آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-10, 07:05 PM   #51

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


تمكن الرجلان من محاصرة الفرس في أحدى الزوايا , لكن قبل أن يتمكن بن من رمي الحبل حول عنقها , ركضت نحو السور تحاول تحطيمه بقوائمها , ورمى دارت حبله بدقة فأحاطت العقدة العريضة في آخرة عنقها , أسرع لمساعدته بن في شد الحبل , وسقطت الفرس الغاضبة بثقل على جانبها تئن لهزيمتها , ظل بن ممسكا بالحبل , بينما أقترب دارت منها وهو يتكلم ببطء وهدوء , ليطمئن الفرس الخائفة , نظرت اليه بهلع , فمد يده يربت على ظهرها بحنان حتى هدأت تدريجيا .
" هل أنتهى الأمر؟".
كان بوكا قد أغلق عينيه حتى لا يشاهد عذاب الفرس .
" نعم يا بوكا , أفتح عينيك , كل شيء على ما يرام الآن".
وأقترب منهما دارت.
" تعال يا بوكا , ألا تريد التعرف على فرسك الجديدة؟".
وأنطلق بوكا في رقصة بدائية , يعبر بها عما عجزت الكلمات التعبير عنه, ولم يتوقف الصغير عن رقصه حتى سمع صوت جده الآمر :
" أهدأ يا صغيري , أهدأ! متى تكف ع أستعمال الطريقة الصاخبة للتعبير عن فرحك؟".
وهدأ بوكا فورا , وبخفة تسلل الى فرسه ليراقبها بمزيج من الحب والشعور بالملكية.
" فرسي... أنت لي... لي وحدي".
أبتسمت كولبي لحماسه , وراقبته لبضع دقائق قبل أن تعود الى المنزل , عليها أن تنجز ما تبقى عليها من مهام قبل موعد الغداء.
لازمت بيللا غرفتها , لأنها كانت تشعر بصداع قوي , ولذا تناولت الفتيات طعام الغداء بمفردهن على الشرفة , أمضت روشيل وسوزان معظم ساعات الصباح تتنزهان في أحضان الطبيعة , أبتسامة سوزان الرائعة شملت هذه المرة كولبي أيضا.
" كنت أتمنى لو رافقتنا في هذه النزهة يا كولبي ,كان الصباح رائعا , ماذا فعلت كل هذا الوقت؟".
" كنت مع دارت وبن في الحظائر , أختار بن فرسا سوداء رائعة لبوكا , كم كان سعيدا بها!".
وقطبت روشيل حاجبيها أستياء.
" ماذا ! فرس لبوكا!ستفسدون هذا الصبي بمعاملتكم الطيبة له,لن يعرف حدوده بعد الآن , على دارت أن يكون أكثر قسوة معه , أنه مجرد صبي من السكان الأصليين".
قاطعتها كولبي بغضب:
" بوكا سيصبح قريبا من أمهر رعاة البقر , تماما كجده , من صالح دارت أن يبدأ باكرا , كنت أصغر من بوكا عندما حصلت على جوادي الأول".
ولم تحاول روشيل أخفاء نفورها.
" العائلة كانت طيبة في معاملتها لك أيضا ,وما زالت حتى الآن".
أستاءت سوزان من هذا الهجوم الواضح على قريبتها , لم تسمع روشيل تتكلم بمثل هذه العدوانية من قبل .
" كولبي تبقى في كل الأحوال أبنة عم دارت , ترعرعت على أرض كنغارا قبل مجيء أي واحد منهم , ودارت يحبها كثيرا".
وضعت كولبي فنجان القهوة بحذر على الطاولة , وأستأذنت بالأنصراف :
" سأذهب لأغسل شعري من الغبار الذي علق عليه في الحظائر".
وفوجئت كولبي عندما أستوقفتها سوزان:
" تعالي معنا يا كولبي , مايك وعدنا بزيارة الوادي أنه ينتظرك!".
" شكرا سوزان , أعتقد أنكما ستستمتعان بالرحلة أكثر بدوني".
وغادرت المكان تاركة وراءها صمتا ثقيلا , قطعته روشيل بعد لحظات:
" لا تقولي أنك وقعت تحت تأثير ألاعيب الآنسة كولبي كينغ يا سوزان! كنت أظنك أذكى من ذلك!".
" لا أفهم ما تقولين يا روشيل؟".
وتفحصت سوزان صديقتها بعبوس , ثم شغلت نفسها بأبريق القهوة.
"لا تفسدي هذا النهار يا روشيل , كنت قاسية جدا مع كولبي , عندما تتعرفين اليها أكثر ستجدينها في غاية اللطف".
قطبت روشيل حاجبيها قبل أن تجيب:
"أنا أنضج منك يا عزيزتي سوزان , ولي خبرة أوسع بالناس وبالحياة , كولبي فتاة مواربة , ستكتشفينها مع الأيام , أسمعي نصيحتي يا صغيرتي وأبتعدي عنها".
وبلعت سوزان ريقها بصعوبة , لا ترغب بمجادلة روشيل , أعز صديقاتها, ستنسى الموضوع , لا بد أن تغير روشيل رأيها قريبا , وقدمت سوزان لصديقتها فنجانا من القهوة فتناولته مبتسمة .
"شكرا سوزان , نستطيع الآن أن نتناول قهوتنا بسلام".
كادت كولبي تصطدم بروشيل وهي تنزل درجات المنزل جريا , ولاحظت روشيل أن كولبي ترتدي ثياب الفروسية , أرادت أن تقول شيئا , لكنها غيرت رأيها فجأة , فمرت بصمت أمام كولبي وذهبت لتجلس في الشرفة.
وعضت كولبي على شفتها السفلى ,آه لو تعود روشيل الى منزلها ! من المستحيل الشعور بالأمان والراحة وهذه الفتاة تسكن معها تحت سقف واحد , وأخرجها من شرودها صوت روشيل البارد:
" هل أنت ذاهبة الى الحظائر يا كولبي؟".
توقفت كولبي وهي تظلل عينيها بيديها لتقيهما لهيب الشمس:
" نعم روشيل".
" دارت يريد حصانه الأسود ,هل تسرجينه لي يا عزيزتي , تأخرت عن الموعد".
وللحظة لم تصدق كولبي ما سمعت , سمرتها المفاجأة في مكانها ,لم يكن دارت يسمح لأحد بلمس حصانه المفضل , وتمكنت كولبي من النطق أخيرا :
" ماذا ؟ أنت ستمتطين حصان دارت الأسود؟".
" طبعا , ومن يستطيع ذلك غيري! كنت أتمنى لو كان بأمكانك القيام بهذه المهمة عني".
وأشتعلت في عيني كولبي ثورة مكبوتة:
" طبعا , بأمكاني القيام بهذه المهمة , أعرف كيف أتعامل مع الخيول , مثلك تماما".
بل أفضل منك ! رددت كولبي في نفسها.
" حسنا يا كولبي , أن كنت تظنين أنك قادرة على ذلك".
وأسترخت روشيل بتكاسل على سور الشرفة.
" ستوفرين عليّ الكثير من الوقت يا عزيزتي , سبقتني سوزان الى الوادي".
"أنها مجرد خدمة بسيطة يا روشيل أستمتعي بنزهتك".
" وأنت أيضا".
وأبتعدت كولبي بدون أن تلاحظ البريق الساخر في عيني روشيل , ولم تشك كولبي بنوايا الضيفة العزيزة ألا حين أنطلقت بالحصان تسابق الريح .
دارت حذرها مرارا ألا تقارب جواده , وهو ليس من الرجال الذين يسامحون العصيان , لا, لا يمكن أن تخدعها روشيل الى هذه الدرجة ,دارت يريد حصانه , وهو يعرف تماما أنها تفوق روشيل مهارة في ركوب الخيل والبرهان أن جواد دارت لم يمانع أبدا وجودها على ظهره.
وجابت كولبي التلال بحثا عن دارت , فكن هو أول من رآها , وبلمحة حملها بين ذراعيه لينزلها بقسوة عن الحصان , وعرفت من بريق الغضب في عينيه , أنها كانت ضحية لعبة شريرة , أنصرف عنها دارت ليهدىء من روع الحيوان الثائر , فتعلقت عيناها بوجه بن الذي وقف قريبا منها يتابع المشهد بقلق , وأحس العجوز بحاسته السادس أنه لن يستطيع أن يفعل شيئا لمساعدتها في هذا الموقف , فأبتعد ليجنبها أحراج وجوده.
أغلقت كولبي عينيها وهي تحاول جاهدة السيطرة على الذعر الذي بدأ يتسلل الى كل كيانها , كم يبدو دارت مخيفا في هذه اللحظة , أنه من الرجال الذين يرهبهم الجميع , وينفذون أوامرهم بسرعة.
وفتحت كولبي عينيها , أحست بيدي دارت تضغطان على كتفيها بقسوة مؤلمة.
" أيتها البلهاء الصغيرة , هل تظنين أنني أريد مأساة أخرى على أرض هذه المزرعة , ألم أحذرك من الأقتراب من جوادي الأسود ؟ لماذا لم تلتزمي بأوامري؟".
وأخذ يهزها بعنف ,وقد أعماه الغضب , أنهمرت دموعها وهي تحاول أن تدافع عن نفسها.
" لكن يا دارت".
" لا أريد أن أسمع كلمة واحدة , أستطيع تحطيمك يا كولبي , لا تتحديني أكثر من ذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-10, 07:06 PM   #52

