آخر 10 مشاركات
روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          10 - أمرأة من دخان - راشيل ليندساى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          مؤلفات و كتب نيكولاس سباركس (الكاتـب : بندر - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-09, 02:29 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
20 74-السر الدفين - ماري ويبرلي- روايات عبير القديمة**




74-السر الدفين - ماري ويبرلي- روايات عبير القديمة

الملخص
" الأباء يأكلون الحصرم و الابناء يضرسون"
.... ينطبق هذه المثل تماماً على قصة فانيسا التي اعتقدت ان جدها كان السبب في تعاسة والدها الراحل , ولم يكن هناك عليها سوى ان تذهب متنكرة في قناع فتاة استجابت لأعلان يطلب فيه جدها من يرتب مكتبتة المبعثرة . غير ان فانيسيا تلتقي كال غرين ضيف جدها و صديقه , و تكتشف بين الصحف القديمة سر والدها الراحل فتحاول الهرب ... الهرب من الماضي و الهرب من كال الخشن القاسي , فهل يدور محرك سيارتها تلك الليل الباردة ؟

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


رابط الرواية ككتاب ألكتروني بصيغة pdf

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 14-06-16 الساعة 06:32 AM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-09, 05:32 PM   #2

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووو يالغاليه على الروايه وعلى المجهود الرائع ..بانتظارك اكيد

