04-10-09, 08:11 PM | #11 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| خرجتا معا الى قاعة الجلوس , كان السيد هامتون في أنتظارهما ومعه رجل طويل القامة , أسمر ذو وجه نحيف وحساس , يرتدي سروالا كاكيا وقميصا بيضاء , فقد م السيد هامتون الرجل: " تلميذي , جيري تالر , جيري هذه الآنسة دانتون". قهقهت تامي ضاحكة وقالت وهي تنظر الى بولا لترى ردة فعلها. " أرجوك , أنني أدعى تامي دانتون". لكن بولا ردت عليها الأبتسام وظلت ساكتة. نظر اليها جيري بأعجاب ومد يده يصافحها . " تشرفنا يا تامي". وبعد قليل جلس الجميع الى مائدة الطعام , وقدمت الطعام أمرأة نشيطة تدعى آدمى , وهي متقدمة في السن شعرها الرمادي مرفوع بكعكة , أبتسمت لتامي كأنها تريد أن تقول لا : أهلا وسهلا , فهي تقوم بالأمور المنزلية بشكل عام , أما الخادمات اللواتي يقمن بالأعمال الكبيرة فهن من الأبورينالز ( السكان الأصليون) , كان العشاء مؤلفا من روستو الحمل والبطاطا المقلية والبازلاء , والصحن الأخير كان مؤلفا من قالب حلوى محشو باللوز والمربى والقشدة السميكة , بالنسبة الى تامي , كان الطعام شهيا ودسما , ولم تتمكن من أنهاء الوجبة , ولم تجد الكلمات المناسبة لتعبر عن أعجابها بكل ما أعدته أدمى أحتفاء بها. | ||||
06-10-09, 08:36 PM | #13 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| طلب السيد هامتون من تامي أن تأتي بالحلوى أذ قال: " لا بأس أذا سمنت قليلا, وأعتقد أنك بحاجة الى ذلك بعض الشيء". فوجئت تامي بأبتسامة جيري الساخرة الذي قال في صوت مرح: " أنتبه يا جيم! الفتيات في أيامنا هذه يحافظن على نحافتهن ورشاقتهن". فقالت تامي: " آه , ليس هذا هو الموضوع , يمكنني أن آكل ما يطيب لي , من دون أن أسمن , أذا كنتم تريدون مني أن أسمن فأن آمالكم ستخيب". أشار جين هامتون الى أبنته بحركة من رأسه: " وأبنتي أيضا كذلك , تأكل أحيانا أكثر مني , أنظري اليها , أنها نحيفة مثل والدتها ". جيري الذي ظل صامتا , أبتسم في خجل وقال موجها كلامه الى تامي: " لا تخافي فسوف تجذبين الآخرين من دون شك ". فتحت بولا عينيها الواسعتين ثم حدقت من جديد في صحنها . تناول الجميع القهوة في الشرفة حيث كان الطقس منعشا. جلس جيري قرب تامي وقدم اليها سيجارة , لم يكن يتكلم كثيرا ,وفهمت أنه غير ثرثار. طرح عليها السيد هامتون أسئلة حول بلدها أنكلترا , حدثته تامي عن القضايا السياسية والوضع في البلاد , وأستمر الحديث أكثر من ساعة وهم ما يزالون مسترخين في الشرفة , وفجأة دخلت سيارة في الممر وتوقفت أمام المنزل , كان الظلام حل والنجوم تلمع , صفق الباب , وسمعت تامي صوتا نسائيا: " مساء الخير جيم , هل يمكنني أحتساء القهوة معكم؟". " طبعا , يا ريك , أدخل". نهضت تامي بسرعة : " المعذرة يا سيد هامتون , أنني أشعر بالتعب , فالنهار كان طويلا وأود أن أعود الى غرفتي وأرتاح , تصبحين على خير يا بولا , تصبح على خير , يا جيري". توجهت نحو الباب بسرعة , فقال ريك هاتون: " أود أن أقول لك كلمة واحدة , يا آنسة دانتون , لو سمحت". كان ذلك أمرا أكثر مما كان طلبا. جمدت تامي وألتفتت ببطء , كان قد أقترب منها , فلم يعد في أمكانها أن تتحاشاه , فراحت تتفرس فيه في هدوء: " ماذا عندك؟". كان وجه ريك هاتون غير واضح في العتمة , لكن خيل اليها أنه كان يبتسم , نعم , كان يبتسم! فقد شاهدت بريق أسنانه البيضاء الناصعة. قال في بطء وسخرية : "يبدو أن عليّ أن أعتذر منك". لم يبد لتامي أنه نادم بالفعل. " صحيح ؟ ولماذا؟". سمعته يتنفس بعمق , تقدم منها وتقلص: " لنقل أنني ل م أستقبلك بحرارة كما يجب". أجابت: " آه , لا تشغل بالك , فقد أعتذر عنك ال سيد هامتون , أعتقد أن حظي كبير لأنه مديري , يبدو أنه سيعاملني معاملة جيدة". أستدارت نحو الآخرين وتجاهلت كليا الرجل الواقف قربها . وقالت: " ليلة سعيدة , تصبحون على خير". ودخلت الى غرفتها بعد أن عبرت المنزل في خطى هادئة . كانت تنفجر غضبا وهي تخلع ملابسها وترمي حذاءها , أستحمت وسرحت شعرها وما لبثت أن سمعت خطوات , ثم فتح الباب ودخلت بولا فجأة : " تامي! هل تعرفين ما قمت به؟ لقد أعلنت الحرب على الزعيم الأبيض الكبير". " آه , صحيح". أنفجرت بولا بالضحك ثم بدت جدية . " أعتقد أنك لا تعرفين أي ورطة أدخلت نفسك فيها , أن أحدا لا يستطيع أن يغضب ريك". " أنها الطريقة الفضلى ليتعلم أنه ليس وحده في هذه الدنيا , لا تخافي سيشعر بالراحة , فهو في حاجة من وقت الى آخر لأن يتحداه أحدهم وينبهه الى أخطائه ". " تامي ! أنك تتكلمين مثل أستاذي في مدرسة في أدبلابيد". بدّلا الموضوع وراحا يتكلمان بصداقة , وعرفت تامي أن بولا في السابعة عشرة من العمر وأنها طالبة جامعية , وهي تمضي خمسة أيام في الأسبوع في المدينة , وتأسف لعدم أستطاعتها قضاء الأسبوع كله في المزرعة وذلك لأن جامعتها بعيدة , كما أنها تعيش مع قريبة لها تسكن في المدينة. " سأكون هنا في عطلة نهاية الأسبوع , أنني أحضر دائما السهرات الراقصة التي تقام مساء كل يوم سبت , في الغد ستقام سهرة ويجب أن تحضريها ". قبل النوم ظلت تامي تفكر بالسهرة التي ستصحبها بولا اليها , وقالت لنفسها : " قد أذهب , شرط ألا يحضر ( الرئيس الأبيض الكبير!". | ||||
06-10-09, 08:54 PM | #14 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 2- شيء كالحلم المستحيل أستيقظت تامي باكرا صباح اليوم التالي , دخلت الشمس غرفتها من كل الجهات , بقيت ممددة لبرهة لتتذكر أين هي وسرعان ما أستعادت حوادث الأمس , وهي الآن تنتظر بفارغ الصبر أن تبدأ العمل , لقد تدربت لمدة أسبوعين , في مدينة أدلابيد , أستعدادا للقيام بكل المهمات التي يمكن أن توكل اليها , سواء في المكتب أو في المزرعة , وكان عليها أن تختار بين ثلاثة مراكز , لكنها فضلت المزرعة التي تقع على بعد مئة كيلوميتر من أدلابيد في أقصى وادي باروما الشهير. وهمست لنفسها: " سأفرح لوجودي هنا , أنني أشعر بذلك". وتحولت أفكارها ألى أنكلترا , أنه شهر شباط (فبراير) , ولا شك في أن الثلج ينهمر هناك , وراحت تفكر في جوناثان, أنها لا تزال غاضبة لما حدث في المطار , فقد كان موافقا على أن تسافر لفترة معينة , فهي في حاجة الى أقامة صلات مع الحياة ... بعد وفاة والدها , كان جوناثان يعتني بها , وهي بكت على كتفه وفي منزله أستعادت صحتها لتستأنف الحياة من جديد , يتيمة الأم والأب . جاء جوناثان الى القرية التي كانت تعيش فيها تامي قبل ثلاث سنوات , وهي قرية والدته , وأشترى قصرا ريفيا قديما كان يملكه سيد المكان , وبعد مرور وقت قليل على وجوده في القرية تعرف الى تامي , عندما جاء الى عيادة