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتقلصت عضلات وجهه هو ينظر اليها.
" هل نسيت اليوم الذي عادوا به بأمي الى المزرعة ! أعتقد أنك تتذكرين المشهد جيدا , أنت مثلها تماما , لا تعرفين حدود قدراتك كأمرأة".
وعاد يهزها بعنف , غضبه العارم لم تشهد له مثيل من قبل ..بلى... مرة واحدة , هكذا كان يبدو العم سيروس عندما خرج ليقتل الحصان الذي أودى بحياة زوجته.
وقبل أن تعرف كولبي ما جرى لها , وجدت نفسها مستلقية على ركبتي دارت الذي أخذ يضربها بقوة كطفلة صغيرة , تدفق الدم الى رأسها , وغلى في دماغها , لم يكن يهمها أن تموت في تلك اللحظة , الدموع تحترق في عينيها , لكنها لن تدعها تنهمر.
يا له من رجل متوحش! كيف يتجرأ على ضرب أمرأة ! أنها تكرهه.... نعم , تكرهه ... طبعا تكرهه!
ولم تعرف كولبي أنها كانت تصرخ الكلمات عاليا , ساعدها دارت على الوقوف بعدما هدأ قليلا.
" سواء كرهتني أم لا, لا تنسي هذا الدرس يا كولبي , وأتمنى ألا تعيدي الكرة , أكتشفت أن الأفعال لها تأثير أكثر عليك من الكلمات".
" يا ألهي!".
وغرزت كولبي أظافرها في راحة يدها لتمنع نفسها من صفعه.
" كم أكرهك يا دارت , كيف تجرأت على ضربي أيها الثور الهائج! ولماذا؟".
وأنهمرت دموعها غزيرة وهي تردد بعصبية :
" كيف تجرأت... كيف تجرأت!".
" سأتجرأ على فعل أي شيء طالما أنت في رعايتي".
" لن أبقى في عهدتك بعدما حدث , أنا غير مرغمة على تحمل هذا النوع من المعاملة , تستطيع ممارسة سيطرتك على كل من حولك , لكنك لن تتمكن مني أبدا أيها الوحش البري".
ورفعت يدها لتصفعه , فكان أسرع منها.
" كفي عن الصراخ يا كولبي , لن أعتذر عما حدث , أنت أرغمتني على تأديبك , الا تعتقدين أن الدرس الذي تلقنته الآن يبقى أفضل من أن تكسري عنقك على المدى الطويل".
وحاولت كولبي الأفلات من قبضته لكن بدون جدوى , الدموع في عينيها أعمتها عن رؤية وجهه الشاحب .
" أرجوك دعني أذهب يا دارت , لا تذلني أكثر , لو كنت رجلا لقتلتك فورا".
وعكس ما توقعت ضحك دارت وكأنها تمازحه:
" لو كنت رجلا يا كولبي لما حدث كل هذا".
وعندما تركها أخيرا , تعلقت كولبي بآثار أصابعه التي تركت خطوطا حمراء على بشرتها الرقيقية.
" كولبي , آه يا كولبي , كيف أتصرف معك؟".
وراقبها لحظات بصمت , ثم ألتفت لينادي بن فظهر العجوز بعد ثوان قليلة:
" عد بالآنسة كولبي الى المنزل يا بن , سأهتم أنا بالحصان الأسود".
وقفزت كولبي على صهوة الجواد بدون أن توجه نظرة واحدة الى دارت الذي وقف يراقبها بصمت.
وعلى بعد أمتار ألتفت بن الى رفيقته الشابة ليعاتبها بحنان:
" لماذا فعلت ذلك يا آنستي ,كان السيد دارت محقا في غضبه".
وأنهمرت دموع كولبي مجددا:
" حتى أنت يا بن!".
ومد العجوز يده ليربت على كتفها محاولا التخفيف عنها:
"أهدأي يا صغيرتي , لم أكن أنوي أن أجرح أحاسيسك بكلماتي , عرفتك منذ كنت طفلة صغيرة , لكنني لا أفهم ما الذي دفعك الى تحدي أرادة السيد دارت , أنت تعلمين جيدا أن هذا الحصان بالتحديد أقوى من أن يخضع لأرادة أمرأة".
وأكمل العجوز حديثه يعاتبها بصوت حنون :
" ألا تذكرين اليوم الذي قضت فيه سيدة كنغارا حتفها؟ كانت سيدة عظيمة ,لكنها كانت شديدة الأعتداد بأرادتها وصلابتها , أنا نفسي حذرتها من ركوب جواد السيد سيروس ! لم تسمع , لن أتكلم الآن عن الماضي , ضعي نفسك مكان السيد دارت , كان خائفا على سلامتك ,ولذا كان غضبه بهذه الشدة , أنه يحبك كثيرا يا صغيرتي , فيك يجري الدم ذاته".
وعضّت كولبي على شفتيها لتوقف أرتعاشها :
" لا أعتقد أنه يحبني يا بن , بدأ يضيق بالمسؤولية التي ألقاها والدي على عاتقه".
" لا , لا تقولي هذا يا صغيرتي , أنت من لحمه ودمه".
ولم تتمالك كولبي أعصابها أكثر من ذلك فأنفجرت قائلة:
" أنها روشيل ,الآنسة تينانت ! هي سبب كل ما حدث , قالت لي أن دارت يريد جواده , فتبرعت بتأدية المهمة عنها".
" الآنسة تينانت ! لكنها تعرف جيدا أن دارت حذرا , أيا كان الأقتراب من حصانه , هل أخبرته بحقيقة ما جرى؟".
" لا , وأرجوك يا بن أن لا تخبره أنت أيضا بما حدث , يكفي ما جرى حتى الآن , كنت ضحية مزحة سمجة , لا أدري كيف صدقتها ! يا له من نهار مزعج".
وأبتسم العجوز وهو يقول:
" أعتقد أن الآنسة تينانت ,لا بد أن تعود الى منزلها قريبا".
وعادت الحياة الى عيني كولبي وهي تردد:
" أتمنى ذلك يا بن , آه كم أتمنى ذلك!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-10, 08:46 PM   #53

