آخر 10 مشاركات
استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          32 - خذ الحب واذهب ! - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-09, 07:13 PM   #11

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي


6- أنت لي .


كان حظ فرانسيس طيبا ,لأن الطقس يوم مولدها كان رائعا للاحتفال . وكان قد مر أسبوع من الأيام المشمسة الرائعة التي تحدث عنها المزارعون بتفاؤل حذر , ذاكرين أن هذه السنة هي أحدى السنوات التي تجعل من سنوات القحط والرياح وأمراض المزروعات قيد النسيان . لأن فيها هطل ما يكفي من مطر لإبقاء المطر العشب أخضر .
وراقب مزارعو الخضروات بفخر نمو الطماطم , والذرة , والفلفل , الأخضر ... كما راقبوا الأشجار المثمرة من الخوخ والدراق والتفاح المتدلية منها كعناقيد العنب التي انعقدت بدورها .,
وصل سايمون ليرافقها إلى منزل شقيقته , وكالعادة كان السحر بعينه .. حين انطلقت بهم السيارة رمقها قائلا :
- هل أغضبتك ؟.
- لا ... أبدا .
- إذن استرخي ... روزماري في شوق إلى أن تراك والى أن تقيمي عندها .
- وماذا عن دان ؟.
ضحك :
- دان يريد أن تحصل روزماري على ما تشاء , لذالك ترينه في شوق إلى رؤيتك أيضا .
ملأت ضحكته السيارة .. وسرعان ما وجدت نفسها تضحك معه .
- هذا أفضل . ظننتك ستبقين عابسة ..تذكري ...أنت لي ..
- أنا رفيقتك .
- نعم إذا كان هذا يجعلك سعيدة .
ثم أضاف :
- أنت ذكية لورا .
نظر إليها نظره طويلة , ثم قال لها بطريقة غريبة :
- أتمنى ..أحيانا ..أتمنى لو تعاد الحياة .
- ستكون عندها رؤية رائعة .
- انا متأكد من ان هذا حدث من قبل . قرأت كتابا عن رجل أعيد الى الحياة كي يحيا حياته من جديد , بعد ان قرر الا يفعل إي عمل ندم عليه في حياته السابقة ...لكنه وجد انه مضطر , حسب المواقف , الى القيام بالأخطاء نفسها .
ارتجفت لورا :
- اكره التفكير في أن هذا ممكن .
- أظن ان هذا صحيح ..ما الإرادة الحرة إلا وهم .. أنت مثلا , لا تريدين أنت تكوني الآن معي .. ومع ذالك جئت لأنني أقنعتك مستخدما أساليب ليست قويمة , ولأن هناك بعض الروابط التي لا يمكنك تحرير نفسك منها ..
- وماذا عنك ؟ ماذا تفضل أن تفعل الآن ؟
- يافتاتي العزيزة .. أيجب أن تسألين ؟ أفضل أن أكون معك في مكان يبعد مئة ميل عن أقرب كائن حي , حيث أبقى فيه عدة أشهر في عزلة تامة .......
واستمر يتكلم, لكن لورا صمت أذنيها عن سماع كلماته , بوضع يديها على أذنيها إلى أن شاهدته يضحك , قائلا بصوت مرتفع :
- خجلت ! إذا أردت ادخار الخجل فلا تسألي أسئلة مثيرة !.
مالت لورا إلى الأمام لتدير الراديو وهي تفكر أن عليها يوما ما أن تضبط لسانها .!
حين وصلا وجدت لورا أن لامجال لحديث آخر بينهما ذلك أن لورا تعرفت إلى مارلين وأخيها , الذي هو أكثر هدوء وتحفظا , والذي له نظرة أبيه المباشرة الواضحة .
لم يكن دان هناك لكنه جاء وقت الغداء الذي تناولوه على باحة مرصوفة بالحصى حول بركة السباحة ... روزماري كانت طيبة كعادتها و سايمون كان مسترخيا أكثر من أي مرة شاهدته لورا فيها , فما كان منها إلا أن استرخت أيضا , وحين أزف أوان العشاء كانت في شوق للذهاب إلى الحفلة .
عندما نظرت إلى صورتها بالمرآة , برقت عيناها , لأنها بدت متألقة , غامضة , شاحبة اللون كأحجار العقد المتدلي فوق جيدها الجميل ...أما اللمسة الوحيدة من الماكياج فكانت على شفتيها المكتنزتين .
عندما شاهدها سايمون , بدا أن جمالها حرك أعماقه . وقال لها لتسمعه وحدها :
- أهلا بك ..سيدتي الجميلة .!
- وهل أنا جميلة حقا ؟.
ابتسم وقد استعاد سيادته على نفسه ... وانطلق معها في سيارته , ثم تبعتهما أخته وزوجها في سيارتهما , لم يكن منزل آل باركر يبعد ألا بعضة أميال , لكن لورا أحست ان قلقها السابق قد عاد , بل ازداد بسبب هواجسها التي لم تتركها يوما .
كانت الأمسية لطيفة , باردة , صافية , جعلت من الرقص متعة ,لكن رغم البرودة كان في الجو بعض الدفء الذي سمح بالخروج خارج المنزل , وكان كل شيء يتوالف ليؤلف أمسية رائعة , وكانت لورا تعلم أنها تبدو فائقة الجمال , بحيث ستكون الليلة مثار حسد كل امرأة متزوجة أو غير متزوجة .
قالت فجأة :
- سايمون ..
- ما بك ؟.
- لا أريد الذهاب الى حفلة .
فقطب :
- لقد بحثنا هذا الموضوع من قبل , ليس أمامك إلا الذهاب ؟
عضت على شفتها وقالت ببرود :
- لا أريد .
- انه خيارك الوحيد .
- أنت متوحش !. أحيانا أظنك تكرهني .
- أنا لا أكرهك .. بل احتقر نفسي بسبب حاجتي إليك , ولذا أرفضك لكنني لا أكرهك ... لو لا حقتني لا ختلف الأمر لكنك لم تحاولي .
- طبعا لم أحاول ... ولماذا تحدث الأمور هكذا ؟.
- من يعلم ..الحب شعور أسر مجنون , والطريقة الوحيدة لتحطيم أغلاله هو الاستسلام له ...لكنك لن تستسلمي .
- أفضل الموت .!
- أهذا هو ردت فعلك لدى مواجهتك حقائق الحياة ؟ أم انك بالفعل تشعرين بأن هذا قد يوميتك ؟.
- قلت لك من قبل انه قد يميتني .
- مع ذالك فستنقادين اليه , ولا يهمني أذا كنت تكرهنني . فأنا أريدك ... أتفهمين ؟.
راح يتخبط شيء في داخلها ..موجة ساخنة , تبعث على الوهن , اندفعت في شرايينها من جرَاء كلماته التي بعثت فيها رؤى غريبة فأطبقت يديها لتضغط أظافرها على راحتيها , لعل الألم يعيد إليها تعقلها .. قالت بصوت ثابت جاف :
- أنا واثقة بأن الحب رائع .. لكن نتائجه هي ما تقلقني .

