ما رأته كان هالات سوداء حول عينيها دليل ليلة مضطربة امضتها,ولم تجد شيئا مغريا في نفسها فأجبرت نفسها على التحرك نحو الحمام..عندما خرجت والمنشفة حولها,تمكنت من ارتداء ملابسها بسرعة قياسية..وعندما تركت غرفتها نحو المطبخ لتحظر فطورا سريعا..أحست أنها مستعدة لمواجهة العالم.


*****


رن جرس الهاتف الداخلي لمكتب أليوت في الوقت الذي كان يضع فيه الاوراق التي سيحتاجها داخل حقيبتة اوراقه..للحظة توترت اعصابه من امكانية ان تكون المتصلة ماندي..لكنه تذكر كيف خرج من شقتها ليلة امس,وصرف النظر عن الفكرة..لديه الان رحلة إلى نيويورك يهتم بها في الوقت عينه الذي يحتاج فيه إلى وقت للتفكير.


التقط السماعة يقول بدون حماس:"نعم"


وتنهد لسماع صوت خطيبته:


-حبيبي! أنا في الاسفل.اعرف ان الوقت متأخر..لكن كان علي ان اجيء لاعتذر..اضغط زر باب المصعد حبيبي,فأنا انتظر في الاسفل.


رد أليوت ردا ايجابيا وضغط الزر الذي يسمح للمصعد الخاص بالصعود إلى الطابق الثاني والعشرين..ثم اقفل حقيبة اوراقه وترك مكتبه متجها نحو باب شقته.


برزت انجلا ضمن غمامة من العطر الفرنسي:"حبيبي!"


ثم اردفت:اوه حبيبي..انا آسفة جدا لانني لم اكن في المنزل ليلة امس كما وعدتك..لكنني امضيت وقتا رائعا في باريس!


رسم أليوت ابتسامة باهتة على شفتيه وهي تسير أمامه متهادية بمعطف فرو انيق باتجاه غرفت الجلوس,وهناك وقفت ثم خلعت المعطف ورمته بدون اكتراث إلى الاريكة.


قالت بلهفة:اعرف انك غاضب مني حتما..عندما وصلت منذ ساعة لم تستطع السيدة موركير الانتظار لتخبرني انك اتنظرت في شقتي..لكن..كان من المستحيل ان اصل بالامس..كان هناك حفل استقبال امسية البارحة وان..اعني جميع المشترين بقوا لحضوره.


زفرانفاسه ودس يديه في جيبيه,يلوم نفسه لانه لم يسافر إلى نيويورك في طائرة الليل بعد خروجه من منزل ماندي بالامس,وسأل:


-استمتعت بوقتك كما اعتقد.


-اوه..بشكل رائع..امضيت وقت مرحا جدا!ولست ادري لماذا لم اذهب إلى هناك من قبل.


هز أليوت رأسه:"حسنا..عظيم"


تنهدت انجلا تسأل:


-وماذا عنك أنت؟اعتقد انك امضيت نهاية أسبوع سيئة!هل ذهبت إلى ستونور؟طبعا فعلت!


-اجل..هل تودين شرابا؟


اعطاها كوبا وصب لنفسه فنجان قهوة.


جلس على الاريكة المقابلة,وجاهد ليفكر بشيء له علاقة بهما ليقوله..لكن الصداع الذي لازمه طوال النهار عاد الان ليضرب صدغيه..ووجد صعوبة كبرى في التحدث مع انجلا في وقت تفكيره مشغول في مكان آخر.


أخيرا قالت تحمله على الكلام:


-اذن..كيف كانت عطلتك؟


-اوه عظيمة!


-وامضيت ليلة امس في الشقة؟كنت سأتصل بك لو عرفت..لكنني اتصلت بستنور واتصلت بشقتك هنا ولم اجدك..ونسيت ان ليلي كانت تقضي اجازتها عند امها.


-لايهم.


