آخر 10 مشاركات
غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حبيبي .. أبقني قريبة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أحلام مستحيلة (37) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : سما مصر - )           »          132 - قبضة من وهم - فاليري بارف (الكاتـب : حبة رمان - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-09, 01:59 AM   #11

DrEeM NiGhTs

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية DrEeM NiGhTs

? العضوٌ??? » 42148
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,490
?  نُقآطِيْ » DrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond reputeDrEeM NiGhTs has a reputation beyond repute
افتراضي




ننتظرج أختي أمل بيضون...روايه وايد رووووعه...


DrEeM NiGhTs غير متواجد حالياً  
التوقيع
سبحانكـ اللهم وبحمدكـ

أشهد أن لا إله إلا أنت

أستغفركـ وأتوب إليكـ

***************
رد مع اقتباس
قديم 13-09-09, 02:38 AM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- عودي الى عملك يا آنسة
حتى في الساعات الأولى من بدايات أسابيع العمل وبعد العطلات الأسبوعية , لم تكن غرف الموظفين في شركة " كارونا ستيل" تخلو من جو التنافس والمناورة , ويرجع ذلك في جزء منه الى أختلاف تقييم الشركة لمستخدميها , وكان المسؤولون عن الشركة يدركون تماما أن المستخدمين يستغرقون جزءا كبيرا من بدايات الأسبوع هذه الأيام ليهيئوا أنفسهم فكريا للعمل , وأن المستخدمات بصفة خاصة لا يطمئن لهن الا بعد التأكد من أنهن يبدون في أجمل مظهر , ووفرت الشركة كافة وسائل الراحة اللازمة لكل من يعمل لديها , لذلك كافة وسائل الراحة اللازمة لكل من يعمل لديها , لذلك كانت غرفة السيدات في الطابق الخامس , وهي تضم كل ما تحتاج اليه السيدة العصرية , من مرافق الأغتسال , أجهزة وبيع العطور والمناشف , بل والثياب من الأنواع التي توجد في فنادق الدرجة الأولى.
وفي اليوم الأثنين التالي للقاء ميراندا مع جايسون , كانت ميراندا في غرفة السيدات مع زميلاتها , وأرادت سوزان صديقتها شراء ثوب وفتحت حقيبتها لتحصي النقود وشفتاها تتحركان في صمت وهي تعدها , ثم غمغمت متذمرة وهي تقول:
" يا للعنة , أن شراء جوارب حتى من الأنواع الرخيصة سيجعلني مفلسة اليوم, ميراندا هل يمكن أن تقرضيني جنيهين ؟ من فضلك... سأردهما لك غدا دون تأخير , أعدك بذلك".
وكانت تحدق في ميرندا برجاء من خلال المرآة , وهي نافذة الصبر , وأضافت:
" أذا لم تعطني فلن أتناول طعام الغداء أو سأضطر الى أن أقطع المسافة في العودة الى منزلي سيرا على الأقدام".
وضعت ميراندا المشط من يدها دون أن تنطق بكلمة ومضت الى حقيبتها وأخرجت منها النقود ووضعتها أمام سوزان , فغمغمت هذه قائلة:
" شكرا لك , سأظل ممتنة لك الى الأبد".
وسارعت بشراء الجوارب والذهاب لأرتدائها , وعندما عادت الى المرآة لتلقي بنظرة أطمئنان على منظرها , كانت ميراندا ما تزال واقفة بلا حراك, وقالت سوزان:
" أنه ليس رديئا , وأن كنت أفضل الأنواع الموجودة في الآلة الأخرى , لكنها غالية فالأدارة تحقق منها ربحا كما هو شأنها في كل شيء , ميراندا ما بالك؟ أنك تبدين كأنك رأيت شبحا".
وأبتعدت ميراندا عن المرآة وهي تقول:
"هل أبدو كذلك؟ أنني شاحبة بصورة طبيعية , هل أنت جاهزة يا سوزان؟".
" نعم".
" هيا بنا".
وأسرعت رينا هارفي في زميلتها وهي تقول تعليقا على حالة ميراندا:
" أنها تبدو كأنها ذاهبة الى المقصلة , ما بالك يا ميك؟".
" لا شيء".
وزمت ميراماد شفتيها وهي ترى رينا هارفي , تتجه الى الباب معها , أنها ثرثارة تتدخل فيما لا يعنيها , وأنتظرت ميراندا صديقتها سوزان بفروغ صبر , وعندما جاءت هذه طفقت تثرثر عن جواربها , بينما وقفت ميراندا تسترق السمع اليها وهي أمام المرآة وقد سمعت منها الكثير مما جعل وجهها شاحبا , فقد عاد جاسون.
جلست ميراندا الى مكتبها ونزعت غطاء الآلة الكاتبة , آه لو علمت رينا هارفي كم كان كلامها قريبا من الحقيقة , فقد مضت تسعة أيام بالضبط على تلك الليلة التي حاولت فيها المبيت في مكتب جاسون , كانت أعصاب ميراندا قد بلغت أقصى حدها من التوتر , ففي ذلك اليوم كانت تنتظر أستدعاءها للتحقيق , الأمر الذي يعني أنهاء عملها , وعندما حلت الساعة الخامسة ولم يجيء , تجرأت وتنفست في أسترخاء , وعندئذ عرفت أنه مسافر , في بون , لذلك لم يجيء أصلا.
وفي يوم الأربعاء التالي أخبرتهم رينا التي لا يفوتها شيء أنه أتجه الى ستوكهولم , وأنه يتوقع عودته في اليوم التالي , وسيذهب الى نيويورك في الأسبوع التالي , راودت ميراندا فكرة أن تتمارض يوم الخميس , بأمل أن ينسى كل شيء عنها لدى عودته من أميركا , لكنها سرعان ما تخلت عن هذه الفكرة , هل سيهتم بأن يستدعيها شخصيا ؟ وتذكرت قوله لها :
" أخبريني بالحقيقة قبل أن أتمتع بفصلك شخصيا والألقاء بك خارج المبنى".
لكنه أخذها للعشاء , حيث أصبح ساحرا جذابا تماما , أنها لم تخرج أبدا مع رجل مثله , متحضر , مطّلع وجذاب بطريقة مغرية حتى وأن كانت ترعبها , لا .... لا يمكن أن يفصلها!
وتنهدت بصوت مرتفع محاولة أن تمحو ذكرى جاسون من ذهنها وأن تركز على عملها , ولو كان لها أن تشغل بالها فذلك يجب أن يكون في سبيل البحث عن سكن آخر ملائم لها , وربما كان السكن الذي ستراه الليلة هو الحل , لكن جاسون ستيل ظل حتى وهو بعيد يسبب قلقا لميراندا في كل لحظات يقظتها , ومر اليوم مثل أي يوم عمل آخر ولم يتم أستدعاؤها , لكن هل سيحسم شيئا من أجرها في آخر الشهر؟ وبعد أن تناولت طعاما خفيفا مضت تذرع المدينة تفتيشا عن شقة أخرى صغيرة تشارك فيها زميلة أخرى.
