آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-05-14, 03:23 PM
| #125 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب  
|  اليوم يا حبيباتي راح نكمل الرواية الشكر للعضوة Mera Saad التى ساهمت بكتابة نصف الفصل السابع | ||||||||||
|  |
|
06-05-14, 03:32 PM
| #126 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الشكر لماسة الرومانسية روح الغاليين على كتابة باقي الفصل السابع اترككم مع باقي الفصل السابع لم تعلق إلفي علي ذلك بشيء بل تلهت بالنظر الي الريف الايطالي حيث كانت عربتهما تسير علي مهل . و بعد برهة سالت بلطف : _ إلي أين نحن ذاهبان ؟ _ إلي الشاطئ علي بعد بضعة أميال حيث يوجد مطعم قديم قائم علي جانب التل و سننزل بعد ذلك إلي الشاطئ ...... _الا يتوجب عليك ان تعود إلي العمل ؟ _لدي كل الوقت بعد ان أخذت إجازة نصف نهار . _أرجو يا رأف انك لا تظن بان لي .... رغبة في علاقة معك .... _هل تعتقدين باني أقيم علاقات مع كل فتاة اصطحبها لتناول الغداء معي ؟ تناول يدها ورفعها برفق, ثم أردف قائلا : _هل تخشين من ان يصفعني زوجك لأني دعوت زوجته الشابة إلي الغداء ؟ _يجب ان يكون هذا اليوم ..... طاهرا بيننا ز أني أحبه يا راف . _عدد النساء اللواتي يحببن أزواجهن كبير . _لا تتكلم بسخرية كأنك تمضي أوقات فراغك في أغراء الزوجات . سأطلب من السائق ان يعود بي . _دفعت له أجرا كاملا . وقد تجدين الحوذيين الايطاليين عنيدين . _و النساء الانكليزيات لسن اقل عنادا . _عنيدات و ساحرات تحميهن طيبة قلبهن . صدقيني. لي وجه مزيف , ولكني اقل خبثا مما يبدو علي . اقتنعت بكلامه وضحكت . ثم أضاف قائلا: _حسنا , استرخي و استمتعي بيومك , انظري إلي صفاء السماء و انظري إلي تلك الظبية تركض مبتهجة بهذا الصيف . وانطلق يغني بالايطالية وهما ما زالا علي الطريق البري . مرا بقرية لبيوتها طابع شرقي و لون ابيض عبرا شوارعها الضيقة حتى وصلا ساحة السوق . ومن القرية عبرا مزارع زيتون أشجارها قديمة و معوجة و رهيبة المنظر ترمز إلي عناد أهل الريف الذين يكدون ليل نهار لاستخلاص لقمة العيش من أرضهم . تنشقت إلفي روائح البر الايطالي الذي يختلف كثيرا عن مروج بلدها الوافرة الاخضرار . الشمس هنا أكثر دفئا و أريج الأرض أكثر طبيعة و أشبه بصقور صغيرة تنقض علي الفاكهة الناضجة . قال راف هامسا : _ما أجمل هذا المنظر ! _نعم . وجماله فطري . _انكلترا ليست فطرية علي ما اعتقد . _كلا . أنها قديمة و حلوه و هادئة خارج المدن . هنا في ايطاليا تظل الحواس متنبهة . _آه و هذا اعتراف مهم . _لا تسيء تفسير كلامي يا راف , لم اعن باني أريد ان أبقى ...... رومانطيقية كل الوقت . ما عنيته هو الشكر و الامتنان لوجودي حيه و مدركة لكياني . هنا يتعلق الإنسان بالحياة كمن يتشبث بفاكهة طيبة . _تفاحة ؟ _ربما .... ضحكت لهذا الحوار وشعرت بتراخ في أعصابها بعد التوتر الذي استولى عليها منذ ان بدا يلاحقها يوم أمس . صدقت الحكمة القائلة : " أغلق بابك وأحفظ سرك ". لو أغلق روداري باب مكتبه لما سمعت حديثه مع المرأة الأخرى .... ولكن يجب ان تتوقف عن التفكير في هذا الأمر الذي يوخزها كلما فطنت به . يجب ان تنسى و تتمتع بهذه النزهة التي تسطع فيها الشمس في كل مكان كانت تبتهج بوجودها على شاطئ البحر و هي صغيرة في انكلترا , وفي ايطاليا لا يفكر الإنسان بالغد قبل ا ن يأتي الغد إليه . _هذا أفضل. فلن تعود شفتاك تتشنجان كلما ابتسمت و أنت متوترة . _لم اعتد علي التخفي و التهرب يا راف . كنت ممرضة محبه لعملي . _هل ذكرت الحب ؟ _كلا. انك سمعت ما قلت تماما . _بهذا تعنين انك ستبقين زوجة محبه و أليس كذلك ؟ _طبعا . _لاحظت انه سخي جدا معك . لمس راف يدها ثانية ودس أصبعه تحت قفازها حيث اسوارتها التي لم تستطع خلعها البارحة . وتذكرت قول روداري وهما يتناولان طعام الفطور بان الاسوارة أبدية ولن تفك بعد شبكها حول المعصم , وأكد لها بأنها لا تفقد بريقها و يظل منظرها جميلا. _ولكن .... شعرت بان الاسوارة ترمز إلي سلسلة الرقيق . _لكن ماذا يا عزيزتي ؟ ونهض وتركها بعد الفطور متوجها إلي الاستوديوهات تصورته الآن واقفا في بهو المنزل و أحست بقبلته علي يدها و بدفء لمسته ويضغطه علي قلب الاسوارة علي جلد معصمها . في هذه الأثناء أزاح راف طرف القفاز ليتأمل في الاسوارة . _لكن .... كيف تفكينها ؟ -لا تفكك . _انه لرومانطيقي حقا ان تحملي قلب زوجك علي معصمك و ان تشعري كيف يحرقك في نور الشمس الايطالية . هذه هدية من تقاليد عصر النهضة , ولكن يبدو روداري كما بدا دانتي أو ..... مكيافلي . _كفى يا راف ! انتزعت يدها منه و قالت : _إذا أردت ان نبقى صديقين فاني أنبهك باني لن أتحمل سماع تلميحات عن زوجي . _هل فيه كل الصفات المتوجبة في الزوج ؟ لا تغضبي . أعدك باني سأقول ما أريد قوله هذه المرة فقط و هو ان الرجل الذي تحبه المرأة يجب ان يكون صديقا و سيدا ..... عطوفا و سوطا . و الآن قولي لي باني علي خطا وان المرأة لا تريد هذه الصفات . _طبعا . _ابتسمت مرغمة ولكن صورة كاميلا راسخة في ذهنها ولا تستطيع محوها ..... كاميلا المرأة التي اختبرت فرح حب روداري لها حبا عنيفا و بهيجا في ان معا. ثم أضافت قائلة : _كل امرأة تحلم بحب رائع متعدد الوجوه و استطيع القول بان الرجال لا يختلفون في ذلك عن النساء . لكن ليس كالألماس الذي يمكن صقله حتى درجة الكمال . _او كالياقوت ....اه وصلنا تقريبا . انظري يا الفي , لقد اقتربنا من البحر ! كانت بيوت سكان الشواطئ ملتصقة بالمرفأ و بحائط البحر حيث يتحدر الرمل الصدفي حتى يلامس المياه. و هناك حاجز خشبي طوله نصف ميل يحمي المرفأ من تلاطم الأمواج و عند الحاجز وقرب الأرصفة زوارق صيد بأشرعة متعددة الألوان , وعندما اقتربت العربة من أكواخ السمك وصلت إلي انف ألفي رائحة السمك وتابعت العربة سيرها في طريق ضيق و متعرج صاعدة نحو المطعم . ورافقت العربة في صعودها رائحة البحر و السمك و مالت ألفي إلي الأمام لتمتع نظرها بمرأى زرقة البحر و الأشرعة الملونة و ألوان زوارق شباك الصيد الخضراء و القرمزية و بمرأى الرجال الأشداء و هم يخوضون في الماء عائدين و علي أكتافهم أو رؤوسهم سلال ملأى بالسمك . قالت ألفي : _مدهش حقا . حضرت البارحة حفلة كوكتيل مع شقيقة روداري ....كان كل واحد يرفع حاجبيه بمناسبة أو بغير مناسبة . ورأيت نفسي مثل سندريلا فخشيت أن يتهلهل ثوبي الأنيق و يتحول الي خرق. ضحك راف و قفز إلي الأرض بعدما توقفت العربة في فناء يخيل للمرء انه نحت في صخر التل. ورأت ألفي نبات الدلفى الزهري يعرش بأغصانه فوق الجدران ويسند شرفات خشبية وأقواسها تؤدي بدون ترتيب إلي جميع أنحاء المطعم وكل ذلك ملفت للأنظار ببقع الطحلب هنا و هناك و بمنظره البديع الجذاب ... و ذكرها هذا المكان بمقهى الجزيرة حيث اعتنت إلفي بنكولينا و طفلها . وفيما كانت إلفي تنظر محدقة في ما حولها و هي واقفة في الشمس المحرقة اتى راف و اخذها من يدها وقادها إلي الداخل حيث أشار إلي خادم المطعم إن يجهز لهما مائدة لائقة . فاخذهما إلي مائدة تظللها أغصان الكرمة . وبدا لالفي انهما مفصولان عن باقي الزبائن وان الخدمة تقدم لهما بعناية لها طابع مميز يطبقه اللاتينيون عندما يقومون علي خدمة خاصة بالناس . قائمة الطعام مزدهرة و منوعة و نظر راف إلي إلفي مستفسرا : _هل نطلب قريدس من الحجم الكبير مع الليمون و الخبز المحمص و الزبد؟ _ هذا مثير للقابلية . بالاضافة إلي هواء البحر الذي ينبهها . وقال راف للخادم : _اضف كمأة البحر علي القريدس . و التفت الخادم نحو إلفي ممسكا بقلمه ليدون طلبها و قال : _ شيء أخر يا سنيورا ؟ كشفت عن رأسها و امالته إلي الوراء و سطع شعاع الشمس عليه من خلال أغصان الكرمة و ابرز رشاقة عنقها . أما عيناها فشعت منهما نظرة تحفظ و هدوء و لما رفعتهما بدتا كبركة ماء . وزاد ومن هدوء مظهرها بريق المجوهرات في اصابعها و علي معصمها .... هدوء يشبه بردة المطر الهادىء الخفيف و اليوم الدافئ . قالت إلفي لراف : _انت اختر لي . _حسنا . اقترح لحم عجل بعظمة و المخ وسلطة من الخضار . و اتصور انك لا بد جائعة بعد هذه الرحلة . _ أنت ساحر يا راف . لو عدت إلي شقتي لاكتفيت بعجة بالبيض لحين ..... قطعت كلامها عندما لاحظت كيف أخذت تقبض علي حرف الطاولة بشدة , إلا إنها تابعت : _يحلو لي وجودي هنا . هذا النوع من المطاعم يجذبني أكثر بكثير من المطاعم المنمقة . _هذا ما اعتقدته . و استلقى إلي ظهر كرسيه الخيزران و اخذ يتفرس في إلفي و ثم قال: _ تبدين هادئة جدا -اخلع سترتك .خذ راحتك بغير رسميات . _لم لا ؟ خلع سترته و ألقاها علي ظهر كرسيه وبدا عنقه أكثر سمرة و برزت معالم و جنتيه .ورغم مظهر الهرج الذي يبدو فيه أحيانا ألا إن رفقته لطيفه ولا يخلو حديثه من مواضيع مثيرة . تملكها الاستغراب إن تكون أكثر راحة في رفقته منها في رفقة زوجها . أتى الخادم بسلة خبز مقطع و معها صحن من الزبد الذهبي اللون . تبع ذلك طبق القريدس و بجانبه صلصة الليمون و الأعشاب و طبق الكمأة اللذيذ . وتحدثا بعد الغداء عن مختلف المواضيع و عن مهنة راف و امة الغجرية و شمل حديثهما بعض التفاهات التي كانت تضحكهما . لدى إلفي إحساس بان راف قلما يتكلم عن أشياء عميقة أو جدية . روحة مرحة و جريئة و يملك صفة حسن التمييز و الدقة مما جعله يتبنى مهنة التصميم . وكان قبل ذلك مصمما في احد المسارح واسر لها إن لندن هدفه حيث يأمل إن يفتح صالون أزياء فلندن هي ألان مركز الأزياء العصرية و هو لا ينكر إن له طموحا كبيرا . -أنت لست مطلقا ما كنت أتصوره عن الذكور من مصممي أزياء النساء . هل لك عائلة في روما يا راف؟ سألته و هي تتفرس في حركات و جهة و لم تقو علي إخفاء ابتسامة خفيفة . _هل يظهر علي أنني يتيم وحيد؟ _من المؤكد انك تنجح في إبعاد الوحدة عنك لكن يخيل لي انك مثلي بلا أقارب . _لا أقارب البتة , حتى لا حبيبه . _لا تدفعني إلي عدم تصديق ما تقول . أنت ماهر في في اعجاب الجنس اللطيف ! _هل اعجبك يا إلفي ؟ _استهلكت كل الطعام الذي اخترته لي . _في كل الأحوال . ألان وقد تزوجت الم يصبح لك عائلة ؟ كنت في فيلا الجزيرة .... اخبريني ... كيف هي ؟ _جميلة , غامضة , وأثاثها من طراز ايطالي فاتن . _سمعت أن أمه كانت ساحرة حمراء الشعر و أنها ماتت بفاجعة . _نعم سابنيتا ماتت وهي شابة. _كالزهرة, هيه؟ مال و اقتطف زهرة من بين الازهار علي الجدار و قدمها إلي إلفي التي أخذت تشم رائحتها الزكية , وفجاة فطنت إنها بعيدة كثيرا عن روما و إذا عاد روداري إلي الشقة فان لن يجدها و كانت قد اعلمت املكار بذهابها إلي صالون التزيين فقط و لكن إذا واتاها الحظ فانه سيفترض بأنها ذهبت لتتجول بين الحوانيت أو لتزور بعض الاماكن التاريخية . لا يجب أن يعلم روداري برحلتها هذه إلي البحر . الم يسأل عنه عندما رآه يكلمها في ذلك اليوم في قاعة عرض الأزياء ؟ فقد عبس و لاحظ بعينيه الثاقبتين جاذبية المصمم كما تحبها النساء و التي لا يحبذها أي زوج في نزهات بحرية . _الفي .... تبدين بعيده عن هنا . افاقت من غيابها في عالم الفزع فقالت له : _كنت افكر .... لا يجب أن نبقى هنا طويلا يا راف , وقد يتساءل روداري عن سبب تاخري و سيصر علي معرفة مكان وجودي . نظر إليها بتمعن ثم سالها سؤالا عابرا: _هل ستخبرينه ؟ _لا ...... ليس علي أن اخبره بكل شيء افعله , أليس كذلك ؟ _ان تمضية بضع ساعات مع صديق و تناول وجبة طعام و تورد الوجه من جراء هواء البحر ليست جريمة _الرياح أخذت بالهبوب ..... ارجو ألا يتغير الطقس _ الرياح أكثر انطلاقا في الساحل . واعدك اننا سنرجع إلي روما بعد أن نتنزه قليلا علي الشاطىء . انظري إلي الزرقة التي تدعونا. و عندما ألقت نظرة علي البحر تحتها عادت بها الذاكرة إلي تلك اللحظة الرهيبة في الجزيرة عندما انهارت الأرض تحت اقدام روداري و هو يتعارك مع نكولينا . و أجابت إلفي : _صحيح دعنا ننزل إلي البحر . _حسنا . ولكن سناكل بعض الفراولة مع القشدة كالاولاد . أشار إلي الخادم وقدم الطلب إليه . لم يسع إلفي ألا إن ضحكت . لان مرح راف لا يقاوم و لا يخسر المرء شيئا في رفقته . ودهشت إلفي لحجم الفاكهة و قالت برهبة : _أنها بحجم الخوخ . _كلي فقط ولا تحللي الأشياء . هل مسرورة أنت لأنك لم تنصاعي لتهورك عندما فكرت في التخلص من هذا الصباح كأني كنت اخطط للاعتداء علي عفافك ؟ _ تجعلني اشعر كاني فار صغير . _ ولكن لم يكن الفار مرتعبا , بل وجلا وحسب و هو واقف علي الرصيف يتدافعة جمهور المارة غير مبالين ..... وهذا جعلني أخذك من يدك . _هذه شهامة منك يا راف و لكني لست تلك العاجزة . لا تنسى أني كنت ممرضة و مهنة التمريض خشنة علي الرغم من الطقم الأزرق و الأبيض . المرضى ليسوا كلهم شجعانا أو عارفين بالجميل . بعضهم صعب المراس . _كم ساحب لمستك الناعمة علي جبيني الساخن لو كنت مريضا و لكني دائما انعم بصحة جيدة و احمل معي تعويذه غجرية تحميني من الحوادث المفاجئة ..... _يخيل إلي انك تملك موهبة تدبير امورك بنفسك . -نعم ..... ولكن اعترافي بانك تتمتعين بوقتك . لا يعرف مخلوق اننا هنا , ولدى عودتنا إلي روما سافترق عنك قبل أن تصلي إلي بيتك , ولن اطلع احدا عن رحلتنا اليوم و يمكنك إن تدعي بانك امضيت هذه السويعات و أنت تتسكعين مثلا في حدائق القياصرة . _اني اكره الكذب _حسنا اتستطيعين البوح بالحقيقة ؟ وبعد تفكير قصير اجابته : _نعم , ولكن بصعوبة . والان , هل نمشي في نزهة يا سنيور؟ _بل هل نسبح ؟ من الممكن استئجار البسة سباحة و الماء ملائم جدا , وإذا كنت لا تعرفين السباحة فسأعلمك . _ استطيع السباحة يا سيد حاذق ...... نظر إلي الماء الأزرق الصافي و قدرت برودته . كانت قد تعلمت السباحة عندما عملت مدة سنة في بيت للحضانة قرب البحر و كانت السباحة جزءا من عملها عندما كانت تنزل الأطفال إلي الماء علي أساس كونها سابحة ماهرة . وتذكرت إحدى الليالي وهي في فيلا الجزيرة اذ نزلت لتسبح في البحيرة مع روداري . كانت تلك ساعة مثيرة مليئة بالسعادة التي تمزقت فيما بعد و تلاشت في ضباب الشك . شعرت بالمرارة و السخط مرة أخرى و قبلت باقتراح راف . لم لا ؟ في استطاعتها استئجار قبعة لتغطي تسريحة شعرها الجديدة . طلب راف الحساب و بعد إن سدده قال له هذا إن في إمكانه الحصول علي لباس السباحة من المطعم ذاته . فمعظم الزبائن يفتتنون بالبحر و تطيب لهم السباحة فيه . هل يتفضل السنيور و السنيورا في مرافقته؟ سحب الخادم كرسي إلفي فنهضت بدون أن تجرؤ علي النظر إلي راف . تعلم أن نظرة الرجال الايطاليين في الزواج نظرة متزمتة بشكل غريب , ولذا فانه من الطبيعي أن يفترض الخادم أن امرأة لابسة خاتم زواج في أصبعها هي حتما زوجة الرجل الذي تناولت الطعام معه , جعلها موقفها هذا تشعر بالذنب , ولولا تلك النزعة التي تلاحقها لنثور علي روداري لتعلقت بأهداب راف و أجبرته علي إعادتها إلي بيتها . بقي لسانها معقودا وهما نازلان إلي البحر تاركين حوذيهما يغط في نوم هادئ في عربته . لف كل منهما منشفة حول خصره فوق ثياب السباحة المزركشة , وكانت خطوات أقدمهما ترن علي السلم . السكون شامل و روائح الأزهار منتشرة . و اختلط أزيز الصرصر بصوت الرياح التي كانت تجعل صواري الزوارق تتمايل . هناك العديد من الزوارق من جميع الأشكال بحبالها و أشرعتها وشباكها و سلاسلها وتماثيلها الأمامية الرمزية . كل ذلك كان يبدو مخدرا في الشمس يغطيه ضباب رقيق تفوح منه رائحة الملح . وقفت إلفي بجانب الحائط المهترىء من تلاطم أمواج البحر عليه و امتد نظرها إلي البيوت المبنية علي طول الشاطئ بدون أي تنسيق و إلي الحدائق التي تصل حتى الماء . و رأت عربة تبيع الليمون أمام احد الأبواب و أعجبت بعناقيد الليمون المدلاة سقف العربة . كل شيء بدا غافيا. و هما وحدهما لم يقعا تحت سطوة سحر الحرارة و الهدوء المسيطرين علي قرية الصيد..... ولم يعكر صفو هذا الهدوء ألا صوت مقص آت من الجهة الثانية للجدار . و دفع الفضول إلفي و راف ليلقيا نظرة فرأيا امرأة تشذب شجرة تين و تحادثها وهي تعمل . تساءلت إلفي : _ترى ماذا تقول ؟ _هناك قول ايطالي مأثور ينصح بالتزام العذارى وراء أبواب مقفلة في موسم تبرعم التين . _لكني لست بكرا . _كلا (و نظر إليها بعينين ملتهبتين ) انك متزوجة زواجا امنيا . كدت انسى ذلك . _لا تنسى ذلك يا راف . ركضت و سبقته إلي الماء . وبدا المد النشط يغمر رمل الشاطئ بما فيه , وأسرعت وراء زورق رأس علي الرمل وفي الحال خلعت فستانها و ملبسها الداخلي و ارتدت ثوب استحمام بلون البرتقال و غطاء رأس بخضرة التفاح و خرجت من مخبئها وهي تضحك و صرخت عن بعد : -أني أشبه قطعة كراميل في طرف عود. برز راف و اخذ لنفسه وقفه عرض فيها جسمه الأسمر النحيل مرتديا لباس حمام ذهبي اللون . ضحكت إلفي بعصبية و اندفعت مسرعة إلي الماء . شعرت بالريح تضرب وجهها و عنقها و شهقت عندما أسلمت جسمها للماء البارد. سمعت راف يهتف (جميل !جميل !) ورأته يتخبط في الماء مستسلما إليه بمرحه المعهود و اخذ يسبح كالدلفين الصغير . _لنتسابق ! انضم إليها و أشار بإصبعه إلي طرف حاجز الماء الخشبي حيث كانت الأمواج المتلاطمة تتحول زبدا , و عرض عليها مستهزئا فرصة لتبدأ السباق قبلة , فنهرته قائلة : _شكرا . لست بحاجة إلي ذلك . _إذن , لا تخسري لان الخاسر يدفع ثمن الخسارة . ضحكت إلفي و خاضت في الماء و استعدت للبدء ووجهتها نهاية الشوط في طرف الحاجز الخشبي . قالت إلفي بأعلى صوتها : | ||||||||||
|
| |
|
06-05-14, 03:44 PM
| #127 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| بسم الله الرحمن الرحيم كتابة ماسة الرومانسية روح الغالين 8- مكان لشخص ثالث أحست بشعور غريب وكانت واعية بأنها في غرفة غريبة أيضا . دخلت الشمس بنورها الباهت عبر مشبك النافذة الحديدي و رسمت نماذج علي الجدران البيضاء . ولم تدر أنها تضغط بأصبعها علي بريم غطاء السرير المجدول . كل شيء في الغرفة غير مألوف لديها ..... إلي أن دارت برأسها علي الوسادة ووقعت عيناها الغائمتان علي شخص كان منحنيا فوقها . عرفت صاحب هذا الوجه الصارم و الشعر الأسود في أعمق أعماق روحها .كانت قد تعرفت عليه قبل إن تلتقي به كما لو حدث ذلك في حياة ثانية ..... الم يقل لها هو نفسه بأنها كانت عبدة لروما في الماضي الغامض البعيد ؟ _أهذا أنت ؟ شيء ما حدث لي ......لا ..... لا أتذكر ما هو بالضبط . أحست و العبارة تخرج من فمها بصوت ضعيف أن لشفتيها الجافتين طعما مالحا , كما أحست بالغثيان بينما بدا الشحوب علي وجهها جليا. _ستتذكرين عما قريب. مد ذراعه تحت ظهرها و رفعها لتجلس مستندة إلي الوسائد وراءها . أحست بقوة هذه الذراع وحرارتها . وضع كأسا فيه ماء علي شفتيها فشربت بتلهف متسائلة عن سبب بلادة حركتها وضعفها . _شعرت كأني جافة .... _لا غرو بعد أن ابتلعت كل هذا الماء المالح. حدقت فيه و بدأت تشعر بالارتباك و الخوف.رأت في وجهه نظره ...... قاسية . _أوه .... هل كنت علي وشك الغرق ؟ بدأت ذاكرتها تعود إليها و امتلأت عيناها بالرعب و هي تتذكر الأحداث التي أدت بها إلي وضعها الحالي كل نقطة تتذكرها كانت بمثابة طعنة في قلبها خاصة أن نظراته بدت خالية من الشفقة . و أجاب : _نعم . ولكن ستيفانو أنقذك و أعادك إلي الشاطئ في الزورق الذي تسبب في كل هذه المشاكل . افرغوا رئتيك من الماء و أتوا بك إلي هنا رأى ستيفانو لياقة و تبصرا منه أن يتصل بي . فحملني لانشياني في طوافته إلي هنا و كنت ما تزالين غائبة عن الوعي عندما وصلنا ..... و اقل ما يقال هو أني صدمت عندما وجدت زوجتي في هذه الحال بينما كنت موقنا بأنها في أمان في البيت . _لم ......ار أي سوء في تناول الغداء مع راف ..... خاصة انه لا يبدو عليك انك تهتم كثيرا ..... _ اهتم في عدم تورط امرأتي مع رجل أخر . لم يأبه لدموعها و بان الغضب في انفتاح منخره وبروز وجنتيه و احمرار عينيه . وأضاف مؤنبا : _انك دائما تنجحين في اتخاذ مظهر البراءة و ما أن أدير ظهري لك حتى تقعي في مشاكل . قد أزعزع كيانك يا إلفي . أظهرت ابتسامة مرغمة علها تحرك مشاعره فقالت : _أرجوك . لا تفعل هذا . اشعر بشيء غريب في راسي ..... كأنه محشو بالقطن .. _تناولت مسكنات لتساعدك علي النوم كل الليل تخلصك من أثار الصدمة التي ألمت بجهازك . _هل افهم من ذلك إن كل هذا حدث البارحة ؟ _نعم . قمت بمجازفتك الصغيرة مع راف ستيفانو يوم أمس و بقيت أنا طيلة ليلي هنا . أما هو فعاد إلي روما مع لانشياني .. تلقت كل هذه المعلومات بألم كبير ولاحظت إن زوجها لم يكن حليق الذقن و إن قميصه مفتوح عن الياقة و ربطة عنقه منحله . و كان ظاهرا انه لم يغمض عينا , فاخذ قلبها ينبض بسرعة لأنه بسببها أمضى ليلته ساهرا وربما قلقا عليها . _ كل شيء سليما و بريئا ....كنا كالأطفال نلعب في الشمس يا روداري (قالت مادة يدها له ) صدقني . _اميل للاعتقاد بأنه لو لم تنجي من حادثة الزورق لكنت سقطت في حبائل صديقك الماكر. يقولون لي بأنه يتصور نفسه لوتاريو , ذاك الخليع المعروف في كتاب رو الانكليزي وفي قصة دون كيشوت أو كتاب غوته الالماني . أتعرفين عن لوتاريو ؟ -أليس معظم الرجال مثله ؟ اخذ ذهنها يصفوا رويدا رويدا وهو يتخلص من تأثير المسكنات , و لكن روداري , من دون رجال , ينصب نفسه قاضيا علي راف .....؟ راف هذا الذي أنقذ حياتها ؟ _أظن انك فضلت لو أنني غرقت ....فقد ينقذك هذا من ارتباكك في الإقرار بفشل زواجنا . _تتكلمين و كأنك مازلت مصابة بالدوار (قال و هو يحك ذقنه) لما تعرضت للخطر لو انك لم تنقادي لكلمات هذا الشاب المعسول وطيشه . وفجأة تولاها خوف شديد جعلها تنكمش علي نفسها عندما مد يده ووضعها علي مؤخرة عنقها وقال : _ هل تعتقدين باني أحب أن ينتشر في الجرائد خبر عملك الطائش ؟ لو لم استعمل نفوذي و اهدد لكنت قرأت عن حادث مثير يقع لزوجتي في البحر مع رجل أخر . يا للسماء , أنت ترتعشين , هل أصابك برد ..... حمى ....؟ تكلمي ! _ أنا مرتعبة منك . ألا تشعر بالإشفاق يا روداري ؟ تغير وجهه من عابس إلي خائف . قال : _ يجب أن تتناولي شرابا ساخنا وشيئا مغذيا . هل تشعرين بالقابلية ؟ توقفت قبل أن تجيب لتختبر رد فعلها علي اقتراحه ورأت إن شعورها بالغثيان تلاشى تقريبا قالت : _ اعتقد كذلك ...بيض مع الخبز المحمص ينعشني . نهض واقفا وتناول سماعة التلفون و طلب الخبز المحمص لألفي وبيضا مقليا بالكلوات و أبريق قهوة وكمية من الكريما الطازجة ....قال مضيفا بصوت جهوري : _للسنيورا ,زوجتي . احتارت إلفي في موقف تتخذه من هذا الرجل الذي يتبدل مع الغضب إلي القلق . ما شعوره نحوها بالضبط ؟ ما نوع الانفعال الذي جعله يقسو برغم أنها كانت علي قاب قوسين من الموت ؟ ألا يتسامح هو ؟ هل يتوجب عليها إن ترضي طلباته بينما هو يخطط للقاء مع كاميلا؟ تنهدت بحسرة وقالت : _لا أريد الموت يا روداري لأني سأخسرك .... ولكن يا حبيبي الغريب , لماذا أبالي بك بينما أنت لا تبالي ألا بكبريائك و مركزك ؟ لماذا اسمح لك بقول هذه الأشياء لي و أنا عالمة بكل شيء عن نكولينا وعالمة أيضا بحديثك عن الحب مع أي شخص أخر .....عن حب حتمي كحتمية وجود النجوم ؟ دخل الخادم بعربة تحمل الفطور وبدا عليه احترام سكون الغرفة ربما تخوفا من روداري الواقف بقوامة المديد عند النافذة فلم يجسر حتى على النظر إلي السرير. _اترك العربة هنا (قال بلهجة الأمر) سأقوم على خدمة السنيورا بنفسي و اسكب القهوة لها. من الممكن أن تطلب إلي كاتب الاستقبال ليحجز لنا سيارة تأخذنا إلي روما خلال ساعتين من ألان ريثما تكون زوجتي جاهزة . _نعم يا سنيور . انسحب الخادم و أغلق الباب بهدوء . واقترب روداري من عربة الطعام وعلي شفتيه ابتسامة خفيفة وباشر في تحضير الصحون و الفناجين . مد لالفي فنجان قهوة فوقها كريما فوجدتها ترياقا لحلقها الجاف. قالت هامسة : _لذيذ . كنت أتحرق لقهوة كهذه . بقي واقفا بجانب السرير حاملا فنجان قهوته و تحركت عيناه تاثرا بالعبارة المرحة التي تفوهت بها بعد أن اقتربا من الحقيقة . _سنمضي بقية الاسبوع في روما . و سنذهب بعد ذلك إلي فيلا كورفينا حيث تمكثين مع جدتي. _الكونتيسة ؟ بقيت الملعقة في نصف الطريق بين الفنجان وفمها لدهشتها لهذا الاقتراح. _نعم . هكذا اعرف انك في أمان و قد يفيدك هذا . يجب أن أتفاهم مع الجدة ألان بعدما تزوجت . آن الأوان لكي تندمل الجراح القديمة . _ألا تثق في يا روداري بعد ألان ؟ _هل برهنت لي أنني استطيع أن أثق فيك ؟ لا ارغب في أن اطلب مرة أخرى علي التلفون و يقال لي بان حادثا وقع لزوجتي . هذا قراري . ستبقين في الفيلا مع جدتي . _-هل فكرت في أن موقفها مني قد يكون مثل موقفها من أمك؟ تنفس كمن شعر بالألم و تفرس في إلفي وهي شبة عارية تبدل ثيابها . و أردفت تقول: _لا أريد الذهاب إلي مكان حيث أكون مكروهة ........ لأنك أنت أمرت بذلك . إذا كنت تريد إزاحتي من طريقك ...... _أريدك في مكان حيث تكونين بعيدة عن متناول الشبان اللاتينيين المقنعين , و ستبقى هلين في الفيلا لتكون رفيقة لك و ستعاملينها بالحسنى . أنها بحاجه إلي شابة تصادقها. أما من جهة جدتي فان لك روحا قوية كافية لتصد مضايقتها عنك و إذا لم تفلحي فسيكون حسابها معي . _ستحاول مضايقتي عندما تعلم بسبب وضعي تحت حراستها . _و هل تتصورين أنني سأطلعها علي عمليتك الطائشة ؟ كلي البيضة قبل أن تبرد . _حاضر يا سنيور . سأفترض باني سأعامل منذ ألان كطفلة متهربة موضوعة تحت المراقبة ؟ _لا تبالغي . انحنى إلي الأمام و دللها بإطعامها قطعة من التين الفاخر و بحركته هذه ذات المعنى الخاص دل علي أنها ليست طفلة في نظرة . أكلت الفاكهة و التقت العيون و كادت ترتمي في أحضانه ...... _سنمضي في تصوير مشاهد الفيلم لمدة أسبوعين . و سنصور بعد مشاهده المهمة في صقلية حيث الحرارة مرتفعة ألان. لذا ارى من الأفضل أن تبقي في كورفينا . قد تنجحين في سحر هذه المستبدة التي تحب طرقها في الحياة حبا كبيرا . _كما تحبها أنت أيضا . و تسير الأمور حسب رغباتك . فقد تزوجتني لترضي ميلك للانتقام و تعتقد بانك تستطيع أن تعاملني كفتاة لاتينية ما عليها ألا إن تتلقى أوامرك و تخضع لرغباتك . وفي النهاية تخزن هذه العروس في بيت جدتك لتقوم بجولاتك للمتعة . _سأقوم بجولات , هذا صحيح , ولكنها جولات عمل . انزعي هذا الانفعال من قلبك و ألا ستمرضين . تعقلي . إن فريق العمل في فيلم ايطالي خارج الاستوديوهات فريق صاخب , شديد الاهتياج و كثير الانشغال . نستأجر محلات لأخذ المشاهد و هذا يستوجب ملاطفة وشرحا ومساومة . أنا اعمل و أنت تبقين وحدك مدة طويلة إذا لم تذهبي إلي بيت الجدة . و هكذا أتورط مع شاب لاتيني أخر له مطامعه في طهارتك . _وهل يهمك ذلك يا روداري ؟ _يهمني لأنك جزء من اسم فورتوناتو و تقاليدهم . عقيدتنا هي الأمانة و القلب الواحد. _تطبقون هذا علي الزوجة علي ما أظن ؟ _ماذا تعنين بملاحظتك هذه ؟ أنت التي حدت عن الطريق يا عزيزتي . أنا لم احد . _ستحيد عما قريب(علقت علي كلامه بحدة) انك تنتظر ليلة الحفلة الراقصة حيث سرية الأقنعة وذكريات مدينة البندقية . _ يا للشيطان ....... امسك بكتفيها بشده آلمتها و أضاف : _ما يخص الماضي يا إلفي لا يتعلق بمستقبلنا ....... هل تسمعين ؟ _نعم ...... سمعتك( و أفلتت من قبضته ) أريد إن استحم ثم البس ثيابي . فقد لا يتأخر وصول السيارة . تركا المطعم بعد ساعة من الزمن و عادا مسرعين إلي روما . كانت إلفي منزوية في السيارة تراقب مناظر البر الهاربة و كأن احداث يوم أمس وقعت منذ اجيال مضت . فما اغرب ما ينسى الانسان أشياء رهيبة بهذه السرعة . و الواقع إن محور وجودها و كيانها هو روداري نفسه . عاركته و مع ذلك استسلمت له .... لا يهمها شيء سوى حبها له . تنهدت ..... اذا كانت قوت حبه لكاميلا بمقدار حبها هي فانها تفهم لماذا يلاحقها . يستولي الحب علي القلب و علي الافعال و يدفع بك إلي عمل و قول أشياء للحبيب لا يحلم إن يقولها لغيره من الناس . _ هل تشعرين بالارتياح ؟ هل تشعرين بأي الم في جسمك؟ اعاد روداري وضع السجادة الصغيرة علي ركبتيها كما كانت قبلا وقد اصر علي تغطيتها رغم حرارة النهار. هزت رأسها نفيا. برقت الشمس على حجر الياقوت في خاتمها . نعم . شيء في جسمها يؤلمها : قلبها ! و يوجد علاج واحد فقط . وصلا الشقة و اعتذرت إلفي لأنها ترغب في اخذ غفوة علي الكرسي الطويل في غرفتها . قدم لها املكار غداء خفيفا من لحم الدجاج علي صينيه مع بعض الأزهار . تاثرت بهذا كثيرا . وككل خادم صالح شعر بان شيئا ما حدث فعبر عن احساسه بدون كلام . _املكار _نعم يا سنيورا ؟ _ هل أخبرك زوجي باني سأبقى في فيلا جدته أثناء غيابه في صقلية ؟ _نعم . ذكر لي السنيور ذلك . ستكون الشقة خاوية يا سنيورا . _ و مع ذلك لم يمض علي وجودي في روما زمن طويل . قال وهو يتلفت حواليه : _كانت هذه الغرفة مخصصة للضيوف قبل زواج السنيور ثم أتى مزخرفون و أنتما في شهر العسل و غيروا ديكورها إلي ما عليه ألان حسب أوامره . أنها تليق بك يا سنيورا . _أي ضيف أو ضيفه استعمل هذه الغرفة قبل مجيء يا املكار ؟ حاولت أن تجعل سؤالها عاديا لا فضوليا وأخذت تتنشق رائحة الأزهار كي تخفي ما في داخلها من تلهف لجوابه . يجب أن تعرف و أن تتحمل حتى النهاية قبل أن يأخذها روداري من الشقة لتعيش مع الكونتيسة ..... المرأة التي باستبدادها جلبت التعاسة لامه. أجابها املكار بشيء من التردد : _للسنيور أصدقاء عديدون . _وجدت كتابا علي الطاولة في الشرفة .هل كان يخص الضيف أو الضيفة التي أمضت بعض الوقت هنا و التي اعتقد بان اسمها كاميلا ؟ _نعم يا سنيورا . لحظت إلفي نظرة العذاب في عيني املكار الذي تتجاذبه أمانته لسيده و شعوره لربة البيت الشابة النحيلة المنكمشة في الكرسي الواسع . و تابع كلامه قائلا : _أقامت هنا مرة واحدة فقط (و اخفض صوته خوفا من أن يسمع ) كانت الكونتيسة الشابة تعيسة جدا و أتت لتقابل السنيور في ساعة متأخرة من إحدى الليالي و كانت لا تزال هنا عندما أتيت للتنظيف في الصباح و استطعت أن أرى من وجهها أنها بكت ...... وحالا بعد ذلك تزوجت من خطيبها . أحست ببرودة الثلج في يديها و هي ممسكة بفنجان القهوة و قالت له : _فهمت ألان . أشكرك لاطلاعي علي ذلك يا املكار . من المتوجب علي أن اعرف . احني لها رأسه و انسحب من الغرفة بهدوء . و سمعت بعد ذلك شخصا يتكلم في الممر و توترت أعصابها عندما فتح الباب ودخل روداري يرافقه رجل ذو شعر رمادي لابسا طقما اسود أنيقا وحاملا حقيبة سوداء صغيرة . _طلبت من طبيب العائلة أن يجري فحصا عليك . هذا الدكتور روسي يا عزيزتي . عبس روداري و هو يعرف الدكتور عليها وقع نظره علي وجهها الشاحب . _ أني في حالة جيدة . _ حسنا ولكني أحب أن اتاكد بنفسي(و نظر الطبيب إلي روداري و تابع يقول ) أفضل أن انفرد بزوجتك يا روداري تصيبني العصبية إذا حام الازواج حولي . و لما لم يكن روداري المتحكم بمعظم الحالات ليلقي الأوامر علي الطبيب ابتسم و خرج وهو يهز كتفيه استسلاما تاركا إلفي بين يدي الدكتور روسي. _اذن تزوجت من احد مواطني , هيه؟ تناول يدها و كان و هو يدقق في نبضها و يتفرس في وجهها بعينين ثاقبتين . و تابع كلامه سائلا : _هل تحبين ايطاليا يا سنيورا أو هل يبدو كل شيء جديدا و غريبا ؟ _ اسمع يا حضرة الطبيب ( قالت و هي تضحك بعصبية ) كنت ممرضة قبل زواجي و اعرف أني علي ما يرام . _من المؤكد إن الأسى كان شديدا عليك عندما تخليت عن مهنتك و عندما رأيت نفسك عروسا بلا عمل معين . الرجل في ايطاليا لا يرغبون في أن تعمل زوجاتهم خارج المنزل ..... أرجوك , افتحي ثوبك قليلا . وضع السماعة علي قلبها ثم علي رئتيها وطلب منها إن تتنفس بعمق . _أظن انه يجب إن أعطيك بعض الحبات لإزالة البحة الحقيقية . لا نريد أن تحدث التهابات في رئتيك ... قلق زوجك كثيرا وخشي من أن تؤدي حادثك إلي أصابتك بذات الرئة . وكما تعلمين ماتت أمه شابه علي اثر حالة كهذه والرجال الايطاليون ينفعلون لأي سبب حتى الذين مثل روداري . زررت إلفي فستانها و أحست برعشة في يديها و في الحال أنارت وجهها ابتسامة حلوه وقالت : _هل حقا قلق بشأني ؟ تطلع فيها الطبيب وهو يكتب لها وصفة الحبات وقال: _قلق كثيرا و أصر بالتلفون علي إن أتي إليك بأقصى سرعة كأنك علي وشك الولادة . ليساعدني الله إذا حدث ذلك . فسيطلب مني أفضل الممرضات ليقمن علي خدمتك و سيشتري مخزنا كاملا من الألعاب وسيتمنى أن يحصل علي بركة البابا ! وهذا ما يجعلنا نعتقد إن بعض الرجال لا يتزوجون ألا للحصول علي مولود ذكر ! ضحك الطبيب و تناول حبة فاكهه من صينية إلفي . وقالت معلقة : _ اعتقد ذلك يا دكتور روسي . نظر إليها بعينين ماكرتين شاملا جسمها و قال : _و من يريد مولودا ذكرا عليه أن يتزوج من نساء ريفيات قويات . هل تريدين إعطاءه طفلا ؟ _إذا رغب في ذلك , و أخاله راغبا (تلاشت ابتسامتها)ربما هذا ما سبب له القلق بشأني, اذ يريد إن يحتفظ بلقب العائلة بالرغم من انه لا يستعمله لنفسه . _عائلته عريقة في الحب و النسب , و تعود جذور آل فورتوناتو إلي الماضي الروماني ....انظري إليه ........(و لكنه ضحك ثم قال) و لكنك أخذت أكثر من نظرة ...... أخذته هو . _الا تحتار يا دكتور انه يوليني أكثر من نظرة فقط؟ _احتار ؟ لا افهم ما تعنين . _ليس لي الجمال الايطالي يسلب الالباب كما لست ثرية وفاتنة . _انت يا سنيورا لطيفة ووسيمة . _هل هذا يرضي رومانيا عريقا و ذا سلطان ؟ أنت دهشت عندما دخلت هذه الغرفة و راقبتني كما يفعل كل واحد كل واحد عندما يراني لاول مره, فاشعر باني ..... غير واقية . كنت اجيد عملي و أنا ممرضة و كنت اكيدة من عدم ارتكاب اخطاء مربكة . _انت بعد في اول زواجك. اخذ الطبيب يدها وقال بعد أن درس أظافرها الصفراء : _هل أنت حامل ؟ جفلت لسؤاله الصريح و أجابت : _ لا ادري , قد أكون ....... _ هل يسرك أن تكوني حاملا ؟ من النساء من لا يرغبن في ولادة مبكرة. _قد يساعدني ذلك علي الاحتفاظ به . ألا تعتقد ذلك ؟ سأكون أما ل......... قطعت كلامها فجأة عندما رأت في ذهنها صورة الطفل نيكولا في الجزيرة الذي فيه كل مواصفات والده الشديد الجاذبية . ابتلعت ريقها ........ رفعت إلفي يدها إلي رأسها الذي كان يدور في دوامة . الطفل هبة حميمة من الرجل و لكن يجب إن يولد الطفل من الحب و يترعرع في ظلة و أن يعرف مكانه في العالم . نهض الطبيب و قال و هو يوضب حقيبته : _سأعود لزيارتك بعد وقت قليل ....... ثم أضاف و هو يتطلع في الغرفة بإعجاب : _هل هذه الرسوم علي الجدران من رسم مانيه الفرنسي الانطباعي و تلك الراقصة الباليريتا من رسم ديفا الفرنسي الانطباعي أيضا؟ يبدو لي انك سيدة مدللة . ابتسمت للطبيب و هي في كرسيها الطويل و بدت في ثوبها الحريري و شعرها المجعد وياقوتها في أصابعها و علي معصمها صورة حية لما يكون رسمه مانيه نفسه و قالت : _روداري دائم السخاء . هنا كل ما يلائم عروس فورتوناتو . و لكني أكون سعيدة لدرجة قصوى لو....... _الحب ليس وسيلة للسعادة فقط . انه للعذاب أيضا و لتفهم من نهتم بهم . وزواج بلا محن يتخلله الضجر وصيف بلا شتاء يخسر أكثر من نصف جماله . _ارى انك رجل فيلسوف يا دكتور روسي . وكونك لاتينيا تعطي الأشياء صورة جذابة . و أنا أشكرك لزيارتك لي . _هذا من دواعي سروري يا سنيورا . أني صديق لال فورتوناتو و طبيبهم الخاص. و سترينني مستعدا لحديث أخر كهذا كلما احتجت لسماعة . إن زوجك رجل ذو سطوة مدمرة وتشعرين بالانطواء أمامه فأنت زوجته ......... إلي اللقاء . قد أراك في فيلا كورفينا حيث اذهب لفحص ضغط دم الكونتيسة . هل تعرفين هلين ؟ _نعم , وأحبها كثيرا . _هلين شابه ويجب إن تتزوج ثانية و تنجب طفلين علي الأقل . لها قلب عطوف تمنحه لأعمالها الاجتماعية و لصالات عرض الفنون الجميلة . ألا تعتقدين أنها تهدر جمالها الجذاب ؟ _نعم . ولكن الذي يحب حبا صادقا مرة واحده يستحيل عليه أن يحب مره أخرى . _بدون حب من نوع أو من أخر لا تطاق الحياة . وحاولي أن تقنعي هلين لتلبي بعض الدعوات التي تتلقاها من الشباب . و إذا داومت علي رفض الحب مره ثانية رغم مشاكساته فستصبح امرأة متبلدة الشعور بدلا من مخلوق حقيقي ستتحول إلي شكل و صورة . لا يأتي الحب بالمعجزات و لكنه يؤنسنا . _ في ظني إن لك أنيسا نادرا يا دكتور . _ كلا مع الأسف ..... إن انشغالي في ترميم الأجسام و العقول لا يترك لي المجال للزواج . نعم . اعرف ما يجول في خاطرك . كيف أجرؤ علي تقديم النصح لهلين لتجد زوجا لنفسها ....ولكن هلين امرأة عرفت الزواج من قبل . و لا يستحسن أن تبقى المرأة وحدها , ستتركها الكونتيسة العجوز يوما ما وحيدة في تلك الفيلا علي تلال سايين . طرفت عيناه تحت أجفانه الرمادية السميكة و نمتا عن حيوية خارج عمل مهنته . وتابع حديثة قائلا : _يذكر التاريخ كيف اختطف الرومان النساء السابينيات بدون أن يملوا بالحياة و الفن و الشعر . هذه أشياء جميله في مكانها وزمانها , ولكن ...... توقفت عن الكلام و اخذ يهز رأسه انتقادا لنفسه و هو يتجه نحو الباب: _سأخبر روداري انك لست في الحالة التي كان يخشي وجودك فيها . استريحي ألان . رجلك ساحق و سأطلب منه أن يتركك وحدك لبضعة ساعات . الوداع ثانية يا سنيورا . _ الوداع يا دكتور . أخذت إلفي بالتأمل في هلين و النساء السابينيات . هل من الممكن أن يكون الطبيب معجبا بهلين لا بصفتها حفيدة الكونتيسة بل بصفتها أرملة جذابة ؟ ....... قد لا يخلو من بعض الشعور ليتكلم بهذا الشكل عن اختطاف السابينيات علي يد جنود لا نساء لهم ليقتلوا الوقت معهم ايام الشتاء. تلهت إلفي بحجر الياقوت في معصمها . للحب وجوه غريبة حقا . فالنساء يفضلن حبا ساميا ودائما , حلوا وأخاذا . لكن من الصعب معرفة نظرة الرجال إلي الحب . هل يخلطون بين الشهوة و الحب ؟ هل يعتقدون إن في استطاعة المرأة أن يقاسمها الرجل في قلبها و جسدها كما يريدون أن تقاسمهم المرأة في حبهم و جسدهم ؟ لا تتصور إلفي التقاسم ألا بينها و بين روداري . فجأة خطر لها أن تراه و لو لبضع دقائق . اشتهت أن تنظر إلي وجهه الأسمر المدمر و رسخ في ذهنها أن ابنها هي فقط سيشبهه . دخل املكار بهدوء ليأخذ الصينية و سألته إذا كان السنيور منشغلا في مكتبه . _خرج السنيور لفترة وجيزة يا سيدتي .قال انه سيعود في موعد الغداء . حاولت الظهور بتقبل الخبر كأنه شيء عادي لتخفي قفزة فكرها نحو كاميلا . _ربما ذهب إلي الاستوديوهات و قد يتأخر قليلا . يمكنك ترك العمل باكرا هذا المساء و سأطبخ العشاء بنفسي . _شكرا يا سنيورا . هناك فيلم أريد مشاهدته . _هل أنت من المعجبين بالأفلام يا املكار ؟ _أنها تقتل الوقت يا سنيورا . استمتع كثيرا بالأفلام المبنية علي كتب السنيور . _أنت كثير الإخلاص له . _من يستطيع أن يكون غير ذلك ؟لقد دفع مصاريف المستشفى عندما مرضت و الدتي وقدم لنا شقة جميلة ليست بعيدة من هنا ز انه شخص ذو كرم عظيم . _ صحيح يا املكار . لعبت بأصابعها بثنية في مشلحها الخفيف الأسود و لما عادت وحيدة في غرفتها اتجهت بأفكارها آلي الملابس العصرية التي تملكها نكولينا و التي لا تستطيع أن تستعملها في الجزيرة و منها الأثواب البراقة الطويلة و الأحذية ذات الكعب العالي المستعملة في الرقص . روداري راقص ماهر كغيرة من الشباب اللاتيني وله إذن قوية في الإيقاع الموزون . راقصته إلفي مرات كثيرة علي شرفة الفيلا المطلة علي البحيرة علي أنغام موسيقى ناعمة كلها حنين. ارتعشت لتذكرها سحر وجودها بين ذراعية . بدت هذه الذكريات كحلم كله سحر محته رسالة مطبوعة علي الآلة الكاتبة و مبلغ من المال مرصود في المصرف لتامين طفل ضد العوز . أغمضت عينيها لتعيد إلي ذهنها صورة ذاك الطفل ذي الوجه الزيتوني و العينين السوداوين الواسعتين و الرموش المتجعدة و الذقن الصغيرة التي تتوسطها تجويفه صغيرة كأن رأس أصبع طبعها هناك . _لا .......(صرخت فجأة ) آه , كلا يا روداري . ترك املكار عمله عند الخامسة مساء و قامت إلفي بتحضير العشاء . وجدت في البراد شرائح من لحم العجل و الكثير من البندورة و الفطر الصغير و عزمت علي طبخ يخنه باللحم , وجبة لا تفسد في حال تأخر روداري . قطعت بطيخا اصفر وجنزبيلا في شرائح ووضعت بجانبها علبة من السيكار الرفيع الذي يفضله روداري . عادت بعد ذلك إلي غرفتها و بعد حمام بالماء الفاتر لبست بعناية فائقة احد فساتينها الجديدة التي تسلمتها البارحة و علقها املكار في الخزانة البيضاء بأبوابها ذات الفتحات في وسطها و الملبسة من الداخل بخشب الأرز و المرايا التي تساعدها علي رؤية نفسها من جميع الزوايا. ثوبها له لون رمادي بلون الضباب .......هذا هو الثوب الذي صممه راف له . راف ....... من الواجب أن تتصل به غدا لتشكره علي أنفاذه حياتها , حدقت في عينيها في المرأة . كيف تشكر أنسانا علي عمل جسيم كهذا ؟ الكلمات لا تكفي و روداري حرم عليها مقابلة راف مره أخرى . أخرجت سبحتها من العلبة ووضعتها حول عنقها . أنها لا تخشى سقوطها ألان لان روداري كان قد اخذ السبحة إلي صائغ المجوهرات في الجزيرة ليقوي مشبكها . مرت بأصابعها علي المئة لؤلؤة . يعني مئة صلاة تلتها فيما مضى امرأة غيرها . قطع عليها أفكارها رنين التلفون في الصالون الصغير , فأسرعت لترد عليه مطمئنة إلي إن المتكلم هو روداري الذي يتصل ليعلمها بأنه سيتأخر عن العشاء . _ أنا آت إلي البيت يا عزيزتي . كان هذا روداري ويصر لانشياني إن يأتي معي . هل لديك أي مانع؟هل لدينا ما يكفي لثلاثة ؟ اطمأن بالها لأنه آت وقالت و هي تبتسم : _طبعا . لان املكار يخزن كفاية من الأطعمة و سأزيد كمية المقبلات , الهليون , مثلا ؟ _ عظيم , بجانب غيره من الأشياء . _ شرائح لحم العجل مع الفطر ؟ _ مقبول جدا . _بم تحتفلان ؟ انقبض قلبها قليلا و هي تسأله سؤالا فيه شيء من الهزء . هل سيحتفل بفراقهما الوشيك ؟ _ سآتي لك بشراب منشط و لذيذ . قال روسي إن لونك شاحب و يعتقد بان اقامتك في الفيلا ستفيدك . من يطبخ العشاء , أنت ؟ _نعم يا سنيور. منحت املكار أجازة هذا المساء . _افهم من هذا انك تودين البقاء معي ؟ _لا .مجرد رغبة مني في اختبار الفرن الكهربائي المدهش . هل أتوقع قدومك في خلال ساعة من ألان ؟ _نعم . ألا تعارضين إذا دعوت للعشاء ابرز مدير أفلام في ايطاليا ؟ ألا تعتبرين ذلك كثيرا عليك ؟ _ لست معقدة يا روداري . أنا في حال طبية وآن الأوان لا تعرف إلي هذا الرجل الشهير. هل هو ضخم و هادر مثل اورسون ولز ؟ _ انتظري تري . وداعا ألان . سمعته يضحك قبل أن يعيد السماعة إلي مكانها . وظلت إلفي صامته برهة و جيزة . لانشياني و عشاء ........ و فراق قريب لعدة أسابيع . دقت الساعة و عادت إلي واقعها . عليها ألان البدء بتحضير الهليون و صلصة الزبدة و مكان لشخص ثالث ....... التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-05-14 الساعة 10:50 PM | ||||||||||
|
| |
|
06-05-14, 04:09 PM
| #128 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| حبيباتي المتصفح لا يرسل الفصول اعتذر عن انزالها اليوم حتى اشوف هو فيه ايه شكرا | ||||||||||
|
| |
|
06-05-14, 10:59 PM
| #129 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| كتابة العضوة المميزة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية Zhala 97 9- في سبيل الحب سمعت الفي المفتاح يدور في قفل الباب الامامي وتوترت استعداداً لتلاقي هذا المدير الواسع الشهرة والذي تطل من الممثلة الانكليزية المعروفة بعد زواج دام سبع سنوات .. وتعرف إلفي إن نظرة رجال السينما الى الزواج سوداء كنظرتهم للحب ويعتبرون إن العيش مدة سبع سنوات مع المرأة ذاتها لهو عمل فذّ .. فُتح باب الصالون الصغير ودخل روداري ووجه نظرة اليها وهي واقفة عند نافذة الشرفة تتطلع الى روما في ضوء الغسق . بدا فستانها يعكس السماء في مثل هذا الوقت من المساء بلونه الرمادي الناعم المخلوط بلمسات بنفسجية خفيفة وبلمعان الياقوت واللؤلؤ ، وزاد من صفاء عينيها تسريحة شعرها واضفى على وجهها احمر الشفاة القرمزي لفحة من البهجة . " هاقد اتينا يا عزيزتي " بدا الانشراح على وجه روداري لدى رؤيته زوجته " تفضل يانيكولا ، اعرفك بزوجتي " دخل نيكولا الغرفة بتمهل قدرت عمره بعمر روداري ودهشت لأول مرة للتشابه بينهما مع خلاف في لون بشرة نيكولا الفاتحة المائلة الى الزيتوني الخفيف كأهل جنوب ايطاليا .. له نظرة لاتينية صريحة في عينين مستوضحتين وله فم شبه مقوس فوق ذقن مشقوقة ، كان لابساً طقماً صيفياً أنيقاً ويحمل في يده عناقيد عنب ارجوانية اللون ، قال نيكولا " اشتريت عنباً ، ليتني اشتريتُ دراقاً .. ارجو ان تكوني استعدتِ كامل صحتكِ بعد حادثة امس ؟ " تدل ابتسامته على الوثوق من نفسه ومظهره جميل بلا شك ، ولكنها شعرت فوراً بنزعة استعداء له ، بدا لها كأنها نظرت من خلال مرآه سوداء ورأت انعكاساً مشؤوماً لروداري ، كان الانطباع فيها قوياً لدرجة انها تراجعت قليلاً لحظة تناول يدها ليقبلها كمن يحاول تفادي لسعة افعى .. " انت محق يا صديقي ، عروسك الانكليزية خجولة ، مني على الاقل .. نظر روداري الى زوجته نظرة تسلية جزئياً ثم فضول ، فأنه يرى النساء والمولعات بالافلام يرتبكن امام شريكه ولكنه صعق لما لاحظ نظرة الاستعداء في عيني إلفي .. " سأضع هذه هنا .. " وضع الانشياني العنب بجانب زجاجة الشراب التي اتى بها روداري لزوجته . " شكراً " أرغمت الفي نفسها لتجيب بحرارة ..:" اريد ان القي نظرة على الفرن ، سيجهز العشاء في أي لحظة .." اسرعت الى المطبخ واحست بنبضاتٍ سريعة وبشيء من الخوف وهي تتفحص محتويات القدر ، كانت تتصور هذا المدير بحجم دببة الاطفال الكبيرة وصاحب صوت جهوري وعبقرية واسعة ، لكن الغريب انه يشبه روداري في بعض ملامحه ، شكرت المولى على ان زوجها لايربي سالفين مثله ولايلبس خاتماً في كل يد .. كانوا جالسين على الشرفة عندما عادت إلى الصالون الصغير ، ناداها روداري ..:" تعالي وانظري الشمس تغيب الآن والسماء وليمة جمال .. " حاولت ان تضبط اعصابها فعادت وإنظمت الى الرجلين في الشرفة التي تبدو معلقة فوق حلبة روما التاريخية .. يشبه غروب الشمس فوق روما نارا عتيقة ، شعلة من غطاء ارجواني يكتسح بأطرافه القبب والابراج التي تبدو ظلالاً سوداء شامخة نحو السماء في ضوء شمس يتلاشي في ابهة المجد .. احست بلمسة روداري على معصمها ولما رفعت نظرها اليه رأت ملامحه الجانبية مرسومة واضحة على لوحة السماء .. قال زوجها ..:" تشبه روما مسرحاً كبيراً معدا لتمثيلية ، السماء ستارة ونحن الممثلون فيه ! " " هذا المكان مثالي لسكني المؤقتة ( قال لانشياني ) الشرفات تثير الذكريات وشرفة مطلة على روما تبقى رومانطيقية ، وتذكرنا بروميو وجولييت ، وبدانتي الذي سحره وجه ساحر لفتاة شابة ، من المؤسف إنك تمتهن الكتابة يا روداري ، إن الدم الاستوقراطي الذي يجري في عروقك وسحرك القاتل سيجعلان مني في الفيلم قطعة نقدية على شباك التذاكر ..! " " لا تقلق يا نيكولا ، ستصبح مليونيراً قبل سن الاربعين ولن يشكو اهل نابولي أبداً من أن اولادهم لا يبنون لأنفسهم اسما او ثروة ، لكن هل قطعة نقود بغروب شمس مجيد ، بضحكة ترن في هدوء الليل ، وبنظرة تشع من عينين ، او بشراع يتهادى بين البحر والسماء ؟!! " ثبت لانشياني نظره على الفي واحست كأنه طعنها في صدرها في الظلام وقال :" لا سموات ولابحار ، ليست لي تلك المناعة ياسنيورا ضد هذا السحر الصارخ ، واسمحي لي بأن اهنئكِ على ثوبكِ ، انه في بساطة كوشاح حورية في عين ماء لاتخشى ان تتعرى منه .. والاشياء التي بهذه البساطة تكلف غالياً .. " وعلى الفور بطريقة لبقة ولكن خطرة قصد لانشياني ادخال راف ستيفانو في الجو ، قال انه عاد امس مع راف الى روما وانه مصمم ازياء في مؤسسة اداليا حيث يوصي روداري ثياب امرأته بحكم الصداقة التي تربطه بصاحبة المؤسسة .. عند هذا ضغط روداري باصابعه على معصم الفي وارخاها بعد ذلك فنسيت الالم الخفيف الذي احست به ، قال روداري :" لنذهب الى المائدة ، فقد غابت الشمس الآن .. " نعم ، اختفت الشمس وغطى الظلام روما فأخذت الانوار تتراقص هنا وهناك وتشع وتتلألأ في شوارعها ، واخذ الناس يتوافدون على المقاهي والحدائق ويتناولون طعامهم وشرابهم .. وانسحبت الفي واستعدت لتقديم طعام العشاء الذي فقدت كل شهية له ، كان الجو مرحاً في الظاهر على الاقل لكن طغى عليه جو التوتر الباطني ، وفاجأت الفي لانشياني وهو يحدق فيها اكثر من مرة وتهدل شعره الاسود على جبينه الزيتوني اللون وشرب نخبها عند نهاية العشاء قائلاً :" نخب عينيك يا سنيورا ، لعينيك لون العنبر ! " عندما دخلوا الصالون الصغير لتناول القهوة اخذ لانشياني يجوس في انحاء الغرفة كالفهد " قهوتك ياسنيور " " شكراً " وتفرس في عينيها واضاف " لماذا لاتناديني نيكولا ؟ كل الناس يدعونني بهذا الاسم .. أوه ، تقريباً كل الناس ، وافضله على اسمي الشخصي روبيرتو " ضحك معتبراً هذه مزحة شخصية " لا يوافقني ان يخلط الناس بيني وبين نجم الافلام الايطالية الآخر .. هيا ، ادعيني نيكولا ! " " حان لك ان تعرف ان النساء الانكليزيات يترددن كثيراً في رفع الكلفة مع شخص يتعرفن عليه لأول مرة ، لزمها اسبوع لتناديني روداري في فندق الب عندما تعرفنا ولاتستطيع حتى الآن ان تعتاد على مناداتي بداري " " كلا " قال وهو آت نحوها على الديوان " اني افضل كلمة روداري اذ اراه اكثر ملائمة لك من الاسم المصغر ، وداري اسم صبياني " " ولكن عاطفي وحنون " اضاف لانشياني " هل يوحي زوجك اليك بالخوف والاحترام ؟" " اني احني رأسي ياسنيور لكل شخص موهوب ، عندما عملت في احد المستشفيات لأول مرة كنت اندهش لألمعية الاطباء الجراحين ، وكما قالت امرأة شابة مريضة ، ليس شبابهم الذي يخيف بل حذقهم ، واحياناً افكر في ان العظام من الكتاب يشرحون بنفس طريقة الجراحين " " مقارنتكِ تحليلية " جلس روداري على كرسي عريض من الجلد وسوى ثنية بنطلونه الانيق وهو ينظر الى الفي نظرة ساخرة وردت على كلمته محتجة :" اوه ، كلا ، انا لا اعني .. المسألة انك تستطيع ان تفتت القلب بكلماتك كما يشرحه الطبيب بالمبضع ، والجراحون في معظمهم ليسوا عديمي الاحساس او الشفقة ، تعرفت على جرّاح مدهش في المستشفى الوطني للقلب ، كان دائماً يخصص جزءً من وقته لتمضية بضع دقائق في حديث ودّي مع مرضاه الذين كانوا يحبونه بطبيعة الحال " " اسمعت ياداري ؟ ليست عروساً لك بل معجبة كبيرة بك " التفتت الفي الى لانشياني عندما استبانت رنة ساخرة في صوته ام دلالة على الغيرة من روداري الذي برغم نقائضه لا يسع النساء الا ان يحببنه .. ولما وجه هذا الجنوبي نظرة اليها اخفضت عينيها لتخفي نفورها منه ، ويشبه روداري ! قد يتصرف روداري بشراسة احياناً ، ولكن غريزتها تقول لها بأن لانشياني اسوء منه بكثير ، كلاهما موهوبان ، ولكنهما يستوحيان من منبعين مختلفين ، فأن مدير الافلام متأصل من ازقة نابولي ، وكونه ماهراً وداهية ومقامراً قد يستغل غيره ليكتسب الممتلكات والجوائز التي يتلذذ بها بالاضافة الى الشهرة والثروة والجمال المتألق كل هذا يكون مملكته ، فأما ان يرفعه عالياً في الاضواء او ينزله الى الحضيض . تمنت لو يرحل وتشوقت لسماع صوته يقول انه يجب ان يذهب ، الا انه تابع الحديث عن نفسه وعن الافلام التي عملها والتي تكلمت بجرأة عن حقيقة تجنبها صانعوا الافلام اقل جرأة منه .. وتابع لانشياني حديثه قائلاً :" الحب جزء مقوم اساسي للحياة والافلام على السواء ، ليس انفعالاً عاطفياً ، انه جوهري " مد ذراعه في محاذاة قمة ظهر الاريكة الجلدية وجاست اصابعه السلسلة قريباً جداً من كتف الفي وظل يتكلم في متابعاً موضوعه :" يفاجئنا كالعاصفة ، وقد يدوم أياماً واحياناً سنوات او الحياة بطولها او حتى ليلة واحدة ، ولكن ، وياللسماء ، لايحق لأي رجل او أمرأة المطالبة بتسام كامل منذ اللحظة التي يبدأ فيها حتى يتلاشى والا يصبح ذلك مطلق العبودية " " هذا يتطلب حبّاً كاملاً يا صديقي مشابهاً لحب راهبة لدعوتها ليس لكل واحد الشجاعة الكافية ليعطي بهذا القدر ولكن العالم لايخلو من محبين من هذا النوع ، نعم ، وبالرغم من اعتقادك البديهي يانيكولا بالحب من اجل المتعة .. " المتعة ياصديقي ، المتعة ، مليون مرة اكثر من ثوب الراهب الخشن وحجارة الادبرة " ضحك لانشياني وانكمشت الفي من جراء لمس رقبتها بأطراف اصابعه ، اصابتها حالة عصبية وشعور بالتوتر كادت تصرخ في وجهه انه غير مرغوب فيه في بيتها ، ولكن صديق روداري وهي ليست سوى تلك الزوجة الشابة التي ستبقى في كورفينيا في غياب زوجها خلال تصوير الافلام مع لانشياني في جزيرة صقلية . قدم لانشياني العنب لألفي التي كانت قد رتبته في صحن اصولاً بحسن الضيافة قائلاً :" يجب ان تأكلي شيئاً من العنب ، لاترفضي طلبي بـأنكِ تصدقين الاسطورة القائلة ان الشيطان موجود في كل بزرة من حبات العنب ، ربما هو موجود ، الا ترين اغراء لونها ، كشفاه المرأة ؟ " " لك مطلق الحرية في ان تأكل ماتشاء منه يا سنيور " " الا تفضلين تسميتي بنيكولا ؟ " اومضت عيناه عندما قذف بحبة عنب في فمه وهو يضحك قائلاً :" لدينا سحر وعنب ولكن بلا موسيقى ، ولماذا لاتسلينا ياروداري وتغني لنا ؟ هل علمتِ يا إلفي ان زوجك غنى في البندقية اثانء تصوير فيلم ( الاميرة كابريس ) ؟ قل لي ياصديقي ، هل تنوي كتابة تكلمة لتلك القصة ؟ اتت لنا القصة بنجاح كبير ! اتذكر ذلك ؟ الحقيقة اننا نفذنا بريشنا في النهاية المأساوية لقصة الحب تلك .. " يمكن اعطاء الخاتمة اكثر اشراقاً " رأت الفي زوجها يبتسم ولكن تعبير عينيه كشف عن حزن صبياني يكاد يرسل الدموع من عينيه سبب لها كآبة جسيمة ، البندقية .. اغاني الحب في الجندول .. امرأة جميلة تعرف انها ستتزوج برجل آخر .. برجل وعدوها له منذُ طفولتها حسب التقاليد اللاتينية ، اتوجد قصة اكثر اثارة للمشاعر ؟ " هيا روداري ، لست من النوع الخجول ! غن لنا ( سلطان القدر ) البيانو موجود ولطالما غنيت لنا في حفلات في الاستوديو وانني واثق ان زوجتك ستتمتع بالاغنية ، وعمق تبصرها بالامور يجعلها تؤمن بحتمية القدر وسطوته وبدموع الحياة ومخاوفها .. " ونظر اليها ليلفت انتباهها وبدا لها ان عينيه السوداوين تقولان لها :" كان يوم امس من ايام القدر ، الم يكن مكتوباً ؟ ولو كنت وحدكِ لغرقتِ وقضيتِ . " " غن يا روداري " توسلت الفي اليه " ارجوك . لم اسمعك تغني جديا الا بتقطع في الحمام حيث يبدو صوتك كصوت ثور يتعثر في الماء " " الف شكل " اجاب زوجها " كلا ، ليس لي صوت هذه الليلة ، والوقت متأخر ، ثم يبدو عليك التعب وحان ان تذهب الى بيتك نيكولا " " الى شقتي الخاوية على السطح ؟ " عبس وجهه محزوناً " هل سمعت آخر طرفة ياصديقي ؟ اني مازلت افتقد تلك المرأة الحمراء الشعر والعاطفة التي ساء حظي ان اتزوجها ، لها سحر لعين ... كان يجب حرقها لهجرها اياي " علق روداري قائلاً :" ظننت ان الحب اسطورة وعبودية اليس كذلك ؟ " " كلا ، انه جحيم من الشهوات ، هذا كل ما هنالك ، كنت اكره تلك المخلوقة ، ولكن حاجتي اليها تسبب لي الماً في كل قطعة من جسمي " نهض لانشياني متكاسلاً وسوى ربطة عنقه وملس شعره وبدا كطفل كبير ساخط من نفسه لأنه حطم لعبته المفضلة ، والتفت الى الفي وقال :" انا شاكر لكِ لأنكِ تحملتني ، كان عشاؤكِ ممتازاً واني معجب بكِ رغم اني لم اعجبكِ ، انه لشي غريب ان يدرك الانسان هذه الاشياء بحسه ، ولكن هل تسمحين لي .. ان اقول ماتذكرني به عيناك ؟ " " شرط ان يكون هذا الشيء زهرة الربيع " ردت عليه بحزم " اصبح هذا القول مأثوراُ يوجه لكل خجوله ووجلة " " خجولة ؟ عروس فورتوناتو خجولة ؟!! اسمعي هذا : على طول الدرب الهاديء مشى الفجر بخفين من فضة سرى كفتاة بالرعب قلبها ابتلى هكذا تبدين في فم الشاعر اوسكار وايلد " وقف روداري ويده في جيب سترته وقال :" لا تتعب ، ولا تصب دهائك على الفي .. انها لا تطمح في ان تصبح نجمة سينمائية . " " هذه خسارة يؤسف لها ، في عينيها شيء من موناليزا ومقدار من غريتا غاربو عدا مافيهما من اسرار تميّزهما ، ستبدع في دور هيلوبز او بياتريس ، بياتريس على الجسر حيث مرّ دانتي الانسان الغالي واكتنفه الحب الخالد .. " مشى نحو الباب وقال :" طابت ليلتكِ ياسنيورا ، من المؤسف حقاً انكِ لن ترافقينا الى صقلية " وقفت الفي تتطلع الذي خرج منه لانشياني وسمعته يسير نحو الباب الرئيسي ، كانت رائحة دخان السيكار تملأ الغرفة ومقاطع من الحديث ترن في اذنيها تاركة بصماتها فيها ، وفجأة شعرت باعياء عاطفي فارتمت بين الوسائد على الاريكة ، استسلمت لتعبها وانتظرت روداري ولكنها لم تشعر بالقوة لتطلب من اخذها الى صقلية ، لن تشطيع ان تناشده ومع ذلك فانها تحس بأن شيئاً سيحدث لزواجهما ويكاد يكون هذا الشي ملموساً وهو كالالم يمزق قلبها ويقطع اوصالها ، كانت اعصابها تصرخ لأن يأخذها روداري ولكن عندما عاد الى الصالون الصغير وجدها متكومه بين الوسائد بلا حراك كدمية يلهو بها ويضعها على الرف عندما ينهمك بأشياء اكثر جدية في الحياة من حيوان بيتي مدلل ينساه في الحال .. وقف قربها وهو ينظر اليها مبتسماً :" اكتشفتِ ان نيكولا ابعد من ان يحب ، هيه ؟ " " إنه متعاظم بنفسه نوعاً ما ، هل لفت احدهم نظرك الى الشبه بينكما ولو بشكل مزخرف ؟ " " الكثيرون من الايطاليين يتشابهون خصوصاً بسواد شعرهم والعينين وبطريقة نظرتهم الى المرأة ، هل يضير تقدير الذكر الايطالي لاختلاف المرأة الكلي عن الرجل ، انها نقيضه جسماً وروحاً واحساساً وفي الوقت نفسه نظيرته واكماله ورفاهيته وسلواه " " يبدو مديرك شخصاً كثير الاضطراب والارتباك ، هل هذا مايدفعك الى منحه صداقتك ياروداري ؟ وارى انه اسهل عليه خلق اعداء له من كسب اصدقاء ، خذ مثلاً طريقة كلامه عن أمرأته ، تكلم كأنها ملكه وأنه لن يغفر لها جرأته في التخلي عنه ، من المؤكد انهما تلاحما كنمرين مفترسين " " نعم ، ولهذا يجب ابقاؤه ضمن حدود الهدوء ، ولكن له عبقرية لدرجة ما في اساليبه ، ولي اسبابي الخاصة لدعوته الى بيتي وذلك لم يعد يؤمن بوجود الصلاح والطيبة والسعادة لأن اليس هجرته بهذه الطريقة ، وأملي هو أن يدرك الصواب قبل فوات الآوان " " ولكن يظهر إن كل مايبتغيه هو المال ، وقلت انت نفسك أنه سيصبح مليونيراً قبل سن الاربعين " " قد يحدث ذلك له " " أي أن يتزوج ؟ " ضحكت الفي لهذه الفكرة " ربما احدى الفتيات اللواتي تبهرهن الافلام ، يكفي النظر اليه يارودراي لترى الشيطان متجسماً فيه " " ولكن الشيطان فيّ انا ايضاً ، أنتِ قلتِ لي ذلك في اكثر من مناسبة " جلس روداري بجانبها ووضع ذراعه حول جسمها النحيل وثبت عينيه السوداوين في عينيها ورأت في سوداهما الحالك شعلة ناعمة ومتوهجة جالت بعينيها على وجهه المتسلط ولم تر فيه اثراً للغرور والانغماس في الاهواء والبخل كما رأت في وجه لانشياني ، وإما شيطان روداري فهو مرتبط بكاميلا ، بحب تحطم ودفعه الى نيكولينا .. قالت الفي :" انت ناعم وغامض ياروداري ، وانا لا اعرف من انت وما انت ، اعرف لمسك وقبلاتك او غضبك عندما ارتكب شيئاً كالغرق " " مسكينة انتِ ، دعيني اصلح اخطائي ، انتِ ناعمة وحرّ صقلية قد لا تتحملينه يا إلفي ... الفي ؟! " " نعم يا روداري ؟ " ابتعد قليلاً عنها ولم يمسّها ، نظر اليها فقط ، ونظرته كهربتها ، احست فيه بتناقضات طبيعته وشهواته الحارة ، واهتزازات قلبه بقدر ما احست بنبضاته ، احمّر وجهها وهو يتطلع اليها .. هل ظن ان الدكتور روسي وجد انها حامل ؟ " لا تخفي عنّي اسراراً يا إلفي ! " " انت الذي كلك اسرار يا سنيور " " انا من الجنس اللاتيني واكبرك سنّا ، انا زوجكِ " " وعليّ ان اتلقى اوامرك ؟ " " وهل اوامري قاسية جداً ؟ واذا ابقيتكِ في كورفينيا فذلك لخيرك ! والآن اريد ان اقدم لكِ هذا .. " اخرج شيئاً من جيبه واحست بأطراف اصابعه وقال :" ابقي كما انتِ ريثما آتي بمرآة .. " انزل على الحائط مرآة فنيسية مزخرفة ورفعها امامها بحيث تتمكن من رؤية نفسها متكئة كعبدة يملكها تتدلى من اذنيها قرطان من الياقوت المرصع بتخسريم دقيق من الذهب الخالص العتيق الايطالي الصنع والهندسة " اوه " شهقت مذهولة ولمستها باصابعها :" جميلة حقاً وحية كشعلات صغيرة ، انك مسرف لحد الجنون يا روداري ولكنني احبها فعلاً " " انها تليق بكِ وتنسجم مع جلدكِ الابيض " وضع المرآة جانباً واقترب منها واحست بيديه القويتين كما احست بلمسته تخترق جسمها حتى العظم واعطت نفسها انطباعاً بإنه قد يعصرها ويدفعها الى الصراخ كما يصرخ المعذبون في لحظات النزاع ، وماعساه يسمع عندئذ ؟ سيسمع صرخة نابعة من روحها لتطلب من ان يعترف او أن يفكر أن له ابناً من فتاة اخرى " كيف ستشكرينني ؟ " طوقها بذراع فولاذية وتابع يقول :" هيا يافتاتي ، ماذا ستعطيني بالمقابل ؟ " كانت جالسة متكئة برأسها على ذراعه ووجهه امام وجهها يكاد يلتصق به ويتملكه الى درجة اخافتها ، لم تدرك قبل الآن ان الحب قوة حيّة تفوق العقل والشك والوعي ، انه ادخلها حياته لأنه انسان انفعالي ولا يستطيع العيش وحده وكانت يدها المحملة بخاتمه موجودة على صدره فوق القلب الذي كانت نبضاته تصل الى اطراف اصابعها ، ورغم هذا القرب فأن كاميلا واقفة حائلاً بينهما " ماتحب ان اقدم لك لا املك نقوداً واذواقك متنوعة ياسنيور " نظر مليّا اليها وقطب حاجبيه وقال :" لا اطلب منك شيئاً يشترى بالمال " " لكنك تقدم اشياءً تشترى ، احسن الثياب ومجوهرات خيالية وغرفة مؤثثة بأحسن اثاث ، لم تشعر ابداً ... بالحاجة الى شراء عروس ! " " الا اقدم لكِ كل ماتشتهيه المرأة ؟ " " اشياء مادّية " " اعترفي بإنكِ لاتسرين اذا نظرت امرأة ما باعجاب الى ثوبك ومجوهراتك ؟ " " وإلى زوجي ؟ " " اظن بإنكِ تحبين احياناً كونكِ عروس لفورتوناتو " " لا تكن قاسياً يا روداري " " وهل هذا قاسٍ ؟ " تملصت منه ، لا تريد الاستسلام لمرارة هذه الحلاوة ، لا تريد ان تتقاسمه مع الاخريات " لا ... لا .. لا تلمسني يا روداري " ابتعد عنها وقدحت عيناه ناراً وهو يتفرس في وجهها المتألم وقال غاضباً :" الم يعد في استطاعتكِ ان تدفعي لي مقابل ما اقدمه لكِ ؟ ياملاكي المعذّب ، لا تنظري اليّ هكذا .. تعزي لأني سأبتعد عنكِ مدة اسبوعين كاملين .. وعلى هذا قد نذهب غداً الى كورفينيا وهكذا تتحررين من وجودكِ معي عدا هذه الليلة وقد خطر لي ان اذهب الآن واعمل في مكتبي " نهض وزرر سترته وقال بعدما نظر الى ساعته :" اذهبي الى الفراش ياعزيزتي وحاولي ان تنامي ، طابت ليلتكِ " استدار وخرج من الصالون وسمعته يغلق باب مكتبه وتبع ذلك هدوء تام ، احست بدموع ساخنة تسيل من عينيها وحاولت ايقافها ، واحست بقلبها يتألم وشعرت بشيء يدفعها للركض اليه كي تكلمه عن الحقيقة المؤلمة المرة ، ليست لمساته التي لا تتحملها بل حيرتها فيما اذا كان الحب الذي تمنحه له انما تمنحه لعشيق نيكولينا ! رتبت الوسادات على الاريكة وحملت الصينية وتوابعها وذهبت الى المطبخ حيث غسلت كل شيء واعادته الى مكانه والقت بنظرة حول المطبخ لتتأكد ان املكار سيجد كل شيء كما يحب ، ومرت امام المكتب وهي ذاهبة الى غرفتها ولكنها لم تسمع صوت الآلة الكاتبة ، توقفت عند الباب ورأت روداري في مخيلتها واقفاً بأنفه أمام النافذة ينظر الى السماء ويناجي النجوم التي تغمس بعيونها الذهبية وتتلألأ ثم تتناعس ، أم هو الآن مسترخٍ في كرسيه الجلدي العريض الذي جلست فيه مرة ورأت نفسها نقطة صغيرة بالنسبة الى حجمه ؟ تعرف الغرفة بتفاصيلها حيث يكتب مؤلفاته المشهورة .. من موجودات مكتبه المكتب الايطالي الضخم والمصباح الزجاجي الياقوتي اللون المتنصب في إحدى الزوايا يقابله في زاوية اخرى كأس من عصر بورجيا له جانب لامع وله فتحة يصب من المتآمر بضع قطرات من السم ، وعلى المكتب آلة الكاتبة بغطاء من جلد التمساح جاهزة للإستعمال ، وبالاضافة الى ذلك رسوم تزيّن جدران الغرفة تسر لها العين ، الغرفة بسيطة جداً ولكن حلوة بما فيها من خزائن عتيقة مرصعة بالنحاس الذهبي تحتوي على ملفاته وتدويناته ، ويكتمل جمال الغرفة بالسجادة العريضة المسنجمة لوناً مع الستائر القرمزية .. روداري مولع ببيئة كهذه وهو يحتاج اليها ، انها جزء من طبيعته التي تنم ميزة خاصة فيه وسلطان وسطوةٍ طبيعيين وألمعية فكرية ، ولا تنكر انها تهتز وتسحر عندما يطوقها بين ذراعيه فتنسى كل شيء .. الا ان مواهبه هذه خطرة لأنها تدفع الناس الى حبّه وتغاضيهم عن هفواته وعلى الفي الآن ان تجد القوة والشجاعة الكافية لأن تسأله - ربما لدى عودته من صقلية - عن طفل نيكولينا ذي الرموش السوداء والتجويفة في وسط ذقنه ! | ||||||||||
|
| |
|
06-05-14, 11:06 PM
| #130 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| كتابة ماسة الرومانسية samahss الفصل العاشر فجاة قبل طلوع الضوء سارت بهما السيارة فى المقاطعة السابينيه حيث البر اللطيف الشاسع وراء مدينة روما حيث نبات اللفت يلمع كالنحاس فى ضوء الشمس وتعج الاخاديد وجدوال الماء بالازهار اما صفاء النهار فبدا ذهبيا ومبهجا بالكروم وبساتين الزيتون امتلاء الهواء بعبير الصيف وتطاير شعر الفي حول راسها لان السيارة كانت مكشوفة ودلت زرقه السماء ونقاوته على طقس جميل سيدوم بضعه ايام. سيكون نهارها خاويا ولكن ليلها اقل فراغا لان رودارى سيكون غائبا من فيلا كورفينا .القت نظرة على يديه الممسكتين بالمقود .اظافره مقلمه ونظيفة ولااثر لاى خاتم فى اصابعه. وسرت فى جسمها رجفه خفيفه لان هاتين اليدين الجملتين القاسيتين اختبرناها بقوتهم ولم تاسف لذلك .الم يهمس لها فى اذنها بلغته الايطالية التى تتعلمها ان لها جلدا بنعومة الحرير .ولكن الم يهمس ايضا مرات ومرات العبارات ذاتها فى اذان غيرها من النساء .وكم من مرة اهتزت النسوة بلمساته وتملقه . وبحركة عصبية شدت الفي على سلسلة جردانها ونظرت الى جانب وجهه ووجدته جامدا وبعيدا .تذكرت عندما عبرا مقاطعة نوسكانا يوم زفافهما وكما تملكها الخوف من المستقبل حينذاك كذلك تملكهاالان.فقط لو تستطيع ان تصرح بالاسئله المستحوذة على ذهنها . من منا يا رودارى تستطيع ان تجلب لك السعادة الحقيقيه اهى الكونتيسة التى وقعت فى حبها فى مدينة البندقيه ام فتاة الجزيرة الفاتنة التى وجدتها فى روما ام الممرضه الانكليزية التى تعرفت عليها فى جبال الالب والتى بدت لك فى وجلها غير عادية والتى نفرت منك فلحقت بها وامسكت بها واحست بقوة عضلاتك مثل ابولو وهو يطارد الحوريه فى مكان لاملجاءتختبىء فيه. وفقط عندما لاحظ روداى ابتسامة خفيفة على شفتيها لم تستطع مقاومتها القى نظرة عجل عليها ولكن بدون ان يلتفت اليها وفاجاها بسؤاله. لماذا تبتسمين هل تتاملين والفرح يملاء قلبك فى غياب زوجك كلا ... صدقنى سافتقدك ارجو انك لاتتصرفى مندفعه كالطفل مرة اخرى وصقلية ابعد من كورفينا عن روما وقد يغريك هذا. انى متاكدة من ان جدتك ستسهر على بعين النسر ويدلنى احساسى بان جدتك اكثر صرامه منك فى حراسة افراد العائلة . هل ممكن ان افهم سبب شعورك هذا الكونتيسة امراة وانت يا سنيور رجل بلاادنى شك. ارك ثرثارة يا عزيزتى وفى يقينى انك تتوقين من كل قلبك الى غيابى ...