آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          العيون الحالمة -شرقية زائرة- للكاتبة الآخاذة: Jάωђάrά49 *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية (الكاتـب : لامارا - )           »          استسلام رايدر (31) للكاتبة: Marin Thomas ..كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية : أغلــى زمـآن ' (الكاتـب : غفوة - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تَدْبِير موريتي(104) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء3من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          67- حارس القلعة - ريبيكا ستراتون - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-10, 08:12 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" صباح الخير يا ذات العينين الخضراوين ".
بادرها ستيفن:
" صباح الخير ستيفن , صباح الخير سوزان".
وأبتسمت كولبي لسوزان وهي تضع بعض البيض في صحنها , فأجابتها هذه الأخيرة وهي تحاول أن تبدو أكثر رقة:
" أستيقظت باكرا هذا الصباح يا كولبي".
" يبدو أن الجميع لاحظوا ذلك , دارت ألقى عليّ محاضرته الصباحية منذ برهة".
ودخل دارت الغرفة , وسمع ملاحظتها الأخيرة , فعلق ضاحكا:
" لم أبدأ بعد يا كولبي ".
وتجاهلته كولبي متوجهة الى الأثنين الأخرين :
"هل هو هكذا دائم العنجهية واللامبالاة السيد المستبد الذي يفرض سيطرته على الجميع؟".
وضحك دارت بدون أن يظهر عليه أي أنزعاج من وصفها القاسي له , وأسترقت النظر الى وجهه فرأته هادئا مع لمسة ساخرة تعرفها جيدا :
" الحمد لله أنني أنتهيت تقريبا من تناول أفطاري".
قالتها لتخفي أضطرابها العابر , فعيناه كانتا تخترقانها حتى الأعماق:
" هل تريد فنجانا من القهوة؟".
أومأ دارت موافقا وألتفت الى ستيفن الذي كان يراقبهما بأستغراب فأن أحدا لم يكن يجرؤ على التحدث الى دارت بنبرة الصوت التي خاطبته بها كولبي.
" ستيفن , الطبيب البيطري سيأتي الى المزرعة بعد ظهر اليوم , العجول بحاجة الى تلقيح , أريد أن تساعد ماغاني , علينا أن نجمع حوال ثمانمئة رأس في مكان واحد , أهتم بهذا الأمر كشاب طيب".
" أعتبر أن الأمر قد نفذ ما دمت لاتطلب الي دمغها بالنار , أكره رؤيتها مستلقية أرضا تستقبل الحديد الحار بدون تذمر , لا أستطيع تحمل ذلك".
" سأجعل منك في يوم من الأيام , راعي بقر قديرا ".
وأنصرف دارت لتناول القهوة التي قدمتها له كولبي وهي تسأل:
" هل أستطيع مرافقتكما؟".
قطب دارت حاجبيه قبل أن يقول:
" سيغطيك الغبار !سوزان مثلا لا تحب ذلك".
" أنا لا يخيفني الغبار , سأغطي شعري بمنديل".
" لا أعرف , سأفكر بالأمر".
" العمل هو للرجال فقط , أما النساء فعليهن البقاء في المنزل , أليس كذلك يا دارت؟".
" شيء من هذا القبيل يا كولبي العزيزة ".
أنتهى من تناول القهوة , وغادر الغرفة فلحقت به كولبي وقالت بأصرار :
" ما هو القرار يا حضرة الرئيس ؟".
نظرته جعلتها تشعر بالتردد:
" أنت مصرة على المجيء معنا , أليس كذلك؟ هذا عمل صعب حتى للمتفرجين , أنه عالم للرجال فقط يا كولبي الصغيرة".
" لماذا لا تتابع قائلا :
" والحمد لله!".
كانت تعرف بفطرتها الأنثوية كيف تصل الى مبتغاها بطرق ملتوية:
" حسنا هذا عالم للرجال فقط والحمد لله".
" أذا لا يسمح للنساء بدخوله".
ونظرت مباشرة الى عينيه الرماديتين المليئتين رجولة ,وبدا عليه التردد:
" نعم غير مسموح , لكنني قد أستثني فتاة صغيرة أعرفها لو وعدتني بألا تزعجيني , وتتدخلي في أعمالي , فتكتفي بالمراقبة عن بعد".
وشكرته بأبتسامة بريئة فيها شيء من الأنتصار:
" شكرا دارت أعدك بالبقاء هادئة".
" حسنا , نفذي وعدك , وألا...".
ربما كان تأثير الظلال , لكن كولبي رأت على وجهه أنطباعا قاسيا :
" أعرف أنك تعني ذلك يا دارت".
وفجأة شعرت بأنه يفوقها طولا وقوة , وأمسك معصمها بقسوة :
" أردت أن أحذرك يا ذات العينين الخضراوين".
وحررت كولبي نفسها من قبضته :
" هذا عدل يا دارت".
وقاطعهما صوت ستيفن الذي لحق بهما الى الشرفة:
