آخر 10 مشاركات
استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          أهدتنى قلباً *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : سامراء النيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree309Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-09, 10:25 AM   #11

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أسى الهجران/ الجزء الثاني عشر



" مـــــــــــــــريم.. مـــــــريــــــــم"

صوت رجولي خشن مرعب متوحش غاضب ملتهب
قادم من خارج المطبخ قاطع حديثهما


قبل هذا الموقف بدقيقة
كان فارس يصل إلى المطبخ الخارجي وكان على وشك مناداة الخادمة لتأخذ الذبيحة
إلاَّ أنه استغرب سماع اسمه
كان صوت مريم الذي يعرفه جيدا.. فمريم بمثابة أخت كُبرى لهم جميعا

كانت تقول: خلينا نعلمش الطبخ عشان إذا رحتي لبيت فارس ماتفضحينا
ويقول ماعلمتوا بنتكم طبخ الذبايح..

شعر حينها فارس بالحرج وبشيء من الحزن
لأنه علم أنها تخاطب العنود
كره أن تكون العنود قد رسمت لها حياة معه..
بينما هو قطع كل مابينهما قبل دقائق
(خلاص مسيرها بتدري إن نصيبها مهوب معي.. الله يكتب لها الخير)

ثم هزه بعنف ضحكة عذبة
ثم نعومة الصوت الذي سمعه يرد على مريم..
الصوت الذي يسمعه لأول مرة
صوتٌ غصباً عنه حرك بعمق حاد أوتار رجولته بنعومته وغنجه وأنوثته..

ولكن فحوى الكلمات التي حملها الصوت الناعم نحرته

انتفخت أوداجه غضبا كاسحا..
وأحمَّرَ وجهه الأبيض حتى كاد الدم يتفجر من رأسه


وهو يشعر أن عروقه على وشك التمزق من تدفق الدم..

تمنى أن من قال هذا الكلام كان رجلاً حتى يدفنه في مكانه..
الرجال أنفسهم لا يجرؤ أحد منهم أن يتجرأ على فارس بكلام أقل من هذا
فكيف تفعل هذا ابنة عمه؟!!

كانت عقدة فارس أنه شديد الوسامة..
هل سمعتم بعقدة كهذه؟؟

كان فارس بالغ الوسامة إلى درجة مفرطة..و عيناه واسعتان ناعستان بصفين كثيفين من الأهداب الطويلة ..
شفتاه ورديتان نديتيان بطبيعية.. وبشرته بيضاء محمرة شديدة الصفاء

حين كان صغيرا.. كان الجميع يظن أنه فتاة لشدة جماله ونعومته
وكانت والدته تخشى عليه العين.. ولا تحب أن تخرج به إلى أي مكان

حين بلغ الخامسة.. بدأ جده يصرُّ أن يأتيه للمجلس.. وكان يذهب به لكل مكان..

في يومٍ كان خارجاً به من المسجد
وكان مشعل بن محمد تأخر عنهم في لبس حذاءه
فسمع شباب يقفون بالقرب من المسجد ويأشرون على فارس بإيحاءات قذرة
توقف مشعل وتعارك معهم عراكا كبيرا

حينها بدأ اهتمام مشعل بفارس وخوفه عليه
أدخله نادي للكاراتيه والمصارعة وهو في سن الخامسة، وسجل مشعل معه لخوفه عليه
واستمر فارس في النادي لعدة سنوات
ومشعل يدفع في عروقه كل ما يستطيع من القسوة والجلافة

حين كان فارس في المدرسة ويناديه أحدهم بالحلوة
كان من يقولها قد باع نفسه، لأن فارس كان كان سيكسره تكسيرا
كثرت معارك فارس ودخوله للحجز المؤقت بعد كل عِراك
بعدها توقف الجميع عن التحرش به
لأنه لا أحد يستطيع مناطحته

هذه المعارك تركت آثارها على وجه فارس..
ولكن بصورة عذبة زادت ملامحه وسامة رجولية :
فهناك قطع في طرف حاجبه اليمين قسم حاجبه من طرفه قسمين
وقطع في طرف شفته السفلية من الناحية اليسار..

أما الملمحان الأكثر رجولة في فارس فهما
صوته العميق الشديد الخشونة
ولحية عارضه التي يخففها دائما بطريقة (الديرتي)
في محاولة لإعطاء ملامحه قسوة مقصودة في تمازج سوادها مع بياض بشرته..

ورغم تجاوز فارس لنعومة وجهه بعد ظهور الشعر على وجهه منذ كان في الرابعة عشرة
إلا أن هذا الأمر ظل حديثاً ممنوعاً طرحه أمامه..
إلا أن كان أحدهم يريد أن يُضرب أو يتعرض لسيلٍ كاسحٍ من الكلمات القاسية

وهاهو فارس اليوم يسمع إهانة من نوع جديد
إهانة لم يسمع مثلها حتى وهو مراهق
فيسمعها اليوم من ابنة عمه التي (كان) يُفترض أن تصبح زوجته

صرخ بمريم بصوته المرعب الذي كان عامرا بالغضب الناري:

" مـــــــــــــــريم.. مــــــــريــــــــم"


العنود بخوف: يمه من ذا صوته اللي يروع؟؟؟

مريم برعب وهي تهمس: الله ياخذش.. الله ياخذش.. أنتي ولسانج الطويل اللي يبي قص..
إن شاء الله مايكون سمعش

ثم رفعت مريم صوتها وهي تقول: جايه جايه فارس..

العنود ما أن سمعت اسم فارس، حتى شعرت كما لو أن جلد وجهها قد سُلخ
وقلبها تصطرع به طبول حرب مجنونة من تسارع دقاته وعجزها عن سحب أنفاسها
تراجعت للخلف وهي ترفع قدميها على الطاولة وتضم ساقيها لصدرها وهي ترتعش.
فهي تعرف أنها أخطأت والكلام الذي قالته كلام لا يُقال..

مريم أنزلت جلالها على وجهها وغطته وتوجهت لباب المطبخ
وهي تحاول أن تقول بنبرة ترحيب اعتيادية: هلا والله بفارس.. حياك الله

فارس بذات النبرة المرعبة وهو واقف خارج المطبخ قريب من الباب
وبدون أن يرد على سلام مريم: الذبيحة عند الباب خلي الخدامات يأخذونها
وقولي للي وراش دواها عندي، الجنس الثالث بيوريها شغلها
إذا ماخليتها تندم ألف مرة على كل كلمة قالتها ما أكون ولد سعود بن مشعل
عطران الشوارب ما يتجرون علي.. تجرأ هي علي

فارس قال كلمته وانسحب عائدا للمجلس

بينما العنود انخرطت في بكاء حاد وهي تقفز من مكانها وترتمي في حضن مريم:
بيذبحني يا مريم بيذيحني.. خلاص ما أبيه.. ما أبيه..
.. إن خذته بيذبحني.. تكفين قولي لابي ما أبيه..



فارس عاد لعمه في المجلس وأطرافه وتفكيره وعروقه تتآكل جراء غضبه المدمر
وتفكير جديد مرعب يتشكل في أعماقه المجروحة من قسوة الإهانة وحدتها

جلس بجوار عمه وهو يقول لعمه بنبرة عميقة : طلبتك

عمه انتفض من الحمية: عطيتك..

فارس بثقة مرعبة: بأروح أجيب المملك وملكني الحين

عمه باستغراب: أملكك من؟؟

فارس بنبرة خاوية: العنود..

محمد باستغراب كبير: توك يا أبيك تقول ما تبيها!!

فارس وألف تفكير يسيطر عليه يقول بنبرة خاصة: جهل مني يبه..
وإلا حد يعيف العنود شيخة البنات..

محمد استغرب انقلاب فارس
ولكن لأنه كان ينتظر هذه الخطوة منذ زمن
ويعلم أن العنود موافقة عليه.. لذا لم يرد فارس:
خلاص ولا يهمك، كلم عيال عمك، وانا بأكلم عمك عبدالله، وجيب المملك عقب المغرب

فارس بعمق: وأبي عرسي مع عرس ناصر عقب 3 شهور..
مشاعل أختي والعنود أخت ناصر.. يعني خلنا نخلي الفرح فرحين

محمد بتوجس: ما تشوف أنك مستعجل يا أبيك
البنت باقي عليها السنة ذي والسنة الجاية لين تخلص جامعتها

فارس بثقة ورجاء: وأنا ماني بطاردها تكمل جامعتها..
تكفى يبه.. ماقد طلبتك شيء قدام ذا

وفعلا كان محمد مستغربا من إصرار فارس
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يطلب منه شيئا
قال له بود: توكل على الله


*********************


بيت عبدالله بن مشعل

كان عبدالله راجعا من صلاة العصر
وأنهى للتو مكالمة مع ابنه مشعل
مكالمة بعثت في قلب عبدالله سعادة لا حدود لها بما جاء فيها من أخبار

كان عبدالله يكاد أن يركض بحثا عن والدته
كان يريد أن تكون أول من يسمع الخبر..
كان يريد أن يرى التماع عينيها حين تسمعه..
أن يشعر بارتعاش كفيها بين يديه..
أن يعيد لها بعضا من حلم ضاع
حلمٌ اُستل من بين أحضانها.. وحتى ذكرياته اُنتزعت من خيالها

كان وجود فارس أمامها يصبرها على فقدان سعود
ولكن سلطان رحل
وما ترك لها سوى الحسرة المحرقة التي ظلت تحرق أحشائها
وتطويها بوجع لا نهائي
لا طيفٌ له.. ولا بعض من رائحته.. ولا روح تنبض تذكرها بنبضه
مجرد ذكرى بوجع صِرف مرٍّ

عبدالله دخل بيته وهو مقطوع الأنفاس..
وجد أم مشعل ومشاعل في الصالة وأمامهن قهوة العصر في انتظار الجدة
التي ما خرجت من غرفتها بعد صلاة العصر

عبدالله بلهفة بنبرة صوته المنهكة من سرعته في المشي: وين أمي؟؟

أم مشعل ومشاعل بقلق: عسى ما شر؟؟

عبدالله بنفاذ صبر: وين أمي؟؟

أم مشعل بتوتر: في غرفتها

كان عبدالله على وشك الدخول لها لولا أنها خرجت تتهادى بارتكازها على عصاها
وكتفاها المنحنيان وتجاعيد عينيها البارزتين عبر فتحات برقعها
تشي بسنواتها الخمسة والسبعين التي كابدت فيها من الآلام الكثير..
وهي تقول بهدوء: تبيني يا بو مشعل؟؟

عبدالله بلهفة: إيه.. عندي لش علمن زين.. بس اقعدي أول

قامت مشاعل لتساعد جدتها على الجلوس
التي ما أن استوت جالسة حتى قالت لعبدالله بذات الهدوء: خير إن شاء الله؟؟

عبدالله جلس جوارها وهو يحتضن يدها ويقول بفرح ولهفة غامرين:
مشعل توه مسكر مني.. يقول إنه عيّن بنت سلطان الله يرحمه ومرته عنده في أمريكا



***********************


محمد دخل إلى بيته.. ونادى مريم وأم مشعل ليخبرهم بموعد الملكة..
أم مشعل أخذت الموضوع ببساطة لأنها كانت تتوقعه
مريم توترت وخصوصا أن والدها طلب منها أن تخبر العنود أن ملكتها ستكون بعد المغرب
لم تعرف ماذا تقول؟؟ أو كيف تتصرف؟؟

ولكن مريم في نهاية الأمر فكرت أن الأمر لا يعدو أن يكون غضب شباب
ولم تحاول أن تربط بين سماع فارس لهم وموعد عقد القران المفاجئ
لأنها قررت ألآ تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل..
واعتقدت أن فارس أصلا كان قد جاء اليوم لإنفاذ عقد القران


توجهت بخطوات مترددة لغرفة العنود التي كانت منهمكة في بكاء طفولي حاد
كانت العنود ببراءتها وعذوبتها شديدة الحزن والتمزق..
لم تكن تريد أن تجرح فارس بهذه القسوة ولم تقصد..
(عمره ماسمع صوتي.. ويوم الله كتب إنه يسمعني عشان أسمعه ذا الكلام اللي يسم..
والله أني ما أقصد.. ما أقصد)


مريم فتحت الباب بتردد.. مزَّقها سماعها لبكاء صغيرتها الموجع
فهي من ربت هذه الصغيرة.. نعم أفرطت في دلالها..
ولكنها تعلم أنها أحسنت تربيتها، وأنه معدنها الأصيل سيحكمها في المواقف الجدية.