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- الصفعة
صباح اليوم التالي أستيقظت روشيل باكرا , ونزلت الى الحديقة لتختار مجموعة من الزهور , ستنسقها لاحقا بفن مترف ومعقد تعلمته خلال دراستها المكلفة في أحدى أشهر المدارس الأسترالية.
وكانت سوزان تلاحقها كيفما توجهت لتستفسر منها أكثر عن مغريات الحياة في المدينة , , وعن كل الأشياء الرائعة التي فعلتها ورأتها روشيل.
ولم تعد كولبي تستطيع تحمل المزيد , فتركتهما لتساعد بيللا في الأعتناء بحديقة الأزهار الصحراوية , مكانها المفضل , معظم الغرسان كانت تتفتح في النهار وبعضها في الليل , فتتألق في أحتفال رائع من الألوان يتماوج بين الأحمر والوردي والأصفر والأخضر والأبيض.
ووقفت كولبي قرب بيللا المنحنية على مجموعة جديدة من الشتلات اليانعة تغرسها وتسقيها بحب.
" هل أستطيع مساعدتك يا عمتي؟".
" طبعا يا عزيزتي , هذا نوع جديد يحتاج الى عناية خاصة جدا , صحيح أنه يتطلب وقتا طويلا ليفرج عن زهوره لكن النتيجة تكون رائعة فعلا وتستحق الجهد المبذول لها , يمكنك ري الغرسات التي أنتهيت من زرعها , أنت تعرفين طبعا أن هذا النوع من النباتات لا يحتاج الى الري ألالا عند زرعه وتفتحه ,وبعد ذلك يترك بدون عناية".
" وأين أضع الماء؟ على جذور الغرسة فقط؟".
" سأعلمك".
ووقفت بيللا تنفض التراب عن ركبتيها.
" أنها عملية مهمة جدا".
وتناولت بيللا وعاء الماء لترش منه قليلا على الجذور وعلى التربة المحيطة بها , ثم نثرت قليلا على الأوراق الخضراء.
" هل عرفت كيف الآن؟ عليك أن تعاملي النبات بحب ورقة , وأذا أكثرت من الماء ستؤذبها ".
وعملتا معا بصمت في جو عائلي ودي حميم , فبرغم الفارق الكبير في عمريهما , توطدت بينهما محبة عميقة وصداقة هادئة ,وبين وقت وآخر كانت كولبي تلمح في عيني بيللا أستسلاما حزينا , جعلها تشعر نحوها بحنان أكبر , من المؤسف حقا أن العم سيروس لم يترك لأرملته مبلغا كافيا يؤمن لها الأستقلال المادي , صحيح أن بيللا ليست بحاجة الى المال الآن , لكن الأمر يختلف عندما يعرف المرء أن له رصيدا خاصا يعتمد عليه.
وعقدت كولبي حاجبيها عندما فكرت بدارت , لقد تجنبها بالأمس كمن يتجنب مرضا معديا , لا , فلنقل بالأحرى أنها هي التي تجاهلته , لأنه لم ينتبه لها أبدا , كان مشغولا بشرح تحركات النجوم لروشيل لأكثر من ساعة.
وفجأة ظهر بوكا من وراء سور الأعشاب , فأفزع السيدتين المستغرقتين في عملهما وأفكارهما ,رأى الصبي شعر كولبي الناري عن بعد فجاء ليسليها , أبتسمت بيللا لكولبي , صحيح أن رفقته ممتعة وطريفففة لكنه سيعيق عملهما أيضا , وأخذ بوكا يركض من واحدة الى أخرى وهو يوجه أرشاداته ونصائحهالتي كان من الأفل تجاهلها.
وفي زاوية بعيدة من الحديقة كان النحل يطير فرحا بين الزهور ليمتص رحيقها بنهم , وكانت نساء المنزل الكبير يتجنبن تلك الزاوية في هذه الفترة من النهار خوفا من غضب النحل , أما بوكا فلم يكن يستطيع ذلك برغم الأنذارات المتلاحقة التي وجهت اليه بهذا الصدد ,ولم يقتصر نشاط بوكا على مراقبة النحل , بل كان يحاول ألتقاط بعضها ليجففه لاحقا ويأكله , فهذا هو الطعام المفضل لدى السكان الأصليين , ويئست بيللا من أستدعائه بعد النداء الرابع.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 02:11 PM   #54

