آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          صغيرات على الحياة / للكاتبة المبدعة أم وسن ، مكتملة (الكاتـب : بلازا - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-09, 04:46 PM   #11

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي



"ما كان يحق لك أنتقوم بذلك... أن صفقتنا هي صفقة عمل لا أكثر و لا أقل."
"هكذا إذن يا باريسا ، ولكن عليك أن تعترفي بأنني نجحت في ذلك لأنك لم تلحظي هبوط الطائرة."
نظرت باريساإلى خارج الطائرة ، لقد كان على حق.
حدقت به بغضب شديد ثم فكت حزامها و حملتحقيبة يدها من على الأرض ، و بعد أن تأكدت من أنه سبقها في مشيته ، نهضت من علىمقعدها. في هذه اللحظات أحضر لها مدير التشريفات المعطف و ساعدها على ارتدائه ،كانت ما تزال ترتجف في الوقت الذي كانت تتبع فيه لوك بوداعة و هما ينزلان سلمالطائرة.
بدا لباريسا أن ضابط الجمارك يعرف لوك جيدا و ذلك من خلال تبادلهماالحديث باللغة الإيطالية في الوقت الذي كانت تقف فيه باريسا بثبات و جواز السفر فييدها. لم تفهم باريسا كلمة مما كانا يقولانه ، باستثناء فيدانزاتا ، أي خطيبتي ، وهنا نظر الضابط إليها و ابتسم ابتسامة ودودة ، فعرفت أنه يهنئها فردت له ابتسامةخفيفة و نطقت بالكلمة الإيطالية الوحيدة التي تعرفها: "غراتزي."
نظر لوك إلىباريسا مبتسما و قال متهكما: "أنك تستطيعين التكلم بلغتي يا حلوتي." ثم أمسك بيدهاو خرجا من المطار حيث كانت سيارة حمراء تنتظرهما.
تفحصت باريسا السيارة ذاتالعجلات المنخفضة بدقة. إن معلوماتها قليلة جدا عن السيارات و لكنها عرفت أن هذهالسيارة الرائعة هي فيراري، و حسب معلوماتها فأن هذا النوع من السيارات ليسبالرخيص. و هنا عادت باريسا مرة ثانية لتؤكد لنفسها أن هذا الرجل محتال كبير ، واعتبرت أن البضعة آلاف التي طلبها لوك ثمنا للصور هي مجرد نقطة في بحر هذا الرجلالذي يتنقل بطائرة خاصة و يمتلك مثل هذه السيارة. إن هذا كله ثمرة الابتزاز. راقبتباريسا رفيقها و هو يفتح لها باب السيارة بكل أدب و احترام و فكرت بأنه ربما لم يكنيرغب في المال بل بقضاء بعض الوقت مع مويا. فبصفته رجل عصابات لا يتمتع بأي أخلاق ولا يبالي
بالطريقة التي يجذب بها النساء.
"اصعدي." قالها آمرا ، ثم نظر في عينيهاالقلقتين و أردف قائلا: "سوف تكونين في أمان ، فأنا سائق بارع." لم تشك باريسا فيما قاله ، فرجل متعجرف و عديم الرحمة مثله لديه الإمكانيات المتوحشة التي تسمح لهبأن يقوم بكل ما يريد و على أكمل وجه ، لقد كانت متأكدة من ذلك.
أرتعشت باريسا وهي تركب السيارة فلقد كانت فاقدة لكل طاقتها ، فأحكمت ربط حزام الأمان و نظرتبطريقة مرتابة إلى لوك الذي كان يجلس إلى مقعد القيادة.
"هل تعيش والدتك فيجنوى.؟" سألته بأدب و هي مصممة على أن تتخطى الثماني و الأربعين ساعة المقبلة بأقلقدر من المشاكل. فما همها أن يكون محتالا و ما همها أن يكون رجل عصابات ، فكلما قلتمعرفتها به كان أفضل لها.

"أحيانا ، و لكنني أمتلك فيلا على شاطئ منطقةبورتوفينو ، و هو المكان الذي سيقام فيه الحفلة."
"كم هذا جميل ، لقد سبق لي أنسمعت بهذا المكان ، ألم يسكن ريكس هاريسون في هذه المنطقة فيما مضى؟"
سالتهباريسا ذلك محاولة أن تتحدث بطريقة إجتماعية معه.
"أعتقد ذلك." ثم نظر إليهانظرة جانبية و أضاف: "و لكنك لست مضطرة أن تبدأي بالتمثيل منذ الآن يا باريسا ،وفري جهدك حتى وقت استقبال والدتي."
هذا صحيح ، يالك من نذل ، قالت باريسا فينفسها فالوقت لم يحن بعد لأكون مؤدبة... و هكذا قضت بقية الرحلة و هي تنظر إلىالطبيعة من نافذة السيارة ، أخيرا و بعد الخروج من المدينة الرابضة على سفح جبل ،ظهر لها الشاطئ الصخري فأعجبت بجماله و بجمال البحر الأبيض المتوسط ذي اللون الأزرقاللازوردي.
لشدة الدفء الذي كان يعبق في السيارة شعرت باريسا بأن هذا اليوم هومجرد يوم صيفي. كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية و السماء زرقاء اللون خالية منالغيوم ، فلم تعرف أن الفصل هو فصل الربيع سوى عندما رأت البراعم الندية التي كانتتنمو على الأشجار المنتشرة على جانبي الطريق. انعطفت السيارة إلى اليسار بين عمودينصخريين يعلوهما رأس أسد منحوت ، ثم تابعت طريقها صعودا عبر طريق تحيط بجانبيه أشجارالصنوبر الخضراء.
فجأة عادت أشعة الشمس و دخلت السيارة فلم تستطع باريسا أنتتمالك نفسها لشدة دهشتها عندما رأت أجمل فيلا وقعت عليها عيناها على قمة تلكالوهدة.
أوقف لوك السيارة ثم نظر إليها. لقد كان لمعان ماكر يشع من عينيه فيالوقت الذي كانت فيه ابتسامة صبيانية ترتسم على وجهه: "أأعجبك منزلي؟"
لا بد أنالأمر هو مجرد نكتة أو خيال ، فلم تستطع إلا أن ترد على ابتسامته بالمثل. قالتبذهول: "إني لا أصدق ما أرى."
لقد كان بناء ضخما ذا شكل دائري و لون زهري وشبابيك ذات قناطر. أما الطابق الأول فقد كانت شرفته التي تزنر البناء مزودةبدرابزين حديدي فخم و منمق و تحتها صف آخر من الشبابيك المقنطرة, كان البناء يشبهمنارة ذات بوابة كبيرة تعلوها قنطرة ضخمة. أما أكثر ما يلفت النظر فهو سطح المبنىالذي كانت تتوسطه غرفة دائرية الشكل تعلوها قبة نحاسية اللون.
"إن المبنى يبدو وكأنه كعكة حلوى ضخمة." قالت ذلك ضاحكة ثم تابعت: "لا أستطيع أن أصدق أن انسانايستطيع بناء منزل كهذا."
"و لا أنا صدقت ذلك عندما رأيته للمرة الأولى. لقد قامأحد نجوم موسيقى الروك بتصميم الفيلا و بنائها في فترة الستينات ، أما الغرفةالمستديرة فهي مرصد فلكي ، يبدو أنه كان يهوى النجوم بصفته واحدا منها. لقد اشتريتهلأنه واقع على قطعة



أرض كبيرة و كنت أنوي هدمه و بناء منزل بتصميم آخر مكانه و لكنبطريقة ما ، عدت و أعجبت بالبناء فأبقيته كما هو ، إنه تصرف غريب و لكن هذا لا يعنيأبدا أني غريب الأطوار... لكن..." ثم حرك كتفيه على الطريقة الإيطالية وابتسم.
كانت باريسا لا تزال تتمتم في الوقت الذي كان فيه لوك يساعدها على الترجلمن السيارة ، ثم شبك مرفقه بمرفقها و رافقها صعودا عبر الدرج الرخامي في إتجاهالباب الضخم ، و قبل أن يصلا غلى آخر درجة فتح الباب على مصراعيه ، و ظهرت منه سيدةمهيبة ذات شعر أبيض و فتحت ذراعيها إلى أقصى درجة ، فما كان من لوك إلا أن ترك يدباريسا و تقدم معانقا إياها.
أخذت باريسا تراقب المتعانقين فقد كانت أمه سيدةعجوز طويلة و ضخمة الجسم ، من الواضح إذن أن هذه هي أمه المريضة ، قالت في نفسها وتابعت مراقبتها.
"باريسا ، حبيبتي ، اسمحي لي أن أعرفك على أمي."
دهشت باريساعندما سمعت كلمة حبيبتي ففتحت فاها و لكنها عادت و أقفلته بسرعة. ثم صعدت الدرجةالأخيرة و تقدمت مادة يدها إلى السيدة العجوز.
قالت برقة: "كيف حالك؟" لكنالسيدة العجوز أبعدت يدها و دون أن تعي باريسا ما يجري حولها ، وجدت نفسها مغمورةبذراعي السيدة العجوز.
"لا داعي للشكليات يا طفلتي ، فأنت ستكونين بمثابة إبنةلي." قالت العجوز ذلك ثم قبلت باريسا على الوجنتين قبل أن ترفع عنها ذراعيها. نظرتباريسا في عيني السيدة العجوز متأثرة بعد أن رأتهما مغرورقتين بالدموع...
"تعالا، تعالا فلندخل..."
لم تدر باريسا ما يحدث لها ، فبعد دقائق قليلة وجدت نفسهاتخلع معطفها و تجلس قرب لوك على كنبة مريحة و في غرفة جميلة.
قالت العجوز: "فلنتناول كأسا من شراب الورد لهذه المناسبة."
هزت باريسا رأسها في محاولة منهالاستيعاب ما يجري حولها ، ثم شدت أصابعها و أصغت لكلامه في الوقت الذي كانت فيهعيناها تحدقان بعينيه.
"لا تنسي سبب وجودك هنا ، فسوف أجعلك تدفعين الثمن إذا ماأحزنت أمي."
أرتعد جسد باريسا على وقع تهديد لوك الذي نطق به بصوت هامس ، ثم نظرت غليه نظرةارتياب و حاولت للحظات قليلة أن تتناسى أنه عدوها.
سألته باريسا: "ماذاتعني؟"
"لن أسمح لك بأن تخذلي أمي بهزة من رأسك الجميل و عليك أن تأخذي منها كوبالشراب و تبتسمي ."
لقد كان لوك مخطئا في تفسير رد فعلها فهي لم تكره والدته ، ولكن الآن ليس الوقت المناسب للجدل. أدارت باريسا رأسها و ابتسمت للسيدة العجوز ثمقالت برقة: "نعم أني متشوقة لشرب شيء ما."
في هذه اللحظات ، ظهر شاب يرتدي بزةسوداء حاملا كؤوس كرستالية أنيقة ، فوضعها على الطاولة قرب السيدة العجوز. التقطالشاب الزجاجة ثم فتحها.
قال لوك و هو يتناول الكوب: "باريسا خطيبتي العزيزة هللنا أن نتحد اتحادا أبديا." و لكن من بريق عينيه عرفت أنه لاحظ حقيقة شعورها و أنهيستمتع بما يقوم به.
و بشجاعة كبيرة ، رفعت باريسا كأسها و أخذت منه رشفة. لقدتقبلت تهاني أمه بمزيج من اللغتين الإيطالية و الإنكليزية و من ثم منحتهما مباركتهابروعة خاتم الخطوبة في الوقت الذي كانت تنظر فيه باريسا إلى عيني لوك اليقظتينتراقبان أقل خطأ.
تنفست باريسا الصعداء عندما قالت السيدة دي ماغي مقترحة: "لابد و أنك متعبة ، فلقد كانت رحلة طويلة ، سوف يرشدك لوك إلى غرفتك و سوف نعود ونتحدث لاحقا هذه الليلة قبل أن تصل الشلة."
في طريقها إلى غرفة النوم ، نظرتباريسا إلى لوك بعينين غاضبتين و قالت مستهزئة: "أهذه أمك المسكينة و المريضة؟ يالك من كاذب ، فهي إمرأة مسترجلة و لكنها تتظاهر بالرقة." لقد حاولت باريسا أن تخفيخوفها ببعض الغضب فقد سمعت السيدة دي ماغي تستعمل كلمة الشلة ، أليس هذا أسما آخرللمافيا؟
"اسكتي و اتبعيني." أمرها بذلك و هو يصعد الدرج الرخامي.
لقد عادلاستعمال تلك الكلمة: اتبعيني ، قالت باريسا في نفسها غاضبة ، لكنها لا تملك أيخيار آخر سوى تنفيذ ما قاله. كيف قامت بتوريط نفسها في هذا المأزق؟ إنها لا تصدق مايجري لها. لا بد و أنها ورثت بعض التهور من عائلة هاردكورت. لقد كانت طوال كلالسنوات الماضية تحاول اقناع نفسها بأنها لا تتصرف بطيش كما تصرف والدها ، و لكنهاليست واثقة الآن من نجاح محاولاتها.
"هذه غرفتك. أتمنى أن تشعري بالراحة هنا. إذا ما احتجت إلى أي شيء اقرعي الجرس الموجود قرب سريرك ، سوف أكون في الغرفةالمجاورة."
ظل لوك ثابتا مكانه ، فنظرت إليه و هي متضايقة من فكرة أن يكون حائطاواحدا يفصل بينهما.
أجابت بطريقة رسمية: "سأكون مرتاحة ، أشكرك." فنجحت في إظهارما تريد. تأملت باريسا الغرفة ، لقد كانت منمقة باللونين الأبيض و الوردي بطريقةأنثوية ، فبدت رائعة. كان السرير من الطراز الملوكي تعلوه ملايات بيضاء ناصعة وزهرية فاتحة. و كان يوجد كنبة صغيرة قرب المدفأة و بعض التحف. باختصار ، كانت غرفةنوم أنيقة.
في هذه الأثناء مد لوك يده و وضعها على كتفها فشدت أعصابها استعداداللدفاع عن نفسها ، فهي لم تكن تعرف أن لوك قريب منها لهذه الدرجة.
قال مشيرابيده الأخرى: "الحمام عند ذاك الباب."
قالت باريسا: "أشكرك." متمنية خروجه منالغرفة.





"إنك مهذبة ، مع أنه منذ أقل من خمس دقائق كنت تنعتينني بالكاذب. تذكريعقاب مثل هذا الكلام يا باريسا."
كان يجدر بها أن تعرف أن تعليقها على أمه ماكان ليمر دون رد فعل منه.
"لقد سبق و حذرتك ، و لكن يبدو أنه عليك تلقي بعضالدروس لتتعلمي كيفية التصرف على أنك خطيبتي."
أمسك يدها بقوة ، فحاولتدفعه.
"حقا يا لوك ، لا تتصرف بطريق صبيانية." إلا أن لوك لم يكترث لمحاولتها فيإبعاده عنها ، فصرخت بشدة: "دعني... يا لك من وحش! لا تلمسني!" جلس على كرسي وعيناه تتفحصان وجهها في نظرة توحي بأنهما تأمرانها بالهدوء حسب تفسير باريساالمذعورة. "لقد سبق أن قلت لي أنك لن تضايقين ، لقد وعدتني." قالت ذلك و هي تعض علىشفتيها.
"حسنا ، و لكني غيرت رأيي ، و لم لا أغيره؟"
نظرت إليه بدهشة ، فهولا يمزح ، بل يعني ما يقول.
"أنت مبتز و محتال و ربما كنت عضوا في عصاباتالمافيا. فمن أين لك لتشتري المطعم و تستأجر الطائرة و تمتلك سيارة فيراري و هذاالمكان؟"
و لدهشة باريسا انفجر بالضحك. و قال بتعجب: "المافيا؟ باريسا إنكتضحكينني..."
لم تلاحظ باريسا ما يضحك فقالت: "حتى أن أمك قالت الشلة ، أتعتقدنيبلهاء."
توقف لوك عن الضحك و ضاقت عيناه و ارتسمت على وجهه علامة جد ثم التقطأنفاسه و عدل جلسته و نظر إلى باريسا المرتجفة من شعرها إلى أخمص قدميها و كأنهيراها
للمرة الأولى ، ثم مرر يده على شعره الكثيف و مسح جبهته و نظر إليها ثانية.
"وماذا لو قلت لك إنني لست مبتزا."
"لو لم تكن كذلك لما كنت أنا هنا." أجابتباريسا مستهزئة ثم نظرت إليه فرأت على وجهه علامات الدهشة.
"هذا صحيح." ثم نهض وإتجه نحو الباب فوضع يده على المسكة و استدار قائلا: "إن غلطتي يا باريسا إننيوعدتك بعدم لمسك. نحن نتناول العشاء عند الساعة الثامنة و النصف. و بالمناسبة ،استعملت والدتي كلمة الشلة لأن لغتها الإنكليزية ضعيفة و ليس لأي سبب آخر." ثم خرجمن الغرفة و أقفل خلفه الباب بهدوء.
حدقت باريسا بالباب لبعض الوقت و هي عاجزةعن تفسير تصرف لوك. لقد أصبح هذا الرجل يشكل لغزا محيرا بالنسبة لها ، فتارة يتقربمنها بطريقة عاطفية ، و بعد دقيقة واحدة يقول أن ما فعله كان غلطة و يتبدل مزاجهفيصبح مهذبا و مضيافا و كريما. كم تمنت باريسا أن تمتلك تلك القدرة على تغييرالمشاعر و الأحاسيس في لحظة واحدة مثله.
لسبب ما شعرت باريسا بأن ما من سببيمنعها من أن تحب إنسانا من نوع لوك دي ماغي. فهو رجل في السابعة و الثلاثين منعمره ، و له عالمه الخاص ، و هو عالم تستطيع أن تعرف بعض صفاته ، ربما أمه أخطأتخطأ لغويا فلم تستعمل الكلمة المناسبة! و لكن لوك لم ينكر كونه عضوا في المافيا. ارتعشت باريسا ثم اعترفت بأن هذا الأمر يفوق قدرتها على الاستيعاب.
لقد كانتتعيش حياة ريفية هادئة في شرق ساسيكس و تزور لندن في رحلة دورية لحضور المسرح أومشاهدة استعراض ما. و مع أنها كانت دائما مفلسة كانت مقتنعة بحياتها. فبعد وفاةوالديها و جدتها تركت لتتولى حياتها على مسؤليتها الخاصة. و بالرغم من أنها كانتتعتبر على الصعيد المحلي من العائلات الأرستقراطية لم تكن تختلط مع هذه العائلات ،و كانت اختلاطاتها على الصعيد الاجتماعي محدودة جدا. أما أصدقائها الحقيقيون ، مثلمويا و ديدي و قلة أخرى ، فقد كانوا أوفياء لها. أما بالنسبة للأصدقاء الذكورفلديها ديفيد و مع أن صداقة ديفيد لم تكن قوية و لم تكن جدية في علاقتها معه فقدكانت تشعر بأنه يلائمها ، فهو إنسان لطيف و غير معقد... يا ليتها كانت معهالآن.
لوك هو نوع الرجال الذين لا يمكن وصفهم إلا بالمعقدين. و لكن مع هذا كانتتحيط به هالة من القوة و الطاقة التي لا علاقة لها بجسده ، بل بشخصيته.
أطرقتباريسا مفكرة في وضعها الحرج ، فما كان يجدر بها المجيء إلى إيطاليا... لقد كانتغلطة كبيرة ، فقد كان يجدر بها اقناع مويا بأن تبلغ الشرطة التي عليها أن تتصرف معلوك دي ماغي على طريفته. و لسبب لا تستطيع فهمه كانت نظرة واحدة من عيني لوكالسوداوين ، كفيلة بأن تحولها إلى مراهقة طائشة مع أنها كانت تعرف أنه مبتز.
وهنا عادت و تذكرت عيني صديقتها الباكية و وجهها الخائف. لم يكن هناك أدنى شكبالنسبة إلى باريسا في أن الرجل خارج عن القانون. و لكن لم تعاني من هذا الانجذابالغامض إليه؟ إن الأمر مجرد جنون. لقد أقنعها منطقها بأن هذا الرجل إنسانحقير.
تنهدت لحالها و كم تمنت لو أنها كانت موجودة مع ديفيد الآن في إنكلترا ،فعلى الأقل ديفيد إنسان من النوع الذي تستطيع مجادلته و اقناعه ، لأنه غير معقد وهادئ. بينما لوك ، لا تستطيع أن تفعل معه هذا الأمر.
للمرة الأولى ، ثم مرر يده على شعره الكثيف و مسح جبهته و نظر إليها ثانية.
"وماذا لو قلت لك إنني لست مبتزا."
"لو لم تكن كذلك لما كنت أنا هنا." أجابتباريسا مستهزئة ثم نظرت إليه فرأت