مريم تقترب من سريرها وتجلس إلى جوارها وتهمس لها بحنان ومساندة:
عنادي قومي.. أبي أقول لش شي

العنود رفعت رأسها عن مخدتها ووضعتها على فخذ مريم
وهي مستمرة في بكاءها النحيبي..
تمزقت مريم وهي تشعر بالبلل يغرق فخذها

والعنود تهتف بصوت متعب من كثرة البكاء ورأسها مدفون في فخذ مريم:
والله أني ما أقصد يا مريم.. أنا ماني بشريرة لذا الدرجة..
ليت لساني انقطع ولا قلت كلمة من الكلام اللي قلته.. والله أني ما أعرف أشلون قلته..

تنهدت مريم (كثيرٌ على صغيرتي كل هذا الألم!!) :
قومي يا قلبي غسلي وجهش.. فيه شيء مهم لازم أقول له.. ولازم تكونين هادية وأنتي تسمعينه

توترت العنود (أنا ناقصة بعد!!)
ولكنها توجهت للحمام وغسلت وجهها بماء بارد..
ثم أخذت نفسا عميقا وتوجهت لمريم وجلست لجوارها وهي تسمي باسم الله: وش فيه مريم؟ خوفتيني؟

مريم بهدوء وبنبرة مساندة: خليش من الموقف اللي صار اليوم.. فارس نفسه وش رايش فيه؟؟

العنود بتوجس: رجّال والنعم فيه

مريم بذات النبرة المساندة: وأنتي أساسا كنتي موافقة عليه؟؟

العنود وقفت، وهي تهتف بارتعاش:
كنت موافقة عليه قبل اللي صار اليوم.. بس الحين أشلون أحط عيني في عينه

مريم تحسست الجسد اللين الناعم الواقف بجوارها حتى وصلت ذراعها وشدتها
وهي تُجلسها لجوارها: بس أنتي عارفة إنه كل الناس عارفين إنه أنتي بتاخذين فارس..
وش تبينهم يقولون عليش؟؟

العنود بتوتر: يقولون اللي يقولونه ما يهمني

مريم وهي تستخدم ورقة الضغط الأخيرة: وأبيش وأخوانش بعد ما يهمونش
ولا يهمش كلام الناس عليهم؟!!!

العنود انتفضت بعنف، وهي تقول بإعياء مؤلم مُستنزَف: مريم أنتي وش تبين؟؟

مريم وهي تلقي الخبر القنبلة وتحاول أن تغلفه بالهدوء:

ملكتش عقب المغرب



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.




.
أسى الهجران/ الجزء الثالث عشر


بيت عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العصر

كان عبدالله على وشك الدخول لغرفة أمه، لولا أنها خرجت تتهادى بارتكازها على عصاها..
وكتفاها المنحنيان وتجاعيد عينيها البارزتين عبر فتحات برقعها
تشي بسنواتها الخمسة والسبعين التي كابدت فيها من الآلام الكثير..
وهي تقول بهدوء: تبيني يا بو مشعل؟؟

عبدالله بلهفة: إيه.. عندي لش علمن زين.. بس اقعدي أول

قامت مشاعل لتساعد جدتها على الجلوس، التي ما أن استوت جالسة حتى قالت لعبدالله بذات الهدوء: خير إن شاء الله؟؟

عبدالله جلس جوارها وهو يحتضن يدها ويقول بفرح ولهفة غامرين:
مشعل توه مسكر مني.. يقول إنه عيّن بنت سلطان الله يرحمه ومرته عنده في أمريكا

ارتعشت يدها الساكنة في كف ابنها بعنف
وهي تبتلع ريقها بصوت مسموع دليلاً على توقف عبراتها في حلقها: بنت سلطان؟!!

نطقت الاسم حرفاً حرفاً كأنها تشرق بحلاوته..
كأنها تريد أن تتأكد أنها لا تحلم.. وأن هناك فعلا ابنة لسلطان..
رائحة لسلطان..
اسم يليه اسم سلطان..
امتداد لسلطان

(وآه يا سلطان.. آه.. ياوجع أمك وحسرتها!!)

عبدالله غصبا عنه تسللت دمعة أبية لعينيه
وهو يقول بصوت شديد التأثر: واسمها هيا بعد..

ثم أكمل بمرح عذب: يعني عييتي ماخليتني أسمي حد من بناتي عليش وهذا هو سلطان سمَّى عليش

ارتعشت بعنف وهي تهتف بجملة واحدة منتزعة من أقصى أعماقها الموجوعة:
أبي أشوفها.. أبي أشوفها.. تكفى يا عبدالله يأمك.. تكفى

انتفض عبدالله من الحمية..
لم يسمع أمه مطلقا تقول (تكفى) لأيِّ أحدٍ مطلقا
ولا حتى لمشعل الكبير حين طرد سلطان..

مسك عبدالله يدها باحترام وحبٍّ، وهو يرفعها ويطبع على ظاهرها قبلة احترام ويقول:
أبشري بسعدش يمه.. أبشري باللي بيجيبها عندش..
بس خليهم لين يخلصون بس ذا الفصل.. شهرين بس يالغالية.. شهرين..
واللي صبرش ذا السنين.. يصبرش ذا الكم يوم



**********************



بيت محمد بن مشعل
غرفة العنود
قبل المغرب


مريم بتأثر بالغ: العنود فديتش.. خلاص بسش بكا..
ما تبينه قمت كلمت مشعل يقول لأبي.. العرس مهوب غصيبة..

العنود ترفع رأسها عن مخدتها
ليظهر وجهها المحمر وعينيها الذابلتين من كثرة البكاء
وتقول بنبرة خاوية: لا يا مريم لا.. ما ني باللي أنزل رأس أبي وأخواني..
وفارس لو يبي يذبحني عقب العرس حلاله.. أنا أستاهل..
عشان أعرف أثمن الكلمة قدام أقطها


**************************


مجلس آل مشعل
بعد المغرب

رجال عائلة آل مشعل يجتمعون كلهم.. عدا مشعل بن عبدالله المتواجد في واشنطن

أبناء محمد يتبادلون نظرات مستغربة (كان قبل يومين يقول يبي أمه تختار له.. وش طرا عليه الحين؟؟)

قد يمنع مشعل وراكان إحساسهما المتضخم بالكرامة من سؤال فارس عن سبب تغيير رأيه
ولكن ناصر (رغم أنه لا يقل عنهما في اعتداده بنفسه وكرامته)
هو صديق مقرب من فارس ولا توجد حواجز بينهما
لذا مال على أذنه وهو يسأله بهمس فيه رنة غضب: ممكن أعرف وش غير رأيك؟؟

فارس بنبرة واثقة: غيرت رأيي في ويش؟؟

ناصر بغضب: فويرس الحركات ذي مهيب علي..
مهوب توك قبل يومين تبي أمك تختار لك، واليوم جاي تملك
ترا أختي مهيب ناقصة يد ولا رجل.. وألف من يتمناها..

فارس ببرود: أولا أنا فارس ماني بفويرس، ثانيا اعتبرني واحد من الألف اللي يتمنون أختك
وإلا منتو بشايفيني كفو لها؟؟

ناصر يقترب أكثر من أذن فارس ويهمس وهو يصرًّ على أسنانه بغضب أكبر:
فارس ثمن كلمتك..

فارس تنهد بعمق قد يكون يشتعل في داخله غضبا على العنود
ولكن أبناء عمه أكثر من أشقاء له، ولا ذنب لهم في مخططه طويل الأمد مع العنود
لذا رد على ناصر بأخوية: السموحة يا أخيك.. تذكر أنت يوم ملكتك كنت تهاد ذبان وجهك
وأنا ماغيرت رأيي، قلت اللي تختارها الوالدة، والوالدة ما اختارت غير العنود..

ناصر تراجع واعتدل في جلسته وأعصابه الثائرة تسكن
وراكان يميل على أذنه ليعرف ماذا قال له فارس
ثم ينتقل الهمس من راكان لمشعل

وهم في انتظار خال فارس الذي أصَّرَ أن يحضر الشيخ بنفسه
بعد دقائق كان خاله سعد (وابن عم محمد وعبدالله) يدخل عليهم بالشيخ
والفرحة بادية على محياه اللطيف


انتهت إجراءات العقد والشهود كانوا عبدالله وسعد
ثم طلب الشيخ أن يذهبوا به للعروس لأخذ موافقتها
فأخذه ناصر من المجلس لبيتهم

وقلوب تصطخب مشاعرها خلفه في المجلس

في قلب محمد وأبنائه نوع غريب من الشجن..
عميق وشفاف ومفعم بشوق مبكر لصغيرتهم..
رغم أنها ستخرج من منزلهم لمنزل مجاور
ولكنها ستخرج.. وهذا مايهم!!..
ستخرج لتصبح سيدة متزوجة مسؤولة عن بيت وزوج

أ يعقل؟؟ العنود؟!! سيدة متزوجة؟!!


هل سبق أن صحيتم من قيلولة طويلة وأنتم تشعرون برغبة مميتة في قطعة شيكولاته تذوب تحت ألسنتكم..
وتعدل مستوى السكر المنخفض وتعدل المزاج؟!!

هكذا العنود بالنسبة لأهلها الذين يعيشون مرحلة مابعد قيلولة دائمة..
هي نكهة الحياة الحلوة وبهجتها.. هي قطعة الشوكولا اللذيذة..
هي ابتسامتهم بشقاوتها.. بعذوبتها..
بدلالها الذي يشعرهم بحاجتها الدائمة للحماية
حتى لا تُخدش جوهرتهم الثمينة الشفافة..

وإذا كانت مريم ملجأهم ومصدر التفهم والحنان في أسرتهم..
فالعنود هي فرحتهم ومصدر إحساسهم بمتعة الحياة..

فارس كان في عالم آخر عكسي تماما..
عالم مختلف ومشاعر معاكسة مغايرة للحنان والشوق الذي يعمر قلب محمد وأبنائه
شعورٌ أسود مرّ مغلفٌ بحقد جديد..
العنود خدشت رجولته.. وأهانته..
وليس فارس من يسكت على الإهانة أو يبتلعها..

"ستندم هذه الحقيرة.. ستندم.. ستندم....ستندم"

هذه هي الكلمة التي كانت تدمدم في رأسه بوحشية.. كمطارق تهرس تلافيف مخه وتعيد تشكيلها في اتجاه واحد
.
.
العنود
.
ثم
.
.
العنود


عبدالله وسعد كانا في غاية السعادة ..
وخصوصا عبدالله الذي كانت فرحته هذه الليلة خاصة جدا وعميقة جدا..
وهو ينتظر انتهاء مراسيم الملكة ليخبر شقيقه وأبناءه بالعثور على ابنة شقيقهم الراحل..



*******************


وصل ناصر لبيتهم.. وكان قد اتصل بوالدته حتى تلبس العنود عباءتها ونقابها

العنود في غاية التوتر.. تعلم أن فارس لا بد غاضب عليها..
ولكن خيالاتها البريئة لم تصل إلى مستوى غضبه وحقده عليها..
(بيزعل علي يومين.. وعقبه بينسى!!) هكذا كان تفكيرها..
وتفكيرها لم يخلُ من غرور بجمالها وأنوثتها..
في اعتقادها لن يستطيع الصمود أمامها!! فهو رجلٌ أولا وأخيرا..
وللجمال هيبة وسلطان..


قبله مشعل صمد 13 عاما أمام جمال نادر لم يشعر بوجوده في حياته
رغم أنه يحترم لطيفة ويقدرها!!
فكيف فارس أمام العنود وهو الحاقد عليها؟!!

أصرت العنود أن تبقى مريم معها..
وكانت متشبثة بيدها كطفلٍ يخشى أن يضيع من أمه..
ومريم يهز أعماقها النبيلة ارتعاش أنامل شقيقتها وصوتها الذي يخرج مهتزاً لارتعاش فكها..

