راحت كاسى فريسة لفزع شديد
- أنت محظوظة لأنك ما زلت على قيد الحياة يا آنستى ... أوصلك السيد ماردوك إلى هنا قبل أن يصفى دمك .
مرة أخرى تحدث الجراح بلهجة المتخصص
قالت كاسى بصوت مهتز :
- أشكرك لأنك قلت كل شئ .
لم يكن الوقت مناسبا حتى تسأله عن الرجل الذى أنقذ حياتها . ربما تتاح لها الفرصة آجلا .
ذهب الطبيب .دخلت الممرضة وخفضت الضوء .قبلت كاسى أن تتناول المسكن . لكنها رفضت أن تتناول أى منوم . ثم نظرت عبر النافذة ورأت السماء تظلم شيئا فشيئا .... انعكست إنارة الشوارع على النوافذ الزجاجية . ما زالت السيدة الشابة تجد الغروب لحظات شجن . إنها الساعة التى تجتمع فيها الأسر فى نهاية اليوم . ولكن كانت كاسى تكره كل ما يشير إلى النهاية .
قفل الباب بدون صوت أدارت كاسى رأسها . رحلت الممرضة توا .حسنا لقد قالت لها إنها لا تحتاج إلى أحد وأكدت لها الممرضة أنه لا يجب أن تغادر الحجرة .
فتح الباب من جديد وأطلقت كاسى تأوها معترضة . لحظات الاختلاء بنفسها نادرة جدا . دخل رجل وأغلق الباب خلفه . رأت كاسى - بشكل غير واضح - رجلا طويلا ذا شعر أسود واقفا بالقرب من سريرها .
خيم صمت غريب .كان الاثنين لا يعرفان ماذا يقولان ؟
لاحظت كاسى هيكل زائرها المؤثر : إنه عريض المنكبين ، قميصه الأبيض مفتوح . كان من الصعب القول بأنها تراه جميلا . كانت عيناه سوداوين مثل شعره .كانتا مثبتتين على عينيها .كأنه يريد أن يقرأ أفكارها . إنه يشبه حطابا أكثر منه طبيبا ولكنه لا بد أن يكون طبيبا .
أخيرا سألته :
- هل أنت الجراح الذى عالجنى ؟
- لا أنا دان ماردوك
جذب انتباه السيدة الشابة صوته أكثر من اسمه. إنه الصوت الذى طمأنها عندما كانت على عينيها العصابة .فتحت عينيها الواسعتين .