آخر 10 مشاركات
ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-09, 01:13 AM   #1

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
Rewity Smile 1 36 - عتاب - روبين دونالد - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )


عندي رواية
عتاب
روبين دونالد
.. روايات أحلام دار الفراشة 36...


الملخص :

كان ماضي لورا مورلي قد غفا سنتين كاملتين لم تستطع خلالهما تذكر ماحدث خلال حياتها السابقة ..
عندما التقت سايمون باركلي شعرت شعورا مخيفا ان له يدا في مااصابها . لكن هذا الغريب اقتحم غمار ذكرياتها وفرض نفسه عليها كأنها ملكة وحده .؟!
من يكون ولما تخشاه ؟؟!!! ولماذا هي منجذبة اليه انجذاب الفراشه الى النار !!

انزلها ولا موجوده؟
روابط كتاب الرواية
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 11-10-14 الساعة 09:50 PM
شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-09, 10:40 PM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية مش موجودة كتابة

فى انتظارك عزيزتى تكتبيها

مشكورة جدا


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:30 PM   #3

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك دينا واتمنى ان تقبلي صداقتي وتحياتي ...وجميع الأالاعضاء
والان إليكم الروايه وهي منقوله............


الفصل الاول :


1. امرأة لاتريد الماضي !!


كان يجب ان ترافقينا لورا ! فالمسرحية كانت رائعه .. واه .. كان ديك ممثلا عظيما .
رفعت لورا راسها الى زميلتها مبتسمة , ودخلت الى الغرفه لتضيء المصباح لتضيء المصباح
اكانت المسرحية بالروعة التي هي عليها الرواية ؟ لقد تعرضت الرواية لعاصفة من النقد والمسرحية مازالت تعرض منذ زمن . اليس كذالك ؟
اطول الفتاتين اللتين دخلتا الى غرفة الجلوس , ابتسمت وهي تغرق نفسها في مقعد ذي ذراعين , ثم شرعت تخلع حذاءها : المسرحية رائعه والتمثيل عظيم .. وهليين على حق ديك بارني ممثل رائع .
رفعت زميلتها صوتها ساخره وصوبت نظرهل الى هيلين شريكتهما في الشقة .
لقد مات ميته جميلة , فبكت هيلين مايملأ دلوا .. الجلوس الى جانبها في مسرحية درامية كمن يجالس قطيعا من الحيتان يتدفق الماء من فتحات تنفسها .
ضحكت هيلين ,,
- حتى انتي تبللت عيناك كايت بل اظن ان الجميع بكى . كانت كمسرحية يونانية أو كأحدى مسرحيات شكسبير التراجيدية .. مثيرة للعواطف لقد لاحظت عدة رجال يختلسون النظرات الى الآخرين وهو يتمخطون ..
- انه لفعل مناسب ف ليلية ربيعة دافئة ..
لورا مورلي , فتاة انجليزية لها الوان الفتاة الانجليزية المثالية , أو ربما ملامح الفتاة ( الشمالية الاسكندينافية ) فهي ذات شعر فضي , وعينين صافيتين رماديتين كالسحب , نادرا ماتظهر بين سكان جنوب بريطانيا , اما اهدابها وحاجبها فبنية , تبدو لرائي جميلة ليس بسبب تقاسيم وجهها التي ينقصها جمال الشكل الحقيقي , بل لانها تمتلك جاذبية لاتقاوم ووجها ابيض يزيده شحوبا فم له خط منتظم غريب !!
بينما كانت تتحرك برشاقة في المطبخ الصغير لتعد القهوة , كانت تصغي الى رفقتيها بابتسامة تلوي شفتيها . وليست هي المرة الاولى , التي تشعر انها محظوظة لانها تشاطر الشقة مع فتاتين لطيفتين مثلهما , كايت عملية رزينة , وهيلين ذات احساس مرهف للمرح والحياة ..

golya

قالت لورا :
- سعيدة انا لاستمتاعكما بها ....... من مؤلفها ؟؟
- انه مؤلف الرواية الاصلي سايمون باركلي .
قطبت لورا جبينها , وكانها تلاحق ذكرى مراوغة , وتمتمت :
- سايمون باركلي ؟ .... يبدو لي الاسم مألوفا ؟؟
تناولت كايت فنجان قهوتها وقالت :
- انه كات شهير بالطبع .... لقد كتب رواية تدور احداثها في العصور الوسطى عن جماعة من المنبوذين , وقد صورت حلقات تلفزيونية . اتذكرينها ؟..؟
ردت هيلين :
- بل كانت قوية في قساوتها ..... فالرجل ساخر متشائم , لكن هناك دائما شعاع من امل يتركة في نهاية رواياته , لقد الف روايات عديده كل رواية انجح من سابقتها ... صحيح ان النقاد لا يقارنونه بشكسبير كصديقتنا المتسرعه هذه لكنهم قد يفعلون لو لم يكن شكسبير في نظرهم مقدسا ..
جلست لورا في كرسيها :
- قرأت عنه في مكان ما . هل شاهدتما شخصا نعرفه في المسرح .؟
- نعم فرانسيس باركر , بصحبة رجل رائع ... لأكنها لم تكن متصنعة كما هي عادتها ... مع أنني لاعتقد أن لزينتها التأثير المعتاد ..
ضحكت لورا :
- وكأنك لاتحبينها هل سرقت منك احد أصدقائك ؟؟!
- اجل ... حين كنا في المدرسة , لكنني لااكرهها لهذا السبب . بل لانها متكبرة وتكبرها هذا قد يجلب الجنون لامها تدريجيا والسيدة باركر امرأة محبوبة ,,
ارتفع حاجبا لورا سخرية :
- الم تقدمكما له ؟
ضحكتا .. وقالت هيلين :
- صدقيني لورا .... الامر غريب كانت متأرجحة بشكل واضح بين اظهاره وجاب حسد النساء لها , وبين ابقائة بعيدا لئلا لا تخطفة احداهن منها ..
- وكيف كان شكلة ؟؟
- اووه ... اسمر قاتم الشعر ليس اسودا تماما .. بشرته سمراء لوحتها الشمس , وقسمات وجهه خشنة , علية سيماء الفطنة والذكاء ... وهو الى ذالك وسيم جدا .. خاصة تيكنك العينين التين كانت كايت في طفولتها تسميهما (( العينان القاتلتان ))
صاحت كايت محتجة :
- لم استخدم في حياتي مثل هذا التعبير !! مآبك لورا .... مصابة بصداع ؟ تبدين شاحبة ؟!!!!
ابتسمت لورا :
اجل ياممرضتي .. الا انه صداع خفيف ... نادرا مااصاب بمثله هذه الأيام .
- حسنا الى الفراش إذن , وفي الغد يمكننا الذهب جميعا الى الراحة ما رأيكن بالذهاب الى البحر ؟؟ اذا كان الطقس مناسبا بالطبع ..
كن قد قررن الذهاب إلى وايت كوف , على شاطئ جزيرة وايت ..
هامبشاير , مقاطعة جميلة جدا ... كانت السنتان اللتان امضتهما لورا في مينائها الرئيسي (( ساوثمبتون)) رائعتين ,, فلا احد قد يكون الطف من هيلين وكايت وقد اصبح لديها بسبب صداقتهما دائرة واسعة من المعارف المهمين .. وهي كذالك تتمتع بالعمل في محل الانتيكات .. وحياتها مرضية تماما .
اليوم الدافىء جلب معه الى الجزيرة عددا كبيرا من المتنزهين الذين في معظمهم مجموعات عائلية لاكن هناك عدد كاف من الشبان والشابات ماضفى على مساحة الرمال الواسعه جوا عابثا ..
حصنت لورا نفسها بزيت خاص ضد الشمس بسبب بياض بشرتها الشديد , وذالك قبل ان تتمدد على منشفتها وكانت هيلين قد انضمت اليها لتتمتع باشعة الشمس اما كيات فقد تظللت تحت قبعة كبيرة لتقراء كتابا ,,
بعد قليل قاطعت هيلين السكوت المحيط لتتمتم :
- لاتنظرا الان .. فها قد وصلت فرانسيس بصحبة ذالك الرجل الساحر .
فتأوهت كايت :
- يا الهي ! الا تستغل تلك الفتاة محاسنها كثيرا ؟؟؟!!!
ردت هيلين متنهدة :
- تلك الفتاة تثير في داخلي اسواء المشاعر سأجبرها على تقديمه لي !!
فصاحت لورا :
- هيلين !
ولاكنها تأخرت فكان عليها ان تراقب زميلتها تقف باندفاع طفولي لتلوح منادية :
- فرانسيس ! فرانسيس باركر
اضطرت فرانسيس الى الالتفات اليها متجهمة الوجه . كان من عادة فرانسيس الاقتراب كثيرا ممن يرافقها لاكن يبدو ان هذا المرافق يرهبها لدرجة الابتعاد عنه .
جلست لورا ومدت يدها الى سترتها بعد ان اجتاح عينيها القابعتين خلف نظارتيها ذعر شديد , انه يبدو مألوفا لها .... !! انها موقنة من انها تعرف هذا الونا لاخضر القاتم في عينية كما تعرف هذه الابتسامة ............... لقد شاهدت هذه الابتسامة من قبل ! وتألمت منها ..

ادعت فرانسيس العبوس وهي تدنو منهن ... لم يصدر عن الرجل مايشير الى انه يعرف لورا , لاكنها احست بان نذراته عدائية تجاهها ولم تدهش حين سمعت ان اسمة سايمون باركلي .
صاحت هيلين بذهول :
- الكاتب الروائي المسرحي !!! ؟؟
نظر اليها وبتسامة ساخره تحرك خط فمة المستقيم :
- هو نفسه .... الم أشاهدك في المسرح لية امس ؟

golya
فقالت كايت ساخرة :
- ان لم تكن قد شاهدتها , فقد سمعتها ... لانها كانت احدى الباكيات العاصفات بينهن ..
فضحك , ثم راح ينظر اليها ممعنا :
- يسعدني ان اعرف ان مؤلفاتي تحرك مشاعر الآخرين حتى درجة البكاء . وهذا دون شك دافع قوي للغرور ..
والتفت الى لورا :
- الم تكوني معهما انسه ........... لورا ؟!
- لا
كان ردها قاطعا ومختصرا اذ لا داعي لتقديم اي تفسير .
ران صمت مربك قطعته فرنسيس قائلة :
- حسنا ربما من الاجدى لنا ان نذهب الان سايمون ..
- وهل انتي على عجل ؟
كان رده مقتضبا , لكن وجه فرانسيس احمر خجلا فأحست لورا بالأسى عليها
- لا ....بطبع لا .
قاطعتهما كايت قائله :
اجلسا معنا اذن . لور أنتي الأقرب لسلة الطعام هلا قدمتي لنا مانحتسيه ؟فالطقس حار .
كن قد جلبن معهن زجاجات كبيرة من العصير ,صبت لورا العصير في اكواب بلاستيكية ثم قدمتها الى الجالسين وعيناها ثابتتان عليها لئلا تندلق .
تنهدت هيلين سعيدة :
- رائع ! اخبرني سيد باركلي ,ما الذي حملك إلى هامبشاير ؟ اتعمل على تأليف رواية أخرى ؟؟
- في الوقت الحاضر ..لا .. لكنني اظن ان لدي فكرة رواية انا ازور شقيقتي هنا , فهي وزوجها يملكان مزرعة مواشي .
قاطعتهما فرانسيس شارحة :
- في ريف هامبشاير .
سألته كايت :
وهل ستكون مادة الرواية مستوحاة من منطقتنا ؟
- ربما في جزء منها .
كانت عيناه غريبتي اللون : اطار ذهبي يحيط البؤبؤ المشع بلون اخضر قاتم ولانه لا يضع نظارة استطاعت لورا ان تراه بشكل افضل .
شعورها الذي ألح عليها بأنه مألوف لديها عاد يدغدغ أعصابها .
لكن ربما شاهدت صورته في مجلة أو صحيفة فهو صاحب قسمات يصعب نسيانها . نعم هي قسمات قاسية لا تستطيع ان تقول انها جميلة ولاكن لصلابتها تأثير كبير على الاعصاب .. اعادت بصرها اليه فوجدته ينظر اليها نظره باردة لم تستطع قراءتها . ان له دون شك القدرة على كشف مايريد خلف هذا القناع المثير ..


حولت لورا وجهها الى قناع لطيف ايضا ثم اعرضت عنه حتى لم يعد يرى الا استدارة فكها وذقنها الصغير المستدير لكنها لم تدرك انها بذالك تكشف عن عنقها المديد الجميل واهداب عينها الطويله القاتمة بالنسبة لبشرتها ..
لقد ساعدها حضها لانها لم تظطر للمشاركة في الحديث فقد كانت كايت وهيلين تتابعانه بنجاح وسمعت كايت تقول :
- فكرنا القيام بتمثيل رواية – الحصاد – لكننا عدلنا عنها واستبدلناها برواية = العمة العجوز= لانه لم يكن في النادي عدد كافي من الفتيات لتمثيل الرواية ..
فابتسم :
- وهل انتن جميعا ممثلات ؟
- انا وهيلين فقط اما لورا فتحضر حفلة الافتتاح فقط
احست لورا بعينيه تحدقان بجانب وجهها وحين تكلم كانت نبرات صوته منخفضة , حميمة , وكان الثلاثة الاخريات لاوجود لهن :
- الست مهتمة انسة مورلي .
اضطرت الى الالتفات , وقالت دون اكتراث :
- لاموهبة لي سيد باركلي ..
حدقت فيها فرانسيس بحيرة وبلاهة :
- ولاكن كيف تعرفين ؟ ... هذا مستحيل بوجود الاعاقة ..
ران صمت غريب هزت بعده لورا كتفيها من غير اكتراث :
- ذاكرتي ممتازه لمعظم الامور ..
- فقدت ذاكرتك فكيف تتذكرين ؟
ردت لورا بلطف :
- لااذكر شيئا عن حياتي قبل سنتين , أما مبعدهما فأذكره جيدا
- حظ مشئوم ............! الا تظن هذا سايمون ..
على الرغم منها اعادت لورا نظرها اليه golya فصدمت مره اخرى لان قشعريرة اجتاحت جسدها ..
وقال معلقا :
- يبدو وكأنك كيفتي نفسك تماما انسه مورلي ..
لامست بسمة قلقلة شفتيها :
- لامجال لشيء أخر قد يفعله المرء في هذه الحالة ..اذا فقدت الذاكرة فيعني انك فقدتها ولا سبيل لاسترجاعها .
- ربما لاترغبين في استعادتها .
توترت في لحظات قليلة كل عضلة في جسد لورا , وشحب لونها لاكنها علمت انه لاحظ تماما ردت فعلها على ملاحظته وردت بخفه ..
- ربما ..فالله وحده يعلم ماهي الأسرار التي اخبئوها , قد اعرض عليك تجربتي لتتخذ منها مادة رواية سيد باركلي لاكنها ستكون مملة ..
- سأكون انا الحكم على هذا .
جعلت لهجة التحدي في نبرات صوته العميق رأسها يرتفع ورأته يبتسم لاكن ابتسامته كانت عميقة كما نظرته ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:32 PM   #4

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

باقي الفصل الاول :