- موافقة يا ابنتي على فارس بن سعود بن مشعل آل فارس الــ
- مممم ... وووو.... ااااااا...فففف...ققققق... ــــة

ناصر يضحك: تصدقين بغيت أرقد بين الميم والتاء المربوطة... مشوار والله..

- أ عندك شروط يا ابنتي؟؟
- لللللللللا

ناصر يقبل رأسها ويقول لها بحنان: مبروك يا قلب أخيش..
فارس رجّال مافيه مثله.. إن شاء الله إنش ما تضامين في بيته..


الضيم.. الضيم... الضيم...
لِـمَ تذكره الآن يا ناصر؟!!


*********************



ذات الوقت ولكن بتوقيت آخر
الساعة التاسعة صباحا
واشنطن دي سي
جامعة جورج تاون


كانت هيا أنهت محاضرتها وخرجت من مبنى الكلية للحديقة الشاسعة أمامها
لتجلس قليلا في انتظار باكينام.. وتعود بعدها للبيت

لم تنتبه للصوت الذي كان يناديها منذ خرجت من المحاضرة
حتى اقترب منها
كان زميلها في المادة.. استوقفها الشاب الأمريكي
لأنه كان يود تصوير المحاضرة السابقة منها.. فهو يراها سريعة في الكتابة..
ابتسمت هيا غصبا عنها فلهجته كانت غريبة على أذنها نوعا ما
ووجدت صعوبة في فهمه، وهو ابتسم لأنه فهم أنها مستغربة لهجته
لأنها كانت تسأله أن يعيد كلامه..

الشاب بابتسامة لطيفة: أنا من لويزيانا معقل الجنوب، ونحن هنا في واشنطن معقل الشمال
بالتأكيد ستجدين اختلافا بين لهجاتنا..
وخصوصا أن لهجتك البريطانية راقية جدا وجعلتني أشعر كحثالة

هيا ابتسمت وهي تريد انهاء الحوار: العفو لا تقل هذا..
والمحاضرة أنا سأصورها لك.. وسأحضرها المحاضرة القادمة..

أخرج الشاب عددا من السنتات (السنت العملة الأمريكية الأصغر من الدولار 100 سنت تساوي دولارا واحدا)
ليعطيها لهيا..
هيا برفض: لا داعي.. فالمبلغ لا يستحق..

الشاب مستغرب فهم غير معتادين على الأريحية العربية المعتادة..
وكان مصرا أن تأخذ المال.. وهو مازال يلح وهيا ترفض..

فاجأهم صوتٌ بارد كالثلج حادٌ كنصل سكين مشحوذ
ولكن باللكنة الأمريكية الشمالية هذه المرة: هل اجتماع القمة هذا مستمر لفترة أطول بعد؟!!

الشاب الأمريكي ابتسم وهو يرفع رأسه للقامة الطويلة التي وقفت بينه وبين هيا:
ترفض أن تأخذ ثمن التصوير..

هيا مدت يدها وهو تقول ببرود: أعطني السنتات..
(كانت تريد إنهاء هذا الموقف كله)

كان الشاب على وشك وضع العملات المعدنية في كف هيا الممدودة
ولكنه فوجئ بكف ضخمة تنفتح فوق كف هيا دون أن تلمسها
لتسقط العملات فيها

ومشعل يميل على أذن هيا وهو يصر على أسنانه بغضب:
امسكي يده أحسن يا بنت سلطان

الشاب لم يهتم بما حدث.. وانسحب بعد أن أعطاهم السنتات
وهذا ما يهمه حتى يضمن تصويره حسب ظنه

هيا تلتفت ناحية مشعل وهي ترد ببرود: أمسك يده.. ما أمسكها موب شغلك

مشعل بغضب مكتوم: إلا شغلي ونص..
والله ثم والله.. لو ماعدلتي أسلوبش معي.. يا تشوفين شي ما شفتيه

هيا قلبت شفتيها باحتقار وازدراء وهي ترد بسخرية: عشتوا.. خوفتني صراحة.. تصدق بيغمى علي من الخوف..

مشعل ببرود: لهالدرجة شوفتي تطلع عدائيتش الغير طبيعية..
توش شدوقش بتطيح من التبسام للأمريكي..

هيا بنفس بروده: والله هو زميلي في المادة ومن الذوق ابتسم في وجهه..
بس الملاقيف اللي في إدارة الأعمال وش جابهم عند الاقتصاد..

مشعل يبتسم ابتسامة باردة وهو يرد عليها بثقة: والله أنا اروح وين ما أبي..
ما أنتظر أذن من حضرة سمو جنابش..
ثم ابتسم بسخرية وهو يرفع حاجبه و يقول: وأنا ما أتذكر إني قلت لش إني في إدارة.. شكلش متتبعة أخباري

هيا لم تسمح له أن يشعرها بالحرج، جاوبت ببرود: والله أنت بكبرك ما تهمني.. الملحق الثقافي هو اللي قال لي..

مشعل ببرود: يوم أنكرتي هلش عنده..

هيا بنفس بروده وهي تصر على أسنانها: أنا ماعندي أهل عشان أنكرهم.. ما قلت له غير الصدق..
وش تبيني أقول للملحق.. إيه عندي أهل بس رمونا كن حن زبالة..

مشعل وهو يهز رأسه: الحكي معش ضايع...
خلصي محاضراتش وأذلفي للبيت لأمش اللي قاعدة تنتاش..بدون فرفرة وهذرة في الجامعة

هيا بحدة: أنت يا ولد آل مشعل مالك دخل في أمي..
وأنت اللي أعرف مع من تتكلم..
ومو أنت اللي بتيي تعلمني أشلون أتصرف في حياتي..

مشعل ابتسم بسخرية: شنو تيي ذي؟؟ ما تعرفين تقولين تجي
أظني هذا حرف جيم مهوب ياء.. اعدلي لسانش ، وإحكي حكي هلش..

هيا ببرود حاد مغلف بسخرية أحد: والله هلي اللي أنت تقول رموني وما علموني حكيهم.. من وين أتعلمه؟؟ من الهوا..

مشعل ببرود واثق وهو يرد عليها بنفس سخريتها..
ليلقي عليها القنبلة التي هزتها بعنف:

عندش شهرين ونص تعلمينه لأنه أنتي والوالدة بتنزلون معي الدوحة في 20/12


#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.


سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 28-04-09, 10:46 AM   #12

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلموا أخى سعود على تعبك معانا و تسلم أناملها أنفاس قطر يا ربى شو هالرواية أبطالها أحسهم غير فارس شو هالقسوة و الجبروت يا خوفى على العنود صحيح هى قالت كلام قاسى شوية لكن ما كان قصدها و فارس ناوي يزلها ولى شو هالزيجة الله يستر ,مشعل و هيا المشادات بينهم شكلها ولعت و وصلت للتحدى مين اللى يمشى كلامه ,بس انا نفسى انه هيا ترجع لحضن أسرتها لانه كل هالغضب و الحقد اللى فيها هيروح لما تحس بحنان و دفء العائلة خصوصا هيا الكبيرة . شكرا و لك متابعتى انشاء الله
مدام بشرى likes this.

هبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-09, 08:55 AM   #13

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تسلمين هبه و معاك حق عائلة قووويه و فيها عنف



هذا الجزء الجديد و قراءة ممتعه




أسى الهجران/ الجزء الرابع عشر



مشعل ابتسم بسخرية: شنو تيي ذي؟؟ ما تعرفين تقولين تجي
أظني هذا حرف جيم مهوب ياء.. اعدلي لسانش ، وإحكي حكي هلش..

هيا ببرود حاد مغلف بسخرية أحد: والله هلي اللي أنت تقول رموني وما علموني حكيهم.. من وين أتعلمه؟؟ من الهوا..

مشعل ببرود واثق وهو يرد عليها بنفس سخريتها..
ليلقي عليها القنبلة التي هزتها بعنف:

عندش شهرين ونص تعلمينه لأنه أنتي والوالدة بتنزلون معي الدوحة في 20/12

هيا مازالت غير قادرة على الاستيعاب.. تعتقد أنها سمعت خطأ:
نعم.. وش تقول أنت؟؟

مشعل ببرود: من قال هاه سمع..
(مثل معناه: أنكِ سمعتي وفهمتي "يعني لا تستعبطين" )

هيا بحدة: ومن اللي قال أصلا أنا أبي أروح الدوحة في الكريسمس..
ولو أبي أروح مستحيل أروح معاك..

مشعل بثقة: بتروحين ورجلش فوق رقبتش..
أنا أصلا أبلغش قراري ما أخذ رايش..

هيا بغضبٍ مرٍّ وهو تصر على أسنانها وتكتم صوتها..
حتى لا ينتبه الطلاب الذين يقفون حولهم:
أنت يا أخ أنت تراك عطيت نفسك أكبر من حجمك..
أنا تجاوزت السن القانونية.. ولا لك ولا لغيرك حكم علي

مشعل بثقة: بتشوفين..

كانت هيا تجهز الكثير من الكلمات النارية
لولا أنها سمعت صوتا رجالياً ينادي مشعل من بعيد

بدون أن تنظر هيا أعطت للصوت ظهرها..
ولم يفت مشعل ملاحظة حركتها العفوية التي دلت على أخلاقها الرفيعة

قال لها مشعل ببرود واثق: هذا رفيقي يبيني..
وتراني جاي للاقتصاد أبيه.. يعني لا يروح بالش بعيد
وأنتي لا تكثرين فرفرة.. خلصي محاضراتش وروحي للبيت إلا لو تبيني أوصلش

هيا بغضب: فارق بس.. وبلا ما تستعبط..
أنت عارف البيت جنب الجامعة وأروح مشي..

مشعل لم يرد عليها رغم أنه كان يتمنى أن يرد عليها رداً يتناسب مع وقاحتها معه
ولكن سعيد كان ينتظره
لذا توجه لسعيد وابتعد الاثنان معا متوجهان للمكتبة

سعيد بخبث بريء: أشوفك واقف مع بنت العم..

مشعل بغضب حقيقي: سعيد أنت منت بتوك تعرفني..
أهل بيتي ومحارمي ما تجيب سيرتهم على لسانك..
وإلا والله ثم والله ليصير شيء ما يرضيك..

سعيد يضحك: خلاص يا ابن الحلال... سوري ثمن سوري.. أنت وأهل بيتك لكم الحشيمة..
السموحة.. قدام أبطحك هنا وأركب على صدرك عشان أحب خشمك
خبرك ما أقدر أوصل خشمك يا برج الاتصالات إلاَّ بذا الطريقة


*********************


بيت مشعل بن محمد
قبل صلاة العشاء

كانت لطيفة في غرفة أبنائها تدرس ابنها عبدالله ذي السنوات السبع، ومشغولة معه

رن محمولها.. ألتقطته وردت بترحيب عذب : هلا موضي..

موضي بصوت تملئه الفرحة: فارس تملك.. فارس تملك..

لطيفة بصدمة: صدق.. متى؟؟ ومن اللي قال لش؟؟

موضي بحماس: توه قبل شوي واللي قال لي فارس بنفسه..

لطيفة بحماس مشابه: الخايس فويرس.. يعني يقول لش وما يقول لي وأنا أخته الكبيرة..

موضي تدافع عنه: أكيد أنه اعتقد إن مشعل قال لش..

حست لطيفة بحزن شفاف في عمق قلبها..
(لو على مشعل.. أنا أخر من بيطري عليه يقول له شيء)

ولكنها تجاوزت مشاعرها الملتبسة وهي تقول بفرح
دون أن تسأل حتى من العروس، لشدة تأكدهم أنه لن يتزوج أحدا غير العنود:
يا حليله فارس.. ومتى العرس إن شاء الله.. أكيد على الصيف؟؟

موضي أطلقت ضحكة عالية وهي تقول بلؤم: بعد 3 شهور مع ناصر ومشاعل..

لطيفة بمرح: يمه ما عنده صبر.. ما ألومه..
هذا وهو ماشاف العنود.. إذا شافها وش بيسوي ..أكيد بتخبط المكينة عنده..

موضي بفرح: ماشاء الله عليهم اثنينهم.. شنو الولد بيجيبونه..
إذا أمه قمر وأبوه قمر..الله يوفقهم و يرزقهم..

