آخر 10 مشاركات
305 - في عينيك اللقاء - لي ولكنسون (الكاتـب : عنووود - )           »          389 - رقصة على ايقاع الحب - سوزان ستيفنز (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          343 - غرقت في بحر الشوق - جيسيكا ستيل (الكاتـب : سيرينا - )           »          83 -حائرة - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة (كاملة &الروابط)** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          طفلة في الحب (19) للكاتبة المُذهلة: بيـــــان *كاملة & مميزة* (الكاتـب : تماضر - )           »          302 - الحب وحده لايكفي - كلوديا جايمسون - ع.ج** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-11, 04:15 PM   #41

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



4- وأنهارت أسوار القلب

ولم تجتمع أنطونيا بزوجها كال حتى مساء النهار اتالي , وبدا لها أن ذلك النهار لا ينتهي , لأنها لم تستطع التفكير ألا بما حدث في الليلة الفائتة , وتساءلت أذا كانت الأفكار نفسها التي تراودها تراود كال أيضا.
وفي تلك الليلة كانا على موعد للذهاب الى حفلة عشاء في بيت آل فلتشرز , ورجع كال الى البيت متأخرا , بحيث لم يكن لديه ألا الوقت الكافي للأستحمام وأرتداء ثيابه قبل الذهاب الى الحفلة .
ولم تكلمه أنطونيا بكلمة , أذ ما عساها أن تقول له ؟ وفيما هو يقود السيارة أمسك يدها بيده اليسرى وأدناها الى شفتيه وطبع عليها قبلة.
ولأول وهلة لم تفهم أنطونيا المغزى من مبادرته هذه , ألا أن الدموع تساقطت من عينيها , وقبل أن يعيد يدها الى حضنها , شدت على يده بأناملها .
ووصلا الى البيت وهما يتبادلان الشعور بالمودة والوفاق.
ودعي كال وأنطونيا أيضا بعد وقت قصير لقضاء سهرة في ضيافة أحد شركاء كال في الريف , ويدعى مارشال.
وعندما أخبرها كال عن الدعوة قال لها:
" قبول الدعوة يعني أننا سنقضي الليلة هناك , وسنضطر الى النوم في غرفة واحدة وأغلب الظن أن الأسّرة في غرف نوم الضيوف ذات سريرين".
وكان آل مارشال يقطنون في منزل قديم أضافوا اليه بركة سباحة , وحين وصل كال وأنطونيا كانت البركة تغص بالأولاد , بينما جلس الآباء والأمهات حولها يشربون الشاي ويتجاذبون أطراف الأحاديث.
ونهض هاري مارشال وزوجته ألى أستقبالهما بالترحاب , ثم جلس كال وأنطونيا أيضا حول البركة.
وكان أستقبال هاري وزوجته جولييت لهما حارا كأستقبال طوم وفاني رانكن, وكان هاري في نحو الأربعين من العمر ,ولكن جولييت تكبر أنطونيا ببضع سنوات فقط , وكان كال أخبر أنطونيا أن جولييت هي زوجة هاري الثانية بعد أن طلّق زوجته الأولى طلاقا حبّيا وأنجب منها ثلاثة أولاد يقضون معظم أيام عطلتهم المدرسية في بيته.
" هاري تزوج وهو في العشرين من العمر , حين لم يكن يعرف بعد من المرأة ألا وجهها الجميل وقامتها الهيفاء , وفي كل حال , كانت زوجته الأولى أسعد حالا في زواجها أياه لو بقي كما كان عندما تزوجته , غير أنه تغيّر ولم تستطع أن تتكيّف حسب هذا التغيير الذي طرأ عليه , وسترين حين تتعرفين اليه أنه يميل الى الأبهة والفخفخة ,ولكنه رجل طيب القلب , أما زوجته جولييت فلا أدري ماذا سيكون رأيك فيها , وأنا أظن أنها لا تختلف كثيرا عن زوجته السابقة , وأهم أختلاف فيما بينهما هو أنها تنفق مال زوجها هاري بحكمة وتعقل".
ولما تعرفت أنطونيا على جولييت , أدركت في الحال أن ما يجمعهما بالرغم من تقاربهما في السن , أقل مما يجمع بينها وبين فاني رانكن .
ولم تكتشف أنطونيا أن غرفة النوم التي خصصت لها ولكال كانت ذات سرير مزدوج ألا عندما صعدت اليها لتبدل ثوبها أستعدادا لحضور السهرة.
وكان الخادم أفرغ حقائبها , وعلّق ثيابهما في الخزانة , ووضع أشياءها الأخرى في أماكنها الخاصة بها , وكان قميص نومها ملقى على حافة السرير اليسرى ,وبيجامة كال على الحافة اليمنى.
وفيما هي تتأمل في ذلك , دخل كال الغرفة وقال:
" جئت لآتي بقميصي الصوفي , فالطقس أخذ يميل الى البرودة , وأنا وهاري ذاهبان للنزهة سيرا على الأقدام وسنعود في غضون ساعة من الزمن , ولذلك فعندك الوقت الكافي للأستحمام وتبديل ثيابك , أما أنا فسأستحم قبل النوم .... وعليّ أن أخبرك قبل أن أنسى أن جولييت قالت لي وأنا صاعد الى هنا أن في وسعك الأستعانة بأدوات زينتها أذا أعوزك منها شيء".
فقالت أنطونيا:
"هذا لطف منها.... وأظن أن قميصك الصوفي لا بد أن يكون في تلك الخزانة هناك".
فوجد كال قميصه , وفيما هو يلبسه لاحظ السرير المزدوج بشيء من الأمتعاض وقال:
" كلما جئت من قبل الى قضاء الليلة هنا كنت أنام في غرفة ذات سريرين , فماذا جرى هذه المرة؟".
ورمقها بنظرة طويلة ذات مغزى وقال:
" آسف أن أكون ضللتك في هذا الأمر , ولكنني لن أطلب تغيير الغرفة , وعلى كل حال , فالغرف كلها مشغولة , لأن الضيوف هنا كثيرون هذه المرة".
فقالت أنطونيا:
" بالطبع لا يمكنك أن تطلب تغيير الغرفة. فعلينا أذن أن نتدبر أمرنا بالتي هي أحسن".
فوافقها كال على ذلك وخرج من الغرفة وأغلق الباب وراءه بهدوء تاركا أنطونيا في حيرة وأضطراب.
وحين فرغت من أرتداء ثيابها وهمت بالخروج من الغرفة رجع كال الى الغرفة وأقترح عليها أن تسبقه حتى يغيّر ثيابه , وهي تشعر بالخيبة لأنه لم يفه بكلمة تعليقا على ثوبها الجديد الذي لم تلبسه من قبل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:16 PM   #42

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وحين وصلت الى غرفة الأستقبال , حيث كانت مضيفتها مع بعض الضيوف , وجدت أن الغرفة , على فخامتها وما يزين جدرانها من لوحات فنية ويملأ أرجاءها من أثاث نفيس فاخر , كانت ذات جو أصطناعي , وأعتقدت أنطونيا أن ذلك عائد الى أن كل شيء في الغرفة جديد , حتى أن اللوحات الفنية نفسها ,وهي روائع قديمة شهيرة , أعيد وضعها في أطر جديدة , فلم يكن هنالك أية قطع فنية أثرية تذهب الى أبعد من جيل أو جيلين من الزمان , كما أنه لم يكن في الغرفة شيء ملقى هنا وهناك عفو الخاطر , كما كانت الحال في بيت فاني رانكن الذي يفوقه جاذبية وسحرا , وكل ما يستخلصه الناظر الى غرفة الأستقبال تلك في بيت جولييت مارشال أن أصحابها أثرياء , ولكنهم يفتقرون الى الثقة بذوقهم فآثروا عليه الذوق العام السائد.
