آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-09, 05:59 PM   #11

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي


مشكورة وردة الشرق على البارتات الأكثر من رائعة


ما أظن ان عماد هو و فوزية يوقفوا على جنب و يخلوا فهد يتزوج نوف أكيد عماد راح يوقف هالزيجة


عماد و شادن الله يهدى سرهم و يشافى عماد من مرضه

سارا... الله يعوضها خير و يشافيها و يعافيها


وردة الشرق متابعاكى و شكرا لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 03:27 AM   #12

آواخر الشتا

? العضوٌ??? » 95367
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » آواخر الشتا is on a distinguished road
افتراضي

ما أبالغ إذا قلت إن هالرواية من أجمل ماقريت من روااااايات من اللي موجودهـ هوون بالنت

فيها كمية مشاااااعر وأحاسيس إنسانية مؤثرة عن جد وأجبرتني على البكاء في أغلب الأوقات .. والأهم إن النهاااية كانت ملائمة لتمحي التعب والألم اللي رافقني طول ما أنا عاايشة بجو الرواية ..

أنصحكم تقرأونها لأنها بجد تستاااااهل ..

Waf4sa likes this.

آواخر الشتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 06:49 AM   #13

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
مشكورة وردة الشرق على البارتات الأكثر من رائعة



ما أظن ان عماد هو و فوزية يوقفوا على جنب و يخلوا فهد يتزوج نوف أكيد عماد راح يوقف هالزيجة


عماد و شادن الله يهدى سرهم و يشافى عماد من مرضه

سارا... الله يعوضها خير و يشافيها و يعافيها



وردة الشرق متابعاكى و شكرا لك


تسلمي حبيبتي هبة والله لايحرمني من طلتك ياعسل ومتبعتك لى وردودك على ياقلبي

Waf4sa likes this.

وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 07:03 AM   #14

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آواخر الشتا مشاهدة المشاركة
ما أبالغ إذا قلت إن هالرواية من أجمل ماقريت من روااااايات من اللي موجودهـ هوون بالنت

فيها كمية مشاااااعر وأحاسيس إنسانية مؤثرة عن جد وأجبرتني على البكاء في أغلب الأوقات .. والأهم إن النهاااية كانت ملائمة لتمحي التعب والألم اللي رافقني طول ما أنا عاايشة بجو الرواية ..

أنصحكم تقرأونها لأنها بجد تستاااااهل ..


تسلميلى اواخر الشتا على مرورك وصحيح هذا القصص من احلا القصص الا قريته ولا عدمتك ياعسل


وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 09:21 AM   #15

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلٌ رابع عشر ..


]~~ مشاعرٌ مبعثرة مطعونةٌ .. مقتولة .. مولودة .. ~~



النصيب مااهو اقوى من القدر ..
والقدر اخذ مني الصديق ..
والحياة بعد فرقى سعود ماهي حياة ..
وماعاد تفرق اني اضيع او اموت ..!
او حتى يقودوني على امرٍ ماابيه ..!


نزل الاغراض في بيت جدته وسلم عليها وطلع من دون مايفتح أي موضوع معها ..
التفت لبيت لافي المقابل لبيت عماد وجدته وزفر بقهر ..
انا وين ربي بلاني بكم ..!
ركب سيارته ومشى على نية انه يرجع لبيت اهله ..
بس المواضيع اللي تنتظره في بيت اهله ماتسره وتزعجه وماتقبلها ابداً ..
غير مساره لبيت فوزية ..
هي الاخت والعمه واللي يقدر اقل شي يشتكي لها وتوقف في صفه
بالرغم ان الموضوع تقريباً حُسم وانتهى امره ..!
الا ان الأمل لازال له بصيص ..!
طالما الخميس ماجا والخطبة ماتمت ..!

دق عليها الباب وفتحت له الشغاله اللي اعتادت على حريم القرية وزياراتهن في الضحى ..!
قال : فوزية فيه ..؟
ردت الشغاله وهي ترجع ورى الباب : يس مستر مدام فيه بس نوم .
دخل وهو يقول : روحي روحي صحيها بسرعه قولي فهد يبغاتس ضروري .
نادى بصوت عالي وهو يتوجه للصاله .. : ياولــــد ياشهــــد يافيصــــل .. يااهل البيت .. ياولد ..
المكان يلج بصوته الثقيل والعالي ..
نزلت فوزية بعيون نايمه وهي مغسلة وجهها ولابسه روب طويل على بيجامتها ..
قالت : حيَّا الله فهيدان .. جابك الله ..
سلمت عليه وهي تقول : زين انك جيت ابي اعرف العلوم اللي سمعتها صدق ولا اشاعه .
رمى نفسه على الكنب باحباط قال : مسرعها توصلتس .. ولا مخططين لي كلكم قبل ارجع .
ضحكت قالت : ياخي انا للحين مو مصدقه .. مااقدر اتخيل صراحه .. بس وش فيك محبط كذا ..؟
: وش اللي مايحبطني وانا مغصوب عاد انا جايتس ابي فزعتس ولا رايتس .. رفع رجله على الطاوله اللي تتوسط الانتريه وسند براسه على الكنب وكمل : عاد آخر عمر فهد يحتاج مشورة مرة .. صدق هزلت ...!
ضحكت فوزية قالت : الحمد لله رب العالمين اللي يشوفك يقول شايب ومابينه وبين القبر شي وانت تقول آخر عمري .. المهم انا والله يافهد ماقد فرحت مثل مافرحت يوم سمعت اخبارك الطيبة من عماد .
فز وعدل جلسته قال : عماد وش دراه ..؟
رفعت فوزية حاجبها بغرابه قالت : وشو اللي وش دراه .. موب وظيفتك عنده في شركته ..؟
: الحين وش دخل وظيفتي في اللي انا اقوله لتس .
عقدت حواجبها قالت : وش اللي انت تقوله لي .. انا مو فاهمه منك شي ترى قصدي بالاخبار اللي جاتني عنك الوظيفه وانك صرت تشتغل عند عماد .
: وبس هذا ا للي مفرحتس ومطير النوم من عينتس .
: اجل وش اللي محبطك ان شاء الله ومغصوبٍ عليه ..؟
: انتي ماتدرين ان عجوزتس شبت في ابوي تبيني اخطب من بنات لافي .
فزت فوزية على حيلها قالت :لا ان شاء الله مايقوله الله ..؟ اذا ماتبي منهن يافهد انا اللي اقف في وجه امي وناصر .
ابتسم فهد لردة فعلها قال : بعدي والله عمتي ..! فكيني من العرس كله ..
: لا العرس كله لا آسفه .. بس اذا انت ماتبي من بنات لافي ابشر من يفكك . اصلاً انا اساس البلا كله لأني قلت لناصر الرجال كبر ونبي نشوف عياله وامي ماصدقت خبر وعرضت بنات لافي .
صر فهد عيونه وهو يطالعها قال : اهااااا .. اجل انتي اسباب البلا .. ماعاد عليّ يافوزية مثل ماورطتيني تفكيني .. بعدين بنات لافي وش فيتس عليهم . ماقد سمعنا عنهن الا كل طيب ..!
ردت فوزية وهي تزفر بأوف : انا بعد ماسمعت عنهن الا كل طيب بس شادن دايماً تقول نوف شرسه في تعاملها معها .. غير كذا شهد بعد تقول لي .. .. المهم ماعليك انت منها البنت ابداً ماتناسبك والثانية اصغر منك بواجد .. ضحكت قالت : ولا تبي لك مقرودة مثل العنود . عاد تخيل بزارينك يافهد مثل العنود هههههههههههههههههه .
عقد فهد حواجبه قال : ام كشة اللي تطوف الديره كلها حافيه .. اححح والله يوم اشوفها تمشي حافيه ان رجولي تعورني ..
ضحكت فوزية منه وفجأة كتفت يدينها وكأنها تذكرت شي مهم بعيد عن الضحك قالت بجديه : كلمت عماد ..؟ اخذت رايه ..؟ ولا في الامور هذي ماعليكم منه ولاتفكرون فيه الا اذا احتجتوه ..؟
رد فهد بعصبيه وهو يوقف : انا ولد ابوي .. الكلام هذا وشو .. انتي تدرين ان عماد اخوي الكبير وكل امرٍ امشي فيه آخذ شوره قبل شور ابوي .. ولا بس انتي منفعله وودتس تحطين حرتس فيني بالكلام اللي يغث . الشرهه موب عليتس ....
قاطعته بصوت اهدى وفيه لكنة اعتذار : ماقصدي يافهد بس موضوع مثل هذا لابد تاخذون راي عماد فيه .. بعدين تعال .. ليش ماتنتظرون احمد عماد يقول بيجي بعد شهرين ثلاثه بالكثير ..
اتسعت ابتسامة فهد وهو يقول : والله وجبتيها ياام فيصل .. هالمرة سامحتتس على الخرابيط اللي قبل شوي عشان الفكرة الحلوة هذي .. يالله بروح لابوي اقول له بننتظر عمي احمد .. سلام .
عطاها ظهره وهي تقول : اصبر تغدا عندنا ترى عزيز على وشك يجي الحين ..
رد عليها وهو يفتح الباب من دون مايلتفت لها : تغدي مع عزيزتس لحالتس عليكم بالعافيه .


***


وصل لشقته الساعه عشرة صباحاً راجع من الشركة ...
ومرعليها قبل ماينام ... شافها تغط بنومها في سريره وانسحب من الغرفه للمجلس ..
دخل في فراش فهد اللي للحين غريب عليه وتغطى ببطانيته وغمض جفونه يستجدي النوم يجيه لايسوي فيه مثل البارحه لمن عانده وهجره ..!
البارحة كانت ليلته عصيبه ..!

جافاه النوم لأن قربها والتفكير فيها شيء اصعب منه بكثير
والحالة اللي هو فيها اكبر من كل التوقعات ..
حاول ينام وهو يتقلب في فراش فهد اللي مااعتاد عليه ..
النوم ماقدر يوصله من بين الزخم الهائل في الأفكار اللي هاجمته وكانت سد منيع ضده .. !!
تنهد من اعماقه وهو يسند براسه على مخدته ويعيد حساباته من جديد ..
" البنت متعلقه فيني وانا ماانفعها ولا افيدها ولاراح اسعدها
وياخوفي انها بانية مستقبلها معاي وانا مستقبلي مظلم وكئيب ..
مسد شعره وغمض عيونه بقوة وزفر " البلا اني مااقدر اتركها .. مااقدر ياربي .. ومستحيل اتخيل انها مع غيري .. آآآآآآهـ يااارب رحمتك .. يارب رحمتك .."
ضم جفونه على بعض والتهى بالمعوذات وآية الكرسي لعلها تهدي عواصف الأفكار اللي أرقته ..
ردد (اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي )
غفت عينه على الذكر بسلام ..
..
وبعد اذان العصر ..!
فتح عيونه بصعوبة على صوتها ..
: عماد ... عمااااد قوم صل الظهر والعصر .. عماااااد .
تراءت له صورتها بالبيجامه الواسعه بلون الزهر وأكمامها طويلة ..
شعرها الأسود ينزل على خدودها بتمرد وعصيان وهي ترجعه ورى اذنها باستمرار وحركة اعتادها وصارت لها طبع ..
نفسه يمد يده لها ويضمها دقيقتين ، ثلاث ، خمس بالكثير ..
لكن ضميره الصاحي له بكل محاولة تهور رده ومنعه ..
انقلب على جنبه وظهره ناحيتها قال : اطلعي وسكري الباب .
: طيب عماد قوم .. العصر راح وقته بعدين انا صاحيه من الظهر لوحدي .
غطى وجهه باللحاف وهو يقول : دقي على نايف خليه يجي يرجعك لبيتكم .
تأففت باعتراض وزعل ورجعت للصاله ..
وهو قام وجلس ..
شد شعره بقلق وحيرة ..!
وبقلبه " وش هالحياة اللي اهرب منها وتلحقني واعيشها بعذاب "
طالع في الباب يتبع اثرها اللي اختفى ورمى اللحاف عنه و راح يتوضأ في دورة المياه الملحقة بقسم الرجال ..
رجع للمجلس وبعد ماصلى فرض العصر طلع لها ..
كانت جالسة على الكنبة وتكلم امها وتضحك معاها ..
وقف عندها ينتظرها تكمل قالت وهي تطالع فيه : طيب يمه هذا عماد صحى ......... حاضر ان شاء الله ولايهمك يالغاليه ........... الله يسلمك .......... مع السلامه .
طالعت فيه قالت : امي تسلم عليك .
جلس على الكنبة وهو يقول بصوت نايم : الله يسلمها اسمعك تقولين حاضر وولايهمك .
ابتسمت له وهي تاخذ الريموت وتشغل التلفزيون قالت : توصيني عليك .. تقول اهتمي فيه ولاتخلينه ياكل شي من برا وانتي عنده .
خلل شعره بأصابعه قال : ايييه ذكرتيني طبعا مااكلتي شي للحين ..
: ليش البيت فيه شي ..؟ حتى سكر ماحصلت عشان اسوي شاهي ..!
: شقة عزوبي عاد .. يالله قومي البسي بنروح نتغدى في مطعم .
عضت على شفتها السفلى قالت : مممم لا خلاص طلبت .
رفع راسه من على الكنبه قال وهو عاقد حواجبه ولهجة عدم الرضا واضحه : وشو ..؟ طلبتي ..؟ ومن اللي قال لك تطلبين ..
قامت وجلست بنفس مكانها البارحه على الطاولة ومقابلة له قالت : عماد اش فيها اذا طلبت ..؟ ترى المطعم اللي طلبت لك منه راح يعجبك .. طالعت في الارض وكملت : بعدين انا متعوده زمان اني اطلب .. ولو ادري انك ماترضى ماطلبت ولا سويت لك مفاجأة ولاغديتك على ذوقي .
ردها كله اعتذرا وحنية ..!
تمنى انها ماجات للبيت ولا جلس معاها لوحدها ولا سمع منها هالكلام ..
ضم وجهه بيدينه قال : متى طلبتي ..؟
: قبل ساعه ... بس يبغى له كمان نص ساعه عشان يوصل .
عقد حواجبه قال : وش طالبه ذبيحه ..؟
ضحكت بصوت واطي قالت : لا لا موذبيحه .. بتشوفه بعد شوي .
قال : اجل بقوم اتروش على بال مايجي غداتس .
مشى من عندها هارب ..
خايف منها وعليها ..
" يارب "
لفظها لسانه مستغيث ومستنجد ودخل الحمام لعله يبعد عنها لحد مايجي الغدا ويلتهي فيه .

في نفس الوقت ..!
تمسد وجهها المتوهج خجل من نفسها وتصرفها وكلامها ..!
ضميرها الحي يحثها على الاستمرار وخجلها وعدم تعودها ينفرونها من التمادي ..!
"يافضحي منه الحين وش بيقول ..!
جريئة ورامية نفسها ليّ .."
حركت رجلها بعصبيه ورفعت وجهها بشموخ ..
" عساه يقول اللي يقول
المهم اني اقدر اقرب منه واقدر اساعده في النور ..
اقدر اقول سافر وتعالج
اقدر اقول روح لطبيب عربي
اقدر اقول لاتاكل كذا وكل كذا ..!
هذا يفيدك وهذا يضرك "
تنفست بعمق وهي تردد
لسه ياشادن مابدا التعب ..!
هيأي نفسك للجاي وقوي عزيمتك .
رفعت نظرها للسماء ويدينها تضغط على خدودها بقوة وقالت نفس كلمته بنفس حاجته ورغبته
" يارب "
بعد برهه من الوقت ..!
قطع صوت الجرس عليها تفكيرها وشافت عماد يعدي من عندها وفتح الباب ..
ناداها بصوت عالي بعد ماقفل الباب : شادن .
وجاته تمشي قالت : ها وصل ..؟ خلاص اتركه انا ادخله واحضره .
اخذت اطباق السمك المشوي ورتبتها على السفرة وهي تفكر بكلام الدكتور : لازم ياكل هو وكل من يهدد بالعدوى اطعمة تقوي من جهاز المناعه مثل السمك اللي بدون زيوت والخضار والفاكهه والزعتر مهم جداً ومفيد جداً ..
ناداها عماد وهي مسرحه وتتذكر وش بعد يحتاج جسم عماد لتقوية جهاز مناعته قالت بارتباك : ها اا هلا هلا .. سوري ماسمعتك .
جلس على السفرة وهو يقول : وين رحتي . . ؟
عضت على شفايفها بحركة خجولة وقالت بذكاء ساعدها في الموقف : بصراحه شكلك رجع لي ذكرى .. مممم ماادري تحبها ولا لا .
حط اللقمه في فمه وهو يقول : أي ذكرى .
طالعت في شعره الرطب قالت : تتذكر هذاك اليوم قبل زواجنا وانت خارج من غرفتك وانا طالعه مع الدرج ..
قاطعها : ايه اذكر ... الا وش طاري عليك تطلبين سمك ومشوي ..؟
: اش رايك بالله مو لذيذ .
: الا والله المطعم هذا عزمت فيه وفد اماراتي وصاروا اذا جوا لجده مايتعدونه .
قالت بمكر : عشان تعرف اني ذوق واختياري دايماً بمحله .
رفع نظره لها قال بخيبه : ايه والدليل انك تركتي امك واخوك وصديقتك واخترتي تجلسين عندي .
حست انها مخنوقه من كلمته ..!
تبكي قدامه وتصرخ وتقول الا عندي ذوق وانت بالدنيا كلها ..!
ولا تسكت وتمشيها وتحسسه انها مافهمت ..
بلعت لقمتها بقوة قالت : اش رايك نخرج نتمشى .
: وش رايك اردك لاهلك تجلسين عندهم للجمعه وترجعين عشان دوامك .
: بروح لامي واجلس عندها الليلة بس برجع الجمعه عشان بيتي وزوجي وجدتي .. والدوام آخر همي .
كفت يدها ورجعت ورى وهو يطالع فيها ..
يحب ابتسامتها ويحب ضحكتها اكثر
ويحب يشوفها معصبة ورافعه حاجبها بزعل ..
ويحب كلامها رغم انه معترض عليه ..!
قال : بتتغدين ولا تراني قمت وخسرتك عزيمتك .
: تغدى انت اش عليك فيني . بعدين ماعادت عزيمتي مو انت اللي دفعت .
ابتسم قال : امشي بس كملي اكلك خلي حركات البزارين عنك ... عشان نروح لعمتي ام نايف ماشفتها لي اسبوع بسلم عليها وآخذ علومها .
تهلل وجهها فرح وهو يقول عمتي ..
هذا الشي الوحيد اللي يحسسها انه مو معترض على زواجه منها ..
رجعت مكانها وكملت غداها وهي كل ماتحاول تفتح اي موضوع بدهاء يسكره عماد بذكاء ..!



***




الفقد في حياتنا صعب على أي شخص مهما كانت قدرات تحمله ودرجات صبره وتجلده ..!
له وقعه وتأثيراته
احياناً يودي بنا للجنون
أحياناً يورث بدواخلنا الخوف للأبد ..
والأكيد انه يوغل الحزن بقلوبنا لسنين عدة اذا ما استمر طول العمر ..!!
جالسه في غرفتها وكل شي حولها غريب ..!
رغم ان المكان هو هو ..!
والأشخاص هم نفسهم ..!
الا ان الدنيا موحشة عليها وكأنها اول مرة تواجه الحياة لوحدها ..
تعبانه ومثقله لدرجه انها ماتقدر تفكر بشي ..!
ولا تسمع شي ..
ولا حتى تقول شي ..!!!
دخلت عليها امها في يدها صينيه فيها كاسة حليب وشرايح توست مدهونة بجبنة ..
قالت والابتسامه تعتلي وجهها فرحة بوجود سارة في البيت وقومتها بالسلامه : ياصح النوم .. صحيتي ياقلب امك ..؟
ابتسمت سارة لامها بوجع .
قالت : هلا يمه صح بدنك .. ليه تتعبي نفسك ماني جيعانه .
ردت امها وهي تحط الصينيه على الكومودينو بجنبها وتجلس على طرف سريرها : ياقلبي لازم تاكلين اليوم ماتغديتي زين .. والدكتور يقول انك نزفتي دم كثير يبغالك شهور عشان تعوضينه .. خذي اشربي .. قولي بسم الله .
رشفت سارة من كاسة الحليب مجامله ودفته بعيد عنها قالت : يمه مااقدر .. يكفي البارحه شادن قاعده تدف الاكل في فمي غصب .
تنهدت امها بحب وهي تتذكر موقف شادن قالت : ياربي ياهالبنت ماادري كيف ارد لها جميلها .. صدق ماتعرفين معدن الطيب الا وقت الشدة وشادن اصيله ماخيبت الظن فيها الله يرزقها ..
ابتسمت سارة بامتنان قالت : تصدقين انها دقت عليّ بعد العصر وصحتني اصلي .. عاد انا صعب اقدر اوصل للحمام ولولا الشغاله نايمه عندي كان تبهذلت .
قالت امها بلوم : قلت لك بنام عندك بعد الظهر وانتي اللي رفضتي .
: لا يمه مو يكفي انك تاركه ابوي كل الفترة اللي راحت وانا في المستشفى ومقابلتني والبارحه نايمه عندي .. خلاص انا الحين احسن الحمد لله .
ضمت امها على يدها قالت : ترى ابوك ومشاري قرروا انا نروح للمدينه بناخذ هناك اسبوع اسبوعين على كيفك ..
تنهدت ساره وغمضت وهي تحط راسها على صدر امها وتحاول ترد العبرة قالت : يمه انا مرة تعبانه ... ابغى ارتاح .. ماادري فين اروح .
مسحت امها على راسها بلطف وقالت : تدرين ان ابوك قال نبغى نروح لتركيا لأنك تحبينها بس انا رفضت قلت نروح للمدينه .. كل هذا عشان ترتاحين نفسياً لأن اللي يروح لها مهموم ينشرح صدره وترتاح نفسيته .
سكتت سارة محملة بالهموم والذكريات تمخر قلبها وتنزفه كل ماعصفت بتفكيرها ..
واكتفت امها بالكلام هذا لأن الدكتورمحرص عليهم مايطولون الكلام معاها حتى مايرهقونها بالكلام او حتى الاستماع ..!




***




في الديرة ..!
حول النار الصغيرة في المنقل ( وعاء معدني مستطيل الشكل على اربع قوائم يوضع في الجمر اما للتدفئة او تسخين القهوة والشاي ) اللي يتوسط مجلس ناصر ..
جالس في صدر المجلس وفهد على يمينه ودلة القهوة في يده يصب لابوه واخوانه ويرجعها على طرف المنقل ..
البرد اشتد في القرية والمناطق اللي حولها ..
قال ناصر بلهجة حاده : انا علمتك الخميس يعني الخميس . ولا انت تبي تماطلنا لين تغير رايك .
فك فهد شماغه اللي تلثم به لأن ريحة كربون النار تضايق صدره اللي للحين مابريء من التهاب البرد وشكلها وريحتها تذكره بوجع سعود وفراقه ..!
قال لابوه : يايبه انا ماقلت شي .. واللي تبيه يصير وعلى راسي بس يرضيك اني اخطب وعماد مادرى .. ترى مهب زينه في حق عماد اللي يعتبر نفسه ولدك الكبير واخونا كلنا .
: وانا اشهد ان عماد ولدي واكبر عيالي بس الخوف انك حاط(ن) عماد حجة وتبي تغير رايك ويكون في علمك يافهد انا علمت لافي وغازي اخوه قلت الخميس نبي نجتمع عندكم والرجال لمحت له وعرف وش ابي منه واكيد انه ينتظرنا بكرة لاتحاول تثنيني عن اللي ابيه ..
قال بندر وهو متكي على التكاية وينعس : والله مهيب زينه في حق ابو مشعل .. انتظره يبه ولا خلني بكرة اروح لأي ديرة فيها شبكة وادق عليه .
قالت ام فهد وهي تحرك الجمر وتثبت ابريق الشاهي عليه بعد ماصبت لخالد المتمدد في آخر المجلس منه بيالة : ياابو فهد .. انت تراك تعجلت ماكان قلت للافي عن جيتكم ...
قاطعها بنبرة عصبيه : وراني مااتعجل يوم ابي شوف عيال فهد وبندر .
وقف بندر وهو يقول : اسمحوا لي ابي ادخل انام .. وانت يافهد والله ان مادقيت على عماد وبلغته لياخذ بخاطره ... هذا مهب أي موضوع هذا زواج ووقفة رجال لازم يكون معنا .
هز فهد راسه قال : وانا وش اقول من اليوم ..؟ والله الظاهر اني ابي اسري ادق عليه .
ردت ام فهد : لا والله ماتروح في هالليل والبرد وانت صدرك تعبان .. خله بكرة من اصبح افلح .
دخلت عليهم منال وكتابها في يدها قالت : فهد تقدر تشرح لي مسألة هنا .. صعبة وبندر يقول مايقدر يشرح وهو نعسان .
قال فهد : هاتيها اشوف .
قام خالد وعدل جلسته قال : انتي يامنال وش اللي معنيتس قايل لتس ادخلي معهد معلمات مثل بنات لافي وتخرجي مدرسه .. ها وش بتحصلين بعد الثانوية .
قال فهد وهو يكتب مسألة الفيزيا في كشكول منال : وش بتحصل يعني اكيد مادخلت الثانوية الا عشان تكمل دراستها .
قالت امها : وين تكملها ..؟ ولا تبيها تدخل السكن مثل خوات مرة عمك احمد .
فز خالد ولد ال16 سنه قال : والله لتموت مادخلته .. هذا اللي ناقص نفك بناتنا في السكن ولحالهن .
: لا وش يدخلها السكن تروح معي وتسكن عندي هي واختها لين يخلصون دراستهم .
رد ابوهم اللي اثاره فهد بموضوع عماد وحس انه تسرع .. رغم انه ماغاب عنه بس حب يخطب والملكه يشهدها عماد ولاتفوته .. : هالحين اشرح لاختك ثم لياكملت الثانوية يالله في العافيه هذيك الساعه تعالوا قولوا اللي عندكم .
قال فهد : منال تدرين انا نزلت الكيس اللي من عند ام نايف لكم ولا لا انا ماعاد اجمع ذاكرتي فشلتني بخلق الله .
ردت امه مقاطعه : لاوالله وانا امك ماشفنا شي .
قال فهد لخالد اللي يتصفح كتابه بملل : خالد فز هات الكيس الأبيض الكبير من شنطة السيارة ..
رمى عليه المفتاح وقام خالد .. وانغمس فهد يشرح لمنال المسأله اللي فهمتها على طول وبدون عقد ..
قالت : اشوا انها سهله ..
قاطعتها امها وهي تفتح الكيس اللي جابه خالد للتو ..
: ماشاء الله تبارك الله . . الله يبيض وجه هاك الحرمه ..
قربت منال منها قالت : اشوف يمه .
فتحت الكيس الكبير وحصلت فيه عسل نحل وبخور من الأصلي الفاخر ..
وداخله كيس ثاني فيه قطع اقمشة وخاتم ذهب وعطورات للبنات وبلايز صوف .
سحبت منال البلايز والعطورات قالت : عز الله ماذاكرت حنان ان شافتها .. بس بروح اوريها اكيد انها بتنسى هم المذاكرة .
طلعت من المجلس والكل منشغل بنفسه اللي يفكر وشلون يوصل الموضوع لعماد
واللي يفكر متى يجي عماد ويفكه من الموضوع كله ..
واللي منشغل باختبار بكرة وشلون يعدي منه ..
واللي منشغله بتمييز الهدايا باعجاب وتفكر وشلون ترد الهديه بأحلى واحسن ..!



***



ظهر الخميس ..!
وفي بيت امها ..
اخذت جوالها وكلمت سارة وتطمنت انها وصلت للمدينه وانها احسن من امس واللي قبله ..
وبعد مكالمة سارة اللي ماطولتها جلست بملل ..!
طالعت في امها الملتهية بمراجعة الجزء اللي راح تختبر فيه بكرة عصر الجمعة في الدار ..
جو السكوت يحيلها للتفكير
وتفكيرها محصور في حياتها مع عماد ..!
وحياتها مع عماد شائكة ومتعبه ومرهقه ..
عماد تعبها بسلبيته وبعده وعدم تجاوبه معاها رغم انه يبي ..!
وهي تعبت من يوم اخذته وهي تصبر وتتحمل وتنتظر بكرة ..
امس لولا ان نايف حلف انه يتعشى عندهم ويضيفهم ولا ماجلس بعد القهوة دقيقة وحده ..
اصراره على عدم الاحتكاك فيهم اكثر من ضيف خفيف يوترها وينرفزها ..
وعذره اللي هي فاهمته ومقدرته ان عماد حاس انه مو من حقه يجلس معاهم ويلبس ثوب زوج بنتهم اللي لابد يحتفون به ..
وهو بنظره انه على العكس
زوج وهمي ومايستحق الحفاوة ..!
تسحبت وهي تتذكر كلامه لها قبل مايخرج ..
" اذا بغيتي شي دقي عليّ رقمي مع نايف خذيه منه .. واذا بغيتي تجين للشقة بلغيني قبل "
دخلت غرفة نايف وهو غاط في نومه ..!
واخذت جواله وسجلت رقم عماد في جوالها وراحت لغرفتها ..
دورت على حجه تبرر له اتصالها عليه ..
حجه ماتحرجها ولاتحرجه ..!
سبب قوي والأهم يقنعه ..!
ضغطت زر الاتصال بتهور وبعزيمة والحجه للحين ماجات ولالقتها ..
دق مرة ومرتين وثلاث ..
اخيراً رد بصوت نايم وهو يقول : الو .
تنحنحت بصوت خافت قالت : هلا عماد .. السلام عليكم .
سكت لبرهه ورد : عليكم السلام من معي ..؟
: ها ..؟ ماعرفتني .
: اوووه هلا هلا شادن .. اجل هذا رقمك .
: ايوه . عماد انت نايم ..؟
عدل راسه على المخده قال : لا خلاص صحيت . بغيتي شي .
: ممم .. ايوه ..
جاتها الفكرة والحجه لعندها من عند ربي قالت : ابغاك تقوم تصحصح وتاخذ لك شور وتصلي الظهر وتجي للغدا عندنا .
رد وهو يتثاوب ويعدل اللحاف عليه قال بعفوية : والله ياشادن صوتك في التلفون ابد مايساعد ان الواحد يصحى .
ردت بعفوية مماثلة : ها ..؟ كيف .. مافهمت .
ضحك وصوته النايم والكسول يخترقها ويستقر بقاع قلبها قال : هههههههههههههه عليك صوت مهوب صاحي في التلفون .
امتقع وجهها حمرة خجل ..
اول مرة يغازلها ..
لا لا مو اول مرة قد مسك يدها قبل وقال " الحلو يصنع حلو "
بس هذا اللي سمعته منه ..
وصلها صوته هالمرة مختلف ..
الاحساس بالذنب وصحوة الضميرة واقفين له سد منيع بينه وبينها ..
قال وهو يتنحنح ويحاول يرجع لطبعه الجاف معاها : وشلون امك ونايف .
غمضت عيونها بخيبة واحباط قالت : كلهم بخير ويسألون عنك .. يالله عماد ترى استناك على الغدا لاتردني .
: لا لا تغدوا البارح انا متعشي عندكم يكفي ..
قاطعته : عماد الله يخليك لاتقول هالكلام وتحسسني انك غريب عنا ترى هذا بيت خالك وعياله .
: ادري انه بيت خالي وعياله بسس .
: بس مافيه عذر يالله قول طيب ..
: لاوالله مايمديني اجيكم .. بروح احلق وامر على واحد من العيال يمكن اطلع انا وياه نتغدى برا .
: عماد طلبتك لاتردني .. يمديك تحلق وتجي .. اصلاً انا لسه ماسويت الغدا . بعوض عزيمة امس اللي صارت على حسابك وانا اللي كنت ناوية اغديك على حسابي .
وش اللي تسويه فيه
يوم بعد يوم تقتحمه اكثر
ليته رجع للديره ولا جلس في جده وشافها وكلمها وحس فيها اكثر ..
ليته يقدر يهرب ويبعد وينساها وينسى شكلها وصوتها وقربها ..
: ها اش قلت ..؟
تنهد وهو يرفع اللحاف عنه ويقوم قال : وش قلت بعد .. امرنا لله .. بنت خالد تامر وحنا ننفذ .
عضت على شفتها والابتسامه الخجلى على محياها قالت : تسلم الله يخليك لي .. يالله استناك وخذ راحتك .
تجاهل جملتها الاولى قال بلهجة جافه مصطنعه : زين يالله مع السلامه .
همست : الله معاك .

قفلت منه وراحت للمطبخ بسرعه وفي راسها مليون فكرة وش الأنسب واللي يصلح له ..
اخيراً استقرت على اكلات مو دسمة ..
مرقوق وصينية خضار باللحمه وجريش وسلطات ..!
ساعتين من الجهد والعمل بتفاني وتفنن مرت عليها هي وامها وشغالتهم الاندنوسية ..
اخيراً انجزوا بإتقان ورضا ..
دقت على عماد قال انه قريب من البيت وراحت تصحي نايف اللي قام بسرعه ونزل تحت ينتظر عماد ..
الاستقبال والترحيب والجو الأسري اللي في بيت اهل شادن عمره ماحس فيه رغم انه عاش عند جدته وأفضت عليه من الحنان لدرجة الاشباع ..!
وعاش مع عمانه واعتبرهم اهله لكن وجود الام والأخ والأخت وهو بينهم وكأنه واحد منهم احساس غريب ..!
بعد ماتغدى مع نايف جابت شادن القهوة والشاهي وجلست عندهم وجات امها كملت الجلسة ..!
ومع السواليف الهادية اللي كانت تدار غالباً بين عماد ونايف وعماد يسهب لنايف في شرح أي سؤال يقوله عن الاقتصاد ... الاسهم .. ادارة الاعمال .. تأثير الصحافه على التجارة .. الاعلانات ودورها .. وماتطرق للحديث عن نفسه ابداً الا لمن قال نايف : طيب انت مافكرت في الدكتوراه بعد الماجستير .
طالع في شادن وعمته قال : ماكتب الله اني اكملها .. ولو ان الفكرة كانت وارده واحتمال تنفيذها بأي وقت . بس اني اسافر واترك جدتي بعد ماسافر احمد صعب عليها .
قالت ام نايف : ليه ماتكملها هنا في السعودية .
: في السعودية اريح لي لكن الشهادة من برا لها ميزات افضل ...
قطع عليهم صوت المسج اللي وصل لجوال عماد الحديث وفتحه قرا مسج فهد والمجلس يدور فيه " انا لي ثلاث ساعات احاول ادق عليك والشبكة زفت عيا الاتصال يمسك .. لكن تعال اليوم ضروري الشايب مصمم يخطب لي من جارك لافي .. وكلمهم على اساس العصر نجيهم .. تكفى ياابو مشعل لاتخيب ظني فيك انت خابر رايي زين في مسألة العرس وفوزية ناشبة لي تقول لاتناسب لافي .. عاد انا مالي غير الله ثم انت "
وقف وهو مرتبك ..
مصيبة حلت عليه وعلى فهد واهله ..!
وش يسوي والعصر على وشك وهو لابد يوقف الخطبة بأي حال من الاحوال ..
طالع في نايف اللي قال : عسى ماشر . ؟
قال : ماشر ان شاء الله .. انا مضطر امشي الحين للديرة .
شهقت شادن بهلع وطالع فيها قال بسرعه : مافيهم الا العافيه بس فيه موضوع يبيني فهد اجي احله بسرعه ومايحتمل التأجيل .
قالت وهي مو مصدقه : عماد لاتكذب علينا .. جدتي فيها شي .. عماني ..
قاطعها نايف بلهجه حاده : شااادن وش هالكلام ..؟ بعدين يالله البسي بسرعه وامشي مع زوجك .
قالت بخوف ولهجة حازمة : ايوه طبعا ماشيه استناني عماد لاتروح .
زم شفايفه وهو يحس ان الوقت يداهمه قال : عجلي عليّ معك عشر دقايق ان تأخرتي مشيت ..
طلعت بسرعه والتفت على نايف اللي تايه مابين ياخذ كلامه ويصدقه ولا يصدق حدسه وتعابير عماد المكتئبة ومهمومه ..
قالت ام نايف بتروي وهدوء : فيه شي ياعماد ..؟ شكلك يقول ان الرسالة كدرتك ..!
قال عماد بهدوء مصطنع : لاتخافون والله مافيه مايروعكم بس ان فهد غصبه خالي على العرس وهو مايبيه وينخاني ( يطلب نخوتي ) يبيني افكه من الموضوع .
عصب نايف قال : وبس .. ؟ ياخي ماتحتاج المسأله انك تطق مشوار بهالسرعه .. بعدين هو حر مايبي الزواج يقول لا . وانا اعرف عمي ماتوصل معاه للغصيبه .
: عاد فهد مايبي يزعل ابوه ونوى يحطها في راسي انا .
قالت ام نايف بنفس الهدوء والخجل اذا قابلت عماد احتراماً له وتقدير : الله يستر عليك ياولدي لاتستعجل بالله .. وتأكد ان اللي ربي كاتبه راح يصير واذا فيه قسمه لفهد محد رادها .
هز راسه باقتناع قال : اللي عليّ بسويه والباقي على ربي .
وقف على باب المجلس ينتظرها بقلق وبركان انفعالات حاول جاهد انها ماتظهر وتبين عليه آثارها ..!
مو معترض على زواج فهد وقسمته بقدر اعتراضه على نسب لافي وقرب لافي وبنت لافي ..!
زفر وهو يطالع في ساعته قال : بالله يانايف استعجلها ..
خرخ نايف من المجلس ورجع بعد دقيقتين وشنطتها في يده وهي تمشي بسرعه وتلف طرحتها على راسها قالت : ماعليه آسفه .
رد عماد بسرعه : يالله يالله عجلي .
التفت على امها ونايف قال : يالله نسلم عليكم .
خرج بسرع متحاشي وداعها لامها واخوها اللي من بدايته ادمع عيونها وفضل انه ينتظرها برا ..!!



***


اعتادت بيوت القرية الصغيرة انها تطلق اطفالها في طرقات القرية كل عصرية واذا قرب المغرب ضمتهم وسكرت ابوابها عليهم ..
الدنيا امان والناس مسالمه ومحد يخاف من جاره ولااحد يخاف على عياله ..
كانت العنود واقفه مع شهد بمريول المدرسه اللي ماتنزله الا اذا جات تنام وشعرها متطاير بدون تسريح او ترتيب ورجولها اللي اعتادت السير على تراب الديرة وعرفتها وعرفت مكامن الخطر والأمان حافية وعارية ..
حكت فروة راسها بعنف وقالت : شهد ابلا شادن متى تجي .
ردت شهد على العنود اللي تعودت تلعب معاها غالباً اذا سامر ولد نوير ما جا عندهم لأن في حضور سامر عند شهد يبطل الكل ..
: امي تقول راحت عشان تشوف زميلتها اللي صار عليها حادث .
: طيب متى بتجي .
هزت شهد اكتافها ببراءة قالت : ماادري .. اصلاً احنا كلنا بنجيكم بعد شوي .. امي وجدتي وخالتي ام فهد حتى خالي ناصر وخالي فواز كلهم بيجون عشان يخطبون نوف اختك .
فتحت العنود عيونها بقوة متفاجئة قالت : قولي والله .
ردت شهد : والله انا سمعت امي امس تقول لابوي بنروح نخطب نوف .
: طيب من اللي يبي ياخذها .. عماد ..؟
: لااااااااااا عماد متزوج شادن ياغبيه .
صرت العنود عيونها بحيرة قالت : وحتى اذا هو متزوج ...! انتي ماشفتي ابوسليِّم عند اربعه حريم وعياااااله واااااجد حتى مااقدر اعدهم .
ردت شهد بحماس واندفاع : بس عماد حلو مو شايب مثل ابو سليم .
عضت العنود على شفتها وهي تصر عيونها وتفكر بزوج نوف المستقبلي : اممممممم اجل من بياخذها .. ابوتس ولا عمتس فواز .
: ابوي لاااااا .. بس يمكن خالي فواز لان خالتي حليمه كانت تعبانه في رمضان وراحت للمستشفى .
زمت العنود شفايفها قالت : انا اصلاً منيب معرسه بعدين عشان رجلي مايعرس عليّ .
قالت شهد بلهجة تحذير وهي تعض على شفتها السفلى وتلتفت على بيت امها : اسكتي عيب تقولين كذا .. امي تقول عيب تتكلمون في الزواج .
هزت العنود اكتافها بلا مبالاة قالت : حتى امي تقول عيب بس انا سمعت نورة ونوف يهرجون في العرس ونوف تقول انا ماابي حمود ونورة تقول اخذيه ازين لتس من عماد معرس وعنده مرة . ونوف تقول عادي اهم شي ياخذني لو عنده ثلاث حريم ..
ابتسمت العنود بمكر وكملت : اصلاً اختي نوف كل يوم تقز عماد مع الطاقه .
حطت شهد يدينها على وسطها باعتراض قالت : ياسلااااام . اصلاً عماد متزوج احلى وحده في السعودية كلها .. ونوف اختك دبة وشعرها اصفر وع وع وع . والله مايتزوجها .
وبحميه وعصبيه واندفاع ردت العنود : وع منتس انتي . لاتهرجين على اختي ازين منتس انتي وامتس اللي تلبس البنطلون قدام رجلها انا شايفتها بعيوني .
ردت لها شهد بنفس اللهجه : امي احسن منك ياكلبـه ياحمـارة ياوسخه ياللي ماتنزلين مريولك حق المدرسه .. انقلعي لبيتكم يالله ماابغاك تلعبين عند بيتنا .
: اصلاً الشارع هذا مهوب لابوتس .. هذا حق الحكومه .
: كذابه هذا شارعنا اشتراه ابوي عشان يصير عند بيتنا ..
لحظات وكانت العنود تمسك بشعر شهد وشهد تستنجد وتستغيث بامها وابوها الين جات الشغاله وفكت شعرها من يدين العنود المفترسه ..
قالت العنود : طسي ثم والله ان جيتينا شوي مع امتس اني لاذبحتس واقطع شعرتس كله لين تصيرين قرعه . ووالله لاعلم نوف اختي ماتاخذ خالتس الدب اللي يشرب الدخان . واخليها تاخذ عماد غصبٍ عنتس .
دخلت شهد البيت باكيه بصوت عالي وهي تشتكي على امها وتوصف لها الألم اللي سببته لها العنود بيدينها القوية وبكلامها ..
وفوزية تتحسب الله على العنود وتتحسر على فهد اللي بياخذ اخت العنود المتوحشه ..



***


دخل على امه وهي لابسه عبايتها وتنتظر اول الناس ..
سلم عليها قال : ابطينا ( ابطأنا _ تأخرنا ) عليتس ..؟
: ايه ابطيتوا وراح النهار . انتم علامكم العرب يمديهم ينتظرون من صلاة العصر . والشمس قدها غربت ..
هز ناصر راسه بندم ونظره على الارض قال : الرجال اللي نبي نخطب له معند يقول انتظروا عماد .. وانا والله مهب مرضيني اروح اخطب لفهد وعماد مهوب فيه .. مدري وش خلاني اتهور واوعد الرجال .
: هيِّن عماد مهوب قايلٍ(ن) شي .. عجل بس يمدي الرجال ينتظرنا فضحتونا فيه . اجل ولدك مامشى للحين .
مسك يدها وهي تمشي معه قالت : هو وفواز بيلحقونا .. وبندر اخذ امه وبيمر على فوزية يجيبها معه .
: فهيدان هذا مهوب مستنع دايم يماطل ويمشي على كيفه مير الله يهديه ..
مسح ناصر على راس امه قال بلهجة بارة وحنونة : الله يخليتس لي .. هو مهوب معترض ولا ماطل يقول بس انتظروا عماد ..
ردت بحده : وانه رايحٍ(ن) لفوزية ويقول فكيني من العرس .
تنهد ناصر وهو يتذكر كلام فوزية وترجيها له انه يدور غير بنات لافي ..
قال : فوزية اربكتني بكلامها ماعاد ادري انا مع خطا ولا صواب .
قاطعته : خل سوالف الحريم عنك ليا صارت امه موافقه ماعليك من احد .
: الله يكتب لنا الخيرة .
مضى ويد امه في يده وفضل انه يروح مشي لأن المسافه قصيرة والمشي افيد له ولـ امه ..
نص ساعه وكان مجلس لافي يكتظ بناصر وعياله فهد وبندر وخالد وفواز اخوه وغازي اخو لافي ..!




***



في الطريق الطويل راجعين للديرة بعد مامرت على امها وسارة وسلمت عليهم ..
ساكت ومانبس ببنت شفه ..
الأفكار ارقته من امس
من موضوع لموضوع
ومن هم لهمٍ جديد ..
اول شي هم شادن واقتحامها لحياته ..
ثم السالفه اللي طالعين بها لفهد ..
الا هذي يافهد ماتاخذها وانا للحين عايش واقدر اردك ..
مستحيل ارضى انك ترتبط بنوف بالذات ..
سحب شماغه وعقاله وطاقيته من فوق راسه ورماها على المقعد الخلفي ورجع يركز في الطريق وهي صامته ..
الأفكار ماريحتها هي الثانية
واللي همها اكثر شي ليه معترض على زواج فهد لهالدرجه ..؟
معقول يكون فهد مريض مثله ولا فيه سبب ثاني ..؟
طالعت في الطريق بجنبها وهي تتعوذ من ابليس ووسوسته
عماد لو يفكر بالزواج والارتباط كان فكر فيني
انا اولى من انه يفكر في البعيده وهو مريض ومرضه معدي ..!
سندت براسها على الشباك وسرحت مع الوباء اللي تصيَّد كبده واستقر فيها ..
وش هالمرض ..؟
حاصره وحرمه اقل المتع الزوجيه ..
تذكرت كلام الدكتور وهو يقول : ينتقل عن طريق اللعاب .. وعن طريق ملامسة الجروح او نقل الدم .. والعلاقات الزوجية ..
مسك بريك بقوة وهويشوف ناقة تقطع الطريق بالعرض وتمشي خيلاء و لا مبالاة بدون ماتوقف او تلتفت ..
تلقائياً حط يده على صدرها يثبتها على المرتبه ..
ثبت يده على صدها وهو يطالعها والسيارة تمشي بهدوء قال : ستر الله . وش فيك خايفه ..؟
قلبها ينبض بقوة واطرافها باردة الدم توقف لثواني ورجع يمشي في اوردتها بقوة ... قالت : مو خايفه .. الحمد لله ان ربي ستر .
سحب يده بالقوة قال : المنطقه هذي كلها نياق وياكثر الحوادث اللي تصير هنا .. الله يخزيك ياشيطان اول مرة انسى دعاء السفر .
قالت : لا يكون انا السبب .
ردد بصوت مسموع (بسم الله ، الحمد لله ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم أنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هـذا واطوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل )
ورد عليها وهي تردد اللي قاله في صدرها قال : لا والله مهوب انتي السبب الا سالفة فهد اللي مدري كيف طلعت لي .. الله يسامح جدتي بس .
كمل وهو يطالع في منطقه على يساره : شوفي هذا مكان حادث زميلاتك .
رجعت لها الذكرى الحزينة قالت : الله يرحمهم ويشفي سارة .
: تدرين ان فهد هو اللي ساعد بنت ابومشاري ؟
: ايوه ادري قال لي نايف .. ترى ابو مشاري يدور عليه ويقول اذا جا لجده خلوه يمر عليّ . وهو الله يهديه مااهتم بالموضوع .
: ماتدرين وش يبي فيه .
ردت شادن وهي تتأمل الطريق قدامها بخوف : لا بس اللي اعرفه ان ابومشاري انسان شهم وكريم ويرد الجميل .
عض عماد على طرف شنبه بأسنانه السفلى قال وهو يفكر لبعيد : اها ..
شبكت يدينها في بعض والتفتت عليه قالت بحذر : عماد ممكن اسألك سؤال .
رد بجفاء : اسألي .
: ليه ماتبغى فهد يتزوج ..؟
ماالتفت عليها ولا اهتز منه شي .. قال ببرود : رجال مايبي الزواج الحين ولاابغاه يتزوج بغصيبه مثلي !
مهما كانت تقدر ظرفه الا انها انجرحت وفي الصميم ..
سكتت ..
ماعندها كلام ..!
ولاتقدر على الاعتراض ..
لأن هذا الحق ..
التفت لها وعرف انه جرحها
وسكت ...!
لأن العذر ماراح يجني الا المتاعب
وهو الى الآن مكتفي من المتاعب اللي يعيشها معها وبسببها ..!
كملوا الطريق بنفس الصمت اللي بدوا به ..
ورجع كل واحد لخط افكاره اللي مشى عليها من اول ماركب السيارة ..
اخيراً وصلوا القرية بعد اربع ساعات سفر منهكة ..
فتح الباب بسرعه ونزل ولف جهتها وفتح لها الباب قال : ادخلي و سكري البوابه زين .. الظاهر ان البيوت مافيها احد . واغراضك خليها اجيبها شوي معي .
دخلت البيت وهو رجع لبيت لافي بعد مالبس شماغه يجمع الأفكار اللي قدر يبتكرها لحل الموضوع .




***

في بيت لافي وقسم الحريم ..!

قالت ام نوف مرحبه ومهلية : حيا الله من زارنا ياهلا ومسهلا .. روحي يالعنود خلي خواتس يجيبون القهوة ..!
قالت العنود ببراءة بلهاء : يمه اسأليهم وش يبون ..؟ نوف ابلشتني تقول روحي شوفي وش يبون .
تغيرت ملامح ام نوف فشيلة وحرج قالت : قومي اذلفي نادي خواتس بالقهوة .
ضحكت ام ناصر قالت : ياحليلها الله يصلحها .. هي وش مسويتن بشهد يوم عيّت تجي معنا .
زفرت فوزية بحنق قالت : متهاوشات عند عماد وشادن ...
قطعت كلامها وهي تشوف نوف تدخل بالقهوة على استحياء نزلتها على الارض وسلمت عليهم وهي بكامل اناقتها ..
قالت ام فهد : ياماشاء الله تبارك الله .. انا من متى ماشفت نوف .. من قبل عرس عماد .. حتى العرس ماجوا بناتتس ياام نوف .
تغيرت ملامح نوف للكدر من السيرة الكئيبة قالت امها : ايه يوم عرس عماد كانت نوف تعيبانه واختها قعدت معها .
بعد دقايق دخلت نورة وسلمت بهدوءها ورزانتها وثقتها ورجعت لغرفتها تذاكر لاختبار السبت فيزياء وادب .. ( للعلم معهد المعلمات يجمع بين قسمي العلمي والأدبي اجباري والاختبارات مادتين يومياً )
استمرت الجلسة والسوالف ماقطعها غير العنود اللي وصلت مرعوبه قالت وهي تلهث : يانوف يانوف الحقي .. سكتت تاخذ نفس والعيون كلها عليها .. قالت بصوت متقطع : عمااااد جـ ـ ـ ـا ودخل مجلسنا .. قومي قومي شوفيه تراه بيِّن .
الكل طالع في نوف اللي ذابت خجل ..
وفي لحظة تمنت ان العنود ماخلقها ربي
تمنت انها ماتت يوم ولدتها امها ولاشهدت هاليوم وهالجلسة ..
كانت الوان وجهها تمزج الفشيلة والقهر والغيظ والخجل والاحراج ..
قالت امها : الله يذهب عدوتس يالعنود .. انتي وراتس تروعينا ..
ردت ام ناصر بفرح متجاهلة نوف وحرجها وموقفها ككل : ياربي انك تحييه .. ياربي انك تحييه .. ياربي ان تحييه .. ماهنت لي الجلسة لين جا ..
فوزية الصامته بتعجب كانت تراقب نوف المحبطه قالت : العنود روحي نادي شادن قولي لها تجي .
فرت العنود بسرعة البرق وكأن رجولها الحافية ماتلمس الأرض قالت نوف بتردد وخوف وحيا : هي جات تعلمني لأني سألتها اذا شادن جات ولا لا .
قالت ام فهد بطيبة وعفوية : ايه ميدها ( قصدها ) ان شادن جات .. الله يهيدهم الجيل هذا مايمشي غير وهو طاير ومفجوع ..!
سكتت فوزية وهي تسترجع كلام شادن عنها وتربطه بكلام العنود وبشراها لنوف بوصول عماد ..
وفضلت انها تسكت لأن ماعاد فيه مجال للاعتراض على نوف ولا ايقاف الخطبة ..!
والفاس قد طاحت في الراس ..


***


دخل عليهم في المجلس بهامته وطوله الفارع
وفزوا كل من في المجلس يرحبون فيه ويسلمون ..
سلم عليهم بالدور ووصل لفهد وسلم عليه قال بهمس : احد تكلم ولا للحين .
همس فهد : ابوي توه خطب .
جلس عماد بجنب فهد بقهر ولو بيده رجع الوقت ساعه وحده بس ..
قال : كملوا يالربع كلامكم الظاهر اني قطعت عليكم .
رد ابوفهد : زين انك جيت ياولدي والله مابغيت اخطب لفهد الا وانت شاهد وحاضر مير تعجلت وعساه خير .
سكت عماد وكمل لافي : والله ياابو فهد جيتك على الراس انت ومن معك ولو هي ذبيحه ماعشتك .. البنت باخذ شورها وهي ان شاء الله انها من نصيب فهد . بس الشرع والواجب يقول اني لابد اشاورها .
وفجأة وقف على الباب ببدلته العسكرية ..
عيونه مكتظه غيره وقهر ودفاع المستميت ..
بس اول ماوقعت نظرته على عماد ذاب الدفاع واستحال لاستسلام وهزيمة
وشلون اقدر ارد و اتكلم وهو اللي لبسني هالبدله ..
رفع عماد راسه لحمود اللي دخل لبيت عمه اول ماجا من الطايف في اجازته الاسبوعيه وجا ركض لبيت عمه ماان سمع بالخبر ..!
قال عماد : حيا الله العريف حمود ..
دخل وسلم عليهم كلهم واشر له عماد يجلس بجنبه قال : تعال تعال عطني علومك .. من يوم توظفت ماشفتك .
نزل راسه بحرج واحباط
مستحي من عماد اللي اغرقه بجمايله وتوسط له ووظفه بعد ماتعب نفسياً من كثر ماقدم على الوظايف وشهادته الثانوية ماساعدته على القبول في وظيفه تعجبه ..!
قال : ماقصرت ياابو مشعل والعقيد ابو يوسف كل ماشافني وصاني اسلم له عليك .
ربت عماد على كتفه بحركه تشجيعيه وهو يدري باللي فيه قال بصوت عالي : ياابو نوف ..
رد ابو نوف بحماس : يالبيه ياابو مشعل .
: ترانا ماجينا نخطب بنتك الكبيرة .. هذي عارفين انها لحمود وحنا مانخطب على خطبة اخونا وترى خالي مايدري ان حمود خاطبها .. حنا جايين للثانية طال عمرك ..
طالع في خاله ناصر بنظرة رجا وانصاع ناصر لعماد وسكت بدون أي اعتراض ..
كمل عماد : ويالربع انتم خطبتوا من دون ماتقولون لي .. وانا امس رحت وخطبت للرجال هذا .. اشر على فهد .. واللي خطبت منه رجال مثل هالوجيه وشرواها تاجر واعرفه وعطاني كلمة ووافق على فهد .. العذر من الله ثم منك ياابونوف وترانا شارين بنتك وهي الاولى وفهد رجال يقدر يفتح بيتين وكفو .
فتح فهد فمه متفاجيء وسط ذهول كل من في المجلس ..!
قال فهد : انت وش ..
قاطعه عماد : انا يافهد ماجيتك اليوم ومتعني الا ابي ابشرك وانا اخوك وابي آخذ خوالي نروح نملك في جده . لكن سبقتوني وصار اللي صار وعساها خيرة ..
سكت لافي وتحولت ملامحه من البهجة والفرح للكآبة ..!
فرح بالاولى ونكد عليه عماد وخلاها حليلة لحمود وقدام كل الناس وهي رافضته وراسها والف سيف ولاتاخذه ..
وفرح بالثانية وانكسرت الفرحه في عز مخضها ..! طلع الرجال خاطب قبلها بيوم ..
قال ابو ناصر بوجه محبط وهو يراقب عماد وفهد اللي لغة العيون كانت بينهم وشكلهم متفاهمين .. : الراي رايك ياابو نوف وهذا ابو مشعل علمك باللي عنده قبل لاتوافق البنت ويصير بيننا شيٍ رسمي .. ان بغت تصير حليلة ثانية لفهد ترانا شارين نسبك وقربك .. وان ماوافقت البنت هذا حقها وولدنا عنده المرة اللي اختارها ابو مشعل وبنتكم عسى الله يوفقها ويرزقها باللي يستاهلها ..
تكلم فواز اللي الجمته مفاجأة عماد لدقايق : مانبي نسمع رايك اليوم ياابونوف .. بكرة مثل هالوقت تعطينا العلم .. وانت جارنا ورفيقنا سواء وافقت البنت ولا ماوافقت ..
الكل منصدم ويترقب حتى عماد اللي قلب الموضوع والسالفه رأساً على عقب ..
ماعدا حمود اللي تهلل الفرح في وجهه وبانت تباشيره ..
قال مستغل الفرصه : عمي دام الدعوة فيها خطبه وملكه ترى بنتك الكبيرة اولى انك تملك لها قبل الصغيرة .. وطلبتك ياعمي لاتردني ..
تكلم غازي ابو حمود واخو لافي : حمود طلبك ياابو نوف لاترده ..
قال لافي باحباط : يالربع اصبروا ... العرب ضيوفي وجاييني خطاب ليا جا بكرة يصير خير .
سكت عماد مكتفي باللي قاله ..
حمود هو الأنسب لنوف ..
لابد تتزوج بدل ماتتأمل من وراه خير لها ..!
يدري انها ممكن تتعذب بس راح يكون مؤقت وتنسى وتعيش مع ولد عمها ويجيها ويرزقها ربي بذريه ..
وقف عماد قال : انا استاذن يالربع المغرب اذن ونبي نلحق الصلاة ..
وقفوا كلهم قال ناصر : انا خويك ياعماد ..
نفض المجلس كله وقاموا الرجال ماعدا حمود وابوه اللي تحول كدرهم لفرح ..
حاول لافي يثنيهم للعشاء واعتذروا ... وتركوه ووجهه ساحة من الكآبة والهموم ..!





***



رجعت العنود من بيت عماد ودخلت عند نوف اللي اختلت بنفسها بعد الموقف المحرج واللي عرفت وتأكدت انه ماعدى على فوزية بالسهل ..!
قالت : تكفين يانوف خذي عماد و اقهري شهد .
تحول غضب نوف الهادر الى حلم جميل بكلمات العنود وكأنها سكبت ماء زلال على عطش روحها ...!
قالت بابتسامه : وشهد وش هي قايلةٍ لتس يوم تبيني اقهرها .. وكملت بتلذذ .. : وآخذ عماد ..
ردت العنود وهي تميل على مريولها وتطلع منه فتات خشب علق فيه وآذاها في اسفل ساقها .. : تقول فواز جاي اليوم يخطبتس عشان مرته حليمة مريضة . بس انا قلت والله ماتاخذين اللي يشرب الدخان . ابيتس تاخذين عماد يازينه يانوف لوشفتيه محلق ولابس الثوب العودي ازين واحد بالديرة .
عقدت نوف حواجبها وتقززت من فكرة زواجها من فواز ولا غيره ..!
قالت : اهااااااا الحين عرفت وش جايبهم .. اشوا ان امي ماترضى انا نتزوج على حرمة ..! الله يستر لايبلوني بحمود ولايخيرون بيني وبين العله هذا اللي جا يخطب .
قالت العنود : الحريم راحوا ماقعد الا ام حمود ..
ردت نوف : ازين تلقين امي ردتهم . الا اقول عنود شفتي عماد يوم يطلع وين راح .
جلست العنود وحكت ساقها قالت : احححححححح ايه شفته راح مع خواله لبيته ..
دخلت عليها امها قالت بصوت واطي والحذر والتردد باينه عليها : نوف وانا امتس ترى ابوتس يبيتس بكلمة راس ..
ردت نوف وهي تحط اصابعها على اذانها معلنه حسم الموضوع : يمه اذا عشان ضيوفتس واذا هم خطابين تراني منيب موافقه وماابي العرس عندكم نورة والمقروده هذي ..
قاطعتها امها : ضيوفنا مشوا ولاجوا عشانتس .. جايين عشان نورة .. مابقى غير مرة عمتس وترى ابوتس ارسل للمملك ( المأذون ) يبي يملك لتس على حمود ..
لفت الارض فيها وحست بغثيان وحاجة للترجيع ..!
ارتعش جسدها من راسها لأطراف اقدامها ..
وحطت يدها على صدرها ..
قالت العنود ببراءة وفرح لمجرد الحدث : تكفيييييين يانوف اخذي حمود وخليه يسوي لتس عرس ازين من عرس عماد وشادن ..
التفتت على العنود وكأنها ماصدقت انها تقول كلمه حتى تفش غلها فيها قالت : وش تقولين ياعلَّة .
ارتجفت العنود من شكل نوف قالت : ا ا ا تكفين يانوف لاتضربيني والله ثم والله مااعيدها ..
دورت الملاذ والعذر والحجه وماقدامها حيله غير انها تقول بخوف : يانوف يانوف شهد هي اللي قالته .. اصلاً انا قلت عيب تهرجين في العرس قالت امي .....
مسكتها نوف بشعرها بهيجان وضربتها في كل مكان بجسمها وهي تقول : الله ياخذني قبل آخذه الله ياخذني قبل آخذه .. آآآآآآه .
قالت امها بخوف عليها وعلى العنود اللي نالت من الضرب بغير ذنب اكثر من احتمالها وطاقتها : الله يقطع شرتس .. فكي اختس يالمجنونة .. فكيها .
فلتت العنود من يدين نوف بفعل امها وانحرفت الثانيه لفراشها ملاذها
صرخت صرخة اعتراض ويأس وتعالى صراخها وهي تضرب راسها وصدرها بدون وعي ولاارادياً .


***


يوم ثاني ..!
طلعت من غرفتها ومرت عليه في غرفته قبل ماتنزل لجدتها اللي ماقدرت البارحة تجلس عندها من فهد وبندر لأنهم سهروا عندها لين نامت ..!
رامي نفسه على السرير باهمال والمخده على صدره وخدادية صغيره تحت راسه ..
غاط في نومه وبجنبه دفتر اسود مرمي باهمال وقلم حبر لوّن المفرش ببقعة حبر براسه المكشوف ..
نادت عليه مرتين مارد عليها ..
: عماد .. عدل راسك رقبتك لايجيك شد عضلي فيها .. عمااااد ..
ولاحياة لمن تنادي ..!
تأففت بملل ..
نومه ثقيل والغرفه تجيب لها الكآبة لأنها مااعتادت الكركبة ولا تحبها ..!
مسكت الدفتر الأسود وميزت تجليده الفاخر وتصفحته ..!
كله مكتوب بالقلم الحبر ..
اول صفحة ..!

مـيــلاد يــتــم ..!
شعورٌ مؤلم ان تنشأ بلا ام
وتعيش دون صدر ام
وقلب ام
وخوف ام
واحاسيس ام
وان تفتقد كلمة ام في حياتك كلها ..

مؤلم ان تكبر رجلاً وقد تصبح اباً بلا اب ..!
اليتم في حياتي وصمة الم ..!
وجدتي حصة كانت الشفاء والبلسم لكل آلامي ..!


طالعت فيه نايم وعيونها تمتلي بالدموع ..
نفسها تحضنه وتحط راسه على صدرها
تعوضه وتكون امه اللي فقدها في صغره ..!
ويحتاجها في كبره ..
انتفض صدرها وفتحت الدفتر بشكل عشوائي وشافت صفحة اليمة اخرى ..

الحزن يصر ان يطوقني كالقيد
فقدت امي فرضيت
وفقدت ابي حياً فاقتنعت ..
وفقدت صحتي واستسلمت ..
وفقدت ابوتي فأُنهكت كمدا ..
الحياة مجرد وشاحٌ اسود يحيطني بكآبةٍ مجنونة تكاد تودي بي للتمرد على خالقي فأقبض روحي قبل حينها لولا شيءٌ من ايمان وقليلٌ من صبر ..!



لااااااا ياعماد لا تيأس لااااااا ..


فتحت صفحة وجع مؤرخة بتاريخ قبل سنتين وأشهر ..!

امضيت تلك الليلة في المستشفى بارداً ..
كل اطرافي سكنت وكأن قالب ثلجاً استوطن قلبي وأحشائي ..
الروح مني تهاوت ماان ادركت اسباب علتي واصفراري ..
كبدي ياجدتي موبوءة ..
ياامي واختي نورة مريضة ..
كبدي ياشقيقتي فوزية معتله ..
كبدي ياقطعة كبدي ياصغيرتي شهد ملتهبة
ياخالي ناصر ياأبي ابنك سيموت معتلاً بالوبائي ..
ويافواز الأخ الكبير .. اخوك الأصغر سيدعك تجابه الدنيا وحيد .. وسيفارق الحياة معك ..
ويااحمد الرفيق الحبيب .. عمادك مات موبؤاً ..
تلك الليلة التي ادركت ان مصابي قد اتاني هباءً وعبثا دون سببٌ واضح بعد اسئلة الطبيب الذي اعتاد هذا النوع من الأسئلة وتقبل نتائج الأوبئة والعلل ..
هل نُقل اليك دماً ..
هل اسعفت نازفٌ فلمسته ..
هل مارست الحرام ..!
هل استخدمت ادواتٍ شخصية لأشخاصٍ مرضى ..؟
اسئلةٌ ارهقتني لأن اجابتها كانت نفياً ..
اذاً ياطبيب ماذنبي الذي اقترفت وكل اجابتي لا ..؟
اقسم انني لم اطأ الحرام يوماً
ولم انتهك ماحرم الله ومنعه ..
ولا اتذكر بأنني اسعفت نازف ودامي ..!
ولم استخدم أي اداة لاتخصني
وكل ادواتي من فرش اسنانٍ ومقص اظافر وشفرات حلاقه هي بي خاصة وانا من يستخدمها فقط ..!
فلتخبرني اذاً ياطبيب ..!
كيف اصابني الوباء ..
وكيف تسلل لجسدي واستقر بكبدي فعلق بها ..
بفتور وامتعاضه لامتعاضي واعت**** اجابني الطبيب بأنه قدرٌ قدره الله عليّ ..!
مؤمنٌ بالله وقدره
وانا من الصابرين بإذنه ..
وكانت ليلتي تلك برداً وعذابا ..




دورت على الصفحات الأخيرة وش يقول وهي في حياته ..!
زواجي المضحك المبكي ..!
كانت ليلةٌ مليئة بالدموع والندم وتانيب الضمير ..
هي امرأةٌ فاتنة
وانا الرجل الجامد امامها ..!
هي تتوهج حباً واملاً وتفاؤل ..
وانا رجلٌ بائس يائسٌ في حياتها ..
عيناها تقول شعراً
وضحكتها تشبه أغنيةٌ فيروزيةٌ حالمه ..
وأنا بحر الحزن الهائج دوماً ..!
اعشقها وأخشاها ..


من هذي اللي تعشقها ...؟؟؟
طالعت فيه مابين يمكن انا ويمكن غيري ..
ومن ياعماد .. !
ونشيجها يعلو لأنها ببساطه ماتقدر تداري الدمع ..
ودموعها تضعفها لثواني
لكنها تظهر الضعف من قلبها وتزرع مكانه القوة والتجلد لبكرة وبعده ..!

فتح عينه وهي ترتجف وتقرا وتشهق ..
ماانتبه للي في يدها لأن دموعها جذبت كل اهتمامه وركز على وجهها وصدرها اللي يعلو ويهبط ..
قام وجلس يبي يتأكد هو في حلم ولا حقيقه ..
فرك وجهه وعيونه يمكن اسبوع الدموع اللي راح مأثر فيه ويتوهم ..
قال : بسم الله الرحمن الرحيم .. انتي وش فيك ..؟
رمت الدفتر من يدها وجات تمشي وحضنته ..
ضمت راسه على صدرها وهي واقفه ..
ماتقدر تقاوم هالشعور ..
استسلم لها لثواني وفك يدينها من عليه وهو يشوف الدفتر مرمي على الأرض ..
لف يدينها على بعض وجلسها بجنبه .. وحط راسه بين يدينه والهم اعتلاه قد السماوات والأرض ..
وقد الكون ومافي الكون ..!
رفع راسه قال بغيض ووجع : قريتيه ..؟
وقفت ورفعت راسه قالت : قرأت اول صفحة .. انت مو يتيم .. انا امك واختك وبنتك .. عماد ..
قاطعها : وش قريتي بعد ..؟
: ولا شي ..؟
صرخ عليها بصوت عالي : قولي الصدق وش قريتي بعد ..؟
مسحت دموعها قالت بتجلد : ولا شي .. اول صفحة وبس ..
وقف واخذ الدفتر ورماه في زاوية الغرفه وهو ثاير قال : اللي دخلك عندي وشو ..؟ انا ماقلت لاتدخلين الا اذا قلت لك .. ولاتحسبين عشاني ساكت عنك الايام اللي راحت وادرايك **** ولا غيرت رايي ..
كانت جامده مااهتز منها شي ..!
مقدره حاله وهيجانه ..
سره وحس انه انكشف ..!
واكيد انه مصدوم ومقهور ..
صد عنها ورجع طالعها بسرعه قال بصوت اهدى وفيه لكنة رجا : شادن جاوبيني قولي لي وش قريتي بالضبط غير الصفحة الاولى ترى اعصابي ماتتحمل برودك ..
انساب الدمع حار على خدها قالت : عماد ليش انت ماتصدقني ..؟ الدفتر فيه شي ثاني ..؟ عماد ليش انت كذا ..؟ انا ماقرأت الا اول صفحه .. مااحب اشوفك تتكلم عن اليتم وانت مو يتيم .. عندك ام واخت واب واخوان وانا .. انا ياعماد .. عماد ...
قاطعها بوجع : اطلعي اطلعي الله يلعن الشيطان وين نكد علينا في هاليوم ..!
قالت برجاء وترجي : طيب لاتزعل مني .. لاتزعل طيب .. طيب عماد مو زعلان ..؟
حط يده على عيونه وضغط بإبهامه وسبابته على اطراف جبينه قال : اطلعي ياشادن ولاعاد تدخلين الغرفه الا بأمري هذاني قلت لك .. لاتخليني احرقها باللي فيها بسببك .
طلعت بسرعه وراحت لغرفتها وتركته كومة هم ووجع ..!
هذا ذنب نوف ..!
اكيد ربي ينتقم لها منه ..
تذكر حمود ولافي وهم طالعين من صلاة العشا ووجوهم مكتئبة ..
ويوم قابلوه وسألهم وش فيه قال لافي ان بنته الكبيرة وجعت عليهم وودوها مسفر يقرا عليها ..
رجع راسه ورى وعيونه على السطح " ياربي ماسويت اللي سويته الا لأنه احسن لها .. ياربي تدري بالخفايا والنوايا .. ياربي لاتاخذني بذنبها وارزقها واستر عليها وساعدني على بلواي "
قام توضأ وطلع للمسجد وهو صامت ..!
لأول مرة يطلع من البيت مايمر جدته ويتطمن عليها ..!
مر المسجد وصلى الظهر ومشى لجده ..
خلاص البعد هو اسلم طريقه والحل الوحيد ..
وخلاص شادن لابد يلغي وجودها من حياته بس لين يعدي كم شهر حتى مايتكلمون عليها الناس بسبب طلاقها بعد اشهر من زواجها ..




***



في بيتهم الشعبي المهتريء بفعل الزمن ..!
منسدحه في فراشها وجسمها كله رضوض وآثار ضرب السوط المبرح ..
بعد حالة الهيجان اللي صارت لها ابوها لبسها عبايتها ووداها لمسفر ..
ومسفر الرجل الملتحي على غير هدى ..
اول ماشافها تبكي قال : متلبسها جني وعاشقها واذا جات سيرة العرس يغار ويخليها تمرد عليكم ..
والحل عنده هو السوط والرفس والتوبيخ والكلام البذيء ..
والقرآن مجرد اداة ودعوة للناس وتغليف لفعله .. والعياذ بالله ..
صرخ عليها وزمجر وهو يقول بدون ترتيل كما امر الله وبدون هدوء حتى يكون علاج النفس وراحتها لاخوفها وزعزعتها ( قل اوحي الي انه استمع نفرٌ من الجن ...) وضربها بسوطه وهي تصرخ مابين الم مشاعرها وجسدها ..!
اطلع منها ..
اطلع اختار اصبع يدها ولا رجلها ..
ويضرب بسوطه اللي اعتادته جلود بعض نساء القرية والقرى المجاروة وبعض المناطق البعيده ..
ويخشاه الكثير ..!
صرخت بعد جهد وتعب مضني بصوت ذبلان : طيب طيب .. طلعت خلاص فكوني خلاص طلعت .
تنفس بعمق وارتياح قال بانتصار كاذب : ابشركم انه طلع ... هي تصلي ولا لا .
قالت امها اللي مابقى من دموعها شي على بنتها اول الفرحة : ايه تصلي الفروض والنوافل ماقد خلتها .
رفع صدره قال بتكشيرة كبرياء : ايه هذا جني مسلم .. لو انه كافر كان ماصلت ..
رد ابوها بألم : ياشيخ وش يرده لايعود لها .
فتح عيونه الجاحظة تحت حواجب كثيفه ومتقاربه : زوجها زوجها .. مافيه حل الا انك تزوجها قبل يرجع .. هو خايف هالحين من الضرب وان هدى جسدها ماتزوجت رجع ..!
هز الأب راسه وهو يلتفت لزوجته المحتشمه تحت عبايتها ومو باين منها شي قال : ان شاء الله ياشيخ .
طلع وهو يسندها .. صوتها تعب وانينها فتر ..!
" الله لايعيدها من خطبة اللي نغصت علينا .."
قالته امها وهي تسند نوف من الطرف الثاني..