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 24-10-09, 07:57 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- غريبان على الطريق
أسقطت فانيسا مكعب السكر في فنجان القهوة وراحت تراقب فقاقيع الهواء التي أحدثها , لا , لم يكن هذا مجرد خيال , فالشابان اللذان يركبان الدراجة النارية كانا يراقبانها بأهتمام واضح.
أنها معتادة على ذلك التصرف , لكن الأمر يختلف هذه المرة, فنظراتهما أشعرتها بالأنزعاج , المقهى كان صغيرا, وخلف الآلة الحاسبة جلست فتاتان تقهقهان وتتهامسان , والى أحدى الطاولات في الزاوية جلس رجل يحتسي فنجان قهوة , والى جواره كان الشابان , أنهيا لتوهما تناول بعض السندويشات.
نظرت فانيسا الى الرجل الذي كان مستغرقا في الصحيفة الموجودة الى جواره أكثر من أي شيء آخر , ماذا يمكن أن تقول أذا ما ذهبت اليه لتحادثه؟ من الأكيد أنه سيعتبرها مجنونة ,ولكنها كانت قلقة , فما تبقى من الطريق موحش ومنعزل , هذا ما تؤكده خريطتها ويؤكده الطريق الذي قطعته قبل قليل , هناك ما لا يقل عن ثلاثين ميلا للوصول الى دينستون هاوس, ثلاثون ميلا من القيادة في أراض جبلية منعزلة قبل أن تصل الى مقصدها!
ألتفت اليها الرجل لبرهة وكأنه أحس بنظراتها , ثم نظر بأتجاه الشابين وأخيرا الى صحيفته , خفق قلب فانيسا بشدة , ليس هناك أمل يرتجى منه , لقد أعتقد أنها أحست بتصرف الشابين اللذين أخذا الآن يصدران أصواتا وكأنهما يتحدثان الى قطة , وهما يبتسمان , لقد أصبح طعم القهوة كريها.
نهضت فجأة , حان وقت الذهاب , وكلما بكرت كلما كان أفضل, رأسها مصاب بالصداع منذ أن قطعت بيرث والطريق حتى دينستون هاوس –المنطقة المجهولة- طويلة وصعبة , ومن الأفضل لها أن تسرع في الوصول الى هناك , حملت سترتها وحقيبة يدها وغادرت المقهى دون أن تلتفت الى الخلف.
في الخارج, كان الطقس باردا وبوادر غيوم ممطرة في السماء , التلال المرتفعة كانت تبدو منعزلة في ضوء المساء الخافت , وكل شيء هادىء , في موقف المقهى , شاهدت الدراجتين الناريتين وسيارة جاكوار أنيقة وسيارتها الكورتينا الرمادية , جلست في مقعدها , ورمت السترة وحقيبة اليد في المقعد المجاور .... وأدارت المحرك , فكرت أنها ستكون سالمة أذا ما أقلعت وغادرت المكان قبل أن يخرج الشابان.
وما أن تحركت بأتجاه الطريق حتى شاهدت باب المقهى يفتح, ورأت الشابين يقفان للحظة على العتبة فأعطيا ظلا أسود أنعكس على ضوء المقهى الساطع , ما زالا يضحكان , وبحركة غريزية أغلقت أبواب سيارتها من الداخل ثم ضغطت بكامل قوتها على دواسة البنزين... فأستجابت الكورتينا على الفور.
نزلت الطريق المنحدر بأسرع ما يمكنها , ربما كانت السرعة غير كافية فالدراجات النارية قوية وسريعة جدا بالرغم من مظهرها المضحك , أنطلقت الدراجتان الناريتان خلفها , وأصابها شعور غريب بأن ما يحدث قد يكون عقابا لها على الخطة المقصودة التي جاءت لأجلها.
لكن الآن ليس وقت محاسبة الذات , المهم أن تبقى في المقدمة , متقدمة على الشابين , وكل شيء سيكون على ما يرام , الطريق الأسفلتي يمتد كشريط ضيق متعرج , وفانيسا تتابعه بترقب وسرعة , ويداها الرطبتان متمسكتان بعجلة القيادة , لم تكن أنسانة عصبية , وهي تعرف كيف تسيطر على نفسها , لكن شيئا ما كان في نظرات الشابين , اللذين لم يتجاوزا العشرين من العمر , جعلها تشعر بالخوف.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 08:00 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فكرة خاطفة ألحت على ذهنها عن الرجل الآخر الذي كان في المقهى , لقد كان جذابا بشكل قاس وغامض و ... وفجأة سمعت هدير صوت محركي الدراجتين خلفها تماما , كان المنعطف قد حجبهما عنها , الآن أصبحا مرئيين ... ويقتربان , شابان يبحثان عن المشاكل ,يرتديان سترتين جلديتين سوداوين على سروالين من الجينز , أصبحا أقرب , يا الله , أين السيارة الأخرى , أو أية سيارة أخرى؟
مر الأول مسرعا فأهتزت السيارة بعنف , كان أسلوبهما فعالا , تمهل الأول حتى وصلت السيارة الى منعطف ضيق فخفف سرعته بحيث أضطرت فانيسا بدورها الى تخفيف السرعة , في حين كان الثاني خلفها يمنعها من محاولة الرجوع , أحست فانيسا برغبة جامحة في أن تطلق لسيارتها العنان , لكنها أدركت أن ذلك لن يفيد ,كانت الدراجة النارية ضخمة بحيث لا تؤثر بها السيارة , والطريق لا يسمح بالتجاوز , وسرعان ما حل الصمت عندما سكتت المحركات.
تلفتت حولها في محاولة يائسة للبحث عن سلاح , عبثت أصابعها المحمومة في حقيبة يدها , فأصطدمت بجسم دائري بارد ... أنه عطر بخاخ , القارورة صغيرة , لكنها أفضل من لا شيء , كم من الوقت سيمر قبل أن يحطما الأبواب؟
أقترب الشاب الأول من النافذة ومسح الزجاج وهو يبتسم , كانت أسنانه متآكلة ووجهه مصابا بحب الشباب ... وفي عينيه رغبات تتجاوز سنوات عمره.
" أرجوكما , أتركاني لحالي".
كلمات لا معنى لها في هذا الموقف , أطلقتها كأنها أبتهال.