قالت كايت بطريقه فجائية :
- من أين تأخذ مواد وأفكار رواياتك سيد باركلي ؟.
كانت محاولة خرقاء لكسر التوتر الذي لاتفسير له لكنه سمح لها بأن تغير الموضوع . وقال دون أن ينظر إلى ماسوها :
- اسمي سايمون ..أنا اعرف جيدا عن تاريخ المنطقة وأهلها وعاداتهم وأعلم أن التعارف يتم بالأسماء الرسمية ,لكنني أحب أن أدعى بأسمى الأول .. أما بالنسبة للأفكار فأنتي تشهدين لتوك فكرة وليدة جديدة ...وشكرا لك لورا !
- لم تكن لورا بحاجة لنظرة فرانسيس الحارة لتقتنع بأنها أخطأت ... فهي حمقاء تحدته ..وقبل دون تردد ويتحداها ألان أن ترفض .أرادت أن تهب واقفة وتهرب منه ..لأكن إلى أين ؟! ليس لها مكان تذهب اليه ..فأرخت اعصابها واقنعت نفسها بأن لامجال للخوف منه فما من احد يستطيع اذيتها أو ايلامها الا اذا سمحت له بذالك وهي لن تسمح له بأن يقترب منها في أي حال ..
قاطعتهم كايت بصوت هادئ تحاول التخفيف من الذعر الذي اجتاح وجه لورا :
- فلنناقش الموضوع مع فيليستي مارلو .
رفع سايمون حاجبة متسائلا , فسارعت كايت لتفسير :
- انها الطبيبة النفسانية التي تراقب حالة لورا , والتي تقول لها كل ستة اشهر انها طبيعة تماما !!!
فتدخلت فرانسيس بلهجة مقصودة :
- إنها لاتتذكر ماقبل السنتين .
والرسالة التي قصدتها هنا واضحة : ابتعدي عنه انه لي !
احتفظي به ! ظنت لورا في لحظة مرعبه إنها تفوهت بأفكارها لاكن كايت تقاطعها مره أخرى لتغير دفة الحديث ,إلى دفة الإنتاج الجديد لرواية ((ماكبث)) في لندن وبدا ان سايمون يتمتع بهذا الحديث ..
رجل من هذا النوع له الحق ان يكون واثقا من نفسه ..فلدية كل شيء : الموهبة ,العقل ,وشخصية تمثل تحديا لأي امرأة ..
بعد هذا لفت الشمس نفسها بخمار مرتفع من غيوم شفافة , احجبت بشكل فعال الكثير من حرارتها الدافئة , بحيث ان جعل الجميع يقرر العودة من حيث اتوا مادام البحر يسمح بالابحار , اما بالنسبة للقاء اخر فلم يذكر شيئا عنه .
قالت كايت والقارب يمخر عباب البحر نحو خليج شبة جزيرة ساوثمبتون التي يحدها البحر من جهة وملتقى نهري نست و أنشن من الناحيتين الأخريين :
- لن يعجبك الرجل لورا ؟
- ليس بشكل خاص
ضحكت هيلين :
- أليس في مظاهر الرجولة تلك مبالغة ؟ ألا تدري فرانسيس في أي فخ وقعت ؟؟
قالت كايت :
- مافرانسيس الا جريئة متكبرة ..تستحق ان تقع في الفخ مع انني سأشعر بالأسى عليها .فهي لأتعرف حقيقته ! ولا ترى ابعد من انفها , بل لاترى انه يغالي بما تدعوه هيلين (( العينان القاتلتان ))
قالت هيلين :
- اعتقد انه لم يعجبكما .
قالت كايت :
- آوه .. لقد أعجبني لأكنه لايشكل خطرا بالنسبة لي . وماذا عنك لورا ؟
- انه متكبر جدا فلتحتفظ به فرانسيس !
قالت كايت :
- لااظنه مهتما بفرانسيس لانه لم يشح بصره عنك لحظة .
ابتسمت لورا تخفي تعبها :
ربما يحب الشقراوات , أو ربما يسعى إلى ان أقص عليه معلومات تفيده لتأليف قصة عن شخص فاقد الذاكرة . وأتساءل اذا كان بإمكاني المطالبة بأرباح ؟

في طريق العودة الى المنزل بالسيارة , صرفا الوقت في التفكير بمقدار الأرباح وكيف سيصرفنها . لاكن ,في المساء , قالت كايت دون مقدمات :
- فلنذهب إلى فيليستي مارلو لتعاينك لورا ..ولنسألها عما اذا كانت تسمح بأن يسبر ذاك الوسيم المتكبر أغوار نفسك .
سألت هيلين مذهولة :
- أتظنينه قد يفعل ؟
- ربما لاحظت انه يمتلك رغبة عارمة للتجربة ,ثم قد يجد جمال لورا مرضيا , أراهن انه سيعتصر كل ما في ذاكرتها , لكنه في الوقت نفسه سيحاول اكتساب ودها وقلبها .
تضجر وجه لورا :
- اتخالينه يفكر في هذا ؟!!
- طبعا ...الرجال جميعهم يفكرون على هذا النحو ,لاكن ربما تكون الطريقة مختلفة مع الوسيم المتكبر ...وأنا أراهن أن القليلات يقلن له ((لا))
تمتمت لورا وهي تفتح شريط التسجيل :
- ثمة مرة أولى دائما ..
دست الشريط في الآلة فصدحت الموسيقى الناعمة في جو الغرفة . وسألتها كايت بعد أن لاحظت ارتجافها :
- أتحسين بالبرد ؟؟
هزت لورا رأسها نفيا , وجلست في الكرسي تصغي الى الموسيقى ..كايت وهيلين فتاتان عزيزتان على قلبها ,كانت لورا تعتقد احيانا انها لولالهما _ بعد الله ولولا دعمهما في السنتين الماضيتين لجنت ..
انهما دائمتا القلق عليها ..واهتمام سايمون باركلي بها اقلقهما خاصة كايت . كانت دائما تشعر وكأنهما شقيقتان كبر منها سنا , دون ان يكون هناك المشحانات الت ترافق الحياة الاسرية عادة , لكنها كانت تعرف انه ليس في حياتها الماضية المختبئة داخل عقلها شقيقات أو اشقاء . لذالك تحس بالسعادة الان لان لها شقيقتين ..
الا ان هذا لن يدوم طويلا .فالفتاتين تنويان الزواج قريبا .وهنا يكمن قلقهما لانهما لايريان ان بمقدورها العناية بنفسها كما يجب , وخلف تصرفهما هذا امل بأن تستعيد يوما ذاكرتها .
لكن لورا نفسها فقدت الامل ! فمذ استيقظت في ذالك المستشفى عرفت ان ذاكرتها ولت للابد اذ لم يبرز لها بصيص نور قد يضيء لها درب الماضي المظلم كما كانت تحس عندما تزور بعض الأماكن بأنها كانت فيها سابقا ..وقد راودها هذا الشعور ثانية عندما رأت سايمون باركلي .ولان هذا كله لم يكن يقودها الى شيء ,تعلمت الا تفكر في مثل هذه الأمور رافضة الضغط على ذاكرتها التي ثبت انها مراوغة .
ترى لمذا يهتم بها سايمون باركلي ولدية فرانسيس ..لم يعجبها هذا الرجل ولانظراته المتكبرة المصممة الممعنة فيها .
الا ان سوء حظها جعله يظهر امامها في المحل الذي تعمل فيه وذالك ظهر اليوم التالي , دخل من الباب وجو من يملك الدنيا حوله .
جالت عيناه الخضروان في المحل ,حتى استقرتا اخيرا على لورا التي كانت تتناول خاتما من علبته لتعرضه على امرأة .
قالت الزبونة وهي تحاول دس الخاتم لالقوة في اصباعها :
- احب الياقوت جدا ...ايمكن تكبير حجمه قليلا ؟.
ردت لورا :
- طبعا ..
- لكنه في الواقع ليس ماافكر فيه ,انه صغير ...سأتركه شكرا لك ..
استدارت لورا الى سايمون الان , وسألته :
- ماذا أستطيع ان اريك ؟.
- ماهذه اللهجة المتزمتة ؟اليس من الافضل وضع هذا في مكانة .
حين كان يتكلم رفع الخاتم بسرعة لم تتوقعها ودسه في اصبعها وأبقاه حيث هو بقوة وقساوة .
- ماذا تفعل ؟
لكنه استمر يمسك يدها ويمنعها من تحريكها . فهمست يائسة .والصدمة في صوتها ويدها على صدغها "
- دعني وشأني !
- أيؤلمك رأسك ؟
- لا ...لا ....لا يؤلمني
ارتجفت والخوف يكتسح جسدها . خوف لم تعرف سببه .
قال مبتسما وكأنة يعني كل كلمة مما يقول :
- الدرس الأول : لا تقاوميني لورا ! لقد اعتدت على الكسب ولن اتوقف عن هذه العادة الان .
انه تهديد ساخن , اعرضت عنه تبحث عن مفتاح الخزانة خائفة من إن يتقدم ويفتحها لها
انتظر حتى اعادت الخاتم الجميل الى مكانة .
ثم قال وكأنة لم يحدث بينها شيء لتوه :
- اريد هدية لشقيقتي ...عيد ميلاده الاسبوع القادم .
- وماذا تريد لها ؟
ابتسم ساخرا :
- زوجها يشتري لها الحلي ,لكنها تهوى جمع الخزف الصيني والزوجاج . وانت تعرفين ذوقها .
ردت بذهول .
- اعرف ذوقها ؟!
- اجل ..انها روزماري دالتون .
- آواه !
وضحك , فرقت القسمات القاسية من المرح :
- لا أستغرب دهشتك ..
وكيف لا تندهش ؟.!! فروزماري دالتون مخلوقه صغيرة الجسم أنيقة ناعمة ليس بينها وبين اخيها الصارم القسمات رابط الا ..... العينين ..عيونهما متشابهه !دائرة ذهبية وبؤبؤ اخضر قاتم ذو اطراف سوداء , لكن ..بينما هاتين العينين تظهران سايمون كطير جارح صائد , كانت عينا شقيقته تخلوان من القساوة .
روزماري جميلة بينما شقيقها خطير , لذا من الخير لها ان تتخلص منه بسرعة .فقادته الا خزانة مقفلة وقالت :
- لدينا مزهرية تعود الى القرن السابع عشر ..نعم هي ليست اثرية لاكنها رائعة الجمال .
- حملت المزهرية بأناملها التي بدت بيضاء شفافة اما لونها الوردي المائل للبنفسجي .
- جميلة جدا ...سآخذها ..
لم يرف له جفن حين سمع سعرها الباهظ golya لوكانت لورا قد اعتقدت انه محكوم على هذه المزهرية بالبقاء بمكانها لمدة طويلة .
انتظرها بهدوء , وهي تلف بعناية القطعة الرقيقة وسألته :
- اتريد لفها بورق خاص بالهدايا ؟
- بالطبع
- هاك اذا ..ارجو ان تعجبها .
- لاشك في انها ستعجبها .
لامعنى لهذه الكلمات لاكنها سببت لها جفافا في فمها , ولمذا تتجنب النظر لعينيه اللتين كأنهم تخفيان عنهما ذنبا ما ؟
احست بالراحة حين اطل عليهما صاحب المحل من الغرفة الخلفية ليقول :
- حان وقت الغداء ,أليس كذالك لورا ؟.
كان سايمون ينتظرها حين خرجت من غرفة الملابس ..ماشتراه كان موضوع تحت ابطه بطريقه عفوية , يتأمل سيفا اسبانيا اثريا ...حالما وصلت اليه ,سار الى جانبها دون ان يقول شيئا . وعندما وصلا الى الشارع .. قال لها :
- اليس رجلا لطيفا ؟.
- لابد انك بدوت له اهلا لثقة ..فجورج مالفن ليس بالغبي .
- وهل أبدو اهلا لثقة ؟
ردت ببرود :
- لا ...اظنك خطرا ..
ارتفع حاجباه سخريه :
- اتؤمنين بالاختباء خلف التفاهات ؟لمذا ابدو لك خطرا
- لا أحسبك تهتم كثيرا برأيي فيك .
وصلا الا مفترق الطرق , فقالت بسرعة :
- انا ذاهبة في هذا الاتجاه وداعا سيد باركلي , أتمنى ان يكون ما تبقى من عطلتك ممتعا .
قال لها بصوت حازم مانعا اياها من التحرك :
- ليس بهذه السرعة ..اقبلي دعوتي على الغداء .
ولم يظهر عليه إي خوف من غضبها الظاهر :
- لا ..
- لمذا ؟
- لا أريد
- أتساءل من منا له إرادة اقوى ؟ لاني أريدك ان تتغدي معي .
احست امام نظرته الساخره ببوادر ضحك كأنه يدعوها لمشاركته بنكته ما . فخفضت عينيها ونظرت لأصابعه القوية. ربما لاحظ ضعفها فقد رقت نظرته :
- ارجوك لورا أعدك بان احسن التصرف !
قالت لاهثة :
- لماذا لا تتغدى مع فرانسيس فهذه الدعوات ليست لأمثالي .!.!
- ولأمثال من هي ؟
ابتسم وهو يقودها عبر الشارع حين نظرت إليه عدد من الفتيات ولم يعرهن اهتمام .
حين لم ترد قال :
- ظنك بها سيء .
- لا أعرفها !
- وما تعرفينه عنها لا يعجبك ؟ عجبا , لماذا ؟ لأنك تنظرين اليها كنوع من التهديد لك ؟؟.
توقفت وسط الشارع فجأة فاصطدمت بامرأة عجوز تحمل كيس مشتريات ضخم , وقالت له :
- اووه بالله عليك ما هذا كله ؟ golya لاشان لك ابدا في ان تعرف ما اشعر به تجاه فرانسيس باركر ...او تجاه أي كان .!.الأنك كاتب تجد ان من حقك التطفل على حياة الآخرين وأفكارهم ؟.... حياتي أو أفكاري ليست حق مشروع لك سيد باركلي ..فما في داخلها مكان خاص بي ..
- أنتي تسدين طرق المارة .
ابتسم بسخرية لاكنها لم تفهم لمذا وجدت نفسها تجلس قبالته في مطعم صغير كانت تسمع عنه فقط , لأنه فاخر ومرتفع الأسعار ..
قالت له بعد ان اخذت لائحة الطعام دون اكتراث :
- لست جائعة .
- يبدو وكأنك لا تأكلين ما يكفي . كم عمرك لورا ؟
- عشرون .
- إذن كنت في الثامنة عشر حين فقدت ذاكرتك ؟
- هذا واضح !
- أتحسين بعدم الراحة للكلام في الموضوع ؟؟
- لا ...الامر كالحلم ...يبدو اني وقعت من السلم .. اثناء قراءة مجلة ..وحين استيقظت , كنت في ظلام كامل .
- هل تذكرت اسمك ؟..
- لا حين قالو لورا بدا الاسم مألوفا .
- وماذا تذكرين بعد ؟.
- عن نفسي ..لاشيء لكنني اذكر أو على الاقل أعيد تذكر كل ماتعلمته في المدرسة اذ اعرف اسماء الكتب التي قرأتها , واعرف أنواع الموسيقى , واذكر أسماء الأفلام والمسلسلات ..
- لكنك فقدت أحداث حياتك .
- اجل هذه فقط .
- وهل من الممكن استعادت ذاكرتك ؟.
سرت قشعريرة باردة فوق بشرتها :
- لا ..لو كانت ممكنة ..لردت لي حتى الان ! اووه ! الطبيبة لم تقل هذا قط .. لكنني فهمت انها لاتأمل كثيرا .
- وكأنك غير مهتمة باسترجاعها .
- ولم اهتم ؟ وانا سعيدة في حياتي هذه ؟
- ايعني هذا انك لم تكوني سعيده من قبل ؟
اشتدت قبضتها على كوب العصير , بعد ان عبقت الكلمات في الهواء كريهة مؤلمة :
- لست ادري .!.!
بعد لحظات صمت قال بلطف :
- من الغريب ان احدا لم يسأل عنك ...لاشك ان الشرطة اعلنت عن حالتك ...اوسألت أو إي شيء .
- لست ادري .
أحست بالرقة في نظرته وعاودتها القشعريرة في اللحظة التي وصل فيها غداءهما ..وكان الطعام لذيذا ... اكتشفت أنها جائعة لذالك تناولت وجبة ممتعه وما ساعدها على تناولها أنهما تحدثا عن مواضيع غير شخصية .
قال لها :
- هذا الطعام افضل من – علبة لبن رائب - وتفاحة .... اليس كذالك ؟
فابتسمت :
- لا تفاحة بل برتقالة وحتى احدد أكثر حبة – مندرين - ....الا تمانع شقيقتك في ابتعادك عنها طوال اليوم ؟.
- روزماري تعرفني جيدا لذالك لا يدهشها إي شيء افعله . انها امرأة رائعة مشغولة دائما بزوجها وطفليها والمزرعة ....ثم انها تعلم اني سأغيب لأشتري لها هدية .
- علاقتك مع أختك غريبة .
- واين الغرابة ؟
فضحكت :
- لست ادري , ان قولي ذاك سخيف ...ربما بدت لي كذالك لانك بدوت لي مكتفيا بنفسك .
- تربيتي جعلتني اتخذ لنفسي طريقا للاكتفاء الذاتي , golya كان والداي يؤمنان بأن المدرسة الداخلية هي الرد على مشاكل الانتظام كلها ..وحتى اكون منصفا .كنت قذرا شقيا في طفولتي .لذا أبعداني في سن مبكرة ومنذ ذالك الوقت ما عدت أرى عائلتي الا في الإجازات وأعياد وهذا ما يجعل الروابط الأسرية غير مترابطة .
- وكأنك تشعر بالمرارة من هذا الوضع الذي كان .
هز رأسه :
- احسست بالمرارة مده طويلة ثم بعد عشر سنوات أو مايزيد عدت الى المنزل .
- وبعد ذلك .
- كان والدي قد اصبحا عجوزين .. كانت المدرسة الداخلية درسا قاسيا لي ..قبلها كنت اسخر من قول ان لكل مسألة وجهين بعدها عرفت ان الامر صحيح .
اخافها كلامه هذا فنظرت اليه , حابسة انفاسها ثم اطلقتها متنهدة ووضعت فنجان القهوة من يدها .
- وهكذا الحسن ماتكون نهايته حسنة ..والان علي الذهاب لقد حان اوان عودتي الى العمل .
نظر اليها سايمون بالحدة التي تكرهها منه . لكنه لم يوقفها .وحين وصلا الى المحل ,لم يدهشه توقها الى الابتعاد عنه . كانت وقحه في لهفتها الى وداعه .
فلوت فمه ابتسامة ساخرة وقال بهدوء :
- سأراك ثانية .
وأعمى الشك بصرها , لكنها هزت رأسها , وشكرته على الوجبة , قبل ان تسرع الى الداخل ..




شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:35 PM   #5

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني :
2- هل أعرفك ؟
فيلستي مارلو هي المشرفة على حالة لورا منذ أدخلت فاقدة الوعي إلى المستشفى ,,هي امرأة متوسطة العمر نحيلة ,وهي كمعظم الأخصائيين النفسيين , يصعب انتزاع تصريح ثابت منها بصدد أي شيء , خاصة بصدد لورا ..
رفعت عينيها إلى الفتاة الجالسة قبالتها , وفي عينيها عطف :
- تعرفين ان ليس في مقدوري الاجابة عن هذا لورا ,فليس لدي فكرة عما اذا كان من المحتمل ان تعود لك الذاكرة ...نحن هنا نتعامل مع الدماغ , وثمة مناطق منيعة فيه ماتزال مجهولة لنا ...ولم الاهتمام المفاجئ ؟؟
- قال لي احدهم ان فقدان الذاكرة نوع من الهستريا... ويظنني موضوعا مثيرا لدراسة ...لكن كايت أصرت على ان أستشيرك قبل ان اوافق .
- وهل نعلم قد يكون فقدان الذاكرة نوع من الهستيريا ...... اذا احبتت وصفة هكذا , انه نظام دفاعي .عادة يتلاشى في بضعة ايام أو أسابع وأحيانا في حالتك يدوم طويلا ...هناك احتمل وارد ان تعود إليك الذاكرة في بعض الأحيان قد تتطلب دافعا منشطا , دفعة صغيرة في الاتجاه الصحيح , ولهذا حاولنا اكتشاف ماضيك لكنك , لم تكوني متحمسة ..
هزت لورا رأسها , فلمع شعرها تحت أشعة الشمس :
- اجل ...اذكر هذا , انه غريب , لكنني أحسست بالتعب وأردت يومها ان أنام .
- هل فعلت شيئا من اجل ذاكرتك منذ ذالك الحين ؟
بدا علة لورا الاستغراب :
- لا فأنا ...حسنا , حين قال الشرطي انهم لم يجدوا شيئا عني تركت الامر كما هو .
- ام يتبادر الى ذهنك ان ردت فعلك هذا غير عادي ؟
مررت لورا طرف لسانها على شفتيها وشمت رائحة القرنفل تتعالى في الجو من مزهرية الطبيبة .
قال بصوت مبحوح :
- اعتقد ذالك , لكن لم يبلغ احد عني أنني مفقودة , لابد أنني كنت وحيده في هذا العالم , فما من احد بحث عني .
- وما من احد اهتم بك كذالك , وما من احد في المنطقة كان يحمل اسمك . كنا نصطدم بالفراغ اينما اتجهنا , وكأنما اختفت كل آثار تدل عليك .
- وكـأنني مجرمة مختبئة !
فابتسمت الأخصائية :
- فليهنأ بالك .. الشرطة قامت بما في وسعها , ولم تجد دليلا يشير الى تورطك بأي شيء مريب . لكن ......لسبب ما ........أعتقد أنك لا ترغبين في ان يعرف احد مكان وجودك ...ولهذا أوصد عقلك الباب حياتك الماضية ..ومازال يوصد عليها ... والرد على ما أنت فيه يكمن في الماضي ..
- الماضي الذي لا يسمح عقلي بخوضه , خوفا مما قد أجد !
- بالضبط...على الأقل هذا ما أعتقده ..
فكرت لورا قليلا ثم قالت :
- أتظنين أن من المستحسن التحدث عن الأمر مع السيد باركلي ؟.
- لورا ...لن أقدم لك نصيحة .. فأنت قوية لتتحملين ما قد يظهر أمامك دون ان تتداعي , قد لا يكون الأمر سارا ,لكن لديك القوة والشجاعة .فلقد كنت في الماضي بحاجة إلى الراحة التي وهبك أيها فقدان الذاكرة . فإذا ارتدي أن تذكري ألان عليكي إقناع عقلك الباطني بأن استرداد الماضي لن يؤذيك
- أتظنين أن علي المحاولة ؟
- القرار يعود إليك فقط .. حتى الآن كنت منجرفة ..وهذا الرجل جعلك تفكرين جديا في استعادة الذاكرة ..وهذا دليل حسن ... ما شكله ؟!
- قوي الشخصية ...ممن تسمعين عنه ولا تصدقين ..هو ذكي وحذق جدا ..
- وكأنك عرفت عنه أمورا كثيرة في فترة وجيزة .
- اجل أليس الأمر غريبا !؟ لكنه أوه يجعل من نفسه موجودا .
تمتمت :
- لدى بعض الناس هذه الموهبة ...الشخصية والسحر , او ما شابه . وهو يعمل في مجال مثير للاهتمام ....وأذكر ان له حصة لابأس بها من المنظر الحسن ..
- اوه ....انه مخلوق مؤثر ..مثل الصقر , رأسه كله زوايا مسطحه ليس فيها استدارة حتى ذقنه المربع , أما عيناه فخضراوان غامقتان , لا لمعان فيها وكأنهما – الجاد
لا يمكنك النظر إليهما وقراءة أفكاره ..
لامست قشعريرة بشرتها , وتوترت اعصابها حين قفزت تقاسيم وجه سايمون الكئيب أمام عينيها , فابتسمت لتنهي كلامها :
- انه ليس من الطبقة التي قد تعجبك , وكأنه يعرف عن الجحيم كما يعرف عن باحة منزله الخلفية ..
كان كلاما غريبا , لاكن فيليستي لم تندهش , بل سألتها بإلحاح :
- وكأنك غير معجبة به عزيزتي ؟
- ومن يعجب بالسيد باركلي ؟ انه من النوع المكروه !
- أو المحبوب
هزت لورا رأسها , وابتسمت لتخفي الهاجس المنذر الذي تملكها :
- لا ....الحب لا يمكن ان يكون حبا الا إذا كان متبادلا ؟ سايمون باركلي لم يحب في حياته ,وأنا واثقة من هذا فلدية قوة السحر لا القلب الدافئ ..

- أي انه رجل ...يحس به !
- اووه ...اجل ومن يدري قد تتجسد تجربتي في عمل روائي له عمل يتعلق بفتاة مجهولة ..
- يافتاتي العزيزة لست مجهولة ....حتى وأن لم تعد اليك ذاكرتك فكري جيدا قبل أن تشجعيه .. وسامحيني على ما سأقول : أنتي لاتبدين خبيرة في أمور الحياة , وان كانت ذاكرتي جيده بالنسبة لشائعات, فسايمون براكلي ليس بالرجل الذي قد ارغب بأن تتورط ابنتي معه .. فمن يتورط معه يسخر !.
بعد عدة ايام من هذا القاء لم تندهش لورا حين خرجت من المحل الساعة الخامسة ووجدته ينتظرها وهو يتكئ على السيارة , حين شاهدها استوى في وقفته وتقدم نحوها ,فقالت وهي تحس بنظرته تثبتها في مكانة لتمعن النظر فيها :
- مرحبا !
- مرحبا .....اقبلي دعوتي للعشاء .
عضت على شفتها ساخطة :
- أنت لا تعطي انذرا مسبقا !
- نعم أم لا ...قرري حالا .
أحست بسخطها يتزايد ...ماذا يحسب نفسه بأن يعاملها وكأن عليها ان تشعر بالامتنان لدعوته ؟!.....اهتزت عضلات فكها وقالت بحده :
- لا...شكرا لك .
فرد ساخرا :
- آه ...ها ... هناك اذن مخالب حادة تحت هذا القناع اللطيف ادخلي إلى السيارة لأوصلك إلى المنزل .
ترددت لورا لحظات ,فمهما كان تصرفه مريبا , فمن الغباء ان ترفض توصيلها للمنزل , لكنها سألت ببرود :
- اهاذه عملية اختطاف ؟
- اجل فاليوم عيد ميلاد روزماري التي تريدك معنا على العشاء .
- التفتت إليه وهي تلف حزام الأمان في السيارة :
- لماذا لم تذكر هذا أولا ؟ حقا انك أكثر الرجال إثارة للغيظ ! لن استطيع الذهاب بملابس العمل .
- كان بأمكاني مرافقتك للمنزل لتبديل ثيابك
- اوصلني اليه الان اذن
- لا
- اووه انت تثير الجنون !
- الدرس الثاني : انا شديد الدقة حين يتعلق الامر بتنفيذ ما أريد .
- ولمذا النخفيف من حدة الوصف ؟ لماذا لاتقول انك كثير الوسوسة في دقتك هذه ؟
اضحكه كلامها هذا . لكن ترى امرحه هذا حقيقي ام لا ؟ شعرت بالاحاسيس المخيفة في قوتها تجتاح كيانها كله وابعدت وجهها باتجاه النافذه لئلا يرى تأثيره .. بعد لحضات استرخت , فلا حظت انه يتجه غربا نحو الخط الساحلي كان الريف هناك شديد الرقة كثير الاخضرار , فالأشجار بدأت تزهر وأوراقها راحت ترتدي ثوبها الاخضر من جديد اما العشب بين المراعي فأخضر كثيف .
قال سايمون لها بدون تركيز :
- صهري مزارع ...يربي الخراف والابقار .
- وكيف التقى بأختك ؟
- كانت في ساوثمبتون في رحلة عمل لم اسألها قط عن لقائهما , لكن مما قالته اعرف إنهما كرها بعضها بعضا بالبداية ...لكن الجميع تعجب مما انتهت به علاقتهما ..
- لاكن شقيقتك لاتبدو عاصفة المشاعر .!
- المظاهر قد تكون خداعة ..فقد تبدو لك لعبة لاكنها قادرة على افتعال عاصفة متى أرادت .وهي بحاجة الى يد ثابتة قويه ولن تجد اثبت من يد دان .
- انك تظهره شخص سيء الطباع .!
- فالنقل مثلا اني لو وقعت في مشكلة فلن افكر في اللجوء الى احد سواه .
- تبين لها ان دان دالتون رجل قاس كما وصفه سايمون تماما وقد يماثله في القساوة .فهما يشبهان بعضهما بطريقه مذهله ! فكلاهما يمتلك تلك الثقة الشديده بالنفس , النابعه من معرفتها الباردة عن قوة أو ضعف من يواجهان .. انهما مخلوقان فائقا القوة .. عندما كانت تصاف دان وجدته رجلا مرحا , وذالك رغم برودة عينية السوادوين اللتين بدتا دافئتين حين حطتا على زوجته
التي ابتسمت و قالت للورا بتفهم :
- إنهما يطغيان على كل من بجانبهما , تعالي الى غرفة الاستقبال أضرمت النار مع ان الأمسية دافئة .
بينما كانت تتحدث رافقتها الى غرفة كبيرة فرشت بذوق رفيع , ففيها تحف اثرية واثاث عصري وهي جميعا تناسب عائلة دالتون التي قطنت في هذه المنطة منذ اجيال بعيده , فأنما روزماري تزوجت احد ابناء الطبقة الارستقراطية .
مرت الامسية بشكل مستساغ , كانت روزماري مناكثر النساء فتنة وكياسة ..امازوجها فقد احتفظ بأفكاره لنفسه , ولم يتحدث كثيرا ,, احست لورا بالتوتر من جراء تحديق سامون المستمر اليها , فهو لم يبعد بصره عنها حتى وهو يحدث شقيقته ... بدا العشاء بشكل اجمالي ناجحا فثمة ضحك كثير وحديث مرح ,فقد تمتعت لورا به رغم اضطرابها , وما جعلها تطمئن انهم عاملها حسا وكأنهم لا يعرفون شيئا عن فقدانها لذاكرة .
تنهدت روزماري وقالت :
- لن أتعود على الربيع في هذا المكان أبدا ....فأنا أحب ان يأتي مع الربيع ضجة صاخبة وسماء زرقاء وأزهار صفراء وبيضاء ونرجس ..فالنرجس ينمو خلال الشتاء في هامبشاير والخراف والأبقار تلد في نيسان ! وحدها الأشجار تزهر في أوائل الربيع .... ألا تفضلين ربيع الشمال لورا ؟
ابتسمت لورا وردت بهدوء :
- لست اذكر ....لاكن الربيع هنا رائع ,إذ تبدو الأيام فجأة أطول والأشجار تصبح مورقة والهواء رقيقا منعشا ...وانا أحب الطقس هكذا .
فتدخل سايمون :
- لورا ليست قلقة أبدا لأنها فقدت الذاكرة .
ابدت روزماري الارتجاف :
- لن أكون هادئة لو كنت مكانك ! .....وأنت دان ؟
- انه واقف على نوع الذكريات .
قادهم قوله ذاك الى فصص كثيرة تتناول فقدان الذاكرة ثم تفرع الحديث الى أشياء عامة عن الثقافة في العالم .علمت لورا انها أدهشتهم بسعة إطلاعها على الإعمال الروائية والأدبية العالمية وبعد قليل من النقاش تقبلوا معرفتها هذه ..
ومع ذالك أحست بالسعادة لانتهاء الأمسية ,فللمرة الأولى تختلط مع أناس خارج أيطار المستشفى ممن يعرفون حالتها , ولا يعلقون عليها فهذا يجعل الحياة أيسر لها .
قالت ماري روز :
- يجب ان تزورينا ثانية لورا .
- شكرا لك .
- لكنها لم تلتزم بتكرار الزيارة .
قال لها سايمون في السيارة وكأنه يقرأ افكارها :
- دان معجب بك ...اذن انا السبب .
- ماذا يعني ؟
- ألا ..تعلمين تعجبك فيل , ودان معجب بك , وهذا يعني انك لاتثقين بي , ولهذا لم تلتزمي بدعوة شقيقتي ؟
- وهل كان الامر واضحا ؟
- وهل أنتي قلقه ان كان واضحا أم لا ؟
فتنهدت :
- لا أحب أن أكون فضة فقط كانت لطيفة جدا معي .
- انها روح لطيفة , بل انها من فئة نادرة من الناس لن تتكرر , فلقد أسرت اهتمامها كما أسرت اهتمامي .
انكمشت بشرة وجهها حول فكيها متوترة ,لكنها تمكنت من وضع بعض المرح في صوتها حين قالت :
- أسرت اهتمامك المهني كما أرجو .
- ولماذا هل أخيفك ؟
- قد اكون فاقده لذاكره ,لكن غرائزي مازالت حية وكل غريزة املكها تحذرني منك .
فضحك :
- قلتي لي هذا من قبل ..وضحيه أكثر .
- أنت تعرف جيدا ما اعني , فأنت قاس كجلد السوط ,وقاطع كحده ومؤذ مثله .
- لا أوافقك الرأي على هذا الخليط الوصفي ..فالجلد لاحد له ولا شك انك اكتسبت بعض الخبرة في الحياة بعد فقدان الذاكرة لتتعرفي على نوعي بسرعة .
كانت السخرية في صوته مؤلمة ,وهذا ما جردها من الثقة بالنفس . راحت تتسأل بذعر كيف تحسبه مهتما بها وهو على هذا القدر من الشر .
أبتلعت ريقها تحس بأنها تكاد تتقيأ ,وبأنها غبية ,ثم تأوهت بخشونة :
- ماذا بك ؟ هل أنت مريضة ؟
أوقف الأنوار بسرعة ودون ان يطفئ الأضواء الأمامية استدار ليضيء المصباح الداخلي كي يشاهد قسمات وجهها المتقلصة ضيقا :
- لورا ..........ما الأمر ؟.
كانت لحظة الوهن قد طفقت تتلاشى ,فسألته بخشونة :
- هل طنت أعرفك ؟!.
لم يغير شيء لم تتحرك عضلة واحده من ذالك الوجه القاسي الأسمر , لاكنها أحست بارتداده , وكأنه دفعها عنه حتى أحست بالألم .
- لا ...لا ,لا تعرفين شيئا عني , لاشيء أبدا ... ولم السؤال ؟
كان التنفس العميق يساعدها دائما .لذا أغمضت عينيها وراحت تتنشق الهواء برتابة ,حتى ارتد عنها الخوف والألم معا .
بعد دقائق ردت :
- آسفة لما حدث ....أخاف كثيرا حين أصاب بهذا الغثيان الذي يبعثه الخوف .
حرك السيارة من جديد , وقال بهدوء :
- ولماذا الخوف ؟يجب ان تكوني سعيدة باستعادة ذاكرتك .
مسحت بحذر وجهها بمنديل , وجففت راحتي يدها الناضجتين عرقا .
- لا أنني أخاف ان تذكرت شيئا , أن أجد نفسي في لجة سحيقة من الجحيم لا أستطيع الخلاص منها . اشعر وكأنني أعيش على حافة لجة عميقة , تضيئها أشعة شمس براقة , آمنة دافئة وجميلة بصحبة أناس لطيفين ,.وإذا فقدت توازني أشعر بأنني سأقع فوق الحافة إلى أعماق الجحيم ..
- وهل أنتي واثقة بأن ما في أعماق عقلك الباطني بغيض ؟قد تكون حياتك الماضية عادية سعيدة , فيها عائلة , وأصدقاء , وأحبة . وربما لم تفقدي الذاكرة إلا لحادث ما وقع ..
أطبق جمال المناظر حولهما على خناق لورا , فقالت بصوت أجش :
- قد تكون على حق ...لكن من الظاهر أن آيا من هذه العائلة , أو الأصدقاء أو الأحبة لم يهتم ليعرف ماذا حل بي .
- وهذا ما يؤلمك .
- كثيرا !
- وهذا يعني انه يجب أن يكون هناك شخصا ما ,في مكان ما...شخص تأملين أن يأتي يوما للبحث عنك .
دهشت لسهولة الحديث معه ودهشت لرقته , لكن الإحساس لم يكن مستساغا
, فالكشف هكذا عن أفكارها أمامه , أشبه بمن يكشف نفسه أمام خطر لا يعرفه تماما . فردت متشنجة :
- ربما...لكن يبدو أنني أخفيت آثاري بحذر حتى أن الشرطة لم تكتشف شيئا ..وعلى هذا لابد أن عقلي الباطني منشطر إلى اتجاهين بالنسبة لهذا الشخص المفترض وجوده .
فابتسم متحديا :
- كما هو منشطر اتجاهي . أنت لا تثقين بي , ومع ذالك تحديثين معي ..فلماذا ؟
- ربما لأنك لا تظهر الشفقة علي , بل ولا تعاملني وكأنني إنسان غير سوي . فأنت تحرضني على التفكير , وثمة اهتمام شخصي في اهتمامك بي أيضا .
أضحكة كلامها ثم لم يلبث أن قاد السيارة إلى شجرة سنديان ضخمة وارفة الضلال ...وقبل ان تفكر ..كان قد أوقف السيارة وفك حزام الأمان ملتفتا إليها ليفك حزام مقعدها قائلا بنعومة :
- أنت ساذجة جدا ياعزيزتي .. أخلتني احتاج إلى تشجيع ؟
خفق قلبها خوفا من هذه المشاعر التي بدأت تخفق في داخلها , ستتركها أية حركة منه الآن ضحية , مسلوبة الإدارة ,عارية المشاعر أمام ناظريه .
سألته ببطء :
- ا هذا ما تظن أنني كنت أقوم به ؟ تشجيعك , أنا لا أكاد أعرفك , أو معجب بك
- آووه ...لكنك لا تعرفين أن لا علاقة لهذا بالإعجاب ..أو بالحب ..وان كنت لا تعرفين لورا , فقد أن لكي ان تتعلمين .
كان لكلماته وقع الصاعقه عليها ..في اعماقها بدأت تستعر نار لم تكد تميزها
كان لكلماته وقع الصاعقه عليها ..في اعماقها بدأت تستعر نار لم تكد تميزها الى عن طريق خدر غريب جعلها دون حراك ..
- لا أستطيع تحمل ما اشعر به الخوف مؤلم .

