يا لجرأة هذا الرجل ! يتوقع منها التصرف وكـأنها آلة فولاذية؟
ألا يمكن لأي كان أن يتأثر حين يرى نجما سينمائياَ ؟
لا ....بول غراينجر لا يؤثر فيه أحد. إن له في مضمار عمله مركزا مرموقا لذا يسعى اليه النجوم السينما والسياسيون ليدير لهم شؤونهم المالية ...
وعلى الارجح لن يتأثر ولو بشخصية ملكية .
ولذلك يتوقع منها أن تتصرف ببرود مثله فلقد قيل لها أنها ما استخدمت في هذه الوظيفة الا لرزانتها ورصانتها .
حريّ بها ان أرادت الاستمرار في هذه الوظيفة ، أن تجعل مشاعرها الداخلية منسجمه مع مظهرها الخارجي الذي ابتدعته بكل عناية.
سحبت نفسا عميقا ثم ادرات مقعدها نحو الهاتف لتتصل بالسيدة تاوتسند.
كانت ترجع السماعة الى مكانها بعد اتصالها بالمطعم حينما دخل تالبوت أجلي ..فحضرت باميلا نفسها لتتصرف بهدوء.
- سيد أدجلي ، السيد غراينجر بانتظارك . رجاء انتظر لحظة حتى اعلمه بوجودك.
سرعان ما خرج بول ليصافح تالبوت ادجلي .
- تالبوت ..ما اروع ان اراك ثانية ، تفضل بالدخول ، وسأخبرك بكافة التفاصيل المتعلقه بوضعك المالي حتى الساعة .
آنسة سامرز ليتك تعدين لنا القهوة. تالبوت يحبها دون السكر ، أليس كذلك؟
-صحيح بول .
وضحكا قبل ان يغلق بول الباب وراءهما . اما باميلا فاتجهت حتى تعد القهوة .
كانت مهم سهلة لانهما يتناولان القهوة دون سكر.
دقت الباب بنعومة وادخلت القهوة الى المكتب . قدمتها أولا الى تالبوت أدجلي . فلم تستطع الا ان تلاحظ كيف نظر الى وجهها ومنه الى يدها قبل ان تعود عيناه الى وجهها .
ثم طافتا على جسدها كله وهي تتحرك لتقدم االى بول فنجانه.
تورد وجهها بطريقة لم تستطع السيطرة عليها . فكان لسوء حظها ان رفع بول نظرة في الوقت المناسب فرأى النار منتشرة في وجهها ، فحدجها بنظرة ازدراء ، و كأنها خيبت أمله بتصرفها الطفولي .
فاستقامت باميلا ورفعت كتفيها ، ثم قالت بلهجة حذرة :
- أهناك شيء آخر سيد غراينجر ؟
- لا ، في الوقت الحاضر آنسة سامرز ...لا أريد ان يزعجنا أحد ، سأتصل بكِ إذا احتجتك.
خيم الصمت على الغرفة حينما كانت باميلا تغادر الغرفة.
جلست وراء مكتبها منزعجه من نفسها . ماذا حل بها؟؟
لقد حظيت أخيرا بالفرصة التي كانت تنتظرها ، وها هي مقدمة على فقدها بسبب تصرفاتها السخيفة الطفولية . لماذا تفعل هكذا .؟
ربما بيرل على حق ..ربما ليس مقدر لها ان تكون امرأة أعمال ناجحه أنها تتصرف بطيش كأي فتاة أخرى من اللواتي عملن لدى بول غراينجر ..ما هذه الورطة التي زجت نفسها بها؟
بعد بضع ساعات اتصل بها عبر الهاتف الداخلي :
- آنسة سامرز هل حجزت لنا طاولة للغداء ؟ نحن على أهب الاستعداد للخروج.
- أجل سيد غراينجر ، يتوقعون في المطعم وصولك في الثانية عشر والنصف.
سأتصل لأخبرهم باقتراب الموعد.
كانت تتحدث هاتفيا عندما التفتت فوجدت عيني أدجلي تحدقان في وجهها ..كانت لحسن الحظ قد استطاعت السيطرة بعض الشيء على نفسها .
فتمكنت من منع الاحمرار قبل ان يغزو جسدها .
وابتسمت برقة له وهي تغلق السماعة:
- أهناك ما استطيع مساعدتك فيه سيد أدجلي؟
- لا ..في الواقع.
جلس على حافة مكتبها ليمعن النظر في وجهها من جديد:
- كنت أتساءل فقط عما يجعل شابة جذابه مثلك ترتدي هذا الزي العتيق.
وهذة الثياب المزرية وتضع ماكياج خاص بالمسارح على وجهها في مكتب عمل كهذا؟
شغلت باميلا نفسها ببعض الأوراق.
- لا أعرف عما تتحدث سيد أدجلي.
- أوه .. أظنك تعرفين تماما آنسة سامرز . لكنك لا ترغبين في إطلاعي على سرك . حسنا دعيني أحذرك أنا رجل لجوج ، ولن يطمئن لي بال قبل أن أستخرج السر منك.
خرج بول من مكتبة ، يدس ذراعية في كمي سترته الفاخرة:
- تعال تالبوت ، لا تضيع أفضل ما لديك من وسائل الإغراء هباءَ على الأنسة سامرز.
وفرها للفتيات المغريات اللواتي لا يفهمن شيئا.
لقد أمضيت زمنا طويلا حتى وجدت سكرتيرة يعتمد عليها مثل الآنسة سامرز .
ولن أسمح لك بتخويفها.
فابتسم أدجلي لباميلا:
- لا تشرحي لي ،، أظنني فهمت الموقف بالضبط ، يجب ان نرتب موعدا لنناقش هذا الامر ،
متى استطعنا أن نجلس على أنفراد .
نظر بول الى تالبوت وكأنه ينظر الى من فقد عقله:
- هاي تالبوت ..أنا عنيت ما قلته لك ، توقف عن أزعاج الآنسة سامرز بمزاحك..
أنها ليست من طرازك ، الا تصدق أن هناك نساء محصنات ضد سحرك؟
- اوه ..هيا بول ..أنت تعرف كم يروقني التحدي . وأعتقد أنني سأتعرف أكثر عن الأنسة
وهز رأسه:
- تالبوت ، أنت رجل لا يمكن تشجيعه على شيء ..أيجب أن تقوم بالتمثيل على كل امرأة تصادفها في طريقك؟
التفت تالبوت الى باميلا يغمزها بعينيه :
- هل تعرف يا بول أن ألذ الأطباق احيانا تأتيك في غلاف لا يثير الاهتمام .
يجب أن تخترق الغلاق فتصل الى الجدوى الكامنه في الداخل . هل تفهم ما أعني؟
ولحق ببول تاركا باميلا تحترق ببطء وراء مكتبها ..كانت تعض على شفتها عندما دخل تود :
- ماذا حدث لك ؟ ترتجفين كورقة شجر.