آخر 10 مشاركات
6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-08, 02:19 AM   #1

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
ALARM 243-** لك الى الابـــد ** ديبي ماكومبر ( كتابة / كاملة)




لك إلى الأبد
243

كيف يمكن لأمرأه فاشلة في الحب أن تكتب عنة ؟ وهل من مكان افضل من رواية الحب تدفن فية بايلي يورك أملها المكسور ؟ على الأقل في الرواية لا يموت الحب ولا يهرب البطل في اللحظة الأخيرة ....
لكن هل هذا البطل موجود فعلاً في الحياة ؟
سؤال حير بايلي حتى ظهر باركر دايفرسون ... كان جذاباً قوي الإرادة فخوراً ... إنه بطلاً حقيقي لكن المشكلة انة يريد البطل في حياتها وليس فقط في روايتها



روابط كتاب الرواية
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-02-15 الساعة 02:00 AM
هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:20 AM   #2

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


1- التحري الفاشل


رأت يورك ان هذا الرجل هو مصدر متاعبها .. فهو لا يحتمل .. في المرة الأولى كان بارداً جداً ، ومتباعداً .. وحدها امرأه شغوفة يمكن ان تقع في حبة.
بدا الرجل عادياً ، تافة الشخصية .. وهو بلا شك بحاجة إلى تشكيل من جديد ، لكن بايلي واثقة من انها تعرف كيفية ذلك .
لهذا ، قامت بما هو منطقي .. استشارت كاتبة رومانسية زميلة .
وكانت جو آن دايفس تستقل قطار الأنفاق معها كل يوم .. وهي صاحبة خبرة أوسع في مقل هذه الأمور .. لأنها تتعامل منذ أكثر من 3 سنوات مع رجل مثل مايكل .
وسألتها بايلي بلهفة حين التقا في الصباح يوم ممطر من ايام شهر كانون الأول قبل ركوب القطار السريع لمنطقة سان فرانسيسكو باي :
- حسن ما رأيك ؟
هزت جز آن رسها ، ونظراتها تماثل كلماتها : انت على حق ، مايكل تافة
ولم تستطع بايلي إلا ان تشهر بالإحباط
- لكنني عملت جاهدة
لقد عملت شهراً ، واستغنت كل لحظة ممكنة . كما ضحت بأوقات الغداء ، وتخلت عن سهرات تلفزيونية ، ونهاية أسابيع كاملة ..حتى الأعياد اعتبرتها إلهاء لها ، وغني عن القول أن حياتها الإجتماعية انعدمت كلياً .
تمتمت بايلي ، مع وصل القطار السريع للمحطة :
- لم يقل لي احد إن كتابة الرواية الرومانسية صعبة بهذا الشكل .
توقف المطار ، وانفتحت الأبواب لينزل ركاب على عجل من امرهم .
واتجهت بايلي إلى احد العربات وهي تسأل : ماذا بعد ؟
لم تكن يوماً أكثر هدوءاً ، واحست ان قرارها لن يتزحزح ولن يتبدل .
نصحتها جو آن : عودي إلى البداية .. وابدئي مجدداً
تأوهت بايلي : مرة اخرى
ونظرت حولها تبحث عن مقعد فارغ وتقدمت إلي الأمام وجو آن تتبعها . وبعد ان استقرتا ، ردت جو أن مخطوطة القصة المهلهلة إلى بايلي .
فتحت الصفحة الأولى ، تقرأ الملاظات التي وضعتها جو آن في الهوامش . أول ما خطر لها هو ان ترمي المشروح كلة في سلة المهملات وتتخلص من بؤسها ، لكنها تكره الإعتراف بالهزيمة .. فهي لطالما كانت شخصاً مصمماً وما إن تصمم على شيء حتى يلزمها أكثر من امر تافة تحديد الشخصيات ليحبطها .
فكرت بيلي في سخرية الموقف ، امرأه فاشلة بالحب مثلها تهتم بالكتابة عنة . ربما هذا هو السبب ولعل هذا هو سبب حاجتها لبيع مؤلفها الرومانسي . فقد عاشت الحب الحقيقي مرتين وتعذبت مرتين .. تعلمت درسها بطريقة الصعبة فمن الرائع أن تقرأ الرجال وأن تتأملهم من بعيد ، ولكن حين يصل الأمر إلى التورط شخصياً في علاقة جادة تهرب ببساطة لأن الأمر لا يهمها ... بل لم يغد يهمها
أكدت لها جو آن : الحبكة جيدة في الأساس وكل ما تحتاجين إليه هو إعادة تشكيل الشخصية مايكل .
لقد اعادت العمل على الرجل المسكين اعداداً لا يحصى من المرات بحيث يصعب على البطلة جانيس ان تعرفة . ولو لم تكن بايلي تحب مايكل لما توقعت ان يأسر قلب جايمس
تابعت جو آن : افضل نصيحة أسديها لك هي اعادة قراءة القصص الرومانسية المفضلة لديك ، ومراقبة وصف المؤلفة لبطلها .
أطلقت بايلي تنهيدة سخط ، وهزت رأسها يجب أن لا تتذمر ... ليس بعد على أي حال فهي لم تعش هذه التجربة إلا منذ بضعة أشهر .. على عكس جو آن التي تكتب المخطوطات منذ اكثر من 3 سنوات . وولكن بايلي تظن أنة لن يلزمها هذا الوقت كله لتبيع كتاباً ، لأن لديها وقت اطول من صديقتها للكتابة ... فجو آن متزوجة وأم لولدين صغيرين ، كما انها تعمل دوام كامل .. سبب آخر لدفع بايلي للتأكيد على نجاحها ، وهو انها رومانسية ... الكل تقريباً ، الطبيعة الحساسة هي عنصر هام على ما يبدو
ولطالما وصلت بايلي لتكونين احاسيس الرومانسية لامعة وملفتة .. وقد كانت كذلك ، بإستثناء مايكل الذي بدا مصراً على التسبب لها بالمتاعب .
لطالما كان الرجل لغزاً محيراً بالنسبة لها ... لذا من غير المنطقي أن تتوقع ان يختلف الأمر الأن
وأكملت جو آن مفكرة : أمر آخر قد يساعدك ..
- ما هو ؟
- نشرت وكالة الكتاب مؤخراً كتاباً حول الشخصيات ... ولقد قرأت مقالة عنة ، وحسيما أذكر يدعي المؤلف افضل وسيلة للتعلم هي المراقبة بدا لي الأمر سخيفاً حينها ... ولكن ، اتيح لي فرصة التفكير بالأمر ... او تعرفين ؟ وجدتة منطقياً
قالت بايلي بصوت مرتفع : بكلمات آخرى ... ما احتاجة هو نموذج ..
ثم عبست وهزت رأسها ببطء مضيفة : اعتقد لحياناً أنني لن أتعرف إلى البطل حتى ولو ضربني على رأسي
وما إن نطقت بهذا الكلمات حتى صدم شيء صلب رأسها
فأطلقت بايلي صيحة حادة وراحت تفكر بالألم .. والتفتت تنظر إلى النذل الذي مر بكل عفوية من امامها . ولم تكن نشعر بقدر ما كانت مندهشة
صاحت : هاي انظر امامك !
فقال الرجل بصوت اجش : ارو عفوك
كان يحمل حقيبة اوراق في يد ، ومظلة تحت إبطة .. وقدرت بايلي أن قبضة المظله عي المعتدى . نظرت إلية ساخطة ، فأصل ما علية ان يفعل هو السؤال عما إذا اصيبت بأذى
سألت جو آن : ستأتين إلى الإجتامع الليلة ... أليس كذلك ؟
توقف القطار السريع .. فحفت الضجة بما يكفي لتتابعا حديثهما من دون رفع الصوت
- ستحضر ليبي ماكدونالد
وكانت ليبي قد نشرت قصص رومانسية شهيرة عدة وقد اتت إلى سان فرانسيسكو لزيارة اقاربها ووافقت على دعوة جمعية كتاب القصص الرومانسية لإلقاء محاضرة
هزت بايل رأسها متشوقة... لقائها بجو آن ما كان سيتم في ظروف أفضل .. لقد تعرفتا إلى بعضهما بعضاً في قطار الأنفاق السريع ، حين لاحظت بايلي أنهما تقرأن القصص الرومانسية ذاتها ، وبدأت الحديث وسرعان ما عرفت انهما تتشاركان اهتمامات عدة ، وراحتا تلتقيلن بالنتظام فنمت بينهما علاقة صداقة.
بعد اسبوع من لقائهما الأول اعترفت بايلي بخجل عن رغبتها في كتابة قصة رومانسية ولم تقل لجو آن انها كتبت مخطوطة لقصة .. وشرحت جو آن انها كتبت قصتان كاملتان وتعمل على كتابة قصة رومانسية تاريخية ثالثة
خلال شهر الذي تعرفتا به على بعضهما بدت صداقة جو آن لا تقدر بثمن بايلي . وقد قامتها مرشدتها الخاصة إلى جمعية الكتاب المحليين واكتشفت بايلي أن الأخريات يتشوقن للهدف الأخير .. نشر قصصهن .
ومنذ انضمامها إلى الجمعية ادركت بايلي أنها ارتبكت أغلاط عدة غير متوقعة من كتابة مبتدئة وأعادت من جديد كتابة قصتها ولكن لسوء الحظ لم ينجح ذلك على الأقل بحسب رأي جو آن
تصفحت بايلي القصة جدداً وهي تنظر إلى الملاحظات التي وضعتها صديقتها . ما قاله جو آن غير معقول جداً وما كتبتة بالحبر الأحمر يقوا : البطل الرومانسي أكبر من الحياة ولسوء الحظ مايكل ليس كذلك
في الأشهر القليلة الماضية تعلمت بايلي اموراً عن الأبطال .. فمن المفترض أن يكونين فخورين ، محبوبين ، ومندفعين .. من الرجال القويين الشرسين ، القادرين على الحنان ، رجال أصحاب ذوق وأسلوب مميز . ومن المفروض أن يسعى البطل دائماً لإيجاد المرأه التي تكمل حياتة .. وهذا ما يبدو رائعاً على الورق ، ولكم بايلي تغرف جيداً حقيقة الرجال .
تنهدت بإحباط وهزت رأسها .
- لا بد أنك تطنين انني غبية .
- لا تكوني قاسية على نفسك .. فأنت لست كذلك .. ولا تظني أن لدي ردة على كل الأسئلة .. تلاحظين أنني لم أبع كتاباً واحداً بعد
- لكنك ستبيعين
وكانت بايلي تؤمن بذلك ، فرواية جو آن الرومانسية مكتوبة بشكل جميل . كما وصلت صديقتها مرتين إلى التصفيات النهائية قي مسايقة تأليف على الصعيد الوطني .. ويؤمن الجميع بمن فيهم بيلي أن المسأله مسألة وقت قبل أن تشتري دار نشر ما قصة " حلم النار "
اضافت بايلي : انا موافقة على كل ما تقولينة . لكنني لا أعرف ما إذا كنت قادرة على ان افعل . لقد وضعت قلبي وروحي في هذا الكتاب ولن اعطي اكثر .
أدركت بايلي أن حالها سيتحسن بعد ساعات بعد أن تتاح لها فرصة التفكير في حل . ومع حلول الليل سوف تعيد كتابة القصة بحماس متجدد لكنها الآن تحتاج لأن تجسد وتستعيد ثقتها بنفسها إنها في الواقع محظوظة لأن لديها جو آن التي تبذل الوقت والجهد لقرائة " لك إلى الأبد " واعطائها اقتراحات تحتاجها كثيراً
مع ذلك راحت بايلي تفكر في انه لو كان لديها نموذج عن مايكل لأصبح مهمتها اهل بكثير . فجو آن تستخدم زوجها دان كنموذج وغالبية الكاتبات تحله وإن لم تلتقه واحد منهن بعد .
وجدت بايلي نفسها توافق على الكلمات التي دونتها جو آن في نهاية الفصل الأول ، يجب ان يكون مايكل مصمماً ، بارداً ومتحقظاً ، أي رجل حقيقي.
بدا الأمر اسهل بفضل صديقتها وأدركت بايلي مجدداً مدى افتقارها للتجربة فطوال حياتها لم تتعرف إلى بطل واحد ، بل فقط من ظنت انهم ابطال ولكنها سرعان ما اكتشفت خطأها .
كانت بايلي تفكر في مأزقها حين رأته .. كان طويلاً ، ويرتدي ثياباً تخلو من أي عيب ، بذله رومادية مخطط بخيط رفيع . لم تكون خبيرة بملابس الرجال ... لكنها تستطيع أن معرفة النوعية الجيدة عندما تراها .
بدا الغريب بارداً متباعداً ، وهذا جيد لا بل ممتاز في الواقع وهو بالضبط ما كتبتة جو آن على هامش " لك إلى الأبد "
وعندما تفرست فية ، ادركت انة سيبدو مألوفاً بشكل غامض ، ولمنها لم تعرف السبب .. وهو من دون ادنى شك " رجل حقيقي " والشخص الذي تبحث عنة .
وها هي تتحسر على فدرها السيء ، في وقت يدخل فية غريب وسيم بطريقة عجيبة إلى حياتها وليس أي غريب فهذا الرجل هو مايكل المتجسد .. بطلها ! البطل الذي يجسد كل ما تتوقعة من بطل رومانسي
لكن هذه الصورة حية تتنفس وتقف على بعد خطوات منها .
للحظات لم تستطع بايلي إبعاد نظرها عنه كانت عربة القطار مكتضة في ساعات الصباح الباكرة وبينما ابدى الكثيرون الضجة وقلة الراحة ، بدا لها بطلها مسترخياً . كان يقف على بعد خطوات منها ، يمسك القضيب الحديدي فوق رأسة ويقرأ جريدة الصباح وقد طوى معطفة الراقي من المطر ووضعة على ذراعة وعلى عكس بعض الركاب بدا غير منزعج من حركة القطار السريعة .
انشغالة بالقراءة اعطى بايلي فرصة تأملة من دون ان يراها .. بدا لها من الصعب الحكم علي سنة ، لكنة قدرتة على اوسط الثلاثين .. ممتاز فبطلها مايكل في 34 من عمرة
كان وسيماً قي بذلتى الرومادية الأنيقة لكن لم تكن قسماته كلاسيكيه ، عظمتا خدة بارزتين وأنة مستقيم أو جبهتين العريضة ، هي التي أسرت اهتمامها ، بل فكة .
لم ترى بايلي فكاً اكثر تصميماً في حياتها فهو يجمع بين الأرستقراطية والجرأه ، وكلا الصفتين ذكرتهما جو آن في نقدها
شعرى كستنائي الكثيف القصير مرتب التسريح ، بشرتة تميل إلى السمراء وعيناه سوداوان ... سوداوان بقدر ما كانت عيناها زرقاوتان .
بدا أن وجودة يملأ عربة القطار وبدا لبايلي أن الجميع يشعر بوجودة ولم تستطع أن تفهم لماذا لم تكن النساء الأخريات يحدقن فيه بنشوة مثلها .. وكلما افترست تفرست فيى أكثر كلما بدا لها أوسم وكان من دون ادنى شك أكثر الرجال " رجولة " مثلما تصورت مايكل ... بطلها لكتها ولسوء الحظ لم تنجح في نقلة من مخيلتها إلى صفحات الكتاب .
أحست بايلي بالإثارة لم تستطع كبحها ... فبعد اشهر من كتابة " لك إلى الأبد " وإعادة كتابتها وتشكيل الشخصيات وإعادة تشكيلها ها هي تقع اخيراص على مايكل الحقيقي . وبالكاد صدقت عينيها .. وألم تذكر جو آن لتوها ذلك الجزء من الكتاب الجدبد العظيم يقترح التعلم بالمراقبة ؟
هزت جو آن وهمست لها : هل تريد ذلك الرجل الذي يرتدي البذلة الرمادية المخططه بخط رفيع هل تعرفين من هو ؟
ضاقت عينا جو آن وهي تنظر إلى بطل بايلي وتتفحص لثوان عدة ثم هزت رأيها قائلة : أوليس هو الشخص الذي ضربك على رأسك بمظلتة منذ دقائق ؟
- احقاص ؟
- ومن تعتقدينة ؟
- أتعنين انك لا تعرفينة ؟
كانت بايلي واثقة من ان جو آن ستتعرف إلية بسرعة كما فعلت هي
- وهل يجب أن اعرفة ؟
- بالطبع
لقد قرأت جو آن " لك إلى الأبد وعليها بالتأكد أن تتعرف مايكل الحقيقي
وسألتها جو آن بنفاذ صبر : من هو ؟
- انة مايكل ...
وأضافت بعد أن عبست جو آن : مايكل بطلي
فردت جو آن من دون اقتناع : مايكل ؟
- كما يجب ان يكون ... مثلما تريد جانيس بطلتي ، وانا أن يكون
كانت بايلي تحاول رسمة في ذهنها نتذ اسابيع . ها هو الأن !
وسألت بصوت هامس : ألا تشعرين بالجاذبية التي تصدر عنة ؟
- بصراحة .. لا
قررت بايلي تجاهل هذا الجواب وتابعت تقول :
- انة كامل ، ألا تشعرين بتصميمه النتفاخر ؟ بوجود الآمر الذي يجعلة أكبر من الحياة ؟
ضاقت عينا جو آن مرة اخرى كما يحدث مرة اخرى ، كما يحدث عادة حين تقوم بتقييم مهم
وسألتها بايلي : هل ترين ذلك الآن
ارتفعت كتفا جو آن بحركة اسف وأجابت : انا احاول صدقاً .. لكنني لا ارى شيءً اعطيني دقيقتين لأفكر .
تجاهلت بايلي قصر نظر صديقتها ..
لم يكن يهما أن توافقها الرأي . فالرجل في البذلة الرمادية هو مايكا بطلها . ومن الطبيعي ان تتخلى عنه لجانس التي انتظرته طوال تلك الأسابيع ليسوي وضعة .
شرحت لها بايلي وعيناها تتركان بطلها مؤفتاً
- تذكرت غجأه ما فلتة عن المراقبة لأتعلم . وكنت احتاج لنموذج لمايكل ... شخص يستطيع مساعدتي .
ولم تبدي جو آن مقتنعة
- إذا اردت ان ابيع " لك إلى الأبد " يجب ان استخدم هذا النوع من التقنيات
وعادة عيناه بايلي آلياً إلى الرجل .. طولة يفوق الـ 6 اقدارم بقليل حسب تقديرها ... انة فعلاً النموذج المتكامل . كانت تشعر بالإحباط ، وتتسائل كيف يمكن لها ان تخترع بطلاً حقيقياً ، ثم ، ظهر هذا الرجل امامها بالألوان حيه وكأنما بفعل ساحر .
حثتها جو آن لتنهي كلامها : هيا تابعي
- اعتقد انني لن استطيع تركيب الشخصيات بطريقة صحيحة إذا لم يكن امامي نموذج لمايكل .
توقعت بايلي ان تجادلها جو آن لكنها دهشت حين وافقتها صديقتها للرأي : اظنك على حق في الواقع انها فكرة رائعة . فبتسمت بايلي بخجل وقالت : وهذا ما ظننته
- وماذا تخططين ان تفعلي ؟ اتدرسين هذا الرجل وتبحثين عن تاريخ حياتة وتجمعين المعلومات عن عائلتة ومنشأه ؟ وأشياء كهذه ؟ ارجو ان تدركي أن هذا الأمر لن يكون سهلاً
قالت بايلي بوقار : لا شيء يتم بسهولة
في الواقع كيف ستجري مثل هذا البحث ، بقى لغزاً بالنيبة لها .. لكن في النهاية قد تتوصل إلى طريقة لتعلم ما تريد وكلما كان هذا أسرع كلما كان افضل بالطبع
قد أبدأ بمعرفة اسكة لم يبدى بجو آن مقتنعة بتلك الخطة الذكية لكنها قالت : تبدي لي خطة جيدة
وتوقف القطار وتحرك عدد من الناس نحو الأبراب ليترجل . وركب القطار ركاب آخرون مزدحمون ولكن بايلي ابقت نظرها مركزاً على الرجل خوفاً أن ينزل دون أن تراه ... وحين تأكدت من وجوة استرخت
قالت جو آن بعد تنطلاق القطار مجدداً : اتعرفين ؟ كان لونغال يسبة دان لكن في هذه الحالة بدأت ......
قاطعتها بايلي وهي تمسك ذراعها بحماس : هل رأيت هذا ؟
كلما زاد دراستها على الغريب كلما زاد تأثرها به ، انه حقاً رائع .
سألتها جو آن وهي تنظر حولها ماذا ؟
- الطريقة الأنيقة التي يقلب بها صفحة الصحيفة .
كانت بايلي تفكر بمحاولتها اليائسة للقرائة وهي تقف في القطار المتحرك ... مع ذلك ، ها هو يقوم بهذا بكل رشاقة وسهولة وكأنه يجلس وراء مكتبة الخاص
- لقد تعلقت بهذا الرجل .. أليس كذلك ؟
لم تشعر بايلي سوى بخيبة أمل : ما زلت لا ترين ذلك ؟
كانت تتوقع من جو آن ومن بين كل اصدقائها أن تفهم أن هذا الغريب كل ما أرادته في مايكل من قمة شعرة الرائع إلى طرف حذائه
وقالت جو آن متأملة ببطل بايلي : ما زلت احاول ... لكن لسوء الحظ لا أرى شيءً
- هذا ما ظننته
كانت بايلي مقتنعة بأنها على حق فهذا الرجل الطويل الوسيم هو مايكل ... ولا يهم إن رأت جو آن هذا أم لم تره .... أنها هي تراه ... وهذا هو الأهم
أبطأ القطار السريع وهو يقترب من المحطة التالية . وتجمهر عدد من الركاب مجدداً امام الأبواب ، فدس بطلها الصحيفة تحت ذراعة ، وحمل المطلة ، ثم تراجع إلى الوراء ، ينتظر دوره بتهذيب .
وانعكس الذعر على صوت بايلي : اوه يا إلاهي .
قد يتعقد الموقف ... واخذ قلبها يتخبط مثل عاصفة هوجاء تهب في الصحراء ومدت يدهل لتحمل حقيبتها ووقفت .
نظرت إليها جو آن وكأنها فقدت عقلها ، وشدت من معطفها قائلة : هذه ليست محطتنا
-اعرف


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:21 AM   #3

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وشدت جو آن رغماً عنها ، وبدا ان صديقتها لم تفهم بعد إذ سئلتها : لماذا تريدين ان ننزل هنا إذن ؟
-سنلحق به .. وما غير هذا ؟
-نحن ؟ لكن ماذا عن وظيفتنا ؟
- وهل تتوقعين أن افعل هذا وحدي ؟