قال سايمون ببرود عندما دخلا الى فناء مرصوف :
- سنتابع هذا الحديث فيما بعد .
- لماذا لا تتركني وشأني ؟.
- لأنك كالوباء .. يجب ان تفتكي بجسدي كله قبل ان اشف منك ! وأنت الآن لست سوى حمى تسري في دمي .
أوقف السيارة , والتفت إليها مضيفا :
- ولسوف أساعدتك حتى نعبر مراحل المرض كلها وصولا إلى فترة النقاهة والصحة الكاملة .. بغض النظر عن مخاوفك ورؤاك .
ردت عليه متحدية :
- شكرا لإنذاري ... سأتأكد من إن أكون وحدي معك بعد الآن .
- أنت جميلة ... تذكريني بهليين الطروادية ..
- أنت شاعر الليلة ... ! أولا تقول لي سيدتي الجميلة والآن تشبهني بهيلين الطروادية .
- لكن الوصف لامرأة واحدة ...
بدت فرانسيس رائعة في ثوب حريري أخضر , أظهر تقاسيم جسدها وأضاف إلى جمالها جمالا القرط الزمردي الذي اشترته من المحل الذي تعمل فيه لورا .. استقبلت لورا بترحاب مفرط بدا من زيفه واضحا . لكنها وجدت في الحفلة صدى مألوف ,. وكأنها شاركت في العديد منها سابقا .. وهذا أمر غريب .. لأن الفتيات في الثامنة عشر من عمرهن , لا تكون لهن حياة اجتماعية ناشطة .
قد يشمخ بعض الاثرياء برؤوسهم حين يرون كاتبا روائيا . لكن نظره واحده الى سايمون من قبل المدعوين جعلت من يشمخ منهم يدرك انه مخطئ .. اذ سرعان ما اكتسب سايمون احترام الجميع , وبينما وجده الرجال مثيرا للاهتمام وجدته النسوة فاتنا بسحره الأسمر ,.
واستجاب لهن بالطبع دون أن يترك شكا في من هي رفيقته .. راح جزء بدائي من لورا يتمتع بتصرفاته المتملكة نحوها .. لكن الجزء الأخر بدا متوترا .
حين دعاها شاب لرقص شاب كان ينظر اليها منذ وقت بإعجاب كادت ان تقبل لولا ذراع سايمون التي حالت دون ذالك قائلا : لا.... اما عيناه فكانتا تقولان دون حرج : هذه لي , وان كنت تعرف صالح نفسك ابتعد عنها ....وهذا مافعله الشاب الذي احمر خجلا , وانسحب مسرعا , مما دل على مدى تأثير نظرة سايمون الغاضبة فيه . ولم يلبث ان قادها نحو الحلبة قائلا :
- هل غضبت ؟.
- قليلا .. أكان يجب ان تكون قاسيا ؟.
- أجل ... فقد كان يتعدى على أملاك الآخرين وهو يعلم هذا .
- أوليس لإرادتي وزن عندك ؟.
- أكنت تريدين مراقصته ؟
- اوه .. أوف لك أيها الوغد المتعجرف !.
- صه ... قد يسمعك أحد ...
أحست بالخوف فجأة , فلما رفعت بصرها اليه قال :
- ماذا ما الأمر ؟.
نظرت حولها وكأنها خائفة من شيء سيظهر لها :
- لست أدري .... سايمون أود العودة إلى المنزل ..
- لا .
حين حاولت الاحتجاج قادها إلى الشرفة مديرا ظهره إلى الأضواء ليخفيها عن النظرات الفضولية , قالت متوسلة له وهي بين ذراعيه الحاميتين :
- اوووه ... سايمون ...
- اجتاحتها موجة من الغثيان , كما ملك عليها لبها إحساس بالعذاب جعل أنفاسها تضيق بها , فقال لها آمرا بصوت هادئ عميق :
- استرخي .. ولا تحاولي أن تتذكري شيئا حبيبتي ..دعي هذا الشعور يمر .. وستعود الذاكرة متى حان أوانها ..
ارتجفت لورا وبرقت عيناها بلون قاتم ..
مرت موجة الغثيان ببطء , وتركتها واهنة ضعيفة . ترنحت متنهدة ... فأمسك بيدها لحظات حتى توقف جسدها عن الارتجاف وحين عاد اللون إلى وجهها الشاحب , قال لها هامسا :
- أتسائل ما اذا كانوا سيجدون الأمر غريبا فيما لو طلبت لك الشاي الساخن ..لكن سأخاطر , فقد يعتقدون أن هذا سببه جنون العبقرية .
فابتسمت له وهو يجلسها على مقعد قريب ..وبقيت تثبت نظرها عليه مادام هو على مرمى البصر .. وبعد أن غاب عن ناظريها , نقلت نظراتها دونما اكتراث الى ما حولها , تحس بالانكماش وتتساءل لمذا تأثرت هكذا بتوبيخ سايمون ؟؟ لها !!
ترى اذا عرفت السبب هل تعود اليها ذاكرتها ؟!