" هل رأت كولبي فرسها؟".
" لا, لم ترها بعد , تعالي معي الى الأسطبل يا كولبي ".
ولحقت به كولبي متلهفة ووراءها ستيفن:
" ستعجبك يا كولبي , أنها فرس رائعة ".
" كفى يا ستيفن, أفسدت المفاجأة , دع كولبي تراها أولا".
وفي الطريق ألتقوا بوكا , فأستوقفه دارت قائلا:
" تعال هنا يا بوكا , أريد التحدث اليك".
وألتفت دارت الى كولبي وممر أصابعه في خصلاتها الحمراء:
" هذه أبنة عمي يا بوكا , الفتاة التي أخبرتك عنها أريدك أن تبقى ساهرا على سلامتها يا مساعدي المفضل".
وسجن دارت بين أصابعه خصلة من شعر كولبي , التي جمدت مكانها بدون حراك ,وتابع قائلا:
" والدتها سرحت شعرها بشعاع شمس , هل تفهم الآن؟".
" نعم , سحر النساء , أليس كذلك؟".
" شيء من هذا القبيل , أذهب الآن ".
وأبتعد بوكا مسرعا تلاحقه أبتسامة دارت:
" حسنا فلنتابع طريقنا الآن الى الأسطبل".
ومشوا بصمت حتى وصلوا الى هدفهم :
" أنتظري هنا يا كولبي".
أمر دارت , وأختفى داخل الأسطبل , ليخرج منه بعد قليل بفرس رائعة , لم تصدق كولبي بصرها , فالفرس البنية اللون أمامها كانت جميلة فعلا بعينيها المشتعلتين شررا , وقوائمها الرقيقة العصبية التي بدت لخفتها كأنها لا تطأ الأرض.
" قولوا لي أنني لا أحلم! هل حقا ستعطيني هذه الفرس يا دارت؟".
أنحنى دارت برشاقة وهو يقول:
" أنها لك وحدك يا كولبي , مفاجآت كهذه تجعل الحياة مثيرة ".
وأبتسمت له بحرارة , كانت سعادتها واضحة :
ط شكرا لك يا دارت ,كم أنت طيب , أعتقد بأننا سنصبح صديقين".
" يا له من أقتراح مفاجىء".
" أعني ما أقول ".
ووقفا على جانبي الفرس يربتان على ظهرها :
" ما أسمها يا دارت؟".
" سورشا , أبنة الشمس ".
وراقبت كولبي أنعكاس الشمس على الجسم الطري , الذي تحول لونه البني الى شعلة ذهبية , وهزت رأسها سرورا.
" ما من حاجة لأن أسألك أذا كانت الفرس أعجبتك!".
قال ستيفن وهو يستمتع بمراقبة الفرس والفتاة , كانتا تليقان ببعضهما , كلاهما تنحدر من سلالة أصيلة , وكلاهما تعتد بنفسها .
وشعرت كولبي بنظرة دارت ترتاح عليها فألتفتت اليه قائلة بأبتسامة طفولية رقيقة:
" شكرا يا دارت , سأعاملها كأميرة".
" أعرف يا صغيرتي , ولذا أعطيتك أياها , أذهبي الآن الى بيللا , أنها تحتاج الى المساعدة هذه الأيام".
كان واضحا أنه يريد صرفها , فأبتعدت مبتسمة وهي تلوح له بيدها , وكان آخر ما رأته صورة دارت وستيفن يتوجهان معا الى مقر رعاة البقر في المزرعة.
ومر ما تبقى من الصباح بسرعة , أمضت كولبي ساعة في فك وترتيب حقائبها , ثم نزلت الى الحديقة لتساعد بيللا وسوزان في زرع أزهار جديدة , صحيح أن بيللا كانت تستعين بعدد من العمال الوطنيين للأعتناءبالحدائق الشاسعة ألا أنها كانت تصر على القيام وحدها بزرع النباتات الطرية ,والأشراف على الأعمال الأخرى.
وهذا الصباح كانت بيللا منهمكة في زرع نوع جديد من البنفسج المداري وجدته قرب سفح أحدى تلال الرمل على بعد عدة أميال من الزرعة.
حرارة الشمس , وعطر الهواء جعلا سوزان تبدو أكثر ودا , فمضى الوقت سريعا , بينما كانت بيللا تعطي تعليماتها للفتاتين عن أصول العمل , وكيفية غرس البذور.
وبعد الغداء ,أرتدت كولبي سروالا مريحا وقميصا أحمر اللون ,وجلست تنتظر أن يناديها دارت , ولم تنسى أخراج منديلها الحريري الأبيض والأصفر ,ففي هذه المنطقة يعلق الغبار الأحمر حتى بالمساحات المصقولة الملساء.
كانت الساعة تجاوزت الثانية عندما وصل الطبيب البيطري أخيرا الى المزرعة , قيل لها أنه سيمضي الليل في كنغارا , وهامت كولبي في أرجاء المنزل , بدون هدف معين , كانت تخشى أن يعود دارت عن رأيه ويذهب بدونها .
سمعت صوته في الحديقة , فوقفت قرب النافذة لتراقبه عن بعد ,كان يتحدث الى الطبيب البيطري , ورجل آخر لم تره من قبل , وحاولت كولبي أن تنظر الى ملامح دارت بموضوعية لكن الأمر كان مستحيلا , فهو مقرب جدا الى قلبها , ويستأثر بجزء مهم من عواطفها ,وأحست أتجاهه بمزيج متناقض من المشاعر لم تستطع أن تتبين معناها بعد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 09:19 PM   #22