والدها الطبيب البيطري ومعه كلبه من أجل أن يحقنه بالطعم المطلوب , ومنذ ذلك الوقت وهو يبدي أعجابه بها بصورة متواصلة , وتامل الفتاة المتواضعة فوجئت بتصرفه بحوها , أذ كان جوناثان وسيما وغنيا , ورقيقا ولطيفا , ولهذا يمكنه أن يختار أغنى الفتيات وأفضلهن جمالا , لم تكن تامي تتأمل نفسها في المرآة مليا , شعرها أسود طويل ووجهها بشكل القلب وعيناها زرقاوان وكبيرتان , كلها أشارات الى الجمال المتناسق , أحب والدها جوناثان كثيرا , الذي كان يزوره بأستمرار , كان سهلا على تامي أن تقع في غرامه , لكنها لم تفكر في الأمر لحظة , القرية كلها كانت تتوقع أن يتزوجا وخصوصا والدة جوناثان , أما هو فكان يعتبر أنه ما زال مبكرا على الزواج وأمامه متسع من الوقت لذلك , في الظاهر كان مرحا ومحبا , لكن تامي أكتشفت فيه عنادا خفيا , كان يدير عملية أستيراد وتصدير مهمة ولا يسمح لأحد بأن يسيطر عليه ويفرض رأيه . بعد وفاة والدها وجدت تامي نفسها وحيدة , فقد مات أمها عندما كانت صغيرة , في البداية , كانت مرهقة وحزينة , مما أتاح لجوناثان أن يسيطر عليها , لكنها بدأت تكتشف تدريجيا الى أي درجة راح يتحكم في حياتها , وفهمت بسرعة أن عليها , أما التحرر منه , وأما الأستسلام لضغةطه التي كان يمارسها عليه , وقررت في النهاية أستعادة حريتها , فهي ما تزال في سن تجعلها قادرة على التصرف كما يحلو لها. وتذكرت الأحساس بالأرتياح الذي شعرت به وهي تحلق في الطائرة بعيدة عنه , لقد فهم جوناثان ذلك وهو لا يلومها على أي شيء , كان كل شيء سيتم على ما يرام لولا أن تامي أكتشفت وجود مجهولا , وهنا بدأت ترى بوضوح أكثر , أن في نية جوناثان أن يراقبها ولو ذهبت الى آخر العالم , ولما وصلت الطائرة الى مطار سيدني , توجهت الى المكان الذي نصحها أن تنزل فيه , أذ أن لجوناثان أتصالات في معظم بلدان العالم ولا سيما في أستراليا. | ||||
06-10-09, 10:08 PM | #15 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وبعدما فكرت مليا بالأمر , قررت مغادرة سيدني فجأة وأختارت مدينة أدلابيد محطتها الثانية , وألقت جانبا بكل العناوين التي أعطاها أياها جوناثان قبل مغادرتها بلدها , حيث يمكنها أن تجد عملا ما , ولم يفهم عندما أصرت بأنها لا تريد مساعدة أحد وخاصة هو وأنها تنوي الأتكال على نفسها , وكان جوابه بعد أن ألقى اليها نظرة ساخرة: " عندما تشعرين بالملل من وحدتك , أتصلي بي , فأنا في أنتظارك". الآن عرفت تامي لماذا لم يعارض مشروع سفرها , أذ أنه يعرف مدى تعلقها ببلدها , فهي تحب القرية حيث ولدت وترعرعت وكبرت , وتعرف أن الغربة مخاطرة خطرة ورهيبة لا يمكنها أن تتحملها , وهو متأكد من أنها ستعود بعد فترة وجيزة , غير أن تامي كانت متأكدة من أنها ستجد في الغربة أصدقاء جدد وسوف تجدعملا بسهولة , فهي مؤهلة لأن تكون سكرتيرة ذات خبرة , لكن العمل داخل مكتب , فكرة لا تغريها. فكرت في أن تبحث عن عمل عند طبيب بيطري , غير أن ذلك سيعيد اليها الذكريات المؤلمة ! وهي يجب أن تنسى الماضي , لكنها وجدت حلا لمشكلتها عندما قدمت لها المضيفة في الطائرة أحدى الصحف المحلية ,وقرأت فيها أعلانا يقول ( مطلوب سكرتيرات مستعدات للسفر والتنقل وتأدية وظائف مؤقتة) هذا ما تسعى تامي اليه , فستتمكن من رؤية البلد وتتخلص من رقابة جوناثان