نظرت الى فرانسيس بعض لحظات دون أن تدرك من هي .. ومرت بعض لحظات أخرى حتى ادركت انها تتقدم نحوها لا كنها كانت تحس بأنأانهأنها مخدرة , فتمنت أن يصل سايمون وينقذها , ألا ان شعورها بأنها معتمدة عليه كليا زادها سقما .
تناهى اليها صوت فرانسيس المرح الزائف :
- أتشعرين بالحرارة ؟
- قليلا ..


جلست فرانسيس قربها وهي تلمس أقراطها :
- ظننتك تعودت على صيف الجنوب ... أتعلمين أن سايمون متزوج ؟
سمعت مثل هذا القول من كايت قبل الآن , لا كنها لم تصدقها ففرانسيس تعيد الأسطوانة ذاتها لذالك لن تصدقها ..
ردت بصوت مهذب جعل الفتاة التي تكبرها سنا تنتفض :
- لا ..
- حسنا انه متزوج من امرأة شهيرة في لندن ... ولم أعتقد انه سيخبرك.. ماأن عرفت ...
وكأنها تلمح لها بأنها ما أن عرفت الأمر حتى تخلت عنه !

إنها كاذبة . لأنها مازالت منجذبة إليه بعنف فلو أشار إليها بأصبعه لرمت بنفسها عليه متزوجا كان أو غير متزوج ..

مع إنها لا تصدق أن لديه زوجة ....
- ومن أخبرك ؟
- اوووه الأمر معروف في الوسط الروائي والمسرحي , عمتي صديقة إحدى الممثلات التي تعرفه جيدا وهي من أخبرتها ... آسفة إذا صدمك الأمر ... لكنني أحسست أن من واجبي أن أخبرك قبل أن تتورطي ..