على وجهه علامات الدهشة.
"هذا صحيح." ثم نهض وإتجه نحو الباب فوضع يده على المسكة و استدار قائلا: "إن غلطتي يا باريسا إننيوعدتك بعدم لمسك. نحن نتناول العشاء عند الساعة الثامنة و النصف. و بالمناسبة ،استعملت والدتي كلمة الشلة لأن لغتها الإنكليزية ضعيفة و ليس لأي سبب آخر." ثم خرجمن الغرفة و أقفل خلفه الباب بهدوء.
حدقت باريسا بالباب لبعض الوقت و هي عاجزةعن تفسير تصرف لوك. لقد أصبح هذا الرجل يشكل لغزا محيرا بالنسبة لها ، فتارة يتقربمنها بطريقة عاطفية ، و بعد دقيقة واحدة يقول أن ما فعله كان غلطة و يتبدل مزاجهفيصبح مهذبا و مضيافا و كريما. كم تمنت باريسا أن تمتلك تلك القدرة على تغييرالمشاعر و الأحاسيس في لحظة واحدة مثله.
لسبب ما شعرت باريسا بأن ما من سببيمنعها من أن تحب إنسانا من نوع لوك دي ماغي. فهو رجل في السابعة و الثلاثين منعمره ، و له عالمه الخاص ، و هو عالم تستطيع أن تعرف بعض صفاته ، ربما أمه أخطأتخطأ لغويا فلم تستعمل الكلمة المناسبة! و لكن لوك لم ينكر كونه عضوا في المافيا. ارتعشت باريسا ثم اعترفت بأن هذا الأمر يفوق قدرتها على الاستيعاب.
لقد كانتتعيش حياة ريفية هادئة في شرق ساسيكس و تزور لندن في رحلة دورية لحضور المسرح أومشاهدة استعراض ما. و مع أنها كانت دائما مفلسة كانت مقتنعة بحياتها. فبعد وفاةوالديها و جدتها تركت لتتولى حياتها على مسؤليتها الخاصة. و بالرغم من أنها كانتتعتبر على الصعيد المحلي من العائلات الأرستقراطية لم تكن تختلط مع هذه العائلات ،و كانت اختلاطاتها على الصعيد الاجتماعي محدودة جدا. أما أصدقائها الحقيقيون ، مثلمويا و ديدي و قلة أخرى ، فقد كانوا أوفياء لها. أما بالنسبة للأصدقاء الذكورفلديها ديفيد و مع أن صداقة ديفيد لم تكن قوية و لم تكن جدية في علاقتها معه فقدكانت تشعر بأنه يلائمها ، فهو إنسان لطيف و غير معقد... يا ليتها كانت معهالآن.
لوك هو نوع الرجال الذين لا يمكن وصفهم إلا بالمعقدين. و لكن مع هذا كانتتحيط به هالة من القوة و الطاقة التي لا علاقة لها بجسده ، بل بشخصيته.
أطرقتباريسا مفكرة في وضعها الحرج ، فما كان يجدر بها المجيء إلى إيطاليا... لقد كانتغلطة كبيرة ، فقد كان يجدر بها اقناع مويا بأن تبلغ الشرطة التي عليها أن تتصرف معلوك دي ماغي على طريفته. و لسبب لا تستطيع فهمه كانت نظرة واحدة من عيني لوكالسوداوين ، كفيلة بأن تحولها إلى مراهقة طائشة مع أنها كانت تعرف أنه مبتز.
وهنا عادت و تذكرت عيني صديقتها الباكية و وجهها الخائف. لم يكن هناك أدنى شكبالنسبة إلى باريسا في أن الرجل خارج عن القانون. و لكن لم تعاني من هذا الانجذابالغامض إليه؟ إن الأمر مجرد جنون. لقد أقنعها منطقها بأن هذا الرجل إنسانحقير.



تنهدت لحالها و كم تمنت لو أنها كانت موجودة مع ديفيد الآن في إنكلترا ،فعلى الأقل ديفيد إنسان من النوع الذي تستطيع مجادلته و اقناعه ، لأنه غير معقد وهادئ. بينما لوك ، لا تستطيع أن تفعل معه هذا الأمر.
بعض الكريم المرطب و قليلا من الظل الأزرق فوق عينيها و بعض الكحل الغامقة علىرموشها ، و أنهت زينتها بوضعها قليلا من البودرة الحمراء على خديها لإضفاء بعضاللون ، ثم سرحت شعرها الطويل و ردته إلى الخلف. و أخيرا وضعت أحمر شفاه على شفتيهاو رشت عطرها المفضل على رقبتها ، و هو عطر قدمته لها مويا كهدية في ذكرىمولدها.
تنهدت باريسا و حالة من العجز تسيطر عليها ، فهي لم يسبق لها أن شعرتبهذا القدر من الوحدة في حياتها ، و شعرت بأنها لن تتمكن من النجاح في مهمتها ،فنظرت إلى صورتها المنعكسة في المرآة ، و شعرت بأنها تنظر إلى إمرأةغريبة.ط
كانت معتادة على اليقظة في حياتها لدرجة أنها أصبحت تعتقد أنها معجونةبطينة من الحذر ، و لكن ماذا لو كان في طينتها جزء من التهور الذي ورثته عنوالديها؟ إنها شيء ترفض باريسا تصديقه. و لكن هل وجودها في بلد أجنبي برفقة رجل لاتثق به و بالكاد تعرفه و تدعي أنها خطيبته يعتبر تصرف إمرأة حذرة؟ قالت باريسامتسائلة بمرارة.
ثم هزت كتفيها و وقفت ، لأن الأجابة عن هذا السؤال سهلة جدا ،فهي قامت بهذا التصرف لأنه لم يكن أمامها سوى خيارين ، إما أن تأتي إلى إيطاليا ، وإما أن تقبل بتدمير حياة أعز صديقاتها ، و هي ما كانت لتقبل بحدوث هذا الأمر. إنمويا هي السبب الرئيسي لوجودها هنا و عليها أن تحاول تخطي مدة إقامتها بنجاح في هذاالمكان من أجلها ، فالأمر يستحق عناء العيش مع لوك ، إذا كان يعني ذلك أن مويا سوفتتزوج من سيمون و تريح تفكيرها.
التفتت ثانية إلى الخزانة ، فأخذت منها حذاءهاذا الكعب العالي و انتعلته ، لقد أصبحت الآن جاهزة لأي شيئ ، قالت ذلك بعزم و هيتنظر في المرآة للمرة الأخيرة ، ثم توجهت نحو الباب. لقد قررت أن تنزل إلى الصالة وتستكشف ما يجري ، قبل أن تفسح المجال للوك بالعودة ثانية إلى غرفتها.
دخلتباريسا الرواق و فوجئت عندما رأت لوك يقترب نحوها. لقد كان رائعا ببذلة السهرةالسوداء التي كان يرتديها و يرتدي تحتها قميصا حريريا أبيض منسجما مع لون بشرتهالبرونزي ، فشعرت بأن قلبها قد زاد من سرعة خفقاته و وجنتاها قد توردتا في الوقتالذي كان ينظر فيه إلى شعرها نزولا حتى فستانها المخملي الأزرق. فأحنت رموشها أملافي إخفاء تأثير نظرته الذي بدا واضحا على وجهها. لقد أصبحت جاهزة لكل شيء ، قالت فينفسها ، كل شيء عدا جاذبية لوك دي ماغي التي لا تقاوم.



آه ، لقد اصبحت جاهزة. كنت في طريقي لاصطحابك."
قال لوك ذلك برقة و هو لا يبعد سوى مسافة قليلةعنها.
فوضع اصابعه على ذقنها ثم رفع رأسها و تأمل وجهها فالتقت عيناه البراقتانبعينيها و أضاف بحساسية بالغة: "إنك فعلا ليدي. ليدي أنيقة جدا."
قالت متعلثمة: "آه ، حسنا ، أشكرك..."
كان يتأملها بسكون و كأنه يحاول أن يستعمل قوة شخصيتهليجعلها طوع يديه. فاستعملت كل ما تملك من إرادة لتتراجع إلى الوراء ثم قالت: "هلانزلنا إلى الصالة ، فأمك في إنتظارنا."
قال مبتسما: "يا لك من جبانة." ثم مشىبقربها محاولا أن يبقى في مشيته خلفها و لو بخطوة واحدة ، الأمر الذي جعلها تشعربالإرتباك.
إن العشاء هو عمل لا ينتهي ، حسب رأي باريسا التي تحدق بصحنها المليءبالتورتة ، فهي لن تتمكن من إنهاء ما فيه بعد أن شربت عدة أكواب من عصير الفاكهةالطبيعية ، و أكلت صحنا كبيرا من السباغتي. بالنسبة للمحادثة التي دارت على المائدة، فقد كانت رسمية ، رغم محاولاتها الحثيثة لم تستطع أن تتصرف بطريقة طبيعية مع لوك، و سبب ذلك حسب تفسير باريسا هو كرهها له و لما يمثل ، و لكن في صميمها كانت تشعربعكس ذلك. لقد وجدت صعوبة في أن تكون طبيعية لأنها كانت تتصرف معه بحذر شديد وبطريقة لم تختبرها و لم تعتد عليها من قبل. لقد قاومت المشاعر الغريبة التي كانتتسيطر عليها مما أدى إلى تصرفها الحذر في محاولة منها للدفاع عن نفسها.
سألتالسيدة دي ماغي: "إن الزواج في العيد الكبير شيء رائع ، أليس كذلك ياباريسا؟"
"لا أعتقد ذلك." أجابت باريسا بحدة لأنها لم تستطع أن تجيبها بـ "كلا". لقد كانت سعادة السيدة العجوز بخطبة ابنها واضحة جدا ، و لو كانت الظروف مختلفةلكانت حماة رائعة بالنسبة إلى باريسا ، و لكن باريسا لم تكن ناجحة في متابعة دورهاكخطيبة محبة. كان للغنى الواضح لسيد هذا البيت ، و الضخامة الباهرة لغرفة الطعامتأثير كبير على تفكير باريسا التي لم تستطع أن تبعد عن رأسها فكرة أن سكان هذاالبيت محتالون. لا بد أن والدة لوك تعرف جيدا من أين يحصل ابنها على هذا المال ، ومع هذا تبدو فخورة به كأي أم أخرى. إن الخدم و الطعام الفاخر و كل ما في هذا البيتيدفعون ثمنه من مال أتى بالنصب و الأحتيال. رمقت باريسا بعينيها لوك و أخذت تفكر. كيف يمكنها أن تنجذب إلى رجل تعرف بينها و بين نفسها أنه خارج عن القانون؟ و هنا لمتستطع إلا أن تعترف بأنها منجذبة بشكل كبير إلى هذا الرجل.
ركزت باريسا بصرهاعلى شعر لوك الأسود و هي في حيرة من أمرها ، فلم تستطع أن تفهم ما يجري لها. لقدكانت تجد نفسها منجذبة إليه ، رغم إن كل الصفات التي تكرهها في الرجال موجودةفيه.






كان لوك يبدو هادئا و مبتسما على المائدة ، غلى أن أدلت باريسا بأحدتعليقاتها اللاذعة فتعكر مزاجه و توقف عن تمثيل دور الخطيب المحب.
بعد ذلك ،تبادل مع والدته بضع عبارات باللغة الإيطالية لم تستطع أن تفهم منها شيئا ، ثم دخلفي سكوت عميق كاد أن يشكل نهاية لصبر باريسا.
لقد كانت تلك فكرته المجنونة ، وكان عليه أن يعرف أنه لن يستطيع بذلك أن يخدع والدته أو أي شخص آخر ، قالت باريسافي نفسها و تمنت لو أنها تستطيع أن تنهض و تخرج من هذا المكان في الحال.
رفع لوكرأسه و نظر مباشرة إلى والدته ثم قال: "عذرا يا أمي ، فأنا أريد أن أتكلم مع باريساعلى إنفراد
و لدهشة باريسا ، نهض لوك و مشى حول الطاولة ثم أمسك بذراعها و قال: "فلنذهب إلىمكتبي."
نظرت باريسا إلى أمه و ابتسمت ابتسامة عصبية في الوقت الذي كانت تخرجفيه من الباب و يد لوك ممسكة بمرفقها.
"لم فعلت هذا؟" سألته باريسا بغضب بعد أنأصبحا في الرواق.
قال لوك: "أريد أن أتحدث معك. أرجوك ، لا تجادلي." ثم فتح أحدابواب الرواق الواسع و اخلها إلى غرفة مكتب مليئة بالكتب.
"إجلسي." قالها آمرا وهو يشير إلى أريكة قرب المدفأة الرخامية الأنيقة.
أشعل لوك المدفأة ، فأخذتالنار تتراقص و تتأجج في الظلمة ثم توجه نحو مصباح المكتب و أضاءه ، و مع هذا بقيتالغرفة خافتة الإضاءة فأخذ لهيب النار يرسل ظلالا تنعكس على الحائط و على لوك فأخفتتعابير وجهه.
بدا لباريسا أن لوك يحاول عدم إظهار وجهه ، فراقبته و هو يجلس خلفطاولة المكتب بطريقة أوحت لها و كأنه يدير جلسة مجلس إدارة. ثم رأت أصابعه و هيتلتقط سكينا لفتح الملفات فعبث بها ثم أعادها إلى مكانها. بعد ذلك التقط بعضالأوراق الموجودة أمامه ثم خلطها ، و بما أنها تعرف عاداته جيدا ، تأكدت أنهغاضب.
سألت باريسا بفظاظة: "حسنا ، ما هذا الشيء المهم الذي بسببه منعتني منإنهاء طعامي؟" ثم عم السكون المكان.
على أي حال ، فهي لم تكن تريد تلكالحلوى.
"لم يسبق لك أن تصادقت مع رجل ، أليس كذلك؟" سألها بعجرفة ، ثم رفع رأسهو سلط بصره عليها.
"ماذا؟" لم تستطع باريسا أن تصدق أذنيها ، يسحبها من غرفةالطعام إلى هنا لكي يسألها هذا السؤال؟ ففتحت فاها و توسعت عيناها على وقعالمفاجأة.
سألت متمتمة و هي تهز برأسها: "هل أنت مجنون؟"




كلا ، و حتى الآنلم تجيبي عن سؤالي يا باريسا."
قالت بسخط شديد: "و لن أجيب عن هذا السؤالالمبهم."
"لا تتكلمي بهذه الطريقة أمامي." قال لوك ذلك بحزم ، ثم تلاشى عصيانباريسا بعد أن لاحظت بخوف شديد التصميم البادي على وجهه العابس. ثم تابع كلامهقائلا: "و لكن هذه المرة سأسامحك ، فلك الحق في أن تخافي مني ، إنك لست مضطرةللإجابة عن سؤالي. لقد كانت أمي على حق ، إذ إني استطيع أن أرى الإجابة علىوجنتيك." و حاول أن يضع يده على ذراعها ليمنعها من الوقوف.
"أمك؟!" قالتهامستغربة فهي لم تكن تعرف عما يتكلم.
"بالضبط ، يا باريسا." ثم وضع يده على اليدالتي تضع فيها الخاتم فشعرت بالذنب عندما تذكرت الإحراج الذي سببته له في محلالصائغ.
"كنا قد اتفقنا على صفقة ، و حتى الآن كان تمثيلك للدور غير مقنع و لايمكن أن ينطلي على أحد. لقد أعربت أمي خلال تناول العشاء ، عن سعادتها لأنها أحستبأنك فتاة محافظة ، لقد كانت على حق ، أليس كذلك؟"
قالت باريسا باقتناع: "نعمهذا صحيح ، مع أن هذا الأمر لا يعنيك."
أيعتقدني بلهاء؟ قالت باريسا فينفسها.
إن هذا الرجل ماكر و عليها أن لا تنسى ذلك.
"لا أملك أية نية لأناقشكفي هذا الموضوع الآن يا باريسا ، و لكن من الأفضل لنا أن نتفاهم على أمر أو أمرينقبل أن نقوم بأية خطوة أخرى."
"نتفاهم؟!" قالت و الابتسامة الساخرة ترتسم علىوجهها: "لا تضحك ، فأنت لا تعرف معنى هذه الكلمة."
قال غاضبا: "حسنا هذا يكفي." ثم أمسكها بعد أن كانت قد وقفت.
قالت صارخة: "دعني!"
قال آمرا: "إسكتي. إذاكنت تريدينني أن ألتزم بالجزء الذي يختص بي من الصفقة و أعطيك الصور فعليك أنتتصرفي بطريقة أفضل من التي تصرفت بها حتى الآن. و كبداية لذلك عليك أن تتوقفي عنسخريتك. إن القرار يعود لك ، فهل أنت مستعدة لبذل بعض الجهد في تمثيل دورك كخطيبةمحبة؟ أم إنك تفضلين إلغاء الصفقة و تحمل نتائج كل ما سيصيب صديقتك من عواقبوخيمة؟"
"كلا ، أريد الصور." لم يكن أمام باريسا أي خيار آخر ، و كان يعلم ذلك ،كما أنها لم تكن تريد أن تخذل مويا. "و لكن ما الذي تعنيه بالضبط؟ أيجب علي أن أظلجالسة بقربك؟"
"لا تخافي يا باريسا ، أعدك بأن لا أقوم بأي تصرف إلا بموافقتك ،و بعد ما حصل بيننا الآن ، لا أعتقد إننا سنجد صعوبة في إقناع مئات البشر ، بمنفيهم أمي ، بأننا ثنائي مغرم."