اميره باحلامي
 
الصورة الرمزية اميره باحلامي

? العضوٌ??? » 104175
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » اميره باحلامي is on a distinguished road
افتراضي

الروايه تجنن وتهوس بعد ممكن تكملينها بسرعه ياقمر

اميره باحلامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-10, 10:52 PM   #23

اميره باحلامي
 
الصورة الرمزية اميره باحلامي

? العضوٌ??? » 104175
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » اميره باحلامي is on a distinguished road
افتراضي

بلييييييييز كملي الروايه

اميره باحلامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-10, 08:15 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأبتسمت كولبي لنفسها ,لم يكن دارت يتصرف فعلا كرعاة البقر أو كأصحاب المواشي , قامته الرشيقة , وأناقته الميزة , وحركاته العفوية , كانت كلها تشير الى جل ينحدر من عائلة أرستقراطية عريقة.
وفجأة ألتفت دارت متوجها الى المنزل وهو ينادي بأسمها , فطارت كولبي الى الشرفة , وكادت تقع على الدرج وهي تسرع الى حيث كان ينتظرها.
نظر اليها دارت بمزيج من الحنان والمداعبة وقال:
" كنت أعلم أنك ستلبين النداء بسرعة , لكنني لم أتوقع أنقضاضك علي كالسهم ".
" هل فعلا جئت بهذه السرعة؟".
سؤالها كان فيه شيء من التحدي , وأمام بريق عينيها , والحمرة الخفيفة التي لونت خديها , قرر دارت الأستسلام حتى قبل دخول المعركة.
" تعرفين فرانك كينيدي أليس كذلك يا كولبي؟".
أبتسمت كولبي وهي تمد يدها مرحبة بالطبيب , لم تنسه , كان غالبا ما يزور المزرعة في الأيام الغابرة , وبادلها الطبيب أبتسامتها :
" أنا سعيد جدا بعودتك الينا , يا آنسة أليني , يا آنسة كولبي , وأسمحي لي بأن أقول لك أن الأيام حولتك الى شابة جميلة فعلا".
" أسمح لك بقزل ذلك يا دكتور فرانك".
" كف عن أطرائها يا فرانك’ ستدير رأسها , وستصاب بالغرور ولن نتمكن من السيطرة عليها بعد ذلك".
ألتفت دارت الى الرجل الآخر قائلا:
" كولبي , أعرفك بمايك فراداي هذا رجل لكل المهام ولكل الفصول ".
أطالت كولبي النظر الى الرجل الواقف أمامها , فرأته طويل القامة , متناسق التقاطيع ,فاتح الشعر , يقارب عمره سن دارت أي أنه يبدو في أوائل الثلاثينات , وأستراحت عيناه البنيتان على كولبي بتعبير فيه الكثير من الأهتمام.
" أنا سعيد بمعرفتك يا آنسة كينغ , دارت كلمني كثيرا عنك".
وكان لصوته رنة خفيفة وعذبة , وألتفتت كولبي الى دارت فوجدته أبتعد عنها ليفتح باب السيارة الكبيرة المتوقفة على بعد أمتار قليلة.
" هيا يا كولبي , أصعدي , حان وقت الذهاب".
جلس الرجال في المقعد الخلفي , وأستراحت كولبي قرب دارت الذي أنطلق بالسيارة مسرعا صوب حظائر الماشية , وعند وصولهم كان رعاة البقر يأتون بالقطعان الى الأماكن المسيجة التي أنشئت خصيصا لجمعها وكان العمال قد أمضوا يومين كاملين يجوبون أراضي كينغ الشاسعة بحثا عن القطعان , لفصل الحيوانات المحتاجة الى تطعيم ودمغ , كان هناك حوال ثلاثة آلاف رأس من الماشية مجتمعة في الحظيرة المؤقتة تتراوح أعمارهما بين يوم وشهر , وكلها برفقة أمهاتها.
وغطّت هالة من الغبار الأحمر المكان , الرجال كانوا يرتدون ثياب رعاة البقر التقليدية ,وهي تشابه كثيرا أزياء رعاة بقر ولاية تكساس الأميركية , قبعة عريضة تقي عيونهم من حدة الشمس , وسروال جلدي ضيق , ومنديل حول العنق , وجزمة عالية من جلد العجل , وقميص مزين بمربعات فاتحة اللون , وحزام عريض من الجلد , وفي المناسبات الخاصة كان الرجال يستبدلون القميص فقط بآخر من الحرير المطرز برسوم زاهية.
في الغرب كان الرجال يبدون أكثر طولا ورشاقة , وأعرض أكتافا من زملائهم في المدن , وكذلك تبدو وجوههم أكثر رجولة وقوة...
ورأت كولبي حوال أربعة عشر رجلا من رعاة البقر يتحلقون حول الحظائر للسيطرة على المواشي التي بدأت تظهر عصبيتها.
أوقف دارت السيارة , فخرج منها أولا مايك والطبيب وأتجها الى الحظيرة الأولى , ربطت كولبي المنديل حول رأسها وهمت باللحاق بهما , فأوقفها دارت:
" مهلا يا ذات الخصلات النارية , حقا أنت أنثى عنيدة , قلت لك أنني أسمح لك بمشاهدة ما يحدث عن بعد".
" أين تريدني أن أقف بالتحديد".
ورسم دارت بيده خطا وهميا .
" قرب السيارة , لا تقتربي أكثر من ذلك , بعض الثيران في القطيع قد تكون خطرة ,هل من أسئلة أخرى؟".
" لا يا دارت".
" حسنا".
وأبتعد عنها ليتحدث الى الرجال , فأختارت كولبي مكانا ظليلا تقف تحته , الحر أشتدت وطأته , خلعت قبعتها ووضعت نظارتين داكنتين على عينيها , الشمس بدت أكثر أحتراقا في السماء الصافية , والتلال أنتصبت بقساوة أكثر طوال خط الأفق , أما الغبار فتراكم كثيفا على كل الوجوه .
على بعد أمتار قليلة منها , رأت كولبي ستيفن بقميصه الأزرق الفاتح , يتحدث الى أحد الشبان الأصليين , عرفته برغم المنديل الذي غطى نصف وجهه لحماية رئتيه من تنشق الغبار الخانق.
وبدأ عمال المزرعة بطرح العجول أرضا لدمغها بحرف (ك) وسكتت فجأة همهمة القطيع , وكأنه شعر بتهديد الحديد الساخن الذي سينهال بعد لحظات على جلده , وكانت كولبي تشارك ستيفن نفوره من هذا الأجراء الضروري لحصر رؤوس الماشية الخاصة بمقاطعة كينغ , فأبعدت نظرها عن القضبان المشتعلة التي تضع دوائر صغيرة على العجول الخانقة ,لتراقب الطبيب المنهمك في تطعيم الحيوانات الأخرى التي عرفت طعم النار قبل سنوات , وراحت تنظر بحنان الى صغارها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-10, 05:30 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعة من العمل الشاق ألتف الرجال على نداء طباخ المزرعة وهو صيني من مقاطعة كانتون , كان طاهيا ماهرا , والمسؤول عن تأمين المؤونة الغذائية للبيت الكبير ومقر العمال .
جلس على جذع شجرة كبيرة , وعلى وجهه المرح الصغير أبتسامة مميزة لا يراها المرء الا على وجوه الشرقيين , وتذكرت كولبي كم كانت تستمتع برفقته المسلية وهي طفلة , كان صديقا لكل أطفال المزرعة , ومشت كولبي اليه وهي تحاول أن تتجنب غيوم الغبار المتراكم في الجو.
" مرحبا يا لي , كم أنا سعيدة برؤيتك مجددا".
" وأنا كذلك يا آنستي".
وقفز من مكانه لينحني لها بأحترام , صوته ما زال فيه تلك الرنة الغنائية القديمة , وأشارت كولبي بأصبعها الى قالب كبير من الحلوى:
" ما أشهى مظهره".
ولم تكد تنهي كلماتها حتى أمسك الصيني بسكينة ليقطع لها جزءا كبيرا منه :
" هذه القطعة لك وحدك يا آنستي , هؤلاء الرجال لا يشعرون بالسعادة الا أذا أطعمتهم حتى هنا".