سكون العاصفة
 
الصورة الرمزية سكون العاصفة

? العضوٌ??? » 82842
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » سكون العاصفة will become famous soon enoughسكون العاصفة will become famous soon enough
افتراضي

مشكورة على المجهود

سكون العاصفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 03:28 PM   #55

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لا أدري لماذا أقلق عليه , يبدو أن النحل لا يحاول أيذاءه , لو ذهبت أنا الى هناك لهاجمتني بدون رحمة".
وتوقف بوكا عن لهوه عندما خرجت روشيل الى الشرفة وهي تصفق عاليا وتناديه بلهجة آمرة:
" تعال هنا أيها الصبي الأسود!".
رنت الكلمات مزعجة في الهواء , فلم تتمالك بيللا نفسها من التعليق قائلة:" يا ألهي , أتمنى لو تتجنب روشيل أستعمال هذه التعابير , أنها تجرح أحساس بوكا عتدما تناديه بالصبي الأسود , السكان الأصليون يعتدّون بلونهم وحضارتهم".
وتجاهل بوكا النداء وكأنه لم يسمعه , نزلت روشيل الدرجات القليلة لتقترب من بيللا:
" أحاول العثور على ميني , أعتقدت أن الصبي الصغير يعرف مكانها , طبعا لن يخبرني كلهم يتكاتفون ضدنا".
نظرت اليها بيللا , وبحركة لا شعورية حاولت ترتيب خصلات شعرها الفوضوية , لا تعرف لماذا يشعرها وجود روشيل بأنها أمرأة متقدمة في السن وسيدة مهملة لمظهرها العام.
" وماذا تريدين من ميني؟".
لوت روشيل شفتيها بأستياء وأشمئزاز:
"كسرت أناء الزهور وأختفت كعادتها".
" لا تقلقي روشيل , أعتدنا على ذلك".
فقطبت روشيل حاجبيها:
" أعتقد أنه يجدر بك معاقبتها".
زمت بيللا شفتيها ولم تجب , فألتفتت روشيل لتبحث مجددا عن بوكا :
" أين ذهب الشحاذ الصغير؟".
" أسمه بوكا".
قالتها كولبي بحدة وأنصرفت الى ري الغرسات , لكن روشيل أصرت على مضايقتها مجددا:
" وهل لأسمه أهمية؟".
تدخلت بيللا بحدة فأثارت أستغراب الفتاتين .
" طبعا يا روشيل , أنا أعتقد أن اللياقة لا تقتصر على فئة معينة من البشر , من الواجب أن تكون معاملتك طيبة مع الجميع".
أحست كولبي بسعادة غامرة لأن بيللا أختارت الوقوف الى جانبها ,أما روشيل فتلون وجهها بحمرة الغضب , ترددت قليلا , لكنها عادت لتهاجم كولبي بطريقة أخرى.
" أريد موافقتك يا بيللا على الطريقة التي نسقت بها الزهور , طبعا عندما يتسنى لك اوقت لذلك , أمضيت وقتا طويلا في ترتيبها , وأعتقد أنها ستعجبك , فهي تختلف تماما عن الأسلوب الفوضوي الذي يستعمله بعض الناس".
ونظرت الى كولبي بسخرية , وأنقذ الموقف التفجر , صوت سوزان الذي وصلهن مرحا من الشرفة:
" تعالي يا أمي , لا بد أن تري ماذا فعلت روشيل".
وكادت بيللا تصرخ أنزعاجا! كيف أستطاعت روشيل أن تكسب كل هذا الحب والتقدير من أبنتها! ربما يعود ذلك الى حاجة سوزان الى رفيقة ,وروشيل ذكية فعلا في تعاملها معها.
اليوم تشعر بيللا بنفسها متعبة مسنة , يغلفها خمول شديد يسبق عادة حالات الصداع التي صارت تنتابها أكثر فأكثر.
وأبتسمت بيللا لكولبي وحاولت أن تضع في عينيها كل محبتها لها قبل أن تنصرف برفقة ,وتابعتهما كولبي بنظراتها وهي تعض على شفتها السفلى , روشيل لا تطيقها , وسوزان تبدي تجاهها لا مبالاة واضحة , ودارت متضايق منها ,فماذا بقي لها بعد ذلك؟
وأيقظها من شرودها ضجيج بوكا الذي كان يتمرغ على العشب قريبا منها , أحس الصبي بحزنها فحاول جهده التخفيف عنها بحركات مضحكة ,جاء برفقة صديقه كولبار جو لتسليتها , وجو هذا لم يكن ألا طائرا بريا من نوع الأمو( طائر أسترالي يشبه النعامة لكنه أصغر منها بقليل) لم يعرف أحد كيف تمكن بوكا من تحويله الى حيوان أليف ,ولا كيف أصبحا من أقرب الأصدقاء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 09:05 PM   #56