عندها , ومن حيث لم تتوقع , سمعت صوت منبه سيارة طويلا وعاليا يأتي من الوراء , ألتفتت , قفز قلبها من شدة الأرتياح , في الوقت المناسب تماما , كانت سيارة الجاكوار التي تخص الرجل الغامض في المقهى الصغير ,والسائق يطلق المنبه لأن دراجة الشاب الأول تغلقالطريق أمامه , وفي اللحظة التي توجه فيها الشاب لأزاحة دراجته , فتحت فانيسا الباب بسرعة , لم يكن الشاب يريد أي تدخل , بل يريد أن يفسح الطريق للجاكوار , وكان أمام فانيسا ثوان معدودة , وبينما كانت تحاول الركض متجاهلة الشاب الثاني وذراعيه الممدودتين , ترجل سائق سيارة الجاكوار من سيارته وأغلق الباب خلفه , وحاولت فانيسا أن تهدىء قدميها المرتجفتين عندما شاهدته متقدما نحو سيارتها.
قالت له:
"أرجوك ساعدني... هذان الشابان...".
" أعرف , لقد شاهدتهما".
جاء صوته عميقا , ربما كان صوته عذبا في الأوقات العادية , لكنه الآن غاضب ومنفعل , هذا ما لفت أنتباه فانيسا للوهلة الأولى وهي تنظر اليه كوسيلة أنقاذ ,وسرعان ما أدركت شيئا أعاد الخوف الى نفسها , هو شخص واحد , وهما أثنان وقويان , ولا يبدو عليه أنه قوي , بالرغم من أنه طويل القامة وعريض المنكبين ويمشي واثق الخطى , لقد لاحظت هذه الأمور كلها عندما دخل المقهى وهي في منتصف وجبتها , وقبل أن يبدأ الشابان تحرشاتهما , بدا عليه أنه من النوع الذي يفضل تجنب المشاكل , لكنه لن يفعل ذلك الآن , أو هل يفعل؟ هل يتركها وحدها ويتابع رحلته؟
وأخيرا تكلم , أزاح الشاب الأول دراجته بعيدا عن الطريق واضعا أياها قرب سيارة فانيسا بحيث تستطيع الجاكوار أن تمر.
قال وهو يبتسم:
" هيا أيها الفتيان , أذهبا من هنا".
وقف الشاب الأول , وهو القائد على ما يبدو , في مكانه مباعدا بين ساقيه وواضعا يديه على خصره في وقفة تحد.
" أسمع , لقد أزحت دراجتي عن الطريق فلماذا لا تتابع رحلتك , نحن لا نتعرض لك؟".
" كلا , لكن هذه الشابة ترفض أعتراضكما لطريقها , وأنا شخصيا لا ألومها لذلك...".
لكنه لم يستطع أكمال جملته .
أستدارت فانيسا نصف ألتفاتة لأن الشاب الثاني كان حتى ذلك الحين صامتا , ولذلك شاهدته أولا فصرخت:
" أنتبه".
ولكن تحذيرها لم يكن ضروريا , كان الشاب يحمل زجاجة في يده , ولو أنها أصابت هدفها لفقد الرجل الغامض وعيه , لحسن الحظ , خابت الضربة , وراقبت فانيسا بأعجاب مشوب بالدهشة كيف أن الرجل أستطاع أن يقبض على معصم الشاب ويلويها بشدة مع أنحناءة خفيفة من جسده هو , كان مدهشا أن تراقب المعركة لأنها جرت كما لو في التصوير السينمائي البطىء , وتشاهد وجه الشاب وقد علته الدهشة أذ سقطت الزجاجة من يده المتشنجة ثم تبعها هو في السقوط ... هنا تدخل الشاب الأول وتقدم مهاجما , وقالت فانيسا لنفسها:
" هذه هي النهاية ".
وألتفتت لتبحث عن عصا أو أي شيء للمساعدة.
حدث كل شيء بأسرع مما تتصور وصل الشاب الأول مسرعا نحو الرجل الغامض رافعا قبضة يده للوصول الى وجه خصمه وواضعا قوته كلها في هجومه , وشاهدته فانيسا وهو يقفز من فوق الرجل الذي أنحنى قليلا الى الخلف ثم عاد ليجلس على صدر الشاب بسهولة وسرعة .
أدركت فانيسا أنه يتقن رياضة الجيدو , وعرفت الفرق بين مشاهدة اللعبة على شاشة التلفزيون وبين ما جرى الآن .... أنه الفرق بين الرياضة والواقع.
أنتهى كل شيء , نفض سائق الجاكوار الغبار عن سترته وهو ينظر بأشمئزاز الى الجسدين المرميين اللذين يحاولان الوقوف على أقدامهما , ثم خاطب فانيسا قائلا:
" أصعدي الى سيارتك وتابعي السير , سأتبعك أنا بسيارتي , هيا بنا بسرعة".
لم يكن هناك مجال للكلام , أطاعته من دون أن تتفوه بكلمة وأدارت محرك السيارة بيدها المرتعشة , ثم هدأت قليلا عندما أدركت أنه هو الذي يجب أن يرتجف أذ ما كان هناك سبب لذلك , وليس هي.
على بعد خمسة أميال , وبالقرب من مفترق طرق , أعطى سائق السيارة أشارة ضوئية طالبا منها التوقف , ففعلت وترجلت من سيارتها , الشيء الأول الذي يجب أن تفعله هو أن تشكره .
أقترب منها , ودون أن يفسح لها المجال سألها بلهجة آمرة:
" ما أسمك؟".
فماتت كلمات الشكر على لسانها فورا.
" فانيسا".
بدأت كلامها , لكنها لم تستطع أن تتذكر أسمها الثاني " آ .... سميث".
قال بنغمة ساخرة وهو يرفع أحد حاجبيه:
" يبدو أنك تجدين صعوبة في تذكر أسمك الثاني!".
لمعت عيناها بالغضب لبرهة وقالت:
" أنني مضطربة ... كانت تجربة مخيفة".
" صحيح".
وافق قائلا:
" حسنا يا آنسة سميث".
مشددا على كلمة سميث :
" أنا لا أنصحك بالسفر وحيدة في المستقبل ... على الأقل في مثل هذه الأماكن , أنت تعرفين المتاعب التي كنت ستواجهينها لو أن أحدا لم يصل في الوقت المناسب؟".
ووجدت أن عرفانها له بالجميل بدأ يزول بسبب طبعه الحد , لكنها تمسكت بالجملة الأخيرة التي نطق بها لتنطلق منها وتقول:
" نعم , وأنا شاكرة لك ما فعلته من أجلي".
" عرفت في المقهى ما ينويان فعله , وتبعتكم طول الطريق مع أنني لم أكن أقصد هذه الناحية أساسا".