تقدم سايمون في هذه اللحظات حاملا فنجان الشاي , فراقبته لورا وقلبها ينتفض حتى أصبح كرة قاسية في صدرها . حين أقترب رفعت صوتها قائلة :
- أهلا سايمون ... لقد أخبرتني فرانسيس لتوها أمرا مذهلا عنك !.
سمعت لورا تحشرج أنفاس الفتاة الأخرى التي استدارة بعنف نحوه وعلى وجهها أثار العذاب , وهي تهذي بكلام غير مفهوم :
- اوووه ....ساي ... أنا ....
ناول سايمون الفنجان إلى لورا قائلا بهدوء :
- حقاً ؟.... هيًا أشربي هذا لورا .ثم نقل نظراته القاتمة نحو فرانسيس وسألها بصوت خشن سمرها :
- كنت تروين القصص عني ؟.
أحست لورا بالخوف والخجل من نفسها فرانسيس كانت تريد إيلامها , لكنها تصرفت بأسوأ منها ... أنه صراع قطط ... حول الذكر !.
قالت لورا محاولة استعادة المبادرة :
- أنس المسألة سايمون .
لكنه تجاهلها وسأل بصوت منخفض :
- فرانسيس ... كان الشر كله متمثلا في هذه الكلمة .. لذا لم تدهش حين شاهدت فرانسيس ترتجف , تحرك فمها بضع لحظات , لكن بصمت , ونظرت إليه متحدية ثم تلاشى التحدي منهما , وارتسم فيها تعبير ذليل جعل الغثيان يعاود لورا بقوة .
- قلت ...لها .. أنك متزوج .. أنا آسفة سايمون لم أشأ .. لقد أردت ...
صمتت ثم همست :
- آسفة ...
وارتدت على عقبيها كالمجنونة تولي هاربة من الشرفة إلى المنزل .
وضعت لورا بحذر الفنجان من يدها على طاولة صغيرة ...ثم ترنحت حتى كادت تقع , فالتقطتها يدان قويتان منعتاها من الوصول إلى الأرض , ثم حملها وكان قلبه يخفق بغير انتظام .


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-09, 07:16 PM   #12

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

- بيت الشاطئ
كانت الساعة قد أصبحت الثالثة صباحا حين آوت لورا إلى الفراش ,
ومع إنها كانت مرهقة إلى أنها استلقت ساعات في غرفة النوم الفاخرة في منزل آل دالتون تراقب النجوم من النافذة .
في الحفلة مر إغماءها دون أن يلاحظه أحد . لكنها عندما عادت إلى وعيها وجدت سايمون ما يزال بقربها وأصر على أن تكمل احتساء الشاي . بعد لحظات صفا رأسها , وأعطاها - *****- دفء الشراب قوة لتتجاهل ما حصل كما تجاهله هو , ونجحت في هذا , لم يتركها سايمون لحظة واحده .كانت المرة الوحيدة التي تركها فيها عندما راقصها دان .. وحين انتهيا كان ينتظرها حتى ان الجميع وقبل انتهاء السهرة بكثير قرروا أنها و سايمون على شفير علاقة ما ... أما فرانسيس فقد بقيت بعيدة عنهما , حتى حان أوان توديعهما .. كانت وهي تودعهما تشيح ببصرها عن سايمون لكن صوتها شابته برودة وارتجاف أزعجا لورا .

في طريق العودة إلى منزل شقيقته أقنعت لورا نفسها بأنها أصبحت أسيرة عالقة ضمن هالة مقفلة من الجاذبية والسحر المشع من هذا الرجل .

لكنها قررت الآن وهي مستلقية في الفراش , أنه ليس ذالك الساحر الأسمر الذي يطبق على خناق فرانسيس ! فالفتاة تريده وحبها له أمر قائم بذاته ...لكنه قد يكون نزوة عابرة .

أما هي ... golya وابتسمت بحزن .. هل وقعت في حبه حقا ؟ إذا كان الحب هو الشعور الموجع وهذا التوق إلى أن تعطي وتعطي حتى تذيب نفسها بإسراف في هذا الحب ... فالرد إذا .... إنها تحبه ... حاولت لورا أن تبلور عواطفها لكن الانقباض العميق الذي يمسك بخناقها منعها ... آه ليت الحب يحمل معه السعادة .!

نهضت من السرير لتسير نحو النافذة تجذبها مشاعر أقدم من الزمن نفسه , لم يكن الفجر بعيدا ولا السماء التي بدأت الظلمة تنحسر عنها ,ألا أن الوقت مازال مبكرا على كورس العصافير ,وقفت لورا فترة تحدق إلى شبح رجل يسير تحت عريشه ورود وياسمين ... لا مجال للخطاء حتى في العتمة النسبية , انه سايمون غير قادر على النوم أيضا , وكأن شيئا يدفعه لسير بقلق في الليل الدافئ ...
فيم يفكر وهو يضرع الممر المكسو بالورود والياسمين ؟
أسرعت لورا تعوج أدراجها إلى سريرها , هو لم يعد على ذكر اتهامات فرانسيس ولا هي ذكرتها . لكن المسألة عادت الى ذهنها الآن كما يعود النمل الى السكر ... كان لديها قناعة بأنه غير مرتبط ..لكن لو كان متزوجا لذكرت روزماري شيئا حول الأمر ... شقيقته بالتأكيد ستعرف اذا ما كان متزوجا أحست لورا لألم وهي تضن أن روزماري لا تهتم بها golya .. والا لأخبرتها عن موضوع زواجه هذا اذا كان هناك زواج فعلا .
ومن حيث لا تدري غطت لورا في نوم عميق لم تستيقظ منه الا بعد الغداء
حين نزلت كانت روزماري تضحك وتلعب في المطبخ مع طفليها استقبلت لورا بنظرة واضحة مرحة :
- تبدين منتعشة يا عزيزتي , القهوة جاهزة أتودين بعضها ؟
قبلت فنجان القهوة وقالت :