- ستعتادين مع الوقت .
مدت يدها الى الأعلى وكأنها تتوسل :
- سايمون ....أرجوك .
كانت تشعر بالخوف منه وتحس بمشاعر حادة تهز كيانها .
( ربما الخوف هو السبيل الوحيد إلى استعادة ذاكرتك لا كنني أتسأل مما انت خائفة حقا ؟ مني أو من ماضيك )
وكأنما رمها كلامه هذا في ماء بارد :
- لا أدري
- أذن سأصحبك إلى منزلك !
حين اقتربا من الشقة تذكرت انها لم تبلغ كايت وهيلين عن مكان وجودهما , وشعرت انها عندما تكون معه تنسحق شخصيتها بحيث لا تستطيع التفكير السوي الذي تظنه جزاء لا يتجزأ من شخصيتها .
لم يحاول الاقتراب منها فأحست بالرعب لانها شعرت بخيبة امل وهو شعور كان اقوى منها , وهذا ما أجبرها على العودة لصلابة التي طالما تبنتها .
سمعته يقول بصوت ساخر :
- الوقت متأخر . وبرد الليل قد يجمدني .. وأنا اعرف الكثير عنك الان .
- اذن تفضل أدخل اذا كنت تحس بالبرد .
فهمس :
- لا ..يكفي هذا الليلة هذا القدر ...تصبحين على خير لورا .
ردت عليه بما هو مناسب ,فضحك ودفعها لتدخل من باب الشقة المفتوح ,تلك الليلة نامت من ان وضعت رأسها على وسادتها , وهذا ما أدهشها . كان نوما عميقا دفع هيلين في الصباح الى ان تهزها أكثر من مره حتى تستيقظ .
دفعت هيلين الستائر تفتحها :
- هيا انهضي .فاليوم جميل ,مرت عشر دقائق على موعد استيقاظك !
تأوهت لورا وجلست :
- آووه ...يا ألهي !كم الساعة الآن ؟
- السابعة وعشر دقائق ..القهوة جاهزة و الحمام غير مشغول .اين كنت ليلة أمس ؟
لملمت بجهد ابتسامة . ثم أدارت ظهرها تتظاهر بارتداء الروب وهي تخبرها بما جرى , فظهر الذهول على هيلين :
- حقا قلت لك انه مهتم بك , هيا أسرعي لتخبرينا أثناء الفطور .
وهذا ما فعلته .
وعلقت كايت :
- لقد رأيته ليلة أمس .
فسألتها روا :
- أين ؟!
- في المستشفى كان يخرج من الجناح الرابع .
أحست لورا بفراغ في معدتها :
- انه جناح فيلستي مارلو ...أتسائل إذا كان يحاول استنباط شيء منها .. يا لجرأته !
فقالت كايت :
- اووه ..لدية الثقة بالنفس التي في الدنيا كلها ..لاكنه لن يستطيع هو أو غيره استنباط شيء من الدكتوره مارلو مالم تشأ ذالك .فهي مراوغة كبيرة عند الضرورة .
فصاحت هيلين بلورا :
- لا تغضبي كثيرا منه ..اتعلمين , اذا اصطحبك لمنزل شقيقته فهذا يدل على انه جاد .
هزت لورا كتفيها :
- أمر مستبعد ..فأنا اعرفها من المحل .
فقالت كايت مازحة :
- انت تدورين الان في دوائر رفيعة المقام .فأل دالتون من القانطين الأوائل قي هذه المنطقة .. وكان دان اكبر مورد للحوم قبل ان يتزوج .. ما رأيك بهما ؟
- هما لطيفيان , وهو ممن يسهل التعرف إليه , وهي محبوبة ولكنها معتادة على التعامل مع الأنواع المعقدة , فلا أحد يقول ان سايمون رجل سهل .
أمضت لورا ماتبقى من يومها مشغولة في المحل ..حتى كادت لاتفكر في سايمون وقد استمر ذالك الا ان ظهرت فرانسيس باركر , رائعة في ثوبها الأسود والأبيض , الذي ابرز جمال شعرها الاحمر القاتم وعينيها البنيتين , ابتسمت لورا ابتسامة كادت كادت تخدعها حتى حسبتها غيرت رائيها بشأن البائعات في المحلات .
قالت بدلال :
- أريد رؤية بعض المجوهرات ,,خاصة الأقراط الزمردية تلك .
بدت الاقراط مذهلة على بشرتها الرائعة البيضاء .
- اليست جميلة ؟ عيد ميلادي الحادي والعشرين وشيك . أعلم ان هذا غير مهم هذه الايام ولاكن والداي يودان الاحتفال , وسيقيمان لي حفلة كبيرة ..سأحاول بطريقة لبقة ذكر هذه الأقراط لهما .
لابد ان أل باركر شديدي الثراء ليتحملوا ثمن هذه الأقراط وحفلة كبيرة .
ابتسمت فرانسيس ثانية :
- قال سايمون انه اصطحبك ليلة أمس عند آل دالتون , وقد سرني ذهابك لأنني أحسست بالذنب حين رفضت دعوته في اللحظة الأخيرة ...لكن امي كانت مريضة حقا , ولم استطع الذهاب معه .
- اسفة لسماع خبر مرضها ..هل تحسنت ؟
يبدو ان فرانسيس كانت تتوقع ردا حادا , فامتعضت من هذا الرد وبدا الكدر واضحا في صوتها :
- اووه ..اجل انه بسبب تغيير الطقس والموسم .,هل تمتعت بسهرتك ؟
الفضول الواضح في عينيها اسقم لورا ..
- تمتعت جدا شكرا لك .
- أليس آل دالتون رائعين ؟ روزماري حبيبة ودان ....مازال يجعلني أسيرة حين يبتسم لي .
صمتت تتوقع ردا لكن لورا لم ترد ,فتابعت هذرها :
- أمازح روز أحيانا بالقول لها ان آخاها وزوجها هو أكثر الرجال سحرا في هامبشاير كلها ..اعتقد ان سمعة دان مع النساء كانت رهيبة . وليس سايمون أفضل منه .وطبعا الامر مختلف بين الأصدقاء ..أعني ...ثمة نوع من الفتيات اللواتي يقلب تعرفين ما اعني .
لورا تعرف تماما ما تعني وما تلمح إليه ,وقررت انها لو سمعت فرانسيس تقول (تعرفين ما اعني مره أخرى ) فستركلها حتى تخرج من المحل .
فاجأها جورج مالفن بخروجه من غرفة المخزن الخلفية ليسأل بعد خروج فرانسيس :
- مشاكل ؟
فابتسمت :
- لا .. انها سخافة عقول بعض الفتيات الاتي لايفكرن .
فضحك :
- وهل وجدت صعوبة في التعامل معها ؟
- لا .... لا كنني تمنيت لو لم تكن زبونة .
فقال لها بجدية :
- حسنا ..لاتجعلي مثل هذا يؤثر في نفسيتك الطبية ...وذا تحول سخف بعض الفتيات الا تهجم فناديني على الفور , فلست مضطرة لتحمل هذا !
- اعرف ...ولا كنني اشك بمقدرة فرانسيس على فعل أو قول شيء لا يمكنني معالجته .
اذا كان هذا صحيحا , فلماذا تشعر بالغضب لما كشقته الفتاة الأخرى ؟!!!!

نهاية الجزء الثاني ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:37 PM   #6

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث :
3- امرأة خلقت له ..

عندما خرجت من المحل بعد ظهر ذالك اليوم ,توقعت ان تجد سيارته منتظره وقد وجدت صعوبة في منع نفسها من الالتفات يمنة ويسرى في الشارع ... ولانها تعرف ان هو شاهدها سيلحق بها فقد نظرت أمامها وتابعت المسير .

