آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-08, 04:12 PM   #11

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي


ستهبطين إلى مثل هذا الدرك .
أردف بصوت لاسع : أتحاولين التفكير في قصة مقنعة إنسي الأمر هيلاري .. أقدر على رؤية بوابة الحقل من غرفتي .. ألا تذكرين ؟ رأيت مشعلك يدور فوق الأرض لماذا لم تبقي الليل كله .. أم لعل عشيقك ضجر منك بسرعة ؟
قالت : ليس لي عشيق .
التوى فمه : لا ؟ أمر عجيب فلا أظنك تفتقرين الرغبة .. أيضاً حبيبتي ؟ أنت لا تحبينني ومع ذلك تجاوبت معي بشغف .. أتعرفين ما الذي منعني عنك .. عدا السيدة ستارلت ؟ ظننتك طاهرة بريئة لا تعرفين ما الذي تفعلينه .. ولم أرغب بإفساد براءتك .
ضحك بوحشية : يا إلهي ما أغباني ! لم أستطع النوم الليلة .. فخرجت أتمشى فكل ما كنت أراه هو وجهك كنت كرجل يتضور جوعاً يراقب مائدة عامرة من بعيد ولكنك كنت طوال الوقت مع ذلك النكرة الذي جعلته يحولك إلى وجبة سائغة له .
كان يمسكها بكلتي يديه فظنت أن عظام كتفيها ستنكسر لكنها لم تترك نفسها تصرخ .
قالت : أستطيع الاعتناء بنفسي .
لان صوته ولكن أبقى فيه رنة جعلت دمها يبرد .
أنا واثق من هذا هيلاري .. لذا فلنبدأ من جديد يا حلوتي هيلاري ذات العينين البريئتين الناعستين ؟ إنما في هذه المرة لن أزعج نفسي بالتفكير ببراءتك .. دعيني أرى أي خداع مازال مختبئاً فيك .
تأوهت برعب صرف .. قالت باحتجاج :
بروس … لا ليس الأمر كما تظن حقاً .
ضحك بسخرية : لا الأمر لم يكن قط كما أظن .. لذا لا داعي للتفكير … حبيبتي .
رفعها بين ذراعيه ليحملها إلى غرفته رافساً الباب ليقفله خلفهما كانت تقاوم كالحيوان تعض وتخدش لكنه لم يلاحظ شيئاً .
_ بروس … لا … أرجوك … لا ؟
جعلته ابتسامته الساخرة يبدو كالشيطان .
قال بصوت أجش : بلى هيلاري بلى … لا خيار للفاسقات وقد خسرت خيارك وستدفعين الغرامة .
الغرامة .. تحدثت لورنا عن الغرامة وكانت مذعورة … فهربت وهي الآن مذعورة بل لم يسبق أن شعرت قط بمثل هذا الذعر …..


6 _ اكرهني أكثر
قالت : أكرهك يا إلهي كم أكرهك ؟
_ اكرهيني قدر ما تشائين .. لكنك لن تغادري هذا المكان ما لم أنتهي منك هيلاري …
حاولت رفع اليد التي أمسكت بها وكأنها حيوان مذعور … فقال : هش .. لا تقاوميني هيلاري لا تقاومي نفسك .
تصاعدت المرارة في حلقها .. يا إلهي يحب أن تبتعد عنه وعن ستونكليف .
قاومته ولم تعرف كيف استطاعت الإفلات من بين يديه فهرعت إلى الباب فلحق بها ولكنها سبقته إلى فتح الباب وخرجت لا تلوي على شيء كانت تركض وقلبها يخفق بين جنبيها بقوة لم تظن أنه يملكها لما وصلت إلى غرفتها أخيراً أوصدت الباب خلفها خشية أن يلحق بها ثم انهارت على السرير تبكي وتبكي حتى جفت مآقيها من الدمع .
منذ تلك الليلة انصب تفكيرها على أمر وهدف واحد وهو ترك ستونكليف .. لتفر إلى الأبد من بروس جيلفورد .
نجحت هذه الفكرة لفترة …. أو هكذا بدا لها لكن لم يكن هنالك مجال للهرب حقاً …
مع ذلك فقد كان الأمر ضرورياً فبعد أشهر على ترك ستونكليف كانت الذكريات تلاحقها .. وكم ليلة استيقظت خائفة من مشاعرها التي مازالت تحن إلى ذلك النذل .
كم مرة لعنت نفسها لأنها لا تقدر على نسيانه مع أنها حاولت كثيراً ومع ذلك لم تنجح فها هي الآن مستيقظة كل عصب وكل إحساس فيها موجه إلى الرجل الذي يشق طريقه وحيداً في الظلام خارجاً .
وحيداً ؟ ضحكت بازدراء … لا شك أنها وجهة نظر رومانسية للموقف .. فبروس مغرم بالسير ليلاً .. وطالما فعل فهذه المسيرات تساعده على رؤية المشاكل بوضوح .. ويمكنها أن تعرف المشكلة التي تمنع عنه النوم هذه الليلة .
تسللت من جديد تحت أغطية الفراش متنهدة . لكن .. وحيد.. ؟ لم يكن لديها قط أدنى سبب لتفكر في أنه من بين الناس جميعهم قد يكون وحيداً .. فإن لم يدع أي سيدة للعشاء معه هذه الأمسية فهذا لا يعني أن لا امرأة في حياته .
ارتدت على وجهها تغمض عينيها بشدة حتى آلمتاها .. وفكرت بائسة : يا إلهي .. اجعله يكرهني .. اجعله يحتقرني إذا أراد .. مادام ذلك السبيل الوحيد لأبقى آمنة منه !
لا بد أنها نامت بعد ذلك .. فالشيء التالي الذي وعت عليه كان نور النهار ووجه لورنا التي كانت واقفة قرب سريرها مبتسمة وفي يديها فنجان شاي .
قالت متذمرة : هذه الغرفة ككوخ في القطب الشمالي .. نسيت أنك تحبين الهواء النقي .
جلست هيلاري وتناولت منها فنجان الشاي : آسفة .. ضعي روبي حولك إن كنت باقية .
_ بالطبع باقية .
جلست على حافة السرير وبدأت تحتسي فنجانها .
_ أوه هيلاري ما أجمل عودتك إلى المنزل ! كنت بائسة في السنتين المنصرمتين .
مازحتها بلطف : بائسة ؟ وأوقعت تشارلي في حبك ؟
_ أوه .. لا أعني هذا .. لكن لم أجد من أتحدث إليه .
_ خلتك عينت أغنيس لتسري لها بأسرارك .
_ إنها ليست بالسوء الذي تظنين .
_ هذا ما أرجوه .. وماذا قصدت من وراء إيحائك للجميع بأنني كنت أموت حباً بجون ؟ تعرفين جيداً أنه كلام سخيف .
هزت لورنا كتفيها : خلت أن قولي ذاك سيجعل أغنيس أقل غروراً ولو لمرة إنها متملكة بشكل رهيب .
هزت هيلاري رأسها : وهي الآن تكرهني .. شكراً يا صديقتي .
وضعت الفنجان من يدها : والآن ما هو برنامج اليوم ؟
ابتسمت ابتسامة ماكرة : لن نفعل شيئاً كثيراً .. يجب أن نؤقلمك بهدوء بعد بقائك في الجنوب الكسول .
_ لكنني لم آت إلى هنا من أجل هذا .. المفترض بي مساعدتك على التحضير للزفاف .. ويجب أن نبدأ بالتحضيرات إلا إذا كنت تريدين تأجيل المراسم .
_ لا .. لا أريد لا تفتعلي ضجة هيلاري .. سيتم كل شيء في حينه .. إن أردت نذهب لنلقي نظرة على الشقة .. تحثني ماما ايزيربلود على إبقاء عيني على تقدم العمل .. تعتقد أن علي الإشراف على وضع كل أداء صغيرة في مكانها.
قالت هيلاري بصراحة : حسناً تحب الفتيات هذا .. ولا يحصل الجميع على بيت مفصل كما يريدون .
_ ربما .. لكنني أعتقد أن التحضيرات المنزلية أمر متعب ………
أنهت شايها ووقفت متمتمة : أترغبين في الاستحمام أولاً ؟
_ لا استحمي أنت أولاً .
عاد إلى هيلاري اضطرابها لم تعرف السبب لكنها فكرت ما أشد حماقتي .. إنهما متحابان وقد شهدت البرهان ليلة أمس لا بد من وجود ثغرة ما .. و أتمنى لو تتحدث لورنا عنها لأنها لا تجعل من الحبة قبة .
حين نزلت إلى غرفة الفطور أدهشها ألا تجد لورنا فيها .. كان هوود جالساً مع الممرضة وهي امرأة معقولة المظهر ذات شعر رمادي .. بروس هناك أيضاً .. يأكل اللحم المقلي مع الفطر والطماطم انتفضت هيلاري عندما رأته فالأحداث التي مرت بخاطرها ليلة أمس جعلتها حية وكأنها حدثت بالأمس .. لذا صدمتها رؤيته جالساً بهدوء .
نادها هوود بمرح : هاأنت إذن حبيبتي .
وارتد إلى الممرضة : لا أظنك تعرفين ابنتي .. ابنة زوجتي .. هيلاري هذه دوير التي تعتني بي والتي جعلتني أقوم بتماريني الجهنمية .
قالت الآنسة دوير : واثقة أنك لا تقول كلمات كهذه من وراء ظهري . وصافحت هيلاري .
دخلت السيدة ستارلت حاملة إبريق قهوة كبير وضعته على المائدة وسألت : هل تتناولين فطوراً مطبوخاً آنسة هيلاري ؟
_ لا شكراً سأتناول التوست والقهوة فقط .
عبست السيدة ستارلت دليل على عدم موافقتها ولكنها لم تعلق بشيء بعد ذهابها قال هوود : يجب أن تأكلي أكثر من هذا يا هيلاري .. أنت نحيلة جداً .
ابتسمت هيلاري : لن يوافقك جول الرأي أبداً .
سأل بروس وهو يلوي فمه : من هو جول ؟
ردت ببرود: إنه مصوري أو على الأقل المصور الذي أعمل معه أكثر من غيره .
علقت الآنسة دوير : ويلتقط صور رائعة … كنت آمبر غيرل فتاة الكهرمان أليس كذلك يا آنسة جيلفورد ؟
هزت هيلاري رأسها مؤكدة .. لكن بروس سارع يقول : اسمها كوارثمان .. هيلاري كوارثمان ,
بدا الحرج على المرأة : بالتأكيد .. كان يجب أن أعرف ..
قال هوود بمرح : إنها شكليات ليس إلا .. هيلاري جزء من عائلة جيلفورد إلا من جهة الاسم أليس كذلك حبيبتي ؟
أجبرت هيلاري نفسها على الابتسام فقد كانت واعية لنظرة بروس الساخرة .
إذا كان هذا ما تريده هوود … هل يعرف أحد أين لورنا ؟
قال هوود هي لا ريب في الخارج تتمشى فهذا ما تقوم به دائماً قبل الفطور .
ارتفع حاجبي هيلاري عجباً … وضحكت : حقاً ! يا إلهي لقد تغيرت !
تركزت عينا بروس عليها : وماذا توقعت ؟ أن يكون كل شيء هنا في فراغ بانتظار عودتك ؟

ردت بحدة : بالتأكيد لا .. لكن التنزه في الصباح عادة لم أعهدها في لورنا … هذا كل شيء .
رفع عنه طبقه ومد يده إلى سلة التوست : ربما تعتبرين ذلك حقاً حصرياً لك أم لعلك تغيرت أنت أيضاً على الأقل في هذا المضمار .
فكرت بجنون .. كيف يجرؤ ؟ كيف يجرؤ على السخرية منها هكذا وهو يعرف أنه غير قادرة على الدفاع عن نفسها بوجود هوود والممرضة ؟
قالت بخفة متعمدة : وأنا أيضاً لم أعان من الفراغ .
التفتت عيناه إليها بقسوة وقال : لا .
في تلك اللحظة دخلت لورنا وعيناها براقتان وخداها مشرقان ودارت حول الطاولة وهي تكاد ترقص .
_ مرحباً جميعاً ……….
قبلت هوود وعانقت هيلاري : أليس يوماً جميلاً ؟
قالت الآنسة دوير : تنذر الأرصاد الجوية بهطول الأمطار .
ضحكت لورنا : لا يهمني ما يحصل فيما بعد طالما تشرق الشمس في الصباح سآخذ هيلاري لنرى الشقة .
وصبت لنفسها طبق سيريل أما بروس فابتلع آخر قضمة من التوست ووقف يقول لوالده : إن اتصل هيبورغ فقل له أنني في مدينة ليدز طوال اليوم .
هز هوود رأسه وقالت لورنا : آه بروس حبيبي .. إذا كنت باقياً في ليدز فهلا أتيت لاصطحابنا للغذاء لقد مر زمن طويل منذ فعلت ذلك .
تردد .. ولكنه لم ينظر إلى هيلاري : ليس اليوم لورنا … لدي جبل من الأعمال .. ربما في وقت آخر .
غضبت لورنا فقال هوود : لا يمكنك رفض عرض كهذا يا فتى .. عليك أن تأكل ولا شك أن تناول الغذاء مع فتاتين جميلتين سيساعد جبل العمل على الانتهاء .
تجهم وجه بروس بشدة … وقال ببرود : حسناً تعاليا إلى المقهى في الثانية عشر والنصف .. لورنا .. وسأرى ما أستطيع أن أتدبر .
_ حبيبي .. أنت أخ رائع .. أليس كذلك هيلاري ؟
وضعت هيلاري قطعة التوست من يدها وتمتمت بكلام غير مفهوم وكانت تعي نظرة بروس الساخرة ولكنها عندما رفعت رأسها لم تجده فتمكنت من الاسترخاء قليلاً .
بعد الطعام ترافقت الفتاتان إلى الكراج حيث تقف سيارة لورنا السوداء الميني ..
علقت هيلاري : رائعة ..
ضحكت لورنا : إنها مكافأة .. لم يصدق دادي أنني قد أنجح في امتحان القيادة ولكنني نجحت في المحاولة الرابعة .
عندما كانت هيلاري تراقب لورنا وهي ترجع السيارة إلى الوراء وتتقدم إلى الطريق الداخلية تساءلت إن نجحت فعلاً في المرة الرابعة فعلاً .. فقد ابتهلت إلى الله حتى تصلا سالمتين .
يقع منزل ايزيربلود بعيداً عن الطريق داخل ممر خاص مرصوف تحده بوابتان وسياج خشبي خاص بالمواشي .. كان المبنى كبيراً رحباً بني من حجارة محلية تقليدية تحيط به حديقة رسمية كبيرة كانت معظم مباني المزرعة بما فيها مخزن الغلال الذي سيتحول إلى شقة تشارلي و لورنا في مؤخرة الأملاك .. لكن لورنا لم تتوجه إلى هناك مباشرة بل توقفت أمام المنزل ثم نظرت إلى هيلاري عابسة وقالت : تعالي .. من الأفضل أن نعلن عن وصولنا إلى العمل .
أدخلتهما مدبرة المنزل ثم اصطحبتهما إلى غرفة جلوس كبيرة واسعة … وهناك وجدتا السيدة ايزيربلود جالسة وراء منضدة قرب النافذة تكتب لكنها وقفت مبتسمة ابتسامة ترحيب للفتاتين .
_ لورنا عزيزتي .. ما أروع هذا فنحن لا نراك كثيراً .. وهذه هيلاري بالتأكيد يا لنجاحك الباهر .. لقد تابعنا عملك الناجح باهتمام كبير هنا .
عندما ارتدت السيدة ايزيربلود إلى مدبرة المنزل لتطلب القهوة تمتمت لورنا همساً إلى هيلاري : أعلن الآن عن افتتاح البازار .
عبست هيلاري في وجهها مؤنبة وحضرت نفسها لما لا يقل عن نصف ساعة من الحديث عن عملها في عرض الأزياء .
قالت السيدة ايزيربلود وهن يتناولن القهوة : كنت آمل أن أتصل بك لورنا .. إذ يكاد العمال يبدؤون بتبليط المطبخ والحمام ولقد وصلتني نماذج عن البلاط التي أريد عرضها عليك لست مضطرة للاختيار منها عزيزتي فهناك كاتلوجات
كثيرة هل نظرت إلى تلك التي أعطيتك إياها عزيزتي ؟
هزت لورنا كتفيها بعدم اكتراث : لم يكن لدي الوقت … واثقة أن ما تختارينه سيكون جيداً .
_ لكنني لم أختر شيئاً عزيزتي .. الخيار خيارك وخيار تشارلي إنه منزلكما .. لقد تركت النماذج في الشقة وليس عليك إلا اتخاذ القرار و إخبار رئيس العمال به .
تنهدت : أملت أن يكون تشارلي هنا هذا الصباح لكنه اضطر للذهاب مع والده .
وضعت لورنا كوب القهوة على الطاولة : لا يهم أردت أن تلقي هيلاري نظرة على الشقة فقط تعالي هيلاري … من الأفضل أن نبدأ يجب أن نكون في ليدز في الثانية عشر والنصف لا تنسي .
وهما تسيران في فناء المنزل الخلفي قالت هيلاري : لورنا .. كدت تكونين فظة معها .
_ حسناً ما تقوله سخيف تعرف أنها هي التي ستختار نوع البلاط في النهاية تماماً كما اختارت كل شيء آخر آه .. كل شيء ساحر وجميل لكن ما يعجبني هو دائماً " ليس مناسب يا عزيزتي " ربما أنها تدفع التكاليف فقرارها هو الأخير حسناً هاقد وصلنا .
بدا تحويل المخزن إلى شقة جيداً جداً فالطابق الأرضي تحول إلى كراج وقاعة استقبال و غرفة ملابس .. وهنالك سلم من خشب السرو يفضي إلى غرفة جلوس كبيرة تشرف على منظر الوادي الخلاب أما المطبخ فبدا كبيراً لتناول الطعام فيه وإضافة إلى حمام صغير رأت غرفتي نوم مقبولتي الحجم .
نظرت لورنا إلى صندوق كرتوني موضوع أرضاًُ : أعتقد أنها النماذج التي تكلمت عنها ما رأيك هيلاري ؟
عليك إلقاء نظرة لتقرري فأنت من سيعيش معها على أي حال .
تمتمت بلهجة تكاد تكون متوحشة : أجل هذا صحيح .. سأعيش مع الجميع .
دنت من النافذة الواسعة ونظرت للخارج فلاحظت هيلاري أن بريق الصباح الذهبي قد خبا وأن غيوما ًرمادية قاتمة تتلبد في الجو .. انضمت إلى لورنا وعلقت قائلة : سيتساقط الثلج .. ياله من منظر رائع .
ضحكت لورنا : أليس كذلك ؟ والمناظر من النافذة الأخرى أفضل بكثير انظري !
قطعت الغرفة ومدت يدها بحركة مسرحية دراماتيكية .. فقالت هيلاري بعد صمت : إنه المنزل الرئيسي .
_ أجل .. المنزل الرئيسي .. هانحن .. منفصلان كلياً .. ومكتفيان كلياً ومع ذلك لا نغيب عن الأنظار أبداً ويا لها من حياة ! ضحكت بعدم ثبات .
_ هيا الآن أنت على مسافة من المنزل .
_ إنها تراقب