- كان يجب ان توقظيني باكرا !
فضحكت روزماري وقالت :
- استيقظ دان في الثامنة وحمل الولدين معه للقيام بنزهة في المزرعة , يا له من حبيب قد أفسح لي المجال لأنام حتى العاشرة .
- و سايمون ؟.
- آووه خرج في التاسعة..لا كنه عاد .. أظنه سيأخذك لشاطئ بعد الظهر .
بدا الانزعاج على لورا :
- عليه يوما أن يسألني أن كنت أريد أو لا !
في هذه اللحظة دخل سايمون وهو يقول :
- هذه مضيعة للوقت فأنت آتية معي.....ألن تأتي .؟
قالت تضع بعض المزاح في صوتها :
- أعرف متى أهزم !
GOLYA
فضحكت روزماري وصبت فنجان شاي لأخيها :
- خذ... أشرب هذا .... واصمت ... لئلا تفزع لورا .
وهذا بالتأكيد ليس الكلام الذي يخفي وراءه سر زواج ! كان الموقف غريبا وقد زادة غرابة جو الصبر المرتقب حول سايمون , لكنهم تناولوا الغداء وبعد تنظيف الصحون ونقل حقيبة لورا إلى السيارة شكرت مضيفتها على حسن ضيافتها , وتلقت بدهشة عناقاً حارا من روزماري .
قال سايمون وهما يتوجهان إلى السيارة :
- كانت تتمنى لك حظا طيبا .
- أحب شقيقتك .
- لا تدهشين فهي عكس أخيها تماماً .
ران صمت قصير قطعته بقولها :
- لقد تغيرت .
- اتخذت قرارا ليلة أمس .
- رأيتك في الحديقة فأنا لم استطع النوم أيضا ..
نظر إليها بسرعة وحدة :
- لماذا ؟!
- آووه من التعب كما أعتقد , كانت أمسية غريبة .
فابتسم :
- توضيح مقصود .
- لم أنت تصحبني إلى الشاطئ ؟.
- لأنني أعتقد أن الوقت حان لكشف الأوراق جميعها .
طفق نبض ينبض بسرعة جنونية في عنقها .
- ماذا .. تقصد ..؟
- لقد ذهبت الى شقتك هذا الصباح وطلبت من كايت أن تعطيني المجلة التي كانت معك . قبل أن تفقدي الذاكرة منذ سنتين . سوف نراجع كل ما فيها .
في بيت الشاطئ صب لها كوباً من عصير البرتقال , وجلس الى جانبها على الأريكة ثم رمى المحلة على ركبتيها ... فشهقت عندما رأتها كانت مجلة سميكة مليئة بصور وإعلانات عن المجوهرات والحلي والعطور وعن منازل ريفية معروضة للبيع والإيجار . أحست بكراهية شديدة تجاهها , لكن سايمون قال بصوت لا ليونة فيه :
- فلنراجعها صفحة صفحة .

نظرت إليه بسخط ثم فتحت الصفحة الأولى ...وتتابعت الصفحات بعد ذالك مدة ساعة تقريبا :
- هذا كل شيء ( قالت )
- إنها إعلانات .
- تابعي لورا .. ما يزال هناك صفحة عن الشائعات .
- شائعات ؟.
وهذا ما وجدته , كانت مقاطع صغيرة من الشائعات تقطعها بعض الصور . ارتجفت أصابعها فوق الصفحات المصقولة , وأحست بالظلمة تضغط على الأبواب المنغلقة في عقلها , الكامنة خلف أبواب من الظلام الدامس المرعب ..قالت بصوت رفيع مستدق :
- لا أستطيع ...لن أفعل ! سايمون ...أرجوك لا تجبرني .. أرجوك .
لم تجد آثرا لليونة في عينية الخضراوين:, ولا الرقة في خطوط وجهه القاسية , كان يبدو لها واثقا منتظرا يفرض أرادته حتى تطغى على أرادتها , وقال بهدوء :
- يجب أن تستمري ... تعرفين هذا لورا , هيا فلديك الشجاعة والقوة والعزم .
تنفست أنفاسا متحشرجة ... كرهته لأنه يطغى عليها ...لقد طاردها وقادها الى زاوية لا مهرب منها .
- أقرئي ( قال بحده وإصرار )
أخرجت أنفاسها وهي تكاد تصيح بائسة ثم شرعت في القراءة ! كانت جميعها تفاهات ليست مألوفة لديها ..الشائعة الأولى فالثانية ,ثم الظلمة الضاغطة على تلك الأبواب المتقدمة بسرعة شريرة كسرعة القط .. أدارت لورا رأسها فطالعتها نظرة سايمون الباردة وأحست بالعرق يتفصد من صدغها . وتاقت الى ان يريحها من كل شيء , لكنه لم يتحرك ليواسيها .