" آه , لقد بدأ يترك تأثيرا غريبا عليها , كان من النادر أن تعجز عن أيجاد الكلمات المناسبة , ومن النادر أيضا أن تجد رجلا مغلقا الى هذا الحد , كأنه لم يكن يراها على الأطلاق , كان طويل القامة بحيث سبب لها الأزعاج , خاصة أنها طويلة أيضا , ولم تتعود أن تنظر الى الأعلى لتخاطب الآخرين , معه أضطرت لذلك , فقد كان أطول منها , عريض المنكبين , أسمر الوجه , وذا عينين لامعتين بشكل غير عادي حتى خيل اليها أنهما تسخران منها , لكن هذا غير معقول!
وأنهى كلامه قائلا:
"فأما أن تحضري معك رفيقة طريق أو أن تتعلمي بعض الكاراتيه".
" سأتسلم وظيفتي على بعد ثلاثين ميلا".
أجابت برد حاسم بدا لها جافا:
" ومن الصعب والحالة هذه أن أحضر معي مربيتي , أليس كذلك؟ أما بالنسبة للكاراتيه , فقد كنت أعتبر الأسكتلنديين محبين للضيوف.... لكنني يجب أن أعيد التفكير بهذا يا سيد".
عليه أن يتقبل رأيها بالأسكلتلنديين كما يشاء , بدأت أعصاب فانيسا تتوتر , وكلما أسرعت بمغادرة المكان , كان ذلك أفض لها.
" كال غرين يا آنسة سميث".
وشدد على نطق الأسم الذي يؤكد كونه أسكتلنديا.
" أليس من الأفضل لنا أن نواصل السير".
وأستدارت نحو سيارتها وهي تقول:
" فالشابان...".
" سوف يستمران في البحث عن مفاتيح المحرك لمدة غير قصيرة بين الأشجار".
أجاب مبتسما , ليس هناك ما يضحك , مجرد أبتسامة كشفت عن أسنان لامعة.
" وحتى لو وجداها , فسيندمان أذا ما حاولا اللحاق بنا".
ولم يكن متبجحا , كان يقول الحقيقة , لم تستطع فانيسا أن تمنع الكلمات:
" من الجميل أن تكون واثقا الى هذا الحد من نفسك".
أبتسمت أيضا وهي تدرك تأثير أبتسامتها على الرجال , أنها الأبتسامة التي تسحر , ولكنها لم تسحره هو.
" هذا صحيح".
ونظر اليها بكبرياء .
" أنك ذات مزاج عصبي يا آنسة , أليس كذلك؟ ربما كنت تفضلين أن أتركهما فيصيباني بالزجاجة؟".
" لم أقصد ذلك".
وبدأت تشعر بالأرتباك , من يعتقد نفسه هذا الوحش المتعجرف؟
" قصدت...".
لكنها لم تكن متأكدة مما تقصده الآن , وأنهت كلامها بنبرة حزن:
" يبدو أنك تعتقد بأنها غلطتي".
نظر اليها مجددا , تعبير غريب جدا مر للحظة على ذلك الوجه الأسمر الجذاب :
" ألم يعلمك أحد بأن تغضي طرفك الساحر عندما تكونين في بعض الأماكن؟".
" ماذا؟".
من الأكيد أنه لم يفكر ....
" كيف تجرؤ على هذا القول؟ وماذا تقصد من ورائه؟".
وجهها في العادة أبيض اللون وناعم بشكل يتناقض مع شعرها الأسود , أما الآن فقد أحمر خداها وألتمعت عيناها البنيتان الغامقتان بشرارات الغضب.
" دعك من هذه الأقوال".
كان يتكلم بهدوء , وكأنه يخاطب طفلا.
" لا تقولي لي أنك لم تعطهما نظرة تشجيع حتى ولو غير مقصودة ".
ورفع يده مسترضيا عندما قال العبارة الأخيرة:
" لكنك لا تستطيعين تجنب الأمر , أليس كذلك؟ فأنت مدركة لجمالك , أنت كاذبة أو مغفلة أذا أنكرت ذلك – وكان يجب أن تعرفي أنك ستسببين المتاعب بمجرد...".
" لن أقف هنا لحظة أخرى لأستمع الى أقوالك يا سيد غرين".
صرخت بأنفعال وأستدارت عائدة الى سيارتها.
" لست أدري من هو الأسوأ فعلا , وداعا".
خيم صمت ثقيل ,لم ينبس ببنت شفة ولم يحاول أيقافها , ترى ما الذي كانت تتوقعه ؟
نظرت في مرآة سيارتها تراقب الطريق خلفها وهي تنحدر مسرعة نحو هدفها , رأته يدخل السيارة بسهولة رغم ساقيه الطويلتين , لم يكن ينظر اليها , بل لم يكن مهتما أبدا , زمت شفتيها بغيظ , لقد كان شخصية بغيضة مع أنه أنقذها من وضع لا تحسد عليه , ألقت نظرة أخرى قبل أن تحجب الطريق سيارته عنها , شاهدت بصيص أحتراق سيكارة من خلف الزجاج , أنقبض قلبها ,هل ينتظر فعلا حتى يتأكد من عدم وجود أية مشاكل؟ هذا ممكن , لكن مع مواصلة السير , طغت أفكار أخرى ملحة على ذهن فانيسا , أفكار حول المكان الذي تقصده والأسباب التي دفعتها للقدوم.
حدث شيء غريب جدا قبل بضعة أميال من دينستون هاوس , توقفت للحظة حتى تراجع خريطتها وتتأكد من المنعطف الحاد الذي برز الى اليمين والذي يقود الى طريق يبدو وكأنه ينتهي الى جبل منعزل موحش , عليها أن تتأكد قبل أن تتابع سيرها , لئلا تجد نفسها في طريق لا يمكنها العودة منه الا بعد أميال عديدة ... خاصة أن الظلام أصبح حالكا , والغيوم الداكنة تطبق على الأرض منذرة بالمطر الغزير.
أنه طريقها بالفعل , لقد أشرت على الخريطة بعناية في مكتب المحامي بعد تلقي التعليمات منه , لا يمكن أن تكون مخطئة , فالمنعطف الحاد هو الدرب الذي يجب أن تسلكه , أعادت فانيسا الخريطة الى مكانها وتأكدت من خلو الطريق من السير ثم أنعطفت يمينا , لاحت بشكل غير واضح سيارة تنهب الأرض على الطريق نفسه الذي تركته فانيسا قبل لحظات ... وتساءلت فانيسا ما أذا كانت هذه السيارة هي سيارة الجاكوار , من الممكن ذلك , لكن الأمر مستبعد , ثم أنشغلت عن التفكير بذلك( الفارس الأرعن) وهي تتجاوز منعطفا حادا ضيقا برز أمامها فجأة ... وما هي الا دقيقة حتى كانت الجاكوار وراءها .
لم يكن أمام فانيسا مجال كي تفسح له الطريق لتجاوزها , فالدرب المتعرج الضيق كان يجعلها حذرة وبطيئة , هل هو مستمر في ملاحقتها؟ ربما يريد أن يقول لها شيئا ؟ عند المنعطف التالي , وكان هناك متسع للتجاوز , أعطته أشارة كي يعبر ,لكنه توقف , ولم يعد أمامها الا التوقف.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 08:03 PM   #5