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فعلا تمكن الصغير من رفع معنوياتها , فشاركته ضحكه ولعبه.
" ما رأيك في نزهة يا بوكا؟".
وأشرق وجهه على الفور:
" طبعا موافق يا آنستي , سأدلك على أمكنة جديدة رائعة الجمال".
وأنطلقا معا على ظهر سورشا , ولم تتوقع كولبي أن تكون الرحلة من أروع وأغرب ما قامت به حتى الآن, أخذها بوكا الى التلال الحمراء , المليئة بالمغارات الصغيرة , والتي يعتبرها السكان الأصليون أرضهم المقدسة , عندما كانت طفلة , كانت كولبي تخاف المرور في هذه المنطقة ليلا , هناك شيء ما ينبع منها يجعل الشعر يقف على رأسها , الأصليون يلقبونها أرض الأرواح الحية , ويستطيع المرء أن يصدق ذلك بسهولة , ففي الليل كانت الأضواء تتلاعب فوق التلال وكأن شبحا خفيا يلهو ينقلها من مكان الى آخر لأخافة من تسول له نفسه الأقتراب من التلال السحرية , قد تكون هذه الأضواء نتيجة بعض العوامل الطبيعية , لكن من المخيف حقا مشاهدتها , وكانت كولبي سعيدة جدا لأن الشمس كانت تغرق في تلك اللحظات كل الزوايا وأخذت كولبي بنصيحة بوكا فربطت فرسها الى شجرة قريبة وتسلقت معه التلال سيرا على الأقدام , لكنها لم تتمالك نفسها من أن تهمس في أذنه:
" أتمنى ألا تكون هناك ثعابين سامة في الجوار يا بوكا!".
أبتسم بوكا وقادها الى مغارة واسعة تناثرت على أرضها جلود الثعابين ,وعرفت كولبي فورا أن هذا هو المكان الذي تغير فيه الثعابين جلدها سنويا , أراد الصغير أن يمازحها يعدما شعر بخوفها , وعندما ألتفتت اليه لتؤنبه على ما فعل أنفجر ضاحكا , وفر الى المغارة المجاورة , فتبعته وكاد رأسها يصطدم بالمدخل المنخفض , وفي الداخل رأت كولبي ممرا في الصخر يؤدي الى مغارة أخرى , ومر بوكا من الفتحة وساعدها لتلحق به , ولم تتمالك كولبي نفسها من التفكير بأن دارت لا يستطيع أدخال جسمه القوي في هذه الفتحة الصغيرة , وعندما وصلت كولبي الى المغارة الثانية شهقت دهشة , فالجدران الصخرية كانت مزينة بلوحات بدائية غريبة ملونة بظلال الأرض , بعض الوجوه على الجدران كانت تتفحصها بشكل مخيف , عرفت أنها تمثل الأرواح الشريرة ,عندما رأت ألسنتها الحمراء تتدلى من شفاه بيضاء , أما الأيدي والأرجل فكانت تشبه أطراف الهياكل العظمية مع فرق واحد , هو وجود مخالب حيوانية بدل الأظافر.
وفي مواجهة هذه الأرواح الشريرة كان يقف المحاربون الشجعان الذين يدافعون عن الخير تحت حماية الأرواح الصالحة ,وعلى عرض السقف تلوى رسم ثعبان ضخم رفع رأسه مهددا , وتجول بوكا بثقة في أرجاء المغارة وكأنه بائع لوحات يعرض بضائعه على مشتر ثري , كان يدلها على الرسوم ويشرح لها معانيا بأطلاع يستغرب المرء توفره في صبي صغير.
لأجيال عدة ساهم السكان الأصليون المحافظة على هذا المعرض البدائي , ولذا مشت كولبي بصمت وأحترام قرب بوكا وهي تمرر يدها بين وقت وآخر على الصفحات الصخرية ,وبعد فترة ألتفتت الى بوكا لتقول له بأنفعال وأهتمام:
" والآن عد كل ما قلته من البداية".
وأبتسم بوكا فخورا بتراثه العريق , وسعيدا لأن الآنسة الشابة قدرت معنى الثقة التي منحها أياها عندما أصطحبها الى الأرض المقدسة , أرض أجداده .
فور عودتهما الى المنزل الكبير طالعهما مشهد غريب , كانت روشيل شاحبة اللون , زائغة النظرات , تستند الى حائط المنزل , وأمامها كولبار جو يحدق فيها بثبات , ما هي المدة التي قضتها يا ترى في هذا الوضع , لا أحد يعرف ؟ وتحركت كولبي بسرعة توجه أوامرها الى بوكا.
" هيا يا بوكا أستدعي جو , الآنسة خائفة , كن حذرا في تحركاتك".
كانت كولبي تعرف جيدا أن غضب الأمو قد تكون خطرا فرفسته تعادل قوتها رفسة البغال , وأنصاع بوكا للطلب بسرعة , فأستدعى صديقه بلهجته الوطنية , أستجاب الطائر للنداء , وأنطفأ بريق الخطررر في عينيه وهو يلقي رأسه بدلال فوق كتف بوكا , أسرعت كولبي الى روشيل معتذرة , هي مسؤولة عن بوكا , وبالتالي عن الأمو.
" آسفة يا روشيل".
" طبعا أنت آسفة أيتها الفتاة اللئيمة , أنت تحاولين الأنتقام مني لما قلته أمس , تسمرت هنا حوال عشرين دقيقة وأنا خائفة من رفسة تصيبني في الرأس أو أسوأ من ذلك , كنت خائفة من الصراخ لطلب النجدة , حتى لا أثير حفيظة هذا الحيوان اللعين , أنه يستحق القتل".
وأخذت روشيل تصرخ وتتوعد , أما كولبي فأخذت تتكلم بحذر وهي تحاول المحافظة على هدوء أعصابها قدر المستطاع .
" أهدأي يا روشيل أؤكد لك أنك لم تكوني بخطر".
" تؤكدين ماذا أيتها اللعينة؟".
ورفعت يدها وصفعتها بقوة ,لم تكن كولبي تنتظر ردة الفعل هذه , فسقطت أرضا وأصطدمت مؤخرة رأسها بأحجار الحديقة , أقترب الأمو من راشيل مهددا , أما بوكا فتسمر مكانه هلعا يحدق في كولبي , كانت فاقدة الوعي لا تتحرك وقد تحول لونها الى لون بنفسج الصحراء , ووقع عليه الأمر كالصاعقة , فأخذ يصرخ عاليا :
" الآنسة فارقت الحياة".
وركض يائسا بأتجاه المنزل الكبير , برغم أنه كان ممنوعا من دخوله ,ولما لم يجد سيده هناك , أسرع خارجا ولم يتوقف حتى أستراحت عيناه أخيرا على دارت وستيفت يخرجان من الأسطبل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 09:25 PM   #57

سكون العاصفة
 
الصورة الرمزية سكون العاصفة

? العضوٌ??? » 82842
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » سكون العاصفة will become famous soon enoughسكون العاصفة will become famous soon enough
افتراضي