وصلت إلى فقرة صغيرة : (( سايمون باركلي , الكاتب المعروف نجا من الموت بأعجوبة منذ أسبوع حين صدم سائق سيارته ..لكن مرافقته الشابة المعروفة نجمة المجتمع كريستين مورلي , لم يحالفها الحظ وقد توفيت قبل وصول المساعدة إليهما ...))
وهناك المزيد لكن الظلمة انقضت عليها فسحقتها تحت براثن عذاب من الأوهام وجعلت صوتها يخرج من حنجرتها صارخا يائسا .

عندها راح يحدثها بلطف ورقة وكان يسمع تأوهها الشديد الذي منع عنها الدموع .
بعد فترة ..نظرت الى المجلة ثانية ....وقالت :
- اذن .. من هذه الحادثة كانت الندبة على كتفك كيف يا سايمون
سمعت رفاصات الأريكة تطقطق وهو يستلقي على ظهره ..فجاء صوته بارداً لا تعبير فيه :
- أصبت حين كنت أحاول إخراجها ..كانت عالقة في السيارة ..لكن حين وصلت المساعدة كانت أبعد ما تكون عن المساعدة .
- لكنك حاولت .
- آه ...أجل ...حاولت !
كما حاول مساعدتها هي .. لأن جزء منه , وربما اخر جزء متحرر من السخرية , أحس بنوع من الالتزام .. همست :
- تبا لك .. لماذا لم تتركني وشأني .؟ كنت سعيدة .. حتى ظهرت في حياتي .
- لا لم تكوني سعيدة .. لا تخدعي نفسك لورا ...ما كنت موجودة .. يا الهي ..حين شاهدتك في الشاطئ لم اصدق انك الفتاة نفسها .. كنت متقوقعة في قوقعة جليدية . أنت يا من كنت عنيدة عنيفة متقدة بالغضب... لا كن في الوقت نفسه نشيطة حية تنبضين بالحياة ! كدت ابكي على الحالة التي وصلتي اليها .
- وهكذا صممت على إعادتي الى حياتي !
- أجل .
- أعدني الى منزلي .
- حاضر .
وهذا ماكان .. عندما وصلت الى منزلها وجدت فيه هيلين التي كانت سارعت الى استدعاء فيليستي مارلو , التي أعطتها منوما لكن قبل الفجر بوقت طويل , استيقظت ..وبينما كانت السماء شرقا تنحسر عنها الظلمة والفجر يبدأ بعزف ألحانه استعداد ليوم رائع اخر , كانت لورا متمددة متصلبه تحت ملاءات السير ..تتذكر مرتجفة تصر بأسنانها لمنع البكاء التي اذا انفجرت أيقظت زميلتيها


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-09, 09:36 PM   #13

ala2 sq

? العضوٌ??? » 90460
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » ala2 sq is on a distinguished road
افتراضي

thnx 3la elrewya eljmeela o nnt'9rk 3ala a7r mn eljmr

ala2 sq غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-09, 08:49 PM   #14

hAmAsAaAt

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hAmAsAaAt

? العضوٌ??? » 185
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 10,868
?  نُقآطِيْ » hAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond reputehAmAsAaAt has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي شذى الايام بس يا ريت مرة ثانية تكتبي رقم الرواية ولو عليها اسم الكاتبة كمان تكتبيها

الله يعطيك الف عافية ومنتظرينك


hAmAsAaAt غير متواجد حالياً  
التوقيع
اضحك الصورة تطلع حلوة
رد مع اقتباس
قديم 26-05-09, 08:55 PM   #15

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي حبيتي بالانتظار ..بس عندي رجاء واحد الخط شوي خلي كبير

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-05-09, 09:33 PM   #16

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم ايدك يا شذى

وطبعا انتى تنورى يا قمر

واعتبرينا كلنا اخواتك واصحابك


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-05-09, 09:27 AM   #17

جورجينا

? العضوٌ??? » 77759
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,361
?  نُقآطِيْ » جورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة

جورجينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-09, 01:16 PM   #18

وهوبه
alkap ~
? العضوٌ??? » 82789
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 570
?  نُقآطِيْ » وهوبه is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غاليتي مششششششششششششششكورة على الحضور المميز ياريت تنزيليها على الوورد ولك احلى بوسه
امممممممممممممممممممممممم ممممممممممممممممممممممممم ممممموح


وهوبه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-09, 10:24 PM   #19

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

اشكركم على تفاعلكم الرائع والذي بث فيّ روح الحماس والعطاء.........

شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-09, 10:27 PM   #20

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

يالله نكمل الروايه
اصبحت الذكريات الان حية .وكأن عقلها الباطني حافظ عليها خير محافظة , نافضا عنها الغبار وكأنها جاهزة للأستخدام الفوري .
كان والدها فاتنا ضعيف الشخصية تركها في مدرسة داخلية , لانها تذكرة بحادثة تحطم طائرة نجت منها هي وماتت فيها زوجته ..يوم ذاك كانت لورا في الثالثة من عمرها , لكن الذكرى ماتزال واضحة في ذاكرتها , ولايطغى عليها سوى ذكرى الرحلة الطويلة التي قامت بها منذ سنتين .

فهمت الان لماذا فرض عليها سايمون القيام برحلة في الطائرة الصغيرة فوق البحر , وفهمت ايضا انها لت تعرف بعد اليوم الرعب الذي ادى الى فقدانهاا لوعي عندما حطت الطائرة بهما ارضا .
كم كان عمرها ياترى حين تزوج والدها من كرستين ؟ عشر ؟ أو احدى عشر سنة .
كانت كرستين مخلوقة نحيفة بسيطة ليس فيها ألا عينان وعظام لا كنها كانت أما ثانية لطيفة معها , تشتري لها الهدايا في الأعياد .
وكانت جميلة مثيرة أنيقة , لا لأنها ثرية بل لأن لها ذوقا رفيعا وكانت تبدو للورا الصغيرة أميرة من أميرات القصص الخرافية , مرحه , لامعة , أكبر بقليل من الحياة نفسها .
مما لا شك فيه , أن لورا تركت يومها المدرسة الداخلية ...وسارت أمور الحية على مايرام .وكانت كرستين رائعة في تلاعبها بالكلمات ..كانت دائما تدعوها ((أبنتي الجميلة )) وتتسامح معها في المصروف . وتبهرها في كثير من الأحيان ..وكانت لورا تقضي معظم اوقاتها تستكشف لندن ,قانعة بحياتها ..لكن موت والدها اثر نوبة قلبية , ولقائها المفاجئ بسايمون باركلي دمر علاقتها بزوجة أبيها .
بعث كل شيء الى ذاكرتها الان تذكرت سايمون العابث المتكبر , الساخر ذي الجاذبية الشريرة ..فطفرت الدموع من عيني لورا وهي تتذكر لقائها الأول به ..يوم ذالك كانت كرستين بالمستشفى , ولورا وحدها بمنزل العائلة بلندن . حين زاره نظر إليها بتعجب فتضجرت وجنتاها خجلا ..فقال لها سايمون والسحر يقفز منه قفزا :
- يا ألهي ...! ما أروعك وأجملك ! كنت اظنك تلميذة مدرسة خرقاء .
- أنا أمام كرستين خرقاء .
- لا , يا فتاتي ..أخبرني ماذا تصنعين وحدك طوال اليوم ؟
- آووه ... لاشيء .
لم يكن الهدف ان يصيب وترا حساسا فيها , لكن قوله ذكرها أن تعمل .لكن زوجة ابيها هزئت منها وأشارت بسخرية لطيفة الى أنها لا تنفع لشيء .


ولأن لورا مازالت صغيرة وتخشى كرستين , صمتت على مضض , كارهه الإحساس بأنها عديمة النفع , وقال لها سايمون يومها :
- لاشيء ؟ فراشة اجتماعيه فقط ؟
- لست أية فراشة اجتماعية فأنا مميزة
فضحك :
- أذن أقبلي دعوتي على الغداء ..فأنا بحاجة الى من يسليني .

لم تكن دعوة ترضي غرورها , ومع ذالك أطبقت عليها جاذبيته اطباقا ..فاستجابت له متحدية كرستين التي لم توافق على اندفاعها ذاك .
وذالك الغداء كان بداية كل شيء ..
وقعت في حبة رأسا على عقب .. ولم تحاول أخفاء مشاعرها ..كان متحفظا في البداية , إلا أنه تغير فيما بعد ...علمت انه لا يحبها ومع ذالك جعلته يريدها ..
ولأنها كانت بريئة ظنت أن ذالك أشارة لبداية الحب .
كانت طفولية التفكير تظن أن حبها يكفيهما ! حاول أكثر من مرة تحذيرها ولم تصدقه .. فقد ضاعت في غمار حبها الأول . كانت ساذجة فلم تدرك أن مخيلتها جعلته أمير أحلامها ... عندما تذكرت ذالك الآن استطاعت أن ترى كيف حشرته في الزاوية , وأجبرته على الاختيار بين الزواج منها أو ترك المحتوم يحدث ..
حتى في ذالك الوقت كان شريفا قاسيا معها ..لكنها رفضت أن تعترف أن احلامها الوردية مبنية على أوهن الأسس : الرغبة !
أخبرته أخيرا في ليلة من الليالي عن مدى مشاعرها نحوه فضحك !