تحركت نوف والكابوس اللي امس بكل مافيه يزيد آلامها بدءاً بالمملك ومروراً بسوط مسفر وانتهاء بحكم ابوها اللي اتخذه خوفاً عليها وماقدرت تقاومة خشية مسفر وطاريه ..!
قربت منها امها قالت بحنان : نوف قومي وانا امتس اخذي حبتين بندول ..
اخذت الحبتين وشربت وراها موية وطالعت في اختها اللي تذاكر بصمت عند راسها قالت بضعف وألم : نورة روحي ذاكري في غرفتس منيب نافعتس .
قالت امها : خليها هي تقول مرتاحه .
قالت نورة : يمه ابوي قال لهم على رفضي .
هزت امها راسها قالت : ايه قال لهم .
طالعت نوف في امها باستغراب وهي ماتدري وش السالفه الا ان فهد خطب نورة قالت : ليش ترفض نورة يمه فهد مافيه شي حتى ترفضه ..
قالت امها : عماد يقول انه قد خطب لفهد قبل يدري عن خطبة اهله منا .. ويقول نبي بنتكم ثانية ..
سردت لها امها السالفه بالتفصيل وردة الافعال سواء لها هي ولا ابوها ولا حمود ولا ام ناصر اللي سكتت باقتناع ان عماد مايسوي شي الا واكيد انه صحيح ..!
كانت نورة تسمع الكلام وهي فاهمه مقصد عماد وانه مايبي قربهم لأن نوف في نظره ماتصلح لهم حرمة وخواتها اكيد مثلها ..!! بس اخفت كل هذا بقلبها حتى ماتزيد جروح اختها جروح .. !!!
سندت نوف براسها على مخدتها ونزلت دموعها وبقلبها " مايبي اختي لولد خاله من كثر مايكرهني آآآآآآآآآآآآه "
غمضت عيونها على الدمع اللي فاض وامها واختها في صمت وحالة مؤسفه وآسفة ..!



***


اسبوعين الاجازة الفصلية مرت وهو في جده ..
كل ماسألتها جدتها عنه اعتذرت وقالت انه مشغول وقايل لها عن غيابه وهي عاذرته ..
لولا ان فهد يطمنهم عليه ولا كان تجننت وشكت انه مريض وطريح فراش ..
مو من عادته يتأخر كل هالوقت ..!
غمضت عيونها وزفرت بقهر لأنها هي وتطفلها ولقافتها السبب ..
قالت فوزية اللي وصلت في التو واللحظة : سلااام ياهوو محد يلومك على الحالة تأخر حبيب القلب .
ابتسمت لعمتها بحزن وقامت سلمت عليها قالت : ايه والله تأخر وحشني ..!
فركت فوزية اذنها بمرح قالت : نعم نعم نعم .. لو سمحتي عيدي ابغى اتأكد من اللي سمعته ..!
ضحكت شادن من حركتها قالت : تعالي بس اجلسي مسوية حلا وشكله بيصير من نصيبك .
: غير حق امس .
قالت باحباط : غيره بس لعيونك ياعمتي العزيزة .. زمت شفايفها وكملت : كل يوم اسوي حلا اقول عماد بيجي ..
: عماد هذا مرة زودها ..!
قامت للمطبخ تمشي بتثاقل قالت بصوت عالي وصل لفوزية : عمتي لوسمحتي ترى ماارضى عليه ..
لحقتها فوزيه قالت : والله لو اني ماابي يصير لامي شي كان اعلمها على حركاتها .. اجل مشغول وكل شوي يقول ابي اجي واعتذروا لي منهم وهو خراط ماعنده سالفه الا بس يبي يشوفك وانتي تشتاقين له وتنتظرين ..
حضرت شادن حلا التوفية بالجوز ومحشية ببسكوت مكسر قالت : عمتي اذا تعزيني لاتجيبين سيرة عماد ورجاءً محد له دخل بيني وبين زوجي ..
ردت فوزية بلامبالاة ممزوجه بغضب : قلعتك انتي وياه .. انا ابيك تكونين حريصة على حياتك وانتي بكيفك ..! المهم هذا كيف سويتيه ..
قالت شادن بهدوء حزين : توفيه عادية بس في الوسط بسوكت شاهي مكسر لقطع صغيرة ..
اكلت منه قطعه قالت : مممممم لذيذ ..
قاطعتهم شهد وهي جاية من برا : ملييييييييييييت طفش طفش طفش .. ابغى احد يلعب معاي .. سامر موفيه والعنود ماتطلع من بيتهم خايفه من جني نوف يجي فيها ...
قاطعتها شادن : شهد .. اش هالكلام .. لاتقولين جني وكلام فاضي نوف مافيها شي .. والشيخ هو المخرف أي احد يجيه زعلان قال فيك جني .
قالت فوزية : شهد روحي غسلي يدينك ووجهك بعدين العنود هذي اللي يوم تصالحينها ويوم تهاوشينها فكينا من سيرتها ..
راحت شهد تغسل و التفتت فوزية على شادن وقالت : انتي تدافعين عنها وهي بغت تموت على زوجك هذاك اليوم ...
قاطعتها مرة ثانية وبعصبيه : خلاص ياعمتي فكينا من سيرتها هي الثانية كمان لانغتابها وناكل لحمها البنت بتتزوج وتروح في حالها وماعاد منها خوف ولا قلق .. بعدين عماد مايفكر فيها وهذا اللي مريحني .
رفعت فوزية حاجبها باستغراب : اووووف ضامنته ياشدون .
ردت شادن وهي تمد عليها طبق الحلا : وفي جيبي كمان . بس خليك من عماد ومن جارتنا المسكينه والله حزنت عليها نهاية الاختبارات .. لولا اني اخاف انها تعتبر زيارتي شماته كان زرتها .
ضحكت فوزية وهي تطالع وراها وغيرت الموضوع قالت : ياحبي لك ياشادن .. اجل ضامنه ابو العيال .. وش اسميه هذا حب ولا .. غمزت وقالت : عشان مشتاقه .
ردت شادن بضحكة مصطنعه : والله تقدرين تقولين حب وشوق كلها مجتمعه ..
قطعت كلامها على صوت شهد اللي جات تجري بسرعه وهي تضحك بصوت عالي قالت : عمااااااااااااااااااااااا ااد .
فتح يدينه لشهد وحضنها وعيونه على شادن ..
جملتها الأخيرة وقفته بمكانه دقايق .. ونسته شوقه لشهد ..
قال بصوت هادي : هلا ياشهد وش فيتس صايرة مزعجه .
باسته شهد على خده بقوة وهي تقول : عشان كنت طفشانه .. عماد جبت لي هديه ولا لا .
: ايه شوفيها مع الاغراض اللي جبتها ..
وقفت فوزية وراحت سلمت عليه ..
وشادن بمكانها ..
مشتاقة له ..!
وفرحانة برجعته ..
حتى لو مو عشانها المهم انها تطمنت عليه ..!
قال هو يشيل شهد : اخخخخخخخ كسرتي ظهري ياشهد ؟؟ صايرة دبه ماعاد اقدر اشيلتس ..
عورها قلبها عليه قالت بلهفة : شهودة تعالي بعطيك حلا .
نزل شهد ومد يده عليها وسلم على خدودها ببرود اتقاء لنغزات فوزية وخشية شكها قال : وشلونتس ياشادن .. عساتس مرتاحه في الاجازة ..؟
هزت راسها وهي تبتسم : الحمد لله .. انت كيفك مرة طولت هالمرة ..!
نزل شماغه وعقاله وجاكيته قال : انا بخير .. جدتي وين مالها حس ..؟
: تصلي العشا .
طالع في ساعته قال : ماشاء الله .. اجل يالله انا بقوم اصلي واجلس معها شوي قبل انام وترى بكرة بيجيني ضيوف الله الله بالشغل الزين لااوصيك .
قالت فوزية : من بيجيك ..؟
: ناس من معارفنا .. طالع في شادن قال : ترى فيه حريم بعد بيجون .
قالت فوزية : بالله عليك من ..؟
: بكرة بتعرفين المهم ابيتس ياام فيصل عندي من قبل العصر ..
: ان شاء الله .
طالع في شادن قال : شادن غرفتي يمديها مليانه غبار ... قطع كلامه وهو يرفع حواجبه يستدرك الجملة اللي قالها قدام فوزية ومسد جبينه باطراف اصابعه قال لشادن : غرفتي فيها غبار وانا ابي لي منها اغراض روحي نظفيها بالله على بال مااصلي العشا .
اخذت المفتاح منه وطلعت فوق وهو راح لقسم الرجال ..
صلى ورجع لجدته اللي رحبت فيه وهلت ..!
اعتذر من تأخيره ونسب الشغل للسبب وانه ارتبط بمواعيد مع ناس مهمين ..!
ربع ساعة مر من الوقت وهو يسولف مع جدته وفوزية وجدته تلومه على غيابه وترك زوجته وفوزية تأيدها وتزيد اللوم ..
قام قال : انا مانمت من امس .. بروح انام وراي بكرة شغل ..
طلع وجدته تقول : الله يعينك ياوليدي وياجعله نوم العافية ..
طلع وفي نيته انه راح يتجاهلها لمصلحتها بنظره ..
ولأنه قرر انه يبتعد عنها قدر الامكان لين وقت معين وينقلها لجدة ثم يعطيها حريتها ..!
وصل غرفته وشم ريحة عطرها تملا المكان ..
شافها تبخ من العطر على المفرش والمخدات والخداديات الجديده اللي طلعتها له وفرشت بها سريره ..
التفتت عليه وطالعت في الأرض بحرج قالت : عماد انا آسفه .
نزل ثوبه وعلقه وعدى من عندها وهو يقول : اذا طلعتي سكري الباب وراك .
: اذا طلعت .
التفت عليها قال : ماقصرتي ومشكورة ويالله تصبحين على خير .
جات تمشي عنده قالت : عماد لسه زعلان مني .. والله آسفه .
قربت منه وسلمت على جبينه قالت : لاتزعل مني .. انا عارفه اني غلطانة بس لاتزعل .
بكل مرة تغلبه ..
وهو اللي يحسب نفسه قد اللي قرره ..
تنهد بقوة وتمدد وتغطى قال : ماني زعلان منك .. و**** ياشادن واذا فيه احد غلط فهو انا ..
بس اطلعي وسكري الباب الله يرحم ابوك تعبان وهلكان ..
: تعبان .. اجيب لك الدوا حقك ..
قاطعها : لا مشكورة بس خليني ياشادن ..
ابتسمت بانتصار وطلعت بسرعه وكأنها حققت انجاز ..
طفت النور وقبل ماتطلع قال : شادن .
: هلا .
: بكرة مسوي لك مفاجأة عساها تعجبك .
ماحبت تزودها وتطول بالكلام معاه قالت بفرح : ممم اوكي بنتظر بكرة على خير ..
سكرت الباب ونزلت لعمتها والفرح على وجهها بادي ومرسوم

..
وتحت طلعت فوزيةمن عند امها تدور شادن تبي تفهم منها بعد ماحست ان الجو بينها وبين عماد مشحون رغم انهم حاولوا يبينون ان الوضع عادي وطبيعي ..!
ودخلت شهد عند جدتها وهي تتأفف ..
قالت بعصبيه : جدتي خلاااص انا زعلت من ولد خالتي .. مااحبه مااحبه .
ردت ام ناصر باستنكار : ياوجه الله علامتس عليه .. ماجاب لتس هدية .
رفعت نظرها فوق بملل وزعل قالت : الا جاب لي بس زعلانه لأنه ماينام مع شادن في غرفتها زي بابا وماما ومايكلمها كثير ... كل شوي ... وقلدته : شادن تعالي رتبي غرفتي .. شادن غرفتي كلها غبار مااقدر انام فيها .. وهي بس ترتب غرفته وتسوي له حلا وتهتم فيه بس هو مو حلو .. خلاااص زعلت منه . بكرة قولي له لاتكلم شهد عشان هي زعلانه منك ..
كانت ام ناصر شاكه في الوضع والحين جاب لها جهينة الخبر اليقين ..
قالت : انتي وش يدريتس انه ماينام معها في غرفتها ..؟
ردت شهد : من زمااااااااااااااااااااااا ااااااان قبل العيد اللي لبست فيه فستاني الابيض تعرفينه ..
هزت ام ناصر راسها بإيه .. وكملت شهد ... : كان عماد ينام في غرفته وشادن في غرفتها الجديده الحلوة هذيك ..
تلاشى كلام شهد وام ناصر تفكر بغضب وتتذكر بعض المواقف والنظرات والكلمات اللي شككتها بعلاقتهم وياما حاولت تتجاهلها وتتجنب التفكير فيها ..
قالت بصوت مسموع بنبرة غاضبة وحاده : بنت خالد تضام في بيتي وانا حية وموجودة .. بنت خالد تضام وانا اللي حالفه مايشوفون الضيم وانا جدتهم حيةٍ(ن) لهم .



***


رجعت من المدينة مضطرة عشان موعدها في المستشفى وبنفسية اريح واهدى نوعاً ما ..!
قالت لمشاري اللي حاول يوقفها ويسندها تمشي على رجلها لأن الدكتور قال بعد شهر حاولي تمشي على رجلك وتحركين العضلات ..!
الجو في حوش البيت والشتاء في جده ربيع .. خاصة من بعد العصر ..
حاول مشاري يخليها تعتمد على نفسها والعكاز قالت بألم : آآآه مشاري مرة مااقدر امسكني بطيح ..
مسكها مشاري بسرعه قال : مايصير كذا .. لازم تعتمدين على نفسك وتعودين نفسك على الحركة ..!
دق جوال مشاري وشاف رقم ريهام ... قال : سارة اجلسي هنا وانا بكلم ريهام مزعلها امس ولي ساعتين ادق عليها ماترد .. بصالحها وارجع لك . لاتتحركين لين اجيك ..
جلسها على الدرجات القصيرة اللي توصل لقسم الرجال وراح يمشي لآخر الحوش وهو منشغل بمكالمة خطيبته ..!
حاولت تفتح العصير بيد وحده وماقدرت واضطرت انها تنتظر مشاري يجي يفتحه لها .. واخذت جوالها تقرا الرسايل اللي اغلبها من صاحباتها في الجامعه يتحمدون لها بالسلامه ..

***

اليوم دق عليه مشاري وقال ان ابوه يدوره ويقول ضروري يجي ولا جاه بنفسه في شقتهم ..!
ماحب انه يماطل ويتهرب اكثر من كذا ..
وقرر انه يروح لابو مشاري ويشوف وش عنده خاصه ان عماد حثه على مقابلته وقال له ان الرجال كريم وشهم ومايبي غير انه يرد لك جميلكمعتمد على كلام شادن عنه ..
حتى نايف كلامه نفس كلام عماد ..!
وصل بيت ابومشاري ودق جرس الانترفون ..! ووصله صوت الشغاله بعد ثواني ..
: مين ..؟
: ابومشاري فيه ..؟
: مستر مشاري موجود .
: خليه يجي ..
فتحت البوابه وقفلت السماعه وراحت تدور مشاري ..!
انتظر فهد ثواني وهو يسمع صوت مشاري قريب وشكله يكلم في الجوال ...
دف البوابه .. بشويش وحذر ..
مستحي وطفشان من الوقفه ..
وكل مادق على جوال مشاري حصله مشغول ..!
اول ماانفتح طرف البوابه لمحها جالسه على الدرج ..
يدها ملفوفة بجبس وطرف ساقها الممدود بجنب العكاز عليه جبس ..
رد الباب بهدوء وهو يلوم نفسه ويوبخها وشلون تجرأ وفتح باب الناس ورجع لسيارته ..!
والذكرى تمخر افكاره وتفكيره ..
شكلها وكلامها وبكاها ودمها وتأوهاتها وألامها ..
وسعود بينهم ..!
فتح مشاري الباب وهو في سيارته وناوي يمشي ..
اثناه مشاري عن عزمه ونيته ورحب فيه واعتذر بأن الشغاله ماتدري وين مكانه وان ابوه متلهف لشوفه وجيته ..
استوقفه دقايق بحجة انه بيدخل اخته داخل البيت لأنها ماتقدر تمشي لوحدها ولازم يساعدها وقدر فهد وانتظر دقايق .. ثم دخل ..


فصلٌ خامس عشر ..



~~ باللقا هلت تباشير الفرح ~~



***

رغم انه تذكرها بوجع واعادت له طيف سعود وذكراه
الا انه حمد ربي وهو يشوفها بخير ..!
وحس بنشوة سعاده انه مشارك في نجاتها ..
دخل المجلس مع مشاري وبعد دقايق كان ابو مشاري عندهم ..
رحب وهلاّ وكأن اللي زايره شخصية اجتماعيه هامّة ويستحق الحفاوة والتكريم ..
في البداية كان يتكلم برسمية بحته وهو يسأل عن الحال والاخبار
بس بطيبة مشاري ومعرفته وصحبته له انقلب الجو لسوالف ودية ..
قال فهد لمشاري مستغل دخول ابومشاري لداخل البيت : اقول يامشاري ابوك وش يبي مني لي ساعتين جالس ماكلمني في شي .
: اصبر يارجال بعد العشا بيقول لك اش يبغى ..!
عدل فهد جلسته وهو يطالع في ساعة جواله : وش عشاه اللي يخليك لي .. انا وراي شغل منيب فاضي .
: عاد ابوي مسوي لك عشا مايصير تروح وتتركه .
حاول فهد يعترض واقنعه مشاري ان مافيه فايده من اعتراضه لأن العشا انتهى امره ..
ساعه ثالثه وبعد صلاة العشا كان مجلس ابو مشاري مكتظ بالضيوف ومن ضمنهم نايف ..!
عرَّف ابو مشاري على فهد بأنه اللي ساعد بنته في الحادث وان للرجال هذا جميل عليه ودينه في رقبته ليوم الدين ..!
قال فهد برزانه وثقه : الله يسلمك ياابو مشاري الله اللي ساعد بنتك وربي كاتب لها النجاة على يدي ولا يد غيري .. وانا ماسويت غير واجبي واللي املاه علي ضميري وديني ..
جلس فهد بتوتر ونايف بجنبه ..
قال لنايف بهمس : والله لودريت انه بيسوي كذا كان ماخليته يشوف وجهي .
قرب نايف منه وهمس : وسع صدرك يارجال اللي سويته تستاهل عليه اكثر .. بنته الوحيده وماتبغاه يفرح بنجاتها .
سكت فهد وهو يسترجع صورتها اللي لمحها ..
ويتذكر شكلها وجلستها على الدرج وجوالها في يدها ..!
شعرها البني بأطرافه الصفرا من اثر صبغه قديمة ..!
وجسمها النحيل وهي جالسه على الدرجات ..
هذا اللي قدر يلمحه من شكلها اليوم ..
بس اللي حفظه منها في الحادث كثير ..
رغم ان ملامحها كانت دامية وحزينة وبائسة ومفجوعه ..!
الا انها رسخت في ذهنه وثبتت .
انتبه لنايف وهو يقول : ترى مشاري يكلمك .
رفع راسه لمشاري قال : سم ...
اعاد مشاري جملته : اقول ماطلعت للبر ولا الشتا محد يطلع فيه .
تنهد فهد وهو يتذكر البر قال : الله يذكر ايام البر بالخير راحت حلاتها مع اللي راح ..!
اشر نايف لمشاري يعني اسكت واكتفى مشاري بـ : الله يرحمه ..
مر الوقت ،، والسوالف في مجلس ابومشاري عامرة ..
وصار العشا جاهز ..
قال ابو مشاري بصوت جهوري سمعه كل من في المجلس : تفضل ياابو ناصر حياك الله .. تفضلوا ياجماعه الله يحييكم .
وقف فهد والعيال معاه وجلس في صدر المقلط اللي حضروا فيه العشا ..!
وبعد العشا بدا المجلس يخلو من الضيوف لحد مابقى فهد ونايف ومشاري ..
وقف فهد وهو يقول : يالله ياجماعه اسمحوا لي ...
قاطعه ابومشاري : اجلس يافهد ابيك بسالفه ..
انصاع فهد لامر ابو مشاري وجلس .واستخرج ابو مشاري من جيبه ورقه مدها عليه وقال : هذي اقل هدية اقدمها لك يافهد بعد اللي سويته معاي .. والله اني احترت ماادري وش اعطيك لكن ان شاء الله انها افضل من غيرها .
اخذ فهد الورقه المستطيله اللي محد يجهل شكلها ..
بس انذهل وهو يقرأ العدد المدون في الشيك 300 الف ريال ..
رجع مده على ابو مشاري وهو يقول : الله يسامحك ياابو مشاري مهيب هقوتي فيك ....
قاطعه ابو مشاري باليمين اللي حلفه : والله مايرجع وانه حلال عليك .
طالع فهد في مشاري ونايف قال : مابغيت هالتصرف منك ياابو مشاري .. وانا يوم ساعدت بنتك مهوب لأنها بنتك ولا لأني اعرفكم .. أي احد مكانها كان شلته في سيارتي ووديته المستشفى ...
كمل مشاري : وتبرعت له بدم رغم انك مريض وتحتاج دم .. وتقطع به مسافة 250 كيلو وانت صايم وتعبان .. وتجلس في المستشفى لين تطمن عليه وتبشر اهله انه حي ونجاه ربي .
قال فهد بلهجة حاده : اكيد اني بسوي هالتصرف مع أي احد سواء اختك ولا غيرها .
رد ابو مشاري : وشي طبيعي تنال جزاك من اهل اللي ساعدته .. الموضوع انتهى يافهد والمبلغ قليل ومو حقك ..
سكت وهو يشوف فهد يشقق الشيك لقطع صغيرة قال : انت حلفت مايرجع لك .. وانا رجالٍ مااخذ على الواجب اجر ياابو مشاري ..
وقف وكمل : كرمكم الله .. اسمحوا لي بمشي .. ويالله اشوفكم على خير .
فز مشاري ومسكه بيده قال : ترى ابوي مايقصد يهينك .. ابوي فرحان بسلامة اختي .. ماتدري هي وش بالنسبة له ونجاتها عنده تسوى الدنيا ومافيها .
هز فهد راسه وسلَّم على راس ابو مشاري اللي ماتحرك من مكانه قال : انا عارف وش يقصد وادري ان نيته خير وهو بمقام ابوي ماازعل منه ..
وقف ابو مشاري وربت على كتف فهد قال : لو اخذت الشيك يافهد كان ريحتني .. انا حالف ان قامت سارة بالسلامه ......
قاطعه فهد : هالشيك بدل ماتعطيني اياه عطه مساكين ومحتاجين واشكر ربي انه منّ على بنتك بالسلامه .
قال مشاري : من هالناحيه ابوي ماقصر ...
قاطعه ابوه وسكتّه بلهجة حاده : مشاااااري .. التفت لفهد قال : ياولدي الواحد اذا ماشكر ربه اول شي ليه اجل يشكر الناس ..
قطع عليهم جوال مشاري الكلام وهو يكلم ريهام بهمس ويلوذ بجواله عن عيونهم لداخل البيت ..
قال فهد : يالله اسمحوا ..
: الله معك ياولدي ولا تقطعنا .
: ان شاء الله .. كرمكم الله ويالله مع السلامه ..!
وصله ابو مشاري للبوابه وودعه بذات الحفاوة اللي استقبله فيها ..




***




احياناً الحياة تأخذ الفرح منا عنوة
لكنها ماتلبث ان ترده قاصدة ومترصده ..!
وجمرة الغياب تشعل نار شوقٍ بأقفاص الصدور
تلهب القلب بأوردته وشرايينه وأذينه وبطينه ..!
هي ...!
قد اضناها الفراق ..!
والنار بقلبها سعير ..!
على من غيبهما الموت ..
ومن ابعده عنها السفر ..!
ورحلة عمرها ..
كانت شقاء وقليلٌ من افراح ..!!!

جالسه في صالتها .. سالفة شهد اللي قالتها لها ماخلت جفنها يغمض طول الليل ..!
وعماد من اصبح وهو طالع برا يقول ان عنده شغل ..!
والحين العصر مارجع ..!
وصفحة الحساب لابد تنفتح ..
الا الظلم ماتسمح به في بيتها ..
والا ان شادن البنت الأصيلة تنقهر وتداري قهره ..!

..


في هاللحظة كانت شادت واقفه في المطبخ وتشتغل بهمه وحماس ..!
طلعت صينية الفطاير من الفرن وحطتها على الطاولة بحذر ..
قالت للشغاله : لسلي طلعي الفطاير حطيها في الحافظة الكبيرة واقفليها .. انا بطلع وارجع بعد شوي ..!
ولعت على الجمر وغسلت يدينها وطلعت للصاله ..
مرت من عند جدتها اللي مو على عادتها تطفي الراديو وتسكت بدون ماتسولف معاها وتكلمها اما عن حديث ولا عن سالفة في الديرة ولا سالفه قديمه تسردها عليها منها تعيد الذكرى ومنها تسليها وتضيع الوقت ..
قالت شادن وهي تقرب من جلسة جدتها : جدتي فيك شي .. اليوم منتي عاجبتني ..تحسين بشي ..؟
ردت جدتها بفتور : لا ابد مافيني غير العافيه .. الا رجلتس وين راح ؟.
مسحت يدينها بمنديل قالت : ماادري صحيت ماشفته .
ردت ام ناصر بلهجة حاده : اجل انتي تشوفينه ولا تدرين عنه ..؟
زمت شادن شفايفها قالت بمرح : ادري ادري اش تقصدين ؟ يعني عشان رجع بعد اسبوعين واول مارجع نام والصباح خرج من بدري .
ابتسمت بتودد لجدتها وكملت : مممم تدرين ياجدتي ان عماد البارحه قال لي انه عامل لي مفاجأة حلوة ..
ردت ام ناصر بتشاؤم وبنفس اللهجة الحاده : الله يكفينا شره وشر مفاجعاته .. هو متى يجي بس ..؟
طالعت شادن في الساعه المعلقه على جدار الصاله وهي تحاول تمسك نفسها ولا تضحك من كلمة ( مفاجعاته ) اللي قالتها جدتها ..
قالت : اوووه ياجدتي بروح البس قبل الضيوف يجون .. انتي خلاص جاهزة ؟.
هزت ام ناصر راسها بإيجاب وهمست بـ : إيه خلصت .
وبسرعه راحت شادن تجري مع الدرج ..
تحممت بعد اليوم الحافل بالعجين والسكر والشكولاته واللي لطخ جسمها وملابسها
حتى شعرها ماسلم ..!
بعد ماطلعت ..
جففت شعرها ولبست تنورة قصيرة من الصوف كاروهات الوانها بين البيج والبني المحروق وتحتها بنطلون بني جلد ومبطن بقماش قطني .!
وعليه بلوزة بكم طويل وياقة طويلة لونها بني وضيقه على جسمها النحيل ..!
وبسرعه قصوى عملت مكياج هادي وبسيط الوانه بدرجات البني وختمته بكحل وماسكرا وروج بني ولمعه بنفس لون الروج ..
تعطرت ونزلت بعد مامشطت شعرها وتركته مسدول بحريه وحطت على اكتافها شال مشغول بالتريكو بلون بيج وأطرافه بنية ..!
قابلتها فوزية بعد ما نزلت الاغراض اللي جابتها معاها في المطبخ ـ قهوة وصينية حلا وبيتزا ـ ..!
وسلمت عليها وقالت : ها ماقال لك عماد متى بيجون ضيوفه ..؟
ردت شادن ببراءة : لا ماقال بس الحين يجي ويقول ..
ردت فوزية باستغراب : الحين يجي ..؟ ليه ماشفتيه وهو طالع لك قبل ربع ساعه يقول بتروش والبس ..
تغير لون شادن قالت بارتباك : ها لا ماشفته انا كنت ….
قاطعتها ام ناصر : ايه تلقينه في حجرته ماراح لحجرة شادن .
ضحكت فوزية وشادن مصدومة ومذهولة من جدتها قالت فوزية باستخفاف : ليش هم مو عايشين بغرفه وحده ..؟
ردت ام ناصر بلكنة غاضبة : انشديها ( اسأليها ) عندتس ..!!
ابتسمت شادت ووجهها يكتسي حمرة احراج وارتباك قالت : تلاقينه حصلني اتحمم في الحمام وماقدر يستنى قام راح لغرفته .. القديمة .
رمقتها جدتها بنظرة عدم رضى قالت فوزية : هذا هو .. جبنا سير الئط ..
طالعت شادن فيها بنظرة تهديد وقالت وعلى وجهها ابتسامه : قصدك الذيب وجا على طاريه .
نزل من الدرج بثوب اسود وغتره بيضا وهو يلبس ساعته الفضية وريحة عوده المعتق سابقته ..
قالت فوزية : واااااو ماشاء الله تبارك الله .. وش سالفتك انت وحرمتك اليوم كل واحد يقول الزين عندي .
طالع في فوزية هو يجاهد تجاهل شادن الواقفه وراها قال : شهد وين مااشوفها ..؟
ردت فوزية وهي تضحك : ياخي شهد ذي عليها افكار .. كل شوي مطلعه ثلاثه فساتين وتحتار بينهم وتعد اللي يجي عليه العشرة تقول ابي البسه ..وماخلت شي في الدولاب الا وطلعته .. عاد جيتك وهي مارست على شي تلبسه وخليت الشغاله معاها .
انسحبت شادن بهدوء وفوزية تتكلم وراحت للمطبخ ..
ورد عماد على فوزية وهو يضحك بصوت خفيف : ياحبي لها هاللي ذوقها صعب .
التفت على جدته قال : الغاليه علامها ساكته عسى ماشر تحسين بشي .
ردت ام ناصر بزعل : مافيني شي .. بس اذا راحوا ضيوفك لي معك كلام انت ومرتك .
ضحك وهو يطالع في ساعته قال : هههههههههههههههه اذا رااااحوا يالله في العافيه …!
وصلتهم ريحة العود من جلس الرجال ..
والتفت عماد على جهة المجلس قال : عز الله حطته في وقته .. يالله بروح انتظر الناس برا ..
توجه للبوابه وغيرت خطواته مسيرها تحثه للمجلس لاارداياً ..!
وقف على الباب وهي تدور بالمبخره الذهبيه الكبيرة وتمرره على الستاير والوسايد والزوايا ..والمكتبه ..
لحظات مرت عليه يتأملها بدون شعور ..
شكلها آسر يسر الناظرين ..
وشعرها رغم قصره الا انه عليها يشبه الليل بسواده ..!
انوثتها تفيض على المكان سحر يخلب الألباب ..
التفتت عليه قالت متفاجأة : عماد .. كويس انك جيت عشان ابخرك قبل يخلص .. ابتسمت له وكملت : ولو ان ريحة عطرك احلى بس لازم ابخرك .
قربت منه وبخرته وهو ساكن وساكت وحاط يدينه على اطراف الباب قالت بجديه : عماد ترى جدتي قاعده تلمح بكلام قبل شوي عني انا وانت شكلها زعلانه ..
اخذ المبخرة منها ونفخ على الجمر قال : انتي ماقلتي لها شي .
: لا طبعا مستحيل اتكلم مع احد عن حياتنا .
: الله يستر بس لاتشك بشي ثم تزعل ……
قطع كلامه وهو يسمع صوت الجرس قال : هذا هم وصلوا .. مد عليها المبخرة وعطاها ظهره .. رجع التفت عليها قال : ان شفت دموع ياشادن ياويلك مني ..!
طلع مع قسم الرجال وهي راحت لجدتها وفوزية تبلغهم بوصول الضيوف وبداخلها خايفه من سيرة الدموع ..!



***


جالسه في غرفتها لوحدها وساكته
افكارها تعبانه من التفكير ..
والاسبوعين اللي مرت عليها كفيله انها تشبعها ارق وإرهاق
الصمت انيسها وجليسها ..
والوحده مطلبها وغايتها ..
ماتبي تفكر بشي يتعب ..
لاحمود ولاعماد ولا الكابوس مسفر اللي قلب لها حياتها في لحظات ...
اكتفت بالتدقيق في رسمة ورود صغيره على بطانيتها ..!
نفسها تمسك ورده حمرا وكبيرة ..
نفسها تشم ريحة الورد الطبيعي ..
عمرها وبحياتها ماشمته ولا لمسته ولا مسكته ..!
تذكرت الورده الحمرا الجافه اللي بين طيات دفتر خلود حق التحضير ..
بس استحت لاتمسكها ولا تشمها
شكلها من شخص عزيز عليها ولا مااحتفظت فيها ..
حركت اصبعها على الرسمه بنعومه وهي تحاول تصفي ذهنها بسيرة الورد وطاريه اللي تريح الاعصاب وتخفف التوتر ..
رفعت راسها لنورة وهي داخله بصينية فيها شاهي ومضير ( اقط ) ومكسرات قالت نورة بملل : انتظرتس في الصاله لين مليت ماجيتي قلت مافيه الا اني اجي عندتس في غرفتس .
صبت لها كاسة شاهي ومدته عليها قالت نوف بهدوء : امي وين راحت ..؟
ردت نورة : راحت هي وام حمود يقهوون مهرة بنت ام سالم .
عقدت نوف حواجبها قالت : مهرة ولدت ..؟
: بسم الله علينا موب امي علمتنا قبل يومين وانتي اللي سألتيها عن وش جابت قالت لتس جابت ولد ..!!!
فتحت نوف عيونها قالت : اناااا ..؟
: بسم الله علينا منتيب صاحية ....
قطعت نورة كلامها وهي تشوف وجه نوف متغير قالت بمرح : محد يلومتس لو تنسين لتس اسبوعين ماتجلسين مع احد ولاتكلمين احد .. حتى الاكل اعوذ بالله ماعاد تعرفين شكله ..!
ردت نوف بألم : لاوالله يانورة .. انا لي كم يوم صايرة انسى ومااقدر اركز في شي ..
دمعت عيونها وهي تطالع في نورة وتشد على طرف البطانية بتوتر
قالت : اصلاً ليش ماانسى واتجنن بعد اللي صار لي ... يانورة صورة العله هذا ماتفارقني وصوته وفي اذني للحين .. ياليته ذبحني ومت في يده ..
قالت نورة بوجع : يانوف استغفري ربتس مايجوز تمنين الموت ربي ادرى بعبده .. ثم انتي اللي جبتي هذا كله لنفستس وزين انها انتهت على خير السالفه .. تدرين امي وش قالت لي امس ..؟؟
: وش قالت ..؟
: قالت ان مسفر جانا وقال انه يبي يخطبتس بس ابوي رده قال انه ملك لتس على حمود .
بكت نوف بقهر وقالت بصوت باكي : يعني مافيه حظ غير حمود ولا مسفر .. وتقولين حظنا زين يانورة .. وين الحظ اللي تقولينه .. حمود حظ ..؟ ومسفر عشم يانورة .. ياربي اخذني ياربي اخذني قبل آخذ حمود .
تنهدت نورة بوجع ممزوج بملل ويأس من حال اختها قالت : يانوف اذكري ربي واستغفري .. انتي لو شفتي حمود هذاك اليوم وهو خايف عليتس كان ماقلتي اللي تقولين .. تكفين يانوف فكري بحمود .. تراه صار زوجتس خلاص ..
قاطعتها ببكاء و : لا يانورة انا منيب آخذته .. مااقدر يانورة .. ماابيه اذا تبينه انتي اخذيه .
: وش هالكلام يانوف .. تكفين خليني اشوفتس عاقلة لومرة وحده .. والله ان كلام العنود اركد من كلامتس . امسكي امسكي هذا من مضير امي الجديد ذوقيه طعمه يهبل .
صدت نوف عنها وتمددت في فراشها قالت : ماابي شي بس خليني ارقد .
: وشلون ترقدين وانتي ماقمتي الا الساعه ثلاث .. قومي قومي ولاتبين تخلين العشا عليّ تراني من يوم عطلت وانا اكرف لحالي وانتي منسدحه .
ماردت عليها نوف وتغطت ببطانيتها وحمود وهاجسه مسيطر عليها في هاللحظة ..
وشلون تفتك منه ..
وشلون تهرب ولا تبعد عن الواقع السوداوي اللي يحاصرها ..
من بعد سالفة ملكتها وحمود والتفاؤل مقتول والفرح ماتت تباشيره وعلاماته ..!
قامت نورة واخذت الصينيه وهي تقول : الله يسامحتس بغيت استانس عدنتس وغثيتيني ..


***

انفتح الباب بمفتاح عماد اللي يرحب ويهلي وصوت ضحكه واصلهم قبله ..
: اصبر اصبر لاتفجعهم .. خلني امهد ..هههههههههههههههههه هييييي على هونك ياابن الحلال ..
دخل احمد خطواته تسابق لهفته وشوقه وحنينه ..
رمى نفسه بين يدينها بدون أي انذار مسبق اواعلان ..
متجمده للحظات ..
مو مصدقه او مستوعبه ..
المفاجأة كانت هائلة ..
والصدمه ماكانت على البال ولا الخاطر ..
هي نايمه ...؟
ولا تحلم مثل عادتها بوجهه وزوله وريحته ولمته ..؟؟
ولا انها صاحية وتتخيل ويتهيأ لها
هو صدق وحقيقه اللي تشوفه بعينها وتحسه بقلبها ...
لحظات مابين يمكن ويمكن ..
صوته وضمته ودموعه كانت البرهان انه حقيقه مو خيال ولا وهم او حلم ..
طاح عقاله على الأرض وهو يدفن راسه في صدرها ويلثم يدينها الثنتين وراسها بحرارة وشوق .. ويرجع ليدينها يلثمها ويحطها على خده ..
: ياهلا ومرحبا .. ياربي انك تحيي هالوجه .. يالله لك الحمد اني شفته ..
الغصة بحلقها خنقتها ووقفت باقي الكلام ..
ودموعها انسلت من بين جفونها وكان الحنين اقوى من الصبر ..
الجبل الصامد اهتز امام لحظة لقا تنتظرها من سنين وتحلم فيها كل يوم ..
قالت بصوتها المختلط بالبكاء : ابطيت عليّ ياوليدي .. سنتين يادافع البلا .
مسحت دموعها بطرف طرحتها السودا اللي ماتفارقها حتى بمنامها الا اذا استبدلتها بمثيلتها ..
المفاجأة اكبر من انها تستحملها وأقوى من كل توقعاتها ..
مسح دموعه هو الثاني بقفا يده قال : ماابطيت الا بعذري يالغاليه .. سامحيني وارضي عني .
سحبه عماد من حضن جدته وهو يضحك ويقول : ياخي هذا وانا موصيك لاتصير بزر .. قوم قوم نكدت على الغاليه .
وقف احمد واخذ شماغه اللي طاح والتفت على فوزية
الأخت الصغرى ، والصديقه ، رفيقة الطفولة والعمر .. وفتح لها يدينه ..
كان السلام حار بحرارة الحنين واللهفه والشوق ..
قال عماد : ياخي ترى حرمتي بعد مشتاقة لك عطها وجه .
التفت على شادن المتأثرة بالموقف وابتسمت له وسلمت عليه بخجل وحذر ورسميه ..
قال لعماد وهو يبتسم : يالملعون كل هالزين لك ..
قال عماد بمحاولة منه اضفاء شيء من المرح ..: اذكر الله تراني خابرٍ عينك قوية ..
ضحك احمد وهو يتوجه للمغاسل قال : لا اله الا الله ذكرت الله واخترته .. اوووه ترى ليلى عند الباب نسيتها .
تحركت شادن من مكانها وراحت استقبلتها ودخلتها لمجلس الحريم بعد ماسلمت عليها
قالت شادن بعد ماسلمت عليها .. : هلا والله .. كيف حالك ..؟
رفعت ليلى حواجبها وهي تتأمل شادن قالت : الحمد لله بخير انتي كيفك ؟
ردت شادن وهي تطالع بعبايتها السودا ( الخيمه ) والمطرزة بالتركواز على اطراف اكمامها الضيقه وأسفلها بنقشات كبيرة وواسعه : ماشي الحال الحمد لله .
فتحت ليلى لثمتها ونزلت طرحتها اللي تغطي جبينها وأطرافها مثل العباية بتطريزها التركواز وحبات اللولو المنتثره في زواياها ..
قالت : اوووف .. ياربي على هالبرد والجفاف .. جو الديرة هو هو مايتغير ابد ..!
اخذت شادن عبايتها وطرحتها علقتها وهي مستغربه من اللبس والكلام .. قالت : الحين اشغل التكييف على الحار اذا انتي بردانه ..؟
طالعت فوق قالت : ماشاء الله ومكيفات بعد ..زين ان الديرة بدت تتطور . يااختي مدري كيف قدرتي تعيشين فيها بعد ماتعودتي على حياة المدينة .
ردت شادن بابتسامه وهي تحاول ماتبدأ بنقاش من اولها : الحمد لله مو ناقصني شي ومرتاحه .
رفعت ليلى حواجبها بتعجب قالت : غريبة . انا لو تقطعيني ماقدرت اعيش فيها اكثر من يوم .. حتى حاولت في احمد اني امشي اليوم لاهلي بس مارضى .
اكتفت شادن بابتسامه و : الله يعين .. عن اذنك بجيب القهوة ..
قالت : لا لاتجيبين قهوة ترى مااشربها .
: ماتشربين قهوة ..؟
ردت ليلى : لا لا مااحب القهوة العادية ..!!
: زين اجل بجيب شاهي ونعناع ويانسون ....
قاطعتها : لا لا شكراً لاتتعبين نفسك . انا مااشرب غير كبتشينو ..
تفاجأت شادن بطريقتها وطلبها .. واتسعت ابتسامتها غصب ..
قالت .: ممممم خلاص اسوي لك ولا يهمك ..
: ياليت اذا فيه من الجاهز ..
: جاهز ماعندنا لكن بسوي لك وان شاء الله تعجبك ..
: حتى سوبر ماركت ولا جمعيه مافيه جد جد الله يعينك على الحياة هنا ..!
: ههههههههههههه اش نسوي عاد . . هذا النصيب واذا على الكماليات ماراح نموت من دونها ..
سكتت ليلى وهي تتأمل الديكور اللي يزين سقف المجلس والتعتيق الهادي على الجدران ..
وطلعت شادن متوجهه للمطبخ ..
قابلت فوزية اللي جاية تسلم على ليلى قالت بابتسامه واسعه : اجلسي معاها لحد مااجيب الكبتشينو .
فتحت فوزية عيونها باستغراب قالت : كبتشينو .. خير ان شاء الله ..؟
انسحبت شادن من عندها من دون ماتضيف أي كلمه والثانية كملت طريقها ودخلت على ليلى حتى تسلم عليها ..


دخلت شادن للمطبخ تحضر قهوة عمها وتضيـّْفه بطريقتها ..
حضرت الحلا والمعمول اللي سوته من بدري ..
وزمت شفايفها وهي تتذكر قهوة ليلى اللي ماكانت على البال "هذي وشلون اسوي لها قهوتها .. لو فيه كابتشينو جاهز كان اشوا "
تذكرت هبالها هي وسارة اذا اشتهوا كابتشينو وكانت مخلصة ولا مافيه احد يجيب لهم من برا .. قالت " بسويها بطريقتي انا وسارة التقليديه والله يعين ويساعد ان عجبتها كان بها ماعجبتها عنها ماشربت قهوة اليوم "
حطت حليب وموية باردة وسكر في الخلاط الكهربائي لحد ماطلعت له رغوة وصبته في ثلاثه اكواب ..
جهزت النسكافيه والسكر والموية الحارة وحطتها هي كمان في الخلاط وشغلته لحد ماشافت الرغوة ..
صبتها في الاكواب على الحليب ورشت عليها بودرة شكولاتة نسكويك العادية ..
قررت تاخذ قهوة عمها توديها قبل ماتودي قهوة ليلى ...
بس دخل عماد عليها قال : هاتيها عنك .. ! التفت على الكبتشينو
قال : هذي لمن ..؟
: لزوجة عمي ماتشرب قهوة عاديه ..
ضحك عماد باستهزاء قال : هههههههههههههه اجل ماتعجبها قهوتنا ... وريني بذوق ..
شرب منها رشفه قال : هاتي هذا لي عز الله انه ازين من اللي اشتريه من برا ..
حطه في الصينية قال باستهبال : حتى انا مااشرب قهوتكم ..
فتحت فمها وضحكت وهو شال الصينية وتوجه للباب ورجع التفت عليها قال : ترى اخلاقها شينة وماتشوف الناس ناس بس تحمليها عشان احمد .. ابتسم وكمل : واذا طلبت كبتشينو سوي لها على طول ..
طلع بصينية القهوة والضحكة على محياه .. وهي تضحك بصوت مسموع من كلامه او فرحه باسلوبه المرح معاها لأول مرة ..!
احلى شي في وجود احمد انه غيّر موده وقلبه رأساً على عقب من اول مادخل ..
ويمكن يشغل جدتها عن الملاحظات اللي ماكفت عنها من العصر ..!
اخذت صينية القهوة ودخلت بها على فوزية وليلى والابتسامه على محياها ..
سمعت فوزية تقول باستغراب : ياحبي لك ياليلى اللي يسمع كلامك يقول انك مو من الديرة ولا قد عشتي فيها ..
ردت ليلى وهي تعدل كم بلوزتها الصوف قالت : ياقلبي كنت من الديرة ونقلنا من سنين وماعاد يربطني فيها شي غير زيارتكم .
قالت فوزية : هذا كلامك وانتي ماطلعتي منها الا بعد مااخذتي احمد .. اجل وشلون لو عشتي طول عمرك في مدينة مثل شادن .
رفعت نظرها لشادن قالت : من جد ياشادن ماادري كيف عايشة هنا ولا كيف تتحملين تجلسين بدون كهربا وتلفون .
ابتسمت شادن وقربت الصينية منها وحطت كوبها على الطاولة القزاز اللي قاعدتها خشب على هيئة جذع شجرة .. قالت : بالعكس انا احب الديرة لأني احب اهلها والكهربا موجوده حتى لو نص يوم .. والتلفون ان شاء الله بيجي بعد فترة قصيرة ..
قالت فوزية : ياربي لك الحمد ان شادن عاقلة .. جد ياليلى انتي مررررة سخيفه .. يابنت وش اللي غيرك ماكنتي كذا .. بعدين العباية اللي دخلتي فيها وشلون تمشين فيها .
ضحكت ليلى قالت : هذي آخر موديل نزل .. شادن وش عبايتك ..
قالت فوزية : عباية راس وواسعه وسادة مثل عبايتي .
طالعت شادن في فوزية اللي ماخذه راحتها مع ليلى وتكلمها بجلافه وبدون رسمية قالت : عمتي ترى ليلى ضيفتنا .
اشرت ليلى بيدها وهي تقول : خليها خليها متعودة على اسلوبها .. يقولون انها كانت صديقتي واحنا صغار .
ضحكت فوزية قالت : يقولون وكانت يالنذلة .
دق جرس قسم الحريم ووقفت شادن وهي تسمع عماد يناديها بصوت عالي ..
طلعت وهو يضحك مع احمد قال : روحي افتحي الباب وترى هذا كلامي اللي البارح لك .
عقدت حواجبها وهي تبتسم وتتذكر وش مفاجأته لها غير عمها احمد واهله ..
قال وهو مقابل لجدته واحمد ومتكي على التكاية : ان شفت لك دمعه وحده لاتلومين الا نفسك .
هزت راسها ومشت للباب .. قال احمد : والله البنت مأثرة عليك باللهجة ياخوفي لاتجيني بكرة تقول كمان واشبك وياوااد ..؟
انفجر عماد بالضحك على غير عادته قال : ابشرك اني شوي واقولها .. اجلس مع شادن يومين بس وهذا وجهي ماتكلمت مثلها .
قالت ام ناصر بدقه لعماد : شادن مامنها الله يستر عليها ليت الحريم مثلها بالصبر والستر على اللي فيها .
قال احمد : افاااااا الكلام دق ياابو مشعل اعترف وش مزعلٍ امي فيه .
التفت عماد على شهقة شادن وترحيبها وصوتها يتهدج ..
قال : عز الله مااعدى حرمتي بالدموع الا انت ..
لكزه احمد وهو يوقف قال : قوم خلنا ندخل عن الحرمة بتدخل .
وقف عماد معه قال : عاد عمتي الله يستر عليها فيها حيا عمري ماشفته في الحريم .
تنهد احمد وهو يقول : الله يرحمك ياخالد ويجعل قبرك روضة من رياض الجنه . امش امش الحرمة دخلت وشكلها تبي امي .
وقف احمد بعيد عن ام نايف وسلم عليها من بعيد وردت عليه بصوت واطي وخجول ..
قال : كيف الحال ياام نايف عساكم بخير .
: بخير الله يعافيك ... اش اخباركم انتم ..؟
: بخير الله يسلمك . .
عدى احمد للمجلس مكتفي بالسلام والسؤال ودخل للمجلس ..
جا عماد وسلم على عمته اللي تقريباً اعتادت عليه .. قال لشادن : ها وش رايك ..؟
ابتسمت شادن بامتنان قالت وهي تلف يدها على اكتاف امها المتكتفه بعبايتها الساترة : تسلم عماد .. عن جد احلى مفاجأة ..
قال : نايف وين مادخل ..؟
ردت ام نايف : الا الظاهر دخل من قسم الرجال .
توجه عماد لقسم الرجال وكملت ام نايف مشيها للصالة عند ام ناصر ..
بعد السلام والتراحيب اللي استقبلتها فيها ام ناصر ساعدت شادن جدتها على الوقوف ودخلتها للمجلس معاهم ..!
وقفت ليلى وسلمت على ام ناصر ورجعت سلمت على ام نايف وهي تطالع فيها بحرج ..
قربت فوزية وهمست لها : شوفي ستر الحرمة وتعلمي .
لكزتها ليلى بكوعها وقالت بنفس الهمس : اقول اسكتي مو وقتك الحين .
اخذت شادن عباية امها وغطاها وعلقتها والسعاده باينه عليها في كلامها وتصرفاتها وحركاتها ..




***



بعد ماوصل الديرة ..
دخل اخذ له شور سريع يعيد له نشاطه اللي نفد من التعب خلال الأربع ساعات الماضيه وهو جاي ..
وقف فهد على المرايه يمشط شعره اللي بدا يطول ..!
حاول يدسه خلف رقبته ولا يبين مع الشماغ حتى مايسمع كلمتين معتبره من ابوه وعمه فواز بسبب طول الشعر ..
اخذ فروته ولبسها وحس بالدفء يتسلل لجسده في صقيع الديرة وبردها القارس ..
مر طيف صورتها في ذهنه .. وحس بشي يسري في دمه ..
من امس ومن بعد ماشافها ماقدر يتخلص من شكلها وصورتها سواء في الحادث ولا في بيت اهلها ..
ليه اذا تذكرها حس ان بينه وبينها رابط قوي ..
تشبهه بشي ..!!
يمكن الحزن والوجع ذاته ومرارة الفقد عاشوها الاثنين ..
ويمكن لأن الاثنين فقدوا وهم يطالعون وما قدروا يسوون شي ..!
التفت وراه لبندر اخوه وهو يدخل ويقول : ترى عماد جا وابوي على جمر يبي يشوفه ويسأله عن سوالفه في بيت لافي .
قال فهد وهو يعدل شماغه : الله يكفيني شر هالشياب لاينغصون عليّ ويغصبوني على شيٍ ماابيه ...
: وين بتروح انت ..؟
: بجلس مع ابوي وعمي ثم اروح لاهل سعود الله يرحمه .
رفع بندر حاجبه باستغراب قال : وانا اقول سيارتك مليانه اغراض ومانزلتها اثرك تبي تروح لهم ... طيب ارتاح لك شوي انت توك واصل .
اخذ فهد مفاتيحه ومحفظته قال بوجع وهو يغمض عيونه بقوة ويصك اسنانه : الله يساعدني على شوفة اخته الصغيرة ..!
قرب بندر منه قال بلهجة حانية : اذا روحتك لهم تبي تنكد عليك خلني اروح بدالك .
رد فهد بصوت حاول انه يكون عادي لكن لكنة الألم مااختفت وكانت فيه واضحه وجلية : لا لا انا اللي لازم اروح لهم .. معك خمسمية ريال ..
فتح بندر محفظته ومدها عليه بدون مايسأل واخذها فهد وهو يقول : اردها لك بكرة ان شاء الله .
دخلت منال عليهم بسرعه وقطعت كلامهم بحماس قالت : عيال تخيلوا من اللي جا عند جدتي .
قال بندر : من عندها ..؟
قالت منال بحماس : عمي احمد .. ياربي ماني مصدقه اني بشوفه .
رد فهد بضحكة : هالحين من يفكنا من حنان ان درت انه جا .
قالت منال وهي تضحك : هههههههههه لو شفتوها ..! اول ماسمعت خالد وانطلقت تبدل ملابسها تبي تروح معه .
: ابوي درى عنه ..؟
: ايه وراح مع عمي فواز ..
قال بندر : خلنا نروح نسلم على عمي ثم روح لمشوارك .
: زين يالله امش معي وعلم خالد يجيب امي والبنات على سيارتك .
اخذ بندر شماغه وعقاله وطلع مع فهد المشغول بلقاءه باهل سعود ..
رغم انه اعتاد الا انه في كل مرة يستصعب الامر وكأنه اول مرة يقابلهم م ن بعد وفاة سعود ..
وقف على صوت امه اللي استوقفته عند الباب : فهد يمه اصبر ابيك لاتروح .
وقف فهد ورجع لها قال لبندر : اسبقني على السيارة وانا جاي وراك .
التفت على امه قال : سمي يمه بغيتي شي ..؟
وصلته امه وقربت منه قالت : يقولون عماد من البارح وهو فيه .. لاتنسى تسأله عن سالفة الخطبة اللي ماعطانا عنها علمن اكيد . الله يهديه مشى صبحية كلامه لنا ولا شفناه ولا سمعنا منه شي ..!
هز فهد راسه قال : تلقين ابوي اخذ منه العلوم كلها .. لكن ابشري مالتس الا من يسأله ويرد لتس .
طلع فهد من عندها وهو عارف ان الخطبة اللي قال عماد عنها وهمية وانه ماخطب ولا نوى يخطب له من دون علم اهله وشورهم .


***


البرد من بعد المغرب في أوجه ..!
دخلت ام نوف بعد مارجعت من عند غنمها وهي تدور الدفا داخل البيت ..
قالت العنود اللي تمشي معاها لها ساعه وتحن عليها تبيها تروح تتعشى عند جيرانهم : تكفين يايمه ابي اروح العب مع شهد وابي اشوف مرة احمد وابلا شادن .. تكفين يايمه طلبتس .
ردت امها بتعب وكلل : حنا وين نسري في هالبرد .
: يايمه بيتهم مهوب بعيد .. شوفيه قريب واخذي فروة ابوي وليا دخلنا نزليها عند الباب واذا رجعنا اخذيها والبسيها .
: الله يقطع شرتس من بنت سويتي سواة نوف فيني ماتحيدين عن الشي لين تاخذينه غصب .. هاروحي لنورة خليها تسوي شعرتس وتدور لتس على ثوبٍ زين تلبسينه ..
مرت من عند نوف وهي متمدده في فراشها وملتحفه ببطانيتها وعيونها ثابته في مكان واحد وعقلها بعيد عن المكان موديها لعالمها البعيد والمستحيل ..
قالت امها بحنان وخوف وشفقه : يمه نوف .. اليوم وشلونتس ؟ .
ماتحرك منها ساكن ..!
وكررت الأم الملهوفة على بنتها وصحتها : نوف .. نوف .
تحركت بهدوء وقالت بذات الهدوء : سمي يمه وش قلتي ماسمعتس .
: يابنيتي اللي تسوينه بعمرتس مايجوز .. قومي كلي لتس لقمة وسولفي معنا وونسي عمرتس .
نزلت من عينها دمعه قالت بألم : يمه انا ماابي حمود .. حمود مايناسبني وابوي غصبني عليه .
تنهدت امها بوجع لأن هذي الجملة الوحيدة اللي تكررها وتقولها كل ماحاولوا يفتحون معها أي سالفه اونقاش ..
قالت بيأس وقلة حيلة : ماعاد بيدينا شي يانوف .. اول شايلين همتس يوم نقول مااعرست وهالحين مانبي نشيل همتس ونقول مطلقه .. حمود اخير لتس من مقعدتس في بيت ابوتس بلا رجال ولا عيال ..
صدت بوجهها عن امها وزفرت بآهه أليمة وعادت لصمتها وسكونها وأفكارها وعالمها ..!
راحت امها لنورة اللي طلعت للعنود فستان طويل من الصوف وعليه جاكيت بكم طويل الوانه بين الأسود والاورنج ..
قالت نورة : يمه اللي عزمتس من ..؟
: ابوتس يقول خالد ولد ناصر عزمه ويقول خل اهلك يجون .
: يعني اكيد العشا عند عماد مهوب عند ناصر .
: ايه عند عماد ..!
دخلت امها غرفتها بتلبس وتروح للعشاء ارضاءً للعنود وتلبية لدعوة جيرانهم .

جالسين حول السفرة وهي معاهم ومو معاهم ..
عيونها تقرحت من كثر البكا بعد ماكلمت اهل اميرة وقالت لها امها ان عيالها مايكفون اسئلة عنها ..
قال مشاري وهو يطالع في يدها ورجلها وهي مقيدتها : اقول سارة .
بلعت لقمتها قالت بهدوء وصوت مبحوح : هلا .
: فيه جبيرة ناعمه ورقيقه اش رايك نسويها لك بدال هذا اللي الجبس وزنه اثقل من وزنك .
طالعت في يدها الثقيلة قالت : ياليت والله اقدر افك هذا .. قرفني بالحر والعرق ومرة مضايقني .
شرب ابوها كاسة اللبن قال : خلاص اليوم مشاري يوديك تغيرينه ويحطون لك واحد اخف من هذا .
قالت امها باهتمام : اخاف نرجع من البداية ويضيع عمل الجبس هذا ..
رد مشاري بثقه : لا لا انا سألت عنه ماراح يضرها شي .. المهم ياسارة البسي بعد شوي بوديك لاتتأخرين عليّ مواعد لي رجال بطلع انا وياه لأبحر .
سحب ابوه الكرسي ووقف وهو يقول : الحمد لله .. مو فهد اللي بتطلع معاه .. ؟
قال مشاري : لا مو فهد .. فهد طلع لديرتهم اليوم .
: ليت في الرجال منه عشرة ..
سألت سارة بعفوية : فهد مين ..؟
رد مشاري : ولد عم شادن .. هذا اللي وداك المستشفى يوم الحادث .
شهقت بصوت خافت وحطت يدها على فمها ..
قالت : هذا ولد عم شادن ..؟
: ايوه ولد عمها .. ماقلت لك انا ..؟
: لا ماقلت .. حطت يدها على جبينها ومسدته قالت بصوت خجول : فشله.
وقف مشاري وساعدها على الوقوف وهو يقول : لا فشلة ولا شي .. لاتفكرين بالموقف وانسيه نهائي ..
زمت شفايفها وهي ترجع بذاكرتها للحادث وتحاول تنحيّ المصاب وتتخيل كيف كان شكلها بس ماقدرت تتذكر الا صورة الموت في الجثث والدم والسيارة ..
جاتها امها ومسكتها بدال مشاري ومشتها لحد ماوصلت الكنب قالت لامها بهمس : يمه مرة متفشلة .. ياليت اللي ساعدني مايعرف عنا شي ..
ردت امها باتزان : بسم الله علينا ياسارة .. ويعني شافك ..! كان بيدك هو .. ولاكنتي في حال شي ..! اسمعي كلام مشاري ولاتفكرين بالموقف كله .. ولاتصيرين حساسة كذا .
وصل عندها ابوها وجلس بجنبها وهو ينشف يدينه بمناديل قال : ترى هو اللي اسعفك وتبرع لك بدمه ولولا الله ثم هو ماندري وش صار لك . والمسألة انسانية محد فكر باللي تفكرين فيه .. لف يده على اكتافها وكمل بلهجة دلال : يعني بلاخجل وبلا حيا ويافشلتي ويافضحي .. ميل جسمها عليه وهو يقول : كل الناس تدري ان بنتي متربية احسن تربيه واولهم فهد اللي شالك واسعفك ..
ابتسمت لابوها اللي يحاول جاهد انه يغير مودها كل ماشاف ملامح الحزن على وجهها ويرسم الابتسامة لو مجرد طيف ..!



دخلت بسرعه وفي يدها كيس مليان العاب وعرايس ودباديب ..
قالت فوزية : خلاص جمعتيها ..؟
ردت شهد وهي تدور في الصاله : ايوه جمعتها بس رجعت الباربي وعباية فلة .
عقدت فوزية حواجبها قالت : وليه رجعتيها مو زعلانه وماتبين منه شي ..؟
قالت ببراءة : بس انا ابغى الباربي وابغى العباية حاجاته هذي ماابغاها خلاص .
ضحكت فوزية قالت : حريم .
سألتها ليلى بغرور : وش فيها بنتك كذا ماتشوف الناس شي حتى سلام مافكرت تسلم .
قالت فوزية لشهد : بنت ..! شهد ..! تعالي سلمي على خاله ام نايف وعمة ليلى .
شهقت شهد وهي تطالع في ام نايف قالت بحرج وخدودها محمرة : انتي زوجة خالي خالد اللي مات .. وام شادن زوجة عماد .
ضحكت ام نايف وهي تفتح لها يدينها قالت : ايوه .. تعالي ياقلبي سلمي ..
سلمت عليها وجلست في حضنها قالت فوزية : باقي عمة ليلى قومي سلمي عليها .
وقفت شهد وسلمت على ليلى بسرعه ورجعت لحضن ام نايف والثانية حاضنتها وتدلعها وتسمي عليها ..!
دخلت شادن وشافت الكيس اللي نزلته شهد قالت : لمين هذا ..؟
ردت شهد : هذي حاجات عماد رجعتها له لأني خلاص زاعلته .
قالت شادن وهي تفتش الكيس : اوف اوف اوف شهد تزعل من عماد .. لا لا لا مااصدق ....
قطعت كلامها وهي تحس قلبها تحرك من اليسار لليمين لمن شاف الصورة اللي تتوسط الألعاب والهدايا ..!
طالعت بامها وعمتها وليلى وهم ملتهين مع بعض ويسولفون
وسحبت الصورة منه بهدوء ودخلتها تحت بلوزتها وتنفست بعمق ورجعت الكيس في المجلس بمكانه ..!
وطلعت برا ..!
سمعت صوت عماد ينادي وفي يده صينية القهوة والشاهي قال : شادن خذي بالله جدديها ..
اخذتها منه قالت بابتسامه : انتبه ترى فيه ناس زعلانه منك .
لحقها للمطبخ وهو يعدل غترته البيضا ويثبت عقاله عليها قال : من اللي زعلان لايكون مرة احمد راعية الكبتشينو .
قالت شادن بضحكة وهي تطالع وراه : لا لا شوفها واقفه وراك ..
التفت على شهد وهي حاطة يدها اليمين على خصرها والثانية ماسكة بها الكيس ورافعه حواجبها معقودة وتشمق فيه بعيونها ..!
قال : افا افا افا .. شهودة تزعل مني ... هذا الكلام اللي مايصييييييير ابد .. تعالي سلمي عليّ .
ردت عليه بزعل : لأ ماني مسلمة خلاااااااص تزاعلنا ..
ضحك عماد وهو يثني ركبه ويجلس لمستواها قال : وش اللي مزعل حضرة شهد بنت عبدالعزيز ..
مدت عليه الكيس قالت : كل حاجاتك اللي جبتها لي خلاااااص ماعاد ابغى عشاني زعلانه .
فتح عماد الكيس وضحك قال : يالظالمة آخذة الهدايا الجديدة ومرجعة القديم واللي مليتي منه ..!
كانت شادن تضحك وشهد ترد الضحكه وترسم على وجهها علامات الزعل قال عماد : طيب وش اللي مزعلك مني .
: عشان انت ماتحب شادن وعشان نوف العله دايم تقزك وعشااان ماتنام مع شادن ...
حط يده على فمها وهو يسبحها ويدخلها للمطبخ ويشيلها على الطاولة قال بجديه : وش الكلام هذا ..؟
قالت شهد : العنود علمتني انك زعلان من شادن ..
طالعت شادن فيهم باستغراب قالت شهد : وعشان ماتحب شادن وهي احلى بنت في الديرة ..
التفت لشادن قال : العلوم هذي منين جابتها ..؟
هزت شادن اكتافها قالت باستغراب : ماادري عنها اول مرة اسمعه منها .
قال : وانتي تسمعين كلام العنود وتصدقينه .
: ايه هي اصلاً تقول خلي عماد يخطب نوف مثل ابو سليم عنده اربع حريم وعيال كثيريييين .
: وهي اللي قالت عماد ماينام مع شادن .
: لأ انا شفتك تنام في غرفتك وكل يوم تقول لشادن رتبي غرفتي تعبان ابي انام .
زم شفايفه قال : طيب وش اللي يرضيك عليّ الحين .
: اول شي تصالح شادن وتحبها كثيييير زي بابا وماما .. بعدين تنام عندها عشان هي مسكينة يتيمة ماعندها ابو وتنام لوحدها .
ضحك عماد قال : وبس هذي خالصين منها .. غيره .
: طيب ليش انت ماتحب شادن .
كانت شادن تطالع في شهد باستغراب وشرود وحضور وتشتت ..!
التفت لشادن وشافها واقفه تنتظر حسم الحوار بنتيجه قال : وش دراك اني مااحبها ..؟
: طيب احلف انك تحبها .
تحركت شادن من مكانها قالت : شهد عيب تتكلمين كذا تبغين تسوين زي البنات قليلات الأدب ...
سكتها عماد وهو يسحبها ويسلم على خدها قال : ها شفتي اني احبها .
تنفست شهد بعمق وهي تبتسم بانتصار قالت : خلاص الحين صالحتك .. صرت احبك ..
فتح لها يدينه وحضنها وهو يقول : عاد ان زعلت شهد من اللي بيرضى عليّ .. وجه نظراته لشادن الغاطسة في خجلها وبقعه حمراء اعتلت وجهها ورقبتها قال : القهوة ياشادن لاتتأخرين علينا بها .. شال شهد وكمل : الكلام هذا ان قلتيه لاحد ماعاد فيه شي اسمه هدايا والعاب .
قالت ببراءة : طيب بعدين اذا صار عندك ولد اسمه مشعل تجيب له العاب زيي ولا لا ..؟
نزلها قال : روحي روحي لامك خلاص انتي الحين كبيرة لاعاد اشوفك عند الرجال .
ردت : اصلاً انا بجلس عند خالتي ام نايف هي تحبني كثير .
: انتي من اللي مايحبك ..؟
شهقت وهي تشوف العنود قالت : عماد روح روح يمكن العنود جابت الجني حق نوف معاها بعدين يدخل فيك .
صد عماد عن الحرمه اللي دخلت ودخل للمجلس وهو يقهقه ويستغفر ويتحسب الله على ابليس شهد ..


******

في مجلس عماد اللي برا ..
جالسين حول النار ..
احمد وعماد وبندر بجاكيتات وخالد ولد ناصر لابس فروته وناصر في صدر المجلس بالبشت الاشقر المصنوع من الصوف ..!
قال ناصر : تدرون فهد ونايف رجعوا من عند اهل المرحوم ولا لا .؟
رد بندر : لا ماالظاهر انهم رجعوا ..
تكلم فواز مقاطع : الله يعينك يافهد .. كل مايروح لهم يرجع وهو شايل الحزن من جديد .
قال احمد : والله يوم سمعت ا لخبر اني شايل هم فهد اكثر من هم اهله .. الله يرحمك ياسعود ويغمد روحك الجنه .
حل الصمت فجأة مع صوت فهد اللي وصلهم وهو يدخل مع البوابه ويغني بعالي صوته وبلحن حزين وكأنه ينفث حزنه بطريقة معبرة ..

ليت المنايا وقفت عنك ياسعود ......... خلّتك لين أوريتني في ضريحي

أنت الصديق الصادق الود ياسعود ......... وانت الطبيب لقلبي اللي جريحي

انا أشهد أني عقب فرقاك مقرود ......... ماأنلام انا لو كان اصفّق واصيحي

والله لصيحك لين أجاورك ياسعود ......... الله يعجّل جنب قبرك مطيحي

الدمع غار وجفّت العين ياسعود ......... والقلب ينحب والجوارح تصيحي



دخل فهد بصحبة نايف اللي اصر انه يروح ويشوف اهل سعود ويتعرف عليهم ورجع والحزن يملا قلبه لموقف ام سعود من فهد اذا شافته ..
سلم وتوجه لآخر المجلس بعيد عنهم وتمدد على ظهره على الكنب ورفع رجله على التكاية ..
غطى وجهه بشماغه قال : لاتنادوني على عشاكم واذا نمت لحد يكلمني .
اشر بندر لنايف وش صار ..؟ ورد نايف بإشارة بعدين اقول لك ..
قال عماد لنايف : ابوخالد .. ادخل ياخي شوف اختك كل شوي وهي تقول نادوه لي .
وقف نايف قال : كنت بجيها قبل شوي قالوا لي فيه حريم .
وقف عماد مع نايف قال : خلني اناديها لك في المجلس اللي داخل ..
دخل عماد مع نايف لمجلس الرجال بداخل البيت ونادى بصوت عالي : ياولـــد .. ياشهد .. ياشااادن ..
وصلته شادن وهي تضحك والعنود تمشي وراها وتقول ابلا يعني خلاص اقول لامي انتس بتجينا ...
قطعت كلامها وهي تشوف عماد وتربط صورته بكلامه لها بعد ماشقق الرسالة وتراجعت قال : تعالي تعالي ..
رجعت له بحيا قال : وش اسمك انتي ..؟
دخلت العنود اصبعها في فمها وقعدت تعض عليه باحراج وخجل قالت شادن : هذي العنود الشاطرة .
قال عماد وهو يبتسم من حركتها : وش تبي منك ..؟
: تبغاني ازورهم ..!
: اهااااا .. تعالي تعالي نايف هنا .
دخلت شادن وسلمت على نايف بلهفه قالت : دب فينك ليا ساعتين ادور عليك .
قال نايف : والله جيت قالوا ان فيه حريم وانتي فوق .. وطلعت مع فهد ودوبني راجع ..
التفت للعنود وهي تطالع فيهم وكأنها شايفه حدث مهم وتسجله بالحرف والحركة ..!
ودارى وجهه عن العنود ورى شادن قال : اش هذا المخلوق اللي وراك .
ضحكت شادن قالت بهمس : حرام عليك اسكت هذي بنت الجيران .
قال عماد وعلى وجهه ابتسامه واسعه : تعالي يالعنود ..
قربت العنود منهم بحذر وخوف وخجل قال : من احسن مدرسة عندكم بالمدرسة .
ردت على طول وبدون تفكير : ابلا شادن .. اصلاً انا احبها وكل البنات يحبونها حتى صالحة بنت محمد جار خالك ناصر تحبها وتموت فيها .
لف عماد يده ورى شادن قال : ماشاء الله طلعتوا تحبون مرتي وانا ماادري ..
ردت العنود بسرعه وهي تهز راسها : ايه نحبها .
دنقت شادن براسها محرجه وخجلانه قال نايف اللي انتبه لحرج اخته وحب يلطف الجو : والله وطلع لك معجبين ياشدون خابر محد يرفع من معنوياتك الا سارة ..
رفعت راسها لنايف ووجهها تكتسحه حمرة خجل من طوق يد عماد عليها وتحس بحرارته تشع في جسدها ..
قال نايف : لااااااااااا طلع العرق ياابومشعل . اذا انت حريص على عمرك امسك الباب وانا وراك .
قال عماد بعفوية : وش عرْقه . .؟
: هذا عرق اللي في جبينها اذا طلع معناتها الأخت عصبت .. واذا عصبت انفد بجلدك .
ضحك عماد بهدوء والتفت لجبين شادن يدور العرق .. لكن قربه منها احرف نظره ناحية عيونها ونسى نفسه لثواني وهو يتأملها ..
في عيونها جاذبية لحظها من اول لمحة شاف فيها شادن ..!
تيار بحر جارف اقتنع فيها ليلة زواجهم الباكية ..!
سحر تأثيره بالغ وقوي المفعول ادركه وعرفه مع الأيام والوقت ..
انتبه انه قد غاص وغرق وانتهى امره وماعاد فيه امل يرسو على بر ..!
نسى العرق اللي يقوله نايف واكتفى بعيونها ..!
قال بصوت بارد : نايف عيون شادن تشبه عيونك ..؟ .. هز راسه وكأنه مو مقتنع بكلامه وكمل : فيه شوية شبه صح ..
رفع نايف حاجبه بابتسامه قال بغرور مصطنع : لابسم الله عليّ . . انا كلي ازين منها حتى اسألها يوم كنت اجيبها من الجامعه كيف البنات يلاحقوني ويحاولون يرقموني ويعاكسوني .
فتحت شادن فمها وضحكت قالت : كلها مرة وحده جبتني من الجامعه وازعجتني فيها .
طالعها عماد بجدية قال : اجل من كان يوديك ويجيبك .
قالت : مع سارة .
: وسارة من يوديها ..؟
: السواق حقهم ..
: اها ..! اشوا اشوا .. حسبتك تروحين مع مشاري ولا ابوه .
يعني غيرة ..!
ولا الحالة اليوم وفرحته باحمد مخربطته ومايدري وش يقول ..!
صدت عنه بصعوبه وهي تطالع في العنود وحمرة الخجل والاحراج تكتسح بشرتها وتبث الحرارة في اوصالها ..!
قالت بصوت خجول : عنود حبيبتي روحي العبي مع شهد ..
ردت العنود : طيب بس تكفين ابلا لاتعلمين نوف اني عزمتس عشان ماترسبني ..!
حاول نايف يكتم ضحكته بس ماقدر وانفجر ضاحك .. ورفع يده لهم يعني مع السلامه وطلع مع الباب وسط ذهول العنود منه وهي تجهل السبب ..!

حاول عماد يتماسك حتى مايحرج البنت وطالع بشادن وهي تبتسم وتهز راسها للعنود قالت : لاحبيبتي ماراح اقول لها ونوف ماتقدر ترسبك لأنك ممتازة .
: الا هي تقول ان عزمتيها ولا كلمتيها بقول لمدرساتس يرسبونتس .
صد عماد وهو يضحك مايبغى يحرج العنود ويدينه على اكتاف شادن المنحرجه وبنفس الوقت تتماسك لاتضحك من كلام العنود قالت : ياعمري المدرسات عندهم امانه محد يرسب البنت الممتازة واذا رسبوها يفصلونها من التدريس ويطردونها وربي يعاقبها .. فهمتي ؟
ضحكت العنود وهزت راسها قالت : ايه .
قال عماد وهو يطلع من جيبه عشرين ريال : خذي هذي عشانتس تحبين شادن .. اشتري شكولاته وشيبس مو تروحين تشترين آيسكريم فاهمه .
هزت راسها وهي تاخذ العشرين وتروح تجري لامها بفرح يشبه براءتها ..!
مسك عماد يد شادن ودلّك اطراف اناملها وأظافرها بنعومة وهو ي قول بهدوء : ترى بكرة بنروح لمزرعتنا الكبيرة في الطايف ونجلس هناك اسبوع عشان احمد .
قالت بصوت واطي وخجول : في الطايف ..؟
: على حدود الطايف .. ترك يدها وعدل شماغه قال : رتبي لي شنطتي قبل تنامين وحطي لي ملابس دافيه ترى البرد هناك يكسر العظم .
: حاضر .. زمت شفايفها قالت : اكثر من البرد هذا .
اعطاها ظهره وهو يقول : ايه اقوى .. بس تدفي زين .. وعلمي فوزية تراها بتروح معنا هي وزوجها .