وحين جلسوا الى المائدة لم تندهش أنطونيا عندما بدأوا تناول الطعام بكأس من الشراب تبعته قطعة كبيرة من اللحم المشوي مع بعض الفاصوليا المسلوقة والبطاطا المقلية , وهي من دون شك مثلجة لا طازجة , وكان يرافق ذلك صحن من الخضار الخالي من الزيت والخل والثوم وما يكسبه نكهة لذيذة وطعما شهيا.
وكانت أنطونيا تجلس بين رجلين , أحدهما كرّس أهتمامه للطعام والآخر أنشغل بالحديث مع المرأة الجالسة بعيدا بجانب الرجل الذي على يمينها , وهكذا وجدت أنطونيا أن من الصعوبة أن تتفادى النظر الى كال مرة بعد أخرى!
ففي المرة الأولى رأته يصغي الى أحدهم عبر المائدة وهو يتكىء بذراعيه عليها , فلما جاء دوره للكلام أنزل يده اليسرى وأخذ يستعين بيده اليمنى في الحديث كعادة الأسبان , ولعله أكتسب هذه العادة من أسفاره المتكررة.
وفيما هي تتأمل حركة يده اليمنى تذكرت أن هذه اليد هي التي نزعت عنها منذ ليلتين أعلى ثوبها وحلاها , ثم سمرتها في مكانها من دون أن تقوى على الحراك.
وكان كال وعدها بأنه لن يفعل مرة أخرى , ولكنه لم يعدها بأنه لن يشاركها في فراشها , وكم سيكون عسيرا عليه أن يبر بوعده هذا وهما يضطجعان جنبا الى جنب في الظلمة ؟ أنطونيا أن ذلك سيكون عسيرا حقا , وأذا طالت الحال على ما فكرت هي عليه فلا تستبعد أن يلجأ الى أحضان أمرأة أخرى تعويضا عن الحرمان , وهذا أمر لم تكن تطيقه منذ البدء , فكيف الآن بعد أن خبرته ووجدت فيه صفات محببة اليها كل الحب ,ولكن هل لها الحق أن تلومه أذا أقام علاقة مع أمرأة أخرى؟
وحانت منها ألتفاتة الى كال فوجدته ينظر اليها هو الآخر , فأبتسم لها فبادلته الأبتسامة , وكان في أبتسامته تلك مغزى لم يخف عليها.
وبعد العشاء بدأ الرقص , فدعاها كال لتراقصه , وفي هذه المرة كان يشدها الى صدره كما فعل في المرة الفائتة في بيت آل رانكن , كما أنه لم يراقصها ألا مرة واحدة تلك الليلة .
وفيما هي ترقص مع مضيفها , قال لها أنه يتعجب كيف أن كال لم يأخذها لمشاهدة ستراتغور – أون – أفون – حيث شكسبير , فتذكرت هذا البيت من مسرحية هاملت.
وبغتة خيل اليها أن وجود غرفة بسرير واحد بدل سريرين كان علامة من علامات القدر , لوضع حد للمهزلة التي كان عليه زواجهما حتى الآن.
وعند الساعة الحادية عشرة تمتمت أنطونيا في أذن جولييت :
" قضينا أسبوعا متعبا جدا , فهل لي أن آوي الى فراشي الآن باكرا؟".
" أفعلي ما يروق لك , يا عزيزتي , ويمكنك أن تتأخري في النهوض عند الصباح أيضا , ففي يوم الأحاد لا نتناول طعام الفطور , بل نسد جوعنا بقليل من القوت عند الظهر , ولكن في غرفتك , أذا لاحظت أبريق على الكهرباء وشاي وقهوة وكعك".
" فكرة ممتازة..... وسأتبعها في بيتنا!".
" ليس أتعس من نهوض لضيف باكرا في الصباح والأنتظار ساعة أو ساعتين لتناول قدح من الشاي أو القهوة ..... والآن أرجو لك نوما هانئا يا أنطونيا , أظن أن كال في غرفة البليارد , أذا كنت تريدين أن تخبريه بأنك صاعدة الى غرفة النوم".
وكان كال يلعب البليارد مع هاري ورجلين آخرين , حين دخلت أنطونيا ووقفت عند الباب أولا , ثم خطت الى الأمام وقالت لكال:
" أنا ذاهبة الى الفراش يا كال , وجولييت على علم بذلك".
فأقبل نحوها وقال لها وبريق السخرية في عينيه:
" هل تمانعين أذا كنت لا أصعد معك للنوم؟".
" كلا.... وهل يطول أنتهاؤك من هذه اللعبة؟".
" الى نحو منتصف الليل على ما أظن , ولكنني سأحاول ألا أوقظك حين أدخل الفراش , مساؤك خير يا حبيبتي!".
ورمقته بنظرة لم يفته مغزاها , ثم ودعت سائر الضيوف وصعدت السلم الى غرفتها وهي تتذكر كلمة التحبب التي يخاطبها بها أمام الناس ويكتمها عنها حين يكونان وحدهما معا , فأحست بشعور هنيء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:17 PM   #43

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي الفراش حاولت أن تقرأ , ولكنها لم تستطع التركيز لأنها أنصرفت الى التفكير في عودة كال وأضطجاعه الى جانبها في الفراش , وتساءلت عنا ستكون عليه الحال , ومر الوقت ببطء كأنه دهر , قبل أن ينتصف الليل.
ولم يكن مغزى رغبتها في الذهاب باكرا الى الفراش ليخفى على كال وهو رجل حاد الذكاء , وخصوصا في مثل هذه الأمور .
ولما سئمت المطالعة , طوت الكتاب وراحت تراقب ****ب الساعة.
ولما أنقضى منتصف الليل ولم يحضر , تساءلت أذا كان يتعمد التأخر أنتقما لما أنزلت به من مهانة وخيبة أمل منذ زواجهما الى الآن.
وأزداد فروغ صبرها , حتى أذا جاوزت الساعة منتصف الليل بنصف ساعة , بدأ مزاجها يتغيّر من رغبة في المصالحة الى الشعور بالحيرة البالغة حد الغضب.