قال لها يومها بخشونة :
لا... لا ... أيتها المجنونة الصغيرة , لن أورط نفسي معك فهذا هو الحد الذي لن أسمح لنفسي بتجاوزه .

كان يريد إيلامها وقد آلمها فعلا . كلماته القاسية لذعتها كألسنة السوط .فصفعته صفعه فيها كل ألم و عذاب مشاعرها . ثم راحت تراقب بشرته وهي تصطبغ باللون الأحمر وقالت بغيض :
- اذهب إلى الجحيم !
- إنها في طريقي ! ستقودين يوما مسكينا ما إلى ما هو أسوء من الجحيم
لك أخلاق قطة آتية من الشوارع وجمالها . الست مهتمة بما قد يحدث لك .
- لكنني أريدك , أرجوك سايمون ...... أنا أحبك جدا ..
فضحك وقال لها بقسوة :
- أنت لا تحبينني ولا كنك ترغبين في وهناك فرق بين الأمرين
- بل أحبك .. ألا تسمع خفقات قلبي الذي خفق لك فقط !
- الآن قد تكون خفقاته لي , وفي الأسبوع المقبل قد تصبح لشخص أخر . لورا ..أنت فتاة رائعة الجمال , لكن إذا استمريتي على هذا المنوال ستصبحين متحجرة الفؤاد مثل كرستين .
- لكنك أنت البادئ .
هز رأسه :
- أجل .. حبيبتي , أنا البادئ , لكنني صدقاَ ندمت , أردت معرفة المدى الذي قد تصلين اليه .
تغلب الألم حين ذالك على مشاعرها جميعها فقالت :
- أعتقد أنني صدمتك .
مع ذالك حين تحرك ليذهب أخذت تبكي وتتنحب . فقال متنهدا :
- يا عزيزتي أنا ضد الدموع . أنت حلوة جدا وأعتقد إنني لو لم أكن أعاني من بقايا ضمير , لقبلت عرضك الكريم , حتى أمل منك فأتركك وأعود أدراجي . إلا إن اهتمامي بك يجعلني أرتد عنك منذ الآن .
وراح يشرح لها ..
- كرستين ستبذل جهدها كي تزوجك , وقد تقدر على تزويجك اذا وضعت ثقلها قليلا ..
- لا أريد الزواج......... أريدك أنت سايمون .
- لكنني لا أريدك ..... أوه ..حسناً , أنا أريدك .. لكنني لا أريد تحطيمك , فأنا غني عن هذا النوع من الدعاية , ولن أقبل أن يشاع عني أنني أغويت قاصرا .
\وعادت الدموع تترقرق في عينيها .
- لورا أشكرك لأنك أحببتني لا كن الأمر لن ينجح بيننا .
جلست غاضبة وقالت :
- كرستين تقيم حفلة في المنزل الذي سأذهب إليه .. حسناً سأتعرف إلى شاب وسترى ما أفعل .
فضحك :
- كلمات شجاعة , لكن أخلاقك لن تسمح لك بهذا .
- لماذا لا ترافقني لترى بأم عينك ؟
لم يصدقها . لا كنه رافقها إلى المنزل حيث استقبلته كرستين بالترحاب ...ما أن وطئت قدمها في المنزل حتى تجاهلته تماما مع أن ذالك مزق قلبها .
كان الرجل الذي اختارته ,ممثلا وسيما واقعا تحت رهبة الثراء والثقافة الواسعة في أوساط كرستين , وقد سهل عليها ذالك الإيقاع به , حتى اذا ما اقترحت عليه الذهاب الى فوق كي تريه بعض اللوحات حتى وافق بشوق .

عرضت عليه اللوحات , ولكنها كانت منزعجة من لوجودها وحدها معه وكم أحست بالراحة عندما سمعت أصواتا عدة من بينها صوت سايمون , مما دعا الممثل الشاب للتظاهر بالتفرج على أللواحات التي كانت تقول له إن والدها جمعها .
حين نزل الجميع تأخرت مع الممثل قليلا لأنها أرادت أن يعتقد سايمون أنهما يتمتعان بحديث حميم ..لكن قرارها لم يلبث أن اندثر إذ وجدت نفسها لن تستطيع الاستمرار في الإدعاء .. فما كان منها إلا أن تسللت إلى غرفتها بعد دقائق قليلة ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.