ارجوكي كملي بسرعة شوقتيني الاحداث مشوقة

سكون العاصفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 09:54 PM   #58

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد لحظات ألتف كل سكان المنزل الكبير حول كولبي , بعدما سمعوا جميعهم عويل بوكا ونقل دارت بصره بين كولبي وروشيل التي تسمرت مكانها كصخرة , حتى نسيت وجود الأمو , صفق دارت بيديه فأبتعد الحيوان عنها , وركع على ركبتيه ليفحص كولبي عن قرب , كانت قد أستعادت وعيها, وأن كانت ما تزال تحت تأثير الصدمة , رفعت اليه عينيها الخضراوين فلفتها الأهتمام القلق الواضح على وجهه , فقالت باسمة قبل أن يغمى عليها مجددا :
" لا يعجبني أصدقاؤك".
لم تشعر روشيل في حياتها بالحرج الذي كان يمزقها في تلك اللحظة , أنطلقت في دفاع مستميت عن نفسها وهي تمد يدها الى سوزان طلبا للنجدة , وأحمر وجهها أنفعالا:" أنه الأمو , أخافني وسمرني في مكاني لأكثر من نصف ساعة , لم يتحرك حتى جاءت كولبي وبوكا , صحيح أنها صرفته بعيدا عني ,لكنها كانت قليلة الأدب معي , كنت مضطربة لدرجة لم أعرف معها ماذا حصل بعد ذلك".
ووضعت يديها على وجهها وأنفجرت في بكاء عنيف , لكن أحدا لم يهتم بها , يل لكولبي اللعينة! كيف كان بأمكانها أن تتنبأ بأنها ستسقط أرضا وتصدم رأسها بحجر , يا له من موقف مزعج.
مرر دارت أصابعه في الخصلات النارية بحثا عن أي ورم تكون قد تركته الصدمة,فوجد جرحا صغيرا لا أهمية له , حملها بين ذراعيه وسار بها الى المنزل .
وقطعت بيللا الصمت لتطمئنهم جميعا :
" لا تخافوا مجرد رضوض بسيطة ,سأتصل بمقر الطبيب المتجول لأسأله عما يجب علي فعله في هذه الحالة , سأطمئن أكثر بعد ذلك".
وتبعوا جميعهم دارت بصمت الى داخل المنزل.
عندما عادت كولبي الى وعيها , شعرت بألم بسيط في أعلى عنقها أنتقل تدريجيا ليضع غشاوة على عينيها , وفي لحظة أسترجعت كل تفاصيل الحادث,رفعت رأسها ببطء , فرأت دارت يدخل من الباب ووراءه بيللا تبدو متعبة , لكن سرعان ما أشرق وجهها عندما رأت كولبي جالسة في فراشها.
" أستيقظت يا أبنتي العزيزة ؟ هل تشعرين بتحسن؟ يبدو عليك ذلك".
" نعم أنا أحسن بكثير , شكرا لك يا عمتي بيللا".
وأنتبهت كولبي للمرة الأولى أنها ترتدي قميص نومها البرتقالي المنخفض لدى فتحة الصدر , فغرقت أكثر تحت الغطاء , أقترب دارت من الجهة اليسرى من سريرها وفي يده حبتين صغيرتين ,وطلب منها الجلوس مجددا.
" هيا , أبلعي هاتين الحبتين".
" وما هذا؟".
" لا تسأليني , أسألي الطبيب".
قالها ببرود ,فتدخلت بيللا كعادتها لترطب الأجواء :
" هذه الحبوب تحمل الرقم ثمانية وعشرين يا كولبي , ولا أدري ما هي".
وسأل دارت كولبي ساخرا :
" هل أنت مطمئنة الآن؟".
ضحكت كولبي وتناولت الحبتين.
" لا , لكنني لا أبالي , أعتقد أن الطبيب يفهم أكثر مني في هذه الأمور".
كنغارا ,ككل المزارع في هذه المنطقة النائية , كانت مجهزة بمختلف أنواع الأدوية , وكانت الوصفات الطبية تتم هاتفيا , بواسطة أرقام معينة تلصق بالدواء , فيعطي الطبيب رقم الدواء الواجب أستعماله في حال لم يتمكن من الوصول الى مريضه في الوقت المناسب , وقد برهنت هذه الطريقة عن نجاح أكيد.
أعادت بيللا ترتيب الوسائد وراء ظهر كولبي:
" بوكا جاء لزيارتك منذ دقائق قليلة , كان الطفل المسكين مضطربا , أنه يحبك كثيرا يا كولبي , سأناديه بعد قليل ليراك , لم يصدق بعد أنك بخير".
وتبادلتا الأبتسام , ألتفتت بيللا الى دارت الذي ظل صامتا يتفحص وجه كولبي الشاحب.
" أعتقد أنك تريد التحدث مع كولبي يا دارت , سأترككما معا , وسأرسل لك عشاء خفيفا يا كولبي , لا تحاولي النهوض من فراشك".
وأغلقت وراءها الباب قبل أن تعلق كولبي بكلمة واحدة أرغمها دارت على الأسترخاء في فراشها وجلس الى جانبها ينظر اليها عاقد الحاجبين:
" حسنا يا دارت ,ما الأمر هذه المرة ؟ هل ضايقت صديقتك العزيزة؟".
" أخبريني يما حصل , سمعت رواية روشيل ,وثرثرة بوكا , وأنا الآن بأنتظار ما ستقولين".
" وهل ستصدقني يا دارتلاند كينغ".
" ربما".
" لا أعرف من أين أبدأ".
" من البداية".
أغمضت كولبي عينيها , آه لو يعرف كم يخفق قلبها في هذه اللحظة , أنها تحبه! أستغرقتها أفكارها لدقائق قبل أن تفتح عينيها أخيرا , لترى أبتسامة دارت الحانية:
" من حسن حظي أنني أخذت أجازة اليوم , هل عليّ أن أنتظر النهار بطوله كي أسحب منك بضع كلمات؟".
" الأمر ليس بهذه الأهمية يا دارت , كانت روشيل خائفة لدرجة أنفجر معها غضبها في أول وجه رأته , وصادف أنني كنت ذاك الشخص , أنا آسفة جدا لأنك لم تكن أنت مكاني ".
" ألم تسخري منها , أعرف طبعك الناري".
" لا , طلبت منها أن تهدأ فقط , وأؤكد لك أنني كنت أسفة جدا لما حصل لها , لكنني لم أعد آسفة الآن , قبضتها حديدية فعلا وكأنها من عائلة كينغ".
" ليس لها الحق بضربك".
" أنت فعلت مثلها تماما , هل نسيت؟".
" لا , لكن الأمر يختلف معي".
وضحك عاليا , فأغلقت كولبي عينيها ثانية , لا تدري ما بها ,أنها مضطربة جدا , لا بد أنه أثر الضربة , وأحست كولبي بقبلة رقيقة على وجهها فأرتجفت بعنف لملمس شفتيه.
" آه يا دارت , لماذا فعلت ذلك؟".
أبتسم ساخرا بأنفعالها:
" لو كنت أعلم أنك ستتصرفين هكذا لما قبلتك , سأتركك الآن لترتاحي , سأعود لأراك لاحقا".
وقبل أن يخرج من الغرفة , توقف قليلا عند الباب ليقول لها:
" صديقتي العزيزة كما تسمينها يا كولبي , عادت الى منزلها , طلبت من ستيفن مرافقتها , كانت منزعجة جدا وكذلك بيللا , آه من النساء!".
تعليقه ذكرها بالعم سيروس , فأغرقت في الضحك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-10, 10:51 PM   #59