جعلها الإحساس المؤلم بخيبة الأمل تحس بالإذلال , فهذا يعني ان جاذبيته التي أوصلتها لحد الجنون أقوى مما تصورت , وهو يعلم انها حاضره منتظره لا يلزمها الا القليل من الاقتراب حتى تقع في الهاوية .
حين وصلت الى المنزل كان رأسها يضج بالألم فاضطرت الى تناول دواء ضد الألم ,قبل ان تندس في الفراش .
عند استيقاظها كان الظلام دامسا في الخارج والريح تعصف باعثة في النفوس الأكتئاب . تناهى الى مسامعها في الوقت نفسه أصوات الموسيقى , وصوتي هيلين وكايت , اكتشفت لورا انها جائعه فلفت مبذلا قطنيا فوق غلالة نومها , وخرجت الى غرفة الجلوس , لكنها توقفت عند الباب مصعوقة حين رأت سايمون وكاد يغمى عليها ,
نظرت اليها هيلين بمرح وقالت وهي تطفئ الراديو :
- آه ....لقد استيقظت أذن ............ أتودين تناول الطعام الآن ؟
احست لورا بالرعب من نظرة عينية السوادوين الساخرتين .
قالت ببرود :
- لا ...سأذهب لأرتدي ثيابي .
فرد ببرود مضاعف :
- لا ترتديها من اجلي ...فأنت تبدين هكذا طفلة ساحره .
فابتسمت هيلين :
- لورا خجولة محتشمة , ونحن نعتقد انه لم يكن لديها أخوه أو أخوات .
لاكن لورا سارعت الى غرفة النوم ثانيه وارتدت سروالا وقميصا بغير عناية , وسرها ان يكون اول قميص تناولته من الخزانة اسود اللون , فهذا اللون يتعارض تماما مع شعرها الفضي وبشرتها البيضاء ويزدهما جمالا ..
حين عادت ,كان يتحدث الى هيلين التي بدت منبهرة به.فأدركت ان القليلات يستطعن مقاومة جاذبيته متى اختار أن يستخدمها .
قالت لها هيلين :
- يجب ان تأكلي شيئا لورا سأخفق لك بيضتين واقليهما.ما رأيك ؟
ابتسمت لورا فشغفها بهذا الطبق اصبح نكتة :
- سأفعل هذا بنفسي .
- لا اجلسي مع ضيفنا لتسليه .دوري هذا الأسبوع في الطبخ....سايمون أتود بعض القهوة ؟
- عظيم .
ونظر الى لورا وهي تمر أمامه مشيرا اليها ان تجلس بجانبه في الأريكة .
- كنت اعرف شخصا يحب البيض المخفوق .
- الكثير يحبونه مخفوقا .
- صحيح ....هل اثير فيك القلق ؟
نظرت اليه بدهشة ثم اشاحت بوجهها عنه وقالت بوقاحه :
- أل فمجيئك جريء ..وأنا لا أحب هذا .
- لمنك تمتعت بصحبتي ليلة امس !
- لانني كنت مجنونه ..يبدو بأن علي الاعتذار منك فأنا اريد العودة الى غرفتي .
تحدتها عيناه الخضراوان وقال مبتسما :
- حين اكون مستعدا أسمح لك بذالك ,فقولي ارجوك .
- سايمون ......
- قولي أرجوك !
حين أخذها بين ذراعيه حل مكان الغضب خوف سلب منها ارادتها ,فصمتت فترة وعيناها تتوسلان ان يخفف من قسوته معها لكنها لم تجد جوبا , وكانت تعلم ان ما وراء هذا القناع القاسي فكرا يحللها , وعلمت كذالك وكأنه يصيح بأعلى صوته , انه يتمتع بإحساسها بقوته ,وربما هذا ماجذب مثيلات فرانسيس إليه .
تمكنت بطريقه ما ان تقفز واقفة بعيدا عن ذراعية ,وابتعدت عنه بقدر ما أوتيت من قوه ,
وحين عادت هيلين تحمل صينية الطعام وضعتها على الطاولة وقالت آمره :
- كليها كلها آنت تبدين ضعيفة !
فابتسمت لورا وقالت مازحه :
- انت ام مثاليه .
- انا بشوق عارم الى ذالك اليوم .
فسألها سايمون متعجبا :
- الست امرأة عامله ؟.
- بلى , وأحب مهنة التمريض جدا لاكنني سأتمتع بحياتي اكثر بكوني زوجه وأم ..وبما أن خطيبي طبيب فلن تكون حياتي سهلة ..
- لاكن مابها من مكافئات تجعلها ذات قيمة .
- طبعا , ما كنت لأتزوجه لولا اني أحبه !
- وماذا عنك لورا ..هل ستربطين حياتك بحياة شخص آخر ؟
ردت ببرود :
- كل ما أريده أن أكون نفسي .
قال بنعومة :
- امر طبيعي ..لاماض لك يعذبك , ولا ذكريات تبقيك صاحية الليل كله , اعرف اشخاصا يتخلون عن ثرواتهم من اجل تذكر لحظة من ذكرياتهم التي افقدتهم اياها الذاكرة . اما انتي فلا يبدو انك حزينة أو آسفة على شيء !
- لا اريد الا ان تدعوني وشأني !
- كي تتابعي الغوص في الإشفاق على نفسك !.
نظرت اليه منتفضه , ثم ابتسمت بقلق :
- انت .. انت قاسي القلب ومتعجرف .
فضحك ولاكنه لم يترك الموضوع :
- ترى لمذا تعتبر المرأة ذكر الحقيقة اهانه لها . اعترفي لورا انت تتمتعين بأن تكوني من غير ماض ..فهذا يضفي عليكي جوا من الغموض الآسر .
تصلبت هيلين بشكل ظاهر , حتى كادت تحملق فيه غاضبة :
- لمذا تقول لها هذا بحق الله ! الشرطة فشلت فما لذي يجعلك تظن ان لورا افضل منها ؟
رفع حاجبيه بريبة :
- اشك بأن تكون الشرطة قد قامت بجهد .. ولمذا يفعلون ؟ حالما تأكدوا من براءتها من إي جرم عالمي اقفلوا الملف ونسوا الامر , معتقدين انها ستستعيد ذاكرتها قريبا .
قالت لورا غاضبة :
- لاتتكلم عني وكأني غير موجودة ...اسمع سايمون باركلي انا لم اعتد الاشفاق على الذات.. كنت سعيده تماما بحياتي حتى ظهرت انت وبدأت تعكرها .
- ان رفضك كشف ماضيك يثبت وجهة نظري .
فصاحت به ساخرة :
- الن تكره تطفلي على مشاعرك الداخلية ؟ لا تقل لي ان حياتك كتاب مفتوح .!
فابتسم ساخرا :
- هذا صحيح .. لكنني على الأقل اذكر الماضي .
قفزت واقفة بغضب شرس :
- اووه ! الويل لك ! لا أريد ا نراك ثانية .
واتجهت نحو الباب لكنه سبقها اليه يمنعها من الخروج ..منعه اياها من الخروج حرك في اعماقها شيء ما , فوقف مطائطة االرأس تتنفس بصعوبة ,ونظراته تنصب عليها بقسوة , ثم رفعت رأسها اليه فرأته يحدق الى هيلين وقد بدت تعابير وجهه مهددة , لذا لم تندسهش لورا حين قالت الفتاة بكراهية واضحة للموقف :
- سأترككما .. ناديني اذا احتجت الي لورا !
لم يتحرك احد منهما حتى تركت هيلين الغرفة ثم قال لها :
- ما الذي حدث لأخلاقك الطيبة ؟ أنت اعقل من ان تجعلي من نفسك فرجة ؟
- اعرف هيلين اكثر مما اعرفك .
- لا ........ لاكنني مصمم على ان اعرف ماذا وراء هذا الوجه الجميل , حتى وان اضطررت الى أن أؤلمك .
- وأتصور انك ستتمتع بهذا .
المرارة في صوتها دفعته الى رفع حاجبيه دهشة لاكن رده كان باردا :
- ليس بالضرورة , لا اضن ان إيلامك سيمنعني .لاكن اذا كان الألم ضروريا فليكن أذن .
- لأنني فضولي .
- ألتشبع فضولك تريد العبث بدماغي ؟!!!!
- مامن احد قد يعبث بجزء من حياتك اذا لم تسمحي له بذالك ,كل مااستطيع القيام به هو حثك على الخروج من هذه لقوقعه الامنه التي تختبئين خلفها ...ومن يعلم قد يعجبك ماستجدينه في العالم الجديد الحقيقي .
ارتعشت لورا فرفع رأسها اليه ...حدقا لحظات طويله الى بعضهما بعضا , ثم اخذها بين ذراعيه فاشتعلت النيران في انحاء جسدها ووهنت عزيمتها ومقاومتها

همست :
- انت تخيفني كانك تكهرني !

- اكرهك ! انا لا اكرهك ! الا تعرفين الفرق بين الكراهية والرغبة ؟
- كلاهما يخيفني .
- لمذا ياترى ؟!
كانت وكأنها ارنب نوّمت تحت أنظار ابن آوى ... وباتت عاجزه يدفعها سحر هذا الرجل الى ظلمة اكثر رعبا من ظلمت الفراغ في دماغها ..بذلت جهدا وارادة قوية ثم راحت تهز رأسها قائله :
- ربما لانني تعرضت لاعتداء ما .
فجـأة ازداد التوتر .
- اهاذا ما تظنين .
في هذه الحظه شعرت بالحاجة الى إنسان ما يدعمها ويواسيها ويهدهدها كطفل بين ذراعي امه .
- لا اعرف ان هذا لم يحدث ....حين بدات افكر في الماضي , قال الاطباء كل ما عرفوه عني ...وكانوا متأكدين من أمر واحد وهو انني ...كنت ..عذارء ..لذا فمن المؤكد انني لم اتعرض لاعتداء .
- وبعد ذالك ؟.
تضجرت بشرتها خجلا :
- لا ! ..انا لست ....انا مازلت ...
ضحك سايمون :
- الكلبتان الحارستان , تحرسانك جيدا ؟
تصلبت ترفع رأسها بغضب :
- لا تهنهما ! كيف تجرؤ ! هيلين وكايت حبيبتان لي .
- انهما حبيبتان حاميتان لك . واذا لم يكن نفوذهما هو ما أبقاك طاهرة حتى الان , فلا بد ان يكون خوفك من الجنس الاخر ..أو قناعتك بأن هذا امر معيب , فدعينا نكتشف السبب أيمكن هذا ؟
يبدو ان له تأثيرا مغناطيسيا عليها ,ينتزع منها الثقة , ثقه لم تعطها لاحد سواه من قبل ...الهدوء الذي فرضه صوته الدافئ عليها اعلمها ان إي ردت فعل منها ستأتي متأخرة .
كان ينظر الى اطراف شعرها على الجانبين :
- انت جميله , وكأنك حورية ثلج ! حورية الخلود .
- الحوريات اناث شرسات من وحي القصص الخرافية !
- اوووه لاكن الحب روضهن .
وابتسم وقال لها :
- امازلت خائفة مني ؟.
الصدق اجبرها على أحناء رأسها :
- انت تعرف الكثير .
- وماذا يعني هذا ؟!
- لست ادري .!
كانت ردت فعلها حاده على سؤاله الفظ , ولاكنها نظرت الى قسمات وجهه التي كانت جلية امامها ... وقد راحت عيناه تبحثان في عمق عينيها , وكأنهما تنتهكان حرمة أسرارها .
ثم تابع يقول بصوت رقيق :
- انت تتفوهين بالألغاز احيانا ...لاكنني سأستمر في منحك الثقة , لذالك دعك من التظاهر بأنني اوشك ان اخنقك ...فحين اقرر قتلك لورا سأتأكد من ان لا يتشوه وجهك الجميل .
- انت تحب ان تلقي الرعب في نفسي .
تمتم حين جذبها الى صدره الدافىء :
- أنتي تتجاوبين بشكل مرضي ...وكأنك خلقتي لي فقط .!
- ايها المتعصب !
لكن لهجتها كانت واهنة ليس فيها إي حيوية .
سألها حين عبست :
- مابك ؟
- لا شيء .
- لكن شيئا ما ازعجك , فما هو .
- التكرار ... أشعر وكأنك قلت لي هذه الكلمات من قبل وكأنني رددت عليك الكلمات نفسها .
فقال بصوت رقيق :
- انها كلمات عاديه ,ربما ليس لديك الخبرة لكن هذه الكلمات والأفعال عاديه جدا وهي تدعى عادة الغزل , ان إي رجل معجب بفتاة يعتقد انها خلقت له فقط . والعديد من الفتيات يرمين كلمة (( متعصب )) في احاديثهن ,
جذبت نفسها من سحر ذراعيه وراحت تحاول شغل نفسها بشيء اخر لاكنه ابتسم :
- اوافقك الرأي لابد ان صديقتك تتجسس علينا ...كما ان الحارسة الاخرى على وشك الوصول ..اليس كذالك ؟
- نعم ..لاكنني لااسمح لك بأطلاق لقب الحارستان عليهما . لقد كانتا في غايت اللطف والطيبة معي .
- انها ملاحظه يقولها طفل ..علا كل هما يعاملانك كطفلة لهما اليس كذالك ؟
فردت بغضب عاصف :
- على الاقل يهتمان بي من صميم قلبيهما .
- وانا لا اهتم بك ؟
أحنت رأسها حائرة , فضحك بكسل ومرح :
- فهمت ... لكن يجب أن تنضيجي لتفهمي الحياة عاجلا ام آجلا لورا ... لمذا لا يكون عاجلا ؟
- تقصد انك تريدني ان انضج حتى اسمح لك بالتقرب مني ؟
تمتم بصوت متكاسل بعث الالم فيها :
- لورا .. لو أردت التغرير بك لما اخترت مكانا عاما ... كنت فقد اقوم بتجربة .
- تج...تجربة ؟..!
- بالضبط عزيزتي وسأخبرك بالنتيجة . ربما لم تتزوجي قط لكنك تفهمين ماهية العلاقة بين الزوج والزوجة فتحت هذا القناع الجاف , سيدة حساسة عاطفية , صدقي قولي هذا قبل ان تجدي نفسك يوما في موقف لن تستطيعي السيطرة عليه , وانا اكيد من انني لست مضطرا لقول لك ما قد يلي ذالك !
بقيت صامتة لحظات ..ركزت عينيها على يديها المتشابكتان في حضنها , ثم راحت تسترخي ببطء و ترخي معها قبضتيها , مصغية الى عويل الريح في الخارج وكانه عويل روح مهجورة , اما السماء فتلبدت فيها عاصفة ربيعيه اتيه من الشمال تعطي عادة امطارا تروي التربة المشبعة بمياه المطر المحلي الحال من ملوحة البحر .
قالت له بصوت اجش قاس :
- وكيف تعرف ذالك ؟
- وهل غضبت ؟
- لا ... لاكنني ارى انك قادر على معرفة هذا . قال لي الاطباء ان الرجل لا يعرف ابدا ما اذا كان للفتاة تجربة ام لا , فكيف لك ان تعرف ؟
- هذا حديث محرض ومثير أواثقة بأنك تريدين متابعته ؟
- انت بداته ... ولا اصدق انك تعرف ... اعتقد ان الوهم وحده يجعلك تدعي المعرفة .
ارادت ان تسخر منه , لجرح كبريائه , لذالك احست بالاحباط حين ضحك وقال مؤكدا :
- لمذا لا تجربين مخالبك على شخص اخر لورا ؟ فرأيك بي لا يقلقني . اترغبين في تجربة الطيران معي في نهاية الاسبوع ؟
اربكها تغيير الموضوع , فأدارت وجهها تحدق اليه :
- انا .....طيران ؟
- اجل طيران فوق المنطقة ... لن يتمكن دان أو روزماري من مرافقتي , وانا اريد معي شخصا يدلني على ابرز معالم المنطقة .
- وماذا عن فرانسيس باركر .
- وماذا عنها .؟!
- تعرف المنطقة خيرا مني .. ام لعلها لم تتمكن من مرافقتك مره اخرى كما حدث عندما لم تستطع الذهاب برفقتك الى منزل شقيقتك ؟
فابتسم ساخرا :
- اهذا ما قالته لك ؟
- اجل ...
- حسنا .... ماردك الان ؟
- انا ... اجل سأرافقك .
- وهل طرت من قبل ؟
- اعتقد انني وصل الى هامبشاير جوا , فأنا لست من هذه المنطقة . لما السؤال ؟
- لأن الامر مختلف في طائرة صغيره ..
وجدت نفسها غبية لانها قبلت العرض , الا انها قالت :
- أحب ان اشاهد الجنوب جوا .
فابتسم , ووقف ثم تناول سترته عن كرسي وأرتداها :
- تصبحين على خير لورا .
- تصبح على خير سايمون .... قد سيارتك بحذر ...ستمطر السماء في أية لحظه .
هز رأسه ثم استدار مبتعدا . حين وصلت كايت في بعد كانت لورا محتبية على المقعد تصغي الى الموسيقى فسألتها دون ان تتغير تقاسم وجهها :
- هل امطرت السماء ؟
- قد تمطر في أية لحظة . هل انتي بخير ؟ تبدين متعبه .
- انه صداع سببه صحبة سايمون باركلي القابضة لنفس .فلسبب ما يظن ان من واجبه تشجيعي على استعادة ذاكرتي , وان افضل طريقه لذالك دفعي للغضب .
قطبت كايت وهي تنظر اليها بقلق :
- لقد فشل كل ما فعلناه ...ربما يكون على حق ! , وما تأثيره عليك لورا ؟ وكأنه لا يعجبك ولا كن لا يمكن إلا أن تشجيعه .
- أتظنين حقا أنني قادرة على التأثير فيه ؟
- بطريقة ما اجل ... انتي فتاة جميلة ... وهو بكل تأكيد يعي هذا , مع انني لا أنكر انه يصعب التأثير في رجل كهذا ...الديك فكرة عن سبب اهتمامه ؟
- لا اظنه مهتما بل يتملكه الفضول , ربما يعجبه لعب دور المنقذ .
- وربما يجد صعوبة في رفض إي تحدي
- وهل اشك لانا ذالك التحدي ؟
- اوووه ..بالطبع , أنتي باردة مكتفية بنفسك ..يجد بعض الرجال هذا تحديا .
اجتاحت رجفة أوصال لورا :
- يريدني ان اقوم برحله جوية معه فوق الميناء والجبل .
- وهل ستذهبين ؟
تنهدت :
- اجل .
- هل انت واثقة بأنك تعرفين ما أنت مقدمة عليه ؟
- لا .. بل انا في الواقع لست معجبة به .
- ستؤلمين نفسك ! مذا عن فرانسيس باركر ؟
- ماذا عنها ؟!
- حسنا يبدو انها ستطالب بحقها فيه .
فضحكت لورا :
- ما من احد يستطيع المطالبة بأي حق فيه , وهو لا يطيق أي مطالبة ... انه واثق من نفسه , وقد تكون فرانسيس حبيبته , لكن اذا حاولت أبراز غيرتها عليه سيدير لها ظهره وعلى وجهه ابتسامة .
ارتجفت لورا واشتبكت يداها معا بقوة ..فسألتها كايت :
- وكيف تعرفين هذا كله عنه ؟ لورا كيف تعرفين هل قابلته من قبل .... أتعرفينه ؟ لورا ....... هل تذكرت شيئا .
جعلها ضغط رهيب عند مؤخرة عينيها تتألم . توقعت هطول دموعها لا كنها لم تسقط وردت في خشونة :
- لا انا لا أعرفه لم أشهاده من قبل ... قال إنني لا أعرفه .
- أذن لمذا القلق ؟.
- لست قلقة ... لا بد انني كنت اعرف شخصا مثله . لا أعتقد انه يكذب اذ ليس لديه ما يدفعه للكذب .
- لا .. بل قد يكذب اذا وجده ضروريا .
- وكيف تتأكدين من انه قد يكذب ؟
- ياعزيزتي , قليلة هي الاشياء التي لا يمكنه فعلها , وهذا يشمل الجريمة كذالك . هو يسيطر عل عنفه وقساوته بقوة , لكنها موجودان . وهذا جزء من سر جاذبيته التي شدت فرانسيس اليه ولذالك اظن ان من الأجدى ان لك ان البقاء بعيدة عنه .
- حسنا ... سأقوم بهذه الرحلة ثم اوضح له أنني لا أود رؤيته ثانية .
- قومي بها يا لورا . وذا كان من النوع الذي تعتقدينه , فسيدير لك ظهره وعلى وجهه ابتسامة .