وغلبها النعاس حينا من الزمن , ثم أستيقظت فجأة ونظرت الى ****ب الساعة , فأذا بها تشير الى الدقيقة العاشرة بعد الواحدة , فأستولى عليها الغيظ وأطفأت النور وأضطجعت بمزيج من الخيبة والأرتياح وهي حائرة في تفسير قصده من التأخر : هل هو عن جهل أم عن تجاهل؟
وحين أستيقظت للمرة الثانية لم تستطع أن تتبيّن الوقت , فقد تكون قضت في النوم عشر دقائق أو ساعات.. وتساءلت أيكون رأسه الآن على المخدة قرب مخدتها , وجسمه مضطجعا في الفراش على قيد شعرة من جسمها ؟ وتوقفت عن التنفس وأصغت بكامل قواها السمعية لربما يبدر منه ما يدل على وجوده , ولكن عبثا.
وفيما هي كذلك فتح باب الغرفة وأغلق بهدوء , ثم فتح باب الحمام وأغلق أيضا , وكان الباب محكما , فلو كانت نائمة لما سمعت صوت الماء في حوض الحمام.
وأصلحت أنطونيا من طريقة أستلقائها في الفراش , حتى أذا ما دخله وجد فيه متسعا , وكان عليها أن لا تبدي حراكا الى أن يغفو أحدهما.
وبدا لها أنه أخذ وقتا طويلا في الأستعداد للنوم , وأخيرا أنفتح باب الحمام ولكنه لم يغلق , وخيل اليها أنه ترك غرفة الحمام مضاءة والباب مفتوحا ليرى طريقه الى الفراش ويلبس بيجامته.
وكان الفراش جامدا بحيث كان يستطيع أن يدخله من دون أن يثير أية حركة تؤدي الى أيقاظها.
ثم ساد الصمت طويلا , حتى حسبت أنطونيا قبل أن يغلبها النعاس أنه صمت لن ينتهي.
وكانت الساعة بلغت التاسعة صباحا حين أفاقت , وكانت في أثناء الليل زحلت الى وسط الفراش , ولما فتحت جفنيها وجدت أنها وحيدة , ولم يكن كال في غرفة النوم ولا في الحمام , وكان الباب مشرعا , والجانب المحجوب في الغرفة ينعكس في المرآة الملصقة على الجدار.
وغطت أنطونيا وتثاءبت وهي تتساءل أين ذهب وهل كان عليها أن تنهض من الفراش في الحال وتلبس ثيابها أستعدادا لعودته , هذا أذا كان سيعود ثم أنها قد لا تراه ألا عند تناول طعام الغداء , وهذا ما رجحته , فأغمشت جفنيها وأستسلمت لغفوة خفيفة , تعويضا عما فاتها أثناء الليل , ولم تستفق ألا على أدوات مطبخية , فلما فتحت عينيها رأت كال يهييء أبريقا من القهوة الصباحية.
فتبادلا تحية الصباح , ثم قال لها:
" خرجت للنزهة , هل ترغبين في فنجان من القهوة؟".
" نعم , شكرا".
وتناولت رداءها الحريري المبطن وأرتدته فوق ثوب نومها الرقيق قبل أن تخرج من الفراش.
وحين خرجت من الحمام , قال لها:
" هل تتناولين القهوة في الفراش , أنك تخافين أن أتناولها أنا أيضا في الفراش الى جانبك؟".
وكان في الغرفة كرسيان مريحتان قرب الشباك , فتجاهلت أنطونيا ملاحظته التهكمية وجلست في أحدى الكرسيين وقالت له:
" أظن أن الجلوس هنا أهنأ وأريح الآن من الجلوس في الفراش! ".
وفيما هما يشربان القهوة ويأكلان الكعك , بادرها بالقول:
" سنغادر لندن في نحو الساعة الثالثة , أخبرت هاري وجولييت أن لدي مواعيد في روتردام غدا صباحا , وهذا صحيح , عدا أن موعدي الأول هو عند الظهر ...... وسأعود من هناك يوم الخميس, فأذا شعرت بالضجر , فلك أن تتصلي بفاني , لعلها تدعوك الى تناول الطعام معها... وكنت أحب أن أصطحبك في هذه الرحلة , ألا أنني سأكون مشغولا جدا , بحيث لا يكون لي متسع من الوقت للعناية بك , ولا أظن أنك ستجدين لذة ومتعة في التجول بمفردك في مدن غريبة!".
وفي اليوم الثاني من غيابه , جاءت لورا الى زيارتها وأصرت أن تصطحبها الى السهرة في تلك الليلة , فترددت أنطونيا في القبول , ولكن لورا وعدتها بأنها ستعرفها الى أناس يروق لها معشرهم , وقالت لها:
" يجب ألا تجعلي أخي محور عالمك , فهو لا يسر أذا لم يكن عندك أهتمامات وصداقات خاصة بك, ومن الخير لك وله أن يكون في حقيبتك أخبار تنقلينها اليه عند رجوعه , لا أن تنتظري منه دائما أن يأتيك بأخباره وما جرى له".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:18 PM   #44

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأقتنعت أنطونيا بصحة ما قالته لورا , ولكن حين علمت في الطريق أن السهرة لم تكن في لندن , وأنما في مكان يبعد عنها نحو أربعين ميلا , ساورتها الشكوك غير أنها لم تستطع التراجع لأنها كانت قطعت جانبا من المسافة برفقة لورا في سيارتها.
وكانت لورا تقود السيارة بسرعة فائقة , ولذلك لم تتمتع أنطونيا بالرحلة , مع أن الليلة كانت ليلة صيف والطبيعة في أوج جمالها , وكانت لورا ترتدي سروالا أسود , وقميصا قرمزيا من الحرير الشفاف , وأساورها الكثيرة التي تحيط بمعصمها النحيل ترن وتجلجل كلما حركت يدها اليسرى لتمسك السيكارة باليد اليمنى , وخشيت أنطونيا أن تمنعها كثرة التدخين وفضلا عن كعب حذائها العالي , من أحكام السيطرة على مقود السيارة وهي تسير بتلك السرعة الجنونية .
أما أنطونيا فكانت ترتدي فستانا من الكتان الأخضر الفاتح اللون لا يرتفع عن كاحليها ألا قليلا ولا ينخفض عند الصدر ألا كما تقتضي الحشمة , ويطوق خصرها زنار أخضر غامق اللون ينسجم مع حذائها , وهكذا بدت في غاية البساطة واللياقة والتهذيب.
وحالما وصلتا الى مكان السهرة , أدركت أنطونيا أنها لم تكن في الوسط الذي يليق بها على الأطلاق , وأن هؤلاء الناس لم يكونوا من النوع الذي يرضى لها كال بمعاشرتهم , وأذا كان أحد منهم يثير شيئا من الأهتمام , فلأنه يعمل في التلفزيون أو السينما , غير أن النساء أعدن الى ذاكرة أنطونيا تلك الفتاة الشقراء التي كانت برفقة صديق كال الأميركي الذي ألتقياه عند خروجهما من الفندق في ليلة سابقة.
وعرّفتها لورا الى أحد الرجال , ويدعى باري , وكان أصلع الرأس من الأمام , ألا أنه ترك شعره يطول حتى بلغ أعلى كتفيه , فما أن تعرفت اليه حتى ودعته ومالت عنه , وكان جميع الحاضرين يحيونها ويهتفون لها مرحبين , فهم يعرفونها معرفة حميمة.