: عماد .
التفت عليها قال : سمي ..!
: الجوال يشتغل في المزرعه .. آخذ جوالي معاي .
: ايه شغال .. من بتكلمين .
جات تمشي عنده وهي مركزة نظرها على وجهه قالت : ام وحده من صاحباتي كان عندها الخبيث في صدرها اكثر من سبع سنوات ..
اصغى لها باهتمام وهي تكمل : تخيل كذا مرة أجلت العملية والحين الحمد لله تعافت بدون عملية ماعاد عندها شي .
فتح عيونه قال : والله ؟.
: ايوه دوبها امي قالت لي .. عاد انا بكلم صاحبتي اتحمد لها على سلامة امها .
رد عليها : وشلون تعافت بدون عملية ..؟
عيونها على وجهه وهو يسألها باهتمام قالت بمحاولة انها تشد من ازره وتخليه يتفاءل : موية زمزم وعلاج طبيعي ورقية شرعيه .
: بسسس ..؟
: هذا كلام امي عن بنتها .
: ماشاء الله تبارك الله ..
طلع جواله الثريا من جيبه قال : خذي كلميها الحين لو تبين .
ابتسمت قالت : لا خلاص اذا بكرة فيه جوال ادق عليها منه اصلاً هي استحالة ترد على رقم غريب وانا الحين مشغولة .
: زين ... يالله انا طالع للمجلس ترى العشا على وصول جهزوا السفرة ..
طلع وهي تتبع آثاره وبقلبها يارب اول الخطوة بديتها بقوتك .. ساعدني على الباقي ولاتخذله ولاتخذلني ..



***


في مجلس الحريم ..
دخلت عليهم العنود تجري وجلست بجنب امها وهمست في اذنها : يمه يمه شوفي عماد عطاني عشرين ريال .
طالعت امها فيها بنظرة تهديد : وشو .. الله يفضح عدوتس فضحتينا في الرجال .
ردت العنود بصوت عالي : يايمه هو عطاني اياها .. انا ماقلت له ..
وصل حوارهم لام ناصر وام نايف وام نوف تقول : اجل ليش يعطيتس فلوس .
: دخلتها العنود في صدر امها وهي تقول : عماد يقول عشانتس تحبين شادن خذي الفلوس هذي واشتري بها شكولاته وشيبس .
هزت ام نوف راسها قالت : الله يجزاه خير ويرزقه .
استمعت ام ناصر للحوار بدقه ..
ماتدري تصدق كلام شهد ولاتصدق تصرفات شادن مع عماد وعدم اكتراثها وشكواها وكلامه للعنود ..!
محتاره وشكوكها ماريحتها ابد .. لكن الا مايبين المستور وتعرف المخفي ان الله اشاء واراد ..!
وفي زاوية المجلس ..
ليلى وفوزية ومنال وحنان منزويات في الزاوية ويسولفون بحماس ..
اخذت ليلى جوالها المزين باكسسوارات كثيرة .. وهي تسب الديرة والحياة في الديرة قالت : مدري وش اللي مفرحك فيها يافوزية .. ياربيييي جوالي ماله داعي هنا ..
خطفته حنان من يدها وهي تقول : ياااااااااقلبي ياهالصورة وراعيييييييها والله يوم شفته لولا حياي من ابوي كان اضمه على صدري .. بس استحيت من ابوي وسلمت عليه عادي ..
قالت فوزية : تراه من اول ماجا وهو يسأل عنك يقول بنتي وش اخبارها .
حطت حنان يدها على قلبها قالت : بنته واخته وامه وابوه واهله كلهم الله يخليه لي ويخليني له .
التفتت ليلى عليها وضربتها على راسها قالت : هييييي بنت انتي ترى هذا اللي تتكلمين عليه زوجي .
ردت منال بعد ماحطت في فمها قطعه الحلا اللي قدامها : وانتي ترى اللي تقولين عنه زوجتس ماجبتي سيرته بالطيب من اليوم غير .. وقلدتها .. احمد قاهرني ، يرفع ضغطي ، تفكيره سخيف ، افكاره رجعيه ومتخلفه ، مايحب التطور ، كابتني ، يكره شي اسم حرية ...
قاطعتها فوزية : بنت منال وش هالكلام .. ولو ليلى ضيفتنا عطوها لبكرة ولا بعد بكرة ثم استلموها على كيفكم ..
رمقتها ليلى بنظره قالت : لاوالله .. الحين يعني سويتي خير .
سندت فوزية بظهرها على التكاية قالت : الله يقطع ابليسك ياليلى عليك ثقل دم عمري ماشفته في احد . بس احلى شي فيك قلبك الطيب .
ردت ليلى بتأفف : وانا وش مضيعني الا طيبة قلبي .. المهم زوجة عماد وين راحت .. ياربي من برودها يرفع الضغط .. من يوم جيت وهي توزع ابتسامات وتشتغل . . ماتتعب هي ..؟
قالت منال باندفاع : لا عاد حدتس ياليلى تراني ساكته لي ساعه وانتي ماخليتي احد الا واعطيتيه نصيبه حتى امي وجدتي واخواني ماقصرتي عليهم .. بس شادن ترى مااسمح لتس .
شهقت حنان وهي تفتش جوال ليلى وردت عليها ليلى بشهقه مماثله وهي تقول : قليلة ادب من سمح لك تفتشين ...؟
رمته حنان عليها قالت : خسارة انتس زوجة عمي احمد ..!
تبادلوا منال وفوزية النظرات مو فاهمات شي .. قالت فوزية : وش فيه ..؟
سكتت ليلى وهي تقفل جوالها وتمتمت : انا الغلطانه اللي فتحته وخليته في يدها .


***

بعد مارجعت من المستشفى ..!
نزلت عكازها بجنبها وجلست بين امها ومشاري بخفة وهي تتأمل يدها ..!
قال مشاري : لو كنت ادري انك بتمشين بالعكاز بسهولة كان سويناه لك من زمان .
ردت وهي شبه مرتاحه : اوووه الحمد لله احسني خفيفه .. مو زي اول .
قالت امها : ياربي لك الحمد ... خلاص من اليوم ورايح مافيه ساعدوني وشيلوني .
ضحكت سارة وهي تمد يدها على مشاري قالت : ممكن توقع راح توقيعك الاول .
طلع مشاري قلمه من جيبه وكتب : الحمد لله على السلامه ياسو...
سحبت يهدها بخفه وهي تقول : وجع وجع وجع ... الشرهه مو عليك عليّ انا اللي اعطيك يدي توقع عليها .
قهقه مشاري باستهبال قال : خلاص خلاص هاتي كنت ابغى اكتب ياسوسو بس انتي ماخذة فكرة شينه عني .
صرت عينها قالت بشك : سوسو ولا سويرة ها ..
: ههههههههههههههههههههههههه هه لاوالله كنت ناوي اكتب سوسو .. مو شادن تقولك سوسو .
تحولت ابتسامتها على طاري شادن لتكشيرة .. وتنهدت وقالت : ياعمري ياشادن .. مشتهية اجلس معاها واعرف اخبارها .
قالت امها : مصيرها تجي ان شاء الله وتتقابلون وتجلسون مع بعض اكثر . يالله قوموا للعشا .
قالت لامها ومشاري : اسمعوا .. تراني بكرة بروح لدار الايتام .. وابغى انزل السوق اشتري هدايا وألعاب للأيتام .
حاول مشاري يعترض بس قاطعته امه وهي تقول : الله يعينك على فعل الخير .. خلاص تراني خويتك في المشوار .
هزت سارة راسها لامها بامتنان لموافقتها قالت : الله يكتب اللي فيه الخير ..!



***


فتحت عيونها بكسل على صوته وهو جالس بجنبها على السرير ويناديها ..
: شاادن .. يالله اصحي الساعه سبعه ماصليتي ولالبستي وكل الناس سبقتنا وراحت وانتي نايمه .. شادن قومي وش هالنوم اليوم .
قالت بكسل وصوت نايم : طيب دقايق واصحى .. اذا بتروح روح وانا اجي مع امي ونايف .
رجعت ودست نفسها في اللحاف وشدته عليها وراحت في نوم عميق ..
ابتسم على شكلها قال : قومي يابنت الحلال مابقى غيري انا وياك ... شادن .. هزها ونادها من جديد : شادن اصحي ولا تراني صبيت على راسك كاس المويه هذا .
قامت جلست ورجعت شعرها ورى قالت : تعبانه والله مافيني اصحى الحين .
رد عماد بصوت حاني وهو يتأمل عيونها المغمضة وشعرها الفوضوي بنعومه وبيجامتها البيضا الأنيقه ..
البارحه اشتغلت شغل عشر حريم لوحدها ..
مااشتكت ولا تذمرت ولانامت الا بعد ماناموا كلهم وبعد مارتبت شنطته وشنطة جدتها ..
مد يده ورجع خصلة نازلة على جبينها بدلع لورى اذنها وفتحت عيونها بكسل قال : ارجعي نامي متى ماشبعتي نوم نمشي .
ماصدقت كلامه ورجعت رمت نفسها على السرير وهي تقول : بس عشر دقايق واصحى .
سحب المخدة الثانية اللي المفترض انها تكون له وتكى عليها وهي يطالعها ..!
وانتبه للورقه البيضا مكان المخده ..
يعرف وش هالورقه من شكلها بس يجهل تخص من ..!
سحبها وقلبها يشوف لمن هالصورة ..
صورته ..؟؟
رجعها بسرعه وهو يجزم ان فوزية اعطتها الصورة هذي لأنها هي اللي صورته ..!
حط يدينه على وجهه ورجع يطالع فيها وهي تغط بنومها ..!
يحبها وتحبه ..!
واثق من حبها له ..!
عيونها وكلامها وتصرفاتها كلها تثبت حبها له ..!
تمدد بجنبها بدون شعور ولا احساس وغمض عيونه وهو يحاول مايقرب منها حتى مايزعج نومها ..!
لف يده على عيونه وسرح مابين الخيال والواقع .. ولحظات حالمه ولحظات مريرة وبائسة .. غفت عينه بجنب شادن لأول مرة بدون أي مقاومه وبمنتهى الاستسلام ..!


***


وصل احمد وامه وزوجته والشغاله للمزرعه الكبيرة وامه تذكر الله وتهلل وتبارك ..
اشجارها كبرت وحيواناتها كثرت .!
قالت وهي تشوف النياق في آخرها : احمد ياوليدي ودنا عند عطايا الرحمن خلني اشوفها ..!
لف احمد بسيارته للركن المخصص للنياق حقت ام ناصر وعيالها وعماد من ضمنهم
.. قال : ماشاء الله تبارك الله .. كثرانه مهب على خبري .
ردت ام ناصر ووجهها يتهلل اعجاب وفرح ووناسة : ايه زادها عماد فوق خمسين قبل سنه .
تكلمت ليلى بقرف : اوف اوف من الريحه .. ودوني للبيت بعدين ارجعوا تفرجوا على كيفكم .
رد احمد بقلة صبر : ليلى بتسكتين ولا لا ..


وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 09:34 AM   #16

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت ام ناصر بمودة : ودها ياوليدي للبيت خلها ترتاح وانا نزلني عند النياق .
رد احمد بحزم : لا ارجعها ولا شي حالها حالنا تنزل وتتفرج ولاتقعد في السيارة تنتظرنا .. طالع في المرايه قال : هذا ناصر واهله وصلوا ..
قالت ليلى : احمد وشلون انزل وناصر وعياله بيجون هنا ..؟
تنهد احمد بتعب قال : الله يعين عليتس .. خليني انزلتس وارجع بامي .
لف ورجع للبيت وشاف فهد يفتح باب البيت ويدخل الاغراض والشنط وبندر وخالد يساعدونه والبنات واقفات وراه ..
قال احمد بصوت عالي : خلوا حنان تنزل معي ..
رد فهد عليه : خلها تدخل نايف بيجي الحين ويتمشى في المزرعه مانبيها تحرجه ولايشوفها .
التفت احمد على ليلى قال : انزلي وادخلي مع الباب اللي ورى الحين ارسل حنان تفتح لك .
نزلت ليلى من المقعد الخلفي وهي تتأفف ..
صاحية من صلاة الفجر والبارحه مانامت زي الناس من تغيير المكان والبرد ..!
وياليت بعد كل هالمعاناة تجني وناسة ولا راحة ..
نزل احمد وطالع عيونها الباينه وحواجبها الخفيفه ولثمتها الفتنة .. فقرب منها وسحب طرحتها لحد ماغطت وجهها كله قال : اعتقد انتس اقتنعتي ان فيه احد غيرتس مايلبس هالفستان واللثمة .. شوفي لبس فوزية وشادن وتعلمي .
سكت ماردت عليه لأنها في قرارة نفسها اقتنعت بأن لبسها منبوذ بينهم ..!
دخل احمد من باب الرجال وشاف حنان ومنال قال : حنونة روحي افتحي الباب الصغير لليلى .
طالعت حنان في منال قالت بهمس : منال روحي افتحي لها مالي خلق اتصبح بوجهها .
همست منال : عاد انا لي خلق ..؟
: تكفين روحي عني اخاف اخاف اشخبط على وجهها بأظافري .
قال فهد وهو ياخذ سكينة حادة من المطبخ : هييييييي وحده منكم تروح تنظف قسم الرجال والثانية تفتح لحرمة عمي وتجي تنظف المطبخ عن الغبار .
ردت منال بسرعه : انا ماشية لقسم الرجال .. رفعت حواجبها وجركتها بإغاضة لحنان وكملت : وانتي ياحنونه روحي افتحي الباب وارجعي نظفي المطبخ .. باااااي .
ضربت حنان برجلها على الأرض قالت بقلة حيلة تقلدها : بااااااي .. خافي ربك هذي مو كلمة مسلمين .
هز احمد راسه وهو يقول : هذولا موب عاجباتني لكن شغلكم شوي عندي ..
رجع لامه في السيارة وراحوا يلفون المزرعه ..!


***



فتحت عيونها على الساعه 10 .. ومدت يدها اليمين على الكمدينو اخذت الساعه الصغيرة وشافتها وقامت جلست على طول ..
نايم بجنبها بثوبه وجاكيته الجلد الأسود الطويل .. وشراباته ..
ولاف الشال الصوف الممزوجه الوانه بين الاسود والرمادي على جبينه ومصدر صوت شخير خفيف لأن راسه مايل على طرف المخدة ووضعه مايساعده انه يتنفس بارتياح ..!
شعورين لخبطتها وماقدرت تتبع احد فيهم بسرعه ..!
الخجل كونه اول مرة ينام بجنبها ..
وشعور الخوف اللي سيطر عليها خشية انه يكون تعبان ويحس بشي ..!
نادته بهمس بعد تردد : عماد .. عمااااد .
وما رد عليها الا شخيره المنتظم ..
لمست يده بطرف اصبعها قالت : عماد ..
فتح عيونه بصعوبه قالت : عماد فيك شي ..؟ تحس بشي ..؟
مسك يدها بعد مااستوعب مكانه وواقعه وسحبها على صدره ..
استرخت بهواده ودقات قلبها تزيد وتعلا وتتخربط وتتسابق ..
قال بهمس : كم الساعه يالنوامه ..؟
ابتسمت وقالت بذات الهمس : 10 ونص .
ورجعت للسؤال اللي اقلقها : عماد تحس بشي ..؟
غمض عيونه وهنا جزم انها ياكاشفته ياشاكه فيه ..
قال باعلان للاستسلام في لحظة شبه حرجة : اليوم مافيني الا العافية ..
تنهد من العمق وكمل : تبينا نمشي ولا جازت لك النومه .
رفعت نفسها عن صدره قالت : لا خلنا نمشي ..! من متى وانت نايم هنا ...؟
جلس على السرير ومس ظهره ويدينه وهو يتثاوب قال : الساعه سبعه حاولت اصحيك لقيتك تبين النوم وحطيت راسي بجنبك .
ابتسمت له بخجل قالت : مانمت الا بعد ماصليت الفجر .. بس خلاص انزل وانا ببدل ملابسي والحقك .
رجع وتمدد على السرير قال : بنتظرك هنا بس عجلي ..!
اخذت ملابسها ودخلت الحمام بدلت في وقت قياسي وطلعت ..
بنطلون جينز كحلي وبلوزة بيضا بكم طويل وعليها بلوفر قطني لنص الفخذ بحزام وزراير من الأمام ..!
جمعت شعرها بشباصه والتفتت عليه وهو يناديها : شادن .. انتبهي لايشوفونك خوالي بالبنطلون ..
هزت راسها قالت : ماخذه حذري ماعليك .. اخذت عبايتها في يدها قالت : يالله ننزل ..؟
: عطيني الشنطة ..
: ترى رتبت لك شنطتك .. شفتها ..؟
رد عليها وهو خارج : ايه شفتها الله يجزاك خير .. يالله الحقيني .


***



ماكانت تتخيل ان الصخب والازعاج ارتياح نفسي ويبث الهدوء للنفس ويطمنها ..
كل انسان بداخله مشاعر واحاسيس وطاقات هائلة من الحنان
احياناً يستغلها ويصبها في المكان المناسب
واحياناً يشذ بها لطريق خاطيء
واحياناً يكبتها وتموت بداخله ويدفنها
وغيره يحتاج منها لو لمسة حانية
كلمة رقيقه
عبارة تخفف من وطأة الحزن والألم والفقد
..
كانت سارة جالسة مع امها في دار الأيتام
المكان اللي ياما وياما ارتادته فاطمه وعلمتها طريقه
وحكت لها عن الاحساس فيه والشعور بقرب البراءة ..!
اليوم بس حست باحساس فاطمه ..
كانت دموعها تنزل مدراراً وهي تحاول تداريها عن الصغار اللي ينطون لها بين كل دمعه ودمعه : سارة رجلك تعورك .. يدك تعورك .. تبكين عشان يدك ورجلك مكسورة ..
وكان ردها عليهم : لا ماابكي بس عيوني تعبانه عشاني مانمت بدري وقعدت اتفرج على التلفزيون ..
ضحكت فاطمة _ الطفلة المسماة على زميلتها صاحبة الأيادي البيضاء على الدار _ وحطت يدها على فمها قالت بذكاء وسرعة بديهه : سارة سارة يعني انتي تشوفين توم وجيري زيي انا وسمر ..
ردت والعبرة تخنقها : ايوه اشوفها واشوف عدنان ولينا ..
نط احمد ابن السابعه يتماً قال : تشوفين ابطال النينجا ..؟
هزت راسها بأيوه و : ايوه اشوفها واحبها بس اذا عندي واجب ولا حفظ اطفي التلفزيون واذاكر عشان اصير ممتازة ..
قالت ام مشاري وهي تطالع في ساعتها والوقت بدا يداهمها رغم انهم قضوا ثلاث ساعات ماحسوا فيها : يالله اسكتوا عشان سارة توزع عليكم الهدايا ..
تحول الصخب في ثواني لهدوء وسكون وكل طفل مكتف يدينه حول صدره ويحاول يلفت نظرها بهدوءه وأدبه حتى ينال اولى الهدايا ..
وزعت الهدايا كلها ورجع الصخب اكثر والازعاج لج بالمكان وبث الفرح فيه ونشوة السعادة بنيل اغلى مايتمناه الطفل ويحبه ..!
طالعت سارة في زهرة الطفلة الغير شرعيه ..
لقيطة وجدت بجوار برميل زباله ( والجميع بكرامه )
عمرها فوق السبع سنوات لكن لغتها ركيكة لأسباب نفسية بحته ..
قالت سارة بألم : زهرة حبيبتي ليه مو فرحانه زي اصحابك .
وقفت زهرة وكيس هديتها في يدها قالت بتأتأة : د د دزاكِ الله ك ك كيل ( جزاكِ الله خير ) .. انا ابقى ماما فاطمة تزيب لي هدية عسان هي تحبني . ( انا ابغى ماما فاطمه تجيب لي هدية .... )
حضنتها سارة بقوة وربتت على كتفها قالت والدموع فاضت وأغرقت صدرها : ياعمري هذي ارسلتها عليك ماما فاطمة ..
رفعت نفسها من عليها وطالعتها بنظرات جامده قالت : ك ك ك كليها ت ت تزيبها هيَّ . ( خليها تجيبها هي )
: هي الحين تعبانه شوية ماتقدر تيجي عندكم بس قالت ياسارة خذي هذي الهدية اديها زهرة وخليها تلعب فيها وتفرح وتنبسط مع اصحابها .
وقف عبدالله طفل الثمان سنوات وحده ويتم قال بلهجة حجازية بحته : انا كمان ماابغى هدي الهدية .. انا ماآخد هدايا من احد الا من ماما فاطمه .
ابتسمت له سارة من بين دموعها قالت : عبدالله حبيبي هذي من ماما فاطمه هي قالت لي انك تحب تصيد السمك واشترت لك السنارة والسمكات وكمان الكورة . وشووووف مسدس الموية اللي انت تطلبه كل مرة ..
نزلت دموعه وحط يده على عيونه قال : بس انا ابغاها تيجي بنفسها .. هيَّا وعدتني ماتتأخر علي ودحين ليها سنه ماجات .. ابغى اقولها حاجة مهمه .
انسحب بسرعه من المكان وراح يجري ودخل الغرفه وقفل بقوة ..
والكورة والسمكات وسنارتها ومسدس الموية والواح الشكولاته كلها على الأرض ..
وكأنه يقول ماما فاطمه اهم من هذا كله ..
غيابها شهرين كأنه سنه عنه ..!
ماقدرت سارة تلحقه ..
هي اضعف من هالمواقف
مابقى عندها مساحة لاضافة حزن جديد ..
ممتلئة بالحزن والوجع حد الطفح والفيضان ..!
قالت زهرة بملامح جامده وخالية من اي تعابير وهي تتأمل وجه سارة الباكي : اااانتي ت ت تبكين عس عس عسااان ( عشاان ) تبغي ماما فاطمه تدمك ( تضمك ) وتزيب ( تجيب ) لك دانينو وعصير منجا .
انتفضت سارة وحاولت تتكلم ببقايا قوة انتهكها الحزن اليوم على ارض الدار : لا ياعمري ماابكي .. بس اذا انتي تحبين ماما فاطمة خذي الهدية والعبي فيها زي فاطمة وسلوى ورهف .. شوفي .. !
خرجت العروسة المصنوعه من القطن والقماش وكملت : مرررة حلوة تشبهك .. خذي نيميها في حضنك .. غني لها دوها يادوها .
تأملتها زهرة ببرود ومدت يدها واخذتها قالت : ك ك كلي ماما تيزي بسرررررعه قو قو قو قولي زهرة تبغاك زي عبدالله .
هزت سارة راسها ورجعت لامها اللي تمسح دموعها وهي تسمع الحوارات الصغيرة بأصواتها وعقليات اصحابها وكبيرة بمعانيها وإنسانيتها ..
نفسها ترتمي في حضن امها حتى تلمها من الشتات والحزن والألم والذكريات بس تراجعت خشية انها تؤلم الأطفال وهم يفتقدون للحضن والأم وهم يطالعونها ..
قالت لامها : يمه يالله خلينا نمشي .
قالت امها : ادعي لصاحبتك يمكن هالوقت ساعة استجابة ..
وجهت سارة بيدينها للسماء وابتهلت للي يراقبهم باللي في قلبها
لفاطمه وزميلاتها ونفسها ..!


***

في السيارة ..
قال عماد لشادن اللي تحس بالبرد يتغلغل لعظمها ..
: ليه ماجبتي لك شي ثقيل ..؟
: ماكنت عارفه ان البرد عندكم كذا ..!
: ايه متعوده على جو جده في عز الشتا حر ..
: يازين جو جده هالأيام .. طالعت في جوالها قالت : اوووه الحمد لله الشبكه فُل ..
: بتكلمين خويتك ..؟
: لابخليها اذا وصلنا بس نفسي ادق على سارة آخذ اخبارها ..
قال عماد : اشووووا انك ذكرتيني .. وش رايك في سارة ..؟
التفتت عليه وسحبت غطا عيونها لورا قالت : من أي ناحية ..؟
: زوجة لشخص يهمك ..؟
قالت بابتسامه : اذا قصدك على نايف تراها اكبر منه ونايف يعتبرها اخته وهي كمان تعتبره اخوها .
: لا لا مو نايف ..
عقدت حواجبها قالت : غير نايف ويهمني .. لايكون بتزوجها احد من عماني ..؟
ابتسم قال بمحاولة لاستفزازها : لا بتزوجها انا .. ابو مشاري رجال وينشري واخوها والنعم وامها يقولون فيها خير وراعية دين .
تدري انه يمزح ويحاول يستفزها ..!
قالت ببرود : بس سارة ماراح توافق عليك ..!
اتستعت ابتسامته قال : افاااا ليه ماتوافق ولا عشان انتي صديقتها ماتبي تاخذ زوجك .
: لا مو عشان كذا ..! بس هي تدري اني ماراح اتنازل عن حقوقي لأي مخلوق في الدنيا حتى لو لها هي اعز الناس .
انطفت الابتسامه بالتدريج من ملامحه قال بجديه : الموضوع اللي تقصدينه لازم نتكلم فيه بجديه بس مو الحين ..
طالعت في الطريق بجنبها قالت : لا الحين ولا بعدين ياعماد .. اذا اشتكيت لك ساعتها يحق لك تكلمني فيه .. انا ****ه بعيشتي كذا الا اذا انت ....
قاطعها : اتركينا من هالموضوع الحين .. قولي لي بنت ابو مشاري تصلح نخطبها لفهد ولد خالي ناصر .
فتحت عيونها مو مصدقه قالت : لااااا عماد عن جد تتكلم . ..؟
: والله اكلمك جد .. خالي من امس وهو كل شوي يسألني من اللي خطبتها لفهد وانا اقول بعدين اعلمك ... والصراحة ابو مشاري ونعم الرجال .. وبنته اذا هي صديقتك اكيد انها تناسبه .. التفت عليها وكمل : ولا وش رايك ..؟
: سارة مافيه منها .. بس اخاف ماتوافق .. خاصة ان لها تجربة قبل ..
: البركة فيك انتي .. اقنعيها ..!
: لا ياعماد .. انا مااعرف فهد ومااقدر اقنع سارة في احد مااعرفه ومن باب انه قريبي . خاصة ان سارة نفسيتها تعبانه بعد الحادث ووفاة زميلاتها وطلاقها ..
: فهد انا اضمنه لك .. رجال وينحط على اليمنى ... سكت شوي وكمل : تصدقين محد يناسب فهد غيرها ويمكن هي مايناسبها غير فهد .. ظروفهم متشابهه ويمكن يعينون بعض على الحزن ..
وصل عماد المزرعه المسورة بسور عالي وفتح له العامل السوداني وهو يرحب فيه .. ودخل بسيارته ..
شهقت شادن من منظر المزرعه وشكلها ..
الشتا قاسي على اشجارها الكبيرة رغم انها لازالت تحتفظ بلونها الأخضر ورونقها الا انها ذابله من البرودة القارسة في منطقة جبلية ومرتفعه عن سطح البحر كالطايف ..!
قالت شادن وهي تطالع في زاوية المزرعه بعيد عن الأشجار وفي اتجاه النياق الكثيرة : يممممممه تخوف ..
طالعها عماد وهو يبتسم : العصر اطلعي انتي والبنات وتفرجوا عليها كلها بس لاتبعدون تراها كبيرة فوق 2 كيلو .
قالت وهي تناظر المكان وتتفحصه : مرة متحمسه اتمشى فيها ...
قال عماد : ادخلي من هنا .. وانا برجع للعيال ...
مسكها بيدها قال : سالفة خطبة فهد لاتقولينها لاحد لين اكلم فهد وخالي .
: حاضر ..
نزلت وتوجهت للباب اللي أشر عليه عماد ودخلت البيت الكبير اللي يتوسط المزرعه ..!


***


في البيت الشعبي المهتريء ..!
نورة وامها وابوها والعنود في الصالة قدام الدفاية اللي تشتعل بالغاز ..!
قالت نورة وهي تقرب يدينها من شعلة الدفاية : يبه الله يرضى عليك اصبروا عليها اقل شي لين تتقبل الموضوع .
رد ابوها وهو يشرب فنجال القهوة دفعه وحده : مهيب متقبلته لين تروح لبيت رجلها وتعرفه زين .
كانت العنود مشغولة بكاسة الحليب اللي اضافت لها سكر وشربتها كلها وتحاول توصل بقايا السكر اللزجة في قاع البيالة لفمها بتروي وانتظار ..
قالت نورة : العنود وش هالحركات .. قومي هاتي لتس ملعقه وطلعي السكر جبتي لي المرض بحركتس هذي ..!
رد ابوها : خفي على اختس يانورة تراها صغيرة وجاهلة وانا ابوتس .
قالت العنود والكاسة على فمها : نورة اشوا من بنتك المجنونة اليوم بغت تذبحني يوم قلت ان عماد عطاني عشرين ريال .
قال ابوها : عنود وانا ابوتس نوف ماتبيتس تاخذين فلوس من احد ليا بغيتي فلوس روحي لها وهي تعطيتس .
ردت العنود : مهب قصدها يايبه .. هي عشانها تحسب عماد يبي يخطب...
صرخت نورة بصوت عالي تسكتها : عنود وترااااااااب .. اتركي البياله وطسي اغسلي وجهتس وارمي في الزباله على طريقتس .
قالت امها بحده : بنت انا ماقلت اخفضي صوتس لايسمعتس احد برا .. فضحتوني بخلق ربي كل من مر من عند بيتنا الا ويسمع اصواتكم ..!
ردت نورة والشرر يتطاير من عيونها خوف ان العنود تفضح اختها قدام ابوها ثم يهون مسفر معه ..
: يبه ترى العنود ماتحترم نوف وقليلة ادب ... ونوف هالايام ماتستحمل شي .
قال ابوها وهو يعدل جلسته ويلتفت على العنود : والله ان سمعت انتس ماتحترمين خواتس اني لاوديتس مسفر .
طيرت العنود عيونها وهبدت على صدرها بيدها قالت : والله ثم والله لاحترمهن بس لاتوديني مسفر المجنون .
: ها اعقلي واسمعي كلام خواتس .
هزت راسها ونورة تتنفس الصعداء بارتياح لأنها انقذت الموقف في آخر لحظة من لسان العنود ..







***


تحت شجرة الطلح اللي نبتت عشوائياً في وسط المزرعه الكبيرة وأصرت ام ناصر انها ماتجتث من جذورها .. لأنها مثل ماتقول " غارسها ربي في ارضنا "
كان فهد واقف ومعلق الذبيحه في احد اغصانها العريضه ويسلخ بعصبيه ووجه مكفهر وغاضب ..
قال لعماد بطفش : ايه وش عليك جايني شبعان نوم وماشي على كيف كيفك محد صبحك قبل اذان الفجر وكرفك في الذبح والدم ..
نزل عماد نظارته السودا وتنحى عن الدم لايلمس ملابسه : وش فيها الاخلاق اليوم قافله عسى ماشر ..؟
: وراها ماتقفل وعجوزك تمشينا على كيفها ..! حلفت الا تذبح الذبيحه في البيت والسوداني مايلمسها ولايسلخها مدري شاكة انه مهب مسلم ولا مهب معجبها ولا مدري وش سالفتها ..
: اعوذ بالله منك انا كم مرة قلت لك لاتقول عجوز استح على وجهك ياخي ولا تتكلم عن جدتك بالكلام هذا .
: توكل على الله بس خلني انجز شغلي .
لبس عماد نظارته قال : اخوانك وينهم عنك مايخدمونك اذا انت تعبان .
: بندر جاني قبل شوي وارسلته يجيب لنا اغراض ناقصتنا .. وخالد التيس مافيه فايده غير مناقر خواته .. وخالك الخبل ذا منتهي ماخلا مكان في المزرعه ماراح له وهو يسحب ذي العجوز معه يقال لهم مشتاقين لبعض ثم آخرتها راح يقابلها وترك ابوي وعمي في المجلس وهم متعنين وجايين عشانه .
ضحك عماد منه وهز راسه بيأس وهو يقول : لاحول ولاقوة الا بالله .. هذا وانا جايك ابي اعلمك بالبنت اللي بخطبها لك .. ماتستاهل من يجوزك وهذا كلامك .
تأفف فهد بملل قال : جاني الثاني .. اقول روح منيب ناقصك خلني اخلص من هالجهاد واروح انام لي لو ثلاث ساعات ...
قال عماد : وخالي اللي وهقتني معه وش اقول له ..؟
: قول له فهد عيّا مايبي العرس .
: عيّا ها ...؟ اجل بكرة اذا قالك خالي تعال اعرس على بنت فلان ولا مدري من لااشوفك تنخاني وتقول تكفي ياابو مشعل .. ترى مالي شغل فيك ...
سكت فهد وهو يقطع اوصال الذبيحه المعلقه في الشجرة بحرفنه وخبرة .. قال عماد وهو يلتفت له من بعيد : اسمع ترى ان سألني خالي بقول اني خطبت لك من ابومشاري وانت ماوافقت .
طاحت السكين من يد فهد وهو يسترجع كلمة عماد اللي كمل مسيره ويربطها بالصورة والشكل اللي ماغابوا عنه ..!
مشى ورى عماد وترك الذبيحه معلقه وراه قال بصوت عالي يمزج الحيرة والتردد بعدم التصديق : تعال تعال .. عماد .. اصبر ..!
وقف عماد قال : هلا .. وراك تركت ذبيحتك وجيت ..؟
: ها... ؟ بنادي خالد يكملها ماباقي شي ..!
دخل عماد المجلس وسلم على خاله ناصر وفواز وجلس بينهم ونايف متغطي بالبطانية وجالس في زاوية المجلس ..
قال ناصر وهو يطالع في فهد : انا ابو فهد .. انت ورى ماغسلت يدينك وبدلت ملابسك عن الدم ..!
رد فهد وهو يطالع في خالد : بروح اغسل الحين .. خالد قوم روح كمل الذبيحه مابقي منها شي .
ارتعص خالد قال وهو يطالع في ابوه : يبه انا مااعرف اسلخ زين .
صرخ فهد بعصبيه : قوم اذلف مامنك فايده .. يالله ولااسمع منك كلمة وحده .
قال ناصر : قوم اسمع كلام اخوك ياخالد .
وقف خالد بعصبيه وطلع من دون مايتكلم قال فهد لنايف : نايف بالله قوم طلع لي ملابس نظيفه من الشنطه .. وجيبها لي عند الحمام بتروش الله يعين على هالبرد .
قال فواز وهو متلحف بفروته ومتلثم : لاتروش في البرد يلتهب صدرك من جديد .
: بتروش غصب .. مااقدر اصبر على هالقرف .
وقف نايف وراح لشنطة فهد وطلع ملابسه اللي يحتاجها ووداها عند الحمام ..
سند عماد بظهره على المسندة قال : العامل ماجاب لكم حليب نياق ..؟
رد ناصر : الا جابه لنا من بدري .. هذا هو قدامك في البراد اللي على يمينك .
قرب عماد من الحليب وصب له كاسة وهو يتذكر كلام الدكتور اللي نصحه بحليب النياق لأن فيه دراسه جديدة اثبتت فاعليته في مقاومات التهاب الكبدي ......!
دخل نايف قال : انا بنتظر بندر برا .. عن اذنكم .
قال فواز باستغراب : وش السالفه ..؟ وراه متخربط ..؟ قبل شوي وش زينه ..!
رد ناصر : وش يرده لايتفرقع وينهبل ويتخربط وخويه فهيدان .. الله يعين على هالولد .. التفت على عماد وكمل : الا على الطاري ياعماد .. انت مانويت تعطيني علمٍ(ن) اكيد .. ؟
ربت عماد على فخذ خاله بهدوء قال : العلم الاكيد ياخالي اني بغيت بنت ابو مشاري لولدك وهو والله ماادري عنه شكله ماوافق عليها .
قال فواز : والله والنعم .. قابلته قبل ايام في المدينه عز الله رجال وولده رجال . ووراه مايوافق ولا بس عبط ..؟
قال ناصر : بنته اللي صار عليها حادث في رمضان . ؟
سرد لهم عماد اخبارها واصاباتها ونفسيتها وكلام شادن عنها ووشلون صحت .. وهم مصغين له باهتمام ..
دخل فهد وهو يسمعه يقول : انا شايفها تناسب فهد وهو يناسبها ....
قاطعه فهد قال : شلها من راسك انا ماابيها ..
عقد فواز حواجبه قال : وبس ماتبيها ..؟ هذا اللي عندك .. كل ماقلنا اعرس قلت ماابي .
شال فهد منشفته من فوق شعره الرطب ولبس قميصه ولف شماغه على راسه ..
قال عماد : طيب ليه معترض على بنت ابو مشاري ..؟
تمدد فهد في فراشه قال : مطلقه وماابيها ولحد يكلمني في السالفه هذي مرة ثانية .. والعرس برضيكم واعرس بس اللي اختارها انا لحد يختار لي عشان ماافشلكم ..
هز ابوه راسه بأسى وهو يرد : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..



***


بعد الغدا وحزة العصرية ..!
كانت جالسة مع امها والبنات وهي في قمة سعادتها
اللي وصلت له مع عماد يعتبر خطوة كبيرة وناجحه ..!
قالت فوزية في شادن وهي تغمز لها : اشوف الوجه مشرق اليوم بزيادة .. كل هذا عشان السيد عماد رجع ..؟
طالعتها ليلى بعقدة حواجبها وهي توها صاحية من النوم قالت : رجع من وين ..؟
ردت منال بحده : من وين يعني .. اكيد من شغله ..!
صبت شادن فنجال قهوة وخلعت البلوفر حقها لأن الغرفة فيها دفاية كهربائية وبثت الدفى في المكان ..!
قالت : منال مدي عليّ شنطتي الصغيرة وراك ولاعليك امر .
مدت منال شنطتها وفتحتها شادن ..
سوت لها ميك اب خفيف وكحلت عيونها وحددت شفايفها ولونتها بروج لحمي من شانيل ..!
سمعت صوته يناديها واخذت عطرها بخت عليها بختين وفتحت شعرها وخرجت له ..
وصلته وهي تمشي بهدوء قالت : هلا عماد ..
مد عليها شماغه وعقاله وهو ساكت ويحاول يتجاهل شكلها ..
قالت بدلع : وين احطها ..؟
رد عليها وهو يرفع حاجبه ويقلدها : وين احطها ..
تكلم بجديه : حطيها بأي مكان المهم لااخربط بينها وبين شمغ العيال ..
اتسعت ابتسامتها قالت : ترى شفت غرفتك وحرمتها على البنات ..
طلعت المفتاح من جيب بنطلونها قالت : خلاص صارت لي .
اكتسى وجهه حرارة واعتلته قشعريرة وحس بارتباك قال : خذيها حلال عليك .. وروحي جيبي لي قهوة بشرب لي فنجال مع جدتي واحمد هنا .
هزت راسها بتمشي ورجعت قالت : بتتقهوى هنا .. ليه ماتروح للمجلس عند عماني ..؟
: وليه مااتقهوى هنا مع جدتي واحمد ..؟
: بصراحه .. البيت هنا كله حريم وماني مستعده اتهاوش مع وحده منهم اذا شفتها ..
رفع حواجبه باستغراب قال : لاوالله ..؟ كل هذي غيرة ..؟
ردت بسرعه ووجها يشتعل حمرة خجل : ماتبغاني اغار عليك ..؟
امتدت يده بسرعه ومسك يدها قال : تعالي .. وش سالفة حركات الدلع هذي ..
طالعت وراها بتشوف اذا احد منتبه لها ولا لا قالت بضحكه : والله مو دلع بس مبسوطه .
سحبها بيدها لحد ماوصل باب الغرفه حقته القريبة من قسم الرجال قال : افتحي الباب .. بسرعه لحد يشوفك .
طلعت المفتاح من جيبها وسحبه منها وفتح ودخلها قدامه ودخل ..
سكر الباب بالمفتاح قال بلهجة آمرة : اجلسي .
جلست وهي متوترة ومرتبكه وخايفه من اللي بيقوله ..
قال : شادن انتي تستفزيني ببرودك هذا .. ولا ماعندك احساس ..؟ ولا ناوية تنتقمين مني بطريقة خبيثة .
فزت ورفعت يدها تسكته قالت : عماد اش هالكلام .. ليه تقول كذا ..
اخذ يدينها ولثمها بلهفه قال : ماابيك تضيعين عمرك معي .. وماابي اضيع معك اكثر من كذا ..؟
ابتسمت له بتودد ورعشة الخجل والارتباك تسري بجسدها وتوترها اكثر قالت : عماد لاتقول كذا الله يخليك ... اش رايك نطلع نتمشى بالمزرعه .
هز راسه قال : يالله طالما ان خوالي والعيال نايمين البسي عبايتك ..!
ردت : حتى داخل كلهم ناموا الا البنات .
قال وهو يطلع من الغرفه : بمر على جدتي ووليدها آخر العنقود من يوم جا وهو لاصق فيها ..
ضحكت قالت : بجيب عبايتي وجوالي .. لحظة بس .
راحت لمجلس الحريم وقابلت منال وهي خارجة من المطبخ وتناديها : شادن ... شدونه .
وقفت لها غصب قالت : هلا .
مدت عليها كاسة عصير قالت : امسكي بالله بلف شعري بهذلني .. كملت منال وهي تلف شعرها الطويل .. : اش رايك نروح نتمشى حنان نامت وخلتني مع مرة عمي اللي تجيب المرض وعمتي فوزية عليها طولة بال عمري ماشفت مثلها . ياربي ماادري كيف تتحملها .
قالت شادن : ماعليه منال خليها مرة ثانية الحين بطلع انا وعماد .
زمت منال شفايفها ولفت للمرايه تطالع بشكلها وتزبط الخصلة الكثيفه اللي نزلتها على كتفها ..
تسمرت بمكانها وارتجفت يدها وصوت ليلى وهي تتكلم يخترقها لحد العظم ..
هزها وقلب لها حياتها رأساً على عقب ..!
السعادة اللي عاشتها قبل شوي صحتها منها ليلى على كابوس مرير ..
وقفت على الباب وليلى تتكلم وفوزية تكذبها وتوبخها وتدافع ..
وطاحت الكاسة من يدها وتحول الزجاج لشظايا اختلطت بالعصير ..!
وقفت فوزية وشافتها فاتحه عيونها وفمها بذهول ..
وانطلقت شادن تجري لغرفة عماد ..
قفلت الباب قبل توصلها فوزية ..
قالت فوزية : شادن افتحي الله يخليك لاتقلبينها مشكله ترى ماعندها سالفه ..


فصلٌ سادس عشر

~~ صرخة شعور ~~


في قسم الرجال ..
حزة العصرية ...
اجواء الطايف في فصل الشتاء ..
غيم وبرد ..
وبرده صقيع ..
واقف على باب المجلس اللي يطل على المزرعه مباشرة ولابس دقلة ثقيلة ( الدقلة جاكيت طويل لأسفل الثوب وأقمشته متعدده اما ثقيله او خفيفه ) ومتلثم بشماغه ..! ومدخل يده في جيبه .. بين كل فترة وفترة يضم على المنديل اللي لفه بعناية وحرص عليه ..!
وطلع يمشي في المزرعه بيختلي بنفسه وبالمنديل واللي فيه ..
ماعتاد على الأجواء الباردة لأن جده شتاها ربيع وباقي فصولها حرارة ورطوبة ..!
من الظهر ماقدر يتكلم ولايركز وتفكيره منشغل بشي واحد ..
طلع المنديل وفتحه بحذر بعد ماحس بالأمان ان ماحوله عيون تشوفه ..
وتأمل اللي بداخله دقايق كادت تطول لولا صوت عمه اللي قصرها وهو يناديه ..
قال : نايف وانا عمك تعال ارقد مع العيال .. تراهم بيسهرون ويقعدون يشوون ويلعبون للصبح بس الصلاة ياوليدي لاتفوتك .. ترى الصلاة على المؤمنين كتاباً موقوتاً لابد نصليها على وقتها ..
اعاد نايف المنديل بسرعه لجيبه وهو مرتبك وكأنه جاني ومرتكب له منكر وخايف احد يكتشفه قال : هلا عمي .. ها .. مافيني نوم .. بجلس معك .. الا عمي فواز نام ..؟
رد ناصر وهو يمشي وفي يده عصا ورامي نظره لآخر المزرعه الكبيرة ويتشوف للنياق اللي طلعت تاكل من العلف المنثور قدام شبكها ..
قال : ايه رقد ومابقي غير انت .. وحتى عماد واحمد يمديهم رقدوا عند امي بس روح وانا عمك وارقد مع العيال .
: ماني نايم ومخليك لوحدك .. بجلس معك .
: لايابوي ماعليك مني انا رجال ارقد بعد صلاة العشا واقوم مع صلاة الفجر .. وانتم شباب وسعوا صدوركم واسهروا واستانسوا المهم لاتلتهون عن صلاتكم وانا عمك ..
حاول نايف يعترض بأنه مافيه نوم وان وده يجلس معه بس ناصر حسم الموضوع بـ : والله لتدخل وترقد مع العيال ولاتهتم لي .. انا بروح اشوف النياق والحلال واعود اقعد مع عجوزي داخل البيت .
لبى نايف حلفان عمه ودخل للمجلس والثاني توجه للنياق اللي شوفها بالنسبه له يشرح الصدر ويسره ..!


***


دخل غرفة جدته القريبة من غرفته ..
احمد منسدح ومسند راسه على التكاية ومغطي وجهه بشماغه وشكله نايم ..
وام ناصر متمدده في فراشها وتسبح وتذكر الله بصوت واطي والتعب ماخذ منها مأخذ ..
شافت عماد يدخل قبل لاتغفى عينها قالت بصوت مرتخي من تأثير النوم اللي بدت بوادره تتسلل لجفونها وتكسل جسمها : هلا ياوليدي ادخل وتسان ( كان ) ودك تاخذ لك غفوة انسدح عند احمد ...
رد عليها : لا ماعندي نوم .. كلكم صاحين بدري الا انا ومرتي .
قالت ام ناصر بصوت اوضح : ياوليدي مرتك مافكت يدها من يوم جات يمديها رقدت من زود التعب وانت اخذ لك غطة مع الخلق اللي رقدت .
جلس بجنب جدته والتفت على احمد قال : ماعندي نوم هالوقت بس هذا ورى مايروح لاخوانه يومه مقابلتس من يوم جا .. حتى الغدا بالقوة جا يتغدى عندنا .
تنهدت ام ناصر بحب واطمئنان قالت : الله لايحر قلبي عليه .. خله يقعد عندي اشبع منه ويشبع مني .
ضحك عماد بصوت واطي قال : اجل هذا يشبع .. الله يعافيه بس لو يسمع كلامي ويتزوج يوم الدكاترة يقولون ماعنده مشاكل ويجيه عيال يشغلونه عنتس كان ابرك له .
هزت ام ناصر راسها باستسلام قالت : والله ماخليت عنه شي ... خص انه مهوب مرتاح مع مرته ويقول ان مايمر يوم الا وهو متهاوشٍ معها .
: هههههههههههههههه راعية الكبتشينو هذي ....
قطع كلامه على صوت فوزية وهي تنادي شادن بلهفه وفز بسرعه ..
..
كانت فوزية تدق الباب وتنادي : شادن افتحي يابنت الحلال .. انتي من عقلك تصدقين هالمهبولة .. شااادن والله هذاني احلف لك انها تكذب وماعندها سالفه، شااااادن افتحي خليني افهمك ، شاااااااادن ، شاااادن .. اسمعيني بس .. انا اعرف ليلى واعرف عماد .. ليلى نذله وعماد مستحيل يغلط على احد مو عليك انتي زوجته وبنت خاله ....
وقف ورى فوزية قال بصوته الثقيل والحاد والآمر : فوزية .. ! وش فيه ..؟
رمقته فوزية بنظرة عتب قالت : ماادري عنها اسألها وتقول لك ..
انسحبت فوزية من المكان بحضوره
ورجعت لليلى الجالسة بكل غرور وبرود ولؤم وهي تتصفح جوالها وترسل منه مسجات وتستقبل والابتسامه على شفاهها كل ماوردت لجوالها رساله ..!
قالت فوزية بعصبيه وانفعال وحواجبها معقوده : انتي ماتخافين ربك ، ماتستحين على وجهك ، صدق انك قليلة ادب كيف تتبلين على الرجال وتقولين عنه هالكلام .
عضت على شفتها السفلى بمحاوله منها انها تخفي ابتسامتها اللي صنعتها الرسالة اللي وصلتها ..
قالت : وانا وش قلت ..؟ ماقلت الا اللي سمعته ..!
: كذابه وستين كذابه ..
قالت منال اللي دخلت بعد فوزية : عمتي وش فيه ..؟
غمضت فوزية عيونها وفتحتها قالت : مافيه شي ..! الا اختك وينها ماشفتها من بعد الغدا .
: حنان نايمه مع امي وخالتي ام نايف وحليمه ... عمتي بالله تقولين لي وش فيه ... وشادن ليه رمت كاسة العصير من يدها وراحت تجري ..
طالعت فوزية في ليلى قالت : شادن سمعت العله هذي وهي تتكلم عليها هي وعماد .
وقفت ليلى قالت : حدك عاد يافوزية تراك تلطشين بالكلام من يوم جيت انا ماقلت الا الصدق .
طالعت منال فيها بنص عين قالت : حقتس وماجاتس نصه .. لاتحسبين حنان ماقالت لي عن جوالتس وخرابيطتس الوسخه .
رفعت ليلى راسها قالت : اصحي ياماما الناس طلعت من الحفر اللي انتم عايشين فيها ووصلت القمر وانتي واختك قلبتوا الدنيا على راسي عشان شي تافه .
التفت فوزية على منال قالت : وش شايفه حنان ..؟
انفتح شعر منال الطويل بحركة سريعه ماقدرت تسيطر عليه بسرعه قالت بتأفف وملل من شعرها وليلى : خليها هي تقول لتس ياعمتي انا انزه لساني عن وسخ حرمة اخوتس .
عضت فوزية على شفتها السفلى قالت : الله يفشلتس هذا ومالتس الا يومين قلبتي الدنيا ..
قالت منال بهمس : عمتي روحي لعماد يناديتس .
طلعت فوزية من غير ماتتكلم وشافته على باب البيت قالت : مافتَحَت ..؟
قال عماد وهو يعدل فروته على جسمه ويلف شاله الصوف على راسه : البسي لتس شي ثقيل واطلعي معي برا علميني وش صار لها ..!
كررت فوزية سؤالها باهتمام : هي مافتحت لك ..؟
: لا .
قالت فوزية وهي تحاول تهرب من عماد ومواجهته اذا سألها عن شادن : ماعليه عماد مااقدر اطلع فصولي تعبان وبيصحى وماعنده احد ..
: زين .. وش اللي صاير ..؟ قبل شوي وش زينها ورايحة من عندي تجيب عبايتها كنا بنطلع انا وياها ..؟
: اذا طلعت اسألها وتكفى لاتدخلني بينكم خذ من راسها لراسك .
هز راسه بحيرة واعطاها ظهره طالع برا البيت وهو يتمتم : يصير خير ان شاء الله .
وده يروح يشوفها ويلمس جروحها
ورغبته بالهروب تحفزه انه يركب سيارته ويمشي لجده ويلتهي بشغله وشركته وارقامه وحساباته ..
بس وجود احمد وتجمع اهله في المزرعه يعيقه عن البعد ..
وسبب ثاني واضح ويحاول يبعده ويتجاهله..
هو انها صارت في حياته شيء اساسي صعب يستغني عنه ..
توجه لخاله في آخر المزرعه وهو يلف الشال على وجهه عن الهواء البارد اللي يلسعه فيه ..!


***


دخلت عليها امها بزبدية صغيرة فيها خبز بر مقطع لقطع صغيرة ومفروك باللبن والسمن ..كوجبة مشبعه ومريحة لمعدتها اللي آخر عهد لها بالأكل قبل يومين وكان حبة شابورة مع كاسة حليب ماكملتها ..
جلست ام نوف بجنب نوف بعد صلت المغرب وتمددت على فراشها
قالت الام بلهجة حانية : يمه نوف .. قومي يابنيتي اكلي لتس لقمةٍ(ن) حارة ..
وصلت الريحة الشهية لأنفها وحست ان معدتها تحثها على الأقتراب والأكل ..
بس العدائية الغريبة تجاه رغباتها وقفت بينها وبين الأكل وريحته ..
قالت بعناد وعصبيه : ماابيه ولاتغصبيني على شي مانيب ماكله .
ردت امها بتعب : يانوف اكلي ترى عنادتس مهوب نافعتس واللي صار صار وابوتس يقول ان ماتحسنت حالتها تراني خليتها تعرس في العيد .
حطت يدها على صدرها ونبضات قلبها تزيد وهي تتخيل حمود وتتذكر شكله ..
قالت : والله ما آخذه لو اذبح عمري انا علمتكم وانتوا غصبتوني عليه . .. وترى ذنبي في رقبة ابوي .
نزلت دموعها سيل وسيرة الزواج تتراءى قدامها واقع ..
" ماابيه .. ماابيه .. ياربي اخذني قبل آخذه .."
سحبت بطانيتها واندست فيها وغاصت بمخاوفها وهلعها وتخيلاتها المؤرقة ..
قامت امها وهي تردد "لاحول ولاقوة الا بالله " بيأس وخوف وقلق ورجا وترجي ..
وطلعت لزوجها تبي تشكي له حال بنتهم بكرهم واول فرحتهم لعل وعسى انه يتحرك ويشوف لبنته صرفه وحل وعلاج . .
قابلتها نورة وهي طالعه من عند نوف قالت : ها يمه وشلونها مااكلت ..؟
هزت امها راسها بيأس وقلة حيلة قالت : لاوالله عيت .. ادخلي ادخلي شوفي وجهها اصفر ولا يتهيّا لي .
قالت نورة بمرار : شفته يمه اصفر وعيونها تروع .. ان مااكلت خلي ابوي يوديها لمستشفى قبل لاتموت عندنا من الجفاف و الجوع ..
هبدت امها على صدرها وتعدتها بخطوات واسعه لابوها ..
كان جالس يتقهوى والعنود تسولف عليه وهو يسمع لها باصغاء ..
: يبه انت ليش موب مثل عماد يوم بيته وش كبببببببببره وفيه العاب وفيه درج وكله قزاز المرايا وش كثرها والطاولات في كل مكان والمطبخ مثل اللي نشوفه في التلفزيون .
: يابنيتي عماد رجالٍ درس وتوظف ورزقه ربي وعنده فلوس مهب مثلي ...
قاطعته ببراءه : حتى انت عندك فلوس .. انا شايفةٍ(ن) في صندوقك الحديد مية ريال وخمسينين ..
كانت تحرك اصابعها بحماس وكأنها وصلت لأعلى الارقام وهي تقول مية ..
ضحك ابوها منها قال : وانتي وش خلاتس تفتشين صندوقي ......
قاطعته ام نوف وهي تحث خطاها لجلسته في زاوية الصالة الدافيه واللي تحيد عن الباب والهواء البارد ..
قالت : ابو نوف ترى بنتك اهلكت عمرها بعمرها .. لها ثلاث ايام مادخل بطنها الزاد .. الدبرة وش وانا اشوفها تهلك قدام عيني .
نزل لافي فنجاله وتنهد بصوت عالي وذكر الله : لا اله الا الله .. هي وراها تسوي فينا هالسواة .
: نورة تقول لازم نوديها مستشفى ولا تراها تبي تموت من الجوع والجفاف .
عدل جلسته قال : دواها مهب عند الدكاترة .. دواها عند مسفر ولا خليت حمود ياخذها الاسبوع الجاي ويعالجها بمعرفته .
انطلقت العنود تجري مثل البرق بدون ماينتبه لها احد ودخلت على نوف المتغطية ببطانيتها ونورة عندها تحاول تبثها شيء من التفاؤل بالنصايح والتذكير ..
قالت العنود بلهفة .. : نورة نورة .. ابوي يقول بودي نوف لمسفر ولا خليت حمود ياخذها الاسبوع الجاي .
صفقت بيدينها وسط ذهول نورة وكملت : ياويلي مااشتريت لي فستان لعرس نوف .. مايمدينا ... بس باخذ من عند شهد فستانها الكبير الابيض اللي فيه ورده كبيرة على صدره .. هي تقول وسيع عليّ وماابيه .....
رفعت نوف بطانيتها قالت بصوت ضعيف : نورة طلعيها ولا تراني ذبحتها ثم ذبحت عمري بعدها .
قالت نورة : اطلعي يالعنود ولا ترى ابوي بيوديتس لمسفر ..!
طلعت العنود بنفس سرعتها اللي دخلت بها وقامت نوف وجلست ..
نظرها شارد وعيونها زايغه وهي منهكه وتعبانه قالت بهمس : كل شي يهون مع مسفر يانورة ..
قطعت كلامها والدموع تنزل من عيونها قالت نورة : ماتبين مسفر ..؟ هاقومي واجلسي مع امي وابوي اللي قطعتي قلوبهم عليتس .. واكلي وخافي ربتس تراتس تذبحين نفستس وهذا مايجوز .
هزت راسها بلا قالت : اذا طلقني العله هذا اقوم واسوي اللي يبونه .
ردت نورة بحده : واذا طلقتس ..؟ وش بتسوين من بيتقدم لتس اصلاً ولا تبين تقعدين عاله على امي وابوي طول عمرتس وتحيلين بيننا وبين الزواج .
تاهت نظراتها في الغرفة ..
محد فاهمها ..
انا خلاص ماابغى شي اسمه زواج
حتى عماد لو تقدم لي ماراح اوافق عليه
طابت النفس منه
وعفته يوم عيا يخلي فهد ياخذني ودف حمود عليّ عشان يفتك هو ولد خاله منيّ ..!
مايبيني حتى لولد خاله .. آآآآه .
وقفت وهي تحس بدوخه والأرض تحوم بها والغرفه تظلم في وجهها ..
قالت نورة وهي تشوفها تاخذ عبايتها وطرحتها : بسم الله الرحمن الرحيم .. وين بتروحين ..؟
همست ببرود : بروح اتوضأ واطلع امشي في الحوش .
: تمشين بعبايتس ..؟
: بردانه وماابي اللحاف ومااقدر البس شي ثقيل .
هزت نورة اكتافها بشك وهي تراقبها الين اختفت من امامها ..
عدت من عند امها وابوها اللي لازال محور حديثهم زواجها هو بت فيه وانتهى امره وهي تحاول فيه يتريث وينتظر لين تتعافى وتظهر من حالتها ...!
لمحتها العنود ووقفت وراحت تمشي وراها على اطراف اصابعها اللي اعتادت الأرض وآلفتها ..
طلعت نوف مع الباب وصكته بقوة من دون ماتشوف العنود او تنتبه لها ..
ورجعت العنود تجري لنورة قالت : نورة نوف وين راحت ..؟
فتحت نورة كتاب لاتحزن لعايض القرني اللي استعارته من وحده من زميلاتها .. قالت : للحمام وتبي تتمشى في الحوش .
: لاااااا نوف طلعت برا .
سكرت نورة الكتاب بقوة وفتحت عيونها قالت : قولي والله ..
حطت العنود اصبعها على حلقها بالعرض قالت : الله يقص رقبتي كان كذبت .
فزت نورة وراحت تتأكد مالقت لها اثر لابالحمام ولا بالحوش .. وراحت لابوها تجري قالت : يبه نوف طلعت برا ..
عدت من عندهم واخذت عبايتها ولفت طرحتها على راسها وانطلقت تجري بالشبشب حقت البيت .. وامها وابوها وراها ..
قال ابوها بصوت عالي : اصبري يانورة يمكن انها عند بيت عمتس .
اشرت نورة بيدها وهي تقول : يبه نوف تعبانه بالمرة .. بلحقها واشوف وين راحت .
الوقت بعد المغرب ..
والليل بدا يخيم ..
والنور شبه معدوم في طرقات القرية الا من ضوء القمر والنجوم ..
لمحت الحرمة من بعيد وهي تمشي بسرعه ومتوجهه للمزرعه حقت ابوها وعمها .. واللي تبعد عنهم حوالي نصف كيلو متر وماتفصل بينهم الا مسافه خالية من المباني ..
رجعت لابوها اللي يمشي وراها قالت : يبه راحت للوادي ..
رد لافي الرجل الكبير في السن والوحيد بلا ولد يسنده ويعزه قال بقلة حيلة : الحقيها وانا ابوتس .. رديها مالها روحة هالحزة ...
صرخت امها وهي تحط يدها على راسها قالت : ياويلي ويلاه على بنتي ... البير البير ياابو نوف .. الحق بنتك تراها ماتفك الموت من فمها لها كم يوم .
فتح فمه بين الشيب اللي يكسو شنبه ولحيته قال : انا مااشوف زين هالحزة روحوا علموا غازي وولده يجوني ..
قالت نورة لابوها : لايبه لاتعلم احد بس عطني مفتاح سيارتك .
عطاها المفتاح وهو يقول : اجل روحي يالعنود علمي حمود يلحقنا ولا يعلم احد اخاف انها طاحت في البير ومانقدر نظهرها ..
ركب بجنب نورة اللي تعلمت السواقه من زمن لأن ابوها احتاج وقفتها معه اكثر من مرة ..
اذا ضاعت الغنم ..!
اذا بغى موية من مكان بعيد وماله قدرة على السواقه ..!
واذا احد احتاج شي من قرية بعيد في الليل خلاها تسوق وهو بجنبها لين يوصلون للمكان اللي يبيه ..
شغلتها وبسرعة البرق داست على بنزين الونيت وتحركت ووجهتها للمزرعه ..
تشوفت لنوف ماعادت تشوفها ..
قالت بصوت عالي ..: نوووووووووووف ..


..


وعلى باب بيتهم
كان واقف ويدخن بشراهه .
يفكر بحياته وشلون يبداها مع نوف وهو يدري انها رافضته وماتبيه ..
ياترى ليه كارهته وهو اللي يحبها من صغره ويودها من بين بنات خواله وخالاته ..
بنى احلامه معاها وعليها ولأجلها ..!
التفت للعنود وهي تجري بسرعة اعتادها وتعود عليها ..
ورجع سحب نفس عميق من سيجارته اللي ماعرفها الا بعد رفض نوف له للمرة الأولى ..
اخيراً وصلته وهي ترتجف وعيونها متجمد فيها الدمع ورافض ينزل ..
قال بخوف على العنود وشكلها المرعوب : عنود علامتس وش جايبتس هالوقت .. عمي فيه شي ..
قالت وهي تلهث : ابوي يقول الحق على نوف طاحت في البير .
رمى زقارته من يده وفز من مكانه قال بعدم استيعاب : وش تقولين ..؟
ارتجفت العنود وشبكت يدينها في بعض قال بارتباك : طاحت ، طاحت ، طاحت .. تبي تطيح .. راحت للوادي وامي تقول ودها تموت .
راح بخطوات واسعه اختصرها للنصف وركب سيارته وشاف العنود تتعثر بخطوتها والخوف بدا يشلها ..!
قال : تعالي لاتخافين اركبي معي .
ركبت معه وانطلق باتجاه المزرعه ..
يايلحق يامايلحق ...!




***

جلس مع خاله ناصر بعد المغرب والكل نايم ..!
قام ناصر وهو يردد : جيل الله يهديه بس .. لاصلاة ومقام ولا حياة مع الناس ..
ابتسم عماد وهو يصب له حليب نياق في كوب كبير قال : هذا وانت اللي مقومهم ينامون عشان يسهرون .
رد ناصر بعصبيه : قومتهم يكسرون عنهم ويرقدون ساعة ساعتين موب النهار كله ويتركون طاعة ربهم .
اخذ كاسة فيها مويه وصب في يده منها قليل رشه على بندر اللي تحرك على طول وجلس وهو يقول : قمت قمت ترانا بردانين وانت زدتنا بالماء البارد اللي يخليك لي .
تكلم ناصر بعصبيه وزعل : قوموا صلوا خافوا ربكم .. لاعصر ولا مغرب .
جلس نايف وهو مغمض وحاط يده على حلقه قال : عمي لاترش الموية عليّ الظاهر اني محموم وحلقي ملتهب .
تغيرت لهجة ناصر لحنية واضحه قال : والله ..؟ هاقوم وانا عمك صلّ العصر والمغرب وانا برسل خالد يجيب لك ليمون وبندول من عند الحريم .
وقف نايف بلبسه الفنيله البيضا والبنطلون الابيض العادي قال عماد الملتحف بفروته : نايف ارجع خذ لحاف ترى الجو بارد عليك .
رجع نايف واخذ جاكيته وشماغه وطلع للحمام اللي يبعد عن المجالس بمسافه قصيرة ..!
واستمر ناصر في محاولته بتصحية فهد وبندر واحمد ..
قال لبندر اللي رجع ينام : بندر تبي تقوم ولا صبيت الما على راسك ..
وقف بندر بسرعه وطلع بدون لحاف ورجع جلس قال : نايف في الحمام ... والبرد برا يقطع القلب .. خلني انسدح لين يجي .
رجع ناصر وجلس قال : والله ماتنسدح .. اجلس لين ولد عمك يطلع ثم روح ادخل بعده ..
جلس بندر على التكاية وسحب بطانيته غطى بها ظهره وغمض عيونه بقهر وسند براسه على الجدار وراه ..
قال ناصر : لا ترقد وانت قاعد .. قوّم اخوك وعمك ..
مد بندر يده على بطانية فهد وسحبها بقوة عنه وفز فهد جلس قال بصوت عالي وعصبي : صاحي انت ولا مجنون انا ماقلت الف مرى لحد يرفع اللحاف عني وانا نايم .
رد بندر بمزاج سيء : ابوي ابلشني يقول قومه .
: ابوي ماسحب لحافي تجي تسحبه انت .. اقسم بالله لوعدتها يابندر لتشوف شي مايسرك .
تكلم ناصر بصوت عالي : انتم ماتخافون ربكم .. قوموا صلوا .. المغرب راح وقته وانتم مجيفين عندي من كثر النوم ..
قام احمد وجلس قال : الله يخليك لي ياابو فهد انت ماتغير هالعادة ابد .. ترى النايم مرفوع عنه القلم .
: مرفوع عنه القلم اذا صار ماعنده احد يقومه لكن ذنبكم في رقبتي ان ماقومتكم .
كان جالس معهم بجسده وتفكيره بعيد ..
عندها وبين افكارها وهواجيسها تايه ومايدري وين يرسي ..
تذكر كلامها " ماني مستعده اتهاوش مع وحد من البنات اذا شفتها "
معقول زعلت لأني شفت ليلى الظهر ..
عز الله بتزعل كل يوم اجل
ليلى من يوم اخذت احمد وانا اشوف وجهها كل يوم ..!
ارتسم على وجهه طيف ابتسامه ساخرة ..
" هالخبلة لاتكون تغار من ليلى وهي ازين منها بمليون مرة "
مسك جواله ودق على فوزية ووقف طلع برا عن هواش ناصر لفهد واحمد ..
ردت عليه فوزية وقالت على طول : هلا ياعماد ماطلعت ومارضت تفتح .. خلها متى ماطلعت تكلمها .
: انا ابي اعرف وش صار لها بالضبط .
: ماادري عنها اذا شفتها اسألها وحلوا مشاكلكم بينكم .
: اهااااااا يعني انا في الموضوع .
: بصراحه انت اصل الموضوع ..
التفتت فوزية على ليلى المشغولة بجوالها ورسايلها قالت : مرة خالك ماقصرت نشرت الغسيل ..
عقد حواجبه قال : وشووو ..؟ وش تقولين انتي ..؟ أي مرة خال فيهم .
: ماادري عنك اللي انت تعطيه اخبارك واسرارك اول بأول .
عض على شفته قال : زين زين .. يالله مع السلامه .
قفل جواله ودخل لخاله اللي لازال يهاوش فهد ويجاهده للقومة من النوم ..
قرب عماد من فهد ولكزه برجله قال : استح على وجهك وقوم اذا منت خايف من ربي قوم عشان ابوك اللي رفعت سكره وضغطه .. فهد ..
رفع صوته اكثر : فههههههههد .. يالله قوم فز .
زفر فهد وقام جلس ومسد وجهه قال : الحين انتم وش تبون مني صلاتي وبيني وبين ربي وش اللي حاشركم .
رد عماد بتوتر وعصبيه : اقول قوم بس وخاف ربك عليك فرضين ماصليتها والعشا على وشك .. قوم هذا نايف وبندر قاموا .
قرب من احمد المنسدح ومتكي على ذراعه قال : احمد مهوب خبري فيك تأخر صلاتك وش اللي غيرك ...؟
انسدح احمد على ظهره قال بتعب وهم وضح في لهجته : محد يبقى على حاله ياابو مشعل .
شده عماد بيده بقوة جلس احمد على اثرها قال : اعوذ بالله بغيت تقطع يدي .
: فز قوم صل وتعال اجلس ابي سولف معي .. تراك من يوم جيت وانت مقابل جدتي محد شافك .
شد احمد شعره قال : امي وينها صدق .. تدري وشلونها .
قال فهد بسخرية : علمه علمه عن امه ماغير يداريها وتداريه من يوم جا .
رد ناصر بلهجة حادة : انت ماعند كبير ولاتحشم احد ..
وقف فهد ورمى اللحاف عنه وراح للحمام بعد ماشاف بندر يدخل متوضي بدون مايرد ولاينتظر بقية كلام ابوه ..!
قال ناصر لعماد : عماد وانا خالك ورى وجهك اليوم مهوب معجبني .
رفع عماد حاجبه وأطلق آهه قصيرة قال : قلة نوم ياخال .
: ورى مارقدت مثل اللي رقدوا للعشا يوم دينك ازين من دينهم وتهتم بصلاتك اكثر منهم .
: بصلي العشا وانام ان شاء الله . .
رجع التفت لاحمد قال بهمس : اللي هامك وشو ..؟
جلس احمد وثنى ركبه ولف يدينه حولها قال بملل : هامني حظي ونصيبي ياعماد ..
زفر عماد : كلن فيه خيره بس قوم واحمد ربك على النعمه . بس والله ياحرمتك تبي من يسنعها بالعقال .
قال احمد بملل : عندك اياها تراني ماقصرت استخدمت كل الاساليب ومامن جدوى .
وقف وحط فروة فهد على اكتافه وطلع وهو يقول : بروح اشوف امي واصلي عندها وان شفتها تبي الجية عندكم جبتها .
طلع احمد وعماد جالس بمكانه يتبعه بنظراته ويتأمل حال احمد اللي زاد تذمره من زوجته ..




***



وصل بالسيارة بسرعه ووقفها قدام المزرعه الصغيرة بمسافه قصيرة ..
ونزل منها بدون مايطفي محركها ..
انطلق يجري بلا اتجاه . .
كل مافيه ينطق بنوف ..
وصوته دوى بداخله لكنه عجز يطلع ..
كانت عيونه تحوف المكان وتاكل ارض المزرعه اللي مافيها الا عدد قليل من النخل وحشائش قصيرة تغطي الأرض ..
وصل للبير المسورة بشبك حديد من اجل لايطيح فيها انسان او حيوان يمر بالمكان ..
سمع نورة تجري بين النخل والمكان قد اظلم والنور معدوم ..!
اول ماوقعت عينها على حمود وهو متجمد قدام سور البير غطت وجهها بطرف طرحتها قالت : مااعتقد انها وصلت البير . سبَرْتها ( طليت عليها ) قبل شوي مافيها شي .
تجاوز البير من الجهه الثانية وشاف السواد المتكوم تحت النخله القريبة من البير وقرب منه واخذ نفس عميق لمن ادرك انها حرمه بعبايتها
قال باحباط وخيبة ممزوجة بفرحة نجاتها : روحي علمي عمي لقيتها .
وصلت نورة للمكان اللي يطالعه حمود وهي تلهث وتبكي ..
اول ماشافتها صرخت عليها : ليييش يانووووف ليش تسوين في امي وابوي كذا .... حرام عليتس خافي ربي .. ضمتها على صدرها بقوة والثانية ترتجف بذهول ..
قال حمود : وخري يانورة خليها عندي ..
ردت نورة وهي تحاول ماتحتك بحمود اللي ماشافها ولا كلمها من سنين طويلة : لا ياحمود لو سمحت خلها عندي وناد ابوي .
تكلم بلهجة آمرة : نوف حرمتي يانورة .. روحي علمي امتس وابوتس انها بخير وانا بجيبها .
وقفت نورة منفذه ومستحيه من ولد عمها لاتراده بالكلام بس يد نوف اللي قبضت على طرف عبايتها بكل قوتها وقفتها بمكانها ..
جلست نورة مثنية ركبها قالت بهمس في اذنها ماقدر حمود يسمع منه شي : هذا حمود ولد عمتس بغى يموت عليتس .. دوري اللي يبيتس ولاتدورين اللي تبينه . قومي يانوف وتعوذي من ابليس .
همست نوف بخوف وهي تضم على معصم نورة بقوة : لاتروحين عني خليتس معي . انا اخاف ربي ومااقدر اذبح نفسي .. بس ماابي الحياة يانورة ..
قال حمود باستسلام : انا بروح اعلم اهلتس انها بخير هاتيها معتس بسرعه ولاتراني رجعت وجبتها غصبٍ عليها .
رجع بخطوات واسعه وسريعه وراح لابوها اللي تسمرت رجوله بمكان واحد وانتقل نظره من بقعه لبقعه وهو يتخيل زولها وهيئتها وصوتها في كل مكان تطيح عينه عليه ..
قال حمود : ابشرك ياعمي لقيناها تقول انها جاية تمشى وتغير جو .
ارتجفت شفايف الشايب فرح وقهر وحسرة قال : حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل .. هجدتنا الله يهجد عدوها .
ربت حمود على كتف عمه يطمنه قال : امش ياعمي معي اختها بتجيبها معها ..
هز لافي راسه قال : خلنا نبشر امها يمديها انفجعت المسكينه .
وصلت نورة وهي تسند نوف قال لافي : اقلعيها للسيارة الله يفرج لي منها عجل يوم ماخلتني اذوق النوم لي شهر واليوم بغت تذبحني انا وامها . حسبي الله عليها من بنت .
ركب حمود سيارته وهو ساكت ومنزل نظره للأرض وركب عمه معه ..
ونورة اخذت اختها وامها والعنود ووصلتهم للبيت ..
نزلت نوف بمساندة نورة وامها وراها تشهق وتبكي بمرار وتهمس لها : امشي فضحتيني الله يفضح عدوتس .
التفتت للعنود القابعه في السيارة بهلع وأسنانها تصك في بعض من سيرة فقد نوف ولا رمي نفسها في البير ..
قالت امها بلهفه : العنود علامتس يمه .
كان صدرها يلعو ويهبط وشفايفها مبيضة ووجهها باهت قالت برجفه : يم يم يمممه نووووف بغت تموت في الب البييير .
ضمتها امها وهي تتحسب الله وتدعي ان الله يحمي بنتها ..! قالت : نوف مافيها شي شوفيها بخير ياقلبي ..
هزت العنود راسها وهي بخوفها ودخلت مع امها اللي شالتها وهي ضامتها على صدرها ..!
دخل لافي بيته واستوقفه حمود بـ : عمي ..!
وقف لافي بوجه يكسوه السواد قال : سم وانا عمك ..!
: سم الله عدوك .. ابيك تسمح لي آخذ حرمتي الاسبوع هذا .
رفع لافي راسه قال : ياولدي هي ماتبيك وانا غصبتها ...
قاطعه حمود : طلبتك ياعمي لاتردني وان شاء الله انك ماانت بندمان .
هز لافي راسه قال بإذعان واستسلام : تعال بعد اسبوع واخذها خلها تجهز وانا عمك .
دخل حمود يده في جيبه يدور دخان وتذكر عمه ورجع طلعها قال : بكرة الظهر المهر عندك ان شاء الله ... انتبهوا لها ياعمي ولاتخلونها لحالها .. ويالله اسلم عليك .
سكت لافي واكتفى بمراقبته وهو يركب سيارته ويحركها بسرعه متوجه للطريق اللي يودي لخارج القريه كلها ..