2- الخدعة



- أتعنين أننا سنلحق به فعلاً ؟
- بالطبع ، هل ستأتين معي أم لا ؟
ولم يكن لديها وقت كافي للوقوف والجدال
فللمرة الأولى ، فقدت جو آن القدرة على الكلام . وما إن اقرت بايلي خوض المغامرة وحدها ، حتى هزت جو آن رأسها وسارعت الأثنتان في النزول من العربة .
تمتمت جو آن : لم افعل شيئاً جنونياً كهذا طوال حياتي
وتجاهلتها بايلي قائلة : لقد ذهب من هنا
وأشارت إلى السلم المتحرك فأمسكت جو آن بذراعها وهرعت الأثنتان حلق الرجل في البذلة الرمادية ، وهما تحافظان على مسافة معينة بينهم
أخذت جو آن تركض كي تلحق بصديقتها ، لكنها بقت بعيدة عنها خطوتان وقالت : اسمعي بايلي .. بدأت أعيد النظر بكل هذا
- لماذا ؟ لم يمض 5 دقائق على موافقتك على اختياري نموذجاً لمايكل سأتمكن بهذه الطريقة من رسم شخصينة
- لك أكن اعلم أنك تخططين لمطاردة رجل خلسة ! الا تعتقدين أن علينا البقاء أكثر ؟
- لا
كانت خطوات البطل واسعة وواثقة ، وأسرع من خطوات بايلي العادية ، فيما خطوات جو آن أقل سرعة .
ما إن وصلتا إلى زاوية الشارع ، حتى كانت حو آن تلهث . واستندت إلى عمود الإنارة وهي تضع يدها على قلبها وتتنفس بعمق
- امنحيني دقيقة .. ممكن ؟
- قد نفقدة
النظر التي رمقتها بها جو آن قالت إنها لا تجد الفكرة سيئة
اضافت بايلي : اعتبري الأمر بحثاً
وشبكت ذراعها في ذراع جو آن وجرتها إلى الأمام . لحقتا ببطل بايلي وراقبتاه لبضع لحظت . ولحسن الحظن ، وسار في اتحاه المنطقة التي تعمل فيها بايلي و جو آن
حين توقف أمام الضوء الأحمر بقيت بايلي على بعد خطوات منة ، وتقدمت من دون هدى نحو واجهة المحل ، وراحت تلتفت إلية بين الفينة والفينة خوفاً من أن يلاحظها
سألت بايلي صديقتها : هل تظنين انه متزوج ؟
صاحت جو آن : وأني لي أن اعرف ؟
- بالحدس
تغيرت الإشارى الضوئية ، فسارعت بايلي إلا الأمام ، ولحقت بها جو آن على مضض
- لا أصدق أني افعل هذا
- لقد سبق وقلت هذا
تأوهت جو آن : ماذا سأقول لرئيسي حين أتأخر ؟
اضطربت بايلي بحرارة ، تحت صديقتها على الإسراع : جو آن !
فردت من بين أسنانها : كان هناك شيء في الحذا .. لا تتوقعي مني ان أركض في شوارع سان فرانيسكو وحصى صغيرة داخل حذائي
توقفت بايلي فجأه : لا اريد أن افقده .. انظري لقد دخل مبنى الكاسكايد
تمتمت جو آن بعد تنهيدة تعكس الإرتياح : اوه جيد هل يعني هذا أننا قادران على التوجه إلى العمل الأن ؟
بدا واضحاً لبايلي أن جو آن لا تعرف شيئاً عن عمل التحري .. وهي على الأرجح لا تقرأ روايات بوليسية
- بالطبع لا .. يجب أن اعرف اسمة
- ماذا ؟
وبدا على جو آن زكأن بايلي اقترحت عليها أن يتسلقا قكن أحد الأبراج وأن بقفزا منة
- وكيف تخططين لذلك ؟
- لست ادري .. سأفكر بشيء ما فيما بعد
أمسك بدراع صديقتها تحثها قائلة : هيا ... لا يمكننا أن نتوقف الآن .
تمتمت جو آن وهما تدخلان مبنى كاسكايد : بكل تأكيد نستطيع
وهمست بايلي وهي تدفع جو آن بمفرفقا : اسرعي .. إنه يدخل المصعد .
وأخذت تدفع الناس متمتمة : ارو عفوكم .. ارجو عفوكم ...
وكافحت لتصل إلى المصعد . وتمكنتا من ركوب المصعد ذاتة قبيل اقفال الأبواب ، وكان في المصعد 4 او 5 اشخاص . نظرت جو آن إلى بايلي نظرة تكك فيها بصحة عقلها .
لكن في هذه الأثناء صبت بايلي اهتمامها على امر آخر . حاولت أن تبقى خفية ، فهلا لا تريد لفت الأنظار إليها او إلى جو آن .. وبدا بطلهما في غفلة عنهما مما خدم عرضها تماماً .. جل ما ارادتة هو ان تعرف اسمة وعملة ، وهذه مهمة لا تتطلب جهداً بوليسياً كبيراً .
شدت جو آن كم بايلي و أشارت إلى يد الرجل اليسرى .. ولزم بايلي لحظات او اكثر لتدرك أن صديقتها تشير إلى انة لا يضع خاتم زواج ... هذا الأمر أبهج بايلي ، فالبتسمت ابتسامة عريضة .
وبينما راح المصعد يتابع طريقة صعوداً رأت بايلي جو آن تنظر بلهفة إلى ساعتها . وتوقف المصعد ومرت لحظات قبل أن تفتح الأبواب مجدداً لينزل منة الركاب .
التفت البطل إلى الوراء ، وخطا جانباً ... لثوان معدودة استقر نظراته على بايلي وجو آن قبل أن يلتفت إلى الأمام
ثوان معدودة ! واستقامت بايلي وهي تشهر بلإهانة للطريقة العادية التي رمقها بها ... صحيح انها لا تريدة ان يلاحظها ولكن وفي الوقت عينة أحست انها مخدوعة لأنه لم يتعرف إلى البطلة فيها مثلما رأت البطل فيه . فهي على أي حال جادة كبطلة وهي جذابة و .. حسن جداً لعل كلمة جدابة مبالغ فيها ، فلكلمة ظريفة ساحرة وقع افضل . أما اجما ما فيها فهو شعرها الأسود المنسدل على كتفيها وهي طويلة نحيلة ذات عينين زرقاوتين صاخبتان ، وأنف صغير أما شخصيتها فلديها ما يكفي من الجرأة كلا لا تتهرب من الجدال ، وروح جامحة تكفي لأن تلحق بغريب في شوارع سان فرانسيسكو .
حين نظرت بيلي إلى صديقتها رأت عينيها مركزتين على نقطة ما أمامها وأسنانها مشدودة ، و كأنها فعاً لا تستطيع الإنتظار لتقول لها رأيها بهذا المشروع الجنوني ... وهو فلاً جنوني ... وبايلي أول من ستعترب بهذا .. لكنها كانت أوقات يائسة من الحياة كاتبة رومانسية ناشئة ، ولم يوقفا شيء عن حقيقة هدفها .
ابتسمت بايلي غير قادرة على اخفاء تسليتها . عليها أن تعترف أن الجري وراء بطلها أمر غير تقليدي لكن ، لا داعي لأن يعرف هذا ولا داعي إطلاقاً لأن يعرف كيف ستستغلة .
تحرك نظرها من جو آن إلى الرجل ن وتلاشى المرح من عينيها وهب تجد نفسها تحدق إلى عينين لم ترى مثب سوادهما في حياتهما .. واشاحت بوجهها أولاً ونبضات قلبها تضج في اذنيها .
توقف المصعد مرات عدة حتى لم يبقى سوى 3 فقط ... وكانت جو آن قد تراجعت حتى الزاوية والنظرة التي ترمق بها بايلي تكاد تذبحها .
من وراء الغرب حركت جو آن فمها ببضع كلمات صامتة ، لم تفهمها بايلي ، ثم اشارت بيدها إلى ساعتها .
هزت بايلي رأسها ورفعت يدها تتوسل 5 دقائق أخرى .
حين توقف المصعد خرج البطل منة ولحقت بة بايلي وخلفها جو آن المترددة . وسا بسرعة بالهو ثم عبر مجموعة ابواب مزدوجة تحمل اسم مؤسسة هندسية شهيرة
وانفجرت جو آن : هل رضيت الأن حقاً يا بايلي .. هل جننت تماماً ؟
- لقد قلت لي اني احتاج إلى بطل متكبر بارد ومصمم وبحق السماء ، سأجد واحداً
- لكن هذا لا يرد على سؤالي ... ألم يخطر في بالك أنك تماديت كثيراً ؟
- الأنني اريد ان اعرف اسمة ؟
- وكيف تخططين لمعرفتة ؟
- لا اعرف بعد ... لكن لماذا لا أسأل ؟
وهكذا هزت كتفيها واتجهت نحو الأبواب ذاتها التي اختفى خلفها الرجل .
حيث المرأه النتوسطة العمر ، الحسنة المظهر ، التي تجلس وراء مكتب الإستعلام ، بايلي بابتسامة حارة قائلة : صباح الخير
ردت بايلي : صباح الخير .. قد يبدو لك الأمر غير عادي ... ولكنني .. كنت في قطار الأنفاق السريعة هذا الصباح وطننت انني لمحت صديقاً قديماً للعائلة .. ومن الطبيعي أنني لم ارغب في ان لبدو كالبلهاء في حالة أخطأت ... لقد وصل إلى هنا منذ لحظات .. وكنت اتسائل .. أعرف أن هذا يبدو غريب ، لكن هل تمانعين إن قلت اسمة ؟
- انة السيد دايفدسون وهو يركب الأقطار السريعة منذ بضعة أشهلا بسبب أعمال الصيانة على الطريق العام
كررت بايلي ببطء : سيد دايفدسون .. هل اسمة الأول ماكل .. هل من الممكن ؟
قطبت سيدة الإستعلام قائلة : لا .. إنة باكر
كررت بايلي مجدداً : باكر .. باكر دايفدسون
وأحبت رنين الأسم ... ولو لم يكن اسماً تختارة لبطلها إلا انةرأته ناسبها تماماً
وسألت الموظفة : وهل السيد دايفيدسون هو الرجل الذي ظننتة ؟
لزم بايلي لحظة لتدرك أن المرأة تكلمها ، واجابت بالبتسامة مشرقة : أجل اعتقد انة هة
ابتهجت المرأه بوضوح وقالت : هذا رائع .. هل تريديني أن اتصل به ؟ انا واثقة من أنه يريد أن يحدثك بنفسة ، فالسيد دايفدسون رجل لطيف جداً
- اوه ... لا ... ارجوك ، لا تفعلي هذا
وأملت أن تكون قد تمكنت من اخفاء الذعر الذي احست به لاقتراح المرأه
- لا اريد أن ازعجة ، ويجب ان اعود إلى عملي ... عفواص على الإزعاجك .
- لم يكن ازعاج ابداً كنت سأقترح ، كنت سأقترح أن تزوريه وقت الظهر .. لكن السيد ديفدسون للأسف لدية موعد عمل على الغداء .
تنهدت بايلي وكأنها تأسف ، واستدارت مبتعدة : اعتقد ان علي أن ازورة في مناسبة اخرى .
- هذا مؤسفجداً .. على الأقل اعطني اسمك .
وعكست عيناه المرأه البنيتان الناعمتان التعاطف
فقالت بايلي ، تعطيها اسم بطلة قصتها : جانيس هامبتون ، وشكراً لك مجدداً على مساعدتك .. كنت في غاية اللطف .
كانت جو آن في الرده تذرع المكان وتتمتم حين خرجت بايلي من مكتب باركر .. وتوقفت فجأه مع ظهور بايلي ، وعيناها مليئتان بالأسئلة : ماذا حدث
- لاشيء .. سألت موظفة الإستقبال عن اسمة ، واخبرتني ، حتى انها قالت ان لدية موعد غداء ..
وبدا آن جو آن مرت من حالة نفاذ الصبر إلى حالة الإستسلام ، فسألتها :
- وهل اكتفيت الآن ؟ وفي حال نسيت نحن امرأتان عاملتان .
نظرت بايلي إلى ساعتها وتأوهت : لم نتأخر كثيراً لو اسرعنا .
كانت جو آن تكمل كإخصائية تأمين في مكتب طبيب وبايلي في مكتب قانوني .
لحسن الحظ ان مبنى مكتبيهما لا يبعد كثيراً عن مبنى كاسكايد ، ففترقتا عن الزاوية التالية ، فركضت بايلي قاطقة المسافة المتبقية .طلم يعلق احد حين دخلت المكتب متأخرة .. وأملت أن تلاقي جوان ، التي لم تتأخر على الأرجح عن عملها طوال حياتها ، المعاملة نفسها .
استقرت ايلي وراء منظدتها من القهوة والملفات .. ثم ترددت جوان على حق ، اكتشاف اسم فاركار عديم الجدوى مالم تعرف التفاصيل الأساسية عن حياتة . انها بحاجة إلى وقائع .. والكثير منها .. نوع الناس الذين يتصلون بة .. خلفيتة العائلية والإجتماعية . ما يحب وما يكرة ، عاداتة اليومية .
مر وقت طويل قبل أن تبدأ بايلي التسائل عن المكان الذي يمكن لشخص مثل بارمر ديفيدسون أن يقصدة لتناول الغداء . لعلة من المهم أن تعرف هذا النوع من المعلومات عنة .. نوع المطاعم التي يختارة .. عادي ؟ انيق ؟ غريب ؟ علة يظهر شخصيتة . فتفاصيل مثل هذة قد تشكل فارقاً ز وبصراحة نن ولا تعرف بايلي ما إذا كان مايكل سيتحمل رفضاً آخر .
وفي ال12 إلا 10 دقائق اختلقت بايلي غذراً قبل أن تخرج من المكتب . ورمقها رب عملها بنظرة غريبة ، لكنها حاولت الفرار قبل أن يطرح عليها احدهم أي اسئلة ،ولم يكن من عادتها الإستخفاف بواجباتها .. وحالفها احظ .. إذ لم يمضي على وقوفها عند زاوية الشارع 5 دقائق حتى خرج باركر دايفدسون من المبنى مستغرقاً في حديث مع رجل آخر . وما إن رفع يدة ليوقف سيارة اخرى ، حتى ظهرت واحدة وكأنما بفعل ساحرة . ولو لم تر هذا بأم عينها ، لما صدقتة . وهذه هي الثقة بالنفس من دون شك ، وحس القيادة الذي يقول الآخرين أن على البطل أن يتحلى بة . ولكي يوفوتها أي تفصيل دقيق أخرجت ورقة وقلم من حقيبة يدها وبدأت تسجل .
ومع انطلاق سيارة الأجرى الذي استقلها باركر ، قطعت بايلي الشارع ولوحت لسيارة اجرة .. ولكنها اضطرت إلى التلويح بذراعيها والقفز مراراً وتكراراً لكي تتوقف .
فقتحت باب السيارة وقفزت إلى الداخل صائحة : إلحق بتلك السيارة
استدار السائق الممتلئ الجسم وسئلها : هل انت جادة ؟ تريدين مني أن ألحق بتلك السيارة ؟
ردت بلهفة ، تخشى ان تغيب السيارة الأخرى عن نظرها : هذا صحيح
ضحك السائق وقال : إني أنتظر هذه اللحظة منذ 15 سنة .. انا موافقة يا سيدتي
وانطلق في الشارع بسرعة تفوق الحدد القانونية ، ثم سألها :
- هل من سبب محدد يا سيدتي ؟
- ارجو عفوك ؟
كان الرجل يسير بسرعة 50 في منطقة محدودة سرعتها 30 ، وأكمل :
- أريد أن أعرف لماذا تريدين للحاق بتلك السيارة .
واستدارت السيارة بها عند زاوية الشارع بسرعة قياسية وتعالى صرير الإطارات ، وانزلقت بايلي من جانب إلى آخر . وإذا كانت تأمل ألا تلفت الإنتباه فقد خاب ظنها ... لعل باركر دفيدسون لم يلاحظها لكن سكان سان فرانيسكو كلهم تقريباً لاحظوها .
وقالت تشرح : أنا اقوم بأبحاث من اجل رواية رومانسية
- تقومين بماذا ؟
- بأبحاث .
بدا واضحاً ان ردها لم تعجبه لأنه ابطأ السرعه الى 20 ميلاً في السلاعه و كرر : ابحاث لروايه رومانسيه ... ضننتك تحريه خاصه او شيء من هذا القبيل .
- آسفه اذا خيبت ضنك ... انا اكتب قصصاً رومنسيه و ... اوه ... توقف هنا ... أتسمح ؟
توقفت سيارت باركر و نزل منها الرجلان .
- بالتأكيد سيدتي ... لا تهتاجي .
و خرجت بايلي من التكسي ، و فتشت في محفظتها ... و حين لم تستطع ان تجد المال على الفور افرغت محتويات الحقيبه الكبيره على مقدمة السيارة و فتشتها الى ان وجدت محفظة المال .
- هاك
قال سائق التكسي ساخراً : ليكن يومك عظيماً سيدتي .
و أرجع قبعته الى الوراء و ابتسمت له بايلي ابتسامه غامضه .
فكرت في ان تلحق بالرجلين الى المطعم و تتناول الغداء ، و كانت ستفعل لولا انها استخدمت كل مالها لتدفع اجرة السيارة .
لكن هناك الكثير يسليها و هي تنتظر .. و لو انها لم تكن واثقة بالضبط مما تنتظر . كانت شوارع الحي الصيني مزدحمه و نظرت حولها الى المحلات الملونه و منصات البيع و التذكارات و صفوف البط المدخن المعلق في الواجهات ..و البائعون المتجولون الذين يعرضون بضاعتهم و يحاولون اقناعها بتفحص ما لديهم .
اشترت بايلي بعض البرتقال الطازج بشيء من المال وجدته في اسفل حقيبتها و تساءلت كم من الوقت سيبقى بطلها بالمطعم : على الارجح سيعود سيراً على القدمين الى مكتبه .. فمايكل قد يفعل هذا .
لم يطل وقت الغداء كما توقعت بايلي . و حين خرج من المطعم فاجأها .. كانت تحاول كتابة شيك ثمن كنزة وجدتها بسعر زهيد ، فظطرت بالاسراع كي تلحق به .
لم يبتعد كثيراً حين فقدته . فوقفت وسط الشارع ، مذهوله تتساءل كيف يمكن له ان يختفي .
في لحظه كان هناك ، و في الاخرى اختفى . ان اللحاق باثر بطل أمر ليس سهلاً كما توقعت .
محبطه ، رمت محفظتها على كتفها و عادت نحو مكان عملها .. ماذا ستقول لرب عملها ما إن تصل ، فقد تأخرت نصف ساعة .
لم تتقدم سوى خطوات حين أمس أحد بذراعها و شدها إلى زقاق مسدود . فتحت فمها لتصرخ ، لكن الصرخة ماتت ميتة مفاجأة ، حين وجدت نفسها تحدق في باركر دايفدسون
- أريد إن اعرف لماذا تلحقين بي يا امرأه ؟ 3 – المواجهة



لم تستطع بايلي النطق ، ولو كلفها هذا حياتها .
- جانيس هامبتون على ما اعتقد ؟
هزت بايلي رأسها لأن ببساطة اسهل عليها من الشرح .
وتأملتها عينا باركر ببطء من الرأس حتى القدمين .. وبدا جليلً انة لم ير ما يرضيه ؟
- أنت لست صديقة قديمة للعائلة ، أليس كذلك ؟
بقيت صامتة ، واجابت بهز رأسها نافية
- هذا ما ظننته .. ماذا تريدين ؟
وعجزت بايلي عن التفكير بكلمة مفهومة . فأعاد طرح السؤال بعد أن اتضح له أنها تلاقي صعوبة في الإجابة على أكثر الأسئلة بساطة .
ولم تعرف بايلي بماذا تبدأ أو تقول .. فالحقيقة لن تفيد ، لكنها لا تعرف إذا كانت على الكذب بشكل مقنع .
قال بحدة : إذن ، أنت لا تتركين لي خيار سوى استدعاء الشرطة .
- لا ارجوك
بدت لها الفكرة شرح الموضوع لرجل قانون مخيفة .
ضاقت عيناه ، وأصبحتا باردتين كريح شهر كانون الثاني الباردة في خليج سان فرانيسكو .
- إذن .. ابدئي الكلام .
ضمت بايلي يدها تتمنى لو انها تستسلم لنزوة اللحاق به إلى موعد الغداء .. وتلعثمت : الأمر معقد قليلاً
- أوليس كذلك دائماً ؟
ردت بتشنج : تصرفك لا يساعدني ابداً
لعلة مهندس رفيع الشأن .. ولعل تصرفها غريب بعض الشيء .. لكن هذا لا يعطيه الحق في معاملتها وكأنها مجرمة .
قالت بتعجب : تصرفي ؟
فردت وهي تتفحص ساعدنها : اسمع هل تسمح بأن نختصر هذا الإستجواب ؟ يجب أن اعود إلى عملي بعد 15 دقيقة .
- لن ترحلي قبل ان تقولي لي لماذا كنتي كالظل يلاحقني منذ ساعة .. هذا عن عدى ذكر هذا الصباح .
- انت تبالغ .
واستدارت لتتركة ، لكن يد امتدت تمسك بكتفها ، وقال : لن تذهبي إلى أي مكان إلى ان تردي على بعضة أسئلة .
فردت بعد تنهيدة : إذا اردت أن تعرف .... أنا قصصية ...
- معروفة ؟
اعترفت على مضض : ليس بعد ، لكنني سأكون .
ارتفعت زاوية فمة ، ولم تستطع بايلي أن تعرف ما إذا كانت ابتسامة سخرية أم عدم تصديق . وكلا الخيارين لم يساعدا غرورها .
وقالت بجرأة : هذا صحيح .. أنا كاتبة قصصية ، لكنني كنت اجد صعوبة في تصوير الطبيعة الحقيقة للبطل الكلاسيكي و .. حسن جداً .. كما قلت لك ، الأمر سيتعقد .
- ابدئي من البداية .
كانت بايلي مستعدة لأن تنفذ ما يطلبة منها ... يريد التفصيل ستعطية التفصيل .
- حسن جداً .. بدأ الأمر منذ بضعة أشهر حين كنت أركب المترو والتقيت بجو آن .. إنها المرأه التي كنت برفقتها هذا الصباح . وبعد اسبوعين عرفت انها كاتبة ، وكانت لطيفة بما يكفي اتعلمني ... وكنت قد ارسلت أول مخطوطة لي حين إلتقيتها . وسرعان ما عرفت إني ارتبكت اغلاط اساسية ، يقع فيها الكتاب المبتدئون كلهم . لذا اعدت كتابة القصة و ....
بدا واضح أن صبرة نفذ : هلا وصلنا برعة إلى هذا الصباح ؟
- حسن جداً .. عظيم .. سأتجاوز الأمر ، ولكن قد لا يبدو هذا منطقياً .
ولم تستطع أن تفهم لماذا يرسم على وجهه هذه النظرة المعادية .. فهو الذي اصر أن تعود إلى البداية .
- كنت أنا وجو آن في ركب القطار السريع هذا الصباح ، وقلت لها إني اشك أن اتعرف على بطل قصتي .. أترى ... مايكل بطل قصتي ، وانا اجد صعوبات كثيرة معه .. في المرة الأولى ، كان خشناً اكثر من اللازم ، ثم جعلتة تافهاً ... يبدو إنني غير قادرة على إيجاد الحل الوسط ... يجل أن ييكون قاسياً ، لكن مع حنان .. قوي متسلط لكن من دون عدائية أو تعجرف بحيث يود القارئ في أن يخنقة . يجب أن أجد طريقة اجعل فيها مايكل أكبر من الحياة . ولكن في رالوقت ذاتة رجل من النوع الذي تقع أي امرأه في حبة و ..
عقد باركر يدية على صدرة يقاطعها : عفواً للمقاطعة .. لكن ، هل ستنهي هذه الرواية في وقت ما قبل انتهاء السنة ؟
لم تفتها سخريتة ، لكنها قررت ان تتصرف بكرم وتتجاهلها : اوه .. أجل .. آسفة . كنت كنت اقول لجو آن لن أتعرف على البطل حتى ولو ضربني على رأسي ، وما إن قلت هذا حتى ضربتني بمظلتك .
وما إن تلفظت بهذه الكلمة حتى ادركت أنه كان عليها تجاهل هذا الجزء ، لأنه قال بازدراء لم يخفة : تعجبني الصورة الأخرى أكثر .
وهز رأسه ، ثم تجاوزها إلى الرصيف المزدحم
فسألت : أي صورة ؟
وسارت خلفة .. كانت تسرد الوقائع كما اصر هو .
- تلك التي تقول إنك صديقة قديمة للعائلة . فقة انك قصصية ... هي ..
أنهت كلامها بوقار : .. الحقيقة الكاملة .. أنت بطل .. حسن جداً ، لست البطل بالضبط ، لا تسئ فهي ، لكنك تشبه كثيراً .. يمكن ان تكون توأمه
- وقف باكر فجأة ، واتدار ليواجهها . احتفى الإزدراء من عينية ، وحل مكانة شعور آخر لم تعرفة بايلي .
سألها بلطف : وهل رأيت طبيباً ؟
- طبيب ؟
- هل ناقشت المشكلة مع إخصائي ؟
لزم بايلي لحظات لتفهم ما يقوله . وما إن فهمت ، حتى غضبت بحيث لم تستطع التحدث بسرعة لتكفي لتلاحق ما يجول في رأسها من افكار .
- أتظنني .. مريضة نفسية .. تجول في الشوارع ؟
هز رأسة موافقاً بوقار .
لم تكن بايلي قد تلقت اهانة أكبر من هذه في حياتها .
- هذا اكثر ما سمعتة في حياتي سخفاً !
باركر دافدسون يعتقد انها مجنونة ! ولوحت بذراعيها متأثرة وهي تحاول تركيز افكارها .
- أنا مستعدة لأن اعترف أن لحاقي بك امر غريب . لكن .. لكن ... لقد فعلت هذا باسم البحث !
- إذن .. لطفاً .. أجري بحثك على غيري .
- بكل سرور .
ابتعدت خطوات ثم استدارت فجأه وقبضتاها مشدودتان :
- يجب ان تعذرني فأنا جديدة على الكتابة .. ولا اعرف الكثير بعد لكن ، يبدو انني مضطرة لأن اتعلم أكثر مما كنت اعتقد .. وكنت محقة في المرة الأولة .. أنت لست بطلاً .
ودون اعطاء فرصة لترد سارعت تعود إلى مكتبها ، وقد تملكها شعور بالاشمئزاز من الرجل الذي افترضت انة البطل الحي .
كان " ماكس " هر بايلي ينتظرها بلهفة حين وصلت إلى البيت ذلك المساء .. وقد تأخرت حوالي الساعة لتعوض عن تأخرها وقت الغداء .. ولم يكن ماكس بالواقع مسرور جداً لرؤيتها ، فهو لا يفكر سوى بعشائة ، وما إن تطعمة حتى يعود ليتجاهلها .
قالت له بايلي ممازحة : وانا مجنونة بحبك ايضاً .
وانحنت فوقة تداعب وبرة الطويل الناعم .. كانت تتحدث مع قطها كما تتحدث إلى شخصية من خصيات قصصها ، مع إن مايكل بقى هادئاً مؤخراً .. وهذا أمر جيد لبايلي لأن وقت فراغها القصير مفيد لهما ، ولم يسرها العمل مع بطلها بعد ما حدث مع مايكل ديفد سون بعد ظهر اليوم . مرة اخرى قادها مايكل إلى الضياع .. وافضل ما عليها أن تفعلة أن تفعلة هو ان تقفل علية درج منصتها لفتره علة يسوي امورة بنفسة .
تململ ماكس بجسمة السمين الطري عند قدمي بايلي وهي بريدها .. وتوقفت ، وهي تتذكر مواجهتها مع باركر دايفد سون . كلما تذكرت ما قاله كلما شعرت باحمرار الإحراج يزحف إلى وجهها ... وشعرت بالإحراج وهي تتذكر النظرة الت ي رمقها بها وهو يسئل عما طلبت مساعدة اخصائي .. لم تتعرض في حياتها إلى خزي مماثلة . وسمعت مواء ماكس المصمم على بأنه ما يزال ينتظر وجبة طعامة . وتمتمت : حسن جداً .. حسن جداً ..
واتجهت إلى البراد مضيفة : ليس لدي وقت لأجادلك الليلة ..سوف اخرج لسماع محاضرة ليبي ماكدونالد .
أخذت علبة طعام القطط من الرف الأسفل ورمت المحتويات في طبق جاف .. وبهرهرة جافة تقدم ماكس إلى طبقة وترك بايلي تغير ملابسها لحضور اجتماع الكتاب .
ما إن ارتدت كنزة مريحة وبنطرون جينز باهت الألون ، حتى خرجت من الباب .
كانتت جو آن قد وصلت إلة باركلين ، مكتن الإجتماع ، وراحت ترتب الطاولات لتشكل حلقة كبيرة ... ساعدتنها بايلي آلياً ممتنة لأن صديقتها لم تسئلها عن باركر دايفدسوف ... وما هي دقائق حتى بدأ الصف يمتلئ بأعضاء جمعية كاتبات القصة الرومانسية .
لم تكن بايلي تعرف ما إذا عليها أن تخبر جو آن عن مواجهتها مه باركر دايفدسون ، وقررت ألا تفعل . فالحادثة المؤسفة من الأفضل أن تنسى ، وأن تدفن تحت قائمة " الأغلاط التي يجب الا تتكرر " .
ولو سألت جو آن غمن الأفضل أن تفكر بايلي في حجة ما .. صحيح أن ليس من عادتها الكذب . لكن مواجهتها مع ذلك الرجل مذلة أكثر من أن تصفها حتى لصديقتها .
سار الإجتماع على ما يرام وحاولت بايلي أن تسجل بعض الملاحظات ، إلا أن افكارها أصرت على الإبتعاد عن محاضرة ليبي ، لتعود بإستمرار إلى باركر .. كان الرجل من الوقاحة بحيث اشار إلى انها مجنونة ... فمن يظن نفسة على أي حال ؟ سيغموند فرويد ؟ لكن لم يكن بإمكتنة أن يعرف أنها لا تلحق عادة برجال غرباء ، وتدعي انهم ابطال قصصها .
وطوال المحاظرة اضطرت بايلي بعناد ان تركز اهنمامها على خطبة ليبي . وحين انتهت المحاضرة سارعت العشرون كاتبة او ما يزيد إلى التصفيق بالستحسان و بحماس أجفلت بايلي ، الغارقة في جدال فكري حول ما حدث بعد الظهر .