وكانت السهرة في باحة تحيط ببركة للسباحة , وتقدم باري نحو أنطونيا وقادها الى مائدة الجلوس والشراب , ثم أخذ يحدثها بأسهاب وشغف , وكأنه لم يطمح الى مبادلته الحديث , وكان وهو يحدثها يتأمل قامتها وفمها , حتى ضاق صدرها وحارت كيف تتخلص منه , وحين أعوزتها الوسيلة قالت له:
" هل تعرف جغرافية هذا المنزل ؟ أرجوك أن تكون دليلي !".
فأندهش باري ولم يفهم ما ترمي اليه , فأفهمته بقولها أنها تريد أن تعرف مكان الحمام!
فلمس باري بساعد أحدى النساء الواقفات على مقربة منه وقال لها:
" هاي جاني , هل تعرفين جغرافية هذا المنزل ؟ أنطونيا تسأل عن الحمام!".
فأجابت جاني بأبتسامة:
" بكل سرور , تعالي معي يا طوني!".
فقالت لها أنطونيا وهما يبتعدان نحو داخل المنزل:
" أسمي أنطونيا لا طوني!".
فقالت لها جاني:
" أنا أسمي جانين ولكن باري يدعوني جاني , فهو يحب أختصار الأسماء ... هل جئت الى هنا برفقته؟".
" كلا , جئت مع لورا كارتر شقيقة زوجي... هل تعرفينها؟".
" لا أظن أنني أعرفها".
ووجدت أنطونيا أن داخل المنزل كان في غاية الفخامة , وكانت تعلم من قبل أنه يخص رودي لانكستر بطل السباق الشهير الذي شاهدته مرارا في التلفزيون , ولكنها لم تحظ بمعرفته وجها الى وجه .
وبعد أن أوصلتها جانين الى الحمام , شكرتها أنطونيا وقالت لها:
" أرجوك لا تنتظرينني .. بأمكاني العودة وحدي".
وأغلقت أنطونيا باب الحمام وأخذت تفكر ماذا تعمل لخلاص من تلك السهرة , كان المنزل بعيدا , ومن المستحيل الحصول على تاكسي تنقلها راجعة الى البيت ولم تعتقد أن لورا تحسب أن من واجبها الأهتمام بالأمر , وأذا فعلت فستغضب وتقود السيارة في طريق العودة بسرعة تزيد عن السرعة التي قادت بها السيارة في طريق المجيء , ولذلك رأت لورا أن من الخير لها أن تحتمل البقاء لساعات أخرى , ثم تطلب من لورا أن تكتفي بهذا القدر من التمتع بالسهرة , وتساءلت أذا كان في ذلك المنزل الضخم غرفة تستطيع أن تلجأ اليها لقضاء الوقت في المطالعة , فأذا فعلت , فلن يلاحظ غيابها غير لورا وباري , وهذان على ما أعتقدت لن يحاولا البحث عنها.
وأخذت تتمشى في المنزل , ولشد ما كان سرورها عظيما حين فتحت أحدى الغرف الخالية في الطبقة السفلى فوجدتها صالحة للجلوس والأستراحة , فدخلتها وأغلقت الباب وراءها بهدوء وسارت نحو رفوف الكتب , وكان عليها كدسة من أشهر المجلات الصادرة حديثا , فتناولت أحدى هذه المجلات وراحت تتصفحها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:19 PM   #45

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد مرور نحو نصف ساعة من الزمن , فوجئت بالباب ينفتح ويدخل منه رجل عرفت في الحال أنه صاحب الدعو , فخاطبها قائلا:
" مرحبا بك , من أنت؟".
وكانت أنطونيا نزعت حذاءها وتربعت على قدميها , فلما رأته حاولت النهوض , فبادرها الرجل قائلا:
" لا , لا تتحركي".
ولكنها لم تسمع له , بل نهضت وهو مقبل نحوها ولبست حذاءها وقالت له:
" أنا أنطونيا برنارد , يا سيد لانكستر , يجب أن أعتذر لك للمجيء الى هنا من دون أستئذان ولكن ألا ترى......".
فقاطعها قائلا:
" السهرة تضجرك , هذا لا يدهشني , فهي تضجرني أيضا , من جاء بك الى هنا؟".
" لورا...... لورا كارتر".
" أوه , لورا؟".
قال ذلك وهو يبدي علامات التعجب , كان بخلاف كال متوسط القامة , ممشوق القوام , في العشرينات من عمرع , بحيث ظهرت ثيابه الحديث الزي أكثر لياقة عليه مما على الرجل الآخر باري .
وقال لها:
"أذن أنت صديقة للورا , ما كان هذا يخطر ببالي لو لم تخبريني , فلا يبدو لي أن هنالك ما يجمع بينكما".
" أخوها يجمع بيننا".
" هل هو صديقك؟".
" كلا , زوجي".
فرفع السيد لانكستر حاجبيه , وكانا سوداوان كشعر رأسه , مما جعله يبدو كأنه من الأسبان , وقال لها:
" ماذا يشغله عنك , كي تذهبي برفقة لورا الى حضور الحفلات الساهرة؟".
" هو مسافر الى خارج البلاد الآن , وهذه أول سهرة أحضرها برفقة لورا وستكون الأخيرة..... لا أقصد أهانة أحد , ولكن مثل هذه السهرات لا تروق لي".
" ولا تروق لي أنا أيضا , وأنني أتساءل أحيانا من أين يأتي هذا الصنف من الناس , ولماذا أتحملهم ؟ هل تناولت طعام العشاء؟".
" كلا , لست جائعة , شكرا".
" هذا لا يجوز , يجب أن تسندي جوعك بشيء من الطعام".
ونهض ليدعو الخادم, ثم قال:
" أين تسكنين في لندن؟".
" نعم".
" دعينا نأكل بعض الطعام , ثم أوصلك بسيارتي الى بيتك – أو ألى أي مكان تشائين".
" وماذا عن سائر ضيوفك؟".
" هم هنا للأكل والشرب , لا للتمتع بصحتي , ولذلك فهم لا ينتقدونني على الأطلاق!".
وهنا دخل الغرفة رجل قصير القامة , فأمره رودي بأن يأتي اليه بزجاجة من الشراب , فأحنى الرجل رأسه وغادر الغرفة.
وقال لها رودي:
" لو كنت زوجتي لأصطحبتك دائما في سفري .. فأنت من الجمال بحيث يجب ألا تتركي وحدك حتى لبضعة أيام".
" هل أنت متزوج , يا سيد لانكستر؟".
" ناديني رودي , أرجوك .... كلا , لست متزوجا ولن أتزوج ألا حين أتقاعد عن العمل وهذا يأخذ وقتا طويلا .... نساء الكثيرين من سائقي السباق يهلكن من شدة التوتر والقلق ... وأنا الآن على علاقات مؤقتة مع النساء .. وأنت , هل تحبين زوجك؟".
فلما ترددت في الجواب قال لها:
" كلا , وألا لما كنت هنا , قد لا تكونين في طلب مغامرة كمعظم هؤلاء النساء , ولكنك ولا شك تطلبين شيئا ما , فهل بأمكاني توفيره لك؟".