عدى عليها اليوم وهي في غرفتها ..!
نامت بعد العشا وماصحت الا على اذان الفجر ..
صلت فرضها وجلست على سجادتها والبيت هادي مافيه الا صوت جدتها وهي تسبح وتهلل وتذكر الله ..
استرجعت السالفه اللي سمعتها من ليلى ..
وحست بتشويش ذهني اعجزتها عن تحديد الطريقه اللي المفروض تتبعها ..
ليه هو اللي يقهرها وهي اللي تدور رضاه ..!
ليه هي اللي تتنازل وهو مايقدِّر ..!
ليه كل ماقالت فرجت ترجع تتسكر بوجهها
معقول ان النصيب هو اللي يفرض عليها اللي يصير
معقول ان حياتها مع عماد ماراح تستمر والعراقيل اللي تواجهها انذار بعدم الاستمرار ..
ومعقول ان عماد فعلاً مايبيها بحياته وانه كارهها ولايبي قربها ..
عقدت حواجبها ومسدت جبينها بتوتر ..
طيب تصرفاته غير
حتى امس كان مرة غير ..
زفرت بـ : ياااارب .
وقامت طبقت شرشف صلاتها وسجادتها ورفعتها في الدولاب الخشب الصغير اللي يتوسط الغرفه ..
اخذت جوالها وفتحته وحصلت رساله من نايف .. ( اذا صحيتي دقي عليّ ضروري )
شهقت وهي تتخيل الكلام وصل نايف ..
ونايف مايتحمل عليها كلمة او اهانه ..
تخيلت عماد وموقفه قدامهم ..
بسرعه استبعدت الموقف اللي كرهته قالت بصوت سمعته : لاياربي ... لاياربي .. تكفى ياربي استر علينا ولاتفضحنا ولاتجيب المشاكل بين اهلي .
طلعت لجدتها وهي تضم على جوالها وشافت احمد طالع من عندها ..
حست بمغص في بطنها وهي تتذكر كلام ليلى وتتخيل صورتها قدام عمها .. وش يقول عنها ..
قال احمد والابتسامه على محياه : يااااهلااااا والله .. حيا الله بنت اخوي النوامه .. وش سالفتتس انتي وزوجتس نايمين من بدري كأنكم دجاج .
ضحكت شادن مجامله قالت : عاد انا نايمه من العصر .. صليتوا في المسجد ولا لسه .
وبنفس ابتسامته قال : ماعندنا مسجد قريب بس صلينا انا والعيال جماعه .. على فكرة عماد تراه تعبان روحي شوفيه .
ارتعبت من الكلمه قالت : تعبان اش فيه ..؟
قبل لايرد احمد وصلهم صوت ام ناصر من داخل غرفتها تقول : احمد ياوليدي لاتروعها ..
نفضت راسها تبي تفهم وتستوعب قال احمد : مافيه شي بس القولون شكله تهيج عليه ..
ردت بلهفة : هو وين الحين ..؟
قالت ام ناصر : شاااادن تعالي ياامي ..
دخلت عند جدتها قالت : جدتي عماد اش فيه ..؟
: مافيه غير العافية تو احمد جا من عنده يقول طيب .. ماغير قيلونه متهيج عليه وليله كله وهو يستفرغ .
بلعت ريقها بصعوبه متناسية الكلام اللي سمعته من ليلى ..
تفكيرها محصور فيه ،
وقلبها خايف عليه ،
ومشاعرها منصبه ناحيته ..
قالت : هو صاحي الحين ؟
رد احمد اللي رجع ووقف على الباب قال : مافيه شي يابنت الحلال يقول انه نسى علاجه وامس غداه كان دَسِم .
عضت على شفتها قالت : اجل بدق عليه الحين .
ردت ام ناصر : سوي له فطور وارسليه عليه تراه ماتعشى البارح معهم .
هزت راسها ورجعت دخلت المطبخ على نية انها تدق عليه وغايتها تتطمن على صحته ..!

***



متمدد في فراشه الوثير ومغمض عيونه ..
ينتظر متى يجي الصبح حتى يروح يشتري علاجه اللي مايقدر يرسل احد يجيبه ..
سمع جواله يدق ورفعه يطالع من المتصل .
فتح عيونه وهو يشوف الشادن يتصل بك ..
حط الوضع صامت وعلى شفاهه ابتسامة تعجب ..!
"اكيد قال لها احمد اني تعبان وانشغلت بي ..
ياقلب هالبنت "
وقف تفكيره عنها وصوت جواله يدق مرة ثانية ..
ويعيد نفس الحركه ويحطه صامت ..
اهتمامها فيه يثيره ..!
يسبب له حالة انسجام غريبة ..!
يحس باحتواء عمره ماحسه ولاشعر فيه قبل يعرفها ..!
فيها جاذبيه تحسسه بانتماؤه لها غصب ..!
فتح الخط وهو يشوف اتصالها الثالث بإلحاح ...
قال بهدوء : الو ..
ردت بلهفه وزعل وحرج : هلا عماد .. كيفك الحين .. قالوا لي انك تعبان .
تنهد وهو يمسد شعره بيده اليسار ويده اليمين ماسكه جواله على اذنه قال : بخير .. انتي اللي وشلونك يالزعلانه .
عقدت حواجبها رافضة ذكرى امس وسبب زعلها قالت : انا مو مهم .. المهم انت قول لي كيفك الحين .. ؟
التفت على نايف وفهد وهم يتململون مافيهم نوم قال بصوت خافت : شادن تقدرين تطلعين برا ابيك شوي ..؟
ردت ببرود واحباط : بسوي لك فطور وارسله عليك .. مااقدر اخرج من العيال .. بس اذا تبغى شي قوله لي ارسله لك مع الشغاله .
: افااااا وين اللي تغار امس اشوف اليوم ماهمك وبترسلين الشغاله عندي .. ترى محد صاحي غيري .
امتلت عيونها دموع ..
وهي تتذكر خيبتها الكبيرة ..
هي اللي دايماً تلمح له وتبين غيرتها وطلع مايستاهلها ..
قالت بصوت مخنوق ولهجة السخرية واضحة بكلامها : ليه اغار وانا واثقه فيك ..!
حس بكلامها موجوع وقام عدل جلسته قال فهد وهو يرفع يده عن وجهه : ياخي ودك تغازلها لاتغازلها عندنا العزوبية ترى مايجوز .. قوم دور لك مكان فاضي ولا قابل عجوزك وغازل مرتك قدامها كود انها ترضى عليك تراها قبل يومين تشكيك لابوي تقول انك مهملها وماعليك منها ..
ابتسم عماد من فهد قال : الله يصلحك بس ..هذاني احاول فيك على بنت ابومشاري وانت معند ماتبيها ..
سمع شادن تقول بصوت عالي عكس لهجتها السابقه : ياسلام .. وخير ان شاء الله ليه يرفض سارة ..؟
رد عماد وعلى وجهه ابتسامه وهو يطالع في فهد : مايبيها يقول مطلقه ..؟
: واذا مطلقه ..؟ بعدين هو عرف ليه مطلقه عشان يرفضها ولا بس اسم انها مطلقه خلاص مايبيها ..؟
ضحك عماد قال : هههههههههههه والله ياانتي شاطه عشان خويتك .
رد نايف بصوته المبحوح بفعل الزكام والتهاب اللوز : الله يعينك على شادن من بيفكك من لسانها والسالفه فيها سارة .
توسد فهد ذراعه وهو يسمع بكل دقه ..
يبي احد يفتح الموضوع من جديد ..
نفسه احد يقول لا انت غلطان ..
ترى مو مطلقه
تراها بنت بنوت ومحد مس منها شعره ..
يبي من يقول انك لو اخذتها بتكون اول رجل في حياتها .
تراءت له صورتها بلمحه امام ناظره ووغطى وجهه بالبطانية الناعمه وتنهد من عمق مشاعره الجديدة ..
وصله صوت عماد وهو يقول : بالله مادخل بها زوجها ..؟
رفع الغطا عنه منذهل وهو ينقل نظره بين عماد ونايف ..
طلع عماد برا وهو يكلم شادن المندفعه في هجومها على اعتراض فهد على صديقة عمرها ..
قال فهد : هذا وين راح ..؟
رد نايف : ماراح يفتك من شادن بسهولة اعرفها ..
جلس فهد وشد شعره المتبعثر على رقبته باهمال قال : نايف قوم سولف معي .
قال نايف وهو مغمض : والله يافهد مااقدر اتكلم من اللوز تبيني اسمع لك ماعندي اشكال بس اسولف صعب .
ثنى فهد رجوله ولف يدينه حولها قال : اسمع .. ابيك تقول لي كل شي عن بنت ابومشاري .
رد نايف : مو امس مارضيت تسمع مني .. اول ماقلت خلها تنسى سالفة طلاقها سكتني .
: ياخي انت تدري اني متهور وامس كنت طفشان من جدتك .. قوم قوم بالله علمني . .. هي صدق مادخل بها اللي طلقها وليه طلقها ومنهو ..؟
فتح نايف عيونه قال : كل هالأسئلة اجاوبك عليها .. اصبر لين اتعافى وابشر باللي تبغاه . الحين آسف .
سحب فهد اللحاف من عليه قال : وانا وش يصبرني لين تتعافى ..؟ فز كلمني .
جلس نايف وسحب البطانية ورجع تمدد وضم اللحاف عليه قال : خطبها واحد من جيراننا القديمين .. المهم ابو مشاري زوجه على اساس معرفته باهله والرجال طلع داشر ..
قاطعه فهد : داشر وشلون راعي مخدرات ولا بنات ولا وشو …؟
: شاذ والعياذ بالله .. المهم الرجال الحين في السجن واهل سارة رفعوا عليه قضية والمحكمة طلقتها منه .. خلاص ..؟
: لا مهوب خلاص .. هي … سكت ورجع يعيد صيغة السؤال بتروي .. اقصد هي ماكانت تبيه يوم تطلقت ولا اهلها غاصبينها .
جلس نايف قال لفهد بتفهم : اللي عرفته من اخوها وامي انها صلت الاستخارة وعافته وعافت سيرته ..
قاطعه فهد باهتمام : وانك تقول خلها تنسى سالفة الطلاق اكيد انها زعلت عشانه ..؟
: لا مااقصد انها زعلت .. بس شي طبيعي ان البنت طالعه من مشكلة خطوبة وملكة ثم طلاق والحادث ونفسيتها دمار اكيد ان الوقت مو مناسب الحين انك تفكر تخطبها .
حك فهد شعره وزم شفايفه قال بخيبه : صادق .. اخخخخ بس .. لولا سالفة الطلاق ذي كان يمديها هانت .
اخذ نايف علبة المناديل وسحب واحد مسح به خشمه قال : فهد ابعد عني لااعديك ..
اندس فهد في لحافه وهو يقول : نام نام بس قبل لايجي الظهر ثم ينكد ابوي علينا وحنا ماشبعنا نوم .


***

وصل لبيت الشعر وهي تكلمه عن سارة وخالد وانها هي اللي طلبت الطلاق وعافته من سمعته وسلوكه الشين ..
قال وهو يعدي من وراه لشجرة التين الذابلة بفعل الشتا والبرد قال : اصبري اصبري .. انا وش ابي في سارة الحين .. قلعة فهد اخذها ولا مااخذها انا اللي عليّ سويته ونصحته وماقصرت عليه . خلينا فيك انتي . ماودك تشوفين المزرعه تراها اكبر من مزارعنا اللي في الديرة .
سرى بجسدها حرارة وفترت عظامها ..
ثنت رجولها وجلست في المطبخ وهي تحاول تثبت الخصلة المتمردة على وجهها بحرج وتوتر ..
قالت : بعدين اشوفها .. بلعت ريقها وكملت تبي تنهي المكالمة المتعبه
: طيب .. تبغى شي قبل مااقفل ترى المكالمة على حسابي وخلاص راح اوصل الحد الإئتماني .
لف شاله الصوف على راسه زين قال : وكم حدك اللي انتي خايفه توصلين له ..؟
: خمسمية ريال ..
: اذا قفلتي ارفعيه الحين لألف .
: لا ليه ارفعه .. بتروح كلها رسوم وانا ماكلمت ..
: اجل انا ماعلمتك ان الجوال بيشتغل في الديرة خلال شهر .
شهقت قالت : والله صادق ..
: ايه صادق ان شاء الله .. اقول شادن سوي لي فطور وجيبيه لبيت الشعر عجلي عليّ … انتظرك طيب .. ؟
عقدت حواجبها قالت : خلاص يجيك الفطور بعد شوي …
: ان كان بترسلين الشغاله لاتتعبين نفسك .
رفعت حاجبها الأيسر قالت بزعل : ماراح ارسلها . بس ماقلت لي تحس بشي الحين ..؟
ارتسمت على ملامحه ابتسامه لها عدة مغازي ..
فرحة باهتمامها ،
تعجب لسؤالها وهو شاك انه سبب زعلها ،
وناسة لأنها تغار عليه ،
والأهم لأنه راح يشوفها وهي تجيب الفطور ..
قال بمكر : ايه تعبان تعالي تطمني عليّ …
حاولت تلملم حروف ترد بها عليه ..
وتبعثرت كل الحروف ..
يرهقها باسلوبه ..
ويحرجها
امس جارحها وقاهرها ومع هذا تنقاد له وتتبعه وتدوره ..
ضاع الرد بين زوايا عقلها المرتبك وتفكيرها المتوتر وآثرت السكوت ..
اتسعت ابتسامته لحرجها قال : زين زين يالله انتظرك لاتطولين .
رمت حاضر على شفتها وسمعها بهمس وقفلت ..
تحركت من مكانها حين وصلها صوت جدتها واحمد وهم يمشون في الصاله باتجاه باب البيت وطلعت لهم قالت : فين رايحين ..؟
ردت ام ناصر بهمه : بروح اشوف عماد آكلني قلبي عليه وانتي البسي جلالتس والحقينا شوفي رجلتس يحتاج شي .
ردت شادن بابتسامه حنونة ومطمئنة لجدتها : دوبني كلمته الحين وان شاء الله انه بخير .. بس بسوي الفطور والحقكم .
قال احمد : لاتسوين حليب ترى عماد وصى العامل يجيب له حليب نياق .. ماادري وش سالفته مع حليب النياق اول ماكان يحبه ومن امس وهو طايح فيه .
ردت ام ناصر وهم يطلعون من الباب : ياوليدي حليب البل ( الابل ) زين وكله فوايد .
طلعوا من البيت وقابلوا ناصر اللي توه قام من المصلى المخصص في المزرعه يقرأ قرآن لين تطلع الشمس كعادته بعد كل صلاة فجر .


***

صلت الفجر ووقفت على باب غرفتها تنتظره يمر بعد النقاش الطويل العريض اللي درا بينه وبينها ..
شافته ينزل بثوبه الابيض وشماغه وعقاله في يده قالت سارة وهي تحاول تثبت خطواتها بعكازها وتسيطر على مشيتها : مشمش .. استنى .
التفت عليها بعيون منفخه وصوت ثقيل من اثر النوم قال : سارة ماني رايق لك ..
ابتسمت وقربت منه قالت : يهون عليك تحسسني بالذنب وانا احس انك زعلان .
لبس طاقيته ورمى شماغه على راسه بمهارة قال : ماني زعلان ولا شي .. اصلاً انتي اش عليك فيني ازعل ولا ماازعل .. خلي قراراتك تنفعك .
قالت بتعب من الوقفه : تعال خلني اكلمك .
رد عليها بحزم ولهجة حاده : موضوع امس انتهينا منه .. انا مو موافق اذا رأيي يهمك .. شوفي ابوي وامي شاوريهم .
: شاورتهم امي تقول عمل خير وتؤجرين عليه … وابوي يقول بكيفك وانتي حرة .
عطاها ظهره ونزل من الدرج قال بصوت عالي : وانا اقول لا والف لا .. تتركين وظيفتك وتشتغلين بدار الايتام ومجاناً لااااااااا .
وقفت على راس الدرج زامة شفايفهاقالت : ليش تمنعني من عمل الخير . .؟
: مامنعتك انا قلت رأيي .. عمل الخير تقدرين تخصصين جزء من راتبك لهم اعانه ، تبرع ، هدية ، صدقه ، سميها اللي تبين .. المهم مو تتركين وظيفتك وتقابلينهم .. فيه ناس متخصصه في المجال هذا .. وانتي ساعدي بالمادة ولك عليّ اوديك كل اسبوع لو تبغين .
وقف وطالع فيها زين قال : فكري .. لو تركتي الوظيفه واخذت مدرسة ثانية مكانك وراتبك اللي بيصير لها ماراح يستفيدون منه الايتام اذا مافكرت فيهم .. بس انتي لو عطيتيهم من راتبك راح يستفيدون … وترى لو توظفتي في الجمعيه مجاناً يمكن تقطعين رزق وحده من اللي يدورون وظيفه وتروحين عليها فرصة راتب اذا فيه متبرعه تمسك مكانها مجاناً .
طلع بعد كلامه وسكر الباب بقوة وهي واقفه على الدرج ..
مقتنعه ومحتارة ..
كلام مشاري مقنع لدرجة انها ممكن تتنحى عن الفكرة .. بس الرغبه بداخلها انها تقرب من الأيتام وتمد لهم يدها تمسح دموعهم وتمسح على روسهم وتضمهم تلح عليها بجنون ..
ورغبة ثانية هي البعد كلية عن جو التدريس والذكرى اللي راح تهاجمها في كل درس تحضره وتشرحه حتى وان غيرت مدرستها ونقلت من السبيل ..!
رجعت لغرفتها تمشي وهي تتركى على عكازها بتوجس وحذر خشية الطيحة وشادن في مخيلتها لو كانت فيه يمديها ساعدتها على التفكير ووجهتها الوجهه المقنعه اكثر .. اما أيدتها ولا منعتها بححج وأساليب مقنعه ..
ولو فاطمة .. زفرت بآهه موجوعه ورفعت نظرها للسماء وابتهلت آللهم أرحمها وأسكنها فسيح جناتك
آللهم باعد بينهن وبين خطاياهن كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقهن من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسلهن بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدلهن داراً خيراً من دورهن وأهلاً خيراً من أهلهن
اللهم اجمعنا وإياهن في مستقر رحمتك



***



خلصت الفطور بمساعدة فوزية اللي صحت من بدري عشان عيالها مزكمين ..
وراحت استبدلت قميصها القطني العادي بتنورة جينز اسود مطرز على الفخذ وبلوفر صوف ثقيل بياقه طويلة لونه رمادي ..
اخذت جلالها الطويل وحطته على راسها وغطت وجهها فيه احتياطاً اذا احد صاحي من العيال ، وعدت لبيت الشعر والشغاله وراها تشيل صينية الفطور ..
دخلت على جدتها وعمانها احمد وناصر حول منقل الجمر وهو ماله اثر بينهم ..
سلمت عليهم وصبحت عمها ناصر بالخير وجلست مقابلة لهم وهي ترتب الفطور على السفرة ..
قالت لعمها احمد بصوت واطي : عمي عماد فين ..؟
رد احمد وهو يدفي يدينه بحرارة الجمر : ماادري من يوم جينا مالقيناه ..
دخل عليهم عماد عليه فروته وشاله الصوف لافه على راسه قالت جدته بلهفه : عْمَاد يمه وشلونك الحين .. تونس شي ( تحس بشي )..!
عدى من عندهم وجلس بجنب شادن قال : لا الحمد لله مافيني الا العافيه . قرب من شادن ولفها بطرف الفروة وغمرتها ريحة العود المعتق المختلطة بريحة النار وفترت عظامها وبردت اوصالها ..
قال : لاتجفلين يالشادن ابي اغطيتس عن البرد .. شوي وتتجمدين في هالمربعانية ( المربعانية ايام في الشتاء يكون البرد فيها في اوجه )
بلعت ريقها ورفعت راسها لاحمد اللي قال : شادن تعرفين وش معنى اسمتس . ؟
رد ناصر باهتمام وبدون مايدقق في حركة عماد : الشادن الغزال ليا انفطم عن امه واجذوذع ( صار جذع ) .
ابتسمت لعمها بخدود متوهجة احراج وخجل قال احمد : من اللي سماك الاسم هذا ابوتس الله يرحمه ولا ذوق الوالده .
ردت وهي تحاول تنزل الفروة عن اكتافها وعماد يردها عنوة وعمد قالت : ابوي الله يرحمه هو اللي سماني الاسم هذا وامي اختارت اسم نايف .
دق جوالها في جيبها وطلعته وهي محرجه وشافت اسم نايف
ردت عليه بصوت واطي ومخنوق من الاحراج ..
: هلا نايف ..
رد عليها بصوت مبحوح : هلا شادن انتي فين من امس .؟ واش هذا النوم من العصر للفجر الله لايبلانا .
تذكرت اللي صار امس وطالعت في عماد بنظرة عتب فهمها على طول قالت : كنت تعبانه ونمت .. اش فيه صوتك ..؟
: تعباان .. الحمى كسرت عظامي وامي ماشفتها بالله روحي صحيها بشوفها قبل انام .
وقفت وهي تقول : امي مانامت الا متأخرة .. عندك دوا .. ولا اجيب لك ..؟
مسك عماد يدها ووقفت بمكانها قال : خليه يجي يفطر اذا مانام للحين .
قالت لنايف : عماد يقول لك تعال افطر معانا احنا في بيت الشعر .
: من عندكم ..؟
: جدتي وعمي ناصر وعمي احمد ..
: طيب دوري لي عصير ليمون الانفلونزا هالكتني .
عضت شادن على شفايفها قالت : مافيه ليمون في البيت .. عيال عمتي تعبانين وشكله راح عليهم . بس انا عندي بندول كولد آند فلو بجيب لك منها .
قال عماد وهو يوقف : خليه يجي يفطر وانا بروح اجيب له ليمون .. اخذ له قطعة عيش صامولي دهنها بلبنه ووقف وهو ياكل منها لقمه ..
قال لشادن : امشي تعالي ابيك برا .
قبل ماتعترض وترد تكلمت جدته : لاتروح انت تعبان خل احمد يخدمك
.
رد وهو يعطيهم ظهره : لا انا اصلا لازم اروح اشتري علاجي محد يعرفه غيري .
زفرت ام ناصر وقالت برجا واعتراض : الله يكفيك شر هالعلاجات اللي ماتصبح وتمسي الا عليها .
رفع احمد حاجبه قال : هو ليه مايروح يسوي فحوصات ترى سرطان القولون منتشر هالأيام الله يكفينا شره .
رد ناصر : اعوذ بالله فالك ماقبلناه .. ان شاء الله مافيه غير العافيه ..
كانت واقفه مكانها معترضه ومحتارة تروح ولاترفض ..
مر وقت قصير وسمعت صوته يناديها : شااااادن ..
طلعت تمشي بخطوات سريعه اول ماشافها مسكها بيدها وسحبها ورى بيت الشعر ناحية جدار المزرعه قال : علميني وش اللي زعلك امس ..؟
تجمع الدمع بعيونها .. وزفر وضرب برجله على الارض قال وهو صاك اسنانه على بعض وعصبيه حاول يكبتها : لاتبكين ..
انهال الدمع على خدودها قالت : ليه ماابكي وزوجة عمي تمشي وتفضح فيني بسببك .
فك الشال عن راسه ورجع لفه من جديد وزم شفايفه قال بأمر وصرامه : وش قالت عنك ..؟
شهقت قالت : عماد انا ماابغى ادخلك في سوالف الحريم .. بس وش ذنبي ليلى تشكك في شرفي وتقول انك تنتظرني اكمل سنه عندك ....
قاطعها : التافهه هذي منين جابت الكلام هذا ..؟
غمضت بقوة على الدموع اللي غرقت عيونها قالت : اسأل نفسك .
كان يتأمل وجهها ..
جبينها ناصع والشمس تنعكس عليه ..
وخشمها وجفونها وخدودها مكتسية بقع حمرا ..
طلع لها مجموعة مناديل مطبقه من جيب قميصه قال : مسحي دموعك واسمعيني .
اخذت المناديل ومسحت وجهها وهي ساكته ونظرها للأرض ..
مسك يدينها الثنتين وضم عليها بقوة وهو يقول : اسمعي ياشادن انا بقول لك كلامي هذا وماراح اعيده .. وابيك تصدقينه ولاتصدقين غيري ..
رفعت له راسها وطالعت فيه بعيون باكية ..
وبلحظة فك يدينها ولف يدينه حول اكتافها وضمها ودفن راسها في صدره وهو يقول : اقسم بالله ياشادن من يوم دخلتي بيتي زوجة ماكلمت احد عن حياتنا .. التافهه هذي يمكن احمد علمها عن كلامي ايام ماكانت جدتي تحاول فيني اخطبك ..
ماابيك تصدقين اني امسك بكلمة ولااسمح لاحد يتجرأ ويتكلم عليك ..
انا اذكر مرة ان احمد قال طاوع امي ولاتقهرها قلت ماابي الزواج وان اخذت البنت ارضي جدتي اخاف اخليها سنة ثم اطلقها .. بس هذا اللي صار .
رفعت راسها ورجع يلمه على صدره قال : الكلام سهل ياشادن .. لكن الفعل صعب .. انا لوبيدي عطيتك حريتك الحين قبل شوي لأنه حرام تعيشين مع واحد مثلي .. بس مااقدر ..
ضمها عليه اكثر وكمل : والله مااقدر ياشادن .. انتي ماتدرين وش انتي بالنسبة لي انا .. تنهد ونفخ بقوة قال : انا مااتخيل اني اكمل باقي عمري بدونك .
رفع راسها وطالع في عيونها بعمق قال : تراني ماقلت لك الكلام هذا الا بعد كلامك لي في السيارة امس .. لكن سألتك بالله ياشادن متى ماحسيتي انك تبين تعيشين حياتك لاتترددين لحظة وحده .
استرخت كلها على صدره قالت : عماد انا ماابغى اعيش حياتي الا معاك انت .. تكفى عماد لااسمع الكلام القديم ولاسيرته .. اوعدني الله يخليك .
: ان شاء الله ماتسمعينه ..
قطع كلامه وهو يسمع نايف يتنحنح بصوت عالي ويكح ..
بعدت عنه وقالت : بروح اجيب لنايف الدوا ولو اني ماابغى اقابل زوجة عمي .. اووف اكرهها .
ضحك بصوت واطي وقلدها : اووف اكرهها ..
قال بصوته الطبيعي : روحي جيبي لاخوك الدوا .. ضحك وكمل : وسوي لي كبتشينو ..
عقدت حواجبها وهي تتذكر ليلى وغمضت بعيونها قالت : لاعماد عن جد اجيب لك ..
: ايه والله سوي لي على بال ماالبس ثوبي وشماغي .
هزت راسها وراحت للبيت بسرعه محملة بروح جديدة ومشاعر نقية ماتشوبها شائبة حزن او خوف . .


***



وبعد ايام ثلاثه في المزرعه ..
واقف على باب المجلس ويدينه على اطراف الباب
ماراحت السالفه من باله للحين ..
ضرب برجله على الارض بتوتر وهو يتذكر ان امه بتمشي لخاله اللي ساكن في الطايف .. وهو وراه مشوار لعزيمة واحد من اصحابه في الطايف ..
مافيه فرصه يكلمها في الموضوع بهدوء الا في السيارة وهو مايبي يروح لخاله اللي كل ماشافه كل تعال املك لك على وحده من بناتي ..
مستحي يقول لا ماابي من بناتك ويزعل خاله وخايف انه يوافق ثم يتوهق ..
قال بندر وهو يتذمر : انا مواعد لي رجال في الشفا بعد المغرب ... وش السواة ..؟
قال فهد : خلاص روح في طريقك وانا اوصلها .
رد بندر بحماس : جزاك الله خير .. بس مشوارك ..؟
عقد فهد حواجبه قال : مشواري اقدر الحق عليه بس انت اللي ترجع امي ..
ابتسم بندر قال : وش هالكرم الحاتمي .. روح ياشيخ الله يوفقك ويريح بالك .. على فكرة ترى محد بيروح معك الا امي وخالد .
: خالد وش يدور ..؟
: خله يروح يبي عيال خالي وهنا مافيه احد في سنه .
: الله يعين ..
لبس فروته وتلثم بشماغه قال لخالد اللي جاه يمشي : خالد ارجع ازهم امي قول اني انتظرها في السيارة .
قال خالد باستغراب : انت اللي بتودينا ..؟
: ايه انا عجل ..
راح للسيارة وبعد دقايق قليله كانت امه راكبه في المقعد الخلفي وهو وخالد في الأمام ..
تنحنح وتأهب للكلام اللي حس ان مقدمته صعبه على امه ..
قال : يمه تذكرين اهل ابو مشاري جيران نايف وامه .
قالت امه وهي تقرب من مقعده : ايه ياوليدي اذكرهم .. اجوادٍ (ن) محد ينساهم .
اخذ نفس عميق قال : سألتي ام نايف عن بنتهم اللي صار عليها حادث وشلونها .
: ايه سألتها تقول ان شاء الله انها بتطيب .. يدها ورجلها متكسرة وتقول انها بدت تمشي على العكاز .. ياوليدي رحمها ربي يوم حطك في طريقها .
قال فهد وهو يجر في كلامه ويدور مدخل لسالفته : تدرين ان اخوها منقهر مني يوم شلتها وشاف دمها عليّ ...
قاطعته امه : اعوذ بالله من الشيطان وش يقهره وانت لولا الله ثم انت يمديها مع درب زميلاتها .
: لا يايمه مهوب اجلها .. وربي كتبني في طريقها وجعلني سبب في نجاتها يمكن من مشاكل اكبر من الكسور .. الا وش تعرفين عنها انتي ..؟
: بنيةٍ(ن) ساترها الله . وشو له تنشد عنها ..؟
غمض عيونها قال : ابيتس تروحين تخطبينها لي انتي وابوي .
: وشووو ..؟ انت صاحي ولا مجنون .. البنت مطلقه ماكملت شهرين .
عض على شفته " هذا اللي كان متوقعه " ..
قال خالد باندفاع وتعصب مراهق : والله ماتاخذ المطلقه وانا حي .. اكثر لاكثر الله بنات خلق الله ..
دفه فهد بأطراف اصابعه قال : انكتم انت واذا هرجك احد ولا وجه لك كلام تعال افزع ..
قال خالد : اخطب وضحى بنت خالي سعد .
رد فهد بعصبيه : اصصصصصصص لاتفتح فمك الا اذا قلت لك .. ووالله والله ياخالد لوطلع هالكلام لمخلوق اني لاشغل العقال في ظهرك .
سكت خالد قال فهد لامه .. : يمه انتي تدرين وش سالفة طلاقها .
: وانا امك علمتني ام نايف مير انا ماابي الناس تقول ولدهم باير مالقوا له الا المطلقه .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. يمه الله يخليتس لي انا اللي ابي اعرس ولا الناس .. بعدين البنت هي اللي طلبت الطلاق ثم الرجال مادخل بها .
ردت امه منهية الحوار وبحسم : ولو ولو اسمها مطلقه اسمع كلام خالد وخلني اخطب لك وضحى .
: اجل لاعاد تفتحون لي سيرة العرس . هذاني قلت لكم اخطبوا لي وعييتوا ( رفضتوا ) .
: ياوليدي قلوا بنات الخلق .. عز الله ان خالد اعقل منك .
التفت فهد لخالد وهو يتباهى بابتسامه على وجهه من كلام امه قال : والله لولا خوفي من ربي واخاف ان امي يصير لها شي لاخليك في هالخليان لين تتوب ماتتدخل في احد .
ساد الصمت في السيارة مايقطعه الا تأفف فهد الدال على ملله وضيقة خلقه ..


***


"خلاص اقتنعت ..! بس فكها شوي ترى الزعل مو لايق عليك "
قالته سارة لمشاري وهو يفرش اسنانه قبل يدخل ينام ..
قال وهو يحرك الفرشة بسرعه في فمه : ترانا حددنا زواجنا انا وريهام في اجازة عيد الاضحى .
شهقت بصوت عالي قالت : ايييش .. ؟
غسل فمه وتمضمض اكثر من مرة وسحب له منديل قال : اللي سمعتيه .
: خير ان شاء الله مسرع ..؟ وانا ماعليكم مني .. نسيتوا اني بالجبس لسه ..؟
: انتي ان شاء الله كلها شهر وتفكين الجبس والزواج بعد شهر ونص تقريباً ..
عقدت حواجبها قالت بزعل : اصلاً انت حاقد عليّ عشان سالفة الشغل وتبغى تقهرني . ياخي قلت لك خلاص بطلت واقتنعت بكلامك .
مشى لغرفته قال : انا ماني زعلان بس انتي قاهرتني اذا ماتفكرين بقراراتك .. ماكفاك تهورك وموافقتك على خالد . هه شوفي وش جنيتي ..؟
ليش يامشاري تخدش الجرح وهو لسه ينزف ..؟
بهت لونها وفترت ملامحها ..
قال مشاري بندم : اوووه سارة انا آآآسف والله مااقصد اجرحك .. بس ابيك دايماً تفكرين مليون مرة قبل ماتتخذين أي قرار بحياتك .
حاولت تلف بتطلع مع باب غرفة مشاري وتعثرت وطاح العكاز وطاحت ..
جا مشاري بسرعه وساعدها لحد ماوقفت قال : سارة لاتزعلين مني ترى مو قصدي ....
رفعت يدها يعني خلاص وهزت راسها وهي تمشي بتركيز وهدوء لحد ماوصلت غرفتها ..
ماصدقت تتجاهل الموضوع وتنساه في زخم الأحداث اللي صارت ..
وجا مشاري ونكأهـ ونثر اوجاعه على صفحة ايامها من جديد ..
رجعه وكأنه امس مو قبل اشهر ..
جلست على سريرها ودموعها تتجمع بعيونها وحلقها مخنوق .
ماتبي من الدنيا وفي هاللحظة الا فاطمة او شادن ..



فاطمه مستحيل ..
لكن شادن مو مستحيل خاصة انها كلمتها اكثر من ثلاث مرات وهي في الطايف ..
اخذت جوالها ودقت على شادن تلوذ بها عن الذكرى ووجعها ومرار واقعها اللي تعيشه ومسمى مطلقه اللي تعتبره كابوس تصحى منه عليه ..!!


***



جالسات في الصاله حقت البيت الصغير المنزوي في المزرعه الكبيرة ..
ام ناصر منسدحه وتسبح ..
وحولها ام نايف وشادن وحليمه وفوزية وليلى ..
ومنال وحنان جالسات عند التلفزيون
قالت ام نايف لشادن وهي تضم شهد على صدرها : الله يرحم ندى .. كل مااضم شهد اتخيل اني اضمها .
قربت شادن من امها قالت بحنان : يمه الله يخليك لاتفكرين بالأشياء اللي تحزنك .
ردت امها بهمس : ياحبي لشهد .. محد يلوم عماد والله .. بسم الله عليها ذكية وعقلها اكبر من سنها .
التفتوا بسرعه لليلى اللي ضحكت بصوت عالي من المسج اللي وصلها قالت باحراج : هههههههههههههه اقرا لي نكته بس ماتصلح لكم .
قالت حنان وهي قاعده ومتغطيه ببطانيتها وتطالع في مسلسل صعيدي ينعرض على قناة ابوظبي : انتي اصلاً كلتس على بعضتس ماتصلحين لنا .
ردت ليلى : طبعا مااصلح لكم انا غير عنكم يابدويه ياجاهله ياللي حدودك مدرستك وبقالتكم اللي بجنب بيتكم ...
قالت حنان بتقزز : ياربييييييييييه يالحضرية .. انا بدوية ومحتفظة باصلي وديني مو مثلتس .
قالت منال لحنان بلهجة حادة : حنان خلاص احترمي جدتي و خالتي ام نايف وحليمه وعمتي .
حذفتها شادن بعلبة المنديل وهي تضحك وتقول : يادبه وانا ماتحترمني .
قالت منال بمرح : خلاص احترمي خالتي شادن .
وقفت حنان قالت بجديه عكس مرح حنان وشادن : هي متى تذلف لاهلها ونرتاح .
قالت فوزية : حنان زودتيها عاد .
عقدت حنان حواجبها ووقفت قالت : خلاص سكتنا .
جلست ام ناصر بملل وقالت : شادن يابنيتي قومي معي وديني لعيالي في مجلسهم .
وقفت شادن وساعدت جدتها على الوقوف ولفت جلالها عليها وطلعت معاها للمجلس القريب من البيت ..
دقت الباب ووقف احمد اول ماسمع صوت امه واخذ يدها ودخلها ..
قال لشادن قبل ترجع : تعالي مافيه احد غريب عمانتس ونايف وعماد .
كان عماد مسند ظهره على المسنده وراه ..
اول ماشافها عدل جلسته متفاجيء قال : تعالي هنا ..
اشر لمكان بجنبه وجلست باستحيا وعلى وجهها ابتسامه خجوله ..
شافت كيس الأدويه بجنبه قالت بهمس : كيفك اليوم ..؟
التهمت نظراته وجهها قال بشغف : بخير .. انتي وشلونك من امس ماشفتك .
ابتسمت بحرج قالت : انا كمان بخير ...
سحبت كيس الدوا وطلعت الأدوية قالت : عماد طلبتك لاتاخذ الانترفيرون ترى سمعت انه يسبب اكتئاب .
اخذه من يدها قال : وش سمعتي عنه بعد ..؟
التفتت لاحمد اللي انقذها من احراج الاجابة وهو يقول : ابو مشعل نبي آخر قصيدة كتبتها ..
قال فواز وهو يرشف من حليب النياق قدامه : فكنا من الحزن الله يرحم ابوك .
ابتسم عماد وطالع في شادن قال : هذي جديدة البارح كاتبها ..
تنحنح وقال :
في عز ما كنت اهوجس فيك وأفتح لك
أبواب قلبي خذتني رجلي لبابك
وجيتك وأنا ما اذكر اني كنت رايح لك
بس أذكر اني كذا لا طول غيابك
يا ما ترددت مدري كيف بشرح لك
أجيك وأرجع ابيك تقول وش جابك
يا ابن الأوادم ترى مليت ألمح لك
أنا اعزك وأحبــك وأعشــق ترابك
لا ضقت أضيق ومتى تفرح أنا أفرح لك
ولا غبت أموت ومتى ما شفتك أحيا بك
ان كان ودك ترسيني على كحلك
لميت عمري وخاويتك على اهدابك
لكن قبل تنجرف حبيت اوضح لك
مستقبلي في يدينك..واعمل حسابك
لو ضاع مستقبلي مانيب سامح لك
يكفيني الماضي اللي ضاع بسبابك

وسلامتكم .



كانت تتأمله ..
وجد عيونه وهو يناظرها ويصد ..
وشوق يدينه وهو يحركها
وعشق قلبه وشفايفه المترجمة له ..
سمعتها حرف حرف ..!
كلمه كلمه .. !
ارسلها من قلبه لقلبها ..
طالعت فيه ورمقها بنظره فهمتها ..
وصلت لعمق قلبها وترجمها احساسها ..
" ايه انتي المقصودة .. "
قالوا كلهم : صح لسانك
ورد : صحت ابدانكم .
قال نايف : هيضتنا ياابو مشعل .
طالعت شادن في نايف باستغراب وسكتها بعيونه وقال وهو يضحك باستهبال : تبين حليب نياق ...؟
فهمت انه خايف من لقافتها قالت : لا لا شكراً ماحبيت ريحته .
قال عماد : صب لها بياله والله لتشربه مثل مااشربه وانا مااحبه .
ضحك احمد قال : بالله انك لتقول لنا قصيدة البحر ..
رد عماد : فواز مايبي حزن .. وجدتي ماابي اكدر عليها قد سمعت مني قصيده تشبه لها وبكت .
قال احمد : اذا امي بتبكي اجل فكنا منك انت وقصيدك ..
وصلهم صوت فهد وهو يقول بصوت عالي : هيييييييي يااااولــــد .
فزوا عماد ونايف قال عماد بصوت عالي : ارجع وراك .
قال فهد بنفس صوته : وين ارجع ماوراي الا البرد اللي يقطع القلب .. من عندك .
طلع له عماد وهو يقول : ياخي مرتي فيه ارجع لين تطلع .
رجع فهد وراح للمغاسل وطلعت شادن ونايف يمشي معاها وهي متغطيه بجلالها الطويل الضافي على جسمها ..
قال نايف قبل ماتدخل : شادن تعالي .
وقفت شادن ورجعت بعد مالاذت عن فهد بنايف لحد مادخل ..
قال : ابي اسألك سؤال وجاوبيني من دون أي نقاش .
مسكت بطنها خايفه يكون سمع شي من كلام ليلى ولا وصله من احمد شي ..
قالت : اسأل ..!
قال : شوفي تراني نبهت عليك ماتناقشين .. اوكي .؟
: اووه نايف اسأل ترى ارهقتني ..
طلع المنديل المطبق في جيبه وفتحه وطلع شعرة طويلة من بين طياته : قال الشعره هذي لمن .
فتحت شادن فمها قالت : صدق انك ماتستحي . اش هذا وكيف تتجرأ .
سكتها بسرعه : اسكتي وقصري صوتك .. هذي الشعرة سبب الحمى اللي جاتني ..
تأملها على النور الصادر من اللمبة المثبته في جدار البيت وتطل على المزرعه ..
قال : الشعرة هذي جننتني وبصراحه انا شاك في راعيتها .. امي كانت تمدح لي منال بنت عمي ناصر .. وتقول شعرها طويل واول ماشفت الشعره هذي عند المغاسل تخيلت انها لها .. بس من جد فيه حرمه في الدنيا شعرها هالطول .
: من قال لك انها لمنال .. يمكن تكون لوحده من حريم عماني .
رجع الشعرة في المنديل .. وهو معقد حواجبه قال مستبعد الفكرة : لا لا زوجة احمد وشفتها شعرها قصير ..
فتحت شادن عيونها وكمل نايف : وزوجة عمي فواز شعرها موطويل لأن عمي فواز سحره الحرمة اللي شعرها طويل ..
وام فهد حرمة كبيرة وماتنزل طرحتها ولا برقعها حتى يطيح شعرها عند المغاسل حقت الرجال ..
دخل المنديل في جيبه قال : قولي لي هذي لمنال ولا لحنان . ابي اخطب راعيتها .
ضحكت شادن باستغراب قالت : والله منت صاحي ..!
: اييييييه صح مجنون .. مأجر ذا .. أشر على راسه وكمل : من يوم شفت الشعرة هذي وانا منتهي ومنهبل ومستخف .. ها ماقلتي لي لمن .
ضحكت قالت : خلاص روح اخطب منال .
تنفس بعمق وحط يده على قلبه قال : اشوا ان هذا مادق عبط .. روحي روحي نادي لي امي وخليها تلبس شي ثقيل لاتطلع في البرد بدون شي . ابغى ابشرها قبل اكلم عمي ..
دخلت شادن والفرحه مو سايعتها عشان تنادي امها ..
قبل ماتكلم امها شافتها تمتم بـ : (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، أعلم أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما وأحصى بكل شئ عدد اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركاه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم )
طالعت شادن فيها قالت : يمه فيك شي ..
استغفرت امها بصوت واطي قالت : شهد فتشت جوال ليلى ومدري وش شافت والظاهر ان فوزية وليلى تهاوشوا .
عقدت شادن حواجبها قالت : ماعليك فيها .. نايف يبغاك برا ومجهز لك خبر حلو .
قامت امها وهي تلف جلالها على شعرها قالت : الله يجعله خير اش عنده .
حطت شادن اصبعها على فمها بحركه طفوليه تعني ماراح اتكلم ..
وتوجهوا لنايف اللي ينتظرهم على جمر حتى يبلغ امه الخبر ويروح لعمه يخطب منه ..!



***




انتفضت وهي تشوف نورة تدخل شنطتها الجديده والكبيرة والممتلئة بانواع الملابس اللي تخص العروس ..
يعني زواجي من حمود حقيقي ..!
حمود اللي ماحلمت به ولافكرت فيه لو ثانية من عمري او لحظة من حياتي ..
انا بصير لحمود ..
انعصر قلبها بكاء وهي تتأمل الشنطه المخيفه بنظرها ..
هزت راسها قالت بتحدي : انا موب لك ياحمود .. احلامي فوق مستواك .. واجمل من عالمك .. واذا احلامي ماتحققت الحياة مهب لازم .
سمعت العنود تبكي لأن فستانها الحلم ماحصلت عليه ..
قارنت احلام العنود بأحلامها ..
العنود تبي فستان ابيض .. وامي معيّه ( رافضه ) تشتري الابيض تقول الابيض يسمرها زود على سمارها ..
وانا احلامي باختصار كانت عماد ..
وحلمي انقتل بيد عماد ..
العنود تقدر تكبر وتشتري الفستان
بس انا اذا كبرت وشلون اجيب عماد واحييه من جديد .
نزلت دمعتها على خدها وهي تطالع في الباب المقفول ..
حتى لو انفتح ..
يعني بذبح نفسي ..؟
وشلون اذبح نفسي وانا يوم رحت للبير تذكرت ربي وعذابه وعقابه وماقدرت ارمي نفسي في البير رغم ان الموت لحظتها ابرك لي من الحياة وحمود ..
فتحت نورة عليها الباب قالت : نوف ... خالتي ام حمود جات بتسلم عليتس .
تغطت ببطانيتها وغمضت عيونها وطلعت نورة يائسة بائسة ومقهورة من حال اختها ووضعها والوضع اللي ابوها حطها هي فيه ..
الحارس الجلاد ..
تقفل عليها وتجهز لزواجها اللي تشوفه نوف موتها وجنازتها ..





وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 09:37 AM   #17

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت لامها اللي قابلتها : ماتبي تشوف احد ولاتكلم احد ..
وماكان شعور الام افضل من شعور الأخت ..
زاده الخيبة في اول الفرحه وأكبر ضناها اللي المفروض تكون الأعقل والأفضل ..
تمتمت بدعوات بينها وبين ربها انه يهديها ويصلح شأنها ولايتكلها لنفسها طرفة عين ..




***




رفع حاجبه لعماد قال بزعل : امي هي اللي رفضت وانا يوم رفضت ماكنت ادري انه مادخل بها ..
قال عماد باهتمام : طيب انت قلت لها انها ملكة بس وانها هي اللي طلبت الطلاق .
رد فهد باحباط : ايييييه وماعندها استعداد تسمع .
قال ناصر : اذا همك امك ماعليك .. انت اكيد انك تبي البنت ..؟
طالع فهد في ابوه قال بثقة : ايه ابيها .
قال فواز : لا يالظالم متمقل منها ( متأمل فيها ) وهي في دمها .
طالع احمد اللي مافهم من السالفه الا ان فهد اختار البنت اللي يبيها ..
قال وهو يتكي على التكاية ويمدد رجوله: وش السالفه ..؟
وقف عماد ولف شاله الصوف على راسه واخذ فروته قال : الشيخ فهد جاك من جده وصادف له حادث مدرسات واسعف وحده منهن والظاهر انه عشقها .
ضحكوا احمد وفواز قال احمد : وين بتروح ..؟
مس عماد ظهره قال : بطلع امشي شوي في المزرعه واطلق رجولي .. من يبي يخاويني منكم .
قال فواز : اقعد اقعد في الدفا واستتم النعمة .. من اللي بيطلع معك في هالبرد .
رد عماد وهو طالع : قدامي النسيب هو اللي بيمشي معي .
قال احمد : عماد .. تعرف خويي عبدالمحسن ..!
قال عماد : ايه اعرفه الله يشفيه .
رد احمد : الله يشفيك انت .. الرجال تعافى ومابه غير العافيه ..
رجع عماد ووقف مكانه قال : تعافى .. هو ماكان عنده سرطان في الدم ..
: هذي من معجزات القرآن والطب العربي يقولك الرجال راح لطبيب عربي في الاردن واعطاه وصفات طبيعيه ونصحه يقرأ سورة البقرة يومياً ويمسح بها على جسده ويشرب من زمزم .. وشهرين اثنين والرجال زي الحصان .
الأمل وشبَّاكه ..
الحلم وبوادره ..
الحياة بطعمها ولذتها ..
بين ممكن وممكن ..
مقعول في امل ..؟
فيه تحقيق حلم ..؟
تنتظره حياه ممتعه ..؟
ولا صادفت مع عبدالمحسن وحظه هو ماراح يتحسن ..
قال بفرح بالأمل وخوف من التأمل : الحمد لله اللي عافاه واشفاه .. ماشاء الله تبارك الله عسى الله يتم عليه ..
طلع من المجلس وطريقه مابين ابيض وأسود ..
مستقيم ومتعرج
نوافذ مغلقه ونوافذ مفتوحه ..
باختصار
كان يمشي وهو يائس ومتأمل ..
شاف نايف واقف مع امه وشادن وناداه بصوت عالي يبعده عن التفكير والخربطه اللي توهته ..
وجا يمشي عنده ..
اول ماوصلهم قال : يالله اجمعهم على خير . السلام عليكم ..
ردوا السلام قال : مسيتي بالخير ياعمتي .
ردت عزيزة وهي تحط طرف جلالها على فمها وخشمها بخجل : هلا والله مسا النور والسرور .
: وشلونك مع البرد عساك تأقلمتي .
: الله يعين ماني متعودة عليه .. بس الحمد لله على كل حال تغيير جو .
طالع عماد في نايف قال : وش مجمعكم برا ..؟
ضحك نايف قال : مجتمعين على خير وزواج ابشرك .
ضحك عماد بصوت واطي قال : ماشاء الله ماشاء الله .. الا وش السالفه اليوم .. انت وفهد تطامرون تبون العرس .
قالت شادن : فهد بيتزوج .
قال : ايه وافق على بنت ابومشاري .
زمت شفايفها قالت : مااعتقد انها راح توافق عليه .
: افاااا وعلومي امس لك وين راحت ..؟
: قصدك اقنعها ..........
قاطعها نايف : هيييي انت وياها .. لعنبو ابليسك قاعد ابشرك بزواجي تفتح موضوع فهد وزواجه .. ياخي اسأل من اللي راح يتشرف وآخذ بنته .
: ان كان ماني غلطان فخالي ناصر هو اللي بيتشرف ..
رد نايف وهو يقهقه باستهبال قال : انت داهية وحرمتك ادهى منك ..
قال عماد : شادن انقزي جيبي لك شي ثقيل وتعالي امشي معي في المزرعه ..
دخلت شادن للبيت وقالت ام نايف قبل تدخل : نايف حبيبي كلم جدتك قبل ماتكلم عمك حتى تحس انها مهمه وانك لازم تاخذ رايها .. بعدين كلم عمك ولا خلها هي تكلمه لك ..
قال نايف : ان شاء الله ابشري باللي تبين .
: يالله عاد انا بدخل عن البرد .
قال عماد : الله يستر عليك .
ورد نايف : يمه دعواتك لي .
ابتسمت له امه قالت : الله يوفقك ويسعدك ياقلبي .
دخلت البيت وشادن طالعه بجاكيت عمتها فوزية الفرو البني المحروق قال عماد : يالله عن اذنك روح كلم جدتك وعمك وعسى الله يتمم لك .
مشى نايف من عندهم ومسك عماد يدها وراحوا يمشون في الجهه البعيده عن قسم الرجال ..
قال : الله يسعد نايف رجال ويستاهل منال .
طالعت فيه قالت : اش عرفك بمنال ..؟
ضحك عماد من طريقة سؤالها اللي ينم عن غيره قال : ههههههههههه منال اختي الصغيرة لااشوفك تغارين منها هي وحنان .
طالع وراها و لمح قطعة خشب كبيرة في حوض شجرة التين ..
قال : هذا من اللي جابه هنا ..
قالت شادن : ماادري والله .
ربط الشال على راسه وثبته قال : امسكي فروتي بشيله .
رفعها بدون ماينتبه للمسمار في طرف الخشب الا بعد ماانغرس في ساعده وسحبه بآهة معبرة عن الألم ..
جات شادن عنده قالت : اش فيك ..؟
عقد حواجبه وهو يطالع في اثر المسمار على الوريد والدم ينزف لين غطى يده اليمين وضم عليه بيده اليسار ..
اشر لها براسه قال : لاتقربين مني ... روحي جيبي لي مناديل ولا شاش وقطن ...
قالت : معاي بلاستر بجيب لك .
انطلقت شادن ودخلت البيت وطلعت شهد على اثرها ..
نادته بفرح وهي تقول : عماااااااد من الصباح ماشفتك .
كان مكشر بتوجع قال : ارجعي ارجعي لاتقربين مني .
مابين تتقدم رغبة وتتأخر خطوتها تنفيذ لأمره تعثرت خطوتها وطاحت على راسها وصرختها دوت بالمكان امام مرأى منه وهو مكبله دمه ومقيده عن قربها و مساعدتها ..!





فصلٌ سابع عشر



~~ لأجلكَ ياقلـــب ~~




***


في المجلس وحول المنقل ..
عدل فهد جلسته وهو يرشف من بيالة الحليب اللي اضيف له زنجبيل قال : وش سالفتك يانايف اشوفك لاصق بجدتي .. وحنا ماصدقنا نفتك من تلصق احمد فيها .
رد نايف وهو يلف يده حول جدته بحنان : مالك شغل .. هذي الغاليه محد يشبع منها .
قال احمد وهو يحذف نايف بعلبة المنديل : استح على وجهك وقدر اللي اكبر منك .. ثم انا عمك عمت عين عدو ك .
قال نايف باهتمام مزيف : صحيح فهد استح على وجهك وقدر عمي ....
قطع كلامه وهو يسمع صوت عماد ينادي بصوت مرعب : شاااااادن ... شااااااااادن ..
فز نايف واحمد وراه وفهد وقف بمكانه بعد ماسمع نايف يقول : الله يستر لايكون صار لشادن شي .
قالت ام ناصر : قوموني خلوني اشوف وش فيه .. يااحمد ... يانايف ..
محد اعطاها اهتمام وكانت خطوات نايف واحمد تسيرهم لمصدر الصوت بسرعه وبلا تفكير ..


..

سمع صرختها القوية وفجأة سكتت ..!
اصعب موقف مر عليه في حياته
مابين يهرع لها ويتحاشاها ..
خايف عليها بجنون ..
والاقبال والادبار كلاهما خطر ..
ترك يده تنزف واقترب منها وهي مغمضه عيونها مثل الملاك وبلاحراك ..
ماقدر يتحمل يشوفها بهالشكل
شهد ماتت ..
بنتي ماتت ..
قلبي ماتت ..
في غمضة عين ..!!
وقدام عيني ..!
طاحت على راسها وماتت ..
كل هذا اللي دار في خلده بلحظة نسى فيها نفسه والدم اللي ينزف والوباء والعدوى ..
: شهد شهد شههههههد ..
اقترب اكثر وفجأة صحى ..
ووقف بمكانه وتذكر انه شخص خطر ..
طالع في يدينه .. مرض ووباااء
وصرخ بصوت يعبر عن خوفه وقهره وقيده : شااااااااادن .... شااااااادن .
هي اللي تفهم عليه وتقدر تساعده وتنقذ شادن ..
طلعت له تجري وكل خوفها ان صار له شي ..!
دمه وعقدة حواجبه وألمه بعد ماتركته هي اللي ارعبتها بعد صوته ..
بس بعد ماوصلته وشافت شهد وهو عاجز عن مساعدتها انكسرت بداخلها اشياء كثيرة ...
منها الصورة اللي رسمتها لقوة عماد وصموده وان مافيه موقف يخلي منه شخص ضعيف ..
غمض عيونه بقوة وحواجبه معقوده قال بألم الضعف والقهر والعجز : تعالي شوفيها مااقدر اقرب منها .
ارتجفت كل اوصالها وهو تشوفه يعترف بعجزه لضعفه ومرضه وخوفه عليها ..
انتبهت لشهد وهي مسجاة على الأرض قالت : ياويلي شهد .. شهد ..
اخذتها نفضتها وهو يقول بهمس وخوف : جسي نبضها شوفيها حية ولا ماتت .
مسكت معصمها وغرزت اناملها فيه وهي تدور على وريدها الصغير قالت : الا فيها نبض .. الحمد لله .. الحمد لله ..
وصلها نايف واحمد يجرون حافين قال نايف وعيونه على دم عماد اللي اغرق راحة يده ولون يده الثانية : وش صار .. كمل وهو يطالع بشادن اللي ترفع شهد عن الارض قال : بسم الله وش اللي صار .. ؟
رد عماد وهو يضم على يده بألم : طاحت وأغمي عليها احمد ودها لأقرب مستشفى بسرعه ..
رد احمد وهو يشيلها : شادن لاتقولين لاحد عليها ..
قرب نايف من عماد ومد يده بيمسك معصمه ويشوف الجرح بس صوت شادن اللي صرخ وهي تقول : نايف لااااا .. وقف حركة نايف وشل عماد ..
بهت لونه وهو يطالعها ويدها على فمها خايفه من ردة فعله ومتألمه عشانه .. ومفجوعه من جرحها له ..
خايفة على اخوها مني ..
كان هذا شعوره ..
قال نايف بعفوية : وش فيه ..؟
قالت شادن من بين احاسيسها المتخربطه والمبعثرة : لاتألم عماد ..
غمضت عيونها واخذت نفس عميق وكملت بتعب .. : نايف ارجع طمن جدتي اسمع فهد يناديك ..!
ضم عماد على جيبه يدور مفتاحه والدم يلطخ كل بقعه يلمسها في ثوبه قال : روح لجدتي يانايف ولاتعلمها عن شهد . قول عماد انجرح وانا بمر عليها واشوفها واطمنها .
مشى للمغاسل ونادته شادن بصوت عالي رغم انه مخنوق وبدا هامس ..
: عماااد .
التفت لها قال بصوت جدي ماغابت عنه نبرة الحزن والخيبة : ادخلي عن البرد ...
ورجع التفت لفهد وخاله ناصر ونايف وهم يطلعون من المجلس قال : فهد ارجع دقيقه بس خل شادن تدخل .
اضطرت انها تدخل بسرعه والندم يشرخ قلبها ..
وهو راح غسل يدينه وحط على جرحه بلاستر بحذر ودخل عند جدته في المجلس ..
اول مالمحت عينها الدم على ثوبه وجيبه قالت : لااله الا الله علامك ياوليدي وش هالدم ..؟
رد وهو ياخذ شماغه وعقاله في يده قال : جرحني مسمار في لوح عند الاشجار ..
اخذ جاكيته قال لنايف : نايف ترى الفروة حقتي رميتها عند الاشجار محلنا قبل شوي .. جيبها بالله .. ويالله اسلم عليكم وراي مشوار ضروري .
رد ناصر باهتمام : مشوار هالحزة ..؟
تنهد عماد وحالة شهد واقفه بينه وبين الرد والكلام والتعابير وموقفه قدام شادن خانقه ومعجزه عن الكلام ..
اجبر نفسه واضطر انه يقول : مشوار مايتأجل .. اشوفكم على خير .
طلع من البيت يتبع اثر احمد والغاية يتطمن على شهد ثم يبعد ...!!!





***




دخلت البيت والقلق راسم دلايله على ملامحها ..
وراحت لامها اللي جلست مع حليمه وجات منال شاركتهم الجلسه .
قالت امها بسرعه : اش فيه وجهك ..؟ وفين رحتي قبل شوي ..!
انسدحت على جنبها وتوسدت فخذ امها قالت بهمس : احسني مقهورة يمه .
نزلت امها وجهها قريب منها وردت عليها بنفس الهمس : مقهورة ليه ..؟ لايكون عمك رفض يزوج نايف ..
هزت راسها بلا ومسحت دمعه خانتها ونزلت غصب ..
لفت جسمها ووجها على الجهة الثانية وخلت وجهها ناحية صدر امها المايلة عليها قالت : لا يمه مااعتقد نايف كلمهم لسه .
: صاير بينك وبين عماد شي ..؟
قاطعتهم منال : شادن اجيب لك بطانية .. هذا موب لبس في البرد هذا .
مسكت ام نايف يدين شادن البارده قالت : ايوه هاتي بطانية يامنال ولاعليك امر .. يدينها متجمده ..
قامت منال تجيب بطانية وجات حنان تمشي قالت حليمة : وش صار ..؟
ردت حنان : عمتي فوزية كسرت جهازها قطعه قطعه ليتها كسرت راسها .
ردت حليمه : حنان ماني خابرتس شرانية .
ردت حنان بانفعال : انا ماعليّ منها ولا لي دخل فيها بس المشكله انها مرة عمي احمد .. وانا ماارضى مرة عمي تصير وسخه مثل ليلى . ازين شي سوته انها زعلت وقالت انها بتروح لاهلها . فككككه منها ومن شوفها .
قالت ام نايف : خلاص اللي سوته فوزية عين العقل بس انتم بدال ماتتهجمون عليها انصحوها منها توعونها ومنها تكسبون اجر .
ردت حليمه بتودد لام نايف : الله يسلمتس ياام نايف انا اشهد انتس عاقلة ورزين .
وصلت منال بالبطانية وغطت شادن اللي معاهم ولاهي معاهم ..
ضمت امها على اكتافها بمحاولة منها تبثها دفء وشيء من الطمأنينة ..!




***



وقف مع احمد في المستشفى وشهد على كتفه ..
قال : الحين انا اللي طيحتك يالظالمه ..؟
ردت شهد اللي صحت اول مادخلت المستشفى بعد الارتجاج اللي صار لها من الطيحه واخذت مغذي وعملت اشعه لراسها كانت نتايجها مطمئنة ..
: ايوه انت قلت ارجعي وانا كنت ابغى اجي اسلم عليك عشان من الصباح ماشفتك .. بعدين خليتني ازحلق على الحجر وبغيت اموت .
ضحك احمد وعماد بالمثل ..
قال عماد بعد مااطلق تنهيده معبره من صدره وهو يضمها عليه ..
ويده ملفوفه بشاش ابيض : الله لايعيد هاليوم .. انا اللي والله بغيت اموت ..
قال احمد : روعتنا الله يصلحك ..
قطع احمد كلامه على صوت جوال عماد قال عماد : هذي اكيد شادن لها ساعتين تدق وانا مشغول مع الممرضه وجرحي .
مد شهد على احمد وكمل : امسك شهد وروحوا للبيت طمنوا جدتي ان مافيني شي .. وان تأخرت عليكم لاتقلقون .
هز احمد راسه متفهم لظرف عماد الواهي واللي قال انه طرأ له واقنع احمد فيه ..!
قالت شهد : عماد ابغى اقعد في المستشفى عشان يزوروني جدتي وامي وابوي وشادن وحنان ومنال وخالتي ....
قاطعها احمد : هذي مصدقة ان فيها شي .. امشي امشي بس خلينا نرجع للبيت يمدي امتس قلقت عليتس .. خلي الزيارات اللي انتي تبينها .
: طيب ابغى ورد وشكولاته زي ماما لمن جابت فيصل .
ضحك عماد وهو يضغط زر صامت ويقول لاحمد : احمد والله لتشتري لها ورد وشكولاته .
رفع احمد حاجبه قال : وانا منين اجيب لها ورد وشكولاته هالحزة .
طالع عماد في جواله اللي دق من جديد قال : من المستشفى شوف عند بوابة الزيارات يبيعون ..
حط جواله على اذنه ورد : الو .
: هلا عماد .. ماترد عليّ وخفت عليك .
رد عليها بجدية : كنت مشغول بتضميد جرحي ..
: طمني كيف شهد .!
: شهد قامت مافيها الا العافيه .
قالت : وانت ..؟ كيف جرحك ؟.
: عقموه لي ولفوا عليه شاش ..
سكتوا ثواني نفسها تعتذر والاعتذار صعب ..
وهو ماعنده شي يقوله ..
اخيراً تكلم عماد :زين .. يالله اشوفك على خير تراني ماشي لجده .
شهقت متفاجأة قالت : لأ عماد هالوقت ..؟ ليه تروح لجده ..؟
تنهد وهو يتذكر الموقف وانكساره قال بصوت محبط : عندي شغل .. يالله مع السلامه وانتبهي لجدتي .
قفل منها قبل ترد او يسمع اعتراضاتها اللي توقعها ومشى لخارج المستشفى..
ركب سيارته متوجه للطريق اللي يودي لجده ..




***




بعد كلام مشاري لها وهي ماعادت لاتاكل ولاتجلس معاهم
بس بعد الخبر اللي سمعته وحالتها حاله ..
مالها قدرة على التحمل ..
هي اضعف من انها تفقد وتفقد وبعد تفقد ..
ضمت مخدتها لصدرها و" ياربي ساعدني " مافتيء لسانها منها ..
دخل عليها مشاري وهو بالبيجامه وشكله صاحي من النوم قال : خير ..؟ واذا عرفتي ..؟ واذا مات لايكون تبينه للحين ولاتحبينه .
امتلت عيونها دموع وهزت راسها بلا قالت : مشاري والله مو متخيله انهم يعدمونه .. تكفى مشاري قول انه انحكم مؤبد بس مو اعدام .
زفر مشاري بأووف وجلس بجنبها قال : يابنت الحلال رجال اخذ جزاه واحمدي ربك انك مو على ذمته ولا يمدي فيها حداد وعدة ..
: مشاري انت مو فاهمني .. انا بس ابكي عليه لأني اعرفه من صغره وكان لي معاه عشره .. والله لويرجع الحين ماافكر اعيش معاه يوم واحد .. بس مهما كان ماابغاه يموت .. مشاري بالله تتمنى انه يُعدم .
تنهد مشاري قال : تبغين الصراحه لاوالله اهون عليّ انه ينسجن وياخذ جزاه ولا يعدم بس هذا الشرع وحكمه لو مامسكته الهيئة وهو متلبس ولو ماشهدوا عليه الأطفال ... استغفر الله العظيم .. تنفس مشاري بتعب وكمل : كان يمديه اقل شي سجن مدة طويلة .
: طيب مافيه استئناف للقضية عشان الحكم يتخفف ..؟
: المشكله ابوه صار له جلطه ودخل المستشفى بعد ماعرف سوالفه .. وعمه حاول يستأنف بس ماتغير شي في الحكم .. شوفي..! حكم اللواط اذا كان فيه شهود على المذنب وهو انمسك ماتاب فالحكم الاعدام .. اما اذا مافيه شهود او انه تاب قبل يمسكون فهذا مافيه الا سجن او يمكن يبرأونه بس قدر خالد انه يمسكونه متلبس وفيه شهود حتى زملاه اعترفوا وانه معاهم . زم شفايفه قال : ياما نصحوه ناس اعرفهم وكان يتمسخر فيهم ويرد عليهم بوقاحه .. الله بس لايبلانا ..
مسكت راسها وعيونها دامعه قالت بأسى : لاحول ولاقوة الا بالله .. ياربي من فين الاقيها .
قال مشاري بجدية : سارة قومي ابوي لايشوفك تبكين ترى خالد مايربطك فيه شي الحين ..
مسك يدها وحاول يقومها لكنها سحبت يدها وحطتها على عيونها وهي تقول : مشاري اتركني لوحدي محتاجه اجلس مع نفسي شوي .
طلع مشاري وتركها وهو آسف لحالها تطلع من حزن لحزنٍ جديد ..



***



يوم ثاني ...
كانت سالفة شهد هي اساس الحوارات واللي تفرع منها الف سالفة وسالفه ..
وشهد ماخلت احد ماحكته اللي صار واتهمت عماد انه هو اللي طيحها بالكلام مو بيده ...
سمعتها شادن وهي تسولف على حنان : هو طيحني لمن قال ارجعي لو ماقال ارجعي ماكان طحت .
ردت حنان وهي تضحك : يالخبلة .. محد يطيح من الكلام .. لو دفك صح يكون طيحك بس هو مادفك ولا لمسك .
تأففت شهد من كثر ماشرحت وفهمتهم قالت : اووووووووف ياااااااااربي كيف افهمها .. انتي غبيه ..؟ ماتفهمين ..؟ اقول لك عماااااااد طيحني على راسي وبغيت اموت ... هو قال لي ارجعي ...
قاطعتها شادن بعصبيه وصوت عالي : شههههد والله ان سمعتك تقولين عماد طيحني مااخليه يجيب لك هدية .. يالله قومي البسي صندلك .
التفتت على حنان قالت : خلاص جمعتوا اغراضكم .
ردت حنان : ايه انا خلصت شغلي باقي منال تجمع اغراض المطبخ .
قامت شادن تجمع اغراضها هي وامها وجدتها على اساس انهم بيرجعون اليوم ..
مسكت جوالها بتجربة اخيرة قبل ترجع للديرة وينقطع الارسال ..
دقت على رقمه ورمت الجوال بعيد عنها وجلست على الارض ..
مغلق مغلق مغلق من امس ..
لولا ان احمد طمنهم عليه وقال ان عماد كلمه من شقته ولا يمديها تجننت من الخوف عليه ..
سمعت جدتها وهي تقول : احمد ودى مرته لاهلها وانا وام نايف وشادن بنروح مع نايف .. والباقين دبروا عماركم .
قال ناصر اللي وقف عند الباب : السيارات واجد والعيال فيهم البركه انتي بس امشي قبل الليل يمسي مانبي نسوق في الليل .
طلعت شادن لعمها وهي لابسه عبايتها قالت : عمي عماد ماكلم ..؟
رد ناصر وهو ينقل نظره بينها وبين امه : الا توه كلم فهد ..! دقي عليه .
زمت شفايفها وفهمت انه مطنشها ..!
طيب ليه .. وش سويت له ..؟
ليه مايبغى يكلمني ..؟
طلع عمها ووقفت بمكانها دقايق طويلة تفكر وتفكر وتفكر ..
والنتيجة احباط وقهر ..!
دخلت امها اواخذت ام ناصر لغرفتها ولبستها عبايتها وسوت لها برقعها والثانية دعت لها وشكرتها بطريقتها ..
انزوت شادن في ركن الصاله وفتحت الرسايل وكتبت ( ترى ماصار شي حتى تتهرب مني لهذي الدرجة كنت حابة اتطمن عليك لااكثر .. )
دق جوالها بسرعه وطالعت فيه بلهفه ..!
لكن سرعان ماخاب املها وهي تشوف المتصل نايف اللي استعجلهم يمشون قبل المغرب يجي ..!