وتساءل في نفسه كيف كان سيبرر عدم رده على اتصالها لو أنها اتصلت بشقتها..وفكر غاضبا..يجب ان يشعر بالارتياح بدلا من تمزق نفسه لأجل امرأة لاتهتم ما اذا كانت ستشاهده مره أخرى ام لا؟


لاحظت انجلا على غير عادتها دلائل التوتر على وجه أليوت:


-اثمة خطب ما؟


تركت مقعدها لتجلس بقربه وتمتمت:


-حقا أنا آسفة بخصوص ليلة امس..لكن يجب ان تعرف,كان هناك رجل فرنسي رائع,اسمه اندريه,ولقد سمحت له ان يصطحبني إلى العشاء,لكن هذا كل شيء.


ادار أليوت رأسه نحوها:"وهل يروق لك؟"


-اعتقد هذا.


-إلى أي حد؟


-حبيبي..كان مجرد..صديق فقط..اخبرتك بهذا..ولاداعي للقلق..


تمتم شاتما..ووقف ليصب المزيد من القهوة لنفسه..الواقع انه كان يريدها ان تقول أنها خائنة..ربما حينها يستطيع ان يبرر تصرفه..كان انجذابه إلى ماندي يزيد في عذابه وكأنه حمى لايستطيع السيطرة عليها في دمه.


-أليوت حبيبي..انت لا تغار.اليس كذلك؟أنت تعرف انك لست مضطر لهذا.


-أنا لا اغار..!ارجوك انجلا..


ابتعد عنها:


-اسمعي..يجب ان اخبرك انني مسافر إلى نيويورك في الصباح..انا آسف لكن الامر طارئ..ولا اعرف متى اعود.


-نيويورك؟لست جادا!تعرف ان يوم مولد ابي يوم الاربعاء..وماذا عن حفل العشاء؟لقد وعدت بالمجيء!


-أنا آسف..لقد طرأ أمر لم اتوقعه..ويجب ان اذهب بنفسي,وعدت ابي بهذا.


-وعدك لابيك اهم من وعدك لي..


-انجي..إنه يوم مولد والدك فقط..اما سفري فمهم جدا!


نفخت بغضب:-يوم مولد ابي مهم..حبا بالله,الايمكنك إرسال شخص آخر بدلا منك؟كنت تقول دائما انك تستطيع ارسال من ينوب عنك.


-ليس في هذه المسألة بالذات.يجب ان احضر اجتماع الممولين بنفسي..بإمكانك المجئ معي لو احببت.


هزت رأسها بغضب:


-لا.. شكرا لك..انا لا أحب نيويورك في افضل الاوقات,ولا انوي ان اخيب امل والدي.


مال أليوت برأسه عنها,يكره الراحة التي غلفته لكلماتها..لو انه اعتقد أنها ستقبل لما عرض عليها السفر معه..يا الله..ماذا فعلت ماندي به؟لماذا لايستطيع ان يبعدها عن تفكيره؟


كأنما احست انجلا بمزاجه المتقلب..فتنهدت:


-اوه..حسنا..لاداعي للغضب..لديك عملك ولدي عملي.


اخذت نفسا عميقا وتابعت بحذر:


-اذن..لن تمانع اذا لم ابق معك الليلة,أليس كذلك؟أنا..في الواقع متعبة.كانت نهاية أسبوع مرهقة.


كان أليوت يحاول ايجاد عذر ليبعدها,تنفس الصعداء وقال بسرعة:


-اظن ان هذه فكرة جيدة..فأنا مضطر لأن اذهب إلى المطار باكرا في الصباح.


ترددت انجلا..قبوله المفاجئ لم يلق اعجابها,فقالت:


-أنا.. استطيع البقاء.


لكن أليوت كان قد رفع معطفها من على الاريكة ليقول بصراحة:


-ليس الليلة انجي..


وافقت على مضض..فأردف:


-سأتصل بك غدا من نيويورك..وحينما اعود,ربما سيكون لدينا وقت اكثر نقضيه معا.



wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-09, 04:51 AM   #29

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلموووووووووو حبيبتى وسن



MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-04-09, 03:31 PM   #30

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيكِ العافيه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.