loveheart
 
الصورة الرمزية loveheart

? العضوٌ??? » 74263
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 9,741
?  نُقآطِيْ » loveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond reputeloveheart has a reputation beyond repute
افتراضي



loveheart غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-09, 12:50 AM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أنزلت زجاج شباك سيارتها , ترى ماذا يريد؟
" هل أنت في الطريق الصحيح؟".
كان صوته عميقا وهادئا , وكأن شيئا لم يحصل بينهما.
" نعم , أعتقدت أنك تريد سؤالي عن شيء ما , أنا متوجهة الى مكان يدعى دينستون هاوس...".
توقفت عن الكلام عندما لاحظت تعبير وجهه التي تنم عن الدهشة والأستغراب , ماذا حدث ؟ ماذا قلت له؟
" أنت ذاهبة الى دينستون؟ ".
تساءل بدهشة:
" لا تقولي لي أنك الآنسة التي تريد تنظيم المكتبة هناك ؟ يا ألهي!".
وفعلت الكلمتان الأخيرتان فعلهما , فتحت فانيسا باب سيارتها ودفعته بقوة , أبتعد الرجل عن طريقها وهو يساعدها في أمساك الباب , ترجلت ووقفت أمامه متحدية...
" لقد سمعت ورأيت ما فيه الكفاية , أنا لا أعرف ماذا ومن تكون , لكن المكان الذي أقصده لا يعنيك أبدا... وأن كنت أنقذتني من الشابين...".
لم يتركها تكمل كلامها , كان ينظر اليها وبسمة أستغراب مشوبة بالدهشة على شفتيه:
" هدئي من روعك ".
قاطعها بصوت صخري كملامح وجهه.
" فذلك لن يفيدك معي , ولن ينفعك أيضا...".
" أيها ال...".
" أرأيت ماذا قصدت؟ العينان تشرقطان غضبا , والوجنتان محتقنتان , هدئي نفسك أيتها القطة المتوحشة وأنصتي".
أحست فانيسا بأن صدرها يكاد ينفجر وهي تحاول ضبط نفسها أمام هذا المخلوق المجنون والمتعجرف , كم تتمنى أن تصفع ذلك الوجه القاسي!.
" هذا أفضل".
لم يعرف كم كانت قريبة من الصفعة...
" لي كامل الحق بسؤالك عما أذا كنت ذاهبة الى دينستون , فأنا أعيش هناك حاليا".
نظرت فانيسا اليه للحظات , هذا غير معقول؟ هذا غير معقول! وقالت بصوت أكثر هدوءا:
" المنطقة التي أقصدها ملك شخص يدعى السيد ماكلين , وحسب علمي هو يقيم...".
" أنه يقيم وحيدا".
أجابها بنعومة .
" أنه يقيم وحيدا بأستثناء الخدم ومدبري البيت , وأنا حاليا ,ضيفه".
لم تلحظ فانيسا في أرتباكها تردد الرجل قبل الكلمة الأخيرة , من أين جاءت كل هذه التعقيدات ؟ نظرت اليه , عليها أن تكون شديدة الحذر , فأشياء كثيرة أخذت تحدث فجأة, يجب أن تهدأ فذلك سيعطيها وقتا للتفكير , لكنها أدركت أنها لا تملك متسعا من الوقت للتأمل والتفكير .
" لقد فهمت".
وحاولت أن تضع على شفتيها أبتسامة كبيرة , أثرت الأبتسامة مؤقتا , وعندما جاءت كلماته أحست أن مخيلتها هي التي أوحت اليها بذلك .
" أستغربت كثيرا في البداية لأن أسم الموظفة الجديدة حسب ما أعتقد هو ..".
وفرك مقدمة جبينه بأصبعيه وهو يحاول التذكر .
" أجل أسمها الآنسة كولينز".
وقطع كلامه مبتسما وكأنه يقول:
" والآن ما هي الحقيقة؟".
وأعطتها الأبتسامة الأخيرة وقتا هي بأمس الحاجة اليه للأستعداد والأجابة.
" هذا صحيح".
قالت موافقة.
" عندما أخبرتك أن أسمي هو سميث , كنت ببساطة غير راغبة بأعطاء اسمي الحقيقي لشخص غريب".
رفع أحد حاجبيه وقال:
" بالطبع... بالطبع".
وأضاف بصوت ناعم.
" أنا لا ألومك , هناك نوعيات غريبة من الناس أخذت تتردد على هذه المنطقة مؤخرا".
لكنها كانت متأكدة من أنه لم يصدقها , الشيء الوحيد الذي فكرت فيه هو , هل من الضروري أن يصدقها؟
أتاحت فانيسا لنفسها بعض الراحة كي تقلب المشكلة من كافة جوانبها ,عندما كانت تتبعه بسيارتها على الطريق الذي أخذ يضيق ويتعرج أكثر , قاد سيارته الجاكوار بروية آخذا بعين الأعتبار عدم معرفتها المسبقة بالمكان ,وكانت قيادته هادئة وماهرة بحيث تبعته فانيسا بثقة وأرتياح.
أذن , هو ضيف في دينستون هاوس , لكن الى متى؟ أحست بضيق , وعاد الى ذاكرتها الحوار الذي جرى في مكتب السيد مورتون.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-09, 02:12 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأتضحت لها الأمور بشكل لم تكن مستعدة له بعد, وهي تعرف أن عليها التفكير في الأمر.... لكن ليس الآن , وألحت عليها صورة السيد مورتون القلق وهو يقول بصوت متوتر :
" لا أستطيع أن أوافق على الخداع بأي شكل من الأشكال!".
" لست أسألك الموافقة على أي شيء ".
كانت فانيسا قادرة حتى على تذكر رنة صوتها أنذاك: هادئة وعملية ومصممة على أزاحة أي أعتراض , لأنها حسمتأمرها سلفا.
" لكن الأمر يبدو لي ...".
ورفع السيد مورتون مجموعة أوراق:
" وكأنك ذاهبة الى هناك لأنتحال شخصية أخرى".
" لقد شرحت لك الوضع".
وأعطته أبتسامة طويلة . لم يكن قادرا على مقاومة مثل هذه الأبتسامة , وسمعته يسعل بأرتباك , فأضافت:
"المسألة لن تستغرق طويلا , مجرد أسبوع , ثم أخبره الحقيقة , أنها أشبه ب ... لعبة ".
ورددت في سرها :
" ليسامحني الله على هذه الكذبة".
لكن يجب أن لا يعرف أحد أسبابها الحقيقية , الرغبة في رؤية ذلك الرجل العجوز الذي دمر حياة والدها ... أنه جدها أندرو ماكلين الذي أنفق الألوف حتى الآن من أجل العثور على الولد الوحيد لأبنه المتوفي حديثا.