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

9- المطاردة
حشد الصيف كل قوته ليغرق الأرض بموجة من الحر الشديد , القطيع بمعظمه نقل الى أسواق أدبيلابيد ليباع هناك قبل أن توهن الحرارة قوته ونشاطه , فأشهر الصيف في المناطق الداخلية من القارة الأسترالية تمارس قسوتها على الأنسان والحيوان معا , ولذا كان على الرجال نقل ما تبقى من القطيع من المناطق التي جفت مياهها الى واحات أخرى , وذلك في الشاحنات لتتجنب الماشية الأرهاق والعطش.
وكان الرجال يعملون من الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من المساء , ففي ساعات النهار كانوا ينقلون الثيران الكبيرة وينتظروت الليل ونسائمه المنعشة لنقل الأبقار وعجولها.
ومع مرور الأيام أستقرت نساء البيت الكبير في نظام روتيني يومي , ووزعن ساعات النهار بين الأهتمام بشؤون المنزل , والأعتناء بالحديقة , والأشراف على الدكان التجاري الخاص بالعمال , وتولت كولبي وسوزان مهمة تموين الكان الصغير عوضا عن مايك الذي أستغرقه عمله اليومي الشاق.
كانت الفتاتان منشغلتين تماما في ترتيب دفعة البضائع الجديدة التي جلبها الطيار الشاب بوب غافين ,وكان لا بد من تسجيل كل شيء في الدفاتر , الثياب والمواد الغذائية , ومستحضرات الغسيل ,والكتب والأسطوانات , وتوقفت كولبي ضاحكة أمام مجموعة القمصان التي طلبها العمال, فهم كمعظم الناس الملونين يحبون الألوان الصارخة , وكلما كان اللون فاقعا كلما كلن الأقبال عليه أكبر , ويبقى اللون الأحمر الناري هو الأكثر شعبية , ويليه البرتقالي ,وصحيح أن قمصان العمل والسراويل الكاكية كانت تخاط في المزرعة وتؤمن للعمال مجانا , ألا أنهم يفضلون النوع الأكثر ترفا الذي يحصلون عليه من دكان المزرعة , ودهشت كولبي للدقة والفعالية والسرعة التي تعمل بها سوزان , فهي تتصرف في المنزل عكس ذلك تماما.
وكأن سوزان أحست بم يجول في خاطر كولبي , فرفعت رأها مبتسمة :
" كنت أحلم دائما بأن أصبح ممرضة".
" وما الذي منعك من تحقيق هذه الأمنية؟".
" لا أملك المال الكافي لذلك ! ومن جهة اخرى لا أستطيع أن أترك أمي وحدها هنا , أنها ليست مزارعة برغم أنها تحاول جهدها لتكون كذلك".
ورفعت سوزان يدها بعصبية كأنها تريد أن تطرد هذه الأمنية من رأسها :
" ما فائدة الحديث عن كل هذا أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا!".
" بل تستطيعين أن تفعلي الكثير , لم يفت الأوان بعد , هل تكلمت مع دارت بهذا الشأن".
" دارت!.... يا ألهي ... طبعا لا , أريد أن أبوح لك بسر يا كولبي ,كنت أخاف جدا من زوج أم , وكذلك ستيفن , وجزء من ذلك ما زال يلازمني عندما أتحدث الى دارت , أنه أبن العم سيروس".
ولم تصدق كولبي ما سمعت:
" آه يا سوزان ,كيف يمكنك النظر ال دارت هكذا , أنه يختلف عن العم سيروس , دارت أنسان بكل معنى الكلمة".
" أعلم , لم تفهمي قصدي جيجا ,زوج أمي كان أيضا طيبا في معاملتنا , لكن على طريقته الخاصة , وفي الحقيقة حاول جهده أن يكسب ثقتنا , لكننا كأولاد المدن كنا نشعر بالخجل وبعدم الثقة بالنفس, لم يستطع العم سيروس أن يفهمنا , أما بالنسبة لدارت , فالأمر مختلف أعترف بذلك , لكن عليك أن تعترفي أنت أيضا أن لدارت شخصية مميزة أجد معها صعوبة في أن أطلب منه أي شيء , حين أتكلم معه أتلعثم أو أجيب بعنف وجفاف".
وخفضت سوزان نظرها لتتابع بشيء من الخجل:
" أعتقد أنك تعرفين أننا لا نملك مالا خاصا بنا , لكننا لسنا بحاجة اليه في أي حال ,دارت يتكفل بكل أمورنا".
" ما المشكلة أذن؟".
"يبدو يا عزيزتي كولبي أنك لم تسمعي ما قلت , أريد أن أصبح ممرضة والأيام تمر بسرعة , لم أعد صغيرة , أنا في الثامنة عشرة , أي أنني تجاوزت السن المطلوبة للسنة الأولى".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-10, 06:53 PM   #60