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:12 PM   #12

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

إنها تراقب فكلما جئت إلى هنا تراقبني وقد لوحت لي أكثر من مرة فهل تتصورين ما سيكون الأمر عندما أعيش فعلاً هنا ؟
تنهدت هيلاري : أوه لورنا إنها ملهوفة على قرانكما فهي تريد أن تساعد وأن تتأكد أن كل شيء كامل فتشارلي هو ابنها الوحيد على أي حال .
ردت لورنا بتمرد : ألا أعرف هذا ؟
وضعت هيلاري يديها على كتفي لورنا ونظرت بقلق إليها : لورنا ما دام هذا شعورك فلماذا لا تؤجلين الزفاف فترة أمهلي نفسك فترة لتتأكدي !
نفضت لورنا عنها قبضة هيلاري بلؤم تقريباً : عم تتحدثين ؟ أنا واثقة سأتزوج تشارلي في الموعد المتفق عليه المشكلة أن أمه تحبطني .
جادلتها هيلاري بلطف : وهل من المستحيل إيجاد مكان آخر تسكنان فيه؟
تقدمت لورنا إلى صندوق البلاط : لا بأس بهذا سأعتاد …………
أخرجت بعض منها : هذه مناسبة للمطبخ ما رأيك ؟ وهذه المذهبة مناسبة للحمام سأعطيها لرئيس العمال .. ثم ننطلق إلى ليدز .
تنهدت هيلاري : أترينها فكرة صائبة ؟ بدا واضحاً أن بروس لا يريد منا أن نذهب .
لوحت لورنا بيدها مستخفة : أوه قد يفيده أن ينزعج بعض الأحيان كما أنني أريد الذهاب إلى ليدز للتفتيش عن ثوب العرس .
_ ظننتك ذاهبة إلى محل معين في سيكبتون .
_ قد افعل لكن فلنفتش في ليدز أولاً .
وضعت يدها على ذراع هيلاري متوسلة : أوه حبيبتي … هل أنا مشكلة رهيبة لك ؟
ابتسمت : كالعادة .
قالت بسعادة : إذن سنعود إلى المنزل لنبدل ملابسنا سترتدين ما يصرع عيني بروس لقد آن لكما أن تعقدا الصلح بشأن كائناً ما وقع خلافكما عليه أنا واثقة أنه يهواك في سره لم يعجبه الأمر حين مازحتك بشأن جون .
_ لا أهتم بهذا .. لكن أرجوك لا تدعي خيالك يجمع بشأني وشأن بروس .. نحن هكذا سعيدان ببغضنا المتبادل .
_ لكن لا يجب أن تكونا على بغض فأنت رائعة الجمال هيلاري فصورك في كل تلك المجلات مذهلة .. و بروس مثير جداً فحتى أنا ألاحظ هذا .
بللت هيلاري شفتيها وضحكت ضحكة قصيرة متوترة : انسي يا لورنا أية معادلة تعملين عليها في عقلك لا يمكنك جمع الناس معاً والحصول على النتيجة المرغوبة والحقيقة أننا لا نتبادل الإعجاب .
قالت لورنا بعناد : لكنني أريد أن تتبادلا الإعجاب وهذه أمنية هوود أيضاً حين سمع بخبر عودتك إلى البيت وحين علم أن بروس هوود الذي سيصحبك تهلل ابتهاجاً وقال إن أغلى أمنية لديه هي أن ..
قاطعتها هيلاري بحدة : أرجوك لورنا لا أريد سماع المزيد ولا أريد مناقشة المسألة أكثر من هذا …. الأمر كله سخيف وإن أصررت فلن أرافقك إلى ليدز بل سأعود حالاً إلى لندن .
نظرت لورنا إلى هيلاري بحيرة ووعدت : حسناً لن أضيف كلمة أخرى .
حافظت لورنا على وعدها لكنها لم تكن رحلة هادئة إلى ليدز بأي حال من الأحوال فقد كانت قيادة لورنا رعناء وعاشت هيلاري على أعصابها حتى وصلا أمام أبواب مصنع جيلفورد .
سارت بثقة إلى مكتب الاستعلامات تلقي التحية على العاملة هناك وقالت من فوق كتفها وهي تتجه إلى المصعد : قولي للسيد جيلفورد إننا في الطريق إليه .
لم تتغير المكاتب في الطابق العلوي كثيراً بعد انقطاع هوود عن المجيء تذكرت هيلاري بحنين كيف كانت أوليفيا تحضرها وهي طفلة إلى هنا لتراه وتتذكر كيف كان يجلسها على كرسي دوار وتذكر أن الآنسة كرومر سكرتيرته الكبيرة في السن لأعطتها مرة بعض الحلوى من علبة في درج مكتبها وتركتها تطبع اسمها ببطء شديد على آلة طباعة إلكترونية براقة .
ما زالت هناك خزانة الملفات المرتفعة والسجادة الخضراء الكبيرة والمكاتب السنديانية الصلبة السوداء .
لكن لم تعد الآنسة كرومر موجودة وتشك هيلاري أن يكون لدي الشقراء النحيلة الجالسة وراء الكمبيوتر أي حلوى في الدرج .
كان بروس يتحدث هاتفياً فانتظراه بضع دقائق وبدأت لورنا بالتحدث مع السكرتيرة أما هيلاري فدنت من النافذة ووقفت تنظر للخارج .. في الجو ما يدل على اقتراب موعد تساقط الثلج فها هي بضع غمامات بيضاء تمر بالأجواء .. ولكنها أملت أن لا تتلبد فقيادة لورنا على الطرقات الجافة سيئة فكيف هي على طرقات يتساقط عليها الثلج .
انفتح الباب في الجهة الأخرى وقال بروس بصوت جاف : لقد حجزت مائدة في وارف كورت في الساعة الواحدة لذا يجب أن نسرع هل أنتما جاهزتان ؟
ارتدت هيلاري بسبب ظهوره المفاجئ فاصطدمت يدها بكومة ملفات تطايرت أرضاً .
صاحت محبطة : آه !
وهرعت لتلتقطها كان على الأرض أوراق وأوراق مغطاة كلها بالأرقام …
قال بروس : دعيها ستهتم بها الآنسة كارلايل .
وقفت ببطء وبوجه متورد : لم أنتبه .
_ بالتأكيد لا كنت مهتمة فقط بمصلحة العائلة وبأعمالها حسناً اطمئني بالاً فشركة جيلفورد لا تعاني أيداً من الركود الاقتصادي والمالي .
_ لم أكن أتطفل .. حقاً .. ولا شأن لي في هذا .
_ ولكنه شأن من شؤوني فأنا الذي أعمل على إيصال المصروف الذي خصك به والدي ولا داعي للحرج فالآنسة كارلايل تعرف هذا لأنها من ينظم انتقال المال إلى حسابك شهرياً .
قالت هيلاري وهي ترتجف غضباً : إذن أستطيع أن أريحها من مهمة صعبة .. أرجو أن تلغي ما خصني به هوود منذ الآن فلست بحاجة إليه .
طافت عيناه بها ساخراً : لا أعتقد أنك بحاجة له ولكنك ستجدين له طريقة للاستخدام على أي حال أضيفي إلى هذا أنها رغبة أبي لا رغبتي فإن أردت أن تتغير الترتيبات فاطلبي منه هو ذلك .
عندما لحقت به إلى الخارج كانت هيلاري مخدرة الإحساس من فرط الغضب أما لورنا فنظرت إليها بعطف وشفقة .
عندما وصلوا اعترضت لورنا على الجلوس في المقعد الأمامي بحسب رغبة هيلاري : يجب أن تجلسي أنت في المقدمة فعلى أي حال أنت ضيفتنا اليوم .. وأنا شقيقته .
قال بروس بتجهم : لم أعرف أن أية واحدة منكما هي ضيفة علي اليوم فلو تكرمت إحداكما بالدخول إلى السيارة لتمكنا من الذهاب إلى الغذاء .
صعدت لورنا إلى الخلف ونظرت إلى هيلاري نظرة انتصار فكان أن رضخت للأمر الواقع وجلست في المقعد الأمامي يقع المطعم الذي يقصدونه في بقعة ساحرة وهو عبارة عن منزل ريفي جميل حول بمهارة إلى فندق ومطعم ولو كانت هيلاري بصحبة أخرى لتطلعت شوقاً إلى وجبة الطعام لكنها والحال هذه لم تعط اهتماماً للائحة الطعام وطلبت الحساء والسمك النهري المشوي وهذا ما خيب أمل كبير النادلين وكان أن طلب بروس ما طلبته ولكن لورنا رفضت الاستعجال واختارت اللحم الستيك المطهو بالفطر وأخيراً البطيخ .
قالت لورنا وهم يتوجهون إلى طاولتهم : السير مع هيلاري كالسير في موكب ملكي الرؤوس كلها تلتفت لدى مرورها .
قال بروس هذا ما لاحظته .
قالت لورنا مؤنبة : مزاجك نكد اليوم يا حبيبي أما زلت غاضباً لأننا دعونا أنفسنا إلى الغذاء ؟ لكن ليس لديك من تخرج معه فما زالت ديلسي في برمودا .. أليس كذلك ؟
قال باختصار : أجل .
فكرت هيلاري : إذن اسم السيدة الحالية ديلسي .. شقراء .. فطالما أحب بروس الشقراوات ولا شك أنها ثرية مثله فهذا هو الطراز المعتاد .
سألها بروس ببرود رسمي وكأنها امرأة غريبة مجبر على إظهار الأدب واللباقة معها : هل ذهبت إلى الشقة .
ردت هيلاري بكياسة باردة مماثلة :أجل .. وأظنها ستكون ساحرة .
هز كتفيه : إذا كان هذا ما تريده لورنا .
لكن هل هذا صحيح ؟ لماذا لا نكشف جميعاً أوراقنا لنرى ماذا تريد لورنا حقاً ؟ أنت شقيقها فلماذا لا تفضي ما بنفسها إليك ؟
لكن النادل جاء حاملاً الطبق فلزمت الصمت وبقيت صامتة .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:13 PM   #13

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تلمس من الطعام الذي أمامها سوى القليل حينما جاءت عربة الحلويات اختارت قصعة صغيرة من سلطة الفاكهة الخالية من الكريمة فضحكت لورنا : تحافظين على رشاقتك مجدداً حبي ؟ لا حاجة بك إلى هذا حقاً .
ردت هيلاري : هذا ما تظنيه أنت فلدى من أعمل معهم عين صقر فترينهم يعرفون إذا زاد وزني غراماً واحداً .
سأل بروس : بمن فيهم جول ؟
_ إنه واحد منهم . وكان ردها حاداً أكثر مما أرادت .
_ أليس متزوجاً ؟
_ أجل . وأخذت قطعة أناناس وعنب من السلطة : لكن هذا الأمر لا يضرني .
وهذا صحيح كلياً فما تفعله هو تعديل التركيز قليلاً لطالما كان جول أخاً كبيراً لها يشغل المكان الذي تخلى عنه بروس لكن هل أرادت من بروس أن يلعب دور الأخ ؟
تعرف أنها تصرفت بحماقة لكن ماذا يهم ؟ فبروس يحتقرها وطالما احتقرها وسيظل يحتقرها لذا لن يكون لما تقوله فرق كبير
مالت لورنا إلى الأمام وعيناها تبرقان مكراً : ما كل هذا ؟ هل لجون المسكين منافس ؟
ووضعت يدها على فمها عيناها تتراقصان : أوه هيلاري آسفة .. أعرف أنك طلبت مني عدم التكلم عنه .
تساءلت هيلاري كيف نسيت ميل لورنا إلى المكر قالت : ليس هذا ما قصدته .
قال بروس بلسان سليط : أعتقد أن له عدداً كبيراً من المنافسين .
و أشار للنادل أن يحمل القهوة فقالت هيلاري بخفة لم تشعر بها : يقال إن الأمان في الكثرة .
قالت لورنا لبروس : سترافقني هيلاري للتفتيش عن ثوب العرس
_ إذن من الأفضل أن أقلكما إلى مركز التسوق .. هل أنتما على استعداد ؟
_ على أتم استعداد .
ودفعت عنها فنجان القهوة وقالت لهيلاري : أليس طعمها مراً ؟
انتظرت هيلاري خروج لورنا من غرفة السيدات ولكنها انتفضت شاهقة حين أحست بيد تهوي على كتفها ..
قال بروس متجهماً : حذار هيلاري .. العبي ألعابك الوسخة في لندن ولا تلعبيها هنا لن أسمح بفضيحة محلية تزعج والدي وتشوه زفاف شقيقتي .. هل هذا مفهوم ؟
لم تحاول إخفاء مرارتها أو عدوانيتها : فهمتك نعم الفهم .
أنزل يده عنها فاتجهت إلى الباب وخرجت إلى حيث تقف السيارة .
عادت الريح تنذر بتساقط الثلج فتوقفت هيلاري قليلاً والريح تكاد تقطع أنفاسها وتجعلها تشد معطفها حولها ترنحت قليلاً فاصطدمت ببروس الذي لحق بها إلى الخارج وفي اللحظة عينها رفعت الريح شعرها المنسدل فنفخته على وجه بروس
لم يتحرك لبضع لحظات بل وقف جامداً ثم شتم شتيمة مكتومة وانتزع الخصلات عن فمه وخديه .. كان وجهه شديد الشحوب وقرب فكه عضلة تنتفض بشدة .
قال بفظاظة : اللعنة عليك هيلاري .. لماذا عدت إلى حياتنا ؟
ثم سار بسرعة نحو السيارة وتركها واقفة بمفردها في وجه الريح الباردة .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:13 PM   #14