بعد ذلك تلاشت غمامة الغضب التي سيطرت على لوكلبعض الوقت و حل محلها الهدوء و الرقة.
"إن سبب إحضارك إلى هنا هو إنني أريد..."
قالت السيدة دي ماغي مقاطعة لوك: "هذا أفضل. لقد أصبحتما الآن صديقين ، أليس كذلك؟" نظرت باريسا بدهشة غلى السيدة دي ماغي التي تابعت كلامها: "لا بأس ، لا بأس ، فأناأعرف تصرفات الشباب. إن ولدي لوك سوف يبذل كل جهده لإسعادك ، فهو رجلناضج."
نظرت باريسا إلى لوك و لم تستطع أن تمنع الابتسامة من أن ترتسم على شفتها، لقد بدا لها لوك غير مرتاح و مرتبك.
لا بد إنها المرة الأولى التي يشعر فيهابذلك دون شك.
في اليوم التالي استيقظت باريسا على صوت قرع الباب فداعبت أشعةالشمس عينيها و هي تفتحهما.
قالت باريسا: "أدخل." لا بد و أن الخادمة تحضر قهوةالصباح.
قال لوك ضاحكا: "إنك تبدين مبتهجة ، لا بد و إنك تحبين وقتالصباح."
رفعت باريسا الملاءة ثم نظرت إلى وجهه الوسيم.
"أهذا أنت؟! كنتأعتقد أن الخادمة هي من تدق الباب."
"إنه لمن دواعي سروري أن أحضر لك القهوة." وبهدوء شديد وضع الصينية على الطاولة المجاورة لسريرها و سكب القهوة ، ثم ناولهافنجانا.
"أشكرك." قالتها برقة بعد أن احمر وجهها على وقع هذه المفاجأة.
"إنكتبدين رائعة حين تحمرين من الخجل." قال لوك ذلك مغازلا مما زاد من خجلها. ثم ضحك وأومأ لها قائلا: "لا تقلقي. اشربي قهوتك الآن ،؟ ثم رافقيني إلى الأسفل بعد نصفساعة. أريد أن اصطحبك إلى الخارج تجنبا لضجة ترتيب البيت."
قالت مستغربة: "ضجةترتيب؟!" فحسبما لاحظت ، كان كل شيء في منزله يسير ك****ب الساعة.
"لقد وصلمتعهد الحفلة و بدأ التحضير للسهرة. و يقوم الخدم بترتيب غرف النوم ، و من الأفضللنا أن نخرج من هذا المكان." قال لوك هذا الكلام ثم خرج من الغرفة.
في استطاعةلوك أن يكون مضيفا رائعا ، قالت باريسا في نفسها و هي تستذكر ما حدث في الليلةالماضية. فبعد أن انضمت إليهما أمه في المكتب ، تلاشى التوتر الذي كان يعم الغرفة وشرب الثلاثة القهوة و تناولوا كعكا بالشوكولا ، كان للغة


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:51 PM   #12

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

السيدة دي ماغي الركيكة ولحماسها لخطوبتهما الأثر الكبير في تلطيف أجواء السهرة ، لدرجة إنه بعد أن خرجتالسيدة دي ماغي من الغرفة مقبلة الأثنين ، قضيا ساعة رائعة في الدردشة بأمور تتعلق "ببافاروتي" و "دومنيغو" ، و هما مغنيا الأوبرا المفضلان بالنسبة إلى لوك ، لأنهكان عاشقا لموسيقى الأوبرا مثل معظم الإيطاليين. بعد هذا الحديث رافقها لوك صعوداإلى الطابق العلوي و تمنى لها ليلة هادئة ، و قال: "إنها هدنة يا باريسا ، ليومواحد فقط." و هكذا وافقت باريسا على هذه الهدنة.
قررت باريسا أن تخرج مع لوكلتستمتع بنهارها متناسية سبب وجودها في إيطاليا ، فالتقطت معطفها و نظرت في المرآةللمرة الأخيرة ثم خرجت من غرفتها.
كان ذلك النهار يوما مميزا جدا. فقد كانتالشمس ترسل أشعتها الدافئة مبشرة باقتراب فصل الصيف ، فتنتشر أشعتها الذهبية عبرالمروج.
قاد لوك سيارته الفيراري عبر الطرق الريفية المتعرجة بخبرة كبيرة ، ثمترجلا من السيارة و وقفا على وهدة و أعجبا بجمال المناظر الخلابة.
كانت أصواتالأمواج المتكسرة على الشاطئ و اصوات طيور النورس المحلقة فوق البحر تتقاطع معبعضها البعض فتؤلف لحنا موسيقيا.
بعد الظهر تركا الوهدة نزولا في إتجاهبورتوفينو.
"إن هذا الوقت هو أفضل أوقات السنة حسب رأيي." قال لوك ذلك و هويساعدها على الخروج من السيارة.
سألت باريسا: "ألا تعتقد أن الصيفأفضل؟"
"كلا ، ففي فصل الصيف يكون هذا المكان مكتظا بالسياح و يكون المرفأمزدحما بالأجانب ، أما الآن فلا يوجد في المنطقة سوى السكان المحليين." و بينما همايتكلمان اقترب صبي لا يزيد عمره عن العشر سنوات من لوك.
"عذرا عذرا." قال الصبيموجها كلامه إلى لوك.
حمل لوك الولد و أرجحه بين ذراعيه ثم عاد و أنزله أرضابرفق شديد.
راقبت باريسا الأثنين باندهاش ثم زادت دهشتها عندما لاحظت أن الصبيبذراع واحدة. إنه أمر محزن حقا. و لكن مع هذا كانت الابتسامة لا تفارق وجهه.
لمتستطع باريسا أن تفهم شيئا من الحديث الذي دار بينهما باللغة الإيطالية ، كما لمتفهم السبب الذي من أجله أعطى لوك الولد المال. أمسك لوك باريسا و شرح لهاالأمر.
"إن باولو صديقي، و أنا أدفع له المال لأنه ينظف زورقي. كنت أنوي أن آخذكلرؤيته و لكنني جائع الآن."
قالت باريسا ممازحة: "لا تريد أن تأخذني لأنه لايمكن لأي شيء أن يحول بينك و بين الطعام."



قال لوك برقة: "في إمكانك أن تفعليذلك ساعة تشائين و في أي وقت."
قالت باريسا بعد أن أخجلها لوك بإطرائه: "حسنا ،فلنأكل."
"ما زلت جبانة." قال لوك و هو يرفع يدها و قربها من فمه ليقبلها ، ثم نظر إلىأصبعها و تابع: "أين خاتمك؟"
"لقد تركته في غرفة النوم ، فقد أردت أن استمتعبهذا اليوم بشخصيتي الحقيقية ، كما أن الخاتم هو مجرد وسيلة لتكملة تمثيلية هذهالليلة." قالت باريسا ذلك و هي متأكدة من أن لوك سيتفهم الأمر.
قال بغموض: "إذاكان هذا ما تريدين ، فلا بأس." فنظرت إليه و لكنه أشاح بوجهه عنها ، فشعرت باريسالوهلة بأنها جرحت شعوره و لكنها عادت و استبعدت الفكرة بعد أن عاد للكلام.
"إنهمطعمي المفضل." قال لوك و هو يقودها إلى مقهى صغير قرب البحر من النوع الإيطاليالنموذجي حيث رحب مدير المقهى بـ لوك على إنه صديق قديم.
لم تذكر باريسا إنهااكلت وجبة في السابق و استمتعت بها إلى هذا القدر ، كما إنها لم تكن تملك أية فكرةعن الطعام الذي تناولته إلى أن أخبرها لوك بأنها قد أكلت كبدا.
قالت مستغربة: "ولكنني أكره الكبد." و لكنها ما لبثت أن انفجرت بالضحك بعدما أشار لوك إلى صحنهاالفارغ.
"إن ذلك واضح يا حلوتي."
و غادرا المطعم متجهين إلى السيارة.
بعدأن جلست باريسا في السيارة ، نظر لوك إليها بجدية محدقا بعينيها.
"أتعرفين مايعجبني فيك؟"
"ماذا؟" سألت و عيناها الزرقاوان تتأملان بريق عينيه.
"يعجبنيفيك أنك لا تسمحين لأي شيء بأن يعكر صفو سعادتك. فقد هددتك لكي تأتي إلى إيطاليا ،و كان في إمكانك أن تجعلي هذا اليوم رهيبا ، و بدل ذلك جعلته سعيدا ، فقد استمتعتبكل دقيقة فيه ، و لا أظن إنه يوجد بين معارفي من استطيع أن اسعد بوقتي معهم كماسعدت معك."
حاولت باريسا أن لا تركز على نبرة صوته الجدية و بريق عينيه المتأججخوفا من الانجذاب إليه.
"من الواضح إنك لا تقابل النوع المناسب من البشر." قالتله ذلك برقة في محاولة منها لكسر هذه الجدية المفاجأة ، ثم عدلت جلستها و أمسكتحزام الأمان ، فأخذه من يدها و أحكمه حولها.





"ربما إنك على حق يا حلوتي ، و لكنفي إمكانك أن تحكمي بنفسك هذه الليلة." ثم أدار محرك السيارة منطلقا و مضيفا: "سوفيحضر الحفلة كل أفراد عائلتي تقريبا و مجموعة كبيرة من الأصدقاء."
لم تجب باريساعلى ما قاله ، فقد ذكرها كلامه بسبب مجيئها إلى إيطاليا ، الأمر الذي سبب لهاإنزعاجا. لقد كانت قد تناست طبعه الحاد بعد اليوم السعيد الذي قضياه معا ، أما الآنففكرة السهرة التي تنتظرهما هذه الليلة تسبب لها ضيقا.
الفصــــــــــل الـخـامــــــــس



كانت باريسا تضع اللمسة الأخيرةمن زينتها على وجهها عندما لعنت حظها. فقد إنزلق اصبع أحمر الشفاه عن خط شفتهاالعليا على صوت قرع باب غرفتها.
و بسرعة مسحت فمها بمنديل ، و أعادت وضع أحمرالشفاه بشكل صحيح ، و بعد أن اقتنعت بالنتيجة توجهت إلى الباب لتفتحه.
كان منظرلوك الذي يقف منتصبا على الباب تأثير كبير على باريسا التي حبست أنفاسها عندمارأته. كان يرتدي بزة سهرة ذات سترة مفتوحة حيث يظهر تحتها قميصه الحريري الأبيضالأنيق ، فغطت مسحة من الخجل وجهها من جراء نظرته المتأملة التي تفحصت و دققتبثوبها المخملي الأسود الذي كانت ترتديه.
قال برقة: "تبدين رائعة يا باريسا. وثوبك مثلك تماما ، فيه لمسة من الجرأة." ثم أمسك بذقنها برقف شديد و نظر إلى وجههامقدرا جمالها، فلاحظت أن عينيه تحملان تعبيرا لا تستطيع فهمه.
كانت تعرف أنهاأخطأت عندما ارتدت هذا الثوب ، فهو جريء التصميم ، و هي الصورة التي لم تكن تنويإبرازها.
و بعد أن التقطت أنفاسها ، لعنت الساعة التي اشترت فيها ثوب السهرة هذامن أحد المحلات الصغيرة التي كانت تقدم حسما في العام الماضي في منطقة برايتون، كانيبدو في ذلك الوقت مناسبا جدا لها و وجدت أن شراءه فرصة لا يمكن تفويتها. و لكنالآن و بعد أن لاحظت مدى إثارة ثوبها ، أدركت مدى فداحة غلطتها.
تلاشى حذرباريسا عندما اقترب منها و قال:
"هل أنت جاهزة للانضمام إلى الحفلة يا خطيبتيالجميلة؟"
لم تستطع باريسا أن تسيطر على الرجفة التي كانت تعتريها ، و لكنهااستجمعت قواها ، و مدت له يدها فبدا الخاتم اللماع يتلألأ كالنار فيإصبعها.
قالت مازحة: "أجل ، و لم أنس وسيلة التمثيل."





بعد نصف ساعة تقريبا ،كان لوك يطوق كتفي باريسا بأحد ذراعيه ، و يطوق أمه بالذراع الأخرى.
"هذا كل مافي الأمر سيداتي. لقد حيينا الجميع ، و الآن حان وقت الاستمتاع بالسهرة." ثم رافقباريسا إلى حلبة الرقص ذي الأرض البراقة و راقصها برشاقة.
بعد أن ردت الضحكة إلىلوك ، أطرقت باريسا مفكرة بمدى وسامة هذا الرجل الذي يشاركها السهرة ، و قررت أنترمي الحذر جانبا و تستمتع بوقتها و لو لليلة واحدة فقط ، فارتسمت ابتسامة جميلةعلى ثغرها. ثم نظر إليها نظرة رضى قبل أن يجيل نظره في أرجاء الصالة مراقبا الحشدالموجود فيها.
"حتى الآن يسير كل شيء بشكل رائع يا حلوتي. فأمي تستمتع بسهرتهابشكل كبير ، حيث لم يسبق لي أن رأيتها أكثر سعادة من الآن. و أخيرا أصبح في إمكانهاأن تتحدث مع أصدقائها عن الأحفاد الذين سترزق بهم بعد فترة قصيرة ، أما بالنسبة إلىاصدقائي ، فكلهم يحسدونني لأنني أسرت أجمل سيدة." ثم لمعت عيناه بسعادة و هو ينظرإليها.
"ألا تشعر ببعض الذنب يا لوك و أنت تخدع أمك؟" سألته باريسا ذلك و هيتشعر ببعض الحرج و تفكر للمرة الأولى في الاسلوب الذي سيبرر فيه سبب فسخ الخطوبةالعاجل.
"إنك تعرفين يا باريسا كيف تسبرين أغوار ضميري ، مع أنني استطيع أن أقسمبأنني كنت منذ بضعة أيام بلا ضمير."
"إذن ، هذا يعني أنني نجحت في شيء ما." قالتمبتسمة في محاولة منها لإخفاء مشاعرها المنهارة.
و بينما هما يتحدثان ، دخل صوتثالث عالمهما الخاص.
"إنه دوري يا لوك ، فلا يمكنك أن تراقص هذه السيدة الجميلةبمفردك طوال السهرة."
أجاب لوك بإقتضاب: "آه ، و لكني استطيع ذلك."
لقد سبقللوك أن قدم لها الرجل الذي قاطعهما في بداية السهرة على أنه مساعده الخاص و اسمهألدو جينيتي. كان الرجل بطول باريسا تقريبا ذا شعر أسود و عينين بنيتين. و كانت تقفإلى جانبه زوجته و هي حسب ما بدا لباريسا من أجمل ما رأت من النساء و اسمها آناجينيتي. كانت آنا ترتدي فستان سهرة أسود أنيق ، و سوارا من الماس يطوق معصمها ، وحسب تقدير باريسا ، فإن السوار وحده يقدر بثروة.
تبادلت آنا الحديث مع لوكباللغة الإيطالية ثم حشرت نفسها بين باريسا و بينه و وضعت يدها ذات الأظفار المطليةباللون الأحمر على ذراعه فبدت كالمخالب. نظرت باريسا إلى لوك مرتجفة ، و كم تمنت أنلا يعير آنا أي اهتمام ، و لكنه بدل ذلك نظر إليها ضاحكا و باللغة الإنكليزية:





"و كيف في إمكاني أن أرفض مراقصتك؟"
قال ألدو: "هيا يا باريسا ، لم يبقسوانا ، أنا و أنت. لنر هذا الحشد كيف يكون الرقص." و هنا عزفت الفرقة المسيقيةلحنا صاخبا، فقررت باريسا أن ترقص ، و لم ترفض؟ فقد كانت تحب الرقص. استسلمت باريسا للايقاع الصاخب بكل جوارحها و تمايلت بقدها المياس برشاقة لا تضاهى، و لم يكن ألدو بالرقص السيء.
أفسح المجال لألدو و باريسا للرقص و خلال دقائقلم يبق سواهما في الحلبة و اكتفى الباقون بالمراقبة.
تضاحكت باريسا بصوت عال علىإطراءات ألدو المفرطة ، و دارت حول نفسها عند إنتهاء الوصلة الموسيقية ، فتطايرشعرها على كتفيها ، ثم رمقت لوك بعينيها و لاحظت كم كان غاضبا.
قال ألدو لاهثا: "أشكرك يا باريسا ، لقد كنت رائعة."
"أجل يا حلوتي. لم أكن أعرف أنك تحبينالأستعراض."
قال لوك ذلك بغضب ، و هو يقترب منها ، ثم تابع كلامه هامسا فيأذنيها: "في المستقبل أفضل أن تكبحي جماح مواهبك الدفينة ، فأنا لا أقبل أن يراقبضيوفنا جمال خطيبتي."
لقد سبق لها و رأته و هو يراقص آنا فكيف يجرؤ علىإنتقادها؟ كما أنها ليست خطيبته.
"ألا تلاحظ أنك نسيت أمرا ما؟"
"اسكتي ياباريسا ، أتريدين أن يسمعنا كل الناس." قال هامسا في أذنيها قبل أن يتابع كلامه: "بالنسبة لهذه الليلة على الأقل ستكونين معي أنا ، و لن أسمح لأي رجل بالاقتراب منك، مفهوم؟" قال ذلك بإلحاح.
فكرت باريسا بتملكية لوك ، و تساءلت عما إذا كان يشعربالغيرة عليها ، فسرت لهذه الفكرة و احتفظت بها لنفسها.
عاد لوك و باريسا للرقصثانية ، فشعرت و كأنها سندريلا الحفلة. و غرقا في تمثيل دور الخطيبين ، لدرجة أنباريسا لم تعد تميز التمثيل من الحقيقة و لكنها لم تأبه للأمر.
تركت السيدة ديماغي الحفلة عند منتصف الليل تقريبا ، بعد ذلك بدأ الضيوف بالرحيل بشكل تتابعي حتىلم يبق سوى أربعة ثنائيات لمتابعة السهرة.
عند الساعة الثانية فجرا لم يكن قدتبقى في الطابق السفلي سوى لوك و باريسا.
سألها لوك: "هل ترغبين في فنجانقهوة؟"
قالت متثائبة: "كلا. لقد كانت سهرة رائعة." ثم نظرت إلى عينيه و تابعت: "من المؤسف أنها أنتهت ، و لكن..."




"لا تقولي "لكن" يا باريسا ، فالحفلة لم تنتهبعد ، على الأقل ليس الآن..."
راقبت باريسا لوك و هو ينزع ربطة عنقه و يفكالزرين العلويين من قميصه ، فسيطرت على تفكيرها مسحة من الخوف ، ما الذي يفعله هذاالرجل؟ لا بد و أنها أهينت!
"إني أقصد المرصد الفلكي في معظم الليالي عندما أكونهنا ، فمراقبة السماء في الليل تساعدني على النوم ، ما رأيك في أن ترافقيني؟"
لميفعل لوك الشيء الذي كانت تتوقعه باريسا ، فشعرت بالخجل من إفتراضهاالخاطئ.
قالت موافقة: "نعم ، أود ذلك." فبعد أن قضيا يوما رائعا سويا ، و بعد أنلاحظت أنه لم يقم بأي تصرف شائن ، لم تجد مانعا لمرافقته. فلقد أصبحت أفكارها هيالشائنة ، حسب إنتقادها.
تسلق الأثنان السلم بهدوء محاولين عدم إزعاج ساكنيالمنزل ، ثم تبعت باريسا لوك في الممر ذي الإضاءة الخافتة.
"انتبهي لخطواتك." قال لوك و هو يفتح الباب و يدخل إلى الغرفة ، فتبعته ممسكة يده التي مدها لها فيالظلام حيث أنه لم يكن في الغرفة سوى مصباح خافت الإضاءة.
نظرت باريسا حولهاباهتمام ، فرأت منظارا ضخما مرتكزا على منصة دائرية في وسط الغرفة ، و لاحظت أنه لميكن في المكان سوى طاولة مكتب و مقعد جلدي و أريكة كبيرة.
"إن المكان مقفر وموحش." قالت باريسا ذلك و هي تشعر بأنها محتجزة بين جدران هذه الغرفة.
"راقبي." قالها لوك و بكبسة زر واحدة فتحت قبة الغرفة لتظهر منها عدسة المنظار.
"آه ، إنهأمر فتان." في هذا الوقت تراجع لوك مفسحا في المجال للقمر بإضاءة الغرفة بضوئهالفضي فرفعت باريسا رأسها و نظرت بمهابة إلى النجوم المتلألئة في الفضاء.
"إننامحظوظان لأن السماء صافية." قال لوك ذلك و هو يساعدها على المشي ، فمشت معه إلى وسطالغرفة.
ترك لوك باريسا ، ثم خلع سترته و عدل المنظار ، ثم جلس على المقعد الذيإلى جانب مقعدها و قال لها:
"إنظري يا باريسا". فنظرت باريسا بسكون و انبهارإلى النجوم و الكواكب التي كان يشير إليها.
إنه رجل جذاب جدا ، قالت باريسابينها و بين نفسها في الوقت الذي كانت تبعد فيه



رأسها عن المنظار و تتأمل تقاسيموجهه الوسيم. كان لوك مستغرقا في ما يقوم به.
فألقت باريسا برأسها على ظهرالمقعد ، ثم أغلقت عينيها.
لقد بدا لها الأمر و كأنه لا يوجد غيرهما في هذاالعالم و شعرت بأنها سوف تظل تذكر هذه الليلة طوال حياتها.
"أنا آسف يا حلوتي ،فلقداستغرقت في ممارسة هوايتي ، لا بد و أنك متعبة."
"لوك..."
"اعذريني لدقيقة ،فعلي أن أتحقق من أمرما. ارتاحي."
لم تستطع باريسا و هي تفكر بينها و بين نفسهابـ لوك ، فقد رأت احترام اصدقائه له في هذه الليلة ، و رأت احترامه لأمه.
و رأتاهتمامه بالطفل المعاق ، كل هذه الأمور شواهد على طبيعته المحبة و نفسه الكريمة. ولكن لم أصبح مجرما؟ ربما أن أشخاصا آخرين ورطوه في هذه الأمور.
كانت تحاول أنتجد له الأعذار ، و مع أنها كانت تعرف أنه مبتز و لص ، إلا أن نظرة واحدة من عينيهالسوداوين كفيلة بأن تنسيها ما تفكر فيه. ثم ابتسمت ، لأنها لم تكن تعرف معنى هذاالكلام إلى أن قابلت لوك.
فتحت عينيها ببطء حين سمعته يقول:
"أهذه ابتسامةسرية يا باريسا ، بم كنت تفكرين؟"
"إن الرجال المحترمين لا يسألون مثل هذاالسؤال ، فللسيدات أسرارهن الخاصة."
كان جواب لوك الوحيد على كلامها هو أن تمنىلها ليلة سعيدة بعدما أوصلها إلى غرفتها.