نهاية الفصل 3 .
**************************


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:38 PM   #7

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

4- حورية الثلج .

كان يوم السبت يوما رائعا لنزهات يه هواء عليل وفيه السماء صافيه مشمسة لا يشوبها الا غيمة وحيدة عالية فوق الجبل البعيد , تناولت لورا طعام الفطور متسائلة عن سبب احساسها بهذا الفراغ البارد في نفسها .

وصل سايمون حتى قبل ان تنتهي golya النسوة الثلاث فطورهن ,كان يبدو فاتنا جذابا وهو مرتد قميص مرتفع الياقة يلتصق بعضلات كتفيه وصدره .
- جاهزة لورا .
حاولت اظهار استقلاليتها :
- سأنهي قهوتي , أتود شيئا شيئا منها
- لا...
فوضعت فنجانها من يدها واستدارت لتتناول سترتها الصوفية . وعندما اصبحا ي السيارة نظر اليها بطرف عينه :
- تبدين ساحرة , أعتقد ان صديقتك لم توافقا على هذه المغامرة .
- أنت ذكي , لقد ادركت نصف الحقيقة , فماذا تتوقع ايضا ؟.
فضحك .
- وهل تعتقدين ان لي مأربا ؟
- وهل لديك مأرب ؟
- تقريبا .. لكنني اعتقدني قادر على السيطرة على نفسي , خاصة في الطائرة .
ضحكت على قولة هذا , وقد جعلها اثناء المسير الى المطار تضحك أيضا .
بدا ان الهواء اصبح نقيا عندما اقترابا من الطائرة الصغيرة . ولم تدهش البتة حين علمت انه من سيتولى قيادتها .فهو يبدو كانسان قادر على فعل أي شيء .
قال لها بصوت منخفض :
- أنا مؤهل , ولدي رخصه .
- أصدقك ...
حاولت عامدة فرض الاسترخاء على اعصابها وهذا ماجعل توترها يخف قليلا .
حين اقلعت الطائرة وضعت نظارتها الشمسية على عينيها ونظرت الى الخارج ,
تتمتع بالمناظر تحتها , كانت ساوثمبتون تمتد من رأس شبة الجزيرة الى طرف الخليج البحري الذي يثجعل منها اهم ميناء على القناة الانجليزية وأهم ملتقى للخطوط البحرية القادمة من الأطلسي ....
انتشرت المنازل الريفية في ضواحيها تزينها سقوف حمراء قرميدية تبدو أجمل في محيطها الأخضر الذي يشبه اخضرار المتوسط .أما المدينة فامتدت مابين نهري تاست واتشن وأطلقت عليها الجبال ...
من بعيد كانت تشتعل مدخنة طويلة تقع قرب مصفاة النفط عند طرف الخليج . وكان الى جانب المجمع النفطي محطة توليد الطاقة , الى جانب المرفأ الاخر حوض الملك جورج .
قالت لورا :
- ان هذا لعمل جبار
- كان الرجال قساه في ذالك الزمان .
أشارت الى الاماكن الرئيسة على الارض لكنها في بعض الأحيان وجدت صعوبة في تحديدها من هذا الارتفاع اذ كانت تبدو لها من الجو غريبة أما امواج القناة فتلاطمت مندفعة رأسا من الأطلسي مصطدمة بالخيط الساحلي ...كانت الوان البحر تتدرج من الأزرق القاتم الى الفاتح الى الابيض حيث الموانئ والشطان ومصب النهرين .
قالت :
- في الصيف تجد الناس في المنتجعات التي يقصدونها لسباحة والتزلج وصيد السمك . وبعض الناس يذهب الى جزيرة وايت وما يحيط بها من جزر صغيرة . هناك الى يسارنا , يغطسون تحت الماء لاصطياد انواع السمك تنجرف هربا من برودة الاطلسي الى مياه القنال الدافئة.
فسألها :
- هل تمارسين الغطس ؟
- لا .... فهذه الهواية تكلف المرء كثيرا . وانت ؟
- اجل ... سأصطحبك يوما للغطس ..
فضحكت :
- وكم تنوي المكوث في هامبشاير ؟
- سأبقى مايحلو لي ان المرء يتعلم محبة هذه المنطقة الدافئة .
- انها المنطقة الوحيده التي أعرفها , وهي جميلة , فيها الحرية والبراري والرمنسية , والمناظر الطبيعية المختلفة .انك فيها لن تمل السفر ابدا .اذ لن تعرف ما يطالعك في المنعطف القادم .
فابتسم :
- ارى هذا بنفسي ...سأذهب الى الخليج غدا ...أترافقينني ؟
أزف الوقت حتى تقول له أنها لا تريد رؤيته بعد ... قالت :
- سأكون مشغولة غدا .
- حقا ؟ ربما في وقت اخر .
أرأيت لورا .... الامر سهل ....بضعة حدود كهذه ولن يقترب منك ثانية ... بقيت صامتة حتى ان أوان الهبوط .عندما حطت الطائرة في المدرج الصغير تنهدت تنهيده غريبة , ثم أغمي عليها .
كان صوت سايمون هو اول ماسمعته حين استعادت وعيها , رأته يلعن و يشد حزام الأمان ليسحبه عن مقعدها . لقد أحست بالدوران فجأة وكادت تتقيأ , لاكن بعد ان ابتلعت لعابها مرات عده استقر الدوران وفتحت عينيها وتمتمت مضرجة الوجه :
- لا بأس ... أنا أسفه .
- ما الذي حدث لك ؟
- لست ادري .أغمي علي دون ان اعرف السبب .
- وهل انت بخير الان ؟
- اجل ...احس بأنني بخير .
- تريثي سأساعدك على الترجل .
انزلها سايمون وقال :
- ايمكنك الوصول الى السيارة ؟
- اجل .. اظن هذا .
- خذي المفاتيح اذن , وابقي في داخلها حتى اصل .


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:40 PM   #8

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

التقطت المفاتيح التي رماها اليها ثم سارت الى موقف السيارات , كان الهواء باردا , لكن ليس فيه حدة الشتاء ..امتدت شمالا وغربا أراض زراعية تسقيها الأنهر حتى كرونويل وامتت شمالا وشرقا ا**** – الوايلد – الخصبة وصولا الى ا**** – الدونز – الجنوبية الساحلية . وراحت اشباح غيوم قرمزية تلاحق بعضها بعضا عبر البراري , فتبعتها عينا لورا من خلف الجبال حتى الخط الساحلي .
في مكان ما هناك , على شواطىء جزيرة وايت , التقت سايمون منذ اللحظة الاولى علمت انه سيكون مميزا في حياتها . بينما كانت تنقل طرفها مع الغيوم المتسابقة من الساحل حتى الجبل البعيد راحت تتساءل كم سيكون مميزا .
حين انطلقا بالسيارة عائدين , أمعن فيها النظر ثم سألها فجأة :
(( أخبريني عن الأمر ....)) .
- أي أمر ؟
- اين كنت حين استيقظت وبما أحسست ؟ كنت هنا قبل الحادثة دون شك .
- اجل قبل بضعة أسابيع ... كنت خلالها قد وجدت وظيفة في المحل حيث اعمل الان , لاكنني في تلك الاثناء لم اكن اسكن في شقة بل في فندق .
- أخبريني بالضبط ما حدث .
تنهدت لورا لو ان اعادة تذكر ماسبق الحادثة يفيد في استعادة ذاكرتها لا ستردتها منذ زمن بعيد :
- كما يظهر كنت عادة من عملي وأنا اقرأ مجلة ويبدو أنني وبينما كنت ارتقي الدرج انزلقت قدمي فوقعت , ثم أغمي علي .لم استرد وعيي فورا , فحملوني الى المستشفى , وحيد استيقظت هناك لم اذكر من أنا .. وهكذا حصل ماحصل .
- هل قرأ أحد المجلة لمعرفة ما اذا كان ما فيها له علاقة بالقضية ؟
- أجل اظنها مازلت لدي في مكان ما .. انها مجلة عاديه ..فيها مواضيع عن الأزياء , ومقالات عن الاتيكات , وعن أشخاص مهمين .لم اجد فيها ما له علاقة بالماضي . وحتى اكون صادقة معك لقد سأمت المسألة برمتها وأريد ان أُترك وشأني حتى اعيش حياتي بعيدا عن تطفل الناس الذين يظنون ان فاقد الذاكره مجنون , أو نصف مجنون أو نسيج من الأثنين .
رد عليها بهدوء :
- انا لا أفكر هكذا أبدا , وهل يهمك رأي الناس ؟
- يهمني حين يترجمون رأيهم لأفعال .
وأنفجرت ضاحكة :
- بعد فترة من مغادرتي المستشفى ذهبت الى حفلة عشاء مع هيلين , فراحت المضيفة تهمس لي بأسماء الأطباق ونوع أداوت المائدة التي يجب ان استخدمها !
فضحك بدوره :
- وكيف تصرفت ؟
- غضبت في البداية .لكن عادت روح المرح وسيطرت عليَ , فاضطررت الى كبح الضحك الذي تملكني , وحين عدنا الى البيت كنا على شفير الهستيريا من الضحك .الناس يعتقدون اشياء غريبة ,لكن الجميع على العموم كان لطيفا معي .
- اهل الجنوب الانجليزي كرماء بطبعهم , أنا سعيد الحظ لان روزماري تتلقى الدعوات فهي تعتذر عني دائما قائلة انني منشغل بتأليف رواية .
- وهل هذا صحيح ؟
- اوه .. أجل , روزماري لا تكذب .
- اتصورك تتقوقع على نفسك أثناء الكتابة ..تعلم ماأعني ! العبقري المجنون الذي لايرغب ان يزعجه احد .
- وثمة حرس يتسللون على رؤوس اصابعهم عندما اكون نائما , باذلين جهدهم لئلا ارمي غضبي عليهم .

ضحكت فغيرت الضحكة القناع المتحفظ عن قسماتها , أحست بالنشاط والحياة وعلمت ان مايجذبها اليه ليس الجاذبية فحسب .
- انت جميله ( قال لها )
نظرت اليه بسرعة golya غير دهشة , فقال لها ساخرا :
- ألن تقاومي, فيما لو قررت عناقك الآن ؟
- اظن ان غريزة الحفاظ على الذات تمنعني من ان اكون عابثة .
لمعت عيناه كأنوار السيارة :
- لو كنت تملكين فعلا غريزة الحفاظ على الذات لتركت هذه المدينة يوم رأيتني .
وتابعا السير بصمت , وحين أصبحا أمام باب الشقة , دعته الى فنجان قهوة لاكنه رفض .. فظهر عليها الارتياح .
قال لها بخشونه :
- يجب ان تتعلمي كيف تخفين ارتياحك جيدا , لورا .
احست بأن هذا الرجل يفهمها كثيرا فهو قادر على قراءة أفكارها وهو قادر أن يجعل قلبها يخفق له .
قال لها :
- لمذا تقاومين مشاعرك لورا ؟ لقد نظرت الي وكأنك تعتبرين بعدي عنك نعمة ...فا لماذا ؟
- لست أدري ..!
- بل تدرين يا حبيبتي .. وحين تعترفين بهذا لنفسك ستكون الحياة ابسط وأسهل بكثير لنا ... وداعا الآن .
شكرته على النزهه , فقابلها بضحكة ساخره , وبقيت عاجزة عن التنفس حتى انطلق مبتعدا .
كانت هيلين مستلقيه على منشفة في مرجة المنزل الخلفية , فسألتها لورا عن الجميع .
- ذهب الجميع الى الشاطىء .. هل امضيت وقتا طيبا ؟
- اجل .
- تبدو عليكي البغتة ... الرجل لا يعجبك ؟ أليس كذالك ؟
- اووه ..... انه يعجبني لاكنني لا أثق به .
- لكن يالورا حتى اطيب الرجال لا يمكن الوثق بهم فكل رجل سياحول نيل مايريد منك ,,, وهذا طبيعي !
ضحكت لورا :
- لديك أغرب الملاحظات الساخرة يا ذات العينين البريئتين . هل حاول حبيبك هذا ؟
احمرار طفيف اظهر خجل هيلين :
- طبعا وكما قلت كلهم هكذا . لمذا السؤال ؟ هل واجهت صعوبة مع الوسيم المتوحش ؟
- لا .... ليس بعد اظنه يحاول ان يفقدني توازني .
- وهو ينجح ... كما يبدو لي .
- اخشى ان هذا صحيح ... انه جذاب لاكن ثمة أمور اخرى .
تنهدت ... فتحركت هيلين بقلق :
- مثل ماذا ؟
- لست ادري ... أولا لا اظنه معجبا بي , كما انه ليس بالفتى العابث , فكيف يلاحق رجل مثله فتاة لا تعجبه . يقول انه مهتم بفقداني لذاكرة ... لكن بإمكانه ان يعرف معلومات دقيقة من كتاب أو من طبيب .
- صحيح .. لاكن ربما هو مهتم بردة فعلك تجاه الامر .
- اعتقد هذا .... لاكن ليس لي ردات فعل .. أعني , انا اتقبل الواقع وانا اعيش حياة طبيعية , واتحدى إي انسان مهما كان موهوبا ولامعا ان يجد في هذا أي خطاء !
- اذن انه مهتم بك شخصيا ... فلنواجه الواقع لورا ..انت فتاة جذابة جدا .. لاحظت كيف ينظر اليك باعجاب شديد , ........ثم تلك الليلة التي طلب مني ترككما وحدكما ... هل حدث شيء ؟
- أ] هل استغلني ؟ لا , ولاكنه قال لي انني امتلك خبرة على الارجح في العلاقات مابين الازواج .
- اهذا ماقاله ؟ ياللوحش .!.! وهل يعجبك ؟
- أنه يعجبني . وهو الى ذالك جذاب , لاكنني لازلت لااثق به !
- وهل تظننين ان لك التأثير ذاته عليه ؟
لامس احمرار طفيف وجنتي لورا :
- اووه ..اجل اعتقد هذا .
- أذن انتي في ورطة يافتاة ...فلدي احساس ان متيريد هذا الرجل يحصل عليه .
- امل ان يكون وضع خطاً احمر ضد التغرير بفقدات الذاكرة .
وقفت لورا مردفه :
- سأصنع بعض القهوة .
- عظيم ... وصل البريد في غيابك , ولك فيه رساله , أعتقد دعوه .
باك صبايا ..