لطيفة بحنان: ويرزقش أنتي بعد بالولد..

موضي باستنكار: لا إن شاء الله..

لطيفة برعب: استغفري ربش.. حد يقول كذا على نعمة ربي..

موضي بنبرة حزن مصفى وهي تتحسس خدها المزرقة من أثار ضرب حمد البارحة:
أجيب ولد يتعذب معي.. كفاية أنا

لطيفة بألم: ما تدرين يمكن ينصلح حال حمد إذا صار أبو..

موضي بألم أكبر: حمد ما يصلح حاله ولا حتى 10 بزارين..

وأكملت والعبرة تخنقها وتخنق روحها المتعبة:
أنتي الوحيدة اللي تعرفين يا لطيفة
حمد محتاج علاج نفسي .. وأنا تعبت.. والله تعبت
أحس ماعاد عندي طاقة أتحمل أكثر.. قربت أنهار
يعني بديت الناس كلهم على نفسي
ومستحملته عشان خاطر عمتي وخالي
وعشان حمد نفسه كاسر خاطري
بس خلاص.. انخنقت.. والله انخنقت


*********************


بيت محمد بن مشعل
صالة البيت الرئيسية

العنود من بعد (الملكة) وهي تقفل على نفسها في غرفتها

ومريم تجلس مع أمها في الصالة تتلقيان اتصالات الأقارب المهنئين بعقد قران العنود

رن محمول مريم وهو يطلق اسم "معالي" في الجو..
ابتسمت مريم وهي تلتقط هاتفها وترد فورا وقبل أن يقول الطرف الآخر أي شيء:
تكفين معالي ترا إحنا اللي مانشوف حاسة السمع عندنا حساسة.. ونسمع عدل..
تكفين قصري حسش.. خافي الله فيني.. تودين سمعي مع بصري..

ضحكة عالية على الطرف الآخر وصوت أنثوي واثق ومرح بكلمات متدافعة:
وينها دلوعتكم..؟؟ ليه مسكرة موبايلها..؟؟ مسوية فيها مستحية يعني...؟؟
مهوب علي ذا السوالف
يعني هي تأخذ فويرس المزيون وتغدر فيني الخايسة.. احنا متفقين نتشارك فيه

مريم تضحك: لا لا في هذي مافيه مشاركة..

معالي تضحك: يا أختي فارس ماشاء الله، فيه طول وعرض وزين يكفي أربع نسوان..
يعني يأخذ عنادي وأنا وخواتي.. نكمل له أربع..
وبعدين إذا هي بنت عمه.. حنا بنات عمته.. لازم يفك عنوستنا

مريم تضحك بصوت عالي.. لا تستطيع أن تحتمل مرح معالي الذي يصيبها بحالة هستيرية من الضحك:
ماعليه يأخذ (عالية) وإلا (علياء) أجاويد..
بس أنتي شرانية.. أختي مهيب قدش..
وبعدين وش عنوسته يا كافي توكم أعماركم 17 سنة..

معالي تضحك: عنوسة على اعتبار ما سيكون



في ذات الوقت
في منزل جابر بن حمد
زوج العمة نورة


العمة نورة قادمة من المطبخ تجفف يديها.. ويصلها صوت معالي العالي الضاحك

"معالي .. وصمخ قطاوة.. من اللي تكلمينها وتصايحين كذا كنش مفلوجة"

معالي وهي تضحك: يمه هذي مريم بنت خالي.. أبارك لها ملكة العنود

نورة بغضب: وجع قلب.. من متى والبنات يباركون بالملكة.. صدق إنكم جيل مافيه سحا
وإلا ليش أقول جيل.. أنتي اللي مافيش سحا.. متأكدة إنه لا علياء ولا عالية بيسونها..

معالي تنهي الاتصال.. وتعود لأمها وتحتضنها وهي تقول بمرح:
يمه تقارنيني ببناتش الكوبي والبيست .. أنا غير عنهم..

أم حمد بذات الغضب: من زينش يومش غير.. ليتش مثلهم في أدبهم..

معالي تضحك: نو نو نو.. مامي.. هذا موب اسمه أدب.. اسمه انعدام شخصية
يوم عندش ثنتين من دون شخصية.. وولد الله أعلم بشخصيته..
خليني الصاحية بين عيالش..

أم حمد مازالت مستمرة بالغضب: ليه الحكي بيوصل حمد بعد.. اقطعي واخسي يا بنت جابر..

معالي تبتسم: إيه جينا عند دلوع الماما.. ممنوع اللمس..

أم حمد وهي (خلاص) تعبت منها: فارقي وروحي إدعي خواتش للعشا

معالي تطلع السلالم متوجهه لغرفة شقيقتيها لتناديهما

العمة نورة عندها من الأبناء أربعة.. حمد في الحادية والثلاثين الآن
ولكنها بعد إنجاب حمد واجهت صعوبات في الحمل
وبعد رحلة طويلة من العلاج والمنشطات حملت بثلاثة توائم
هن معالي وعالية وعلياء
معالي كانت أولا وبعدها بربع ساعة علياء وعالية اللتان كانتا توأم متطابق

وبالفعل كانت معالي مختلفة شكلا ومضمونا
هي أقرب لأهل أمها في صفاتها
سمراء طويلة وقوية الشخصية
بينما علياء وعالية بيضاوات البشرة أقرب للقصر..
وهادئات جدا ومسالمات
ولكنهن لا يخلين من حب المقالب البريئة


حين كبرن قليلا
وقررت أمهن أن تجعل لكل واحدة منهن غرفة لأن البيت كبير وغرفه كثيرة
عالية وعلياء رفضتا التفرق
وكانت معالي من أصر على الاستقلال
ومازالت معالي مستمرة في رحلة استقلال شخصيتها
بينما علياء وعالية مستمرتان في رحلة التلاصق
كوبي وبيست مثلما تسميهما معالي

ولكن ليس معنى ذلك أن معالي كانت متباعدة عنهن
فهي مرتبطة بهن جدا ككل التوائم
ولكن الاثنتين أكثر ارتباطا ببعضهما


*****************************


مجلس آل مشعل
بعد العشاء
وخلو المجلس من الضيوف الذين تعشوا وغادروا

تبقى فقط آل مشعل

الفرح يجمعهم الليلة
عدا قلب واحد محملٌ بالهم..

يتمنى فارس لو كان زواجه غدا بل الآن
يريد العنود في بيته وتحت سيطرته
يريد أن يذيقها بعضا من النار التي تلتهمه
يريد أن يشعرها ببعض مذاق الإهانة التي أذاقتها له
فقط البعض !!
لأن الطعمَ المرَّ الذي كان يشعر به
ليس له حدود ولا امتداد
كان يكتم على روحه
ويجعله عاجزا عن تذوق أي شيء آخر

وهكذا هي الإهانة على النفس الحرة
أقسى من كل شيء
ألمها يحز في أعمق أعماق الروح ويلتهمها بنار لا تبرد
حتى ترد الإهانة بمثلها
أو حتى يُرد اعتبارك!!
مالم تكن قادرا على السماح حين تكون هذه الإهانة
ممن لا يقصدها
أو من يحمل لك مشاعر ود مصفى

ولكان فارس كغيره يجهل قاعدة من أهم قواعد الإنسانية التي يجهلها كثيرون

"الغفران وتجاوز الزلة"

القدرة على السماح هبة من الله عز وجل
قلةٌ هم من يتمتعون بها!!!


عشرات الأفكار تلتهم تفكير فارس المثقل لذا لم ينتبه لعمه عبدالله الذي كان يقول لهم:

يا جماعة الخير.. عندي لكم علومن بتسركم

لذا لكز ناصر فارس في جنبه وهو يقول بمرح: يا العريس انتبه مع عمي عبدالله شكله بيلقي خطبة بمناسبة ملكتك..

أكمل عبدالله بفرح ظاهر لم تخفه رزانته:
مشعل كلمني اليوم.. يقول لي إنه لقى بنت سلطان ومرته عنده في أمريكا..

صمت عمَّ المجلس..
صمت ثقيل..

قطعه همس محمد بصوت مبحوح: بنت سلطان؟؟

عبدالله بابتسامة: إيه يابو مشعل بنت سلطان واسمها هيا على اسم أمي..
وقلت لمشعل يجيبها هي وأمها إذا جاء في شهر 12.

محمد بذات الصوت المبحوح وكأنه يكلم خيالات غير مرئية: بنت سلطان؟؟ هيا؟؟ هيا....


#أنفاس_قطر#




.
.


عقل likes this.

سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 30-04-09, 09:06 AM   #14

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





أسى الهجران/ الجزء الخامس عشر


في مجلس آل مشعل


عبدالله بفرح ظاهر لم تخفه رزانته:
مشعل كلمني اليوم.. يقول لي إنه لقى بنت سلطان ومرته عنده في أمريكا..

صمت عمَّ المجلس.. صمت ثقيل..
قطعه همس محمد بصوت مبحوح: بنت سلطان؟؟

عبدالله بابتسامة: إيه يابو مشعل بنت سلطان واسمها هيا على اسم أمي..
وقلت لمشعل يجيبها هي وأمها إذا جاء في شهر 12.

محمد بذات الصوت المبحوح وكأنه يكلم خيالات غير مرئية: بنت سلطان؟؟ هيا؟؟ هيا....

ثم هتف بصوت ملهوف: بأكلم مشعل يجيبهم على أول طيارة.. أو أنا بأروح أجيبهم

عبدالله باستغراب: الله يهداك يابو مشعل.. البنت تدرس.. ومشعل بعد..

محمد بنبرة غريبة: وش يضمني أعيش لين أشوفها؟؟

هذه المرة كان مشعل ابنه من تكلم: الله يهداك يبه وش ذا الكلام..
هو حد ضامن عمره لين الساعة الجاية..
قل لا إله إلا الله... خلاص كلها شهرين ويجون..

لا أحد منهم يشعر بمشاعر محمد التي اقتحمته بعنف
لتذكره بذنوبه التي لا ينساها..
فإحساسه بالذنب ينحر روحه
فهو كان الأخ الأكبر.. دوره كان من المفترض أن يكون أكثر شجاعة
ندم ألف مرة أنه لم يقف مع سلطان.. واستمر مشوار الندم بالامتداد
حين مات أبوه وهو يعرف أن حسرته على سلطان تلتهم روحه
كان يشعر أن سلبيته ساهمت بشكل كبير في تأزم الموقف
كان دائما يلوم نفسه ويقول:
لو..
و لو..
و لو..
ولو تفتح باب الوساوس..

والآن حين سمع ببنت سلطان.. انتعشت روحه
هل يستطيع أن يصلح بعضا من أخطائه؟!!
هل يستطيع أن يضم بنت سلطان لصدره
ويشتم رائحة أخيه الصغير الذي حُرم منه؟؟!!

تقتله اللهفة لهذه "الهيا" منذ سمع باسمها..
هل تشبه سلطان؟؟
هل لها لمعة عينيه وعبق روحه؟؟
هل تظهر لها غمازات حين تضحك مثل سلطان؟؟!!
هل حين تغضب ينخفض حاجب ويرتفع الأخر مثل سلطان؟؟!!

ألف ذكرى لسلطان اقتحمت خيال محمد المثقل..
محمد الذي اعتصم بالصمت
وآلاف الذكريات تتوارد عليه لتملأ أعماقه حزنا وشوقا وشجنا
كلها انصبت في شخص هيا..
هيا التي يريد أن يراها اليوم قبل الغد!!


بقية من في المجلس كان لكل منهم تفكير..

راكان وناصر وفارس يعرفون قصة عمهم ولكنهم لا يعرفون هذا العم
فيهم ترقب..ورغبة أكيدة أن تعود ابنة عمهم لإطارهم الأسري
فهذه مهما يكن ابنة آل مشعل
وراكان بالأكثر يدور في باله تفكير عميق يرتبط به و بعمه سلطان


مشعل بن محمد كان يشعر بحزن شفاف يغزو روحه
فهو مازال يذكر وهو في الثانية عشرة من عمره
دمعة عمه التي مسحها قبل أن يراها أحد
وهو يودع أشقائه عند الباب
الوداع الذي كان مأسويا
مليئا بالشجن والعاطفة.... والكبرياء

ثم حين عاد لداخل لمجلس هربا من وداع الأشقاء
رأى دمعة مشعل الكبير تخر من عينه
الدمعة التي نحرت روحه وهو طفل
دمعة مشعل الكبير الغالية
التي ما رآها أحد سواه
والتي ما رآها قبلها ولا بعدها

الدمعة الوحيدة !!!!