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

7 _ كلمات تجرح
7 _كلمات تجرح
عندما وصلتا إلى قسم العرائس في مخزن البيع الكبير كانت هيلاري قد استعادت هدوءها .
لم يتحدث إليهما بروس واكتفى بأن قال للورنا بحدة أن تستقل سيارة أجرة إذا ساء الطقس كثيراً وأنه سيتدبر أمر إعادة السيارة فيما بعد لم يقل كلمة واحدة لهيلاري ولم ينظر إليها حتى .. لكنها كانت تحس به وكأنه يضمها بين ذراعيه .
كانت تلك الثواني القليلة التي استراح فيها جسمها على جسمه تجربة مدمرة .. ولكن عليها ألا تفكر في هذا فأجبرت نفسها على تأمل أقمشة الساتان و الدانتيل والشوفان الموضوعة على تماثيل بلاستيكية .
ظهرت بائعة لطيفة متوسطة العمر وعرضت خدماتها .
قالت لورنا : أريد رؤية أثواب العرس قياسي عشرة .
أدخلتا إلى غرفة فيها مرايا وهناك علقت البائعة معطف لورنا وفستانها ثم ساعدتها على نزع حذائها الطويل الساقين لتنتعل بدله حذاء من الساتان الأبيض ثم أخذت شريط القياس .. فقالت لورنا متوترة : لا داعي لهذا قلت لك إنني أرتدي قياس عشرة .
تمتمت البائعة شيئاً عن رغبتها في التأكد ومررت شريط القياس حول صدرها وخصرها وأردافها ثم اختفت .
علقت لورنا ما أسخفهم ! سنرى إن كان عندهم أثواب وصيفات .. سأختاره أخضر .
قالت هيلاري : يشاع أن اللون الأخضر لا يجلب الحظ .
عادت البائعة مع زميلة لها وهما تحملان أثواباً بيضاء .. راقبتهما لورنا مفكرة وهما تعرضان الأثواب .
_ همم .. ما رأيك هيلاري ؟
_ فستان الشوفين ساحر يعجبني الدانتيل كذلك .. لكني لا أحب الساتان ولو كنت مكانك لتجنبته .
_ إذن سأجرب الشوفين فلألق نظرة واحدة .
وبدأت تتأمله بدقة ولكنها عبست فجأة وظهر في عينيها ذلك البريق الخطير وقالت : ثمة خطأ إن مقاسه اثنا عشر وأنا قياسي عشرة .
نظرت البائعة إليها باعتذار : آسفة سيدتي . لكنني أخذت قياسك وأظن أن أوزاننا جميعاً تزداد في الشتاء بدون أن نلاحظ .. جربي الفستان .
قالت لورنا من بين أسنانها لم يزدد وزني ولن أجرب فستان مقاسه غير مناسب لمقياسي … إنها مضيعة للوقت إذا كنت لا تريدين جلب مقاسي الصحيح فقولي هذا ودعيني أذهب لمكان آخر .
تورد وجه البائعة : لا بأس يا سيدتي … سأحمل إليك قياس عشرة .
قالت هيلاري بحدة : لورنا حباً بالله أحسني التصرف ! ربما تغير مقاسك قليلاً ..
أنكرت بحرارة : لا ريب أن شريط المقاس الذي استخدمته غير صالح .
_ حسناً .. لكنني أظن أن من المؤسف ألا تسمحي للسيدة انغلواز بحياكة فستانك .. إنها خياطة رائعة و ..
كادت تضرب قدمها بالأرض وهي تقاطعها : لا.. لا أريد أن تقترب مني تلك المرأة الفضولية الثرثارة !
_ لكن الأعراس شؤون عامة .
ردت بوجه متجهم : عرسي لن يكون هكذا .
صمتت قليلاً ووضعت يدها على رأسها : المكان حار بشكل فظيع هنا ليت تلك المرأة تسرع !
نظرت هيلاري إلى ملابس لورنا الداخلية : من غير المفترض أن تشعري بالحر .
_ المكان خانق ألا تشعرين بهذا ؟
_ ليس تماماً … أوه .. ها قد جاء الفستان .
كانت البائعة تبتسم مجدداً .. ربما عزت إظهار لورنا للغضب إلى توتر العروس .
_ هذا قياس عشرة يا سيدتي .. هل لك أن ترتديه ؟ و الآن هناك سحاب خفي وصف أزرار وهمي في الخلف .. دعيني فقط ..
رفعت السحاب عدة إنشات ثم رأت هيلاري أنها تتبادل النظر مع مساعدتها قبل أن تعاود رفع السحاب .. الواضح أن الفستان ضيق فعلاً يكاد يتمزق .
قالت بسرعة : كفى شقيقتي فلنر تأثير الفستان قالت البائعة وهي تتراجع إلى الخلف : إنه رائع .. ومقاسه مناسب ..
صاحت لورنا غاضبة : إنه القياس الصحيح لم تحاولي حتى رفع السحاب تفتعلين مشكلة لأنك لا تحبين الاعتراف بخطئك .
أظهرت تعابير وجه البائعة أنها تعتبرها من يفتعل المشكلة ولكن صوتها كان رقيقاً ومؤدباً فالفستان مرتفع الثمن وقماشه في غاية الرقة لذا قد يؤدي الضغط المتزايد إلى كارثة .
صاحت لورنا غاضبة : إذن انزعيه عني .. وأبعديه .. أبعدي جميع الفساتين إنها لا تعجبني !
كانت هيلاري تهم بالاعتذار عندما أوقفتها صيحة مكتومة من المساعدة .. فارتدت في الوقت المناسب لترى لورنا بيضاء الوجه شاحبة تترنح ويدها على رأسها ثم وقعت على السجادة السميكة .
كانتا لطيفتين و كفوءتين .. فقد جلبت إحداهما كوب ماء وساعدتا في حملها إلى مقعد مغطى بالساتان جلب من غرفة العرض ..وذهبت فتاة أخرى على طلب هيلاري لا
لاستدعاء سيارة أجرة .
ركعت هيلاري وأمسكت يد لورنا أخيراً تحرك جفناها وعاد قليل من اللون إلى وجهها ..
قالت : هيلاري .. لا أريد شراء الفستان اليوم .. أشعر أني مريضة .
_ سنعود إلى المنزل لا تحاولي الكلام .
وجف فم هيلاري فجأة .. فقد لاحظت معنى النظرة التي تبادلتها البائعة مع مساعدتها .. وفكرت .. لورنا … يا إلهي .. أهذا صحيح ؟
لم تجد الفرصة المناسبة للتحدث في سيارة الأجرة ولكن حين تصلان إلى ستونكليف ستواجهها .
ما إن توقفت السيارة أمام الباب الرئيسي حتى خرجت السيدة ستارلت التي بدت مذعورة .
آنسة لورنا … أبك خطب ؟
قالت هيلاري بصوت هادئ مطمئن : إنه دوار بسيط .. هلا عبأت زجاجة ماء ساخن لها .. أين السيد جيلفورد ؟ لا أريد أن يقلق ؟
_ إنه يستريح .. تبدو شاحبة .. هل أعد لها بعض الشاي ؟
_ أجل … رجاء .
وتساءلت إن كانت لورنا ستتذمر من مرورة الشاي كما تذمرت من القهوة وقت الغذاء . أوصلت لورنا إلى غرفتها وألقتها في السرير حيث كانت لورنا مستقلة مغمضة العينين .
قالت بلطف وثبات : حان وقت الحقيقة لورنا .. أنت حامل .. أليس كذلك ؟
فتحت لورنا عينيها بشدة وقالت بفظاظة : لا أدري عما تتحدثين .
قالت هيلاري بغير إشفاق : بل تعرفين وهذا يفسر كل شيء .. زيادة وزنك مزاجك المتقلب وافتقارك للشهية والإغماء … ثم استعجالك بالزواج .. لهذا السبب ترفضين أن تخيط لك السيدة انغلوز ثوب العرس إذ تخشين أن تشك فيك .
_ ستشك بالتأكيد لأنها شديدة الملاحظة .
أمسكت يد هيلاري بقوة : ويجب ألا تعرف .. يجب ألا يعرف أحد .. العرس قريب .. وفي بعض الأحيان يلد الطفل الأول قبل أوانه .. أليس كذلك هيلاري ؟
وتذكرت الذعر في صوتها حين قالت منذ زمن بعيد ليس هناك ما هو مخيف في الظلام .. أليس كذلك هيلاري ؟ ليس هناك غول يأتي إلي إن لم أنم ؟
توسلت لورنا مرة أخرى : ألا يأتون هكذا ؟
تنهدت هيلاري : لا أعرف حبيبتي .. ربما .. وهل يهم على أي حال ؟ قد تحدث أمور كهذه ..
قالت لورنا بسرعة وهي تتعلق بيد هيلاري : لكن الأمر مهم .. لا أريد أن يعرف أحد ….
ابتسمت هيلاري مؤنبة : لكن الناس يعرفون .. فأنا عرفت .. وهناك تشارلي ..
_ لا
حدقت إليها بذهول : لا أفهم .
بللت لورنا شفتيها بطرف لسانها : أنا .. لم أخبره .
سألت بذهول : لكنه لم لا ؟ حبيبتي … له الحق أن يعرف .. يجب أن تفهمي هذا .. يجب أن تفهمي هذا وهل تظنين أن لهذا فرقاً كبيراً ؟ تعرفين أنه يحبك .
_ أجل أعرف .. ولكنني لا أريد أن يعرف … بأمر الطفل .
ارتجفت فجأة : لا أريد أن يعرف أحد سواي .
نظرت إليها هيلاري باضطراب واعتقدت أنها فهمت فقد يقول تشارلي لأمه التي ستستغرب وترفض وسيظهر هذا في تصرفها نحو لورنا والله يعرف أن الأمور متوترة بما فيه الكفاية .
انحنت تلثم وجنة لورنا : حاولي أن تنامي حبي .. وقبل أي شيء انتبهي لنفسك فهذا يضر الطفل .
اشتدت أصابع لورنا حول أصابع هيلاري لحظة ثم استرخت : هيلاري ! أنا سعيدة لأنك معي .. أنا مسرورة بعودتك .. أنا بحاجة إليك فعلاً .
ابتسمت هيلاري لها : هذا عظيم … ما أروع أن يشعر المرء بأن أحداً يحتاج إليه .
نزلت للاتصال بالمصنع بغية إخبار بروس بأن لورنا لن تأخذ سيارتها .
طلبت رقم المصنع ثم طلبت مكتب بروس كانت تتوقع سماع صوت سكرتيرته ولكنها فوجئت بصوت بروس يقول : نعم
قالت مقطوعة الأنفاس : إنها لورنا .. لقد عدنا إلى المنزل باكراً لأنها لم تكن بعافية وأعتقد أن عليك أن تعرف .
قال ساخراً : حسناً ..عرفت .. ما بال لورنا ؟
قالت كاذبة : لا أدري .. ربما أنفلونزا … إنه موسمها .
فكرت : لماذا أتحدث بأمور تافهة وهناك أشياء هامة أخرى يجب أن أقولها … ليتني أجد الكلمات المناسبة .
_ حسناً .. قولي لها ألا تقلق بخصوص السيارة .. أما السيدة ستارلت فأخبريها بأنني لن أعود إلى المنزل للعشاء .
_ سأقول لها .. وداعاً بروس .
علقت السماعة بسرعة .
مل إن ابتعدت عن الهاتف لتبلغ الرسالة حتى تساءلت لماذا لن يأتي إلى العشاء أهو موعد عمل .. أم شيء خاص ؟ وجدت نفسها تتساءل كيف سيكون الأمر لو كانت واحدة من نسائه ترى ماذا سيكون الأمر لو كانت هيلاري كوارثمان غريبة تلتقي بروس جيلفورد فجأة في حفلة فيدعوها إلى العشاء ؟ .. وما هو الإحساس بأن تكون معه بدون الحاجة إلى الخفاء ؟ أن تكون بين ذراعيه … أن تعرف السعادة بدل ألم الحب ؟
همست لنفسها : أن أعرف أنه بحاجة إلي ولو لفترة بسيطة ..
مرت الأيام التالية من دون أحداث تذكر .. واجتازت لورنا أزمتها بدون أن يلاحظ أحد شيئاً .
بعد ظهر أحد الأيام ذهبت الفتاتان إلى سيكبتون حيث اشترت لورنا فستان الزفاف في هذه المرة لاحظت هيلاري أنها طلبت قياس اثنا عشر .
كانتا تسيران في الشارع الرئيسي تشاهدان منصات السوق حيث حياهما أحدهم .. نظرت هيلاري حولها بدهشة إنه جون ميدوينتر .
تهلل وجه لورنا : جون ما أجمل أن نراك ماذا تفعل هنا ؟
أزور زبوناً .. وماذا عنكما ؟
_ نتسوق ……
وانتظرت هيلاري منها أن تذكر ثوب العرس لكنها تابعت بالقول بصوت عفوي : كنا سنتناول الشاي هل لديك وقت ؟
رد مبتسماً ووضع نفسه بينهما : دائماً .. أعتقد أنه يوم سعدي .
قالت لورنا بعد جلوسهم على طاولة الشاي :لماذا تزور الزبائن ؟ خلت أن مركزك أهم من أن تزورهم .
كشر وجهه قليلاً : اسمياً أجل .. لكن عملياً أنفذ ما يطلب مني .
اختلست إليه هيلاري النظر وهو يهذر مع لورنا إنه جذاب جداً لكن في فمه وذقنه ضعفاً أساسياً لم تلحظه من قبل .. ربما أن حياته سهلة وتذكرت جمال أغنيس ووقاحتها وفظاظتها معه ولكنها لم تكن قط مختلفة عما هي عليه الآن ولا ريب أنه عرف هذا حين تزوجها .
فكرت : يا للغرابة كيف شعرت يوماً بميل تجاهه .. ولكنها في تلك الفترة من الأيام كانت تنظر للحب من وجهة نظر مثالية ورومانسية ولكن ما فات قد مات وقد تهشمت مثالياتها إلى الأبد .
التقطت فنجان الشاي ترتشفه في محاولة لتهدئة الضيق المؤلم المفاجئ في حلقها ..
كانت غارقة في أفكارها العميقة وهم يعودون إلى موقف السيارات ولكنها انتفضت عندما سمعت صيحة لورنا : أوه اللعنة لقد نسيت قفازي على طاولة المقهى .. يجب أن أعود لأسترده .
قالت هيلاري التي لاحظت علامات التعب عليها : لا ابقي هنا في السيارة .. سأذهب أنا .
أسرعت إلى غرفة الشاي
تبحث عنه فلم تجد أثراً للقفاز أخيراً عثرت عليه في المحل حيث اشترتا الفستان .. دفعته هيلاري على عجل إلى حقيبتها ثم عادت تركض إلى موقف السيارات .
ولكنها لم تجد أثراً للمينى السوداء وبدل ذلك أبعد جون نفسه عن روفر خضراء وتقدم منها معتذراً .
_ اضطرت لورنا للذهاب .. تذكرت أنها على موعد مع القسيس لأمر يتعلق بالزهور في الكنيسة .. وطلبت مني أن أعيدك .
كادت هيلاري تصرخ غيظاً .. لكنها جمعت ابتسامة هادئة وكلمة شكر مهذبة ثم صعدت إلى سيارته لولا سخافة الفكرة التي طرأت على بالها لظنت أن لورنا ناورتها لتكون بصحبة جون .. فهذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها عن موعد القسيس .. لقد تقرر معظم التفاصيل حول مراسم الزواج وانتهى أمرها .. وبسبب ملاحظة لورنا عن حب هيلاري القديم له بدا من المحرج أن تكون في صحبته هكذا .
تبادلا أحاديث عامة منها الفرق بين السكن في يوركشاير ولندن .. بدا جون في هذا حسوداً قليلاً .. فسألت : أليس لشركة والد زوجتك فرع في لندن ؟ تستطيع الانتقال إلى هناك بالتأكيد .
_ بالسهولة التي تبدو .. إذ يعتبر الانتقال إلى هناك عادة مكافأة على تصرف جيد .. ولا أظن أنني أتأهل لهذا !
سألت : يا الله!ماذا فعلت ؟
رد بخفة : خطيئة إهمال الواجب .. على الأقل هذا ما أظنك ستسمينه والفشل في الوفاء بعملي مائة بالمائة و الأخطر فشلي في التوفير حفيد ووريث للاينر العجوز .
_ ولكن مازال الوقت باكراً على الإنجاب فلم يمض على زواجكما سنوات عديدة وقد ينتهي بكما الأمر بأن تنجبا ستة أولاد .
قال جون ساخراً : أشك كثيراً في هذا .
غيرت هيلاري دفة الموضوع بسرعة لأنها تتطفل على مسائل خاصة مع أنها لم تلق صداً من جون ولاذا بالصمت حتى وصلا إلى ستونكليف فأحست هيلاري بالسعادة لانتهاء الرحلة .. والتفتت إليه تشكره وتدعوه إلى فنجان قهوة لكنه رفض كما توقعت .
ثم سرعان ما شعرت بالصدمة فقد وصلت سيارة خلف سيارة جون .. سيارة باتت تعرف صوتها جيداً .
تمتمت بوحشية : أوه اللعنة !
ودخلت المنزل تاركة بروس و جون يتبادلان التحية ولم تكد تصل الدرج حتى ظهر بروس في الردهة السفلى فناداها بصوت حاد هامس : هيلاري ! هل لك أن تنزلي إلى هنا أرجوك ؟ أريد كلمة معك .
ترددت هيلاري .. فأضاف برقة : أرجوك لا تضطريني إلى الصعود لأنزلك هيلاري .
ارتدت على عقبيها عائدة أدراجها فمرت به ثم دخلت إلى المكتبة فلحق بها ورمى حقيبة أوراقه على الطاولة وعندما راح يتأملها بدا وجهه قاتماً ومخيفاً .
قال : أنت لا تصغين أبداً للتلميحات أو للتحذيرات كم مرة يجب أن يقال لك إن جون ميدوينتر ليس لك ؟
ارتجف صوتها وهي ترد : وكم مرة يجب أن أقول إنني لا أهتم به أبداً ؟
_ لا أظن زوجته تجد تأكيداتك مقبولة وقد تتساءل لماذا اخترت قضاء بعد ظهر اليوم معه وكيف يستطيع جون أن يجد وقتاً ليجوب الريف معك .
_ ما أسهل أن يفترض المرء ما يريد بروس لم أقض بعد الظهر معه .. كنت مع لورنا في سكيبتون إلى ما قبل النصف الساعة الأخيرة ولكنها تركتني مقطوعة هناك فوجدتني بين أمرين إما القبول بعرض جون .. أو الانتظار ساعات حتى استقل الباص .
التوى فمه بعدم تصديق : وهل التقيت به صدفة ؟ وهل قررت لورنا لعب دور كيوبيد .. عجباً .. فكرة من هذه ؟
انتفضت هيلاري .. أهذا دافع لورنا ؟ أتصدق تلك الغبية أنها لا تزال تحمل في نفسها حباً لجون ؟
رفعت ذقنها تنظر إليه بتحد : ليست فكرتي بالتأكيد ..