باك ,,
كانت بالفعل دعوة قرأتها لورا بدهشة ثم أعطتها لهيلين التي صاحت بعد قرأتها :
- يا ألهي فرانسيس باركر من بين كل الناس تدعوك إلى حفلة عيد ميلادها الحادي والعشرين !. GOLYA ولمً قد تدعوك ؟ أنها لا تعرفك جيدا !
- أعتقد ان لهذا علاقة بسايمون .
- وهل ستذهبين ؟
- لا أعتقد فكما قلت اكاد لا أعرفها , ولن اسمح لها بتقديم معروف لي .
- صحيح ..افهم وجهة نظرك ..لكن هذا مؤسف . فسترين في الحفلة كيف يعيش نصف المجتمع الآخر , تحاول فرانسيس بناء أسم لها في المجتمع . لكنني لا افهم سبب دعوتها لك . أيكون سايمون طلب منها ذالك .؟
- لا أظن ... ليس لديه سبب لهذا , بل لا اعرف ان كان سيذهب .
- اووه ... انه مجبر .. فأل دالتون و أل باركر ينحدرون من الماضي نفسه ..لذالك ستذهب شقيقته .
عادت لورا الى عملها في الصباح التالي بعد ان اتخذت قرار نهائيا برفض الدعوة . ماهي إلا دقائق على وصولها حتى دخلت روزماري دالتون المحل , وكأن الامر مقصود , بدت منزعجة تجر بيدها فتاة صغيرة مشاكسة , تقول لها :
- لا حبيبتي ..لن تذهبي إلى السينما !
لا بد ان هناك شيئا في لهجتها ابلغ الصغيرة انها جادة , فتوقفت عن التلاعب .. فسألتها لورا برهبة :
- كيف فعلت هذا .
ابتسمت ابتسامة لعوب بدت أثنائها اصغر سنا :
- المقدرة الفطرية والتهديد بأبيها ...لكن مارلين ذات الإرادة الحديدة فتاة عاقلة , إن ولديً ولله الحمد ورثا هذه القدرة عن والدهما ..أما الآن , فجئت أشكرك لأنك اقترحت تلك الهدية الجميلة على سايمون , لقد أحببتها جدا .
- أفرحتني .
يستحيل ان يكون المرء.. ***** ..متوتر الاعصاب مع امرأة طيبة كروزماري , لذا فهمت لورا جيدا سبب تعلق دان دالتون بها , أنهما فلقتان لحبة واحدة .
قالت باندفاع خال من الحذر لم تعرف سببه :
- ثمة أمر غريب . لقد تلقيت دعوة من فرانسيس باركر الى حفلتها .. ولست ادري لماذا تريد مني الحضور !
بدت الدهشة على المرأة , وقالت تضحك :
- حسنا ..صحيح .. انها ليست في العادة متحمسة للمنافسة مسكينة فرانسيس . وهل ستذهبين ؟
- لا .. فأنا لأعرفها ولا أعرف عائلتها . حيرتني دعوتها . لماذا أرسلتها ؟
- اوووه .. ولماذا لا تذهبين عائلتها طيبة ساحرة ,والحفلة ستكون ناجحة اعرف ماذا تفعل , اقصدينا لنذهب معا ثم عندما نعود تنامين في منزلنا .
- اوووه ..لا ...لا ... هذا لطف كبير منك , لكنني لن أتطفل ..لقد قررت الرفض .
أسفت روزماري على قرارها لا كنها لم تجادلها في الموضوع :
- امر مؤسف , اذا غيرت رأيك فأنا على استعداد لا استقبالك ومرافقتك , اذ يرتاح المرء أكثر حين يذهب مع شخص يعرفه , كما أن دان ستسره صحبة امرأة جميلة .
فأحمر وجه لورا :
- امرأة جميلة ؟ بل اثنتان بكل تأكيد
- اوووه ..هذا لطف منك عزيزتي , لكن من الافضل ان تقولي ان لي سحرا و جاذبية محددين .
- لكن زوجك مؤمن بجمالك .
فابتسمت روزماري وأجابت بنعومة :
- أجل اعرف هذا .
ولأن الدعوة جعلتها منقبضة الصدر, حاولت إشاحتها عنها فكان أن اغرقت نفسها بالعمل . وحين ودعت جورج , كانت قد قررت نهائيا رفض تلك الدعوة .عندما وصلت إلى الشقة كتبت اعتذار وضعته على الطاولة حتى ينقل بالبريد غدا باكرا , حين رأته هيلين قالت :
- أظن ان عليك الذهاب .
- كان يمكن ذالك , ..***** .. لو أن هناك من يرافقني .
- حاولي ان تعرفي ما اذا كان سايمون على استعداد لمرافقتك .
- لا ...لا اعتقد هذا . ولن أحاول رؤيته مجددا بعد الآن .
كانت هيلين خارجة من المنزل ,فقالت وهي تقفل الباب :
- حسنا .. لقد أوقف سيارته لتوه في الخارج , وهذا يعني انك سترينه الآن , فهل ستكونين على ما يرام ؟ اعني أنني قد ابقي إذا رغبت .
- هراء ....اذهبي وتمتعي بعشائك فلن يضربني أو يؤذيني .
- لا أظنك محظوظة لهذه الدرجة .!
التقى بهيلين عند الباب الخارجي فقد سمعت صوتيهما ..صوته المازح وضحكات هيلين , ثم ساد صمت قصير قطعه دخوله إلى غرفة الجلوس فقالت له وقلبها يخفق :
- مرحبا .
- مرحبا .
نظر إليها وهي محتبية على الكرسي , تبدو دلائل سمرة الصيف الأولى عليها .. تقدم ليجلس الى جانبها :
- تبدين فاتنة ,. هل كنت تعملين في الحديقة ؟
- كنت أشذب العريشة .
نهضت من مكانها محاولة الابتعاد عنه ..لا كنه رفع يديه في إشارة منه لتبقلى حيث هي فتوقفت تنظر الى قمة رأسه السوداء , والى عظام انفه القاسية . عندما أنحى ليلقي نظرة عن قرب على خدش طفيف على ساقها , كاد الأحاسيس التي اشتعلت بسبب قربه منها تجعلها تصيح . فعضت على شفتيها وتسمرت مكانها دون حراك مصعوقة بما أحست به من عمق مشاعر .....
قال لها آمرا , وهو يبتسم :
- ابتعدي عن الدوالي ...فلا يعجبني ان يعيب ممتلكاتي أو يدمغها احد سوآي .
- وهل أنا من ممتلكاتك ؟..
رد عليها وهو واثق ن نفسه ,قاس , ساخر , وخبير :
- اوووه أظن هذا .
حين لم ترد ابتسم ثانية , وقال لها بهدوء :
- ربما لم تصبحين بعد من ممتلكاتي ..لكن , لن يطول الأمر أنت لست غبية , وتعرفين أني أريدك ..
- اليس لرغباتي حساب لديك ؟
- لم يؤثر في يوما الح الانجليزي الخاسر . ان كنت لا أضمن كسبي معركة ما , لا اخوضها. ونحن نعرف منذ ان التقت عيوننا , اننا متجهان الى هذا الانجذاب . خاصة بعد أن رأيت نظراتك فأنت تبعثين حية حين ترينني فلا تحاولي الكذب عليً لورا .!
- أنت تعرف كل شيء بالطبع فلديك الخبرة الكافية .
ودفعها خوفها والغضب إلى****** .com www. الوقوف فجأة ...ففاجأه هذا .. ضاقت عيناه وهو يراقب خطواتها تقترب من الشرفة الصغيرة فقال لها بوقاحة :
- ربما ليس لديك خبرة .........لكنك لست ببراءة عذراء ...فلماذا الخوف اذن ؟
لو قالت انه سيدمرها بهذا لضحك .. فالتعقل امر درامي جدا . لكنها تعرف تماما انه سيدمرها , ان هناك شيء فيه يجعل غرائزها كلها تصبح خائفة ...انه يسعى الى علاقة عابرة ., لكنها ليست كفرانسيس السهلة المنال , وإذا سمحت له بالتودد اليها فستضيع في الهوة السوداء التي تقف مسلطة كالسيف فوق رأسها .
- كم امرأة أحببت من قبل .
أوجب سؤلها هذا ابتسامة باردة , ورد بخشونة :
- لست من هواة هذه اللعبة !.اذا كنت تعنين بالحب تلك العلاقات فليس من عادتي وضع علامات على قوائم السرير , اما إذا كنت تقصدين ذالك الهوى الكبير الذي يضج بذكره الشعراء , فسأقول لك إنني لم اعرفه من قبل , فلقد توقفت عن الحلم به منذ عشر سنوات . فنتائج هذا الحب الر ومنسي هي المسئولة عن تعاسة الكثيرات في هذه الأيام والاهم أنني لن أكون ضحية أبدا .
- ولماذا لا تكتب رواية عن الموضوع ؟golya ... اوه سايمون .... صدقني حين أقول أنني لا أريد ا ن أحب إي إنسان .!
- لماذا ؟.
لم ترد ..فكرر :
- لماذا يا لورا لماذا أنت خائفة من الوقع في حب شخص ما ؟.
أخبرتني صديقتاك ان بعض الرجال أحبوك , وذكرتا لي انك تردينً حين تلاحظين ان احدهم جاد في العلاقة ؟...لماذا تبتعدين عن الحب لورا ؟.
أنت لا تخافين من المشاعر فأنت تحبين هيلين وكايت بقوة فلماذا ترفضين ان يقترب منك أي رجل ؟.!!
صاحت به غاضبة وأعرضت عنه لئلا يرى شحوب وجهها .
- اعتقد ان كتاب الروايات يرون أنفسهم أخصائيين في علم النفس , فلماذا لا تخربني عما كونت من آراء بشأني .
دنا سايمون منها , وتوقف غير بعيد عنها .
- لدي بعض آراء عنك , لا كنني سأحتفظ بها لنفسي في الوقت الحاضر ... هل قبلت دعوة فرانسيس ؟
التفتت اليه بحده وغضب فاصطدمت نظراتها بنظراته الباردة :
- هذا ليس من شأنك !
- لكنني اعتبره من شأني ,.. وأراهن انك كتبت اليها رافضة .
- وماذا يعني لك رفضي ؟.
- انه يعزز قناعتي بأنك جبانة .
ابتسم ببرود وتقدم الى حيث وضعت الرسائل للبريد .. حين أدركت انه سيفتح رسالتها ركضت تنتزعها منه , لا كنه مد ذراعه يمنعها .
صاحت بعد ان بلغ غضبها الذروة :
- اتركني ...! لا تتجرأ على فتحها...اوووه !!
نظرت إلى عينيه بتحد وازدراء , محاولة إخفاء واقع ان قلبها يكاد يقفز من بين جنبيها ,
قال ببرود :
- لماذا وقفت عن الصراخ والمقاومة ؟ بدأت أتمتع لتوي بها .
قالت وهي ترغب في انشاب أظافرها في وجهه :
- أنت أفعى سامة!. لماذا تفعل هذا !
حين قرأ رسالة الاعتذار كورها في يده ورماها أرضا .. لكنها قالت :
- سايمون .. لا أريد الذهاب الى حفلتها ! بل أ نا لا أفهم سبب دعوتها لي .و..
- لقد دعتك , لأنني تركت الجميع يعرف , دون قول إي شيء إنني لن اذهب الى هناك اذا لم تكوني انت في الحفلة , وأنت ستذهبين يا حلوتي بإرادتك أو بغير إرادتك , لا أنني سأجبرك على مرافقتي .
- لا تكن أحمق ! لا تستطيع إجباري .!
اختفت البسمة عن وجهه****** .com www. ..وقال بهدوء :
- لن أستطيع ؟ اوووه بل ..أستطيع .
عقلها قال لها انه لن يستطيع إجبارها على فعل إي شيء , ومع ذالك ارتجفت من التعبير الذي ظهر على وجهه . حاولت التراجع ,كان ما يحيط بهما هادئا جدا الآن , فزحام السير اختفى , ولم يعد ينبعث من الشارع الا صوت شخص يصفر لحنا وأم تنادي طفلها من بعيد . وكانت الشمس قد اختفت وراء التلال الى الغرب , وبدأ الظلام يسدل ستارته .
خاض الاثنان معركة زادها الصمت حده . حاولت لورا جاهده عدم الاستسلام الى إرهابه.. وحين أغمضت عينيها أحست فجأة بالتعب والحرارة ...فقال لها :
- أستطيع لورا ...ألا أستطيع ؟.
خرج نفس عميق من صدرها ترافقه حشرجة عميقة :
- لاااا !
كانت تعرف مايحاول فعله , وتعرف انها بدأت تضطرب لأحساسها بقربه منها وتأثيره عليها :
- لورا تبدين كحورية الثلج ... لكن عينيك وقلبك يكذبان هذا ... هل ستقبلين الدعوة .؟
- لا....
فضحك ورفع لها رأسه متمتما بوحشية :
- جيد سأستمتع إذن بإقناعك ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:42 PM   #9

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

5- ملك يمينه .
حاولت لورا البحث عن حل فهذا الرجل يأسرها بطوق غير مرئي ويحكم هذا الطوق عليها .
- أي لعبة تحبين ..اتحبين اللعب ؟. هل تتمتعين بالألم لورا ؟
خرجت كلمات الرد فحيحا من بين اسنانها :
- وهل تؤلمني لو قلت لك نعم .؟
أخافتها ضحكته :
- أجل ..فأنا على استعداد لا ختبار جديد .
- جديد ؟.
- صدقي أو لا تصدقي ..فأنا لم اضطر يوما للعنف لأنال ما أريد ... لا كن اذا كنت تحبين العنف ...
اعلمتها نظره واحده الى وجهه انه سيتعمد اذلالها . والأذلال هو مايشبع غرضه الشيطاني , احست للمرة الاولى بخوف يطغى على مشاعرها . وراحت دموعها تفر من عينيها , فانسابت على وجنتيها .