***




اليوم هو الخميس
جو الاجواد بارد جداً وينذر بالمطر ..!
ماتبي اليوم يمر ..
خلاص وتقرر مصيرها ..!
وابوها سمَّعها كلمتين من النوع الثقيل واللي مايتراجع فيها ابد " والله يانوف ان سمعت ولاشفت شي يكدرني ولا يكدر امتس مايصير لتس طيب واني لاوديتس مسفر لين يظهر الدلع هذا من قلبتس .. انا مشكلتي دلعتس زود(ن) عن خواتتس .
ارتجفت شفايفها وهي تسمع اذان المغرب ونورة تدخل عليها وتمسك راسها وتقول : ياويلي انتي ماتحركتي للحين .. ابوي يقول حمود بياخذها بعد صلاة العشا .
ردت نوف باحباط : ماابي البس له وماني مخليته يشوفني وان رحت معه فهو عشان ابوي .
قالت نورة بتودد : يانوف هذي ليلة العمر مهيب متكررة .. خلي الكوفيرة اللي جابتها خالتي عاليه تسوي لتس مكياج .. وتراها جابت لتس فستان يخبل ..
قالت نوف بعصبيه : ماابي البس ولا ابي اتزين ...
قاطعتها نورة : اسكتي خالتي عالية تقول والله ان عيَّت اني لاعلم ابوها عليها يجي يسنعها ..
دخلت خالتها مع الكوافيرة اليمنيه اللي جابتها من الطايف كونه اقرب مكان آهل بالخدمات ..!
قالت الكوافيرة وهي تطالع في نوف الذبلانه : لا لا مايصير ليه عروسنا مكشرة كذا .
ردت عاليه بحماس : لا لا بالعكس فرحانه وبتقوم الحين تلبس لأن رجالها بياخذها بعد العشا ومافيه وقت يالله يانوف .
ردت الكوافيرة : مستحيل نخلص بعد العشا .. يبغى لنا وقت طويل اقل شي اربع خمس ساعات .
قالت نوف ببرود : خلاص ارجعي مهب لازم تسوين لي شي .
سكتت الكوافيرة وتكلمت عاليه بلهجة مهدده : قومي قومي واسمعي الكلام ولاترى والله مايردني عن ابوتس شي .
طالعتها نوف ووقفت بإذعان ..
وسلمت نفسها للكوافيره اللي بدأت فيها بهمه وخبرة واستعجال على امل انها تخلص بدري ..
من بعد الغرب بدا الزواج العايلي اللي اقتصر على اهل لافي واهل ام نوف ..
وعدت الساعات ..
نادت ام حمود : يالله اعجلوا حمود عند الباب .
ارتجفت كل كلها ..
كل خليه فيها رافضة واقعها
ياليتني اموت ..
ياليتني اموت قبل لااطلع مع الباب
ياليتني اموت قبل يشوفني او اشوفه ..
دقتها خالتها وهي تشوف دموعها تنزل من عيونها على الكحل والألوان اللي احاطت عينها ..!
قالت ام حمود بسذاجة وعفوية : بسم الله علينا .. نوف وشو له الدمع ترى بيتس جنب بيت اهلتس اللي يشوفتس يقول بتسافر ولا تروح بعيد .
ماردت على عمتها واكتفت بالصمت ..
دخلت نورة بزينتها البسيطه وفستانها الكحلي البسيط بأكمامه الكت وشكه الخفيف وعليها شال يستر يدينها ..
قالت : يالله يالله ابوي معصب يقول خلوها تطلع حتى لو ماخلصت . خالتي عباية نوف الجديدة وين ..
مدت عليها عالية العباية ولبستها نورة بعجلة ..
كانت ساكته ..
مخنوقة ..
تمشي على الجمر برجولها ..
وابوها حط القيد في رقبتها ..
قالت عالية للعنود اللي تطل من بعيد على نوف وهي مستحية من الوضع وخايفه من ثورة نوف : العنود روحي جيبي لنوف عصير وشي تاكله ..
انطلقت العنود بفستانها الابيض الطويل عليها اللي اشترته لها نورة بناءً على طلبها .. ورجعت بعد وقت قصير وفي يدها قطعة عيش حشتها بجبنه وكاسة عصير انكفى نصفها في طريق العنود من عجلتها .
قالت عاليه : نوف اشربي لاتفضحينا في الرجال ان رحتي ووجهتس اصفر .
ردت بهدوء : ماابيه .
قالت نورة : ماعليه ياخالتي هي متعودة ماتاكل .. والعصر انا غصبتها تاكل معي شابورة .
قالت عاليه وهي تلبسها طرحتها وتلفها على وجهها : وانا اقول ورى وزنها نازل نصه ...
نفسها تبكي ..
تعبر ..
تفضفض لاحد .. بس محد راح يقدر والكل بيهجم عليها ويهاوشها وينتقدها .
بلعت قهرها بداخلها وطلعت مع امها اللي مسحت دموعها وهي تقول : حطي رجلتس في عيونتس وانا امتس ..
قالت نورة وهي تضمها من ورى وهي مخنوقه : نوف اقري المعوذات ولاتنسين الدعاء اللي قلت لك .. اول ماتدخلين بيتك ادخلي برجلك اليمين وقولي بسم الله توكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله ..
اقري المعوذات وقولي بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
هزت راسها بربكه وخوف وقهر وسمعت امها وابوها يوصون حمود عليها عند الباب ..
رجعت نورة وخلتها تطلع مع ام حمود ..
أخيراً ركبت السيارة من غير ماتلمح منه شي ..!
كان واقف بشكل عريس والفرحة بداخلة مكسورة عكس أي معرس بمكانه ..
ركب بجنبها وحرك السيارة بسرعه قال : السلام عليكم .
التفتت للشباك وتمتمت لأن رد السلام واجب : عليكم السلام ..
قال : وشلونتس يانوف ..؟
وش تتوقع ..؟
ماني بخير وانت بحياتي ..!
سكتت واعاد سؤاله بصوت اعلى : وشلونتس يانوف ..؟
همست ودموعها تنزل : مو بخير .
طعنته بردها ومع هذا ابتسم قال : ادري انتس موبخير وانا رجلتس .. بس مع الايام بتصيرين بخير ان شاء الله .
طالعت في الطريق اللي مسكه حمود ويودي لخارج القرية ..
تذكرت البير ومغامرتها وجية حمود وزعله وطلبه لتعجيل الزواج ..
قالت برعب : وين بتوديني ..؟
طالع فيها ووعوره قلبه وهو يحس بخوفها ..
رد بهدوء : علامتس خايفه .. حنا عرسان ونبي نروح نقضي شهر العسل على قولتهم .. ولاتبينا نجلس في بيتنا من اول ليلة .
استكانت روحها وهدا خوفها ..
وحست بشي غريب في داخلها
شي جديد اول مرة تحسه
عرسان ..؟
وشهر عسل ..؟
ونقضيه برا الديرة ..؟
يعني بروح اتمشى واشوف الدنيا ..
جات صورة عماد في ذهنها ..
لو انه هو اللي بجنبها كيف بيكون شعورها بالفستان والمكياج ..
نفضت راسها واستغفرت ربها بصوت هامس وصل لحمود ..
وكأن عماد الحلم الجميل استحال لذنب لايغتفر ان دنت منه ..!
عماد والتفكير بعماد صار من المحرمات طالما انها تزوجت وصارت على ذمة رجال ..
هذا اللي عرفته من امها وخالاتها ..
المرة اذا صارت على ذمة رجل وفكرت بغيره مالها الا القتل والنار المصير عند ربها ..
الأشياء اللي انزرعت فيها من صغرها لازالت تمشي عليها وصيانة الزوج من اولويات امها وخالاتها اللي زرعوها فيها بفعلهم وقولهم ..
قال حمود وهو يشوفها ساكته وتحرك اصابعها بأظافرها القصيرة المقصفة والمطلية بمناكير لونها بني داكن : نوف تبين جده ولا الطايف ولا الجنوب ..!
ها .. ؟؟؟
جده وبحرها وشوارعها وأسواقها ومبانيها ..!
الطايف اللي اذا رحت له زيارة ساعات ومااتجاوز المحلات اللي اروح لها .. ورجعت تعبانه من المشوار ومنهد حيلي ..
انا اروح للجنوب ..!
وأشوف ابها اللي يقولونها والسودة والحبلة وحايل وجبال الجنوب وسحابها اللي يغطي بيوتها الشاهقة ..
لا لا لا هذا اكبر من احلامي وفوووووق توقعاتي ..!
هذا لايكون يتمسخر ..!
ماقدرت ترد ..
واكتفت بالصمت ..
قال : علميني أي مكان تبين لاتسكتين ترى كل شي بيني وبينتس لابد نشترك فيه من الليلة حتى القرارات والأماكن اللي بنروح لها ..!
همست بـ : ماادري على كيفك .
ارتمت على شفايفه شبه ابتسامه قال : زين اجل نبي نروح لجده الجنوب الايام هذي محد يروح له من البرد وجده دافيه .. والايام جاية نلف السعودية كلها واذا ربي كتب لنا عمر نسافر برا .
كان يمطرها بالاحلام ..!
ويمنيها بتحقيق اشياء من امنياتها
بس المشكله انه حمود
حمود اللي عمرها ماحبته ولاشافته زوج ولا شريك لحياتها ..!
قالت برغبه في الخروج من الديرة ممزوجه برفض لشخص حمود وبلهجة حادة وعصبيه : انا ماعندي ملابس وشلون اروح معك .
رد بحماس : لاااا ماعليتس انا موصي البنات يحطون لتس اغراض تكفيتس اسبوعين والسوق قدامنا تشترين اللي تبين ..
سكتت بصدمه واكتفت بتتبع الطريق وهي تتأمل وتتمنى وتمني نفسها ..!
وهو شغل المسجل اللي صدح بصوت عبدالمجيد عبدالله وبـ انت منت انسان اكثر ..
اخيراً انتهى الطريق بعد اربع ساعات ونص قضوها كلها وهم ساكتين وكلاً في افكاره ..




***


في بيت ناصر ..
كانت اكثر الناس فرح ..!
القرب ثم القرب ياعيال خالد ..!
نايف وشادن اللي ابعدتهم الدنيا عنها سنين قربهم الحظ والنصيب .
قالت لناصر المتفاجيء بالخبر : نايف ولدك لاترده ..!
رد ناصر : ايه بالله ولدي .. وبنتي مهيب لاقية(ن) احسن منه .
قرب فهد من نايف قال : يالملعون اثر عندك علوم وماعلمتني وانا ماخليت عنك شي ..!
قال نايف وهو يبتسم : والله مافكرت بالزواج الا من كم يوم .
شد فهد على يده قال باسلوب مرح يحاول يخليه جدي : لايكون شايفٍ اختي ثم مايشفيني فيك دمك ..
قهقه نايف باستهبال قال : لا لا مخلي الشوف لك .. انا رجال ماابي الحرمه اللي اشوفها قبل الملكة .. ولاتقول ماعندنا شوفة في الملكة تراني لازم اشبك حرمتي .
: لالا لا النظرة مهيب عندنا ولا اسمعك تقول شبكة وخرابيط ..
فتح نايف عيونه واضطر انه يسكت وعمه يقول : نايف ياولدي بنتي مهيب لاقيةٍ احسن منك وهذاني عطيتك واخوانها موافقين وهي بعد مهيب رافضتك ..
قاطعه بندر : بس ولو يبه لازم ناخذ رايها ولا وش رايك ياابو خالد .
عدل نايف جلسته قال : لا مايرضيني الا انكم تاخذون رايها .. وانا عموماً ابيها اليوم خطبه والملكه ان وافقت البنت بخليها بعد ايام اذا جبت الفحص الطبي ..
حاول ناصر يعترض ويملكون بدون فحص مثل نوف وولد عمها يوم ملكوا وجابوا الفحص بعد اسبوع من ملكتهم بس اعترضوا العيال وقالوا احسن يمشون بالطرق السليمه والملكة بعد اسبوع ..!
انتهت الخطبة على خير واطمئنان وانتهى اليوم بمغادرة نايف وامه للديرة ..
لأن بكرة دوامات ويوم جديد له في شركة المعالي اللي يملكها ابو زميله ابراهيم ..!



***



بدلت ملابسها بجلابيه عادية لقتها من بين الملابس اللي اختاروها لها خالتها ونورة وجلست في الغرفة الصغيرة التابعه للشقة المفروشة اللي اخذها حمود في احد احياء جده المتواضعه وتناسب وضعه المادي ..
دخل حمود عليها قال : تعالي للصالة تراني طلبت لنا عشا .
طالعت في وجهه لأول مرة بوضوح من سنين ..!
عيونه المتوسطه بنظرتها الحاده واللي تنم على شجاعه ومواجهه ..
شنبه الخفيف المشترك بلحية ( سكسوكه) خفيفه ..!
وملامحه الحاده واللي تنم على ان وراها شخص مايخاف ..
تغير حمود عن زمان ..!
كبر وطلع له شنب صار له لحية ..
بس مااحبه ..!
قالت وهي تطالع في السرير اللي عمرها ماعرفت النوم عليه : ماابي شي تعبانه وابي انام .
مسكها بيدها ونفضت يده بقوة وهي تقول بصوت عصبي يرتجف : قلت لك ماابي آكل لاتغصبني على شي .
سكت وهي ترتجف وعيونها على الارض قال : زين زين .. ليش منفعله ..
حطت يدها على شعرها وشدته بقوة قالت : ماني منفعله بس لاتغصبني على شي .
هز راسه ووقف يطالعها وهي راحت للسرير ..
تمددت عليه وتغطت ..!
شعور جديد
واحساس جديد
سرير وغطاء وثير
ومكان مختلف
مسكها بيدها وسحبها قال : نوف انا ماابي اغصبتس على شي بس كلامي اذا قلته لتس لاتخليني اعيده ولاتحاولين تراديني .
حاولت تعترض بس سكتها وهو يقول قومي خليني اوريتس الشقة اللي بنجلس فيها اسبوعين ولا ثلاثه .
انصاعت له خوف ورغبة في استكشاف الشي الجديد عليها ..!
شقة صغيرة وشبابيكها قزاز ..
لها ستاير وأبوابها خشب ..
فيها كنب وطاولات قزاز ..
والمرايا الأنيقه بكل مكان ..
الحمام عمرها ماحلمت فيه ..!
والمطبخ بالنسبة لها حلم على قدها ..!
كل المكان خيال وأحد احلامها ..
عكس بيت ابوها الشعبي المتكسره اطرافه ومتشققه جدرانه ..
بأبوابه الحديد المصدأة وشبابيكه اللي تشبه اسوار الطيور ..!
تخيلت نورة والعنود وهن نايمات على الارض ..
وهي الليلة بتنام على سرير ..
وأي سرير ..!!!!
بس وشلون وحمود شريك لها في المكان والسرير ..!
سمعته يقول : ترى اذا مااعجبتس نغيرها عادي .
وش اللي مااعجبتني ..؟
الا اعجبتني وابهرتني بعد ..!
وماابي اطلع من هالمكان دوم وابد ..
نزلت راسها للارض لأن الكلام يصعب عليها مع اضطراب مشاعرها وتضادها وتناقضها ..
وصل العشا ..!
وراح حمود يجيبه ويحاسب عليه وهي وسط انبهارها وذهولها ..
رجع وحطه على السفره وأغرتها الريحة بجنون ..!
شي عمرها ماشمته ..
الا الا قد شمته مرة او مرتين ومن سنين ..!
سمك ..!
ايوه عرفت ريحته ..
زمان ابوها يوم كان بصحته جاب لهم سمك ..!
قال حمود : اجلسي ترى موب لازم عزيمة البيت بيتس وانتي راعيته ..
غمضت عيونها وهي تحلم بالحياة الجديدة ..
ساكته ماتبي تخرب حلمها بالرد على حمود ومناقره ..!
كان يشوفها ساكته وتتأمل المكان ..!
يدري انه غريب عليها
هي ماقد طلعت من جده الا لأماكن مثل ديرتها ..!
لو نوف عندها اخوان او ابوها شاب يمديها شافت ..!
بس لااخو ولاقوة ابو ..!
قرب من فمها قطعة سمك غمسها في الطحينة اللي تجهلها نوف قال : اكلي هذي من يدي .
هزت راسها بلا بخجل وبعدت عنه وقدَّر حمود خجلها وماحب يجبرها ..
اكلت بخجل وهي تتلذذ بكل شي حولها ..!
المكان والزمان والدنيا الجديدة والغييير ..!
اخيراً وقف حمود وراح يغسل وأكلت لقمتين كبار تشبع بها جوعها ورغبتها قبل حمود يرجع ويحرجها ..
هذي حسنة حمود الوحيده ورَّاها شي عمرها ماشافته ولاحسته ..
قامت شالت الاكل قالت لحمود اللي جا يمشي وراها : ارميه ولا احطه بالثلاجه .
رد حمود بذكاء : لا لاتحطين شي في الثلاجه .. محدٍ بآكله .. لأن من بكرة بغديتس واعشيتس في مطعم ..
اليوم حمود امطر الأحلام عليها مرة وحده وأغرقها ..
مطعم
وطاولات وكراسي
وملاعق وشوك وسكاكين
وصحون زي اللي تشوفها في التلفزيون ..
وحلم من ضمن الاحلام بيحققه حمود ..
ببساطه لأنها زوجته ..
ويعيشون شهر عسل ..!!!


اسبوع مر عليها ..
وهو مارجع ..!
وش فيه كذا ..!
ليه يتهرب ويبعد ..!
تخيلته مريض وتعوذت من الفكرة والتخيل
وتخيلته مسافر ومشغول واستبعدت الفكرة لأن احمد امس قال انه كلمه ..!
وتخيلته يتعالج ..!
رحبت بالفكرة وتمنتها ..
وقفت على باب فصل خامس وطالعت في الادارة ونوير جالسه على الكرسي وتدير المدرسة بدال نوف العروس ..!
والتفتت على العنود اللي جات من الحمام واستغلت الفرصه وكلمتها ..
: ابلا شادن .
: هلا العنود اش مطلعك من فصلك والحصة لسه ماانتهت ..
قالت العنود بارتباك : ابلا انتي وش فيتس زعلانه .
ردت شادن وعلى شفاهها ابتسامة غصب : من قال اني زعلانه ..؟
: ماتضحكين مثل اول وشهد تقول انتس بكيتي امس في المطبخ عشان عماد مارجع .
عضت على شفتها وهي تتذكر انها دخلت المطبخ وبكت من احمد لمن قال عماد يسلم عليكم ويقول يمكن يتأخر ..!
قالت : شهد قالت كذا ..؟ لا ياعمري هي تحسبني ابكي وانا كنت اقطع البصل .. ههههههههه انتي ماقد بكيتي من البصل ..!
: لا بس نورة اختي هي اللي تبكي .. ابلا ابلا شفتي نوف اختي اعرست .
: ههههههههههههههه ادري ياعمري الله يوفقها .
فتحت العنود عيونها قالت : انتي تحبينها عشانها خلتني اودي عماد الرسالة حقتس ..
عقدت شادن عيونها قالت : أي رسالة ..؟
: الرسالة هذيك اللي عماد قطعها يوم قراها .
غمضت عيونها بقوة وهي تتخيل نوف ترسل لعماد كلام حب ولا شي ثاني قالت : متى صار الكلام هذا ..؟
: ابلا ماتذكرين في رمضان ..
قاطعتها شادن : وش قال عماد .؟
: قال خلي اختس تعطيها شادن وتستر على عمرها .. مدت العنود شفتها السفلى وكلمت : بس ماقدر نوف تجمعها لتس لأنه قطعها صغار وطااارت في حوشنا .
حست بنشوة انتصار ..
وزاد اعجابها فيه ..
وش يردني لااحبك ياعماد ..
رجولة وكرم ودين واخلاق ..
سمعت نوير تناديها وراحت لها والابتسامه على وجهها بعد ماحذرت الطالبات مايطلعون ولايزعجون وقالت للعنود ترجع لفصلها ..



***



رجع للشركه بعد المشوار اللي اثقله وغامر فيه ..!
رمى نفسه على الكرسي بتعب وأرق نفسي ..
وش اللي سويته ..!
صح ولا مو صح ..؟
اللهم اني سعيتُ خيرا..
اللهم الهمني الصواب وأعني على فعله ووجهني للخير وطريقه ..!
ضم وجهه بيدينه ..
ولهج قلبه ولسانه بـ ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين )
دخل فهد عليه بملل قال : انت وين رحت لي ساعه احوس انا وفايز في هالصفقه نوافق عليها ولا لا .. شوف .
حذف عليه الملف وجلس على الكرسي المقابل ..
فتح عماد الملف وتصفحه خلال دقايق قال : انتبهوا من نواف ال... لاتتعاملون معه بالمرة .. وشلون نسيت لااقول لفايز .
: ليش وش فيه هذا ..
: هذا مدعوم من ناس كبار ولو نموت مااخذنا حقنا منه .. فكوني من المشاكل والخساير .. ترى وراي صفقة العمر بعد ايام .
دق جوال عماد ورد بعد ماشاف اسم نايف على الشاشه ..
: هلا والله ابو خالد ..
: هلا بك ياابو مشعل .. ها الخميس بتكون في الديرة ولا لا .
حك عماد شعره قال : لاوالله الخميس مسافر للاردن .. بس مش امورك لاتنتظرني .
: لاوالله مااملك وانت مو موجود . اللي خلانا ننتظر الايام اللي راحت يخلينا ننتظر اسبوع .
ضحك فهد وهو يسمع عماد يقول : يارجال علومك واصلتني يقولون من يوم دريت ان البنت وافقت وانت على جمر ..
قال فهد مقاطعه : خله يجي الخميس بنملك له ونفتك من ازعاجه .
قال نايف وهو يضحك : من يقول اني مستعجل ترى لوتبيني انتظر للصيف عادي انتظر المهم العرس في الصيف .
ضحك عماد وبارك له ووعده انه مايطول عن اسبوع ان سهل ربي اموره وقفل منه ..
قال لفهد : وانت وش سويت بموضوعك ..؟
سند فهد بظهره على الكرسي قال : حاولنا في الوالده وهي معنده وانا حلفت اني مااوافقها على العرس الا من هالبنت .
ابتسم عماد وهو يقلب في اوراق منثورة امامه .. ويتحاشى النظر بعيون فهد حتى مايحرجه : وانت لهالدرجة متعلق في البنت .
مسد فهد لحيته اللي بدا شعرها يطلع قال : ها ... لا وشو اللي متعلق .. ماهمتني ولافكرت فيها .. بس عشان اسكت اهلي .
: اما تسكت اهلك .. علينا يابو ناصر ..
قاطعه فهد وهو يضحك قال : تبي الصدق والله ماعمري تخيلت ان فيه بنت تلعب في حسبتي مثلها .. المهم انت لاتطول ترى مااستغني عنك وامي تسمع كلامك وتحب مرتك خلتها تقنعها ..
عض عماد على شفته العليا وشادن ترجع له من جديد وتهاجمه بعد الموضوع اللي صار قبل شوي ..
قال : الله يعين .. اذا رجعت يحلها ربك .
اخذ فهد حبة شكولاته من فوق المكتب فتح غلافها ودسها في فمه قال : وش عندك في الاردن .
فتح عماد الدرج بارتباك قال : بروح ازور واحد من اخوياي ... المهم انت لاتروح للديرة لين تقابل مندوب شركة الرايد بنفسك ..
هز فهد راسه قال وهو يوقف : ابشر .. يالله انا بسبقك على الشقه وباخذ لنا غدا تراني ميت من الجوع .


***


حاول يصحيها بس نومها ثقيل وماحست فيه ..
اليوم لهم اسبوع وهي منطوية على نفسها ..
كل ماحاول يقرب منها ابتعدت ..
والاكل ماتقرب منه الا لقمة وترجع تدخل الغرفه ..
ماطلعوا من يوم جوا بحجة انها ماتقدر وماتبي ..
وعذرها اللي ماافصحت به لحمود انها مستانسة على التلفزيون وقنواته الفضائية الكثيرة ..
اول مرة تشوف قنوات غير السعودية الأرضيه واللي مايوصلها البث لديرتهم بوضوح ..
رفع اللحاف عنها وهي منطوية على نفسها وناداها بصوت عالي : نووف نووووف .. يالله قومي .
فتحت عيونها وارتعبت وهو جالس بجنبها على السرير قالت : ارجع وراك .
مسكها بيدها وجلسها قال : قومي صلي الظهر والعصر والبسي بنطلع .
: ماابي اطلع .. اذا ودك تطلع روح على كيفك بس انا لا بجلس هنا .
تنهد قال : اسمعي يابنت الناس قومي بالطيب واسمعي الكلام ترى للحين النفس عليتس طيبة ..
زاد تنفسها وحطت طرف اصبعها في فمها وهي تنهشه بأسنانها قالت : لا تغصبني على شي ماابيه .
اخذ نفس عميق قال : طيب انا ماني غاصبتس على شي .. بس قومي ماتبين تشوفين البحر تتمشين تطلعين تغيرين جو من يوم جيتي وانتي حابسة(ن) عمرتس في هالحجرة . كل ماقلت بنطلع نتغدى ولانتعشى برا عييتي ..!
طالعت فيه وهي تسحب كم قميصها القصير على يدها قالت : طيب اطلع خلني اتوضأ واصلي والبس .
مسح حمود على راسها قال : تعوذي من ابليس وقومي وهدي اعصابتس ترى الدعوة ماتحتاج كل هالعصبية .. خلينا نظهر ونستانس قبل نرجع لبيتنا .
قشعر جسمها من قربه ورفعت يدها وهي ترتعش قالت : طيب بس اطلع .
طلع من عندها وقامت للحمام ..
متوترة وخايفه ومرتبكه وماتوقعت انها بتنصاع له وتسمع كلامه ..
رغم انها مرتاحه هنا اكثر من بيت ابوها الا انها رافضه تعيش مع زوج هو حمود وبداخلها قرار للتحدي والعناد والصد ثم الصد ..!
بعد ساعه صلت فيها وبدلت قميصها بتنورة طويله الوانها مابين التفاحي والزيتي وبلوزة بلون زيتي سادة تبين تفاصيل صدرها ووسطها اللي نحلوا بشده من قرابة الشهر وأكثر ..
طلعت بعبايتها وشافته جالس على التلفزيون وهو لابس بنطلونه الابيض وفنيلة قطنية ..
تحرك من مكانه ودخل الغرفه لبس ثوبه وشماغه وعقاله وطلع معاها ..
طلعت تمشي بحذر وهي تتأمل المكان
المصعد خوفها ليلة هي جاية بس بلعت خوفها وتشجعت وسكتت واليوم اول ماتحرك مسكت بذراعه وهو شد عليها وابتسم قال : تراه عادي مايخوف .
انفتح الباب وطلعت معاه وقلبها يدق بقوة ..
العالم غريب عليها والأشياء حولها مثيره وفظيعه ..
ركبت معاه السيارة واخذها لمطعم قريب من الشقه ..
وأخيراً دخلت مطعم وبتاكل فيه ..
مو مصدقه ..
احلامها بدت تتحقق على يد حمود ..
ابتسمت من تحت غطاها وهي تسمع اصوات ناس حولها وأطفال ..
قال حمود : نزلي غطاتس ترى محد يشوفنا .
تبي تنزله وتشوف زين ..!
تبي تشوف تتأمل الدنيا قبل ترجع للديرة
تبي تفتح عيونها بقوة وتحسس نفسها انها مو بحلم ..!
سحبت غطاها بهدوء وعيونها على الطاولة ..
طالع حمود فيها وتذكر كلام امه .. " البنت متغيره وتبي لها علاج ان ماقدرت تعالجها ولا ودها لدكاترة يعالجونها ابرك لك "
طالع في طرف اصبعينها السبابه والوسطى وهوي متآكلة ..
قال : نوف .
رفعت راسها له وغضت طرفها بسرعه عن الاصطدام بوجهه ..
قال : قد رحتي للحرم ..
: ها ..؟ ايه اعتمرت مرتين .
: بس .
طالعت في الورقة اللي على الطاولة وثنت طرفها قالت : ايه بس .. اجل شايف عندي احد يوديني كل شوي .
عقد حواجبه وشبك يدينه في بعض قال : تبينا نروح للحرم .
عضت على شفتها وهزت رجلها بقوة قالت : ايه .. لا لا .. ماادري عنك ... على كيفك ..
ضحك بصوت واطي قال : ارسي لتس على علم .. تبين الحرم ولا لا .
ثنت الورقه قالت : انا مااقدر اقف واجد .. فيني دوخه .
غمض بعيونه ورجع طالعها قال : هذي امرها هين نروح لدكتور وتشوفين وش سالفة الدوخه وناخذ لها علاج ..
عقدت حواجبها قالت : لا لا ماابي دكتور ولاعلاج .. انا برجع للبيت خلنا نقوم .
مسك يدها قال : وش فيتس انتي .. من يوم شفتس وانتي مرعوبه .. اصبري الغدا بيجي الحين ثم بنروح للبحر ولاماتبين تشوفينه .
اكتفت بهزة راسها قال بسرعه غطي وجهتس جا الغدا ..



***


اسبوع آخر ...!!!
اليوم الجو ماطر بقوة ..
والكهرباء منقطعه في الاجواد ..
وبعد المغرب بدا الظلام يخيم على الديرة ..
فوزية قاعده وولدها بجنبها مخليته يلعب حتى مايروح للسراج وتحرقه نار فتيلته ..!
قال احمد وهو يشوف شادن تجلس ومعاها صينية فيها حليب وساندوتشات : عز الله جا في وقته .. اصبري خليني اغسل يديني عن القاز ..
طالعت في السُرج ( جمع سراج ) ( الفوانيس ) اللي شغلها احمد احتياط اذا مااشتغلت الكهربا ..
قالت لجدتها المنسدحه وتسبح بعد صلاة المغرب : جدتي قومي اجلسي خذي لك فنجال حليب . والتفتت على فوزية قالت : عمتي قربي منا .
قال احمد وهو واقف عند المغاسل : ترى عماد رجع ... قطع كلامه وهو يشوف شادن تشهق بعد ماانكب من الحليب قطرات على يدها ..
قال : بسم الله الرحمن الرحيم .. هذا وانا مولِّع(ن) السراج .
اخذت لها منديل ومسحت به اثر الحليب قالت : هو ماآلمني بس خفت لمن انكب .
قالت ام ناصر : جبت طاري رجلها وارتاعت .. الا هو وراه ابطى على بيته ومرته ..؟
قال احمد : الرجال كان مسافر له اسبوعين وتوه راجع من يومين .
ماعندها كلام تقوله ..
ماتقدر تعاتب ولاتلوم ولاتعذر .
حاولت تتناسى مثل الايام اللي راحت وتفوض امرها للي يعقد العقد ويحلها ..!
صبت لعمها بياله ومدتها عليه وبياله ثانية لجدتها وثالثه لعمتها والرابعه لها هي ..!
بدا الجو يظلم اكثر ونور السراج ( الفانوس ) هو اللي ينير المكان ..
ريحة المطر تخللت للمكان مع الشبابيك المفتوحه ..
والهواء البارد يلفح اجسادهم المغطاه بأنواع الصوف والقطن ..
قال احمد : اشوا اني شفت المطر في الديرة قبل لاارجع .
ردت ام ناصر بلهفه : ياوليدي وش يرجعك بدري .
ضحك احمد ورشف من بيالته وقال : ههههههههههههههههه الله يخليتس لي لو بكيفي ماطلعت من الديرة ساعه وحده بس شغلي ورزقي مهوب فيها .
ردت فوزية : احمد اذا منت مرتاح مع ليلى ترى ربي حلل لك ثلاث غيرها .
قالت ام ناصر : ايه ياوليدي ورى ماتخطب وتريح عمرك كود ان الله يرزقك بعيال .
التفت على شادن وهي شاردة .. قال : شادن معنا ولا بعيد .
انتبهت لعمها قالت : الا معاكم .
قالت فوزية : جبنا طاري الحبيب وراحت معه .
ابتسمت لعمتها بألم ..
اشوا ان الملامح ماهي واضحة على الضو الخفيف ولا يمدي ملامح خيبتها فضحتها ..
قال احمد : وش رايتس تخطبين لي ياشادن .
استغربت كلامه وفتحت عيونها قالت : انا اخطب لك ..؟
: ايه ابي لي وحد سنعه على ذوقتس جربنا ذوق فوزية وطلع خايس .
ضحكت شادن وفوزية تتحلطم وتقول : والله ان ليلى زمان مافيه منها بس غرتها المظاهر وشافت نفسها بعد السفر ..
قالت شادن بجديه : انا مااعرف احد بالديرة وماابغى اخرب بيت ليلى .
قاطعها : من قال اني ابي من الديرة .. ابي وحدة من جده . بعدين ليلى ان ماطلقتها ولاتراني متزوج عليها ان مااعتدلت وصارت مرة .
قالت ام ناصر : تبي تجيب لنا واحدة(ن) مااعتادت عيشتنا .. حنا ماسدنا ليلى وبغضها لعيشتنا .
عدل احمد جلسته ورفع يده عن التكاية قال : انا ولد ابوي ..؟ اجل هي تبين لكم دلعها وقرفها وانا محذرها ان فتحت فمها ولا تذمرت لاذبحها .
قالت ام ناصر : ايه عيت تذوق قهوتنا وعيت عن عيشتنا ومن يوم جات وام نايف تسوي لها عيشة خاصة .
زم شفايفه قال بقهر : ليتني والله داري ... كمل وهو يوجه لشادن الكلام : وامتس وش تسوي للسيدة ليلى ..؟
ضحكت فوزية قالت : انا اعلمك وش تسوي .. غيرت صوتها تقلد ليلى واسلوبها .. كااابتشينو .. بروست .. بيززا ..
عفط ملامحه قال : اجل بيزززا .
وبنفس الصوت كملت فوزية : ايه من زود النعومه يااخوي بيززا مو بيتزا حقت البدو اوووف ...
كملت بصوتها العادي وهي تضحك : عاد ام نايف كل ماقلنا لها اقعدي قالت مسكينه مو متعوده على الاكل هذا مصدقة دلع ليلى ..
فز احمد ووقف وهو يقول : انا ولد ابوي .. عز الله مامسنعها غيري ..
ردت ام ناصر : اعوذ بالله من ابليس انت وين بتروح هالحزة ..؟
: بروح اجيبها واربيها بيدي .
حلفت ام ناصر يمين انه مايروح في الليل والمطر واذعن لامه ورغبتها وحلفها ..!
قالت شادن بخوف : عمي الله يخليك لاتتمشكل مع زوجتك بسببنا ..
قاطعها وهو يقول : لازم اعلمها السنع ياشادن انا اخذتها من بيت اهلها سنعه ومااعقل منها احد ومع الوقت لقيتها تستخف بس والله لاردها لعقلها وانا احمد ..
قامت فوزية لشهد تخاصمها عشان لعبها في السراج ورفعت السراج على مكتبة التلفزيون القريبه من جلستهم ..
كانت شادن ساكته وتفكيرها عند عماد ..
ليه سافر ..؟
شغل ولاتغيير جو وسياحة ..؟
ولا هروب من بعد ماحس انها عرفت مرضه ..؟
طالعت فيها جدتها وحالها مو عاجبها قالت بتودد : شادن يابنيتي حالتس مهب معجبني علامتس عسى ماتونسين شي .
ردت شادن وعلى وجهها ابتسامه ود لجدتها الحانية : مافيني الا العافيه ياجدتي .. بس يمكن عشان الزكام اللي جاني اليومين اللي راحت .
وقف احمد وراح لفيصل وشاله ولاعبه والثاني يضحك بعد مااعتاد على احمد وآلف وجهه ...
وتهلل وجه ام ناصر بفرح قالت بصوت خافض : الله يبشرني عنتس بالعلوم اللي تسر .
فهمت شادن قصد جدتها قالت : لا ياجدتي مو اللي في بالك .
وبلهجة رجاء ان اللي في بالها هو الحقيقة قالت : يابنيتي ماتدرين .
قاطعتها شادن : الا ادري ياجدتي ومتأكده .
قالت فوزية بتأكيد وهي تجلس قريب منهم : لا يايمه انا بعد ادري مو حامل ..التفتت على شادن قالت بجدية : بس والله تأخرتي ياشادن خلينا نفرح بعيال عماد .. ترى حلمنا نشوف عياله ..
سكتهم صوت السيارة اللي وقف محركها قريب من البيت . ..
الشبابيك المفتوحه وانعدام اصوات التلفزيون والردايو المزعجه اتاحت لهم سماع الاصوات المنبعثة من الخارج بسهولة ..
اول ماخطر في بالها هو ..
بس استبعدت الفكرة وتوقعته احد اعمامها ..
انفتح الباب بالمفتاح وعلا نبضها وكأن قلبها هو اللي يخنقها ويدور على منفذ للخروج ..!
قال احمد : هذا ابو مشعل وصل .
سمعت صوته وهو يضحك لشهد اللي راحت تستقبله ويقول لها : ياهلاااااا بالمزيونه ..
سلم عليها وشالها وهو يقول : ها سامحتيني ولا للحين .
طالعت في وجهه قالت : اذا جبت لي هدية اسامحك .
زم شفايفه قال : واذا ماجبتها .
صدت بوجهها بقهر قالت : مااسامحك وبعلم ابوي يضربك عشانك طيحتني .
: هههههههههههه لا يالظالمه للحين مصممه اني انا اللي طيحتك ..
: اسكت لاتعلم شادن .
: ليش لااعلمها ..؟
: عشان تقول اذا قلتي عماد طيحني مااخليه يجيب لك هدية ..
: هههههههههههههههه .. نزلها وكمل : روحي خذي هديتس عسى بس ترضين علينا ..
نطت من الفرح قالت : اصلاً انت ماطيحتني انا طحت عشان ماسميت بالله .
تبعها عماد بنظراته وهي تروح للباب : هههههههههههههههه ياربي تحفظها وتخليها لاهلها يالسلي روحي مع شهد لاتخاف من الظلام .
وصل جلستهم وسلم عليهم ..
بدءاً بأحمد وجدته وفوزية ..!
وهي و اقفه بعيد ..
وشلون تقابله ..
****ه ولا غاضبه ..!
تلومه ولاتكتفي بالصمت ولا ترحب فيه ..
وقف بمكانه وهو يشوفها على ضوء السراج الخافت .. ..
محتاره تسلم عليه ولا تكتفي بكيفك ووشلونك ..
خاصة ان عمها وعمتها موجودين ..!
ماترك حيرتها تستمر وتطول .. ومد يده عليها واول مالمست يده اطراف اناملها شد على يدها وسحبها سلم على خدودها وراسها وكأنه يحقنها بمخدر يجمد تفكيرها في أي ردة فعل تجاه اللي راح ..
ماقدرت تتكلم الا بالحمد لله بخير لمن سألها عن اخبارها ..
رغم اللي سواه الا انها مشتاق لها ويرتاح لها وشوفها يرد له العافيه ويبثه الأمل والفرح ..!
رغم ان لهفته اليوم لها خلته يسوق السيارة بسرعه جنونية على عكس عادته الا انه لازال مصر على ان خطوته اللي خطاها في صالحه وصالحها ..!
والبعد اسلم طريقه وحل ..
نزل جاكيته وشماغه وفتح زراير ثوبه اللي فوق وجلس قريب من جدته ..
جلس احمد مقابل له وسأله عن الشغل والسفرة واخباره وهو يجاوب باختصار وان كل شي على مايحبون ..!
اشر لشادن وهو يشوفها واقفه وعيونها عليه من غير ماتتكلم : تعالي هنا ..
اشر لمكان بجنبه وانساقت لقوله وأمره ..!
جلست بجنبه وغمض عيونه وريحة عطرها تتخلل لخلاياه ماره بأنفه مع انفاسه ..
قالت فوزية : احم احم .. احمد احنا لازم نمشي .
فتح عيونه ورفع راسه لفوزية قال : لاتمشين ولا شي .. وشلون ابوفيصل ..؟
: طيب وراح اليوم بأمه لجده وللحين مارجعوا .
قالت ام ناصر بعتاب : ابوفيصل رجالن سنع ان غاب عن بيته مايتعدى ثلاثه ايام .
قال احمد باستهبال : خخخخخخخ والله واشتغلت عليك ام ناصر ياعماد .. هذا ترى اول الغيث والحرمة ناويتك بنيةٍ شينه .
ابتسم عماد وهو يطالع في شادن اللي تناظر للأرض ..
زعلانه وباين عليها ..!
قال : لو ان ابو فيصل مهوب سنع ماعطيناه ام فيصل الغاليه .
رفعت فوزية حواجبها قالت : لااااااا وش السالفه ...؟ ياربي تخلي لي ابو مشعل .. صحيح على طاري مشعل .. ابوك امس جا .
عقد حواجبه وكأن الطاري ماسره قال : وش يبي ماتدرون ؟.
ردت ام ناصر : يقول انه يبيك .
قال : بكرة ان شاء الله اروح له التفت على شادن وهي ساكنه وساكته قال : ابيك تروحين تسلمين عليه وعلى اخواني ياشادن .
ماقدرت ترد ..
لأن عندها كلام كثير لازم تقوله قبل طيب وحاضر وابشر ..
لازم تعرف وش سر تناقضاته الغريبة
يوم يبيها ويوم مايبيها ..
يوم يقترب منها لدرجة تعمقه لعمق قلبها
ويوم يصدها ويحط بينه وبينها الف حاجز وحاجز ..
قالت فوزية وهي تمد عليه بيالة حليب : خذ لك بيالة حليب على بال ماتجي القهوة .
رد بتعب : ماابي حليب ولاقهوة .. شادن شوفي فيه اغراض جايبها ابيك تحرصين عليها وتشيلينها عن الشغاله .
ردت بهمس : اغراض ايش ..؟
: روحي للمطبخ وشوفيها ..تلاقينها في كرتون مغلف ..! وجهزي لي كوب من الحليب اللي تلاقينه في المطبخ .
قالت ام ناصر : وش حليبه ..؟
رد وهو يمس ظهره ويده على جنبه الايمن ويتأوه بتعب .. : آآه .. حليب نياق .
قال احمد : عطونا منه كلنا . .. سبحان اللي غيرك خابرك ماتطيق ريحته .
قال وهو يتبع اثر شادن : ابشرك اني ماحبيته للحين بس سمعت ان كله فوايد .
وصلت المطبخ وعقلها هناك في الجلسه ..!
كلامه ومسكته ليدها ونبرة صوته ..
كلها تنبي عن احساس حلو تجاهها ..
فتحت الكرتون المغلف بكيس شفاف واللي قال لها عليه عماد ..
وعلى ضوء الشمعه الحمراء الكبيرة اللي شعلتها في المطبخ طلعت اللي فيه ..
قارورة قزاز كبيرة فتحتها وعرفت ان اللي بداخلها عسل ..
حزمة نعناع كبيرة ..!
وحليب النياق اللي قال عليه في علبه معدنية كبيرة ..!
قالت للشغاله : الحليب والنعناع حطيهم في الثلاجه وماتلمسينهم الا اذا انا قلت فاهمه ..؟ والعسل خليه هنا وكمان ماتلمسينه .. مستر يقول ممنوع فاهمه .
ردت الشغاله بـ : اوكي مدام ..
وصبت شادن كمية من الحليب في قدر وسخنته على النار لحد مافار وقصرت النار عليه خلته يغلي لأن الحليب لابد يغلي اكثر من خمس دقايق على الأقل عشان تقتل النار ميكروباته ..
جهزته في براد خاص بالحليب وحطت معاه اكواب كبيرة وودته للصاله وتحديداً لجلستهم ..
سمعت احمد يقول : ابي قصيدتك وانت في لندن .. تذكرها حقت . الليل والغربه والاحزان والشوق ...
قاطعه عماد : انت وش تبي فيها كل مااتذكرها امرض ..
طالع في شادن وهي جاية تمشي وعلى مهل خوفاً انها تطيح في شبه الظلام اللي كاسي المكان ..
قال : هاتيه هنا ياشادن ..
جلست بجنبه قال : اسمعوا هذي امس سويتها وماكملتها ..
انت زعلان لجفاي ومادريت ان زعلي
يوم قلبك مايبيني بقد ماقلبي يبيك
حتى لو عيت همومك في غيابي تنجلي
كل هذا مايساوي لهفتي يوم احتريك
وان كان ماصدقت هرجي طيب اسمع مايلي
ياحبيبي ياعسى ربي يحفظك ويهديك
جايز انك في غيابي تقلب الدنيا علي
بس انا من قبل اعرفك قالب الدنيا عليك

قال : سلامتكم وترى ماكملت ..
ردت ام ناصر بزعل : عساها ماتكمل يوم فيها غياب وضيقه .
ضحكوا احمد وفوزية عماد يطالع بابتسامه في جدته العتبانه قال : افا ياذا العلم .. علامها الغاليه اليوم ماتعطيني الكلمة الزينه .
: والله ياوليدي من الغبن( القهر ) ماابيك تخلي بيتك شهر ولاتدري عن مرتك .
قال عماد : مرتي مااشتكت .. ولا لا ياشادن .
ابتسمت شادن قالت : لاطبعاً سامحة لك .. بس تعرف جدتي اكيد اشتاقت لك .
ضحك احمد وهو يقول : انا عارف من يوم تزوج وهو كل شوي يقول اشتقت للديرة وابطيت عليها اثرها لاعبة عليك بالكلام الحلو ..
قاطعه عماد وهويقول : اذكر الله ياابن الحلال وفكني من عينك الله يكفيني شرها ..
ردت فوزية مقاطعه : عماد لو تدري احمد امس وش سوى .. تصدق راح لبيتنا القديم ورجع والعصر نزل المطر بقوة ونزلت صاعقتين على البيت وهدمت ركنه من ناحية الجبل .
ضحك عماد وشاركه الكل ..
قال : خابره وقايل له ان عينه قوية ..
قالت ام ناصر : مهب عينه هذا امر الله والصواعق من يوم عرفنا العلم وهي تنزل حول الجبال .
رد عماد : عاد ام ناصر واستلمت الدفاع عن آخر العنقود مانقدر نقول شي ..
تمدد على ظهره وتوسد فخذ شادن وهو يقول : والله يافيني تعب .. جايكم من المطار على الشركه وعلى الديرة على طول ..
مسك يدها وحطها على جبينه وهو يقول : شفتي الاغراض .
ردت : ايوه شفتها .. بس ليه ..؟
سحب يدها على عيونه قال بصوت منخفض : هذي بدال الانترفيرون اللي طلبتي مني اتركها .
تنفست بعمق وهي تسمع كلامه ..
يعني علاج ..!
بدا يتعالج ..!
وغايب عشان يدور علاج .
قالت : من قال لك عليها .
رد عليها بنفس الصوت : جبتها من الاردن ..
عضت على شفتها بفرح قالت : بس عسل ونعناع ..؟
: وحليب النياق الله يعينني عليه وعلى ريحته .. وفيه اغراض ثانية بجيبها بكرة ..
قالت بحماس : عادي اذا ماتحب الحليب احط لك عليه حبة سودا واحليه ويطلع حلو .
قال وهو يضم يدها على عيونه : انتي اذا قربتيه اكيد بيطلع حلو ..
قالت فوزية : احمد يالله قوم وصلني لبيتي واجلس عندي لين عزيز يرجع .
قام عماد وتكى على يده قال : والله ماتروحين ..؟ اجلسي لين يجي رجلتس وتروحين معه ..
قال احمد : والله ان ماقمت مع حرمتك ولا قمنا عنك ..
قال عماد : قوم قوم بس خلنا نصلي ..
قاطعته جدته وهي تقول : قومي يافوزية وديني لحجرتي بصلي العشا ..!
وقفت فوزية تودي امها وقام احمد يتوضأ ..
جلس عماد وقال لشادن : ترى بكرة ملكة نايف انتي دارية ..؟
هزت راسها بإيه قالت : قال لي عمي .
تنهد ويدها بين يدينه قال : والله اني احس اني ماشفتك لي سنه ..
سكتت وناظرت الارض ...
كلامه زي كل مرة يبريء جروحها وينسيها زعلها ..
قال بوجع : شادن تراني قدمت لك على نقل لجده ...
شهقت بقووة وفتحت عيونها قال بتحذير : اصصصصص شوي افهمك على كل شي .
هزت راسها معارضة ومستنكرة .. ودموعها تسابقها ..
خير تعبير لمواقفها الصعبه
قال : لااله الا الله الحين الدموع هذي ماتخلص ..
تلاشى الكلام ..
واختنق صوتها
نقل يعني بعد ..!
وبعد تعني انه مايبيني
وكل الكلام اللي قاله لي مقدمه عشان مايجرحني ..
نزل الدمع مدرار وماسمع الا شهقتها بصوت عالي وتوالت بعدها شهقات ..
سحبت يدها منه بقوة وفزت من مكانها ..
فوق ظلام ..!
وتحت هو يملا المكان ..!
تسحبت ودخلت المطبخ وجلست على الكرسي وهي منهكة حد التشتت والضياع ..!
يبي يتعالج طيب ليه يبعدني عنه ..
ولا ناوي على الفراق وهذا نهاية الطريق ..
سمعت صوت احمد وهو يناديه للصلاة اللي اقام مؤذنها ووصل صوته لمسمعها وهو يكلم احمد ويتوجه للباب ..!
صك الباب وتأكدت انه طلع وسندت براسها على الطاولة ..
تبي تختلي بنفسها وتبكي ..
بس وشلون والبيت كله ناس ..
واذا طلعت اما قالوا انه مزعلها ولا انها تنتظره يطلع لها ..!
وكلا الأمرين تحرجها ..
نادتها الشغاله وهي مسرحة : مداام .. مدااام ..
انتبهت لها قالت : نعم يالسلي .
: مدام اجهز عشا ..
تنفست قالت : استني شوي لين يرجعون من الصلاة .
دخلت فوزية عليها وهي جالسة ومسنده براسها على يدها قالت : شادن وش فيك .. ؟
ردت شادن بصوت مخنوق : مافيني شي انتظرهم يرجعون بحضر العشا .
: لاوالله .. ؟ عليّ هالكلام ..؟ وعماد اللي جاني قال روحي ****ها عليّ زعلانه عشاني متأخر .
هه ..!
يعني مجهز العذر من الحين ومسوي انه يبي القرب والصلح ..!!!
قالت لعمتها بمحاولة منها انها تجاريه حتى محد يكشفه : يعني يغيب شهر ماتبغيني ازعل ...؟
: مو قبل شوي تعتذرين وتقولين سامحة له .
: اش تبغيني اقول لجدتي .. زعلانه .
ضحكت فوزية قالت : ها راح وقال لامي انك زعلانه منه .
: احسن خليه يستاهل .
ردت فوزية بعتب : يابنت احمدي ربك انه يحبك ويغليك ماسمعتي القصيدة اللي قالها تراه يقصدك فيها .
سكتت شادن ومسحت دمعه نزلت من عينها ماانتبهت لها فوزية على الضوء الخافت ..
قالت فوزية : شفتي احمد والله برد قلبي في ليلى ..
: ليلى اش مسوية لك ..؟
: قاهرتني لو تشوفين شهد وهي تسألني عن المقطع الوسخ اللي شافته في جوالها اموت من القهر ان بنتي شافت شي زي هذا .
جارتها شادن في الكلام وقلبها ينضخ بالحزن والقهر : طيب هي من فين تجيب البلاوي هذي ..؟
: تقول صديقاتها في النت .
رفعت شادن حواحبها قالت : لاحول ولاقوة الا بالله .. اش دراها انهم بنات .
: لاماعليك تقول انها تكلمهم .
وقفت شادن وراحت وقفت على شباك المطبخ المطل على الحوش قالت : هالايام الشباب عندهم اساليب يضحكون فيها على البنت ويوهمونها انهم بنات اما بأجهزة تغير الصوت ولا يغيرون اصواتهم وتمشي على الغبيات .
شهقت فوزية قالت : تصدقين ليلى الغبيه يمكن تصدق وتمشي عليها .. المهم ترى احمد بيجيبها بكرة تحمليها .
بكى فيصل برعب وهو يدور امه وقامت له فوزية بسرعه وشادن ساكته وعلى نفس وقفتها ..


وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 09:45 AM   #18

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

تطالع في الحوش والهواء البارد يلفح وجهها ..
مر وقت مو قصير ودخلوا احمد وعماد وهم يسولفون وتأملته على نور نصف القمر والنجوم ..
دخل وهو يكلم احمد بسالفه ويضحك واحمد يبادله الضحك والتعليق ..
قال عماد لفوزية : فوزية .. شادن وينها .
اشرت فوزية على المطبخ وتوجه لها واحمد راح لامه في غرفتها ..
قرب منها وهي واقفه على الشباك وتفكر في بكرة والبعيد .. قال للشغاله : برا .
طلعت الشغاله بسرعه وقال بهمس : زعلانه مني ..؟
التفتت عليه ومد يده مسح دمعتها قال : ماصارت ياشادن كل موضوع تبكين عليه انا ماسويت هالموضوع الا لمصلحتك ..
قاطعته بصوت باكي : اش عرفك بمصلحتي انت ..؟
ياسعد قلبك ياعماد
معصبة وزعلانه لأنها تبيك وماتبي فرقاك ..
طالع في عيونها قال : بعد العشا اطلعي فوق وانا افهمك على كل شي .
نزلت دموعها بقوة قالت : عماد روح الغي النقل ماابغى اروح لجده ابغى اعيش معاك انت وجدتي .. انا مستعده اكمل حياتي كلها معاك .
هز راسه بلا وعيونه تتأمل تقاسيم وجهها وتفاصيله الباكية ..
ضربته على صدره بخفيف قالت : ماتبغاني في حياتك ادري وتمهد عشان ماتجرحني ..
قاطعها وهو يضم يدها على صدره ويقول : انا ابي مصلحتك .. ابيك تفكرين وانتي بعيد عني .. ابيك تختارين حياتك وتفكرين فيها زين انا لو عليّ ياشادن والله لاقابلك ليل ونهار بس انتي تعرفين وضعي وتعرفين ان حياتك معي صعبه ...
قاطعته بدورها وهي تسحب يدها وتمسح دموعها : عماد .. ماراح انقل لوفيها اني اترك الوظيفه ... وماتبغاني بكيفك بس انا بجلس مع جدتي ..
سكتت وهي تسمع فوزية تدق الباب وتقول : تراني جيت .. طالعت فيهم وكملت : آسفه بس ابي آخذ عشا لشهد بتنام .. قلت لكم بروح لبيتي بس انت مارضيت ياعماد الله يهديك .
تحرك عماد من مكانه ..
رغم ان كلامها بلسم الا انه يذبحه في مقتل ..
قال وهو يتوجه للباب ويوقف عند الشمعه الحمرا : الشمعه هذي من جابها .
ردت فوزية : شموع رومنسية من عند زوجتك المصون ..
التفت وطالع فيها
أحلامها الضايعه ..
ولياليها الموحشة ..
وفرحتها المكسورة ..
وعيونها الباكية ..
طيب وش يضرك لو خليتها وبينت لها حبك وفرحتها وضميتها ولميتها بدل تجريحها وقهرها ..
رجع وابعد عن المكان وهو يقول : عجلوا علينا بالعشا بروح انام تعبان مااقدر انتظر ..
عضت فوزية على شفتها وهي تتبع اثر عماد اللي اختفى
قالت : مالي وجه منكم بس وش اسوي احد قال لكم ان المطبخ مكان غراميات كان انتظرتوا لين تطلعون ..
رمقتها شادن بنظرة استهزاء من كلامها .. قالت : خلي الشغاله تحضر العشا مالي مزاج .. بروح انام .


***


على شاطي بحر جده ..
سما زرقا وأمواج هادية تلاطم الصخور وتداعبها بهوادة ..!!
واقفه بعيد عنه ..
وهو جالس على البساط اللي اشتراه من كشك على الكورنيش وياكل بليلة وعنده مكسرات وبيبسي ..
تأملها بعباية الراس وهي تحاول تارة تغطي عيونها عن المارين وتارة تفتح عنها وتحاول تتأمل البحر اللي ياما سمعت عنه ..
ياترى وش تفكر فيه ..
من يومين كانت هادية وماتعصب ولاترفع صوتها وتسايرني في كلامي ..!
قال : نوف تعالي اكلي البليلة ترى وهي حارة ازين منها اذا بردت .
ماتبي احد يقطع عليها لحظات التأمل ..
البحر كبييير ..
وواسع ..
عيونها ماتشوف له نهاية ..
لونه ازرق مثل ماتشوفه بالتلفزيون والصور ..
نفسها تمشي فيه ..!
تلمس مويته وتذوق ملوحته ..
طالعت في المباني اللي حوله والحياة اللي عنده ..
ناس تبيع وأطفال تلعب وعوايل جالسه ..
ليت امي وابوي وخواتي يجون معي ..
انتبهت لحمود اللي يناديها قالت : ماابي شي بجلس هنا .
وقف حمود وقرب منها ومسك يدها قال : امشي خلينا نجلس على الصخور .
طالعت فيه وانقادت رغبه وحب في المكان والحياة ..
ساعدها لحد ماجلست على الصخرة الكبيرة وجلس بجنبها ومسك يدها قال : شوفي الصيادين بدوا يصيدون السمك .
فتحت عيونها باعجاب وانبهار : صحيح .. صياد وشبكة وسنارة ..
طالعت في حمود وتناست عنادها وكرهها قالت : كم يصيد وحده ..؟
ارتاح حمود لتجاوبها معاه قال : على حسب بعضهم يصيدون عشر وبعضهم عشرين ويمكن توصل خمسين واكثر .. ربي هو اللي يكتب لهم الرزق ..
شاف الفرح بعيونها والسعاده ..
ووقف قالت : وين بتروح ..؟
قال : اجلسي بروح للسيارة وارجع لتس .
خافت للمرة الثانية انه ينتقم منها ويتركها قالت : لاتخليني هنا .
ضحك قال : ماني خابرتس تخافين .. ابي اجيب شي من السيارة واجي .
تطمنت لكلامه وتبعته بنظرة حرص وزاد اطمئنانها وهو يفتح الباب الخلفي ويطلع منه كيس ويرجع لها ..
وصل عندها وجلس بمكانه ومد عليها الكيس قال : خذي يانوف افتحي الكيس شوفي وش اشتريت لتس .
ترددت تاخذ الكيس بس الفرح بداخلها مارضى انها تعترض وتخرب جوها ..
اخذت الكيس وفتحته وشافت اللي ياما حلمت فيه ..
جوال ..؟
وبكميرا ..
مثل جوال سهام زميلتها بالضبط ..
عضت على شفتها بفرح قالت بخجل : مااعرف له .
اخذه حمود من يدها قال : استخدامه سهل انا اعلمتس عليه ..
شغله لها ومده عليها قال اذا البحر عاجبتس صوريه وصوري أي مكان تبين بس لاتصورين الناس اللي هنا لايسوون لنا مشاكل ..
تفهمت كلامه ووجهت الكميرا للبحر وصورت اكثر من خمس صور ..
تبي توريها نورة والعنود والبنات اذا رجعت للديرة ..
قالت بامتنان كبير لحمود والكلام يتلعثم على شفاهها : حمود ماقصرت مشكور .
مسك يدها قال : يانوف انتي مرتي الغاليه مابيني وبينتس شكر .
بلعت ريقها وكلمة مرتي مااستساغتها ...
بس الوضع اللي هي فيه مايحتمل انها تفكر بشي ينغص عليها ..
قال : قومي خلينا نرجع ترى حنا من الصبح ظاهرين ماتعبتي .
قالت وهي تتذكر انها بكل مكان تعيش مبسوطه : ماتعبت بس اذا ودك نرجع نرجع ..!
حمد ربه وهو يشوفها تلين بالكلام وتهاوده وتجاريه في اللي يبيه ..!



***


يوم ثاني ..!
وفي بيت ناصر .
كانت جالسه مع منال اللي ماتكلفت في زينتها ..!
قالت شادن : منال ترى يمكن نايف يشوفك .
شهقت منال قالت : لاوالله مستحيييييل .. وش تبين امي وابوي واخواني يقولون .
ضحكت شادن قالت : يابنت ماراح يقولون شي هذا الشرع من حقكم تشوفون بعض ويشوفونكم .
قالت حنان : احمدي ربتس يامنال بتاخذين واحد فاهم ومتطور مو مثل رجالنا ..
رمقتها فوزية بعينها وهي تعدل مكياجهاقالت : اشوف ليلى ثانية عندي .
ضحكت حنان باستهبال قالت : لاوالله مااقصد اتنكر لاهلي وعاداتنا بس جد الشرع حلل لنا شي وهم يرفضونه ..
قالت فوزية وهي ترفع حواجبها وتغيضها : اجل لو جا عبدالله ولد خالتس وقال ابي اشوف حنان توافقين . .؟
طالعت حنان في منال بتهديد وفي شادن وفوزية بحرج قالت : قلة ادب .. وطلعت لامها وجدتها في الصالة .
دوت ضحكات البنات على شكلها وعصبيتها قالت فوزية بصوت عالي وهي تطل من مجلس الحريم على الصالة : قلة ادب لعمتك ياقليلة الادب .
سكتت حنان وعقبت امها : فوزية من تكلم .
: ماادري عنها . وقامت حنان رجعت لهم بسرعه وهي ناويتهم بنية الله يعلم بها ..
استغربت ام فهد الكلمة قالت لام نايف : وش سالفة البنات اليوم مهب طبيعيات ..
ضحكت ام نايف قالت : اذا قصدك على شادن تراها مجنونة اذا احد فتح لها سيرة سارة .
تنهدت ام فهد قالت : ماادري وش اسوي كلن يقول واقفي وانا ماابي ولدي ياخذ مطلقه ياام نايف حتى حنان ناشبة(ن) في حلقي ليل ونهار تقول مانبي فهد ياخذ غيرها .
ردت ام نايف بهدوء وروية : ياام فهد البنت مافيه منها .. وتناسبكم حنونه وعاقلة وفيها دين واهلها طيبين .. واذا على الطلاق الرجال مادخل بها والعيب منه مو منها .
زفرت ام فهد بحيرة قالت : الناس بتاكل وجيهنا بيقولون مالقيتوا تخطبون لولدكم غير مطلقه . .
قاطعتها ام ناصر اللي تسبح بعد صلاتها وتهلل وتذكر الله : انتي وش عليتس من كلام الناس .. ولدتس يبيها وراغبها .. ثم عماد معلمني يقول يشيلها قدام خلق الله وهي كاشفه وماتبينه يستر عليها وياخذها .
ضحكت ام نايف من اسلوب ام ناصر اللي دخلت به بهجوم قالت ام فهد : انتي وش رايتس ياخالتي .
: رايي خلي الرجال يعرس ويجي له عيال راح عمره وهو يعاند وانتي تبين تحكمين ..
هزت ام فهد راسها قالت : اجل الله يبارك له .. والله لولا كلام ام نايف عن البنت مايمديني اقتنعت بسهوله .. والحين ياخالتي دام هذا رايتس ماعاد لي كلمة .
سمعوا صراخ شهد وفوزية تخاصم حنان وقامت ام فهد بتشوف وش السالفه ..
اول مادخلت لمجلس الحريم شافت شهد بين يدين حنان ولافه يدينها ورى ظهرها وتقول لفوزية : اول شي احلفي ماتعيدين اللي قلتيه قبل شوي ثم افكها ..
وفوزية تتكلم بصوت عالي : فكي البنت كسرتي يدينها وشادن ومنال يضحكون وصراخ شهد هو الطاغي على الأصوات والجو ..
مسكت ام فهد يدين حنان وقرصتها في عضدها بقوة وفكتها حنان وعلى وجهها تكشيرة الم ..
قالت : فضحتونا في الناس .
ردت فوزية : حنان غيرانه من منال بس نادوا عبدالله خلوه يملك عليها ولا تراها بتذبحنا واحد ورى الثاني .
ضحكت ام فهد وطالعت حنان بنظرات مهدده لعمتها قالت : اخخخخخ بس لومنتي عمتي كان سويت فيتس مثل ليلوه .
ردت شادن : صحيح ليلى ماجات لسه .
قالت فوزية : خلاص بيجون بعد شويه احمد يقول بيجون قبل العشاء وبيحضر الملكه ..
قالت ام فهد : الله يتمم على خير .. بنات دريتوا تراني وافقت على خطبة فهد لسارة ..
صرخت حنان بصوت عالي وسكتتها امها بتوبيخ : اسكتي فضحتينا الله يقطع شرتس من بنت .. منتي بصاحية ..
قالت شادن : زين مااختار ياخالتي .. ياربي مو مصدقه ان سارة بتجي قريبه مني .
قالت فوزية : ترى عماد نقلها من السبيل لجده ماقال لك .
امتقع وجهها وهي تتذكر النقل وسيرته قالت : الا اعتقد قال لي .. بس حتى ولو بتجي هنا واشوفها واذا رحت لجده اكيد اني راح ازورها .
قالت حنان : شادن انتي خذي منال مرة اخو وصديقة وكل شي بس خلي لي سارة ياحبي لها ..
قالت شادن بمرح : لاوالله .. لاياقلبي انتي عندك ليلى تناسبك اليوم ..
ضحكوا البنات وحاولت حنان تهجم على شادن بس شادن دخلت ورى منال ورجعت حنان وهي تقول : عاد منال مانقدر نقرب منها خاصة وهم يقولون فيه نظره ولا كان سويت بوجهها حركات ..
ردت منال : وجع مافيه لانظره ولا شي .
غمزت لها حنان وهي تقول : عيني بعينتس .
مر الوقت عليهم مابين مرح وضحك وجات ام ناصر مع ام نايف وحليمة وام فهد وتمت الجلسة بود ماقطعه الا دخول ليلى بهدوء عليهم وساد الجو صمت ثقيل قالت ليلى : مبروك يامنال .
سكتت منال قالت : حتى مبروك فيها حيا .
ردت فوزية بزعل : مثلك يوم احمد اخذك كنتي ماترفعين راسك من الارض ايام كنتي تستحين ..
سكتت ليلى وماقدرت تتكلم وهي تتذكر تهديد احمد وكلامه وتوعده لها لو سمع انها رفعت صوتها ولا قالت كلام مايعجب اهله ..
وصلهم صوت فهد وهو ينادي : خلو منال تجي .
اندست منال ورى فوزية قالت : عمتي تكفين اطلعي له مااقدر اشوفه .
ردت فوزية قالت : هيييي ترى هذا فهد مو نايف ..
ردت منال بخجل ووجها احمر : ادري بس مستحيه من ابوي واخواني مااقدر اشوفهم .
ضحكت ام نايف قالت : ترى الموضوع عادي مايستاهل ..
طالعت فيها ام ناصر وهي تسمع فهد ينادي بعصبيه .. : وين راحت هذي .. خلوها تجي توقع .
قالت بعصبيه : قومي لاخوتس وخرتي الرجال ..!
قامت منال بعد ماترجت امها تطلع معاها وطاوعتها امها ..
وقعت وهي شبه مغمضه عيونها من الحيا والخجل قال فهد : مبروك يامنال .. يمه ترى نايف مبلشني يقول بيشوفها .
ردت امه بانفعال وفجعه : وشوووو .. لاوالله مايشوفها غير ليلة عرسها .
حاولت منال ترجع ومسك فهد يدها قال لامه : هذا حقه الشرعي ومالنا نعترض هي حرمته الحين خلاص . وابوي يقول خلوها تجي .
قالت منال : لا يافهد ماابي اروح .
عقد حواجبه قال : امشي بس وخلي الدلع .. مافيها شي اذا شافتس وشفتيه ..
يدينها ترتعش ووجها منزلته للأرض وهو يسحبها للمقلط اللي قفل بابه من ناحية المجلس المجتمعين فيه الرجال ..
قال : بودي الدفتر وشوي وراجع لتس لاتتحركين .. اصلاً ماله داعي اقول لتس لاتتحركين .. رجع وقفل الباب اللي يودي لقسم الحريم وحط المفتاح في جيبه .. قال وعلى وجهه ابتسامه : ماقدامتس الا باب المجلس ..
جلست على الكنب ووجهها بين يدينها ..
اول ماخطر في بالها ليتني سمعت كلام شادن وتزينت ولبست احلى من لبسي هذا ..
رفعت راسها على صوت فهد وهو يقول : خلني اقرا على اختي لاترتاع منك .
ضحك نايف بارتباك وهو يقول : اطلع برا بس خلني مع زوجتي .
: أي زوجه انت ووجهك معك دقيقتين واطلع .
رد نايف : فهد بالله امسك الباب ..
شافها متكومه على نفسها ووجها في الأرض قال فهد وهو يشوف نايف يطالع في منال بحرج : انا بدخل عند اهلي تبي شي .
ابتسم نايف قال : ولاعليك امر ناد امي وشادن ..
طلع فهد وراح لقسم الحريم وجلس نايف قريب من منال وهو يتأملها ويستغل فرصة خلوته بها وانها ماتطالعه ..
قال : مبروك يامنال .
ترحكت شفايفها بـ : الله يبارك فيك ..
رد وهو يبتسم : وشلونك ..؟
: بخير .
ضحك نايف من رعشة يدينها وتأمل ناعمه وبسيطه وهادية ..
قال : احم .. تدرين ان شعرك هبل فيني .
فتحت عيونها وحطت يدها على لفة شعرها الكبيرة قال : لقيت لك شعرة عند المغاسل في الاستراحه وجننتني .. قرب منها وهمس : تراني محتفظ فيها للحين .
زاد خجلها خجل ونزلت راسها للأرض اكثر ..
قال : ارفعي راسك بالله ترى امي وشادن بيجون الحين ثم مااقدر اشوفك زين ..
ياربي جريء ..
مااقدر اتكلم معه ..
متى اطلع ..
ابي هواء
مخنوقه ..
دخلت ام نايف بعد مادقت الباب واول ماشافته بجنب منال نزلت دموعها وهو وقف سلم على امه وشادن وكلهم يباركون له قالت شادن : يمه ليه تبكين ..
قال نايف وهو يمسك يد امه ويجلسها بجنبه : الحين بس عرفت شادن طالعه لمن بالدموع .
ضحكت امه وهي تقول : من فرحتي فيكم يانايف .
جلست شادن بجنب منال وسحبت الشباصة الكبيرة وانفتح شعر منال تلقائي قالت : نايف اغتنم الفرصة وطالع .. فتحت شعر منال كله وكملت : اذا تبي شعرتين ثلاث عشر ترى صار حلالك .
ضحك نايف وعيونه على شعر منال قال : اهم شي يامنال لاتقصينه ولو لقيت ناقص منه شعره وحده ياويلك مني .
ابتسمت منال من بين خجلها وارتعاشة حياها قالت ام نايف : من الحين ياويلك .. قول لها لاتقصينه عشاني احبه قول لها شي حلو مو ياويلك مني .
دخلت فوزية قالت : مااقدر بصراحه ماادخل واشوف وجه منال ..
سلمت على نايف وباركت له قالت : من اللي مبهذل بنت اخوي كذا
وقفت منال واخذت شباصتها وجات بتطلع ومسكتها فوزية قالت : اجلسي نايف بيلبسك الشبكه .
عقدت حواجبها قالت بحرج : لا مو لازم .
ضحكوا منها ونايف يقول : زين ياعمتي خليتيني اسمع صوتها .
جلست منال منقاده لعمتها ولبسها نايف الشبكه بمساعدة امه قال وهو يلبسها الخاتم : هذا ماابيه ينزل من يدك ..
سكتت وهي تحس المكان زحمه عليها قالت فوزية : ام نايف ابو فهد بيدخل .
رفعت منال راسها مفجوعه قالت شادن : ياربي لايدخلون العيال الا اذا خرجت .
طلعت شادن وامها ودخلوا ابوفهد وفهد وبندر وخالد اللي مااعجبه الوضع ابداً ..
سلموا عليها وباركوا لها قال فهد : خلاص خل البنت تروح تراها شوي وتموت من الحيا .
ضحك نايف قال : اذا كان عمي موجود انت تسكت .
رد فهد : افااااااا هذا وانا اللي اقنعت ابوي انك تشوفها ياقليل الخاتمة .
قامت منال وتسحبت للباب وراحت تجري لغرفتها .. وسط ضحك فهد وبندر وابوها ..
قال فهد وهو يلتفت لابوه بفرح : يبه ابشرك ان امي وافقت الله يخلي لي عجوزك اقنعتها وحسمت الموضوع .
رد ناصر : هي بركتنا الله يخليها لنا .. اجل بكرة وانا ابوك نروح للعرب نخطب منهم .
تهلل وجه فهد وسرعان ماعقد حواجبه وهو يسمع خالد يقول : من زين العلم اللي انت فرحان له مطلقه و....
قاطعه بندر : خالد صك فمك واذلف شوف العشا وصل ولا لا .
تأفف فهد وهو يشوف خالد يطلع قال : الولد هذا وشلون اسنعه .
قال ناصر وهو يوقف ويحاول يغير الموضوع : يالله يالله ادخلوا المجلس نايف وانا عمك بكرة بلغ ابو مشاري انا عندهم بعد صلاة العصر ان الله اشاء واراد .




***




صاحيه من الصباح ..
جلست مع امها الين مشت هي ونايف ..
قعدت في الصاله تنظفها وترتب المكتبه وتمسح الغبار اللي علق برفوفها ..
الجو ممل بوجود ليلى المتذمرة والطفشانه اذا احمد طلع ، والساكته بزعل اذا حضر الجلسة ...
وهي على قد ماتقدر تتحاشاها وماتحتك فيها ..
رتبت المجلات والجرايد اللي قرأتها اكثر من مرة من كثر الطفش وتذكرت مكتب عماد الزاخر بالكتب وانه اليوم مفتوح حتى الشغاله تنظفه بعد الظهر ..
دخلت ورتبت الكتب المرمية على الطاولة ..
جلست الكرسي اللي محد جلس عليه غيره ..
آثاره ..
لاب توب ..
اقلام كثيرة ..
ارواق بعضها مرتب والبعض مبعثر ..
جواله الثريا شاشته تدل على انه مغلق ..
وورقة مطبقه ومحطوطه في الدرج القريب من الجالس على المكتب ..
فتحت الورقة بملل وبرود ..


الليله احساسي
غريب!!
مدري علامه هالحزن
دايم قريب..؟!
وكل ماتمنيت الفرح
دايم يغيب
وكل ماتمنيت اي
شي عني يغيب
وكل الحكايه
تنتهي
قسمه ونصيب
والله غريب!!
احساسي اليله
غريب
والناس ابد ماقد
رضوا بهذا
النصيب
وانا رضيت
ومع كل هذا
ماشكيت
الله يادنيا العنــــا
منهو انـــا
انسان فاقد
للهنـــا
وطعم الحيـــاه
والهم باقي مانساه
قسمه ونصيب
احساسي الليله
غريب!!
والحزن من نفسي
قريب..
يابنت انا دايم
على وقت المغيب
اشكي همومي
للبحر
واسهر الى حد
السحر
وهــــذا انـــا
دايم وجرحي
مــايطيب
يابنت حظك للاسف
صاير غضيب
ليه اقترن
مع جرحي اللي
ما يطيب
قسمه ونصيب
وهذا انا دايم
مع فجر الجروح
اناظر النجمه
وابوح
وارجي عسى
همومي مع وقت
المغيب
تحضر واودعها
وتغيب
لازم اودعها
وتروح
ماظن تروح!!

لنا تعودنا على فجر
الجــروح
يابنت لازم تكتبين
قصه حــــزن
عاشت على عالي
الجبــين..
فيها انقرن حظي
وحظك والانين
قسمه ونصيب
قلب وروح..
تجمعهم
اوجاع السنين...!!