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:14 PM   #15

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

فجون لا يؤثر في أبداً .
_ هذا مؤكد فتاة الأمبر قادرة على اختيار من تشاء .. وهو بالنسبة لمرتزقة فاسقة [محذوف][محذوف][محذوف][محذوف]ة مثلك فاشلاً عديم الشأن .
صعقتها وحشية كلماته لكنها قالت ببرود : شكراً … هل لي أن أذهب الآن ؟ أم لديك بعض الإهانات الأخرى ؟
قال ساخراً : الحقيقة مؤلمة .. أليس كذلك ؟
_ الحقيقة ! وماذا تعرف عنها ؟.
_ أعرف كل ما أحتاج إليه هيلاري … تعرفين أنني درست الموضوع عن كثب سنين عدة إذا كنت تذكرين ورغم كل الدلائل كدت تخدعيني فترة حتى بدأت أظن ..
وتردد ثم شد فكيه ورأت عضلة صغيرة تنتفض بلا توقف … ثم قال : هذا غير مهم الآن .
ابيض وجهها غضباً : إنك لعلى حق … فرأيك بي لا يهم أبداً فطالما كرهتك وطالما عرفت أنك متعجرف قذر لا تهتم بشيء …
_وماذا عنك أنسيت روي هورلي ؟ أنسيت أنك استسلمت له كامرأة عديمة الأخلاق ؟
وقعت كلماته كضربات المطرقة على وعيها .. و لأنها ترفض أن تتركه يعرف مدى ألمها جعلت صوتها حلواً كالسم : ولماذا بروس .. هل تغار من روي المسكين ؟
رأت قبضته تتكور بشدة فذعرت وتساءلت ما إذا كان العنف في صوته سيتحول إلى واقع جسدي .
لكنه أجاب : لا حبيبتي .. لا أغار منه أو من أي غبي مننت عليه .. بسخاء لكنني لا أريد أن يصبح جون أحدهم فهو صديق .. ولا أظنه قادراً على التحمل حين يكتشف أن هذا غير صحيح !
_ وما هو غير صحيح ؟
كانت حمقاء لأنها طرحت هذا السؤال
_ مظهرك هيلاري … هاتان العينين البريئتان وهذا الفم الشهي … لا شك أن حواء كانت هكذا حين استيقظ آدم في الجنة فرآها قربه .. يا حلوتي .. لكنك لست حواء .. بل أنت ربة الشر الفاسقة ذات الوجه الملائكي والروح الفاسدة .
ارتفعت يده فأمسكت ذقنها بقوة حتى أنها تساءلت بذهول عما إذا كان وجهها سيصبح مكدوماً : لا آبه كم رجلاً في حياتك في لندن هيلاري ولا تهمني طبيعة الحياة التي تعيشينها هناك .. ولكنك هنا وسيكون عليك أن تحسني التصرف إذ أرفض أن يتعرض هوود أو لورنا للمعاناة بسبب المزيد من الكلام عنك .
_ مزيد من الكلام .
انتزعت نفسها منه بالقوة : هلا شرحت لي عما تتكلم ؟
قال ببرود : أتكلم عن أمر حدث قبل سنتين هل تصورت أن زياراتك للأخوين هورلي والآخرين لم يلاحظها أحد ؟ أو ظننت أن ما من أحد من المجتمع سيعرف أو يتكلم ؟ لقد قيل لي تلميحاً بأن علي أ أفتح عيني على نساء منزلي .. أتعرفين هيلاري … لم أصدق في الواقع ما يقال و أظنني ضحكت يومها وقلت أنهم مخطئين وسخرت من الشائعات والنظرات الجانبية والتلميحات المستورة حتى رأيتك بأم عيني تعودين من منزلهم في وضح النهار فحاولت أن أقنع نفسي أن الشائعات المحلية تجعل من الحبة قبة وأن البراءة في عينيك حقيقية .
أفلتت شهقة من شفتيها .. إذن رغم كل ما فعلته .. ورغم كل ما قاسته .. ما تزال هناك شائعات و أدركت أن لورنا هي المجهولة التي كان يهتم بها أدعياء الخير وأن ما من أحد منهم قد ذكر اسماً .. ولكن يا للأسف افترض بروس أنهم يشيرون إليها ! وكان الافتراض طبيعياً لأن لورنا أصغر سناً من أن يشك فيها أحد 0
أحست بالغثيان فجأة …
_ حسناً ؟ أليس لديك ما تقولينه ؟
_ وهل من جدوى ؟ هل لي أن أذهب الآن ؟
_ بكل سرور … لكن أريد منك أولاً وعداً مهما كانت قيمته بأنك ستتركين جون وشأنه لا أعرف أي خداع استخدمت لإقناع لورنا بتركك معه ولكن ..
قاطعته متوترة : لو قلت لك لن تصدقني حسناً لك وعدي سأبتعد عن جون فهل اكتفيت الآن ؟
ظل صامتاً لحظات ثم ابتسم ابتسامة قاسية لا شفقة فيها وقال ساخراً يقلدها : لو قلت لك لن تصدقني .
كانت آخر سنتين قاحلتين أقنعت نفسها فيهما أن قسوة بروس المتعمدة قتلت فيها ينبوع الدفء والعطاء في داخلها … لقد استخدمت جاذبيتها وشهرتها وفتنتها لإبقاء العالم بعيداً عنها ولقد نجحت .
أما الآن فتعرف أنه نجاح واه … لقد تصرفت ببرود وأبقت معجبيها على بعد ذراع ليس لأن فيهم عيباً بل لأن حبها لبروس لم يمت .
يا إلهي … فكرت مذهولة .. ليته يلمسني … ليته يعانقني .
رأته يدنو خطوة منها ثم يتوقف وفمه يلتوي بازدراء ذاتي .
قال : سألت إذا كان بإمكانك الذهاب … فماذا تنتظرين ؟
تحركت شفتاها لتقولا بصمت كلمة : لا شيء .
ثم ارتدت على عقبيها مبتعدة .


8_ جنون لا يشفى
ذلك المساء كادت هيلاري تتشاجر مع لورنا
قالت غاضبة : ما الذي دهاك لتفعلي شيئاً كذلك لتفعلي شيئاً كهذا ؟ لقد جعلتني أبدو غبية بلهاء .. ثم ما هذا الموعد المزعوم مع القسيس ؟
هزت لورنا كتفيها بعدم اكتراث .. كانت جالسة إلى طاولة الزينة تسرح شعرها فنظرت إلى هيلاري إلى هيلاري والقلق في عينيها :
إنها مشكلة تتعلق بالتراتيل .
تراتيل ؟ ظننتها تتعلق بالزهور .
وهذه أيضاً … تعرفين كيف هي هذه الترتيبات الصغيرة …
لكن تلك الكلمات لا تخدع هيلاري .
ولم ت
ولم تستطيعي الانتظار خمس دقائق ؟
لقد تأخرت .. ولم يعترض جون … أنا واثقة .
أما أنا فأعترض …
وأرادت أن تضيف : وكذلك بروس لكنها أردفت : وهل أتممت كل الترتيبات في الكنيسة ؟
تلاعبت لورنا بفرشاة شعرها : ليس تماماً .. لم أجد القسيس الذي خرج لعيادة مريض لذا كان كل شيء مضيعة للوقت .
تنهدت هيلاري متعبة : حباً بالله لورنا .. ماذا تحاولين أن تفعلي ؟ لا أصدق أنك كنت تريدين مقابلة القسيس .
ران صمت قصير ثم قالت لورنا بتمرد : حسناً … شكراً لم لأقابله الحقيقة أن جون أزعجني فصعدت إلى السيارة وانطلقت غاضبة .. أنا .. أنا لم أفكر فيك إلا عندما أصبحت في منتصف الطريق .. وبدا لي من غير المجدي أن أعود فقد عرفت أن جون سيقلك .
_ حسناً شكراً على كل الأحوال .. ما الذي قاله لك حتى أثيرت حفيظتك على هذا النحو .
وضعت لورنا بعض قطرات من العطر على معصميها .
ضحكت مترددة .
لن أجادلك لأنني لا أعرفه إلى هذا الحد .. هل سيأتي تشارلي إلى العشاء الليلة ؟
_ لا .. لأنهم يتوقعون زواراً من أقاربهم وعليه أن يساعد في تسليتهم .
دهشت هيلاري : ألم يطلب منك أن تكوني هناك ؟
ردت لورنا بحدة : بلى .. طلب لكنني رفضت .. فبعد الزواج سأرى ما فيه الكفاية من أفراد عائلته الكبيرة ولم أرى سبباً يدعوني للبدء منذ الآن .
ثم ابتسمت لهيلاري ..
_ هل ننزل الآن ؟ أحب فستانك .. ليتني أرتدي هذا اللون الأخضر .. إنه لون لطيف .
عندما دخلتا إلى غرفة الجلوس حيث كان هوود بانتظارهما وجدتاه مسروراً وأعلن أن علاجه الفيزيائي قد بدأ يعطي ثماره
قال مبتسماً لهما : وقد أعود إلى حقل الغولف مجدداً … والتفتت إلى لورنا : لكنني لن أستطيع تسليمك إلى عريسك حبيبتي إلا إذ أردت تأجيل الزواج بضعة أشهر .
صاحت لورنا بعنف تقريباً : لا !
ونظر إليها والدها مستغرباً قبل أن يلتفت بروس الواقف في نهاية الغرفة قرب النافذة أجبرت لورنا نفسها على الابتسام ولكن هيلاري لاحظت أن مفاصل أصابعها المشدودة معاً كانت بيضاء من فرط التوتر .
_ أنا … آسفة دادي .
قال هوود بلطف : لا يهم حبيبتي لم أكن جاداً على أي حال .. لن أقف في وجه حب الشباب .. من المؤسف ألا يكون تشارلي هنا ليسمع صرختك اليائسة .. فلو كان موجوداً لأشتد غروراً دون شك !
تمتمت لورنا رداً ما ومرت لحظة التوتر .
أخذت الهدايا مع اقتراب موعد العرس بالوصول بكثرة .
قالت بغضب تقريباً ذات صباح وهي تنظر إلى آخر الهدايا : ليتني لا أتلقى هدية من أحد ! ليس عندي مكان لكل هذا .
قالت هيلاري : لكنك لن تقضي حياتك كلها في تلك الشقة .. حين تكبر عائلتك فستحتاجين إلى المنزل أكبر .. أما هذه الأشياء فيمكن خزنها حتى ذلك الوقت .
ارتجفت لورنا قليلاً : هذا صحيح .
سألتها هيلاري : ما الأمر حبي ؟
_ كنت أفكر .. في السنوات القادمة التي سأكون فيها زوجة تشارلي يبدو لي هذا غريباً .
نظرت هيلاري إليها بقلق فابتسمت : أنا سخيفة فقط .. أتعتقدين أن هذا ما تشعر فيه كل عروس .
_ ربما … لا أدري ..
_ لا .. ألم تفكري قط بالزواج هيلاري ؟ وبما أنك عارضة ناجحة لا فلا شك أنك قابلت العديد من الرجال ألم يكن بينهم من أعجبك ؟
_ هذا غير كاف للزواج .
وأضافت بينها وبين نفسها : أو للحب .
وابتسمت : اكتفي بزواجك حبي ولا تحاولي تزويجي أنا سعيدة بما أنا عليه .
سعيدة جعلتها الكلمة تنكمش في داخلها .. هل كانت يوماً أقل سعادة من الآن ؟ حتى العذاب البارد و الإذلال اللذين دفعاها بعيداً عن هذا المكان أصلاً .. أفضل بكثير من الجحيم الذي تجد نفسها فيه .
أخذت تتجنب بروس قدر الإمكان وكانت مهمة سهلة بسبب غيابه شبه الدائم عن المنزل .. ذات صباح تذمر هوود لأنهم لا يرونه كثيراً هذه الأيام وهذا ما جعل هيلاري تعتقد بأنه يختلق الأعذار للبقاء بعيداً .. قالت لنفسها إن عليها أن تكون شاكرة صنيعه ولكنها في الواقع كانت تبكي في داخلها .
قريباً ستتزوج لورنا وقريباً تترك ستونكليف إلى الأبد .. فعندما تعود سيكون عملها بانتظارها وسيكون ستانلي منتظراً أيضاً .
جاء الزوجان ميدوينتر إلى العشاء في بعض المناسبات و أحست هيلاري ببرودة مميزة في تصرف أغنيس نحوها لا شك أن أحداً أخبرها بأنها كانت في سيارة جون ..
لكن هيلاري لم تتوقع التطور التالي .. فقد كانت بمفردها في غرفة الجلوس ذات ظهيرة حين انفتح الباب ودخلت أغنيس ترافقها السيدة ستارلت المرتبكة المنظر ..
وضعت هيلاري الصحيفة التي كانت تقرأها من يدها ووقفت : أوه مرحباً أغنيس .. هل تريدين محادثة لورنا ؟ إنها غير موجودة .. إنها ..
قاطعتها أغنيس : لا أريدها بل أريدك أنت .
قالت هيلاري بحذر : لا أفهم .
ضحكت أغنيس ضحكة مقرفة : أوه .. بل تفهمين .
دنت بعدوانية من هيلاري ووقفت تنظر إليها : ابتعدي عن زوجي !
انفجرت هيلاري : أوه .. هيا الآن أ،ا لم أره إلا معك .
_ كذابة ! كنت معه في سيارته يوماً . أظنك تقابلينه سراً .. أنا لست غبية !
ضبطت هيلاري غضبها بجهد : نعم أنت ليست غبية .. لكن توشكين أن تجعلي من نفسك غبية وبلهاء .. لقد أوصلني جون مرة .. مرة واحدة فقط والحقيقة أننا لا نهتم ببعضنا بعضاً أبداً .
ضحكت أغنيس حكة وعدم تصديق : وتتوقعين أن أصدق قولك ؟ تغير منذ عودتك كلياً أصبح مزاجياً قلقاً ويكاد لا يرد علي بأدب .. و أصبح غير قادر على تنفيذ عمله كما يجب ولهذا غضب والدي منه .
_ ربما هو مريض .
_ ربما مريض بالحب .. هو متأثر باهتمامك به .. إنه رجل بكل ما للكلمة من معنى .. لكن لا تتصوري أن وراء هذا التأثر شيئاً آخر .ز جون هو زوجي وهو يعرف حده .. ولن يتركني .
أحست هيلاري بالقرف والقلق بسبب تعابير أغنيس السوقية .
_ هل أنت واثقة من هذا حقاً ؟ أعتقد أن زيارتك اليوم دليل على عدم الأمان .
ارتفعت يد أغنيس التي طبعت صفعة على خذ هيلاري استجابت لها بصرخة .
في هذا الوقت بالذات أتاهما صوت من ورائهما يسأل : ماذا يجري هنا بالضبط ؟
ارتدت إليه أغنيس شاكية : بروس آسفة على الفضيحة .. ولكنني لم أستطع التفاهم مع هذه الفتاة .. إ،ها لا تدرك مدى الأذى الذي تسببه لي ولزوجي .. جئت أتوسل إليها أن تبتعد عن زوجي ويبدوا أني فقدت أعصابي .ظ
قال بروس بصوت لطيف : أقترح أ، تعودي إلى بيتك أغنيس .. لن يفيدك وجودك هنا .. سأتعامل مع هيلاري .
رافقها إلى الباب واختفيا معاً …
عندما عاد بروس كانت تغلي من الغضب فقالت بغيظ : قبل أن تتفوه بكلمة .. لا علاقة بيني وبين جون وإن كان على علاقة مع امرأة أخرى والله يعرف أني لا ألومه فعلى امرأته الفاتنة أن تبحث في مكان آخر عن شريكته .
_ أيتها الحمقاء الصغيرة ! ألم أحذرك من أغنيس ومن غيرتها ؟ الله يعلم أنك بذلت كل ما في وسعك لتصبي الزيت على النار منذ رحت تتحدثين عن حبك له في الطفولة وقبلت أن يقلك بسيارته .
أرادت أن تحتج .. فليست هي من ذكر حب الطفولة بل لورنا .. و لورنا هي التي أجبرتها على موقف اضطرت فيه للعودة مع جون إلى البيت أرادت أن تقول ذلك ولكن شيئاً ما أبقاها صامتة ..
تابع بروس بقسوة لا تلين : من الأفضل أ، تشكري حظك لأنها صفعتك فقط .. فما كان سيفيد وجهك كثيراً لو استخدمت أظافرها .. وهذا ما هي قادرة على فعله عادة .
أحست بموجة من الغثيان فقد ظلت ترى وجه أغنيس متجعداً بالغضب والغيرة .. للحظات ارتفعت يدها إلى وجهها المحترق .
_ هيلاري .
في صوت بروس حدة تشبه القلق فردت عليه بصوت منخفض : أنا بخير .. دعني أجلس لحظة .
تمتم بين أنفاسه وتحرك كنمر ينقض على فريسته ورفعها بين ذراعيه ليضعها على الأريكة .
فتصلبت ذعراً : دعني وشأني !
_ اصمتي .. سأحضر لك القهوة .
_ لا أريدها .
وأجهشت بالبكاء .. تساقطت من مآقيها دموع غزيرة لم تستطع السيطرة عليها ..كانت تتدحرج على خديها الشاحبين .
_ دعني بمفردي .. أرجوك .. أوه .. لماذا أجبرتني على المجيء إلى هنا ؟ ليتني مت أولاً !
قال بصوت أجش : و أنا ؟ وماذا تتصورين شعوري ؟ أتظنين أنني لم ألعن اليوم الذي جئت فيه إلى هنا ؟ أتعلمين أ،ني تمنيت لو أن الماضي مات ودفن ألف مرة ؟ لكن المسألة ليست بهذه السهولة هيلاري …
وانخفض صوته حتى الهمس : أنت كالجنون داخلي .. أنت حمى لا أستطيع الشفاء منها .
دس أصابعه في شعره بقسوة حتى كاد يشده .. ثم تحولت نظرته إليها إلى وجهها الجميل.
فأضاف بصوت أجش هامس لا يكاد يسمعه أحد : يا الله ! هيلاري .. أعيدي لي راحة البال !
ومال إلى الأمام يرفعها عن الأريكة يضمها .. حاولت المقاومة ولكنه أثبتها على الوسائد فلم تقدر .. أمسك بوجهها بين يديه برقة فتلاشت تحت سيادة لمسته كل رغبة عندها بالمقاومة .
سمعت هيلاري نفسها تتأوه وانسلت يداها إليه بلهفة فطوقتا عنقه ..
فجأة غابت مرارة السنيتين وعادت مرة أخرى فتاة صغيرة يخفق قلبها بجنون وجنون من قلبها المجنون .
أدركت الآن الحقيقة فقد كانت تقول لنفسها طوال حياتها إنها تكرهه ولكن هذا غير صحيح وهذا ما تعرفه الآن .. آه ! في البداية رفضته كرهت تسلطه لكن أراءه كانت مهمة جداً عندها وكانت تتأثر بأية كلمة إطراء منه ولو عرضية ومع أنها كانت نادرة إلا أنها كانت تعتز بكل واحدة منها وعندما نتبادل المزاح مع لورنا عن فتياته كانت تشعر بذلك الألم الغريب الحاد في أعماقها .
أقنعت نفسها أن تصرفه الغاضب المزدري معها كبت أنوثتها وفرض عليها حملاً لن تستطيع معه أن تستعيد حيويتها .. وكلما كان يقترب منها أي رجل كانت تتشنج .. وها هي الآن تعرف السبب .
حملتها غريزتها كالعمياء نحو الخضوع .. وهذه هي السلطة التي يملكها عليها .. بحيث أنها وهي مجروحة الكرامة إلى أقصى مدى منه تبقى مستعدة للزحف عند قدميه من أجل كلمة حنان أو عناق .
فجأة صاح متأوهاً لا . وابتعد عنها رأت ناراً تحترق في أعماقها وكانت خصلات شعره تتدلى على جبينه .. نظرت هيلاري إليه ليقرأ ما في قلبها من حب له .
همست بشوق : بروس .
هز رأسه وتمتم : يا إلهي هيلاري .. ماذا نفعل ؟ جننا بلا ريب .
نظر حوله مزدرياً نفسه : في غرفة جلوس أبي وهي غرفة ممكن أن يدخلها أي شخص ولكنك تجعلينني أنسى كل شيء حتى الإحساس بالحشمة .
أحنت هيلاري رأسها بانكسار فمد يده يمسح بها على شعرها وكأنها عادت طفلة صغيرة وبعد قليل شعرت به يرفع شعرها البني الأحمر بين يديه ويحمله إلى فمه ويدفن وجهه في أعماقه الكثيفة ارتجفت وتذكرت أنه منذ أيام ارتد بقرف لأن شعرها لامس وجهه .. ولكنه ابتعد متمتماً بشيء من بين أنفاسه وارتمى رأسها إلى الخلف على كتفه .
قال بصوت أجش : ماذا تفعلين بي ؟ أنت تدمرنني ! ثم توقف هنيهة قبل أن يردف : أخرجي قبل أن يأتي أحد .
سمعت أصواتاً تقترب من غرفة الجلوس فهبت مسرعة وخرجت من الأبواب الزجاجية إلى الهواء النقي البارد .. إنها فترة العصر ويكاد الظلام يحل والثلج لا يكاد بل بدأ بالتساقط ولكنها رغم ذلك نزلت درج الشرفة المسقوفة إلى الممر المرصوف بالحصى الذي يدور حول المنزل غير عابئة بالبرد .
لن تستطيع مواجهة أحد أو المشاركة بالحديث ومشاعرها مشتتة .
لقد اتضح لها الآن أن بروس لم يقل كلمة واحدة عن الحب تكلم عن الرغبة وعن الحمى .. وهذا كل شيء .. ارتجفت فجأة


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:15 PM   #16

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

فجأة تقول لنفسها إن الثلج والريح يؤثران فيها فقررت السير ببطء حول المنزل لتحمي نفسها .