أعادتها الى الحاضر سيارة الجاكوار التي أخذت تخفف سيرها , فضغطت على الفرامل بسرعة , مر من أمامها قطيع من الماشية متجها الى أحدى التلال , عبرت الخراف المثقلة بالصوف متباطئة عبر الطريق العام , فأسرع الرجل بسيارته وتبعته فانيسا دون تردد , نظرت في مرآة سيارتها لحظة , كانت عيناها سوداوين وواسعتين , وتساءلت في نفسها :
" هل أخطأت من الأساس في المجيء الى هنا ؟ هل كان والدها سيوافق على ما تفعل؟ لن تستطيع أن تعرف أبدا , لقد كان السيد مورتون قلقا للغاية من خطتها , وأرتكب خطأ أساسيا عندما أخبرها بأنهم طلبوا منه أيجاد شخص مناسب – رجلا كان أو أمرأة – لترتيب مكتبة دينستون هاوس.
" ها قد وجدتها".
أجابت فانيسا وموجة عارمة من الأرتياح تجتاح جسمها :
" ألا ترى؟ أنا سأذهب , ستقول لهم أنك وجدت شخصا مناسبا ,و...".
" وماذا سيحدث عندما تكشفين شخصيتك الحقيقية ؟".
قاطعها السيد مورتون بجفاء .
" كيف سأبدو أنا آنذاك ... المتآمر الشريك؟".
" كلا ".
وقفت فانيسا بحزم .
" حذرتك أساسا , وأنت تعرف جدية كلامي , من أنك أذا أبلغت جدي....".
وقفت عند الكلمة الأخيرة بأشمئزاز :
" أذا أبلغته بالعثور علي , فسوف أرحل على الفور , وتأكد من أنك لن تجدني أبدا".
شعر المحامي العجوز بالحيرة , وأحست هي بالأسف لوضعه , لكن الرغبة في الأنتقام كنت أكثر قوة ... وأدركت أنها ربحت...
أصبحت الآن فانيسا كولينز , مع قصة حياة كاملة أعدتها لنفسها أذا ما سألها أحد , ستذهب لرؤية المكان حيث ولد أبوها وأمضى طفولته الأولى , وسترى الرجل الذي سمعت عنه الكثير من الكلمات القاسية , ستجعله يحبها ويتعلق بها , بعد ذلك ستخبره بشخصيتها الحقيقية , وتراقب تعابير وجهه... ثم ستغادر منزله ولا تعود اليه أبدا , عندها ستعرف راحة الباب , لأول مرة بعد سنتين كاملتين من العذاب , فمنذ سنتين أخبرها والدها وهو على فراش الموت قصة الرجل القاسي الظالم الذي طرده لأنه أراد أن يتزوج الفتاة التي أحب وليس تلك التي أختارها هو له , والآن , مات الأب والأم معا , أمها ماتت مكسورة القلب بعد قليل من وفاة زوجها , وجدّها يتحمل المسؤولية كاملة...
شاهدت الرجل الذي يقود السيارة أمامها وهو يؤشر لها للأتجاه يمينا داخل طريق محفوف بالأشجار الكثيفة , فتبعته , هذا الشخص أستطاع الأيقاع بها عندما سألها عن أسمها فخلال ثوان معدودة نسيت الشخصية التي يجب أن تتلبسها , وهذا ما يجب ألا يتكرر أبدا , عليها أن تراقب كال غرين هذا الرجل الأسمر القوي الذي أعطاها أنطباعا بأنه يستطيع قراءة أفكارها أيضا.
كان الطريق ضيقا , والأشجار العالية الكثيفة تظلل كل شيء بظلام طاغ لا يتغير , ماذا ستجد هنا ؟ أنها لا تملك صورا فوتوغرافية يمكن أن تعطيها أنطباعا عن المكان , فقد أتلف أبوها كل ما يمكن أن يذكره بالماضي , وهي لا تعرف كيف سيكون مظهر جدها , وأن كانت الصورة الخيالية التي تحملها عنه لا تسر القلب , عما قريب ستعرف كل شيء , وسينتهي زمن الخيالات والتوقعات.
عبرت بوابة حديدية واسعة بيضاء اللون , القسم الأول مرصوف بالحجارة , ثم يأتي قسم معبد بحبيبات صغيرة من الحصى , أعطت سيارة كال غرين زمورا متقطعا , فأعتقدت فانيسا أنه يؤشر لأنسان ما , لكنها شاهدت مجموعة من الأرانب الصغيرة التي تفر من وسط الممر , أنفرجت شفتاها قليلا , على الأقل هو لا يحب دهس الحيوانات , وهذه نقطة صغيرة لصالحه , أنها لم تعجب به , وهذا الشعور كان متبادلا , فتصرفاته معها عكست هذا الأمر , لقد كان فظا , هكذا تخيّلت , لم يكن من المناسب أن يكشف هويتها ويفسد طتها , عليها أن تعامله بحذر بالغ خلال الأسابيع القليلة المقبلة , وبعد ذلك لا يعود يهم أبدا.
وأخيرا شاهدت البيت , فأمتلأ قلبها بالحزن العميق , أذن هذا هو بيت أبيها , كان جميلا جدا بحجارته الرمادية البارزة ونوافذه الواسعة ورواقه ذي الأعمدة الرخامية , عدة درجات تؤدي الى البيت حيث الظلام الخفيف يغطي المدخل المسقوف , وعندما وقفا أمام الباب أنير البيت بضوء ساطع هو مزيج من الأبيض والأزرق.
أوقفت فانيسا محرك سيارتها , ولبرهة من الزمن أحست برغبة عارمة في الهرب.
" هيا بنا الى الداخل".
وفتح الرجل باب سيارتها معيدا أياها الى أرض الواقع:
" ستمطر خلال دقائق , أين حقائبك؟".
" في الصندوق".
سحبت المفاتيح من محرك السيارة وناولته له , أخذها وتوجه الى الخلف وفتح الصندوق وحمل حقيبتيها , كانت فانيسا محتارة بين الرغبة في شكره والأنزعاج من الطريقة الباردة التي تناول فيها المفاتيح , كأنه فقد صبره معها وأصبح غير مهتم بتبرير تصرفاته , حملت سترتها وحقيبة يدها , وقررت أن تترك الأمور على علاّتها , على الأقل حاليا.
قادها الى المدخل عبر سلم حجري , ثم فتح بابا ضخما.
" أهلا بك في دينستون هاوس يا آنسة كولينز".
كان من الصعب عليها أن تعرف معنى رنة صوته , لكنها أكيدة من غياب الترحيب الفعلي.
" شكرا لك يا سيد غرين".
قالت مبتسمة , بدأ التخفي الآن , فلقد فات أوان التراجع , وعليها أن تستمر في خطتها مهما كلف الأمر , هزت رأسها وكأنها تطرد التعب عن وجهها وسألت:
" ماذا عليّ أن أفعل الآن؟".
" سأرشدك الى غرفتك أولا فترتبين أغراضك , ثم نتناول العشاء".
" ولكن أليس من الأفضل لقاء السيد ماكلين قبل أن أصعد الى غرفتي؟".
رفع حاجبه الأسود قائلا:
" ألم أقل لك أنه خارج البيت الليلة ؟ سيعود ظهر غد على ما أعتقد , وحتى ذلك الوقت سأهتم أنا بوجودك".