الفصــــــــــــل الســــــــــــــادس



في اليوم التالي و فيما كانت باريسا ترشف قهوتها الصباحية في غرفة الجلوس مع لوك ، إذا بالهاتف يرن.
"عذرا يا باريسا ، فعلي الرد على الهاتف. لا بد و أن الأمر طارئ ، و إلا لما تجرأ أحد على إزعاجي." و نهض عن الأريكة ثم التقط سماعة الهاتف.
شعرت باريسا بفراغ الأريكة الواسعة بعد نهوضه. ثم فكرت بقوله المتعجرف أن أحدا لا يجرؤ على إزعاجه ، الأمر الذي دفعها إلى أن تكون أكثر تيقظا منه بسبب وضعها الحرج معه. هكذا بدأ الحلم الذي عاشته خلال الأربع و العشرين ساعة الأخيرة بالتلاشي. نظرت باريسا بحذر إلى لوك ، فراقبته و هو يلتقط سماعة الهاتف و أخذ يصغي بإهتمام إلى الشخص الذي يحدثه على الطرف الآخر لخط الهاتف. لقد كان رجلا قويا ، ديناميكيا ، و كان لوجوده رهبة كبيرة. لم تستطع باريسا أن تفهم كلمة مما كان يقوله ، و لكنها استطاعت أن تعرف أن مزاجه قد تعكر لأن ذلك كان واضحا على ملامحه.
نهضت باريسا ببطء شديد من مقعدها ، ثم أغمضت عينيها و الأحمرار باد على وجهها ، و كأنها لاحظت الآن جسامة الغلطة التي اقترفتها بمجيئها إلى إيطاليا.






لم تجرؤ باريسا على أن تنظر إلى لوك. لا بد و أنها كانت ثملة أو مجنونة أو مسحورة ، أو الثلاثة معا.
أشاحت باريسا برأسها هربا من عينيه الساخرتين. و لكن بعد أن لاحظ لوك رد فعلها و خجلها ، بدل ملامح وجهه و نطق ببضع كلمات مقتضبة ، ثم وضع الهاتف جانبا و توجه نحو باريسا.
قال لها: "كنت أنوي أن أجعل هذا الصباح مميزا يا باريسا ، و لكن من سوء حظنا أن هناك حالة طارئة في المصنع في مدينة نابولي. يبدو أن حريقا شب في المصنع في الليلة الماضية و جرح ثلاثة رجال ، لذا يجب علي التوجه إلى هناك.
صعقت باريسا من كلامه ، فنظرت إلى وجهه الوسيم. لقد كانت تريد أن تخبره بأنها تحبه ، و لكنها استدركت الأمر لأن الوقت ليس مناسبا لذلك ، مع علمها بأن هذا الوقت لن يأتي أبدا. فابتسمت ابتسامة عريضة مملوءة بالغبطة ، و نظرت إليه بعينيها الزرقاوين اللتين عكستا حقيقة حبها الجديد.
"لا تنظري إلي هكذا يا باريسا. إن علي الرحيل بعد نصف ساعة ، و لكن عليك أن تبقي هنا حتى أعود ، علينا أن نتحدث مع بعضنا."
"و متى تعود؟"
"بعد يوم أو يومين على الأكثر."
تململت باريسا: "و لكن علي أن أعود إلى دياري ، فهناك مويا..." ثم تابعت كلامها باندهاش: "الصور!" كيف استطاعت أن تنسى السبب الرئيسي لوجودها هنا؟ قالت في نفسها ، إن حبيبها مبتز و ربما أسوأ من ذلك! و مع هذا نسيت أمر صديقتها.
سيطر القلق على عيني باريسا و فكرت بأنه لا مجال لبقائها في إيطاليا لإنتظار لوك و أن أفضل حل أمامها الآن هو إنهاء مهمتها و الرحيل.
"لا يوجد أمامي الآن متسع من الوقت لأشرح لك ، لذا سوف أسمح لك بأن تتغلبي علي هذه المرة. سوف أحضر الصور و أرتب أمور سفرك لتعودي إلى إنكلترا اليوم. و لكن تذكري أنك لي ، و انتظري مني مكالمة هاتفية هذه الليلة ، اعطني رقم هاتفك."
و بدافع من حذرها الشديد ، أعطت لوك رقم هاتف مويا في لندن بينما كان يرافقها إلى غرفتها.
بعد أن ارتدت باريسا بنطالها و قميصها الصوفي ، وجدت نفسها واقفة في الفناء الخلفي للفيلا و بيدها مظروف الصور و إلى جانبها يقف لوك الذي كان مهندما ببدلة أنيقة و ترتسم على شخصيته ملامح الرجل الناضج و الناجح. في هذا الوقت حطت الطائرة المروحية على العشب الأخضر مكملة شخصية لوك.
"إني أكره وداعك بهذه الطريقة يا باريسا ، و لكنني مضطر. سوف أكون في لندن في أسرع وقت ممكن."
"لا بأس ، فأنا أتفهم الوضع." و لكنها لم تكن تتفهم شيئا ، لأنها لم تكن تعي الوضع الذي أصبحت عليه ، لأن جزءا منها كان يريد التشبث بـ لوك و يحاول إقناعها بالذهاب معه و عدم النظر إلى الوراء.

"فتاة طيبة. إن أول ما أحببته فيك هو وفاؤك لصديقتك الذي أحب أن يكون لي مثله. أعرف أني أكبر منك سنا بكثير ، و كان يجب علي السيطرة على نفسي بشكل أفضل ، لقد أعجبت بك لدرجة أنني لم أعجب بأي إمرأة أخرى بهذا القدر. ضعي خاتمي و انتظريني."
"سوف أفعل." كانت تائهة في بريق عينيه. قد لا تكون كلماته اعترافا صريحا بالحب، لكنها كانت كفيلة بأن تجعل قلب باريسا يقفز من الفرح.
و هكذا ودعها للمرة الأخيرة و قال: "سوف أقضي معك بعض الوقت لاحقا. أعدك بذلك." تذكرت لوك و هو يوجه مثل هذه الكلمات إلى مارغوت ماي. إنها المغنية التي يبدو أن باريسا نسيت كل ما يتعلق بها.
و بخطوات متثاقلة قفلت عائدة إلى غرفتها حيث كانت المدفأة مشتعلة و سريرها مرتب. فهزت كتفيها و توجهت إلى المدفأة ، حيث رمت بالصور في النار و راقبتها و هي تحترق.


لقد انتهت المهمة الآن. و لكن ماذا كان الثمن؟
توجهت باريسا إلى السرير و تمددت و أخذت تفكر. فأين المشكلة في أن يكون لوك قد التقى مارغوت ماي خلال عطلة الأسبوع المنصرم؟ لقد أصبح هذا الأمر جزءا من الماضي. فأمر انجذاب الرجل إلى إمرأة ما بسرعة ، أمر محتمل ، و قد حصل لها ذلك أيضا. فقد قضت ثلاثة أيام فقط برفقة لوك و مع هذا أغرمت به. لذا ما المانع في أن يكون قد حصل نفس الشيء للوك؟ لقد سبق له أن أخبرها بأنه أعجب بها منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها ، و لكنها لم تستطع أن تتحمل فكرة أن يكون قد كذب عليها ، و لكن إذا كان كلامه صحيحا ، فماذا عن الباقي؟ أي الابتزاز!
و بسرعة نهضت و بدلت بنطالها و قميصها. ثم وضعت ماكياجا خفيفا على بشرتها مكونا من الكريم المرطب و أحمر الشفاه و أجلت أمر تساؤلاتها حتى تلتقي بـ لوك لأنها لم تكن تنوي أن تستبق الحكم عليه. لقد كانت متشبثة به ، و هي تعرف هذه الحقيقة جيدا. و لكن من الممكن و من المحتمل أن تكون مويا هي الشخص الوحيد الذي حاول ابتزازه ، و ربما كان للوك تفسيرا منطقيا لتبرير أفعاله الشائنة. و لكن من تحاول أن تخدع؟ لا أحد سوى نفسها.
فقد وقعت في حب محتال. إن من سخرية القدر ، أن الرجل الذي وقعت في حبه متهور أكثر من والديها و سلالتها بمئات المرات ، إلا أن والديها كانا صادقين ، و هذا أدنى المطلوب ، أنما لوك...
رفضت باريسا أن تتابع تفكيرها بهذه الطريقة ، ففتحت الخزانة و سحبت منها ثيابها و وضبتها في حقيبتها. ثم حملت الحقيبة و المعطف و جالت بنظرها في أرجاء الغرفة للمرة الأخيرة. فابتسمت عندما رأت الخاتم لا يزال على الطاولة و تذكرت لوك عندما طلب منها أن تضعه في اصبعها ، فوضعته ، و شعرت بارتفاع معنوياتها.
بعد نصف ساعة تقريبا ، عادت معنوياتها للانهيار ، فقد كانت باريسا واقفة في غرفة الطعام قرب طاولة المائدة الأنيقة تحاول اختيار طعام فطورها عندما دخلت تينا إلى الغرفة.
"باريسا ، أيتها المحتالة ، لمَ لم تخبريني يوم الجمعة الماضي بأنك مخطوبة من لوك؟! الأمر رومنطيقي حقا ، فلطالما شككت في أنه مغرم بك حتى الجنون ، لقد غضب جدا من تلك الحيلة التي مررناها عليه أيام الدراسة ، و أقسم بالانتقام في بادئ الأمر ، لكنه عاد و تناسى ما حدث ، و يضحك من تلك الحيلة كلما تذكرها ، إني سعيدة لأجلكما."
لم تلتق باريسا تينا في الليلة الماضية لأن الفرصة لم تسنح لذلك ، و هذا الصباح لم تكن في مزاج يسمح لها بالإستماع إلى مجاملتها حول تلك الخطوبة المزيفة.
"أشكرك."
"لقد وعدت جينو بأن آخذ له بعض الطعام ، إنه في إنتظاري." و بلمح البصر ، ملأت صحنا بالطعام و غادرت المكان.
التقطت باريسا صحنا و وضعت فيه قطعة من "الكرواسان" و كانت على وشك أن تسكب فنجانا من القهوة عندما دخلت آنا ، السمراء الفاتنة.
"لقد سمعت أنك تعرفين لوك منذ مدة طويلة..." قالت آنا ذلك بلغة إنكليزية ركيكة ثم توجهت نحو باريسا و وقفت بقربها و تابعت: "لقد قدم لك الخاتم و سوف يتزوجك من أجل أمه." ثم حدقت آنا بعينين قاسيتين كالجليد إلى باريسا و تابعت كلامها: "إن أمه سعيدة ، فبالزواج من "ليدي" إنكليزية يكون لوك قد قدم لوالدته... كيف تقولينها؟ آه ، يكون قد قدم لها المركز الإجتماعي الذي تريد."
شحب لون باريسا على وقع تعليق تلك المرأة اللاذع.
"اسعدي بوقتك الآن ، لأن لوك ليس من النوع الوفي ، و قريبا سوف تحصلين على سوار ، تماما كما فعلنا نحن... لقد قدم لي هذه ، إنها جميلة أليس كذلك؟"
قبل أن تستجمع باريسا أفكارها لترد على آنا ، ظهرت السيدة دي ماغي و وجهت كلاما إلى تلك المرأة جعل لونها قرمزيا و اضطرها للخروج.
قضت باريسا بقية ذلك الصباح تحاول فهم ما قالته السيدة دي ماغي بمزيج من اللغتين الإنكليزية



لقد انتهت المهمة الآن. و لكن ماذا كان الثمن؟
توجهت باريسا إلى السرير و تمددت و أخذت تفكر. فأين المشكلة في أن يكون لوك قد التقى مارغوت ماي خلال عطلة الأسبوع المنصرم؟ لقد أصبح هذا الأمر جزءا من الماضي. فأمر انجذاب الرجل إلى إمرأة ما بسرعة ، أمر محتمل ، و قد حصل لها ذلك أيضا. فقد قضت ثلاثة أيام فقط برفقة لوك و مع هذا أغرمت به. لذا ما المانع في أن يكون قد حصل نفس الشيء للوك؟ لقد سبق له أن أخبرها بأنه أعجب بها منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها ، و لكنها لم تستطع أن تتحمل فكرة أن يكون قد كذب عليها ، و لكن إذا كان كلامه صحيحا ، فماذا عن الباقي؟ أي الابتزاز!
و بسرعة نهضت و بدلت بنطالها و قميصها. ثم وضعت ماكياجا خفيفا على بشرتها مكونا من الكريم المرطب و أحمر الشفاه و أجلت أمر تساؤلاتها حتى تلتقي بـ لوك لأنها لم تكن تنوي أن تستبق الحكم عليه. لقد كانت متشبثة به ، و هي تعرف هذه الحقيقة جيدا. و لكن من الممكن و من المحتمل أن تكون مويا هي الشخص الوحيد الذي حاول ابتزازه ، و ربما كان للوك تفسيرا منطقيا لتبرير أفعاله الشائنة. و لكن من تحاول أن تخدع؟ لا أحد سوى نفسها.
فقد وقعت في حب محتال. إن من سخرية القدر ، أن الرجل الذي وقعت في حبه متهور أكثر من والديها و سلالتها بمئات المرات ، إلا أن والديها كانا صادقين ، و هذا أدنى المطلوب ، أنما لوك...
رفضت باريسا أن تتابع تفكيرها بهذه الطريقة ، ففتحت الخزانة و سحبت منها ثيابها و وضبتها في حقيبتها. ثم حملت الحقيبة و المعطف و جالت بنظرها في أرجاء الغرفة للمرة الأخيرة. فابتسمت عندما رأت الخاتم لا يزال على الطاولة و تذكرت لوك عندما طلب منها أن تضعه في اصبعها ، فوضعته ، و شعرت بارتفاع معنوياتها.
بعد نصف ساعة تقريبا ، عادت معنوياتها للانهيار ، فقد كانت باريسا واقفة في غرفة الطعام قرب طاولة المائدة الأنيقة تحاول اختيار طعام فطورها عندما دخلت تينا إلى الغرفة.
"باريسا ، أيتها المحتالة ، لمَ لم تخبريني يوم الجمعة الماضي بأنك مخطوبة من لوك؟! الأمر رومنطيقي حقا ، فلطالما شككت في أنه مغرم بك حتى الجنون ، لقد غضب جدا من تلك الحيلة التي مررناها عليه أيام الدراسة ، و أقسم بالانتقام في بادئ الأمر ، لكنه عاد و تناسى ما حدث ، و يضحك من تلك الحيلة كلما تذكرها ، إني سعيدة لأجلكما."
لم تلتق باريسا تينا في الليلة الماضية لأن الفرصة لم تسنح لذلك ، و هذا الصباح لم تكن في مزاج يسمح لها بالإستماع إلى مجاملتها حول تلك الخطوبة المزيفة.
"أشكرك."
"لقد وعدت جينو بأن آخذ له بعض الطعام ، إنه في إنتظاري." و بلمح البصر ، ملأت صحنا بالطعام و غادرت المكان.
التقطت باريسا صحنا و وضعت فيه قطعة من "الكرواسان" و كانت على وشك أن تسكب فنجانا من القهوة عندما دخلت آنا ، السمراء الفاتنة.
"لقد سمعت أنك تعرفين لوك منذ مدة طويلة..." قالت آنا ذلك بلغة إنكليزية ركيكة ثم توجهت نحو باريسا و وقفت بقربها و تابعت: "لقد قدم لك الخاتم و سوف يتزوجك من أجل أمه." ثم حدقت آنا بعينين قاسيتين كالجليد إلى باريسا و تابعت كلامها: "إن أمه سعيدة ، فبالزواج من "ليدي" إنكليزية يكون لوك قد قدم لوالدته... كيف تقولينها؟ آه ، يكون قد قدم لها المركز الإجتماعي الذي تريد."
شحب لون باريسا على وقع تعليق تلك المرأة اللاذع.
"اسعدي بوقتك الآن ، لأن لوك ليس من النوع الوفي ، و قريبا سوف تحصلين على سوار ، تماما كما فعلنا نحن... لقد قدم لي هذه ، إنها جميلة أليس كذلك؟"
قبل أن تستجمع باريسا أفكارها لترد على آنا ، ظهرت السيدة دي ماغي و وجهت كلاما إلى تلك المرأة جعل لونها قرمزيا و اضطرها للخروج.
قضت باريسا بقية ذلك الصباح تحاول فهم ما قالته السيدة دي ماغي بمزيج من اللغتين الإنكليزية و الإيطالية ، و لكنها لم تتوصل إلى أي نتيجة ، ثم تنفست الصعداء عندما وصلت سيارة الأجرة لتقلها إلى المطار و استطاعت أخيرا أن تقول: "إلى اللقاء".
سألت مويا: "إذن ، هل أحضرت الصور؟ و ماذا حصل؟"
رمت باريسا بحقيبتها إلى الأرض.
قالت باريسا لاهثة: "دعيني أدخل الشقة أولا ، قبل أن تمطريني بأسئلتك." كانت خطوط القلق بارزة على وجه مويا ، فتذكرت بألم شديد أن تصرف لوك هو الذي جعل صديقتها على هذا النحو. كيف يمكنها أن تحب مثل هذا الرجل؟
"لقد أنتهت متاعبك يا عزيزتي مويا ، فقدأحرقت الصور بنفسي. أما الآن ، فاصنعي لي فنجانا من القهوة ثم عودي لأخبرك بكل شيء."
بعد عشر دقائق تقريبا ، أخبرت مويا قصة مختصرة عما صادفها ، متفادية إخبارها التفاصيل الدقيقة حول والدته ، أما الخاتم فقد خلعته في الطائرة و وضعته في حقيبة يدها.
"باريسا ، لا استطيع أن أعبر لك عما يعنيه لي هذا الأمر. فقد كنت أعيش تحت وطأة اكتشاف سيمون أمر تلك الصور ، و كنت أعتقد أن ذلك الكابوس لن ينتهي أبدا. بصراحة ، عندما سافرت برفقة ذلك النذل إلى إيطاليا ، لم أكن أتصور أنه سيحترم كلمته و يعيد إليك الصور. شكرا لك يا باريسا."
عضت باريسا على شفتيها ، و كانت على وشك أن تعض مويا بسبب تعليقها حول لوك ، و سيطرت غمامة حزن على عينيها عندما لاحظت أن رأي مويا بـ لوك قد يكون صحيحا.
و لكن ، لماذا تحاول باريسا أن تجعل من نفسها العوبة بين يديه؟ سؤال تصعب الإجابة عنه.
هكذا ، قضت الصديقتان بقية السهرة و هما تتحدثان عن حفلة زفاف مويا المرتقبة. لقد كانت تنوي أن تترك عملها في نهاية الأسبوع ، لأن سيمون سوف يحضر يوم الأحد لإيصالها إلى نورفوك لتقيم مع والدها إلى أن يعين موعد زفافها ، إلا أن باريسا لم تكن تصغي لحديثها جيدا ، لأنها كانت تنتظر رنين الهاتف! و أخيرا قررت أن تبقى بضيافة مويا حتى نهاية الأسبوع على أساس أنها كانت تنوي الذهاب إلى السوق لشراء فستان جديد ترتديه يوم عرس مويا ، و لكن بينها و بين نفسها كانت تمني النفس بأن يتصل لوك أو أن يصل إلى لندن قبل يوم الأحد.
عندما توجهت باريسا إلى السرير كانت الساعة قد قاربت الثانية صباحا ، و لوك لم يتصل بعد. فتمددت في سريرها و استذكرت كل كلمة و حركة قاما بها خلال الأيام القليلة الماضية.
سوف يتصل لوك... لا بد و أن يتصل. ربما أن الحادث كان خطيرا أكثر مما تصور لدرجة أنه لم يسنح له الوقت بالأتصال ، قالت ذلك في نفسها. ثم لاحظت فجأة أنها لا تعرف حتى نوع المصنع الذي يملكه. ماذا لو كان مصنع مشبوه؟ و بدأت الأسئلة بتعذيبها. من المستحيل أن تكون قد بنت علاقة مع تاجر ممنوعات. ما هذا الشيء الذي تفكر به ، و هل أن هذه الجريمة أسوأ من تلك؟
تململت باريسا في سريرها بقلق ، فقد كان يجول في عقلها ألف سؤال و سؤال. ففي الأسبوع الماضي كانت تسخر من فكرة الوقوع في حب مجرم ، و كانت تفسر هذا التصرف على أساس أنه ضعف في شخصيتهن. أما الآن ، فقد بدأت تتفهم قوة الحب الخارقة. فبرفقة لوك لم تكن تهتم لأي أمر أكثر ، لأنها لم تكن تبغي غيره. هل يمكن أن يصدق ذلك المفهوم القديم الذي يقول بأن الرجل إذا وقع في حب إمرأة طيبة قد يتأثر بهذه الطيبة؟
لقد فكرت بكل المغامرات المتهورة في تاريخ عائلتها و التي كان بعضها خارجا عن القانون ، و تذكرت تحذيرات جدتها التي كانت تنصحها بالسيطرة على الجانب المتهور في شخصيتها. لقد كانت تعتقد أنها نجحت في ذلك حتى حصل لها ما حصل. هل أصبحت حمقاء لهذه الدرجة؟ و أخيرا خلدت إلى النوم و هي تختلق الأعذار المثيرة للشفقة لسكوت لوك.
يوم الأحد كانت باريسا قد استنفذت كل اعذارها ، لقد قامت بالمطلوب منها خلال الأيام القليلة الماضية ، فكانت تبتسم أمام مويا في الوقت الذي كانت تبكي فيه من الداخل ، و لكن الآن عليها أن تتقبل حقيقة أن لوك لن يأتي و لن يتصل. من الأفضل لها أن تعود إلى سرايا هاردكورت و تحاول أن تتناسى هذا الجزء الأليم من حياتها و ترميه خلف ظهرها. فلديها الآن عملها ، و بيتها ، و لديها ديفيد.