وللمرة الأولى منذ أن بدأت بحثها شعرت بتفاؤل وهي تضغط على جرس الباب.
كان الشارع يبدو هادئا يبعث على البهجة , والمنزل على طراز عصر الملك أدوارد , تم طلائه حديثا , وتنسدل الستائر على كل شبابيكه , وأحست أن روح عمتها هيستر تبارك أتجاهها لهذا المنزل.
وعندما أنفتح الباب ورأت ميراندا سيدة سوداء الشعر تقف قبالتها مبتسمة أحست بتفاؤل أكثر وقدمت السيدة سوندرز نفسها وهي تتأمل ميراندا , ويبدو أن ما رأته منها سرها لأنها أبتسمت مرة أخرى بطريقة غير رسمية وتطوعت بأخبار ميراندا بأن تلك هي أول تجربة لها في تأجير جزء من البيت , فقد تزوجت أبنتاها وهي أرملة وتوصلت الى قرارها هذا بعد أن أخبرتها أبنة أختها أنها ستجيء الى لندن لتعمل وأنها تريد مكانا للأقامة فيه , ومضت تقول:
" ومن ثم فأنك ستشاركينها الشقة , أرجو أن تسامحيني لما أقول, لكن عليّ أن أكون حذرة فتلك أول مرة تبعد فيها جان عن بيتها وأختي ليست سعيدة بذلك فهي تؤمن بأن كل فتاة صغيرة تذهب الى لندن يعني أنها تذهب للشيطان".
وأبتسمت , لكن وجه ميراندا البيضاوي ظل جادا وهي تقول :
" نعم , أدرك ذلك تماما , وهذا هو السبب في أنني هنا فأن روحي تكاد أن تزهق من المكان الذي أعيش فيه حاليا ".
" نعم , أن الأمر يستغرق وقتا كبيرا حتى تجدي مكانا في مدينة غريبة خاصة أذا كان ذلك في المرة الأولى التي تبتعدين فيها عن بيتك , هل تريدين رؤية الشقة؟".
" نعم, لو تكرمت".
لم تكن الشقة كبيرة , كانت تتكون من غرفة نوم أمامية وغرفة أضافية في الدور الأول , لكنها كانت مزخرفة بطريقة تدل على الذوق والستائر الجديدة مبهجة وجذابة , كانت هناك خزائن واسعة , ووحدة غسيل ومطبخ.
وقالت السيدة سوندرز وهي تبتسم :
" تستطيعي أن تضيفي الأشياء الصغيرة الخاصة بك أذا كان ذلك يسرك".
ويبدو أنها كانت تنتظر ردا , وترددت ميراندا , كان الأيجار أقل مما تدفعه حاليا وأخيرا قالت:
" أنها لطيفة , وتبدو معقولة للغاية".
" ليس لديّ النية أن أستغل الشباب , وسنكون أنا وجان وأنت بمثابة أسرى , وضميري لا يسمح لي ألا بأن أتقاضى منك ما ستدفعه جان , متى ستنتقلين الى هنا؟".
كانت ميراندا مملؤة غبطة وهي تعود الى الشقة القديمة , جان لن تصل قبل الشهر المقبل , لكن السيدة سوندرز قالت أنه ليس على ميراندا أن تنتظر مجيئها حتى تنتقل الى الشقة , ثم تحدد موعد الأنتقال في عطلة نهاية الأسبوع التالية ورغم أنها لم تكن تعرف عن زميلتها في الشقة سوى ما قالته لها السيدة سوندرز , شعرت أنها تستطيع أن تحيا حياتها في المستقبل بلا تدخل في شؤونها.
لكنها ظلت طويلا تفكر في أخبار زميلاتها في الشقة القديمة وأدركت أنها تخاف منهن , كن متلهفات أن يعرفن أين ذهبت الليلة التي أقمن فيها حفلهن , ورغم أنها لم تستطع أن تقاوم الرغبة في أخبارهن بأنها تناولت العشاء مع رجل , فرفضت أن تكشف لهن عن شخصيته , وكان من المشكوك فيه أنهن صدقنها وأمطرنها بوابل من الأسئلة والأستجوابات جعلها تتساءل بينها وبين نفسها أذا كن سيصدقنها لو قالت لهن الحقيقة كلها فيما يتعلق بتلك الليلة.
ومع ذلك فلم يكن هناك مبرر لخوفها من رد فعلهن أزاء قرارها, فلويز لم تكن تبالي بشيء سوى شؤونها في ذلك الوقت , وكانت فاندا في حالة مزاجية تدفعها للمشاكسة والفضول , وجين وحدها أثارتها فكرة البحث عن فتاة رابعة لكن فاندا قالت أنها تعرف واحدة وقالت جين:
" أذا لم تكن هذه الفتاة مناسبة , فأنك ملزمة يا ميرندا بدفع أجرة شهر آخر , فنحن لم نطلب منك الرحيل".
ولم تعقّب ميراندا على ذلك رغم رغبتها في ذلك , أذ أحست أن المشكلة على الأقل قد حلت , وكان الأسبوع التالي مزدحما بالعمل ومضى سريعا , وفي صباح يوم الثلاثاء طلبت من صديقتها سوزان وهما في طريقهما الى العمل أن تعاونها في الأنتقال , حتى لا تضطر الى مطالبة زميلاتها في السكن بمعاونتها , وقالت لها سوزان:
" كنا أتساءل عما ستفعلينه , وأنا تحت أمرك تماما , لكن لماذا لا تعاونك زميلاتك في السكن , أعتقد أن السبب هو أنك مستقلة عنهن ومن ثم فهن لسن ****ات عنك".
" حقا , لست أشعر بذلك , وعموما شكرا لك , فأنت صديقة مخلصة وسأرد الجميل لك يوما ما , أنني قلقة نوعا ما , حجزت سيارة تاكسي وآمل أن يكون السائق ودودا , لكن حظي سيكون سيئا لو جاء سائق شرس فستضيع مني أشياء كثيرة وتضطرب أحوالي".
" نسيت أختي مرة علبة في سيارة تاكسي , كانت ذاهبة الى حفلة لتمضية ليلة في منزل صديقة لها , ومن ثم عبأت ما تحتاجه للذهاب للعمل في اليوم التالي في العلبة , ولم تدرك ما حدث الا بعد أن مضى التاكسي , ولم تستطع أن تتذكر رقمه , وضيّعت نصف الحفل في محاولة الأتصال هاتفيا لتعقب السائق , وعندما عرفته قيل لها أنه مضى في رحلة لخارج المدينة...".
لم تكن ميراندا تصغي , فقد توقفت في منتصف الطريق الى مصعد الشركة وأخذت تحدق عبر الردهة الرئيسية , كان جاسون خارجا من المصعد مسرعا لا يلتفت يمنة ولا يسرة , وكان الموظفون يفرون من أمامه ليفسحوا له الطريق وهو متجه الى الأبواب الرئيسية , وأغلقت الأبواب من خلفه لكنها لاحظت أن ضوء شمس الصباح قد جعل شعره الأسود المنسدل على صدغيه لامعا ومتميزا عن لون بشرته التي تبرق كالفضة , لماذا تضفي عليه لمسة الفولاذ التي يتسم بها شعره مثل هذه الجاذبية ؟ وأخذت كل الموظفات السائرات في الردهة يصلحن من زينتهن في الخفاء ووقف جاسون ليتحدث الى شخص ما خلف تمثال من الصلب ينتصب في الردهة. هل كان ذاهبا؟ هل هناك شيء ما؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-09, 05:45 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهتفت بها سوزان:
" ميراندا , ماذا أصابك بحق السماء؟".
"لا شيء ... أنا...".
وحاولت أن تعود الى طبيعتها وأن توجه أنتباهها الى سوزان , أما في داخلها فكانت أفكارها ما تزال مع جاسون وكانت هناك مشكلة أخرى تقلقها هي مشكلة دينها مع جاسون , ربما كان الأمر لا يعني شيئا بالنسبة اليه , فهو رجل لا يهمه أن يذهب في رحلة ليوم واحد الى أكابولكو لرؤية فتاته , لكن المسألة هامة بالنسبة الى ميراندا , فما الذي ستفعله أزاء فاتورة الفندق تلك؟ لا شك أنه ليس فندقا رخيصا , لو كان معها نقود حينذاك لأصرت على الدفع بنفسها ولكن لم يكن لديها نقود وما زالت تحس أرتجاف اللحظة التي أقتربت فيها من موظف الأستقبال في الفندق بعد الأفطار , لم يكن ذلك سهلا.
وفي أصيل ذلك اليوم توصلت الى قرار وقبل أن تعيد التفكير فيه ثانية وجدت نفسها في المصعد وهي تضغط زر الدور الحادي والعشرين وقبل أن يتوقف , شعرت بتوتر عنيف وساورتها بعض الشكوك , كان السكون مخيما وكان أحساسها بوقع قدميها على السجاد السميك مألوفا لديها , وكذلك الجدران البيضاء والأبواب الزجاجية للغرفة الأستقبال الخارجية وأستعدت للقاء الآنسة مايو السكرتيرة التي نهضت من مكانها وأستعدت لمقابلة تلك الفتاة المقتحمة , كانت الآنسة مايو مشهورة بشدتها , لا أحد يعرف عمرها, الذي تتراوح التخمينات حوله بين الأربعين والستين , كما لا يعرف أحد أي تفاصيل عن حياتها الشخصية , فقد قال البعض أنها ترعى والدا مريضا , وقال آخرون أنها متزوجة , لكنها تؤمن بفصل المسائل الشخصية عن مقتضيات العمل , وقال آخرون أنها خليلة والد جاسون السابقة وأنها وعدت الرجل العجوز وهو على فراش الموت بأن ترعى شركة كارونا ستيل طالما كان أبنه يحتاج اليه , وأيا كانت الحقيقة , فلا أحد يستطيع أن يتجاهلها ألا أذا كان جاسون هو الذي يطلب ذلك.
وتفحصت السكرتيرة ميراندا وهي تطلب مقابلة جاسون وتقول لها بنصف أبتسامة باردة:
" السيد ستيل في أجتماع , هل الأمر هام؟".
" نعم , أن الأمر كذلك".
" لو تركت له رسالة , فسأطلعه عليها بمجرد أن ينتهي الأجتماع".
وفجأة فقدت ميراندا شجاعتها وقالت:
" سوف... سوف.... أقول للسيد.... سأقول له... هاتفيا...".
وهرولت مسرعة الى المصعد , وفقدت الأمل في لقائه , لكن أتاها الحظ في وقت لم تكن تأمله , ففي اليوم التالي كانت تتناول طعامها في الكافيتريا , عندما رن جرس التلفون ورد عليه أحد العاملين بالكافيتريا , ثم ما لبث أن أعلن بصوت عال سمعت ميراندا , أن السيد جاسون يطلب طعامه , لا بد وأنه بقي للغداء , لكن ماذا عن سكرتيرته , وعلى الفور نهضت ميراندا وعادت الى مكتبها وأخذت منه عشرة جنيهات لتسدد الدين الذي يقض مضاجعها , وصعدت بالمصعد فورا لتجد الطابق الواحد والعشرين مهجورا , وتنهدت في أرتياح عندما رأت غرفة الأستقبال خالية , فلا بد أن الآنسة مايو في الخارج تتناول غداءها ما لم تكن تشارك جاسون طعامه.
وتمنت ألا تكون هناك , أذ كانت تخشاها أكثر مما تخشى جاسون نفسه , ومضت في خطوات متلصصة وهي تتسمع- ثم رفعت يدا مرتعشة لتفتح الباب , وفي تلك اللحظة فوجئت بالباب ينفتح , وأستطاعت ميراندا بصعوبة أن تنقذ نفسها من السقوط.
كان جاسون هو الذي فتح الباب , وتراجع خطوة للوراء ورفع يده كمن يدافع عن نفسه , وظل الأثنان يحدقان في بعضهما البعض , وكان هو أول من أستعاد رباطة جأشه وقال:
" حسنا!".
ولم يبد في عينيه أنه يعرفها وأن أستمر يحدق فيها وكرر قوله:
" حسنا!".
وردت ميراندا وقد زايلتها شجاعتها تماما :
" أنا ... أنا ألا تذكرني يا سيد ستيل , لكنك ... أنا الفتاة...".
ونسيت تماما الخطة التي أعدتها سلفا ولفها الصمت فلم تحر جوابا لفترة ثم أخذت نفسا عميقا وقالت:
" يا سيد ستيل ,أنا آسفة أن أقطع غداءك , لكنني أريد...".
" أنت الآنسة ميك الصغيرة".
وأحبط تعرفه الساخر عليها محاولتها أن تبدأ الشرح , وتراجع للوراء وهو يقول لها:
"ألا تتفضلين يا آنسة ميك؟".
وفضحت عيناها عدم ثقتها بنفسها , ودخلت الى الغرفة الفاخرة المريحة ومضى الى الأريكة التي كانت قبلا تريد أن تمضي ليلتها عليها وجلس وهو يقول بجفاء:
" ما الذي أستطيع أن أفعله من أجلك هذه المرة , يا ميراندا ميك ؟".
" لا شيء ,حاولت أن أراك طوال الأسبوع الماضي".
" حقا, أنني أتملص فعلا".
" كلا , لكن ... كنت أود أن أشكرك , هذا هو كل ما في الأمر ".
" على ماذا؟ هل يضايقك أن أواصل طعامي؟".
" أوه , كلا , أنا آسفة , لم يكن لي أن أقطع غداءك , لكن تلك هي الطريقة الوحيدة لكي أجدك منفردا , أذ أود أن أعطيك هذا".
وأسرعت تناوله الورقة ذات الجنيهات العشرة وأضافت:
" آمل أن تكون كافية , لكنني لا أعرف المبلغ بالضبط , وأردت فقط أن أشكرك , وأن أعرب عن بالغ تقديري لما فعلته , لكن لا يمكن أن تدفع الحساب لي , أذا لم تكن كافية فأرجو أن تخبرني".
" ما الذي تتحدثين عنه, وما هذا؟".
ونظر الى النقود في يدها فقالت:
" هذا من أجل فاتورة الفندق".
" أوه , قلت لك من قبل أنسي الموضوع ".
" نعم , أعرف ذلك , لكنني لا أستطيع".
" ألم تسمعي عن المجاملات؟".
" عليّ أن أسدد لك , لا أستطيع غير ذلك , ذلك أقل ما أستطيعه".
" خذيها , لا أريد أن آخذ مدخراتك".
" لكن..".
" أحذرك , أذا وضعتها على مكتبي فسألقي بها في سلة المهملات".
" وهل تلقي النقود في سلة المهملات؟".