وأشار بيده الى نقطة وهمية فوق رأسه.
" " أنتظري يا آنستي , سأهب لك فنجانا من الشاي , كنت أعرف أنك ستأتين اليوم , ولذا أحضرت لك كوبا جميلا من الزجاج الصيني".
" شكرا لألتفاتتك الطيبة".
وأنحنى لها مجددا , فبادلته كولبي الأنحناء مبتسمة , وعادت الى مكانها الظليل , الرجال ما زالوا يتوافدون الى عربة الطباخ , فتوقعت أن يلحق بهم دارت ليستريح برهة , ألا أنه تابع عمله الى جانب الطبيب.
وتناولت كولبي كوب الشاي ببطء , وعندما فرغت منه , وقفت لتعيده الى الطباخ ,رفع العمال قبعاتهم تحية لها عندما مرت مبتسمة قريبا منهم , كان من النادر وجود أمرأة في مكان كهذا , وحررت كولبي خصلات شعرها من المنديل , كان الجو شديد الحرارة.
ولم يتوقع أحد ما حدث بعد ذلك , ماغاني , وتد أيفانز كانا يحاولان السيطرة على ثور كبير لكنه تمكن من الفرار من قبضتهما وفي عينيه الصغيرتين تهديد بالأنتقام من معاملة الأنسان , وأتجه الثور الغاضب نحو الفتاة , التي بدأ شعرها المكشوف وكأنه شعلة من نار , الرجال كلهم تحركوا في الوقت ذاته, فسقطت أكواب الشاي , وتبعثرت قطع الحلوى , وأمتدت الأيدي الى الأسواط في محاولة يائسة لتجنب الكارثة .
جمدت كولبي مكانها والخوف يشلها , ورفضت ساقاها التحرك , وكان دارت أول من تمكن من الوصول اليها بسرعة , حماها بجسمه ودفعها بعيدا عن طريق الحيوان الهائج , وسقطت وجرحت ركبتها.
أندفع الثور نحوها والشرر يتطاير من عينيه , وأحست كولبي بالرعب يعصر معدتها , أصبح دارت في خطر حقيقي , وجهه القوي بدا صلبا كالصخر , وتقلصت عضلات جسمه أستعدادا للمعركة , الرجال كلهم جمدوا في مكانهم , وبدا وكأن أحدا منهم لا يجرؤ حتى على التنفس , فالثور كان قريبا لدرجة لا يمكن معها تجنب الهجوم , ولذا كان لا بد من المجابهة , ثبت دارت قدميه في الأرض وبيديه القويتين أمسك بذيل الحيوان فور أقترابه منه , وقبل أن يستعد الثور لمجابهة التحدي , كان دارت قد تمكن من أخلال توازنه , فسقط أرضا وفي أنفاسه المتلاحقة مزيج من الغضب والخوف , وأسرع الرجال من كل صوب للسيطرة عليه , وربط قوائمه الأربع.
نظرت كولبي الى دارت , فرأت قميصه الممزق ملطخا بالدماء عند الكتف , أستطاع الثور أن يطعنه أذا قبل أن يسقط أرضا , وأغلقت كولبي عينيها بسرعة وهي تشعر بالغثيان , ترنحن وكادت تسقط لولا أن أسرع مايك فاراداي الى جانبها ليساعدها على الوقوف .
" هل أنت بخير يا كولبي؟".
نسي أن يدعوها بالآنسة كينغ , الألقاب في تلك اللحظة لم يكن لها أي معنى , ولاحظت كولبي رغم توترها أختفاء طابع اللامبالاة عن وجهه أذ دل على شحوبه الواضح على الخوف الذذ عرفه الجميع قبل دقائق.
" كانت دقائق مرعبة فعلا يا كولبي , شكرا لله أن دارت من أمهر رعاة البقر , ما قام به يتطلب جرأة فائقة".
وسمعت كولبي الكلمات بدون أن تفهم معناها , ففي ذهنها لم تكن تر ألا قميص دارت الملطخ بالدماء ,ذهبت اليه , وهي تحاول السيطرة على الدموع التي بدأت تحرق عينيها , كان الطبيب يكشف على الجرح.
" عليّ بتنظيف الجرح الآن ا دارت".
أمسكت كولبي بيد دارت وأرتجفت شفتاها تأثرا:
" آسفة يا دارت الحق عليّ في ما جرى".
" أعرف يا عزيزتي , هذا يؤكد لي أن الناريات الشعر لا يختلفن فعلا عن غيرهن , بل ربما كن أيضا أكثر تسببا للمشاكل".
وجالت عيناه على وجهها الطفولي , وأستقرتا أخيرا على فمها الحزين الذي فقد آخر أثر للمرح والشقاوة , رفعت كولبي بأضطراب خصلات الشعر المتهدلة على جبينها:
" هل تتألم يا دارت؟ لن أسامح نفسي أبدا على ما حدث؟".
ونمت عنه صرخة ألم وتقلصت كتفاه , فكادت كولبي تبكي خوفا عليه وهو الطبيب رأسه مؤنبا دارت:
" لا تخافي يا آنسة كولبي , دارت يمزح معك , رجل بصلابته يحتاج الى أكثر من قرن ثور ليبقى في الفراش , لا تخشي شيئا سيتعافى بسرعة".
" لكنه ينزف بشدة يا دكتور , دارت أرجوك قل لي شيئا أي شيء".
" ما بك , هل تعتقدين بأنني سأموت قريبا! لن تفلتي مني بهذه السهولة يا عزيزتي".
وعادت أبتسامته المداعبة تتراقص على شفتيه , تنفست كولبي بعمق وأرتمت أرضا بجانبه , فأحتواها بذراعه القوية , وشدها قريبا من صدره .
" أهدأي يا صغيرتي , كل شيء سيكون على ما يرام ".
وتركها تستريح قربه بضع دقائق , ثم أبعدها عنه بحزم:
" هيا أذهبي الآن , لا تستفزي حظك أكثر من ذلك , مايك سيعيدك الى المنزل".
" أعتقد أنه من غير المجدي أن أقترح عليك العودة معي , لتنظيف الجرح؟".
" لا , سأبقى هنا , فرانك سيعتني بي".
ولاحظ دارت للمرة الأولى الدموع الحبيسة في عينيها , والتي تحاول كولبي جاهدة منعها من السقوط.
" كنت أعتقد أن أفراد عائلة كينغ يستطيعون السيطرة على أنفعالاتهم أكثر من ذلك".
ربما كنت أستثناء للقاعدة ".
" لا يا عزيزتي , كنت دائما مميزة الشخصية , وأعتقد أنني مجبر على تقبلك كما أنت".
أسترقت كولبي نظرة الى وجهه , فلم تستطع أن تتبين ملامحه تحت القبعة العريضة :
" كل ما أستطيع قوله يا دارت , هو أنني آسفة".
" حسنا , على الأقل تعترفين بخطأك".
وقاطعهما صوت مايك فاراداي قائلا:
" أنا بأنتظارك يا آنسة كينغ ".
" شكرا يا سيد فاراداي".
ونهض دارت من مكانه ليرافقها الى السيارة , وما أن أستقرت كولبي في مقعدها حتى صفق وراءها باب السيارة بعنف.
" أذهب بها الآن يا مايك".
قالها بقسوة , وأنصرف عنهما مسرعا , أغمضت كولبي عينيها وساد الصمت بضع دقائق قبل أن يقطعه مايك قائلا:
" لا تدعي الحادث يؤثر عليك يا آنسة كينغ , كان من الممكن أن يحل الشيء ذاته لأي كان ".
" لكنه لم يحدث لأي كان كان عمي سيروس يقول دائما : النساء هن الديناميت المفجر لكل سوء يحصل".
" هذا تهرب من الحقيقة".
وأسترق مايك نظرة سريعة اليها , وعاد ليحدق في الطريق الممتدة أمامه , أبنة عم دارت لم تكن كما تصورها , كان يتوقع فتاة طويلة القامة عادية الجمال , لا هذه الأنثى الرقيقة الجسم , الجذابة الملامح , النارية الشعر.
" كم أتمنى لو لم يحدث ما جرى".
لم تستطع كولبي أبعاد ذهنها عن الموضوع , فنظر اليها مايك بجدية قائلا:
" أنسي الأمر يا كولبي ...هل تسمحين لي بأن أدعوك بأسمك الأول , بفك الصغير المرتجف , لا تبدين ناضجة بما فيه الكفاية لحمل لقب الآنسة كينغ".
وسيطرت كولبي فورا على أرتجاف فمها , ورفعت كتفيها بأعتداد قائلة :
" أعتقد بأنك ستكتشف أنني أستطيع أن أكون الآنسة كينغ عندما تتطلب الظروف ذلك".
قالتها بتعال , وضحكت للنظرة الحائرة في عينيه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-10, 05:50 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