فقفزت أنطونيا واقفة على قدميها قائلة:
" أنت مخطىء يا سيد لانكستر , أنا لا أطلب شيئا من هذا , جئت الى هنا لأن لورا أقنعتني أن هذه السهرة هي من النوع الذي يصح لأمرأة متزوجة أن تحضرها من دون زوجها .. ولم يمض بعد على زواجي سوى شهرين , والنساء عادة لا يتعبن من أزواجهن بمثل هذه السرعة , حتى في العالم الذي نعيش فيه!".
" هذا يتوقف على ما للزوج من العمر..... فأنا أعرف زيجات ضجرت منها الزوجة حتى قبل حفلة عرسها وتمنت أن تصبح أرملة ثرية.......".
ربما , ولكن زواجي غير ذلك , فزوجي ليس متقدما في السن".
وهنا دخل الخادم وهو يقود عجلة عليها مختلف أنواع الطعام والشراب , فأدركت أنطونيا أنها كانت جائعة من دون أن تحس , وبعدما خرج الخادم قال رودي:
" لا تظني بي سوءا , قفلت الباب حتى لا يزعجنا أحد يبحث عن خلوة مع رفيقته , مع أن الوقت لا يزال مبكرا".
قال ذلك ووضع في الصحن شريحة من اللحك المشوي وبضعة أنواع من سلطة الخضار , ثم أخذ فوطة وفرشها على ركبتي أنطونيا قبل أن يناولها الصحن.
وكان في هذه الأثناء علم منها أنها نشأت في أسبانيا , فقال لها:
" أعرف القارة الأوروبية جيدا , ولكنني لم أزر من أسبانيا سوى برشلونة وينيدروم".
" بنيدروم لا تمثل أسبانيا... كانت مدينة جميلة قبل أن تبنى فيها تلك الفنادق الكثيرة فتشوهها وتفسد روعتها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:21 PM   #46

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" كلامك كلام من أعتاد على السكن في الأماكن الممتعة , فلو كنت نشأت في مدينة صناعية بأنكلترا أو ألمانيا , لوجدت أن قضاء أسبوعين تحت شمس بنيدروم أشبه ما يكون بالجنة!".
" لعلك مصيب في ذلك.... من أية مدينة أنت يا سيد لانكستر؟".
" أذا توقفت عن مناداتي بسيد فأنني أسرد عليك سيرة حياتي!".
وقال لها:
" سأرافقك الآن الى لندن... لا تقلقي من أجل لورا فهي بالغة الرشد وتعي ما تفعل".
وكانت العودة الى لندن هادئة رائعة كما وعدها رودي , فهو أحتفظ بأعتداله في السرعة وبسيطرته على السيارة , ولم يتحدثا طويلا وهما في الطريق , ولكن حين أجتازا أحد المراقص قال لها:
" الليل في أوله , فما رأيك أن نقضي هنا ساعة للرقص؟".
فأعتذرت بشدة وقالت:
" أنا متأكدة أن زوجي لا يوافق على ذلك".
" لا أظن أنه يوافق...... ولكن ألا توافقين أنت؟".
فتردت أنطونيا قليلا ثم أجابت:
" لو ألتقيتك قبل أن أتزوج , لسرني أن أراقصك , يا رودي , أما الآن فأنا أخص كال".
" هل ستخبرينه أنني عدت بك الى البيت؟".
" نعم , ولم لا ؟ وسيكون لك من الشاكرين".
وحين وصلا الى البيت , أطفأ المحرك , ثم نزل وسار الى الباب وفتحه لها قائلا:
" سأوصلك الى الداخل".
فسألته قائلة :
" كم الساعة الآن؟".
فأجاب:
" بعد منتصف الليل بقليل!".
وأخرجت مفتاح البيت من حقيبة يدها , فتناوله منها وأداره في القفل , ثم توقف وأنتزع منها عناقا , قبل أن تعي ماذا يفعل.
وهنا أنفتح الباب وظهر كال بنفسه , فتراجعت أنطونيا من شدة الدهشة وصاحت:
" كال , هل عدت؟".
فسألها قائلا بعنف:
" أين كنت في مثل هذا الوقت , أخبريني!".
" كنت في سهرة.. .... هذا رودي لانكستر!".
وللحظة خيل اليها أن زوجها سينهال عليها بضربة قاسية , وهذا ما خيل لرودي أيضا وهو يتراجع مودعا.
فبادره كال قائلا بلهجة قاسية:
" قف! أريد أن أكلمك , يا لانكستر.... أياك أن تدعني أشاهدك برفقة زوجتي مرة ثانية , وألا ندمت كل الندم!".
فأحتجت أنطونيا على كلامه وقالت:
" كان لطيفا كل اللطف معي.. أنقذني من ورطة وقعت فيها ولا يحق لك أن تهدده هكذا!".
فأجابها كال بعصبية:
" ليكن معلوما لديك أنني أهدد أي أنسان يجرؤ على لمسك , أنت زوجتي , أم أنك نسيت هذه الحقيقة؟".
وهنا تدخل رودي قائلا:
" أنت مخطىء يا سيد برنارد , زوجتك أخبرتني منذ البدء أنها لا تهتم بأحد سواك , فلو لم تفتح الباب أنت بنفسك وتراني أودعها لأنهالت هي عليّ باللوم على تصرفي.... لك ملء الحق أن تغضب على هذا الغضب , ولكن أرجوك أن لا تلومها على أمر لم تستطع أن تمنع حدوثه ... وعليك قبل كل شيء أن تسألها عن سبب تغيّبها قبل أن تسارع الى الأستنتاج الخاطىء".
وسار رودي عائدا الى حيث توقفت سيارته , وبعد أن تأملته أنطونيا قليلا , أسرعت الى الداخل وهمت أن تدخل الى غرفة النوم , ولكن كال أقبل عليها وأمسكها قائلا:
" أنقذ لانكستر نفسه بخبث ودهاء..... وأنا أريد منك أنت تفسيرا أكثر أقناعا من تفسيره ,أين كنت الليلة , ولماذا لم تتركي لي رقم التلفون لأتصل بك حين عودتي؟".
وكان كال يسد على زندها بقوة وهي تقول:
"لم يخطر لي بأنك قد تريد مخابرتي بالتلفون ....دعتني أختك الى مرافقتها , ولكنني أصبت هناك بصداع , فتلطف رودي وأوصلني الى البيت.....".
" بالطبع , ولم تبخلي عليه بالمكافأة ! ولو لم أظهر في الباب , لكنت على الأرجح دعوته الى الدخول...".
" أنت تعلم جيدا أنني لا أفعل ذلك".
" وكيف لي أن أعلم؟".
وشدّها اليه فجأة وأحتضنها بين ذراعيه القويتين , كأنه قصد أن يجعلها تشعر بتفوقه عليها , وكم هي عاجزة عن مقازمته أذا أراد أن يقسو عليها.
" كما كان بوسعك أن تعانقيه عناق الوداع هذه الليلة , فكذلك بوسعك أن تعانقيني أنا أيضا".