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظرت الى كولبي بأعجاب قبل أن تكمل حديثها:
" الحياة التي نعيشها شديدة القساوة يا كولبي ,ولا يستطيع تحملها ألا الأقوياء , أنت جزء من هذه الأرض وتنتمين اليها بكل جوارحك , على المرء أن يكون أعمى كي لا يرى ذلك , صحيح أنك كنت جميلة جدا عندما جئت الى هنا لكنك الآن أكثر فتنة وكأن الطبيعة رحبت بعودتك ,الى أحضانها بأن سكبت عليك كل أشراقها ودفئها , هذه البلاد بقسوتها وصمتها المخيف , ومساحاتها الشاسعة , لا ترحم ألا الرجال الذين يوازونها صلابة , أنا لم أخلق لها , وكذلك والدتي , رغم أنها تدعي العكس ,أما ستيفن فيعيش هنا أسعد أيام حياته".
" ربما كنت على حق يا سوزان , لكنني لا أرى سببا يدعوك الى تحمل كل هذا".
وترددت قليلا قبل أن تتابع قائلة:
" هل تسمحين بأن أكلم دارت بهذا الشأن؟ لا يمكن أن تتوقعي منه أن يكون قادرا على قراءة الأفكار , أنا متأكدة أنه لن يقف في طريقك , بل أنا واثقة أنه سيساعدك ماديا".
" حسنا يا كولبي تكلمي معه أذا كنت ترين ذلك مناسبا , لكن روشيل قالت....".
وتوقفت فجأة عن الكلام ,فأسرعت كولبي لمساعدتها :
" نعم ؟ روشيل قالت ماذا؟".
" أنسي الموضوع يا كولبي , لا يهم ما قالته روشيل , أعتقد بأنني سأكون ممرضة ممتازة".
" لا شك في ذلك , أتركي الأمر لي , سأتحدث الى دارت في أقرب فرصة ممكنة".
ودخل بن علهما في تلك اللحظة , رفع قبعته عن رأسه ليحييهما بأحترام:
" صباح الخير , آسف لأنني قطعت عليكما الحديث , أعذراني , دقيقة واحدة وسأخرج".
وتوجه فورا الى الغرفة الخلفية ليعود بعد قليل حاملا بندقية من عيار 22 , أحنى لهما رأسه بسرعة وهرول خارجا.
رفعت سوزان كتفيها بأشمئزاز :
" أعتقد أنه ذاهب لتنفيذ عملية قتل جديدة".
" نحن بحاجة الى اللحم يا سوزان , بن يستطيع أن يقتل العجلة بطلقة واحدة , أنها طبيعة الحياة الحياة هنا , ولا يستطيع المرء أن يكون شديد الحساسية في هذه الأمور وألا مات جوعا".
" أعلم يا كولبي ,ولا استطيع الأدعاء أنني أحب أن أكون نباتية".
وألقت سوزان نظرة أخيرة على الغرفة الواسعة :
" أعتقد أننا أنتهينا من ترتيب الشحنة الجديدة , أليس كذلك يا كولبي؟".
" نعم".
تمتمت كولبي بشرود وذهنهاكان منشغلا الآن بما ستقوله لدارت , أغلقت سوزان الدكان وعادت الفتاتان الى المنزل.
أنتظرت كولبي نهاية الأسبوع قبل أن تحدث دارت بشأن سوزان , أرادت أن تنتهز أول فرصة يعود فيها باكرا الى المنزل لقضاء أمسية هادئة , وما كاد دارت يفعل ذلك حتى لحقت به الى الشرفة تحمل له كوبا من الشراب المتعش ., مناورتها الطفولية هذه , أكتشفها دارت بسرعة:
" حسنا يا كولبي , ما هو مطلبك هذه المرة؟".
" كيف عرفت؟".
نظر اليها ضاحكا وهو يقول مداعبا :
" هيا يا عزيزتي أطلقي نيرانك".
وقفز قلب كولبي فرحا عندما سمعته يناديها يا عزيزتي , لكنها تمالكت نفسها بسرعة:
" الأمر يتعلق بسوزان".
ومرت في عينيه الواسعتين لمحة أهتمام سرعان ما أنطفأت :
" حقا ؟ تكلمي يا صغيرتي , ليس من عادتك التلعثم في الكلام".
" سوزان تريد أن تصبح ممرضة , ومن حقها أن يفسح لها المجال لتحقيق طموحها ".
" طبعا!".
" أنت موافق أذن".
ولم تصدق كولبي أنها فازت بهذه السرعة , فرفعت رأسها تتفحص وجهه , طمأنتها أبتسامته:
" طبعا يا عزيزتي أوافق , هل كنت تظنين عكس ذلك؟".
وأمسك يدها بقوة , بعدما توقفت نظراته لحظات طويلة على بشرتها الذهبية :
" تعالي معي لنقوم بنزهة قصيرة يا صغيرتي".
وكادت كولبي تضحك عاليا وهي تبسط يدها الصغيرة في قبضته , دعوته لها كانت أمرا أكثر منها دعوة نزهة.
وتعلقت عيناها بقامته الطويلة ,وشعرت بالدفء يغمرها وهي تفكر بهذه العلاقة الجديدة بينهما.
دارت آه دارت , وأعتصر قلبها ألما.
سارا بصمت , لم يرد أحد منهما أن يعكر سكون تلك الأمسية الرائعة , في ضوء القمر بدت التلال قريبة لدرجة يشعر معها المرء كأنه يستطيع أن يمد يده ليلمسها , كان الهواء عابقا بأريج الزهور , ومن البعيد تناهت أليهما تمتمة طاحونة الهواء , وهمهمة الماشية المنتشرة على التلال.
وأحست كولبي براحة عميقة , فتنهدت عاليا , وأرخى دارت يده على كتفها وهو يقول بحب وفخر:
" أنها أرض رائعة يا كولبي!".
أبتسمت له وأنعكس في عينيها شعاع القمر :
" أنها أرض للرجال فقط أليس كذلك يا دارت؟".
" أننا نحاول أن نجعلها صالحة للنساء أيضا , الرجل قد يقوم بأي شيء عندما يجد المرأة المناسبة , والمرأة بدورها ستحاول أن تتغلب على الشعور الطاغي بالوحدة من أجل الرجل الذي تحب , وبعض النساء لا يشعرن بها على الأطلاق".
ونظر اليها بحنان , لكنه سارع الى تغيير الموضوع عندما أحس أنه سيضعف أمام هذه الطفلة التي كبرت بسرعة.
" الآن ,ماذا كنت تريدين أن أفعل بشأن سوزان؟ لماذا لم تكلمني هي بنفسها في هذا الشأن؟".
" أعتقد أنها لم ترد أزعاجك , أستغرقك العمل كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية , أما أنا فعرفت بالصدفة أنها تحلم بأن تصبح ممرضة , هذا كل شيء , أعتقد أنها تريد أن تبدأ الدراسة في أقرب فرصة ممكنة , أنها ليست مزارعة , الناس لا يستطيعون كلهم تحمل هذه الحياة القاسية ,ألم تشعر بذلك يا دارت؟".
" لا يبدو لي أنك تواجهين أي مشاكل هنا!".
ردت بعفوية وكأنها تريد أن تعبر دفعة واحدة عن كل ما تحمله من حب للأرض هذه:
" حبها يجري في عروقي , عرفتها طفلة فتعلقت بها , لم أنسها أبدا , كنت دائما أحلم باليوم الذي أعود فيه الى كنغارا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.