07-06-09, 01:47 AM | #1 | ||||
نجم روايتي
| 8 - لؤلؤة المحيط - كات ستار - ك.ع.ج ( كتابة / كاملة )** ( لــؤلـؤة الـمحـيـط ) (8) كات ستار كنوز عبير الجديدة الملخص قبلت لوسي العمل كممرضة على متن الباخرة السياحية الفاخرة رغما عنها . وأية فتاة غيرها كانت لتسر كثيرا بهذه الوظيفة . أما هى وبعد الخطأ الذى ارتكبته فى غرفة العمليات , فقدت كل ثقة بنفسها . ولكن هل ستتمكن من مساعدة د . جون سول طبيب الباخرة ؟ وهو أيضا يشعر بأنه غير قادر على مزاولة مهنته. هل سيتمكنان معا من التخلص من شبح الماضى ؟ رابط الرواية ككتاب : التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 14-06-16 الساعة 04:54 AM | ||||
07-06-09, 01:50 AM | #2 | ||||
نجم روايتي
| - 1 - " فلينزل جميع الزائرين , الباخرة ستبحر بعد دقائق " هذا ما كان يردده مكبر الصوت . وسمعت صوت المحركات , وتصاعد دخان أبيض من مداخن الباخرة الفاخرة روز وكان لا يزال على الجسر بعض المتأخرين الذى يودعون الاهل والأصدقاء . وما ان رفعت المرسات حتى خرجت الباخرة من المرفأ وبدأت رحلتها وكان كل الركاب يستندون الى حافة الباخرة ويصرخون بفرح ويضحكون . وكانت فتاة واحدة تستند على احد دواليب النجاه ويبدو انها لا تشارك الجميع فى فرحتهم انها لوسى غليولد شابة شقراء تنظر الى الشاطئ الذى يبتعد وعيونها تتلألأ بالدموع . لماذا اذن قبلت هذه الوظيفة على متن عابرة المحيط هذه ؟ انها لا تستحقها .. وكانت هذه الوظيفة تعتبر مكافأة تمنح كل عام لأفضل الممرضين فى مسشتفى بوثو ومدة هذه الرحلة شهر واحد وهى الدة التى تستغرقها رحلة الباخرة . ولو عرض عليها هذا العمل قبل شهور قليلة لاستقبلت الفكرة بكل سرور , ولكن بعد الذى حصل ... ارتعشت لوسى لهذه الذكرى وأسرعت إلى غرفتها لترتب حوائجها ولترتدى زى التمريض , فهى الممرضة الوحيدة على متن الباخرة , ويجب عليها رغما عنها أن تقوم بواجبها . " اوه , لا " " لا تضطربي كثيرا , يا ابنتى " قالت لها رئيستها مشجعة " إنها مكافأة لك , وليس عقابا " " مكافأة على ماذا على عدم قدرتى على تمالك نفسى " " هيا لوسى , أنا أفهم مشاعرك , والذى حصل معك يمكن حصوله مع أى شخص آخر بيننا , بالاضافة الى أن الخطأ خطئى أنا , لم يكن يجب على أن أطلب منك مساعدتى , ولقد نسيت انك تعرفين فرايدي " هذه الذكرى جعلت قلبها ينقبض من جديد , وتذكرت فرايدي فى غرفة العمليات , وعندما اغمض عينيه قبل العملية شعرت بألم فى قلبها خاصة وانه كان رياضيا مليئا بالحيوية . " لقد خف نبضه " قال مارك بقلق أثناء العملية , فنظر الدكتور هاريس بدهشة إلى المريض . ولم يفهم شيئا , فهو كان يقوم بهذه العملية وهو مطمئن لانه ليس هناك أى خطر فيها ... " لقد توقف قلبه " قال مارك مرتعبا " لقد مات " هذه الكلمات كانت كوقع الصاعقة على قلب لوسى , وكأنها لا تصدق هذا مستحيل ... واحست بأنها ستغيب عن الوعى , وانهمرت دموعها بغزارة . " لوسى تمالكى نفسك , ساعدينا " قالت لها رئيسة الممرضات " يجب أن نحاول انقاذه