وكانت هذه هي المرة الثانية التي يعانقها فيها , بعد تلك التي فقد فيها السيطرة على نفسه , ولو لم تكن بعد متأثرة من تصرفه نحوها , لطوّقته بذراعيها , وأستسلمت اليه , وأفلتها كال قائلا لها:
" سنتابع هذا الحديث غدا صباحا..".
قال ذلك وتوارى في الممر الخارجي.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:22 PM   #47

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكان كال هو الذي حمل اليها طعام الفطور في الصباح وبادرها قائلا:
" أين أخذتك لورا في اليلة الماضية؟".
" الى سهرة ظننتها في لندن , فأذا بها في بيت رودي بالريف! ".
" أريد أن أعتذر لك عن سوء الفهم الذي وقعت فيه الليلة الماضية , حين رجعت الى البيت متوقعا أن أراك هنا , قال لي ماركوس أنك ذهبت مع لورا الى مكان ما , فأستولت علي الهواجس , لأن الوسط الذي تعاشره لورا يضم رجالا لا يمكنك أن تدفعي أذاهم عنك أذا فقدوا السيطرة على أنفسهم".
ووقف عند طرف السرير يتأملها , وكان قميص نومها من الكتان المعرق الذي لا شفافية له , ثم قال لها:
" أذكر أنني نبّهتك أن لورا ليست من طينتك , ولم أعتقد , آنذاك , أنك قد تذهبين الى حد التعامل معها , وألا لكنت حذرتك وأخبرتك بالتفصيل عن معاشرتها لقوم لا خير فيهم , وأذا كان رودي لانكستر أعقل قليلا من بعضهم , فهو لا يتورع عن تقبيل زوجة رجل آخر...".
ورأت أنطونيا بريق الغضب في عينيه الرماديتين فقالت:
" أخبرني أن لورا تتصرف خطأ , فهل بأمكاننا أن نفعل شيئا من أجلها؟".
فأجابها قائلا:
" منذ أن كانت في السادسة عشر من العمر وأنا أنقذها من المشاكل التي تسببها لنفسها , فأذا لم تتعلم بعد من تجاربها , فلن تتعلم من مواعظي وأرشاداتي ولا من تنبيهاتك أنت ونصائحك , فبعض الناس وجدوا لأيقاع الضرر بحياتهم , ولورا واحدة منهم , هذا مؤسف , ولكن لا سبيل الى أصلاحه".
قال ذلك وأضاف:
" هل حقا أصابك صداع ليلة أمس؟ أم نك وجدت نفسك في وضع لا يمكنك أن تتحمليه؟".
فأجابت :
" لم تكن السهرة من النوع الذي توقعت أن يكون".
" لا جدوى من الشفقة على لورا , فهي لم تكن لتهب الى غيرتك لو أصابك مكروه , وأغلب الظن أن هدفها من أصطحابك الى السهرة هو أن تسبب لي الأنزعاج , وعلى كل حال , فأياك أن ترافقيها من الآن فصاعدا أثناء غيابي , من دون أن تتركي لي عنوان المكان التي توجدين فيه".
" سأفعل ذلك.... أنا آسفة لأنني جعلتك تقلق عليّ!".
ونظر كال الى ساعة يده وقال:
" يجب أن أذهب الآن , وسأراك الليلة!".
وفي اليوم التالي , تلفنت لورا , وحين سمعت صوت أنطونيا بادرتها بالقول :
" يا لك من أمرأة ماهرة ! أيمثل تلك السرعة أستطعت أن تفوزي برودي لنفسك ؟ وماذا سيقول أخي أذا أكتشف الأمر ؟ ولكن لا تخافي , فهو لن يسمع الخبر مني!".
فقالت لها أنطونيا:
" أخوك يعرف ما جرى , عاد من رحلته بأسرع مما توقع , وكان في البيت حين أوصلني رودي".
" يا ألهي! هل ثار غضبه؟".
" أنزعج لأنني لم أترك عنوان المكان الذي ذهبت اليه".
" أنزعج فقط ؟ أنا أعرف الناس بأخي , فهو لا ينزعج فقط أذا علم بأن أحدا أوصلك الى البيت في أواخر الليل , بل يجن جنونه.... أين أخذك رودي تلك الليلة ؟".
" لم نذهب الى أي مكان , جئنا رأسا الى البيت , هل تلقيت رسالتي اليك بأنني غادرت السهرة؟".
" نعم ولكنني لم أحملها على محمل الجد , وأنما أستنتجت منها أنك ذهبت معه الى مكان ما لقضاء الليلة في المدينة.......وكم شق ذلك على كاترين !".
" ومن هي ماترين هذه؟".
" رفيقة رودي...... أو رفيقته السابقى .... هل تعرفت عليها؟ فهي شقراء , وكانت ترتدي ثوبا أخضر اللون....".
" كلا , لم أتعرف عليها , ولا مبرر لأنشغال بالها , السيد لانكستر أظهر أنه مضيف يهتم بضيوفه عندما تطوع لمرافقتي الى البيت لصداع أصابني....".
" هل شعرت حقا بصداع؟ يؤسفني أن أسمع ذلك , أيكون أنك حامل منذ الآن؟ هذا غير ممكن!".
" لست حاملا , وأنما أصابني صداع لا أكثر ولا أقل , أعذريني أذ تركتك ترجعين الى البيت وحدك".
" لم أرجع الى البيت , بل قضيت الليل هناك مع آخرين , ثم تناولنا طعام الفطور.... فأنا حين أسهر خارج البين أستغل المناسبة الى أقصى حد".
وأغلقت لورا خط التلفون تاركة أنطونيا تفكر في الطبيعة البشرية المريضة التي حملت لورا على الظن أن زوجة أخيها , بعد أسابيع قليلة من زواجها , قد تخون زوجها حالما يدير ظهره , وتساءلت أذا كان تصرف لورا عائدا الى أنها تعرف أن أخاها خونها مع أمرأة أخرى , ولذلك يصبح من حقها أن تكون لها الحرية نفسها!
وبعد عشرة أيام عزم كال على السفر مرة أخرى , فقالت له أنطونيا:
" هل لي بمرافقتك هذه المرة؟".
" لو كنت سأنزل في فندق لتمنيت أن ترافقيني , ولكنني في أول ليلتين سأنزل عند أحد الأصدقاء ,ولذلك لا أريد أن يتكرر ما جرى لنا في بيت مارشال , فقد لا أستطيع السيطرة على نفسي كما فعلت آنذاك , فمشاركتك الغرفة الواحدة يهون بالنسبة الى مشاركتك الفراش الواحد!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:23 PM   #48

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي الليلة الثانية بعد سفره , تناولت أنطونيا طعام العشاء في بيت رانكن ,كان طوم غائبا عن البيت , وبعد العشاء تفرق الأولاد تاركين والدتهم وضيفتها في غرفة الجلوس , وقالت فاني أنطونيا:
" هل تسمحين لي أن أشتغل بتطريز هذه القطعة من القماش ونحن نتحدث؟ هل أنت من هواة التطريز يا أنطونيا؟".