قالت لنفسها : لا تكوني حمقاء ! إنه لا يبحث عن علاقة دائمة بل عن دواء للحمى التي فيه .
وقفت تحدق أمامها بدون أن ترى شيئاً وكانت رقع الثلج على وجهها كالدموع المتحجرة .
عادت إلى المنزل من الباب الجانبي وفي نيتها التسلل إلى غرفتها بهدوء لتغير ملابسها استعداداً للعشاء لكن الردهة بدت مزدحمة على غير العادة و هوود هناك يبدو وسيماً وأنيقاً في إحدى ستراته المخملية و بروس واقف خلفه .
خفق قلبها بشدة .. وفكرت : يا إلهي كم أحبه ! أرادت منه أن ينظر إليها أن يبتسم لكنه لم يبتسم بل بدت عيناه بعيدتين متحفظتين كعيني غريب .
قالت لورنا : آه ! ها أنت يا حبيبتي .. هيلاري هل خرجت من تحت الثلج بدون معطفك ؟ ستصابين بإلتهاب رئوي لهذا لم أستطع أن أجدك !
_ وهل كنت تبحثين عني ؟
سؤال غبي .. لكن ماذا يهم ؟ فلا تريد أن تعرف إلا سبب ظهور بروس فجأة بمظهر غريب .
ضحكت لورنا : في سائر أنحاء المنزل تلقيت مخابرة هاتفية من شخص صوته مثير جداً . اسمه ستانلي ويبدو مشتاقاً إليك .
تسمرت هيلاري في أرضها وقالت : هذا مستحيل لأنني لم أذكر له المكان الذي أقصده .
ضحكت لورنا : لقد عرف عنوانك من فتاة تدعى جوليا وقال أنك ستسامحينه على هذا حسناً حبيبتي أعتقد أن عليك إبداء السرور .. أليس من الرائع وجود شخص مخلص يتشوق لعودتك ؟
لم تنظر هيلاري إلى بروس وقالت بخفة : أمر رائع والآن هل عذرتموني .. سأصعد لأغير ملابسي .
سألت لورنا : لكن ألن تتصلي به ؟
اشتدت أصابع هيلاري على خشب درابزين الدرج وقالت : فيما بعد ربما .
وتابعت الصعود بدون أن تنظر للخلف .
حين أصبحت في غرفتها فكرت في أن ستانلي كما هو واضح شرح للورنا عن تقاربهما والواضح أنه مستاء من اختفائها المفاجئ من حياته ولكنه يا للأسف اختار أسوء لحظة ليثير اهتمامها وأطلقت تنهيدة مسكين ستانلي سيستاء كثيراً حين يعرف أنها لم تفكر فيه بالأيام الأخيرة ليس له أية أهمية ف حياتها ولن يكون له أبداً وهذا أمر يجب أن يعرفه بلطف قدر المستطاع متى التقيا مجدداً .
استحمت وغيرت ملابسها .. مشطت شعرها حتى أصبح براقاً ومشعاً ووضعت قرطاً من اللؤلؤ في أذنيها .
حين نزلت إلى غرفة الجلوس وجدت تشارلي هناك ولكنها رأت أن هناك خطباً ما .. فقد وقف مع لورنا قرب النافذة يتحدث إليها همساً وبدا غاضباً و لورنا متمردة ..
غار قلب هيلاري عندما تناولت كوب عصير من بروس وشكرته بلطف رسمي فارتد صامتاً وراح يتحدث إلى هوود في الناحية الأخرى .. يا إلهي أتمنى ألا يعود إلى بروده فقلبها لا يتحمل منه الجفاء والنبذ ..
دنت من النافذة ووقفت تتطلع إلى الظلام في الخارج .. بدا أن الثلج يتساقط بسرعة فائقة ..
راقبت هيلاري لورنا أثناء العشاء وأقلقها أن ترى أنها و تشارلي لم يتبادلا الحديث إلا قليلاً وأنه يضع على وجهه ملامح الشخص المجروح ولم يكن من المستغرب بعد إدخال السيدة ستارلت للقهوة إلى غرفة الجلوس أن تعلن لورنا فجأة أن لديها صداع و أنها ستذهب لتنام ولم يكن مستغرباً بأن يختلق تشارلي عذراً واهياً بعد دقائق .. أما بروس فانسحب لمكتبه مع القهوة لإنهاء أعمال مكتبية .
حين صعدت إلى غرفة لورنا دقت بلطف على بابها آملة أن تكون مستيقظة لتتحادثا قليلاً ولكنها لم تلق جواب .
دخلت إلى غرفتها متألمة من برودة بروس وراحت تفكر في ما عليها فعله لتبعد عنه تلك البرودة والقسوة وبعد تفكير وجدت أن لا سبيل لمحادثته لتعرف ما يضايقه فآخر ما تريده في هذه المرحلة أن يسيء الظن بها أو يفسر كل ما يتعلق بها على نحو خاطئ .
خرجت من الغرفة وتوجهت نحو الدرج حين وصلت إلى الردهة رأت شعاع نور رفيع من تحت باب المكتبة ففتحت الباب ودخلت من دون أن تقرع .
كان مصباح المنضدة مشتعلاً والأوراق منثورة على سطحها الأملس المصقول لكنه لم يكن يعمل بل كان مرتداً في كرسيه إلى الوراء وقد خلع سترته وربطة عنقه أما أكمامه فمرفوعة بدون ترتيب لتكشف عن عضلات ساعديه القوية وشعره الأسود يتدلى بغير ترتيب على جبهته .
سأل بهدوء : ما الأمر هيلاري ؟
لم ترد عليه بل وقفت تنظر إليه فكرر : ما الأمر هيلاري ؟ أتريدين شيئاً ؟
فتحت يدها أمامها وكأنها تتوسل : أريد محادثتك .
_ عم تريدين التحدث ؟
_ عنا ؟ عني وعنك .
رد ببطء : لا تفسري ما حدث بعد الظهر على نحو خاطئ .. فقد محت أحداث أخرى كل شيء وأنا لا أحتاج إليك ولا أطلب وجودك هنا .
أجفلت وسألت همساً : لكن .. لماذا ؟ لماذا تفعل بي ذلك ؟
رفع كتفيه : لعدد من الأسباب لن أزعجك بها كلها فلنقل إنني أفكر في ذلك المسكين المنظر في لندن الذي يعتقد أنك تستحقين الانتظار .
_ ستانلي ؟ أتعني ستانلي ؟ لكنه لا يعني لي شيئاً لي ..
_ لا شك أنه يعني لك شيئاً ما دمت تشاركينه حياتك .
_ حياتي ؟
ثم صمتت لأنها تذكرت كيف أنها تعمدت تضليله في أنها و ستانلي يعيشان معاً .. وابتلعت ريقها بصعوبة : أوه فهمت .
يسرني أنك فهمت .
استقام في جلسته ونظر إليها من بين عينين نصف مغمضتين : وجهك جميل هيلاري وجسدك مغر لكن هذا كله مجرد واجهة فلا شيء أبداً وراء عينيك وابتسامتك لا وفاء لا إخلاص لا أنوثة ولا دفء .. ألهذا تضيعين نفسك في علاقات عابرة لأنك تعرفين أن لا عمق في طبيعتك يخولك إقامة علاقة حقيقية مع رجل ؟ لماذا لا تحطمين هذه القوقعة التي أحطت نفسك بها ؟ إذا كان ستانلي هذا يحبك قاطعته بهدوء إنه لا يحبني .. ولا أحبه .. فكما قلت إن علاقتنا عابرة .
أضافت لنفسها : لكن ليس كما تظن .. وأكملت بصوت مرتفع : بروس ما إن ينتهي العرس حتى أرحل ولن تراني مجدداً
قال بصوت أجش : أعي ذلك صدقيني .
عليها أن تجمع شتات شجاعتها : أعرف أن رأيك بي منحط ولم تردني قط أبداً عضواً في عائلتك ولم ترد أمي حتى .
_ لقد تعلمت نقبل أمك .
ووضع فنجان القهوة من يده بقوة فانسكب البن على المكتب المصقول .
قالت هيلاري لقد سكبت القهوة .. سيدبغ الخشب .. أليس معك منديل ورقي أو قطعة قماش ؟
قال ساخراً أتحاولين إقناعي بكفاءتك المنزلية ؟ لن يفيدك ذلك هيلاري .. فابتعدي عني .
عقدت ذراعيها أمامها وكأنها تحمي نفسها من الازدراء الذي في صوته ..
أرف بصوت خال من الشفقة : لقد تكلمت للتو عن أمك .. ماذا سيكون رأيها لو رأت بعضاً من صورك منشورة في المجلات ؟ ذلك المايوه المذهب مثلاً ماذا كانت ستقول لو رأت طفلتها الصغيرة مصدر فخرها وسرورها معروضة في ذلك الثوب ليراها العالم كله ؟ ألن تتساءل من أين تعلمت تلك النظرة التي توحي بأنك تعرضين الجنة في عينيك ؟
همست : كنت أنظر إليك بروس .
_ لي أنا ؟
وضحك بوحشية : ولماذا أنا .. هيلاري ؟ ما الذي جعلني مميزاً بين الكثيرين ؟
داخلت المرارة صوتها : أو ليس من التقاليد أن تتذكر الفتاة أول حب لها .
_ الحب … يا إلهي !
رمت رأسها إلى الوراء تحدق إليه : لقد تكلمت عن أمي وعما ستظنه بي وبحياتي كعارضة أزياء ..وماذا كانت ستعتبرك بروس ؟ ماذا لو عرفت بما كدت تقدم عليه تلك الليلة قبل سنتين ؟
قال ساخراً : تفكير سليم هيلاري لكنه غير مقنع فذلك الخنزير القذر روي هورلي لا يعاشر عذراء أبداً وتلك الحفلات التي يقيمها حفلات فجور وفسق ولولا مداهمة فرقة مكافحة المخدرات المنزل لقام بذلك عدد من المحليين كيف تجروءين بعد اختلاطك بنذل مثله على إدعاء البراءة .
_ ومن قال أني اختلطت به ؟ الشائعات القيل و القال الغمز واللمز ؟ لكنني أقسم أن ما من أحد ذكر اسمي .. ما من أحد قال لك إن هيلاري كوارثمان كانت في إحدى حفلات روي هورلي .. هل سمعت باسمي بروس ؟ لا أحد يستطيع لأنني لم أكن هناك قط إلا بعد ظهر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى هناك لأحذرهما ..
وصمتت لأنها أدركت أنها تخوض في منطقة خطرة .
_ تحذرينهم مم ؟ من المداهمة الوشيكة ؟ أمن فرقة الانتقام المحلية التي أنشئت ؟
هزت كتفيها بيأس : لأحذرهما فكما قلت لقد ساءت سمعتهما .
قال ساخراً : يا له من اندفاع للخدمة العامة وهل من المفترض حقاً أن أصدق هذه الخرافة ؟
حركت هيلاري يديها بقلق : وهل يهم لو صدقت ؟ ولكن مهما كانت القصة التي سأقولها فستبقى على رأيك ولن تصدق إلا أسوء الأمور عني أصبحت معتادة على هذا الآن .
وضحكت بوحشية : يا إلهي كم اعتدت على هذا كنت حمقاء لأنني صدقت أن الأمور قد تختلف !
_ إنها وجهة نظر واقعية بكل تأكيد أما بالنسبة لنا أنا و أنت فعاجلاً أم آجلاً سيتدخل ستانلي أو أي شخص سواه ولا أنوي أن أحول نفسي إلى علامة افتخار أخرى تعلقينها على حزامك .. يا حلوتي .
جاء دورها للسخرية : حذار يا حبيبي … فهذا اعتراف صريح بضعفك .
ؤد بهدوء : إن كان ما تقولينه صحيح فاعلمي أنني قادر على التغلب على هذا الضعف .. شكراً لك والآن عودي لغرفتك وغداً نتابع حياتنا كالعادة ونتظاهر بأن ذاك العناق المجنون الذي تبادلناه لم يحدث .
ابتسمت ساخرة : ما ألطفك ! لكنني لا أستطيع النسيان بسهولة فأنا .. أريدك بروس .
لم تؤثر فيه كلماتها وظل جامداً كالحجر .
_ ليس الأمر بهذه البساطة بالتأكيد المسألة مسألة أولويات .. وأولوياتك في مكان آخر والآن اخرجي من هنا .
ظلت واقفة للحظات وهي غير قادرة على تقبل فشلها ونبذها مرة أخرى الأمر تقريباً ينافي العقل إنها تعرف دون أي غرور تأثيرها في معظم الرجال .. في وجه ستانلي جوع كلما نظر إليها مع ذلك و ها هي واقفة أمام بروس تخبره بمشاعرها فيرفضها ويطردها من حياته .
سوت هامتها بوقار مثير للشفقة وحاولت بصمت السيطرة على مشاعرها .
وقف بروس : حباً بالله .. اذهبي من هنا .
في صوته حدة فعلى ما يبدو أن سيطرته على نفسه بدأت تهتز ولكنها لم تتحطم وليس لها هنا سوى النبذ والرفض ..
ارتدت على عقبيها بصمت وغادرت الغرفة أحست بالخدر وهي تتسلق السلم ما عدا ضيق في حلقها و إحساس حارق وراء عينيها لكنها لن تترك نفسها تبكي لقد ذرفت الكثير من الدموع في السابق ..
فيما بعد فكرت بتحفظ إنها على الأرجح ستشعر بالعار للطريقة الفاجرة التي عرضت فيها نفسها لكن ليس الآن .
كل ما تستطيع التفكير به الآن هو أن تهرب تبتعد عن هذا المكان .. بعيداً عن هذا الرجل إلى الأبد .