بالانعاش القلبي الفورى " ولكن هذا يفوق قدرة لوسى فانهارت ووقعت فجأة على الأرض فريسة لتوتر عصبي . كان فرايدي صديق طفولتها ولطالما لعبا معا التنيس وقضيا أوقات سعيدة جدا . والآن , وبسبب غلطتها هى مات فرايدى ... فمن يعلم , لو انها تمالكت نفسها لكانت تمكنت من مساعدة الفريق الطبى فى انقاذه , لشدة صدمتها نسيت أن من واجب الممرضة ان تواجه كل الظروف بهدوء . " لو انى لم افقد اعصابي . لكان بامكانكم ان ..." " بالتأكيد لا , لانه لم يكن هناك امل " قاطعتها رئيستها . " لا . أريد أن أقدم استقالتى " . لم تجبها رئيستها وتركتها قليلا لتهدأ . وبعد ساعة طلبها الدكتور هاريس الى مكتبه . " صدقينى ان تصرفك لا تلامين عليه , انسه كليسولد . وانا أيضا لم اكن اعلم بانك على معرفة سابقة بالمريض . والان من الضرورى ان تنسى هذه الحادثة وتستمري فى مهنتك ..." " لا أبدا " وبعد أسبوع , اتخذت الادارة قرارا يمنح لوسى فرصه لقضاء أربعة أسابيع على متن الباخرة روز . " لا , لا استطيع . فهناك الكثيرون من هم اكثر كفاءة منى " " و لكننا لسنا من رأيك , ولا زملاؤك أيضا ..." " انكم تقولون ذلك بدافع اللطف والشفقة " | ||||
07-06-09, 01:57 AM | #3 | ||||
نجم روايتي
| " بالتأكيد لا , فالجميع يعلم انك من افضل الممرضين . وانت تستحقين هذه المكافأة . والان ارجوك . لوسى , توقفى عن الاعتراض " " هل هذا أمر ؟" " نعم " وهكذا وجدت لوسى نفسها على متن الباخرة . ولكنها قررت أن تستقيل من مهنة التمريض فور عودتها بعد شهر من هذه الرحلة . ارتدت لوسى زى التمريض واتجهت إلى قسم التمريض . واخيرا توقفت امام باب مكتوب عليه , جون سول . دكتور الباخرة . هذا الاسم لمع فى ذاكرتها , وحاولت أن تتذكر ما يعنى لها , لكنها لم تتوصل إلى ذلك . " دكتور سول ؟ " تأملها الرجل الذى كان يجلس خلف مكتبه بدهشه . فهو لم يكن يتوقع أن تدخل عليه فتاة بمثل هذا الزى . " انا لوسى غليسولد , ممرضتك الجديدة , سيدى " " آه , نعم ... نعم ... " وكأنه عاد فجأة إلى الواقع " ارجوك , تفضلى بالجلوس أنسة " جلست لوسى , وظل الطبيب واقفا يتأملها عابسا , فأحست بأنه ينظر إليها دون أن يراها . وشعرت وكأنها تلميذة صغيرة أمام ناظرة المدرسة التى تستعد لتوبيخها . وبعد صمت قصير , قال لها الدكتور سول بسخرية ... " اتمنى ان تكونى سعيدة لفكرة السفر على متن هذه الباخرة " " لا , أبدا " أجابته بجفاف ردا على سخريته . " أتمزحين ؟ " سألها بدهشة . " لا ! أنا أتكلم بجد " " يا إلهى ! انها المرة الاولى التى التقى بها بممرضة شابة لا تكون سعيدة برحلة بحرية . اية قصه تختفى خلف ذلك ؟ لابد أن هناك واحدة , أليس كذلك ؟ " " انك تعرفها بالطبع . وكانت لوسى تظن أن الدكتور هاريس قد روى لزميله , سول الحالة التى تمر بها حاليا .. " لا انا لا أعرف شيئا " . أجابها وعاد للجلوس خلف مكتبه . " ماهى جريمتك ؟ هل سممت احد مرضاك ؟ ام أنك اضعت مفتاح الصيدلية ؟ " سألها بسخرية . " لا , لقد انهارت اعصابى , وكنت مسؤولة عن وفاة احد اصدقائى . ولو تمالكت نفسى ,انت تعرف , لكنت ساعدت فى انقاذه ..." وعادت اليها صورة فرايدي وهو مستلق على طاولة العمليات . فقطعت كلامها واخفضت عيناها . وعندما رفعت نظرها بعد لحظات التقت نظراتها بنظرات الطبيب ولمحت فيها نوعا من اللطف والتسامح شبيه بنظرات د. هاريس ورئيسة الممرضات . " وبعد ذلك , اقترحوا على هذه الرحلة البحرية لعلى انسى تلك الحادثة المحزنة وهذه الوظيفة التى تعتبر عادة مكافأة ينتظرها الجميع , تشعرنى بمزيد من عقدة الذنب " " نعم أعتقد أنى اعرف ما تشعرين به ". | ||||
07-06-09, 02:02 AM | #4 | ||||
نجم روايتي
| - 2 – قال الطبيب بصوت ضعيف , فنظرت لوسي إليه ولم تلمح لديه أى اثر للسخرية , وكان كأنه يشاركها يأسها . فشعرت بالطمأنينة , انه الشخص الوحيد الذى فهم مشاعرها بسهولة . " شكرا لك دكتور سول ..." ثم قطعت كلامها فجأة . هذا الاسم الذى لفظته الآن عاد يلمع كالبرق فى ذاكرتها , وتذكرت كلام د. هاريس ... " جون سول هو رجل كل المواقف الصعبة , حتى اليائسة " وتذكرت كلام رئيسها عن د. سول وكان قد قرأ فى احدى المجلات الطبية ان د. سول يريد أن يترك مهنة الطب . لكن لوسى لم تتمكن من تذكر أسباب ذلك . ولكن قد لايكون هو د. سول نفسه الذى كانت تكتب عنه المجلة . " هل أنت ... ؟ " سألته وكأنها تحدث نفسها . " بلى , انا جون سول , جراح سابق فى رئاسة مستشفى . سيدنى " . أجابها وقد شحب لونه .. " اعذرنى , لا أريد ان اكون متطفلة " " لا , فالكل يعلم بما حصل لى " أجابها بمرارة . " والمشكلة هى انه لم يعجب احد بردة فعلى " " لكننى اعترف لك اننى اجهل كل شئ عن هذه المسألة " أجابته بخجل ... " حقا ؟ اذا , تأملى يدى " . وقرب يديه منها . تأملت لوسى يديه , لكنها لم تلاحظ فيها شيئا غريبا ... سوى بعض التصلب .. " الا ترين انها يدا عاجز " قال بمرارة . " لقد تعرضا لمدة طويلة لاشعة ايكس . وانا لست حالة فريدة فقط الاخرون قبلوا هذا العجز , اما انا فلا , لقد كافحت سنين طويلة كي اصبح جراحا مشهورا , وفى النهاية ..." ثم صمت وأضاف بصوت يرتجف . " الآن انا ارفض الانتماء من جديد للجسم الطبى " " ومع ذلك انت طبيب هذه الباخرة " " اعترف , بأنهم وضعونى امام الامر الواقع . فى سيدنى . كان المسؤولون عن مستشفى توترن فأقنعونى انها فرصة مناسبة لكي اعود عن استقالتى . لمدة شهر اضافى لا اكثر من ذلك " اضاف بسخرية . " لست ادرى , ولكن بإمكانك ان تشخص الامراض او ..." " وانت ؟ بعد الذى حصل لك . اتنوين العودة الى مستشفى بوتو ؟ " سألها بحدة . " لا " اجابته بعد ان تفأجات بسؤاله ... " اذن انت تفهمين وضعى " " انه شئ مختلف . فالممرضة يسهل ايجاد بديل لها . على عكس جراح خبير مثلك " " لكننى لم اعد الآن سوى عاجز غير قادر على الامساك جيدا بالمبضع , ولقد سمحوا لى فقط بالقيام بالاعمال الروتينية . وباعمال بسيطة بإمكان أية ممرضة القيام بها " " ألم تستشر اختصاصيا بـ ...؟" " لقد استشرت ستة اختصاصيين . ولقد أكد لى خمسة منهم انه لا يوجد امل فى ان تستعيد اصابعى حركتها الاصلية . والسادس اقترح على اجراء عملية جراحية مع انه اعترف لى بان الامل ضعيف " ان هذا الرجل اثار اعجابها كثيرا . وادركت ان كبرياءه وسخريته يخبئان كثيرا من اليأس . ولكنها لم تفهم لماذا يرفض هذا الرجل اللامع الاحتفاظ بمهنته . " هل أنت متأكد انك لن تغير رأيك ؟ " سألته متلعثمة . " وانت ؟ " " انا ... نعم ... لا , لست ادرى " وكانت تكذب . " ولكن بلى , قد تجدى ثقتك الضائعة . او قد تواسين نفسك بإيجاد الزوج المثالى , وهذه الباخرة الفاخرة هي افضل مكان لمثل هذا البحث " " لست راغبة بالزواج الآن " " انت لا , ولكن رؤساءك قد فكروا بدون شك بأنه قد يستطيع احد ركاب هذه الباخرة الاثرياء ان ينسيك وفاة صديقك ..." " هذا اذا لم تكن انت من سيعود من هذه الرحلة مع خاتم زواج فى اصبعك " " اشك بذلك " أجابها مبتسما " وحتى الان كانت مهنتى تشغل كل أفكارى . والان لا اعتقد ان امراة قادرة على جعلى ارتبط بها ". " قد تكون هذه الرحلة تخبئ لك مفاجأت " " اوه , انها ليست الرحلة الأولى على ظهر هذه الباخرة والناس كلهم يكونون هنا سطحين وافضل ان لاابنى علاقات معهم تتعدى حدود مهنتى . كما وان عملنا هنا ليس مثيرا جدا . وستدركين ذلك بسرعة " " قد تحصل حوادث طارئة تغير رتابة هذه الرحلة " " لا تتمنى ذلك آنسة , فأزمة الزائدة الدودية البسيطة تخلق مشاكل فى وسط المحيط خاصة مع عدم توفر تجهيزات حديثة ... ومع جراح عاجز " " ولكن يداك تبدوان طبيعين " " انت حرة فى ما ترينه اما انا فأعرف قيمتها .. على كل حال فى علمت وانا اقرأ لائحة الركاب ان البروفيسور فيشر موجود على متن الباخرة " " وما هو اختصاصه ؟ " " انه جراح يبدو انه فى رحلة استجمام , ولنأمل ان هذا لن يمنعه من ان ينوب عن اصابعى فى الحالات الطارئة " ظلت لوسى صامتة ولاحظت مدى يأسه وتمنت لو تستطيع مساعدته . " على كل حال انا سعيد لوجودك معى " قال لها مبتسما . ثم نهض ودعاها للقيام معه بجولة على الباخرة , وتساءلت لوسى اهى تشفق على حاله , ام انها معجبة به ؟ على كل حال يجب ان تحافظ على علاقتها مع هذا الرجل الذى ستعمل وستعيش معه لمدة شهر تقريبا . ثم وقفا على حافة الباخرة يتأملان اليابسة التى تبتعد عنهما , هل هو ماضيهما الذى يبتعد أيضا ؟ وماذا يخبئ لهما المستقبل ؟ وشعرت بالقلق يجتاح قلبها . ثم رافقها د. سول الى حوض السباحة حيث كان البعض قد بدأ بالسباحة , والبعض الآخ يتمدد تحت أشعة الشمس وهم يرتدون مايوهات السباحة . وتوقف جون سول فجأة وعقد حاجبيه . " هذا غير معقول , هؤلاء الشباب غير راعين . انظرى مثلا هذا الشاب , انه يعرض نفسه من اليوم الاول لاشعة الشمس , وانا متأكد انه سيزورنا قريبا , بالمناسبة احذرى انت ايضا أنسة كليسولد , فان الشقراوات امثالك يكونون جلدهم حساس جدا " " اوه انا معتادة على ذلك ففى بوتو الطقس جميل أيضا " " كنت اعتقد انك ممرضة تكرس كل وقتها لعملها , ولم اكن اتصور انك تقضى وقتك فى السباحة وفى تعريض جسمك لاشعة الشمس " | ||||
