|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-08-09, 08:08 PM | #20 | ||||
عضو موقوف
| الفصل الثاني 2- أشواك بلا ورود قال كونراد بحزم: ( أريد أن أعرف كل شيء عن مكتبة في شارع فولهام قرب مستودعات الغاز. لن أتحرك من هنا قبل أن أعرف اسم صاحبتها). كانت وكيلة الدعاية تبحث عنه بلهفة متزايدة. قالت متعهدة: ( سأبحث لك عن ذلك. تعال فقط الآن وتحدث إلي الصحافيين). سألها: ( وكيف ستعرفين ذلك؟). - سأسأل. لا بد أن أحداً بين هذه الجموع يعلم. - لكنني لا أعرف اسم المكتبة. أخذت تحثه علي السير نحو الغرفة حيث اللقاء بالصحافيين, وهي تسأل: ( ماهو شكلها؟ وكم عمرها؟ بماذا تهتم؟). - إنها سمراء صغيرة الحجم ذات عينين كبيرتين بنيتين تتسعان أحياناً وتدمعان وكأنك أعظم شيء رأته في حياتها. إنها في الثالثة والعشرين, وهي عنيفة). فقالت موظفة الدعاية مجفلة بعض الشيء: ( آه, هذا يكفي لكي يجعلنا نعثر عليها, هل قلت شارع فولهام؟). وعندما أنهى حديثه عن كتابه ( رماد تذروه الرياح) كانت قد عادت: ( يبدو أن اسم صاحبته هو "جاز إلين" , اسم المكتبة "باز". لكن طول جاز حوالي ست أقدام, سوداء رائعة اللون ورائعة الجمال). - ليست هي ابحثي مرة أخرى, اسمعي... هي تعرف الكثير عن مونتاسورو, أو تظن نفسها تعلم, فقد كان أبوها لاجئاً. أحد الصحافيين الذي تسلل خارجا من الغرفة أملاً في أن يظفر بحديث خاص مع الأمير السابق, سمع هذا الكلام, فدس نفسه بينهما: ( أتعني ابنة بيتر هيلير؟). قطب كونراد حاجبيه وقال باشمئزاز: ( هيلير؟ ذلك المحتال؟). ضحك الصحافي: ( أيمكنني أن أنقل عنك هذا الكلام؟ إنه مليونير عالمي محترم هذه الأيام.) لكن كونراد لم يبتسم بل بدا منزعجا كل الانزعاج وقال له: ( أتريد أن تقول أن ابنة بيتر هيلير تضيع وقتها في مكتبة صغيرة في ظل مستودعات الغاز؟ لا أصدق هذا). قال الصحافي: ( المكتبة ليست صغيرة. لديها أيضا زاوية خاصة في الإنترنت وضعتها, كما سمعت, ابنة هيلير بنفسها). فقال شخص آخر انضم إليهم: ( أتعني شريكة "جاز إلين" الجديدة؟ سمعت أنها فتاة غير عادية). قال الصحافي موافقاً: ( نعم. كل شخص يعتقد أن المكتبة ستثير فضول الناس في وقت قصير, حسناً, إنها غنية إلي حد تتمكن معه من إدارة عمل صغير كهذا دون أن تخسر). فقال شخص آخر متأثراً: ( معك حق, فرانسيسكا هيلير ليست شريكة غافلة. إنها امرأة مخيفة دائمة التحدي, و"جاز" تراها رائعة). وقال الصحافي بنظرة جانبية: ( وهكذا يراها الأمير كونراد كما يبدو). لكنه لم يحصل علي الجواب الذي رجاه, لأن الرجل الطويل نظر إليه لحظة صامتاً, وعيناه غير مقروءتين, ثم أشاح بوجهه هازاً كتفيه, وقال يحدث موظفة الدعاية دون اكتراث: ( هل لك أن تحصلي علي العنوان لأجلي؟ فقد وعدتها بأن ألقي لديهم حديثاً في إحدى الأمسيات). لم يعد إلي سيرة فرانسيسكا هيلير بقية المساء. وبدلا من ذلك, وزع اهتمامه علي كل الموجودين, كما أنه بقي إلي نهاية الحفلة. لكنه لم ير أثراً لفرانسيسكا هيلير. أخيراً ترك الحفلة بخطوات واسعة غير سريعة حتى غاب عن النظر قبل أن يتسني لأحد التفكير في مناداته للعودة. * * * فرانسيسكا, ياله من اسم غريب لفتاة نصف انكليزية ونصف مونتاسورية! شعر وجبين واسع وملامح بشبه ابتسامة غامضة. طبعاً, لم تكن فرانسيسكا هيلير هادئة هذا المساء لكنها لم تصادفه بصفتها من الجيل الثاني المونتاسوري لكي تخدعه وتستولي علي ثقته. هذا لا يعني أنها تعتبر نفسها مونتاسورية. فكل ذلك الهراء الذي قالته عن قطاع الطرق! كان عليه أن يتحداها بالنسبة إلي ذلك علي الفور. ولم يعرف لماذا سكت. رباه! بل يعرف. يعرف بالضبط لماذا, فقد كانت تنظر إليه بتينك العينين الواسعتين, وكأنها موجودة في حلم, وكل ما كان يريده هو أن يدعيها تنظر إليه بهذا الشكل إلي الأبد. نعت نفسه بالحماقة. والغباء! كل ما كان يهمها هو أن تحصل علي أمير لأحدى مناسبات مكتبتها, وكل ما استطاع أن يعرفه هو أنها في العمل بمهارة أبيها, وابنة بيتر هيلير هي آخر شخص قد يتورط معها. نعم. ذلك أفضل. سيتمشي قليلاً ليفكر في كل شيء يعرفه عن أبيها. ذكر كونراد نفسه بأنه يعلم كل شيء عن بيتر هيلير ومعاملاته التجارية, وكل الجالية المونتاسورية تعرف ذلك, فهم يعرفون أن هيلير رجل عديم الرحمة مولع بالمكاسب وغير شريف أبداً... وقد سخر عدة أشخاص من الجالية المونتاسورية لمصلحته بشكل قاس أناني دون أي جرم اقترفه أولئك سوى الترحيب به عند مجيئه إلي لندن. سيضع فرانسيسكا هيلير الغامضة ذات العينين النديتين في مكانها الصحيح لأنها ابنة بيتر هيلير. ولكن هذا لم يحدث, فقد نفذت فرانسيسكا تحت جلده كشوكة الوردة. أسرع كونراد في سيره دون أن يلحظ برودة الليل أو المطر المتقطع وكان يحاول أن يقنع نفسه بأنها غلطة آنية, وأنه لا يريد في حياته امرأة يخجل من تقديمها إلي جده أو شعبه ... وأنه لا يريد أيضا في حياته فتاة بريئة غامضة العينين. ثم تذكر كيف رفعت رأسها مجفلة عندما ظنته يسخر منها. وكيف انحبست أنفاسها عندما لمسها. وتذكر العينين الكبيرتين المتسائلتين اللتين شعر بهما تنظران في أعماق روحه. حدث نفسه بأن فرانسيسكا هيلير إما ورثت عن أبيها معاملاته الماكرة، وفي هذه الحالة لا تصلح له. وإما هي فعلا كما بدت له هذه الليلة.... ولكن ليس هناك فتاة في الثالثة والعشرين بهذا الوضوح والغفلة والضعف.... وإذا كانت كذلك حقاً.... آه، إذا كانت كذلك حقاً, فإن كونراد دوميتيو ليس بالرجل الذي يصلح لها..... * * * | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|