العشاء كان مرحا رغم أصاب
ة دارت وشاركهم فيه الطبيب البيطري ومايك فاراداي.
أنهمكت كولبي في مراقبة الوجوه الستة.
سوزان كانت منشغلة بما يقول لها مايك فاراداي , بينما كان دارت والطبيب يتحدثان عن شؤون المزرعة , وتشاركهما بيللا بين حين وآخر بتعليق يدل على سعة أطلاعها وخبرتها في هذا المجال , أما ستيفن فكان يستمتع بطعامه بحماس الفتى الذي لا هم له ألا أن يكبر , وألتفت ستيفن اليها فجأة :
" هل أشتقت لي اليوم؟".
" في اللحظة التي هجم علي الثور تساءلت عما كنت ستفعله أنت في مكاني؟".
" لا بد أنني كنت سأصاب بالأغماء".
وضحكا عاليا وشعرت كولبي بنظرة دارت تستريح عليها , كم يبدو وسيما هذا المساء , حادث بعد الظهر لم يترك أي أثر عليه , وبدون سبب واضح عضت كولبي على شفتها السفلى , ما بها؟ لماذا الأضطراب؟
وكأن دارت أحس بالصراع الدائر في أعماقها فأبعد عينيه عنها مبتسما , ليصغي الى حديث العمة بيللا وأخذت كولبي ترسم بأصبعها دوائر وهمية على مفرش الطاولة وهي لا تفهم سر تسارع نبضات قلبها.
طبيعتها البريئة المتفتحة على الحياة , طرأ عليها تغيير مفاجىء تلمسه من خلال الأحاسيس المتناقضة في أعماقها , وأحست بالخوف منه وأيضا من نفسها , فهي لا تريد الغوص الى أعماق هذه العلاقة الجديدة التي تدفعها بعيدا عن عالم طفولتها , أنها أكيدة من أمر واحد فقط , وهو أن دارت يريدها أبنة عم رقيقة وناعمة , لا تسبب له أي مشكلة , وفي الأشهر السبعة المتبقية من وصايته عليها , ستحرص كولبي على البقاء كما يريدها.
" أحذرك بأنني لن أسمح لك بتجاهلي الى هذه الدرجة!".
كان ستيفن يحاول جاهدا لفت أنتباهها.
" ما بك؟ كنت تبدين وكأنك منهمكة في حل مشاكل العالم كله ".
" ربما كنت أفعل ذلك فعلا , في الحقيقة كنت أتساءل عما يجب علي تناوله مع الحلوى".
وضحكت كولبي فأنفرجت أسارير ستيفن , ضحكتها الخفيضة كانت تضج أنوثة وحيوية , فهمس لها:
" كولبي , ما رأيك بالفكرة التي سأطرحها عليك ؟".
" فلنسمعها كلنا يا ستيفن".
وألتفتت الوجوه كلها الى دارت الذي نطق بكلماته الأخيرة في نبرة جافة جعلت ستيفن يسرع بالأجابة:
"كنت سأقترح عليها أفتتاح حلبة الرقص".
وغرّدت كولبي ضاحكة:
" يا لها من فكرة رائعة يا ستيفن , أعتقد أنني سأستمتع بالرقص لو وجدت فعلا الرفيق المناسب".
" لن تتفوقي علي يا صغيرتي".
وألتفت ستيفن الى شقيقته ومايك فاراداي".
" وماذا عنكما؟".
نهض مايك من مقعده ليساعد بيللا على الوقوف مبعدا بتهذيب كرسيها عن الطاولة ثم قال:
" هيا أسبقني يا ستيفن , ضع الموسيقى المناسبة وسألحق بك".
وغمزت كولبي سوزان قائلة:
" الأقبال كبير علينا اليوم , هل تعتقدين أن السبب يعود الى النقص في عدد النساء".
" لا يهمني السبب , سأستغل الظرف الحالي".
وللمرة الأولى ترى كولبي عيني سوزان تتألقان فرحا , وشفتيها تتسعان في أبتسامة عريضة مشرقة.
وأسرعت سوزان وراء شقيقها ستيفن , ليغرقا بعد لحظات في مناقشة حادة حول الألحان الصالحة للرقص , أما كولبي فتبعت دارت.
" عزيزي دارت , آمل ألا تكون تضايقت من الفكرة".
" لا يا طفلتي العزيزة , أفعلي ما يحلو لك طالما أتت في حدود المعقول".
أبتسامته المداعبة دلت بوضوح على أنه يريد مداعبتها , فغيرت مجرى الحديث:
" كيف تشعر الآن ؟".
وعرفت كولبي أن الجواب لن يكون فيه أي أثر للجدية:
" كيف ترينني؟".
" تبدو أكثر أنسانية".
وتعلقت عيناها بوجهه الرجولي , تبحثان عن سبب التغيّر الذي طرأ على علاقتهما , هذا الأحساس الجديد بالأضطراب والتوترلم تكن تعرفه من قبل.
وساد صمت ثقيل بينهما , تابع فيه دارت مراقبة كولبي عن كثب , فأنتفضت ساخرة:
" ما بك , ألا تعجبك الفتيات الحمراوات الشعر؟".
" أنا معجب بك أنت وحدك".
كلماته خلت من السخرية , كان يتكلم بحنان:
" ماذا حدث لنا يا دارت؟".
" أنا لم أتغير , لكنني أعتقد بأنك تكبرين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-10, 06:38 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أنا لم أتغير , لكنني أعتقد بأنك تكبرين".
" تقصد أن تقول أنك كبرت".
" هل تعتقدين ذلك؟".
لم تستطع كولبي أن تتحمل سخريته منها هذه المرة , فأبتعدت عنه غاضبة , ترن وراءها ضحكته الهازئة , تبا لك يا دارت ! يتعامل معها وكأنه السيد المطاع , كيف لم تلاحظ ذلك من قبل؟
وأرتاحت أسارير مايك فاراداي وهو يراها مقبلة نحوه , كمن هي رشيقة ورقيقة وأنثى! روشيل ستركهها من النظرة الأولى , هذه المرأة لن تتنازل لأي كان , فهي من النوع الذي لا يسمح لأي كان ولأي شيء بالتدخل في مشاريعه , ودارتلاند كينغ كان من أحد مشاريعها ومعه كل الأراضي التابعة للعائلة.
" تبدين رائعة يا آنسة كينغ".
" شكرا يا سيد فاراداي , الأطراء موسيقى ناعمة تحب سماعها أي أمرأة... برغم أنني فهمت منذ قليل بأنني ما زلت في طور الطفولة ".
أسترق مايك نظرة من فوق رأسها الى دارت ,وعلق ضاحكا:
" أعتقد أن المرأة لا تصبح أمرأة فعلا ألا لدى أنجاب طفلها الأول".