9 _ ينقذها الظلام الفصل ما قبل الأخير
دخلت هيلاري إلى عتمة غرفتها ووقفت هناك تحاول لملمة شتات أفكارها التي بدت تظن في عقلها .
لكن ماذا ؟ من المستحيل أن تغادر الآن عليها الانتظار للنهار لتذهب إلى ليدز سعياً وراء أول قطار يتوجه إلى لندن وعليها أ، تفكر في قصة ترضي هوود وعليها أن تقول للورنا إنها لن تستطيع البقاء حتى موعد العرس وعليها أن تجد تفسيراً مقنعاً لغيابها على ألا تكون الحقيقة بالتأكيد لأن ذلك مستحيل .
حين سمعت صوت نحيب مخنوق ظنت أنه يصدر منها فوضعت يداً على فمها .
ثم أدركت أن الصوت قادم من الغرفة الملاصقة فذعرت وحاولت إقناع نفسها بأن أذنيها تسمعان ما هو غير موجود ربما حلم مزعج فالناس يصرخون أحياناً عندما يحلمون أحلاماً مزعجة لكن حتى وهي تبرر ما سمعت أصبح صوت بكاء لورنا أكثر ارتفاعاً وأكثر إلحاحاً .
تلاشى بعض التوتر من نفس هيلاري وتصاعدت تنهيدة كبيرة في أعماقها إنها تعسة يائسة ومع ذلك فلورنا هي التي تبكي في ظلام الليل .
كان المصباح إلى جانب السرير مضاء في غرفة لورنا وكانت مستلقية على عرض السرير وجسمها يرتج وجهها مدفون في الوسادة جلست هيلاري على السرير ووضعت يداً عطوفاً على كتفها وراحت تنظر إلى ثيابها فهي ما تزال مرتدية كل ثيابها .
قالت بلطف : حبيبتي ما الأمر ؟ أرجوك قولي لي .
ردت بصوت تخنقه الآهة : لا أستطيع .. لا أستطيع إخبار أحد .
تنهدت هيلاري : ولا يمكنك المضي هكذا إلى الأبد ما الأمر ؟
صمتت تتذكر غضب تشارلي وقت العشاء والجو العاصف بينهما : هل تشاجرتما ؟
ساد صمت ثقيل .. ثم جلست لورنا التي رمت ذراعيها حول هيلاري ووضعت وجهها المبلل على كتفها .
قالت وجسدها النحيل ينتفض : أجل .. أجل آه هيلاري ! لا أستطيع التحمل لن أراه مجدداً .
عضت هيلاري شفتها : لورنا حبيبتي إنها أمور تقع أحياناً قبل موعد الزواج ولكنها لا تكون جادة رأيت أنكما غير متفقين .. لكن ..
_ لكنها جادة حقيقية قال إن علينا عدم التلاقي ثانية قال إن الأمر جنون .. كدت أخبره بأمر الطفل أردت أن أخبره لكنني لم أجد الكلمات المناسبة .
_ أتريدين أن أخبره بنفسي ؟
صمتت لورنا قليلاً ثم هزت رأسها : لا
قالت هيلاري بحدة :لكنه لا يستطيع التهرب من هذه المسؤولية هكذا موعد الزفاف قريب جداً ماذا ستقول عائلته ؟
ضحكت لورنا ضحكة متكسرة : عائلته أتقصدين ايزيربلود ؟ أتظنين أني أتكلم عن تشارلي ؟
أحست هيلاري بالبرد يسري في كل جسدها .
_ بالتأكيد أليس هذا ما تقولينه إنك تشاجرت مع تشارلي ؟
هزت لورنا رأسها نفياً وكانت عيناها مغرورقتين بالدموع وهي تنظر إلى هيلاري .
قالت والغصة في حلقها : إنه جون .. جون ميدوينتر أحبه منذ أكثر من سنة ولكنها لا تريد أن تتركه .. إنه ملك لها .. أحد ممتلكاتها التي اشترتها أموال أبيها ليس لديه شيء له حتى المنزل باسمها وهو لا يحبها فهي تعامله وكأنه تدوسه وليس كذلك فحسب بل تلومه لأنهما لم ينجبا أطفالاً .. وتقول إن العيب منه ولكنها مخطئة .
تمتمت هيلاري : يا إلهي ! لورنا .. أتقولين إن جون هو والد الطفل ؟
ردت ببساطة : أجل .
وماذا عن تشارلي .. أين مكانه في كل هذا ؟
هزت لورنا كتفيها تدافع عن نفسها : أراد أن يتزوجني .. ولأنني لا أستطيع الحصول على جون ولأنني أحتاج إلى أحد يرعاني قبلت به .
صاحت هيلاري بجنون : لكن لا يمكنك فعل هذا ألا حشمة لديك أو أخلاق ؟ أتتزوجين رجلاً لتؤمني لطفلك أباً جاهزاً ؟ إن هذا فجور .
تغير وجه لورنا إلى عبوس متمرد : لكن تشارلي يريد الزواج بي طالما دار حولي إنه سعيد فلماذا تفتعلين مشكلة ؟
_ لم يبد سعيداً الليلة .
هزت لورنا كتفيها بسرعة : أوه هذا لم يكن شيئاً مهماً فكل ما علي هو إظهار بعض اللطف له سوف يرضى سريعاً .
_ إذن بدل أن تعملي على ترتيب شقتك تقومين بلقاءاتك الغرامية المحرمة مع جون وهذا أيضاً يفسر النزهات المبكرة هل لي أن أسأل لماذا حاولت دفعي نحوه ؟
مدت لورنا شفتها السفلى إلى الأمام وبدت صغيرة فتاقت هيلاري إلى شد أذنيها .
_ بدأت الشكوك تساور أغنيس التي اتهمته بأنه على علاقة .. هكذا …
_ ففكرت أن تجعلي مني هدفاً لنوبات جنونها شكراً كثيراً لك ! لن أحسدك حين تكتشف الحقيقة .. لأنها ستمزقك إرباً
_ لن تخبريها … هيلاري عديني !
وقفت هيلاري : لن أقول كلمة .. فأنا راحلة في أول قطار في الصباح على أي حال .
_ لهذا السبب ؟
_ بل لأسباب خاصة بي .
_ لكنك لن تكوني هنا يوم الزفاف .
كانت هيلاري تهم بالخروج ولكنها عادت إلى لورنا ..
_ لورنا هل أنت مجنونة ؟ لا يمكنك المضي في هذا الزواج .. لا يمكنك أن تفعلي شيئاً كهذا إنك لا تحبين تشارلي وهذا أمر أكثر من واضح لقد حولت حياتك إلى فوضى رائعة إنما لا يمكنك جره إليها هذا عمل ظالم .
قالت لورنا بذعر : لكن لا يجب أن أتزوجه ! ماذا عن الطفل ؟ ماذا أفعل به ؟
تأوهت هيلاري وجلست مجدداً على السرير .
_ سيطري على حياتك بدل أن تسيطر عليك لا يمكنك الهرب والمراوغة والاختباء خلف الآخرين إلى الأبد .. ثم هناك وجهة نظر عملية قد يكون تشارلي مغرماً بك لكنه ليس غبياً فلن يقبل بالطفل لأنك لم تقيمي علاقة فعلية معه أليس كذلك ؟
نظرت لورنا إلى الأسفل .. ثم قالت : أجل .
كانت ترتجف وأصابعها تمسك باللحاف تشد الخيوط : هيلاري أنا خائفة ! أرجوك ساعديني ماذا أفعل ؟
قالت على مضض : رافقيني إلى لندن .. لدي متسع لك في الشقة وسأعيلك حتى تلدي الطفل على الأقل .. كان والدك يخصني بمصروف شهري لم ألمسه حتى الآن سأستخدمه من أجلك .
همست بعينين متسعتين : لا أستطيع .. سيعرف الجميع بأمري .. ولا أتحمل هذا .

_ عليك عاجلاً أم آجلاً مواجهة المسألة هل فكرت في ما سيحدث حين يعرف جون بحملك ويقوم ببعض الحسابات ؟
قالت : لن يفعل ولن أستطيع إلغاء الزفاف هيلاري يجب أن تفهمي هذا لم يستعد دادي صحته وقد تؤذيه الصدمة .
تهلل صوتها قليلاً وكأنها وجدت المبرر لنفسها .
قالت :لا أستطيع مجادلتك أكثر من هذا لورنا .. سنتحدث غداً قبل أن أسافر .. هل أستطيع الاعتماد عليك في إيصالي إلى ليدز للحاق بالقطار ؟
_ بالتأكيد .. ولكنني لن أسافر معك هيلاري .. لا أستطيع .
ابتسمت هيلاري غصباً : إذن لن أقول شيئاً آخر لكن فكري في ما قلته لك لورنا لا يمكنك تدمير حياة الناس من أجل حماية نفسك .
عادت تستلقي في سريرها لكن النوم جافاها فراحت تفكر في لورنا بدل التفكير في بروس في داخلها نبع من العذاب ينتظر فرصة للإطلاق نفسه .. ولن تستطيع السماح لهذا أن يحدث .
ربما على أي حال كانت حمايتها للورنا إساءة لها فقد كان عليها بدل تلقي اللوم أن تخبر بروس أن لورنا هي التي تسللت إلى منزل هورلي وحفلاتهم .. أرادت حماية لورنا من غضبه فجلبت الغضب على نفسها .
لو فعلت ذلك لتغير كل شيء ماذا كانت نتيجة التستر على لورنا ؟ كانت النتيجة مزرية فها هي لورنا المحمية تعتقد أنها فوق قوانين المجتمع الأخلاقية .
لقد عاملوها جميعاً بقفازات حريرية اعترفت هيلاري لنفسها بهذا بمرارة ..
ما إن انبزغ الفجر بنوره حتى وضبت حقائبها بسرعة لقد توقف هطول المطر ليلاً لكن الأرض في الخارج تبدو معادية وغريبة في ثوبها الأبيض عضت شفتها حتى أدمتها فقد خشيت ألا تتمكن من السفر ولكن بائع الحليب وصل ومن بعده وصلت الصحف وعربة البريد فاسترخت فالطرق سالكة مع أنها لا تصلح للقيادة .
انتظرت في غرفتها حتى رأت سيارة بروس تختفي نزلت إلى الأسفل لتتناول فطوراً سريعاً من القهوة و التوست وبعد ذلك قصدت غرفة هوود الذي كان مرتدياً ملابسه وجالساً في كرسيه المتحرك .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:15 PM   #17

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

تهلل وجهه لما رآها : ها أنت حبيبتي .. سيكون عرس لورنا أبيض بأكثر من طريقة .
ردت بثبات : أجل .. صحيح ولكنني مضطرة للتخلف عنه وصلتني رسالة من مدير أعمالي هذا الصباح .. لدي عمل مهم ولن ينتظر .. وإن لم أعد إلى لندن اليوم خسرته .
بدا الحرج على هوود : وهل هذا أمر رهيب ؟
أحست هيلاري بالذنب فقالت بلطف : إنها المهنة التي تعيلني .
_ أردت مكالمتك بالموضوع لا حاجة بك إلى العمل لتعيشي هيلاري فما زلت قادراً على إعالة عائلتي ولله الحمد بالرغم من الضائقة الاقتصادية العامة .. وسيكون المنزل موحشاً بعد ذهاب لورنا .. وكنت آمل أن تبقي .
تكسر صوتها قليلاً : لا أستطيع .. أنا .. أنا يجب أن أعود إلى لندن أنا لا أنتمي إليكم هوود أنا غريبة وسأبقى غريبة أحبك وسأبقى شاكرة لك معروفك إلى
آخر عمري لكن من الأفضل للجميع أن أذهب … صدقني .
غادرت الممرضة الغرفة بلباقة فمال هوود إلى الأمام وجهه قلق :ابنتي الحبيبة لا أريد التطفل هل بروس السبب ؟ إنه قاس أعرف ذلك هل جرحك ؟ سأكلمه .
_ لا أرجوك ليس بيد أي شخص حيلة .. نحن أفضل حالاً بعيدين .. هذا كل شيء .. ما كان يجب أن أعود .. آسفة .
قال بلطف : وأنا أيضاً .. آسف أسفاً لا يمكنني التعبير عنه لكن لك حياة تعيشينها هيلاري ولا أستطيع التدخل فيها هل أنت مضطرة حقاً للسفر قبل الزفاف ؟ ستتكدر لورنا .. والجميع .
_ لقد شرحت للورنا أنني لن أستطيع أن أكون موجودة وأظنها فهمت .
حين عادت إلى غرفتها كانت لورنا بانتظارها أشارت إلى الحقائب ثم سألت : أنت جادة إذن ؟ أنت راحلة .. وبسببي ؟
_ لا .
نظرت لورنا إليها بلهفة متألمة : هل ودعت دادي ؟ هل .. أخبرته ؟
تنهدت هيلاري سخطاً : لا .. لا بأس عليك لورنا سرك كالعادة في بئر عميقة .
طبعت لورنا على وجنة هيلاري قبلة سريعة : أنت ملاك ! سينجح كل شيء هيلاري سترين .
قالت بمرارة : أنت موهوبة في خداع نفسك .. ولكننا لن نناقش هذا الآن أتريدين المخاطرة بتوصيلي أم أطلب سيارة أجرة ؟
ردت بإهمال : أوه الثلج لا شيء .. أليس هناك شخص آخر تريدين وداعه ؟
_ لا .. لا أحد .
هزت لورنا كتفيها : إذن .. من الأفضل أن ننطلق .
بدا صوتها مرحاً لكن نظرتها إلى هيلاري بدت قلقة .
فكرت هيلاري وهما تبتعدان عن المنزل أن لورنا سعيدة لأنها راحلة تكلمتا بكلمات مختصرة وكانت هيلاري مسرورة لأن لورنا تركز على القيادة ولا تخاطر كما حدث في مناسبات أخرى …
قالت لورنا فجأة : هذا غريب .. ها هو بروس .
استوت هيلاري جالسة : أين ؟ لا يمكن .. لقد ذهب إلى المصنع رأيته بأم عيني يغادر المنزل .
_ ربما اضطر للعودة من أجل شيء ما .
وقبل أن تستطيع قول شيء أطلقت لورنا زمور السيارة ولوحت بيدها وأضافت برضى :لقد رآنا .
كبتت هيلاري آهة وقالت بلهفة : لا تتوقفي .
_ ماذا لكنه لن يتوقف الواضح أنه يريد مكالمتنا .
_ أنا لا أريد مكالمته .. لورنا حباً بالله تابعي السير .. أرجوك .
نبضت الأحاسيس في صوتها فنظرت لورنا إليها بحيرة : آه حسناً ولكنه لن يكون راضياً .
ورفعت قدمها عن المكابح فانطلقت السيارة إلى الأمام ارتدت هيلاري إلى ظهر مقعدها لكن كلمات لورنا التالية جعلتها تستدير بسرعة : إنه يلحق بنا .
_ لكن هذا سخيف !
_ أتريدين أن نتركه في الخلف ؟ أستطيع المحاولة لو أحببت .
وداست على دواسة الوقود فانطلقت السيارة الصغيرة إلى الأمام بسرعة لكن هيلاري ارتاعت من الفكرة : لا .. لا تسرعي !
نظرت لورنا في المرآة وضحكت : إنه يومض بأنوار سيارته .. يريد منا أن نتوقف .. سنجعله يجري وراءنا .
وعادت إلى السرعة مرة أخرى فقالت هيلاري : لورنا .. أبطئي سيرك حباً بالله .
سألت بطيش : ولماذا ؟ على أي حال أنت من أردت عدم محادثته .
_ لكننا لا نستطيع التغلب على سرعة سيارته ولو كانت الطريق سالكة .
وأخذت تراقب تصاعد مؤشر السرعة بحذر ..
تنهدت لورنا : لا تفتعلي مثل هذا الضجيج الطريق غارقة بالثلج لا بالجليد .
عندما كانت تتكلم ترنحت السيارة وانزلقت جانبياً .. رأت هيلاري وجه لورنا الأبيض وتمسكها بالمقود فحاولت تحذيرها ولكن الكلمات علقت في حلقها و أحست بالسيارة ترتفع وهي تصطدم بحافة الطريق ثم تتابع الانزلاق إلى الخنق أحست بشيء يصدم رأسها ثم تحول كل شيء إلى ظلام .
أوه أصدقك في هذا لكن هناك أشياء لن تتمكني من التهرب من مسؤوليتها ودمار حياة أختي أحد تلك المسؤوليات .
_ وكيف أكون مسؤولة عن هذا ؟
أرادت أن تحتضن رأسها بين يديها ولكنها عرفت أنه سيفسر الحركة على أنها توسل للشفقة .
_ أي مثال كانت تحتذي به ؟ إنه مثالك أنت هيلاري فقط أنت كانت تؤمن بك كثيراً هل عرفت بعلاقتك مع روي هورلي ؟ هل اعتقدتها علاقة رومانسية ؟ وماذا عن تلك العلاقات الشائنة في لندن .. هل وجدتها رائعة ؟ أوه بلى يا فتاة الأمبر أنت كنت مثالها الأعلى تباً لك لقد جعلت فتاة بريئة تظن أن العبث مع الرجال هو نوع من المرح !
كانت كلماته كالسياط على قلبها .
أردف : تحطمت حياة لورنا أما أنت نجوت بخدش بسيط والنموذج يتكرر دائماً بلا نهاية أدركت الآن لماذا كنت الوحيدة التي تريد لأنك تعرفين ما تفعلين أليس كذلك هيلاري ؟ أكنت ستجدين لها وسيلة تخلصها من ورطتها .. أكنت ستؤمنين لها عيادة جيدة للإجهاض حيث لا يطرحون الكثير من الأسئلة ؟ لكن نصيحتك كانت مختلفة قلت لها تابعي مهزلة الزفاف ولتتحمل عائلة ايزيربلود النتائج .
قالت بصوت واهي : لا .
كاد فمها يحترق جفافاً ومرارة ثم تراقصت أنوار ملونة صغيرة أمام عينيها وبدا لها بروس يطل من بعيد وها هما الغضب والعتمة حوله يصلان إلى لب روحها مدت يدها تبحث عن زر الجرس ولكنها لم تجد القوة في أصابعها لتضغطه وما لبثت أن تجمعت العتمة حولها لكنها هذه المرة رحبت بها وكان آخر ما رأته قبل أن تقع صارخة بصمت في لجة فراغ عميقة المرارة في عينيه .
أحست من بعيد بصوت تبعته حركة فألم حاد سببته الحقنة التي حقنت بها ذراعها فكان أن استسلمت مجدداً إلى أحضان نوم آمن .
كان ضوء النهار ساطعاً حين فتحت عينيها إنه يوم مشرق بارد سماؤه زرقاء صافية انفتح الباب ودخلت ممرضة تحمل طشتاً ومنشفة .
قالت بمرح : هل أنت أفضل حالاً اليوم يقول الدكتور إنك باقية عندنا مدة يومين آخرين بسبب ما حدث ليلة أمس ولن يسمح لك بالزوار إذا كانوا سيزعجونك .
لامست ابتسامة مغصوبة ثغر هيلاري لأنها سمعت لهجة اللوم في صوت الممرضة وقالت : اتركي لي الطشت والماء أستطيع الاغتسال بنفسي .
_ حسناً .. نظرت الممرضة الشابة إلى ساعتها .
_ سيحين موعد جولة الأطباء كلنا اليوم متأخرين عن مواعيدنا سيأتي أحدهم ليغير لك الضمادات .
وخرجت مجدداً تاركة هيلاري تستمتع بالانتعاش الذي يبعثه الماء إلى وجهها .
كان الجرح الحقيقي في أعماقها عميقاً ووحشياً فلن يصدق بروس أبداً إلا أسوء الأمور عنها وستدينها دائماً الدلائل .
فكرت : إنه يحب لورنا ويهتم بها في هذه اللحظة عرفت أنها لم تكن في هذه اللحظة عرفت أنها لم تكن تحمي لورنا وحسب في تلك الأيام بل كانت تحمي لورنا فحسب في تلك الأيام بل كانت تحمي بروس أيضاً من ألم خيبة الأمل من الشقيقة الصغرى التي يحبها لو عرف هوود و بروس الحقيقة لتألما لهذا لزمت الصمت وبسبب هذا الصمت عانت وتعاني وحدها .
تلقت الزهور في هذا اليوم من هوود ثم قالت لها الممرضة إنها تلقت مكالمات هاتفية عديدة وهي بمعظمها من الصحافين .
تأوهت هيلاري لقد نسيت أن فتاة الآمبر لا تزال تحتل الأخبار الرئيسية وسرها أن تكون أنظمة المستشفى الصارمة قد حمتها من غزو الصحافيين لقد قال لها الدكتور سولون مسروراً منها عندما قام بزيارتها المسائية أن بإمكانها العودة إلى المنزل بعد غد لكنه انزعج حين قالت له أنها ستعود إلى لندن حالما تغادر المستشفى
قال بصراحة : لا أوافق على هذه الفكرة لقد تلقيت صدمة شديدة وضربة سيئة على الرأس وتحتاجين إلى الراحة في مكان يعتني بك فيه جيداً على الأقل مدة أسبوع سأتكلم مع زوج أمك .
لم تجادله هيلاري لكنها عزمت أن لا مجال للعودة إلى ستونكليف مهما كان ضغط الطبيب أو هوود عليها .
لتغير الموضوع وسألت عن حال لورنا فقيل لها إنها بخير ولكنها لا زالت تحت التخدير وقطب الدكتور سولون قليلاً
_ جسدياً هي مستريحة لكنها لا تساعد نفسها إنها في حالة نفسية سيئة ونجد صعوبة كبيرة في معالجتها وكنت أرجو أن يساعدنا خطيبها على هذا لكن الفكرة أصابتها بنوبة جنون فلم أستطع متابعة الموضوع .
عضت هيلاري شفتها : لقد فسخت الخطوبة .
بدا الدكتور مستهجناً : هكذا إذن .
_ هل أستطيع رؤية الآنسة جيلفورد ؟
لكن الطبيب هز رأسه رافضاً : إنها نائمة معظم الوقت أضيفي إلى ذلك أننا تلقينا أوامر بألا يزورها أحد غير أفراد عائلتها والدها قادم هذا المساء .
صممت هيلاري فلا حاجة لتسأل من أصدر مثل هذه التعليمات .
في الصباح صدمتها الصحف فقد ذكرت معظمها أنها مصابة بشكل خطير وأنها ستشوه مدى الحياة .
سخرت إحدى الممرضات وهي تغير ضمادة هيلاري بأصابع بارعة : يا لهذه السخافة ! .. فلن يترك هذا الجرح الصغير أثراً أيعتقدون أننا لن نجيد الاعتناء بك ؟
لاحظت هيلاري الامتعاض في صوت الممرضة وكأنها هي نفسها مسؤولة عن الرد على ما في الصحف لا شك الآن أن كل من في المستشفى يعرف أن بروس منع هيلاري عن رؤية لورنا ولا شك أنهم يتساءلون عن السبب ..
غفت قليلاً بعد الغذاء ولكنها ما لبثت أن استيقظت على صوت خفيف فلما فتحت عينيها وجدت جون ميدوينتر واقف إلى جانب السرير وهو يحمل باقة الزهور بين يديه قدمها لها مرتبكاً .
_ أنا آسف .. لم يخبرني أحد بأنك نائمة .
جلست هيلاري وحاولت الابتسام : لم يعرفوا بأنني نائمة أشعر أنني مخادعة لأنني أستلقي هنا فقد أصبحت بخير وعافية .
رد جون رداً مهذباً ثم جلب كرسياً ليجلس قرب السرير بعد صمت قليل قالت هيلاري متحفظة : لطف منك أن تعودني ولكنني لا أعتقد أن أغنيس …
قاطعها بعنف مكبوت : فلتذهب إلى الجحيم أغنيس ..! كان يجب أن أجيء هيلاري يجب أن أعرف تاحقيقة ثمة شائعات كثيرة تدور وعلي أن أدعي أنني متباعد وغير مهتم في الوقت الذي أكاد فيه أفقد عقلي . هل صحيح أن لورنا أجهضت؟
أطرقت هيلاري رأسها ببطء .. وخرجت أنفاسه بآهة عميقة ثم قال بصوت متحشرج : آه يا إلهي ! أكان طفلي ؟ هل أخبرتك شيئاً ؟ .. عنا .. ؟
قالت هيلاري بحذر : لقد أفضت لي بسرها قبل الحادثة مباشرة كانت متكدرة قالت إنكما تشاجرتما .
ضحك بمرارة : أجل .. تشاجرنا .. حاولت أن أقول لها إن علينا التوقف عن التقابل و إن زواجها سيغير كل شيء وبدا أنها ظنت أن علاقتنا ستدوم إلى الأبد ولأنني أعرف أنها لا تحب ايزيربلود حاولت إقناعها بعدم الزواج به .
سألت ببرود : لماذا ؟ لتبقيها أنت الرجل المتزوج منفعة حصرية لك ؟ ما أروع هذا !
انتفض : أجل أعتقد أن هذا ما قصدته حتى وإن لم أكن على استعداد للاعتراف به لكنني أحبها هيلاري نحن متحابان إنها سبب حياتي .
قاطعته بسخرية : أوه يجب أن نكون حذرين لئلا يصل الخبر إلى مسامع أغنيس كيف ستشرح لها سبب زيارتك لي .. هل لي أن أسأل ؟
هز كتفيه عاجزاً : لا أدري أعرف أنك تحتقريني هيلاري .. أرى هذا في عينيك ووجهك لكنني أعلم أن خسارة الطفل غيرت نظرتي إلى العالم إنها مفارقة .. أليس كذلك ؟ لكنها الحقيقة أنا و لورنا ننتمي لبعضاً بعضاً والآن أكثر من أي وقت مضى يجب أن يكون لي الحق في مواساتها أنا بحاجة إلى هذا الحق وقسماً بالله سأحصل عليه !
_ أتعني أنك على استعداد لترك أغنيس والتخلي عن الحياة الرغيدة ؟
تورد وجهه لسخريتها : الشيء الوحيد الجيد في حياتي هو لورنا لقد اعتمدت على أغنيس لأنني لم أكن أهتم حقاً بما يحدث لي ولكنني أستطيع النجاح بمفردي كنت سعيداً حين كنا في إفريقيا كان عندي وظيفة هناك وكنت بارعاً فيها و أظن أن هذا هو سبب إصرارها على العودة إلى الوطن لأنها أرادت أن يكون لها اليد الطولى وهذا ما هي معتادة عليه حسناً جداً إن لم توافق على الطلاق فسأنتظر سنتين فأحصل عليه من دون موافقتها فلا سبب يدعو المرء للارتباط بزواج فاشل في هذه الأيام .
نظرت إله هيلاري طويلاً لم تشك أنه جاد في كلامه ولكن لماذا لم يفكر بهذا في بداية علاقته مع لورنا ؟ لا شك أن فقدان الطفل أثر هو الذي جعله يعيد التفكير بمسألة تدمير وجوده كزوج لأغنيس .
مال إلى الأمام يمسك يدها بقوة ويقول بلهفة : هيلاري أصغ إلي أيمكنك رؤية لورنا ؟ أيمكنك إيصال رسالة لها ؟
هزت هيلاري رأسها نفياً : مستحيل غير مسموح لي أن أراها وقعت الحادثة حين كانت تقلني إلى ليدز لألحق بقطار لندن ويظنون أنني الملامة .
نظر إليها بعدم تصديق : يظنون ؟ لا أصدق أن هيوارد جيلفورد بهذا الغباء فلورنا أسوء سائقة في العالم .
أحنت هيلاري رأسها : مع ذلك حظر علي بعدم رؤيتها .
بدت الخيبة على جون : إذن ماذا علي أن أفعل ؟
_ أنا واثقة أنك ستفكر بحل ما فقد أفلحتما حتى الآن بالتكتم .
بدا جون غير واع للسخرية غي صوتها : أجل سأكتب لها رسالة فقد أقنع ممرضة لتحملها إليها أما زلت مؤمنة أنني نموذج تعس ؟ لكنني سأعوض عليها كل شيء هيلاري .. أقسم على هذا ..
تكسر صوته فجأة ..وانحنى يدفن وجهه في غطاء السرير الطري و أردف قائلاً : لم أشعر قط بهذا الشعور تجاه امرأة … يجب أن تصدقيني .
نظرت هيلاري إلى رأسه بشفقة ولا مست شعره بحنان وقالت بلطف : أصدقك .
تناهى إلى مسمعيها صوت خفيف ليس أكثر من أنفاس عميقة وهذا ما حذرها إلى وجود أحد معهما رفعت نظرها مجفلة كان باب غرفتها مفتوحاً و بروس مسمراً هناك .
تلاقت عيونهما من فوق رأس جون وفي عينيها تحد وفي عينيه تعب وازدراء وعدم تصديق .
ثم ذهب كما ظهر و أقفل الباب وراءه بينهما وكأنها النهاية .
10 _ العتمة والفجر الجزء الأخير
جلست فيرا وجول على جانبي سرير هيلاري ووجهاهما مشبع بالقلق والحب الذي بدأ يزيل الثلج عن قلب هيلاري .
قالت فيرا : لقد انقلب كل هذا إلى فوضى عارمة !
_ ما أروع أن أراكما ! إنها مفاجأة .
قال جون متجهماً : ليست بمقدار نصف مفاجأتي التي طالعتني حين فتحت صحف هذا الصباح لقد سارعت للاتصال بالمستشفى ألم يبلغوك الرسالة ؟
هزت رأسها : لا أظن أنني مريضتهم المفضلة الآن أنا هنا لأنه عنبر خاص ولأن زوج أمي يدفع مالاً ليعتنوا بي لكنهم يعتقدون أني سليمة وأنني أميل إلى المسكنة .
قالت فيرا ساخطة : يا للوقاحة .
_ يا للوقاحة .
نظرت إلى اللصوق على جبين هيلاري بلهفة : وماذا تحت هذا ؟
اتسعت شفتاها بابتسامة حقيقية : لا شيء كثير .
_ شكراً لله على ذلك .
مازحها جول مبتسماً لقد خسر فيك العالم ديبلوماسية رائعة حبيبتي أعتقد أن الضرر غير دائم أليس هذا ما قالوه لك ؟
بلى لقد طمأنني الطبيب سولون كثيراً وأتمنى لو كنت أهتم بهذا أكثر .
مرر جول إصبعاً على خدها : هاي ! سنهتم نحن به ركزي أنت على استعادة عافيتك أنت أحد مصادر عيشي ألا تذكرين هذا ؟
كانت فيرا تنظر حولها وأنفها يتحرك : رائحة المستشفيات متشابهة في كل مكان ..كم ستمكثين هنا ؟
هزت هيلاري رأسها : لا حاجة بي للبقاء وأظنهم سيسعدون برؤيتي أرحل .. هل أستطيع مرافقتكما إلى لندن ؟
ردا بصوت واحد : بالتأكيد ..
أضافت فيرا : كنا سنقترح عليك هذا ستقيمين معنا حتى تستعيدين صحتك حقاً .
حاولت هيلاري الاعتراض لكن فيرا كانت عازمة : أجل .. يجب .. لا أريد أن تبقي بمفردك بالشقة لقد مددت جولة جوليا