لقد كان لوك نذلا و قام باستغلالها و الآن انتهت القصة... إلا أن شيئا لا يستطيع أن يسكن جراح قلبها و شعورها الرهيب بفقده.
وضبت باريسا حقيبتها ثم جلست كئيبة إلى مائدة الفطور لارتشاف فنجان من القهوة.
"باريسا انظري إلى هذا." قالت مويا ذلك ، ثم قربت جريدة الأحد منها و تابعت: "لقد ألقي القبض على النذل."
حدقت باريسا إلى الصورة التي كانت تشير إليها مويا ، فدهشت لما رأت. لقد رأت صورة لوك ، و لكن اصبع مويا لم يكن يشير إليه بل إلى صورة الرجل الواقف إلى جانبه ، و هنا ازدادت سرعة خفقان قلبها و هي تقرأ.
لم تستطع باريسا أن تصدق. ما تقرأ... إنه أمر غير معقول...
لوك دي ماغي أحد أشهر المقاولين في أوروبا امتلك الأسبوع الماضي ، كجزء من ملكيته لشركة ضخمة قام بشرائها ، أحد فنادق لندن ، و أول ما قام به بصفته المالك الجديد هو طرد مدير الفندق و الابلاغ عن عمليات احتيال لويجي رينو التي بلغت ألوف الجنيهات إلى الشرطة يوم الخميس ، فتم اعتقاله.
"هل هذا هو الرجل الذي...؟" سألت باريسا مويا باندهاش و هي تشير إلى صورة الرجل ذي الوجه البيضاوي الذي يقف إلى جانب لوك في الصورة.
"أنت تعرفين إنه هو يا باريسا. لا بد و أن الشرطة قد ألقت القبض عليه بعد عودته إلى إنكلترا."
بدأت باريسا بالضحك بشكل هستيري لدرجة أنها لم تستطع تمالك نفسها ، فلقد كانت قد ذهبت إلى إيطاليا مع الشخص الخطأ...
في هذه الأثناء وصل سيمون ، الذي لم يفسح المجال لباريسا بالتفكير بعظمة اكتشافها ، بل رافقها إلى الخارج و مباشرة نحو السيارة ، كان سيمون في عجلة من أمره ، فأوصلها إلى محطة السكك الحديدية و من ثم تابع طريقه نحو نورفوك.
بعد نصف ساعة تقريبا ، كانت باريسا وحيدة في القطار. ففتحت الجريدة و قرأت الخبر للمرة الثانية و هي مندهشة مما تقرأ. يبدو أن حياة لوك المهنية قد بدأت بمساعدة والده الخباز الذي كان يملك مخبزا صغيرا في إحدى القرى الصغيرة. و بعد وفاة والده ، وسع عمله إلى مجموعة من المخابز ، و أسس سلسة من مطاعم البيتزا التي انتشرت في أربع قارات. و لم يكتف بهذا بل نوع في عمله ، فعمل في مجال الشحن البحري و ال****ات ، وأصبح الآن المالك الوحيد لإحدى أكبر الشركات المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
إلا أن ارتياح باريسا لاكتشافها أن لوك ليس محتالا لم يدم طويلا ، لأن غمامة من الحزن سيطرت عليها. فعندما كانت تعتقد أنه محتال ، كان كرهها لنشاطه سببا كافيا للقضاء على حبها له. أما الآن ، فبعد أن عرفت أنه مليونير و أنه ليس محتالا كما اعتقدت ، لم يعد هناك من سبب لتكرهه ، و لكن عذابها النفسي ازداد إلى حد يصعب تحمله.
كم كانت غبية عندما تصورت أن رجلا ناضجا و عالي المقام مثل لوك يمكن أن يقع في حبها ، لقد كانت سذاجتها مشابهة لسذاحتها عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها عندما ألتقت لوك للمرة الأولى ، و هذا هو التفسير الوحيد لغبائها ، قالت باريسا في نفسها بحزن شديد. فالقصر ، و الطائرة و السيارة... كلها أمور تصرخ بالثراء. لقد كان يتوجب عليها معرفة ذلك... لأن الحياة لم تقدم لها مثل تلك المعطيات التي تجعلها من طبقة أصحاب الطائرات الخاصة ، و هي الطبقة التي من الواضح أن لوك ينتمي إليها.
لقد كانت تتمتع بكل الحسنات الإجتماعية التي تعلمتها من والديها و من المدرسة الداخلية ، و لكن المرحلة الأخيرة من سن المراهقة قضتها في التمرين و التحضير للألعاب الأولمبية ، فلم يسنح لها الوقت لإقامة علاقات صداقة مع الجنس الآخر كما كان يفعل أترابها ، و عندما تركت رياضة التجذيف توجهت مباشرة لتدريس الرياضة في إحدى المدارس الخاصة. أما بالنسبة لحياتها المنزلية ، فقد كانت اقامتها في السرايا برفقة ذلك الثناءي العجوز تناسبها تماما ، فلقد كانت ، و سوف تظل في الصميم تلك الفتاة الريفية بغض النظر عن وضع لوكا دي ماغي العالي المقام.



فعندما دخلت باريسا بيته و جلست مع والدته العجوز التي كانت فرحةبوجودها ، استسلمت لكلامه الرقيق ، فقبلت الأمر بسذاجة مفرطة مما دفعه إلى الاعتقادبأنها سهلة ، و لكن الخطأ هو خطأها هي لأنها وافقت على البقاء في إيطاليا ، و وافقتعلى خداع كل من حضر الحفلة. و لكن لوك تمادى في الخداع ، فقد تقرب منها دون أن يلقىأية معارضة من جانبها ، مع أنها كانت تعرف جيدا أنه لا ينوي أن يراها ثانية. لقدقضت خمسة أيام في لندن في ضيافة مويا و عاشت كل دقيقة من هذه المدة على أمل أن يتصلهاتفيا أو أن يأتي ، و لكنها عرفت الآن أنه لن يفعل ذلك أبدا.
كان لوجود باريسافي شقته أثر كبير على تفكيره. فقد تذكرت الآن رد فعله عندما اتهمته بابتزاز مويا وقوله: "اتعتقدين بأنني أبتز هذه الفتاة؟" ربما باريسا محقة في تفكيرها ، لأن الرجللم ينكر هذا الاتهام و استعمله لخدمة اغراضه الخاصة. فاصطحب معه إلى إيطاليا خطيبةمزيفة ذات نسب أصيل لإرضاء أمه و للإنتقام من باريسا التي تسببت في إحراجه فيالسنوات الخوالي. فلقد ذكرت ابنة عمه تينا أن لوك أقسم على الإنتقام في ذلكالوقت.
كان الألم يمزق أحشاء باريسا ، و شعرت بقرف عندما تذكرت شغفها للبقاء معهفي الوقت الذي كان يسيطر فيه على نفسه سيطرة كاملة. لا عجب إذن في أنه لم يصدر أياعتراض عندما أخبرته بأنها ستعود إلى إنكلترا و لعله كان يتمنى أن تعود قبل أن تطلبمنه ذلك.
ارتسمت ابتسامة استهزاء على شفتي باريسا عندما تذكرت قوله: "ضعيخاتمي." جوهرة مزيفة لقصة حب مزيفة ، إنه أمر مناسب تماما. لا ، لا ، إن الأمر لميكن قصة حب ، قالت باريسا بصراحة مريرة.
مسحت باريسا عينيها الدامعتين بيدهاالمتعبة. فقد حولها لوك دي ماغي إلى شخص كريه و هي التي لم تكن تتصور أن تصبح هكذا. هل سبق له و أن أخبرها الحقيقة حول أي أمر. قالت باريسا متسائلة. من الممكن و منالمحتمل ، أن لا يكون قد حصل أي حادث في نابولي. و من الممكن أن تكون المخابرةالهاتفية حول أي شيء آخر ، فباريسا لا تتكلم اللغة الإيطالية ، و من السهل على لوكأن يكذب عليها دون أن يخاف من اكتشاف أمره.
في هذا الوقت كانت باريسا قد دخلتأخيرا البوابة الرئيسية لسرايا هاردكورت وبدأ حزنها الشديد يتحول ببطء إلى غضبجارف. لقد كانت مجرد بلهاء لا أكثر و لا أقل. سوف تعود غدا إلى المدرسة و تذهب منبعدها مباشرة إلى محاميها للبحث في ما يمكن اجراؤه لوضع السرايا الحالي المزري ،لقد عادت الآن للواقع و لمتاعب الحياة اليومية ، و لن تسمح ثانية لمشاعرها بأنتتحكم بتفكيرها السليم.
قادت باريسا سيارتها البيتل القديمة بانتباه شديد عبربرايتون ، فعلقت في زحمة السير ، ثم وصلت إلى الشارع الرئيسي ، و بالكاد لاحظت أنهاتقود سيارتها عبر هايلشام و قرية "ماغوم داون" الصغيرة ، فبعد مرور شهرين علىعودتها من إيطاليا أصبحت تشعر بأنها كبرت عشر سنوات.
و لكن اليوم كانت مرتاحةلأنها توجهت إلى المصرف و أودعت شيكا بقيمة ستين ألف جنيه استرليني ، و هو مبلغ ليسبالسيء.
أخيرا ، بدا لها أن أمرا ما في حياتها يسير على مايرام ، و يعلم أنهاتستطيع أن تنجح في حياتها إذا ما تغير حظها ، بعدما عانته في الأسابيع الماضية. لقدضغطت على نفسها لكي تتابع حياتها بشكل طبيعي ، فلبت دعوتين من ديفيد للسهرة ، ولكنها كانت تعلم أنها ليست عادلة معه ، فأخبرته بأنها لا تصلح لأن تكون صديقةله.
عادت باريسا إلى عملها في اليوم الذي تلا عودتها من لندن ، بعد أن أصبحتأكثر حزنا و أكثر حكمة في نفس الوقت. لقد كانت مضطرة لأن تتقبل الحقيقة المريرةالتي كانت تعرفها جيدا ، و هي أن لوك لا ينوي أن يراها ثانية. فكل كلامه الجميل ذهبأدراج الرياح. لقد تصرفت بتهور تماما كما وصفها لوك ، و هذا وحده كان سببا كافيالأن يجعلها تفقد ثقتها بنفسها.
إن الشيء الوحيد الجيد الذي حدث لها في هذهالأسابيع هو أن السيد جارفيس قد تمكن أخيرا من إيجاد طريقة لتحصل بها على المال ،فقد كانت سهلة



جدا. لم تكن باريسا تنوي بيع السرايا ، و لم تكن تستطيع تحويلها إلى فندق أو ما شابه. فاقترح عليها السيد جارفيس بيع اسم ولقب السرايا. "سرايا اللورد هاردكورت."
يبدو أن القانون الذي صدر عام 1922 يسمح بفصل الاسم عن الملكية. و هكذا صار في إمكان باريسا من الناحية القانونية أن تبيع اللقب دون ان تبيع ال****. فاتصل السيد جارفيس بسمسار ****ات و بمخمن ، فكانا سعيدين بتولي أمر هذه الصفقة.
بعد أربعة أسابيع ، توجهت باريسا إلى نورفوك لحضور حفلة زفاف مويا. فرسمت الابتسامة على وجهها و لعبت دور الصديقة السعيدة. و من الغريب أن باريسا بدأت باسترجاع عافيتها في هذه الحفلة. ربما كان سبب ذلك رؤيتها للسعادة التي كانت تغمر مويا ، الأمر الذي أقنعها بأن على الحياة أن تستمر و بأنها لم تقم سوى بغلطة واحدة. فهي لم تكن أول من خدع بسحر أحد الرجال و لن تكون آخرهن ، كما أن السبب الآخر لسعادتها هو ما أخبرها به السيد جارفيس عند عودتها إلى البيت و هو أنه وجد شاريا للقب السرايا.
ابتسمت باريسا و هي تقود سيارتها عبر منعطف ضيق. لقد كرهت ديدي الفكرة و نصحتها بعدم اللجوء إليها ، و لكن باريسا نفذت ما كانت تريد ، و لا زالت حتى الآن مستغربة سهولة الأمر: "سرايا اللورد هاردكورت." أخيرا اصبحت مشاكلها منتهية تقريبا ، و على الأقل اصبحت الآن قادرة على أن تجري بعض التصليحات الضرورية في بيتها ، و تأمل في أن تقدم لديدي و جو بعض المساعدة لضمان شيخوختهما.
بالنسبة لديدي ، فعليها أن تعاملها برفق ، لأن العجوز لم تتوقف عن الثرثرة على مسامعها منذ أن أخبرتها بأمر الصفقة. و لكن على كل حال ، إنتهى الأمر و على ديدي أن تتقبل ما حصل...
لقد توقفت الدراسة في المدرسة يوم الجمعة الماضي بمناسبة فرصة عيد الربيع. أما اليوم ، فهو الأثنين ، و قد التقت باريسا بمحاميها لإنهاء معاملات الصفقة. لقد خف العبء عن باريسا ، و أخيرا ، بدأت حياتها بالعودة إلى مجراها الطبيعي...
في هذه الأثناء قطع صوت بوق أحد السيارات حبل أفكار باريسا ، فتشبثت بالمقود بإحكام ، و ركزت كل اهتمامها على الطريق أمامها حتى وصلت إلى سرايا هاردكورت.
و بإبتسامة واضحة على وجهها ، دخلت باريسا البيت ، فرمت بمعطفها و حقيبة يدها على الكنبة و صرخت: "ديدي أخبار جيدة."
حضرت مدبرة المنزل العجوز و هي تمشي ببطء قادمة من غرفة الجلوس.
"نعم ، لاحقا يا آنسة باريسا ، و لكن أولا..."
"لا. اسمعي يا ديدي ، لقد رأيت السيد جارفيس ، و قد إنتهت الصفقة و أصبح الشيك في المصرف." ثم سكتت لتلتقط أنفاسها و لترى رد فعل ديدي.
"لا تأبهي لذلك يا فتاتي البلهاء. و لكن لماذا..." قال صوت من بعيد.
عادت باريسا و فكرت في ما تسمع ، فقاطعت ذلك الصوت و تابعت كلامها: "ستون ألفا يا ديدي. فكري بالأمر ، فبذلك المبلغ نستطيع أن نرمم سطح المنزل."
"ما زلت متهورة كما كنت يا باريسا." قال ذلك الصوت الساخر و المألوف مرة ثانية.
هزت باريسا رأسها ، فهل بدأت تسمع اصواتا غير موجودة؟ ثم نظرت إلى خلف ديدي و تجمدت في مكانها.
لقد رأت هيئة رجل يقف قرب باب غرفة الجلوس ، فبدا طويلا ، لا بل طويلا جدا.
"هذا ما كنت أحاول أن أخبرك إياه يا آنسة باريسا." قالت ديدي بإشمئزاز ثم تابعت: "لقد وصل خطيبك منذ ساعات و كان يتوجب عليك إخباري بذلك لنني في البدء لم استطع أن أعرف عما يتحدث السيد لوك. لم أعرف ما كان يقصد إلا بعد أن اخبرني عن العطلة ، فتذكرت رؤية ذلك الخاتم الجميل في يدك و أدركت عندها أن لوك يخبرني الحقيقة. كما أن الهاتف لم يتوقف عن الرنين منذ الصباح."
"أأخبرك أننا مخطوبان؟!" قالت باريسا و هي لا تصدق ما تسمع.
"نعم ، و كان يتوجب عليك أنت أن تخبريني بذلك ، فمع أنك مخطوبة و على وشك الزواج لم تخبري مربيتك بهذا الخبر ، و لكن ماذا يهم؟ فأنا لست سوى خادمة في هذا البيت و لا أحد يأخذ



برأيي. لقد أصبت بالرعب عندما عرفت أنك تنوين بيع اسم و لقب السرايا ، و لو أخبرتني من هو المشتري لكنت و فرت علي ذلك القلق. لحسن الحظ أن خطيبك أكثر إنفتاحا في أعماله منك. أنا ذاهبة لتحضير الشاي ، و ردي أنت بنفسك على الهاتف." ثم غادرت ديدي المكان و هي تتمتم بغضب.
بعد أن سمعت كلام ديدي ، إتكأت باريسا بيدها على الطاولة لتسند ساقيها المرتجفتين. كان لوك يرتدي سترة جلدية سوداء مفتوحة الأزرار و تظهر من تحتها كنزة فضفاضة من الكشمير و يرتدي بنطالا أسود. إتجه نحوها ، و شعرت لوهلة بأن هذه الهيئة ليست سوى صورة من صنع الخيال ، و لكن بعد أن حدقت بوجهه الوسيم أدركت أن ما تراه حقيقة. ثم عم السكون المكان.
لقد كان هذا الشخص هو لوك ، و لكن لوك المختلف عن الذي تذكره. فقد أصبح نحيل الجسد ، ضعيف الوجه. و شاحب اللون. كانت ثيابه واسعة على جسمه. أما شعره...
شعره الجميل ، الكث، فقد أصبح قصيرا.
سألت باريسا باستغراب: "ماذا حدث لشعرك؟"
"لقد قصصته ، فقد اعتقدت إنك تحبين ذلك."
"ماذا؟" لم تعرف باريسا عما يتحدث فضغطت على نفسها و أبعدت عينيها عن عينيه ، و حاولت السيطرة على مشاعرهاالمرتبكة. إنه موجود هنا في بيتها و أخبر ديدي بأنها خطيبته. يبدو أن النذل أخبر ديدي عن تلك الخطوبة.
"كيف تجرؤ على المجئ إلى بيتي و تخبر مدبرة منزلي بأمر تلك الكذبة الشنيعة؟ فنحن لسنا مخطوبين ، و لن نكون كذلك أبدا. أخشى أنني مضطرة لأن أطلب منك مغادرة المكان." و بحركة دراماتيكية أومأت باريسا إلى الباب الرئيسي و هي مذهولة من نبرة صوتها السلطوية.
"لقد قمت بذلك بشكل رائع باريسا ، و كل جزء فيك يوحي بأنك سيدة هذه السرايا ، و لكن من المؤسف أن اسم و لقب السرايا لم يعودا ملكا لك."
لا بد و أنه سمع الحديث الذي دار بينها و بين ديدي ، قالت باريسا في نفسها ، فحاولت إبعاده عن الموضوع.
"إن شؤوني الخاصة لا تعنيك يا سيد دي ماغي." قالت باريسا ذلك و هي مقطبة الحاجبين.
"بما أنني كنت جزءا من أول علاقة عاطفية في حياتك الشخصية منذ بضعة اسابيع اعتقد أنه يحق لي أن أكون فضوليا."
تحول لون باريسا إلى قرمزي على وقع تلميحه ، فلمعت عيناها الزرقاوان من الغضب و قررت أن ترمي الأخلاق الحميدة جانبا و تصرخ في وجهه ليخرج من المكان ، إلا أن لوك لاحظ مدى حنقها ، فارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه في الوقت الذي كانت فيه عيناه تحدقان بيديها الصغيرتين المتشبثتين بالطاولة.
"إن قضاء ثلاثة أيام معا لا يعني أن بيننا علاقة ، و لو كنت رجلا شهما..."
"و لكنك في ذلك الوقت لم تصدقي أنني رجل شهم ، أليس كذلك يا باريسا؟ لقد كنت تعتقدين أنني أحيا حياة وضيعة." ثم ظهر الغضب على ملامحه و تابع كلامه: "ما بك يا باريسا؟ هل أن كل الرجال أصبحوا لا يعجبونك؟ أم أنك قضيت معي تلك الأيام من أجل الخاتم ، فمن الواضح أنك كنت تحتاجين إلى المال."
"كيف تجرؤ على المجئ إلى بيتي...؟" قالت باريسا ممتقعة الوجه. فقد إنتظرت في لندن خمسة أيام من أجل مكالمته الهاتفية ، و الآن ، و بعد مضي شهرين ، عاد و ظهر في حياتها متهما إياها بأنها سايرته من أجل قطعة مجوهرات مزيفة.
دخلت ديدي الغرفة و هي تدفع طاولة خشبية قديمة وضعت عليها أفضل الأواني الصينية الموجودة في البيت ، بالإضافة إلى طقم الشاي الفضي و صحنا من البسكويت المصنوع في البيت.
"الشاي يا آنسة باريسا."
صمتت باريسا بعد أن قوطعت من قبل السيدة العجوز. ثم رن جرس الهاتف الموجود على الطاولة و الذي لا يبعد سوى انشات قليلة عنها ، فمدت يدها بشكل آلي و التقطت السماعة.