عليها . نقرة على الباب أنتشلتها من هواجسها , دخلت فتاة صغيرة من السكان الأصليين قصيرة ونحيلة , تحمل صينية عليها أبريق الشاي. شكرتها تامي وسألتها: " ما أسمك؟". قالت في خجل قبل أن تخرج بسرعة: " ميري". وبينما كانت تحتسي الشاي نظرت تامي الى ساعتها : أنها السابعة , وهي تعرف أن موعد فطور الصباح هو في الثامنة , أمامها متسع من الوقت لترتدي ثيابها وتقوم بنزهة قصيرة قبل الفطور , نسيت وجود بولا التي ألتقتها وهي خارجة من الحمام. " صباح الخير يا تامي , أتحبين أن نمارس رياضة كرة المضرب , هذا الصباح؟". رفضت تامي العرض , لأنها تعرف أن السيد هامتون سيكون في حاجة اليها , ربما ليشرح لها طريقة العمل. " أذن, سوف تحضرين السهرة الراقصة , أليس كذلك؟". " ربما , لكن هل سيكون هناك؟". أنفجرت بولا ضاحكة , أذ أدركت تماما من كانت تامي تقصد . وقالت: " لا تقام سهرة من دونه , أن كل الفتيات هنا يتمنين حضوره". " في هذه الحال , لن أذهب". ضحكت بولا وأشارت بسبابتها متهمة تامي: " أنت تخافينه!". " أبدا". " أحضري الحفلة وبرهني أنك لا تخافينه ". " أنني لا أعرف أحدا". " تعرفينني وتعرفين جيري , سيكون جيري حزينا أذا لم تأت". نظرت اليها تامي وقد فاجأتها الملاحظة: " جيري؟". " قال أنك مناسبة له". " وماذا يعني بذلك؟". " هو يعني أنك تعجبينه". " أنت تمزحين!". " أوه , ويا لحظك , أن أهله يملكون مزرعة كبيرة في كوينزلاند". " لم أره أكثر من خمس دقائق , أنك تذهبين بعيدا في تخيلاتك , هل نسيت أنني سكرتيرة والدك؟". أجابت وهي تهز رأسها: " آه ! لا أهمية لذلك". خلال النهار تبين لتامي أن قرارها ألا تحضر الحفلة الراقصة سيلاقي معارضة شديدة , وقف سكان المنزل ضدها , حتى السيد هامتون بالذات. " هنا , من النادر أقامة حفلات راقصة , وهي لا تقام الا في فصل الصيف , ومن الأفضل الأفادة من ذلك". وفهمت تامي أن عليها حضور الحفلة , سواء شاءت أم أبت. أمضت فترة النهار في زيارة الأمكنة التي تحيط بالمزرعة , أنطباعها الأول عن رب عملها , أنه رجل مستقيم , لطيف لكنه فظ أحيانا ,وبينما كان يشرح لها العمل داخل المكتب , كانت تامي تتساءل: منذ متى ترمل , وخيل اليها أنه خسر زوجته عندما كانت بولا ما تزال طفلة , فليس في المنزل أي دليل ل وجود عنصر نسائي". " أذا أحتجت الى أمر ما , فما عليك ألا أن تسأليني , اليوم , السبت , هو يوم عطلة , يمكنك أن تفعلي ما شئت للترويح عن نفسك , ستبدأين بالعمل يوم الأثنين". راحت تامي تتنزه من جهة المزرعة , وتتساءل كم من الهكتارات تبلغ مساحتها , أبتعدت عن المباني ووقع نظرها على حقول القمح والشعير , كانت تتمتع بأريج الهواء الخفيف وتترك لنظرها حرية الأسترسال الى ما وراء المراعي , لفت نظرها نقاط بيضاء ووردية , أنها المراعي , وقفت مفتونة أمام هذا المنظر الخلاب. لدى عودتها في المساء , طلبت منها بولا البدء بالأستعداد للحفلة الراقصة , أرتدت تامي فستانا خاصا بالسهرات ثم جلست أمام مرآة منضدة الزينة وألقت نظرة على شعرها تتساءل كيف ستسرحه , بدأت ترفعه الى الوراء عندما دخلت بولا. " تامي! أجمل بكثير لو تركت شعرك ينسدل على كتفيك , لماذا ترفعينه الى الوراء؟". سحبت الدبابيس وتركته يتساقط على كتفيها , وقالت: " صحيح, معك حق , هكذا أجمل". ثم ألقت نظرة الى فستان بولا