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-09, 11:32 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظر الى وجهها المشدوه وضحك على نحو غير متوقع وهو يقول:
" ميراندا ميك , يجب أن أحذرك : لست معتادا أن أغلب في الجدل وأفقد حجتي".
" أنني أقدر هذا يا سيد ستيل أنا لا أريد أن أجادلك , ولا أن أغضبك".
" أتساءل ما أذا كانت حساسيتك المفرطة تجعلك تعانين دوما من ذلك العائق".
" أي عائق؟".
" ذلك التناقض بين طابعك العنيد وبين معنى أسمك فكلمة ميك تعني الحليم , ولا أدري أيهما هو الأصيل؟ هل الأسم هو الذي يثير فيك عنادا كنوع من الدفاع عن النفس ؟ أم أنك حليمة بالأسم فقط؟".
" كلا , بل حليمة بالطبيعة , ليس هذا عدلا أو رحمة , فأنا أستطيع أيضا أن أفسر أسمك يا سيد ستيل , فكلمة ستيل تعني الفولاذ".
وظنت أن مطارق غضبه ستنهال على رأسها , لكنه فجأة أنفجر ضاحكا وهو يشير لها الى صينية طعامه ويقول:
" " هل تريدين فنجان قهوة؟".
" كلا , شكرا لك , وفي أية حال ليس هناك سوى فنجان واحد".
" كلا , سكرتيرتي مستعدة لكل الطوترىء , فدولابها مليء بكل شيء ألقي نظرة , ستجدين فنجانا بلا شك".
" أفضل ألا أفعل , فقد تناولت طعامي ومضت الساعة المخصصة لغدائي وسأتأخر الآن".
" أنا لا أصلح عذرا لتأخيرك؟".
" كلا, لأن الأمر مسألة شخصية حقا".
ومال برأسه الى أحد جانبيه وعلى وجهه تعبير غير مفهوم , ثم وقف فجأة ودار حول المكتب وهو يقول:
" نعم, أعتقد أن ذلك مسألة شخصية للغاية , مسألة دين وشرف وما الى ذلك , لم أكن أتوقع أن أسمع عن ذلك ثانية ".
" هل تعني أنك أعتقدت أنني قبلت فحسب ولم أكن لأهتم بالسداد؟".
" شيء من هذا القبيل".
" لكنني لا أستطيع , خاصة بعدما فعلته أنا... وأنت لم تكن تعرفني حتى مجرد معرفة".
" هل هذا مهم؟ لقد قدمت أنت لي بشخصيتك صورة أخرى من الناس كنت في أقصى الحاجة اليها في تلك الليلة , ومن ثم فالمسألة ذات فائدة متبادلة".
" لا أفهم؟".
" لا عليك, أنسي الموضوع يا آنسة ميك".
" صورة أخرى؟ ماذا تعني بذلك؟".
" هل نسيت مشاعرك المثالية , فأنت هربت من حفل عربدة تلك الليلة, وأنتهى الأمر بأن دفع لك رجل أجر البيت والأقامة ... ثم فأنني لا أفهم سبب قلقك".
وأدهشها هذا الأتهام الضمني , وقبل أن ترد ردا مناسبا تقدم اليها ووضع يده على كتفها , وحدق في وجهها وهو يقول:
" لكنني أكره أن تردي لي محاولتي القيام بدور الفارس النبيل".
وقبل أن تدرك قصده , أو تستطيع الأعتراض , أسقط النقود من فتحة قميصها وتراجع الى الوراء ونظر في ساعته وهو يقول ببرود:
" أليس هذا وقت عودتك الى عملك يا آنسة ميك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-09, 12:36 AM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- قرب النار
كانت ميراندا حريصة أشد الحرص على ألا تنفق تلك الورقة البالية ذات العشرة جنيهات.
وأعفاها أنتقالها الى الشقة الجديدة مؤقتا من التفكير فيه , فقد كانت مشغولة للغاية في ترتيب حاجياتها , وبواعز من ضميرها الحي دوما حرصت على ألا تأخذ بوصة زيادة من حقها في نصف محتويات الشقة كالخزانة , والرفوف , وتركت عن عمد كل المساحات التي تخصها في غرفة الجلوس فعندما تصل جان سيقرران معا مواضيع أشياء كل منهما وماذا يوضع بها, كيف تبدو جان؟ هل ستكون ودودة؟ هادئة وجادة؟ أم مرحة ومحبة للهزل؟ أتمنى أن تكون من محبي الموسيقى الشعبية والباليه مثلي.
وبمجيء يوم الثلاثاء , بدأت تشعر أنها في بيتها , وكتبت لكل من يعنيها أمرهم لتخبرهم بعنوانها الجديد , ونظمت المطبخ بطريقة تكفل لها الأسراع بتناول أفطارها صباحا.
وفي صباح يوم الجمعة جاءت رينا هارفي بنفسها الى المكتب وألقت على ميراندا نظرة خاصة وهي تقول لها :
" ما هي علاقتك بالطابق الحادي والعشرين يا فتاتي؟".
" لا شيء".
وتدخلت سوزان في الحديث وهي تسأل رينا:
" ماذا تقصدين؟".
ونهضت ميراندا من مكتبها وركبتاها ترتعشان وهي تسأل:
"ماذا هناك؟".
وردت رينا بوقاحة:
" كيف أعرف؟ السيد جاسون لا يخبر أحدا بشؤونه , والآن أذهبي يا ميراندا ولا تتركيه ينتظر في قلق بحق السماء فقد أرسل في طلبك".
كانت راحتا يدي ميراندا مبللتين بالعرق رعبا وهي في المصعد , ماذا فعلت ليستدعيها السيد جاسون الى برج السلطة هذا؟ أنه لم يرسل أبدا يطلب أحدا من تحت سوى رئيس المديرين التنفيذيين , لا شك أنه بعد كل هذه المدة لن ... ولا يمكن أن يكون غيّر رأيه بشأن العشرة جنيهات تلك.