*******************************


الساعة العاشرة والربع مساء
بيت محمد بن مشعل
غرفة العنود


مازالت العنود معتصمة بغرفتها..
توقفت عن البكاء بعد أن تعبت..
ولكن آثار البكاء بادية على وجهها

تدخل عليها أختها مريم وتهمس لها بحنان: عنادي يا قلبي ترا أم فارس لها أكثر من ساعة تحت..
المرة من فرحتها ماصبرت لبكرة ..جاية تبارك وتسلم.. قومي سلمي عليها

العنود بصوت خافت: مريم تكفين تعذري لي منها..
أول شيء مستحية...ثاني شيء شكلي ما يشجع أسلم على أحد

مريم تمسح على شعرها وتقول بحنانها الأمومي:
غسلي وجهش بماي بارد وألبسي جلال.. وسلمي عليها بسرعة وأطلعي..
هي ماراح تنتبه لشيء وخصوصا إنها عارفة إنش مستحية
تكفين عنادي لا تخربين فرحة المسكينة.. تدرين فارس ولدها الوحيد

العنود باستسلام: إن شاء الله نازلة الحين..

مريم عادت لمجلس الحريم.. والعنود غسلت وجهها بماء بارد..
ووضعت بعض الماسكرا حتى تخفي ذبول عينيها

(أنا العنود بنت محمد.. مافيه شيء يهزني)
هكذا كانت تهتف لنفسها حتى تدفع أكبر قدر من الثقة في عروقها

ثم نزلت لمجلس الحريم.. أم فارس ما أن رأتها حتى قفزت..
وهي تحتضنها بمحبة وفرح: مبروك يا ابنتي.. مبروك
وتراش بتطلعين من عند أمش لأمش الثانية..

العنود وعيناها في الأرض وهي تتمنى الأرض تنشق لتبتلعها من شعورها بالحرج:
الله يبارك فيش يمه..

وأم مشعل ترد باحترام: أكيد مافيه شك يا أم فارس.. العنود بنتش مثل ما فارس ولدنا..

مريم بطريقتها الحكيمة: خلاص عنادي روحي كملي مذاكرتش
أدري إني قاطعتش..

أم فارس بحنان: إيه يمه روحي..
أصلا أنا أتنى فارس يكلمني عشان أروح للبيت..
مع إن البيت جنب البيت وأبي أروح على أرجيلي بس هو مايرضى

العنود انسحبت لتعود لغرفتها..
وهي تعبر الصالة متجهة للدرج
نادتها الخادمة: هذا بابا يقول يبي أي نفر يسوي كلام..

العنود كانت تشعر بالخجل أن تكلم أباها فهي لم تره بعد الملكة
لكنها لا تستطيع تركه ينتظر
تناولت السماعة وهي تقول بصوتها العذب
الذي زاده البكاء الطويل عذوبة وضعفا:
هلا يبه فديتك.. آمرني

صمت على الطرف الآخر

العنود باحترام وخجل: يبه تبي شيء فديتك..؟

الصوت الخشن الذي أثار رعبها وأسوأ مخاوفها اليوم:
أنتي أشلون تردين على التلفون؟؟

العنود بارتباك وهي تتمنى لو ترمي بالهاتف
ولكنها لا تريد أن تزيد الوضع بينهما سوءاً: الخدامة قالت لي ابي على الخط

فارس بحدة باردة: عندش تلفونش.. اللي يبيش يتصل عليش..
إياني وإياش تردين على تلفون البيت مرة ثانية..

العنود لم تعتد أن يخاطبها أحد بهذه اللهجة..
حتى أشقائها ووالدها حين يأمرونها
يغلفون الأمر بالدلال والرقة..
وهذا لم يكمل 3 ساعات وهو زوجها وبدأ بفرض أوامره
ردت بارتباك رغم أنها بدأت تشعر بالغضب: وممكن أعرف السبب..

فارس ببرود: والله مزاج الجنس الثالث كذا.. ولا عاد ترادديني..

شعرت العنود كما لو كان سُكب على رأسها ماء مثلجا ومغليا في آن..
فهو يذكرها بإهانتها له
تشنجت.. ردت بصوت خافت: إن شاء الله.. أي أوامر ثانية..

فارس بنفس بروده: روحي نادي أمي.. جوالها مقفول.. أنا برا
واستدرك بثقة: حتى تلفونش لا تردين على أرقام غريبة..

العنود أغلقت منه وهي تشتعل غضبا ..
وطلبت من الخادمة أن تخبر أم فارس إن ابنها يريدها

وصعدت راكضة وباكية لغرفتها


في الخارج فارس يقف ينتظر في سيارته..
يشتعل في داخله خليط مختلف ومتناقض من المشاعر
أحاسيس غريبة.. كثيفة.. وغير مفهومة

(هذي المفروض ما يخلونها ترد على تلفونات بالمرة.. صوتها خطر على المجتمع.. نعنبو..وش ذا الصوت اللي عندها؟؟
يذوب اللي مايذوب..يذوب الحديد والحجر..
قلبي وقف من صوتها.. ذي حتى موبايل المفروض مايعطونها)

" غيرة يا فارس؟؟..... أ تغار عليها؟؟"

(وش أغار عليها؟؟ تخسى...
بس هذي مرتي.. أملاكي.. وما أسمح لأحد يتعدى على أملاكي..
وخصوصا لو كنت ناوي على ذا الأملاك نية قشراء..
اصبري علي شوي يا بنت العم)



*****************************


الساعة 11 مساء
بيت حمد بن جابر


موضي في غرفة المكتب.. تعمل على الحاسوب
فهي على الرغم من تركها للعمل رسميا
إلا أن برمجة الحواسيب تجري في دمها
وهي خلال السنوات الماضية.. كانت تستغل وقت فراغها الكثير في عمل برامج جديدة
وفي تفكيك الحاسوب وإعادة تركيبه حتى لا تنسى مهارتها وحساسية أناملها في العمل


حمد يطل برأسه عليها
ارتعشت موضي توجسا وترقبا.. فهي لا تعرف كيف سيتصرف الليلة
فهو ليلة يكون ملاكا
والليلة التي تليها يكون شيطانا تتلبسه عفاريت الأرض

رأته يبتسم (الحمدلله.. معناتها رايق)

اقترب منها وهو يخلع غترته ويضعها على الكرسي ويقول: مساء الخير حبيبتي..

موضي تركز في الحاسوب بنظرها
وعقلها يشعر بالتوجس الذي أصبح شعار حياتها مع حمد: مساء النور

اقترب منها وهو يضع يديه على كتفيها
ثم طبع قبلة عميقة على شعرها

انكمشت موضي حين وضع يده على كتفها.. كانت تخشى أنه سيضربها

رفع حمد رأسه وهو يقول بحنان: مبروك ملكة فارس والعنود..

لطيفة بهدوء: مبروك لك أنت بعد..

حمد يجلس على الكرسي الآخر وهو ينظر لها بوله: تعشيتي حبيبتي؟؟

موضي بهدوء: الحمدلله.. أنت تعشيت؟؟

حمد بهدوء وهو يغلق عينيه ويسند رأسه إلى الكرسي: الحمد لله..
تعشيت مع شباب الوزارة.. كان عندنا ملتقى ثقافي..
بس إذا أنتي ما تعشيتي تعالي أطلعش برا تتعشين ونتمشى شوي..

موضي بهدوء حذر: مرة ثانية إن شاء الله.. الساعة 11 الحين..
وانت تعرفني أنام بدري..

حمد بذات هدوءه: براحتش ياقلبي

منذ زمن لم تره هادئا هكذا..
أخذت تتأمل في ملامح وجهه الساكنة الوادعة
هل يصدق أحد أن صاحب هذا المحيا اللطيف بملامحه الرجولية الجذابة
يتحول إلى وحش مجنون فاقد للسيطرة

كم يبدو وادعا ومسالما ووسيما
وهو يسند رأسه المتعب للخلف بخصلاته السوداء الكثيفة المتناثرة على جبينه

قد تكون هذه فرصتها لاستغلال هدوءه لمفاتحته

" حمد"

"هلا حبيبتي"

موضي وهي تبتلع ريقها: ممكن أكلمك في موضوع..

حمد يفتح عينيه ويهمس بحب: أنتي تامريني مهوب تكلميني بس..
وش تبين؟؟؟ آمريني ياقلبي

موضي تعاود ابتلاع ريقها وهي تشعر كما لو انها التقمت حجرا
يقف في بلعومها ويسد مخارج الحروف:
ما يأمر عليك عدو.. حمد أنت رجّال متعلم ومثقف ومعاك ماجستير تربية
يعني مخك كبير ومتفتح..

حمد نظر لها بتوجس: والمعنى؟؟

موضي تشعر بريقها جاف كصحراء مدهرة:
يعني العلاج النفسي مثله مثل العلاج العضوي
لا هو عيب ولا حرام..

حمد بتأفف: موضي اقصري الحكي دام النفس عليش طيبة

موضي رغم رعبها الذي بدأ يتجمع في قلبها..
ولكنها قررت أن تكمل الموضوع لأخره ما دامت فتحته:
حمد فديتك.. مهوب لازم تعالج هنا..
إذا عشان كلام الناس اللي عقولهم قاصرة
خلنا نروح برا.. وأنا معك ومستحيل أخليك

حمد يقف وهو يقول بعصبية: أنا ماني بمريض عشان أعالج..

موضي انكمشت رعبا حين وقف وهي تقول بصوت مرتعش:
يعني تشوف إنه تصرف طبيعي إنك تضربني بدون وعي منك...
وعقبه ترجع تبكي وتعتذر وتترجى ما أخليك

حمد بصوت مرعب وهو يدور في غرفة المكتب: قبل ما تقولين لي عالج..
عالجي نفسش أول وأنتي منتي بقادرة تجيبين لي ولد مثل كل النسوان..

موضي انكمشت على نفسها أكثر لأنها شعرت أنه وصل حده من الغضب
ولا بد أنه سيفرغ غضبه فيها الآن
لذا استغربت وتنهدت وحمدت الله
وهي تراه يغادر الحجرة ويغلق الباب خلفه بعنف بصوت مدوي

ولكنها تعلم أنه سيعود بعد دقائق ليحتضنها
ويغمرها بقبلاته واعتذاراته..
التي لن تعد تشعرها سوى بمزيدٍ من الأسى والشفقة..
عليه وعلى الحال الذي وصل له زواجها..


*************************



مجلس آل مشعل
الساعة 11 ونصف ليلا

لم يتبق إلا ناصر وراكان..
يشاهدان برنامجا رياضيا على قناة الكأس..

راكان بملل لناصر: الليلة السبت وبكرة مافيه دوامات..
وش فيهم مشعل وفارس سروا بدري؟؟

ناصر يضحك: رياجيل واحد متزوج والثاني يجرب فكرة الزواج..
انتظر علي أنا بعد
عقب 3 شهور إذا شفت وجه واحد منكم تفلت فيه..

راكان يقترح: أشرايك نروح سوق واقف.. نتقهوى هناك أنا عازمك
وبعدين نمشي على الكورنيش شوي.. وعقب نتريق في مطعم بيروت ونصلي الفجر هناك ثم نرجع..

ناصر وهو ينظر لراكان نظرة ذات مغزى: موافق بس بشرط

راكان يبتسم: يعني أنا عازمك أنت ووجهك.. وبتشرط بعد..
يالله وش شرطك؟؟

ناصر يميل على أذن راكان ويقول بنبرة خاصة جدا وعميقة:

راكان أشرايك تقول لي بنفسك: أنت ليش ما تبي تتزوج؟؟

أو تحب أنا اللي أقول لك؟!!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

عقل likes this.

سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 30-04-09, 10:23 PM   #15

حنيـن الايـام

? العضوٌ??? » 89808
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » حنيـن الايـام is on a distinguished road
افتراضي

لالالالالالالا سعود
وشو الحماس اللي مخلينا فيه ترا بنجن خلاص


عالعموم مشكووووووووووور وحاول تكملها بسرعه


تحياتي


حنيـن الايـام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-09, 11:14 PM   #16

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا هلا حنين .... سلامتك من الجنون ....

يا ريت تقول رايك في كل شخصيه و انطباعك عنها


سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 11:28 AM   #17

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أسى الهجران/ الجزء السادس عشر


مجلس آل مشعل
الساعة 11 و40 دقيقة ليلا


ناصر يميل على أذن راكان ويقول بنبرة خاصة جدا وعميقة:
راكان أشرايك تقول لي بنفسك: أنت ليش ما تبي تتزوج؟؟

أو تحب أنا اللي أقول لك؟!!!

راكان أنتفض بغضب وهو ينظر لناصر نظرة حادة: وش تقصد؟؟

ناصر هزَّ كتفيه: لمعلوماتك أنا أعرف سرك من 8 سنين..
كل سنة تمر كنت أحسبك بتعقل وتنسى..

راكان بتوجس: أي سر؟؟

ناصر ابتسم: اللي أنت كاتب لها ديوان شعر كامل..

راكان يقف بغضب هادر وهو يرتعش من شدة الغضب:
أنت أشلون تسمح لنفسك تقلب في أغ****..

ناصر مازال مستمرا في الابتسام: اقعد بس لا ينقطع لك عرق..
أنا لا قلبت أغراضك ولا شيء..
قبل حوالي 8 سنين كنت جاي أصحيك لصلاة الفجر..
شفته جنبك والقلم عليه.. قلبت فيه بدون قصد..

راكان يشتعل غضبا: حد غيرك يدري؟؟؟

ناصر بغضب هذه المرة: أظني إنك تعرفني يا ولد أبي..
لو بأقول لأحد كان قلت من زمان..
وبعدين أنت تدري إنه موضوع مثل ذا ما ينقال..

ثم أكمل وهو يتمالك نفسه: والليلة خلاص ماني بمخليك لين أعرف السالفة كلها..

يومك تحبها ليه خليتها؟؟؟


******************************


قبل ذلك بحوالي نصف ساعة

بيت مشعل بن محمد
يوم اعتيادي جدا في حياة لطيفة ومشعل
يمثل نظام حياتهم طيلة السنوات الماضية


لطيفة في غرفتها بعد أن نام أولادها..
تقلب كتب أولادها وتعد لهم مراجعات
حتى يحلوها في الغد

كانت ترتدي بنطلونا أحمرَ من الساتان الثقيل
مع بلوزة بيضاء (هاي نك) بدون أكمام
تلتصق بجسدها عليها ورود حمراء..
وشعرها المدرج يتناثر على كتفيها..
ووجهها تكاد ملامحه تذوب رقة وجمالا
مع أحمر شفاهها الشهي الساكن على شفتيها البهيتين..
كانت فتنة مجسدة.. بل شيء يتجاوز حدود الفتنة إلى درجات الاغواء والهلوسة..

دخل عليها مشعل وألقى السلام دون أن يلتفت إليها
وهو يلقي غترته على السرير ويدخل إلى الحمام

ردت لطيفة السلام بهدوء
فهي اعتادت على سلامه البارد هذا..
وقامت لتأخذ غترته وتضعها في سلة الغسيل
ثم فتحت الدولاب لتخرج له ملابسه.. عطرتها بعطره المفضل
ووضعتها على السرير..
وأغلقت التكييف لأنها تخشى عليه أن يمرض..
ثم عادت لعملها في الكتب..

بعد دقائق خرج مشعل بفوطته الملفوفة على خصره..
وضعت لطيفة الكتب جانبا وقامت لتعطيه ملابسه..
كما اعتادت.. وكما اعتاد!!


تناول منها ملابسه..وهو يتمتم بشكر بارد
وعاد بها لغرفة التبديل وارتداها

ولطيفة توجهت للحمام لتنظفه بشكل سريع
ثم ألتقطت ملابسه وفوطته الملقاة على أرضية غرفة التبديل
ووضعتها في سلة الملابس

ثم عادت لطيفة لعملها
وكان مشعل قد جلس قريبا منها
تناول جهاز التحكم.. وشرع في التغيير بين القنوات

لطيفة بحنان: تعشيت حبيبي؟؟

مشعل بهدوء وهو يلتفت عليها: تعشيت..

عادت لطيفة لعملها.. ومشعل يتأملها دون أن يستوقفه أي شيء فيها
لا جمالها.. ولا أناقتها..ولا إغراء ملامحها
ولا إثارة تفاصيل جسدها المتبدية في لباسها الأنيق
ولا حتى طريقتها العذبة في الكلام

ثم سألها: شتسوين؟؟ (وكأن ما تفعل هو الشيء الوحيد الذي قد يستحق الاهتمام فيها وفي علاقته بها)

لطيفة رفعت رأسها وهي تنظر له بحب هادر
(يا الله كم تعشق تفاصيل وجهه! وكل يوم يمر تزيد له عشقاً) همست بعذوبة:
أسوي مراجعة لمريوم وحمود عندهم الامتحانات الشهرية ذا الأيام..

مشعل بهدوء: إذا جابوا نتيجة زينة بأوديهم (تويز أر أص) يختارون الهدية اللي يبونها

لطيفة باعتراض: حبيبي مايصير.. أنت مخربهم علي بالدلع..
خل (تويز أر أص) إذا نجحوا نص السنة..

مشعل بذات هدوءه: يا بنت الحلال هدية نص السنة شيء ثاني..

وبالفعل مشعل كان شديد الحنان على أولاده.. ويفرط في دلالهم..
لولا أن لطيفة كانت هي من تشد عليهم
أو كان أفسدهم جميعا بالدلال..
وخصوصا الصغيرة "جود" التي هو مولع بها وهي مولعة به
وكأن مشعل في تدليله لهم.. يحاول التعويض عن إنشغاله عنهم في عمله
ولكن كان دائما ما يطمئنه عليهم هو وجود لطيفة..
التي يعرف أنها تحكم إدارة البيت بقبضة حديدية

رغم إحساس مشعل البارد بلطيفة..
إلا أنه لا يستطيع إنكار براعتها في القيام بواجباتها الأسرية
وحفاظها على أولادها واهتمامها بهم..
وهي في ذلك تزيح عن باله هماً كبيرا ليتفرغ أكثر لعمله
حتى وصل إلى النجاح الرائع الذي وصل له في شركته
رغم حداثة عمر هذه الشركة


**************************


الساعة 12 منتصف الليل
فارس في غرفته

يتمدد على سريره بجسده الضخم..
ذراعه على وجهه وهو مستغرق في التفكير..
عشرات الأفكار تأخذه وتطوف به جزر متباعدة مختلفة
مابين حقده العميق على العنود
وصوتها برنينه العذب الذي يرفض أن يغادر أذنه حيث سكن
كلما تذكر صوتها الناعم المرتعش
الذي وصلته نبراته الذبّاحة الخائفة عبر الهاتف
يشعر أن قلبه يتقافز بجنون غصبا عنه
وأن هذا الصوت الهامس يدفع في عروقه رغبة هادرة في حمايتها
لا في الانتقام منها!!

يشعر بإحساس غريب..
لـــذيــــذ..

أنه يريد أن يسمع هذا الصوت مرة ثانية وثالثة ورابعة
أن يستمتع بهمساته في أذنه.. في عمق أذنه
في أذنه هو فقط.. ملكه هو فقط
أن....


"اطلعي من راسي.. اطلعي من راسي
أنا أكرهش.. أكرهش.. أكرهش
أطلعي من رأسي"


*****************************


الساعة 3 إلا ربع عصرا بتوقيت واشنطن
جامعة جورج تاون
بقي حوالي ساعة على صلاة العصر


مشعل أنهى عمله في المكتبة.. ويريد العودة لبيته..
ليتغدى ثم يصلي العصر
ليمر بعدها على زوجة عمه سلطان

عبر ساحة كلية الاقتصاد في طريقه للخارج..
صُدم وهو يرى هيا مازالت موجودة بعد معركته معها في الصباح
شعر بغضب شديد
(كيف تبقى كل هذه الساعات في الجامعة.. وتترك أمها!!!)

ومالايعلمه أن هيا وصلت للتو من البيت لأن عندها محاضرة الساعة 3
بعد أن عادت للبيت من الصباح بعد لقاءها مع مشعل


كانت هيا تجلس على كرسي حجري تقلب كتابها وتضع ملاحظاتها عليه
لم تنتبه للظل الضخم الذي غمرها لشدة تركيزها في كتابها

صوت خافت ولكن غامر بالغضب: ممكن أعرف وش تسوين لذا الحزة هنا؟؟

رفعت هيا عيناها له وهي تقول ببرود: موب شغلك..

مشعل يعتصر يده.. في حياته كلها لم يمد يده على واحدة من أخواته..
ولم يخطر بباله أنه قد يضرب امرأة يوما
فالرجل الذي يضرب امرأة ليس رجلا في عرفه
بل لا يستحق في نظره مسمى رجل من يستقوي على امرأة
ولكن هذه الهيا تستفزه.. ولأقصى حد
أصبح يكره هذا الحوار المتحفز معها
وكأنهما في معركة لابد أن يفوز بها أحدهما
لم يعتد أن يكون قاسيا هكذا
فهو لطالما كان حنونا مع شقيقاته
يتمنى لو منحته الفرصة أن يتعامل معها بطريقته التي اعتادها
ولكنها تحاصره في الزاوية وتستفزه حتى النخاع


أمسك بعضدها وهو يوقفها بخفة كأنها ريشة خفيفة
ويصر على أسنانه بغضب شديد: قومي امشي قدامي للبيت..


هيا شعرت بالحرج الشديد وهمست بصوت منخفض:
مشعل عيب عليك تمسكني.. أنا ماني بحلال لك

انتفض مشعل بعنف وهو يفلتها.. كانت المرة الأولى التي تناديه باسمه
كانت دائما تقول "أنت" و "ولد آل مشعل"

شعر مشعل بحرج شديد وهو يتراجع للخلف ويهمس:
أنا آسف.. ماكنت في وعيي... بس أنتي اللي حدتيني..

هيا مازالت تشعر بحرج شديد وهي تشعر بألم في عضدها مكان قبضته القوية
قالت له بهمس وهي عاجزة عن وضع عينيها بعينيه:
خلاص مشعل لو سمحت روح.. أنا عندي محاضرة الحين
ولو سمحت إنك ما تتدخل فيني مرة ثانية
أنا ست سنين وأنا حافظة روحي.. منت باللي بتحفظني الحين!!



********************


مقهى بالقرب من جامعة جورج تاون ومن شقة هيا


باكينام تنتظر هيا
لتشرب معها شاي العصر
فهذه العادة الإنجليزية العريقة مغروسة في باكينام
ولا يمكن أن تفوتها

كانت قد اتفقتا على التقابل هناك
لشرب الشاي
ثم العودة لشقة هيا لتصليا العصر هناك

كانت باكينام متألقة بلباسها بألوانه المنعشة
بنطلون أبيض
وقميص زهري طويل لركبتيها
وحجاب هو خليط من اللونين
متناسب مع لون بشرتها الشفافة وعينيها الخضراوين


جاءها النادل
كان شابا طويلا تبدو ملامحه اللاتينية شديدة الجاذبية
بسمرته وشعره الأجعد وعينيه البنيتين اللامعتين

سألها بانجليزية بنبرة بريطانية سليمة جدا: ماذا تريد سيدتي أن تشرب؟؟

استغربت باكينام لهجته التي لا تسمعها هنا إلا من هيا
وسألته ببريطانية صميمة فخمة:
ليس الآن.. أنتظر صديقتي.. لهجتك ليست من هنا: هل أنت بريطاني؟؟

ابتسم ابتسامة ساحرة كشفت عن صف أسنان رائع: وهل أنت بريطانية؟؟

ابتسمت باكينام: ربما

رد الابتسامة بمثلها وهو يعزز ألقه الغريب الذي طفا حوله كهالة:
وأنا أيضا سأجيبك ربما..