مسحت دمعه نزلت غصب .. ودخلت الورقه في جيب تنورتها القصيرة على بنطلونها الجينز الرمادي ..
اخذت المنفضة وراحت تنفض الغبار عن الأرفف بملل ..
عقلها مشغول لدرجة الازدحام ..!
قلبها مكتئب لدرجة انعدام الاحساس ..
حياتها مملة لدرجة اللامبالاة باللي يصير حولها ..
حتى امها لمن راحت كانت بارده في وداعها لأول مرة ..
وكأنها تقول .. كلها ايام يايمه ولاحقتك ..!
نزل من فوق وسأل جدته عنها قالت انها راحت تنظف المكتب حقه ولحقها ..
معطيه الباب ظهرها
بنطلون جينز رمادي وعليه تنورة سوداء قصيرة من الشموا ..
والتوب بدي رمادي من الشموا وجاكيت قصير اسود وبأكمام قصير ..
وشعرها منثور على اكتافها بطريقة مرتبه وفاتنة ..
تصلح فتاة غلاف ولا قدام فنان تشكيلي يرسمها بدقة مثل ماهي ..
التفتت عليه وهو واقف ويطالعها قالت باحباط : السلام لله .
ابتسم ودخل قال : السلام عليكم . وش عندها الشادن مصبحة المكتبة .
رفعت عيونها له قالت : التهي بشي يشغلني ..؟
قرب منها وجلس على طرف الكنب الأسود الجلد اللي بزاوية المكتب وكتف يدينه : تلتهين عن ايش بالضبط .. ؟
نفضت غبار وهمي بعصبيه قالت : عن كل شي ..!
: وش سالفة البندول اللي اخذتيها من احمد ..؟
: كنت مصدعه .
حس بعصبيتها قال : طيب ليه معصبة انتي ..؟
: ماني معصبة .. افطرت ..؟
: لا روحي حطي لي علاجي .
ارتجفت يدها وطالعت فيه قالت : أي علاج ..؟
: العسل والنعناع .. اغلي لي نعناع وحطي لي نص بيالة الشاهي عسل وصبيه على كوب النعناع .. عجلي لازم اشربه على الريق .
قالت بحماس : طيب ثواني بس ..
راحت ورجعت له بعد اقل من عشر دقايق وهو مسند ظهره على الكنبة وحطت الكوب قدامه واللي فيه مزيج العسل بمغلي النعناع ..
عدل جلسته وقرب الكوب منه قال : تسلمين ماقصرتي .
: الله يسلمك ..عماد اش الثوم والكزبرة اللي جبتها امس ..
حك راسه قال : انتي ماتبيني اقول لك شي من امس تتهربين مني .
عقدت حواجبها قالت : لاماقصدي اتهرب بس امس كنا مشغولين بملكة نايف .
سكتت واحمد يناديهم : هيييي ابو مشعل . مارحت لابوك ..؟
رد على احمد اللي دخل عليهم قال : لاوالله .. بكرة ولا بعده اروح انا وشادن ... اليوم ابي اجلس مع حرمتي تدلع عليّ من امس تقول غايب لك شهر ..!
فتحت عيونها ونقلت نظراتها بينه وبين احمد ..
قال احمد : محد يلومها انتبه ترى امي زعلانه منك وتقول مقصر مع بنت خالد .. ضايمها وقاهرها .. حوالتها ( تصغير حالتها ) ماتسر العدو من سوايا رجلها فيها .
طالعها وشكلها تحترق من الخجل ..
وحركتها وهي ترجع شعرها ورى اذنها تدل على ارتباكها ..
قال : قاهرها وضايمها ها .. ؟؟
شرب النعناع جرعه وحده ووقف وقرب منها قال وهو رافع حاجبه بعصبيه : وش قلتي لجدتي ها ..؟ انا ماقلت لك مية مرة لاتزعلين جدتي مني .
طالعت فيه بخوف ....
طويل عليها ..
ويخوف بكلمته وعصبيته ..
اول مرة تشوفه عصبي ويخوف ..
كانت تدور على كلمات ترد بها عليه ..
ماقلت لها شي ..
ماني زعلانة ..
أي شي بس يهدي ولا يسكت لايحرجها اكثر ولا يسوي لها ..
قال احمد بجدية : ولد ..
قطع كلامه وعماد بحركه سريعه يشيل شادن بين يدينه ..
قال لاحمد : روح شوف لي الطريق لاتكون حرمتك قدامي .
طلع احمد وهو يضحك وشادن تحاول تفلت من يدينه باحراج وتقول : عماد نزلني .. عماد والله احرجتني .. خلاص نزلني ..
قال عماد بصوت عالي : ام ناااصر .. ياالشيخه حصة .. ياووولد .
ردت ام ناصر بصوت عالي : ادخل جاي ماعندي احد .
دخل عليها وهو شايل شادن يد تحت رقبتها ويد تحت افخاذها قالت ام ناصر : ياوجه الله علامها عسى ماشر .
ضحك احمد وهو يمشي وراه قال : جا يعلمتس ان حرمته ****ة عنه .
نزل شادن بجنب جدته واخذ نفس عميق قال لشادن : والله اني حسبتك اخف من كذا اثرك ثقيله ..
ردت ام ناصر : وش يدريك عنها وانت ماتشوفها غير في الشهر مرة .
ضحك احمد بصوت عالي قال : تستاهل والله مايقنعها لين تجلس سنه ماطلعت من بيتك .
ضحك عماد وسلم على راس جدته ورجع جلس بجنب شادن اللي تعدل بلوزتها وهي في موقف لاتحسد عليه ..
قال : قومي البسي عبايتك نبي نروح نتمشى عشان ام ناصر تقتنع اني مااغيب عنك برغبتي .
قالت شادن : لا لا جدتي مقتنعه اني مو زعلانه بس تتغلى عليك وتدور سبب لتغليها وزعلها .
وقف وسحبها قال : قومي اخذي لنا شاهي وشي ناكله وبنطلع للمزرعه ..
التفت عليهم قال : تخاوونا ( ترافقونا ) ..
ردت ام ناصر : لا بالله محد(ن) مخاويك انت ومرتك روحوا الله يسهل لكم .
طلع من غرفة جدته ويدها في يده قال : يالله قولي للشغالة تحضر الاغراض وروحي البسي لك شي ثقيل .. وانا بطلع احمي السيارة ..
لفها عليه قال وهو يبتسم : فيه كلام كثير لازم اقوله لك وماابي احد يسمعنا .
زمت شفايفها قالت : غير نقلي .
ضحك بصوت حاول يخفضه عن جدته واحمد قال : غير عن موضوع النقل .. موضوع بخصوص حياتنا .. خبط بخفه على كفها وكمل : نبي نحط النقط فوق الحروف .
هزت راسها بقلق..
قال وهو يأشر على راسها : ريحي هذا تراك تعبتيه ..
نطت الدرج بسرعه ونشاط وخفة ومرح ..
وطلع هو مع الباب واحمد ينادي : ياليلى سوي لنا الغدا اليوم ولاتلمسه الشغاله .. نبي جريش ومرقوق وغدا امي بدون ملح ..
ضحك عماد من عقاب احمد لحرمته اللي قالته له فوزية ..
وحلفه انه مايتركها لين يرجعها مثلها يوم اخذها من بيت ابوها ..




***



بعد صلاة العصر ..
وفي بيت ابو مشاري ..
وبالتحديد في مجلس الرجال ..!
ناصر وفواز يتصدرون المجلس ..
وفهد ونايف في جهة ثانية ..
وابو مشاري مقابل لهم وسوالف الرجال عامرة ..
مابين سيرة الحوادث على النائية للمفارقات بين حياة المدن اللي اعتادها ابومشاري وماحبها ناصر ..
للسوالف عن الشركات والشغل والأسعار ..
وجات اللحظة الحاسمه ..
دار مشاري بالقهوة عليهم وجلس بجنب ابوه وهو يصغي لكلمة ناصر ..
: ياابو مشاري حنا جايين طمعانين في نسبك ونبي بنتك لولدنا فهد .
تهلل وجه ابومشاري وكأنه يتحين الفرصه لرد الجميل وجات ..
ولأن فهد رجال وياما تمناه لبنته ولولا خوفه من احراج فهد وعرض بنته عليه ولاكان خطبه هو لساره ..
قال بثقه وحب وكلمة رجال .. : ابشروا بعزكم .. فهد ولدي وجميله ماانساه لين اموت وترى سارة حليلة له من هاللحظة .
فز مشاري وهو يتذكر صدمات سارة المتواليه
صدمة ورى صدمة ورى صدمة آخرها صدمتها بحكم خالد اللي ماطلعت منها الا بعد ماوداها الحرم والمدينه وجلست ثلاثه ايام في الطايف عند خالتها ..
قال : اعذرني يبه .. ماابغى اكسر كلمتك بس اختي ماتتزوج بهالطريقه .

اتمنى ان تعجبكم هالجزاء وناشاء الله حانزال الاجزاءقريبن واتمنى اشوف اراءكم فى الروايه


ولكم شكرى


وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 15-07-09, 10:08 AM   #19

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة وردة الشرق بارتات روعة

مشارى ... ليه كده عملت ليش معترض على فهد و أنت صديقه و عارفه ؟؟؟

ليلى ... رب العالمين يهديكى


شادن و عماد ... الله يهدى سركم و يشافى عماد


وردة الشرق متابعاكى و شكرا لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 16-07-09, 08:24 AM   #20

وردة الشرق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية وردة الشرق

? العضوٌ??? » 10953
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,534
?  نُقآطِيْ » وردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond reputeوردة الشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

هذا اخر الاجزاء من الروايه واتمنى انه اعجبتكم واتمنى اشوف اراءكم وردودكم


فصلٌ ثامن عشر ..

~~ احلامٌ مكسورة ~~


لحظة التقى فيها الأمل باليأس
واصطدم الرضا بالغضب
ونُفي القبول بالرفض
ليه الموضوع هذا بالذات كل ماقال فُرِج انكسر قبل مايفرح فيه ..
نزل فهد راسه وهو يسمع اعتراض مشاري بكل انفعال وعصبية ..
وابو مشاري يسكته ... بــ : ولـــد مالك كلمة بعد كلمتي واطلع برا لااشوفك في مجلسي .
رد ابو فهد بتعقل وزرانة رجل في الخمسين له خبرة وحنكة في الحياة : ياابو مشاري .. اصبر وانا اخوك لاتستعجل هذا زواج مهوب عطية .. وولدك محد(ن) يلومه وانا اخوك .. اخذ راي بنتك ، وشاور اهلك ، واسألوا عن ولدنا ، ثم ردوا لنا خبر ، تلفونات عيالنا عندكم وتعرفون دربنا لابغيتونا .
وقف الكلام بالحلوق ..
وجمد مشاري بذهول وندم وخوف من العواقب ..
وفهد متفاجيء ومتلعثم ..
مابين رفضه للي يصير ويأسه من السالفة كلها ..!
ونايف على وجهه علامات الضيق والقهر .
لحظات مرت والمجلس صامت ومذهول ..!
رفع فهد نظره لمشاري الباهت ومتشتت ومنزل نظره للأرض ..
واختنق كله بغصة قهر ..
المكان مزحوم بالربكه
وموقفه لايحسد عليه ..
وقف وهمس بــ : عن اذنكم .. اسمحوا لي .
طلع مو مكترث لردة فعل ابوه وعمه او تركه لمجلس الرجال ..
حس مشاري انه خسر فهد الرجل اللي محد ينكر موقفه وفضله عليهم بغض النظر عن رفقته وصحبته ..
وفز ولحقه .
تشبث بذراع فهد الصلد القوي قال : اصبر يافهد .. خلني افهمك .
سحب فهد يده بقوة من يد مشاري وتركها خاوية قال : كلامك وصل يامشاري .. ولك حق ترفض اذا منت شايفني مناسب لاختك وانا مو زعلان منك ولافي خاطري عليك شي .
حال مشاري بينه وبين البوابه لايطلع قال : اصبر يافهد اسمع مني ثم قول اللي تبي .
: ماعاد فيها كلام يامشاري ....
قاطعه مشاري بإلحاح : ارجوك يافهد اسمعني .
ازاحه فهد عن الباب بقوة ماقدر مشاري يتصدى لها ..
ومشى لسيارته شغلها وطلع من الحي كله بسرعه ..
رجع مشاري للمجلس خالي الوفاض واحساسه بالذنب عظيم ..
خسر زوج لاخته من افضل الشباب بنظره ..
وفقد احترام ابوه له ..
وضيع مستقبل اخته ..
جلس في مكانه وتفكيره يوديه ويجيبه والسوالف حوله بارده مالها طعم ..
نظرات نايف اللي تلومه تحرقه ..
وسوالف فواز وابو فهد بعيد عن الخطبه والزواج فاترة وكأن الملل اصابهم ..
وابوه وفرحته المبتورة ووجهه الباهت يزيده شقا وتعذيب ..
انتهت الزيارة على عكس ماتمنوا والوجوه مكفهرة وواجمه .




***


جالسين في المزرعه بعد ماصرف العمال واعطاهم اجازة ..
قالت بعفوية وهي تناظر المكان : تدري اش احلى شي في المزرعه .
حط عماد التكاية تحت ابطه ومدد رجوله وعيونه تاكل ملامحها ..
قال : وش .
رمت نظرها في انحاء المزرعه حتى ماتواجه عيونه قالت : بس لاتضحك عليّ .
ابتسم قال : قولي ماني ضاحك ..!
ردت وهي تستنشق ريحة الطين والعشب المبلول : ريحة الطين تنعشني .
طالعت فيه وابتسامته تتسع قالت : لاتضحك .
ضحك عماد بصوت عالي قال : آآآآه بس .. اذا ريحة الطين تنعشك ريحة عطرك تدوخني مو تنعش ..
اكتسى وجهها حمرة خجل وطالعت في الارض بحرج وحاولت تشغل نفسها بتجميع البيالات ولم السفرة ..
شافها مرتبكه وكأن المكان ضاق عليها وحب يغير الحوار بحوار اكثر جدية ..
عدل جلسته وربع رجوله قال : شادن .
رفعت له نظرها وطالعت فيه وهمست بـ : هلا مبحوحة وخجلانه .
سكت ثواني يناظرها وغاب في لحظ عيونها ..
قالت بربكه : عماد اصب لك شاهي ولا خلاص اشيله .
صحى من نشوة سكره قال بصوت بارد : ابي اسألك سؤال وجاوبيني .
ارتجفت شفايفها بـ : اسأل .. وخوفها انه يفتح مواضيع تخص زواجهم وتنهيه .
: علامك خايفه ..؟
رجعت خصلتها اللي عانقت جبينها وخدها ورى اذنها قالت بعد مابلعت ريقها باستغراب كاذب : خايفه ..؟ لا خايفه ولاشي ..!! بس انتظر اسألتك .
وجَّه نظره على وجهها بدقه قال : انا مااقدر اصدق انك ماتحسين بالظلم معي ؟
قاطعته بسرعه وخوف من انه يتمادى في الكلام هذا قالت باندفاع : كلامك هذا هو اللي يظلمني ... عماد لو سمحت .
: شادن .. شادن .. هدَّي اعصابك .. حنا قاعدين نسولف .
عقدت حواجبها قالت بحزم : ماابغى السوالف هذي .. بعدين انا عايشه معاك مرتاحه ومبسوطه ... عمري اشتكيت .؟
قاطعها وهو يعدل التكاية لجهته الثانية بتوتر قال : واذا مااشتكيتي يعني انك مرتاحه ..؟ بعدين وش يضمن لي انك مو عايشة معي بحكم الواجب والشفقه وولد عمتي ماابي اتخلا عنه ومن هالكلام .
حاولت تتكلم وسكتها وهو يستطرد : لاتستغربين كلامي .. تراني ادري انك عارفه اني مريض .
اعتلتها قشعريرة من المفاجأة وصدمة الكلام .. قال : ايه ادري لاتتفاجأين ولاتنفجعين .. بس اللي ماادري عنه انتي تدرين وشو مرضي ولا لا .
هزت راسها بإيه وهي تطالع في الأرض ..
قال : وتدرين انه خطير ومعدي وعلاجه صعب .
قالت بضعف وخوف : عماد مو خطير فيه ناس تشافوا منه .. وفيه ناس عاشوا حياتهم .
قاطعها وهو يرفع راسه ويطالعها : عاشوا حياتهم وهم مرضى ..؟
هزت راسها ودموعها تنذر بالهطول : عاشوا .. ودوروا على علاج .. سكتت ثواني وكملت بهمس خَجِل : وجابوا عيال كمان .
تنهد ومسد جبينه بإصبعين وقال بقلق واضح : هذاني دورت على علاج غير علاج المستشفيات اللي مانفعتني كله عشانك انتي .
على قد ماهي فرحانه انه بدا يكلمها بأموره الا انها حست ان صدرها يضيق لاحباطه قالت بتشجيع : وبتتشافى ان شاء الله .. عماد لازم تتأمل في الله خير .. جرب العلاج الجديد واستمر عليه ومابتخسر شي وانا راح اساعدك .. اذا تحب اقرأ عليك يومياً سورة البقرة وان شاء الله ربي مايخيبنا ..
غمض عيونه بقوة وفتحها وشتت نظره لبعيد قال : شادن تحسبين مرض الكبد سهل .. انا عندي فايروس بي وهذا يؤدي للسرطان اذا استمر نشط ... ابتسم بوجع وكمل : ماقد حللت ولقيته خامل دايما في حالة نشطه .. وتقولين علاج وتفاؤل وحياة .
اغرورقت عيونها بالدموع قالت : عماد خل املك بالله كبير .. الله يخليك لاتيأس .
قام وجلس على التكاية اللي بجنبها قال : ابيك تصيرين قوية .. عشان تواجهين حياتك وتختارين مصلحتك .. انا ماقلت لك هالكلام الا عشان تكونين على بيِّنه وهدى خاصة اني مااقدر اتركك من نفسي ، ابيك تعرفين الرجال اللي ربطتي مصيرك فيه وش بلاه وش يرده عنك وابيك تقررين حياتك بنفسك ..
فتحت شنطتها الصغيره وطلعت مناديل مسحت عيونها وخشمها وهي تنتفض قالت : انت عارف اني اخترتك من زمان وماعندي خيار ثاني ..
رفعت نظرها له بألم قالت : انت بتتعافى ياعماد ... بس لاتحاول تبعدني عنك الله يخليك .
نفسه يضمها ..
يلمها ويهدي قلبها ويطمنه ..
بس يطمنها بأيش ..
بالمستقبل معاه
ولا بالبعد اللي ماتبيه ولاترضاه ..
مسح على راسها مرتين وثلاث وكأنه يدور على الكلام اللي يناسب ..
بس وين الكلام وهو متبعثر معها ومتعثر بحاله ..!
قال بهمس : ارفعي راسك وطالعي فيني .. شادن انا من الحين بقولك .. الطبيب اللي رحت له في الاردن قال شهرين بالكثير وتبين النتيجه ..وانا بنتظر خمسة شهور ان مابانت نتيجه ..
قاطعته بانفعال وصوت مخنوق حاولت جاهده انه يبرز ويثبت : بانت ولا مابانت فيه شي اسمه تطعيمات .. سكتت وكملت بتجلد وجرأة : انا اخذت وحده وباقي ثنتين راح آخذها و اكمل حياتي معاك وتعيش معي غصباً عنك ..
الصدمه جمدته وسكتت الكلام ..
كملت بصوت جاد ومنفعل وفيه رجفة : عماد اذا ماتبغاني لاتتحجج بالمرض ..
جلس على الارض بجنبها ورفع راسها وطالع بعيونها اللي اختنق فيها الدمع وتحجر قال : متى اخذتيها ..؟
نزلت راسها للارض بحرج وهمست : لمن رحنا لجده ..!
لمن رحنا لجده ..؟؟
يعني يوم كانت منهارة ..!
يوم بكت بدل الدمع دم ..
يوم كانت تايهه وضايعه وماتدري وين تروح ولاوش تسوي ..
يوم كانت تقربني وانا اصد وابعد ..
يبيها ويبي قربها وصعبتها عليه الظروف ..
يحبها ويودها بس يخاف الزمن يقسى عليه اكثر ويفارقها مكره ومجبور ..
حست انه ضايع مابين معترض ومتقبل ..
نظره مشتته لبعيد وتفكيره محصور بشي تجهله ..
مدت يدها على يده وضمتها قالت : عماد .. الله يخليك تنسى سالفة النقل .. اذا انت تقدر تعيش بدوني انا مااقدر .
ضم على يدها بيده الثانية قال : البعد شر لابد منه ياشادن .. خلينا نبعد قبل لا ...
وقف الكلام بحلقه قبل يكمل واخذ نفس عميق قال : قومي خلينا نمشي .
هزت راسها بحاضر ولبست عبايتها ووقف هو يشيل الاغراض عنها ..
ركبت في السيارة وهي تدعي وتستجدي ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ) وكررت ( لاحول ولاقوة الا بالله ) مرات عدة لعلها تبعد الضيق عنها وتفرج همها ..
انتبهت وهو يركب بجنبها وملامحه جامده ونظراته تايهه ..
وقف بنص الطريق وهو يشوف العنود جايتهم تجري ووقف لها وهو يطالع في شادن قال : جات بنت لافي الله يكفيني شرها ..؟
ردت شادن بضحكه وعفوية مصطنعه تحاول تغير بها الجو المكتئب .
: لاتخاف مامعاها رسايل .
التفت لها متفاجيء قال : انا ولد ابوي ... حتى هذي عرفتيها .. اجل وش بقى ماعرفتي ..؟
وصلت العنود ناحية شادن وفتحت لها شادن الشباك قالت بابتسامه واسعه : يا هلا يالعنود تبغين شي حبيبتي .
ردت العنود وهي تلهث : ابلا بعلمتس .. نوف اختي بتجي بكرة مع رجلها حمود وامي تقول بنسوي لهم عشا ابلا تكفييييين تعالي عندنا اذا نوف جات .
قالت شادن بضحكة ماقدرت تخفيها : هههههههههههه ياقلبي ان شاء الله اذا قدرت راح اجي .
اخذت نفس عميق وقالت بصوت حاولت انه مايوصل لعماد : ابلا انا اخذت حجرة نوف وكتبت على الباب حقها بالفحم غرفة العنود لافي ال.....
فتحت شادن عيونها وضحكت من العنود وبراءتها وسذاجتها قالت : خلاص حبيبتي اذا جيتك اشوفه .. ارجعي للبيت والبسي شي في رجولك عشان ماتتعورين .
رفعت العنود رجالها وطالعت في باطن قدمها قالت : عادي ماتعورني .
: طيب ارجعي الحين لبيتكم .
راحت العنود .. والتفتت شادن لعماد وهو شارد النظر لبعيد ..
قالت شادن : يالله نمشي ترى البنت راحت .
طالع فيها بنظره جادّة قال : تدرين عن سوالف اختها وساكته .!!
ردت عليه بجدية اكثر : لو اني شايفه منك شي ماراح اسكت ... بس اللي شفته منك وسمعته يخليني احترمك واقدرك .
زم شفايفه وحرك سيارته متوجه لبيته وهو يحسها تقيده بوثاق غليط ..
تحتويه وتغلق جميع منافذ الخروج من حصارها ..!



***



في غرفتها ..!
على نور الأبجورة الخافت
وقفت على الشباك اللي زجاجه يعكس النور ..
تأملت الشوارع بصخبها ..
اضاءات اعمدة الكهرباء وانوار السيارات والمحلات التجارية ..
هنا حياة وشعور واحساس بالدنيا ..
تذكرت كلام شادن وهي تسولف لخلود " الجو هنا في الديرة هدوء عكس الازعاج في جده "
تنفست وهي تقول بصمت أي ازعاج ياشادن ..
آآه بس لو اعيش هنا طول عمري واروح لاهلي زايرة وارجع ..
سكرت الستارة واضاءت نور الغرفه وراحت لأكياس الأغراض اللي اشترتها هي وحمود من الجامعه مول ..
حطت هدايا العنود لوحدها ..
وهدايا نورة اللي اختارتها بذوق يناسب نورة ..!
وهدايا امها وعمتها ام حمود وخوات حمود مع بعض ..
تخيلت ردة فعل العنود من اللي جابته لها وردة فعل امها ونورة يوم تسولف لهم عن حياتها اللي عاشتها في جده ..
عن البحر وكبره .. والاسواق والمطاعم اللي كانت تسمع عنها من زميلاتها ومسلسلات القناة الأولى ..!
والأهم عن الحرم يوم زارته مرتين واعتمرت وصلَّت فيه ورى الشيخ السديس والشيخ الشريم ..
سمعت اصواتهم حقيقه مو بس في الاشرطه والراديو والتلفزيون ..
وقع نظرها على الكيس اللي اعطاه اياها حمود وقال لها انه هدية منه ..
ماهمها حمود بقدر ماهمتها الهدية ووش هي بالضبط ..
حمود في حياتها كرت عبور لدنيا ثانية ..
ورقة رابحه كانت غافلة عنها بتوريها عالم جديد ومختلف ولايمكن تفرط فيها بسهولة ..
لكن حمود كشخص وزوج في حياتها مارغبته ابداً ولا استهواه قلبها رغم انها ماتكرهه ولاتحقد عليه ..!!!
فتحت عيونها وصكت وجهها بيدنها بخجل ..
وش هاللبس ..
ياويلي ان لبسته ..
رفعت راسها لحمود اللي دخل عليها فجأة وقال وعلى وجهه ابتسامه واسعه : نوف .. قومي البسيه .
حاولت تعترض بس كان حمود اسرع منها وحسم الموضوع وهو يقول بلهجة رجا : قولي لي طيب وعلى امرك ولاتعارضين .. ترى مايجوز تردين رجلتس .
صح مايجوز تعارضه وتقول له لا ..
هذا اللي حفظته بعد من امها وخالاتها ..
تقديس الزوج وتلبية رغبته واتباع امره واجب لايمكن التخاذل فيه ..
قامت مكرهه ووقفت على المراية وقاسته على جسمها
مو قصير بس شفاف .
اشوا ان عليه روب طويل وساتر .
ابتسمت وهي تتذكر انها قد شافت مثل هالموديل على ممثله ..
قال : انا بدخل الحمام ابي اطلع الاقيتس لابسته .
دخل الحمام ولبسته بسرعة قصوى ولبست الروب عليه واحكمت رباطه ووقفت تتأمل نفسها على المراية .
مرت دقايق مو طويله وخرج حمود ..
تأملها وهي واقفه على المراية وعلى وجهها ابتسامه احيت ملامحها ..
وجهها خالي من أي مزينات ..
هو نفسه وجهها اللي عشقه من صغره ..
رغم انها مو جميله لدرجة الفتنه ولفت النظر الا انها عاجبته ويحب ملامحها ..
غمض عيونه وهو يحمد ربه مية مرة انها معاه وحلاله ..
انها صارت من نصيبه بعد جهد جهيد ومحاولات عديدة ..!
قرب منها ولف يده بعفويه مصطنعه حول خصرها والتفت لوجهها ودقق فيه من قرب ..
شافها مغمضه عيونها ، خجل ، ورفض ، واعتراض ..
بس ..!!! ماباليد حيله ولاتقدر تعترض ..
قال بهمس : علامتس كل ماقربت منتس خفتي تراني وش حليلي مااروع .
علا صدرها وهبط بتنهيده معبره عن اعتراضها لقربه قالت بأسى : موب خايفه منك ... بس انا ...
: انتي وشو ..؟
: مدري علامي .
هو يدري وش فيها ..
كانت رافضته لأنها ماتبيه
اخذته غصيبه ..
وما حبته ..
طول الفترة اللي راحت وهي تلهي نفسها بالتمشيات والأسواق والمشاغل والدنيا اللي ماشافتها ..
لكنه طموح وعزيمته قوية للوصول لقلبها ..
مسك يدها وقرب فمه من اذنها وهمس : انتي ماتدرين وش كثر غلاتس عندي .
نزلت نظرها للأرض قالت مغيرة الموضوع : بكرة بنرجع للديرة ..!
وكأنها تثبت له ان سعادتها بوجودها هنا مو بوجودها معه .
قال بلطف وحنان : كلها كم شهر وننقل للطايف ونفتك من الديرة .. ولا ماودتس تنقلين معي .
صدمه اخرستها
ومفاجأة ماكانت على البال ولا الخاطر ..
اذهلتها لدرجة الشلل والجمود ..
طالعت فيه بفرح مندهش ..
واكتفت بالنظرة تسأل اذا هو صادق ولا يستهبل عليها ..
جلسها على السرير وجلس بجنبها ..
قال وهو يسحب خصله من شعرها ويلفها على الصبعه السبابه وعلى وجهه ابتسامة حب :تحسبيني يانوف اقدر اداوم واخليتس في الديرة ... الله يصبرني لين تنقلين معي بس .
سكت ولفها عليه وكمل وعيونه تاكل ملامحها وجسدها
دفنها بحضنه ولمها بيدينه وهي تنصاع له بعطا مقابل عطا ..



***


نزلت بعكازها بمشية شبه مختله مع الدرج ..
ووقفت بمكانها بمنتصف الدرج على صوت ابوها الصارخ واللي انهال على مشاري بالسب والشتم : فشلتني .. كسرت كلمتي .. طيحت وجهي بين الرجال .. هذا وانت ولدي اللي اشد حزامي فيك .. ضيعت نصيب اختك . حسبي الله عليك من ولد .
رد مشاري بمحاولة منه لامتصاص غضب ابوه الثاير : يبه هد اعصابك الله يخليك ومالك الا اللي يرضيك .. انا اعتذرت من الرجال وقلت له قصدي من كلامي .
: قصدك في عينك ... تكسر كلمتي وتقول قصدي وماقصدي .
فتح ابو مشاري زراير ثوبه العلوية وهو يقول : جيبي لي مويه ياام مشاري .
فزت ام مشاري بسرعه للمطبخ ومشاري يطالع في ابوه الباهت ومتجهم ..
قال بخوف : يبه تحس بشي .
بلع ابوه ريقه بتعب واضح ورمى شماغه على الكنب وجلس بتعب ..
وصلته ام مشاري بكاسة المويه وشرب نصها دفعه وحده قال : ولدك هذا بيجيب لي امراض الدنيا .
جثى مشاري على الارض واخذ يد ابوه وباسها وهو يقول : اعصابك يبه .. سامحني انا والله ماقصدت ازعلك ولا اكسر كلمتك بس الموضوع يحتاج تروي اسبوع على الاقل تفكر فيه سارة من حقها يبه توافق او ترفض .
ردت ام مشاري وهي تمسد كتف زوجها الهادر غضب : ابو مشاري هد اعصابك الله يرضى عليك .. ترى الامور ماتستاهل ومشاري ماغلط .. يبغى مصلحة اخته .
عقد حواجبه قال بتعب : يعني انا ماابغى مصلحتها ..؟ لو يبغى مصلحتها كان وافقني على كلامي ولاَّ سكت وما زعل الناس مني . انا عارف ان سارة ماراح توافق وهذي نفسيتها وانا احاول اطلع بنتي من حزنها وانتي واقفه في صفه .
كمل كاسة المويه وشرب نصفها الباقي جرعه وحده قال بندم : الرجال هذا من يوم شفته وانا اتمناه لبنتي ... وولدك ياام مشاري خرب عليّ فرحتي .
كان الكلام الغاز ..
بس الحين اتضح لها وفهمت معناه ..
نزلت بحذر واتجهت الانظار لها بعد ماسمعوا صوت دق عكازها على الأرضيه الرخام ..
قالت : يبه انا موافقه .
مرت ثواني صامته وسط الذهول ..
ابتسمت وكملت : مو انتوا ****ن عنه .. خلاص انا موافقه .
تنفس ابوها بارتياح وفتح لها يده بمعنى تعالي في حضني ..
جات لابوها وجلست بجنبه وسلمت على راسه قالت : يبه انا عارفه انك تبغى مصلحتي وعارفه انك انقرصت من تجربتي الأولى ومستحيل تغامر مرة ثانية بحياتي ومستقبلي .
ضمها ابوها على صدره وسلم على راسها قال : هذي هي بنتي اللي تفهمني وتدور رضاي .. مو اخوك اللي بغى يجلطني عند الرجال .
كان مشاري يطالعها بعتب ..
لاتتسرعين فكري وخذي وقتك ..
انتي حتى ماتدرين من هو اللي وافقتي عليه .
ردت النظرة بنظرة مطمئنة واثقه ..
انا واثقه منك انت وابوي
لازم ارضي ابوي وافرح امي واعيش حياتي ..
وقف وطلع من البيت مشتت مايدري هو صح ولاخطأ ..
مايدري سارة صادقه ولاتكذب عليهم وتجاملهم ..
قالت ام مشاري : الله يوفقك يمه بس لاتستعجلين .. صلي الاستخارة واستخيري ربك .
قالت سارة وهي تشد على يد ابوها : حاضر بصليها وان شاء الله ربي يكتب لي الخيرة .. التفتت على ابوها وكملت : يبه الله يخليك لاتزعل من مشاري .
نزل ابوها راسه وهزه بقهر قال : احرجني في المجلس وكسر كلمتي وخرب عليّ فرحتي .
: خلاص يبه سامحه هو اكيد يبغى مصلحتي ... يبه الله يخليك لاتخرب عليه فرحته بزواجه .
رد ابوها وهو يسمع اذان المغرب ويوقف قال : انا مسامحه بس ابيه يحس بغلطه .. التفت لها وكمل : صلي الاستخارة وبكرة زي هالوقت ان شاء الله اشوفك ****ه .
وقفت سارة وعكازها في يدها ..
توجهت للدرج على نية انها تروح لغرفتها
وتصلي فرضها ثم تشاور ربها ..
هو ملاذها وقت الشدة ..
هو اللي نزع خالد من قلبها ومشاعرها يوم لجأت له ..
هو اللي اعانها على حزنها ومصابها اللي ماتقوى على حمله ا لجبال ..
هو اللي بيطمن قلبها
سواء رفضت ولا وافقت
من تجاربها معه ماقد خيبها ..!
واليوم ناصيته من اجل رضى ابوها وفرحة قلب امها ..




***



يوم ثاني ..
مرت على عماد في مكتبه وشافته منشغل مابين اللاب توب واوراق وملفات على المكتب ..
دقت الباب ودخلت رفع لها نظره واعاده لشغله ..
قال : ليتك جبتي لي معك شاهي ولا قهوة .
وقفت عنده قالت : سويت قهوة وحطيتها عند عمي وجدتي ... انت عارف ان عماني رجعوا .
رد عليها وهو منشغل مابين القلم والكيبورد : ايه عارف قابلتهم في المسجد !
: اش قالوا ..؟
: ابو مشاري وافق بس حاسهم مشاري يقول البنت لازم تاخذ وقتها ومن هالكلام وفهد زعل وطلع وهم رجعوا على نية ان ابو مشاري بيرد عليهم هاليومين .
: ممم الله يكتب لهم اللي فيه خير .. طيب تعال تقهوى مع جدتي وعمي .
لمحها بطرف عينه وهي حاطه الجلال على اكتافها ولامه شعرها بشباصة ووعيونها مزينه بكحل داخلي وشفايفها تلمع بقلوس لحمي ..
رد عيونه لجهازه قال : روحي جيبي لي شي اشربه .
: ماحتيجي تتقهوى معانا ..؟
: لا عندي شغل مااقدر اتركه ..
رجعت وهي زامة شفايفها قالت : بجيب لك قهوة تراها كويسه عشانك .
طالع فيها ورمى القلم من يده على المكتب قال : شادن .
رجعت ووقفت مقابلة له عند المكتب قالت : نعم .
: وش بغيتي يوم جيتي وقلبتيني فوق تحت .
ابتسمت باستغراب قالت : هااا ..؟ اش سويت انا ..؟
وقف وهو يقلدها : هااا ..؟ اش سويت انا ..؟ عدل صوته وكمل بهدوء جاد : ماسويتي الا الخير بس وش بغيتي اكيد ماجيتي عشان تسألين عن خوالي ..؟
: مممم بصراحه كنت ابغى جوالك بكلم امي وسارة ابغى اعرف اش رايها ..!
رجع لدرج مكتبه اخذ جواله وفتحه ومده عليها هو يقول : وبس ..! الجوال وراعيه تحت امرك .. كم عندنا من شادن .. خذي وكلمي اللي تبين .
اخذته من يده وهي تهمس بشكراً خجوله ..
قال : بالله اقنعيها ترى فهد رجال وينحط على اليمنى .
ابتسمت ملامحها وقالت بدلع عفوي : اقنعها بس على مسؤوليتك انت ..؟
رفع حاجبه وكأن حركتها نرفزته قال : ايه على مسؤوليتي ... يالله روحي كلميها بس قبل سوي لي نسكافيه .
هزت راسها وابتسامتها على وجهها وطلعت من عنده .
وهو رجع لجهازه وشغله يدور اللي يشغله ويبعده قدر الامكان عن التفكير فيها او في نفسه .




***



جالس في الشركه يكمل الشغل بعد ماانصرفوا الموظفين ..
انتبه لجواله يدق وشاف اسم مشاري .
ضم على الجوال بحنق وكلام مشاري امس يرن في اذنه ...
وقف الرنين وسرعان مابدا مرة ثانية ..
قفل الملف اللي قدامه ووقف وطلع من المكتب بملل وجواله لساته يدق ..
طلع من الشركة وركب سيارته من دون مايهتم لمشاري واتصاله
وش عنده ..؟
بيعتذر من جديد ..!
ماابي له عذر ..
يبي يبرر ..؟
ماابي اسمع له تبرير ..
دق جواله من جديد ورد لأن المتصل نايف ولد عمه ..
رد عليه بملل : هلا .
: هلا بك .. السلام عليكم .
: عليكم السلام وش تبي ..؟
: لااااه اش فيه المزاج ..؟
: اش بعينك .. نعنبو ابليسك رجال طول في عرض ماتعرف تقول وش ..؟
: وش بعينك انت .. لهجتي وماني مغيرها عشانك ..؟
: مااقول غير خسارة منال فيك ...
قاطعه نايف بحده : انا اللي مااقول الا خسارة سارة فيك والشرهه مو عليك عليّ انا اللي ببشرك ان البنت وافقت .
سكت فهد ثواني ..
ماتوقع انها توافق بسهوله او حتى انها توافق ولو بعد امد ..
قال مبعد شكوك نايف ان سكوته صدمه او فرح : وافقت على وشو ..؟
: وافقت على جدي ... يعني على من بالله ..!
: انت شكلك تستهبل .. الموضوع منتهي من امس ..
رد نايف بعصبيه ومتفاجيء : اييييييييييييييش ..؟
: ايه منتهي .. انا موب ملطشه على كيف مشاري شوي يقول لا وبعده يجي يقول خلاص تعال .
: هييييييي فهد .. صاحي انت ولا مجنون .
: مالك شغل وعرس بطلنا .. ماعاد نبي نعرس ..!
: لاوالله ..؟ على كيفك الدعوة ... تسحب عماني وتجي تخطب من الرجال والحين ...
قاطعه فهد : والحين الموضوع منتهي ومع السلامه ولاعاد تفتح السالفه هذي معي ..
قفل في وجه نايف بدون مايسمع منه أي كلمه ..
دق نايف عليه مرة ثانية وثالثه وهو مطنش وماسك الطريق اللي يودي للبحر ..
المكان اللي خطر في باله بعد زخم الافكار اللي تحاشرت في ذهنه ..
ابيها ..؟
ايه ابيها ولا ابي غيرها ..!
طيب البنت وافقت ..!
بس مشاري امس اهانني وجرحني في مجلسه .
اعتذر وقال لك وش يقصد ومعاه حق ..
خله يتعلم ان الغلط له نتيجه وجزا .
طيب وهي وش ذنبها ..!
صح وش ذنبها .. انا بعد وش ذنبي ..
سمع اصوات البواري على عليه من اتجاهات عدة وتجاوز شاحنه تمشي بنص الطريق بقدرة قادر ولولا عناية الله كان تسبب في حوادث كثيرة مو بس واحد .
التفت على واحد وهو يشتم ويخاصم من بعيد وثاني بجنبه يرميه بأبشع الكلام وثالث يأشر له بمعنى مجنون انت ولا شارب شي .
تعوذ من ابليس قبل لاينزل ويوقف الطريق كله ويقلبه هواش ومضاربات وكمل طريقه بقلق وتوتر وتضارب افكار وبعثرة مشاعر ..





***


قفلت من سارة والتفتت على شهد وهي تجري متوجهه لعماد في مكتبه .. قالت لعمتها اللي دخلت : ياهلا ياهلا .. وين الناس من متى ماشفناك .
سلمت فوزية على شادن وهي تقول بصوت واطي : عندكم ناس غثيثين واخاف ارتكب فيهم جنايه ..
ضحكت شادن قالت : تعالي عند جدتي وعمي وليلى في غرفة جدتي انا بودي جوال عماد وارجع لك ..
راحت فوزية لغرفة امها ودخلت شادن لمكتب عماد وهو يسولف مع شهد الجالسه قدامه على المكتب ..
قال وهو معقد حواجبه : العنود متى كبرت وهي امس تسابق الريح من بيت لبيت .
لوت فمها قالت : خلاص البارحه في الليل صارت كبيرة ..
: ههههههههههههههههههه وانتي وش دراتس .
: هي جات عندنا وقالت لي خلاص صارت كبيرة واخذت غرفة اختها المديرة هذيك نووف اللي كانت تقزك مع الشباك وودوها لمسفر عشان يطلع الجني حقها .
قاطعها : خلاص قومي لامتس وفكيني من الكلام هذا .. ولا عاد اسمعتس تتكلمين في الناس ثم ازعل منتس ..
نزلها من فوق المكتب وهي تقول : والله ياعماد ماكذبت عليها حتى اسأل العنود .
رد بتحذير : الكلام في الناس مايجوز ربي مايرضى علينا .
شهقت شهد قالت : خلاص آسفه ياربي .
طلعت من المكتب تاركه شادن وعماد وراها يضحكون ..
تقدمت شادن ومدت الجوال على عماد وهي تقول : تفضل .. جزاك الله خير .. ترى نايف يسلم عليك ويقول لك كلمني ضروري ..
عدل جلسته على الكرسي العريض قال : وش يبي ماتدرين ..؟
: لا ماقال .. بس يقول يبغى يكلمك ضروري .
: زين اكلمه الحين .
اعطته ظهرها بتخرج وناداها : شادن لحظة ... التفتت عليه وكمل : وش قالت لك خويتك ؟ .
عدلت جلالها عليها قالت : خلاص .
رفع حاجبه قال بجديه مقاطعه : مااسمع شي ..
فتحت فمها بتعيد كلمتها وسبقها بـ : تعالي عندي هنا ..
اشر على مكان قدامه وكمل : وقولي لي وش صار ..؟
قربت من المكتب ووقفت مقابل له قالت : خلاص استخارت ..
رد وهو يطالع في السقف : مااسمع صوتك تعالي عندي .
رفعت صوتها بـ : اقول لك ..
قاطعها : مااسمع الا اذا جيتي هنا .
وقفت باحراج وعلى وجهها ضحكة خجل ولفت من ورى المكتب ووقفت عنده قال : ايوووه الحين اقدر اسمعك .. علميني وش قالت خويتك .
: خلاص وافقت بعد ماصلت الاستخارة .
مسك يدها اللي ارتجفت بوسط يده قال : وانتي صليتي الاستخارة ...؟
ردت بارتباك : ها ..؟ ليه ..؟ قصدي متى ..؟ مو فاهمه عليك ..!!
ضحك عماد بصوت مسموع وضم على يدها الناعمه قال : اقصد يوم وافقتي عليّ صليتي الاستخاره .
صدت بوجهها عنه بعتب قالت : صليت كثير قبل ماتجون عندنا .
: ايه وش كان رايك ..؟
طالعت فيه باستغراب وابتسامة واسعه وخجلة قالت : ماادري اش رايك انت .
: يعني ****ه وموافقه .
: اش تشوف .
طالع في جلالها على قميصها الوردي بأكمامه القصيرة وسحبه من عليها قال : اشوف ان هذا ماله داعي ليه لابسته وانتي في بيتك وماعندك اغراب ..؟
ضمت على يدينها وطالعت في الباب وراها قالت : مستحيه امشي كذا قدام عمي ..!
جمع الجلال بين يدينه وشد عليه وناظر في لاشيء وكل تفكيره محصور في اعجابه في سترها وخجلها وصبرها وحفظها له واحترامها وحبها .
مده عليها قال بجدية : الله يعين احمد على علته .. بالله ياشادن علميها الستر .
: لا الله يخليك ماابغى احتك فيها يكفي اني قلت لها كلمه نطت في وجهي خلتني اقصد واعني .. بعدين عمي الله يهديه صاير قاسي عليها كل شوي يكلفها بشغله وهي نص الشغل ماتعرفه .
توجه عماد بكرسيه للمكتب قال بلا مبالاه : خليه يربيها .. حرمته يبي لها سنع من زمان ...
فتح الدرج ورفع راسه لها قبل ماتخرج كأنه تذكر شي : الا صحيح شادن .. انا فاقد لي ورقة من هنا ماتدرين وينها لاتكون هذي داخله مكتبي تراني مااستبعد عليها شي .
وقفت مكانها وجهها تكسوه حمرة احراج قالت بحذر : لا محد دخل .. بسس .. ممم ..
:دام فيها بسس وامممم معناها انتي ..
ابتسمت بحرج قالت : بصراحه ايوه انا .. قرأت لي قصيدة مالها داعي واخذتها عندي .
قفل لاب توبه بهدوء ووقف وجا عندها ...
قبض على معصمها بقوة قال : مالها داعي ها ..؟ ليه مالها داعي ..؟
غمضت عيونها بقوة قالت : انت عارف ليه ..
: لا ماني عارف علميني ..!
ولما ماشاف منها رد ضحك بخبث وقال : اختاري اما تقولين ليه مالها داعي ولا وربي لاشيلك وألف بك البيت كله ..
فتحت عيونها بخوف ونظرها على الباب قالت : لا لا الله يخليك انا اقول لك .. بس سيب يدي .
ترك يدها وهو يقلدها : سيب يدي .. وكمل بصوته : هذاني سبت يدك يالله قولي .
تأملت مكان مسكة يده في معصمها وفي لمح البصر كانت خارج المكتب ..
دخلت غرفة جدتها وجلست بجنبها ..
قالت فوزية : علامك يالعنود ..؟
اخذت نفس سريع وهي تضحك قالت : استغفر الله خلوا العنود في حالها انتي وبنتك ..
وصلهم صوت عماد يلج بالمكان : ياولد تراني جيت .. نبي طريق لغرفة ام ناصر ياولد ..
ناداه احمد بصوت عالي : تعال مافيه احد ... التفت لشهد قال : شهودة روحي لليلى قولي عماد في غرفة جدتي لاتجين الحين .
دخل الغرفه واسفل ثوبه في يده ..
اول مااستقر نظره ابتسم بخبث قالت ام ناصر : تعال ياوليدي خذ لك فنجال قهوة .
جا وجلس بجنب شادن اللي صبت له فنجال قهوة ومدته عليه ومدت صحن التمر قالت بابتسامة انتصار : تفضل .
حك رقبته قال بصوت يسمعه الكل : زاد فضلك .. قومي روحي جيبي جوالي من المكتب بكلم اخوك .
عرفت وش هدفه قالت : ها ... لا لا مو لازم تكلمه الحين .
: ليش مو لازم مو قايل لك خليه يكلمني ضروري .. رفع حاجبه بتمثيل على الجالسين قال : عجلي تأخرت على الرجال .
قالت ام ناصر : ياوليدي شادن مافكت يدها من الشغل من يوم قامت من نومها .. خل فوزية تجيبه .
وقفت فوزية قالت : اجلسي والله مايجيبه الا انا .
عض على شفته السفلى ورشف من فنجاله قال لها بهمس : لاتحسبين انك بتفلتين .
قالت بذات الهمس : افلت من ايش ..؟
: من سؤالي .
: خلاص اجاوبك .
: اسمع ...!
: مالها داعي لأنها كئيبة .. ولأن فيها كلام يجيب المرض .
: لاوالله ..؟
شافت عمها لاهي مع فيصل وجدتها تذكر الله بصوت عالي وتسبح وتستغفر
وكملت وهي تعدل جلالها عليها : كمان عشان انا لزقة مامني فكه .
طلع ورقه من جيبه ومدها عليها قال : طيب شوفي هذي لها داعي ولا لا ..؟
اخذت الورقه وفتحتها وقرأت ..

ياقمر بالله قل لي من تكون ووش تكون
بعدما حيرت فكري ياقمرنا من دهاك

سافرت يمك حروفي بعد ظللها الجنون
وسلمتني لرمش عينك يتلاعب بي حلاك

وتهت بين الرمش مدري تهت مابين العيون
حسبها الله ياعيونك سببت لي ارتباك

جيت باوصفهم لقيت الوصف لايمكن يكون
لانهم فوق الوصوف وسرهم فيه الهلاك

حيرت شعري وفكري كيف باوصف سحر نون
هد ياقلبي دخيلك .... بعدما ربــي ابتلاك

طبقت الورقه وضمت عليها بيدها .. قال : ماقلتي لي .
هزت راسها بإحراج قالت : انت اللي تجاوب هالمرة .
دايماً تغلبه ..!
ولا مرة قدر يغلبها لابالكلام ولا الفعل ..
دخلت فوزية وجوال عماد الثريا في يدها ومدته على عماد اللي وقف فوراً وطلع من الغرفه بيكلم نايف ..
رجع لهم بعد دقايق وهو يضحك بقوة قال لشادن من بين ضحكه : قومي فيه حرمه عند الباب تبيك .
طالعت فيه بشك قال : اخذي فوزية معك ولا اقولكم خلكم هنا وانا اجيبها ..
طلع برا ورجع قال بضحكه مكبوته : جاتكم الضيفه استقبلوها .
دخلت عليهم الحرمة اللي طولها مايتجاوز المتر والكل تسمرت عيونه مذهول ..
تكلمت العنود من تحت البرقع والجلال : السلام عليكم .
حاولت فوزية تتماسك وخذلها الموقف وانفرطت من الضحك وبهيستريا ..
وقف احمد وطلع ولحق عماد وهو متماسك بملامح ضاحكه ..
ردت ام ناصر السلام وشادن ساكته وماسكة نفسها لاتضحك ..
قالت بلهجة شخص كبير : امي تسلم عليكم تقول الله يحييكم على العشا عندنا .
اخذت شادن نفس وطالعت في فوزية وهي حاطة المخده حقت امها بينها وبين العنود وتهتز من الضحك ..
تماسكت شادن قالت : نوف جات يالعنود . .؟
ردت العنود بنفس اللهجة وكأنها كبرت عشر سنين على عمرها : ايه اليوم جو وتغدوا عند عمي غازي .. وعشاهم الليله عندنا .
دخلت ليلى الغرفه وناظرت في العنود بنص عين قالت : بسم الله الرحمن الرحيم .
دنقت العنود براسها منحرجة من لهجة ليلى المصدومه ..
قالت ام ناصر تشجع العنود : هذي العنود بنت لافي البنت السنعه اللي تطيع امها وتسمع كلامها ..
دخلت شهد وشهقت وهي تشوف العنود برجولها الحافية وبرقعها وجلالها قالت : العنوووووووود خلااص كبرتي ..؟
ضحكت العنود قالت : ايه كبرت .
قالت فوزية بعد ماهدت نوبة ضحكها : العنود نوف شافت برقعتس .
ردت العنود ببراءة : لا ماشافته .. شوي تجي وتشوفه .
قالت فوزية بصوت واطي : عز الله بتكسر رقبتك .. رفعت صوتها موجهته للعنود وكملت : خلاص ياشاطرة سلمي لنا على امك قولي ان شاء الله نجي اذا قدرنا .
طلعت العنود بصحبة شهد اللي تناظرها بقهر لأنها كبرت وسبقتها لحياة تتمناها وتنتظرها .




***



جالسه بين امها ونورة ..
وتحكي وتشرح وتسهب في الوصف ..
قالت نورة لنوف : ها يانوف عساتس مبسوطه مع حمود .
ردت نوف بامتنان : الحمد لله رب العالمين .. من بعد مارحت للحرم واعتمرت وانا احس ان حمل ثقيل انزاح من فوق صدري . احس اني تعافيت من ضيقة الخلق .
قالت امها : يابنيتي ماخاب من توجه لربه ..
طلعت جوالها تفرجهم على الصور بعد ما صارت تتقن استخدامه ..
ورتهم البحر ونافورة الملك فهد .. والمطاعم والاسواق والشوارع والسيارات . . وعروض الألعاب الناريه اللي صادفتها في احد المنتزهات على الكورنيش .. كل الأماكن اللي زارتها كانت تصورها عشانهم .. تبيهم يشوفون اللي شافته .. وكل شوي تجيب طاري حمود ووش قال لها عن المكان اللي يروحون له .
نادى لافي ام نوف وقامت له تلبيه واستغلت نورة الوقت قالت بهمس : ماقلت لتس ان حمود طيب وينحب .
لوت نوف فمها قالت : هو ابن حلال وماقصر معي ويدور رضاي بس انا مدري وش فيني .
فتحت نورة عيونها بتحذير قالت نوف تطمنها : لايروح بالتس بعيد .. مافكرت في غيره من يوم اخذته .. اصلاً انا عرفت يانورة ليش كنت افكر في .. في .. في هذاك ... كنت ابيه يطلعني ويوريني الدنيا .. من يوم عرفت السبب وانا ناسيته الحمد لله ... بس ماادري ليش ماقدرت احب حمود ... انا مااكرهه بس ماقدرت احبه .
ابتسمت نورة لاختها قالت : مع الوقت بتحبينه يانوف وتذكري كلامي .. اصلاً الحب مايجي الا بالعشرة لاتستعجلين اهم شي انتس ماتفكرين في غيره .
: الله لايقول اني افكر بغير رجلي .
دارت عيون نوف في المكان قالت بحماس : العنود وين راحت تراني جايبة لها هدايا وش كثرها .
ردت نورة : قبل شوي هنا ترزز ببرقع امي وجلالها .
رجعت امهم جلست وحطت امها يدها على راسها وهي تشوف العنود تدخل عليهم جاية من برا ..
قالت : يافضيحتي من هالبنت .. رفعت صوتها موجهته للعنود : من وين جيتي الله لايحييتس .
رمت العنود برقعها وهي تشوف جوال نوف بحماس ..
قالت : رحت .. رحت .. طالعت في نوف بخوف ايه ايه .. رحت برا ورجعت .
قالت امها بلوم : انا ماقلت لتس روحي اعزمي ام ناصر وبنتها وحريم عيالها .
قالت بخوف : عزمتهم يمه .
شهقت نورة وخبطتها على كتفها بقوة : رحتي بالبرقع الله يفشل عدوتس .
قالت نوف : فكونا من العنود وتعالوا اوريكم هداياكم ..
كانت العنود تراقب الاكياس ونوف توزع لامها اقمشه فاخرة وتولة وخاتم ذهب .. ثم لنورة عطر وعلبة مكياج واكسسوارات مشكلة .. ..
خايفه ان نوف ماجابت لها..
نوف ماتحبها وياما ضربتها وهزأتها وخاصمتها ..
رفعت نوف الكيس الكبير قالت : هذا حق العنود ..
بلعت ريقها تنتظر ..
دبدوب ..
عروسة ..
عيونها مفتوحه وهي تاخذ الهدايا وكأنه حلم تبي تتمسك فيه حتى يكون واقع ..
ضحكت نوف قالت : اصبري باقي اهم شي ..
راقبت الكيس تنتظر المفاجأة الثالثه او بالأحرى الحلم الثالث ..
فستان ابيض ونفاش ..
قالت نوف : هذا حق العيد .
شرقت العنود وحكت بقوة وهي تجمع اشياءها الثمينه ..
قالت نورة بضحكه : هيييييي تعوذي من ابليس الفرحه لاتوقف قلبتس .
ردت العنود بدون شعور او تركيز : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم ..( قل هو الله احد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد ) .
انفجروا امها واخواتها بالضحك .. وضحكت تجاريهم والفرح يرقص بداخلها ويغني ..!




***




بعد اسبوع ..!
جالس في شقة عماد وياكل فاكهه ..!
الريموت في يده وهو ينتقل من قناة لأخرى ..!
رمى الريموت بملل واخذ جواله فتحه وقرأ الرسالة للمرة الألف ..!
صحيح ان عماد وبخه ولامه وخلاه يندم على قراره ..
بس الرسالة زلزلت كيانه ..
قلبته وخلته يندم ويحس بصغر نفسه وتهوره ..
يمكن لولاها كان ماطل وتباطأ لين يرد اعتباره بعد ماحس ان مشاري اهانه ..!
انتبه لعماد اللي توه صحى من نومه ودخل للمطبخ على طول ..
قفل فهد جواله ولحق عماد للمطبخ
: السلام عليكم .
رد عماد وهو يحط في الابريق الصغير نعناع ويصب عليه مويه ويحطه على النار : عليكم السلام .. كلمت مشاري ولا لا .
: كلمت ابوه وقلت اني سويت الفحص ..
قال عماد بلهجة حاده : حدد الملكه معه خلنا نخلص من موضوعك .. خالي يوم درى عن هبالك ارتفع عنده السكر لولا عناية ربي ورحمته ولا يمدي صار له شي .
جهز عسل في كوب كبير وصب مغلي النعناع عليه وكمل وفهد ساكت
: الله يهديك بس .. ماتعرف تحكم عقلك وتوزن الامور وتقيسها من جميع النواحي .
رمى فهد قشرة الموز في السلة قال : انت تعرفني متهور .
: اذا انت متهور وش خليت لخالد اخوك ..
صح انا متهور ..!
بغيت اكون سبب في صدمة جديدة لها ..!
قال : انا بطلع للديرة الحين بتفق مع ابوي على موعد الملكه قبل مااعطي الرجال كلمة .
عدى عماد من عنده للصاله قال : اتفق مع الرجال على العيد الثاني خالي يبيك تملك اليوم قبل بكرة !
: بس لاتنسى عرس مشاري العيد الثالث .
: ازين ملكوا قبل مايسافر اخوها .
هز فهد راسه وراح لبس ثوبه واخذ شماغه على نية انه يمر ابومشاري ويمشي من عنده للديرة ..





***


جالسة بين جدتها الثايرة لغياب عماد وعمها احمد ..!
فضحها تفكيرها وشرودها والكل يرجع السبب لغياب عماد ..
وجدتها ساخطه عليه لأنه في نظرها سبب ضيقها ..!
ناظرت في عمها وهو مركز نظره في التلفزيون ..
محد يدري اذا هو مع التلفزيون ولا لا ..!
من الظلم انه يعيش على عماه ولا يدري من الانسانه اللي تعاشره ولا كيف تفكيرها ..!
لوسكتت فهي شيطان اخرس وخاينه ..!
ولو تكلمت يمكن تسبب مصيبه وكارثة ...
محتاره وتايهه ..
تعلم ولا تسكت ..!
تكتفي بالابتعاد وعدم التدخل في حياة الآخرين ولا تفتح عيون عمها على حقيقة زوجته ...
تنتظر عماد وتقول له ولا تقول لفوزية
ولا تحسم الموضوع وتقول لاحمد ..!
هي اضعف من انها تواجه احمد وتبلغه الحقيقه المرة عن زوجته ..
ماتعرفه زين ..
تخاف انه متهور ومتسرع وعصبي جداً ..
دخلت عليهم فوزية وعلى وجهها ابتسامه وقطعت حبل افكارها اللي مافارق عمها وحياته ..!
سلمت عليهم قالت : يدينكم على البشارة ..!
ردت ام ناصر : الله يجعله خير ..!
قالت شادن محزرة : زواج فهد ..!!
هزت فوزية راسها بمعنى لا قالت : زواج فهد صار خبر بايت ..
قال احمد بضيق : اعجلي قولي وش عندتس مو رايقين لتس .
طلعت جوالها وأضاءت شاشته قالت : طالعوا .
في البداية محد استوعب لكن صرخة ليلى اللي فرحتها بتشغيل الابراج اكبر من فرحة الباقين عرفتهم ببشارة فوزية : اشتغل الجوال .
رمقتها فوزية بطرف عينها وباسلوب ساخر قالت : ايه ابشرك اشتغل .
سكتت ليلى ونظرتها على احمد خشية انه يكون فهم من تلميح فوزية شي .
قالت ام ناصر : ليت الماخوذ يشتغل عشان اتطمن على عيالي ..
طالعت في احمد قالت : ها قوم دق لي على عماد ابي اكلمه . .
فزت شادن وشبكت يدينها بخجل قالت : جدتي خليني ادق عليه انا .. ابغى افاجئه .
طالعت ليلى فيها بنظرة مليانه غرابه وممزوجه بسخرية او استخفاف قالت : يعني بتثبتين لنا انك ****ة عنه .
رفعت شادن حاجبها قالت : وليه ماارضى عنه ..؟
ردت ليلى : بصراحة اللي يشوفكم يقول مو متزوجين وماكملتوا سنه وانتوا ماتشوفون بعض الا في الشهر اسبوع .. عاد بعد خمس سنين وش بتسوون .
قالت شادن ببرود وبمغزى مقصود : بعد خمس سنين بندخل عيالنا للروضة ان شاء الله .
صحيح اللي يسمعها بيقول انها تتشمت ..
وصحيح انها ممكن ماتكمل حياتها مع عماد ومايجيهم عيال ..
وصحيح انها جرحت احمد ..
بس مصيرهم يعرفون انها ماقصدت تجرح احمد ..
وان لها غرض ومقصد ...
قالت ليلى باستغراب : احد يفكر بالعيال في بداية زواجه .
: والله اهم شي نتفق انا وياه نجيب ولا مانجيب .
تكلم احمد بعصبيه قال : اسكتي ياليلى ولا والله ماتعدي ليلتس على خير .
ردت شادن ببرود : عمي انا آسفة بس احياناً فيه اشياء تجبرنا على قسوة الكلام .
مافهم وش تقصد بس اللي يعرفه ان شادن عاقلة وماتطلع منها الزلة ..!
وقفت ليلى قالت : اصلاً من يوم جيت هنا وانا ولا ليلة عدت عليّ على خير .
قالت ام ناصر : لاحول ولاقوة الا بالله ، يهديتس الله ، يهديتس الله .
سكتت ليلى ودخلت غرفتها المجاورة لغرفة ام ناصر وسكرت بابها بقوة ..
قالت فوزية : هي علامها ..؟
رد احمد بسخرية واضحه : علامها يعني .. ليلى من يوم سافرت صارت هاي ماتتحمل تعيش في قريه وتعاشر ناس جهله ومتخلفين .
قالت ام ناصر بلوم : ياوليدي ليلى غدت ( اصبحت ) مثل البدوية اللي ترعى غنم اهلها واعرست ، اخذت لها واحد مهوب بدوي ويوم جات لاهلها زايرة وشافت الغنم قالت : ياربيييه وش هاالسوادات اللي في روسها عوادات مااعرفها .
ضحكت فوزية وشادن مو فاهمه من الكلام الا نصه ..!
قالت فوزية : شادن فهمتي شي ..؟
هزت راسها بلا قالت : فهمت نصه .
ردت فوزية : السوادات تقصد الغنم اللي لونها اسود .. اما العوادات فهي قرون الغنم تشبه الاعواد ..
ابتسمت شادن وماحبت تضحك على ليلى عشان ماتجرح احمد اكثر ..
قال احمد لشادن بصوت منخفض وجاد : شادن قومي دقي على عماد قولي له يجيب لي معه جهاز جوال جديد على ذوقه .
قالت فوزية : ليش ..؟
رد : ليلى تقول ان جهازها مكسور وابلشتني تطلبه ليل ونهار .
تبادلوا شادن وفوزية النظرات وانسحبت شادن لفوق متحاشية الخوض في شي يخص ليلى اكثر من اللي صار قبل شوي ..!



***




في طريقه لبيت اهله واللي يمر بجنب ملعب الكورة اللي يجتمعون فيه عيال القرية ..
عقد حواجبه وعيونه يتطاير منها الشرر وهو يشوف خالد اخوه يسحب نفس عميق من سيجارة دخان ..
وقف فهد السيارة ونزل منها وهو بحالة ر عب وغضب عارم ..
آخر شي توقعه وتمناه خالد انه يشوف هالانسان ..
لو ابوه كان ارحم ..
لو بندر كان اخف ..
لكن فهد ..!!!
فر يجري لوجهة تبعده عن فهد وتوصله لموطن امان ..!
رجع فهد للبيت وهو يزمجر ويهدد ويسب ويتوعد ..!
والتفت على خالد اللي دخل من باب قسم الرجال وتوجه لغرفته وقبل مايوصد بابها كان له فهد بالمرصاد .
اقرب شي له يفش غله فيه ويسنعه ويتوبه ويصحي قلبه هو العقال ..
احياناً الضرب وسيلة للتربيه ..
وأحياناً يكون سبيل للخوض في الخطأ من جديد وبتحدي وعناد .
لكن ضرب خالد بيد فهد وعقاله كفيل انه يحرم طاري اصحاب السوء
كفيل انه يصحيه ويوعي قلبه ..!
كفيل انه يخليه يتوب التوبه اللي مابعدها رجعه للخطأ لأن العقاب مو سهل ابداً ..
كان يصرخ بين يدينه والعقال يلطم كل منطقه في جسمه : التوبه يافهد والله مااعيدها التوبه .. خلاااص يافهد .. خلاص التوبه ..
وقف فهد على صوت ابوه اللي دق الباب بقوة وصرخ على فهد يفتح الباب ويترك اخوه .
فتح لابوه الباب وطلع وهو ثاير ..
سلم على ابوه بارتباك قال : خلوا هذا ينحبس مثل الكلب وان سمعت انه طلع من البيت ترى بيجيه ضعف اللي جاه عشر مرات .
رد ابوه بانفعال : وش هو مسوي علمني ..؟
رد فهد بقهر : لقيته يدخن .
رجع ابوه من عند خالد وهو يتحسب الله عليه قال : اجل حقه وماجاه .. واذا تبي تزيده ماني رادك .
تشبثت امه في يده وهي تسأله بالله ماعاد يرجع .
سلم فهد على راس امه وربت على كتفها ومسح دموعها اللي اغرقت وجهها قال : لازم يتربى يايمه .. ولا انتي تبينه يفسد .
تكلم خالد بصوت باكي : انت محد قال لك شي يوم تهيت في البر بالاسابيع جاي الحين تضربني وانا رجال طولك .
حاول فهد يرجع له من جديد لولا انه امه حالت بينه وبين خالد قال من بعيد : تخسي انت موب رجال .. انا يوم اروح للبر مافسدت .. ولا دخنت وماشيت الدشير والحرامية .
: حتى انت موب رجال .. لو انك رجال مااخذت المطلقه وتركت البنات .
وقف فهد بمكانه ونظره على خالد وهو ينتحب ويحاول يفرغ شحنة الغضب والألم بالكلام ...
قال ابوهم : توضا يافهد والحقني للمسجد .. التفت لخالد وكمل : احترم اخوك الكبير وان سمعت الكلام هذا بعد اليوم والله لتشوف اللي ماشفته لامن فهد ولاغيره .
قفل خالد باب غرفته بقوة وأوصده بالقفل وارتمى على السرير والألم
ينهش جسده والندم ياكله والخوف من تكرار التجربه يرعبه ..!
قال ابو فهد : هاعطني اخبارك .
شمر فهد عن ساعده وتوضأ من المغسله وهو يكلم ابوه : اتفقنا على العيد الثاني .
: اييييييييييه زين ماسويت الله يوفقك ..
التفتوا لصرخة حنان بفرح وهي تجري لمنال : مكلة فهد العيد الثاني .
طلعت منال ومدت على فهد مناديل مسح وجهه وسلم عليها وباركت له قال : ذكريني اعطيك اغراض مرسلها ابن الحلال اللي ابلشني عليتس .
توهج وجهها بخجل ورجعت للغرفه بسرعه من غير ماترد وهو يبتسم قال ابوه : انت وش قلت لها ..
: ماقلت لها شي .. خلنا نمشي الظاهر انه اقام .


***



جالس في شقته يخزن معلومات في جهازه ومنشغل كالعادة ..
دق جواله وبلا انتباه او تركيز في الرقم فتح الخط وحطه على اذنه ..
قال : الو مرحبا .
: السلام عليكم .
طالع في الشاشه ورجع حطها على اذنه قال : عليكم السلام .. شادن ...؟
: لك حق تنسى صوتي .
: فيكم شي ..؟ من وين تكلمين ..؟
قالت بهمس : تأخرت عليّ ورجعت لاهلي زعلانه .
شد شعره ورجعه على ورى قال : من جابك ..؟
ضحكت على صوته وهو جاد ومتكدر قالت : اشبك صدقت بسرعه ..؟ يعني من عقلك بطلع من بيتي من دون مااستأذن منك ...؟
ماتغير من ملامحه شي قال : طيب من وين تكلمين ..؟
: من بيتنا .
سكت ثواني وخمن ان برج الجوال اللي نصب من اسبوعين اشتغل قال : رجيتيني حسبي الله على عدوك .
ضحكت اكثر قالت : جهز حالك ترى جدتي مرة زعلانه .
سند براسه على الكنبه قال : بس جدتي اللي زعلان ...؟
ردت عليه بجديه يتخللها عتب واضح : ليه انت يهمك غيرها ..؟
: اكيد يهمني غيرها وانتي تدرين .
قالت بخجل : لاماادري .
ابتسم قال بهمس : بسيطه اذا جيتك علمتك .
جمعت كل شعرها على جنب قالت : متى بتجي ..؟
: ماادري والله ودي اكمل شغلي قبل العيد .
سكتت شوي بعدين قالت : عماد .
قال بلهفه وتلقائية : لبيه .
سكتت ثواني ثم قالت : كيفك الحين ..؟
: قصدك صحتي ولا حياتي ولا وش بالضبط ..؟
تفاجات من سؤاله قالت : اول شي .. مداوم على العلاج ولا لا ..؟
: وش تتوقعين ..؟
: ان شاء الله انك مداوم عليه وماتخذلني .
قفل جهازه اللاب توب بدون تركيز قال : ماتركته ولا يوم .
: طيب ماتحسنت صحتك ..
صعب انه يأملها وفيها يمكن ويمكن ..!
يخاف يمشيها على خط الأمل ثم تسوَّد دنياها باليأس وقطع الرجا ..
قال : الحمد لله على كل حال .
ابتسمت بوجع قالت : عادي لساتك في البداية اهم شي لاتيأس .. بعدين الخلطه حقت الثوم والزبادي والكزبرة ليه ماتستخدمها .
رد عليها وهو يمسد شعره : هذيك فيها ثوم وصعب اروح للمسجد وانا ماكل ثوم .. .
باغتته بردها على طول : هذي حلها بسيط بعد ماتاكلها كل لك شوية بقدونس وتروح ريحة الثوم .
ضحك بصوت منخفض قال : وانتي دايماً الحلول عندك جاهزة ..؟
ردت بضحكه : امي زمان كانت تحط لابوي الله يرحمه الثوم مع الزبادي عشان الثوم مفيد للقلب .. وكانت تعطيه بقدونس حتى تروح ريحة الثوم .
: الله يرحم خالي رغم انه عاند ابوه وعصاه الا ان ربي رزقه بعمتي اسنع الحريم تراها كل يومين ترسل علي غدا ولا تعزمني ..
: الله يطول بعمرها ..
قال باستعجال : آمين .. طيب شادن ذكريني اجيب معي بقدونس .. ايه صح .. طالما الجوال اشتغل ارسلي لي رسالة بالاغراض اللي ناقصتكم متى ماجيت جبتها معي ..
: حاضر .. اكتبها لك الحين .
: عندكم احد ..؟
: عمتي فوزية .. ترى هي اللي بشرتنا بالجوال وابلشتنا على الهدية .
ضحك عماد بهدوء قال : تستاهل البشارة ام فيصل .
: طيب انا بنزل تحت الحين .. ابتسمت وكملت : تراني راح ازعجك ..
: هههههههه متى مابغيتي اتصلي .. تامريني على شي .
: سلامتك بس لاتتأخر عشان جدتي ماتزعل منك .
قال بخبث : عشان جدتي ماتزعل مني ها ..؟
: عشان محد يزعل منك طيب .
: ههههههههههههه زين زين ان شاء الله مااتأخر ... يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .





***


جالسة قدام التلفزيون وتتابع برنامج غير حياتك على قناة ابو ظبي ..!
مندمجه مع البرنامج وتسمع بإصغاء لدرجة عدم احساسها باللي حولها ..
اذا الانسان يبغى يغير حياته فهو بيده مو بيد غيره ..
يقرر ويسعى ويجتهد ..
يقنع نفسه ان ربي اعطاه عقل وقدرة على التفكير والعمل وان الدنيا فيها الجميل مثل مافيها القبيح ..
واللي يبغى الجميل يبحث عنه ويسعى له ..
هي ودها تغير حياتها ..!
اذا مو عشانها عشان ابوها وامها اللي تعبوا معاها
وعشان مشاري اللي وقف وقفة الأخ السند وقت الشدة ..!
فزت من مكانها وهي تشوف شاشة التلفزيون تغلق ..
رفعت راسها وشافت ابوها واقف بجنبها والريموت في يده قالت : يبه .. فجعتني ...!
: لي ساعه انادي عليك ماتردين .
: يوووه ماانتبهت كنت مركزة في البرنامج .
نزل ابوها الريموت قال : فهد جا وقرر الملكه العيد الثاني .
حاولت تعترض بس تكلم ابوها : انا لو بيدي ناديته الليلة .. بس عاد هو يبغى اهله يجون معاه .
عورها بطنها وحست بغصة في حلقها ..
ملكة من جديد ...!
ورجل في حياتها
وزواج
وأمنيات ..
وأحلام ممكن تكون وردية وممكن تكون سوداء مثل احلامها مع خالد ..!
قالت ببرود مبطن بخوف ورهبه : يبه على كيفك اللي تبغاه يصير بس انا لي شرط .
: اشرطي وآمري باللي تبغينه ..!
قالت بثبات : ماابغى لانظرة ولاشبكه .
لما شاف ملامحها الصارمه بعد قرارها ماحاول يعترض وقال : ولو اني ابيك تشوفين الرجال اللي اخترته لك .. لكن مانبغى نعارضك طالما هو شرط .
كملت وهي تشد على عكازها : كمان ماراح اكلمه قبل الزواج ..
سكت ابوها لحظات وتنهد قال بثقه : ياسارة لاتخلطين بين فهد وخالد ترى الفرق بينهم فرق المشرق عن المغرب .
: حتى ولو يبه .. انا للحين تعبانه وماابغى اتأثر بأي شي ... طالما انه حيكون زوجي خلاص اعرفه بعد الزواج .
هز ابوها راسه متفهم وضعها قال : لك اللي طلبتي ياسارة بس ماراح نتكلم الين هو يطلب وانا مااعتقد انه يقول ابغى اشوفها او اكلمها لأنه مو من عاداتهم .
حمدت ربها وشكرته لأن ابوها مااعترض خاصة انه متعصب لفهد بشكل مبالغ فيه من وجهة نظرها .