" أشك في ذلك يا سيد مايك , بعض أقرب الصديقات الي عوانس , لكنني لا أشك بأنوثتهن لظة".
" فلندع الحديث جانيا , هل تسمحين لي بهذه الرقصة".
كان ستيفن وسوزان يرقصان وسط الغرفة بدون حماس , وبأقتراب كولبي ومايك منهما صرخ ستيفن بأحتجاج مشيرا الى شقيقته:
" لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا الحال , أريد أن أغير شريكتي , مايك دع كولبي لي , وأرقص مع سوزان".
وحاول مايك أن يخفي أنزعاجه , فسوزان امر في عمر صعب ,وما لم يكن مخطئا , يبدو أنها بدأت تتعلق به عاطفيا.
ولم يكن مايك مخطئا , أشرق وجه سوزان حين لامستها ذراعاه , ولمعت عيناها فرحا , لاحظت كولبي التغيير الذي طرأ على ملامح سوزان:
" الحب لعبة قاسية يا ستيفن".
" ما سبب هذه الملاحظة الآن؟".
" سوزان , ربما ,لا أود أن أكون حشرية لكن هل هي ...".
" لا أعتقد , أو على الأقل ليس في المرحلة الحالية , مايك يمشي على خطى دارت , أقصد أنه أيضا عازب لا يمكن الأيقاع به بسهولة , وأقناعه بالزواج , أنا لم ألتق حتى الآن برجل لديه قدرة الأكتفاء بالذات كالتي يملكها دارت , أنظري كيف صمد أمام كل محاولات روشيل التي أستخدمت حتى الآن كل خدعها األأنتوية للأيقاع به".
" لا تكن قاسيا يا ستيفن , لا يمكن أن تكون روشيل بهذا السوء".
" أحكمي بنفسك , لكنني أخاف أن تنشب أظافرها في وجهك , فأنت رقيقة وناعمة , و....".
" لا تستعمل أساليبك الملتوية معي يا ستيفن , أنا محصنة ضد الرجال , على الأقل لخمسة أعوام مقبلة".
" لا أصدق كلمة واحدة مما تقولين , فتاة جميلة مثلك لا بد أن تتزوج قريبا".
ورنت أصداء كلماته الأخيرة في الغرفة , ومع أنتهاء لحن الأغنية , فسمعها دارت وأقترب منهما:
"من هي التي ستتزوج قريبا ؟ هل تخفي عنا كولبي شيئا يا ستيفن؟".
" لا , كانت تقول بأنها لن تفكر في الزواج قبل خمس سنوات على الأقل".
" وفقط أذا وجدت الشخص المناسب , لا تنسى أنها لن تستطيع الزواج ألا بموافقتي , فأنا سأبقى وصيا عليها لأكثر من أربعة أعوام".
وبدون سبب محدد شعرت كولبي بسعادة غامرة , وفتحت ذراعيها لأبن عمها تداعبه قائلة:
"هل تجد في نفسك القوة الكافية للرقص؟".
ولم تتوقع أن يستجيب دارت لندائها , جرحه وحده كان كافيا لمنعه من الحركة , لكنه أطفأ سيكارته , نافخا دخانها الرمادي في الهواء , وتوجه الى كولبي , ليحتضنها بين ذراعيه , فيميلان معا على أيقاع الموسيقى.
وقاد دارت خطوات كولبي برشاقة وليونة في الحركة , فتبعته طائعة وهي غارقة في ظل رجولته ,وللمرة الثالثة في تلك الأمسية تشعر كولبي بالتوتر والأضطراب بدون سبب معين.
" أنت لست بالجودة التي كنت تدّعين قبل قليل!".
تمتم دارت برقة وهو يشد قبضته عليها , فأبتعدت عنه , لم تتحمل كرامتها مزيدا من السخرية.
" أعتقد أن طولك الفارع هو السبب يا دارت".
ولم يرد عليها بل ألتفت الى بيللا ليرفعها عن مقعدها قبل أن تدرك ماذا يحدث.
" يا ألهي دارت , أنا لم أرقض منذ زمن طويل".
وضاع أحتجاجها في صخب الموسيقى , وتصفيق سوزان وستيفن اللذين وقفا قربها يشجعانها على الرقص ,ومرت السهرة في جو من المرح والأنطلاق , وعندما خفتت الألحان لاحظت كولبي لمحة ألم عابرة على وجه دارت , فعلقت قائلة بسخرية:
" أنت لست بالقوة التي كنت تدّعي قبل قليل!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-10, 07:16 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- سطوة الوصي
ما كاد يمر يومان على عودتها من أحدى زياراتها الرسمية الى العاصمة , حتى كانت روشيل تينانت تدق باب كنغارا , لم تأت لتفقد أصدقائها كما قالت , بل لتلقي نظرة على الآتية الجدية , وكعادتها وصلت روشيل في وقت لم يكن يتوقع أحد حضورها , أي قبل موعد الغداء بقليل.
كولبي لم تكن في المنزل , كانت تتجول وبوكا في أحضان الطبيعة , تأسرها رواياته عن أسرار النباتات والأرض والكائنات التي ترتبط بتقاليده ومعتقداته البدائية .
وقفت كولبي بأحترام قرب بوكا الذي أختار بقعة محددة من الأرض أخذ يضربها بعصاه ليبرهن لكولبي أنه قادر على أيجاد الماء حيث يعجز الرجل الأبيض عن ذلك , لم تسمع الشابة أي صدى للعصا في الأحجار الرملية , وعند الضربة الرابعة تفتت قسم من الحجر فتفجرت من تحته مياه حلوة نقية ,مد بوكا يديه وأخذ يشرب من المنهل العذب , أما كولبي فراحت ترطب بالرذاذ المنعش وجهها الذي لوحته حرارة الشمس .
ثم قام بوكا بأخفاء المكان السري الذي أكتشفه وتركه تحت حماية الثعبان الكبير رمز المحاربين في قبيلة الكنغارا , فهذه المياه سرية ومقدسة ورثها عن أجداده , ودل وجه كولبي المنحني بجدية أنها تقدر الشرف العظيم الممنو لها .