شعرت بأنه يشكل تهديدا لها ... ولا كنها لا تدري ما هذه السيطرة التي يمتلكها عليها .
- سايمون ..****** .com www. أنا لا أريد الذهاب الحفلة .. أرجوك ...

رفع رأسه ليقلد صوتها ساخرا :
- سايمون أرجوك ..! لم تجيبي بعد على سؤالي ..مذا تريدين العنف ام طريقة اخرى ؟.
احست لورا بانها تكاد تختنق , ثم تنهد قائلا واخضعته دموعها لما تريد هي :
- لا...يا ألهي .. انت تدفعيني الى الجنون , استطيع ان افعل ما أريد ..لكنني لن افعل .. فأنا أكبر من أفعل هذا ... لا أنني احتاج الى الراحة .
جعلتها سخرية الموقف تبتسم :
- وكم عمرك ؟.
- ثلاثون .
رفع رأسها يتأملها بهدوء . ثم قال بصوت رقيق :
- انت جميلة رقيقه .. وأنا لا أريد ايلامك .
- لم يعد يهمني شيء حتى الألم .
- بل يهمني أنا .. تعالي الى حفلة فرانسيس لورا .... أرجوك .
رفعت رأسها مذهولة يشوب ملامحها الغضب :
- لماذا ؟!!!!
ضحك ومرر يده على شعرها , وقال :
- أريدك أن تذهبي ..لكن حذار أن تسأليني عن السبب .. فأنا أعتقد اننا سنمضي سهرة ممتعة معا .
- وننهيها بنشاط ممتع اخر ..
- ربما ... لاكن هذا لن يحدث ألا اذا رغبت انت فقط , أنت لا تحبين التعقب المبالغ فيه .. أليس كذالك . ؟
فهمست مرتجفة :
- لا ..
- انت لست بالساذجة حين يتعلق الامر بالأغراء لورا .لابد أن هذا ولد معك . هل كنت مثالا للإغراء ؟
- لست ......
وصمتت ...لن تقول إنها لم تمارس فتنتها من قبل إلا عليه . انه جذاب جدا .. يملك سحرا يخلب الألباب , golya سحرا ترفضه وترفض الاعتراف بتأثيره العميق عليها . اضطرت الآن الى الاعتراف بأنها توشك على الوقوع في حبه ...وهذا كله مبني على واقع بسيط هو ان التجاذب الذي اشتعل بينهما منذ البداية , كان بداية ثقة وحب اعتماد وحاجة ولعل هذا ما يخيفها , لكن الحب بحاجة إلى جذور والى وقت اطول لتعارف .... سألته بريبة :
- ألم نكن نعرف بعضنا ؟ قبل الان ؟
شيء ما لمع وراء الشعاع الأخضر في عينية , ثم اختفى :
- ولماذا تسألين ؟
- أحس بأنني أعرفك .
رد بصوت خفيف :
- ربما التقينا من قبل .
ضحكت لورا , وقالت بسخرية حلوة :
- اتعرف ... اتصورك قرصنا من العصور الوسطى , ترمي برواياتك الخالدة مابين السحرة , واللصوص والمغتصبين ....
قطب بشدة , وقال بنفاذ صبر حقيقي :
- كان بإمكانك التوقف عن هذا التهجم ... لا كنك تتعمدين إثارة حفيظتي وعليك تحمل النتيجة . عليك ان تكتبي رسالة قبل دعوة لفرانسيس .
تقدمت الى الطاولة , لكن قبل أن تضع القلم فوق الورق قالت بهدوء :
- هل تريدني حقا ان اذهب , سايمون ؟
- ألم اوضح لك رغبتي هذه ؟
لامس الأحمرار بشرتها :
- أجل ...لاكن ......حسنا .... ليس لدي شك في أن فرنسيس .. اوه ..تبا انت تعرف ما أعرني ... اذا كنت تسعى الى علاقة حب عابرة , ففرانسيس مستعدة , وهي ترعف قواعد اللعبة .. أما أنا فلا أريد شيئا من هذا .
فابتسم , وبدا واثقا من نفسه :
- أعرف هذا يافتاتي العزيزة , ولاكنني لاأهتم بفرانسيس , كنت قادرا على قبل عرضها منذ سنوات , لا كنني لاأشكو من حسن التمييز , ... أكتبي رسالة القبول وكوني فتاة طيبة , وعندها سأصطحبك الى العشاء .
- رشوة ؟!..
- لا .. بل مكافأة على قبولك الدعوة عن طيب خاطر .
بعد أن تركت رسالة الى فرانسيس , تركت مذكرة لكايت تقول فيها انها خرجت مع سايمون .
خلال النزهة اظهر سايمون انه رفيق مسل ومرح , وقد شعرت بعد عودتها بأن حبها له قد ازداد وبأن ماشعرت به من تردد غدا في طي النسيان .


.....
كان الفصل يضمحل مسرعا الى الصيف , وفي الأيام التالية , لم يقترب سايمون منها فأحست بها تطول , كانت لورا خلالها تمارس لعبة التنس في النادي بعد أوقات العمل , فترهق نفسها حتى تكسب فكان ان جعلها هذا الإرهاق تغرق في نوم عميق كلما اوت الى فراشها ,
ظهرت اول ملكات الفراشات golya في الحدائق , وهي فراشة برتقالية وسوداء , رائعة الجمال ,.تطير بخفة توحي بالثقة .. حطت على اصبع لورا التي كانت جالسة في الحديقة فراحت الفراشة ترفرف اجنحتها ببطء وكأنها تحاول تبريد نفسها في النسيم الخفيف ,,
- ما أجملك !..
سمعت صوت سايمون يأتيها من خلفها .
- لا أتعجب حين ارى الأرانب تثبت على اطراف قدميك ولا استغرب حين ارى العصافير تقف لتبوح لك بأسرارها .

قفز قلب لورا من مكانه , لكن سخرية صوته العميق جعلتها تعجز إلا ان تبتسم , فقال :
- اه ....... يجب ان ابتعد عنك كثيرا اذا كان هذا ما سأحصل عليه حين عودتي !
- كنت ابتسم للفراشة .!
وامسك بيدها يرفعها الى شفتيه , فارتعبت الفراشة وطارت بكل هيبة وجلال نحو مجموعة زنابق , قال لها :
- فتاة الطبيعة .
- لماذا اخفت الفراشة ؟.
فضحك :
- لأنها تعيق طريقي وتفعل ما أود فعله .
احست بشحوب مفاجئ يرافقه مشاعر عنيفة .
- تعالي معي الى الشاطئ اليوم .
تخاصم القبول والحذر في نفسها , ففاز القبول :
- حسنا أمهلني عشر دقائق .
اصطحبها الى شاطئ لم تزره من قبل , فتسلقا تلة مغطاة بالأشجار ثم وصلا الى خليج صغير يشبة المغارة تغطية صخرة حمراء مرتفعه عن البحر , والى جانب الخليج كان هناك بيت منخفض البناء , ملطخ الجدران , نوافذه العريضة مقفلة في وجه أشعة الشمس .
قاد السيارة الى خلف البيت , ثم توقف في ما يشبه المراب .
- أهلا بك في منتجعي .
- قلت إننا سنذهب الى الشاطئ ؟!
- يا طفلتي العزيزة . بإمكانك قضاء يومك كله على هذا الشاطئ .
- أتعيش هنا ؟
- اجل .. فأنا أحب العزلة حين أعمل , فالمنزل عند شقيقتي كالسرك معظم اليوم , لذا ألجأ الى هذا الشاطئ .
- قابلت ابنة أختك منذ مدة .
- مارلين ؟ أنها متوحشة . لها أرادة والدها وقلب أمها الرقيق .. والصبي نسخة عن دان .. لا يعرف رقة القلب ابدا .
- وهل تظن رقة القلب مهمة ؟
- يقال ان المرء ينجذب الى الفضائل التي لايملكها .. هل انتي رقيقة القلب لورا ؟ لا أظن انني كذالك .
- لا ...لست رقيق القلب ابدا .
كان قد دخلا البيت وهو عبارة عن غرفة واسعة ذات نوافذ كبيرة تكاد لاتفصلها عن الخارج . سألها عامدا :
- ما لذي يجذبك اليً أذن .... القساوة ؟
- لا .. القساوة لا تجذبني بل تخيفني وانت تعرف هذا !
- ستقولين لي الان أن الرقة هي التي تجذبك , لكنك ستكذبين . أنت بحاجة الى من يحكمك , سيد , شخص ينتزع الاستجابة التي ترفضين إعطائها بسهولة . مشكلك انك تقاومين مشاعرك تجاهي .
- انني على م أعتقد شخصية عادية .. أما انت فلا تعرفني جيدا فكيف تشرح نفسيتي .
- لا بل أعتقد انك فريدة من نوعك .
قال كلماته تلك برقة بالغة ورقته الآن أربكتها , فعالم الحب هو ما تريده ان يأسر حياتها كلها .
- حين ترق مشاعرك , تثقل عيناك , وتصبحان كغيمة مشبعة بالعاصفة في سماء مكفهرة .
أحست بجفاف في فمها فسألته بحماقة :
- وماذا عنك ؟
ضحك وعقد ذراعية :
- كما ترين .... لا تخافي فلت اغرر بك .
- اعتقد إنني أبدو غبية أمامك .
- لا .. ولما تعتبرين نفسك غبية ؟ كل ما أفكر فيه انك صغيرة لا تملكين تجارب . لكن ربما ما حدث في ماضيك ما صدمك وجعلك تفقدين الذاكرة ربما مازالت تؤثر عليك حتى الآن . وبما أنني لا أهتم كثير بالنساء , كما تلاحظين , فأنا أكثر
-
-
- موافقة .
- إذن إلا السباحة أولا .
ومد يده إلى قميصه ينتزعه من فوق رأسه .. فأفلتت صرخة صغيرة منها . فنظر اليها مذهولا :
- ماذا جرى ... ما بك ؟
- كتفك .....
مدت يدها تشير إلى أثار جرح عميق قصير :
- سايمون .. كيف أصبت به ؟
في صمته إحساس غريب بالانتظار . وشعرت بالرعب , حتى ان رأسها راح يؤلمها من حده مشاعرها . وهمست بعد أن خافت من تلك العمق .
- كيف أصبت به ؟
- حادث سيارة .
- آسفة لابد أني جننت .
- انه ليس بالمنظر المستساغ أرخي أعصابك لورا حدث هذا منذ سنوات ..
مرت نصف ساعة قبل ان يزول الم رأسها , وبعد ذالك مر اليوم بسعادة ...امضيا النهار تحت سماء زرقاء زمردية وقرب بحر رائع تهمس أمواجه على الشاطئ الناعم . سبحا , وتشمسا , واستكشفا معا جوانب الشاطئ المحيط بهما , وتناولا الطعام وشربا المرطبات التي كانت في البراد... وبعد ذالك نامت لورا وعرفت دون ادنى شك .. انها تحبه حبا لا يمكن تغييره , حبا ليس له بداية أو نهاية .
ورغم حبها هذا لن تسمح له بالتمادي ..فلو تمادى لن يأخذ قلبها فقط , بل سيأخذ كل ما يجعل لحياتها قيمة .
بعد قليل من استيقاظها تحرك , وتمتم شيئا ...ثم قال بوضوح :
- حبيبتي ....... منذ متى استيقظت ؟
- منذ وقت ليس بطويل .
فتمتم بكسل :
- جميل ان يستيقظ المرء فيراك أمامه .
- وجميل ان استيقظ فأراك أمامي .. أكانت فرانسيس حقا تقول الحقيقة عندما قالت انك دعوتني لحفلة أختك عوضا عنها لأنها لم تستطيع الذهاب معك ؟
- لا ..أبدا ...بل ان روزماري هي من طلبت مني دعوتك ..قد أمر بلحظة ضجر لا كنني لأدعو غرباء لمنزل شقيقتي , دون موافقتها مع ان فرانسيس عزيزة على قلبها لكنها لا تعجب دان وشقيقتي تحرص على مراعاة مشاعر زوجها الذي ربما يحترم والديها لا ابنتهم المتهورة ومن المنصف أن أضيف ان المشاعر هذه مشتركة ......ففرانسيس تخافه .
- اوووه .. وكذالك أنا ..
- حقا ؟ انه شخصية قاسية , لكن بما ان روزماري تحبك فلن يأكلك , كما إنني أحميك منه .
- وأخافك أنت كذالك .... أنتما متشابهان .
فارتفع صدره ضاحكا :
-أهكذا تشرين عادة الى خوفك ؟ تبدين مرتاحة معي وكأنك ملكي . ألا تودين ان تكوني ملكي ؟
- حتام .؟
- وهل هذا مهم .؟
في عينية نظرة غريبة اخافتها ... وجعلت قلبها يتوقف عن الخفقان لحظات لاكنه لم يلبث أن اندفع حيا :
- قلت انك لن تلجأ إلى التغرير بي ... سايمون أرجوك .
- سألتك : هل يهمك معرفة المدة التي سأبقى فيها على حبك ؟
- أجل .
- لماذا ؟
- تعرف لماذا قلت انني غير مستعدة لحب عابر .
- وماذا تقصدين بحب عابر .؟
- مثل هذا .سايمون لاتكن متوحشا ! لماذا لا تصدق أنني لا أريد ا ن تتطور هذه المشاعر التي تجمع بيننا .
- لانك حين تكونني قربي ينتفض هذا النبض في عنقك كا عصفور وجل . قد يرفضني عقلك ولا كن قلبك يطلب العكس . ومهما قلت .. ومهما حاولت إقناعي بالعكس , فأنت ستتمتعين برفضي لا اعتراضاتك .
- انت كريه .
وتدفق الدم الى وجهها خجلا .
- أعرف هذا .. لكنني لن اضغط عليك .. حين تعترفين بصدق هذه المشاعر التي تشعرين بها .... عندها ..عندها .. سأريك كيف يكون فقدان الذاكرة الكامل
- سوف اجعلك تنسين إي شيء عدا هذا الحب .
وصمت .. فأحست بقشعريرة الخوف من جديد .. وأردف وخيط رفيع من التسلية في صوته العميق :
- وعليك أن تصدقي هذا .
- قرأت وسمعت , أكثر من مرة ان حب الفتاه الاول يجلب لها الالم اذا لم يكن حبيبها مخلصا لها .
- اتحاولين الإيحاء بأني لست مخلص ؟ حسنا ياسيدتي ماعليك سوى الانتظار وسترين .
خلال فترة العصر كان ودودا ومرحا يعاملها وكأنها رفية ذكية دون ان يشير الا انها مثيرة . ووجدت لورا نفسها في الباية مشدوهه ثم غاضبة , انه بالضبط يعرف ماذا يفعل .
حين ودعها امام باب شقتها :
- تصبحين على خير ..سأنتظر على احر من الجمر حتى تعترفي بمشاعرك نحوي .
اجبرها الغضب على هز كتفيها دون اكتراث ,لكنه عرف انه يسيطر عليها , لقد اصبح لها بطريقة ما ضروريا , كالطعام والهواء ونورا لشمس جزءا اساسيا من حياتها


نهاية الجزء 5 ..


شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-09, 08:43 PM   #10

شذى الأيام

? العضوٌ??? » 8501
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » شذى الأيام is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى ان تعجبكم ..............8 انتظروا التكملة

شذى الأيام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.