" كلا , ولكنني أحب أن أكون , وكم أعجبت بالمخدات الجميلة التي صنعتها والتي رأيتها للمرة الأولى في زيارتنا السابقة , فهل تظنين أن بأمكاني أن أصنع مثلها؟".
" ولماذا لا , وبسهولة , خصوص أذا وضعت قطعة القماش ضمن أطار , غير أنني لا أستعمل الأطار خصوصا عندما أكون في السيارة أو في زيارة لأحدى الصديقات , وكثيرا ما أطرز وأنا في المطار أنتظر أقلاع الطائرة.. هل تريدين أن تجربي ؟ سأعطيك بكل سرور قطعة قماش وأبرة وكل ما يلزمك في التطريز..".
وصعدت مع أنطونيا الى غرفة الخياطة وأرتها ما كانت تصنعه لأولادها من ملابس مطرزة أو مشغولة بخيطان الصوف , وقالت لها:
" كان عليّ أن أخيط ثيابا لي في مطلع زواجنا , لأننا لم نكن نملك المال الكافي...... أما الآن فأقوم بذلك لمجرد المتعة ....... ثم أنني لا أحب الثياب الجاهزة لأن معظمها في هذه الأيام مصنوع من مادة أصطناعية لا طبيعية".
وقبل أن ترجع أنطونيا الى البيت في تلك الليلة كانت قد طرزت جانبا من قطعة قماش كغطاء لمخدة , فوجدت العمل ممتعا جدا , حتى أنها حين دخلت فراشها قضت ساعة على الأقل في التطريز , ثم أستأنفته في صباح اليوم التالي.
وبعد ذلك بقيت وحدها في البيت , أذ أن الخادمين ماركوس وزوجته ذهبا لقضاء بقية النهار خارج البيت , وعندما أقترب المساء , رن جرس الباب , وأندهشت أنطونيا حين فتحت الباب ووجدت فاني على العتبة فصاحت:
" فاني! أهر وسهلا بك , أدخلي , ماذا جاء بك الى هنا؟ أنشغلت بالعمل في تطريز المخدة طيلة النهار..".
قالت ذلك وقادت فاني الى غرفة الجلوس, غير أنها سرعان ما لاحظت أن فاني لم تكن هادئة البال كما كانت في اليلة الماضية , فقالت لها متسائلة:
" هل هنالك ما يشغل بالك ؟ الأولاد.......".
فقاطعتها فاني قائلة:
" كلا , كلا , الأولاد بخير , ولكنني أحمل اليك خبرا غير سار يا عزيزتي , طائرة كال خطفت وهي في الفضاء!".
" خطفت ؟ كيف عرفت؟".
" الخبر لم يذع بعد , بل أرسل بالتلكس الى مكتب كال , في لندن , ومن هناك نقل الينا بالتلفون , وكان كال ترك تعليمات بأن أي مكروه قد يصيبه بجب أن نتلقى خبره , أنا وطوم , أولا لكي يكون أحدنا معك حين ننقله اليك".
وطوقتها فاني بذراعيها كما لو كانت أبنتها وقالت:
" سأبقى بلقرب منك الى أن نسمع بأن كل شيء أنتهى الى نتيجة حسنة وأن كال في طريقه الى هنا , لا تخافي , كل شيء سيكون على ما يرام... أنا متأكدة من ذلك.. كال له تسع أرواح!".
وأنشدّت أنطونيا الى فاني قليلا , ثم سيطرت على نفسها وسألت فاني قائلة:
" من خطف الطائرة , هل تعرفين؟".
" كلا , لا أحد يعرف التفاصيل بعد ...... هل ترغبين في كوب من الشراب؟".
وسارت فاني الى المطبخ , ثم أضافت قائلة:
ط لنفتح التلفزيون الآن , لأن بين ركاب الطائرة , على ما يبدو , بعض الأشخاص البارزين , مما يجعل القائمين عليه يوردون أخبار خطف الطائرة تباعا حال ورودها".
" حسبت أن المراقبة أصبحت شديدة في المطارات هذه الأيام, للحد من محاولات الخطف.......".
فأجابت فاني وهي تعود حاملة كوبي الشراب:
" وأنا كذلك كفانا أرهاب لا جدوى منه سوى أقلاق راحة المئات , بل الألوف من الناس الأمنين!".
" نعم , خطف الطائرات مثل القرصنة في الأيام الماضية , وأذا كان قضي على القرصنة فلأن القرصان كان يعدم حالما يقبض عليه! هكذا سمعت كال يقول مرة".
" أوافقه على هذا الكلام , مع أنني ضد الحكم بالأعدام على وجه الهموم , فالذين يقتلون الآخرون من دون مبرر ولا تمييز يجب أن يعاملوا كالكلاب المسعورة".
" أخشى أن يفقد كال صوابه أذا مسّ شعوره أحد الخاطفين..".
" نعم , كال شديد الغضب , ولكنه على ما أعرف يتحلى بالقدرة على ضبط النفس , فلا أظنه يتصرف بحمق يا عزيزتي , فهو رجل يشعر بالمسؤولية أتجاه الآخرين على الأقل , فلا يعرضهم للخطر بتصرفاته ...والآن أخبريني كيف تعرفت عليه؟".
" جاء الى شراء منزل والدي الريفي".
" هل كان حبك له حبا من أول نظرة؟".
ولما ترددت أنطونيا في الجواب أستدركت فاني قائلة:
" هذا سؤال تافه , أذ كيف لأحد أن يقع في حب غريب؟ فالحب الحقيقي يأخذ وقتا طويلا على ما أظن!".
وكان على فاني وأنطونيا أن تنتظرا أذاعة نشرة الأخبار المسائية الأولى فكان كل ما عرفتاه هو أن الطائرة لا تزال محلقة في الفضاءلأن مطارين حتى الآن رفضا السماح لها بالهبوط , ولم يكشف النقاب بعد عن هوية الخاطفين على نحو مؤكد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:23 PM   #49

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهنا دخل طوم وأعلن أن على أنطونيا أن تقضي تلك الليلة مع فاني ومعه في بيتهما , فقالت أنطونيا:
" هذا لطف منك يا طوم , ولكنني أفضل أن أبقى هنا , فالطائرة لا بد أن تهبط قريبا لحاجتها الى الوقود , وأذا تغلب الخاطفون فأول ما سيفعله كال هو الأتصال بي , ثم أن روشيو لا بد أن تقلق كثيرا على كال حين تعلم بالخبر , فتحتاج حينئذ اليّ للتخفيف عنها وفوق هذا كله , فمن الخير ألا نزعج الأولاد بحادث كهذا , ولكن ليت فاني تبقى معي هذه الليلة يا طوم!".
فأجابها طوم:
" بكل تأكيد يا عزيزتي , أهنئك على شجاعتك في مواجهة هذا الحادث المؤسف!".
فقالت وهي تكاد تختنق بالدموع :
" أنا نصف أنكليزية كما تعلم , ودمي كما يقال بارد".
ودعت طوم الى مشاركتهما في تناول طعام العشاء , فقبل الدعوة , وبعد أن سمعوا نشرة الأخبار المسائية الثانية التي لم تحتو على معلومات أضافية عن مصير الطائرة , ودّعهما طوم عائدا الى بيته.