وحاولت أن تضحك في سرها , لكنها تأوهت بصوت مرتفع مما جعل زميلها في المصعد وهو رجل عجوز ينظر اليها في حدة , وتنفست الصعداء عندما خرج من المصعد في الطابق الثاني عشر , وضغطت ميراندا على زر الطابق الواحد والعشرين بأصبع مرتعش , كانت الآنسة مايو في أنتظارها وخصتها بأبتسامة وأومأت لها صوب الباب وهي تقول:
"تفضلي يا آنسة ميك".
وأطاعتها ميراندا ودخلت ثم أغلقت الباب خلفها في صمت , ورأته واقفا الى النافذة , وظنت لأول وهلة أنه لم يسمعها وهي تدخل , لكنه قال بدون أن يستدير اليها:
" أجلسي يا آنسة ميك".
كان صوته الآمر يبدو طبيعيا لكن ذلك لم يبدد توترها وجلست على أقرب مقعد وهي تقول:
" أرسلت في طلبي يا سيد ستيل".
" نعم".
وبلا يعجل عبر الغرفة وجلس على كرسي المكتب ونظر اليها ببرود وهو يقول:
" لماذا لم تخطرينا بتغيير عنوانك؟".
" تغيير عنواني ؟... أنا ...أنا...".
" من قواعد شركتنا أنه على كل- وأقول كل- الموظفين أخطار السجلات بتغيير مكان أقامتهم الدائمة".
" لكنني لم أكن...".
وتوقفت عن أدعاء أنها لم تكن تعرف وأخذت تنظر اليه في رعب, لم يكن حقيقيا أنها لا تعرف لكنها نسيت التعليمات التي أطلعوها عليها عند تعيينها , ومع ذلك نسيت رغم أنها عصرت ذهنها في الأسبوع الماضي لتذكر كل شيء , وقالت وهي تشعر بالذنب:
" أنا آسفة يا سيد ستيل , نسيت , سأذهب فورا الآن وأخبرهم".
ووقفت وهي تقول هذا لكنه رفع يده وهو يقول:
" لم أنته بعد يا آنسة ميك".
ثم غاصت في المقعد من جديد , لماذا يحدث لها كل هذا وسألها:
" متى أنتقلت للمسكن الجديد؟".
" يوم السبت الفائت , قضيت هناك خمسة أيام ونصف اليوم فقط فحسب , وأنا واثقة أنني كنت سأتذكر وأخطر السجلات ".
" أين يقع هذا المسكن؟".
" قرب ويلو غروف , أنه بعيد نوعا ما , لكنه جيد".
" كم غيرك هناك؟".
" لا أحد , أنه مملوك لسيدة تزوج كل أبنائها وأصبح المنزل كبيرا بالنسبة اليها , وعندما كتبت أبنة أختها بأنها ستأتي الى لندن لتعمل بعد أن أنهت دراستها , فكرت السيدة سوندرز أن تحول جزءا منه الى شقة لأبنة أختها , على أن تشترك معها فتاة أخرى".
" والشقة هل هي جيدة؟".
" حسنا ! أنها مليحة جدا".
" أليس من المحتمل أن تجعلك تلجأين الى مكتبي في الطواريء؟".
لم تستطع أن تواجه التعبير الذي بدا في عينيه وخفضت بصرها وهي تقول:
" لا أعتقد ذلك".
وضغط على زر جهاز الأتصال على مكتبه وعندما جاءه صوت السكرتيرة قال لها:
" سأنتهي خلال لحظة".
ثم نظر الى ميراندا وهو يقول:
" أذهبي الآن الى السجلات حتى لا تنسي مرة ثانية".
وعاد له بروده ثانية , وفي غمغمة موافقة خرجت مسرعة ومضت من فورها الى السجلات , وهناك وجدت الرجل العجوز الذي كان يرافقها في المصعد فأعطته البيانات وسألها عن رقم الهاتف ثم شكرها قائلا أن هذا هو كل شيء لكنها ترددت لحظة ثم سألته:
" هل كان السيد ستيل غاضبا؟".
" السيد ستيل؟ غاضبا؟".
" عندما أمتشف أنني لم أخبرك؟".
" ما الذي تتحدثين عنه يا آنسة . أن السيد ستيل ليس لديه وقت يبدده على أشياء مثل هذه..".
" كلا , كنت فقط أتساءا أذا ... عندما...".
وكفت عن الكلام وخرجت مهرولة وكانت مشغولة البال عندما عادت الى مكتبها , ولم تبل بنظرات الفضول من سوزان وزميلاتها الأخريات وسألتها سوزان:
" ما الذي كان يريده".
" لا شيء".
" لا شيء , أعتقدنا أنهم طلبوك الى الطابق الأعلى ليشنقوك على الأقل".
" أوه , لقد كان هناك بيان خاطيء في سجلي".
" وهل طلبك جاسون من أجل هذا".
" نعم , وأن لم تصدقيني , أذهبي وأسأليه بنفسك".
ولم يبد على أحد أنه يود تنفيذ هذا الأقتراح , ومن ثم أستطاعت ميراندا أن تستأنف عملها , وحتى عندما عادت الى منزلها تلك الليلة لم تكن قد أستطاعت أن تحل اللغز , فأذا لم تكن السجلات عرفت بأنتقالها فكيف عرف جاسون؟
كان ذلك السؤال يبدو بلا جواب , وفي يوم الأثنين التالي , قل توترها لغيابه , فقد جاءت الأنباء بأنه رحل في تلك السفرة المؤجلة الى أميركا , لكن التوتر بدأ يعود , فالباحثون عن الترقية لدى القيادة يوسعون سلطاتهم ويخططون لأستغلال هذا الأسبوع لتحقيق طموحاتهم الشخصية لكن لا شيء من هذا يعني ميراندا , كانت تحس بخواء المكان وغياب جاسون لم يغير من عملها شيئا , ومع أنها تدرك أن أسابيع يمكن أن تمر وهو في المبنى بدون أن تراه , أحست لغيابه وحشة وأن شيئا حيويا ينقصها.
وودت أن تقول لرينا عرضا:
"متى سيرجع الرئيس؟ لكنها تعرف أنها لا تجرؤ على ذلك فرينا ما زالت تذكر ذلك الأستدعاء الى الطابق الأعلى الداعي للدهشة , والذي لم تشبع ميراندا فضولها نحوه , ولو سألتها فربما أجابت , حسب مزاجها , لكن الأرجح أنها ستلف وتدور حول ميراندا وتسألها عن سر الأهتمام المفاجىء بحركات جاسون.
كانت ميراندا تتساءل دوما عن رينا وعن الأشاعات التي تدور عن علاقاتها برئيس الحسابات , كان رجلا جاف النظرات , صوته ناعم أن لم تلتفت تماما اليه وتركز فلن تفهم شيئا مما يقوله , كان كبيرا في السن , أكبر من رينا التي تخفي عمرها بحذر , كانت أمرأة طويلة متوهجة , لها عينان سوداوان غجريتان وفم واسع , وكانت تلبي ثيابا تحدسها عليها الفتيات رغم أنهن يتغامزن عليها من وراء ظهرها , وكان رئيسها هذا متزوجا ,. وزوجته تتردد كثيرا على الشركة لتصحبه الى المنزل.
وفي منتصف الأسبوع لم يكن لدى ميراندا وقت تفكر فيه في جاسون , ناهيك عن مناورات المكتب , وفي هذا الوقت أنتشر وباء الأنفلوانزا بين العاملين وكانت رينا هي أول من أصيب, وعند وقت الغداء أرسلت هي وعددا آخر الى منازلهم , وفي يوم الأربعاء كان عدد المكاتب الخالية أكثر من المشغولة , وفي نهاية الأسبوع كان عدد قليل فقط لم يصب لكن الناجين لم يحمدوا الله لأنهم أعتقدوا أن المرض كان سيعفيهم من العمل وبدأت الشركة في توزيع أعمال الغائبين , وتطوعت ميراندا وسوزان للبقاء في العمل بعد مواعيده في ليلة الجمعة , لكن في الساعة الثامنة من ذلك اليوم أشتكت سوزان أنها تشعر بالمرض , وعرض راي ديسدون , وهو شاب لطيف ألتحق منذ أسابيع قليلة أن يوصلها للمنزل وأعترضت سوزان لأن ذلك معناه ترك ميراندا وحيدة في القسم , وعندئذ عرض راي أن يوصل ميراندا هي الأخرى , لكن هذه رفضت لأنها تدرك أن راي يستلطف سوزان وربما كانت هذه هي الفرصة التي ينتظرها لأقامة صداقة معها , وقالت له عندما عرض عليها أن يرجع ليأخذها:
" كلا , أهتم بسوزان فقط , سأكتب هذه الرسائل ثم أضعها في صندوق البريد وبعد ذلك أرحل".
وعملت لفترة طويلة لوحدها بعد أن رحلا , وما أن فرغت من آخر رسالة حتى تنهدت في أرتياح.
ونظرت الى الساعة فوجدت أنها التاسعة , فأخذت معطفها ولم تهتم بأصلاح زينتها وحملت الرسائل معها , كانت معظم الطوابق غارقة في الظلمة فيما عدا أضواء قليلة هنا وهناك , وكان العاملون في التنظيف قد مضوا منذ مدة والحارس الليلي يقف عند مدخل المصعد , يتحدث الى رجل رمادي الشعر تعرفه ميراندا بالشكل , وكان الكلب هناك , جالسا في هدوء وترقب... وحيت ميراندا الرجلين , وأحست أن الكلب يتبعها بعينيه وأنه يعرفها منذ تلك الليلة .
وأسرعت الى الشارع حيث يوجد في ركن منه صندوق للبريد ... عليها أن تذهب غدا لشراء حذاء جديد وأشياء أخرى , وفي اليوم اليوم التالي يوم الأحد ستذهب لرؤية سوزان ... كان صندوق البريد مملوءا تماما , فقد سبقتها اليه الأقسام الأخرى وأستطاعت ميراندا أن تحشر بعضا من رسائلها , دون الرسائل الكبيرة , وكان من الأفضل أن تذهب الى مكتب البريد لكنه مغلق الآن , فحاولت من جديد , ووقعت منها بعض الرسائل فألتقطتها وبدأت في وضعها في الصندوق وأثناء ذلك غمرتها أنوار ساطعة أغشت بصرها وسمعت صوت فرامل وأحتكاك أطارات سيارة بالأرض , وصوتا يقول لها:
" هل أنتهيت؟".
وتلفتت فرأت السيارة المرسيدس تقف بجوار الرصيف وجاسون ينظر من نافذتها , وأخذتها المفاجأة على غرة ولم تستطع أن تفعل شيئا سوى أن تومىء وأن تقول في فرح:
" لم أعرف أنك عدت".
" ألم تكوني تعرفين , لا بد أنك أفتقدتني؟".
وأنتابها الأرتباك , وخفضت بصرها , فقال لها:
" أطلعي , سأوصلك الى البيت".
وفتح لها الباب , وأخذت تحدق فيه وقالت:
" شكرا لك , ولكن....".
وجعلها خجلها تقف حيث هي , في حين كان أرهاقها يدفعها لقبول هذه الفرصة , وقال لها:
"لا تجادلي كان يوما مرهقا كالجحيم".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-09, 04:32 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وركبت في صمت , وأنطلق بالسيارة دون أن ينطق بكلمة , لم يكن يبدو عليه أي شك حول الأتجاه الذي يسير فيه , وعندما غامرت بأرشاده رد ببرود:
"أعرف ويلو غروف".
" أنا آسفة , أن هذا سيبعدك كثيرا عن طريقك".
" أنت لا تعرفين طريقي".
وعاد الى الصمت من جديد , ولم تغامر بالحديث , وعندما دخلت السيارة الى الطريق الطويل الذي تحف به الأشجار سألها جاسون:
" أي منعطف؟".
قالت ميراندا وهي تنظر أمامها:
" الثاني الى اليمين , المنزل الرابع".