***



دقت على عماد مرة ثانية وقالت له يكلم جدتها اللي طلبت تكلمه ..
اعطت جدتها الجوال والثانية استهلت المكالمة بالعتب واللوم ..
وين انت عن بيتك واهلك .. وراك ابطيت علينا .. اللي يشوفك يقول ماوراه حرمةٍ تحتريه ( تنتظره ) .
عدت شادن للمطبخ وقلبها يتقطع على عمها الشارد بعيد وكلامها قبل شوي لزوجته عن الاطفال ينخر قلبها لأنها جرحته ..!
اشرت لفوزية تلحقها وثواني كانت فوزية تشاركها طاولة المطبخ وتسألها : وش فيه ..؟ عماد قال لك شي ..؟
هز راسها بلا وشكبت يدينها في بعض ..
التفتت على الشغاله الملتهية بتقطيع الخضار واذنها مسلطتها عليهم ..
قالت : لسلي اطلعي للحوش برا دخلي فيصل وشهد عليهم برد .
فتحت فوزية عيونها قالت : فكينا منهم بيزعجونا وشغالتي معاهم .
: خليها بس تروح لهم .. روحي يالسلي .
انصرفت الشغاله من المطبخ قالت : عمتي بقول لك شي وانا بصراحه مرة متردده .
:قولي وقفتي قلبي ..
قامت شادن وفتحت احد الادراج وسحبت منه شريط حبوب قالت : تعرفي هذي ..؟
شهقت فوزية قالت : تاخذين حبوب منع الحمل وحنا نتمنى شوفة عيالكم ...
جلست شادن بقلق قالت بصوت خافت : هذي مو لي .. هذي حبوب ليلى .
كان الخبر مثل الصاعقه على راس فوزية ..
ياليتها كانت لك انتي ولا تكون لليلى اللي هاجس حملها متعبنا كلنا ..
انتي بنعذرك ونقول عرسان ..!
لكن هي وش عذرها واحنا اللي ننتظر عيالهم من اربع سنين ..
وحجتها ان المشكله مو منها وانها من احمد ..
ضمت فوزيها راسها بكفينها قالت شادن : عمتي ماكنت ابغى اقول لاحد بس حرام اسكت .. بس لاتتصرفين بتهور .
وقفت فوزية قالت : مايبي لها تصرف .. رفعت صوتها تنادي احمد ..
قالت شادن : عمتي لاتكلمين عمي استني كلميها هي اول شي .. يمكن تخاف وتتركها ..
: ماينفع .. احمد لازم يعرف هذي اربع سنين لو انها شهور ولا سنه يمكن .. لكن اربع سنين ؟.. هذي اسمها خيانه وخداع ياشادن واحمد حرام يعيش مع خاينه مو كافي بلاوي الجوال .
قالت شادن في نفسها " ولوتدرين عن البلاوي الثانية اش بتقولين " وتكلمت برجاء : عمتي بالهداوة انا خايفه انا ظالمينها .. يمكن مريضه والحمل خطير ...
قاطعتها فوزية : ليلى مافيها الا العبط والفشر الزايد والغرور وشوفة النفس . وعشان مااظلمها بسأل احمد اول شي اذا فيها شي ولا لا ..
دخل احمد وسكتت فوزية قال : وش تبين ..؟ ومن هذي اللي بتسأليني عنها .
قالت فوزية بجرأة وقوة : بسألك عن زوجتك .. الحمل خطير على صحتها ..؟ فيها مرض .. ؟ لها عذر يوم تاخذ موانع ...؟ وليه تقول ان العيب منك و....
عقد احمد حواجبه قال مقاطعها : صاحية انتي ولا تستهبلين .. وشو اللي موانع وخرابيط ..؟
طلعت شادن على صوت جدتها اللي نادتها .. وتركت احمد في هول صدمته وفوزية بعز ثورتها ..!
اخذت جوالها من جدتها ولحقت احمد اللي مر من عندها متجهم ، هادر ، وغاضب
فضل انه يطلع من البيت ..
لو شافها يمكن ذبحها وشفى غليل اربع سنين صبر فيها عليها وعلى غلاستها وغرورها وتكبرها ولامبالاتها وعدم اهتمامها ..
نادته شادن برهبه : عمي استنى الله يخليك ..
تسمر بمكانه يدور على امل انه ماعاش مع ليلى على كذبة ..
تكفين قولي مظلومه ..
قولي فوزية مسوية مقلب
ولا الحبوب لك انتي مو لها ..!
قولي اني ماعشت معها على كذبة كبيرة وخداع غير مساوئها وعيوبها ..
قولي شي يطمني ويريحني
حدق فيها قال : وش تبين ..؟
قربت منه قالت : عمي لاتزعل نفسك .. يمكن الموضوع فيه سوء فهم .. يمكن ..
قاطعها : وين لقيتي الحبوب ..؟
عقدت حواجبها كارهه الاجابة على السؤال وكرره بحده مرة ثانيه : وين لقيتيها ..؟
ردت مكرهه : شفها وهي تاخذ منها وتخبيها في دولاب المطبخ . بس حتى ولو ياعمي لاتتهور الله يخليك .
انهار جسر الأمل اللي بناه في لحظات ..!
وهز راسه باقتناع قال : زين بس لااحد يكلمها غيري .
راح يتوضأ لعل غضبه يهدأ ..
وصلى ركعتين يهرب لله من شيطان غضبه ..
انهى صلاته بعد ما دعى ربه انه يوجهه للصواب ويعينه ..
وراح لغرفتها .. فتح الباب قال بكره وحقد واحتقار : اجمعي اغراضتس بوديتس لاهلتس .
حذفت ليلى المجله من يدها وفزت بفرح وحمدت ربها وشكرته انه اخيراً بينفذ لها رغبتها ويخليها عند اهلها لين ترجع معه لعمان ..
قالت بغرور ظاهر : اخيراً .. طيب ابيك تعطيني فلوس اشتري لي جهاز من عند اهلي ماعاد ابغاك تشتريه .
هز راسه قال : انتي اجمعي اغراضتس ثم يصير خير .




***




مرت ثلاثه ايام ..
بكرة اول ايام عيد الأضحى المبارك ..
خلصت شغلها وطلعت فوق ..
راحت اخذت لها شور وجففت شعرها بالمجفف ولبست بيجامه بلون زرقة السماء برمودا وبدي قصير ..
فتحت الدولاب محتارة وش تلبس بكرة وتمنت لو انها نزلت السوق واشترت شي جديد..
كل ملابسها اللي تصلح لمناسبة كالعيد استهلكتها ولبستها قبل ..
طلعت الطقم اللي لبسته صباحية زواجها ..
تأملته بإعجاب وقررت تكويه وتلبسه في العيد ..
رجعت لها ذكرى صباحيتها ...
رغم ان مافيها مايفرح الا ان لها طعم خاص مع عماد ..
لمسته ليدها وتأمله لنقشة الحنا على كفها
واعجابه فيها اللي ماقدرت عيونه تخفيه ..
شهقت بفجعه وهي تشوفه واقف على الباب بقميص كحلي ومقلم بأبيض بخطوط رفيعة وأكمامه طويله وفي يده كيس كبير ..!
حطت يدها على صدرها قالت : فجعتني الله يسامحك .. متى جيت ..
ماتحرك منه شي وهو يتأملها ولانبس ببنت شفه ..
قالت بابتسامه : آسفة .. الحمد لله على السلامه ...
تذكرت ان قطع بيجامتها قصيرة وماتستر ..
ولفت يدينها على جسمها وتراجعت تدور روب ولا جلال ولا شي يسترها ..
تقدم وهو يقول : الله يسلمك ..
قرب وسلم على خدودها وجبينها .. وأوصد معصمها بقبضة يده ..
قالت بخجل : دقيت عليك اليوم ثلاث مرات جوالك كان مقفول .
سحبها وجلسها بجنبه على السرير وهو يقول : الشحن خلص .. وش اخبارك ..؟
: الحمد لله .
مد عليها الكيس قال : خذي ماادري يناسبك ولا لا ..
اخذت الكيس ونزلته بجنبها وهمست بـ : شكراً .
لمحت عيونه وصدت ورجعت طالعت فيها غصب ..
صد عنها بجهد واجتهاد ..
وتمنت لو يلتفت لها وتشوف عيونه من جديد ..
فيها بريق غريب ..
ووجهه يشع بحيويه مااعتادتها ..
وقف واعطاها ظهره بيطلع ورجع يطالع فيها قال : صحيح تذكرت ياشادن .. بكرة بنروح ونعيد على ابوي من بدري ... مستحي منه ماجيته للحين .
هزت راسها بحاضر وعيونها تدور في ملامحه بأمل ..
التقت عيونه بعيونها لحظات طويلة وغضت طرفها خجل وعدم جرأة ..!
هي البحر الجارف ..
جاذبيتها اجبرته غصب للدنو ..
قرب ورفع راسها ..
تأمل عيونها من قرب
همس بـ : طالعي فيني ..
غمضت عيونها اكثر وصدت عنه ..
: هه وتقولين ليه تنقلني ..!
طلع من عندها ورجعت جلست على السرير دقايق طويله ووجها تحت يدينها يجري فيه الدم بقوة ..
تنفست بعمق لعل روحها تسكن ويهدأ روعها ..
مدت يدها المرتعشه على الكيس بمحاولة منها انها تلتهي فيه ..
خرجت الفستان الحرير الناعم ..
على نفس طولها ولونه وردي باهت مايزينه الا فص كريستالي كبير من تحت الصدر وجاكيت قصير على اكمامه الكت ..
على قد ماعجبتها الهدية وفرحت فيها على قد مافرحت بأن عماد بدا يهتم فيها ويتذكرها ويحس بوجودها ..
سمعت صوته يناديها ولبست روبها وخرجت له بسرعه ..
قال : انتي مرتبه غرفتي ..؟
: ايوه انا .. ليه .؟
قال وهو يطالع في دولابه ويمد عليها مفتاح من ضمن مجموعه مفاتيحه الكثيرة : خذي افتحي لي الدرج الصغير وطلعي كل الاغراض اللي فيه .
اخذت المفتاح منه وهو تمدد على سريره وسند بظهره على السرير ينتظرها ويناظرها ..
فتحت الدرج وطلعت كل الاوراق اللي فيه حطتها على سريره وطلعت الدفتر الاسود بمواجعه وذكرياته ..
قال : شفتي الدفتر والاوراق هذي .. هذي اسراري اللي ماعرفها غير الله ثم انتي .. ابيك تحرقينها وانا حي ماابي مخلوق يشوفها .
قاطعته بخوف وغصة : ليه تقول كذا ..
: ماتبين تحرقينها ..؟ خلاص رجعيها مكانها .
جمعت كلها وحطتها في كيس احد الأدوية اللي كان يستخدمها قالت : بحرقها كلها طبعاً .. لأن مالها داعي .
ابتسم قال بكسل ووجع قال : رجعنا لمالها داعي .
ردت عليه بجديه : عماد اش فيك اليوم انت مو طبيعي ..؟
سند براسه على المخده قال : تعالي اقري عليّ .
قربت منه وهي خايفه من تصرفاته قالت : عماد تحس بشي ... ليه تخوفني عليك ..؟
غمض عيونه وتغطى وهو يقول : اقري عليّ ياشادن .
جلست على طرف السرير وقرأت ( اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق ) .. و ( اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّه ومن عينٍ لامَّه )
( اللهم رب الناس ، اذهب الباس ، اشفهِ أنت الشافى ، لاشفاء إلا شفاؤك ، شفاء لايغادر سقما ) كررتها جميعاً ثلاث مرات وهي تمسح على جنبه الايمن وهو مغمض وساكن ومسترخي ومستريح ..
رددت قل هو الله احد وسورتي الفلق والناس عليه اكثر من ثلاث مرات وقرأت الفاتحه سبع مراته ويدها على جنبه ..
اخذت المصحف وفتح عينه لمن حس بحركتها قال : وش بتسوين ..
قالت : بقرأ سورة البقرة .. انت نام ماعليك ..
اخذ المصحف من يدها ورجعه مكانه قال : انا كل يوم اقرأها مع كل صلاة فجر لي اسبوعين الحين .. سحب يدها قال بهمس : شادن ..
: هلا ..
: ابيك تضميني .
خنقتها العبرة والخوف يدب بقلبها عليه ..!
وضمته بلا شعور ..!
بلا تفكير ..
وبدون تردد ..
همست بخوف : عماد حبيبي تحس بشي ..؟
تنهد وراسه على صدرها واكتفى بالصمت ..!
خايف من الجاي ..!
خايف عليها اكثر من نفسه ..
مايبيها تنصدم ..
وخايف يقتل احلامها وأمنياتها في عز مخضها وولادتها ..!
سمع شهقاتها وهي تنتحب ورفع راسه لها ..
قالت بخوف : اش صار لك قول لي لاتخبي عليّ .
تأوه من عمق قلبه قال : لاتبكين جعلني ماابكيك .. لف يده من وراها وضمها على صدره ..
قال : ماصار شي بس امسحي دموعك .
مسحت دموعها بقفا كفها وهي تشهق قالت : الا صار وبتقول لي .





فصلٌ تاسع عشر



~~ .. هاك قلبي .. ~~



***





لحظات جمعت احاسيس مختلفه ..!
حزن وشعور بالرغبة في البكاء ..
خوف على الحبيب القريب ممزوج بالأمان على صدره وبقربه ..
امل لأن ملامحه تنبيء عن العافيه ..!
وتعاسة لأن تصرفاته تدل على انه كئيب وحزين ..!
متبعثر وبعثرها ..!
يبي قربها والعقل يقول ابعد وارحمها وخاف ربك ..!
بكل بساطه هي حلاله بس الزمن حرمها عليه ..!
كانت تحس بنبضه يعلو وهو يدفنها في صدره ويدفن اوجاعه وهمومه وخوفه بين اضلاعها ..
علّها تساعده وتشيل عنه جزء من الحمل ..!
التضاد دايماً صعب في كل شي ..
وتضاد الهم هو اقسى انواع العذاب ..!
كانت تنتحب بصمت خوفاً انها تضايقه ولا تحسسه باليأس والاحباط ..
رفع جسدها النحيل عنه وامتد المنديل من فوق الكومدينو وراها وسحب منه واحد .. وهو يقول : انا متنكد خلقة وانتي زدتيني نكد .
ارتجفت وشهقت ببكاء موجع وهي تهمس : عماد اش فيك الله يخليك تقول لي ..
حاولت تاخذ المنديل من يده وشد عليه ومسح دموعها برفق وهو يقول بصوت هامس ومبحوح : اعلمك باللي فيني بس وقفي هالدموع لااشوفها .
صدت عنه قالت بهمس مشابه : خلاص وقفت بس قولي اش اللي صاير .. امس لمن كلمتك ماكنت كذا .
رجع خصلتها ورى اذنها وهو يتأمل ملامحها قال بهدوء : تبين تعرفين وش فيني ..؟
ماقدرت تقول ايه ولا لا ..
فقط تنتظر وعيونها عليه ..
رجع بجسمه للخلف وتنهد وسند بظهره على السرير ..
شد شعره على ورى باحباط ونفخ بقوة دلاله على ضيقه وثقل همه ..
قال وعلى وجهه كآبة ماقدر يخفيها : لازم نبعد عن بعض .. بكرة ولا بعده بالكثير لازم اوديك لاهلك .
سكت ثواني وهي تشوف خيط احلامها ينبتر وهالة من الحباط تسوتطن عمق مشاعرها وقلبها ..
كمل ببرود وبمحاولة انه يبرر لها بمصداقيه وصراحه : كنت احسب نفسي قوي واقدر اقاومك بس يوم عن يوم اضعف ..
صد عنها ورجع طالعها بتدقيق ويقول بتأكيد : يابنت الناس انا خايف عليك مني ...! لازم نبعد عن بعض ... ارحميني واحمي نفسك .
طالعت فيه مشتته ..
فاهمته ومتفهمته ..
وضعه صعب ..
بس وشلون تقدر على البعد ...
بعده صعب ..
واصعب من الصعب ..
البعد يعني فراق ..
والفراق نهاية ..
وهي ماتقدر تعيش بدونه ..
ماتقدر تعيش ماتنتظره وتكلمه وتشوفه ..
طالع فيها جامده ونظراتها تايهه وضم على يدها اللي تحولت لقالب ثلج بقوة وملامحه ترتجي وتطلب انها تفهمه وتقدر ..!
نظرة عيونه المكسورة ..
طلبه لها وهو في اقصى حالات ضعفه ..
ضعيف لأنها عنده ..
ضعيف بوجودها وقوي بدونها وبعيد عنها ..
جف دمعها وبهتت ملامحها واستكانت كل مشاعرها في حالة برود او ضياع اوتشتت او يمكن استسلام ..
المهم انها ماعادت تحس بأي شي حولها ..
سحبت يدها من يده ووقفت ..
قال بصوت حاني : شادن .
التفتت عليه قالت ببرودة سرت في اطرافها وبرود تمكن من مشاعرها : يعني خلاص بتطلقني .....
فز من سريره وهو يهز اكتافها بيدينه ويشد عليها ..
قال بانفعال مشاعر : لا ... طلاق لا ... طلاق لا ياشادن ... الا اذا انتي تبينه .
ماتحرك منها ساكن واكتفت بـ : انا ماابغى شي .. يكفي يكون اسمي شادن زوجة عماد .
رغم همه الا ان حالها اضاف فوق همه هم ..
كملت بنفس البرود : مهما حصل انا مافي حياتي غيرك .. وبموت مافي حياتي غيرك فاااهم ..!
توثق الحبل بالعهد ..!
يعني حتى لو فارقتني ماراح افكر بغيرك
حتى لوتبيني اشوف حياتي ماراح اشوفها مع غيرك ..
رفع وجهها البارد وطالع في عيونها الضايعه نظراتها قال : تقدرين تصبرين .
صدت عن نظراته المليانة اسئلة ولهفة قالت بنفس البرود وبهدوء : اصبر ..؟ الصبر يكون على المآسي والعذاب .. وانا من يوم ربطت اسمي باسمك ماعشت لامأساة ولاعذاب ..
رجعت وجهت نظرها على عيونه وكملت : واللي يحب مايصبر على اللي يحبه .. ينتظر ويعيش معه على الحلوة والمرة .. تصبح على خير .. نام ماباقي شي على الفجر ووراك قومة من بدري .
اهمل يدينه وانسحبت من بينها ..
لملمت اوراقه الملونه والبيضا والمختومه بأسماء مستشفيات بعضها بالعربي وبعضها بلغات مختلفه ..
واخذت الدفتر السر ..
او دفتر الأسرار ..
او بالأحرى دفتر همومه ..
وطلعت بخطوة ثقيله لغرفتها ..
هم زوجها مثقلها وهم بعده مضيعها ومشتتها ..!
وهو جلس بعدها بكل همه .
هم المرض وهم سحرها وقيدها له وهم فرقاها ..
غمض عيونه وشد شعره بقوة ..
وهو يتذكر آخر كلامها ..
اعلنت له حبها ..
أقرته فعلاً وقولاً ووعداً وعهداً ..
رمى نفسه على مخدته ودفن وجهه بمخده صغيره ..
الحيرة والرجا والأمل والخوف ..
كلها مجتمعه ومتزاجمه قدام باب مستقبله ..



***




كلاً بهمه منشغل ..!
مانام طول ليله ..
ليلته هذي مثل باقي لياليه الماضيه ..
ليلى فجرت بداخله كره لجنس حواء وشوهتهم في نظره ..
اصعب شيء على الرجل خيانة المرأة له ..
وأصعب شيء على المرأة تجاهل الرجل لها ..
كل ماضاقت به الوسيعه لجأ لها ودور صوتها وصورتها وريحتها لعل همه يخف وتهدى نار القهر بداخله ..
توجه لامه الملاذ الآمن وشافها تلثم سجادتها بعشقٍ ازلي ..!
والثانية وافيه ومخلصه تسمع لنجواها وشكواها وتكتم وتبثها الامان من عند الرحمن ..!
بعد ماسلمت اكثرت من التسبيح والتهليل وختمت باستغفرك اللهم واتوب اليك انت ربى لا اله انت خلقتنى وانا عبدك وانا على وعدك وعهدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت ..
التفتت ام ناصر على احمد المهموم ...
احمد ضناها اللي يبين الهم على وجهه مثل مايبهج الفرح ملامحه ويوضح عليها ..
هو عكس عماد اللي محد يدري وش وراه يضحك وهو مهموم ويسكت وهو فرحان ..
ربعت رجولها بصعوبه قالت بلهفة وحرقة قلب : ياوليدي وسع صدرك وان الله اشاء واراد جوزتك اللي تنسيك ليلى وسنين ليلى .
شد شعره بيدينه وامه تغرس سكاكين الكلام بجروح الخيانه وذكرى ليلى ..
قال : ماعاد ابي لاحريم ولا طاري حريم .
تنهدت بهم وضيقة وقالت : تعوذ من ابليس وانا امك ثم الحريم اشكال وانواع .. منهن الطيّبة ومنهن الردية .. مهب ليا صارت مرتك ردية معناتها كل بنات الناس رديات ..
مس يدينه ووقف بيهرب من السيرة قال : تكفين الله يخليتس لي لاعاد تجيبين لي طاري هالسوالف ... اقول يمه تدرين ان عماد جا البارح .
هزت راسها وعرفت انه غير السالفه وجارته في رغبته : ايه دريت مرني وسلم عليّ وانا ماقصرت عليه باللوم ..
هز راسه بعدم رضا قال : لاحول ولاقوة الا بالله .. يايمه الله يخليتس لي دام ان حرمته ****ةٍ(ن) عليه خليه على كيفه .. هو رجال عنده شغل يبي له مقابل مهب فاضي .
ردت بحدة : وش هالشغل اللي يمسكه بالاسابيع وقبل مايعرس كل يومين وهو عندي .
حك احمد راسه بملل قال : رجال وادرى باموره يايمه ..
سكت عن الكلام وهو يقارن بين شادن وبين ليلى ..
لو في شادن شي من ليلى يحق لعماد يغيب بالايام
بس الفرق شاسع وواسع ..
جمع قبضة يده وضرب على اطار الباب بحنق يعبر عن مافي داخله ..
ساد الجو صمت هدوء مايقطعه الا همس امه بتسبيحها على انامل اصابعها و
هو سارح في ماضيه الاسود مع ليلى
كان ليلها سهر ونهارها نوم ..
عمرها مااستقبلته الا بوجه متجهم وكان يغزي حالها للغربه وبعدها عن اهلها ويقدر ..
واكله من المطاعم اكثر من اكله في بيته بمئات المرات ..
ضحكها مايعرفه الا وجوالها على اذنها ولا قدام شاشة الكمبيوتر اللي رافقها اكثر مما رافقها هو ..
مكرها وخداعها وهي تروح للمستشفى بحجة الفحوصات والكشف واذا رجعت له قالت الدكتورة تقول ماعندي مشاكل ..
معقوله ماكانت تروح للدكتورة ..؟؟
اجل وين كانت تروح ..!
عض على شفته السفلى وبجوفه سعير ونار توقدها الخيانه واحساسه بالاستغفال ..
التفت لعماد اللي نزل من فوق لابس طاقيته وشماغه على كتفه ومفاتيحه في يده قال : وين ..؟
طالع عماد في ساعته قال : ماباقي شي على الاذان بروح للمسجد اقرأ لين يأذن تخاويني ..؟
وكأنه عرف وش يحتاج ..!
محتاج السكينه والذهاب للقاء الله ..
هو اللي يبثه القوة ويعينه على النسيان ..
شمر عن سواعده قال : انتظرني اتوضأ بس .
مر عماد من عنده ودخل عند جدته وهو يقول : اعجل عليّ انتظرك عند جدتي .



***




اصبحوا معيدين ...!
اعياد كل الناس فرحة وبهجه ..
وعيدها شوهه عماد بقراره وهمه ..
واقفه في المطبخ تحضر الفطور بمساعدة فوزية اللي جات تعايدهم من بدري ..
قالت فوزية بمرح : كل هذا يطلع منك ياابو مشعل ..
طالعتها شادن بوجوم قالت : اش اللي طلع منه ...؟
عقدت فوزية حاجبينها دلالة على كآبة شادن وعبوسها قالت : الفستان الروعه هذا .. بصراحة ذوق ... بس عقدة الحواجب هذي ليه ..؟
اغتصبت شفايفها ابتسامه ميته وفردت حواجبها وآثرت السكوت ..
جهزت الفطور وكان عبارة عن تقاطيع وحواضر ودبيازة من صنع شادن ( ادبيازة هي الوجبة الرئيسية لفطور العيد عند اهل الحجاز مكونه من قمر الدين والمكسرات وتين وتمر ناشفين وتؤكل بالعيش )..
قالت لعمتها وهي تنفض يدها : عمتي خلاص كل شي جاهز خلي لسلي تساعدك وانتي دخليه المجلس عشان عيال عمي فيه ..
طالعتها فوزية باستغراب قالت : وين بتروحين ..؟
سحبت مناديل من العلبه قالت وهي تعطيها ظهرها خارجه من الباب : عندي شغله فوق بكملها واجي .. قطعت كلامهاوهي تشوفه داخل للبيت ويمشي بسرعه ماانتبه لها .. رابط اسفل ثوبه على وسطه .. وشماغه لافه على عقاله بإحكام ..
مسحت يدها بالمنديل بتوتر .. تروح له ولا تبعد بزينتها وتخليه في حاله ولاتزيد همه ..
صدت بألم في لحظة لمحته لها وتقدم لها بسرعه وهو يقول : شادن .. افاااا مالك نية تعايديني .
وقفت بمكانها ووصلها وهو يفك رباط ثوبه ويعيده لوضعه ..
قال : تراني دخلت بعد ماجيت من المسجد ودورتك قالت الشغاله انك عند الحريم ورجعت مع خوالي نذبح الاضاحي ونوزعها ..
سلم على جبينها وهي في حالة برودها وسكوتها ..
قال : كل عام وانتي بخير .
ردت ببرود : وانت بخير .
رغم انها ماتكلفت في زينتها الا انها بالفستان الوردي ومكياجها الخفيف على سواد شعرها الناعم تغريه وتفتنه ..
انقاد لها بكل مشاعره واحساسه ..
مااتخذ قراره الا بعد ماوصل هالمرحله وشاف نفسه ماعنده أي قدرة على المقاومه ..
انكسر قلبه وهو يشوف نظراتها الشاردة ولونها الباهت وملامحها الواجمه ..
هو يدري باللي فيها ..
وش اللي مكدرها ومحزنها ..
بس ماعنده شي يضيفه ولا له قدرة على الخوض في مواضيع مؤلمة في وقت ومكان مثل هذا ..
قال مبتعد عن السبب الحقيقي لحالها ودور على سبب واهي : شادن انتي تعبانه ماتقدرين تروحين معي لابوي ..؟
طالعت في الأرض بكدر قالت : لامو تعبانه خلاص افطر بعدين نمشي .
: اذا ماتقدرين تروحين عادي اجلسي .
ردت عليه بتوتر وحواجبها معقوده : لاعماد بروح معاك .. اصلاً لازم اشوف اهلك قبل ...
سكتت وغمضت عيونها بألم وفتحتها بسرعه ..
كملت بسرعه : خلاص على بال ماتفطر اكون جاهزة ..
هز راسه والتفت على فوزية اللي تتبع الشغاله وتقول : ياعيني على الرومنسية .. اقول عماد لاتفوتك الدبيازة تراها من صنع شادن .
ابتسم وفك شماغه عدله وتبعها وهو يقول : ارجعي ارجعي لشادن خليها تفطر زين تراها تعبانه ... وخلي الفطور انا ادخله .
التفتت فوزية على شادن ورفعت حواجبها ولوت فمها قالت : من قدك ياست شادن وهو مهتم فيك هالكثر .. يالله قدامي افطرك تنفيذاً لأوامر البيه .
ابتسمت شادن وهي تدخل المطبخ مع عمتها اللي مسكت يدها وسحبتها بدون انتظار لردة فعلها .




***


عند اهلها وجوالها في يدها ..
اتصلت عليه مرتين وثلاث واربع والنتيجه الجوال مغلق ..
دخلت عليها العنود بفستانها الحلم ...!!!
شعرها مفتوح ورجولها تحتضن جزمة نورة اختها البيضا ومطرزة بأحمر وأخضر .. وشفايفها يلونها روج احمر صارخ سايح من اطراف شفايفها ..
قالت نورة اللي تراقب اختها القلقانه : العنود الله ياخذ عدوتس .. هذا وشو اللي انتي مسويته في عمرتس ..؟
طالعت نوف في العنود وهزت راسها وهي تحمد ربها وتشكره قالت : جزمة نورة وش تبين فيها ..؟
رصت العنود شفايفها على بعض وحركتها قالت : عشانها طقم فستاني .
زفرت نورة بقهر : ياويلي من هالبنت تبي تجيب لي السكته القلبيه .. تخيلي لو يجنيا احد من بعيد .. ولاتطلع لعيال الديرة والله لتصير مضحكتهم طول العمر ..
طيرت العنود عيونها المدعوجه بكل حجر ناشف من كحل امها قالت بحماس : احد بيجينا من بعيد ..؟
قالت نورة وهي تلم شعرها وتمسكه بشباصه كبيرة وتعدل بلوزتها الطويلة على تنورتها الجينز : وانتي ماهمتس غير الناس محد جاي انا اقول تخيلي ماقلت بيجون اكيد ..
دقت نوف على رقم حمود من جديد بتوتر ورجعت قفلت الزر الاحمر بضيق وهي تقول : مقفل للحين .. نورة انا وش اسوي ...؟
قالت نورة : هدي اعصابتس يانوف الغايب عذره معه .. كلها ساعه ساعتين ويوصل بالسلامه .. يمكن ماسلّم ولا ماعنده شبكه ولا جواله مافيه شحن .
: الله يستر ..
قالت العنود : تلقين صار عليه حادث مثل محمد اخو مريم زميلة....
قاطعتها نوف : فالتس ماقبلناه .. اعوذ بالله منتس ومن شرتس ... قومي انقلعي عن وجهي انتي وروجتس اللي يجيب المرض .
حطت يدها على قلبها بخوف ..
لو يصير لحمود شي ..!
وفي لحظة شيطانية تخيلت وشلون تعيش ان صار لحمود شي ..
حمود اللي بنت عليه آمال واحلام وتحققت على يده أمنياتها ..
ان مات ولا صار له شي من يعوضها عن اللي شافته ومن يكمل لها بقية احلامها ..
نفضت راسها وتعوذت من ابليس وهذا تفكيرها ..
واستدركت بايمانها والطيبة المتأصلة في قلبها تجاه ولد عمها وزوجها اللي بدت تحس بأهمية وجوده في حياتها ..
الزوج الحنون ..
الصابر طويل البال ووسيع الصدر ..
حمود الانسان الكريم طيب المعشر ..
حمود اللي يحبها ويحن عليها ويراسلها ويكلمها بأجمل انواع الغزل والحب ..
رفعت نظرها للسما ولهجت بـ : يارب رده لي سالم .
طالعت في خواتها والعنود تصرخ على نورة : اقول لتس هاتيها انا ماعندي جزمه مثل فستاني ..
ونورة تصرخ : ياعالم هذي وشلون تفهم .. انقلعي البسي الصندل اللي جابته لتس نوف مع فستانتس .
ردت العنود باصرار : مابي العله هذاك اللي يربط رجولي هذا وسيع واقدر انزله على طول .
وقفت نورة وهي تقول : والله ان مااستنعتي وسمعتي الكلام لااخلي ابوي يوديتس مسفر ولا وضحى اللي تكوي ثم اخليها تربع لتس راستس يالمتخلفه .
( تقصد ان تقوم المعالجة بكيِّها على راسها في اربع جهات بحديدة او سيخ رقيق ويستخدمونه بعض المعالجين الشعبيين كحل لبعض الأمراض خاصة النفسيه والعقليه )
تراجعت العنود وفتر عنادها قالت بزفره وضيق : خلااااص ماعاد ابي لتس شي . بروح احرس سحيمان لايذبحه ابوي اشوفه له يومين يقزه والظاهر انه ناوي يضحي به .
ردت نورة بارتياح : ايه روحي احرسيه تراني سمعته يقول لياغفلت عنا العنود بنذبحه .
ضربت العنود على صدرها بهلع وعيونها مفتوحه بفجعه وهي تقول : ياويل قلبي على خروفي ..
طلعت مع الباب تجري متناسية الجزمة والصندل والحذاء عموماً ..
ونورة تنادي : تعالي يالخبله البسي صندلتس ..
ماردت عليها العنود ومضت في طريقها ووجهتها حوش الغنم القريب من بيتهم .
اخذت نوف عبايتها وهي تقول : انا بروح لبيت عمي بشوف جاتهم اخبار عن حمود ولا لا .
وقفت نورة معاها قالت : ماشاء الله يانوف اشوف الخوف على حمود ..
قالت نوف بلهفه : حمود ولد عمي ورجلي اذا ماخفت عليه وش ابي بعمري .
اخذت شنطة يدها وطلعت بسرعه وسط دهشة نورة وفرحتها ودعواتها لها بالاستقرار والهداية ..!





***




رغم ان اليوم المنتظر اقترب ..
الا ان عيده مكتظ بحزن الذكريات الموجعه ..
دخل لبيت ابوه وهو متلثم بشماغه بعد زيارته للمقبرة وسوالفه على سعود ودعواته له وزيارة اهله ..
اول ماشاف خالد اللي لمحه ولاذ خلف البيت خوفاً منه ..
نادى فهد بصوته العالي وبزفرة غضب ممزوجه بقهر الفقد اللي نكأته زيارة قبر رفيق الروح : خااااااااالد ... خااااااااااااااالد ..
وبلا مجيب ولا استجابه من خالد ..
لحقه بخطوات سريعه ولف ورى البيت ومالقى له ا ثر ..
رجع ودخل البيت اول ماشاف منال قال : منال ماشفتي خالد ..؟
ردت منال : لا ماشفته كان مع ابوي وبندر ..
رجع لقسم الرجال ثم لبقية الغرف والنتيجه ماله وجود .
عض على شفته وهو يهدد ويتوعد بغضب هادر بداخله والصمت يغلفه ..
جات حنان تمشي وجوال منال ( هدية نايف عليها ) في يدها قالت : خذي ازعجني ساعه وهو يدق ووصلك اكثر من ثلاث رسايل .
اخذت منال الجوال بحرج وهي ترسل لحنان نظرات لوم ليه تجيبه وفهد واقف ..
بحركة سريعه خطف فهد الجوال من يدها وهو يقول : من اللي يدق عليتس ..؟
حست انها تدوخ وراح يغمى عليها من الخجل والخوف قال وهو يبتسم ويمد جوالها عليها : استغفر الله كل هذا مطنشته .. روحي ردي عليه وعايديه .
صدت منال عنه ونزلت نظرها للأرض وهي غايصة في خجلها قالت : ماني مكلمة احد .
ضحكت حنان على شكل اختها قالت : عزالله بيموت ماردت عليه بس دق عليه وقول له لايتعب نفسه .
طالع فيها فهد ورفع حاجبه قال : هي عاقلة ورزين ليش انتي ماتعلمين منها .
تنحنحت حنان وهي ترد ضحكتها بصعوبة قالت : بصير عاقله بس خلنا بكرة نروح معك ..
رد عليها بسرعه :وش تدورين معي ..؟
: بشوف سارونه اشتقت لها ..
رد عليها بجديه : لا مافيه روحة واركدي وخلي عنتس المراويح .
شاف امه تطل من باب المطبخ وترجع بسرعه وراح لها ..
سلم وردت عليه السلام وهو يجوب المكان بعيونه قال : ماشفتي خالد ..؟
ردت امه بحدة يتخللها رجاء : انت علامك على اخوك ماتشوفه الا وتهاوشه ..!
زم شفايفه قال : يعني هو جاتس واشتكى مني ..! معناتها مسوي شي وخايف ...
قاطعته امه : لاماسوى شي واتركه مالك شغل فيه .
هز راسه وتمتم بـ : يصير خير .
وطلع من المكان وهو محتار أي الطرق تنفع مع اخوه وتفيد ..!





***




في بيت ابو عماد
دخل عماد قبلها لقسم الرجال وللمجلس تحديداً ..
توجهت شادن بأمر من عماد لقسم الحريم وهي تتأمل المكان ..
بيت مسلح ( نظام فيللا صغيره لكنه مبني بطريقة البيوت الشعبية )
الوانه جديده وأثاثه باين انه جديد ..
دخلت للمجلس واستقبلتها بنت سمرا وملامحها دقيقه وناعمه وجسمها متناسق ..
عمرها في حدود 18 وهي ترحب وتهلي ..
سملت شادن عليها قالت : اكيد انتي مها ..؟
ردت البنت بابتسامه : ايه انا مها اخيراً شفت حرمة اخوي .. تفضلي تفضلي الله يحييتس .
دخلت شادن للمجلس وجلست بعبايتها ولفت طرحتها عليها زين بانتظار ابو عماد اذا جا يسلم .. رغم انه يُعتبر عمها الا انها تحس برهبة من مقابلته والسلام عليه ..!
صبت لها مها فنجال قهوة قالت : امي لو درت انكم بتجون ماراحت ..
سألت شادن وهي تمتد الفنجال : وين راحت ..؟
: راحت تعايد خوالي .
: وانتي ليه مارحتي معاها ..؟
: وشلون اروح وابوي في البيت والضيوف والناس داخلين طالعين ..
سكتت شادن واستطردت مها : عاد لو تدري امي ان عماد جا وهي موب هنا بتنقهر ..
سألت شادن ببرود : ليه ..؟
: عماد الله يخليه لنا فارض غلاه على الجميع ... وامي تغليه وتعزه .
بلعت ريقها بغصه وحست بألم في عمق قلبها واكتفت بابتسامه باهته ..
مرت دقايق قصيرة صامته وقطعتها شادن وهي تجول بنظراتها في زوايا المجلس وتحاول تخلق سالفة تنشغل بها قالت : ماشاء الله بيتكم جديد .
ضحكت مها وامتدت فنجال شادن صبت لها ثاني قالت : لاوالله يمكن له سنه ونص بس قبل رمضان جدده عماد الله يخليه لنا .. ماعلمتس ...؟
ابتسمت شادن قالت بغصة : تعرفين عماد مايحب يقول سويت واعطيت .
: صادقه والله .. ترى هو اللي بنى بيتنا وعطى ابوي الفلوس يبيه يبني عماره بس ابوي الله يعافيه تصرف في الفلوس ومابقى الا اللي يسوي مسلح ...
التهت بطرحتها وهي تفتحها وتلفها من جديد ..
..
كل مكان تروح له تشوف له اثر طيب ..
وكل من يعرفه يثني عليه ويمدحه ..
اولهم هي وامها واخوها ..
من يلومها لو تجلس معه طول عمرها وتضحي بكل شي لاجله ولاجل قربه ..
رفعت راسها للأعلى ..
تحس انها مخنوقه ..
تبي هوا ..
اوكسجين نقي يفتح لها شعبها الهوائية اللي ضاقت بذكرى فراقه ..
ودها تختلي بنفسها ..
ودها تبكي فراقه وبعده ..
ودها تبكيه من قلب ..
تبكي ضعفه وقهره وقسوته على نفسه قبل مايقسو عليها بابعادها عنه .
سمعت صوته يقترب وهو ينادي : يامها .. ياام فيصل ..
وقفت مها وطلعت ورجعت معاه وهو يسألها بجديه : وشلون فيصل في دراسته ..؟
قالت مها باهتمام : ماعليه انا معه اول بأول وتراني اهدده اني اعلمك عليه ان اهمل وماجاب الدرجات كامله .
: ها قرأتي الكتب اللي جبتها لتس ..؟
: ايه قرأتها كلها وابيك تجيب لي كتاب لاتحزن لعايض القرني .
: ان شاء الله المرة الجاية اجيبه ....
سكت عن الكلام وعيونه عليها
وجهها شاحب والدمع مختنق بعيونها ..
جلس بجنبها قال لمها الواقفه : مها جيبي كاسة مويه .
راحت مها تنفذ امره ومسك يد شادن بسرعه قال : متضايقه من الجلسه هنا ..؟ تبينا نمشي ..؟
بلعت ريقها ورفعت نظرها وهي تتحاشاه قالت : لا عادي .. لسه ماسلمت على ابوك .
زم شفايفه قال : بيجي الحين ...
اهمل يدها وهو يسمع خطوات مها اللي دخلت وفي يدها صينيه فيها كاسة مويه ..
مدها على شادن وقال لها بصوت منخفض : اشربي مويه ..
شربت جرعه صغيره من الكاسة ونزلتها وهي تسمع صوت ابو عماد ينادي ويتنحنح كعادة كل من يقرب من مجلس الحريم اذا فيه مناسبه ولاعندهم ضيوف ..
دخل ابو عماد .. طوله يشبه طول عماد لكنه اعرض بكثير ..
ملامحه مختلفه كلية عن ملامح وشكل عماد وله لحية سكسوكه مكتسحها الشيب بقوة ..
رحب في شادن وهو يردد : ياهلا .. يالله ان تحييها .. مابغينا نشوفتس .. والرجال هذا لايعرف وصل ولا ذكر .
ردت بحرج وبكلمات مختصرة ومعدوده وهي تناظر الارض ..
فتح عماد شماغه ونسفه من جديد قال : الله يخليك لي بس .. الحين انا مااعرف لاوصل ولا ذكر .. ترى مايردني عنك الا الظروف .
رد ابوه بسخريه : ايه ايه مايردك عني الا الظروف .. وراها ماتردك عن جدتك وخوالك ولا هم اقرب لي مني واولى بوصلك .
سكت عماد وماحب يجادل ولا يراد ابوه ويطيل الحكي ..
قالت مها بمحاولة منها تضييع السالفة : عماد لاتروحون تغدوا عندنا اليوم .
رد عماد : مستعجلين يامها الايام جاية وبنجي ان شاء الله .. سلمي لي على امتس واخوانتس .
قال ابو عماد اللي كان منشغل باسئلته لشادن عن احوالها واخبارها .. : انت وين تبي ..؟ ماتجيني الا في السنه حسنه وان جيت حتى الفنجال ماتشربه ..!
يدري ان ابوه مايلح على زيارته وجلسته الا اذا يبي منه شي ..
قال مجامل : لو اليوم مو عيد يمدينا جلسنا .. بس من امس مانمنا ومن الصبح على عظمين وورانا مشوار لجده .
حست بالأرض تزلزل تحتها ..
وسرت رجفة بداخلها وهي ترفع له نظرها وترجع تنزله للأرض بأسى ..
مشوار جده هو اللي كسرها وخنقها وذبحها ..!
سمعت ابوه يقول بحده : ها تبي تسوي لي اللي قلت لك عليه ولا اروح اتسلف واخدم عمري بعمري ..؟
هز عماد راسه وهو يقول : كلي لك ياابوي .. انت تامر امر .. عطني بس اسبوع بالكثير ومايصير الا اللي يرضيك بس لاتنسى اللي قلت لك عليه تراني ابي الرد اليوم ..
هز ابوه راسه وهو يقول : خلني اشاور مها وامها ثم ارد عليك .
التفت عماد لمها وهي تناظر بالارض وكأنها فهمت الغازهم ..
قال عماد : مها مهب معارضة(ن) اختياري لها ...
ماحب يحرجها اكثر وكمل كلامه موجهه لشادن : يالله ياشادن مشينا .
اخذت شادن نقابها ولبسته وثبتت عبايتها على راسها بعد ماغطت عيونها ..
تكلم ابو عماد وهو يمشي معهم يوصلهم للباب : دريت يوم بنت عمك انخطبت ..؟
رد عماد بعدم اهتمام : أي بنت عم ..؟
: عذبة اللي انت حيرتها ثم خليتها .. رزقها ربي برجالٍ سنع .
تنفس عماد بارتياح قال : الله يبشرك بالخير .. منهو اللي خطبها ..؟
: اخذها عبدالرحمن بن صالح ال..
حس عماد باطمئنان وراحه بعد احساسه بالذنب تجاهها رغم انه مااذنب الا في نظر الناس والمجتمع ..!
قال وهو يطلع من البيت : الله يوفقها ويرزقها .. يالله مع السلامه .
: مع السلامه ولاتبطي عليّ تراني مستعجل ان ماعاونتني ولا شفت غيرك .
هز عماد راسه وركب سيارته محتسب ومفوض امره لربه وكل خير يقدمه لابوه يرجو فيه رضى ربه من رضاه ..!



***





مسكت جوالها بين يدينها بتوتر ..
ترد عليه وتكلمه مثل مايبي ..
ولا ترد برسالة ..؟؟
ولا تطنشه وتخليه يمل ..!
قالت حنان اللي تشاركها الغرفه ومتغطيه بلحافها تنتظر النوم يغزو جفونها : منال ياقلبي اذا موب رادة عليه وشو له تفتحين الجوال وتستقبلين رسايله وتخلينه يدق عليتس ..؟
التفتت عليها منال بضيقه وقلق قالت : انا مافتحت الجوال الا بعد ماالحت عليّ عمتي فوزية وانتي تدرين .
تعدلت حنان على ظهرها وسحبت اللحاف لوجهها قالت : ياختي احمدي ربتس ان فيه احد معطيتس وجه واهتمام .. لو ان اللي خاطبتس من الديرة يمديه مادرى عنتس الا ليلة العرس .
عقدت منال حواجبها قالت : طيب وش الحل ..؟ هذا قاعد يهدد الحين ..
رفعت حنان اللحاف بسرعه وجلست قالت : احلفي .. يهدد وش يقول .. تكفين منال عطيني اقرا رسايله .
ردت منال بنفس الضيق : يقول اذا مارديتي جيت للديرة وشفتك غصب عنك .
حطت حنان يدها على قلبها قالت : يارب ارزقنا .. ردي ردي عليه وعيشي حياتس دام انتي ماتخالفين ربتس .. وفهد بنفسه قال ردي عليه وعايديه .
عضت منال على شفتها السفلى بضيق قالت : برد عليه برساله وافك راسي .
فتحت الرسايل وكتبت ( من الفايزين .. وانت بخير ) وارسلتها على رقم نايف .
مرت ثواني ووصلتها منه رساله ( اذا مافتحتي الخط وكلمتيني شغلت سيارتي وجيتكم عاد ان صار لي شي وانا سهران ومواصل انتي السبب وان جيتكم بالسلامه لاتلوميني على اللي راح اسويه )
شهقت ورمت الجوال وحطت يدينها على وجهها .
قالت حنان بملل : هذا والله الشغله .. ان ماخليت شادن تفكنا منتس انتي وياه وتخليكم تعرسون مع فهد .. الا صحيح منال عرس فهد متى ..؟
ردت منال وهي تشوف الجوال يدق : خلي فهد يملك اول ثم اسألي متى عرسه ... يوووه ياربي ساعدني ..
فتحت الخط وهي تثني ركبها وتنزل راسها عليه بحرج وحطت الجوال على اذنها ويدها الثانيه على راسها ..
وصلها صوت نايف : الوو .. اخيراً فتحتي الخط .. الووو منال .
ردت بهمس : هلا .
: يابعد عمري ياهالصوت .. اش اخبارك ..؟
: الحمد لله .
: طيب مافيه كيفك انت ، اش اخبارك ، وحشتني ، اشتقت لك ..؟
سكتت منال وسط هاله من الاحراج حست ان الصوت يضيع وحرارتها ترتفع ودمها يفور ..
تنهد نايف قال بصبر وطولة بال : الوو منال .. ترى انتي زوجتي .. حلالي مافيها شي لوكلمتيني .. وانا بنفسي كلمت فهد قلت ابغى اكلمها قال على كيفكم يعني لاتخافين من احد ..
همست : عارفة بسس ..
دفنت وجهها اكثر بين ركبها وتمنت لو مافتحت الخط ..
رفعت راسها فجأة وطالعت في حنان اللي غلبها النوم وغفت عينها وهي تسمعه يقول : ترى والله لو ماتتكلمين وتسمعيني صوتك لااخلي زواجنا اول يوم في الاجازة .
قالت بحرج غيّر صوتها واستبدله بصوت مخنوق : ها ..؟ لا خلاص بتكلم ... بس وش اقول ..؟
ضحك نايف بصوت واضح رغم ان اثر ا لسهر واضح عليه
: ههههههههههههههههههه قولي أي شي .. قولي كيفك ..؟ قولي احبك .. اشتقت لك .. قولي أي شي ان شاء الله نايف حاف بدون شي بس اهم شي ابي اسمع صوتك .
ابتسمت وعضت على شفتها محرجه .. واسكتها الخجل وهو يقول بحنان وصوت رخيم : منال تراني مواصل من امس وابي انام على صوتك .
ضمت بيدها على لفة شعرها الكبيرة بتوتر وخجل ممزوج بسعاده ..
يدغدغ مشاعرها ويتملك من قلبها وإحساسها ..
قالت هامسة : خلاص سمعت صوتي روح نام .
: آآآه يازين هالصوت وراعيته .. طيب منال الحين انا بنام بس ابي اصحى على صوتك اذا الحين ماتبغين تتكلمين .
بسرعه تحركت من مكانها ووقفت قالت : لا خلاص ولو سمحت لاتحرجني وتدق عليّ .. انا رديت عليك عشان ماتزعل بس .
تأفف نايف بملل قال بزعل : اوكي .. ماراح نزعجك ياست منال .. يالله مع السلامه .
زعل ..!
ماابيه يزعل ..
بس ماابيه يتمادى يكلمني واكلمه
اذا هو شايف مكالمتي عادية انا اشوفها شي جديد وغريب على عاداتنا وتقاليدنا ..
عقدت حواجبها وزعله آخر شي تتمناه ..
ماانتظر منها رد وقفل بسرعه وطالعت منال في الشاشه اللي طفى نورها بعد ثواني ..
نزلت جوالها بقهر والهم يعتليها ويسكن قلبها ..!
غمضت عيونها وتمددت واندست في لحافها ونايف متملك من تفكيرها وشعورها .. يغزوها بصوته ووجوده في حياتها وكل خوفها انه يزعل ولا ياخذ على خاطره منها ..




***


عمره ماكان ضعيف بهالشكل ..
وشلون يكف دموعها الصامته ويواسي حزنها وظلمها وهو السبب ..
قادته مشاعره قبل رجله لباب غرفتها ..
فتحه بهدوء ودخل عليها ..
نايمه وحواجبها معقودة دلالة ضيقها وعدم ارتياحها ..
اقترب من سريرها دون ارادة او تفكير ..!
تأمل وجهها وهي نايمه على جنبها واللحاف مغطي نصها باهمال ....
بجامتها المكونه من قطعتين .. بدي وهو الظاهر له ومبين صدرها واكتافها واسفل بطنها ..
والقطعه الثانية تحت اللحاف يجهل شكلها ..
روبها بجنبها على الكومودينو حاطته احتياط وحرص منها اذا جاها احد ..
ويمكن احتياط له هو ..!!!
تأملها بحريه وكأنها فرصه ولايمكن تحين الا هالمرة ..
يهيم بكل تقاسيم خلقها وملامحها ..
مكانها على السرير دايماً واحد ..
وكأنها تقول هذا مكانه ولابد يجي يوم ويتخذه وينام فيه ..
جلس بجنبها بثوبه ونزل شماغه وعقاله اللي لازموه من الصباح لين بعد المغرب ورماهم على طرف السرير بإهمال ..
مد يده بتردد لوجهها وشد قبضة يده بألم وردَّها بعزيمه ..!
مايبي يزعج نومتها ..
ومايبي يكدر عليها اكثر ..

تقيده من معصمه ومن كاحله وتعلقه من شرايين قلبه ..
التفت عليها وهي تتحرك وكأنها حست بوجود احد .. وقرب منها وطبع قبلة خفيفه بجنب شفتها وتراجع بسرعه ..نزل ثوبه ورماه على الارض باهمال ورفع اللحاف الكبير وفاحت ريحة عطرها اللي تدوخه وحس انه يذوب في عالمها ..
واندس في اللحاف وحاول انه مايقرب منها اكثر حتى مايقلقها ان حست بوجوده اكثر من كذا خاصة ان التعب باين عليها من كثر السهر والشغل ..!
غمض عيونه عليها تشاركها همومه وآلامه وآماله ..!
وأخيراً تمكن النوم منه وغفت عينه في عالمها من عطر وذِكر وصورة ..!





***





مسك جواله بيده وهو يقرا الرسايل اللي وصلته مهنئة ..
من احمد موظف عندهم بالشركه وعلاقته فيه صارت قوية .. ( كل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك )
سامي السكرتير الخاص بمكتبه ( كل عام وانتم بخير )
فايز مدير الشركه ومكتب عماد ( من العايدين وعساكم من عواده )
امير .. ايمن ..
زملاء الدراسه فيصل وعبدالله ومحمد ....
مشاري ( كل عام وانت بخير ياابو ناصر ترانا بكرة في انتظاركم )
ضم على جواله وهو يتذكر الساعات القادمه ..
ماباقي الا القليل وتصير زوجته ..!
رجع فتش في الرسايل القديمه وطاحت عينه على اسم مشاري مرة ثانية وفتح الرسالة الموجعه واللي قلبته وغيّرت من تفكيره وهجدت تخبطاته ( فهد اختي مو حمل صدمات جديدة وهي مكسورة لاتكمل عليها ولا ناوي تدخلها شهار بحركتك وتهورك .. اصحى يافهد ترى سارة مالها ذنب في اللي يصير )
(شهار .. مستشفى كبير ومعروف للأمراض النفسية بمدينة الطايف .. )
ضم على الجوال بيده وهو يلوم نفسه مثل كل يوم من اول ماوصلته رسالة مشاري ..
متهور ..!
ومتسرع ومااحكم عقله في قراراتي ..!
بغيت اضيعها وانا اللي اغليها واحبها ..
ابتسم وهو يتخيلها ويتذكرها بجلستها وابتسامتها ودموعها وبكاها
كل الصور بكل حالاتها في ذاكرته تأسره وتعجبه
تسللت لأنفه ريحة دخان وارتعب من مكانه ورمى بطانيته وفز يدور اثرها وصاحبها ..!
فتح شباك غرفته وماشاف احد ولا سمع صوت في الحوش ..
طلع من غرفته بسرعه ببنطلونه الابيض وفنيلته القطنية البيضا ..
شاف منال جالسه في الصاله وحنان منسدحه وتتفرج على فلم تعرضه روتانا سينما ..
جلست حنان اول ماسمعت باب غرفته انفتح وعدلت منال جلستها قال : خالد وين .. ماشفتوه .
طالعوا البنات في بعض قالت منال : ماادري يمكن نايم .. فهد تراك ماصليت المغرب والعشا ابوي حاول فيك تصحى وماقدر ..
التفت لحنان قال : حنان خالد وين هذي موب معلمتني .
طالعت حنان في منال قالت : بصراحه يافهد جا عندنا وعاث فينا وضربني وطلع .
رمتها منال بنظرة غاضبه وهي تقول : فهد اتركه اذا رجع تفاهم معه لاتضربه لأنه عنيد وكل ماضربته يرجع علينا وينكد على امي ويزيد في عناده .
زم فهد شفايفه محتار وش يسوي معه قال : بندر وين ..؟
ردت منال : مشى بعد المغرب لمكة .
رجع بسرعه وتوضأ وصلى فروضه الفايت وقتها ولبس ثوبه وطلع ومنال وراه وتطلبه : فهد اسألك بالله لاتقول لخالد شي .. فهد تراني سألتك بالله .. فهد اسمعني خالد مراهق يحتاج اللي يكلمه باحترام مو يضربه ...
قاطعها وهو يقفل زراير ثوبه ويقول : ارجعي وصكي الباب لحد يشوفتس .
رجعت منال بقلب خايف وقلقان قالت لحنان لايمه : ها ارتحتي الحين يوم علمتيه ونافقتي على خالد ..؟
رجعت حنان وانسدحت واخذت الريموت رفعت صوت التلفزيون وردت ببرود : يستاهل خويلد خلي فهد يربيه .. اجل عاجبتس يوم كل مادخل كفخني وقطع شعري وطلع على كيفه وامي ماغير تداري عليه وتقول خلوه ليا كبر عَقَل .
مر من الوقت دقايق ومنال تلوم بخوف وقلق وحنان تبرر بملل وبرود ..
وانتهى الحوار بدخول فهد وخالد وراه ..
ساد صمت لثواني وتكلمت منال اللي ارتاحت ان خالد رجع بدون اضرار جسديه : فهد تراني مرجعة لك عشا تبيني اجيبه لك .
التفت على خالد وزم شفايفه قال : ادخل غسل وتعال اكل معي .
راقبه خالد بنظرات شك خايفه قال بتوتر : لا .. ماابي عشا .. انا متعشي وابي ادخل انام .
تنفس فهد بعمق بمحاوله منه انه يهدي اعصابه ويضبط تصرفاته : اسمع الكلام .. غسل يدينك وغير ملابسك ثم تعال ابيك بسالفه .
رد خالد بجرأة مبطنه بخوف وقلق : وش سالفته .. قول لي اللي عندك الحين قبل ادخل انام .
جلس فهد قريب من حنان قال : قومي رتبي ملابسي اللي غسلتيها حطيها في شنطتي وجهزي لخالد شنطه ملابس .
دارت فيه الارض ..
سجن .. ؟
مستشفى ..؟
دار رعاية ..؟
انتفض جسمه على هالأفكار المخيفه والتفت لفهد قال بحده : وين بتوديني ..؟
رد فهد بهدوء ظاهري وبداخله براكين غضب : انت ناسي ان بكرة ملكتي .. وان اخواني لازم يروحون معي .. بعدين ابيك تقضي اجازتك عندنا في جده واذا بدت الدراسه ترجع معي .
حاول خالد يعترض وسكته فهد وهو لازال ماسك اعصابه : خالد اسمع الكلام ولاترادني ولا تعصاني لاتخليني اعصب عليك ثم مااخلي فيك عظمٍ(ن) صاحي .
جات منال تمشي بحذر ومسكت يد خالد وهي تقول : خلود تعال بكلمك ..
رد عليها خالد بنعرة : وش تبين ..؟ فكي يدي وانقلعي .
همست له بهدوء : خالد عمري تعال امي لاتقوم على صوتك .. تكفى خالد طلبتك مانبي مشاكل ومانبي فهد يمد يده عليك .. اسمع منه هو مهما كان اخوك الكبير ..
كانت تتكلم بسرعه خوفاً من المشاكل .. وخوفاً على خالد وخوفاً على اعصاب امها ومن غضب ابوها ان عرف ان خالد ماتاب عن الدخان .
سحب يده منها بقوة وهو يقول : بسمع كلامه عشان امي بس مهوب عشانه .
: طيب قصر صوتك لايسمعك .
رجع خالد اكمام ثوبه اللي اعتاد انه يلفها بطريقه مرتبه وزفر وقال بصوت اقصر : واذا سمعني وش بيسوي يعني .. ترى ماني ساكت له هالمرة لو مد يده عليّ ..
مشى من عندها ودخل غرفته وقلبه قلقان وماآمن لفهد خاصة ان فهد شافه والزقارة في يده وللحين ماناقشه ولاهاوشه ولافتح الموضوع معه .



***



في غرفتها .. وبعد صلاة الفجر ..
صحت على صوت مزعج ..!
رنين حاد ويؤذي السمع خاصة للنايم ..
فتحت عيونها بكسل وعرفت انه صوت منبه الجوال ..
وطالعت في الشباك شافت خيط نور ماوضح يغزو المكان من تحت الستارة..
عرفت ان الوقت بعد الفجر وانها طولت بنومها ..
غمضت بقوة وهي تتذكر متى نامت وكيف نامت ..
امس رجعت ودخلت للبيت قبله وتركته مع احمد وجدته ..
بدلت وصلت الظهر ونامت ولاحست الا الحين ..
تذكرت ان اليوم آخر يوم تنامه في هالبيت قبل فراقها لعماد اللي ممكن يكون ابدي وممكن يكون مؤقت ..
حاولت ترفع اللحاف وحسته ثقيل وفتحت نور الأبجورة بسرعه وخوف ..
وكان المشهد مفاجيء وماتوقعته ..
ابعدت للخلف وهي تحس قلبها تحرك من يسار قفصها الصدري ليمينه بعنف وألم ..
اش اللي جابه ..؟
لايكون مريض ولا حس بشي ..
مدت يدها عليه ورجعتها بنص المسافه خوفاً انه يحس بشفقتها وقلقها عليه ويزيده همٍ على همومه ..!
اختارت انها تلبي امر ربها بالصلاة قبل ماتلبي قلبها ومشاعرها واحاسيسها ..
لبست روبها وقامت للحمام .. توضأت وصلت الفروض اللي فاتتها وهي تستغفر ربها وتطلب عفوه ورضاه وانه يهونه عليها حزنها وفراق المكان واهله ..!
كملت صلاتها والتفتت عليه وشرشف صلاتها الأبيض الطويل يلف راسها وجسدها ..
كان لاف ذراعينه تحت راسه ويطالعها ..
سحبت شرشفها بهدوء وقالت بحرج : كنت بصحيك عشان تصلي .
رد عليها بصوت نايم وهو يبتسم : تعالي صحيني .
ماردت عليه والتهت بتطبيق شرشفها قال : شادن تعالي .
رجعت وطبقت سجادتها .. قلبها يقول اقربي وعقلها يقول ابعدي ..
ليه يعذبها بصده وقربه ..
ليه يعذب نفسه قبل ويعاقبها بالاقتراب منها وهو صعب ..
ليه يبعثرها ولايقدر على لمّها ..
ليه يكسرها يوم عن يوم وهي من يوم جاته مكسورة ..
سمعته يقول بصوت هادي : تراني موب عجزان اقوم واشيلك واجيبك غصب بس المشكله اني كسلان .
التفتت عليه قالت بحده : عماد تعوذ من الشيطان وقوم صل ترى عليك ثلاثه فروض .
اخذ جواله وطالع في الساعه قال : لا ماراح عليّ الا صلاة العشا والفجر .. مانمت الا بعد المغرب .. بس وربي انها نومه عن نوم سنين .
تجاهلت كلامه الأخير عامده وهي تفتح الدولاب وتطلع لها ملابسها وترميها على طرف السرير قالت : طيب قوم لاتستهين في الفرضين ترى وقتهم راح وكل دقيقه تمر تحسب عليك .
رفع اللحاف عنه بألم ذاتي وهو يشوف انفعالها من خلال حدة صوتها وحركتها وهي تطلع الملابس ..
وقف ومر من عندها وابعدت عنه حتى يمر ولايقرب منها ..
عدى من عندها بصمت وراح لغرفته ..!
وهي سحبت شنطتها الكبيرة وبدت ترمي ملابسها فيها بدون ترتيب واهتمام ..
فتحت الادراج بسرعه وطلعت اغراضها وحطتها في شنطه ثانية ..
ماراح تخلي ولاغرض ..
بتاخذ كل شي من هنا لأنها ماتأمن كلامه ..
وماتبي تخلي لها آثار وبقايا ..!
جمعت حاجياتها في وقت قياسي ولبست جلابيه عادية ولمت شعرها بشباصه واخذت جلالها لفته على راسها وجسمها ونزلت تحت ..!








للآن ماجا خبر عنه ..
خوفها عليه يزيد وقلبها احترق والقلق فاض وتحول لرعب لو الحياة تكون بدون حمود ..
حطت يدها على بطنها وحست بألم في معدتها ..
من اسبوع وهي تحسه وتحاول تداريه عن اللي حولها ..
فزت من فراشها وراحت للحمام رجعت كل اللي في معدتها وانثنت على المغسله الصغيره الملصقه بالجدار بطريقة بدائية ولها مراية صغيره نصها مكسور ..
نزلت دمعتها وهي تتخيل الخبر اللي بتسمعه عن حمود ..
وقفت العنود وراها وهي ماسكة خروفها الغريب بلونه الأسود بدون أي خليط لأي لون آخر ..
قالت : نوف علامتس .. انتي وجعانه ..؟
رفعت راسها وغسلت وجهها قالت : عنود روحي جيبي جوالي من عند فراشي . وفكيني من العله هذا اللي اقرفتني ريحته .
: هذا سحيمان مروشته امس عشان يعيد وهو نظيف .
رفعت نوف صوتها بعصبيه وقرف : عنوووووووووووووود روحي جيبي الجوال واقلعي العله هذا عني .
راحت العنود تجيب الجوال وهم نوف مقلقها ومحيرها ..
من امس تشوفها تبكي وتداري عنهم ..
تشوفها تتوجع وكل ماسألتها قالت مالتس شغل ولا مافيني شي .
رجعت بعد اقل من دقيقه بجوال نوف في يدها ويدها الثانيه تحوط رقبة الخروف وهي تقول : خذي لقيته يدق .
كان الرقم غريب ..
اكيد احد بيقول لها عنه خبر شين ..
قبل ماتضغط زر الاتصال على الرقم اللي دق رن الجوال في يدها وحطته على اذنها فوراً ووصلها صوت حرمه فرحها واحبطها ..!
: نعم من بغيتي ..
ردت الحرمه بهدوء واحترام : انتي نوف لافي .
: ايه انا .. من معي ..؟
: انا سميرة .. مدرسة اختك نورة .. ماادري نورة كلمتك عن الموضوع اللي قلته لها ولا لا ..؟
عقدت نوف حواجبها قالت باستغراب : أي موضوع ..؟
سكتت سميرة ثواني وتكلمت بعدها : مممممممم معناتها نورة ماكلمتك .. طيب اختي انا شفت نورة البنت الصالحة والخلوقه وبصراحه من سنه واكثر ومن اول ماعرفت اختك وانا اتمنى انها تكون من نصيب اخوي .. ياليت تعطيني موعد نجي نقابل اهلك فيه .
زمت نوف شفايفها من الم معدتها وغمضت بعيونها قالت : طيب اختي يصير خير .. خليني اكلم اهلي ثم ادق عليك وابلغك .
: اوكي .. مشكورة اختي وآسفه اذا اتصالي بهذا الوقت ازعجك .
: لا اختي عادي .. مع السلامه .
: مع السلامه .

تحس بغثيان ورعشه ورغبة في البكا ..
نزلت دمعتها ومسحتها بسرعه رغم ان العنود مسلطه عيونها عليها ومايفوتها كلمة او حركه من نوف .
راحت نوف لنورة في المطبخ قالت : نورة ترى ابلا سميرة كلمتني .
طاحت بيالة الشاهي من يد نورة على ارضية المطبخ المفروشه بمشمع بلاستيك وتحولت لشظايا ونوف تبتسم والألم باين عليها قالت : لااله الا الله كل هذا ارتباك .. اجل تدرين وش تبي يالظالمة ولاعلمتيني ..؟
طالعت نورة في العنود قالت : طلعي الراديو اللي بجنبتس ثم اعلمتس .
تركت العنود خروفها من يدها وجلست على الارض بسرعه وهي تقول : والله ثم والله ثم والله مااعلم ا حد ... اشرت على حلقها وكملت : الله يقطع رقبتي ان علمت احد ... وعسى ابوي يوديني مسفر ان تكلمت .
قالت نوف بتعب : طيب روحي شوفي خروفتس راح لحرجتي لاياكل دفاتركم . .
حركت العنود يدها ببراءة قالت : اصلاً هو ماتعود ياكل القراطيس انا معودته يشرب الببسي وياكل البطاطس اللي اشتريهم من البقاله .
ماقدرت نوف تجادلها بسبب تعبها والتفتت نورة للمجلى تغسل بقية الأواني قالت : ابلشتني كل ماتشوف وجهي قالت ابي اخطبتس لاخوي وانا معلمتها مية مرة قايلة لها ابوي مايزوج اللي من بعيد ..
ردت نوف ويدها على معدتها : وش دراتس يمكن ابوي يوافق .
: تخيلي وانا اجي لابوي اقول ترى فيه مدرسه بتخطبني منك ..
: لا تعالي كلميني ولا كلمي امي موب شرط تقولين لابوي...
سكتت نوف وطلعت بسرعه متوجهه للمغاسل وسط ذهول نورة وسرحان العنود ..
قالت نورة : هذي وش فيها ..؟ وين راحت ..؟ علامها ..؟
قالت العنود بهدوء وابتسامه على وجهها للخبر الجديد : كل شوي تستفرغ يمكن وجعانه .
رمت نورة الصحن من يدها في المجلى وغسلت يدينها عن الصابون بسرعه ولحقت نوف .
والعنود وراها تدورعلى خروفها وتقول بفرح : ان اعرستي بيصير عندي حجرتين موب حجرةٍ وحدة ..
انتقل نظرها لأنحاء البيت تدور على سحيمان اللي كان ياكل من كراستها حقت الرسم ..!!!
وطيرت عيونها عليه لاهي اللي تقدر تلومه ولاهي اللي تقدر تنجد الكراسه ..
سمعت نورة جاية تمشي وراها وهي تقول : ازين حقتس وماجاتس كله ليته اكل الكتب كلها وتقعدين السنه هذي بدون كتب وترسبين يوم ماتسمعين الكلام .
طلعت العنود لسانها تقلد نورة وتردد كلامها ثم قالت بصوتها : ان شاء الله تعرسين بسرعه عشان افتك منتس ومن وجهتس .




***




حضرت فطور لها ولعمها احمد اللي كان جالس عند التلفزيون وشكله صاحي من بدري ..
اول مارتبت الصحون على السفرة شافت عماد ينزل من فوق ..
قامت بخفه وهي تقول لعمها : عمي تعال افطر وانا بشوف جدتي صاحية ولا نايمه .
رد عمها بملل : صاحيه وافطرت من بدري ..
عدى عماد من عند احمد ولحق شادن اللي سبقته لغرفة ام ناصر ..
منسدحه على سريرها والراديو بجنبها وتسمع برنامج ديني على اذاعة القرآن الكريم ..
همست بالسلام وهي تسلم على جبين جدتها وردت الثانية وقالت : قمتي يابنيتي .. عساتس ارتحتي عقب امس .
ابتسمت بحب لجدتها وألم بُعْدها ينغرز في حنايا ضلوعها قالت : ارتحت ياجدتي الحمد لله .. انتي نمتي زين ولا لا ..
قاطعها عماد وهو يدخل الغرفه ويده تقفل زراير قميصه البني قال : يالله صبحها بالخير .
جلست ام ناصر موسعه مكان لعماد على طرف سريرها الثاني وهي ترد : صبحه بالرضا والعافيه ... يالله لاتخليني منهم وارزقهم بالضنا الصالح اللي اقر به عيني قبل لا تطفي .
كأنها شرخت قلبها بمشرط ..
وكأن الدنيا في نظرها ضاقت الى ان اصبحت مثل ثقب الابرة
ماعاد فيها تحتمل من امس وهي تقاوم وتكبت ..
وبلحظة اذهلت ام ناصر واحرقت قلبها وآلمت عماد في الصميم ..
انفجرت شادن باكية بحرقه وقهر ويدينها على وجهها
صعب فراقك يالغاليه ..
صعب تكسير احلامك وآمالك ..
صعب انك عايشه طول الفترة اللي راحت بوهم ..
ومخلينك تنتظرين الماء وهو اصلاً سراب ..!
كانت تبكي بمرار وعماد يردد بوصت واطي : لاحول ولاقوة الا بالله .. هذي سواة ياشادن ... استهدي بالله وتعوذي من ابليس ..
قالت ام ناصر بلهفة وخوف : علامتس يابنيتي .. شادن يابنيتي علامتس وش انتي سامعه .. شادن ..
تهدج صوتها واهتز الجبل بداخلها وتخلخلت القوة وعلى وشك الانهيار ..
رمت شادن نفسها في حضنها وضمتها والثانية تنهار بالتدريج ودموعها تنزل على خدودها اللي جعدها الدهر ..!
قال عماد بلهجة حادة : شادن قومي جدتي ماتتحمل دموعك هذي اللي اربع عشرين ساعه شغاله .. قومي غسلي وجهك .
شدت عليها ام ناصر وضمتها وهي تقول : علامتس يابنيتي تونسين شي ( تحسين بشي ) .. سامعة خبر(ن) شين .. علميني علامتس يابنيتي .
التفتت لعماد وكملت : انت قايل لها شي ..؟
هزت شادن راسها ورفعته والتفتت تدور مناديل ..
مد عليها عماد مناديل من جيبه ومسحت دموعها فيها وريحة عوده توغل في الجرح اللي بقلبها وتزيدها الم وقهر ..
قال : الحين جدتي وسوست بسبب هالبكا اللي ماله داعي .
غمضت عيونها بقوة على حرارة دمعها قالت : مافيه شي .. بس عشاني بروح لاهلي اليوم ومااقدر اخليك هنا لوحدك .
التفتت ام ناصر لعماد قالت : انت بتوديها لاهلها .
هز راسه بإيه قال بهدوء : بتروح لاهلها تعايدهم وتحضر ملكة خويتها وعرس ولد جارهم ..
مااقتنعت ام ناصر ان سبب انفجار شادن ودموعها عشانها بتروح لاهلها وبس واكتفت بصمتها وداخلها الف سؤال وتساؤل ..!
وقف عماد ومشى جهة شادن وهو يسحبها بيدها ويدها الثانيه غطت بها عيونها قال : قومي اطلعي افطري والبسي خلينا نمشي الحين .
سحبت يدها منه وهي ترجع لجدتها وتجلس عندها قالت : افطر انت وانا بجلس عند جدتي شويه .
اصر عماد انها تمشي معاه خايف انها تزل بكلمه وتفضح امرهم وهو يدري ان جدته من النوع الفطين اللي يفهم الأشياء بالتلميح وناوي يمهد لها النقل ثم قرار السكن في جده لين اموره ترسي على اللي خطط لها ..
قال : امشي معي .. انتي مااكلتي من امس .. بعدين ابيك تطلعين لي ملابس خلينا نمشي قبل الشمس تظهر وتحرقنا في الطريق .
اضطرت انها تقوم آسفه ومقهورة وطلعت فوق على طول من دون أي كلام ولا نقاش وهو راح لخاله اللي ينادي يبيه يجي يفطر معه ..
اخذ عماد يد جدته وساعدها على الوقوف وراديوها في يده الثانية قال : ترى شادن تنزل دمعتها بسرعه لاتقلقين عليها .
هزت راسها بقهر وهي تقول : بنيتي واعرفها ليا صارت منقهرة .. مهب غريبة عليّ بس علمني علامها ..؟
التفتت عليه وكملت : احد مضايقها امس يوم راحت معك . .؟
: محد ضايقها ابوي رحب فيها ومها بغت تشيلها من فوق الارض من الفرحه فيها ..
حاول يضيع السالفه قال : تراني خطبت مها لاحمد من ابوي ..
طالعته جدته بفرح قالت : ووافق ..؟
رد عماد بتأكيد و ثقه : ايه وافق .
عرفت انه معطيه مقابل ولا انه راح يعطيه قالت : وش عطيته علمني .
جلسها عماد قريب من احمد وهو يقول : ماعطيته شي للحين .. طلب مني فلوس يقول انه بيسوي محلات في الديرة .. مخبز وسوبر ماركت صغير ومطعم .
: انا عارفه انه مهب موافق الا يبي له بلعه .
سكت عماد ماعقب على كلامها والتفت على احمد قال : وش قلت يااحمد بموضوع امس .
رد احد وهو يصب له كاسة شاهي : الغه ولاتطريه لي مرة ثانية .. انا مسافر بعد اسبوعين .. ماني فاضي لالعرس ولا لمشاكل حريم .
قال عماد : تبي تسافر وهي معك ان شاء الله .
مارد احمد عليه والتهى بالاكل وهو مستبعد سالفة الزواج نهائياً ..
قالت ام ناصر : قاله الله وانا امك .. بعد اسبوعين ان الله احيانا وطول في عمري ماتروح الا وحرمتك معك .
رمى قطعة العيش من يده قال : ضربتين في الراس توجع ياام ناصر .. والمؤمن لايلدغ من جحرٍ مرتين .
رد عماد وهو يسوي جلسته على السفرة : ماكل الحريم ****ب ولا كل زواج ضربة في الراس ... واختي انا اعرفها يكفي يااحمد انها ملتزمة وراعية بيت وهي صغيرة تقدر تربيها على كيفك .
وقف احمد وتمطط وهويقول بعدم اهتمام : انسوا سالفة عرسي وخطبتي واختك دور لها رجال يناسبها غيري .
: انا خطبت لك وانتهى الموضوع .. لاتسوي سواة ولد اخوك اللي بغى يفشلنا في الرجال اللي خطب منهم .
مشى احمد وعطاهم ظهره وهو يقول بصوت وصلهم : والله محد قال لكم توهقوا واخطبوا لي من دون علمي .
كمل عماد فطوره براحة واطمئنان وهو يقول لجدته : كلمتين مني ومنتس تطرح عناده لاتشيلين همه .. وترى مها مامثلها ستر وسنع وحشميه .. اسألي شادن وبنات خالي ناصر عنها تراها كانت معهن في مدرستهن ويعرفنها .
تمتمت ام ناصر لربها برجا وطلب انه يسعد احمد ويعوضه خير ..!