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:16 PM   #18

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

وكم تحب أن تبقي معنا ..
استسلمت هيلاري لأنها تشعر بالضجر إن عادت إلى شقة فارغة .. لكن لا أحد قد يضجر بين جول وفيرا .
_ سأكلم الطبيب سولون .
_ وسنعود غداً في الصباح لتصحبك معنا .
ابتسمت فيرا لهيلاري ثم أضافت : على أي حال يجب أن تعودي معنا لأننا قلنا لبيتر إننا سنجلبك معما وقد تواجه جحيماً إن عدنا دون آنتي هيل .
_ وأين بيتر ؟
_ تركناه عند عرابته .. يعاني من الأنفلونزا لذا فضلنا لذا فضلنا عدم اصطحابه .. تعرفين ما يقال عن جليد الشمال .
ـ أحست هيلاري بسعادة عمرة بعد مغادرة فيرا و جول فنهضت من السرير وجلست قرب النافذة فترة …
دقت الجرس فلما وصلت إحدى الممرضات قالت لها إنها تاركة المستشفى في الصباح لذا تريد أن تستحم بدت الفتاة مذعورة وبدأت تهم بقول شيء عن الطبيب سولان لكن هيلاري كررت كلامها .. أخيراً وافقت الفتاة على مضض .. لكنها قالت : لكن شاحبة جداً .. هل تريدين أن أساعدك ؟
قالت هيلاري بأدب : لا شكراً لك ؟
أحست بروعة الحمام .. وكم سعدت بارتداء ثيابها بدل ثوب المستشفى .
كانت الممرضة على صواب .. هذا ما فكرت فيه وهي تنظر إلى نفسها منتقدة إنها تبدو شاحبة فعلاً فلا أثر للاسمرار الكهرماني الكاريبي الذي اكتسبته في وقت مضى .
وهي في الطريق إلى الحمام توقفت أمام باب غرفة لورنا لكنها لم تحاول الدخول أو قرع الباب وقالت بصمت : وداعاً لورنا .. كوني سعيدة .. أرجوك كوني سعيدة .
وارتدت علىبعد أسبوع على خروجها من المستشفى وذهابها لمنزل جول وفيرا شعرت أنها أصبحت أفضل حالاً .. كانت فيرا طباخة ماهرة سخية في سكب الطعام للمرة الثانية .. وكانت عائلتها سعيدة بهذا وصممت على أن تسعد هيلاري كذلك .
قريباً .. ستكون مستعدة لمعاودة العمل هذا ما قالته لجول ولكنه أجاب : مهلك حبيبتي …
فعرفت عندئذ أنها لم تستعد جمالها كلياً .
لقد نزعت اللصوق عن جبهتها و أخفت الأثر البسيط تحت شعرها ولكنها لم تستطع إخفاء النظرة التائهة في عينيها .. كانت موجودة و جول يعرفها لأنه مصور وفنان ومدرب على التفتيش عن هذه الأشياء ولو صورها الآن فلن تظهر كما كانت في فتاة الكهرمان ..
في هذه الأثناء سرها أن تساعد فيرا في تنظيف المنزل الفيكتوري الطراز الذي تعيش فيه واللعب مع بيتر الصغير والحديث مع فيرا وصديقاتها حين يأتين لزيارتها شعرت أنها عادت فرداً من عائلة ولكنها لم تجد في هذه العائلة اضطهاد ستونكليف وتوترها …
ما أغباها لأنها فكرت يوماً وحلمت بأن الأمور بينها وبين بروس قد تختلف وتساءلت عما كانت عليه ردة فعله حين علم أنها رحلت مع رجل متزوج إلى لندن لأن الحظ شاء أن يصل جول بمفرده ليصحبها من المستشفى .
كانت جالسة بعد ظهر أحد الأيام في المطبخ غير المرتب تراقب فيرا وهي تحضر الطعام فجأة قالت فيرا : ستانلي قادم إلى العشاء الليلة وأرجو ألا تمانعي منذ سمع بوجودك وهو يلمح لنا لندعوه .
هزت هيلاري كتفيها فستانلي آخر همومها : لا أمانع بالتأكيد .
نظرت فيرا إليها متسائلة : هذا ما ظننته مسكين ستانلي ! أم علي أن أقول مسكينة هيلاري ؟
استجمعت هيلاري ابتسامة : بل الحمقاء هيلاري .. كنت بلهاء لأنني تركت ستانلي يتسلل من بين أصابعي فجمالي لن يدوم إلى الأبد .. وعرض الأزياء هو لعبة الشباب .
لوحت فيرا بملعقة الطبخ : أوه فليذهب ستانلي إلى الجحيم فأنا مهتمة بالرجل الآخر .. ذلك الذي يجعلك تبدين كالأموات كلما فكرت فيه وأنت تظنين أن لا أحد يراقبك قد لا تعرفين هذا حبي لكنك بين الحين والآخر تغرقين في تفكير عميق ولا أصدق أن ما تفكرين فيه يجلب إليك السعادة .
عضت هيلاري شفتها السفلى من الداخل .
_ هذا صحيح وأنا لا أستطيع التحدث عنه فيرا قد يحدث ذلك ربما في يوم ما سأتمكن من الكلام .. أما الآن فلا .
ابتسمت لها فيرا بحرارة : كلي آذان صاغية يا حبي فاختاري الوقت الذي يناسبك فأنا هنا .
لم يكن ستانلي المدعو الوحيد ولكن الزوجين الآخرين المدعوين اتصلا ليقولا بأنهما يواجهان مشكلة مرافقة أطفالهما فكان أن أصبح المدعو الوحيد وصل مبتسماً حاملاً باقة ورد ولكن بدا تحت ابتسامته رجلاً حزيناً .
قال لهيلاري : مرحباً أيتها الغبية الجميلة .
وقبل خدها لكن كلماته حملت قسوة .
ردت : مرحباً ستانلي .
كان الطعام لذيذاً المفترض أن تكون مناسبة مفرحة .. ولكنها لم تكن كذلك بعد انتهاء العشاء اعتذر جول وفيرا بحجة أن عليهما تنظيف أطباق العشاء فكان أن تركا هيلاري و ستانلي بمفردهما في غرفة الجلوس في الطابق الأول .
قال ستانلي بحدة : أتستمتعين بالإقامة هنا ؟
_ كثيراً .
_ عرفت أن جول وفيرا ذهبا إلى المستشفى واصطحابك إلى هنا ألم يخطر ببالك أن تطلبي مني هذا ؟
_ بصراحة لا .. لم يخطر ببالي .
قال بمرارة : لا ..! لقد مرت أسابيع هيلاري لم أسمع فيها كلمة منك وهذا ما أظهر لي بوضوح قيمتي في حياتك .