تحول لون وجهها من الشحوب إلى الإحمرار خلال بضع ثوان ، في الوقت الذي كانت تستمع فيه برعب إلى هذيان ديفيد ، الذي قرأ لتوه خبر إعلان خطوبتهما في جريدة التايمز.

"كان يجدر بك إخباري يا باريسا ، فأنا لا أستحق هذه المعاملة منك. لهذا السبب إذن قلت لي إننا لن نكون سوى أصدقاء عندما كنت على وشك أن أطلب منك الزواج. كيف استطعت أن تقومي بهذا الأمر؟ و لكن لا عجب ، فالرجل ثري جدا."
"كنت تريد الزواج مني؟" قالت باريسا مرددة كلامه ، و زاد لونها إحمرارا عندما سمعت قسمه بأنه كان ينوي ذلك ثم أقفل الخط.
مشت باريسا متأرجحة نحو غرفة الاستقبال و الغضب يلمح في عينيها ، ثم وجهت كلامها إلى لوك قائلة: "قل لي ، ماذا...؟" و توقفت عن الكلام.
جلس لوك على كرسي مجنح بسيط ، ثم نظر إلى ديدي و ابتسم إبتسامة لطيفة في الوقت الذي كانت تسكب فيه العجوز فنجانين من الشاي.
قالت ديدي: "إجلسي يا آنسة باريسا ، و تمتعي بفنجان الشاي ، فأنا أعرف أن بينك و بين السيد لوك مواضيع كثيرة للمناقشة."
قال لوك بلطف: "شكرا لك يا ديدي."
فتحت باريسا ثغرها بذهول ، فلا أحد يدعو السيدة ترمبيل بـ ديدي سواها هي ، و لم تستطع أن تصدق أن لوك استطاع أن يسحر السيدة العجوز بهذه السرعة ، و لكن بعد أن رأت الإبتسامة الخجولة على وجه ديدي ، عرفت أن إمرأة أخرى وقعت بسحر لوك الغريزي.
"إن هذا من دواعي سروري يا سيدي." ثم ناولته فنجانا من الشاي و استدارت نحو باريسا فناولتها فنجانا و تابعت كلامها: "بعد تناول الشاي لم لا تجولي مع السيد لوك في أرجاء المنزل و تخبريه تاريخه؟ فبصفته المشتري الجديد للقب سرايا اللورد هاردكورت سوف يكون مسرورا جدا بهذه الجولة."
"لقد حدثني ديفيد على الهاتف ، و هو..." ثم إنتبهت لما قالته ديدي و قالت مذهولة: "المالك الجديد! آه ، كلا!"
انهارت باريسا على الأريكة و ابتلعت ما كان في فمها من الشاي فكادت أن تحرق حلقها. لقد أحدث وصول لوك المفاجئ تشويشا كبيرا في تفكيرها ، فمنذ نصف ساعة فقط كانت تهنئ نفسها على تخطي الأزمة التي سببها لها و تشكر حظها على عودتها إلى حياتها الطبيعية ، أما الآن... فقد سيطر شعور بالصدمة على معنوياتها.
كانت قد باعت اللقب إلى شركة حسبما قال لها السيد جارفيس ، و كانت هذه الشركة تنوي استعماله كشعار لها في مراسلاتها. هل يمكن أن يكون لوك...؟
"نعم ، إنك على حق." قال لوك قارئا أفكارها ثانية.
فردت عليه ببرودة و تهكم : "ربما أنك اشتريت اللقب و لكن كان يجدر بمحاميك أن يخبرك أن شراءك اللقب لا يمنحك الحق بالتطفل على هذا البيت."


قالت ديدي معنفة إياها: "لا تنسي أخلاقك الجيدة يا باريسا."
شعرت باريسا بالنار تتأجج في داخلها من الغضب ، و لكنها ضغطت على نفسها لتتمالك اعصابها كي تستطيع التفكير بما يجري حولها. و بعد أن شربت فنجان الشاي بدأت أفكارها تعود إلى سيرها الطبيعية. كانت تستشيط غضبا كلما تذكرت أن شيك الستون ألف جنيه الذي طارت من فرحها به منذ ساعتين صادر عن لوك. و لكن فيما يخصها هي ، فإن بيع اللقب لا يعني بالنسبة لها سوى وريقة استطاعت ببيعها أن ترمم سراياها القديمة. كما أنه هناك سرايات كثيرة منتشرة في أنحاء البلد وضعها شبيه بوضع سراياها ، سرايات و مساحات شاسعة من الأرض ، ومال قليل لترميمها. بعض هذه السرايات تم تحويله إلى فنادق أو استراحات ، و لكن باريسا لم تكن تنوي اللجوء إلى هذا الخيار.
و لكن لم يدعي أنه خطيبها و ينشر الخبر في جريدة التايمز؟ و ما هي هذه الخطة المخادعة التي يحبكها الآن؟ تساءلت باريسا في نفسها بقلق. فاختلست النظر و تفحصت لوك الذي كان يجلس


الفصـــــــــل الســـــــــابع

توترت أعصاب باريسا و بدأت تغلي غضبا بعدما خرجت ديدي من غرفة الأستقبال و أغلقت الباب وراءها.
"ماذا تظن نفسك فاعلا؟" ثم أنتصبت واقفة ممتقعة الوجه و مرتجفة الجسد تحت تأثير غضبها و تابعت كلامها: "لقد حضرت غلى بيتي مدعيا أنك المالك الجديد للقب السرايا و أنك خطيبي. ما هذه السخافة؟"
"إنه ليس سخافة ، فخبر إعلان خطوبتنا نشر هذا الصباح في جريدة التايمز ، أما بالنسبة إلى شراء اللقب ، فقد حصلت مصادفة غريبة ، و هي ان سمسار ال****ات الذي استخدمتيه لبيع اللقب هو موظف من الشركة ال****ية التي اشتريتها مؤخرا. عندما رأيت اسم هاردكورت ، لم استطع أن أقاوم الإغراء فاشتريت اللقب ، لأني وجدته مناسبا جدا."
إن كلامه صحيح ، قالت باريسا في نفسها ، فقد كان بريق الإنتصار واضحا في عينيه. و فجأة فكرت بجسامة العمل الذي قام به لوك ، آه ، لقد ادركت أن كل شخص الآن في البلد سوف يعرف بما حصل لها.
"يا لحظي يا باريسا! إنك تملكين وجها بريئا ، و مع هذا فإن قلبك قاس كالحديد." قال لوك مبددا ذلك السكون الذي عم المكان.
تغير لون باريسا على وقع الجزء الأخير من تعليقه ، فلو أن شخصا ما يملك قلبا من حديد فهو لوك. و لكن قبل أن تفتح فمها لترد عليه ، نهض منتصبا على قدميه و اقترب نحوها و امسكها من كتفيها.
تسمرت باريسا في مكانها و أمطرته بوابل من نظراتها الساخطة التي كانت تتهاوى على عينيه المتعجرفتين.
جال لوك بنظرته الباردة الساخرة على وجهها الغاضب و قال: "لقد مل منك صديقك المسكين ، فهل أزعجت نفسك و أخبرتيه بأنك أمضيت يومين برفقتي؟" و هنا اشتد وجه باريسا إمتقاعا ، فتابع كلامه: "بالطبع لا ، لقد حان الوقت الآن لأن تتحملي نتائج تصرفاتك الأنانية ، و أنا سوف أتكفل بهذا الأمر."
زادت كلماته من غضبها. كيف يجرؤ هذا النذل على أن يدعوها بالأنانية؟ و بدون وعي رفعت يدها لصفعه ، إلا أنه أمسك بيدها و لواها خلف ظهرها ثم جذبها نحوه.
ظهر الغضب و التوتر واضحين بينهما كعاصفة هوجاء ، لم تستطع باريسا أن تصدق ما يجري لها عندما وجدت نفسها تترنح بين ذراعيه.
"إياك أن ترفعي يدك ثانية يا باريسا ، فأنا لا أنوي إيذاءك ، و هذا ليس سبب مجيئي إلى هنا."
"لماذا أتيت إذن؟" سألته باريسا و هي تكافح لأستعادة السيطرة على مشاعرها المرتبكة. لم







تستطع باريسا أن تستوعب ما يجري لها ، و كأن عقلها قد توقف عن أداء وظيفته. فعادت و جلست على الأريكة لعجزها عن الوقوف على قدميها المرتجفتين ، و أغمضت عينيها ثم حاولت إقناع نفسها بأن ما يجري لها ليس سوى كابوس ، ففي لحظة قد تستيقظ و تعود حياتها إلى مجراها الطبيعي.
و ببطء شديد فتحت عينيها ، و أدركت أن الأمر لم يكن كذلك. فقد وجدت أن لوك غير مكان وقوفه ليقف متكئا على المدفأة المحفورة من خشب السنديان ، فيما كانت عيناه تجولان في أرجاء الغرفة لتستقر أخيرا على باريسا.
"لقد عرفت الآن لماذا تحتاجين إلى المال يا باريسا ، إنك تملكين بيتا قديما جميلا ، و لكنه يحتاج إلى مبالغ كبيرة من المال لترميمه ، كما أني متعجب من قدرتك على إستئجار شقة في المدينة ، و لكن بعنوان شقة في لندن تستطيعين تضليل الأصدقاء غير المرغوب بهم ، و بذلك تستريحين منهم."
"شيء من هذا القبيل ، و لكن من الواضح أن هذه الطريقة لم تنجح معك."
"إنك كاذبة ، فهي ليست شقتك ، بل شقة صديقتك مويا."
"و إن يكن؟" و فجأة تذكرت يوم ابتاعا الخاتم ، لا عجب إذن أنه أصر على إيصالها إلى البيت ليتسنى له معرفة عنوانها... لأن المبتز الأصلي كان يعرف مكان إقامة مويا بعكسه هو. كم كانت غبية لأنها لم تلاحظ ذلك في الوقت المناسب ، فلو فعلت لكانت وفرت على نفسها الكثير من المتاعب.
"لو لم أعرض اللقب للبيع لما كنت موجودا هنا." قالت باريسا ذلك عن غير وعي و كانها تفكر بصوت عال.
قال لوك ضاحكا: "أهذه طريقتك في تبرير تصرفاتك؟"
أجابت باريسا بحدة: "و لكني لست مضطرة لأن أبرز لك أي إثبات."
إن العكس هو المطلوب ، فعليه أن يبرر تصرفاته و ليس هي. و في هذه اللحظات ، ظهر بصيص أمل لباريسا ، فكيف استطاع أن يعرف أن الشقة ليست لها لو أنه لم يتصل بالمكان بحثا عنها. و لكنها استبعدت هذا الشعور ، فصحيح إنه اتصل و لكن بعد عدة اسابيع ، ثم عادت و أمطرت لوك بوابل من نظراتها السامة.
"عليك أن تفسر لي سبب وجودك هنا و افتراضك السخيف أنني خطيبتك."
"إنه ليس افتراضا يا باريسا بل حقيقة ، و لديك خاتم ثمين يثبت صحة ما أقول."
"أهو تلك الحلية المزيفة التي أدت دورها بالنسبة إليك؟" أجابت باريسا ببرودة لتخفي استياءها العميق. فقد حصل على قيمة تلك الحلية المزيفة في اليومين اللذين قضياهما معا في إيطاليا.
"لو كنت مكانك لما سميت قطعة من الماس الأبيض و الأزرق بالحلية المزيفة. لقد كنت جيدة معي ، و لكن ليس لدرجة أن ادفع ثروة مقابل تمثيلك أمام والدتي." قال ذلك ساخرا و عيناه تنظران إلى عينيها ، فلم تستطع أن تخفي الصدمة التي سببها كلامه.
ماذا يقول هذا الرجل؟ هل أن ذلك الحجر الذي يزين خاتمها قطعة أصلية؟ لم تستطع باريسا أن تصدق ما تسمع، فقد كانت تعرف أن الماس الأبيض و الأزرق من أغلى أنواع الماس الموجود في العالم.
قال لوك ساخرا: "أنا متعجب من أنك لم تبيعي هذا الخاتم رغم حاجتك إلى المال. أم إنك بعته؟" فجمدت على أريكتها.
قالت متعلثمة: "كلا ، ماذا تريد يا لوك؟ أتريد استرجاع الخاتم؟" ثم نهضت عن الأريكة و هي تنظر إليه مرفوعة الرأس ، فتوجهت نحو الباب و تابعت: "سوف احضره لك ثم يمكنك الرحيل."
قال لوك آمرا: "كلا ، ابقي هنا." فاستدارت و يدها ما تزال ممسكة بمسكة الباب.
قالت مستفسرة ببرود: "هل هناك شيء آخر تطلبه مني؟ إنك تدهشني ، فلقد اشتريت للتو لقب السرايا ، و لكن ال**** ليس للبيع ، و عليك أن تكتفي أنت و أمك بتلك الوريقة و بذاك اللقب."
لقد كانت آنا جينيتي على حق ، قالت باريسا في نفسها ، فأسرة دي ماغي لا يبحثون سوى عن المراكز الإجتماعية ، و هو أمر لا تستطيع تحمله.




سيطرت مسحة من الحيرة ثم الغضب على عيني لوك السوداوين و هو يسمع كلامها الجارح. و استجمعت باريسا كل قواها للصمود من دون خجل في وجه نظرته المتفحصة. و دهشت عندما رأت غمامة من الحزن و الأسى تسيطر على تقاسيم وجهه.
"إن أمي في المستشفى الملكي في لندن و تعتقد بأننا مخطوبان ، و قد وعدتها بأن اصطحبك لزيارتها. لذا أعلنت خبر الخطوبة في جريدة التايمز كبديل في حال لم أجدك في البيت. لقد اعتبرت أن الإعلان الرسمي للخبر قد يطمئن أمي. إنها مريضة جدا ، و لا أريد أن تكون حزينة أو قلقة."
إذن هذا هو السبب... و بسرعة صدقت باريسا ما يقول ، و لم لا تصدقه؟ بالطبع ، فهو لم يبحث عنها بسبب مشاعره نحوها ، و قد كان هذا واضحا في كلامه.
"أنا آسفة بشأن والدتك ، ماذا حصل لها؟" لقد بدا الأمر و كأن حاجزا غير مرئي يفصل بينهما ، فقد كانا يتحدثان مع بعضهما و كأنهما غريبين مهذبين ، و هذا الأمر كان يناسب باريسا تماما.
"لقد تعرضت لنوبة قلبة منذ بضعة اسابيع ، و سوف تجري لها عملية جراحية يوم الخميس."
"لقد فهمت."
"أهذا يعني إنك سوف تذهبين معي لزيارتها يوم غد."
لقد كانت باريسا حزينة جدا لمرض السيدة دي ماغي ، و لكنها لم تكن تنوي التورط ثانية مع لوك أو عائلته ، فمرة واحدة تكفي.
"أخشى إنني لا استطيع."
"إنك مدينة لي... و أنا الآن أجمع ديوني." قال لوك ذلك و عيناه تتأجان بالغضب ، ثم اقترب منها.
أدارت باريسا مسكة الباب مصممة على الخروج من المكان ، و لكنها فوجئت بديدي داخلة إلى الغرفة.
"أعتقدت أنه من الأفضل أن أخبرك بان سائقك قد عاد و هو ينتظرك في المطبخ."
الآن عرفت باريسا ، لم لم تر سيارة في المرآب عند وصولها إلى البيت ، ثم تابعت ديدي موجهة كلامها إلى باريسا: "لقد حجزت طاولتكما ابتداء من الساعة السابعة ، و هذا يعطيك متسعا من الوقت لكي تجولي مع السيد لوك في أرجاء المنزل. عندما تذهبين غدا لزيارة والدته..."
"لن أذهب لا غلى العشاء و لا إلى لندن يا ديدي."
"ما هذا الهراء يا فتاة؟ بالطبع سوف تذهبين ، إذ لا يمكنك أن تخذلي السيد لوك و حماتك العتيدة."
"و لكن..." لقد كان على باريسا أن تعرف طباع ديدي جيدا بعد هذا العمر الطويل الذي قضياه معا ، إذ ما من سبيل للتغلب عليها في هذه المجادلة.
بعد عشر دقائق كانت باريسا تستعرض اللوحات المتنوعة المعلقة في الرواق الكبير ، ثم تقود لوك صعودا إلى الطابق العلوي و هي تتساءل عن حقيقة ما جرى لها.
"إنتبه للسجادة." قالت باريسا جملتها بشكل آلي عند وصولهما إلى القسم الممزق منها.
توقفت باريسا أمام لوحة زيتية ضخمة و استدارت نحو لوك الذي كان يقف إلى جانبها.
"لقد عاشت عائلة هاردكورت في هذا البيت منذ القرن الثاني عشر. و قد منح حاكم المنطقة في ذلك الوقت السلطة الإقطاعية لحد أجدادي في مقابل القتال في جيشه ، إذ لم يكن في ذلك الزمن بيع للألقاب كما يحصل الآن. لقد تم ترميم البيت أكثر من مرة عبر القرون ، و كانت آخر مرة عام 1850 ، هذه صورة الليدي بينيلوت ، و هي من أقدم هذه اللوحات." لقد كانت صورة لإمرأة في الزي الذي كان سائدا في القرن السابع عشر. و قد بدت شبيهة جدا بباريسا و تملك ذات الشعر الطويل الأشقر.
ثم تابعت باريسا كلامها و هي تصف اللوحة: "كان زوجها قبطانا و توفي خلال إحدى الرحلات البحرية. و قد سرت شائعات في تلك الفترة تقول إنه كان قرصانا. لم يترك لها سوى إبنة وحيدة و هذا البيت. في تلك الأيام كان يمكن توريث ال**** إلى الذكر الثاني في العائلة ، و صودف أن الذكر الثاني كان من قرابة بعيدة ، فكان شهما و تنازل عن حقه المكتسب و سمح بتلطف منه


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:52 PM   #13

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمي يا غالية جاري القراءة

الرواية روووعة جدااااااا تسلم اديكي


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:55 PM   #14

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي


بتغيير الوصية ، و بذلك صار يمكن توريث ال**** إلى أول مولود في العائلة بغض النظر عن جنسه. وقد كان تغييرا جذريا في الورثة ، و هكذا تم توارث السرايا عبر سلسلة من الورثة الذكور و الإناث منذ ذلك الحين. و هذا هو السبب في أن بعض اللوحات تحمل اسماء

