|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-08-09, 05:21 AM | #15 | ||||
| -هل تتمتعين بإجازتك؟ جاءها صوته مع انبعاث الاصوات الموسيقية الصادرة عن الفرقة الموسيقية التي بدأت العزف. وازاحت كاثي مزهرية الورود التي تتوسط الطاولة بينهما ثم أجابت: -نعم. . . أظن هذا. لم نمض هنا سوى يومين. لاحظت ان عيناه تحملقان في يديها فعرفت انه يبحث عن خاتم له صفة خاصة. رفع بصره عن يديه ليحطه على وجهها: -أتظنين فقط أنك تتمتعين؟ ألا تعلمين أن كل شخصين يشكلان رفقة ممتازة أما الثالث فكأنه شوكة في الخاصرة؟ ضحكت كاثي حتى ارتد رأسها إلى الوراء, فتركزت نظراته على قسمات وجهها ثانية. لكنه لم يشاركها الضحك. أحست بالصدمة تسري في عمودها الفقري وقد لاحظت فجأة شدة وسامته. فكرت. . . لو أنني فقط أتمكن من رؤية وجهه, لو أن وجهه متحرر من اللحية و الشاربين. . . يوما ما. . . ستقنعه امرأة ما بأن يزيل كل هذا. تمنت دون أن تشعر بان تكون هي هذه المرأة. . . وضع ما طلبه أمامه, فنقد الثمن فورا مرفقا بعلاوة لا شك أنها مرتفعة نظرا للانحناءة التي قام بها الساقي له. قالت موافقة: -الثالث شوكة في الخاصرة. . . لكنني استبقيت ألمها لنفسي. -لا بد أن هناك سبب. قالت له على مضض: -لقد انفصلت عن صديقي, فألغى حجزه للإجازة. ضاقت عيناه لحظة, ثم ابتسم و علق: -وهذا ما تركك وحيدة. -لقد اسأت التقدير حولي مرة أخرى سيد. . . أنا آسفة, لا أعرف اسمك. -باركو! جريج باركو. . . و قبل أن تسألي, انه اختصار لاسم جريجوري. . . و أنت كاثي. لقد سمعت صديقاك يناديانك, كاثي ماذا؟ -لونرغان. ولم ترد . . . يبدو أنه يعتبر بأن أمامه صيدا ثمينا فهي دون رفيق, وهذا يعني أنها عرضة لملاحقاته, فسألته: -هل زوجتك معك سيد باركو؟ أو ربما صديقتك؟ فابتسم وكأنه فهم صدها له. -لا. . . للسؤالين. اندفعت عيانها نحو المدخل, لتجد ادي هناك يبحث عنها. أما هو جريج باركو فتبع اتجاه نظرها. . . قالت له وهي تقف: -أرجو ان تعذرني. شقت طريقها بين الجموع. . . وعندما واجهت ادي قال: -آسف يا كاثي, لن ننضم إليك الليلة, هل لديك مانع؟ ابتسمت: -دعك مني يا ادي. . . سأكون على ما يرام. لدي رفيق هو ضيف لم أدعه, لكن بالنسبة للظروف الحاضرة, لا بأس بوجوده. -أليس هو ذلك الرجل الذي لم يرفع عينيه عنك طوال العصر؟ حسنا, على كل الاحوال من المفترض أن تكوني على ما يرام, اتركيه بحيرة. وبعيدا عنك. فضحكت كاثي: -أهذه نصيحة من الهم ادي؟ حسنا. . . أعرف تماما كيف أعتني بنفسي خير عناية. -سنراك إذن صباحا ساعة الفطور. راقبته يبتعد وهي تشعر بأنها عرضة لخطر داهم. فكل الناس حولها يمرحون ويضحكون أو يرقصون أما هي فتبدو الشاذة الوحيدة بينهم. ما كان يجب أن ترافق صديقيها في هذه الرحلة. أما الآن فالخير لها العودة إلى غرفتها. تحسست حقيبتها لتكتشف أنها نسيتها و أن عليها العودة إلى الطاولة في مطلق الأحوال. سألها جريج باركو: -لا. . . ولقد عدت لأستعيد حقيبتي. . . هذا غريب. . . لقد ذهبت! هل رايت من أخذها؟ لم يرد على سؤالها, بل سألها: -وهل تسمحين لي أن أحل مكانهما؟ -ولكن يجب أن أجد حقيبتي. . . أرجوك اتساعدني؟ فابتسم و كأنه يتمتع بحيرتها: -اجيبي عن سؤالي أولا. . . ثم أجيب عن سؤالك. -أوه . . . أجل. . . أجل. . . ! والآن قل لي هل رأيت حقيبتي؟ -لقد اتفقنا اولا على أن أكون رفيقك الليلة. صحيح؟ ردت بنفاذ صبر بهزة من رأسها. . . فأكمل: -ثانيا, أجل لقد رأيت حقيبتك. لقد شاهدت يدا أخذتها. -ولكن ألم توقفها؟ كان يستند إلى الكرسي, مادا ساقيه عاقدا ذراعيه وابتسامة تريح الخطوط حول فمه. عزفت الموسيقى وبدأ الراقصون بالرقص فقال بهدوء: -اليد التي رأيتها. . . كانت يدي. . . أتريدين حقيبتك؟ ها هي تفضلي. سحب الحقيبة من جيبه, ثم أمسك يدها بشوق. -لماذا فعلت هذا؟ ألا تعرف أنك بذلك تخيفني؟ غاصت في المقعد. فمال إلى الأمام, و أطبق يديه فوق الطاولة. تراقصت عيناه البنيتان بمرح أم بسخيرة يا ترى؟ لم تستطع أن تحدد انطباعه جيدا بسبب هذه اللحية التي تخفي انفعالاته قال لها: -أنت إحدى اثنتين إما ممثلة قديرة أو أن ذاكرتك بحاجة لتحليل. -عم تتكلم.؟ أتعني أنني أردت إيجاد عذر للعودة إليك مستخدمة حقيبتي لهذا الغرض؟ -أنا أميل إلى هذا التفسير. دفعت كاثي كرسيها إلى الوراء ووقفت, فأمسك ذراعها يحثها على الجلوس. -لقد وافقت على أن تكوني رفيقتي الليلة يا كاثي, الا تذكرين؟ بدا لفظه اسمها غريباو و مغريا. كما أن الشعور الذي احسته عندما لمسها كان له تأثير صوته الخقيض العميق, دقت في داخلها أجراس الخطر فهي فتاة في الثالثة و العشرين من العمر وهذا يعني انها قادرة على فهم ما يسعى إليه. ولكن من يدري, فلعلها بعد امسية واحدة برفقته تفضل البقاء وحيدة أثناء العطلة. أعجبتها هذهر الفكرة التي عنت على بالها ثم قررت الموافقة على السهر معه لتتجنب اسئلته. -هذه الامسية فقط. . . سيد باركو. -هل ترين أن قضاء بضع ساعات برفقتي ستكون افضل من قضاء الأمسية وحيدة؟ هزت رأسها مبتسمة فكان منه أن راقب الابتسامة دون أن يردها بأخرى ووجدت هذا تجربة غريبة. فالرجل يثير فضولها. ثمة غموض غريب حوله خاصة وجهه المختبئ خلف هذه اللحية. قال لها: -هل آتيك بشيء تاكلينه؟ أم ببعض الشراب؟ -لا شيء. . . شكرا. -ألن تناديني جريج؟ ألا يمكنك هذا؟ كانت عيناه تضحكان فاشتدت خفقات قلبها وهي ترد له ضحكته. -قد أقدر. . . هل لي ان أحاول؟ جريج. -عظيم. . . إنها تتكلم لغتي! | ||||
30-08-09, 07:39 AM | #16 | ||||
| تمنت لو تعرف المزيد عنه, عدا تلك اللكنة الخفيفة في كلامه. . . سالته: -أنت انكليزي؟ -انكليزي؟ ولي اسم كهذا؟ يا إلهي يا امرأة. . . أنا اسباني! فخور بما ورثته والآن هيا يا بنا يا جميلتي كاثرين. . . هيا بنا نرقص. خلع سترته ليضعها حول الكرسي, ثم تقدم ليقف قربها. بعد هذه الدعوة , علمت أنها لن تستطيع الرفض, فليس ذلك فحسب بل أنها ما عادت ترغب في الرفض, فلمسة يده لجيدها جعلتها ترغب بالمزيد من اللمسات. التقطت حقيبتها ثم نظرت إليه وإذ بقلبها ينقلب رأسا على عقب. أحست بالهزيمة امامه, لكنها قالت: -أنا آسفة. . . لا أرغب في الرقص. اشتدت ذراعه حول خصرها. -اوه. . . لكنني أرغب في الرقص. أخذ حقيبتها من يدها ليدسها في جيب سترته: -ستكون بأمان هنا. أحست بالروعة بأن تكون بين ذراعية. . . ولكنه لم يقفل المسافة بينهما, بل كانت يده على ظهرها ممدودة بينما الأخرى متشابكة كع يدها. ابتسم لها, لكنها أحست بالقلق الشديد حتى عجزت عن رد ابتسامته. . . فقال بصوت منخفض: -هوني عليك كاثي. . . فأنا لا أخدعك. فتحت هذا المظهر رجل صادق شريف نظيف. فضحكت كاثي: -أنت تصوب إلى الهدف جيدا. فهل هذا مؤثر على كل نسائك؟ اجتاحت قسماته الجديه: -أتقصدين أن ذلك لم يكن له أثر عليك. صدقينني أنه ليس من عادتي إقامة علاقة قصيرة مع النساء. سمعا تصفيرا خفيفا من جانبهما فالتفتت كاثي حيث ادار جريج نظره. فإذ بأحد رفقائه الثلاثة يرفع إبهامه عاليا, فصاح بهم بلكنته الإسبانية الصريحة: -اوتش. . . اغربوا عن وجهي. ابتسمت كاثي لهم اولا ثم لجريج. -لماذا يضحكون, ألم يسمعوك تتكلم بهذه الطريقة من قبل؟ -قلة من الناس يسمعون هذه اللهجة مني. . . لكنك تخرجينني عن طوري. أحنت رأسها إلى جانبها متسائلة: -كيف؟ -تجعلينني ارغب في تمثيل دور الأبله وما ذلك كله إلا لإرضائك و إضحاكك. في كلماته مغزى, ولكن هذا المغزى ضللها. وهي لو حاولت التفكير فيه, فستقلق. و أرادت أن تسأل: لماذا. . . لماذا؟ و لكن كل ما قالته كان: -أحب الضحك لأنه يجعلني احس بأنني على ما يرام. -إذن علي مضاعفة لعب دور الأبله. كان كلامه خفيضا, عذبا, وهو يحني رأسه لتستقر شفتاه على شعرها دون أن تعترض مع أن المنطق يقتضيها ذلك. قالت لعقلها الباطن مدافعة: هذا يعجبني. . . وهو يعجبني كذلك. سألها: -هل صديقاك في شهر عسل؟ -نعم. . . ولا. لقد كانا مخطوبين عندما حجزنا لهذه الرحلة. ثم قررا فجأة منذ خمسة أسابيع الزواج. -ألا يزعجك أن تكوني الشاذة بينهما؟ نظرت إليه, ثم قالت دون أن تعي الحزن في كلامها: -وما رايك؟ -رأيي أنك تبدين كالحمل الضائع. فضحكت: -لكنني لست كذلك الآن. ليس وأنا. . . أدركت ما كانت على وشك أن تقوله, فاشاحت بوجهها عنه: -انس الامر. توقفت الموسيقى لكنه لم يتركها. بل ركز عينيه على عينيها المرفوعتين إليه: -انسى ماذا؟ و كيف انسى و أنت معي؟ كوني نبيلة و اعترفي أنني على صواب. -أنت رفيق طيب. فضحك عاليا: -هذه مراوغة تعتمدها المرأة التي لا تريد الاعتراف بأن رجلا يعجبها! -ولكنك تعجبني حتى الآن. . . و لكن. . . و لكن ألا تظن أن هذا مناف للعقل قليلا؟ لقد التقينا بعد ظهر اليوم. ولا أعرف شيئا عنك. على الأقل أنت تعرف أنني في إجازة. بينما على ما أظن أنك لست كذلك. لم تكن كاثي تتوقع هذه التقطيبة. -ومن أخبرك أهو حدسك؟ -هل هو حدسي؟ ابتسمت له ثم عاودوا الرقص, وقد عاد إليه مرحه, فقالت: -لقد كنت على حق إذن. . . أنت هنا للعمل لا للهو؟ -صحيح. أنا هنا للعمل. . . و للهو. ولم لا يكون لي ذلك و أنا في جزيرة لها هذا المناخ الرائع و هذه المناظر الخلابة؟ -وبماذا تعمل؟ هل تمانع لو سألت؟ -في الاستيراد و التصدير و الأعمال الحرة. . . تمويل مشاريع و ما شابه. -أعرف ما يعني هذا. فأنا أعمل في شركة استيراد و تصدير. . . تدعى ايستمان كوربريشن العالمية. أتعرفها؟ -وكيف لا أعرفها و أنا أخوض في ميدان هذا العمل؟ هل مقر عملكم في نيويورك؟ -اجل . . . و أنت أين مقركم؟ كان في رنة صوتها لهفة غريبة, فابتسم لها: -العالم كله مقر لي. -أوه. . . لشركتنا فروع في لندن و باريس أيضا. -هل قصدتها يوما أم تفضلين العمل في نيويورك؟ -للعمل في نيويورك أفضلية, لكنني مع ذلك أحب العمل في بلد غريب عني. توقف الكلام بينهما قليلا, فلاحظت أنه ضمها إليه أكثر. . . كانات التجربة مثيرة لها, ذاك أن جسدها كله قد عادت إليه الحياة فلفته إثارة غريبة وتسارع فيه كل شيء. أقلقها الإضطرار إلى الاعتراف بأن هذا الغريب هو مصدر انتعاشها لكن ما الفائدة وهي تعلم أنها بعد هذه الليلة قد لا تراه ثانية . | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|