وتلا التصفيق سلسة من الأسئلة ، ثم اضطرت ليبي المغادرة كي تلحق بطائرتها . وخاب امل بايلي لأنها لم تستطع مرافقة المجموعة لشرب القهوة في المقهى الواقع في الشارع المقابل ، والذي يقصدنة دائماً بعد اجتماعهن الشهلاي .
واضطر الجالجميع إلى الأسراع في العودة إلى بيتة ، ما عدى جو آن وأوشكت جو آن على الإعتذار ، لكن نظلاة واحدة من جو آن أن هذا الأخيرة لن تصدق اعتذارها .
قطعتا الشارغ إلى المطعم المضاء ، وشبة فارغ ، وجلستا في مكانهما المعتاد ، فتقدمت النادلة منهما مع لائحة الطعام . اكتفت جو آن بالقهوة ، لكن بايلي التي كانت تشعر بالجوع الشديد ، طلبت سندويش ديك رومي .
وما إن ابتعدت النادلة حتى قالت جو أن : حسن جداً .. اخبريني بماذا حدث ؟
حاولت بايلي التظاهر بالبرائة وهي تعبث بأطراف المنديل الورقي : عم تتكلمين ؟
فقالت صديقتها بصوت عندي : انصلت بمكتبك وقت الغداء .. ل علي أن ادخل في التفاصيل ؟
ونظرت إلى بايلي ااتي رفعت عينيها بنظرة ارتباك ثم اكملت : اخبرتني بيث أنك خرجت قبل الظهر لموعد مع الطبيب ولم تعودي بعد .
وصمتت قبل أن تضيف : كلانا يعرف أن لا موعد لديك مع الطبيب بعد ظهر اليوم .. أليس كذلك ؟
أحست بايلي كأنها جرذ محشور في زاوية
- لا داعي أن تقولي لي أين كنت ...
ورفعت حاجبها وأردفت : ... دعيني اخمن .. لم تستطيعي ترك الأمر وشأنه ..أليس كذلك ؟ وتقديري ، هو أنك لحقت باركر ديفد سوف إلى موعدة .
هزت بايلي رأسها يائسة .. عليها أن تحتفظ بسر اكبر لحظات حياتها ذلاً فهي لم ترويها حتى لماكس القط ، الذي يسمع منها عادة كل شيء . لكن تفصيل بعد ظهر اليوم ، من الأفضل أن تنساها والا تعيد التفكير فيها مرة أخرى .
حبذا لو تستطيع التوقف عن التفكير بما يجري . فقد امضت عد الظهر في محاولة ابعاد ذلك الرجل ، ذلك المهندس البغيض عن تفكيرها .. لكنها لم تنجح حتى الساعة .
وحثتها جو آن : و .. ماذا ؟
- واجهني يريد أن يعرف لماذا لحقت به .
أغمضت جو آن عينيها ، وهزت رأسها ببطء ... وبعد لحظات ، مدت يدها إلى فنجان قهوتها .
- استطيع تصور ما قلته له .
- في البداية لم اعرف ماذا اقول
- هذا ما اصدقة . لكن وبحسب معرفتي بك ، اخمن انك اصريت على أن تقولي له الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة .
- أنت على حق مره اخرى
وحثتها جو آن مرة اخرى : و .. ماذا ؟
وصلت ساندويش بايلي وللحظة إلتهمت به .. لكنها لم تستطع تجنب سؤال جو آن ، التي قالت محذرة : لن تجرؤي على أخذ قضمة من هذا الساندويس قبل أن تذكري لي ما قالة لك !
- لم يصدفني
وكان هذا تلطيفاً لما حدث .
- لم يصدقك ؟
- حسن جداً ... بما انك مصرة على معرفه ما حصل ، ظنني مريضة نفسية هاربة من المستشفى .
لمع الغضب في عيني جو آن ، واحست بايلي بالإمنان لها ، حتى كانت تعانقها .
وقالت جو آن بغب : يا إلاهي .. لماذا تصرفت بغباء وقلت له إنك كاتبة ؟ لا أصدق أنك فعلت هذا .
ودست يدها في شعرها بغضب وأضافت : لقد اخترغت الكثير من القصص وأنت تسئلين عن اسمة . وتركتني عاجزو عن الكلام حين دخلت إلى مكتبة اخترعت ذلك الكلام السخيف عن انك صديقة قديمه للعائلة ... فلماذا بحق السماء لم تخترعي عذراً مقبولاً حين واجهتة ؟
- لم أستطع أن أفكر
وهذا للأسف ، الحقيقية بعينها .
ولكن حتى لو تمكنت من اختراع عذر ما كان ليجدها نفعاًً وهي مقتنعة بهذا تماماً ... قهو سيعرف أنها تكذب .. ولت تستطع بايلي أن ترى جدوى إغراق نفسها بالكذب اكثر ما لم يكن لديها الوقت الكافي للتفكير بعد أن جرها إلى الزقاق ، فقد تبعت غريزتها أكانت محقة أم مخطئه .
قالت بايلي : وكأنك لم تحذريني : لقد كاولت منذ لحاقنا به أن تقولي كم الفكرة غبية . وكان علي أن اصغي إليك .
لكنها كانت يائسة جداً لتحصل على بطل على الورقة . وكانت مستعدة لتفعل أي شيء في سبيل حل مشكلة مايكل .. وما لم تدركة هو انها ستشعر بالغباء لما تفعله .. حسن جداً لن تستمر هكذا .. لقد تعلمت درسها ، ولو صدمها رسل وسيم على رأسها ترد له الضربة !
سألت جو آن : ماذا ستفعلين الآن ؟
ردت بايلي من دون تردد : لا شيء ، إطلاقاً .
- اتعنين انك تستتركينة ةيظن انك مريضة نفسية هاربة من المستشفى ؟
- إذا كان هذا ما يريد أن يصدقة .. فليفعل .
حاولت بايلي أن تعطي الانطباع بأان الأمر لا يهمها . ولا بد اها نجحت في هذا ، لأن جو آن بقيت صامته ، ورفعت فنجان قهوتها 3 مرات إلى فمها من دون أن ترشف منة شيئاً .. وأخيراً قالت : ماذا سيحدث إن التقيت بة في الميترو ، مرة اخرى ؟
حاولت بايلي جاهدة ألا تبدة مهتمة : لا أظن أن الأمر سيشكل مشكلى .. وما هي الفرص أن نكون في المقصورة نفسها ؟ وفي الوقت ذاتة ، مرة اخرى ؟
- أنت على حق . على أي حال بعدما حدث اليوم ، سيعود على الأرجح لقيادة سيارتة ، أكان الطريق صالحاً للسير أم لا .
وفكرت بايلي أن ذلم سيكون نعمة .
ولكنة لم يفعل .
كانت جو آن وبايلي تقفلن في آخر عربة مكتظة في القطار ، وتتمسكان بالقضيب الحديدي فوق رأسيهما حين اجفلت جو آن وشدت سترت بايلي الصوفية السميكة بقوة وتمتمت : لا تستديري .
كانتا محشورتين كما في علبة ، ولم تكن بايلي تنوي أن تتحرك ابداً .
- انه يحدك بك
ردت بايلي هامسة : من
لم تكن حمقاء ، فحين ركبت القطار هذا الصباح تفحصت العربة بسرعة ، وشعرت بالإرتياح حين لم تشاهد باركر دايفدسون فيها . ولم تكن صادفتة منذ أيام ، فظنت أنها لم تلتقية مجدداً . ولعلة استمر في ركوب القطار المتجه نحو الخليج .، لكن لو انة يفعل فسيلتقيا مراراً ، وهذا امر يهمها فلقائهما الثاني سيكون محرجاً مثل الأول .
قالت جو آن بإصرار : انه هنا ... المهندس الذي لحقت به الأسبوع الفائت .
كانت بايلي متأكدة أن جميع الركاب التفتو لينظرو إليها . وتمتمت غاضبة لصديقتها لعدم تكتمها : انا واثقة من انك مخطئة .
أشارت برأسها : لست مخطئة .. انظري .
وقامت بايلي بما في وسعها كي تبدو غير مبالية .. وحين التفتت ببطء حولها اعتصر قلبها فجو آن على حق . كان باركر يقف على بعد أقدم منها ، ولحسن الحظ يفصلهما عدد من الناس . ولكنة كان يحدق فيها وكأنه يتوقع أن يطبث عليها رجال بمعاطف بيضاء .
وردت بايلي نظرتة .
سألت جو آن : هل رأيتة ؟
- وطبعاً ..وشكراً لإشارتك إليه .
- إنه يحدق فيك .. فماذا علي أن أفعل برأيك ؟
ردت بايلي بسخرية : تجاهليه فأنا انوي تجاهله .
مع ذلك ، مهما حاولت أن تركز على ملصق إعلاني فوقه المقاعد ، فقد كان باركر دايفد سوف يسيطر أفكارها .
سرت قشعريرة متوترة مرتجفة في جسمها ، واحست بنظرتة المعادية ، وهي بالضبط النظرة التي حاولت وصفها في قصتها .
وبطريقة عفوية استدارت ببطء .، والتفتت إلية مرة اخرى ، تتسائل عما إذا تخيلت الأمرة كله ... وللحظة ، وكأن القطار قد توقف .. والتقت العينان الزرقاوان الناعمتان بالعين السوداويين الداكنتين .. فهز تيار جسم بايلي .. لم تختبر هذا الشعور الغريب من قبل ، وملأها ذعر قطع أنفاسها . ودت أن تبتعد عينيها عنة وتدعي بأنها لا تعرفة أو ان تفعل أي شيء لتتهرب من هذا الإحساسا العجيب .
هذا هو الـإخساس الذي اعترى جانيس حسن ألتقت مايكل للمرة الأولى . ولقد أمضت بايلي اياماً تكتب هذا المشهد .. تدرس كل كلمة كل جملة إلى أن حققت التأثير المطلوب .. كان هذا لحظة وقعت جانيس في حب مايكل . الذي قاومتة ، فعلت كل ما وسعها للسيطرة على مشاعرها . لكن جانيس علقت في شباكه .
لكن بايلي اذكى من أن تؤخذ بنظرة واحدة وقد احست من قبل ومرتين ، وفي كل المرتين انتها حبها بكارثة . ولم تكن ترغب في تكار هذا في وقت قريب .فقلبها ما يزال ينزف من آخر تجربة .
انها تقفز إلى استنتاجات لا اساس لها ، في التي يتملكها الإحساس الغريب وليس باركر إذا بدا جلياً أنه لم يتأثر بلقائهما بل بدى متسلياص ، وكأن لقاءه بها مره اخرى فرصة غير متوقعة للمرح .
تصلبت .. وبقرار قد يؤثر على جانيس أخفضت نظرها عنه ، وأخذت نفساً عميقاً ثم كشرت ، لكن لسوء الحظ كانت جو آت تنظر إليها بذهول وكأنها تفهمها تماماً .
- ماذا ك .. وبه ؟
أنكرت بايلي بسرعة : لا شيء
- ليس هذا ما لاحظتة .
ردت بايلي بصوت ينهي الموضوع : أنت مخطة .
فهمست جو آن بعد لحظتين : مهما فعلت فقد نجحت .
- لست ادري عما تتكلمين .
- عظيم .. إن كان هذا كل ما تريديني ان اصدقة .. لكن في حال كان الأمر يهمك ، فاعلمي انه قادم نحونا .
- ارجو عفوك ؟
وظهر العرق البارد على جبين بايلي لمجرد التفكير بمواجهة باركر دايفدسون مرة اخرى فمرة واحد في العمر كافية ووافية .. لكن مواجهتة مرتين في الأسبوع واحدة تفوق قدرتها على التحمل .
بكل ثقة خطا باركر دايفدسون إلى الأمام ليحشر نفسة قرب بايلي ويقول بعفوية : مرحباً مرة اخرى
ردت متصلبة رتقضة النظر إلية : مرحباً .
والتفتت إلى صديقتها قائلاً : لا بد انك جو آن
ضاقت عيني جو أن وسألتها :
- هل ذكرت له اسمي ؟
- أنا .. يبدو ذلك .
- شكراً جزيلاً لك .
استدارا نحو باركر ، وقد تغير تعابير وجهها بشكل درامي لترسم ابتسامة عريضة : اجل أنا جو آن
- وهل انت صديقة جانيس منذ أمد طويل ؟
- جانيس ؟
ضربت ايلي خاصرة صديقتها بسرعة : .. اوه أنت تعني .. جانيس .. تعني جنس هذه
قطب باركر وسأل : إذاً هذه كذبة ايضاً ؟
اعترفت بايلي ببرود : صحيح وهذه مشكلتي في الأساس. لقد قلت لك الحقيقية والآن وللمرة الأخيرة انا كاتبة وكذلك جو آن .
أشارت إلى صديقتها : قولي له هذا
اكدت جو آن بصوت ينقصة الإقناع : كلانا كاتبتان
وهذا أمر لا تعلنة جو آن بملء إرادتها . لكن بايلي لم تفهم السبب يوماً ، وافترضت انه من با التشائم .. لئلا يعتبرها الناس جريئة أكثر من اللازم ، فستفسد بذلك فرصتها في بيع كتابها .
تنهد باركر وقطب قائلاً : هذا ما كننته .
توقف القطار في المحطة التالية وتحرك نحو الباب فرفعت جو آن يدها : وداعاً سرنا أن نقابلك
نقل نظرها منها إلى بايلي واجاب : وانا كذلك .
وكادت تقسم أن نظرة عينية بدت قاسية للحظة قبل أن تنزل من العربة .
صاحت جو آن لحظة ابتعد عن النظر : قلتي له أن اسمك جانيس لماذا ؟
- انا ... لست ادري .. ذعرت
مررت جو آن يدها على وجهها : الآن سيصد فعلاً انك مجنونة
- كان الممكن ان تساعديني لو لم تتصرفي وكأناك لم تسمعي كلمة كاتبة من قبل .
فقالت جو آن : إنه أمر لا اقولة للجميع .. وسأكون ممتنة لو أنك لا تعطين هذه المعلومات لأحد .
تمتمت بايلي : اوه ... عزيزتي
واحست بالأسة ... فجو آن لم تنزعج منها بحسب بل ظن باركر انها حمقاء وليست امامها ما تفعلة لغير نظرتها إليها . نا يكدرها هذا الأمر كثيراً امر على ىالإخصائين في عيادتهم أن يحللوه لكنة ازعجها فعلاً .
لو ان باركر لم ينظر إليها بعينية السوداوين وكأنه يريد إعادة التفكير بتقييمه الأولى له .
ولو انها لم تد تظرتة وتشعر بذلك الإحساس المحيير الذي يتملك البطلة حين تلتقي فتى احلامها .
مرت نهاية الأسبوع مع إن بايلي امضت معظم وقتها في اعادة كتابة لك إلى الأبد إلا انها لم تتوقف عن تصور نظرة باركر الغريبة وهو ينزل من عربة القطار السريع .. وجرح كرامتها إنه افترض انها كاذبة . كان تقديم نفسها بإسم جانيس هابنتون كذبة .. إنما بعد ذلك لم تقل سوى الحقيقة وهي واثقة من انه لم بصدق كلمة مما قالتة ... مع ذلك كان يحيط به الغموض بحيث امضت ساعتين ثمينتين من وقتها بعد ظهر يوم السبت في المكتبة العامة لتجمع كافة المعلومات عنة . كن ما جمعتة لسوء الحظ قليلي وحاولت أن تسجل في ذاكرتها المعلومت التي استطاعت التوصل إليها .
حين حلت ساعة الغداء يوم الأثنين غيرت فكرها واتجهنت مباشرة إلى مبنى مكاتب باركر ... ظهورة هناك قد يكسبها جائزة الشجاعة او جائزة الغباء الكامل .
سألتها موظفة الإستقبال حين دخلت إلى مكتب الهندسة الخارجي : هل لي أن اساعدك ؟
انها المرأه التي ساعدتها في المرة الأولى وكانت اللوحة على مكتبها تحمل اسمها روزان اسنايدر لكن بايلي لم تلاحظ هذا خلال الزيارة الأولى .
سألت بصوت جاد عملي آملة أن لا تتعرف المرأه إليها : هل من الممكن أن اقابل السيد ديفد سون لبعض لحظات ؟
نظرت روزان إلى دفتر المواعيد وقالت : أنت الفتاة التي اتت لترى السيد ديفدسون مطلع الأسبوع الماضي ..أليس كذلك ؟
ياله ن جهد ضائع لإخفاء هويتها : أجل
شعرت بالإحراج لأعترافها وأخذت تصلي لألا يكون قد سرد تفاصيل لقائهما على موظفة الإستقبال .
- حين ذكرت اسمك للسيد ديفدسون لم يتذكر اسم العائلة


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:22 AM   #4

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ردت بايلي بشكل غامض : اوه ... لم أكن متأكدة من انة سيذكره .
- هلا اعطيتني اسمك مره اخرى ... وسأقول لك انك هنا .
تنهدت بصمت ارتياح : بايلي .. بايلي يورك
باركر لا يعرف اسمة الحقيقي ولن يرفض مقابلتها بالتأكيد
رددت المرأه الودودو : بايلي يورك .. لكن ألست ..... ؟
وصمت تنظر إليها لحظة قبل أن تضغط على زر الهاتف الداخلي .. وبعد بعض كلمات هزت رأسها مبتسمة : طلب السيد دايفد سون أن تدخلي فوراً مكتبة آخر غرفة إلى اليسار .
وأشارت إلى الطريق .
كان الباب مفتوحاً وباركر جالس وراء منضدتة مستغرف في دراسة مجموعة من الأوراق ...
بدا مكتبة كبيراً يطل على جسر قولدين قايت وجزيرة الكارتراز وقفت بالباب فرفع باركر نظرة وتلاشت ابتسامتة حين تعرف إليها .
- ماذا تفعلين هنا ؟
- أبرهن لك أنني لست قدمة
وتقدمت إلى الداخل لترمي لفافة إلى منضدته .
سألها : ماهذا ؟
- الدليل


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:23 AM   #5

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


4 – لا يهمني الحب

نظر باركر إلى العلبة التي تحتوي على مخطوطة القصة وكأنه يخشى قنبلة موقوتة ستنفجر في أي لحظة .
قالت بايلي بإصرار : هيا .. افتحها
وحين لم يفتحها رفعت غطاء العلبة . و بإرتباك تصفحت أول 15 صفحة إلى أن جمعت الفصل الأول ، ورمته بين يديه .
- اقرأه
- الآن .
- ابدأ بالعنوان
و أشارت إلى السطر المطبوع في الجهة العليا اليمنى من كل صفحة .
فأخذ يقرأ بصوت مرتفع بطيء متردد : يورك .. إلى الأبد .. صفحة واحدة ..
هزت بايلي رأسها : والأن انتقل إلى النص
وأشارت بسبايها إلى ما تريده أن يقرأ : الفصل الأول ... تخوفت جانيس هامبتون من موعد العمل لأسابيع .. كانت ...
وتمتمت : هذا يكفي . إذا اردت قرائة ما تبقى فأهلاً وسهلاً .
- ولماذا أريد أن اقرأ ؟
- لئلا يعود لديك ادنى شك في انني كتبته ، ولكل تصدق انني كاتبة ولست مجنونة كاذبة . مع إن هدف زيارتيي لك وضرورة ان ابرهن لك انني اقول الحقيقة أمران غير واضحان بالنسبة لي بعد .. لكنهما بديا لي .. مهمين .
وفيما هي تتحدث رفعت الصفحات وأعادتها إلى العلبة وأغلقتها بقوة تكفي لتحكيم الغطاء .
قال باركر بلهجة عفوية : لقد صدقتك من قبل .
وتراجع عن كرسية وكأنه لم يتسائل ابداً عن مدى سلامة عقلها أو صدقها .
- ما من احد يستطيع اختراع قصة حول كونة كاتب رومانسية وتعكس سمات وجهه الصدق .
- لكنك ..
- ما لم أكن ممتناً له هو أنك اطلقت على نفسك اسماً مزيفاً .
- لقد فاجئتني ! فأعطيتك اسم بطلتي ... لأن .. حسن جداً .. لأنني رأيت فيك البطل
رفع حاجبة : هكذا إذن ..
وكان على بايلي أن تعترف : إنه حقاً بطل له اسلوب ..
وقالت بصوت منخفض : أعتقد انك لا ترغب في أن يلحق بك احد .
- هذا صحيح .. وإليك نصيحة ، هل من الممكن أن تأخذي بها ؟ هي المرة القادمة حين تريدين البحث عن تفاصبل حياة رجل .. استخدمي تحرياً . وأنت وصديقتك ما كان يمكن أن تلفتا الأنظظار أكثر حتى ولو أردتما ذلك .
احتارم بايلي لنفسها تلقى ضربة من هذا الرجل من قبل ، وهي ليست مستعدة لجولة اخرى .
- لا تقلق .. لقد تخليت عن المطاردة بعد أن اكتشفت أن ما من بطل حقيقي في العالم . ظننت أنك واحد منهم ، لكن ..
وهزت كتفيها مضيفة : يا الأسف .. كنت مخطئة
وضع باركر يدة على قلبة ، وكأن كلماتها جرحته : أخ .. بدأت أشعر بالغرور لتوي ، ثم أفسدت الأمر .
- أنا اعترف عما أتكلم في مسئلة البطل هذه . إنهم نوع منقرض .. ما عدا على صفحات الروايات الرومانسية .
- صححي لي إن كنت مخطئاً .. لكن ، ألا اسمع رنة مرارة في سوتك ؟
أنكرت بعنف : ليست مريرة
لكنها لم تذكر ثوب العرس الذي مال لونة إلى الإصفرار وهو معلق في خزانتها . لقد استخدمت كل قرش من مدخراتها لتدفع ثمن الثوب الأنيق واحست بالخزي لأنها لم تلبسه . حاولت أن تقنع لنفسها أنه استثمار لمالها ، غرض سيكسب قيمة أكبر مع مرور السنين ، مثل الذهب او الأسهم .. هذا ما قالته لنفسها .. لكنها في اعماقها كانت تعرف الحقيقة .
قالت بتصلب وهي تأخذ المخطوطة : انا آسفة لتطفلي على عملك ، ولن ازعجك بعد اليوم .
وقف ثم سألها : هل تمانعين لو طرحت بضعة اسئلة عليك قبل أن تغادري ؟
دار حول منضدته وأستدار إليها مسترخياً .
- لطالما أعجبني الكتاب
تظاهرت بايلي بالنظر إلى ساعتها . بقي امامها 45 دقيقة من وقت الغداء ويمكن أن تستغني عن بضعة لحظات .
- حسن جداً .
- كم استغرق كتابة " إلى الأبد واليو ؟
- " لك إلى الأبد " .. ما يقارب 6 أشهر . لكنني كنت اعمل عليها كل ليلة بعد العمل ، وفي نهاية الأسبوع .. أحسست وكأنني أكملت سباق ماراتون حين انهيتها لكنني ارتبكت بضعة أخطاء يقع فيها المبتدئون .
- وما هي ؟
- ارسلتها إلى دار النشر
- وهل هذة غلطة ؟
هزت بايلي رأسها وأجابت : كان علي أن اعطيها لأحدهم كي يقراها أولاً لكنني مبتدئة ولا اعرف هذا .. وفي ما بعد تعرفت إلى جو آن وانضممت إلى جمعية الكتاب
عقد باركر ذراعية على صدرسة العريض وقال : لست واثقاً من انني فهمت .. أوليس الغرض أن يقرأ قصتك رئيس التحرير مثلاً ؟ لما اهدار الوقت في أن بقرأ شخص آخر أولاً ؟
- كل مخطوطة تحتاج إلى لمسة اخيرة .. ومن المهم أن يبذل المرء جهدة ,
- أفهم من هذا أن " لك إلى الأبد " رفضت .
هزت بايلي رأسها وقالت : ليس بعد .. لكنني متأكدة من رفضها . لقد مضى 4 أشهر الآن لكنني في هذه الأثناء كنت أعمل على نسخة 2 .. وكما تقول جو آن .. لا خبر يعني لا خير
رفع باركر حاجبية : هذا صحيح .
نظرت إلى ساعتها جدداً ، لكن ليس لأنها متشوقة للرحيل بل لأنها احست بالغباء وهي تقف وسط مكتبه الفاخر لتناقش معه فصتها .. فقد راح حذرها يتراخى والرغبة في أن تثق به اقوى .
- أفهم من هذا أن جو آن قرأت قصة بعد أن أرسلتها بالبريد ؟
هزت بايلي كتفيها وأجابت : أجل .. اخذتها معها إلى منزلها وأعادتها لي في الصباح التالي مع لائحة من التعليقات طولها 3 صفحات . حين قرأت الملاحظات أدركت كم هي على حق ، وأن المشكلة الرئيسية مع بيطل
- مايكل ؟
دهشت بايلي لتذكره الإسم وقالت : أجل .. مايكل . انه رجل عظيم ، لكنة يحتاج إلى مساعدة ليفهم ما تريده النساء .. وهي في هذه الحالة جانيس هامبتون
- وهنا جاء دوري ؟
- صحيح
- كيف ؟
لم تكن بايلي واثقة من انها تستطيع أن تشرح فقالت : البطل على الأقل في القصص الرومانسية ، رجل مصمم ، قوي وبارد . حين رأيتك في المره الأولى تركت لي هذا الإنطبع .
- أكان ذلك قبل أم بعد أن اضربك بالمظلة على رأسك ؟
- بعد
ضحك باركر : ألم تفكري ابداً في أن مظلتي تسببت بخلل في قدرتك على اطلاق حكم جيد .. أظن انك لا تلاحقين الرجال في البلد ، وتسجلين الملاحظات عن تصرفاتهم أليس كذلك ؟
قالت ببرود : لا .. كنت الأول .
هذا الحديث يشعرها بالتوتر .
قال بضحكة مغرورة : أنا مسرور لسماع هذا .
- ربما أنت على حق .. وربما اصبت بضربة أقوى مما تصورت
ما أن تشعر بالارتياح معه حتى بقول شيئاً يذكرها بأنه من البشر ،وأي جهد لجعل شخصية مايكل على منواله مضيعة للوقت .
ضمت القصة إلى صدرها وقالت : يجب أن اذهب الأن وأعتذر لتطفلي .
- ما من مشكلة . لقد وجدت نقاشنا .. ممتعاً .
ما من شك في ذلك ، لكن هذا لم يساعد بايلي التي ادركت انها مصدر تسلية لأحد اكبر المهندسين المعروفين بالمدينة .
سألت جو آن في الصباح التالي وكانتا واقفتين جنباص إلى جنب في عربة القطار المزدحمة : وماذا غير ذلك ؟
ولكن قبل أن ترد بايلي طرحت جو آن سؤالاً آخر .
- هل أتيحت لك فرصة أن تقولي له نكتة ان قصتك بداية وعقدة ونهاية ؟
أدهشها رد جو آن فحين اعترفت بايلي بمواهتها لباركر بمخطوطتها الكاملة أبد جو آن حماس للأمر . فحين افرضت بايلي أن صديقتها لن تكون ممتنه لرؤيتها باركر وتصحيح رأيها بها .. لكن بدل من ذلك وقفت جو آن على ما فعلته .. وأمطرتها بالأسئلة .
أجابت بايلي : لم يكن لي الوقت لأروي له النكات يا إلاهي لم ابقى في مكتبة أكثر من 10 دقائق .
- 10 دقائق ! قد يحدث الكثير في 10 دقائق
وضعت بايلي ساقاً فوق ساق وجلست بصمت وبنفاذ صبر .
- صدقيني لم يحصل شيء . برهنت ما ذهبت لأبرهن .. وهذا كل ما في الأمر .
- بقيت هنالك 10 دقائق كاملة ولا بد انكما تكلمتما
- كان لدية بضعة اسئلة عن الكتابة
هزت جو آن رأسها ببطء : فهمت .. حسناً جداً وماذا قلت له ؟
ولم ترغب بايلي في أن تفكر في الوقت الذي امضته مع باركر ... ليس مجدداص لقد عادت من العمل ذلك المساء مثل عادتها وتوجهت فوراً إلى جهاز الكمبيوتر . عادة لم تكن تطيق الإنتظار لتعود لبيتها وتكتب لكن بعد ظهر ذلك اليوم جلست هناك ويداها فوق لوحة المفاتيح وبدلاص من تأليف الحوار ما بين جايمس ومايكل ، راحت تسترجع الحديث الذي جرى بينها وبين باركر .
كان ودوداً ولطيفاً كا بدا مهتماً فهلاً حين لم يكن متسلياً ولم تتوقع بايلي ذلك بل توقعت الرفض المطلق . ولقد قصدته وهي مستعدة لأن تتحدث إلى جدار حجري .
كن مايكل مثلة في المرة الأولى خشن لا يلين . وعاشت جانيس المسكينة في ظلمة ثامه عاجزة في اكتشاف حقيقة مشاعرة ، وكأنما بطلها يعتبر الكشف عن مشاعرة دليلاً على الضعف .
أما في المرة الثانية فبدى مايكل قنوعاً جداً ، ومستسلماً ، بحيث أن أي خلاف في القصة يتلاشى على الفور.
قالت جو آن تقاطع افكارها : اعترف أن باركر ديفدسون يعجبني . كنت على حق حين ادعيت انة مادة للبطل ، ويجب أن تسامحيني للشك بك ، لكني لم ألحق برجل من قبل
لم تعد بايلي فجأ تفكر في مايكل ومزاجة المتغير ، وقالت : يعجبك باركر ؟ أنت متزوجة .
لكزت جو آن خاصرة بايلي : لست مهتمة به من اجلي ايتها السخبفة . انه لك .
لم تصدق بايلي ما سمعتة : انا ؟ أنت مجنونة !
- لا .. لست مجنونة .. أنة طويل ، واسمر ، ووسيم . وكلانا يعرف كم هذه الصفات ضرورية لقصة رومانسية . كما أن الطريقه التي ركزتي بها عليه لحظة رأيته ، تثبت أن له وجود آسراً ، وهذا ما يحتاجة البطل .
- الشيء الوحيد الذي لاحظنة هو مظلتة ! كاد يقطع رأسي بها .
فتمتمت جو آن : اتعرفين بماذا افكر ؟ اعتقد ان شيء ما في داخلك ، تحرك حينها . جزء منك كان يتشوف ليجد مايكل ، وفي اعماق لا وعيك ، سعيت إلى الحب والعواطف المشبوبة .
أعلنت بايلي بعناد : أنت مخطئة . أنت بعيدة عن المسار الصحيح .. كتاية قصة عاطفية وبيعها ما أول اهتماماتي الآن ، وأنا لست مهتمة بالحب ... ليس لي نفسي .
- وماذا عن جانيس ؟
السؤال كان ظالماً ، وعرفت بايلي هذا ، فالكثير من النواحي شخصيتها مرتبطة بالبطلة .
أخيراً وصل القطار إلى محطتهما ، فوقفت بايلي وجو آن واتجهتا نجو الباب .
أصرت جو آن على الموضوع ، رافضة على ما يبدو أن تتركة .
- حسنناً جداً ؟
خطن بايلي إلى الرصيف : لن اجيبك على هذا ، وتعرفين السيبب . والآن ، لطفاً تخلي عن هذه الأفكار . فأنا أشك في أن ارى باركر دايفد سون مرة اخرى . ولو حصل هذا ، سأتجاهلة ، كما سيتجاهلني .
- وهل انت واثقة من هذا ؟
- واثقة تماماً
- إذا ، لماذا ينتظرك ؟ هذا باركر ديفيدسون ، أليس كذلك ؟
أغمضت بايلي عبنيها وجاهدت لتستجمع شجاعتها .. كان جزء منها يأمل بيأس أن يمر بهما باركر دون أن يلتفت ولو لثانية .. ولكن جزء آخر ، الجزء الأنثوي العميق ، امل أن يكون بنتظارها كما اشارت جو آن .
قال باركر وهو يقنرب منهما : صباح الخير سيدتاي .
ردت بايلي : مرحباً
وقالت جو آن بحماس للتعويض عن نقص حماسة بايلي المؤسف : صباح الخير !
وابتسم لها باركر ابتسامة مذهلة احست بايلي بتأثيرها العميق عليها ، فهزت رأسها بسرعة لتطرد هذه الصورة من مخيلتها .
قالت يوجهه كلامة إلي بايلي : لقد فكرت قليلاً في حديثنا . وبما انك تواجهين المتاعب مع بطلك ، قد اتمكن من مساعدتك .
- وهل هذا صحيح ؟
عرفت انها اتخذت موقف الدفاع ، لكنها لم تستطع منع نفسها من ذلك .
هز باركر رأسهة : اعتقد انك لحقت بي ذلك اليوم لتعرفي بعض التفاصيل عن عاداتي ، وشخصيتي ، وما إلى ذلك . فما رأيك لو تناولنا الغداء معاً لتسئليني ما تريدين معرفتة .
ادركت بايلي فرصة جيدة لها ، وتعاظمت الإثارة في داخلها ، لكنها ترددت . فهذا الرجل بدأ يستحوذ على افكارها ، ولسوف تسعى وراء المتاعب إن سمحت لهذا أن يستمر .
وسئل : هل لديك الوقت بعد ظهر اليوم ؟
فردت جو آن من دون أي تردد : لديها الوقت .. انها تعمل كمساعدة لمحامي ووأوقات عملها مرنة .. بعد ظهر اليوم وقت رايع .
نظرت بايلي إلى صديقتها وهي تقوم رغبتها في ان تقترح أن تتناول هي الغداء مع باركر بما انها متحمسة جدأً للفكرة .
سئل باركر : بايلي ؟
- آآ .. انا .. اعتقد
ولم تبدو لطيفة كما افهمتها النظرة التي رمقتها بها صديقتها فأكملت : هذا كرم منك سيد ديفدسون .
قال باركر : سيد دايفدسون ؟ ظننت اننا تجاوزنا مرحلة الرسميات .
وأذهلها بالبتسامة كان لها تأثير الإبتسامة السابقة ، إذ اوهنت ركبتيها وقرارها .
قال باركر : لنقل عند الظهر إذاً ؟ سألقاك عند " فيشر مان وارف " في " الساند فايفر "
كان الساندي باربر مشهور بطعام البحر الرائع ، واسعارة الباهضة .
لعل باركر قادر على ان يأكل هناك ، لكن هذا يفوق ميزانيتها الهزياة .
وكررت : ساندي فارفر ؟ كنت .. افكر .. في ان ننتقي ما تأكلة قرب المرفأ فهناك مقاعد عدة على امتداد " فيار 39 "
عبس باركر : افضل ساندي باربر ، إذا كنت لا تمانعين ، فأنا اقوم ببعض الأعمال لهم . ومن الجيد رد الجميل .
فأكدت جو آن : لا تقلقل ستلافيك هناك .
لن تحتمل بايلي أن تجيب صديقتها عنها ، وقالت : جو آن .. لو سمحتي .. سأرد بنفسي
- أوه .. بالتأكيد .. آسفة .
عاد باركر بالهتمامة إلى بايلي ، التي تنفست بحدة وهزت رأسها : استطيع أن ألاقيك هناك .
هذا سيعني تحضير الغداء لنفسها في الأسبوعين القادمين وعدم الرد على اذواق ماكس المكلفة في طعام القطط ، لكن هذا كلة سوى تضحية صغيرة .
كان باركر ينتظر بايلي حين وصلت إلى ساندي فايبر عند الظهر . ووقف حين اوصلها رئيس السقاة إلى الطاولة إضائة الغرفة .. السجاد الأحمر السميك والخشب الفخم ، يخلو جواً حميماً دافئ ، جذب بايلي بالرغم من توترها .
لقد قصدت الساندي باربر مرة واحدة مع والديها حين زاراها من أوري غون ، إذ اراد والدها أن يحتفي بهل في افخم مطعم في المدينة ، وختارت بايلي الساندي فايبر ، المعروف بفخامتة وطعامة البحر الطازج .
رفع باركر حاجبة وهو يبعد لها الكرسي .. وقال : ها قد إلتقينا مجدداً .
- اجل .. لطف منك أن تفعل هذا .
- من من مشكلة
وظهر النادل مع لائحة الطعام ، لكن بايلي لم تكن بحاجة لأن تنظر إليها ، لأنها تعرف ماذا تريد .. سلطة القيصر البحرية ، مع القريدس ( الربيان ) والسرطان ، والمحار . هذا ما تناولتة في آخر زيارةة لها ، واستمتعت به . وطلب باركر المحار المفلي مع السلطة .. كما طلبة القوة بعد الطعام وفعل باركر مثلها .
وبعد تسجيل الطلب ، احرجت بايلي دفتر الملاحظات وقلماً من حقيبة يدها ، فضلاً عن نظارتها ولائحة من الأسئلة .
- هل تمانع في ان نبدأ ؟
مال باركر إلى الأمام وقال : بالتأكيد .
وضع مرفقية على الطاوة ونظر إليها بحدة : كم عمرك يا بايلي ؟ 21 ام 22 عاماً ؟
- 27 عاماً
بدا علية العجب وهز رأسه قائلاً : بحسب جو آن ، انت تعملين مساعدة لمحامي .
- يجب ان تعذر جو آن ، فهي رومانسية .
- وهذا ما قالته عنك
- أجل .. حسن جداً .. ارجو بكل تأكيد أن يكون هذا لصالحنا معاً
رفع حاجبية : اوه ؟
- كلانا يكافح ليصبح قصصياً مشهوراً ، وهذا يلزمة أكثر من الموهبة بكثير .
وطل الخبز الطري ، فأخذت بايلي قطعة على الفور ، وتابعت : على الكاتب أن يشعر بالحس الأدبي . بالنسبة لي جو آن وانا ، يعني هذا الكتابة من القلب . لم يمضي علي من هذا المجال سوى بضعة اشهر ، لكن هناك نساء في جمعيتنا ، يقدمن اعمالهم منذ 5 او 6 سنوات ، دون أن ينشر لديهن شي . كما أن هناك من الأمور الناجحة التي نعتمد عليها .
- مثل ماذا ؟
ابتلعت بايلي ريقها قيل أن ترد : مثل انهاء المخطوطة .. ليتملكنا إحساس حقيقي بالإكتفاء عند انهاء القصة .
- فهمت .
- بعض النساء يشتركن في الجمعية ظنناً من هن أنهن سيحصلن على نجاح سريع . فهمن يعتقدن أن أين كان يمكنه تأليف قصة رومانسية . وهن يحضرن لقاءات عده ، ثم يقررن أن الكتابة صعبة جدأ وتتطلب جهداً .
- وماذا عنك ؟
- انا في هذا المشروع لمدى طويل ، وفي النهاية سأبيع قصصي لأنني لن أتوقف عن إلاسالها إلى دور النشر قبل أن انجح .
أخذ باركر قطعه الخبز : و هل اردتي يوماً ان تكوني كاتبه ؟
- لا .. حتى انيي لم أكتب يوماً في صحيفة المدرسة الثانويه .. مع انني أتمنى الآن لو شاركت فيها ، و لا اعتقد انني كنت لأجد صعوبه في بناء الجمل و توضيح الافكار ان اهتممت بذلك
- اذن .. ما الذي جعلكي تقررين كتابة القصص العاطفيه ؟
- لأنيي احب قراءتها . في الواقع ، انا اقرءها منذ كنت في الكليه ، لكنيي لم أبدأ في التاليف سوى منذ سنه تقريباً .. و لقائي بجو آن شكل دافعاً قوياً لي ، و كان يمكن ان استمر في ارتكاب الاخطآء ذاتها لسنوات لولاها . لقد شجعتني ، و قدمتني الى كاتبات اخريات ، و اخذتني تحت جناحاها .
و صل النادل حامل وجبتهما . و ادركت بايلي بخجل التي كانت الوحيده اللتي كانت تتكلم ، و لم تسأل باركر سؤالاً واحداً بعد .
كانت صلطه القيصر رائعه كما تتذكرها بايلي . و بعد لقمة واحده قررت ان تدلل نفسها بمثل هذه الوجبات دايماً ، فغداء مكلف مره في الشهر لن يخرب ميزانيتها .
قال باركر : كنت تقولين انه لزمك 6 اشهر لتكتبي " لك إلى الأبد " .. الا تستغرق كتابه اول قصه وقتاً اطول ؟
- بلا ، لكنني اخصص كم دقيقه من وقتي للمشروع .
- هكذا اذن .. و ماذا عن حياتك الاجتماعيه ؟
حلولت جهدها بأن لا تضحك ، أي حياة اجتماعيه ؟
انها تعيش في سانفرانسيسكو منذ اكثر من سنه ، و هذا الموعد على الغداء مع باركر هو الاقرب إلى موعد حقيقي .
- بايلي ؟
- اوه .. أنا اخرج أحياناً .
لكنها م تذكر له أنها تخرج دايماً مع صديقة ، فمنذ فسخ خطوبتها الثانية ، تخلت بايلي عن أي علاقة مع الجنس الاخر . فقد اكتشفت مرتين متألمه ان عليها ألا تثق بالرجال .. و بعد 15 شهراً ، لا يزال خدلع توم لها يؤلمها .
و لعل التغلب على ذكرى توم لم يكن صعباً لولا بول ، فقد أحبته هو أيضاً في اوائل ايام دراستها الجامعية ، لكنه مثل توم ، وجد فتاة اخرى احبها امثر منها . و بقي المثال يتكرر ، و بهذا وضعت بايلي حداً لكل هذا ، و لم تكت تتواعد مع الرجال .
مرت عليها اوقات ندمت فيها على قرارها ، و بعد ظهر هذا اليوم مثال ممتاز ، فقد تجد نفسها بسهوله مهتمه عاطفيه بباركر .. لكنها لم تفعل ، مع ان الاغراء موجود .
باركر ، بعينه السوداوين ، ابتسامته المدمره . و لحسن الحظ انها واعيه بما يكفي لتعرف تقلبات قلوب الرجال . كانت واثقه من امر واحد ، ان باركر ديفيدسون لم يصل الى اوسط الثلاثين من عمره ، و هو لايزال عازباً ، من دون ان يحطم بضعه قلوب .
مرة عليها اوقات اخرى ندمت فيها على قرارها لعدم التواعد مع الرجال .
لا رجل يعني لا زواج ، ولا اولاد .. و الاولاد هم مصدر قلقها ، لاسيما الاولاد الصغار ، فحين تراهم يصدمها قرارها بعنف . فبدون زوج لن ترزق بطفل .. لكن ، حتى الساعه ما كان عليها الا ان تتجنب الاماكن حيث يمكنها ان تلتقي بامهات مع اولادهم . فبعيد عن العين بعيد عن القلب
- بايلي ؟
تمتمت : انا آسفه .. هل فاتني شيء ما ؟
- لا .. بل نظرتك متألمه ، و تساءلت عما اذا كان هناك خطب ما في السلطة
- لا .. انها رائعه .. ممتازة كما اذكرها .
و قصت عليه باختصار قصه دعوه والديها على العشاء هنا . لكن ، ما لم تشرحه له هو ان زيارتهما كانت بغرض التاكد من حاله بايلي ، لأنهما قلقان عليها ، و اصرا على انها تعمل جاهده ، و لا تخرج بما يكفي ، ولا حياة اجتماعيه لديها .
استمعت بايلي بأدب الى ما يقلقهما و احتضنتهما معاً ، فشكرتهما على حبهما ، ثم اعادتهما الى اوريغون .
تنهدتبايلي وهي تلمح دفتر ملاحظاتها و القلم الى جانب طبقها ، فهي لم تسال باركر سؤالاً واحداً بعد ، و هذا هو سبب لقاءهما ، و نظرت الى ساعتها متاوها في سرها ، لم يعد لديها سوى ربع ساعه و هذا الوقت لا يستحق عناء البدع ، ولا سيما انها مضطره ان تتوقف بعد حين .
قالت بأسف : يجب ان اعود الى العمل .
و التفتت الى النادل لتطلب الحساب
فقال لها : الحساب مدفوع .
لزم بايلي لحظات لتدرك ان باركر يحدثها عن وجبة الطعام .
- لن ادعك تفعل هذا .
و مدت يدها الى حقيبتها ، فقال : ارجوك .
لو انه جادلها ، و ابدى شيأً من التحدي الرجولي المتعصب ، لما سمحت له بايلي بان يدفع . لكن هذه الكلمه الوحيده التي قالها بلطف كانت كافيه لتصبب عزيمتها .
ردت بصوت منخفظ ناعم مثل صوته : حسن جداً .
- لم تتح لك فرصه طرح اسألتك .
فوجدت هذا مثيلاً للصخط ، لكن لا احد تلومه على ذلك سوى نفسها : اعرف .. لقد انسجمت في الحديث عن القصص العاطفيه و الكاتبيه و ....
- هل نجاول مره اخرى .. في وقت آخر .
- يبدو اننا سنحتاج الى ذلك .
و كان عليها ان تكون حذره لأن لا يتحول اللغداء معه الى عاده .
قال : انا حر مساء الغد
- في المساء ؟
بطريقه ما ، بدا لها موعد العشاء مهدداً اكثر من لقاء على الغداء .
- اوه .. انا في العاده ، اخصص ساعات ما بعد العمل للكتابه ..
- هكذا اذن .
و تعاطف قلبها مع رنه خيبة الامل في صوته ، فقالت : لكن لقل قاعدة استثناء .
و احست بالذعر للحظه نطقت بالكلمات .. فلساعه كامله ، كانت تعض نفسها حول عدم التقرب من باركر ، و تداركت بحزم : لا .. من المهم ان احافظ على مواعيد الكتابه .
- هل انت واثقه ؟
- طبعاً .
اخرج باركر بطاقة عمل من جيبه ، و كتب عليها شيئا ما و اعطاها اياها .
- هذا رقم هاتف منزلي في حال غيرتي رايك .
اخذت بايلي البطاقه ، و دستها في حقيبة يدها ، مع القلم و دفتر الملاحظات.
- انا حقاً ضطره لأن اكتب .. أعني ، مواعيد الكتابه ضروريه لي ، و لايمكنني ان اخرج في موعد على العشاء بمجرد ان شخصاً ما طلب مني ذلك .
وقفت ، و رجعت كرسيها الى الخلف بصوت حاد متشوقه للخلاص .
- اعتبري الامر بحثاً .
هزت بايلي راسها و قالت : شكراً لك على الغداء .
- انت على الرحب و السعه .. لكنني آمل ان تعيدي النظر في مسأله تناول العشاء معي .
تراجعت عن الطاوله و حقيبتها بين يديها .. و كررت : العشاء ؟
- لغرض البحث .
- و لن يكون موعداً حقيقياً ؟
كان من المهم ان توضح هذا .. فالرجل الوحيد الذي تخصص له وقتها الآن هو مايكل .. لكن ، من المفترض ان يساعدها باركر على ضياغه شخصية مايكل .. لذلك .. ربما ..
و كررت بصوت اكثر تصميماً : ليس موعداً .. مجرد بحث ، موافق ؟
ضحك ، ولمعت عيناه بخف : و ما رأيك ؟