الأزرق الفاتح المطرز بالأبيض , لكن بولا أحمرت خجلا عندما مدحتها تامي , فردت عليها بولا وهي تنظر الى فستان تامي البرتقالي والحريري: " وأنت أيضا , فستانك أنيق وناعم". وأضافت: "" يجب أن ترتدي بأستمرار ثيابا في هذا اللون , أنه يناسبك تماما". أصدقاء بولا جاؤوا الساعة الثامنة ليصطحبوا الفتاتين الى السهرة , لم يكن المكان يبعد سوى مسافة عشرين دقيقة , كانت القاعة مليئة بالناس عندما وصلتا. وكانت تامي تعتقد بأن الحفلة ستكون سهرة فولكلورية , وفوجئت عندما أكتشفت وجود أوركسترا , كما لمحت بين الحضور جيري الذي أبتسم لها , فشعرت بالأرتياح لأنه في أمكانها أن تعتمد على رجل يراقصها , في الظاهر هذه الحفلة تشبه الحفلات التي تقام في أنكلترا , غير أن الرجال هنا يشغلون زاوية في القاعة , وهم ممشوقو القامات , أصدقاء للشمس التي لوحت أجسامهم. كانت تتأملهم ضائعة كما هي عادتها , عندما لمحت وجه ريك هاتون , كان لونه الأشقر يميزه عن الآخرين , وكانت تحي به شلة صغيرة من الرجال يصغون اليه في أمعان وأهتمام. بدأت الأوركسترا تعزف , لكن حلبة الرقص ظلت فارغة برغم حماسة البعض وأستعدادهم للرقص . نظرت تامي الى بولا مستفسرة , فشرحت لها ائلة: " ريك هو الذي يفتتح الرقص دائما , أنها قضية لياقة , أذ أنه يملك المنطقة كلها تقريبا". دهشت بولا وأتسعت عيناها عندما رأت ريك هاتون يتقدم نحوهما , ورفعت تامي ذقنها ونظرت اليه , لكن ذلك لم يؤثر فيه , أذ ظل يتقدم , أعتقدت بأنه سيدعو بولا الى الرقص , تفرست فيه بنظرة مريبة عندما توقف أمامها وقال: " آنسة دانتون". حاولت ايجاد عذر لكنه أخذها من يدها ليرغمها على الوقوف , ثم جذبها بقوة وأتجه بها الى حلبة الرقص. همس في أذنها قائلا: " أظن بأن لا خيار لديك". ذهلت تامي وهو يراقصها , محاصرا بذراعه خصرها , لم يتفوه بكلمة , وما أن أنتهت الرقصة حتى أعادها الى حيث كانت جالسة ثم توجه الى مكانه. نظرت اليه بولا مبهورة ثم قالت لتامي: " كان تأثيرك عليه كبيرا , سبق أن قلت لك ذلك , هل تذكرين؟". | ||||
07-10-09, 05:21 PM | #19 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| سألتها تامي بحيرة : " لماذا أختارني أنا بالذات لأرقص معه؟". فكرت بولا مليا كي تجد تفسيرا لما حدث ثم قالت: " قد يكون أراد أن يبرهن لجيري أن لا حظ له معك الليلة , لكن الغريب في الأمر أن ريك أعادك الى هنا, فقد أعتاد أن يصطحب شريكته الى ما نسميه نحن مائدة الشرف المخصصة فقط لوجهاء البلدة". قالت تامي: " أود أن أشكره لأنه لم يأخذني الى هناك , ماذا تقصدين بقولك أنه أراد أن يبرهن لجيري أنه لن يرقص معي؟". " عندما يختار ريك فتاة للرقصة الأولى , فأنه يكون قد أختار شريكته للسهرة كلها ". " أنا لست شريكته ولا أرغب في ذلك". " سترقصين الليلة مع ريك فقط ولا يمكن لجيري أن يعترض". عندما أستأنفت الأوركسترا العزف , راحت تامي تفتش عن غرفة الثياب , فأذا عاد ريك ليدوها من جديد الى الرقص , فأنها ستتوجه الى غرفة الثياب , ولكن لماذا القلق, فقد شاهدته يراقص فتاة أخرى. صرخت بولا في أستغراب: " هكذا أذن!". توقعت تامي أن تشرح لها بولا الأمر: " لم يتصرف على هذا النحو أبدا , أنه ولا شك غاضب". " تقصدين أنه أهانني". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|