ثم غادر

هزت باكينام رأسها وهي تريد طرد تأثيره من مخيلتها
كان يملأ المكان حولها بحضوره الغريب..
وحين انسحب شعرت بالمكان كصحراء خالية من ألقه..

هزت رأسها مرة أخرى وهي تتناساه
وتستغرق في كتابٍ بيدها


باكينام حكاية غريبة لم تكتمل بعد..
فصراع الأعراق فيها صنع شخصية مركبة مثيرة..
فكما كانت جداتاها غريبتين ، كذا كان جداها
فجدها والد أبوها "عمدة" وأصلهم فلاحون يمتلكون أ**** زراعية شاسعة جدا
حين كان جدها شابا ووالده هو العمدة
أرسله لتركيا ليتفق مع تجار أتراك على شراء محاصيل القطن من أرضهم
تعرف على جدتها "صفيه" أو كما ينادونها بالتركية "سافيا"
نشئت قصة حب ناعمة بينه وبين ابنة التاجر التركي
الحب هذا وجد معارضة حادة على الجبهتين المصرية والتركية
ولكنهما تزوجا في النهاية
وعاشا أشبه ما يكون بقط وفأر
فصفية لابد أن تسب العرب وهو سيرد
ولكن بقي الحب العميق يجمعهما حتى توفي
وبقيت صفيه تلعنه وتتحسر عليه

أما جد باكينام الإنجليزي فهو حكاية عويصة هو الآخر
فوالده كان لوردا من مجلس اللوردات البريطاني
ووقع في غرام زميلته في الجامعة "فيكتوريا"
التي كان والدها أحد الثوار الايرلنديين
علاقة حبهما كانت أشبه بخيانة وطنية على الطرفين
ولكن لتذهب الحروب إلى الجحيم
تزوجا.. ونقلا الحرب لبيتهما في علاقة غريبة جمعتهما
خليط من الحب الكاسح والعداوة المرة
فكلاهما مقتنع بحق بلده وكلاهما يذوب في الآخر
رحل اللورد البريطاني وترك الليدي فيكتوريا
تلعنه أيضا وتتحسر عليه

وحين جاء دور الجيل الثاني
والد باكينام ووالدتها
الاثنان وجدا معارضة أشد
(ويا للغرابة!! يحرمان على أبنائهم ما أباحوه لأنفسهم!!)
فكيف يقبل العمدة والسيدة التركية المعتدة بنفسها
أن يتزوج ابنهما من لا أصل لها
وكيف يقبل اللورد والليدي الايرلندية
أن تتزوج ابنتهما من هذا العربي القادم من عمق الصحراء والجهل؟!!

تزوجا طه وسوزان دون اهتمام باعتراض أحد

وجاء الجيل الثالث
باكينام

سليلة العناد المتأصل والأعراق المتنافرة
فما الذي ينتظرها؟!!




**************************



مجلس آل مشعل

الحوار غير المتوقع مستمر بين ناصر وراكان


راكان يشتعل غضبا: حد غيرك يدري؟؟

ناصر بغضب هذه المرة: أظني إنك تعرفني يا ولد أبي..
لو بأقول لأحد كان قلت من زمان..
وبعدين أنت تدري إنه موضوع مثل ذا ما ينقال..

ثم أكمل وهو يتمالك نفسه: والليلة خلاص ماني بمخليك لين أعرف السالفة كلها..
يومك تحبها ليه خليتها؟؟؟

راكان بغضب: تحشم يا ناصر.. عيب عليك..

ناصر بهدوء عميق: راكان تراني أخيك.. واللي يعيبك تراه يعيبني..
أنا طول السنين اللي فاتت وأنا ساكت
حتى يوم أنت خليتها.. أنا احترقت ألف مرة ليش تخليها..
بس سكتت ولا قلت لك شيء
واحترمت خصوصياتك

بس الليلة خلاص..وصلت حدي.. لازم أعرف كل شيء
وأظنك عارفني.. بيري مهوب قريب.. والعلم اللي وراي مايندرى به
سرك 8 سنين وهو معي.. حد درى فيه يعني؟؟

تنهد راكان..
متعبٌ هذا الراكان.. متعب..
مثقل بالهم والوحدة .. والوحشة التي غزت روحه
متعب من منفاه الاختياري الذي نفى روحه فيه وأقصاها
متعب من الكبت والكتمان

وهاهو ناصر يمد له يد البوح
يريد أن يتمسك بهذه اليد.. يريد أن يتخلص من بعض أحماله
يريد أن يشعر بنفسه خفيفا من ثقل آلامه المنغرزه في روحه
همس كأنه يحادث نفسه:

كنت أحبها .. وانتبه أني أقول كنت..
لأني ماني برخيص عشان أفكر بمره متزوجة..
من يوم هي تزوجت نزعتها من قلبي نزع
أحرقت قلبي عشان ينساها
والحين مابقى من قلبي غير رماد


قبل 11 سنة..
كان عمري 19 سنة يوم بدا إحساسي فيها يختلف..
يمكن عشان تغطت مني وانحرمت من شوفتها
كانت أحسها أميرة.. مهرة.. شيء فوق الخيال..
كانت عندي القمر والشمس والسحاب مع أني ماكنت أشوفها
كنت أوقف قريب من بيتهم..
أقول يمكن أشم ريحة عطرها
يمكن أسمع صوتها..
يمكن أشوف زولها طالعة وإلا داخلة..
كان يكفيني إحساسي بقربها..
إحساسي إنها قريبة..
إحساسي بروحها الطاهرة..

أدري الحب في عرفنا وعاداتنا حرام وعيب..
ومهوب ولد مشعل اللي تطلع منه العيبه
كتمت حبها في قلبي.. واحنا نكبر وحبها يكبر..
لحد ما تمكن من روحي وأنا ماعندي غير القصايد
عبيت دفتر كامل لها
ديوان شعر كامل لها هي بروحها
كل صفحة باسمها.. كل صفحة هي نزف روحي لها وعشانها


ناصر باستغراب مملوء بالأسى والتضامن مع شقيقه:
زين يوم إنك كنت تحبها ذا الحب كله..
ليه تخليها... ليه تخليها؟؟؟.

راكان بأسى مرٍّ منتزع من أعمق أعماقه:

لأني وقتها كنت متزوج..



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.


عقل likes this.

سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 01-05-09, 11:11 PM   #18

حنيـن الايـام

? العضوٌ??? » 89808
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » حنيـن الايـام is on a distinguished road
افتراضي

اولا مشكوووورسعود على القصه


ثانيا
رأيي في الشخصيات


مشعل وهيا: هذول حكايه ثانيه:7R_014: بصراحه حاسه انهم في الاخير راح يحبوا بعض
فارس والعنود:فارس بصراحه يخوف الواحد منه اما العنود يبيلها قص لسان:Eat_025:
راكان : شخصية لسه ماعندي غير انطباع واحد لو الغرابه:41:

وبس هاذي لاالشخصيات اللي لها انطباعات

تحياتي


حنيـن الايـام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-09, 01:13 PM   #19

سعود2001

مراقب عام ومشرف منتدى قصص من وحي الأعضاء وكاتب في قسم وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية سعود2001

? العضوٌ??? » 52
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,299
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond reputeسعود2001 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أسى الهجران/ الجزء السابع عشر



الحوار مستمر بين ناصر وراكان


ناصر باستغراب مملوء بالأسى: زين يومك إنك كنت تحبها ذا الحب كله..
ليه تخليها.. ليه تخليها؟؟..

راكان بأسى مرٍّ منتزع من أعمق أعماقه:

لأني وقتها كنت متزوج..

ناصر قفز كأنه لُدغ: متزوج؟؟

راكان بحزن عميق: كنت..

ناصر والكلمات تخرج متناثرة من بين شفتيه.. وأحاسيسه ضائعة
ومشاعره مرتبكة (راكان يتزوج في السر!!!)

ناصر بنبرة متقطعة مليئة بالدهشة: أنت يا راكان تتزوج في السر؟!!
ومن سنين بعد؟!!
تدري أنا أتخيل أني ممكن أسويها.. حتى ممكن أتخيل مشعل يسويها
بس أنت لا.. مستحيل.. مستحيل

حزين راكان أن تهتز صورته أمام شقيقه الأصغر..

"لا تعجل يا ناصر على راكان حتى تسمع الحكاية لأخرها"



************************


غرفة مريم
الساعة 12,45 بعد منتصف الليل


صلت مريم تهجدها.. وتستعد للنوم..
منهكة جدا.. اليوم كان منهكاً وطويلاً بالنسبة لها
واستنزفها بكاء العنود.. فهي لا تحتمل أدنى شيء يضايق هذه الصغيرة

تمددت مريم وهي تضع سماعات المسجل على رأسها وتستمتع لآيات من القرآن

بعد دقائق فُتح الباب
لم تسمع فتح الباب بسبب السماعات.. ولكنها اشتمت الرائحة العذبة

أقفلت المسجل وأزالت السماعات وهي تقول بحنان: تعالي العنود..

العنود دخلت وأغلقت الباب خلفها وهي تقول بتردد: أقدر أنام عندش مريم..؟؟

مريم بحنان وهي تزيح لها مكاناً على جانبها على سريرها المزدوج
الذي جعلته مزدوجا من أجل العنود..
التي كانت كثيرا ما تتسلل ليلاً لتندس معها في سريرها

وتربت على المكان الخالي جوارها.. لتزحف إليه العنود بخفة..

مريم تبتسم: وش الأدب اللي عندش اليوم.. تستاذنين وتنسدحين بشويش
بالعادة ما أشوفش إلا مروعتني وانت ناطة جنبي..

العنود وهي تتمدد بجوار مريم وتمسك بيدها وتقول بضعف:
تظنين فارس زعلان عليّ..؟؟

مريم ضحكت: فديت اللي مهوب قادرين ينامون
يحاتون زعل حبيب القلب..

العنود بتوتر: مريم والله مالي مزاج أمزح..

مريم بحنان وهي تمسح شعر العنود: أكيد مهوب زعلان عليش..
حد يقدر يزعل على أحلى بنت في الدوحة..
وأكشخ بنت في الدوحة.. وأشيخ بنت في الدوحة..

العنود تقاطعها وهي تبتسم بشفافية مغلفة بالحزن:
خلاص.. خلاص.. يالنصابة.. صدقتش الحين!!!


*********************

واشنطن دي سي
الساعة الرابعة وعشر دقائق عصرا
المقهى قرب شقة هيا

مازالت باكينام تنتظر هيا
وهي مستغرقة في قراءة كتابها
وكلما رفعت عينيها وجدتها تتبع القامة الطويلة
التي تجوب الطاولات برشاقة

وأكثر من مرة التقت عيناها بعينيه الآسرتين، آسرتين كما شعرت هي بها

(اختشي يا بت باكينام
الراجل هيئول دي ما شافتش رجالة ئبل كده)

جاءت هيا أخيرا
ألقت السلام وجلست بصمت
فمازالت تحت تأثير خجلها مما حدث بينها وبين مشعل

باكينام بابتسامة: مالك يا بت؟؟ نازل عليكي سهم الله

هيا بهدوء: مافيه شيء.. نطلب؟؟

باكينام بمرح: نطلب.. وتعرفي يا بت
أنا شكلي هأغير من الأمريكاني للمكسيكانو (تقولها "بعيارة")

ابتسمت هيا: يا سلام عليج وأنتي تنقين بس!!
وليش المكسيكانو بالتحديد..؟؟

باكينام وهي تأشر بعينها: شوفي الجرسون اللي هيجي دلوئت؟؟

عاد اللاتيني الوسيم: جاءت صديقتك أخيرا.. وأعتقد أنه وقت الطلب..

باكينام بعذوبة: شاي بريطاني لو سمحت..

ابتسم: عاداتكم العريقة ترتحل معكم..

ابتسمت باكينام وهي تقول : ربما

وهيا صامتة تراقب خيط النظرات الغريب المتصل بينهما

غادر وباكينام تلتفت لهيا وتقول: إيه رايك؟؟

ضحكت هيا: تبين الجرسون؟؟

ضحكت باكينام: أنتي عايزة بابا وأنّـا ينتحروا..
لأ طبعا.. أنا ئصدي الستايل بتاعو
يهوس.. يجنن.. أنا هأحول على الطلبة المكسيكانو اللي معايا

ابتسمت هيا وهي تقول بصراحة: تبين الصدق؟!!!
حتى لو هو مكسيكي لكن شكله مصري مصري مصري صميم..
الظاهر الدم يحن..