عائلات مختلفة ، و الأسم الأكثر ترددا هو اسم هاردكورت."
و هكذا أنهت باريسا كلامها ، فبدت مثل دليل سياحي ، و لكنها لم تأبه للأمر.
"إنه أمر مثير ، و قد كنت اتساءل عن سبب تغير اسم العائلة في اللوحات."
"نعم ، إنه أمر غير عادي."
قال لوك و هو ينظر إليها: "لقد كانت جميلة جدا ، و أنت تشبهينها."
شعرت باريسا بالأرتباك بعد أن سمعت إطراءه.
"من حسن الحظ إنه تم توارث البيت بهذه الطريقة التقدمية ، لأن الحظ السيء قد حل على رجال عائلة هاردكورت ، فقد توفي معظمهم بطرق غريبة." ثم أشارت إلى اللوحة التالية و هي صورة رجل يرتدي ثيابا أنيقة و تابعت: "إنه هيوبرت هاردكورت ، لقد ذهب في رحلة صيد نمور إلى الهند و افترسه أحد الوحوش التي كان قد نصب لها فخا ، أما الذكر الثاني في العائلة ، فقد فقد في مجاهل افريقيا. أما بالنسبة للنساء ، فقد كان معظم أزواجهن من المتهورين المغامرين." ثم مشت قليلا و وقفت أمام لوحة سيدة ثانية ترتدي ملابس من زي عشرينات هذا القرن.
"حتى النساء اللواتي لم يتزوجن لم يكن حظهن أفضل من المتزوجات. هذه صورة باتريسيا ، كانت من المطالبات بحق المرأة في الانتخاب و أنتهت في السجن. بعد أن أنهت فترة سجنها ، قتل شقيقها في الحرب العالمية الأولى. فعاشت مع ابن و ابنة اخيها ، و قبل أن يتمكن ابن أخيها و هو الذكر الوحيد في عائلة هاردكورت في تلك الفترة من أن يبدد ما تبقى من ثروة العائلة ، فتحت حسابا مصرفيا لصيانة السرايا. فمن سوء الحظ أن الوصية تنص على أن يبقى هذا المكان ملك العائلة."
قال ضاحكا بصوت منخفض: "هذا يفسر الكثير."
نظرت باريسا إليه مستغربة سبب ضحكه ، إذ ليس ثمة ما يضحك. عندما كانت باريسا صغيرة السن اخبرتها جدتها التي لا تنتمي إلى عائلة هاردكورت و التي كانت رقيقة جدا ، كل تاريخ العائلة. و لم يزعج باريسا أن أجدادها كانوا متهورين أو مغامرين. لقد كانت تحب والدها ، و أمها كانت مغامرة تماما كالرجل الذي تزوجته ، و بصفتها طفلة ، كان والداها يتركانها دائما وراءهما كلما انطلقا في مغامرة جديدة. و لم تدرك خطورة ما كانا يقومان به إلا بعد أن توفيا. بعد ذلك بدأت جدتها بمحاولة لفت نظرها إلى أهمية الإبتعاد عن مثل هذه المغامرات الطائشة و عدم التصرف على طريقة والديها ، فلقد كانت تقع على عاتقها مسؤلية السرايا و ساكنيها. و بعد وفاة جدتها ، حاولت باريسا أن تقضي على الجانب المتهور في شخصيتها ، و لكنها صدمت عندما وجدت أن هذا الأمر وراثي و في طبيعتها. و لكنها تكره أن يقال عنها أنها متهورة أو طائشة.
"إني لا أجد ما سمعته مضحكا ، فلو كان لأي شخص منهم حس بالمسؤولية ، لما تورطت بهذا البيت الذي لا استطيع أن ابيعه أو أن اتحمل مصاريفه."
سأل لوك مستفهما: "و ماذا حدث للحساب المصرفي؟"
"إن بضعة آلاف في فترة العشرينات كانت تعتبر ثروة أما اليوم ، فإن المال بالكاد يغطي أتعاب جو و ديدي. أما بالنسبة إلى السرايا فإن الوصية تمنع بيعها و صك الملكية يمنع استعمالها للعمل."
"و لكن من الممكن تغيير صك الملكية."
قالت بتهكم: "و هل تعتقد إني لم أحاول ذلك؟ فبوجود إثنتي عشرة غرفة يمكن أن أحول هذه السرايا إلى فندق ، و بذلك احصل على مدخول جيد ، و لكن السيد جارفيس ابلغني أنه لا يمكن ذلك. أما الآن ، و بفضل سعيك وراء المراكز الإجتماعية صار يمكنني ترميم السقف و ربما تحسين التدفئة."
تجاهل تهكمها و أجابها بنبرة تجارية صرفة: "و لكن هذا ليس حلا طويل الأمد ، اسمعي



نصحيتي ، فإن هذه التصليحات قد تكلفك ضعف المبلغ الذي دفعته لك."
ثم أمسك ذراعها ، فأجفلت ، فأبعد ذراعه عنها.
"في الحقيقة إن هذا الأمر لا يعنيك." قالت باريسا ذلك ثم ابتعدت كارهة الأعتراف بصحة كلامه حول المال و التصليحات.
"آه ، لست ادري ، فبصفتي اللورد الجديد..."
"صحيح أنك حصلت على اللقب ، و لكنك لن تكون أبدا سيدا علي ، مهما كان الكلام الذي قلته لديدي"من قال إنني أريد ذلك؟" ثم نظر إلى ساعته و أضاف: "لقد قاربت الساعة السادسة ، هل تريدين أن تزيدي جمالك بتحضير نفسك؟"
تورد لون باريسا خجلا على وقع إطرائه.
"نعم ، أنا متأكدة إنك تستطيع النزول إلى الطابق السفلي لوحدك." ثم توجهت إلى غرفتها.
إتكأت باريسا على باب غرفة النوم و أخذت نفسا عميقا ، ثم تنهدت في محاولة منها لإراحة اعصابها التالفة. فلوك موجود هنا في بيتها ، و هو المالك الجديد للقب ، إذ أن الأمر صعب التصديق. دخلت باريسا ببطء غرفة النوم و جلست على السرير ، فهي لم تكن غبية لدرجة أن تصدق إنه قام بهذه الزيارة من أجلها ، لقد انتظرت خمسة أيام في لندن من أجله ، و حتى لو أنه لم يكن يستطيع مغادرة إيطاليا ، فقد كان في إمكانه أن يلتقط سماعة الهاتف و يتصل بها. غن سبب وجوده هو أمه ، و هي تستطيع أن تقدر مشاكله ، كما تشعر بأنها مسؤولة عن هذه المشاكل نوعا ما ، فلقد كانت قد اقنعت السيدة دي ماغي بأنها سوف تتزوج من ابنها. و مما يزيد من همومها الشيك الذي استلمته من السمسار أو معرفة أن ذلك الشيك صادر عن لوك كان حقيقة يصعب تحملها.
لقد كان يراودها شعور بأن لوك لن يقبل باسترجاع المال في مقابل إعادة اللقب إليها. و لم يقبل؟ فمثل هذا المبلغ من المال لا يؤثر على رجل ثري ، و لكن صحة أمه تعني الكثير بالنسبة إليه.
لقد كانت تنوي عدم الذهاب لزيارة السيدة العجوز و لكن ضميرها لم يسمح لها بذلك. لقد أخذت ماله ، و خاتمه ، وهي تشعر الآن بنوع من الواجب...
نهضت باريسا عن السرير ، وبدلت ثيابها بسرعة ، فارتدت الفستان المخملي الأزرق ليس لأنها تريد تذكير لوك بالفترة التي قضياها معا في إيطاليا ، بل لأنها تريد أن تظهر صورة معقدة لها. أما الخاتم ، فهي على الأقل تستطيع إرجاعه. فأخذته و وضعته في علبته ثم نزلت إلى الطابق السفلي و توجهت إلى المطبخ. لقد كان عليها أن تكلم ديدي و تشرح لها أن الأمر كان مجرد غلطة ، فهي لم تكن تريد جرح مشاعر السيدة العجوز. و من سوء الحظ أنها طلبت عدم تبرير موقفها و قالت أنه لا وقت لتضيعه ، و طلبت منها الذهاب إلى غرفة الأستقبال.
لقد زاد من عدائية باريسا تقبل ديدي الأعمى للوك. لذلك ، توجهت إليه بثقة كبيرة و وضعت علبة الخاتم في يده.
"إنه لك يا سيد دي ماغي ، أنا واثقة أنك لن تجد أية صعوبة في العثور على من تضعه في اصبعها."
"باريسا يا حلوتي ، لم أعرف أنك رومنسية." و لدهشة باريسا فتح لوك العلبة و أخذ الخاتم ، و نظر بضعف إلى وجهها الغاضب.
"سوف تتزوجينني ، أليس كذلك يا باريسا؟" ثم وضع الخاتم في اصبعها أمام ديدي المبتسمة.
"لا." قالت باريسا بصوت مبحوح ، و لكن جوابها لم يسمع بعد أن غطت عليه ديدي بكلامها المادح.
"يا لك من رجل شهم يا سيد لوك؟"
بعد أن سيطرت مسحة من الإحراج الممزوج بالغضب على وجه باريسا ، وجدت نفسها تجلس على الأريكة و تشد على يديها من الغضب.
قالت ديدي: "سأخبر السائق بأنك جاهز للرحيل."
انتظرت باريسا المتوترة الأعصاب حتى خروج السيدة العجوز ، ثم نظرت بعينين قاسيتين إلى الرجل الواقف في مواجهتها و سيطرت على نفسها لدرجة لم تكن تعتقد أنها قادرة عليها ، ثم






قالت: "سوف أضع الخاتم ليوم واحدفقط ، و سوف أذهب معك لزيارة والدتك ، و ليكن واضحا أني أقوم بهذا الأمر من أجلالسيدتين العجوزين و ليس من أجلك... و في المقابل ، عليك أن تنشر خبر فسخ الخطوبةفي الجريدة بعد بضعة أيام و ألا تأتي غلى هنا ثانية ، موافق؟"
"إذا كان هذا ماتريدينه ، فأنا موافق. و لكن لنناقش هذا الموضوع على العشاء."
إن كل ما أرادتهباريسا هو أن يعود بها الزمن شهرين غلى الوراء ، لكي لا تعود و تلتقي بـ لوك ثانية، و لكن للأسف ان هذا الأمر مستحيل...
يقع الأولد فورج في منطقة ماغوم داون ، وهو فندق مبني على طراز الأبنية الإنكليزية التي كانت معروفة في القرن السادس عشر ،و مطعمه معروف في كل المنطقة بطعامه الشهي.
راقبت باريسا لوك و هو يأكل طعامه ،فرفع رأسه مبتسما و قال: "كلي طعامك يا باريسا قبل أن يبرد."
"أجل." قالتهامتمتمة دون أن تأبه لذلك القلق الذي جعل يديها ترتعشان ، فأبعدت نظرها عنه و بداتبتقطيع شريحة اللحم في طبقها. و تساءلت للمرة المئة عن الدافع الذي يقودها إلىمرافقة لوك رغم احتقارها له.
"هل ترغب في مزيد من البطاطاس؟" قالت ذلك و هي تقدمالطبق في محاولة لتركيز تفكيرها ، و لكنها لم تفلح.
"لا زلت تذكرين شهيتي... لقدغمرتني بلطفك." قال لوك ذلك ضاحكا و كأنه يقرأ أفكارها ، ثم تابع قائلا: "و لكنيأتساءل ، هل تذكرين كل شيء؟" ثم إتكأ على كرسيه و هو ينظر إليها ببرودة و أضاف: "لا. لا أعتقد ، فأنت لم تزعجي نفسك حتى بإعطائي عنوانك الصحيح."
شعرت باريسابصدمة عندما سمعت كلامه ، فلعله كان يرغب في رؤيتها ثانية و يهتم لأمرها ، و لكنبعد أن لاحظت تعبير الغضب مرتسما على وجهه، لامت نفسها على غباءها.
لقد انتظرتإتصاله في لندن و لكنه لم يزعج نفسه بالقيام بهذا الأمر ، إن كل ما جاء من أجله
الآن هو أمه.
قالت هامسة: "أخفض صوتك ، فنحن في مكان عام."
"أنا آسف ، فأنا لم أقصد أن أحرجك."
يا لك من كاذب قالت باريسا في نفسها ، فقد كانت تنوي أن تعرب عن شوقها له ، و لكن بعد أن فكرت في الأمر ، عادت و اخفضت عينيها ، لم هو غاضب منها إلى هذه الدرجة؟ فقد كان يتوجب أن يكون الأمر عكس ذلك.
رفعت باريسا كوبها و أخذت منه رشفة ، فقد كان صاحب المطعم و زوجته قد قدما لهما زجاجة من العصير الطبيعي كهدية بعد أن رأيا الإعلان المنشور في صحيفة التايمز. لقد كانت باريسا زبونة دائمة ، و كانا يعرفانها جيدا ، فقاما بهذه البادرة الطيبة ، و لكنها زادت من شعور باريسا بالذنب. لم تستطع باريسا أن تسيطر على شعورها المخدوع. فالماسة الضخمة ، و الشيك الكبير ، شيئان مصدرهما الرجل الجالس قبالتها ، و لم يستطيعا أن يخففا من شعورها بالذنب.
صحيح أن لوك قد خدعها ، ولكنه دفع مبالغ طائلة ليحصل على هذا الإمتياز.
"لم احضرك إلى هنا يا باريسا لكي أجادلك ، إن الأمر عكس ذلك. هل تتزوجينني؟"
غصت باريسا وهي تبلع رشفة العصير التي كانت في فمها و بدأت بالسعال و هي عاجزة عن تصديق أذنيها ، فحملت منديلها و وضعته على فمها ثم نظرت إليه بعينيها الدامعتين من الغصة.
لقد كان سؤالا مباشرا و لم أتوقع أن تغصي ، و لكن بعد أن تستطيعي الكلام ، أود سماع جوابك."
"كلا." قالت باريسا متعلثمة و هي تبلع ريقها بصعوبة و عيناها مفتوحتان على وسعيهما من جراء الصدمة. لقد طلب منها الزواج مرتين هذا اليوم و لو عرض عليها هذا الأمر منذ شهرين لكانت طارت من الفرح. أما الآن فقد أصبحت أكثر حكمة...
"ما زلت طائشة كما عهدتك يا باريسا ، فأنت لم تفكري بالموضوع إطلاقا. فكري في الأمر و كل مشاكلك تحل على الفور. أنا رجل أعمال ثري ، و لست محتالا كما كنت تعتقدين. كوني زوجتي لمدة اسبوعين فقط و زوري أمي ، و سوف أحول مبلغا كبيرا من المال إلى حسابك."



يا له من مغرور متعجرف. ماذا يعني بقوله أنه سوف يحول مبلغا كبيرا من المال؟ و كأنها سوف تقبل بعرضه...
"و لكنك كاذ. لقد كنت تستمتع بجعلي أعتقد أنك محتال و عضو في المافيا ، و لم أكن سوى تسلية كبيرة بالنسبة لك. لقد عرفت بالصدفة فقط و عندما كنت أقرأ إحدى صحف يوم الأحد أنك رجل أعمال. صحيح انك قدمت لويجي رينو إلى المحاكمة و لكنك لم تكن أفضل منه عندما استعملت الصور لخداعي. في الواقع إنك مبتز مثله تماما."
"و لكن ذلك لم يمنعك من السفر معي إلى إيطاليا يا حلوتي."
"لست في حاجة لأن تذكرني كم كنت بلهاء." قالت جملتها بحدة و الغضب يقطر من عينيها.
"إنك لا تعرفين إلام تحتاجين؟" قال لوك ذلك قبل أن يركز اهتمامه على الطعام الموجود أمامه.
سيطر تعبير مشوب بالمرارة على وجه باريسا ، و تعجبت من إمكانيته على قول الكلام الصاعق و من ثم تجاهله. لقد مر ما يزيد على الشهرين على سفرها ، و الآن أتى ليذكرها بتلك الفترة... و لكي تخفي باريسا صدمتها و خوفها التقطت كأس العصير و شربت ما فيه بجرعة واحدة.
سأل لوك بأدب: "أترغبين في مزيد من العصير؟" ثم ملأ كأسها و تابع: "أنهي طعامك و فكري في الموضوع يا باريسا." عم السكون المكان بسبب إنشغال لوك بتناول الطعام الذي بدا واضحا أنه يستلذه.
"لقد كانت ديدي محقة في كلامها عن هذا المطعم. فقد كان الطعام رائعا."
"أجل." قالتها باريسا بشكل آلي و هي تأكل طعامها بلا تلذذ ، لأن عقلها كان عاجزا عن التركيز على الطعام بسبب أفكارها المشوشة.
"إذا وافقت ، نتزوج يوم الخميس عند الساعة الحادية عشرة و من بعدها نزور أمي قبل أن تدخل غرفة العمليات."
قالت متعلثمة: "كلا ، أقصد نعم ، إن الطعام رائع." فقد كانت مذهولة من الأحداث التي تتالت في الساعات القليلة الماضية لدرجة أنها أصبحت عاجزة عن التفكير بشكل سوي ، الأمر الذي جعلها لا تلاحظ لوك و هو يضحك عليها.
"هل أنت متأكدة من إنك فكرت بعرضي جيدا يا باريسا؟ فقد كنت تحدثينني في بداية هذه السهرة عن أجدادك المتهورين و تهزأين من عدم قدرتهم على القيام بعمل ناجح ، و ها أنت الآن ترفضين عرضا ممتازا بلا أي تفكير."
التقت عينا لوك بعينيها و بدت فيهما مسحة من التحدي ، فأخفضت نظرها بعدما نجحت في إقناع نفسها بأنه لم يفعل ما يهددها في السابق ، أما الآن فهي ليست متأكدة.
قال متهكما: "لعلك ورثت التهور عن أجدادك."
"هذا غير صحيح..." قالت ذلك بحدة بعد أن تلاشى خوفها على وقع تهكمه. "أنا..." ثم توقفت عن الكلام ، لقد كان على حق ، و هي تسرعت في الرد عليه. ربما حان الوقت لأن تستعمل عقلها بطريقة سليمة ، فمنذ اللحظة الأولى التي رأت فيها لوك هذا اليوم ، انصب تفكيرها على الرد عليه دون أي تركيز ، علما أنهليس من عادتها التسرع.
"ما الذي تعنيه بالضبط بكلمة عرض؟" قالت مستفسرة و هي تنظر إلى الأعلى إلى عينيه و الشمعة التي تتوسط الطاولة ترخي بظلالها على تقاسيم وجهه الوسيم.
"لقد سألتك سؤالا مباشرا و واضحا ، و كما قلت لك فإن أمي في المستشفى و سوف تجري عملية جراحية ، و أريدها أن تراني متزوجا قبل أن تستسلم لمبضع الجراح. و أنت ، كما أعرف ، تحتاجين إلى مبالغ كبيرة من المال لإعادة ترميم بيت العائلة. أعلم أن لديك المبلغ الذي قبضته مني مقابل اللقب ، و لكنه لن يكفيك لمدة طويلة و سوف تعودين بسرعة إلى وضعك السابق و حاجتك للمال. في حال قبلت أن تتزوجيني فسوف أخصص لك دخلا لمدى الحياة ، و بالإضافة إلى ذلك سوف أقوم بترميم و تصليح البيت بأسرع وقت ممكن. و في المقابل فإن كل ما أريده منك هو حضورك كزوجة لي في لندن يوم الخميس و لمدة اسبوعين على الأكثر. إنها صفقة تجارية ناجحة ، و كل ما عليك هو أن تعملي بل تمثلي لمدة اسبوعين."
"اسبوعان من حياتي في مقابل ثروة ، هذا كل ما في الأمر؟" قالت باريسا و نبرة السخرية