07-06-09, 01:02 PM | #8 | ||||
نجم روايتي
| - 3 – " بالطبع لا , انا ... ولكن أيجب على الطبيب أن ينظر الى كل الناس على انهم مرضى ؟ " " انه واجب مطلق . فإذا رأى رجلا يشرب بكثرة , كهذا الذى يقف خلف البار هناك , فانه سيعلم بأنه سيتعرض قريبا لأزمة قلبية او لازمة فى جهازه الهضمى " " ولكن الا تلاحظ فرحته وسروره ؟" " بلى , والان يعجبنى جدا صفاء عيونك ولون شعرك الناعم الحريري ... وافكر بنفس الوقت بما ستسببه أشعة الشمس على جلدك الطرى " ارتعشت لوسى لهذا الاطراء الذى لم تكن تتوقعه فأدارات وجهها واجابت : " أترى ؟ انك لا تنظر الى الا كمريضة ستعالج يوما حروقها الجلدية " " هذا ممكن ... بينما ... " وقطع جملته وهو ينظر إلى خلف لوسى , فالتفتت لوسى الى الخلف , وتسمرت فى مكانها مرعوبة , فهناك طفل فى السادسة من عمره يحاول تسلق حافة الباخرة , فأسرعت هى والدكتور جون وأمسكا الصغير بنفس اللحظة التى كاد يقع فيها . " اتمنى ان لا يكون كل هؤلاء الصغار اشقياء مثله " قالت لوسى للطبيب وهى تضم الصغير الى صدرها . " اتمنى ذلك هل سبق لك ان اهتممت باطفال صغار ؟ " " نعم , وانا احبهم كثيرا , ومن السهل معالجتهم ؟ " " على عكسى انا " اجابها بسخرية . " بماذا يجب عليها اجابته ؟ فهى لا تنوى جرح مشاعره بالطبع . ولكن كيف ستتصرف مع رجل يستغل اية كلمة ليتذكر عجزه ؟ ففضلت السكوت . ثم تبعت الطبيب الذى دلها على غرفة الحضانة فوجدت فيها ثلاثين طفلا يلعبون تحت اشراف فتاة شقراء , وما ان رأت هذه الفتاة الطفل الصغير بيد لوسى حتى صرخت من الفرح : " يا إلهى , وأخيرا هاهو انه شقى كبير ... ولكن اسمحي لى ان اعرف عن نفسى . انا ادعى جيل جونز , وانا اهتم برعايتهم فى فترة الصباح , والمساء " " لوسى كليسود , انا سأتولى أمرهم عنك لمدة ساعة فقط عند الظهر , وبقية الوقت من يهتم بهم ؟ " " امهاتهم تتولى امرهم بعد الظهر , اعتقد ان اعمالك تنتظرك فى العيادة " " الدكتور سول ليس من رأيك " اجابتها لوسى مبتسمة والتفتت نحو الطبيب " انه يمل من اليوم الاول " " لا اعتقد اننى سأمل فى رحلة فى بحر الجنوب فهناك أشياء كثيرة للاكتشاف " " هذا طبيعى " تدخل الدكتور سول " فالجو هنا صحى ومنعش " ضحكت لوسى , يبدو انه لا يضع فرصة للحديث عن الطب , وعندما لمحت ابتسامته أحست وكأن البرق يشق ظلام الليل , واحست بالراحة بقربه ... وبهذا الوقت اقترب منهما احد المضيفين " دكتور سول , البروفسور ينتظرك فى غرفته " " آه , حسنا . سألحق بك حالا " ثم التفت نحو لوسى وأضاف " انسة كليسولد الن ترافقينى ؟ " " قد يكون يرغب برؤيتك على انفراد " أجابته بتردد. " الممرضة بالنسبة للطبيب كالسكرتيرة بالنسبة لرجل الاعمال , يجب ان ترافقه دائما وان تكون على علم بكل شئ " اجابها وسار أمامها . | ||||
07-06-09, 01:07 PM | #9 | ||||
نجم روايتي