باكينام باستنكار: حرام عليكي.. الواد الئشطه دا شبه الغفر اللي هناك..

هيا هزت أكتافها: أنتي مخج تعبان.. والله العظيم ماعندج عيون..



*****************************



بيت عبدالله بن مشعل

بين غرفة الجدة في الأسفل
وغرفة مشاعل في الأعلى

أم محمد جافى النوم عينيها..
خليط من المشاعر يلفها ويثقل على روحها الـمُستنزفة

"بنت سلطان!! هيا !! بنتي!! بنت ولدي سلطان!!"

آه يا سلطان حرموك من أمك
وحرموها منك..
حال بينكما الكبرياء الزائف اللعين..

حياة مرة قاسية عاشها كل منهما..
رحل سلطان بحزنه.. وارتحل الحزن إلى روح الجدة وسكنها

ترتعش الجدة وذكريات سلطان تغتالها
تتذكر سلطان طفلا في أحضانها
ثم شابا طويلا عريضا هي من تضيع في أحضانه
ثم بردا قارسا يلف سلطان ويلفها
حرموه أحضانها وحرموها أحضانه

" هيا .. أيتها الصغيرة.. جدتكِ تقتلها اللهفة إليكِ..
يغتالها الشوق لرائحة سلطان في ثناياكِ"

(بكرة بأكلم مشعل عشان أكملها
أبي أسمع صوتها
يصبرني شوي لين أشوفها)



في الأعلى حيث مشاعل
تتمدد على سريرها
مشغولة هذه الصبية بالتفكير في الكل..

ضايقها زحف شعرها القصير إلى وجهها
قامت لترفعه برباط مطاطي
رفعته للأعلى بشكل عشوائي وخصله القصيرة تتناثر على وجهها العذب لتزيده عذوبة

كان شعرها كستنائيا شديد النعومة ومتوسط الكثافة..
تقصه منذ سنوات قصة (كاريه) كلاسيكية تصل لأسفل عنقها الطويل
قصة تتناسب برقيها ونعومتها مع شخصية مشاعل الهادئة العميقة وجمالها الهادئ

كجدتها النوم يجافيها..
قامت وفتحت جهاز حاسوبها المحمول..
ستتصفح صحف الغد (لابد أنها صدرت الآن.. الساعة الآن الساعة الواحدة)

تقلب الصحف.. تقرأ بهدوء ساكن
يشبه الهدوء الذي يلفها
فاجأتها صورة اقتحمت سكونها
صورة أرشيفية لناصر في تحقيق عن فريق سباقات التحمل..
كانت صورة رائعة لناصر وهو يمتطي "الجليلة" بشموخ..

(كم يبدو وسيما.. ومبهرا!!) همست مشاعل في داخلها

"أف وش ذا الأفكار الغبية؟!!"

أغلقت مشاعل الجهاز فورا ..
ومشاعر شتى تقتحم روحها الشفافة..

"لمتى وأنتي كذا يا مشاعل؟؟
زواجي بعد أقل من 3 شهور.. وأنا حتى اسمه وصورته استحي منها
ومن ناحية ثانية: ترا ناصر مهوب لازم إنه بارد مثل مشعل
ولا متوحش مثل حمد"

" وأنا بعد وش يضمني إنه ما يكون أسوأ منهم ثنينهم؟!!
وش يضمني؟!!
خايفة.. خايفة..خايفة!!"



****************************



مجلس آل مشعل
وثورة الأسرار التي فتحها ناصر
وفجرها راكان


ناصر بصدمة: أنت يا راكان.. انت تتزوج من ورانا.. ليه؟؟ ليه؟؟

راكان بحزن: الله يرحمك ياعمي سلطان..
عمي سلطان فتح لنا باب وسوى لنا رعب..

ناصر باستغراب: وعمي سلطان وش دخله فيك؟؟

راكان بعمق وهو يستعيد الحكاية من البداية:
تذكر يا ناصر.. محمد اللي كان معي في الفريق اللي توفى قبل كم سنة؟؟

ناصر بتذكر وهو يعصر مخه: مهوب اللي قتل نفسه بطلقة
وهو ينظف سلاحه وأنتو في اليابان؟؟

راكان بحزن: بلى هو نفسه.. أنا اللي كنت معه في الغرفة.. كنت في الحمام.. ولما سمعت الطلقة طلعت متروع..
أنا شفت إصابته عرفت إنه يومه وقف..الله يرحمه
لقيت وجهه للقبلة وقعدت ألقنه الشهادة.. تشهد يجعل مثواه الجنة
لكن ماكان على لسانه إلا كلمة وحده
"عيالي في رقبتك ياراكان.. عيالي مالهم حد"

ناصر بتوجس: وعقب

راكان وهو يتذكر بأسى: رجعناه للدوحة..
وصرت أمر دايم على بيته وعياله
عنده 3 عيال أكبرهم ذاك الوقت كان ولد أبو 12 سنة
ومحمد ماكان له أخوان ولا أخوات
ومرته كان لها أخين صغار ساكنين معها

أنا كنت أجي للمجلس وأجيب لهم أغراضهم وأشوف هم وش يبون
لكن جيرانهم الله يهداهم صاروا يتكلمون على مرت محمد بالشينة

ماقدرت أخلي المره تنضر سمعتها وهي رايتها بيضاء وخصوصا إنها عندها بنات

ناصر بصدمة: لا تقول إنك تزوجتها؟؟

راكان بحزن: إلا.. تزوجتها.. من سبع سنين.. وطلقتها قبل كم شهر..

ناصر بثورة: أنت مجنون.. حد قال إنك مؤسسة الشؤون الاجتماعية؟؟

راكان بعمق: ناصر أنت لو انحطيت في نفس موقفي..
صدقني بتسوي نفسي..
هذي جينات آل مشعل الخبلان
عشان كذا قلت الله يرحم عمي سلطان..
لأني حسيت بإحساسه يوم انحطيت في موقفه
وعشت السبع سنين اللي فاتت في رعب إنه ابي يعرف ويطردني..
الله يرحمك ياعمي سلطان.. الله يرحمك أشلون استحملت بعد هلك
أنا مجرد الفكرة ما قدرت استحملها..أشلون وأنت عانيتها لين مت بعيد عنا

ناصر باستفهام متخوف: لا يكون عندك عيال بس..

راكان ابتسم ابتسامة باهتة: أصلا مرت محمد حتى وجهها ماشفته..
ثم أكمل بهدوء: اتفقت معها أتزوجها عشان جيرانها يلمون ألسنتهم
وأنا أراعيها هي وعيالها وأخوانها.. لين يكبر ولدها وأخوانها..
لين قبل كم شهر ولد محمد الكبير خلص ثانوية ودخل الشرطة
وهو اللي طلب مني أطلق أمه.. وطلقتها..

ناصر باستفهام: زين أنت كنت متزوج زواج صوري وفي السر..
ليه خليت موضي؟؟
كنت تقدر تزوج موضي.. وفي نفس الوقت تظل متزوج مرت محمد وتراعي عياله..

راكان انتفض بعنف: كان مستحيل أبني حياتي مع موضي على كذب..
واكون مخبي عنها موضوع مثل هذا..
ثم أكمل بحزن: موضي تستحق واحد تكون هي الوحيدة في حياته
ماحد يشاركها حتى في أفكاره

ناصر يتنهد بعمق: زين يومك تقول إنك نزعت حب موضي من قلبك
والمرة اللي انت متزوجها طلقتها قبل كم شهر...
وش يمنعك تتزوج الحين؟؟؟

راكان بحزن عميق وصميمي كعمق راكان وبعد غوره:
فيه شيء في روحي مات يا ناصر..
ماتت فرحتي ولهفتي للزواج
اضطريت أتزوج وأنا شاب صغير عشان الواجب
ضاعت مني فرحتي بزواجي.. فرحة الشاب بلمة ربعه حوله
فرحته بحياة جديدة مع الإنسانة اللي بتكون نصفه الثاني
ثم ضاعت موضي قدام عيني.. وأنا احترق ولا أقدر أسوي شيء
وعقبها أحرقت قلبي بنفسي
قطعت عروقه عشان ينساها

نساها..
لكنه مات.. وانتهى
جفت عروقه ويبست..
وأنا خلاص فقدت كل رغبة بالزواج..
روحي مليانه هم ماعدت أعرف له سبب


**********************************


الساعة 12 ونصف بعد نصف الليل
غرفة لطيفة ومشعل

لطيفة أنهت صنع المراجعة لأولادها
وقامت تريد أن تستحم وتصلي قيامها قبل أن تنام..
فغدا السبت إجازة ولكنها تريد أن توقظ أولادها مبكرا حتى تدرسهم

مشعل يتابع النشرة الاقتصادية.. رأى لطيفة على وشك القيام

سألها وعيناه مثبتتان على الشاشة: وين بتروحين؟؟

لطيفة بنعومة: بأقوم أتسبح وأصلي..

مشعل يكتم صوت التلفاز ويلتفت إليها: اقعدي لطيفة.. أبيش في موضوع

لطيفة عادت للجلوس ووهي تقول باهتمام: هلا آمرني حبيبي..

نغزه قلبه من قولها "حبيبي" بينما هو يريد أن يفاتحها في موضوع أبعد ما يكون عن الحب..

مشعل بهدوء رغم توتره.. لم يعلم أن الأمر سيكون صعبا ومريرا هكذا :
لطيفة أنتي تدرين إنش غالية وقدرش عالي عندي..

لطيفة لم ترتح لهذه المقدمة التي لم تعتدها من مشعل: أدري.. الله يعز شانك

مشعل بذات الهدوء المتوتر وهو يشعر أن الأمر يزداد صعوبة عليه:
يعني مهما يكون أو مهما يصير إنتي قدرش ما يتغير..وبتظلين غالية..

لطيفة سحبت نفسا عميقا وهي تشعر بتوجس مرعب لا تعرف له سببا:
مشعل بدون مقدمات .. أنت وش تبي تقول؟؟

مشعل ألقى جملته وكأنه يزيح هما عن كاهله: أنا أفكر أتزوج مرة ثانية..

لطيفة مازالت لم تستوعب.. وكأن الخطاب غير موجه لها
وكأن المتحدث ليس زوجها..

أحرفها مقطعة تائهة:

أنت.. أنت تبي تزوج علي أنا؟؟ أنا ؟؟؟؟!!!!! علي أنا؟؟!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.

nour66 and عقل like this.

سعود2001 غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
قديم 02-05-09, 06:25 PM   #20

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

يا ربى شو هالعائلة شو هالمشعل عايز يتزوج على لطيفة صح الرجال ما يملى عينهم الا التراب يعنى لطيفة قايدة ايديها العشر له شمع و الأخ بكل برود بيقول أنا بفكر أتزوج مرة ثانية , أنا بقول ل لطيفة يا أختى بدو اياكى تعصبى عليه عصبى يا أختى اضربيه بالنعال حتى( الله يعزكم ) , فى رجال ما يجوا الا بالعين الحمرا ( و الله نرفزنى اعذرنى أخى سعود ما أقصد الاهانة لكنه رجل يعل يعنى ليه ما يتكلم معها بكل صراحة ليه ما يقلها هو شو بدو احنا العرب تعودنا أن الرجل هو الذى يبادر و ليس المرأة يعنى لطيفة حسب ما بتعرف و أتعلمت من أمها أنها هيك مؤدية كل واجبها نحو بيتها و عيالها و زوجها , الله يعينها على هالرجل البارد . راكان ما كنت متخيلة كم الرجولة اللى فيه ولا انه فضل أداء واجبه نحو أيتام صديقه و دفن قلبه و لا قدر يخون موضى من وراها الله ينوله الى فى باله . باكينام شكلها هتوقع مع واحد مثلها بالضبط الله يعينها , الجدة أم محمد أحس فيك جدتى اللى شعلانه فيها النار من فراق ولدها و عدم رؤيتها لأولاده بسبب الغربة( الله يجمعهم على خير) . أخى سعود متابعاك و شكرا لك

هبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.