ومرت ساعة أخرى قبل عودتهما الى المنزل الكبير , توقف بوكا في الحديقة ليلهو قليلا بقسطل المياه يداعب به الزهور الملونة المتعطشة للمرح , وراقبته كولبي فترة قبل أن تقول له أنها ذاهبة لتناول طعام الغداء , وألتفت اليها مودعا , ناسيا القسطل في يده , فغرقت كولبي تحت سيل من المياه المتدفقة ,ضحكت عاليا والماء يتساقط من شعرها وفستانها , وحاولت كولبي أن تتسلل الى المنزل من الدرج الخلفي , فلا يراها أحد وهي في هذا الوضع , لكن بيللا فاجأتها في اللحظة الأخيرة.
" يا ألهي ما بك يا كولبي , هل سقطت بالنهر؟".
" لا كنت ألهو وبوكا , فأغرقني في الماء بدون أنتباه".
" يا له من قرد صغير".
أنحنت بيللا على الشرفة وصفقت منادية بوكا , فأسترق اليها نظرة واحدة وفر هاربا خوفا من العقاب.
" أرجوك يا عمتي بيللا , لم يقصد بوكا.........".
وتوقفت عن الكلام عندما رأت سوزان التي خرجت من المنزل برفقة فتاة في منتصف العشرينات , أخذت تنظر الى كولبي بكثير من السخرية .
ترددت بيللا لحظة , هل هذا هو الوقت المناسب فعلا لتقديم الفتاتين الى بعضهما ؟ كولبي تبدو كطفلة عابثة بفستانها المبلل , وبقطرات المياه تتساقط على جبينها وأنفها من المنديل الذي ربطت به رأسها على غرار القراصنة , سوزان بدت مستاءة فعلا من مظهر كولبي.
" كولبي , يا ألهي , ماذا فعلت بنفسك ؟ روشيل جاءت لزيارتنا".
" أهلا بها , آسفة , هل لي بدقائق قليلة أذهب فيها لأمسح هذه الشلالات الصغيرة عن وجهي لن أتأخر".
وركضت الى غرفتها وهي تسمع صوت روشيل يرن وراءها ساخرا :
" هذه هي أذا أبنة عم دارت".
وبعد دقائق عادت كولبي الى غرفة الجلوس , فتاة مختلفة تماما , فستانها الأخضر الفرج جعلها تبدو كزهرة صحراوية برية , كانت روشيل تروي طرفة لجمهورها المتجاوب , لكنها توقفت فجأة عند دخول كولبي لتعلق ضاحكة:
"لم أعرف أنك حمراء الشعر".
" أنت روشيل طبعا , أنا سعيدة لمعرفتك".
" أخبريني يا آنسة كينغ عن السبب الذي دفع بك لأجتياز كل هذه المسافات ؟ لا بد أنك ستجدين المكان مملا بشكل مخيف ! ستشتاقين الى أضواء المدينة ووسائل اللهو المتوفرة هناك".
أبتسمت لها كولبي ببراءة مصطنعة , وهي تجيبها مداعبة:
" أعتقد أنني سأجد رجالا أكثر هنا يا روشيل ! أرجوك ناديني بكولبي , الجميع يفعلون ذلك".
" أنت أنسانة صريحة جدا , أليس كذلك؟ لكن لم تجيبي عن سؤالي بعد".
وهبت بيللا لمساعدة كولبي , ضايقها أن تخاطبها روشيل بهذا الأسلوب.
" هذا كان بيت كولبي ,وسيبقى ما دامت ترغب في ذلك , بعض فتياتنا تجذبهن أضواء المدينة لفترة , لكنهن يعدن دائما الى الجذور , فلهذه المنطقة النائية سحر خاص بها , يأسر كل الذين عاشوا فيها وسواء أحبها المرء أم كرهها فلا بد أن يعود اليها".
وتأثرت كولبي من محاولة بيللا ترطيب الأجواء , وتساءلت عن السبب الذي جعل سوزان تتعلق الى هذه الدرجة بصديقتها روشيل , لقد شعرت بغريزتها الأنثوية أن هذا النوع من النساء لن يكون أبدا صادقا مع واحدة من بنات جنسه.
كانت روشيل تتمتع بجمال أخاذ , شعرها الأسود المتموج الخصلات سرحته بعيدا عن جبينها عند أعلى رأسها بعقدة أنيقة , بشرتها الصافية كانت تميل الى سمرة برونزية , وفي حركاتها اللامبالية رشاقة كسولة , أما عيناها الداكنتان فضيقتا الفتحة وتلمعان ببريق ساخر , كانت روشيل تتكلم بشيء من التعالي وألى جانبها سوزان مأخوذة بما تقوله صديقتها , وهي بادية السعادة بالزائرة الجديدة :
" سوزان هل لك يا عزيزتي بجلب كوب من الشراب البارد , حلقي جف من طول الطريق".
كان صوت روشيل آمرا , فأطاعت سوزان بسرعة , ووجدت كولبي نفسها تنظر الى بيللا بتساؤل فأبتسمت قائلة:
"روشيل ستبقى معنا ليومين أو أكثر , وهكذا يتسنى لكما القت لمعرفة بعضكما بشكل أفضل , ربما يستطيع دارت أن يرتب نزهة الى أقصى البلاد , هذا أذا لم يكن مشغولا".
وعادت سوزان الى الغرفة تحمل صينية عليها ثلاث أكواب من الشراب المثلج , فرفعت بيللا حاجبيها:
" وأنا أيضا أريد كوبا من الشراب يا سوزان".
وتلعثمت سوزان وهي تقول بأضطراب:
" لكن يا أمي....".
" شكرا لك يا عزيزتي".
تضايقت بيللا من قلة ذوق أبنتها , ستتكلم معها لاحا في هذا الشأن ,ونقلت روشيل أهتمامها الى كولبي:
" علينا أن نعمل على جعل أقامتك ممتعة بيننا , في أي حال سبعة أشهر تمر بسرعة , أتصور أنك تريدين الأستقلال الذاتي في أسرع وقت ممكن , دعي الأمر لي , سأكلم دارتلاند".
كادت كولبي تضحك , لكنها تمكنت من السيطرة على نفسها (دارتلاند) لم تسمع أحدا من قبل يناديه بهذا الأسم , حتى والدته.
خرجت بيللا من الغرفة لتداري أنزعاجها من تصرفات روشيل , قالت أنها ذاهبة لتشرف على اللمسات النهائية لطعام الغداء , أغلقت الباب وراءها وهي تسمع روشيل تقول لأبنتها سوزان:
" عزيزتي سوزان عليك أن تفعلي شيئا في شأن بشرتك؟".
وتلمست سوزان وجهها وهي تصغي بأهتمام الى روشيل تصف لها بعض العلاجات الخاصة بالبشرة الجافة , ولم تتحمل كولبي مزيدا من ذلك , نهضت من مقعدها , أعتذرت من الفتاة وخرجت الى الشرفة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-10, 07:45 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