أحست بنبرة سخرية في صوته , هذا خيالها بالطبع , لكنها لم تكن مرتاحة.
وتساءلت بنعومة:
"وماذا كان سيحدث لي لو لم أصادفك في الطريق؟".
" المشرفة عن البيت وزوجها السيد والسيدة بانكس كانا سيهتمان بك".
رفع حقيبتيها وسار نحو السلالم المنتصبة في منتصف القاعة الكبيرة , وصلا الى ممر تغطيه النوافذ الزجاجية الملونة , وعلى الجانبين ثريات من الذهب والعنبر , وبينما هي سائرة الى جانب الرجل , أضاء البرق النوافذ فأحست بالخوف والعنبر , وبينما هي سائرة الى جانب الرجل , أضاء البرق النوافذ فأحست بالخوف والغربة , لعلها أرتجفت , أذ لاحظت نظرته اليها قبل أن تهدأ.
" خائفة من العواصف؟".
سألها بلطف , لو أن هذا العطف حقيقي! لكنه بدا مسرورا أكثر منه قلقا.
أجابت:
" لا , أبدا .... وأنت؟".
" أنا أقدر البرق تقديرا عاليا , فقد شاهدت ما يمكن أن يفعله , لكنني لا أخافه".
" من الصعب عليك أن تعترف حتى لو كنت تخاف".
قالت فانيسا بنعومة وطراوة :
" أقصد , هل تخاف من أي شيء؟".
كانا قد وصلا الى أعلى الدرج , وعلى الجانبين ممران واسعان غطيت أرضيتهما بالسجاد الثمين , وقف كال غرين ووضع الحقيبتين على الأرض بحركة بطيئة مقصودة .
قال بصوت منفعل :
"علينا أن نجد أسلوبا للتعايش أذا ما كنت ستقضين وقتا هنا , لو كنت في مكانك لراقبت لساني جيدا , فهو سليط جدا بالنسبة الى آنسة رقيقة مثلك".
أحست وكأنه صفعها , وبصعوبة كبيرة أستطاعت أن تجيبه بهدوء:
" هل تهددني؟".
" أبدا....".
بدت عليه الدهشة .
" أنني أبدي ملاحظة فقط , هل أبدو لك كمن يهدد أمرأة؟".
كانت السخرية واضحة في صوته.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-09, 02:35 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لا أعرف ما فيه الكفاية حتى أحكم على ذلك".
ردت على هجومه بسرعة , وقالت :
" في الواقع لا أريد الحكم عليك , لكنك تستطيع أن تكون فظا حتى بدون أن تحاول , فهذا ما فعلته فعلا بعد أنقاذي , فقد حاولت أن تقول أني شجعت الشابين على معاكستي".
قاطعها بحدة:
" لم أفعل ذلك , فقد أقترحت عليك أن تغضي عينيك الساحرتين عندما تكونين في مكان ما...".
ردت عليه بسرعة:
"وكأنني كنت أحاول أستمالتهما , أو أي شيء من هذا القبيل".
كان موقفا غريبا أن تكون هناك , هو وهي فقط في ذلك البيت الضخم , تناقش الرجل الغريب وتحاول أن تنتصر عليه ولو لمرة واحدة , تنفست بعمق لتستعيد رباطة جأشها.
ضحك وقال:
" ألم تحاولي أستمالتهما؟".
وأندفعت فانيسا اليه رافعة يدها الى ذلك الوجه البارد:
" كيف تجرؤ...".
ولم تستطع أن تكمل .
أمسكها وجمدها دون جهد يذكر , نظر اليها بعينين لامعتين بينما كفاه يمسكان ذراعيها بقسوة وبرودة.
: أنت قطة متوحشة بالفعل".
وقال بهدوء :
" ما هذه الطباع التي تحملين ؟ أنت تدركين أنني قادر على ترويضك...".
صرخت بصوت مخنوق:
" أتركني!".
" سأتركك عندما أكون جاهزا , أريدك أن تستمعي الي لدقيقة , فأنت بين يدي الآن...".
وحاولت فانيسا أن تخلص نفسها , لكن قبضته كانت قوية للغاية .
قالت وهي تتنفس بصعوبة :
" أنك تؤذيني".
كانت دون حيلة على الأطلاق , كم تكرهه الآن! كيف يتجرأ على ذلك؟".
" أذن أهدأي قليلا , لن أدعك تصفعينني , وأعرف أنك ستفعلين أذا ما أطلقت ذراعيك , وألى أن تهدأ أعصابك , سأظل ممسكا بك ".
" أذا لم تتركني فلسوف أركلك بقدمي".
وكانت تعني ذلك تماما.
" جربي ذلك ".
أجابها بصوت ناعم وصلب :
" أريدك أن تجربي ولو لمرة واحدة , وأعدك بأنك بعدها لن تثوري بسرعة أبدا".
أصابتها كلماته الباردة بما يشبه الجمود , وأحست برعشة تسري في أوصالها , ماذا يمكن أن يفعل؟ وتذكرت كيف أستطاع أن يواجه الشابين اللذين هاجماها... فشعرت بالخوف , ودون أن تعي خففت من توتر جسمها , وفكرت أنه من الأفضل عدم مقاومته كي لا تعطيه المجال لممارسة بعض ضربات الجيدو ضدها.
" هذا أفضل , لقد توقفت عن المقاومة".
خفف كال غرين قبضته عن ذراعيها وأصبح وجهه أقل قسوة.
" تذكري دائما أنك لا تستطيعين مقاتلتي ,ولذلك لا تجربي!".
قالت بصوت ضعيف:
" أنت مقرف, ألن تطلق سراحي؟".
" هل تريدين ضربي؟".
" كلا".
أختفى الضغط , دلكت فانيسا ذراعيها حيث كانت قبضتاه , ونظرت الى حقيبتيها , خانتها قواها في حملهما , ولسبب غير معروف شعرت أن ذراعيها ضعيفتان كما لو أن عضلاتها ترفض العمل , سألت بجزع:
" ماذا فعلت بي؟ أنني لا أستطيع...".
" لم أفعل شيئا , ما دمت ضعيفة الى هذا الحد , أقترح عليك تعلم بعض وسائل الدفاع عن النفس , وهكذا أذا ما هاجمك أحد المتشردين في المستقبل , تستطيعين القضاء عليه".
قالت بسخرية واضحة:
" سأتذكر أن ألتحق بأحدى مدارس تعليم الجيدو عندما أعود الى لندن".
نظر اليها بحزم:
" لا حاجة للأنتظار , يمكنك المباشرة الآن , سأكون مسرورا عندما أدربك شخصيا".
وأبتسم , ولم تعرف فانيسا كيف تتقبل كلماته وأبتسامته , نظرت اليه ببرود , قالت:
" هل أذهب الى غرفتي الآن , أريد أبدال ملابسي".
" بالطبع. من هنا الطريق".
حمل حقيبتيها وسار أمامها , وفيما هي تتبعه , أخذت تفكر بالعرض الذي قدمه لها.
لا يمكن أن تسمح له بتلقينها أي شيء ... فجأة خطرت على بالها الفكرة التالية : سيكون الأمر مثيرا للأهتمام بالفعل , لكنها سرعان ما طردتها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-09, 11:19 PM   #9