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:24 AM   #6

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- شرارة أم سحر ؟


كان ماكس ينتظر عند الباب حين وصلت بايلي إلى المنزل من عملها . ذنبه الأصفر المخطط بدا مستقيماً وهو يتلوى عند قدميها ليذكرها بموعد وجبته .
تمتمت : لحظة واحدة يا ماكس
وأخذت تتصفح البريد وهي تدخل المطبخ ، ولكنها توقفت حين رأت ورقة صفراء .
- مياو ..
قالت : ماكس ، انتظر ..
ولوحت بالورقة الصفراء قائلة : لدي مورغان لفاف لنا .
لطالما كانت المسؤولية عن الشقق لطيفة فتستلم ما يصلها نت طرود ، لتوفر على بايلي رحلة إلى مكتب البريد .
تركت ماكس الساخط ، وسارعت بايلي تنزل السلم إلى شقة السيدة مورغان ، التي استقبلتها بابتسامة دافئة .. وكانت السيدة موغان امرأه مسنة وأرملة وقورة ، تظهر الحماية للمستأجرات الصغيرات في السن .
أعطت بايلي مغلفاً كبيراً من الورق السميك الأسمر قائلة : هاك عزيزتي .
وعرفت بايلي لحظة رأت المغلف أنه ليس مفاجأة غير متوقعة من والديها ، بل مخطوطة قصتها المرفوضة .
قاومت لتخفي خيبة أملها وقالت : شكراً لك .
ما إن قرأت بايلي نقد جو آن حتى ادركت أن " لك إلى الأبد " ستعود مرفوضة . لكن ما لم تتصورة هو هذا الإحساس المزعج بالمعدتها .. هذا الشعور بالإحباط الكامل .. لقد استقبلت دار كوين للنشر هذه المخطوطة لما يقارب 4 أشهر ، فبدأت بايلي تصدق أن رئيسة التحرير احتفظت بقصتها طويلاً لأنها تفكر جدياً بشرائها .
توقعت بايلي أن تعيد كتابة قصتها ، لكن على أساس عقد كبير في جيبها ، يحملها عالياً على أمواج النجاح .
وكان ماكس ينتظر فرب الباب ، ولكنة بدأ هذه المرة نافذ الصبر أكثر . ودون تفكير رمت بايلي الطعام في طبقة .. ولم تدرك أنها أعطت قطها الجشع العشاء الذي كانت تنوي أن تحضره لنفسها ‘لا بعد فوات الأوان . وانقض ماكس على الفور على قطعة الديك الرومي بعد أن شق طريقة من بين قدميها متلهفاً . وهزت بايلي كتفيها ، فهي لم يكن لديها أي شهية للطعام .
لزمها 5 دقائق اخرى لتستجمع شجاعتها وتفتح المغلف .. وبحذر ، تفحصت ختم المغلف .. لما كل هذا الحذر ؟ إذ لم يكن في نيتها اعادة استخدام المغلف . وما إن فصلت الختم حتى أخرجت المخوطة ، وقرأت بسرعة رسالة المطبوعة المرفقة بها .. ابتلعت الغصة التي سدت حلقها ، ولم خفف من خيبة املها أن الرسالة شخصية ، وليست رسالة رفض بسيطة .
رفعت سماعة الهاتف واتصلت بجو آن / لقد مرت صديقتها بهذه التجربة أكثر من مرى وهي واثقة من ان لديها بضع كلمات حكيمة لتساعدها في هذه اللحظات ... ولسوف تفهم جو آن كم ثقتها بنفسها اهتزت .
رن الهاتف لكن لم يجبها سوى جهاز الرد الآلي .. أصغت إلى الرسالة لكنها لم ترغب في ابلاغ جو آن هذا الخبر السيء عبر الآلة ، لذا تمتمت متجهمة : انا بايلي .. وعلقت السماعة .
ذرعها لشقتها اتسكين مشاعرها لم يساعدها .. ونظرت إلى جهاز الكمبيوتر ، الموضوع في زاوية غرفة الجلوس الصغيرة ، لكن الرغبة في الكتابة بدت عدية .
لقد حذرتها جو آن وكذلك آخرون في الجمعية من أن الرفض مؤلم . لكنها لك تتوقع أن يؤلمها إلى هذا الحد .
بحثت في حقيبة يدها عن حبة سكاكر فـأطبقت يدها على بطاقة عمل ، بطاقة باركر ، وسحبتها بلطف ، لقد كتب عليها رفم هاتف منزله ...
هل تتصل به ؟ وقررت ألا تفعل . دست البطاقة في جيبها ، لماذا فكرت في الإتصال به ؟ فالحديث مع باركر الآن غباء ، وفيه مخاطرة . إنها فتاة ناضجة ، يمكنها تحمل الرفض . من يريد أن يصبح كاتباً علية أن يتعلم كيف يتعامل مع الرفض .
الرفض هو درجة على سلم النجاح ، هذا ما قالته احداهن في احد الإجتماعات ، وجلت بايلي هذه الكلمة على ورقة وألصقتها على الحافة السفلى للكمبيوتر . والآن عليها التصرف على هذا القول ، وبما أن هذه الدرجة هي الأولى فإن امامها مسافة طويلة تقطعها ، لكن السلم اللعين أكثر صعوبة مما توقعت .
وبتردد ، عادت إلى المطبخ واعادت قرائة الرسالة من باولا أول برايت ، رئيسة التحرير في دار نشر كوين ، التي تقول انها تعيد المخطوطة " مع الأسف " .
وتمتمت بايلي توجة الكلام إلى ماكس ، المشغول بالتمتع بعشائه : ليس بقدر الأسف الذي اشعر به .. وتقول انني كاتبة واعدة .
المشكلة الأساسية بحسب قول المحررة تكمن في مايكل .. ولم يثر هذا دهشة بايلي وأشارت الآنسة أولبرايت مشكورة إلى قصص مشهورة تحتاج إلى اعادة صياغة ، وأنهت رسالتها تقول لبيايلي أنها لو اعادت كتابة القصة فسيسر قسم التحرير بإعادة التقييم .
أمر غريب .. لم تلاحظ بايلي هذا الكلام عندما قرأت الرسالة للمرة الأولى . إن اعادت صياغة العمل فلديها فرصة .
بحماس مفاجئ ، اخذت بايلي الهاتف .. لقد غيرت رأيها .. وبدا لها الإتصال بباركر فكرة جيدة ، لا بل فكرة عظيمة . ولعلها فرصتها الوحيدة للإصلاح أمر مايكل المسكين .
رد باركر على الهاتف بشيء من العصبية والتوتر .
قالت بايلي آملة أن لا تبدو غبية : باركر .. أنا بايلي يورك .
فرد بلعجة أقل سخطاً : مرحباً .
وجف فمها تماماً لكنها سارعت تفحص عن سبب اتصالها : اريدك ان تعرف انني ... كنت ، أفكر بدعوتك إلى العشاء ، هل يمكنك أن تلاقيني اليلة بدل الغد ؟
انها تريد أن تصحح شخصية مايكل في اسرع وقت ممكن .
- وهل هذه بايلي يورك التي ننكلم فعلاً ؟
وبدا وكأنه لا يتذكرها .
قالت مؤكدة : الكاتبة التي التقيتها في القطار السرع .
وأخذت تشعر بالغباء مع مرور الثواني . ما كان عليها أن تتصل به لكن الاندفاع كان قوياً جداً فقلقد تشوقت لأن تع هذا الرفض وراء ظهرها وتكسب قصة رمانسية مؤثرة إنما تحتاج إلى مساعدته وربما عليها أن تتصل به في وقت آخر .
- اسمع .. إذا لم يكن الوقت مناسباً فسأتصل في وت آخر .
وكانت على وشك إنهاء المكالمة حين قال باركر : الوقت مناسب . آسف لأنني بدوت متردداً .. فقد كنت اعمل ، وأميل عادة إلى الإستغراق في مشروعي .
اطمأنت لتفسيره وقالت : هذا ما يحصل معي .
وأخذت نقساً عميقاً وشرحت سبب اتصال غير المتوقع .
- لقد أعيدت إلى " لك إلى الأبد " مرفوضة اليوم .
- انا آسف لسماع هذا .
وبدا آسفاً حقيقياً ، وعاد الإحساس الغريب المرتجف إلى معدتها بسبب لتعاطف الذي أبداه .
- وانا أيضاً شعرت بالأسف ، ولكنها لم تكن صدمة كبيرة . اعتقد أنني تركت آمالي تتعاظم حين لم يعيدوا المخطوطة على الفور . وهذا امر حذرتني جو آن منه .
نقلت السماعة إلى الأذن الآخرى ، ودهشت لأنها تشعر بالتحسن بعد أن وجدت من تتحدث إلية .
- وماذا يحدث حين يعيد ناشر مخطوطة كتابه ؟ هل ينتقدونة ؟
- يا إلاهي ... لا .. تعاد المخطوطة عادة مع رسالة رفض .. لكن رئيسة التحرير اقتطعت من وقتها لتكتب لي شخصياً عن إعادة صياغة الشخصيات ، هها يعتبر مريحاً . في الواقه هذه دلالة ممتازة ، وهي مستعدة لإعادة النظر في " لك إلى الأبد " مجدداً .
صمتت بايلي ، وتنفست بالرتجاف قبل أن تضيف بتلعثم : كنت اتسائل عما إذا بمكانك أن تفي بوعدك على العشاء . ادرك أن المهلة قصيرة ، وربما ما كان علي ان اتصل .. لكن الليله هي الأفضل بالنسبة لي لأنني .. لأنني ، وبإهمال غير مقصود أعطيت ماكس عشائي ولم يعد هناك في البيت ما آكلة .. إنما ، إذا لم تكن قادراً .. فسأتفهم ...
وتسارعت الكلمات في توتر ظاهر ، فحين بدأت ن بدى لها أنها لا تستطيع أن تتوقف .
- هل تريدين مني أن أمر لاصطحابك ام تلاقيني في مكان ما ؟
وبالرغم منها . ذهبت بايلي إذ لم تكن تتوقع أن يوافق باركر .
وقالت : آه .. المطعن الذي تناولت فيه الغداء منذ اسبوعين .. يبدو جيداً .. لكن ارجوك .. أصر على الدفع هذه المرة .
- في الخي الصيني ؟
- أجل هل ألقاك هناك ؟
- طبعاً .. هل يكفيك ساعة ؟
- أوه .. أجل .. الساعة كافية ووافية .
ووجدت بايلي نفسها مجدداً معقودة اللسان دهشة .. وسعادة .
انتهى الحديثهما بسرعة تقف محدقة في السماعة ، تتسائل عما إذا حدث فعلاً ، وأخذت نفساً عميقاً ، ثم سارعت إلى غرفة نومها لتغير ملابسها ، وتجدد تبرجها ، وتسرح شعرها .
كانت بايلي تحب الطعام الصيني ، خاصة أطباق " الزيشوان " المطيبة بالتوابل .. لكنها لم تكن تفكر في العشاء خين توقفت سيارة الأجرة أمام المطعم . قررت تدليل نفسها هذا المساء باستئجار تاكسي إلى " تشايناتاون " .. وإن كان هذا يعني أن تعود إلى البيت بقطار الأنفاق السريعة .
وجدت باركر أمام المطعم ينتظرها ، وأسرع لييفتح لها باب سياة الأجرة .. أحست بايلي بيده وهي تسند مرفقها ، ليساعدها على الترجل .
ابتسمت له قائلة : لطف منك أن تقابلني دون موعد سابق .
- ما من مشكلة .. من هو ماكس ؟
- انه هري .
ضحك باركر ، وقادها إلى داخل المطعم . اول ما اسر بايلي هو الثريا العملاقة من الخشب اللماع . ولم يكن لديها الوقت الكافي لتتفحصها إذ رفقهما النادل قي ممر طويل إلى غرفة ضيقة مليئة بحجيرات خشبية ، تشكل كل واحدة منها غرة مستقلة .
قالت بايلي وهي تتنفس بالرتياح : اوه .. يا إلهي .. هذا رائع .
واندست في حجرتها ، وانزلت الحقيبة إلى كتفها ، ثم اخرجت دفتر الملاحظات والقلم اللذين حملتهما معهما عند الغداء .
ظهر النادل حامل ابريق شاي خزفي ونجانين مماثلين ، وقائمة الطعام الحمراء المستطيلة تحت ذراعه .
لم تستطع بايلي أن تختار الطعام بسهولة كما حصل في مطعم " ساند بايبر " .. واقترح باركر أن يطلب كل منهما ا يشاء ثم يتشاركانه . كان هناك الكثير من الأطباق ، وبدا معظمها لذيذاً بحيث لزم بايلي 10 دقائق لتختار ، معجنات مع القريدس " الروبيان " المطيب ، فيما اختار باركر الدجاج المقلي مع اللوز .
صبت بايلي الشاي لكليهما قائلة : حسن جداً ، والآن دعنا نعمل .
استرخى باركر في جلسته ، وطوى ذراعيه ، ومد ساقيه : بالتأكيد .
وأشار بيده حين ترددت ، مضيفاً : اسألي .
- ربما علي أن ابدأ إعطائك لمحة سريعة للقصة .
- طبعاً .. أي شيء قد يساعدك ,
قالت شارحة : أريدك أن تفهم مايكل .. انه رجل أعمال ، مرير بعض الشيء ، لكنه تعلم ان يسامح من يؤذيه . وهو قي أواسط الثلاثين من عمره ، ولم يتزوج ابداً .
- ولم لا ؟
- حسن جداً .. اولاً ، كان مشغول بمستقبلة العلمي .
- وما هو عمله ؟
- إنه يعمل في مجال التصوير .
- فهمت .
- أنت عابس
لم تطرح بايلي أي سؤال بعد مما اعدته ، ومع ذلك بدا باركر منزعجاً .
- لا يصل الرجل عادة إلى سن 35 ، من دون علاقة او اكثر . وإذا لم يكن لديه أي علاقات فهناك مشكلة .
- أنت تجاوزت الـ 30 من عمرك ، ولست متزوجاً . فما هو عذرك ؟
هز باركر كتفيه واجاب : كان برنامج دراستي الجامعية مكثف جداً ، فلم يترك لي الكثير من الوقت للخروج مع الفتيات . فيما بعد سافرت كثيراً ، وهذه مره اخرى لم يعطني فرصة أقمت ، في الواقع ، علاقات ، لكنها لم تنجح . اعتقد أن بإمكانك القول إنني لم اجد المرأه المناسبة .. لكن هذا لا يعني أنني غير مهتمة بالزواج والإستقرار يوماً .
- بالضبط .. هذا ما يشعر به مايكل .. ما عدى أنه سيظن أن الزواج سيعقد حياته ، وهو على استعداد لأن يقع في حب جانيس .. لمنة لا يدرك ذلك .
هز باركر كتفيه : فهمت .. تابعي .. ما كان علي أن أقاطعك .
- حسن جداً .. في الأساس ، سارت حياة مايكل بسلالة إلى أن ألتقى جانيس هامبتون . كان والدها قد تقاعد ، وتولت هي أعمال مؤسسة الصناعة .. وهذا العمل هي مؤهله له جداً
- وماذا تصنع ؟
- كنت غامضة حول هذا الشأن قليلاً .. لكنني تركت القارئ إيمكانية أن بفرض أن لعملها علاقة بقطع الكومبيوتر .. وأوردت كلمة هنا وهناك لأعطي هذه الكرة .
هز باركر رأسه وقال : تابعي .. سأحاول ألا أتدخل مرة اخرى .
ردت متصلبة : لا بأس ، على أي خال كان والد جانيس معجب بمايكل منذ وقت طويل ... وأراد العجوز أن يجمع بين ابنته ومايكل .. وبالطبع لم يكن أي منهما على علم بذلك .. ليس في البدء على الأقل .
أخذ باركر إبريق الشي وصب منه مجدداً في فنجانيهما .
- يبدو هذا جيداً .
- شكلااً لك . بدا والد جانيس أول مناورة في إحدى الحفلات ، وتوقع الجميع أن ينسجما معاً ، لكن مايكل غضب و ..
- رفع باركر يده مقاطعاً : مهلك لحظة .. دعيني ارى إذا ما فهمت من كلامك بشكل صحيح . التقى هذا الرجل امرأ جميلة .. وهو غاضب .. فما خطبه ؟
- ماذا تعني ؟
- ما من رجل في كامل قواه العقلية يعترض على رفقة امرأه جميلة .
حملت بايلي الشاي واستندت إلى ظهر المقعد الخشبي ، تفكر .. باركر على حق . جانيس كذلك لم تكن سعيدة في هذا الموقف . أوليس هذا أمر لا يصدق ؟ وتصورت أنها تقف مع رجل مثل باركر دايفدسون .. لكنها ابعدت هذه الفكرة عن رأسها وقد احست بالذنب ، وصبت اهتمامها على كلامه .
وسمعته يقول مفكراً : إلا إذا ....
- ماذا ؟
- إلا إذا عرف أن والدها وضع خطة ليربة منها ، وكرة ذلك .. وقد يظن انها متآمرة مع ابيها .
أشرق وجه بايلي ، وهزت رأسها ، ثم سجلت الملاحظة على دفترها .
- أجل هذا سينجح .
باركر بارع في طرح الأفكار مثل جو آن وهذه مفاجأه سارة .
وتنهد متردداً : مع ذلك .. المرأه الجميلة هي امرأه جميل .. ويجب ألا يعترض بشدة ، مهما كانت الظروف . وماذا يحدث ؟
- لا يحدث الكثير ، فهو يظهر انزعاجة . لكنني قررت أن اغير هذا الجزء . أنت على حق ، يجب أن لا يحتج كثيراً . على أي حال ، يحدث هذا في مطلع الكتاب ، وكلاهما لا يعرف مخطط والدها ، ولا اريد أن يكتشف القارئ باكراً ما سيحدث .
كان عقل بايلي يعمل بسرعة وهي تعيد تفكير المشهد ... تصورت مايكل وجانيس يقفان وكلاهما غير مرتاح للموقف ... لكن ، وكما اقترح باركر ، يجب ألا يكون الإعتراض قوياً ..
وهذا هو الجزء الذي تنوي أن تغيره ، والعمل علية . حين يتعرفان سيكون الأمر أشبه بصب الماء على الزيت الساخن ... ستكون ردة الفعل عظيمة .
وبدأت الفكر تتبلور في رأسها . لن يقاوم مايكل وجانيس مؤامرة والدها المثيرة للسخط ، بل ستتحول إلى معركة مع مشاعرها نحو بعضهما البعض .
همست بايلي : هذا عظيم .. حقاً عظيم .
وبدأت تشرح لباركر خطتهما حين قاطعهما النادل الذي جاء بالعشاء ووضع أمامها مجموعة أطباق يتصاعد البخار منها .
وكانت بايلي قد استعادت شهيتها ، فمدت يدها إلى العيدان التي يستخدمها الصينيون لتناول الطعام .
- أنت أولاً
أشار بيدة مشجعاً : لا .. أنت
ابتسمت ومدت يدها مجدداً وبدا الموقف حميماً ومريحاً ، مع انهما لا يزالان غريبين .
أكلا بصمت لدقائق ، وراقبت بايلي باركر يستخدم العيدان بمهارة . انها المرة الأولى التي تتواعد فيها مع رجل بارع في استخدامها مثلها تماماً .
تتواعد مع رجل .
قفزت الكلمات امام عينها ، كإشارات محذره . ورفعت نظرها تحدق متسعة العيمين في الرجل الجالس قبالتها على الطاولة .
- بايلي ؟ هل انت بخير ؟
هزت رأسها ونظرت بعيداً بسرعة .
- هل فضمت فلفلاً خاراً أو شيء ما ؟
هزت رأسها بسرعة وهي تؤكد له : لا .. انا بخير .. أنا بخير حقاً .
لكنها لم تكن كذلك وشكت في أن يعرف ذلك .
بالطبع ما من وسيلة ليعرف عن تجربتها مع باول أو توم . ولا يمكنه كذلك أن يعرف بوجود ثوب عرس غير مستخدم في خزانتها يعذبها كل صباح وهي تستعد للعمل .. وكأن ثوب العرس هذا يذكرها دائماً بألا تضع ثقتها في رجل .
وقد سمحت لحذرها بأن يسترخي الأن ، وقبل أن تدرك ستثق مجدداً برجل ... وهذه غلطة لا تغتفر . يشعرها باركر بالأمان ، فهو رجل شريف وفور وصادق ، وهنا تكمل المخاطرة ، فهو بطل حقيقي ، لكنها خدعت مرتين من قبل ، ولن تعرض قلبها لهذه التجربة مرة اخرى .
تقاسما الحساب ، ولم يكن باركر سعيداً بهذا لكن بايلي اصرت .
وقال باركر وهما يوشكان على المغادرة : قلت شيء عن إعادة كتابة ذلك المشهد في الحفلة .
استعادت شيئاً من الحماس السابق وردت : أجل .. سأجعل لذلك تأثيراً قوياً عليهما . لقد ساعدني اقتراحك جداً ، ولا استطيع أن اعبر لك كم أنا ممتنه لمقابلتك لي في آخر لحظة .
ولم يجب باركروكأنه لم يسمعها ، وفتح لها الباب ليخرجا إلى الرصيف المزدحم .
قالت بايلي بصوت مرتفع : أنت مقطب
- هل اختبرت يوماً ذلك النوع من الأحاسيس مع رجل
لم تكن بايلي بحاجة إلى اللتفكير : لبس في الواقع
- هذا ما اعتقدتة
- لككني احب فكرة حدوث هذا بأن جانيس ومايكل ، فهو يعطي بعداً جديدياً لحبكة القصة كلها ، واستطيع اسغلال ذلك .. كما ان هناك عنصر من الخيال في القصة الرومانسية ، نظرة اكبر من الحياة نفسها
- اووه .. انا لا اقول انه يجب أن لا تحدث أي ردة فعل قوية بينهما ، لكنني اتسائل كيف تخخطين لوصف هذا الإحساس القوي من دون خبرة حقيقية .
تجاهلت تعليقة المتملق وردت : هذا علامة الكاتب الجيد . إن تصوير جو رومانسي لايلزمة سوى شي من الخيال ، لا تتوقع نتي ان اختبر الأمر مع رجل غريب .
- ولم لا ؟ لم تخشي اللحاق برجل غريب .. فكل هذا ( بحث ) .
- ماذا تعني ؟
- سيضيف هذا بعض المصداقية على كتابك ، وثقة بالنفس قد لا تحدثين عليها بطريقة آخرى .
واضطرت بايلي لمجادلتة قبل أن تجد نفسها توافق في سرها على جنونة !
- لو كتبتي قصة بوليسية غامضة ، فهل تقترح أن تقتل احدهم
- لا تكوني سخيفة ! الجريمة غير مطروحة وغير مقبولة . أما الموقف العاطفي الرومانسي ففي متناول يدك أكثر ، وسيضفي مصداقية على قصتك . اقترح أن ننفذ الغكرة يا بايلي .
- كانا بسيران جنباً إلى جنب ، وبايلي مستغرقة في افكارها حيت استدار باركر في طريقة عفوية متجهاً إلى زقاق ضيق ، افترض انه الزقاق ذاتة الذي جرها إلية يوم لحت به .
- ونظر إلى عينيها ثم سألها : حسنناً جداً .. هل ستلعبين اللعبة ؟
هل ستفعل ؟ لم تعد تعرف شيءً . انه علبى حق ، سيكون للمشهد تأثير اقوى إذا اختبرت المشاعر نفسها مثل جانيس . قد يتعلق بيع كتابها على مدى قدرتها على تصوير المشاعر بين البطل والبطلة في الفصل الأول والأكثر أهمية .
لكنها قالت ، بصوت بالكاد عرفته : لا ،، لا اريد .
ما تكلمت حتى سمعتة يهمس : لا تترددي سيكون هذا رائعاً .
أغمضت بايلي عينيها في محاولة منها لمقاومة تأثيره فيها .. لم تشأ أن تظهر له ضعفها كما لن تشأ ان تفتح جروح الماضي ، فقد تعلمت درسها .
سمعته يتكلم ويستحثها فحست بالغرابة والسخونة وخشيت أن أن تفقد سيطرتها على نفسها كلياً ، إذا ما استمر يضغط عليها طويلاً .
توسلت : ارجوك .. توقف .
ودفنت وجهها بين يديها ، واخذت تتنفس ببطء وعمق محاولة السيطرة على ارتجافها .
ليس من الإنصاف أن يجعلها باركر تشعر بهذا الإرتباك .. هذا ما يمكن أن يحدث لجانيس ومايكل ، لكن لا ينبغي أن يحصل لها .. فهي لا تريد أن تشعر بأي شيء من هذا .. والدرع الواقي حول قلبها يكاد يتفتت ، مع إنها امس الحاجة إلية .
مد يده إليها فتراجعت مبتعدة عنه وقالت ، ما إن استطاعت ن تنطق : حسن جداً .. لا حاجة بي لإختبارات .
نظر إليها باركر وكأنه غير متأكد من انه سمعها بشكل صحيح ، وسئل : ارجو عفوك !
- اعتي لا ارى ما الفائدة .. اريد ان تكون المشارع بين بطلي حيوية ومثيرة فضلاً عن تمتعهما بالسحر .. كما ابحث عن شعور ما .. أكبر .. العلاقة بين جانيس ومايكل يجل ان تحمل .. شرارة .
قال باركر بصوت عميق كئيب : يمكن لعلاقتنا أن تحمل شرارة .
وصححت له : سحر .
ثم اشافت بمرح : لا بد أنك تتمتع بتجربة كبيرة . صحيح ؟ حسن جداً .. يجب أن اذهب . شكراً مرة اخرى على لقائي من دون موعد سابق ، إلى اللقاء .
وبشكل مدهش ، لم تتكسر الإبتسامة التي على شفتيها .. وأثار دهشتها أكثر ، انها تمكنت من الإبتعاد عنه بالرغم من ان ساقيها بالكاد حملتاها .
وفي طريقها لمحطت قطار الأنفاق السريع ، التي توجت إليها بأقسا سرعتها ، وهي تتمتم بإنها تتصرف بحماقة كلما اقتربت من باركر بيفدسون ، توقفت قربها سيارة رياضية بيضاء .
قال بتجهم : اصعدي
وفتح لها الباب . فكررت : لصعد ؟ سأستق القطار السريع .
- ليس في هذا الوقت من الليل . لا ، لن تفعلي .
- و لماذا يجب ألا أفعل ؟
- لا تتلاعبي بحظك أكثر يا بايلي .. اصعدي و حسب .
أخذت تفكر بما اذا عليها ان تصعد معه. لكن من العناد اللذي ظهر في عينيه و على فكه ، رأت أن لا فائدة من أن تجادله ، فهي لم تر في حياتها مثل هذا الفك العنيد . و هو اول ما لاحظته في باركر .
قال بعد أن صعدت إلى جانبه : أعطني عنوانك .
أعطته عنوانها و هي تضع حزام الأمان ، ثم جلست بصمت و هو يشق طريقه ما بين السيارات .. توفقت السيارة بحدة عند ضوء أحمر ، و خلطرت بنظرة نحوه .
و سألت : لم أنت غاضب هكذا ؟ تبدو و كأنك ترغب في قطع رأسي .
- لا أطيق أن تكذب علي امرأه
سألته ساخطة : و متى كذبت ؟
- منذ دقائق حين قلت انك لا تريدين أي اختبارات .
- و ضحك من دون مرح و هو يهز رأسه مضيفاً : يمكننا أن نولد من تاكهرباء أكثر مما يولد سد " هوفر " في شهر ، أنت تريدين خداع نفسك حسن جداً ، لكنني لن ألعب لعبتك .
فقالت بتزمت محتشم : أنا لا ألعب أي لعبة .. ولا يسرني أن تهاجمني مثل " كينغ كونغ " لمجرد أن رأيي لا يتناسب مع رأيك .
قال ساخرا : رأيك ؟ أنت تخدعين نفسك يا حبيبتي .
- لقد خرجنا لتناول العشاء لغرض البحث فقط .
- إذا كان هذا ما تريدين تصديقه ، فلا بأس .. لكن كلانا أذكى من ذلك .
تمتمت : مهما يكن !
يمكنه أن يظن ما يشاء ، و ستدعه يوصلها إلى بيتها لأنه يبدو مصمماً على ذلك .. لكن من الواضح أنه يعلق أهميه كبرى على لقائهما ، أكبر مما كانت تتوقع .
حسن جداً .. لقد تملكها شعور ما ، لكن سماعه يقول هذا لا يحتمل . فهي خرجت لتصحح شخصية مايكل و حسب ..
توقف باركر أمام شقتها و أطفأ المحرك ثم قال ببروده : حسن جداً .. فلنعاود كلامنا مرة أخرى .. هل لا زلت تدعين أن لقاءنا هذا المساء كان لمجرد البحث ؟
لم ترغب في التراجع قيد أنملة فأجابت : بكل تأكيد .
- إذن .. برهني ذلك
تنهدت بايلي بثقل و سألته : و كيف يفترض بي أن أفعل ؟
- ادعني إلى الداخل .
- أوه .. الوقت متأخر .
- منذ متى أصبحت الساعة التاسعة وقتاً متأخراً ؟
راحت بايلي تخسر أعذارها بسرعة : المرأة ليست مضطرة لدعوة رجل إلى بيتها ..
و كانت لهجتها رسمية ، و ظهرها مستقيماً و متصلباً ، و عيناها مركزتين إلى الأمام .
لكن ضحكت باركر فاجأتها ، فالتفتت لتواجهه ووجدته يبتسم بخبث .
و تمتم : أيتها الجبانة .
ثم ضحك و قال : هيا .. اركضي إلى البيت قبل أن أغير رأيي .