| تبعته لوسى وكانت تخاف ان ينزعج البروفسور فيشر فى وجود لوسى , لكنها تنفست الصعداء عندما استقبلها البروفسور بابتسامة عريضة , ثم دعاها للجلوس وطرح عليها بعض الأسئلة اللطيفة ثم أخذ يتحدث مع زميله عن أشياء مهنية , وهى تستمع إليهما بانتباه . " أتمنى أن تفصحه عند عودتك " قال له البروفسور مشيرا الى احد مرضاه " " لا , هذا ليس مجديا " أجابه سول وهو يهز كتفيه " انظر الى يدى .. انها فقدت كل فاعلية " ونهض وقدم الشراب لضيوفه . يبدو انه غير مهتم لعجز د. سول . " هل سبق لك ان استشرت اختصاصيا ؟" " استشرت ستة اختصاصيين . خمسة من بينهم أكدوا لى انه لا يوجد اى أمل . والسادس نصحنى باجراء عملية ليست مضمونة النتائج " " وهل ترغب حقا فى العودة لممارسة الطب ؟ " سأله د. فيشر وقد عقد حاجبيه . " هذا صحيح " " ان الركاب هنا محظوظون .. فإذا حصل اى طارئ لا يجب أن يخشوا شيئا " قال د . فيشر . " طبعا . بإمكانهم الاعتماد عليك " اجابه سول بجفاف . " على كل حال ., على متن باخرة ., لا اعتقد اننا سنحتاج لاجراء عمليات جراحية " ثم التفت نحو لوسى " ستلاحظين ان الكثيرين سيحتاجون الى حقنات . واتمنى ان لا يتعبك ذلك . لان يدى د. سول لن تكونا كافيتين " قال ذلك وهو ينظر الى يدى سول متفحصا . ولاحظت لوسى انزعاج سول لأن هذا الفحص الدقيق يتم أمامها .. وساد صمت مزعج , واصبح جو الغرفة لا يطاق , وبهذا الوقت دخل احد المضيفين واخبر د. سول ان الحد المرضى ينتظره فى العيادة . فالتفت سول نحو د. فيشر الذى لا يزال يقلب يديه . " هيا , اذهب يا عزيزى . فقد يكون المريض سيدة جميلة " قال له مداعبا . أستأذن سول وخرج , وهمت لوسى باللحاق به , لكن د. فيشر احتفظ بيدها بين يديه , فأرتبكت الفتاة . " احب ان اتكلم معك على انفراد فيما بعد , آنسة " " انا ... نعم , حسنا " ولم تجرؤ على السؤال عن سبب هذه المقابلة , أيريد ان يكلمها عن الدكتور سول أو .. عن شئ أخر فى رأسه ؟ ودخلت الى العيادة وهى تشعر بقلق كبير , لكن رؤية اول مريض بددت قلقها , كان المريض شاحبا ولا يرغب سوى بالعودة بسرعة الى اليابسة . ادركت لوسى بسرعة انه مصاب بدوار البحر , ما ان راها المريض تحضر الحقنة حتى شعر بالامان . وبعد قليل بدأ يتوافد عدد من الركاب المصابين بدوار البحر , ومن بينهم تعرفت لوسى على ذلك الرجل الذى كان فى الصباح يكثر من الشراب . " لو تستطيع ان تقدم لى القليل من البيكربونات فأنا اشعر بالإرهاق وهذا ليس نوعا من الدوار لأننى كنت بحارا ولم يسبق لى ان عانيت من ذلك " " حسنا , حسنا " اجابه الدكتور سول " بالنسبة لهذا الموضوع لدى لك نصيحة ..." " آه , انا اعلم " قاطعه المريض " انت ككل الاطباء , لكن لا تعتمد على بالتوقف عن الشرب وتناول الطعام بكثرة فى اول يوم من ايام العطلة , اذا اعطنى جرعة من ادويتك السحرية وتأكد بأنك لن ترانى حتى نهاية الرحلة " " اخشى ان تضطر للعودة الى هنا قبل نهاية الرحلة " " هل حالته خطرة ؟ " سألته لوسى بعد خروج المريض . " حتى الان لا , لكننى متشائم بالنسبة لحالته وكما تعلمين لا يستطيع الطبيب ان يجبر مريضه على اتباع نظام حمية معينة . هل يوجد مرضى أخرون ؟ " | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|