ودار الى اليمين ووقف بنعومة ويسر أمام الباب الرابع , وقبل أن تأخذ حقيبتها وتستع للنزول أوقف المحرك وأطفأ نور السيارة الداخلي الذي يضيء وجهها وقال لها بهدوء:
" ما بالك؟".
" لا شيء , شكرا لك على...".
فوضع يده على ذراعها وهو يقول :
" قلت لك يا ميراندا , أنه كان يوما مرهقا كالجحيم , ألا تذكرين , لا تجادلي".
" ليس لديّ أي نية في الجدل , ولم أطلب اليك توصيلي".
فأغلق عينيه بنفاذ صبر وتنهد وقال:
" ألا تعرفين أن هذه الأعتراضات المهذبة هي أكثر أنواع الجدل حماقة وأثارة للأعصاب ؟ حسنا , أنت تريدين أن تكوني مهذبة وأنا أريد فحسب أن يغمر السيارة ظلام هادىء لأنزع من رأسي تلك الأصوات المزعجة التي تبعثها الطائرة النفاثة, أنا آسف , لم أقصد أن أكون فظا".
" أوه , لكنني لم أكن أعرف أقصد, لم أفهم: هل جئت من المطار توا؟".
" الواقع أنني وصلت منذ ساعتين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-09, 05:50 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتأملته في صمت لبرهة , ورأت علامات الأرهاق حول عينيه وفمه, وأحست بتعاطف طاغ معه , وودت لو تزيل الأرهاق البادي على وجهه , وقالت دون تفكير:
" لو كنت عرفت ذلك لما أتعبتك بتوصيلي , هل تريد بعض القهوة؟".
" هنا؟".
" نعم , أن أعدادها سيستغرق دقيقة فحسب".
وكان القلق واللهفة باديين في عينيها , وأبتسم جاسون فجأة وهو يقول:
"فعلا أود الحصول على بعض منها".
وأبتسمت له وهي تأخذ حقيبتها وتسرع بفتح باب السيارة وحمدت الله أن جان زميلتها في الشقة لم تصل بعد, كان الطابق الأرضي مظلما , لا بد أن السيدة سوندرز في الخارج , وسارعت بفتح الباب وأضاءت النور وقالت له:
" مسكني في الطابق الأول".
ورأت نظراته تجوب المدخل بطلائه الأبيض وستائره الوردية والمائدة المصنوعة من خشب الورد التي تحتفظ بها السيدة سوندرز لامعة كالمرآة دائما , لكنه لم يعلق وتبعها الى الشقة التي بدت نظيفة ومنسقة تماما , وبدت الغرفة التي دخلها أصغر عندما وقف في وسطها وأوقدت النار وقالت له في حياء:
" أجلس لو تكرمت يا سيد ستيل , سأعد القهوة فورا , هل تود شيئا تأكله ؟ ساندويشا أو خبزا مقددا عليه شيء ما ؟ أستطيع أن أعد لك عجة , فأنا غالبا ما أعد شيئا من هذا القبيل لنفسي , عندما أقضي وقتي داخل المنزل".
" لا تعبي نفسك من أجلي بأعداد شيء خاص , تكفي القهوة أو أي شيء موجود لديك".
وذهبت الى المطبخ الصغير حيث وقفت برهة ثم أنطلقت الى العمل الذي أستغرق بلا شك مدة تزيد على الدقيقة لكن الصينية التي أعدتها بدت جذابة للغاية , كانت فيها ساندويشات من اللحم وحلقات البندورة , وشرائح الخيار والبيض والبقدونس , ماذا لو لم يكن يحب الخيار؟ كان من الأفضل أن تترك واحدا بلا خيار , ومن حسن الحظ أنها أشترت ذلك الجبن الفاخر , وترددت بشأن كعكة الكرز من الأفضل ألا تقدمها , فهي لديها منذ عطلة نهاية الأسبوع الماضي , في أية حال فالرجال لا يأبهون بالحلوى ووضعت أناء القهوة على الصينية وحملتها الى حيث يجلس في غرفة الجلوس وعندما رآها قال لها:
"يا للسماء هل هذه حفلة؟ من سيأكل كل هذا".
" هل تريد القهوة بالحليب؟".
" كلا , بدون حليب لو سمحت".
ورغم أنه منذ بضع دقائق قال أنه يريد القهوة فحسب , فقد أكل ثلاثة ساندويشات وعدة قطع من الجبن ولم تبد عليه صامتة ترشف الرغبة في الحديث , وجلست ميراندا صامتة ترشف قهوتها في هدوء , لكنه ما لبث أن قال بجفاء:
" أعتقد أنه لا توجد قواعد هنا تتعلق بأستضافة الأصدقاء من الرجال ".
" لا أعرف , فتلك أول مرة , لكنك رئيسي".
" وهل هناك فارق؟".
فأومأت برأسها وخفضت بصرها , كانت تحس أنها تحلم بوجود جاسون جالسا معها يشاركها وجبة أعدت على عجل , وبعد أن أنتهى قال لها:
" لقد أستمتعت بهذا , أعاد اليّ الحياة".
" أنا مسرورة".
وحملت الصينية والأطباق الى المطبخ , وهي تنوي العودة اليه سريعا لكنها وقفت تحدق في الأطباق , كم غريبة هي الطريقة التي تحدث بها , أشياء لا تخطر ببال الأنسان , أنها لم تكن تحلم حتى بهذا, أنها لم تتوقف لتسوي شعرها أو اتصلح زينتها قبل أن تترك مكتبها , وودت لو أنها كانت تلبس ثيابا أفضل من تلك التي كانت ترتديها , وتنهدت ونظرت لنفسها في المرآة الصغيرة في المطبخ , من المشكوك فيه أن يكون جاسون لاحظ أو راق له أن يلاحظ مظهرها , أذ كان يبدو مرهقا للغاية وتنهدت ثانية وعادت اليه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-09, 10:19 PM   #18