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:25 AM   #7

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


6- ثوب العرس




قالت جو آن جو آن مؤكدة : أعجبني تغييرك لأول مشهد ، الحفلة و ما جرى فيها ضرب من العبقرية .
و هزت رأسها ببطء ثم أضافت : هذا بالضبط ما تحتاجين إليه لقلب الرفض إلى قبول . عدلتِ شخصية مايكل و جعلته فخوراً و مشبوب العاطفة ، لكن حقيقي جداً ، و عفوي . لقد فوجئ بانجذابه إلى جانيس و تصرف بالغريزة الصرفة .
نقرت جو آن بإصبعها على صفحات الفصل الأول المعاد كتابته ، و قالت : هذه أفضل كتابة لك و أقواها .
أحست بايلي بالرغبة في أن تقفز لترقص في الممر الفاصل بين مقاعد قطار الأنفاق السريع ، لكنها تمكنت من كبح ردة فعلها و تحويلها إلى ابتسامة عريضة .
و قالت : من المذهل كيف أن أعرض هذا المشهد من زاوية مختلفة قليلاً ، جعلته يتبدن و سلط عليه ضوءاً جديداً .. أليس كذلك ؟
- بكل تأكيد .. و إذا ما جاءت بقية الكتاب هكذا ، فأعتقد ، بصدق ، أن أمامك فرصة .
و بعث هذا الكلام الأمل في قلبها ، فقد أمضت عطلة الأسبوع بأكملها مسمرة أمام جهاز الكومبيوتر .. ولا بد أنها أعادت صياغة المشهد ما لم يقل عن العشر مرات . راحت تصف المشاعر ، و تستكشف رد فعل مايكل و جانيس المذهل نحو بعضهما ، و عملت جاهدة لتعكس الإحساس بالذهول الذي اختبراه ، و الصدمة من الافتتان غير المتوقع . و من الطبيعي ألا يكشف أحدهما للآخر عما شعرت به ، و إلا لفقدت بايلي حبكة قصتها .
فيما بعد بدا مايكل كئيباً و مكفهر الوجه ، بينما بذلت جانيس جهداً كبيراً لمحو السهرة من ذهنها . لكن ، ما من أحد منهما استطاع أن ينسى .
و لسبب وجيه ، استطاعت أن تتصور عدم قدرتها على النسيان بشكل واقعي جداً . فرد فعل بايلي نحو باركر جاء مماثلاً لإحساس جانيس نحو مايكل .. و ما كان لهذا أن يحدث .
لسوء الحظ ، شكت بايلي بحدوث هذا حتى قبل موافقتها على " البحث " ، فمن كانت تخدع برأيها ؟ ليس نفسها بكل تأكيد .. لقد عاشت هذا الإحساس الرائع مع باركر .
فأثناء العشاء ، كانت بايلي قد اختبرت الأعراض كلها ، و هي تعرفها جيداً . القلب المرتجف ، الراحتان المتعرقتان ، الفقدان المفاجىء للشهية ، و لقد حاولت تجاهلها ، لكن مع مضي الوقت ، لم تعد تفكر في شيء آخر .
و كان باركر قد التزم صمتاً مريباً كذلك .. و فيما بعد ، ازدادت الأمور سوءاً . أحست بالحرارة و الدوار ، و بشعور مدغدغ اجتاح ببطء جسمها كله . بدا لها و كأن كل خلية من كيانها تشعر به .. كان الإحساس قوياً و غامراً ، بحيث اضطرت للتظاهر بعدم المبالاة ، فالحقيقة ببساطة ، مخاطرة كبرى .
سألت جو آن ، مقاطعة أفكار بايلي : ما الذي جعلك تعيدين كتابة المشهد بهذه الطريقة ؟
التفتت بايلي إلى صديقتها بسرعة ، فكررت جو آن السؤال : بايلي ؟ تبدين و كأنك في عالم آخر .
- أوه .. كنت أفكر فقط .
- هذه عادة خطيرة لكتابة .. يبدو اننا لا نستطيع طرد شخصيات رواياتنا من تفكيرنا . أليس كذلك ؟ إنهم يصرون على اللحاق بنا في أي مكان .
الشخصيات لا تهمها ! انه باركر دايفدسون الذي يلازم تفكيرها . لكن هل اختلاعتة خيالها ؟ فها هو كبير كالحياة ، يسير بعفوية نحوها ، وكأنه اعتاد ان يسعى اليها . وقالت لنفسها بعناد هذا غير صحيح .
واعتادت ان تبحث عنه في كل صباح ، غير قادرة على منه نفسها من ذلك . فهي لم تعرف يوماً مثل هذا الحضور المخيف وجود رجل تتشوق لرؤياه ومع ذلك متردده في أن تراه .. وغالباً ما كانت تجد نفسها تفتش في الوجوة حولها آمله أن تلمحة .
وها هي الآن نظرت بسرعة من النافذه إلى ظلمة النفق ، تحدق جيداً في الصورة المنعكسة على الزجاج .
قال باركر بالبتهاج ، وهو يقف امامه مباشرة : صباح الخير سيدتاي .
كانت قدماه منفرجتين قليلاً وصحيفة الصباح تحت ذراعة وبدا قوياً ، مغرياً ، ووسيماً كحال عن أول لقاء لهما .
تمتمت بايلي : صباح الخير
واستدار على الفور إلى النافذه ، فيما ردت جو آن بحرارة وهي تبتسم له : مرحباً مرة اخرى .
وللحظة مجنونة اختبرت بايلي الشعور بالإتيااء .. فباركر بطلها هي ، وليس بطل جو آن ! وصديقتها نحية وكأنه اح طال غيابة او ربما شيء آخر . لكن ما ازعج بايلي حقاً هو الإحساس بالسعادة ، وهذا هو شعور الذي كانت تقاومة طيلة نهار الأسبوع .
قال باركر بنعومة موجهاً كلامة لبايلي : إذن .. هل لحقت برجال غرباء في المديمة مؤخراً ؟
نظرت إلية بحدة ، مزعجة كلماته جذبت اهتمام الجالسين بالقرب منها .
وردت : بالطبع لا
- وانا مسرور لسماع هذا .
وصدف أن التفت إلى الرجل الواقف قرب باركر .. كان رجلاص مهذباً لكنه راح ينظر إليها بفضول من خلف صحيفة الصباح .
سأل باركر : وهل اعدت كتابة مشهد الحفل ؟
وتخلى رج الأعمال عن أي ادعاء بالقراءة ، وطوى الصحيفة ليتفرس ببايلي علناً .
قالت جو آن وكأنها هي من قام بهذا الجهد : لقد قامت بعمل رائع .
فقال باركر : كنت واثق من ذلك .
وارتسمت ابتسامه على شفتيه فيما لمعت عيناه وأرادت بايلي أن تطلب منه التوقف عن هذا فوراً .
لكنه اضاف : لا بد ان فيه الآن صدق وعمق ، كانا ففودين بالنص الأول .
أكدت له جو آن وقد بدلت له الدهشة : هذا صحيح .. المشهد مكتوب بشكل جميل . كل احساس ، كل شعور ، موضوف بدقة . ومن الصعب التصديق بأن الكاتب ذاته مسؤولة عن االنصين
تعبير وجه باركر ذكر بايلي بماكس حين اكتشف قطعة الديك الرومي في طبقة بدلاً من طعام القطط ، إذ ارتسم الرضى على فمة الملئ الحساس .
أضان جو آن : كل ما اريدة هو ان تنجح بايلي في رسم مشهد الرقص .
فسأل باركر باهتمام : مشهد الرقص ؟
قالت بايلي : يأتي هذا بعد فصول عدة .
واختطفت المخطوطة من جو آن ودستها داخل الملف ، ثم وضعتها في حقيبة يدها الواسعة .
قالت جو آن : المشهد رومانسي كما هو مكتوب .. لكن ينقصه شيء ما .. و لسوء الحظ ، لم أستطع اكتشاف الخطأ .
لم ترغب بايلي في أن يتخذ الحديث هذا المنحى ، فقالت : لطالما كانت المشكلة مع مايكل .
و تمنت أن يسامحها بطلبها لوضع الملامة في تقصيرها عليه .
لكن جو آن لم توافقها الرأي : لا يمكنك لوم مايكل على مشهد الرقص . صححي لي إذا كنت مخطئة ، لكن كما أذكر وضع والد جانيس خطة ليرافق مايكل ابنته لحضور حفلة موسيقية ، و لم يدفعهما للذهاب سوى عدم عثورهما على عذر مقبول .
اعترفت بايلي على مضض : أجل .. كانت فرقة روك من الستينيات تقدم عرضاً .
- هذا صحيح ، و مع مرور الوقت ، بدأ البعض بالرقص و طلب الشاب الجالس قرب جانيس منها ..
قاطعتها بايلي بإصرار : المشكلة مع مايكل ..
فسألت جو آن بعبوس محتار :
- و ما هو الخطأ الذي ارتكبته مايكل ؟
ردت بايلي بصوت يائس : إنه .. ما كان عليه أن يترك جانيس مع غيره .
جادلتها جو آن : لم يمكن بإمكان مايكل التصرف بطريقة أخرى ، و إلا لبدا غيوراً مغفلاً .
و نظرت إلى باركر ليؤكد كلامها .
- لعلي مبتدئ في هذه المسأله . لكنني لا أستطيع إلا أن أوافق .
غضبت بايلي من كليهما . هذه قصتها و ستكتبها كما يحلو لها ، لكنها تمنعت عن الإفصاح عن رأيها ، فلعلهما على حق ، و هي بحاجة إلى وقت لتفكر في آرائهما .
توقف القطار ، و تجمهر عدد من الناس أمام الباب بانتظار أن ينفتح .
و أدركت بايلي بامتنان ، أن هذه محطة باركر
نظر باركر إلى عيني بايلي و قال : سأتصل بك لاحقاً .
و استدار من دون أن ينتظر ردها .
كان يعرف أنها لا ترديه أن يتصل بها . فهي خائفة ، تقف موقف الدفاع عن نفسها ، محترسة .. و لسبب وجيه . لم يفهم السبب بعد ، لكن باركر لن يسمح لتصرفها هذا أن يمر مرور الكرام ، من دون تحدي .
تنهدت جو آن بحسد : سيتصل بك .. أليسهذا مثيراً ؟ ألا يثيرك هذا ؟
هزت بايلي رأسها ، مناقضه ما تشعر به في داخلها ، و أجابت : يثيرني ؟ ليس تماماً .
نظرت جو آن إليها بارياب و سألتها : ما بك ؟
فردت بايلي بإصرار هادئ : لا شي .
لقد مرت في تجربة الخداع الرومانسي مرتين من قبل ، لكنها واعية تماماً هذه المرة . الحب رائع ، مثير ، و ملهم ، لكن من الأفضل تقتصر حدوده على صفحات قصه محبوكة بإتقان . فالرجال ، أو على الأقل الرجال الذيت عرفتهم ، يتسببون بخيبات أمل رهيبة ، خيبات أمل مؤلمة .
سألتها جو آن : ألا يعجبكِ باركر ؟ أعني .. و من لا يعجبها هذا الرجل ؟ إنه ماده لبطل .. لقد أدركت هذا فوراً ، حتى قبل أن ألاحظ أنا . هل تذكرين .
لم تنس بايلي : أجل .. لكن هذا باسم البحث .
رفعت جو آن حاجبيها غير مصدقة و قالت : البحث ؟ كوني صادقه يا بايلي .. لقد رأيت في باركر ديفيدسون ما يتعدى حدود شخصية مايكل ، فأنت لست من النساء اللواتي ينزلن من القطار إلى اللحاق برجل . و هناك شيء ما في أعماقك يلحق به .
أخبرت بايلي نفسها على الضحك قائله : أكره أن أقول هذا جو آن ، لكنني أعتقد أنك تقرئين الكثير من القصص الرومانسية .
هزت جو آن كتفيها بإصرار كمن يقول " اكذبي على نفسك " .
- ربما .. لكنني أشك في هذا .
و مع ذلك دفعتها صديقتها إلى التفكير فيما قالت .
ذلك المساء ، ارتدت بايلي ثياباً دافئة ، و لم تتبرج ، ثم جلست أمام الكومبيوتر ، تنظر إلى شاشته من دون تركيز .
و تمتمت لنفسها " الإلهام في الإجازة " . و بدا هذا القول أفضل ما تستطيع قوله ، إذ فارقها دفأها المعتاد و مرحها . بدت كل كلمة كتبتها من دون معنى ، و أحست بإغراء أن تمحو الفصل كله .
كان ماكس ، الذي عين نفسه حارساً على الطابعة ، مستغرقا في النوم فوقها . و قد تخلت بايلي من زمن طويل عن فكرة إبعاده عن آلتها ، و استسلمت لعادته هذه ، فوضعت منشفة مطوية فوقها لتحمي ما تكتبه من وبره . و كلما احتاجت لأن تطبع فصلاً كانت تدفعه ليستفيق . و لطالما انزعج ماكس و عبر عن انزعاجه هذا .
قالت لرفيقها الماكر : هناك خطب ما ، فالكلمات لا تتدفق كالعادة .
و لم يعرها ماكس أي اهتمام ، بل مدد ساقه و تفحصها بعناية ثم استقر لقيلولة أخرى طويلة . فهو شبعان و مكتفي ، و هذا كل ما يهمه .
فرجعت بايلي إلى الوراء و هي تشبك يدها وراء رأسها : الفصل الثاني من " لك إلى الأبد " كان ينبض بالحياة و ايقاعه سريع مثل الفصل الأول لكن الفصل الثالث ... تأوهت ، و هي تعيد قراءة رسالة باوله أولد برايت للمرة الألف ، محاولة بيأس تصوير المشاعر و الأحاسيس التي اقترحتها رئيسة التحرير .
رن جرس الهاتف في المطبخ ، فأجفلها . و تنهدت بايلي متوترة ، ثم وقفت لتتجه بسرعة إلى الغرفة الأخرى .
قال باقتضاب : ألو .
بدت غير ودية و غير مرحة لكنها أدركت أنها كانت تترقب و من دون وعي منها هذه المكالمة طوال الأمسية .
رد باركر بلهجة مهذبة : ألو .
و لم يبدو منزعجاً من مزاجها المتكدر .
- أفهم من هذا أنك تعملين ، لكن أعتقد من نبرة صوتك أن إعادة الصياغة لا تجري على ما يرام .
- إنها تسير على ما يرام .
و لم تفهم لما عمدت إلى الكذب ، و قمرها على الفور إحساس بالذنب ، لكنها حاولت إخفاءه بعدوانيه أكبر .
- في الواقع ، قاطعتني عن مشهد هام .. و أنا لا أملك الكثير من الوقت لأكتب ، هذه الفرص عند المساء مهمة بالنسبة لي .
ساد صمت متوتر للحظات ، ثم قال باركر بأدب بارد : إذن .. لن أؤخرك .
- كان من الأفضل أن لا تتصل بي .
و بدا أن ردها لم يحسن الموقف كثيراً ، فقد قال ببطء : فهمت .
توقعت بايلي منه أن يجادلها ، أو أن يناور ليحسن مزاجها و يصبح أكثر استجابة ، لكنه لم يفعل .
و اكتفى بأن يقول : لماذا لا تتصلين بي حين يكون لديك وقت فراغ ؟
ردت ، خائبة الأمل من دون أن تفهم السبب : سأفعل .. وداعاً باركر .
هذا أفضل لا اتصال بينهما .
و قال بعد لحظه من الصمت المتردد : وداعاً .
كانت بايلي لا تزال تمسك السماعة حين سمته يضع السماعة ، و تبع ذلك انقطاع الخط . لقد كانت فظة و باردة بشكل غير ضروري ، و كأنها تحاول إثبات شيء ما لنفسها و تحاول اقناع نفسها بأنها لا تريد أي صلة بباركر .
" العبي بأمام بايلي ولا تورطي قلبك فلقد تلقيتِ درسك " .
راح دماغها يعرض الأعذار لتصرفها غير اللبق لكن قلبها لم يقبل أي منها .
و أحسن بالانهيار ، و عادت إلى مقعدها تتأمل الكومبيوتر لخمس دقائق كاملة ، غير قادرة على التركيز .
قال لها قلبها : انه يحاول مساعدتك .
رد عليها عقلها : يجب أن لا تثقي بالرجال ألم تتعلمي بعد ؟ كم مره يلزمك لتتعلمي .
أصر قلبها : باركر ليس كالآخرين .
لكن رأسها رفض الإصغاء : الرجال متشابهون .
حسناً جداً .. إذا ما تصرفت بشكل صحيح ، فلماذا تشعر بالسوء ؟ لكنها تعرف أنها لو استسلمت ستندم فهي تسير فوق طبقة رقيقة في الجليد . و تذكرت شعورها تحوه ، فهل هي مستعدة للمخاطرة بمزيد من الألم لتحطيم قلبها مجدداً ؟
أغمضت بايلي عينيها و راحت تهز رأسها . أفكارها مشوشة للغاية . لقد قامت بما تراه ضرورياً لكن شعور بالسوء يتملكها . في الواقع ، كانت يائسة ، فقد غير باركر عاداته ليساعدها في مشروعها ، و عرض عليها وقته و نصيحته ، كما أعطاها وجهة نظر رجل . و حين تناولت العشاء معه ، ذكرها بمعنى أن تكون مرغوبة .
بالكاد نامت بايلي تلك الليلة . و في صباح يوم الثلاثاء ، قررت أن تفتش عن باركر ، حتى و إن على ذلك التنقل من عربة إلى أخرى في القطار ، و هذا أمر نادر ما تفعله . فهي تنوي أن تعتذر منه حين تلتقيه ، و تعزو سوء مزاجها إلى مزاجية الإبداع .
التقت بها جو آن على رصيف المحطة كما تفعل كل صباح .
- صباح الخير .
ردت بايلي هامسة : مرحباً .
و أخذت تنظر إلى نوافذ القطار و هو يبطئ ليتوقف أمامها ، علها تلمح باركر . و لم تعلق جو آن على تصرفها ، و إن لاحظته .
قالت جو آن ، بابتسامة عريضة ، و عيناها تلمعان : لقد ردت علي الوكالة التي كتبت إليها منذ شهرين .
و نسيت بايلي مؤقتاً أمر باركر و هي تنظر إلى صديقتها سائلة :
- آيرين أنغرام ؟
و ارتفعت معنوياتها الهابطة مع هذا الخبر . انكبت جو آن لأسابيع على لائحة الوكالات تحاول أن تقرر من تختار أولاً ، و بعد الكثير من النقاش و التفكير ، قررت أن يكون هدفها عالياً .
العديد من دور النشر لم يعد يتقبل مخطوطات من كتاب ليس لهم وكيل ، و إيجاد وكيل يرغب في تمثيل كاتبة مبتدئة ، أمر صعب . و تعتبر آيرين من أهم وكلاء القصص الرومانسية ، فهي تمثل عدداً من الأسماء البارزة .
حثتها بايلي أن تكمل ، و هي واثقة جداً من أن الخير إيجابي : و .. ماذا ؟
رفعت جو آن يديها في الهواء : لقد قرأت كتابي .. و أعجبت به للغاية !
- و هل يعني هذا أنها ستمثلك ؟
كانا يعرفان كم من المستهجن أن تمثل وكالة مقرها نيويورك قصصية لم تنشر لها كتاب بعد .. فهذا أمر لم يسمع به أحد ، و لا يحدث غالباً .
- أتعرفين .. لم نناقش هذا الموضوع بعد ، ولكنني أعتقد أنها ستفعل . أعني لقد تحدثت عن القيام ببعض التعديلات الطفيفة ، التي يجب ألا تتطلب أكثر من أسبوع ، ثم ناقشنا إمكانيات السوق . كما أنها تعرف رئيسة تحرير تهتم بالأمور التاريخية لهذه الحقبة بالذات ، و تريد آيرين أن ترسل لها القصة أولاً ، ما إن أنهي المراجعة .
أمسكت بايلي يد صديقتها و شدت عليها قائلة : جو آن .. هذه أخبار رائعة !
- لازلت أجد صعوبة في تصديقها . يبدو أن آيرين اتصلت أثناء وجودي في عملي ، فرد عليها ابني . حين عدت إلى البيت وجدت الرسالة بخط يده و لم أفهم منها شيئاً .. كل ما تقوله إن سيدة ذات اسم غريب اتصلت .
- تصرف نموذجي من بوبي
- حتى أنه لم يكن في المنزل لأسأله .
- و هل كتب رقم الهاتف ؟
- لا .. لكنه قال لآيرين إنني في العمل ، فاتصلت بي مجدداً في الخامسة و النصف ، حسب توقيتنا .
- ألست أنت من قال لي إنني لأكون كاتبة يجب أن أعرف توقيت نيويورك ؟
مازحتها جو آن : أنا نفسها .. على أي حال ، تحدثنا لما يقارب الساعة .. هذا جنون ! الحمد لله أن دان كان في المنزل ، فقد وقفت في المطبخ و الذهول على وجهي ، و رحت أسجل الملاحظات بجنون ، و بدأ دان بتحضير العشاء ، ثم أسرع إلى الحديقة العامة ليأتي ببوبي من تمارين كرة القدم ، فيما حضرت سارة المائدة . و ما إن أنهيت المكالمة حتى كان العشاء جاهزاً .
- أنا متأثرة بهذا .
نساء عدة في جمعية الكاتبات يتذمرن من تصرفات أزواجهن نحو جهودهن الإبداعية . لكن جو آن محظوظة في هذه المسألة ، فدان مؤمن بموهبتها بقدر إيمانها هي بنفسها .
بدا أن حلم جو آن على وشك أن تحقق ، بحيث أحست بايلي بالإثارة . فبعد ثلاث سنوات من الجهد المتواصل ، تستحق جو آن فرصة أكثر من غيرها . كانت تنظم مواعيد الكتابة ما بين مواعيد طبيب الأسنان ، و تمارين كرة القدم ، و بين عملها بدوام كامل و واجباتها كزوجة و أم . كما لعبت دور القوة الدافعة لجمعية الكاتبات . لقد بذلت جو آن دايفز جهدها ، فأملت بايلي بصدق أن تشكل آيرين أنغرام كوكيلة لها ، الدلفع لبيع أول كتبها .
قالت جو آن بلهجة واقية : أرفض أن ادع الأمر يفقدني عقلي .
نظرت إليها بايلي غير مصدقة ومقالت : أنت تمزحين .. أليس كذلك ؟
- أعتقد ذلك فمن المستحيل ألا أشعر بالإثارة . لكن يجب أن نتذكر أن الوكلاء لا يبيعون الكتب ، بل النص الجيد ، حبكة القصة وصياغتها هما ما يهم الناشر . الوكلاء يفاوضون ولكن لا يبيعون الكتب .
قالت بايلي بعتاب : كان علي أن تتصلي وتقوي لي .
- كنت انوي ذلك ، صدقاً .. لكم ما إن انتهيت جلي صحون العشاء ، ووضعت الأولاد في الفراش وراجعت ملاحظاتي ، حتى اصبح الوقت متأخراً جداً . على فكرة ، وقبل أن انسي، هل اتصل بك باركر ؟
كان اكر باركر آخر موضوع تفكر بالي في مناقشتة . إن اعترفت بأنه اتصل ، فستطرح جو آن عليها اسئلة مربكة لا تريد الإجابة عنها ، كما لا تشأ أن تكذب .
وهكذا اعترفت : لقد اتصل .. لكنني كنت اكتب ، واقترخ ان اتصل به انا فيما بعد .
فسألتها جو آن : وهل فعلت ؟
- لا .. أعلم انه كان علي أن اتصل .. لكني .. لم افعل .
- انه رائع .. اتعرفين هذا ؟
- اتمانعين أن لا ننقاش أمرة ؟
كانت تنوي البحث عنة ، لكنها عدلت عن رأيها ، مؤقتاً على الأقل .
- امور كثيرة تشغلني . وانا .. انا احتاج إلى توضيح بعض الأمور الغامضة .
نظرت جو آن إليها متعاطفة : طبعاً .. خذي وقتك .. لكن ليس طويلاً ، فرجال مثل باركر ديفد سوف لا يتواجدون دائماً .. ربما مرة في العمر .. هذا إذا كنت محظوظوة .
لم يكن هذا ما تريد بايلي سماعة .
بقي ماكس مستلقي فوق طابعة الكمبيوتر طيلة الأمسية . وكانت قد عملت لساعة على لإعادة
الصياغة ، لكن النتيجة لم تسرها . ولعل توترها مرتبط بعدد المرات التي طبعت فيها اسم باركر بدل من مايكل .
كان من السهل تبرير هذه الغلطة ، فهي متعبة ، وباركر يحتل افكارها معظم الوقت . يا إلهي .. ومتى فارق افكارها ؟
وبعد أن قررت اخذ قسط من الراحة ، وتصفح صحيفة المساء ، خيل إليها ان اسم باركر يظهر على الصفحات المكتوبة . اقتنعت بايلي بأن الكاتب أخطأ ، كما حدث معها منذ لحظات .. وأخذت تقرأ الشؤون المحلية في صحيفة المساء ، لتجد أن اسم باركر مذكور فعلاً فيها .
جلست على مقعد المطبخ المرتفع ، وقرأت المقالة المختصرة بعناية . كان العمال يحفرون لبناء مؤسسة مصرفية في المنطقة المالية ، وقد ورد اسم باركر ديفدسون كمهندس للمشروع .
قرأت بايلي المقال مرتين ، وتملكها احساس بالفخر والإعتزاز .
يجب أن تتصل به ، فهي تدين له بتفسير ، بإعتذار ، وتدين له بعرفان الجميل . ولقد ادركت ذلك ما إن انهت حديثهما بشكل مفاجئ في الليلة السابقة ، وادركت ذلك ايضاً في الصباح حين تحدثت إلى جو آن .. اكتشفت ذلك حين استبدلت اسم مايكل بإسم باركر ، حتى صحيفة المساء قالت لها إنها تدرك ذلك .
انه من الضروري جداً ، ويجب أن لا يكون صعباً . وقفت بايلي امام جهاز الهاتف تقنع نفسها بهذا ويدها على السماعة ، وتردد يساورها . ماذا يمكن ان تقول لها ؟ ستعتذر عن تصرفها وتهنئة على المشروع الذي قرأت عنة ، ولكن يتطلب هذا سوى 30 ثانية .
دخل ماكس إلى المطبخ ، متوقع ان تطعمه مجدداً ، فنظرت إليه متمتمة :
- لا تحلم .
ذرع المطبخ بخطوات متوترة لم يعطها لشجاعة ، كما لم يفعل تفحصها لمحتويات البراد . الأمر الوحيد الذي شجعها كان ماكس الذي بدا مصدقاً انها غيرت رأيها .. وستطعمة .
راحت تتمتم غاضبة من نفسها ، والتقطت سماعة الهاتف ، وطلبت منزل باركر ، ثم انتظرت .. رن جرس الهاتف .. مرة ..مرتان .. ثلاث .
يبدو ان باركر ليس في المنزل ، لعلة خرج مع حسناء شقراء طويلة ، ليحتفل بنجاحة . وهذا كابوس أي امرأه .. أربع رنات .. حسن جداً ، ماذا تتوقع ؟ انه وسيم ومغري ، وكريم ولطيف ..
- ألو ؟
وفاجأها تماماً : باركر ؟
- بايلي ؟
ردت بإشراق : اجل .. هذا انا .. مرحباً .
ما كانت تنوي قولة اختفى من ذهنها فجأه .
لأن صوتة قليلاً وقال : مرحباً .
سألت : هل اتصلت في وقت غير مناسب ؟
وأخذت تلف شريط الهاتف على اصبعيها ثم رسغها ، واخراً مرفقها .
- يمكن ان اتصل لاحقاً إذا كان ذلك يناسبك اكثر .
- الآن وقت رائع
- رأيت اسمك في الصحيفة وأردت تهنئتك .. يبدو هذا المشروع مثيراً للإعجاب .
لا بد أنه هز كتفية ، لأنها تعرف انه سيفعل ، وحل الصمت بينهما .. صمت يجب ملأه أو شرحة ، او إلغائة بسرعة .
قالت بايلي : واردت كذلك أن اعتذر للطريقة التي تصرفت بها ليلة امس ، حين اتصلت .
واصبح الشريط ملفوفاً بقوة على يدها بحيث تخدرت اصابعها ، ففكته ، بحركة مذعورة .
- كنت فظة معك ، ودون لباقة .. وانت لا تستحق هذا .
- إذاً .. تعقدت امور الكتابة .
ولم تكن متأكدة من انها فهمته فالستفهمت :
- ارجو عفوك ؟
- تلاقين صعوبة في اعادة صياغة القصة .
وتسائلت كيف عرف .
- اقترح أن تحصاي على وجهة النظر الرجالية .. اردت وجهة نظري ، هل انا محق ام لا
- محق ام لا ؟ ولا واحد منهما .. لقد اتصلت لأعتذر .
- وكيف تسير اعادة الصياغة ؟
- ليس على ما يرام .
- وهذا يعلمني بما أردت .
ارتاعت بايلي وقالت : إذا كنت تلمح إلى ان هذا هو السبب الوحيد لإتصالي بك ، فأنت مخطئ .
- إذاً .. لماذا اتصلت ؟
- إذا كنت تريد ان تعرف .. سأشرح لك .
- تابعي .. أنا اصغي إليك .
الآن وقد استرعت اهتمامة كلياً بدأت بايلي تشعر بمدى غبائها .
- لطالما قالت لي امي إن الفظاظة لا عذر لها ، لذا أردتك أن تعرف ما قد يساعد على الفهم ..
وفجأه لم تقدر قادررة على إضافة كلمة أخرى .
فكرر باركر بصوت هادئ : انا أصغي إليك .
أخذت بايلي نفساً عميقاً ، وأغمضت عينيها : اوه .. ربما لن تفهم .. لكن يجب ان تعرف أن هناك .. أن ثم ثوب عرس لم يستخدم في خزانتي .