مرت ساعات بعد الظهر ثقيلة على قلب كولبي فغالبا ما كانت تشعر بعيني روشيل النافذتين تحدقان فيها , سوزان على الأقل كانت تستمتع بوقتها , غير مهتمة للملاحظات المضحلة التي كانت تقوم بها صديقتها على حسابها , كانت منهمكة في تقليب صفحات مجلات الأزياء الأميركية والبريطانية التي أحرتها روشيل معها.
وحاولت كولبي جهدها أيجاد قاسم مشترك للحوار بينها وبين هذه الفتاة التي تتصرف كصديقة حميمة للعائلة , لكنها وجدت الأمر صعبا , فروشيل أنسانة جافة وباردة ينقصها الكثير من الصدق والصراحة والدفء , ولذا ظل الحديث بينهما سطحيا يتناول مواضيع عامة.
وغادر الرجال بعد مغيب الشمس , فصار الجو أكثر مرحا , دخل دارت غرفة الجلوس تحيط بها هالة من الحيوية تميز عادة الرجال الذين يمضون أوقاتهم في الهواء الطلق , عيناه الرماديتين تألقتا ببريق فضي تحت الأضواء الخافتة.
وتوجه دارت مباشرة الى روشيل التي أحنت قامتها بدلال ورسمت على فمها القرمزي أبتسامة رائعة:
" دارتلاند كم هو رائع أن أراك مرة ثانية".
" أنت ضيفة خاصة جدا في كنغارا يا روشيل".
وأبتسم لها وهو يلقي بيده بتكاسل على كتف كولبي التي لم تر في جملته الأخيرة أي شيء يبرر حمرة الخجل التي لونت وجه روشيل.
" لماذا كنت تخفي عنا يا دارت أبنة عمك كولبي , يا لها من طفلة جميلة ورقيقة".
وصرخت كولبي بحدة:
" طفلة....".
دخل ستيفن الغرفة وقبل رأس والدته سائلا:
" من هي الطفلة الجميلة الرفيقة؟".
" أنا يا ستيفن , أو على الأقل روشيل ترى ذلك".
رد كولبي جاء ساخرا , فألتفت ستيفن الى روشيل:
" لا أوافقك رأيك يا آنسة تينانت , كولبي تبدو أكثر كأميرة حالمة لا نراها الا في كتب الأساطير طبعا, رأيي غير مهم , فأنا أيضا صبي صغير".
" ربما ".
أجابته روشيل برقة مصطنعة , فأبتسم ستيفن لكوابي:
" كيف وجدت الآنسة تينانت الجذابة؟ جاءت لتلقي شعاعا من الدفء والسعادة في حياتنا الحزينة".
وردت روشيل وهي تحاول السيطرة على غضبها:
"شيء من هذا القبيل يا ستيفن".
وتدخل دارت ليرطب الأجواء المتوترة:
" كفوا جميعا عن هذا المزاح".
ونهضت بيللا من مكانها :
" سأذهب لأتأكد من أن العشاء أصبح جاهزا ... ستيفن , أذهب وأسأل مايك ما أذا كان يرغب في الأنضمام الينا , قل له أن روشيل هنا".
وخرجت بيللا من الغرفة ووراءها ستيفن وسوزان ووضعت روشيل بين شفتيها سيكارة قدمها اليها دارت , وأحنت رأسها في أتجاهه ليشعلها لها.
" كنت أقول لكولبي أننا سنفعل كل ما في وسعنا لجعل أقامتها ممتعة بيننا , لا نريدها أن تمل أليس كذلك؟".
نفث دارت سيكارته في حلقات رمادية تصاعدت في الهواء , وألتفت الى كولبي مبتسما :
" هل تعتقدين بأنك ستشعرين بالملل هنا يا كولبي؟".
" في بعض المناسبات فقط وأرجو ألا تطول!".
فعلقت روشيل بضحكة مصطنعة :
" يا لك من طفلة شقية! ما رأسك يا دارت؟".
" لا يمكن توقع ما ستفعله بعد دقائق".
وكادت كولبي تصرخ غضبا , ألا أنها تمالكت أعصابها عندما ألتقت عيناها بعينيه المداعبتين :
" فليسمح لي الكبار بالأنصراف الآن , أود أن أستبدل ثيابي للعشاء".
وصعدت كولبي الدرج راكضة الى غرفتها , توقفت طويلا أمام المرآة , تنظر الى صورتها بعين ناقدة , كم تمنت لو كانت أكثر طولا , لا تستطيع أن تنكر أن دارت وروشيل يليق كل منهما للآخر فعلا , وشعرت بغصة وهي تتخيلهما معا , فمدت لسانها بحركة طفولية للوجه الصغير القلق الذي يتراءى لها في المرآة , ما بها تعلق كل هذه الأهمية على شعور روشيل أتجاهها ؟ لا يمكنها أن تفرض محبتها على الجميع ... لكن روشيل تنظر اليها دائما بسخرية مزعجة تضايقها فعلا.
وأنتهت كولبي من أعادة ترتيب زينتها , وأرتدت فستانا حريريا برتقالي اللون , ما زال أمامها ساعة كاملة للعشاء , أختارت كتابا وجلست تقرأ ,وأستغرقتها القصة فلم تشعر بمرور الوقت , حتى دقت ساعة البورسلين الصغيرة تشير الى السادسة والنصف.
نزلت الى غرفة الجلوس , فوجدت أن روشيل سبقتها الى هناك , وما أن رأتها تدخل حتى علقت قائلة:
"تبدين أصغر من عمرك يا كولبي , واضح أنك نشأت محاطة بالعناية والحنان , وهذا لن يفيدك في هذه الأرض القاسية , تذكري بأنك لم تعودي طفلة".
" أعرف جيدا أنني لم أعد طفلة يا روشيل ".
" يلزمك بعض الوقت".
" بعض الوقت لماذا؟".
" لتعرفي أنك لا تنتمين الى هذه الأرض".
" لا أعرف لماذا تتصرفين معي بهذا الجفا يا روشيل , لكنك مخطئة , أنا أنتمي الى هذه الأرض , أنا جزء منها وهي جزء مني".
" حسنا , لا أعتقد بأنني سأحبك أبدا يا كولبي وأن كنت سأتظاهر بعكس ذلك أمام دارت , أنا سأفعل أي شيء للحصول عليه".
" تفاجئينني دائما.".
ودخل ستيفن الغرفة , فكفت كولبي عن الحديث.
"ما بكما , أشعر بالتوتر في الأجواء".
" أعتقد أن الآنسة كينغ الصغيرة لا تحبني ".
" أعطها بعض الوقت , ألم نتعلم كلنا أن نحبك؟".
وكاد الحديث يتحول الى مشادة حامية لولا دخول بيللا ووراءها دارت ومايك وسوزان , بيللا بدت أنيقة جدا في ردائها الوردي , أما سوزان فكانت مختلفة بشعرها المسرح مايك ودارت أستبدلا قمصانهما العادية بقميصين حريريين أبرزا لون وجهيما البرونزيين.
وجلست كولبي تراقبهم جميعا


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-10, 12:39 AM   #30

ramezsamer1977
 
الصورة الرمزية ramezsamer1977

? العضوٌ??? » 55700
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 783
?  نُقآطِيْ » ramezsamer1977 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ارجو ان تكمليها

ramezsamer1977 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.