واضحة في صوتها.
"نعم ، هذا كل ما في الأمر ، و حسب كلام ديدي فقد بقي لديك ثلاثة اسابيع من العطلة المدرسية مما يعني أن اتفاقنا هذا لن يؤثر على عملك و سوف يكون لديك متسع من الوقت قبل أن تعودي إلى مدرستك لبدء التدريس. لا أعتقد أن الوضع يمكن أن يكون مناسبا أكثر من ذلك ، فكري يا باريسا و كل مشاكلك المالية سوف تحل ، و سوف تحصل ديدي و جو على تقاعدهما و تريحين نفسك من هموم إصلاح السرايا. أنا ثري و مستعد لأن أدفع كل ما يلزم لأربح راحة والدتي."
قالت مستفسرة: "ألن تلزمني بأي أمر آخر؟" لقد كان لوك على حق ، فهي ما كانت لتحصل على عرض أفضل لإعادة السرايا إلى وضعها الطبيعي. مسحت باريسا كفيها الرطبتين بتنورتها المخملية ، فأخيرا سوف تقدر أن تدفع راتبا تقاعديا إلى ديدي و جو.
"على الإطلاق. أعدك بذلك. سوف نسجل زواجنا بشكل لائق دينيا و رسميا في مكتب في مكتب تسجيل الزواج يوم الخميس ، و نقيم في الفندق و نزور أمي يوميا لمدة عشرة أيام تقريبا و هي المدة التي سيخبرنا فيها الطبيب إذا ما كان وضعها الصحي قد أصبح سليما للعودة إلى إيطاليا ، و على أي حال يمكنك العودة إلى سرايا هاردكورت في الوقت المناسب لكي تعودي إلى مدرستك."
"ألن تجد والدتك اختفائي بعد فترة زواجنا القصيرة غريبا؟" سألت باريسا دون أن تنتبه لبريق الانتصار الذي الذي كان يلمع في عيني لوك كرد فعل على قبولها.
"لا أعتقد ذلك. سوف نخبرها بأنك كنت مشغولة بترميم السرايا. فبما أنك سيدة السرايا ، من الطبيعي أن تشرفي على كل شيء أما أنا فسأتردد إلى إنكلترا بعد إمتلاكي لإحدى الشركات. لذا ، لن يكون هناك سبب يجعلها تشك في أن هناك خطبا ما بيني و بينك."
"يبدو أنك فكرت بكل شيء ، و لكن أمك لن تكون قادرة على رؤيتي." قالت باريسا ذلك و هي تشرب رشفة من العصير.
"إن أمل أمي في الحياة ليس كبيرا ، فهي لن تعيش أكثر من سنة ، أو سنتين حتى لو أجرت العملية."
"أنا آسفة ، لم أكن أعتقد أن وضعها بهذا السوء."
"و لماذا تأسفين؟ فهي ليست سوى إنسانة غريبة عنك. و لكن إذا وافقت تجعلينها سعيدة ما تبقى من حياتها." كانت باريسا متأكدة أنه يقول الحقيقة ، فقد كان الصدق واضحا في بريق عينيه و هو يقول: "قولي نعم..."
"لماذا أنا؟" فهو يعرف الكثير من النساء و كل واحدة منهن تتمنى أن يطلب الزواج منها ، و دون أن تكلفه المبلغ الذي بدا واضحا أنه يريد دفعه لها. و مرة ثانية لاحظت أنه عاد لقراءة أفكارها.
"لقد نسيت أن والدتي تعتقد أننا مخطوبان ، شخصيا لست راغبا في الزواج ، مثلك تماما و يسعدني أنك تتصورين أنني أستطيع الزواج من أي إمرأة ساعة أشاء. و لكن فكري في الأمر يا باريسا ، فإذا ما أحضرت إمرأة غريبة تماما يوم غد و قدمتها إلى أمي على أنها زوجتي العتيدة من الصعب عليها أن تقتنع مرة ثانية بجديتي في الزواج."
قررت باريسا أن تفكر في الأمر بعقلانية فرفعت كأسها و أخذت منه رشفة. أن ما يقوله منطقي جدا ، و لكن يجب أن لا تنسى أن لوك دي ماغي هو من يقول هذا الكلام... لا ، إن الأمر مستحيل ، أليس كذلك؟
"لا تعرضي نفسك للخسارة يا باريسا. الجميع هنا ينادونك بلقبك. ماذا ستقولين لهم؟ أستخبرينهم بأنك لم تعودي ليدي؟ إن هذا اللقب محفوظ للمرأة التي سأتزوجها."
"لا داعي لمناقشة هذا الأمر. فلو كنت أهتم لأمر اللقب لما بعته." قالت ذلك بحدة و تضايقت عندما سمعت أن لوك يمكن أن يتزوج من إمرأة أخرى.
رفعت باريسا رأسها فتدلى شعرها الطويل على كتفيها ، فقد تركته منسدلا هذه الليلة. ليس لأن لوك يفضله كذلك... بل لأنها كانت في عجلة من أمرها. أسندت باريسا مرفقها على الطاولة و لفت خصلة من شعرها الذهبي على اصبعها قبل أن تبدأ بتأمل لوك ، و لكنها لم تستطع أن تقرأ أي شيء من تعابير وجهه ، لقد كان متعبا و كان يبدو الصدق واضحا في عينيه.








و لكن هل تستطيع أن تثق به؟ و هل أن هذين الأسبوعين يؤثران عليها؟
"حسنا ، أنا موافقة. لقد أبرم الاتفاق." ثم مدت يدها الرشيقة لمصافحته.
مد يده الكبيرة و أمسك بيدها قائلا: "اتفقنا يا باريسا."

ثم دهشت عندما رفع يدها و قبلها و قال: "شكرا لك."
لم تستطع باريسا أن تجيبه أن تجيبه بأي كلمة ، و كل ما استطاعت عمله هو أن تسحب يدها من يده و تضعها في حجرها ثم تتساءل إذا ما كانت قد اقترفت أفظع غلطة في حياتها.
لم يمنح لوك باريسا أي وقت لتغيير رأيها ، فواصل كلامه بلا توقف و هما يتناولان الحلوى و القهوة. لم تكن واثقة مما جرى لها. فبعد أن وقفا أخيرا للمغادرة بدأت تتساءل إذا ما كانت قد فكرت جيدا قبل الموافقة على الزواج منه. فمشت إلى خارج المطعم و هي مشوشة التفكير ، و لم تعد إلى وعيها إلا بعد أن سمعت لوك وهو يصرخ.
"آخ." نظرت باريسا حولها فوجدته يترنح ثم يستقيم في وقفته ، فلم تتمالك نفسها و انفجرت بالضحك. لقد كان مغمض العينين و يضع يده على رأسه.
"إنه مطعم قديم جدا ، و خشب السنديان البارز ، و السقف المنخفض جزء من سحره كان عليك أن تكون أكثر انتباها ، فهناك لافتة فوق باب القاعة مكتوب عليها بأحرف كبيرة: انتبه لرأسك."
فنظر لوك إلى المكان الذي أشارت إليه باريسا و ضحك: "ها ، ها." ثم بدأ بالتأوه.
"هل أنت بخير؟" سألته باريسا ثم وضعت يدها على ذراعه و تابعت: "هل أذيت نفسك؟" في هذه اللحظات خرج السائق من حانوت ملاصق للمطعم.
قال و هو يستقيم في وقفته: "كلا ، أنا بخير." ثم أمسك ذراعها و توجها نحو السيارة.
جلست باريسا على المقعد الخلفي لسيارة الليموزين و التصقت بالنافذة محاولة إبقاء أكبر مسافة بينها و بين لوك.
"لا يوجد أي داع للخوف يا باريسا..." ثم نظر إليها بطرف عينه و رفع أحد حاجبيه بسخرية و تابع: "ليس لدي نية في الأقتراب منك ، سوف يكون زواجنا صفقة تجارية صرفة."
قالت باريسا بتصميم: "لو لم يكن الأمر كذلك لما وافقت." و لكن شيئا ما في داخلها كان يشك في صدق كلامها




الفصـــــــــل الثـــــــــــامـن


توقفت السيارة قرب الباب السندياني المزدوج لمنزل باريسا التي نظرت بطرف عينيها إلى لوك فوجدته مسندا رأسه إلى المقعد و مغمضا عينيه ، و ضوء السيارة الخافت يرسل ظلالا رمادية على تقاسيم وجهه. تساءلت لبرهة إذا ما كانت كدمة الرأس التي تعرض لها قد آذته أكثر مما اعترف به. في هذه اللحظات حرك رموشه و فتح عينيه ، فبدا أنهما لا تستطيعان التركيز و لكنه استطاع أن يعتدل في جلسته على المقعد.
استدار برأسه نحوها و كان على وشك الخروج من السيارة ليفتح لها الباب ثم قال: "اعذريني ، فلن أستطيع أن أخرج من السيارة ، و لكن السائق سوف يفتح لك الباب و يعود إليك عند الساعة العاشرة صباحا. سوف ألتقيك في المستشفى ، ثم نبلغ أمي معا الأخبار الطيبة."
"حسنا ، حسنا ، هذا جيد."
"باريسا." ناداها و هو يمسك بيدها قبل أن ترفع ساقيها للخروج من السيارة و تابع: "لا تغيري رأيك. سوف أكون في إنتظارك غدا صباحا. إن اتفاقنا لا زال ساري المفعول. أليس كذلك؟"
"نعم ، نعم."
يبدو أن هناك شيئا غريبا حصل له إذ أنه كان يتلفظ بكلماته بصعوبة. ترجلت باريسا من السيارة و نظرت أليه.
قال آمرا بلطف: "أدخلي المنزل."
مشت و صعدت الدرج و دخلت البيت ثم أغلقت الباب الثقيل وراءها ، و تابعت سيرها بإرهاق




عبرالرواق فرأت صور أجدادها تبتسم لها ، و شعرت لوهلة بأنها تضحك عليها فهزت رأسهالتبديد هذه الخاطرة المخفية و أسرعت في تسلق الدرج.
توقفت عند الحمام القديمالملاصق لغرفة نومها و أعتلت السرير ، لأنها لم تكن تريد أي شيء سوى النوم.
ولكن الأمر لم يكن سهلا ، فهل هي حقا وافقت على الزواج من لوك يوم الخميس؟ إنها تعلمأن الأمر منطقي من الناحية المادية ، و لكن ماذا عن الناحية العاطفية؟ فهل تستطيعالعيش معه لمدة اسبوعين دون إثارة الألم الذي عانت منه بسببه؟ و هل تملك قوةالإرادة ، أو حتى القدرة على تمثيل الدور الذي طلب منها أن تلعبه؟ مليون سؤال كانيجول في خاطرها ، و لكنها كانت عاجزة عن الإجابة عنها.
فكرت باريسا و هي تتململفي سريرها بأن الأمر ليس سوى مزحة ، قد يتصل بها لوك يوم غد و يخبرها بأن الأمر قدإنتهى ، و لكنها لم تتمنى كثيرا أن يحصل هذا الأمر. كان قد طلب منها أن تستعملعقلها و تفكر بالأمر من الناحية العملية فترى حسنات عرضه واضحة. صحيح أنها تشعربالأسف على حال والدته و تشعر بنوع من المسؤلية لأنها ساهمت في إقناع السيدة العجوزبأنها خطيبة إبنها ، و صحيح أن ديدي سوف تفرح بزواجها من لوك ، و لكن ماذا سيقولالناس؟ سيقولون أن باريسا هاردكورت بلمونت تزوجت من أجل المال... و هنا ارتسمتابتسامة ساخرة على وجهها.
إن في تاريخ عائلة باريسا زيجات كثيرة مدبرة ، و بلاشك أن معظمها كان من أجل المال ، و لكن لماذا تحبط معنوياتها كلما فكرتبالأمر؟
إن الحب للأغبياء فقط ، هذا ما لقنها إياه لوك دي ماغي بذاك الدرسالقاسي. لقد تذكرت الآن أول مرة فتح فيها لوك موضوع سفرها معه إلى إيطاليا و قالوقتذاك أنه لا ينوي الزواج مطلقا ، و لكنه لم يمانع بأن يخطب ليجعل والدته سعيدة ،و ربما أن هذا هو ضمان باريسا الوحيد. إنه رجل أعمال ديناميكي ، فمن بداية متواضعةفي المخابز ، استطاع أن يبني امبراطورية شاسعة. لقد نال كل ما كان يبتغي دون أنيفكر بالناس الآخرين. فكم من الناس قد استغل و ازاحهم من طريقه بمن فيهم هي؟ قالتباريسا في نفسها متسائلة.
ربما أنها تحتقر هذا الرجل ، فالخمسة أيام التيانتظرتها في لندن من أجل اتصاله هي من أصعب المراحل التي مرت في حياتها. لقد كانتتحاول أن تخدع نفسها باقناعها بأنه يحبها ، لسبب بسيط و هو أنها تحبه ، و لكنهاقرأت في اليوم الأخير ذلك المقال الصحفي ، فأدركت أنه قد كذب عليها ، و عندها أدركتأيضا أن الرجل المجرم الذي كانت تنوي الزواج منه أصبح غريبا عنها. لقد سمحت باريسالرجل يتلاعب بها و يحاول الانتقام منها على تلك الإهانة التي حدثت منذ سنوات. وعندما أدركت مدى سذاجتها أقسمت على أن لا تسمح لأي رجل بأن يستغبيها ثانية.
هليمكنها أن تكون قاسية و مستهزئة مثل لوك؟ نعم...
فسوف تأخذ ماله ، قالت في نفسهابتصميم مرير. و لم لا؟ فمن يستحق هذا الأمر أكثر منها؟ لقد اشترى لقبها و هذا ماجعلها تفكر في الأمر جديا. صحيح أنها كانت تتذمر من هذا البيت القديم ، و لكنهاكانت تحبه ، و لم تكن تستطيع أن تتصور نفسها تعيش في أي مكان آخر غيره. إن ذكرياتطفولتها في الركض في هكتارات السرايا الخمسة الخضراء و لعب الغميضة في غرف المنزلالمتعددة ، و الإنزلاق على الدرابزين ، كلها ذكريات لم تكن تستطيع نسيانها. لكن منالآن فصاعدا و لبقية حياتها عليها أن تتقبل الحقيقة التي لا تستطيع نكرانها ، و هيأن لوك قد اشترى اللقب و بذلك أصبح لوردا.
إنها تستحق المال الذي سوف يعطيهاإياه. و من الناحية القانونية ، في حال أصبحت زوجة لوك ، و لو بالأسم و لمدة قصيرة، سوف يبقى وضعها الاجتماعي هو ذاته ، وسوف تبقى ليدي ، و بذلك لن يكون من الضروريأن تخبر أقاربها و أصدقاءها بأنها باعت اللقب. ربما هي جبانة نوعا ما ، و لكنها لاتستهوي فكرة أن يعرف كل الناس مشاكلها المادية. إن الأمر الذي يريحها هو أن هذهالصفقة تؤمن لديدي و جو راتبا تقاعديا مقبولا لبقية حياتهما.
بقيت باريسا ساهرةطويلا حتى استطاعت النوم أخيرا ، حلمت برجل طويل

برونزي السحنة ذي عينين سوداوين و نظرة ماكرة مستهزئه.
استيقظت باريسا في الصباح التالي و هي مقتنعة تماما بأن كل ما حدث بالأمس كان مجرد حلم ، لا بل كابوس. لقد عاد لوك و ظهر ثانية في حياتها معلنا للملأ أنها خطيبته. ما من شك لدى باريسا بمدى اهتمامه بها... و لكن لماذا كانت غبية لدرجة أن تقبل بمخططه المجنون بالزواج منها حتى و لو لأسبوعين فقط؟ كيف ستخدع ديدي؟ و كيف ستضع خاتمه في اصبعها؟ لكنها لم تكن تملك أية إجابة عن هذه الأسئلة.
لم تكن باريسا تحبه... و كانت رحلتها معه إلى إيطاليا مجرد غباء مع أنه لم يكن لها أي خيار في ذلك الوقت. و لكن هذين الأسبوعين اللذين ستكون زوجته فيهما في لندن ، سيكونان علاقة أفلاطونية صرفة في مقابل ثروة... من المؤكد إن قبولها أمر منطقي.
تأوهت من الصداع الذي شعرت به ، و لم يساعد فنجان القهوة الذي أحضرته لها ديدي في التخفيف من الألم.
"من الأفضل أن تنهضي يا آنسة باريسا ، إذ يوجد رجل في إنتظارك في الطابق السفلي ، و يريدك أن تريه البيت!"
قالت متمتمة: "ماذا؟ من؟" ثم أبعدت الملاءة عنها و نهضت من السرير و شربت فنجان قهوتها دفعة واحدة.
"إنه السيد سمايث ، و هو مهندس معماري ، و قد أرسله السيد لوك ليكشف على البيت و يقرر ما يستطيع عمله ، أليس الأمر رائعا؟"
"أجل عظيم!" تأوهت باريسا بعد أن لاحظت فداحة الأمر الذي وافقت عليه. إن لوك لا يضيع أي وقت. و من الواضح أنه باشر في تنفيذ ما اتفق عليه قبل أن تغير رأيها ، و بالكاد كان لديها وقت لتغتسل و ترتدي ثوبها الجلدي قبل وصول سيارة الليموزين لنقلها إلى المستشفى.
ترجلت باريسا من السيارة قرب المدخل الرئيسي للمستشفى و قبل أن تضع حقيبة يدها في كتفها كان لوك قد شبك ذراعه بذراعها.




هذا جيد ، لقد وصلت أخيرا. إن أمي ستكون سعيدة." ثم استدرك و قال لها: "صباح الخير." و رافقها إلى الداخل.
"صباح الخير." قالتها متهكمة و هي تنظر بطرف عينها إلى وجهه الوسيم الذي لا زال يبدو شاحبا بسبب قلقه على والدته ، أو ربما بسبب فكرة الزواج و لو لوقت قصير ، فهو ليس من النوع الذي يفضل الزواج كما ذكر أكثر من مرة.
دخلا المصعد برفقة فتاتين ترتديان معطفين ابيضين ، و لم تستطيعا إبعاد نظرهما عن لوك. ابتسمت باريسا بصمت ، فهي تعرف أن لوك من النوع الذي يجتذب النساء كما يجتذب العسل النحل.
رافقها لوك إلى الغرفة الخاصة في الطابق الثاني و كل تفكيرها منصب على شكل السيدة المستلقية في سريرها. و لكنها فوجئت عندما رأت السيدة دي ماغي لم تعد قوية البنية كما رأتها منذ شهرين. كيف يمكن لانسان أن يتغير بهذا القدر في مثل هذه المدة القصيرة؟ تساءلت باريسا في نفسها و هي تضغط على أحاسيسها للابتسام بعد أن اقتربت من سرير المريضة.
"مرحبا سيدة دي ماغي ، كيف حالك؟" ثم انحنت و قبلت خدها ذا الجلد الجاف.
ابتسمت السيدة العجوز و أدمعت عيناها السوداوان الشبيهتان بعيني لوك.
"باريسا ، يسعدني أنك هنا و أنك سوف تتزوجين لوك ، أنا سعيدة جدا..."
وقف لوك إلى الجانب الآخر للسرير و تفكيره منصب على أمه ، فارتسمت ابتسامة دافئة مليئة بالحب على وجهه.
"يجب أن لا تتكلمي كثيرا يا أمي و لا تنفعلي ، إنها أوامر الأطباء." ثم انحنى مقبلا جبينها و ممسكا بيدها الضعيفة بيده الضخمة ، ثم جلس بجانب والدته على السرير ، و تبادل معها النظرات لبضع لحظات.
شعرت باريسا و كأنها دخيلة ، فجلست بهدوء على مقعد قريب من السرير ، و أخذت تحدق بيديها الموضوعتين على حجرها ، لقد شعرت بتأنيب الضمير عندما رأت الخاتم البراق الضخم


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:57 PM   #15

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

تعبببببببببت جد عاد انتظر ردودكم على الاقل بكلمة اوووووووكي


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 07:24 PM   #16

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي ..ومشكوره على المجهود ,,يعطيكِ العافيه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 08:05 PM   #17

yoshym2
 
الصورة الرمزية yoshym2

? العضوٌ??? » 51037
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,050
?  نُقآطِيْ » yoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond reputeyoshym2 has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمووووووووووووووووووووو وووو ايديكي يا حلوة

yoshym2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 11:55 PM   #18

هنيده

? العضوٌ??? » 30076
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 456
?  نُقآطِيْ » هنيده is on a distinguished road
افتراضي

القصه ناقصه شىء كانو اعداء و فجاه و لوا يحبو بعض

هنيده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-09, 02:37 AM   #19

زهرة الجاردينيا

? العضوٌ??? » 55983
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » زهرة الجاردينيا is on a distinguished road
افتراضي


الله يعطيك العافية

بس

وين التكملة ؟!


زهرة الجاردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-09, 03:27 PM   #20

البلعاوية

? العضوٌ??? » 81635
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 624
?  نُقآطِيْ » البلعاوية is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافية وبانتظار الباقي

البلعاوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.