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:26 AM   #8

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7 – غلطة فادحة




من بين كل التفسيرات التي يمكن لبايلي أن تقدمه ، ومن بين كل الأعذار التي يمكن ان تذكرها بباركر ، لم يكن لديها ادنى فكرة لماذا ذكرت ذوب العرس . وفرض عليها الأحراج الكامل خطوتها التالية ، فعلقت سماعة الهاتف في مكانها .
وعلى الفور ، راح جرس الهاتف يرن ، فنظرت إلية مدهوشة . سدت اذنيها بيديها ، وسارعت إل غرفة الجلوس ، لتغوص في مقعد وثبر ، وتتقوقع على نفسها .
17 رنة .
لقد ترك باركر جرس الهاتف يدق إلى ان اقتنعت بايلي بانه لن يتوقف وبد الصمت الذي تبع الرنين وكأنه يتردد صدى في ارجاء الشقة الصغيرة .
وكانت قد بدأت تستجمع أفكارها حين سمعت قرعاً على بابها . فرفع ماكس رأسة من على طابعتها وكأنه يطالبها بوقف هذا الإوعاج الذي نغص عليه امسيتة .
قال باركر بهجة آمره لم تستطع تجاهلها : بايلي .. افتحي الباب .
فوقفت على مضض وشدت الباب تفتحة .. كان سيجد من دون شك طريقة للدخول ، وإذا قاومت ، فسيخرج السيدة مورغان من منزلها لتفتح له .
دخل كالعاصفة إلى غرفة جلوسها وكأن النار تلتهم المكان . ووقف ، جرئاً كالحياة ، وسط الغرفة ، ثم نظر حولة ، وهو يمرر يدة في شعرة .
- ماذا قلت عن ثوب العرس ؟
كانت بايلي لا تزال تمسك مقبض الباب ، فرفعت نظرها إلة وهي تهز كتفيها قائلة : نسيت أن اقول لك انة مستخدم قليلاً .
- مستخدم قليلاً ؟
- هذا ما حاولت شرحة لك .
سألها بخشونة : هل أنت متزوجة ؟
ادهشها السؤال ، مع انه يجب ان لا يدهشها ، فهما يتحدثان عن ثوب عرس .
- يا إلاهي .. لا .
- إذن .. ماذا تعنين بأنه مستخدم قليلاً ؟
- لقد جربتة مرات عدة ، ودفعت ثمنة ، لكنه لم يدخل الكنيسة .
وأقفلت الباب واستندت إلية قليلاً .
- هل ترغبين في اخباري القصة ؟
واجابت : ليس بشكل خاص .. في الواقع لا افهم لماذا ذكرت الموضوع .. لكن بما أنك هنا الآن ، هل تريد فنجان قهوة ؟
لم تنتظر ردة ، ودخلت المطبخ واخذت آلياً كوباً من الخزف .
- ما كان اسمة ؟
- في أي مرة ؟ المرة الأولى كان بول ، وتبعة توم بعد بضع سنوات .
كانت بهجتها مليئة بسخرية مريرة ، وهي تملأ الكوب وتعطية إياه ، وصبت كوباً لنفسها .
- افهم من هذا أن الثوب الهام جداً ، قد استخدم " قليلاً " اكثر من مرة ؟
- بالضبط .
وسارت امامة إلى غرفة الجلوس ، وجلست على الأريكة ، تاركة المقعد الوثير لباركر ، ثم أكملت : وهذا امر لا اختار ان اذيعة ، لكن لدي مشكلة في البقاء مع رجل على ما يبدو . ولأكون منصفة ، يجل أن اعترف أنني اشتريت الفستان لعرسي مع توب ، حطيبي الثاني .. انا وباول لم نصل إلى هذه المرحلة قبل أن .. يرحل .
آخر كلمة قالتها كانت بالكاد مسموعة .
فسأل باركر وعيناه لطيفتان وحائرتان : ولماذا تحتفظين بالفستان ؟
واشاحت بايلي بوجهها فهي لا تريد شفقتة ولا تحتاج حنانه .
لكن إذا كان صحيحاً ، فلماذا تشعر بالبرد والوحدة ؟
- بايلي ؟
- انه فستان جميل .
كان من الدانتيل المخرم على حرير ابيض فخم ، والؤلؤ يزين اكمامة الطويلة ، مع صدر ضيق وتنورة انيقة واسعة . انه ثوب عرس تحلم كل امرأه بأن ترتدية ، فستان يعكس معنا الرومانسية والحب ..
وبدلاً من ترك ثوب العرس في منزل والديها ، رتبته بايلي بحرص ونقلته معها إلى سان فرانسيسكو .. وها هو باركر يسئلها عن السبب ، وافترضت بايلي وجود سبب منطقي وراء تصرفها ، دافع خفي مدفون في عقلها الباطن . لعلة وسيلة تذكرها بضرورة ألا تثق بالرجال .
سألها باركر بحذر ، وكأنه يحاول أن يرفع ضمادة عن جرح قديم لم يشفي بعد ، من دون إيلامها :
- وهل احببتهما ؟
همست وهي تنظر إلى قهوتها : طننت انني احببتهما . ولأكون صادقة ، لم اعد اعرف .
- اخبريني عن بول .
كررت الأسم بذهول : بول .. إلتقينا في سينتنا الأولى في الجامعة .
ودا لها هذا منذ زمن طويل ، مع أن الفترة قصيرة نسبياً .
وانها كلامها : ووقعتما بالحب .
- بسرعة .. كان يدرس الحقوق ، كان لامعاً ومرحاً ، ومتشبثاً برأيه . قضيت ساعات وانا استمع إليه ، إذ كان يبدو وكأنه يعرف بالضبط ما يريد وكيف يحصل علية .
- وكان يريدك .
ترددت : في البداية .. لم التقي فاليري ، وأظن انه لم يشأ أن يقع غي غرامها .
كانت بايلي مقتنعة بذلك ، فهي تعرف بأن بأول حاولت التمسك بحبه لها . لكنه في النهاية اختار فيليري .. وأضافت : وتركت الجامعة بعد وقت قصير إذ لم اعد اتحمل بقائي هناك ، وأنا اراهما معاً .
وبدا لها هذا عملاً جباناً ، فقد خاب امل والديها . لكنها تابعت دراستها في كلية التجارة ، لتتخرج مساعدة قانونية بعد سنة .
رفعت نظرها إلى باركر ، وخاطرت بابتسامه : كان علي أن اعرف أن باول ليس بطلاً .
- وكيف هذا ؟
- أنت تقص شعرك عند حلاق حقيقي ، وليس عند مصفف شعر .
هز رأسة : أجل .. وكيف عرفت هذا ؟
- أنت ترتدي ثياباً محافظة ، وتفضل ارتداء الجوارب مع الحذاء .
قال وكأنه لم يفهم مغزى حديثها : هذا صحيح .. لكن كيف عرفت ؟
- أنت تفضل قهوتك في كوب بدل من الفنجان
- أجل .
- أنت بطل .. أتذكر ؟
وخاطرت بالبتسامه ثانية . . مسرةرة بدقة وحسن تقيمها لعاداته .
- على الأقل تعلمت شيئا ما من كل هذا .. وهو كيف اتعرف على الرجل الحقيقي حين ألتقيه .
- أولم يكن بأول او توب رجلين حقيقين ؟
- لا .. بل كانا زائفاين ومكلفين .. مكلفين لكرامتي .
وغيرت جلستها ، ولفت ذراعها حول ساقيها : وبهذا اتخذت موقعاً دفاعياً وأكملت : قبل أن تصل إلى أي استنتاج ، يجب أن تعرف أن السبب الوحيد لحاجتي إلى بطل هو " لك إلى الأبد " . وأنت نموذج رائع مكتمل بمايكل .
- لكنك لا تريدين ان تتورطي ، شخصياً ، معي .
- بالضبط .
وبعد أن اتضحت الأمور احست بايلي بالإرتياح . الآن وقد فهم بااركر الحقيقة سيزول الضغط ، ولن يكون هناك توقعات غير منطقية .
أضافت بأدب : انا كتب قصص رومانسية وانت من النوع البطل . علاقتنا علاقة عمل ، مع إنني ممتنة لصداقتك .
بدا أن باركر يفكر في كلماتها إذ صمت للحظات قبل أن يهز رأسه قائلاً : كان يمكن أن اتقبل ما تقولينة لولا اكر واحد .
إلتفتت بايلي إلى باركر مستفهمة ، فأضاف : المشاعر التي تتفجر كلما تواجدنا سوية .
فأخفضت عينيها على الفور وسرت قشعريرة اردة في ظهرها .
وأرادت ان تصرخ : هذه قسوة غير عادلة ! لكنها تمتمت : اوه .. لا اعتقد ان علينا مناقشة هذا .
- ولم لا ؟
ردت بقوة : لقائنا كان للبحث فقط .. وهذا كل ما في الأمر .
حاولت جاهدة ان تقنع نفسها ، والتفتت نحوة وابتسمت بجرأه ، وهي تأمل أن لا يعلق على كامها .
لكنه فعل ، وقال مجادلاً : حسناً جداً .. لن يضر إذن إن خرجنا معاً مرة اخرى ، أليس كذلك ؟
لكنها اصرت : لا .. لا لزم لهذا .
- ان لا اوافقك الرأي .
ووقف ، وتقدم نحوها ، فشدت على ساقيها أكثر وتأوهت .
أكد لها باركر : لا داعي للقلق .
- أوليس هناك ما يقلق ؟ أعني .. بالطبع لا .. لكن هذا المواقف تجعلني غير مرتاحة .
- ولماذا ؟
ألا يمكن لهذا الرجل أن يتقبل تفسيراً بطيئاً ولو لمرة واحد ؟
تنهدت بايلي ، وقالت بفضفاضة : حسن جداً ، أنت رجل صعب وتطرح الكثير من الأسئلة .
وأنزلت قدميها إلى الأرض ، وسوت كنزتها ، واغمضت عينيها بشدة ..
وحين فتحت عينيها ، اكتشفت أن باركر يجلس إلى جانبها ، ووجهه يكاد يلمس وجهها ، وقد ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه .
فسألت غاضبة : هل أسليك ؟
قال باركر : ليس تسلية لاضبط .
وبدا انة بقاوم رغبة في القهقة ، فقالت ، بقدر ما استطاعت من التزمت : اعتقد أن علينا نسيان كل هذا .
ووقفت لتحمل كوباً إلى المطبخ واستدارت لتأخذ كوبة ، لكنها وجدت نفسها تحدق إلى عينين تشعان حناناً .
قال هامساً بكلمات ناعمة ترافقت مع نظرتة الدافئة : كلا الرجلين احمق .
احست بالذعر ، وارتفع قلبها إلى حلقها واخذ يضرب بجنون . ماذا يحاول أن يفعل ؟ شعرت انها تكاد تنهار فهي ضعيفة وغير مستعدة الآن ، كما ان كلماته تجعلها تشعر بالعجز والوهن .
وما لبثت بايلي أن احست انها مححاصرة بين شعورها بالإضطراب والأسى .
فاستدارت قائلة بصوت يرتجف : هل انت واثق مما تقولة ؟
فرد متصلباً : نعم .. يمكنك خداع نفسك إذا شئت ، لكن كلانا يعرف الحقيقة ..
وابعدت الشعر عن جبينها ، وتمكنت من رسم ابتسامه زائفة على وجهها ، وعادت لستدير وتواجهه .
- ما كان علي أن اذكر فستان العرس ، ولا اعرف لماذا فعلت ، وما الذي ادى إلى تلك الهستيرية .
- انا مسرور لأنكي فعلت .. وبايلي .. لا تشعري ابداً انك مضطرة للإعتذار .
- شكراً لك .
وسبقتة إلى بابها . فوقف ليربت على رأس ماكس ، الذي لم يفتح عينية ليرى من يلاعبة ، وسئل : هل ينام دائماً على طابعتك ؟
- لا .. فهو يسر اياناً على احتلال وسادتي ، ولاسيما حين استخدمها .
ضحك باركر .. واقسمت بايلي أنها لم تلتقي من قبل برجل له ابتسامة بمثل هذه الجاذبية .
واحست وكأنها تراقب الشمس وهي تطل من بين الغيوم بعد مطر غزير . وبقوة إرادة عظيمة تمكنت من ان تشيح بنظرها عنه .
وقف عند الباب ، وقال : سأراك فيما بعد .
همست : أجل .
وضع يدة على خدها بحنان وقال : بايلي ؟ تذكري انك لست الوحيدة التي غرر بها الحب .. فهذا يحدث لأفضل الناس .
ربما .. لكن باركر بطل حي ، رجل من النوع الذي تشتري النساء ملاين الكتب في السنة ليقرأن عنه ، ويحلمن به ، وتشك انه عرف يوماً معنى أن يصفعة الحب على وجهه .
- لا يبدو انك تصدقيني ..
نظرت بايلي إلية ، وقد ادهشها أنه قرأ افكارها بوضوح .
واكمل بهدوء : انت مخطأة . . لقد خسرت شخصاً احببته .
وهنا ، انزل يده ، وسار مبتعداً ، ثم اقفل الباب ورائه .
وعندما تمكنت بايلي من استعادة رباط جأشها وركضت خلفة لتسأله ، وجدت الممر الخارجي خالياً .. لقد حسر باركر حباً إذاً ؟ ما من امرأه واعية وذكية يمكنهاان تبتعد عن باركر دايفدسون .
أنه بطل .
قالت بايلي لجو آن وهما تسيران لمكز عملهاما : اخشى انني فعلتها مرة اخرى .
الصخب والزحام ذلك الصباح في القطار السريع ، جعلا الحديث مستحلا
- ماذا فعلت ؟
- ارتكبت غلطة فادحة مع باركر دايفدسون .. انه ..
قاطعتها جو آن بإثارة : هل قرأته اسمة في الصحيفة مساء الأمس ؟ كان خبراً صغيراً في الأخبار المحلية . كدت اتصل بك ، لكنني عرفت انني سأراك هذا الصباح ولم ارغب في مقاطعتك وانت تكتبين .
- لقد رأيت المقال .
- تأثر دان لأننا نعرفة .. يبدو ان اسمه اشتهر في السنوات الماضية . لكني لم اكن انتبه لمثل هذه الأمور ، فكل ما ليس له علاقة بالتأمين الطبي أو الكتابة ، يفوتني . إنما دان سمع به وهذا طبيعي لأنه يعمل في البناء .. هل تعلمين أن باركر ربح جائزة وطنيه هامة بسبب منزل مبتكر السنة الماضية ؟
- لا .
توقفت جو آن عن السير وقالت : أنا لآسفة .. لقد قاطعتك .. ألم افعل ؟ ماذا كنت تقولين ؟
لم تكن بايلي واثقة مما عليها أن تقوله لها : لقد جاء إلى شقتي ..
- باركر جاء إى شقتك ؟
وبدا عدم التصيق على جو آن ،وكأن بايلي حظيت بزيارة شخصية عظيمة .
ولم تعرف بايلي ما خطب جو آن فهي لا تدعها تنطق بكلمة من دون مقاطعتها .
- اخطأت حين اخبرتة عن الفستان ، ففي البداية ، اعتقد انني متزوجة .
تسمرت جو آن ، وضاقت عيناها ثم سألتها : وهل لديك فستان عرس في حزانتك ؟
نسيت بايلي أنها لم تخبر جو آن من قبل عن بول وتوم . وهي لا ترغب في الشرح الآن ، لاسيما في هذا اليوم البارد من ايام شباط وسط رصيف مزدحم في سان فرانسيسكو . تمتمت بايلي وهي تنظر إلى ساعتها : يالا السماء .. هل تدركين كم الساعة الآن ؟
فصاحت جو آن وهي تمسك بساعد بايلي : اوه .. لا .. لن تذكبي يا بايلي يورك ،لن تتركيني .. ليس من دون تفسير .
- الأمر ليس مهماً .. كنت مخطوبة .
- متى ؟ مؤخراً
نظرت بايلي بالشتياق إلى مكان عملها وردت بإجاز مبهم : اجل ، ولا .
سألت جو آن : ماذا تعنين ؟
- خطبت مرتين .. وفي المرتين تخلى الرجل عني هل اكتفيت الآن ؟
تفسيرها لم يرض جو آن : مرتين ؟ لكن ، ما دخل باركر بهذا ؟ ليست غلطتة إن نبذك هذا ن الرجلان . أليس كذلك ؟
ردت بايلي بحدة ، وهي ساخطة تماماً : بالطبع لا .
وفقدت صبرها .. اخطأت حين ذكرت اسم الرجل ، فقد اصبحت جو آن اكبر مدافعة عن باركر ، من دون ان تراعي انها صديقتها المفضلة .
لمن يبدو ان باركر ومن جهة نظر جو آن الشاردة ، لا مكن أن يخطأ .
- وهل افترض انك متزوجة ؟
ردت بالي بهدوء : لا تقلقي .. لقد شرحت له الأمر .. اسمعي ، سوف نتأخر عن عملنا .. سأكلمك فيما بعد .
- ستفعلين طبعاً .. لديك الكثير لتشرحية .
وخطت خطوتين ، ثم عادت ادراجها لتتفرس في بايلي ، وكأنها تراها للمرة الأولى .
- كنت مخطوبة ؟ مرتان ؟ مرتان ولرجلين مختلفين ؟
وفجأه ، ابتسمت جو آن ابتسامة عريضة واضافت : تعرفين ما يقولون أليس كذلك ؟ الثالث ثابت .. وباركر دايفدسون فاتن ، وثابت . سأتصل بك هذا المساء .
وبتلويحه سريعة من يدها ، استدارت وقطعت الشارع على عجل .
ما إن حل موعد الغداء ، حتى تأكدت بايلي من ان يومها كارثة .. فقد وضعت ملفاً ما في غير مكانة .. وقطعت الخ صارخة في وجة زبون .. كما امضت ساعتين وهي تطبع تقريراً ، ثم ضغت الزر الخاطئ في الكمبيوتر ، فخسرت الوثيقة كلها . لهذا ، قررت الإستفادة من ساعة الغداء علها تعدل مزاجها .
وجدت بايي نفسها امام مكتب باركر ، ولم تعرف ما إذا حصل هذا صدفة ام إن لا وعيها دفعها إلى ذلك . نظرت إلى المبنى للحظات ، مترددة ، متشوقة لسؤاله عما كان يعنية حين قال إنه فقد شخصاً يحبة .. وكان عليها أن تعرف الجواب وإلا ستقضي بقية يومها تغضب رئيسها وتزعج الزبائن المهمين . لقد خيب باركر املها ، فما كان علية أن يتركها من دون تفسير .. هذا غير عادل .. لقد اصغى إلى تفاصي " حبها " المذلة ، لكنه لم يشاركها ألمة .
أشرق وجة روزان سنايدر ، موظفة الإستقبال في المؤسسة حين دخلت بايلي إلى المكتب .
- اوه آنسة يورك .. يسؤني ان اراك ثانياً .
ردت بايلي وهي تستجيب للترحيب الدافئ بشكل طبيعي : شكراً لك .
اخذت الموضفة تفتش في صفحة المواعيد قائلة : هل يتوقع السيد ديفدسون حضورك ؟ انا آسفة جداً إذا كنت ...
تقدمت بايلي من مكتب المرأه اللطيفة وقالت : لا .. لا .. حتى إنني لم اكن متأكدة من العثور على باركر .
- إنه هنا . وسيكون مسروراً لرؤيتك .. ادخلي ، سأعلمة بوصولك . تعرفين الطريق ، أليس كذلك ؟
استدارت وهي تشير إلى الممر : مكتب السيد دايد سون آخر باب إلى اليسار .
ترددت بايلي خوفاً من أن يكون ظهورها من دون موعد تصرفاً غير لائق .. وكان بإمكانها أن تغادر ، ان تتسلل مبتعدة بهدوء إلا أن روزان اعلمت بوجودها بمرح .
وقبل ان تتحرك بايلي انفتح باب مكتب باركر . ورأته ينتظر متكئ إلى إيطار الباب بكسل ، ويداه في جيبه ، وقكأن يتوقع وصولها طيلة فترة الصباح ، ويتسائل عما أخرها .
شدت من عزيمتها ، واسرعت نحوة . تحوك جانباً ، ثم اقفل الباب بعد دخولها ، وصدمهها منظر الخليج الجميل من جديد . لكنها لم تسمح لهذا بأن يلهيها عن هدفها .
قال : إنه مفاجأه غير متوقعة .
كانت اعصابها متوترة .. وبدت كلماتها اقسى مما كانت تنوي : كان تصرفك غير لائق .
- ماذا فعلت ؟ حسناً يا بايلي ، هل سنكرر ما قلناه ؟ يجل ان تتوقفي عن الكذب غبى نفسك .
شدت قبضتي يديها وقالت : كان يومي سيئاً ، وهذا لا شأن له بما جرى بالأمس .. وانت تعرف هذا .
- لا شأن له ؟
غاصت في المقعد و قالت : لقد مرغت كرامتي في الوحل من أجلك .
أكملت معترضه و هي تلوح بيدها : حسن جداً .. لعل في هذا مبالغة .
- مبالغة ؟
أثار توترها أن تشرح له كل كلمة تقولها : أعني الكلام المبالغ فيه .. غير واقعي .. هل تظن أنني أستمتع بمشاركة الناس خزيي ؟ فالمرأة ليست على استعداد لأن تنبش الأحداث المؤلمة و المذلة في ماضيها لتعترف بها لك .. لم يكن هذا سهلاً .. و أنت تعرف هذا .
دار باركر حول المنضدة و جلس على كرسيه و هو يدعك فكه .
- و هل هذا الحديث علاقة بثوب العرس المستخدم قليلاً ؟
فردت ساخطة : أجل .. من المهين جداً لي أن أعترف لك كيف أن رجلين .. و ليس واحداً ، بل رجلين نبذاني تقريباً عند عتبة الكنيسة .
تلاشى المرح في عيني باركر : أدرك هذا .
فردت بحرارة : لا .. أنت لا تدرك . و إلا لما تركتني مع آخر كلمة و أنت تغادز .
- آخر كلمة و أنا أغادر ؟
أغمضت عينيها ببطء ، راجيه أن يمنحها الله الصبر .
- و أنت تغادر ، ذكرت شيئاً عن فقدانك لشخص تحبه .. فلماذا أطلعك على ذلي ، و أنت لا تفعل ؟ لقد خاب أملي و ..
فتجمدت الكلمات في حنجرتها .
كان باركر هادئاً للغاية ، و بديت عيناه و كأنهما تأسران عينيها و قال : أنتِ على حق .. كان هذا فظاظتاً مني ، و ليس لدي أي عذر .
ردت بجفاء : أوه .. لابد أن يكون لديك عذر .
إنه بطل .. أليس كذلك ؟ كان عليها أن تعرف .. و هزت رأسها غاضبة من نفسها بقدر غضبها منه .
سأل باركر : لدي ؟
- أجل .. و كان علي أن أعرف هذا من قبل .. يجد الأبطال عادة صعوبة عن الكشف في نقاط ضعفهم .. و يبدو أن هذه المرأة .. التي أحببتها ، جرحت كرامتك ، و لمست نقاط ضعفك .. صدقني ، هذا أمر اختبرته ، و لا داعي لشرحه لي .
استعدت للرحيل و هي تدرك أنها حكمت على باركر بقسوة .
جادلها : أنت على حق .. لقد أطلعتني على سر خبأته في أعماق نفسه و كان علي أن أحذو حذوك . لم يكن إنصافاً مني أن أرحل كما فعلت .
- ربما .. لكنك كنت صادقاً مع نفسك .
أوشكت أن تودعه و أن تخرج من الباب لكن نظرة الألم التي ظهرت على وجهه استوقفتها .
- سأقول لك .. من الإنصاف أن تعرفي .. أجلسي .
فعلت بايلي ما طلبه منها ، و راحت تراقبه بحذر .
ابتسم باركر ، لكنها لم تكن ابتسامته الفاتنة المعتادة .. بل ابتسامة متوترة ، و كأنها تكشيرة ألم .
- كان اسمها ماريا .. التقيتها أثناء وجودي في أسبانيا منذ 15 سنه . كنا صغيرين جداً ، و وقعنا في الحب . أردت أن أتزوجها و أن أصطحبها معي إلى أمريكا .. لكن عائلتها .. حسناً .. يكفي أن أقول إن عائلتها رفضت أن تتزوج ابنتها غريبة ، و حالة مئات السنوات من التقاليد ، و العادات بيننا . و حين خيرت ماريا بين عائلتها و بيني ، اختارت أن تبقى في مدريد .
و صمت ثم هز كتفيه قبل أن يضيف : أدرك الآن أنها أصابت في اختيارها ، لكن الأمر كان مؤلماً يومها كما أدركت كم كان قرارها صعباً .. و عرفت بعض بضعه أشهر ، أنها تزوجت شخصاً رضيت به عائلتها أكثر من تلميذ أمريكي .
- أنا آسفة .
هز رأسه و كأنما ليبعد عنها الذكرى .
- لا داعي لأسفك . و بالرغم من أنني أحببتها كثيراً .. إلا أن العلاقة ما كانت لتستمر .. لم تكن ماريا لتسعد هنا ، و أدركت الآن مدى بعد نظرها .
- لقد أحبتك .
- أجل .. أحبتني بقدر ما تجرأت . لكن ، في النهاية ، كان الواجب و العائلة أهم من الحب .
لم تجد بايلي الكلمات اللازمة لتطيب خاطره . و تألم قلبها للفتى الذي خسر حبه .. مع ذلك لم تستطع سوى أن تعجب بشجاعة الفتاة التي ضحت بقلبها و حياتها من أجل ما تعتبره صواباً .
أضاف باركر : أعتقد أن ما آلمني أكثر ، هو أنها تزوجت شخصاً آخر بسرعة .
و فهمت بايلي ألمه فقالت : باول و توم تزوجا بسرعة أيضاَ .
هدأ المكتب للحظه ، ثم كسر باركر الصمت ، قائلاً : هل سنجلس هنا و نتذكر الأحداث الكئيبة طيلة بعد الظهر ؟ أم نخرج لتناول الغداء معاً ؟
ابتسمت بايلي : يمكنك إقناعي بهذا بسهولة .
كان صباحها بائساً ، لكن بعد ظهرها يبدو و أكثر إشراقا الآن . ووقفت ، و هي لا تزال تبتسم لباركر : أمر واحد تعلمته خلال هذه السنوات ، و هو ألا أدع البؤس ينغظ علي وقت الطعام .
ضحك باركر ، و قال : لدي مفاجأة صغيرة لك .
و مد يده إلى جيب سترته مضيفاً : كنت سأستبقيها لما بعد ، لكن يبدو لي الوقت مناسباً الآن .
و أعطاها بطاقتين فنظرت بايلي إليهما و قد فقدت قدرتها على النطق .
قال باركر شارحاً : بطاقتان لحفلة " البوب " . كما سيقدمون عرضاً لمسبقة الروك في الستينات . و بدا لي من المناسب أن يحضرها جانيس و مايكل .