عقبيها ……
_ لم أعرف أنك تسعى إلى شيء آخر .
لم يكن هذا صحيح كلياً .. ولكنه يعطيه فرصة للتخلص من هذا الموقف بوقار .
_ يا إلهي بل تعرفين .. لا بد أنك عرفت ما هو شعوري نحوك .. ولو طلبت مني المجيء لجئت من آخر العالم وعدت بك إلى لندن .. وكنت سأبقى حتى لو كانت تلك الروايات الشنيعة في الصحف صحيحة .
افترضت أنه صادق .. ولكن الدراما في صوته كانت محرجة ..
فسمعت نفسها تقول بصوت واهن : لم أعرف .. خلتنا مجرد صديقين ألا يمكن أن نكون صديقين ؟
_ أريد منك ما هو أكثر من الصداقة هيلاري ..
وقف وهو يتكلم فأوقع ما تبقى من قهوته على سجادة فيرا فهبت هيلاري واقفة : أوه .. يا الله من الأفضل أن أجلب قماشاً ما .
فجأة بدت غرفة الجلوس التي تجلس فيها بمفردها مع ستانلي مكاناً غير جيد لتكون فيه فقالت لنفسها ليت جول وفيرا يأتيان .
قال بعنف : دعي السجادة اللعينة فيرا وسخة لن تلاحظ .
هذا إجحاف بحق مضيفته ارتدت هيلاري إلى الوراء خطوة فتقدم هو خطوة ليعقد ذراعيه حولها ويشدها إليه كانت أنفاسه حارة فأشاحت بوجهها .
قال بصوت أجش : لا تعامليني وكأنني غريب هيلاري حاولت الظهور بمظهر بارد لأنني ظننت أنك تريدين هذا .. لكن لا يمكن أن نستمر على هذا الحال .. أنت جميلة بل خلابة وأنا أريدك .. يجب أن أحصل عليك !
وراح يعانقها فشهقت : ستانلي حباً بالله !
لكنه بدا غافلاً في مكان ما من أفكارها تناهى إليها صوت جرس الباب فدعت لله أن يكون القادم الزوجين اتكنسون المدعوين الذين قالا أنهما قد يأتيان للسهر في وقت لاحق .. على شخص ما المجيء ليخلصها من هذا الكابوس .
سمعت وقع أقدام تقترب وصوت فيرا : من هنا .
فكرت لقد وصلت النجدة !
عندما انفتح الباب تركها ستانلي فجأة فتهاوت متعثرة ثم وقفت بجهد تحدق إلى الباب قال ستانلي : من أنت بحق الله ؟
_ اسمي جيلفورد .. والواضح أني أتطفل على شيء ما .. أنا آسف سأذهب .
_ لا ..
ظنت هيلاري أنها صرخت بالكلمة .. لكنها خرجت مخنوقة : لا .. لا تذهب .. أرجوك !
تصورت كيف يبدو منظرها .. فثيابها مشعثة وشعرها الذي عقصته في بداية السهرة كان منسدلاً حول عنقها .
قال ستانلي بصوت أجش : ما هذا بحق الله ؟ جيلفورد ؟ إنه اسم العائلة التي كانت تقيم معهم هيلاري في يوركشاير .. هل أنت واحد منهم ؟
تقدم بروس إلى الداخل يراقب ستانلي بثبات ويداه على خصره : أجل .
قال ستانلي ساخراً فهمت يا إلهي فهمت كثيراً ! لا غرابة أن تمتنعي عن إرسال أي رسالة وعن الاتصال .. لا غرابة أن أصبح فجأة شخصاً لا وجود له في حياتك .
ضحك بفظاظة ثم راح يراقب تصاعد الدم المفاجئ إلى وجه هيلاري .. أردف : يا إلهي ما أغباك ! حسناً ها هي يا صديقي هيلاري كوارثمان الجميلة .. لك وليتك تحصل منها على تعويضات أكثر من التي حصلت عليها من هذه اللعينة الباردة .
ضربه بروس فتهاوى إلى الخلف ووقع على أحد المقاعد ثم وضع يده على فكه ليتحقق من سلامته ونظر إلى بروس بعدم تصديق .
قال بروس بتوتر : لا تكن هنا عندما أعود .
وأخذ هيلاري من ذراعها يجرها دون احترام إلى خارج الغرفة .. قال أين يمكن أن نتحدث .
كان المنزل كبيراً فيه غرف كثيرة وأية غرفة منها صالحة لينفردا فيها لكنها لم تستطع سوى أن تنظر إليه كالبكماء ..
قال : يا إلهي ,
فتح أقرب الأبواب ودفعها إلى الداخل ثم قدم لها كرسياً مرتفع الظهر فجلست إليه .
_ هذا هو ستانلي ؟
هزت رأسها .
_ حين دخلت كنت تقاومينه .. أو تحاولين مقاومته فماذا عن هذا وعن ملاحظته السافلة الأخيرة .. هل أفهم أنك لا تعيشين معه ؟
استعادت رباط جأشها : وهل هذا مهم كثيراً .. انظري إلي هيلاري .
كانت تنظر إلى يديها المنقبضتين فرفعت عينيها إلى وجهه .
قالت ببطء : كيف عرفت أين أنا ؟
_ لم أعرف .. لكن المستشفى أكد لي أنك رحلت إلى لندن مع جول غاميل فعندما لم أجدك في الشقة قررت أن أزوره لأسأله عنك .
للحظات كان ينظر إليها ولا يصدق .. ثم أضاف بصوت قلق : هل أخفتك إلى هذه الدرجة هيلاري ؟ لقد جئت إلى هنا لأعقد صلحاً معك إذا كان ذلك ممكناً .. هل أقول أنني تفاجأت بالسيدة غاميل .. وأترك الأمر عند هذا الحد ؟
_ كما قلت من قبل وهل هذا مهم ؟ طالما أسأت الظن بي وإن شئت صدق ما تريد عني .. وعن جول .
قال : إساءة الظن بك عادة اكتسبتها .. في الباغية كانت سهلة .. لأنني كنت شاباً غبياً متعجرفاً كرهت كل من يريد أن يحل محل أمي .. لكن لا أحد قادر على أن يكره أوليفيا طويلاً ومع الوقت تعودت عليها أما أنت فكنت أمراً مختلفاً لأنك كرهتني أيضاً وكان ذلك تحدياً لي بطريقة ما .. ثم عدت يوماً ووجدتك مختلفة عن تلك الطفلة القذرة ..كنت على وشك أن تصبحي امرأة وكم بدوت جميلة كنت عند فجر ذلك الجمال لذا اشتريت لك الاسطوانة في يوم مولدك حاولت أن أقنع نفسي أني سأكون سعيداً بالحصول على أختين جميلتين ولكنني لم أنجح ومع الوقت اضطررت للتوافق مع الحقيقة حقيقة عدم رغبتي في أن أكون أخاك فلم أرد أن تكوني أي نوع من الأخت لي .
قالت ببرود ووضوح : لكنك أردتني وأظنك أثبت هذا بدون مجال للريبة وتهجمت علي ..
انتفض فأذهلتها انتفاضته : صحيح وليسامحني الله لا أتوقع تسامحيني لقد ارتكبت أغلاطاً كثيرة بتعاملي معك .
توقف هنيهة ثم قال : كان علي الاعتراف أنك طاهرة بريئة غير قادرة على إقامة علاقة مع أي رجل ولكنني تعاميت عما كان واضحاً ورحت أسيء الظن بك حين سمحت لنفسي أن أعيد التفكير أدركت أن ما من أحد يملك الخبرة التي افترضت يفر مذعوراً هكذا أمام الوحشية التي أظهرتها .
صمت قليلا ً ثم أضاف : عدت لأراك لمحاولة إجلاء كل شيء لأرى إن كان بالإمكان إصلاح الأمور بيننا لكنني لم أجدك فقد رحلت .
قالت من بين شفتين جافتين : وبالتأكيد لم تستطع أن تلحق بي .
قال بوجه متجهم : كان يمكن هذا لولا جولة المبيعات الأوربية التي التزمت بها طالما اتخذت منهجاً في حياتي وهو عدم ترك حياتي الخاصة تقف في طريق عملي والحقيقة أن الأمور لم تكن على ما يرام في الشركة وكان هوود يعمل لاهثاً في أمريكا لكنني وعدت نفسي بالبحث عنك بعد انتهاء جولتي .
_ لكنك لم تبحث عني .
حين عدت كنت قد أصبحت مشهورة .. فتاة الكهرمان تلك الصور اللعينة كانت في كل مكان وكنت كلما فتحت الصحيفة أجد مقالاً أو شائعة عنك تربطك برجل أو بآخر وكان علي أن أستنتج أن ما ظننته بك لم يكن خاطئاً على أي حال وكنت غاضباً لأن رحيلك آلم هوود و لورنا أحسست أنك خنتهما لقد عاملك هود وكأنك ابنته ولورنا اعتمدت عليك في كل شيء مع ذلك تركتهما .
همست : لكنني كنت مضطرة للرحيل .
تأوه : لأنني أجبرتك ؟ كنت في الطريق إلى ليدز حين خطر لي فجأة أنك قد تهربين مجدداً لم يكن هناك منطق يفسر شعوري لكنني عرفت فجأة أنني لا أستطيع السماح بحدوث هذا مرة أخرى فكان أن عدت ووجدتك في سيارة لورنا كان ذلك تكراراً لذلك الكابوس وحين قلبت السيارة في الخندق كدت أجن ..
هز رأسه متذكراً : .. سحبتكما من السيارة وكان الدم يغطي وجهك بسبب وبسبب خوفي الشديد عليك لم أدرك أن لورنا هي التي تحتاج إلى العون الطبي أكثر منك ثم لما عرفت بخطورة حالتها شعرت بالغضب منك مجدداً … لأنني ظننت أنك أجبرتها على المخاطرة والقيادة بسرعة .
أحست هيلاري وكأ،ها تحلم .. كأن كل شيء غير حقيقي أمسكت بالقش الذي يكسو المقعد وتركته يترك أثراً على لحمها .. ماذا تفعل في الغرفة ؟ كيف لها أن تكون مع بروس الذي يتكلم عن الغضب وهو غير غاضب ؟ .. أمر غير معقول ..
أحست بألم حاد على خدها فغاصت إلى الوراء شاهقة .. وقال بروس : كفى لقد كفاني من جنون لورنا في الأيام المنصرمة ما يكفيني إلى آخر العمر .
احتجت : صفعتني ؟
_ وسأعانقك تعويضاً .
أمسكت يده ذقنها ورفع وجهها ينظر إليها وكأنها وردة نادرة ..
قالت مقطوعة الأنفاس : كيف حال لورنا .. أما زالت في المستشفى ؟
_ لا .. هي الآن تنتظر جون أن يطلق زوجته لتتزوجه ويبدوا أنهما يخططان بعد زواجهما للسفر إلى أفريقيا و أتمنى أن يكون هذا سريعاً .
_ وكيف تلقى هوود الخبر ؟
_ كان وقعه عليه قاسياً ولكنه شخص قوي لذا ما زال متماسكاً رغم كل ما يشعر به ولكنه ضغط على لورنا فأخبرتنا كل شيء .
هز رأسه ببطء : بدءاً من حمايتك الدائمة لها في المدرسة وصولاً إلى تورطها مع هورلي فالطريقة التي حاولت فيها إخفاء علاقتها بجون .. كل التفاصيل بما فيها توسلك لتبطئي السرعة وقد صعب الأمر كثيراً عليه ولكن لم يدرك أبي أو لورنا الضرر الحقيقي الذي وقع .. وقع علينا .
ساد الصمت .. ثم قالت هيلاري : إذن أنت الآن تعرف .. أمن أجل هذا جئت ؟
_ ليس هذا فقط .. بل جئت أسأل لماذا ؟ لماذا تحملت الملامة عن حماقة لورنا ؟ عندما اتهمتك للمرة الأولى لماذا امتنعت عن إخباري بالحقيقة ؟
رفعت كتفاً بيأس : وهل كنت ستصدقني ؟
_ ربما ليس فوراً ولكنني كنت سأتأكد من صحة قولك والله يعرف أن لورنا كانت بحاجة عمن يوقفها عند حدها لقد تركنا لها جميعاً المجال في الماضي ربما بسبب توترها الدائم كانت تقلق هوود منذ سنوات أنا لا أحاول إيجاد أعذار لها ولكن لو اجتمعنا جميعاً منذ سنوات وكشفنا أوراقنا لكان بإمكاننا إنقاذها وإنقاذ أنفسنا من الفضيحة التي سببتها محاولتها المجرمة المتعمدة للزواج بتشارلي ايزيربلود .
تنهدت : كيف كان بإمكاني البوح بالحقيقة ؟ لقد عاملني هوود كأنني ابنته أما


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 06-04-08, 04:16 PM   #19

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

أما أنت فكنت بالنسبة لك دائماً الدخيلة
الغريبة أنت و هوود و لورنا كنتم دائرة مغلقة لم أستطع خرقها ولم أستطع خرقها ولم أستطع القيام بما قد يضر هذه الدائرة .. فهل أكافئ هوود على طيبته معي بأن أحطم آماله في ابنته ؟
_ لذا وبدلاً من ذلك اخترت تدمير ثقتنا بك .. أوه .. يا إلهي ؟ يا لك من حمقاء صغيرة ! لكن لدي سبب آخر للمجيء إلى هنا .. أنا أطلب منك أن تسامحيني هيلاري على كل ما قلته وفعلته لأذيتك وعن كل سوء ظني بك وأنا مستعد لطلب الغفران و أنا جاث على قدمي إذا كان هذا ضرورياً أو إذا كان هذا ما تريدينه .. وأريد منك أن تعودي معي إلى ستونكليف هوود بحاجة إليك .
هزت هيلاري رأسها : لا أستطيع العودة إلى هناك .
صمت لحظات ثم وقف بعدما كان راكعاً قرب كرسيها وابتعد ..
قال بهدوء : إّن لا تستطيعين مسامحتي هل يؤثر في قرارك إن علمت أني على استعداد لترك المنزل ؟
عاد الألم الداخلي العميق حاداً وشرساً حتى كاد يمزقها إرباً إرباً أحنت رأسها وسمحت لشعرها الأشعث بالسقوط على وجهها : لن يكون لهذا فرق .
سمعته يتنهد : فهمت هيلاري .. أنا آسف هيلاري .. أعرف أني كدرتك كثيراً .. وهذا آخر ما أريده .. سأذهب .
فكرت والعذاب يتآكلها : سيذهب ولن أراه مجدداً سمعت صوتاً بالكاد تعرفه : قلت أنك ستعانقني تعويضاً .
كان بروس قد وصل إلى الباب ومد يده ليمسك المقبض .. ولكنه توقف مسمراً وارتد بحدة وما هي إلا خطوتين حتى أصبح قربها يرفعها عن الكرسي ويضمها إليه شوق متألم تعلقت به وسالت الدموع التي كانت تحتجزها على وجهها وهي تستجيب بكل جوارحها إلى شوقها إليه أخيراً انتزع نفسه عنها متأوهاً وأمسك وجهها بين يديه .. وقال :
لا أهتم كم رجلاً مر بحياتك هيلاري لأنني سأكون الأول والأخير .. أنت لي .. ولن أدعك تذهبين مرة أخرى سنعود إلى يوركشاير غداً .
حاولت الابتسامة : لأن هوود بحاجة إلي ؟
_ بل لأنني أنا بحاجة إليك لأننا سنتزوج .. لقد أضعنا سنتين من حياتنا وسأكون ملعوناً إن سمحت بإضاعة المزيد منها .
ضحكت بعدم ثبات : وماذا سيقول هوود ؟ و .. ديلسي ؟
التوى فمه قليلاً : ديلسي غير مهمة .. إنها صورة جميلة فاتنة فشلت كل الفشل في إبعاد تفكيري عنك .. بل لم تنجح
امرأة في هذا قط .. أما هوود .. فهو يعد العدة للاحتفال .. طلب مني عدم العودة إلى المنزل بدونك ..
شهقت : أوه .. ! إذن أنت كنت واثقاً مني كل الثقة ؟
قال بهدوء : لم أكن واثقاً ..
رأت في عينيه القلق .. وهو ضعف لم تعهده فيه فتلوى قلبها .. أضاف بل لم أثق أنك ستسمعينني ولم أعتقد أنك ستفهمين ما هو شعوري أردت أن أطلب أكثر بكثير.. بكثير من الغفران ولكنك كنت جالسة في هذا الكرسي اللعين كشبح صغير ولم تكادي تقولين كلمة .
_ كنت أنتظر الكلمة الوحيدة التي تظهر اهتمامك بي أعرف أنك أردتني لكن هذا غير كاف فطالما رغبت أن تحبني حتى في طفولتي حتى وأنا مؤمنة بكرهك لي كانت كلمة مديح واحدة منك تفرح قلبي وترقصه لهذا قلت أني لا أستطيع العودة إلى ستونكليف .. أفضل الموت مع العيش تحت سقف واحد معك مرة أخرى وعلى الأساس القديم ذاته .
قال بروس ببطء : أعرف أنني انتظرت طويلاً لأعترف هيلاري .. لكنني أحبك ومن العبث القول إن المرء يؤلم ويجرح دوماً مشاعر من يحب في حالتنا هذه القول صحيح لكنني سأعوضك عن هذا .
ابتسمت ودست ذراعيها حول عنقه : سيعجبني هذا فهي المرة الأولى التي يطلب فيها أحد يدي ..
سأل بصوت هادئ : ألم يطلب ستانلي يدك ؟

_ لم يطلب .. لم أدع أحداً قط يصل إلي .. وصلت علاقاتي دوماً إلى هذه المرحلة فقط .. ولم يكن هذا عدلاً لقد سمعت ما قاله .. إنني باردة .. حسناً بطريقة ما كان هذا صحيح .. رفضت أن يلمسني أحد .. بعدك .. وكنت ألومك على هذا .. قلت لنفسي إنك منعتني من الإحساس بمشاعري كامرأة .. لذا لن يكون هناك غيرك .. لقد أردت أن تكون الأول والأخير .. حسناً .. وستكون الأول والأخير حبيبي .. الأول والأخير والرجل الوحيد في حياتي .
نظر إليها طويلاً ثم قال بصوت أجش : لا أستحق هذا .
وعانقها بحنان ورقة فعمت قلبها البهجة .
كان في ماضيها عتمة .. ومرارة .. أما الآن فستصبح المرارة والعتمة في غياهب الزمان .
وسيبزغ فجر صيف جديد
تمت بحمد الله


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 18-05-08, 05:04 AM   #20

رشاعارف
alkap ~
 
الصورة الرمزية رشاعارف

? العضوٌ??? » 7424
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 644
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رشاعارف is on a distinguished road
افتراضي

مرسيي علي الرواية الجميلة

رشاعارف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) * فوفو * روايات أحلام المكتوبة 687 19-04-24 07:32 AM
145 - وشم الجمر - ساره كرافن حبة رمان منتدى روايات أحلام القديمة 2154 18-04-24 10:48 PM
166- أماني - ميشيل ريد - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) فرح روايات أحلام المكتوبة 1281 11-04-24 03:41 AM
79 - الخائن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة *) فرح روايات أحلام المكتوبة 314 02-02-24 07:52 PM
10 - بحر الهوى - ليليان بيك - أحلام القديمة ( كتابة/ كاملة *) جين اوستين333 روايات أحلام المكتوبة 444 23-01-24 12:40 PM


الساعة الآن 09:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.