الاعصر

? العضوٌ??? » 77758
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » الاعصر is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايديكي بس بلييز كمليها بسرعه لانها مشوقه جدا


ايمي من اسكندريه


الاعصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-09, 12:45 AM   #19

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيك العافيه ..الروايه مشوقه ..بانتظارك

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-09-09, 01:13 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الصمت غريبا وعندما وصلت الى المدفأة أدركت السبب , فقد بلغ الأعياء بجاسون حدا جعله يروح في سبات عميق, ونظرت اليه برهة متوقعة أن يفتح عينيه , لكنه لم يفعل وعضت على شفتيها لتمنع كلمات كادت أن تنطق بها حتى لا توقظه , وجلست في كرسي آخر وكان من المستحيل ألا تتفحصه وهي لا تخشى الآن والنوم يلفه مواجهة نظراته الدخانية الرمادية أو الطريقة الساخرة التي يلوي بها فمه قبل أن ينطق بتعليقاته اللاذعة , وأخذت تحدق في قسماته المحددة الواضحة التي تجذب اليها الناس جميعا بسهولة وهي تأمرهم- أو تخضعهم , أنها قسمات تدل على قوة الأرادة والسيطرة , وتتسم بمغناطيسية خاصة لا يتردد في أستخدامها لتحقيق أغراضه لكنه وهو نائم يبدو أصغر سنا , وأكثر شبابا , وأبتسمت لنفسها وقامت الى رف الكتب الموجود خلف مقعدها لتأخذ كتابا تقرأ فيه تتركه خلالها يستريح, وبعد ذلك ستسير على أطراف أصابعها لتغسل الأطباق , وعندئذ ستوقظه أصوات الأطباق ولم يحس بالوقت الذي أنقضى , وفتحت الكتاب وبدأت تقرأ , لكن الأمور لم تسر حسب الخطة , أذ وجدت أنه من المستحيل أن تصرف نظرها عن وأن تركز على الكتاب , زد على ذلك أن الأضاءة لم تكن كافية لتيسير القراءة , وأخيرا وضعت الكتاب جانبا وتركت لأفكارها حرية التنقل , أين يعيش؟ أنه ليس متزوجا .... من يعنى به؟ هل لديه منزل كبير وعدد كبير من الخدم أو يعيش في واحد من تلك الأجنحة الفاخرة حيث يكفي أن يضغط الجرس ليقدم اليه كل ما يحتاجه, هل القصص التي تروى عنه حقيقية؟ هل هو زير نساء؟ ما هي الحقيقة حول ما يقال أنه بدأ في يقطع علاقاته بالفتيات فور أن يبدأن في التطلع الى الأرتباط بهن؟ لكنهن يلاحقنه كما قالت رينا وأذا لم يكن لديهن أحساس كاف ليتعلمن القواعد التي يسير عليها , فلا يلمن الا أنفسهن أذ أصابهن منه أذى ,ولكن اي قواعد تلك؟ لا شك أن العلاقة الأخيرة كانت كاملة وأستمرت طويلا ... علاقة حب لا نزوة للتنقل من فتاة لأخرى يعقبها أنتظار قلب وأحتلااق عاطفة.
نامت ميراندا مع تعاقب هذه الأفكار وغيرها دون أن تدري, سقط رأسها ومال على المسند , في الوضع الذي نام به ستيل على الجانب الآخر من المدفأة , لم تسمع صوت الباب في الطابق الأرضي وهو يغلق , فجدران المنزل ضخمة وسميكة تمتص الأصوات , كما لم تسمع صوت سقوط المطر على النافذة ولا الريح العاصفة وهي تضرب الأشجار , وأنزلق الكتاب على قدميها فأيقظها , وأعتدلت في جلستها غير مصدقة وعندئذ رأت جاسون ينظر اليها , ويتحرك وهو يقول:
" لماذا لم توقظيني ؟ يا أله السماوات , أنظري الى الوقت يا فتاتي".
" أنا آسفة , لم أدرك... طواني النوم أنا أيضا...".
" نعم , بالتأكيد , أن كرم ضيافتك يبعث السرور البالغ , لكن هل تتركين ضيوفك دوما ينامون؟".
" كلا , لكنك كنت مرهقا للغاية , ولم يطاوعني قلبي أن أوقظك".
" كان هذا كرما منك يا آنسة ميك, وأنا أقدره لك, لكني أخشى أن أسبب لك مضايقات , خاصة بعد يوم العمل المرهق".
" لا يهم , فغدا السبت وأستطيع أن أنام حتى وقت متأخر أذا رغبت".
وبدا كأنه يود أن يقول شيئا , ثم غير رأيه , وأومأ لها وأتجه الى الباب , وأخذ مفاتيح السيارة من جيبه , وأسرعت وراءه وهي تقول:
"من الأفضل أن آتي معك ,حتى أغلق الباب خلفك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.