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:26 AM   #9

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8 – بطل رغماً عنها





لم تدرك بايلي مدى استمتاعها بالوقت الذي تمضبة مع باركر حتى انتهت وجبة الغداء . فقد جلسا قبالة بعضهما على الطاولة وتبادلدا الحديق كصديقين قديمين . لم تشعر من قبل بمثل هذا الإرتياح ، ولا سمحت لنفسها يوماً بأن تكون أكثر انفتاح . وأدركت أن مشاعرها تشهد تغيراً نسبياً إنما اساساياً .
لقد حل الرضى والآمل مكان الخوف والحذر .
وأدركت هذا حين قطعا ساحة الاتحاد ، وراحا يرميان فتات الخبز للحمام النهم . كان الضباب الصباحي قد تلاشى وأشرقت الشمس في علاض نادر .. أما المساحة فتعج بالسياح ، والمسنين وعمال المكاتب الذين يتناولون الغداء في الهواء الطلق . ولطالما أحبت بايلي هذه الساحة ، لكن وجودها فيها الآن برفقة باركر جعل منها مكاناً عزيزاً على قلبها .
وبدا باركر مسترخياً أكثر ايضاً ، وأخذ يتكلم بحرية عن نفسه ، وهذا ما لم يفعله من قبل . قال انه اكبر اخوته الـ 3 والوحيد الذي لم يتزوج بعد .
قالت بايلي : انا طفلة العائلة ومدلله للغاية . لقد بذل والدي جهودهما لإقناعي بالعدول عن رأيي حول الإنتقال إلى كالفورنيا .
- وما الذي جعلك تتركين أوريغون ؟
نظرت بايلي الألم الذي يعتصر قلبها كلما فكرت بتوم ، لكن هذا الألم لم يظهر ، لأنه ببساطة لم يعد موجوداً .
تأملت الطيور المجتمعة حول حفنة الطعام وقالت معترفة : توم .
- وهو الخطيب رقم 2 ؟
كان يسير ويدة خلف ظهره ، وراحت بايلي تتساءل عما إذا كان يخيهما لئلا يلمسها .
- لقد التقت توم بعد سنين من تجربتي مع بول . كان شريكاً في مؤسة المحاماة حيث كنت أعمل كماسدة . خرجنا معاً لأشهر ، ثم شاركنا في قضية معاً ، وانتهى بنا الأمر ونحن نقضي وقتاً طويلاً سوية . وبعد 3 اشهر اعلنا خطبتنا .
- وضع باركر يدة بخفة على كتفها وكأنه يدعمها ، فبتسم له شاكرة .
- - في الواقع لم يعد هذا يؤلمني عندما اتحدث عنه .
لقد شفى الوقت جروحها ، او كما اعتادت ان تقول : الزمن يشفي الجروح كلها .
وتابعت : وبعد ذلك قابل ساندرا ، وكل ما اعرفه ، هو انهما يعرفان بعضهما منذ اطفولة . ما أذكره هو اننا كنا على وشك الزواج ، وأصبحت الدعوات في المطبعة ن حين قال لي انه يخرج مع شخص آخر .
- وهل فوجئت ؟
- صدمت .. لكن اعتقد انه كان علي أن الاحظ الأعراض .. إنما كنت غارقة في تحضير العرس ، من شراء الفساتين للإشبينتين ، وترتيب امر الزهور ، وما إلى هناك . في الواقع انشغلت في اختيار الأواني المنزلية بحيث لم ألاحظ أن خطيبي لم يعد يحبني .
- تجعلين الأمر يبدو وكأنك المخطأة .
هزت بايلي كتفيها وقالت : يطريق ما ، أعتقد أنني أخطأت وأعترف بهذا لآن ، فأنا أرى اخطائي . لكن هذا لا ينفي انه كان خطيبي ، ويقابل امرأ اخرى سراً .
- لا .. هذا لا ينفي ذلك . وماذا فعلت حين اعترف لك ؟
تنهدت بتعب فثقل ذلها لم يعد مدمراً ، لكنه لم يغب ، والكلام عنه يولد فيها مشاعر لم تشأ تواجهها . وكان من الشخرية ان تبحث الموضوع الآن .، بعد هذه السنوات ، ومع رجل آخر .
- هل سامحته ؟
وقفت بايلي ، وضربت ورقة شجر على الأرض بقدم حذائها .
- أجل .. فكرهه كلفني الكثير من الطاقة . كان آسفاً بالفعل ، وإلى ان اعترف تحولت حياة المسكين إلى مأساة . حاول جاهداً ألا يفعل أة أن يقول ما يؤلمني ، وأقسم انه لزمه ربع ساعة ليقول لي انه يريد إلغاء الزفاف ، ونصف ساعة أخرى ليعترف بوجود أمرأه اخرى في حياته . وأذكر الإحساس المغثي في معدتي .. شعرت وكأنني سأمرض .. اصابني الأعراض كلها فجأه .
وعادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم الرهيب حين راحت تحدق في توم ، والصدمة تتملكها ، في حين بدا هو غير مرتاح ابداً ، واخذ ينظر إلى دية ، والغنزعاج والارتباك يخنقان صوتة .
وتذكرت بايلي : لم ابك يومها .. ولم اشعر حتى بالغضب ، على الأقل ليس في البداية ، أظن انني لم اشعر بشيء البتة .
وابتسمن لباركر متكدرة ، قبل ان تتابع : بعد إعادة النظر في المسألة ، ادركت ان كرامتي لم تسمح لي بهذا .. وأذكر انن قلت اشياء تاقه جداً .
- مثل ماذا ؟
سرحت بايلي وأجابت : قلت له انني اتوقع منه دفع ثمن بطاقات الدعوة . لقد طلبناها مطبوعة بأحرف ذهبيه ، وهذا مكلف جداً .. كما انني لم أكن احمل المال الكافي اثوب العرس .
- آه .. فستان العرس الشهير المستخدم قليلاً .
- كان بتهض االثمن !
قال بعينين حنونتين : أعرف ، في الواقع .. واجهت المسأله كلها بطريقة عملية .
- لست ادري طريقة عمل دماغي غريبه احياناً في مواقف كهذه ، أذكر انني اعتقدت ان بول وتوم يعرفان بعضهما البعض ، وكنت مقتنعة انما تآمرا علي .. وهذا امر سخيف .
- أفهم من هذا انك قررت الإنتقال إلى سا فرانسيسكو بعد فسخ خطوبتك .
هزت بايلي رأسها وقالت : في غضون ساعات ، قدمت استقالتي من شركة المحاماة وبدأت اخطط للإنتقال .
- ولماذا اخترتي سان فرانسيسكو ؟
ضحكت بخفة وردت : أتعرف .. لست متأكدة حقاً . لقد زرت المنطقة اكثر من مرة في ما مضى ، وكان الطقس سيء بشكل متواصل . كتب " ماركن توين " مرة ان اسوأ شتاء قضاه في حياتة كان صيفاً في سان فرانسيسكو . واعتقد ان المينة ، بسمائها المبلدة بالغيوم ، وصباحها الضبابي ناسبت مزجي ، ولا اعتقد انن قادرة على تحمل الأيام المشرقة والمشمسةوالليالي التي ينيرها القمر في أوريغون .
- وماذا حدث لتوم ؟
رفعت بايلي رأسها لتنظر إليه ، مجفلة من سؤالة : ماذا تعني ؟
- هل تزوج ساندرا ؟
- لست ادري.
- ألم ينتابك الفضول ؟
بصراحة لم تكن فضولية . فهو لم يكن يريدها ، وهذا الشيء الوحيد الذي يهمها . احست بالخيانة ، والإذلال ، والهجر . لكن ما إذا ندم توم يوماً او فشلت علاقتة بساندرا ، فهذا ما لم تعرفة ابداً ، لأنها لم تبقة طويلاً لتعرف ، ليس في ذلك الحين .
ارادت ان تبتعد عن عملها ، عن اوريغون ، عم جياة ممله ... وإذا كان عليها أن تقع في الحب فلم لا يصادفها سوى رجال ضعفاء ؟رجال يبدلون رأإيهم بالستمرار ، رجال لا يعرفون الحب الحقيقي ، رجال لا يعرفون ما يريدون .
بعل العيب في شخصيتها هي يدفعها لإختيار مثل هؤلاء الأشخاص . ولهذا لم تنشئ أي علاقة مع الجنس الآخر ، ولهذا ايضاً تتمتع بقرائة قصص الحب ، وبكتابتها . فالقص الرومانسية نهايتها سعيدة ، وهذا ما لم تعرفة في حياتها .
القصص التي تقرأها وتكتبها ، تروي قصص رجال حقيقين ، أقوياء ، تقليدين / أهل للثقة .. وقصص نساء لسن مثلها .
وكتنت تبحث عن بطل حين التقت باركر دايفدسون صدفة . أجل .. تستطيع ان تعرف أن قلبها بفيض دفئاً عند رؤيته . وهو على هذا الحال منذ اسابيع مع انها ترفض الإعتراف .. حتى الساعة .
داعبت عينا باركر القاتمتان عينها : يسرني انك اخترت الإنتقال إلى منطقة لخليج ؟.
- انا ايضاً
سأل وهما عائدان : هل ستغيرين رأيك ؟
ولا بد أنه لاحظ التشوش في عينيها ، فأضاف : ماذا عن حفلة الموسيقية الليلة ؟ إنها بمناسبة عيد العشاق .
- وانا اتشوق لحضورها .
كانت قد نسيت أي يوم هذا ، واحست فجأه بقشعريرة الإثارة لفكرة قضاء أمسية رزمانسية مع باركر دايفدسون مع ان هذا يعني لا وقت لديها للعمل على " لك إلى الأبد "
ابتسم لها : فكري في الحفلة الموسيقية كنوع من البحث .
- سأفعل .
قد تصاب المرأه بالعمى وهي تبتسم لعينين مثل عينين باركر ، اللتين تعكسان إثارة وقوة طبيعة .
قالت على مضض ، وهي ترفغ يديها للتحية : وداعاً .
- إلى ان نلتقي اليلية .
وبدا كارهاً للفراق مثلها . فكررت بنعومة : الليلة .
رأت ألمها ينعكس في عينيه حين اخبرته عن توم ، فهو يفهم معنى ان يفقد المرء شخصاص يحبه . وأحست بتقارب شديد مع باركر . شعرت بصدق مريح ومنفتح نادراً ما احست به من قبل .
قال :
- سأمر لآخذك في السابعة
- عظيم .
مر بعد الظهر كلمح البصر ، فيما بدت فترة الصباح بطيئة ومملة . وما كادت تعود للمكتب ، حتى حان موعد جمع اغراضها والعودة للمنزل .
وجد ماكس ينتظرها حين فتحت الباب .. وضعت يدها على طاولة المطبخ ، وأطعمة بسرعة . وبدا ماكس مندهشاً لسرعتها ، ونظر إلى طعامه لحظات عدة وكأنه يتردد في تناوله .
وتذمرت في انه من المستحيل إرضاء هذا القط المتمرد ، ثم توجهت إلى غرفة نومها ، وفتحت باب الخزانة .
وراحت تتأمل محتوياتها لدقائق ، قبل أن تتخذ قرارها .. فستان معرق ارتدته حين كانت في الكلية .. وبدا القماش الصوفي المعرق مشرقاً ومرحاً . ولو أبلغها باركر من قبل ، لخرجت واشترت ثوباً جديداً .. ثوب احمر اللون اكراماً لعيد العشاق .
كان المقاعد التي حجزها باركر في " المركز الوطني " مب بين افضل الأماكن ، على مسافة قصيرة من المقاعد الأمامية .
بدت الموسيقى رائعة ، مبهجة ، رومانسية .. وعزفت مقطوعات كلاسيكيه عرفتها بايلي ، فضلاً عن موسيقى روك ناعمة ، وعدد من الأنغام الشعبية القديمة .
كانت الغرفة الموسيقية ممتازة ، وقربها من المسرح منح بايلي الفرصة مميزة ، أحيت دمعها بالدموع تتجمع في عينيها .
أغمضت عينيها لتستمتع بالموسيقى ، وحين فتحتهما بعد لحظات ، وجدته يتفرس فيها . فابتسمت بخجل ، وبادلها الابتسام . في تلك اللحظة ضربت الضنوج النحاسية ، فالنقطعت بايلي وكأنها ضبطت في تصرف غير قانوني .. فضحك باركر ضحكة صادقة .
قدمت الفرقة الثانية عرضها بعد الاستراحة . وووجدت بايلي موسيقاهم غير مألوفة في ما عدا مقطوعتين او 3 من الروك .. واستجاب الحضور بحماس لحيوية الفرقة وإحساسها المرح ، فراح بعض الأشخاص يتمايلون مع الأنغام . وبعد قليلي تحرك بعض الموجودين وبدأو بالرقص . ودت بايلي ان تنضم إليهم ، لكن بدا أن باركر يفضل البقاء جالساً .. ولم تستطع نركه بحثاً عن شريك .
أخيراً ، وقف جميع من حولها وتحرك إلى باحة الرقص ، إلى أن لاحظت انهما الوجيدان اللذان لم يقفا بعد .
نظرت إلى باركر لكنه بدا غافلاً عما يجري حولهما .. كما خيل إليها انها سمعته يتذمر من انه لا يستطيع رؤية الفرقة الموسيقية بسبب الحشد .
تحرك رجل أصلع يكبرهما ، ودنا منها ، ثم ربت على كتف بايلي : آنسة ؟
كان يرتدي قميصاً مفتوحاً حتى الخصر وحول عنقة ما لا يقل عن خمسة باوندات من الذهب . وبدا جلياً انه لم يتجاوز مرحلة السبعينات .
- هل ترغبين بالرقص ؟
لم تكن بايلي تتوقع دعوته ، ولم تكن واثقة مما عليها فعله فهي جاءت مع باركر .. وقد يعترض .
قال باركر يطمئنها : هيا .. اذهبي .
وبدا فعلاً انه ارتاح حين طلب منها شخص آخر أن ترقص .. ولعله شعر بالذنب لأنه لم يراقصها بنفسه .
هزت كتفيها ووقفت ، ثم نظرت إليه مرة أخيرة لتتأكد من انه لن يمانع ، ودفعها بتلويحة من يدة .
أحست بايلي بخيبة أمل ، وتمنت من صمم قلبها أن يراقصها باركر ، وليس شخصاً غريباً .
قال الرجل الذي يضع السلاسل الذهبية ، وهو يمد لها يده : مات كوبر .
- بايلي يورك
وابتسم وهو يرافقها إلى الحلبة .
- لا بد أن الرجل الذي يرافقك يعاني من مشكلة ما ليتركك جالسة هناك .
- لا أعتقد أن باركر يحب الرقص .
كان قد مر زمن طويل منذ رقصت بايلي ، ولم تعد واثقة من خطواتها . لكن ما كان عليها أن تقلق ، فالمساحة ضيقة جداً بحيث لا يمكنها أن تتحرك سوى إنشات قللة في أي اتجاه .
الأغنية التالية التي قدمتها فرقة " هير سبراي " أغنية روك من الستينات .. وأدهشها شريكها مات ، بأن أطلق صفرة مرتفعة . الصوت الحاد قاطع الموسيقى ، وصخب الجمع والتصفيق . ضحكت بايلي بالرغم عنها .
كانت الأغنية سريعة ومألوفة .. وبدأت بايلي بالتماثل والتحرك على وقع الأنغام . وقبل أن تدرك ما يحدث ، وجدت نفسها بعيدة عن شريكها ، إلى جانب رجل جميل ، يماثل باركر من حيث العمر . بدا جلياً انه يتمتع بأداء الفرقة .
ابتسم لبايلي فرد ابتسامه خجولة . وعزفت الأغنية التالية لحن قديم ، اغنية كتبت للعشاق الشبان الخالي البال .
حاولت بايلي العودة إلى مقعدها قرب باركر ، لكن المقاعد كانت فارغة .. التفتت حولها تبحث عنه فلم تجده .
قال الرجل الوسيم : من الأفضل لنا أن نرقص .. فشريكتي اختفت في مكان ما .
- وشريكي اختفى .
فتشت في الجمع ، لكنها لم تجد باركر .. وكان المكان مزدحماً بحيث تستحيل رؤية أي شخص بوضوح . وبشيء من القلق تساءلت كيف سيجدان بعضهما البعض حين تنتهي الحفلة الموسيقية .
رقصت مع الشريك الجديد رقصات عدة دون تبادل الأسماء ، وأخذ شريكها يرقص بخبرة أخفت نقص حركاتها . وأنهيا رقصة سريعة تركت بايلي محمرة الوجة من شدة الإرهاق .
حين فدمت فرقة " هير سبراي " أغنية بطيئة أخرى ، بدا لبايلي من الطبيعي أن تراقص شريكها المؤقت . وقال شيئاً ما ثم ضحك ، لكن بايلي لم تستطع فهم كلماته ، فاكتفت بالابتسام له . وكان على وشك الكلام ، حين لمحت باركر وهو يشق طريقة نحوها ، عابساً .
قالت وهي تبتعد عن الرجل الذي يراقصها : صديقي هنا .
ونظرت إلية معتذرة ، فتركها من دون حماس .
قالت حين وصل باركر إليها : ظننت إنني أضعتك .
فرد بلهجة باترة : وأنا أظن أن الوقت حان لنرحل .
التفتت بايلي إليه وقد ادهشها توترة : لكن الحفلة الموسيقية لم تنته بعد . ألا يجب أن نبقى إلى أن تنتهي فرقة هير سبراي على الأقل ؟
- لا
- ماذا جرى ؟
دس يده في جيبه وقال : انا لم اعارض فكرة رقصك مع الرجل الأول . لكنني رأيتك فجأه تراقصين رجلاً آخر .
- أنا لم اختر احداً .. لقد فصلتنا المجموعة عن بعضنا .
ولم تعجبها لهجته والمعنى المبطن لكلماته .
ورد عليها : إذن ، كان عليك أن تعودي إلي .
- هل كنت تتوقع مني صدقاً أن أكافح لأشق طريقي عبر الجموع هذه ؟ ألم تلاحظ مدى اكتظاظ الممرات بين المقاعد ؟
- لقد وصلت انا إليك .
تنهدت بايلي ، تقاوم إغراء الرد الساخر الذي خطر لها ، لكنها خسرت المعركة .
- هل تريدني أن اعطيك جائزة " الكشاف الصغير " ؟ لكنها لا تعطى من اجل الدفع والاقتحام .
لمعت عيناه باركر سخطاً : أنا لم ادفع احداً ، واعتقد انه من الأفض ان نجلس ...
وأمسك بيدها ، وقادهما إلى مقعديهما ، مكملاً : ... قبل ان تجعلي من نفسك محط للأنظار .
تمتمت بغضب : محطاً للأنظار ؟ إذا ما لفت احد النظر إليه فهو أنت ! أنت الشخص الوحيد الذي لم يكن يرقص .
- ولم اتوقع من رفيقتي أن تذهب مع رجل آخر .
ورمى بنفسة في مقعد وكتف ذراعية ، وكأنه لا ينوي متابعة النقاش .
كررت : رفيقتك ! هل لي أن أذكرك أن هذه الأمسية بغرض " البحث " ليس إلا ؟
انتفض باركر غير مصدق : هذا ليس ما اذكره .. بدوت حينها متشوقة للغاية .
وضحك بصوت ساخر قبل أن يضيف : أنا لم أكن ألاحقك .
جداله راح يلفت الانتباه أكثر مما ترغب بايلي به . فجلست على مضض وهي تضم يديها بتزمت في حجرها ، وتنظر امامها مباشرة . وقالت عبر اسنانها المشدودة : انا لم أكن ألاحقك .. وأنا لم ألاحق رجلاً في حياتي .
- أوه .. سامحيني إذن . كدت اقسم بأنك انت من لحق بي حين نزلت من القطار السريع .. هل تعلمين أن امرأه تشبهك تماماً لحقت بي إلى الحي الصيني ؟
رفعت بايلي يديها عالياً وتأوهت : أووه .. أنت لا تطاق .
- أنا يا حبيبتي ؟ لكنني محق .
لم ترد بايلي ، ووضعت ساقاً فوق ساق وراحت تلوح بكاحلها بغضب إلى أن انتهت الحفلة الموسيقية .
ولم بنطق باركر بكلمة وهو يرافقها إلى سيارته . وبدا هذا مناسباً لبايلي ، فهي لم تقابل في حياتها انساناً مثله . منذ اقل من ساعة كانا غارقين في الأحاديث ، وسمحت لنفسها أن تحلم في لحظة ساحرة . ويا له من عيد للعشاق !
افترقا على وداع اقل من مهذب ، وطلبت منه بايلي أن لا يرافقها إلى الباب . لكنه رفض ، لمجرد العناد . وأرادت أن تجادل ، لكنها عرفت أن لا جدوى منن الجدال معه .
كان ماكس عند الباب يستقبلها ، بذنبه الذي يلوح في الهواء . وبقي قريباً منها ، يحتك بساقيها ، وكادت تتعثر به وهو تخلع ملابسها بسرعة ، وتستعد للنوم . وبدأت تخبرة عن امسيتها ، لكنها غيرت رأيها واندست في الفراش ، ورفعت الأغطية فوق رأسها لتجبر باركر دايفد سون على ترك أفكارها .
كانت جو آن تنتظر بايلي على رصيف محطة القطار في الصباح التالي ، وسارعت إليها تسألها : حسناً ؟ كيف كان الموعدك ؟
- أي موعد ؟ لا يمكنك أن تسمي خروجي مع باركر موعداً .
بدت اليرة على جو آن : ولم لا ؟
- حضرنا حفلة البوب ..
فأنهت جو آن جملتها : ... للبحث وحسب ... أفهم من هذا أن الأمسية لم تكن ناجحة .
تقدمتا إلى السلم المتحرك ونزلتا من القطار .
- كانت الليلة كارثة حقيقية .
حثتها جو آن : هي أخبري "ماما" كل شيء .
لكن بايلي لم تكن في مزاج يسمح لها بالكلام . وقامت بجهد كبير لتشرح ما حدث ، وتروي تصرف باركر الغير منطقي . وأخبرتها انها لم تنم جيداً لأنها ارتكبت الخطأ عينه الذي ارتكبته مع الرجلين الآخرين في حياتها ، حين افترضت أن باركر مختلف . لكنه لم يكن كذلك .. بل هو مغرور ، غير منطقي ومتعجرف . وأنهت كلامه باكتئاب : كنت مخطئة حين ظننته بطلاً .
عبست جو آن وقالت : دعني ارى إذا ما فهمت جيداً . بدأ الناس يرقصون .. وطلب منك رجل أن ترقصي معه .. ثم افترقت عنه ورقصت مع رجل آخر ، وبدا باركر يتصرف كأحمق غيور .
- بالضبط .
فقالت جو آن : بالطبع سيفعل .. ألا ترين ؟ كان يتصرف بحسب الشخصية .. ألم يحدث الأمر ذاته مع جانيس ومايكل حين ذهبا إلى حفلة الموسيقية .
كانت بايلي قد نسيت هذا تماماً ، واعترفت ببطء : الآن تذكرت .. أجل .
وقالت جو آن : لقد أطلعك باركر على هذا المشهد .. ألا تذكرين ؟
وتذكرت بايلي ، في حين تابعت جو آن : حين ستعيدين صياغة المشهد ، ستعرفين بالخبرة ما شعرت به جانيس بالضبط ، فهي المشاعر نفسها التي أحست بها .. كيف يمكنت أن تغضبي منهه . يجب أن تكوني ممتنة ؟
- حقاً ؟
فأصرت جو آن : طبعاً .. فباركر دايفدسون بطل أكثر مما تدرك أي منا .