ورجع ماركوس وزوجته روشيو الى البيت في ساعة متأخرة من الليل وكانا قد سمعا بخبر خطف الطائرة ولكنهما لم يعلما بأن كال في جملة المخطوفين , ولما علمت روشيو بالأمر عمدت , كما توقعت أنطونيا , الى البكاء والنحيب , مما حمل فاني على تأنيبها , ذلك أن أظهار عواطف الحزن , على هذا النحو , ليس من تقليد الأنكليز , حتى أن أنطونيا وهي نصف أنكليزية , تعلمت منذ الصغر أن تواجه المصائب بشجاعة وضبط نفس , فما كان منها ألا أن كلمت روشيو بالأسبانية لتخفف عنها وتهون عليها , ثم أشارت عليها أن تأوي الى فراشها , ففي الصباح لا بد أن يطلق سراح المخطوفين وينتهي الأمر.
وبقيت أنطونيا وفاني جالستين الى أن أغلقت محطة التلفزيون , وكانتا , طوال هذه المدة تطرزان وتتجاذبان أطراف الأحاديث , مما ساعدهما على الصبر والسلوان.
وكانت فاني مهتمة بمعرفة الفرق بين الحياة في أسبانيا والحياة في أنكلترا , فهي لم تكن تعرف أسبانيا ألا من خلال رحلتين سياحيتين قامت بهما الى تلك البلاد.
كانت أنطونيا تجيب على أسئلتها من دون أن تغيب من مخيلتها صورة كال وهو جالس في طائرة تسيطر عليها عصابة من الأرهابيين الأشرار , وشرد بها الخيال الى رؤية الطائرة وقد هبطت هبوطا أضطراريا في مكان ما , فأذا ببعض المخطوفين قضوا نحبهم والبعض الآخر في حالة يرثى لها , ومن بين هؤلاء كال نفسه , وهنا تأوهت آهة صادرة من أعماق قلبها , مما أسترعى أنتباه فاني فقالت لها:
" ما بالك يا عزيزتي؟".
" لا شيء على الأطلاق , كنت غارقة في التفكير..".
فأشارت عليها فاني بأن تتناول دواء يعينها على النوم , فأجابتها ألا دواء عندها من هذا النوع , وهي لم تقتنيه في حياتها.
" وأنا لا أقتنيه أيضا , ولكنني أعتقد أنه مفيد في مثل هذا الظرف... هل تتعرفين من هو طبيب كال الخاص ؟ فمع أن الوقت ليل فلا بأس أن تستشيريه في الأمر..".
" لا أظن أن لكال طبيبا خاصا , هذا شيء لم نأت على ذكره حتى الآن".
ودهشت فاني لكلامها , أذ كيف يعقل ألا يكون لأمرأة في مطلع زواجها طبيب خاص , فسواء عزمت على الحبل في الحال أم أرجائه الى حين , فلا بد من الخضوع الى رعاية طبيب أخصائي , على أن فاني أكتفت بالقول لها:
" يحسن بك أن تبحثي هذا الأمر مع كال عند رجوعه , فمن الضرورة أن يكون لكما طبيب خاص في مطلق الأحوال , والآن , فأذا لم يكن لديك حبوب منومة , فبأمكانك أستدراج النعاس الى أجفانك بتناول كوب من الحليب الساخن...".
ولكن بالرغم من كوب الحليب الساخن والأعياء الذي كانت تشعر به , فأنها أحتفظت بوعيها التام وهي مستلقية في فراشها الزوجي العريض الذي لم يشاركها فيه زوجها بعد.
وكان أشد ما جال في خاطرها أيلاما أن يموت كال , كأن لم يكفها موت حبيبها الأول باكو , وهنا أدركت الى أي حد ستكون نكبتها الجديدة أذا وقعت لا سمح الله , قاسية لا تطاق , ومن خلال هذا الأدراك تبيّن لها مقدار تقدمها في التعلق بحب كال , حتى أنها لم تفكر في باكو لعدة أسابيع خلت , وأذا أستمر التقدم الذي تحقق في غضون شهرين من بدء زواجهما , فلم يكن بمستغرب أن تبلغ الهدف في وقت قريب , وهنا تساءلت هل يختفي كال بزواجهما مرة ثانية كما وعد؟ وهل يا ترى سيعود ؟ ومتى؟ أم أنها الآن أصبحت أرملة من دون أن تدري؟ أرملة لم تتزوج في الواقع بعد؟
ورزحت أنطونيا تحت عبء هذه الأفكار السوداء , فوضعت وجهها على المخدة وأخذت تشهق بالبكاء الى أن غلبها النعاس , فأستسلمت اليه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-11, 04:24 PM   #50

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأستيقظت أنطونيا على رنين جرس التلفون الخافت قرب سريرها , فتناولت السماعة وهي نصف نائمة وصاحت:
" هلو!".
" أنطونيا؟ أنا كال , أنا بخير , كلنا بخير!".
فأنفتحت عيناها واسعتين عند سماعها صوت كال , وهبت جالسة في فراشها وهي تصيح:
" أين أنت؟".
وكان صوت كال عاليا كأنه يتكلم من مكان قريب , في حين أنه كان على بعد مئات الأميال , وقال لها:
" ستسمعين التفاصيل في نشرة أخبار التلفزيون هذا النهار , ولذلك فلا لزوم لسردها عليك الآن , خصوصا وأنني متعب بسبب ما عانيت في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة , على أنني سأوصل القيام برحلتي كما بدأتها , وسأعود الى لندن يوم الجمعة , هل أنت بخير؟".
" نعم , نعم .... بخير , فاني هنا معي في البيت منذ سمعت بخبر الطائرة , أو يا كال , كم أنا مسرورة لسلامتك!".
" وأنا كذلك , مرت علي لحظات ظننت فيها أنني سأفقد رأسي , ولكنه بقي في مكانه , يجب أن أودعك الآن الى يوم الجمعة......".
وقبل أن تجيب أغلق الخط , وفيما هي تضع السماعة في مكانها , طرق البب ودخات فاني وهي تقول:
" سمعت رنين جرس التلفون , ولكنني أنتظرت الى أن أعدت السماعة الى مكانها, فهل كال بخير؟".
" نعم , نعم , يا له من خبر سار لم يكن لديه مجال للدخول في التفاصيل , ولكنه سيعود يوم الجمعة .... آه , كم أنا مشتاقة الى رؤيته.... ليته يحضر قبل ذلك اليوم".
فقالت فاني:
" كم أنا مسرورة لأجلك يا عزيزتي , دعيني أضمك اليّ مهنّئة , ولا تنسي أن كال أقرب أصدقاء طوم اليه , وأولادنا يحبونه كثيرا.. لو كان أصابه مكروه.....".
ولم تستطع فاني أن تكمل عبارتها , فقالت أنطونيا:
" لو أصابه مكروه لما أستطعت أن أتحمل , لأثرت الموت , أوه يا فاني , أنني أحبه..... أحبه كثيرا!".




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.