sas
 
الصورة الرمزية sas

? العضوٌ??? » 9783
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 907
?  نُقآطِيْ » sas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية جميلة

sas غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-09, 09:10 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- في البيت الكبير
أصيبت فانيسا بصدمة قوية عندما شاهدت الغرفة المخصصة لها , لكنها أخفت مشاعرها حتى غادر كال غرين المكان كي لا تعطيه فرصة الشماتة من دهشتها البالغة.
كانت الغرفة جميلة جدا , عالية السقف وواسعة تماما , وتطل على مقدمة المنزل من خلال نافذتين عريضتين تكشفان الحدائق والسهول التي قطعتها فانيسا قبل قليل – أتجهت الى أحدى النافذتين لتتأمل المناظر البديعة الممتدة , ووقفت صامتة أمام الستائر المخملية الخضراء , الليل أصبح أكثر حلكة , والعواصف الرعدية تزمجر في البعيد ... أنهمر المطر غزيرا بحيث أحست أن أخضرار الأرض أنعكس على الضوء الخافت في الخارج , تركت فانيسا النافذة لتتأمل أثاث الغرفة المصنوع كله من خشب السنديان المصقول , كان هناك مقعدان وثيران وسريرها المفروش بغطاء مزين بالورود , وفي أحدى الزوايا أستقرت ساعة حائط أثرية والى جانبها طاولة عليها مزهرية ... وكلها قديمة وغالية الثمن , ووجدت حتى جهاز تلفزيون أحتل الزاوية المجاورة للنافذة.
أثاث الغرفة يدل على ذوق راق وأهتمام ملحوظ , فجأة شعرت ببعض الذنب لكنها تخلصت منه بسرعة ,من غير المناسب أن تشعر بذلك ولم يمض على وجودها في المنزل أكثر من خمس دقائق , لقد أتخذت قرارها نهائا , وعليها أن تستمر في مهمتها .. من أجل أبيها.
غطت وجهها براحتيها عندما أحست بألم حاد , أنه الألم الناشىء عن أدراكها بأنها مهما فعلت , فأن كل شيء قد فات الآن , تنفست بعمق وأتجهت الى مرآة تغطي مرآة خزانة بالقرب من السرير , فتحت الخزانة , فأذا بها أمام حمام متكامل , لا شك أن كال غرين تعمد عدم الأشارة الى الحمام من أجل دفعها الى سؤاله وبالتالي أحراجها , لكنها أسقطت هذه الفكرة من رأسها فورا.
كان الحمام يمثل جمال غرفة النوم المرايا تغطي معظم الجدران , ما عدا النافذة التي تطل على غابات كثيفة , تلفتت فانيسا حولها بأرتياح , كم كان جميلا لو أنها فقط ...! يجب أن لا تفكر بهذه الطريقة ,خرجت من الحمام بحزم وأغلقت الباب خلفها , سوف ترتب ملابسها وتستحم ثم تتهيأ للعشاء.
خيم جو من الهدوء والروعة على الغرفة عندما أضاءت الأنوار الموزعة بشكل مناسب , أغلقت فانيسا الستائر , وفتحت حقيبتها وبدأت عملية الترتيب.
عندما نزلت الى القاعة الكبرى لم تسمع أي صوت سوى حركات رقّاص ساعة الحائط , أضيئت ثريا واحدة فأعطت نورا برتقاليا أنعكس على الجدران والمقاعد الخشبية الثقيلة , كانت العاصفة العدية قد أنتهت , ولم تتبق سوى بعض حبيبات من المطر تضرب النوافذ بين حين وآخر , لذلك تشجعت وتوجهت الى الباب الخارجي وفتحته , ألقت نظرة متأملة على الحديقة المشبعة بالمطر , أحست بقشعريرة عندما جاءها صوت من الخلف:
" لا أعتقد أنك تفكرين بنزهة في مثل هذا الوقت؟".
أستدارت ببطء , عرفت صاحب الصوت على الفور , لم تسمع في حياتها صوتا يشبه صوته الهادىء العميق مع تلك الرنة الساخرة التي تبدو واضحة عندما يخاطبها ... وهذا ما كان يزعجها , لكنها لن تظهر ذلك , أجابت :
" كنت أتأمل فقط".
عادت اليها صورة شجارهما الأخير , ما زالت تحس بالوخز في ذراعيها حيث أمسكها بقبضتيه القويتين , عليها أن تكون حذرة تماما مع السيد كال غرين , الآن وكل أوان , كان قد غيّر ملابسه الى سترة مريحة مع سروال مناسب وقميص مفتوح عند الصدر , وأدركت عند رؤيته – رغم شعورها نحوه- بأنه جذاب للغاية , فالسترة أظهرت منكبيه العريضين ,وأستغربت كيف جاءها الأنطباع الأول في المقهى بأنه من النوع الذي يهرب من المشاكل , كان يبدو واثقا من نفسه تماما , نظرت فانيسا الى نفسها ,لقد بدلت هي أيضا ملابسها الى زي أزرق اللون كان يشعرها بالأرتياح دوما ,كانت ممشوقة القامة بغير أمتلاء , وقد أبرز اللون الأزرق نضارة بشرتها الوردية , أرادت أن تبدو في أحسن صورة كي تستعيد ثقتها بنفسها ,خاصة أمام ذلك الرجل الذي ما لبث أن سألها:
" هل أنت جائعة؟ السيدة بانكس تريد أن تعرف".
" أجل , لكنني لا أريد أن أشغلها...".
قاطعها قائلا:
" لن تشغليها , فالعشاء جاهز".
أجابت بنعومة واضحة مع أنها لم تكن تريد ذلك:
" قل لي , هل تترك أحدا يكمل كلامه؟".
أجاب ضاحكا:
" ليس هناك وقا للكلام الفارغ , أذا كنت تقصدين ذلك , فأنا أريد أن أطرق لب الموضوع مباشرة".
وافقت بهزة خفيفة من رأسها:
"فهمت ماذا تعني , وعليّ أن أتذكر ذلك , لكنني سأرى كيف تكون ردة فعلك , عندما يقاطعك أحد ما".
رفع كال حاجبيه مستغربا:
" لا شك أن الجوع يجعلك عصبية المزاج , هيا بنا الى غرفة الطعام , فستشعرين بالراحة بعد الأكل".
ولمس ذراعها خفيفا وهو يدلها على الطريق:
" أبعدت فانيسا ذراعها بهدوء وقالت:
" شكرا لك , فأنا لست طفلة , سأتبعك الى المائدة أذا ما تقدمت الطريق".
أغلق الباب خلفه بسرعة:
" حسنا , من هنا الطريق".
سار أمامها متجها الى يمين القاعة , وعبر عدة أبواب مغلقة حتى وصل الى غرفة طعام واسعة فيها طاولة تكفي لحوالي خمسة وعشرين شخصا.
غاص قلبها بين ضلوعها : هنا ستتناول عشاءها , بالنسبة اليها كان يكفي طعام خفيف في غرفتها ,لكن الأسوأ على الطريق , فعلى أحد طرفي الطاولة شاهدت كرسيين فقط.
" كرسيان؟ "
ونظرت اليه.
أبتسم وقال :
" نعم , كرسيان ".
وأضاف متابعا :
" لم أكن لأسمح لك بتناول الطعام وحيدة ... أليس كذلك؟".
أجابت بلهجة غير مبالية :
" ألا تستطيع فعلا؟ كنت أعتقد أن الأمر سيروق لك!".
" أنا مضيفك الآن وحتى عودة السيد ماكلين".
تنبهت الى رنة سخرية خفيفة في صوته العميق , تنفست بعمق وردت ببرودة واضحة:
" أي كرسي لي؟".
سحب الكرسي القريب منها وقال:
" تفضلي وأجلسي".
وما أن أستقر بهما المكان حتى دخلت أمرأة قصيرة القامة ذات شعر أشيب , ترتدي فستانا أسود اللون , وهي تدفع عربة الطعام أمامها , حدقت في فانيسا قبل أن تخاطب كال:
" هذا هو الحساء , من الأفضل أن تتناوله ساخنا".
" أنني أعرف ذلك ".
أبتسم لها بعذوبة أدهشت فانيسا ثم قال:
" هذه فانيسا كولينز التي ستشرف على ترتيب المكتبة".
هزت السيدة بانكس رأسها وعلى شفتيها ظلال أبتسامة :
" حسنا جدا , لقد مللت من الكتب التي تملأ المكان ".
حدقت مرة أخرى بفانيسا قبل أن تضع الصحون على المائدة ثم تغادر الغرفة , ولاحظت فانيسا أن لهجتها عامية واضحة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.