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-08, 02:27 AM   #10

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 –وردة حمراء





سألت جو آن ، حين التقت بايلي على الغداء في اليوم ذاته : ألم تفهمي ماا فعلة باركر ؟
- بل فهمته..انه انسان الكهف..هذا ما ظهر في تصرفه.
جادلتها جو آن،و هي تبدو غامضة:مخطئة..لقد أعطى بعدا حقيقيا لشخصية قصتك،ولتصرفاتها.
لوحت بايلي بملعفتها فوق طبق الحساء"البروكلي" و قالت:ما فعله،هو أن أفسد ما بدأ كأمسيةجيدة.
لقد قلت انه تصرف كأحمق غيور،لكن يجب أن تتذكري أنها ردة فعل مايكل حين رقصت جانيس مع رجل آخر.
- اذن،لقد تجاوز واجباته،و لن أكافىء هذا التصرف في رجل..بطلا كان أم لم يكن.
و كسرت قطعة بسكويتة فوق الحساء ، فركت راحتيها للتخلص من الفتات
كانت أمسية بايلي مع باركر رومانسية ورائعة إلى ؟أن قبلت الدعوة إلى الرقص . لقد جلسا معاً وتسامرا ، فيما الموسيقة تصدح . ثم بدأ الرقص ، وانقلب فارسها إلى تنين ينثب اللهب .
سألت جو آن ، مغيرة الموضوع فجأه : اجتماع مجموعة النقاد الليليه هل نسيت ؟
شغل باركر تفكير بايلي فأنساها ما يدور من حولها ، وتركها شاردة الذهن .
- الليلة ؟
- في الـ 7 ..في منزل دارلين ، ستحضرين ، أليس كذلك ؟
ولم تحتج بايلي للتفكير في الأمر ، فأجابت : طبعاً.
كانت النسوة في جمعيتهن ، يتناوبون كل اسبوعين لإستضافة الحلقة التي يقيمن فيها اعمال بعضهمن بعضا .
- حسناً جداً . للحظة تسائلت عما إذا كنت ستحضرين
فسألت بايلي : ولما لا احضر
انها مخلصة لعملها مثل الكاتبات الآخريات ولم تترك لقاء واحد يفوتها منذ تشكيل الجمعية ، قبل شهرين .
- ظننت انك ستقضين الأمسية مع باركر ، فأنتما بحاجة إلى بحث خلافاتكما . وستبقين بائسة إلى أن تحلي هذا المسئلة .
انزلت بايلي ملعقتها ببطء : بائسة ؟
وأطلقت ضحكة هستيريه قصيرة ، قبل ان تضيف : هل ابدو لك محطمة القلب ؟ صدقاً جو آن .. أنت تفتعلين " من الحبة قبله " . لقد تشاجرنا ، ولا اريد رؤيتة ، وانا واثقة من انه يبادلني الشعور لذلك سأحضر الإجتماع اليله .
شربت جو آن قهوتها بهدوء ثم قالت بهدوء مماثل : أنت بائسة .. لكنك أكثر فخراً من ان تعترفي .
قامت بايلي بجهد كبير لتبسم ورددت : لست بائسة .
- كم ساعة نمت ليلة امس ؟
- لماذا ؟ هل لدي هالات سوداء تحت عيني
- لا .. اجيبي فقط عن سؤالي .
ابتلعت بايلي ريقها بصعوبة وقالت : ما يكفي .. ماذا بك ؟ لو لم اكن اعرفك جيداً ، لقلت أنك اصبحت تكتبين القصص البوليسية .. باركر دايفدسون وانا افترقنا . وكان هذا سيحصل في النهاية على الأرجح كما من الأفضل اكتشاف هذا الأشياء منذ بداية العلاقة .
وهزت كتفيها ساخرة قبل أن تتابع : ومن المضحك ان تنتهي في عيد العشاق .
- إذاً لن تريه بعد الآن ؟
- لا يمكنا على الأرجح تجنب اللقاء ، لا سيما وهو يستقل القطار . لاكني لا انوي أن اخرج معه مرة اخرى ، ويمكنة توفير تصرفاته كرجل الكهف لشخص غيري .
- شخص غيرك ؟
نطقت جو آن بالكلمتين بلهجة حزينة . قبل التعرف إلى باركر ، لم تكن بايلي قد عرفت سوى القليلي القليل من طبيعة صديقتها الرومانسية .
انهت بايلي الحساء ، ونظرت إلى ساعتها ، فأدركت أن امامها أقل من 5 دقائق لتعود إلى عملها .
قالت جو آن : بالنسبة إلى اليلي .. سأمر لآخذك ، حوالي الساعة السادسة والنصف وهذا يتوقف على السرعة التي سأعود فيها إلى البيت وأحضر فيها الطعام .
- السادسة والنصف وقت ممتاز .
افترقتا واسرعت بايلي إلى مكتبها وأول ما وقع عليها نظرها باقة الورود الحمراء على مكتب الإستعمالات .
سألت وهي تخلع معطفها وتعلقة : هل اليوم عيد مولدك يا مرتا ؟
فردت السكرتيرة شاردة الذهن : ظننتها لك .
- لي أنا ؟
- البطاقة تحمل اسمك
وتوقف قلب بايلي عن الخفقان .. هل ارسل باركر لها الزهور ؟ يبدو هذا بعيد الإحتمال ومع ذلك ..
- اسمي على البطاقة ؟
- أوصلها منذ اقل من 10 دقائق رجل طويل القامة وسيم المظهر يرتدي بذلة رمادية مخططه بخيط رفيع . وبدا خائب الأمل حين قلت له أنك خرجت للغداء مبكرة .. من هو هذا الرجل على أي حال ؟ يبدو لي مألوفاً .
لم ترد بايلي واخذت المغف الصغير وأخرجت منه البطاقة التي كتب عليها سامحيني .. باركر .
أحست بالضيق الذي يعتصر قلبها يتلاشى فجأه .
قالت مارتا وهي تعطيها ورقة مطوية : اوه كدت انسى بما انه لم يجدك ترك لك رسالة .
حملت بايلي الورد الأحمر بيد والرسالة باليد الأخرى وسارت ببطء إلى مكتبها وباصابع تحترقها الشوق فتحت الرسالة التي تقول بايلي انا آسف لأنني لم اجدك .. يجب ان نتكلم .. هل يمكنك أن تتناولي العشاء معي الليلة ؟ إذا وافقتي سأمر لإصطحابك عن الساعة السابعة ... وبما انني مشغول طيلة بعد الظهر اتركي لي رسالة مع روزان .
ودون رقم هاتف مكتبة فمدت بايلي يدها إلى الهاتف من دون تفكير وردت موظفة الإستعلامات الودودة الكفؤه عند اول رنة .
- مرحباً روزان .. انا بايلي
- اوه بايلي اجل يسرني سماع صوتك . قال السيد ديفدسون .
- تأخرت دقائق ففاتني رؤيتة .
- لا بد أن الأمر محبط لكليكما كنت قاقة علية هذا الصباح فقد جاء إلى المكتب ولم يستطع الجلوس هادئاً عملت مع السيد دايفدسون لعدة سنوات ولم ارهيوماً بهذا الشكل .
- لا بد أن امراً هاماً يتعلق بعمله يشغلة .
لكن المرأة اصرت : لا لا اظن . عاد إلى مكتبة ثم عاد فوراً ليسئلني ما إذا كنت اقرأه روايات عاطفية . انا أقرأها احياناً ، مما ارضاه على ما يبدو ، فجذب كرسياً وبدأ يطرح علي عن شخصية البطل فأجبتة بقدر ما استطعت .
- انا واثقة من انك كنت ناجحة في ذلك .
- لا شك في هذا . لأنه ابتهج وسألني أي نوع من الزهور يعجب المرأه أكثر وقلت له انها الورد ، وراح يفتش في دليل الهاتف عن بائع الزهور .. ولسوء الحظ لم يعدة أي بائع زهور في ايصالها هذا الصباح ، لذا قرر ان يوصلها بنفسه ولقد اتصل منذ دقائق ليقول لي انك ستتصلين اليوم وإن علي ان اتلقى منك رسالة .
- لقد عدت لتوي من ساعة الغداء
إذن صباح باركر لم يكن افضل من صباحها وأحست بايلي في الإبتهاج . لقد تمكنت من ان تبدو خالية البال في حظور جو آن لكنها تشعر بكتئاب رهيب بل اسوء من ذلك . ولم ترغب في بخث امر بؤسها فمن الأسهل أن تدعي أن باركر لا يعني لها شيئاً .
لكن جو آن على حق إنها فعلاً بائسة .
- هل يمكن ان تقولي للسيد دايفدسون إنني سأكون مستعدة عند الساعة الـ 7 ؟
ستتصل بجو آن لاحقاً لتقول لها أنها لن تتمكن من حضور اجتماع النقاد .
قالت روزان : اوه .. يا إلاهي .. هذا خبر جيد . سأمرر الرسلة ما إن يتصل . أنا مسرورة جداً فالسيد دايفدسون رجل عزيز جداً . لكنة يعمل بجهد كبير . وهو يحتاج منذ زمن إلى فتاه لطيفة مثلك .. أليس من العجيب أنكما تعرفان بعضكما البعض منذ زمن بعيد ؟
- حقاً ؟
- أوه .. أجل .. ألا تذكرين ؟ لقد جئت إلى المكتب ذلك الصباح وقلت لي ان السيد دايفدسون صديق قديم للعائلة . لا بد انك نسيت ذلك .
احست بايلي بالحرج للكذبة السخيفة وتمتمت : اوه .. اوه .. اجل . حسناً جداً اعطة الرسالة وسأكون ممتنة جداً .
- سأعلمة في اسرع وقت ممكن .
وترددت المرأه قليلاً وكأنها تود أن تضيف شيء ما ثم اتخذت قرارها وتسارعت الكلمات على شفتيها : كما ذكرت سابقاً إني اعمل مع السيد دايفدسون منذ سنوات عدة ويجب ان تعرفي إنها المرة الأولى التي يرسل فيها ورود إلى امرأه .
احست بايلي وكأنها تحلق فوق السحاب .. وفي الخامسة تماماً سارعت إلى متجر قريب وفي تحمل وردة واحدة طويلة وما هي إلا دقائق حتى وجدت فستاناً من الحرير قرمزي اللون كان باهض الثمن لكنه بدا رائعاً عليها . وسارعت إلى متجر الأحذية لتشتري حذائاً يليق بفستانها الجديد ثم ابتاعت قرطين وعقداً من الذهب .
وما إن انهت حتى اسرعت إلى نفق القطار محملاً بما اشترتة بالوردة الجمراء . ولم تهتم بما دفعتة ثمن لهذا الأغراض فجل ما ارادتة هو ان تبدو جميلة لأن باركر يستحق ذلك . لم تتلقى الورود يومماً وكلما فكرت لالأمر احست بقلبها يذوب بين ضلوعها . ياله من تصرف ! زقد حث الأمر مع السيدة سنايدر ايضاً . ومع حلول الساعة السادسة والنصف كانت شبة جاهزة لكن بقي عليها أن تسرح شعرها وتجدد زينتها ولن يتطلب هذا وقتاً طويلاً . وكانت تقف امام المرآه تتأمل منظرها وتصلح حندامها حين سمعت قرعاً على الباب .
اووه .. لا .. ! وصل باركر مبكراً .. ومبكراً جداً . فإما أن تطلب منه ان يعود لاحقاً وإما أن تسرع لئلا ينتظرها طويلاً . ومررت اصابعها في شعرها ثم فتحت الباب بلهفه .
سألتها جو آن : هل انت جاهزة ؟
ودخلت وهي تحمل كتابها في يد وحقيبة يدها في الأخرى ونظرت مشدوهه إلى بايلي قبل ان تقول : جميل جداً .. لكنك متألقة أكثر من الازم لحضور جلسة النقد .
- اوه ... لا .. نسيت أن اتصل بك .
كيف أمكنها ان تنسى ؟
- تتصلين بي ؟
أحست بايلي بالذنب ، وهو احاس أصبحت تألفة . لقد شغل باركر كل افكارها منذ رأته للمره الأولى .
لكن ليله امس كانت نختلفة . فمنذ انفصالها عن توم ، وهي تشعر بالجمود ، وكأن مشاعرها ماتت . لكن دفء باركر وكرمه ، جعلا الجليد يذوبان تدريجياً .
قالت جو آن معلقة : أرسل لك احدهم ورود حمراء
ودخلت الغرفة لتشمها بتقدير .
- أظنها من باركر ؟
هزت بايلي رأسها وأجابت : وجدت دزينة منها في مكتبي حين عدت من الغداء .
ابتسمت جو آن بخبث مزعج فتمتمت بايلي تشرح : لقد مر بالمكتب أثناء غيابي ، ولم نرى بعضنا ..
دارت جو آن حولها ، تبدي اعجاباً صريحاً بالفستان .
- وستخرجان لتناول العشاء ؟
ووقعت عيناها على الفستان الجديد المناسب لفستانها .
أجابت بايلي : العشاء ؟ ما الذي اوحى لك بهذه الفكره ؟
- الفستان الجديد
ضحكت بايلي بتوتر وسألتها : هذ الشيء القديم ؟
فشدت جو آن بطاقة السعر المتدلية من كم بايلي وانتزعتها .
تأوهت بايلي وقالت : مضحك جداً !
ونظرت بايلي إلى ساعتها وتأوهت ، آمله أن تفهم جو آن التلميح .
وبدت جو آن مسرورة جداً بتغير الوضع وتحسنة .
- إذان ، أنت مستعدة لنسيان ما مضى مع باركر ؟
- جو آن .. أرجوك .. سيصل في أي لحظة .
وبدا ان صديقتها تتلذذ في تجاهل توسلاتها : انت فعلاً مغرمة بهذا الرجل .. ألي كذلك ؟
- بلى .
- وكيف تشعرين حيال هذا ؟
وكادت بايلي تختنق وهي تجيب ساخطة : وكيف اشعر برأيك ؟ لقد نبذت مرتين .. وانا خائفة حتى الموت .. والآن .. ألا تظنين أن الوقت قد حان لترحلي ؟
وحاولت أن توصلها إلى الباب .. لكن صديقتها لم تفهم الرسالة ، فأمسك بايلي بمرفقها ، قائلة : آسفة لاضطرارك إلى المغادرة بهذه السرعة . لكنني سأوصل تحياتك إلى باركر .
تنهدت جو أن وقالت : حسن جداً .. حسن جداًً .. أستطيع فهم التلميح حين اسمعة .
لكن بايلي شكت في ذلك : ولي للأخريات إن امر ما طرأ .. لكنني سأحضر الاجتماع القادم بالتأكيد .
ووضعت يدها على ظهر جو آن تدفعها إلى الخارج : وداعاً جو آن .
فقالت جو آن من على عتبة الباب : سأذهب .. سأذهب .
ثم استدارت فجأه لتواجه بايلي بجدية : عديني بان تقضي وقتاً طيباً .
- اعدك بذلك .
هذا " إذا " استطاعت أن تستعد قبل أن يصل باركر .. و " إذا " استطاعت ان تسيطر على توترها ... و " إذا " ..
ما إن رحلت جو آن ، حتى صفقت بايلي الباب وسارعت إلى حمامها . كانت تضع العطر على رسغيها حين سمعت من جديد قوعاً على الباب ، فأخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب ، وهي تتوقف أن تجد جو آن مع مزيد من النصائح .
همست بالضطراب وكأنه آخر شخص تتوقع رؤيته : باركر .
قطب وقال : لقد وصلتني الرسالة بشكل صحيح .. أليس كذلك ؟ ألم تتوقعي حضوري ؟
- أوه .. بلى .. بالطبع .. ادخل ، ارجوك .
استرخت تعابيؤ وجهه وقال : عظيم .
دخل الغرفة ، لكن عينيه لم تتركا عيني بايلي ابداً .
- أرجو ألا قد جئت مبكراً .
أخذت تلوي يديها ، وتنظر إلى حذائها كتلميذه خجولة .
- أفهم من هذا أنك استلمت الورود .
فردت مقطوعة االأنفاس : اوه .. أجل .
ونظرت إلى الورد التي حملتها معها إلى البيت : إنها جميلة . تركت الباقي على مكتبي . إنه تصرف رائع منك .
- إنها الطريقة الوحيدة التي وجدتها لأعتذر .. ولم اعرف ما إذا كان البطل يتصرف على هذا النحو أم لا .
- إنه .. يفعل .
- إذن ، بقيت ضمن إيطار الشخصية منرة اخرى .
- أجل .. ونجحت .
- جيد .
وافتر ثغرة على ابتسامة ساحرة .
- جاء موعد العشاء هذا من دون سابق انذار .
قالت : لا أمانع في تغيير خططي .
صحيح أن مجموعة النقد مهمة ، لكن الجميع يتخلف احياناً .
- اعتقد أنه كان علي أن اشرح لك أننا سنتناول العشاء في منزل والدي . فهل تمانعين ؟
والده ؟ وتوتورة أعصاب بايلي ، لكنها ردت لتطمئنة : يسرني لقاء عائلتك .
وتمكنت من ان تبتسم له .
- امي وابي متشوقان لمقابلتك .
- حقاً ؟
كانت تفضل ألا تعرف هذا ، وذكر باكر لها أمام عائلتة شكل مفاجأة لها .
سألها : كيف كان يومك ؟
وتقدم بعفوية نحو النافذة ، فأخفضت بايلي عينيها وأجابت : كانت فتره الصباح عصيبة .. لكن بعد الظهر .. كان رائعاً
- لقد تصرفت بالأمس كغبي غيور ، أليس كذلك ؟
ولم ينتظر ردها بل تابع يقول : حين رأيتك ترقصين مع رجل آخر ، جل ما اردته هو ابعادك عنه .. ولست فخوراً بطريقة تصرفي .
ومرر اصابعة في شعرة ، ليفضح توتراً اكبر .
- لا بد أنك عرفت أنني لست بارعاً في الرقص .. وحين طلبت منك ذاك المتخلف من السبعينات مشاركته الرقص ، لم اعترض .. وإذا اردت الحقيقة ، احسست بالرتياح . لا شك انني افسدت صورة البل ، لكن صدقيني كان هذا همي الأخير . أعرف انه يعني لك الكثير ، لكنني لا أستطيع أن أغير شخصيتي .
- ولا أتوقع منك أن تفعل .
هز رأسه وقال : أسوء لحظة في الأمسية كلها ، هي تلك التي خدعت فيها نفسي لأتخلص مما كنت اتطلع إلية بشوق
- وما هو ؟
- أن ابعد الجميع وأحتفظ بك لنفسي ..
- أوه .. باركر ..
وأدركت انها ستبكي احباطاً إذا ما استمر بكلامه الحنون هذا وإذا ما بقيت عيناه تلتهمانها وقد استعرت فيها ناراً كادت أن تقضي على دفاعتاتها وتقوض سيطرتها على اعصابها .
آهة شوق انطلقت من حنجرتها وهي ترتجف . وأحست بمشاعرها تتفتح وكأنها بتلات ورود في مستنبت دافئ .
وتلا هذا الإحساس ارتباك تشوش ، وتعاظم ارتجافها ليصبح أكثر وضوحاً .
- هل أخفتك ؟
لو يعلم .. وردت ببطء : لا ، إنما لم أعش شعوراً كهذا . حاولت اقناع نفسي بأنيي لا اريد أن اختبر هذا الشعور ، لكنني لم أنجح .
- اتعنين انك لم تعودي خائفة ؟
- ربما قليلاً .
ورفع وجهها إلية ، فظنت بايلي أنهما سيتأملان بعضهما إلى الأبد . لكن ماكس أختار تلك اللحظة بالذات ليحتج بصوت مرتفع . فقد احتلا منطقتة ، وهو لا ينظر بعين الرضى إلا من يغزوها .
قال باركر على مضض : من الأفضل أن نمضي .
- آوه .. بالتأكيد ..
كانت متوترة لفكرة لقاء عائلة باركر .. وأكثر توتراً مما يكن أن تعترف . لقد قابلت والدي توم قبل ايام من اعلام الخطوبة ، وكانت الظروف مشابهه قليلاً . فقد اعلن توم فجأه أن الوقت أزف لتلتقي عائلتة ، عندها ادركت بايلي مدى جدية علاقتهما . وكانت عائلة نوم لطيفة ، لكن بايلي احست انها تخضع للتقييم ، وجائت النتيجة إيجابية .
لم تتلفظ بايلي بأكثر من كلمتين بينما كان باركر توجهاً إلى مدينةة " دالي " حيث تغيش عائلتة . كان منزلة أنيق بطابقين من الحجر الأبيض ، وله حديقة امامية كبيرة .
قال باركر من دون تركيز : ها قد وصلنا .
ووضع يده على كتفها وهو يساعدها على الخروج من سيارتة الرياضية .
- هل هو من تصميمك ؟
- لا .. لكنني احبة .. لقد ساهم في ولادة الكثر من افكاري .
انفتح الباب الأمامي وخرج زوجان متوسطان العمر لتحيتهما .. كانت والدة باركر طويلة القامة ، مهيبة بشعرها الأبيض الجميل .. أما والدة بشعرة الرمادي اللون المميز ، فأطول بزجتة بقليلي .
قال باركر يقدمها : امي ، ابي ، هذا بايلي يورك .. بايلي ، هذه آيفون وبرادلي دايفدسون .. والداي .
قال برادلي دايفدسون بابتسامة دافئة : اهلاً بك بايلي .
وقالت ايفون ، وهي تتقدم نحوها : يسرني أن ألتقي بك .
والتفتتت بسرعة إلى باركر قبل أن تضيف : ... أخيراً .
وقال والد باركر يحثهما : هيا ، تفضلا .
وسبقهم ، ثم وقف عند الباب وانتظر ليدخل الجميع إلى بهو ضخم ، ارضه من الرخام اللماع ، باللوين الأبيض والأسود .
اقترح برادلي : ما رأيكم ببعض الشراب ؟
واختارت بايلي ووالدة باركر الشاي ، بينما اختار باركر ووالدة العصير .
قال باركر : سأساعدك ابي .
وترك المرأتان وحدهما . فقادت إيفون بايلي إلى غرفة الجلوس ، المفروشة بالجلد الأبيض والأحمر الصارخ وجلست بايلي على اريكة جلدية قائلة : بيتك جميل .
فتمتمت إيفون والإبتسامة ترتجف على فمها : شكراً لك .
تسائلت بايلي عما تجدة الأم مسلياً ؟ ربما هناك ما تجهلة ... كارثة ما أو ما شابة .
قالت المرأة المسنة : سامحيني .. روزان سنايدر وانا صديقتنان عزيزتان . ولقد ذكرتك امامي منذ اسابيع .
احست بايلي بلحظة بالرعب وهي تتذكر أنها قالت إنها صديقة قديمة للعائلة .
- أنا .. أعتقد ، انك تتسائلين لماذا ادعيت انني اعرف باركر .
- لا .. لكن اعترف أن الأمر استوقفني لحظات ، ولم اتذكر أنني اعرف احد من عائلة يورك .
شبكت بايلي يديها في حجرها : أنت على الأرجح لا تعرفين احداً .
- روزان على حق .. انت فعلاً شابة فاتنة .
- شكراً لك .
- لطالما تسائلت عما إذا كان باركر سيقع مجدداً في الحب .. لقد جرحتة ماريا كثيراً .. وكان فتياً جداً في ايامها .. فجائت الصدمة قاسية .
وترددت ، لاكنها سرعان ما اكملت بحدة : لكنني اعتقد ان هذا لا يغير الواقع .
قررت بايلي تجاهل التلميح إلى أن باركر يحبها .. فأمامها الآن اهتمامات اخرى عليها أن تواجهها .
- هل قال لك باركر كيف التقينا ؟
وتمنت ألا بكون قد ذكر الكثير من التفاصيل عن لقائهما في القطار السريع .
لكنها سمعت باركر يجيب وهو يدخل الغرفة : بالطبع قلت لها .
وجلس إل جانبها ، وأسرت عيناه الضاحكتان عينيها ثم اضاف : لقد ذكرت أن بايلي كاتبة رومانسية واعدة ، ألم افعل يا امي ؟
- اجل فعلت .. وارجو أن تكون قد قلت لها انني قارئة متلهفة .
- لا .. لم افعل بعد .
تحركت بايلي بغير ارتياح في مقعده . لا عجب إذاً في ان تجد إيفون دايفدسون صعوبة في اخفاء مرحها بعد أن ذكر لها باركر كيف لحقت به .
ودخل والد باركر الغرفة حاملاً صدينية الشاي والقهوة ، ثم جلس قرب زوجتة ، وراح الأربعة يتبادلون أطراف الحديث .
قالت إيفون أخيراً : سأذهب لأتفقد العشاء .
- هل اساعدك عزيزتي .
ابتسم باركر وقال : هيا اذهب يا ابي .. سأسلي بايلي ببعض الصور العائلية القديمة .
قالت بايلي ما إن ابتعد والداه : باركر .. كيف امكنك هذا ؟
- ماذا فعلت ؟
- قلت لأمك كيف التقينا . لا بد انها تظنني مجنونة !
لكن باركر ضحك ، وأجابها : الصدق افضل سياسة .
- هذا صحيح من حيث المبدأ . لكن لقائنا كان .. غير تقليدي .
- هذا صحيح ، لكن يجب أن اعترف أن وصفي لبطل كلاسيكي اطراء لغروري .
تمتمت ، وهي تضع ساقاً فوق ساق : اسحب كل ما قلتة .
ضحك باركر بخفة ، وكان على وشك أن يقول شيئاً آخر حين دخل والدة إلى الغرفة .
قال باركر : هل تحتاج لأي مساعدة يا أبي ؟
فرد برادلي دايفدسون مبتسماً : امك ستتكفل بكل شيء وبكل سرور .. فلن يعلن ابننا كل يوم انه وجد المرأه التي يريد الزواج بها .


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
238 - نورا - ديبي ماكومبر ^RAYAHEEN^ منتدى روايات أحلام الجديدة 2458 يوم أمس 09:28 AM
262 - جارة القمر - ديبي ماكومبر بنوتة بوظبي منتدى روايات أحلام الجديدة 1130 يوم أمس 12:52 AM
234 - ستيفاني - ديبي ماكومبر Fairey Angel منتدى روايات أحلام الجديدة 1778 23-03-24 09:51 PM
243 - لك إلى الأبد - ديبي ماكومبر hAmAsAaAt منتدى روايات أحلام الجديدة 1354 14-12-23 02:07 PM


الساعة الآن 11:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.