بعد ماقالت لابوها على سالفة المدرسه اللي كلمتها وهو شارد ..
يزوج بنته لناس غرب ومن بعيد ولا يخليها متى ماجاها نصيبها يجها من اهل الديرة ..
حك لافي لحيته وهو يهوجس ويحسب حساب كل خطوة لو اتبعها ..!
جلست عنده ام نوف بصينية القهوة والتمر ومدت عليه فنجال وهي تقول : الله يرحم ابوك ياابو نوف لاتجوز بنتي للغريب ..
رد عليها بحكمه : الحين العرب تجوز الغريب والقريب .. والديرة بناتها اكثر من شبابها وبنتس طافت العشرين ياحرمه .
ردت بقلق : انت من عقلك انهم يبون بنتنا .. قلوا بنات المدن يوم ياخذون بنت الديرة .
جلست نوف عندهم بوجه باهت وملامح ذبلانه قالت : يبه النصيب اذا جا محد يقدر على رده .. كملت بغصه ..: انا ماكنت ا تخيل اني باخذ حمود .. الله يجيبه سالم .. وهذاني من نصيبه وهو صار نصيبي .
قال ابوها : ايه يابنيتي بس حمود ولدنا ونعرفه ومربيه انا بيدي بس الغريب من يعلمنا عنه ..؟
قالت نوف : يسأل عنه حمود .
ان جا يسأل ..!
ان جا بيسأل بس المشكله انه مايجي ولايعود لي ..!
تذكرت اهتمامه بكل اللي يهمها ..
اهلها ومشاكلها في المدرسه والأمور اللي يهتم لها ابوها من مزرعه لغنم للبيت اللي يجمع له فلوس ويحاول يبنيه مثل مابنوا اهل الديره وجددوا بيوتهم ..
تخيلت ضحكته وكلامه وغزله وحبه لها ..!
هداياه وعطاياه اللي من يوم اخذته ماكفها ولا استكثرها عليها ..
واستدراجها لقلبه ومحاولته الوصول لقلبها بشتى الطرق والوسايل ..
لهج قلبها بـ "يارب رده لي بالسلامه ..
يارب لاتاخذه مني .."
انتبهت لاحتدام النقاش بين امها وابوها قالت : يمه يبه .. انتظروا خلونا نشوف العرب ونسأل عنهم ان اعجبونا فهذي قسمة الله وان مااعجبونا مالهم نصيب عندنا وكلن يروح في سبيله .
وصلهم صوت العنود وكأنها طايرة والارض ماتشيلها وهي تنادي : نوف نوف .. يانووووووووووف .
ردت نوف بسرعه : تعالي انا هنا ..!
وصلتهم وهي تلهث وفي يدها كيس فيه شكولاته وعصاير قالت : شوفي شوفي جابها لي حمود .
يعني حي وموجود ..
وصل ..!
فزت نوف وطلعت من الغرفه وسط فرحة امها وابوها اللي رغم قلقهم عليه الا انهم اخفوا القلق عشان نوف ..!
قالت للعنود : وين راح ..؟
ردت العنود وهي تفتح قارورة عصير السيزر وترشف منها بسرعه : راح لاهله بس علمته انتس وجعانه وتبكين عليه وكل شوي تدقين عليه .
حطت نوف يدها على راسها قالت : الله ياخذ عدوتس .. مسرعتس تعلمينه بالاخبار .
وقفت نورة وراها وهي تقول : وتلوميني يوم اقول انها وكالة رويترز اللي توزع الاخبار على محطات الاخبار .
ضحكت نوف متجاهله آلام معدتها واحساسها بالضيق والغثيان ودخلت تستعد لمقابلة حمود اللي اكيد بيجي يدورها ..!
قالت لنورة : نورة وش رايتس البس لبس العيد ولا شي ثاني .
قالت نورة : ايه البسي لبس العيد حلو عليتس .
دخلت نوف الغرفه ولهفة قلبها تقودها تنفذ اوامر الشوق والوله لحمود وتتزين وتنتظره ..!




***


لبست عبايتها ونزلت وعماد معاه شنطتها الكبيرة واللي نزلها مع المصعد كونه يلوذ عن جلسة جدته وقريب من الباب ..
مرت جدتها وسلمت عليها وهي بغطاها وتنتفض تحته بكا وهلع من الفراق ورعب لمجرد تخيلها انها ماترجع للبيت راعيته وزوجة صاحبه ..
ياترى بشوفك مرة ثانية ولا لا ..
وان شفتك بكون راعية البيت هذا ولا اجيك زايره وارجع .!!!
وصتها جدتها تسلم لها على امها ونايف وتنتبه لنفسها ..
وهي وصت جدتها على نفسها وصحتها وأدويتها ..
وطلعت ..
رمت بجسدها وحملها وهمومها على مقعد السيارة الأمامي ..!
وعيونها تناظر الأمكنة حولها ..
حبت الديرة وتراب الديرة لأن احبابها فيها ..
لأنها ملتقاها هي وعماد ..
لأنها زرعت وغرست فيها اجمل ذكريات وأجمل احلام ..
هناك في المرزعه ..
وعند باب المدرسة ..
وقدام بوابة البيت ..
وفي الحوش ..
وداخل البيت في كل ركن من اركانه لها معه ذكرى ..
في المطبخ وفي المكتب وفي المجلس .. وفوق .!!!!
وشلون تروح وتخليها ..
طلعوا من الديرة وهي تتأملها مودعه ..!
يمكن ارجع مثل اول يوم جيت فيه وعرفتها ..!
ويمكن ربي يرجعني احسن من اول ..
ويمكن ماعاد لي رجعه ..!
كان السكوت هو المتسيد والفارض وجوده وقوته ..
مر من الوقت اكثر من النص وهو ساكت وشارد الذهن ومستحضر نظره يراقب المكان ..
وهي تايهه وضايعه ..
جارته لأنها حست فيه ..
وانصاعت لقراره ونفذت رغبته بس عشان تهون همه وتخفف من حزنه ..
مد يده على مشغل السي دي وضغط زر تشغيله ..
فضل انه يبثها رسايل غراميه بصوت عبادي ..

ابسألك ..
هو أنا استاهلك ؟
استاهل الدمع اللي جرّح وجنتك ؟
استاهل اني اعشقك ؟

ابسألك عن حالنا ..
انتي وانا
ياللي احس انك انا
حالنا ما هو غريب
انـّا نكون متأكدين
ان الفراق ما هو بعيد
بالرغم من جرح السنين
عشقنا دايم يزيد
ماهو غريب ..
اني لو مرة في همي
نسيت وبكلمة جرحتك
قبل ما تتألمين ..
اللي ينزف هو دمي
ابسألك ماهو غريب .. استاهلك
ابسألك لو قلت لك ان الحنان اللي في قلبك
ينبت من الصخر الزهر ..
وان النهار اللي في خدودك يخلي النسمة عطر ..
وان العذاب اللي في عيونك يعلـّم الناس الشعر ..
ولو قلتلك اني احبك اكثر من هموم البشر
وكثر الجفا وكثر السهر ... لو قلت لك
وانك اقرب من عيوني للنظر
كل الذي اقدر اقوله
واللي ما اقدر اقوله
استاهلك .. حبيبتي ؟!
وباجاوبك .. للأسف ما به احد يستاهلك



كان يدندن بصوت منخفض وواضح لشادن مع الأغنية والظاهر لها انه حافظها ..
سكتت الأغنية وبدت اغنية ثانية ..

تدرين وادري بنفترق
تدرين قلبي بيحترق ..
حنا اتفقنا في كل شي الا الزمن
عيى الزمن لا نتفق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق
ياوردة في كل الفصول
يافرح عيّى لايطول
قولي واقول
ان كان عندك لي حلول
يافرحة القلب الحزين
الوقت يمر ..
ومالك عذر
كانك تبين ننسى العمر ..
ننسى السنين
وانذوب في حب وحنين
تدرين وش سر الحكاية
الوقت يمر ..
ولكل شي لابد نهاية
وحنا قربنا من النهاية
ومالك عذر
يابسمة الثغر الخجول
ان كان عندك لي حلول
وان كان ودك نتفق
والا ترانا بنفترق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق

ياحب .. يادنيا جديدة
يا احلى ابيات القصيدة
ان كان جرحي ما كفى
انزف لك جروح ٍ جديدة
وان كان شعري ماوفى
انسى الحكي وانسى القصيدة
يا احلى ايام العمر
كثر الحكي وش بيفيد
ومابقى عندي صبر
والجرح في قلبي يزيد
مالك عذر
يابسمة الثغر الخجول
ما اظن عندك لي حلول
وما اظن ودك نتفق
واحنا ترانا بنفترق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق


انتهت الأغنية ورجع اعادها مرة ثانية ..
وقف للإشارة والمكان على غير عادته هادي ومافيه زحمة ..
الدنيا عيد والوقت اجازة وحزة صباح ..!
التفت عليها وهي مسنده راسها على المرتبه ..
قال : شادن .
عدلت راسها والتفتت عليه قالت بصوت مبحوح وبارد : هلا .
: اذا احد سألك عن جيتك قولي عماد بيسافر .
ردت بسرعه : انت بتسافر ..؟
هدى السرعه عشان نقطة التفتيش اللي مر بجنبها قال : سفريات صغيرة للشغل .. بس أي احد يسألك وش جابك ولا ليش جالسه عند اهلك قولي عماد بيسافر وبيخلني عند اهلي ..
اشر له الشرطي يمشي بمجرد ماشاف الحرمه في السيارة ورجع عماد لنفس سرعته قال : الحين انتي بتدخلين عند اهلك بحالك هذا ..؟
همست بصوت مجروح ويدل على انها مجروحه ومقهورة قالت : عادي .
: لاموب عادي .. خلينا اول نروح نتغدى في شقتي واذا ارتحتي نروح العصر لاهلك ...
قاطعته بتودد : لا عماد الله يخليك امي تنتظرنا من اول ماقلت لها .. وكمان مسوية لنا غدا .
هز راسه مقتنع وملبي واكتفى بتنهيده طلعت عفوية بدون قصد ..
مد يده ورفع صوت المسجل ورجع يدندن مع عبادي واصابعه تتحرك وتدق على الدركسيون بدقة وتناغم مع الأغنية والأغنية تعزف على وتر قلبه ومشاعره ..!



***


صحتها امها بصعوبه الين فاقت وحست باللي حولها ..
: طيب خلاص صاحية ..
: سارة اش هالبرود .. اللي يشوفك يقول الناس موجايين بعد شوي ..!
تمطط بكسل ورجعت شعرها القصير اللي قصت اطرافه وصبغته بألوان هاي لايت قبل يومين عشان زواج مشاري ..
قالت : واذا جوا بعد شوي .. انا اش دخلني كل اللي عليّ ان راح اوقع مااعتقد هذي يبغى لها قومة وتجهيز .
ردت امها بحده : ترى الرجال لوطلب حقه الشرعي في النظرة مانقدر نقول له شي .
جلست بسرعه قالت : لا يمه اذا ابوي مو قد كلامه ا نا كمان مو قد كلامي .
: لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ..
جلست امها بجنبها وكملت بحنان : سارة يابنتي مو كل الناس زي بعض .. شوفي مشاري اخوك زي خالد ..؟
حطت اصابعها في اذانها قالت بعتب وزعل : يمه مليون مرة قلت لكم لاتجيبون لي هالسيرة .. هذاك الله يسامحه ويغفر له فكينا من ذكره خلوني اتشافى منه .
مسحت امها على راسها قالت : عشان تتشافين منه لازم تشوفين اللي احسن منه وحل محله .
هزت راسها بلا وحست انها مخنوقه قالت برجا : يمه الله يخليك لاتغصبوني .
اخذت جوالها من فوق الكومودينو ودقت على شادن اللي ردت على طول : هلا سارة .
قالت سارة وهي تتمطط وبكسل : اهلين فيك .. ها فينك ..؟
: جايين في الطريق .
: قريب من جده ولا بعيد ..؟
سمعتها تقول لعماد احنا فين الحين ورد عليها ..
قالت شادن : احنا الحين قريبين من مكه يعني باقي ساعه تقريباً ونوصل بس ماراح اجيك الا بعد المغرب .
قالت سارة بردة فعل سريعه وتهور : لاااااااااااا شادن من السيارة عندي .. ولا اقول لك سلمي على امك ونايف وتعالي عندي لاتنزلين العباية الا عندي تكفين شدون مرة مشتاقة لك .
ابتسمت شادن وردت عليها ببرود : خلاص اذا وصلت اكلمك .
سكتت سارة ثواني ثم قالت بهدوء : بنت اش فيك ليه صوتك حزين كذا ..؟
ردت شادن : مافيني شي .. بس شوي اجيك ان شاء الله .
: نتقابل ان شاء الله على خير ..
: مع السلامه .
: الله معاك .
قفلت من شادن وانتبهت ان امها قد خرجت وقامت من سريرها وقلبها مقبوض من صوت شادن ..
فيها شي ..!
حزينه ..
مو نفسها اللي تكلمني كل يوم .. !!
وقفت سارة على المرايه وهي تطالع بشكلها ..
شعرها بعد الصبغه والقص معطيها طله احلى ..
ومشيتها رغم انها ثقيله الا انها اريح بكثير من لمن كان الجبس فيها .
خللت شعرها بأصابعها ورجعت لمته بشباصة وراحت للحمام تتوضأ وتصلي الظهر ..!



***



سلم على عمه وعمته .. وجلس ينتظرها ..!
جات العنود وقارورة العصير في يدها والشكولاته ملطخة شفايفها وخدودها ..
قالت ام نوف بلهجة حاده : عنود قومي اغسلي وجهتس .
ردت بعد مارشفت رشفه صغيرة من قارورة العصير واللي مابقى فيها الا القليل وصارت تقتصد فيها ..
قالت : يممه اصبري بكمل عصيري .
ضحك حمود ومسح على راس العنود وهو يقول : خلوها على راحتها متى ماكملت عصيرها تقوم تغسل وجهها ..
طلع جواله من جيبه قال : خذي وديه نوف خليها تشحنه .
ردت العنود : نوف تشيل عفشها تبي تروح معك لبيتك .. ازين اخذها كل شوي تبكي ولا تستفرغ كله عشانك .. حمود حمود انت جبت لها هدية صح ..؟
رغم ان كلام العنود مزعج الا انه يريحه ويسعده
يعني فقدته وتبكي عشانه ..
وناوية ترجع معه قبل يقول لها ..
عدل جلسته وهو يطالع في ساعته قال : اجل روحي ازهميها خلينا نمشي .
راحت العنود لنوف والح ابو نوف وامها على حمود انه يجلس يتغدى لكن الحاح حمود في الرفض كان اقوى وحجته تعبان ومواصل وبيروح ينام ويرتاح في بيته والحقيقه شي ثاني ..
وقف ونادى بصوت عالي : يالعنود استعجلي نوف .
جات تمشي بتنورة لونها سكري كلوش ومطرزة بكحلي من الأسفل والتوب بلوزة قطنية بكم طويل سادة وعليها جاليه سكري ومطرز بكثافه بلون كحلي ..
صافحها واستحى يسلم عليها في وجهها بحضرة امها وابوها والعنود اللي تراقب كل تصرفاتهم وكلامهم .. قال : يالله البسي عبايتس وامشي تراني تعبان ابي ارتاح .
سألته بعتب : انت وين كنت ..؟ اقلقتنا عليك .. ؟
رد عليها وعيونه على العنود اللي احرجته بمراقبتها ونقل نظرها بينه وبين نوف قال : بغيت اجيكم قبل موعد تسليمي وتكلمت على الضابط يوم عيا يطلعني وجازاني .. حبسني 24 ساعه .
قالت نوف بدون تفكير : حسبي الله عليه .. طيب ليش ماعلمتنا عشان مانقلق عليك والله اني قلت صار عليك شي .
طلع جواله من جيبه قال : له ثلاثه ايام وهو طافي .. حتى الحجز مافيه احد اقدر اكلمكم من جواله .. العالم كلها معيده .. همس لها بصوت حاول يخفته عن العنود قال : عجلي بنمشي لبيتنا .
نزلت نظرها للأرض بحيا وطالعت في العنود اللي قالت : حمود حمود انت مادريت يوم ابوي بغى يضحي بسحيمان و افتكيته .....
قاطعتها نوف بلهجة حاده : بنت روحي اغسلي وجهتس ولمي شعرتس .
ضحك حمود وهو يمسك يد نوف ويقول : خليتس من العنود واعجلي علي انتظرتس في السيارة ..
اشر لها بشفايفه وهو يصد عن العنود ويوجه لنوف : مشتاق لتس حييل .
بلعت نوف ريقها وسحبت يدها منه وراحت تجمع اغراضها وهو راح ينتظرها في سيارته .





***




بعد صلاة المغرب ..
كان جالس في وسط المجلس وعيون كل اقارب ابومشاري متجهه ناحيته
يراقبون حركته ويدققون في كلامه وردة فعله وترديده لكلام المأذون اللي حضر من بدري ..
همس مشاري لابوه : قلت له على شروط سارة ..؟
قال ابو مشاري : بقول له الحين .
تنحنح ابومشاري قال : فهد ياولدي .. انت تعرف الظروف اللي مرت بها بنتي ..
طالعه فهد باهتمام قال بذكاء وفطنه : عندها شروط ..؟
: والله ياولدي البنت الحت عليّ الا اقول لكم شروطها ..
قاطعه فهد : حقها ياابومشاري قول ولاتردد .
تكلم ابو مشاري بينه وبين فهد وصوته وصل لعماد الشاهد الأول وفواز الشاهد الثاني .. : البنت رافضه النظره .. نزل راسه للأرض ثواني ورفعه قال بعدم رضا : وتقول انها ماتبي مكالمات قبل الزواج .
عقد فهد حواجبه قال : من قال اصلاً اني ابي نظرة ولا ابي اكلمها هذا مهوب من سلومنا ولاعاداتنا .. وسع صدرك ياابو مشاري وعطنا باقي شروطها .
زم ابومشاري شفايفه قال بحرج : شرطها ان الزواج يكون مختصر .. تعرف زميلاتها اللي ماتوا في الحادث ...
قاطعه فهد للمرة الثانية وقلبه يقول " ان هذا رايه وقراره قبل لايكون رايها وشرطها " : ولو انه مهب من حقها تطلب ان الزواج يكون مختصر لكن ابشر ياابو مشاري لها اللي تبيه ..
قطب ناصر حواجبه بعدم رضا ..
وطالعهم فواز بقهر وقلة حيلة بعد موافقة فهد ..
فهد اكبر عيال ناصر من حقه يسوي له عرس يعزم عليه كل من يحب ويود ..
من حقه تفرح به امه وخواته واهله ..
اما عماد فعدل جلسته وهو الأدرى ان الشرط هذا يرضي فهد لأنه مقرره من قبل عشان سعود وذكرى سعود اللي نبشتها امس زيارته لقبره ..
قال بصوت رزين وواثق وكأنه معتاد على ادارة الأمور حتى اللي ماتخصه : اسمح لي يافهد انا بتدخل هالمرة .
ومن نظرة من فهد فهم عماد انه موافقه على كل اللي راح يقوله ..
أكمل عماد وهو يربت على فخذ فهد : مادام مافي العرس تكلفه والبنت تبيه مختصر اجل نبي نقدم العرس بنخليه مع عرس عمه احمد بعد اسبوعين ان شاء الله .. ماله داعي التاخير .
تهلل وجه ناصر لراي عماد وانشرح صدر فواز وبانت آثاره على ملامحه .. وفهد متردد وفي حيره ..
سكت ابومشاري ثواني يحاول يحسبها صح ..
ثم قال بتفهم : طالما انكم وافقتوا على شروطنا مالكم الا من يرضيكم .. بعد اسبوعين الزواج وعسى الله يتمم على خير .
التفت ناصر لفهد الجامد بمكانه قال بفرحه : مبروك يافهد .. وعلى بركة الله ..
تقدم مشاري بقهر وكتم غيظه وابتسم له قال : مبروك يافهد عسى الله يتمم على خير .
باركوا له الجميع وتمنوا له السعادة والتوفيق وهو يرد : الله يبارك فيكم ويجزاكم خير ..!


...



وفي مكان ثاني من البيت ..
جالسه مع شادن اللي تحاول على قد ماتقدر انها تظهر بصورة طبيعيه قدام ساره .. والثانيه منشغله بسالفة موعد زواجها اللي حاولت تعارضه وسكتوها ابوها ومشاري بحكم انها قالت شروطها وقبلوها الناس وعليها تقبل شروطهم .
كل شي غريب ..
موافقتها وشروطها وهالموعد اللي ماكان على بالها ..
وطقوس الملكه الغريبه مااعتادتها في مجتمعها وقرايبها ..
ليلتها هذي مختلفة كليةً عن ملكتها على خالد ..
هذي هادية وفيها خوف من القادم وترقب وحيطة وحذر بكل خطوة وكلمة من قبلها هي ..
والاولى صاخبه وفيها فرح وتفاؤل وحب واحساس بالسعاده ايضاً من قبلها هي ..
فركت سارة يدينها قالت بقلق : مستحيل اوافق ان الزواج يكون بعد اسبوعين .. اش هذا انا موقادرة استوعب ان هالآدمي بيصير زوجي .. اقل شي يبغى لي سته شهور عشان اقدر استوعب . .. مو بعد اسبوعين اصير انا وياه في بيت واحد ..
ردت شادن وهي تحرك السكر في قاع بيالة الشاهي : اش اللي تستوعبين وماتستوعبين .. احمدي ربك انه يسر لك وكتب لك فهد .
ردت سارة بخوف : ياربي حتى شكله ماادري كيف ولاحتى اتخيله .
طالعتها شادن وابتسمت قالت : هذي سهله انا اوصفه لك .. طويل وعنده عضلات وملامحه مااتذكرها زين بس كأني لمحت وجهه عريض وعيونه واسعه وشعره طويل .
صبت سارة في بيالتها شاهي ونست تحط السكر وهي مرتبكه وموحاسة بتصرفاتها قالت : ليه انتي ماقد شفتيه ..؟
: وين اشوفه ..؟ مرة وحده لمحته وهو ينادي السواق وانا راجعه معاه من المدرسه .. وماطالعت فيه صديت عنه وهو اصلاً اعطاني ظهره وقعد يكلم السواق ...
تأففت سارة وهي منشغله بموعد الزواج قالت : تخيلي مشاري موافق ومبسوط قال ايه اللي قاهره انه راح يقطع شهر عسله بسببي . رشفت من بيالتها وكشرت بوجهها قالت : يوووه مافيه سكر ..
ضحكت شادن من اسلوب سارة وهي زعلانه قالت : من يصدق انك انتي ومشاري تتزوجون بنفس الشهر ... بس من جد ياسارة فهد مافيه منه وعماد يضمنه لك ...
هزت ساره راسها قالت : ادري عنه وعن مواصفاته اللي ماتنتهي .. كملت بصوت يقلد ابوها : رجال وكريم وراعي نخوه وشهم وشجاع وكل صفات الدنيا فيه بنظر ابوي ومشاري ..
رجعت تتكلم بصوتها الطبيعي : ياشيخه هم مايطلعون على حقيقتهم الا بعد مانقرب منهم ونعرفهم بس الله يستر.
ردت شادن بحمية ودفاع : لاحبيبتي هذا ولد عمي وعماد يعرفه زين ونايف اخوي يعرفه وانا اعرف اهله وبيئته وفهد واضح لكل الناس والردي ياسارة الا مايطلع عنه كلام .
هزت سارة راسها وهي تقول :ليه ماطلع الكلام عن خالد الا بعد ماملكنا .. انا اصلاً ماعاد عندي ثقه في احد .. تدرين ياشادن اني قاعده اهيء نفسي لأي صدمة قادمه .
تمددت شادن على الكنبه اللي بجنب سرير سارة وهي تقول : هيئي نفسك لكل شي متوقع بس لاتظنين السيء في فهد ولاتخلين الشيطان يوسوس لك في زوجك ويدخل الشكوك لقلبك .
قبل ماترد سارة دوى جوالها بنغمة تعلن وصول رساله ..
التقطته على طول وفتحت الرساله وكانت وسائط ..
قالت : اكيد هذي ريهام بتبارك لي ... يؤ غريبه وسائط من مشاري ..!!!
امتقع وجهها احمر وهي تطالع في المقطع وتشوف ابوها والمأذون والرجال في المجلس ..
فزت شادن على صوت المقطع وجلست بجنبها وهي تشوفهم ..
وحده سرحت بالشخص اللي يهمها ..
ملامحه المألوفه لها وحركته وثباته ونظراته المتزنه وكأنه لوحده يملا المكان بنظرها ..
والثانية سرت في جسدها رعشة وهي تطالع في الجالسين وموعارفة أيهم اللي صار الليلة زوجها ..
قالت شادن ببرود تملك منها حد النخاع : شوفي هذا فهد اللي بجنب المأذون .. ماشاء الله عليه رجوله ووسامه وموناقصه شي .
سرحت سارة فيه تتأمل شكله ..
ملامحه مختلفه تماماً عن اي صورة توقعتها له ..
مايشبه مشاري اخوها ..
ولايشبه خالد اللي عمرها مااعجبتها ملامحه رغم حبها اللي كان له ..!!!
عيونه واسعه ونظرته حرة وجريئة ..
اكتافه عريضة وشامخ في جلسته رغم حركته المستمرة ..
قالت سارة بارتباك : ماتخيلته كذا ..!!
ابتسمت شادن ببرود وبصوت باهت قالت : الله يستر عليه .. تكفين ياسارة حاولي تحبينه وتتمسكين فيه وتسعدينه تراه من بعد وفاة صاحبه يقولون مر بحزن ماتشيله الجبال .. ساعديه على النسيان واسعديه ..
سكتت ثواني وساره مستغربه الكلام عنه وكأن قلبها رق في لحظة ضعف امام الفقد والحزن اللي جربته ..
كملت شادن وصورة عماد تعيد لها مرارة وضعها وحياتها الآن .. : سارة ماعليه انا برجع للبيت احسني تعبانه .
عقدت سارة حواجبها قالت : لا تكفين لاتروحين الا بعد العشا .. بعدين يادبه استناك من سنه ولمن اشوفك تقعدين ساعه وتمشين .
اخذت شادن عبايتها وهي تقول بتعب وملل : حرام عليك من قبل المغرب وانا عندك .. وان شاء الله الايام جاية بتطفشين مني ..
وقفت سارة معاها قالت : لولا ان التعب واضح عليك كان ماخليتك تروحين وتراني متأكدة ان فيك شي وتدارين عني .. بس بخلي التحقيق وقت ثاني لمن ترتاحين .
ماردت عليها شادن والتهت بجوالها تدور على رقم نايف ..
قالت سارة : تبغين اكلم السواق يوصلك ...؟
دقت شادن على رقم نايف وحطت الجوال على اذنها وهي تقول : لا بخلي نايف يوصلني ... هلا نايف ..
رد نايف بصوت واطي : هلا .
: ماعليه توصلني البيت بروح ارتاح ..
: ليه اش فيك ..؟
: تعبانه شويه ..
: اوكي اطلعي لي برا انتظرك .. امي بتروح معاك ..؟
: لا امي بتجلس مع خالتي ام مشاري وتجي بعد العشا اكيد بس انا بس اللي برجع .
اخذت شنطتها وطلعت بصحبة سارة اللي تمشي بعرج خفيف وتوجهت لامها تبلغها برجعتها للبيت ..!





***


حياتها لاتطاق في بيت اهلها ..
اخوها مو معطيها فرصه تدخل النت وتاخذ حريتها مثل ماكانت في بيتها ..
واتصالاتها تحسبها بالدقايق بعد ماكانت تكلم بالساعات واحمد متكفل بالفاتورة وعذرها انها في غربه وتحن لاهلها ولازم تكلمهم ..
احمد مطنشها وهي اللي اعتادت على وجوده في حياتها وان كان وجوده مثل عدمه الا انها حست بفراغ الآن من بعده ..!
دقت عليه من رقمها الجديد اللي طلعه لها اخوها بعد ماالغى احمد رقمها الاول لأنه كان باسمه .. وما رد عليها ..!
زفرت ليلى بقهر ..
هذا وش فيه لايرد ولايكلم ولا كأني زوجته ..
ان شاء الله يبينا نسافر وانا مانزلت السوق ..
دقت عليه مرة ثانية وثالثه اخيراً صار يعطيها مشغول ..
وقفت وراحت لاخوها اللي كان جالس في غرفته على الكمبيوتر دقت الباب ودخلت قالت بعصبيه : محمد شوف لي العله هذا ليه مايكلمني ولايرد عليّ .
صغر اخوها المحادثة والتفت عليها بعصبيه قال : ارجعي ماني فاضي لتس الحين .
عقدت حواجبها قالت : اقول لك ماكلمني من يوم جيتكم ولارد عليّ تقول ماني فاضي .
نزل الهدفون من فوق راسه قال : برا .. برا لوسمحتي واذا بينتس وبين رجلتس شي تفاهموا بعيد عني ماني رايق لتس انتي ومشاكلتس ولسانتس اللي اذيتي به خلق ربي .
رجعت بقهر وهي تهدد وتتوعد ..
راحت لامها قالت : يمه كلميه انتي يمكن يرد عليتس خليه يرسل علي فلوس بنزل السوق .
قالت امها بأسف على حال بنتها : هذا اللي همتس الفلوس والسوق ..؟ الرجال شكله زعلان منتس وانتي تقولين ابي فلوس وسوق بدال ماتقولين ابي رضاه .
ماردت على امها وانشغلت بالبحث عن رقم فوزية في قائمة ارقامها .. هي اللي بتوصل لها وش سالفة احمد حتى وان كانت ماعاد تهضمها بس لابد تتحمل ..
دقت رقمها ثلاث مرات وماردت فوزية .. المرة الرابعه انفتح الخط وبدون صوت ..
تكلمت ليلى بقرف من طبع فوزية وتشددها في بعض التوافه مثل تجاهلها للأرقام الغريبه ..
قالت : الو ..
ردت فوزية لمن عرفت ان المتصل حرمة : هلا .
: وش اخبارك يافوزية ..؟
: هلا هلا ليلى بخير الحمد لله ... اخبارك انتي ..؟
: اخباري ..؟ ماتقولين لي وش فيه اخوك مايكلم ولايرد ولا يعبرني ..؟
: والله ا سألي نفسك واعرفي وش سويتي معه واكيد بتدرين عن سبب زعله .
: ها ..؟ وش سويت قولي لي .. ولا احد منافق بيني وبينه ..!
غيرت ليلى لهجتها لرجاء وخوف : فوزية انتي قلتي له عن سالفة الجوال ..؟
: لاياقلبي ماقلت له .. اللي عرفه احمد بلاويك الثانيه غير الجوال ووسخه .. معليش ياليلى انا مشغوله الحين وعندي ضيوف .
ردت ليلى بتشتت وبدون تركيز قالت : مع السلامه ..
خايفه يكون عرف عن الصور اللي عندها ..!
لا لا مستحيل يعرف ..!
شهقت وهي تتذكر شادن يوم مدت عليها الصورة اللي طاحت منها ..
صورة سعيد اللي دمجت صورتها معاها وطبعتها من جهازها ..
عضت على شفتها وخبطت بالجوال في يد راحة يدها بقلق وهي تصر عيونها ..
انا غبيه ليه ماقلت لها انه اخوي ..
عقدت حواجبها وكملت لوم " المشكله سعيد كان لابس عماني وشلون بتصدق انه اخوي ..
الله ياخذك يوم تخليت عني وضيعت حياتي مع احمد بسببك ..
زفرت وقالت بصوت عالي : حبه العمى لويحبني صدق يمديه ماتزوج وسحب عليّ .
وقفت على المرايه في غرفتها قالت محاكية صورتها : مالت عليّ انا ووجهي هذا اللي استفدته من النت لاحبيب بقى لي ولازوج صبر علي ولاعيال ونسوني واشغلوني بهالفراغ اللي يقتل ..
تذكرت اول معرفتها بالنت وعالمه ..
ايام كانت تشكي الطفش والملل في الغربه واحمد يغيب اكثر من نص النهار واذا رجع يرجع منهك وتعبان ومن كثر شكاويها من الطفش والملل اشترى لها لاب توب وعرفها على الانترنت والمنتديات ..
تدكرت يوم دخلت شات وهي ماتفقه فيه الا كتابة اسمها ..
واول من تلقفها سعيد اللي من عرف انها ساكنه في عمان وهو مهتم فيها وكأنها ملكة الشات الين تطورت علاقتهم لحب ووصلت للمسنجر ثم التلفون ثم المواعيد في كوفي شوب ومطاعم ..
بس في النهاية طلع سعيد خاين بنظرها وأناني مافكر الا بنفسه ..
رجعت لغرفة اخوها ودقت عليه الباب بعصبيه وكأنها تبحث عن مخرج من الواقع لعالم خيالي آخر عاشت فيها سنين طويله اكثر من واقعها وكان يبعث لها سعادة وهمية ومؤقته ..
: محمد قوم ابي النت ..!
: انا مشغول .. تعالي بعد ساعتين .
: اقول لك ابيه الحين .. انت ماتفهم ..
وقف اخوها بملل قال : اطلعي برا .. موب تهاوشين مع احمد وتعودين عليّ .. مسكها من يدها وطلعها وسكر الباب . ورجع لجهازه ..!




***


رجع احمد من المزرعه والبندق ( البندقية ) على كتفه .. وفي يده طيور صغيره صادها لشهد وكهواية حب يمارسها ..!
اول ماشافته شهد جات تجري عنده واخذت الطيور قالت : خالي صدق انت بتتزوج وحده ثانية غير ليلى العله ..
وقف احمد وطالعها قال : انتي ماتحبين ليلى ..؟
: لاااااا وعععععععع منها اصلاً هي ماتستحي ..
عقد حواجبه قال : وشلون ماتستحي ..؟
: جوالها هذاك اللي كسرتي امي في حاجات وسخه .
عض على شفته قال : وش الحاجات علميني ..
زمت شفايفها حتى ماتضحك وفتحت عيونها قالت : لأ عيييب .. امي قالت عيب .
هز راسه قال : ودري الطيور للشغاله تنظفها وتشويها ..!
شافته فوزية بوجه كئيب وحزين ومتضايق ونسبت ضيقه لامها اللي اصدرت قرار بانه معرس معرس والله لايعوق بشر ولاَّ زعلها اللي مايقدر عليه ..
رفع البندق فوق مكتبة التلفزيون الكبيرة واللي تتوسط الصاله ورجع للمغسلة ..
وقفت فوزية عنده وهو يغسل .. قالت بضحكه : ياعريس ترى عماد كلمني يقول انه بكرة جاي .. ويقول لك تروح تسوي الفحص لأن ابوه كلمه يقول بكرة بيودي البنت تسويه ..
غسل احمد وجهه بقوة وهو يقول : ولد اختس هذا مهب صاحي .. يبي يمشي العالم على كيفه .. وامي ماصدقت خبر ..
قالت فوزية وهي تضحك اكثر : حسبي الله على ابليس فهيدان الظالم يقول نبي نلحق ونجوز جدتي ولا تراها ماخلت احد من اهل الديرة ماجوزته .
ماتغير من ملامحه شي وقال بصرامه : الحين انا شاكي لهم يوم يقولون نبيك ترتاح ...
قاطعته فوزية : لاوالله ..؟ تضحك عليّ انت .. يعني حنا مانعرفك متى تصير مرتاح ومتى تصير متضايق .. كملت بلهجة تحذيريه وحاده : احمد اصحى لنفسك وحياتك ولاتخلي ليلى تضيعك اكثر .. على فكرة تراها دقت عليّ اليوم وماعطيتها وجه ..
مسح احمد وجهه ويدينه بمناديل قال : وانتي ليش تردين عليها من الاساس .
: ماعرفت رقمها الجديد .. بس تكفى يااحمد انا اعرف مها اخت عماد والبنات منال وحنان يعرفونها .. حتى حنان يوم درت طارت من الفرح قالت هذي هي اللي تناسب عمي .
: كل الحريم صنفهن واحد ..
ردت فوزية باندفاع : كل الحريم مثل بعض يااحمد ..؟ اجل مها المصليه الصوامه مثل ليلى اللي ماتركعها ..؟
التفت عليها بذهول اكثر منه استغراب قال : وش دراتس انها ماتصلي ..؟
ردت فوزية بندم وهي تقول : استغفر الله العظيم .. ياخي كل ماقلنا لها صلي قالت صليت ولا شوي اصلي ومن يوم جتنا لين راحت ماشفناها تصلي .
رجع بذاكرته ..
صحيح ماقد شافها تصلي ..
اصلاً ماعرف لها سجاده ولاشرشف صلاة مثل سجادة امه وشرشف صلاتها ..!
ولا قد سمعها تقول بروح اصلي مثل ماتقوله شادن عند كل فرض .. نفض راسه ورجع يطالع في فوزية بإمعان قال : وش بعد ..؟
ردت فوزية بسخريه ممزوجه بخيبة : وش بعد ..؟ ماخفي كان اعظم على قولة شادن .. بس الله يحب الستر .
صك على اسنانه قال بحده وقلة صبر : فوزية وش بعد من بلاوي ليلى .
تنهدت فوزية وهي تشوف اخوها يحترق بسوء فعايلها قالت : ماادري هذا اللي عرفته عنها بس شادن قالت لي ان هذي اهون من الباقي وعيّت وحلفت انها لتستر عليها ولاتعلم عنها .
: وش سالفة الجوال اللي تقوله شهد ..
عقد فوزية حواجبها قالت : تكفى احمد طلبتك فكني من الموضوع هذا بالذات تراني مريضه منه للحين ..
هز راسه بعد مافهم السالفه و عدى من عندها .. راح لامه اللي تسمع لسورة البقرة بإصغاء وتحاول تردد بعض آياتها لعل وعسى انها تحفظ منها شيء وتتقن كلماتها ولو كان بمشقه ..
اخذ جواله بدون كلام واعطاهم ظهره خارج من البيت وبراكين الغضب في جوفه ثايره ..




***




ليلة زواج مشاري ..!
رغم الفرح والزغاريد الا انها تحس هالة من الحزن والكآبة تحيط بها ومو قادرة على التجرد منها ..!
وفي القاعه الكبيرة الفخمة بإضائتها الخافته وألوانها الغريبة ..!
واقفه بفستانها النمري القصير وجزمتها الطويلة اللي تغطي سيقانها بأناقتها البسيطه ومكياجها الهادي واكسسواراتها الناعمه وشعرها المنسدل بحريه على اكتافها ..
وبجنبها سارة بفستانها الأحمر الحرير .. واللي يطوقه من عند اكتافها وحلقها خيوط ذهبيه .. وشعرها مرفوع بحركة ناعمه وبعض الخصل نازلة بلونها الذهبي الممزوج بالثلجي ..
طالعت شادن في سارة وهي مقطبه وباين انها تتألم لأنها نست نفسها وطولت الوقفه على رجلها قالت لها باهتمام : سارة روحي اجلسي مايصير توقفين على رجلك كذا ترى ..
مشت سارة بتعب لحد ماوصلت طاولة عليها قهوة وشاهي وانواع مشكله من حلا القهوة ومعجنات منوعه ..
وجلست عليها وهي مقطبه وجهها من التعب قالت لشادن اللي قابلت لها : ياااااربي خلاااص مافيني اوقف .. تعبت اليوم بما فيه الكفاية .. احسني يبغى لي شهر راحه .
ابتسمت شادن وهزت راسها وهي تصب لها فنجال قهوة وتمده عليها قالت : اللي يسمعك يقول للحين مو مصدقه ان زواجها بعد اسبوعين ووراها شغل وكرف في السوق .
تنفست سارة بضيق قالت : بالله تسكتين لاتذكريني .
رشفت سارة من فنجال قهوتها على قطعة الشكولاته اللي اكلتها وطالعت في شادن اللي سرحت لعالم بعيد ونظرة الحزن واضحه في عيونها قالت سارة بصوت رقيق ودافي : شادن ..!
ردت الثانية بـ : هلا ..
: وش الوضع ..؟ ليه هالحزن والكآبة ..؟ من عماد ..؟
ماتدري منه ولا عليه ولا منها هي ومن تخليها عنه حتى وان طلب هو وفرض ..
صدت شادن عنها وطالعت على يمينها وهي تقول : شوفي بنت عمك الغبية كيف لابسه ...؟
حست سارة ان شادن تفوت الموضوع وتغيره بعلانية ..
قالت وهي تلتفت لمنى بنت عمها بفستانها القصير وقصة شعرها الغريبه اللي تشبه قصة الولد : هذي منى السخيفه ماتشوفين الكل يتحاشاها .
ردت شادن بقلة اهتمام : الله يهديها .
انتقلت نظراتهم بين الحضور ..
وحده تتأمل والثانية تنشغل عن التفكير لين بدت الطقاقه تطق وصدح صوتها وآلات الدف في القاعه ..
الاضاءة خافته على الحاضرين ومركزة بألوانها المختلفه على المساحه الواسعه المخصصه للرقص ..
والطقاقه تغني بـ من يقول اني لغيرك .. انا لك ماني لغيرك ..
انا متعلق مصيري ... ياحبيبي في مصيرك ..
مسكت دموعها واعصابها وهم الفراق اللي تتخيل عماد يقرر انه يكون ابدي في أي لحظة يعصف بقلبها ..
وشلون يفهم اني له مو لغيره وان مصيري متعلق في مصيره ..
عدى الوقت وبدا تصوير العريس مع عروسه اللي رفضت انها تنزف قدام الحريم ..
بعد زفة العرسان خارج القاعه وبعد العشا مابقى الا اهل العريس وام نايف وشادن كونهم اهل وجيران ..
دق جوال شادن وشافت عماد المتصل ...
خفق قلبها بقوة وردت بغصة : هلا عماد .
: هلا بك ياشادن .. اطلعي انتي وعمتي انا انتظركم برا .
: ليه نايف وين ..؟
: نايف راح مع الشباب اللي يزفون مشاري للفندق .
: اوكي خلاص ثواني وطالعين .
قفلت منه ولبست عبايتها بعد ماقالت لامها ان عماد ينتظرهم وطلعوا له ..
طول الطريق يسولف مع عمته وهي ساكته ..
كان صوته وكلامه وشكله يشرخ قلبها وينزفه ..
التفت عليها وهي جالسه بجنبه بعد ماحلفت امها انها ماتركب قدام مد يده وشبك اصابعه في اصابعها وضغط عليها بدون كلام ..
غمضت عيونها واخذت نفس عميق حسته وصل لقاع بطنها وحرارة يده تتسلل لباقي جسدها ..!
وصلوا للبيت ونزلت ام نايف بسرعه وهي تشكره وتترجاه ينزل ينام عندهم بدال مشوار شقته البعيد ..
رفض سالفة النوم لكنه قال في الأخير : اذا شادن بتزين لي براد شاهي نزلت تقهويت ومشيت .
قالت بدون تردد : انزل تقهوى وبحضر لك شي تاكله اكيد ماتعشيت .
همس لها : اجل بتعشى انا وياك .
سكتت وهي تشوف امها تدخل البيت قبلهم ..
وفتحت الباب وهي تقول : انزل الله يحييك .
طفى محرك السيارة ودخل وراها وتوجه لقسم الرجال ..
ثواني وكان باب المجلس مفتوح له وشادن و راه بعبايتها وطرحتها ..
التقت عيونه بعيونها المكحله بكثافه ومنثور عليها شادو بلونين عسلي وبني واضاءة من تحت حواجبها معطيتها رونق وجاذبية ..
عيونها دايماً هي نقطة ضعفهسواء كحلتها ولا تركتها بدون كحل ...
صد عنها بمحاولة للهروب وراح بسرعه وفتح التكييف ..
قالت قبل ماتطلع : ارتاح بجيب لك العشا والشاهي ..
قال : تعالي لاتصدقين سالفة الشاهي والعشا .. انا دخلت ابي اجلس معك شوي ..
حست بأطرافها تفتر وهي تتخيل انه ناوي يبت في موضوعهم وينهيه ..
هزت راسها بلا .. قالت بصوت مخنوق : اذا بتقول شي عن المواضيع اللي مااحبها الله يخليك مو وقتها .
ابتسم رغم ان كلامها سكاكين تخترق قلبه قال : انتي تعالي اجلسي ووريني فستانك اللي حضرتي به .. بعدين ليه ماذكرتيني انزلك اليوم للسوق ولا اجيب لك فستان على ذوقي .. ولاذوقي مايعجبك ..؟
عماد تكفى لاتذبحني ..
انا موحمل اوجاع وجروح ..!
لاتخليني اعيش حلم ثم تصدمني بواقع ..
وقف وهو يشوفها عاقده حواجبها وتطالع فيه وكأنها شارده ..
قال : انا ابي اعرف بس وشو له كل هالزعل ..
سحب طرحتها من فوق راسها وسحب العبايه وهي تحاول تشدها وتبتسم ..
اناقتها وجمالها وهدوءها وبساطتها كلها تسحره ..
ليه دخل من الاساس وهو يدري انها راح تغريه ..
مشتاق ..؟ ولا مشتهي بس يشوفها وهي راجعة بكامل زينتها ..!
حطت يدينها على صدرها واكتافها العاريه وهي تقول بعتب : عماد هات العباية ..
لف العباية على الطرحه ورماها في آخر المجلس قال : ياحظك ياعماد وكل هالزين لك ..
اكتسى وجهها بحمرة خجل وقهر من تصرفه اللي خافت من انعكاسه عليهم ..
مسك يدها وضم عليها وهو يقول : شادن انتي متشائمة .. ماعندك امل ..؟
رفعت راسها وامتلت عيونها دموع قالت : الا عندي امل واملي بالله كبير .. اصلاً احنا نقدر نعيش حياتنا عادي بعد التطعيمات .. اختنقت اكثر وهزت راسها دلالة الخوف والرفض ودموعها تنزل على خدودها : انا خايفه منك ياعماد ... خايفه تتهور وتجني عليّ .
ماعنده تعابير .. ولا رد الا ضمها على صدره ..
تمتم بكلام من بين تنهيداته : احد يقدر يجني على روحه ولا يضرها .. شادن انتي الروح اللي اعيش بها .. انا اعيش عشانك انتي ليش ماتفهمين .
رفعها من فوق صدره ولثمها بجنون على وجهها متحاشي شفايفها حتى مايؤذيها بنقل الفايروس ..
: انتي ماتدرين اني اشتاق لك وانتي معي ..
قاله وانتبه لها تنتفض وتبكي ..
رجع ضمها على صدره دقايق طويله صامته ..
اخيراً قال : عارف اني مخطي ياشادن بس اشوا انا مو في بيتنا ..
ضمها اكثر وكمل : تدرين يوم ناديتك في غرفتي تقرين علي ليه ..؟
ماردت عليه واستطرد : كله عشان اذكر نفسي اني مريض ومايجوز اقرب منك .. هنا بعد اذا قربت اذكر نفسي اني عند ناس ويمكن امك و لانايف يدخلون علينا ..
همست : عماد انا حلالك .. و****ه باللي ربي يكتبه و...
قاطعها بانفعال وهو يبعدها عن صدره : لاتخليني اندم ياشادن اني قلت لك اللي في خاطري .. الله لايقول اني اقرب منك وهذي حالتي .. شد على ذقنها بسببابته وإبهامه قال : تحسبين صحتك مو غاليه عندي ..
عقدت حواجبها بقهر على حاله قالت بعيون غرقانه بدموعها : عماد ابغى منك طلب .
اشر على عيونه قال بصوت محب وحنون : لو تبينهم .
ابتسمت من بين الدمع : تسلم لي هي وصاحبها .. الله يخليك عماد لاتجيب طاري المرض .. حتى انت انساه لاتفكر فيه .
ابتسم بخيبه ورفع يدها وباسها وضرب عليها بخفه .. قال : الله كريم ياشادن ..
اهمل يدها وتحسس جيوبه قال : انا لازم امشي .. وانتي انتبهي لنفسك ولااسمع ا نك زعلانه ولا تعبانه ثم ازعل منك ... على فكره .
قالت بابتسامة رضى : شو ..؟
: احمد وافق على العرس .. بنسوي عرسه مع عرس فهد يعني شي مختصر وكل واحد ياخذ حرمته ويفكونا من قلقهم .
: الله يوفقهم ..
: اللهم آمين ويوفقني انا وحرمتي .. قولي آمين .
ردت بخجل : آمين .
: يالله تبين شي تامرين على شي ... ناقصك فلوس .
: لا ماابغى الا سلامتك وتجينا باستمرار .
هز راسه وهو ينزل عقاله ويعيد ترتيب شماغه من جديد ..
طلع مع الباب والتفت عليها قال : شادن .
: هلا .
اشر على صدر ثوبه قال : الحين وشلون اوديه للمغسله .. بيفضحني الهندي ويقول نسونجي .
عضت على شفتها وهي تشوف اثر كحلها وروجها على صدره قالت : بسيطه جيبه بكرة معاك انا اغسله .
ضحك قال : صلي ركعتين قبل تنامين وادعي ان الله يطول في عمري واشوف عيالنا .
هزت راسها بإن شاء الله والقلق يدب في قلبها ويشل الكلام ويسكته ..!
وكأنه شال خوفها من فراقها له وحط مكانها خوفها عليه وعلى صحته ..!



***



ثلاثه ايام مرت من بعد زواج مشاري..!
بعد ماحول المهر (50 الف ) على حساب ابو مشاري واستأجر الشقه المفروشه كحل مؤقت الين يكمل تأثيث الشقه اللي اختارها بعنايه للاستقرار فيها ..
لازال فكره مشغول ببقية التجهيزات ..!
جلس مقابل لعماد وخالد اخوه ..
وعماد يسولف مع خالد ويعامله كأنه رجال كبير ..
قال خالد : انا ابي دكتوراه ومااتخيل نفسي الادكتور اسنان ..
رد عليه عماد : ممتاااز جداً .. بس الدكتوراه تبي لها واحد يشد حيله من الآن مو يقول اذا وصلت ثالث اشد حيلي .
عدل خالد جلسته قال : تصدق ياابومشعل اني لو اشد حيلي يمديني جبت الدرجات كامله في كل المواد واني ادخل الاختبار احيانا على شرح المدرس لنا في الحصة واجيب درجات زينه بس موب ممتاز .
قال عماد باهتمام : ياخي وش يردك لاتذاكر طالما انت ذكي وتقدر تكون مستقبلك بدون مشقه .
رد عليه خالد بأسف : ماعندي احد يشجعني .. ان جبت درجة زينه محد درى عني وان نزلت درجاتي تذكروني بالتهزيء والهواش ..
التفت لفهد قال : حتى فهد كل ماقلت له اني ابي ادخل علمي قال : علمي مايصلح الا لمنال وحنان وانت ادخل ادبي ويخب عليك .
طالع عماد في فهد بلوم .. وتمدد فهد على ظهره بكسل قال : العلمي يبي له رجال يشد حيله موب واحد مايفتح كتبه من يوم يجي من المدرسه لين يروح اليوم الثاني .. الادبي كلن ينجح فيه ..
وقف عماد وهو يقول : لك عليّ ياخالد ان نجحت هالسنة بتفوق اني لاشتري لك سيارة .
فز خالد من مكانه ولحق عماد قال : صدق والله ...؟
: اجل اكذب عليك .. المهم انا بروح مواعد لي رجال وانت ابيك الرجال اللي اعرفه موب مثل علي وممدوح وطقتهم راعين الدخان والسهر والله اعلم ببلاويهم الثانيه .
تغير وجه خالد ونزل نظره للارض قال عماد : انا ماابي اقول لك الكلام هذا عشان احرجك .. اعلمك بالكلام اللي لازم تسمعه .. انت رجال وغير عنهم ابوك رجال صالح واهلك صالحين وانت انسان ذكي وصالح لازم تفكر باهلك ومستقبلك وتختار اصحابك اللي يساعدونك على النجاح موب الفشل ..!
التفت خالد لفهد اللي حط جواله على اذنه ورد على مشاري قال لعماد بحماس : وعد مني اصير مثل ماتبون بس تشتري لي السيارة .
: وانا وعد مني اشتري لك السيارة اللي تبيها متى ماشفت خالي وامك ****ن عنك وشفتك متفوق ..
دخل عماد لغرفته وفهد يتكلم بصوت عالي : انا ماشي الحين للبيت انت لاتشيل هم .. يالله مع السلامه ولاتحجز لين ادق عليك .
طلع عماد من غرفته وهو يقول : هذا من اللي يكلمك ..؟
لبس فهد ثوبه قال : مشاري يقول ان ابوه تعب عليهم وكلموه اهله ماعندهم احد .. حتى نايف في مكه مودي اهله ياخذون عمره ..
اخذ شماغه في يده وجواله ومحفظته ومفاتيحه وكمل وهو يروح للباب : خالد اجلس لاتحرك من الشقه لين ارجع لك .
رد عماد : خالد بيروح معي بس انت خلك مع عمك وطمنا عليه .
طلع فهد وركب سيارته وبسرعته القصوى ساقها متوجه لبيت ابو مشاري وهو يحاول يدق على رقم بيتهم اللي اخذه من مشاري ..!






الفصل العشرون






~~ كـــافـــي قـــســـوة ~~







العجز الحقيقي هو انك تشوف عزيز عليك وماتقدر تعينه وتساعده ..
والعجز الحقيقي انك تحاول تداري همك عن مريض والا تخونك دمعتك لشوفته وهو ضعيف ..
وحدتها تكسر .. وضعفها يهد ..
جالسه بجنب ابوها بقلة حيلة ..
تمسد يدينه وتمسح حبات العرق اللي ينضخ بها جبينه ..
قالت لامها اللي تضغط ازرة جوالها بتوتر .. : ها يمه ردت ام عدنان ..؟ .
زفرت ام مشاري بقلق وعيونها على رفيق الدرب وحبيب القلب قالت : لاوالله ماردت شكلها نايمه ..
غمضت عيونها بمحاولة انها تخفف من توتر اعصابها الثايرة وكملت : حتى السواق يقول انه للحين في الطريق وقدامه زحمه ..
تنهدت وانهت الكلام ب " ياربي تساعدنا ".
عضت سارة على شفايفها بألم ودموعها متخذه طريقها على خدها ..
من اول ماشافت حال ابوها وعرفت انه مريض ومايقدر على الاعتماد على نفسه او حتى ادراك ماحوله بسهوله .. وهي عاجزه عن وقف الدموع ..
قالت وهي توقف وتمسح دموعها بقفا يدها : يمه تعالي عنده .. انا بطلع ادور على ليموزين في الشارع ماراح يوصلون حقين الشركه بسرعه .
استوقفها جوالها اللي رن في جيب بنطلونها ..
طلعته وفتحت الخط بسرعه وهي تشوف المتصل رقم مشاري من ماليزيا ..
قالت بصوت باكي ومتحسر على منجدها وسندها وهو بعيد : مشااااري ماجا السواق ولا سيارة الشركه وابوعدنان مو في بيته .. تكفى كلم احد من اصحابك .. ترى ماعاد فيني صبر .
تنفس مشاري بصعوبه وبعده عن ابوه في ظرف مثل هذا وقلة حيلته يزيدون من احساسه بالهزيمة والقهر ..
قال : سارة هدي نفسك فهد جايكم في الطريق بيوديه للمستشفى بنفسه ..
: خله يجيب معاه دكتور افضل ..
قاطعها مشاري : لا لا بيجي يوديه لمستشفى الـ ... لأنه قريب بعدين اذا حالته تحتاج تنويم وعناية اكثر ينقله لمستشفى كبير ...
سمعت صوت دقات الجرس ملحة ومتواصله قالت بسرعه واعصاب اهدى من قبل : شكله وصل .. خلاص مشاري انا راح اتصل عليك واطمنك .. مع السلامه .
قفلت بسرعه وشافت امها تسبقها وهي لابسه عبايتها وتتوجه للدرج ..

التفتت سارة على ابوها وعيونه مغمضة باهمال وتعب ..
رجعت بجنبه ومسدت يدينه ومسحت جبينه بمنديل رطبته بمويه .. وهي تهمس وتناديه تشوف هو صاحي ولافقد وعيه ..
اخترق صوت فهد هدوء البيت بـ : ياولد .. نبي طريق .. يااهل البيت .
دخل ورى ام مشاري اللي استقبلته ودلته طريق غرفة ابومشاري وسبقته عليها ..
لمح ساره وهي تنزوي خلف الباب المفتوح وغض الطرف وصد ..
تنحنح وتوجه لسرير ابوها بدون أي كلام ..
قالت ام مشاري وهي تدف الكرسي المتحرك حق سارة بعد الحادث وتقربه من فهد .. : خذ الكرسي يافهد ثقيل عليك ماتقدر تشيله ..
سمّى بالرحمن وهو يتلثم بشماغه ويربطه في عقاله قال بهدوء : مهوب ثقيل ان شاء الله مير الله يعافيه .

دخل يده من تحت كتفين ابو مشاري ورفعه بقوة
وبعد ثواني كان ابو مشاري ملقى بكل ثقل جسمه على فهد ويده تطوق عنق فهد حتى تثبته ورجوله ماتمس الأرض ..
طلع من الغرفه وام مشاري تسبقه للمصعد وتأشر له : تعال من هنا اسهل .. المصعد يافهد .
توجه معاها للمصعد وقفلت ام مشاري اللي دخلت معاه وعيونها ماتفارق زوجها و شدة التعب باينه عليه ..
انفتح المصعد وطلعوا منه

مريض على كتف فهد ..

وزوجة تراقب وتنتحب بصمت ..

وسارة بجنب الدرج ببنطلون اسود وقميص ابيص ورجولها حافية ..
وجهها باين عليه اثر البكا ومحتقن بحمرة الاحراج من المحرم الغريب في بيتهم ..
خوفها على ابوها نزلها ..
وخجلها منعها انها تقول له ابي اروح معه وماابي افارقه وابي اتطمن عليه ..
وقف فهد ثواني قصيرة مرتبكة ..
وكمل طريقه وحصر اهتمامه وتفكيره بالمريض اللي ثقل جسمه اثقل حركته وانهك قواه ..
سمعها تقول لامها بعصبيه : لازم نروح معاهم مااقدر اخلي ابوي واجلس .
ردت امها بصوت واطي : قصري صوتك حتى انا كمان مااقدر اجلس واخليه .
قال فهد وهو يطلع مع البوابه ويتوجه لسيارته اللي دخلها لسور الفيللا .. وام مشاري وراه : ماله داعي تروحون .. انا اتصل عليكم شوي واطمنكم عليه وان احتاج تنويم وديتكم العصر له ..
قالت ام مشاري والعبره تخنقها وهو يمدد ابومشاري في المقعد الخلفي لسيارته : نلحقكم مع السواق بس أي مستشفى بتوديه .
رد عليها وهو يسكر الباب ويتوجه لباب سيارته متخذ احقية الأمر والنهي بمجرد ماانتسب لهالعايلة : لا لاتلحقوني لين ادق عليكم واشوف وش الوضع ..
ماحبت ام مشاري تجادله في وضع مثل هذا ومع شخص لازال يعتبر غريب عنها واكتفت بهزة راسها راضخه مو مقتنعه ..
اعادت ادراجها للفيللا بعد ماعلقت قلبها في سيارة فهد مع ابومشاري ..
كانت واقفه على الباب وتبكي بهلع قالت امها : ارجعي مارضى يخلينا نروح .
: ليش مارضى مو بكيفه .. اصلاً السواق بيوصل الحين ونلحقهم ..
سحبتها امها للداخل وهي تقول : ادعي لابوك بدال البكى .. وصلي ركعتين اريح لك واحسن لابوك .
استجابت لامر امها مضطرة ودخلت وقلبها ولسانها يلهجون لربها بأنه يرد لها ابوها معافى ولايحرمها منه .






***





ساكته وحاسة بوحشة ..
اعتادت على رسايله واتصالاته اللي تجاهلتها ..
اكيد زعلان ..!
وشلون ا****ه ..!
طيب هو ليش مايقدِّر وضعي وظروفي وعاداتي وتقاليدي ..
يعني عشان هو عنده عادي يبيه يصير عندي عادي ..
تأملت جوالها الساكن الساكت من يوم العيد مادق الا مرتين وكان من فوزية وشادن ..
عضت على شفتها وعقلها مشغول بنايف .. ورفعت نظرها لحنان اللي صرخت بصوت عالي وهي تقول : الله اكبر عليهم الحين ننتظر عرس فهد لنا سنين آخرتها يخلونه مختصر ..
ردت عليها منال ببرود : وش تبينهم يسوون مايمديهم يسوون عرس كبير وهم مامعهم الا اسبوعين ..
قالت حنان بعصبيه : الحين وش ذنب فهد يصير عرسه مختصر .. عمي احمد وقلنا رجال مستعجل ووراه سفر وهذا موب عرسه الاول .. لكن فهد ..
قاطعها بندر اللي دخل عليهم وشماغه على كتفه وهو يقول : اصصص ابوي لايسمع كلامتس هذا ثم يذبحتس واتركي عنتس تلهفتس على العرس ..
طالع في منال قال : منال وش سالفتس .. من كم يوم وانتي موب عاجبتني .
دست منال جوالها تحت المخده بخفه
قالت بابتسامه حاولت تخفي وراها شعورها واللي تحس فيه : مافيني شي بس شايلة هم الترم هذا .. وشلون اقدر اذاكر وانا افكر بعرس فهد والاخت مبلشتني تبينا ننزل السوق علشانه .
لبس بندر شماغه وعقاله على مراية التسريحة قال : عادي بعد يومين انزلكم السوق واجلسوا عند ام نايف ومتى ماخلصتوا منه ارجعكم بدال المشاوير والروحة والجية .. واذا على ابوي مهب معارض .
فزت حنان من مكانها ووقفت عنده قالت : تكفى يابندر نبي نجلس في جده لين يقولون بكرة العرس ثم نرجع .. اقل شي خل جلودنا تجلى من شمس الديرة وسمومها .
قاطعتها منال : لا جده لا .. بعدين وش اللي تجلى جلودنا .. انتي لو تجلسين في قزازة لمدة سنه ماتغير لونتس بس انثبري وفكينا من مطامرتس على المراويح واصلاً انا ماابي الا اسواق الطايف .. اسواق جده ماتعجبني ..
ابتسمت حنان بخبث قالت : بندر تذكر في عرس عماد وش سوت .
ضحك بندر وقرب من منال وهو يقول : الحين جده ماتعجبتس .. نسيتي النجار والحجاز ولمسات يوم حفيت رجولنا فيها ..
امتقع وجهها بحمرة حيا وبلعت ريقها قالت : يووووه هذي صارت قديمه .. انا تعلمني شادن تقول ماعادت حلوة مثل اول .. انا ابي اسواق البندر اللي في الطايف ولا البرحه ...
قاطعتها حنان : يابنت الحلال .. لاتحرمينا من روحة جده اذا ماتبين بيت عمي خالد ناخذ لنا شقه ... ولا شقة فهد يقولون جاهزة .
رد بندر بحزم : موب على كيفتس انتي وياها .. السوق اللي تبيه امي تروحون له .. ثم شقة فهد لااحد يجيب سيرتها .. الرجال مستاجر مفروش مافيها الا غرفتين .. اذا اثث شقته الجديدة تروحون له على كيفكم .
سكت بندر عن الكلام وهو يسمع صوت ابوه يزهمه وطلع بسرعه ..
قالت حنان : منالوه .. زعلانه منه ولا مشتاقة له ..
اخذت منال المخدة وحذفتها بسرعه وهي تقول : انتي موب صاحية لتس ايام لكن علاجتس عندي ان ماعلمت فهد تشوفين .
ضحكت حنان وهي تتلقف المخده وتقول : اووووه فهيدان موب في حالتس تلقين سارة مسوية(ن) فيه سواة نايف فيتس .
ابتسمت منال وهي تقول : الله يرفع عنتس .. صدق ماينشره عليتس وماتستاهلين اني ارد عليتس . قومي طسي عني خليني اراجع ولاتزعجيني .
عقدت حنان حواجبها قالت : ياربي على ثقل دمتس انا مشغوله بهم عرس اخوي وعمي وانتي تذاكرين .. ياخوفي لاتاخذين الكتاب معتس ليلة العرس .
سكتت منال ووجهت نظرها لكتاب الكيمياء وعقلها بعيد عن المعادلات والرموز والمسائل ..




***




في المستشفى وبعد مرور ساعة فحص وكشف وتحليل دم لابو مشاري واسعافات اوليه من إبر ومحاليل ..
كان فهد واقف مع الدكتور ومصغي له باهتمام قال : يعني اكيد مو محتاج تنويم ولا نقل لمستشفى اكبر ...
عدل الدكتورالمصري نظارته السميكه ورد عليه بثقة : لا لا مش محتاج أي تنويم الا ازا انتو عاوزين تتطمنوا اكتر ..
زم فهد شفايفه قال : وش عنده بالضبط ..
: هبوط في السكر وادينا لو جلوكوز ومغزي وبئى دالوأتي كويس تئدر تدخل عندو وتشوفه حضرتك بنفسك ..
ضم فهد على جواله بجيبه
وده يطمنها ويطمن امها ..
تذكر وجهها الباكي وهي ملغية كل الحواجر ومتنازلة عن شرطها وواقفه قدامه همها ابوها ولاغيره ..
ابتسم بحنان وقبل مايطلع جواله آثر انه يدخل يتطمن على ابومشاري قبل مايكلمهم ..
دخل الغرفه وانتبه لابو مشاري وهو جالس ويطالع بساعته اول ماجات عيونه على فهد تهلل وجهه بالرضا قال بصوت باين عليه اثر التعب : هلا والله بالنسيب .. حيا الله زوج بنتي ..
ابتسم فهد واقترب منه سلم على راسه وتحمد له بالسلامه قال : روعتنا وروعت مشاري واهلك بس ستر ربي له الحمد والشكر .
قال ابو مشاري وعلى وجهه ابتسامه امتنان : الحمد لله الذي لاحمد على مكروهٍ سواه .. اول مرة تصير لي هالاعراض واصلا ماكنت ادري ان عندي سكر .
جلس فهد على كرسي بجنبه ورد عليه : السكر عند اغلب الناس وماأثر عليهم .. اهم شي اتبع حمية وقلل من الدسم .. هذا ابوي الله يطول بعمره عنده السكر من سنين والحمد لله صحته زينه .
: ماشاء الله تبارك الله الله يطول بعمره ويخليه لكم .. ماطمنت اهلي .

طلع فهد جواله وضغط على رقم بيت ابو مشاري وهو يقول : وانا جايكم قعدت نص ساعه وانا ادق محد رفعه ..
قطع كلامه وصوت ام مشاري يخترق سمعه بألو متلهفه وقلقانه ..
قال فهد : السلام عليكم ..
بذات اللهفة ردت عليه : عليكم السلام ... فهد ..؟
ابتسم فهد قال بهدوء بمحاولة منه تهدئة اعصابها الشبه ثايرة : ايييييه فههههد وابشرتس عمي مابه الا العافيه ..
سكتت مو مصدقه .. او مو مستوعبه .. اوان الفرحة الجمتها ..
تكلم فهد : اذا ودكم تكلمونه هذا هو بجنبي واذا ودكم تنتظرونه تراني برجعه بعد نص ساعه .
همست بفرح وهمهمات باكية باينه على صوتها : صادق ولا تمزح معاي .
: الا والله صادق .. هذا هو خذي كلميه .
مد الجوال على ابو مشاري اللي ضحك وهو يسمعها ويقول : يابنت الحلال طلع عندي نوبة هبوط في السكر .. والحمد لله عطوني سكر رفع مستواه لي وهذاني بخير .. ومن بكرة بوديك للمستشفى تتعلمين وشلون تعطيني الابر ولا تبيني اجيب ممرضة ..
ضحك ابو مشاري من رد زوجته اللي اختلط بكاها بضحكها ودعواتها من دون ماتعلق على كلامه ..!
وقف فهد طلع من عنده حتى يدفع الفاتورة ويرجع ابو مشاري لبيته ..




***



بعد ماعرفوا بتعب جارهم .. انهوا عمرتهم وتوجهوا لجده بأقصى سرعه ..
ام مشاري جلست مع صديقتها وجارتها وشادن مع سارة المنهارة ..
ونايف توجه للمستشفى بعد ماكلم فهد ..
ابومشاري الأب الحقيقي لهم بعد وفاة ابوهم
وقف معاهم وقفة الصديق الوفي لابوهم ..
عطاهم ومنحهم وحاول جاهد انه يحميهم .
قالت سارة بانفعال : ولد عمك هذا شايف نفسه الآمر الناهي .. حتى لمن قالت له امي بنجي مع السواق قال لا . فاكر نفسه مين بالله ..
ابتسمت شادن قالت : بنت تراه زوجك مايجوز تقولين عنه كذا .. بعدين معاه حق اجل تبغينه يشيلكم ومعاه شخص مريض ومايدري اش بيصير له .
سحبت سارة منديل و مسحت به دموعها وهي تقول : رفع ضغطي بس اشوا انه اتصل وطمنا على ابوي .. تصدقين شادن ماادري حاسة انه غريب عليّ صوته يفجع ..
عدلت جلستها وكملت : تخيلي تخيلي .. شال ابوي لوحده .. والله اني مو مصدقه الين شفت رجول ابوي ماتلمس الارض .
خبطتها شادن على كتفها بخفه قالت لها : قولي ماشاء الله تبارك الله .. زفرت شادن وتابعت : الحمد لله اني ماشفت عمي ابومشاري وهذا حاله ماادري اش كان صار لي .
حست سارة ان همها انقسم نصين ..
نص بقلبها ونص شالته شادن عنها ..
قالت : الحمد لله انو طلع سكر ومو جلطه او قلب او مرض خطير ..
وقفت شادن وعدلت عبايتها وهي تقول : الحمد لله على سلامته .. خلاااص انا تطمنت على عمي وبرجع للبيت من زمان مااعتمرت واحس رجولي متكسرة .. حتى امي ياقلبي عليها تعبت من الطواف والسعي ولمن عرفت عن عمي تهيج عليها القولون ..
وقفت سارة معاها وهي تمسك طرف عبايتها وتقول : طيب خلي خالتي ترجع للبيت ترتاح وانتي اجلسي معاي .. اقل شي لين ابوي يرجع .
ردت عليها شادن وهي تقفل ازرار عبايتها تحت فكها ومع الجنب وتقول : بنجيكم بإذن الله الليلة او بكرة .. الحين انا هلكانه .
طلعت لامها الجالسه مع ام مشاري ووجهها متهلل بسلامة الغالي ..
وقفت ام نايف اول ماشافت شادن قالت : يالله الحمد لله على سلامة ابوكم احنا بنمشي ونجيكم الليلة ولا بكرة ..
قدرت ام مشاري تعبها ووصلتهم هي وسارة للباب وسوالفهم ماانقطعت الا لمن خرجوا ..





***




راجع من المستشفى وابو مشاري على يمينه يتفحص الأدوية اللي فرضها عليه الطبيب وعبوات الإبر المخصصة لمرضى السكر ..
مرض السكر للي في الخمسين او الستين يعني اشارة خطر ..
ممكن يجلب الجلطات ..
ممكن يؤدي لأمراض اخرى منها الهشاشة والضغط ..
قال فهد بمحاولة منه تشتيت افكار ابومشاري المحصورة في صحته ومستقبله .. : ابومشاري .. تراني دقيت على ولدك الخبل كان ناوي يرجع وحلفت عليه مايرجع الا بموعده .. موب مصدقني انك بخير وماصدق الا يوم كلمه نايف وحلف له .
ضحك ابومشاري قال : كلمني وتطمن بنفسه عليّ .. والله ماكنت ابغاهم يكلمونه بس سارة الله يهديها قالت له .
رد فهد عليه بابتسامه قال : الله يخليك لهم اكيد انه من خوفهم عليك .
مرت دقايق صمت قطعها فهد وهو يمد يده على ابومشاري ويربت على كتفه ويقول : انزل انزل لبيتك والحمد لله على سلامتك ..
قبل مايتكلم ابو مشاري باغته فهد بسؤاله : تقدر تمشي ولا تعبان .
رفع ابو مشاري يده ويده الثانية تفتح الباب وعيونه على سيارة نايف اللي وقفت بجنبهم قال : الله يجزاك خير وفيت وكفيت وماقصرت ... بس انزل تقهوى معاي انا ونايف .
طفى فهد محرك سيارته وترجل منها وأكياس ادوية ابومشاري في يده ..
قال لنايف بصوت عالي : ياابو خالد ورى ماتروح ترتاح وانت جاي من مكه وتعبان .
رمقه نايف بنظره زعل قال : ارتاح اذا تطمنت على عمي ابومشاري .
رد ابومشاري بامتنان : طمن قلبك ياولدي ..الله يريحك باللي يرضيك .
ابتسم فهد لنايف وهو يتبع ابو مشاري ويصاف نايف في المشي قال بصوت حاول ان ابو مشاري مايسمعه : وراك قالب(ن) خشتك لايكون منال مطنشتك للحين .
رد نايف عليه بعصبيه : لا ماطنشنتني ابشرك سهران معاها للفجر .
رفع فهد حاجبه قال بجديه : من جدك ..؟
دخل نايف ورى ابو مشاري لقسم الرجال متجاهل فهد بعد تجاهله لمكالمته وحرقة اعصاب نايف على ابومشاري اللي بمثابة والده ..
دخل ابو مشاري لاهله وجلسوا فهد ونايف في المجلس ..
قال نايف وهو يمس ظهره : والله ياتعبنا تعب اعوذ بالله ... الحرم مليان حجاج ماتلقى مكان لقدمك .
رد فهد عليه وهو ينزل شماغه وينفضه ويلبسه من جديد : ايه اعوذ بالله مكه ماتنقرب الايام هذي .. آآآه يالتعب .. تصدق اني على عظمين لي ثلاث ساعات .
دخل عليهم ابومشاري وهو يقول بتعب : الله يعينك يافهد على هالبنت .. خوافه وماعندها صبر ومتهورة ماتقدر تمسك دموعها ..
التفت فهد لنايف وكأنه مايبيه يسمع ..




وردة الشرق غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.