لاتحاولى انكار ذلك والليلة الماضية دليل على ذلك . كونك فتاةانكليزيه تنفرين من سيطرة الغير عليك . ربتك بيئتك على عدم الاستسلام الكلى للرجل فانك تكرهين بعض عاداتى اللاتينية مثلا. ولك اراء واحساسات واسرار لاترغبين فى ان اشاركك فيها ولذا ارى من اللزوم ان اتقبل طرفك واحترم تحفظاتك وارجو ان تسامحينى اذا كنت فقدت صبرى معك احيانا هناك اعتقاد عند كل لاتينى تقريبا بان على الاخرين ان يهووا ما هو له. مثل هذه السيارة المندفعة يارودارى انا اعرف انى من هذه الفئه وعلى نفس مستوى الاراضى الشاسعه التى تقوم عليها فيلا كورفينا او بالاحرى على خرائب احدى المزارع السابينية التى نهبها الرومانيون الذين كانوا يشبهونك ويسلكون مسلكك. لاافهم ما تعنين بانتهاجهم مسلكا كمسلكى. قرات كتب التاريخ يارودارى . اختطف الرومان الفتيات السابينيات كالدجاج وسخروا من مقاومتهن الشديدة من توسلاتهن النساء لهن شعور واحساس ولسن مجرد شىء او العوبه. ارجو الا ياتى اليوم ياعزيزتى 'قال رودارى ضاحكا' الذى فيه تنقطع النساء عن تقديم التسليه والمتعة . وكل كلام عن المساوة بين الرجل والمراة هراء . كيف يمكن للمراة ان تكون مساوية للرجل وهى صاحبة الفتنة والجمال وهى صاحبة القوة التى بابتسامه تثير المشاعر المساواة لايوجد شىء كهذا او لن يوجد . المراة تحمل سرالحياة فى جسدها واذا لاحقها الرجل واستولى عليها فانه يريد ديمومة الحياة. هذه غريزته البدائيه...واذا ضحت كتب التاريخ فقد تعلقت النسوة السابينيات بمختطفيهن المحاربين الرومان ولم يعدن الى المزارع ليعتنين بالماشية. دخلت السيارة الان طريقا بريا جانبيا وعرا يعبر حقولا مزروعة ويبدو انه ملك خاص . بقيت الفي ملجومة اللسان بقوة اقناعه ولكن فى لحظة فقط تفجرت فى ذهنها معانى كلماته بكاملها . هل وقف فى رهبة بجانب السريركما قال عندما راى طفلا شبيها له يولد من فتاة عادية حطم قلبها احست الفي بقلبها يرف كجناحى عصفور حبيس. دخلت السيارة طريقا ترتفع التلال على جانبيه معشوشية بالحشائش البرية ومزركشه بانواع الازهار المنثورة هنا وهناك . لم يعكر الهدوء حولهما سوى طنين اجراس الماعز من حين لاخر ومحرك السيارة طبعا. هذه هى المشاهد التى رسمها عظماء الرسامين الايطاليين مشاهد لم تؤثر فيها السنوات ولا حتى الاجيال. وفى هذه الحقول بالذات تشتت النساء السابينيات فارات من الجنود الذين اختطفوهن بلا رحمة من بيئتهن الريفيه وحملوهن الى خيامهم حيث الدروع والسيوف . تلون هذا المشهد الريفى بلونى الفضه والبنى وكونت اشجار الكستناء حدودا فاصله بين المزارع ذات القرميد الاحمر والمصاريع الخشبيه المدهونة والاقواس حيث تقوم حظائر الحيوانات والسلالم الحجرية المؤديه الى غرف العائلة .كيف لاتثير هذه الابنيه التاريخيه القديمة الذكريات. رات الفي نبات الزئبق البروقى منتشرا فى كل مكان ازرق ومزدهرا ولكن افكارها كانت فى هذا الطقس البديع معتمه معذبة . دخلت السيارة الطريق المؤدى الى فيلا كورفينا تظلله اشجار السرو الشامخة الواقفة هناك كانها صف من الحرس كما رمزت اليه الفي فى ذهنها. وفجاة اتت السيارة امام الفيلا بعد اخر منعطف وجدت الفي جلالا فيها وجمالا ايطاليا هادئا المها فى صميم قلبها لانها اثارت فيها احساسا كانت قد اقسمت على تفادى الشعور به اذحطمت القسم الذى اخذته على نفسها على الاتحب شيئا غير هذا الرجل الشيطانى الوقح الذى بجاذبيته الفذة يصبح قانونا وشرعا مطاعا هذا الرجل الذى يتقبل ويرذل كما يشاء ويتحدث ويكتب كالملائكة ولكن بدون ان يلتزم باى شىء يكتب عنه. توقفت السيارة عند قاعدة الدرج الحجرى وشعرت الفي بضيق فى التنفس فى هذا الطقس الهادىء الحار. التفت رودارى وتطلع فيها . كان وسيما وانيقا واثقا من نفسه عالما بالامور الدنيوية . انه زوجها وتريد ان تكرهه ولكن احساسها يغدر بها فيتغلب عليها تريد ان تضربه لانه يجعلها تحبه بقدر ما تكرهه . تريد انتزاع كل الحقيقه منه وكل ماهو دفين فى قلبه انقطع حبل افكارها عندما احست بيده تاخذها من يدها فعادت كلماتها من حيث اتت. لاتنظرى الى هذا البيت كانه سجن . ستصل هلين بعد بضع دقائق لترحب بنا اظهرى سرورك بوجودك هنا. هل هذا امر تلقيه على كى اظهر مرحى وفرحى الجنونى بذلك قصدت فقط الانجعلهم يعرفون باننا تشاجرنا وانى اتركك هنا عقابا لك اة سيؤلم ذلك هلين التى تحبك وسيبهج الكونتيسة ان ترى بشائر نبوءتها مكتوبة فى عينيك. رفع وجهها وتفرس فيها وهو يعبس ثم قال يبدو لى الان ياعزيزتى ان عينيك المتمردتين تكرهاننى لماذا الانى اكتشفت انه يمكنك خيانتى مع رجل اخر الانى اوقفت اللعبه التى بداتها مع الشاب اللوزى العينين نعم .صحيح ما تقول ... راف شاب فاتن وانقذ حياتى فقط بعد ان كاد يتسبب فى موتك لقد تهور عندما دعاك للسباحة. راف لاتينى وككل لاتينى يعرف تماما المعرفة رد فعل كل زوج ايطالى فى ظرف كهذا مهما بلغت درجة براءة واخلاص الزوجة اناممتنة يارودارى ان تصدق حسن نيتى. كونى ممتنة لانى مازلت اعتقد بذلك. افترض انك اتيت بى الى هنا لتحافظ على عفتى وتبعدنى عن كل محاولة قد يقوم بها رجل ليلاحقنى. تكلمت بطلاقة مظهرة تالمها لانه يريد منها مسلكا ملائكيا بينما مسلكه ونيته بعيدان كل البعد عن رائحة القداسة سئمت عيناها الواسعتان من النظر الى هذا الشخص الساطى وشعرت بالكره نحو انفعالاتها كيف تتعذب حبا بهذا الرجل وتعرف بانه العاشق السرى لكاميلا وتعرف انه صاحب الحرف فى اسفل الكلمة الموجهة الى نكولينا التى احتفظت بها تحت وسادتها فى غرفتها فى مقهى الجزيرة انظرى الى البيت 'قال رودارى امرا 'هل له هيئه السجن يبدو القدم على وجهة المبنى ولكنه جميل وهو مبنى من الحجر الذى اكتسب مع الزمن صبغة الشمس . ويزين واجهة البيت نبات الغوشية الارجوانية والدفلى العطرة اما درايزون السلم والشرفة فهو من الحديد وعلى جانبى الباب المحفور مصباحان كجوهرتين ومن الاكيد ان هذه الفيلا نعمت بزمان كله حبور ورومانطيقية والان تغط فى سبات حرارة الشمس وتتوقع ولكن بدون امل سماع اصوات المرح وصدى اصوات الشبان وحفيف الفساتين الحريرية والحب الذى يحيى البيوت القديمة منها والحديثة. يتبع جمال الفيلا من هندستها الباروكية التى سادت فى القرن السابع عشر وللفيلا برج يضفى معنى على سحرها واعمدة المدخل المسقوف تلفها الكرمة وتتلوى حتى تصل الشرفات وتغطيها بمعطف من خضرة اوراقها. البيت ليس سجنا بل مسكنا بعصر قلب الفي لان حياة الفيلات حلم حياتها ولكن غير تلك التى تنتظرها الان . كان يجب ان تحبها من النظرة الاولى كما احبت رودارى ذلك الحب الذى خيب امالها. والان 'قال وهو مازال ممسكا بذقنها ' هل تظنين اننى ساقفل عليك فى البرج مع اشغال التطريز لتتسلى بها لم اتعلم التطريز ابدا حقا كنت اظن ان كل النساء ماهرات فيه وخاصة فى تطريز الحقائق ولكنهن يستطعن تفصيل الحرير الى اى نماذج تلائمهن. ارجوك كف عن ذلك. تملصت منه عندما ظهرت امراة رشيقة من باب جانبى. كانت هذه هلين . فاسرعت نحوهما فى الباحة لتحيتهما. ترتدى بنطلونا قاتما وقميصا فاتحة. رحبت وابتسامة عريضة تنير وجهها. يبدو انك مسرورة بالتخلص منى. تكلم بجفاء وهو خارج من السيارة ليلف حولها ويخرج حقائب الفي. كلا.ليس هذا . لا اتوق الى بعدك بل يطيب لى ان اكون فى رفقة الفي وانت منشغل بافلامك فى وقت تكون فيه صقلية اقرب الى فرن خاصة بالنسبة الى الفي القادمة من انكلترا الباردة و الخضراء . ضحكت الفى وهم يدخلون الفيلا من باب جانبى وقالت ; ننعم انكلترا بقسط من حرارة الشمس التى تصل احيانا حوالى اربع وعشرين درجة مئوية فيشعر الانسان بالحر فى مستشفيات لندن قالت هلين كان بها تريد ان تبرر قرار رودارى بتركه زوجته فى الفيلا وعلاوة على ذلك تحدث زلازل فى صقلية والان يا اختى مارايك فى كورفينا تعرف الفيلا بانها من بين اجمل البيوت فى ايطاليا احبها طبعا لكن الحب يجعل المرء يتعامى عن بعض الهفوات وتسمى جدتى البرج بالطفل غير الشرعى ذلك لانه كان اصلا جزءا من قصر قديم تهدم . وحجر الفيلا والبرج ايطالى وهذا ماجعل لون الحجرين يتشابه . مثل الزوج وامراته التى تصغرة سنا واللذين تمتزج الوانهما مع مر الزمن وتتقارب اذواقهما فتتشابه فتبدو كانها ذوق واحد . ادهش هذا القول الفي . هل تعتقد هلين بان الزمن سيربطها برودارى فيمتزجان نعم فهى مخلوقة رومانطيقية وقد تصاب بصدمة لو اطلعت على حقيقة شقيقها ذى النظرات الباهرة وموهبة الكتابة قد تشاكس مع اخيها ولكنها فخورة به وبالاسم الذى اكتسبه فى عالم الادب.والدليل على ذلك الابتسامة التى استقبلته بها والتى اظهرت افتخارها به وحبها له.حز هذا المشهد فى قلب الفي وضبطت انة الم كانت ستخرج من فمها .كانت تنظر اليه بعينين واسعتين فى اول ايام زواجهما وكان افتخارها به بدون حدود بالرغم من ان ركبتيها اصفكتا عندما ركعت بجانبه اثناء الزفاف وتكلمت مع ذاتها قائله زوجى . هذا الرجل الطويل المستقيم ذو الشهرة الواسعة تلفظ لتوه باللاتينية بانى له روحا وجسدا وان عليه ان يحبنى ...المحبة بكل تاكيد احلى وارق كلمة يتلفظ بها انسان . بهرها البهو الكبير الذى بدا رومانطيقيا مثل واجهه البيت .السقف تغطيه لوحات حصية يبدو انها رسمت بعد حفرها بمهارة لاتوجد الالدى الرسامين الايطاليين ودهشت بطلاء معدنى صاف متناسق الالوان . يقف السقف على اعمدة تحملها تماثيل منحوتة وارض البهو مبلطة بالرخام وعلى جوانب البهو قناطر فيها ارائك منجدة بالقماش المقصب واوان ثمنية ومرايا فى اطارات مذهبة. وبوجه عام ان الاثر الذى يتركه هذا المظهر مدهش باوراق وازهار متشابكة ومتوج بقبة والسلم فى جملته يشبه قفص عصفور. وترى الفي نفسها فى فستانها الابيض والوشاح الملتف حول عنقها فى غير محلها وسط هذا المحيط الايطالى بينما كانت هلين وزوجها قبل وفاته متلائمين معه تماما كانهما صورتان نزلتا من السقف الميثولوجى بملامحهما وتقاطعيهما اللاتينية وعيونهما المعبرة وحواجبهما وشعرهما الملفت للانظارولا غرو ان يكون الرسامون الايطاليون بهذه المهارة. فلم ينقصهم الوحى ولا الوجوه ليرسموها ولا المشاهد الطبيعيه باشجار الزيتون على منحدراتها او بساتين الحمضيات او المدن التى تذكرك بالمؤامرات والعواطف والاهواء. فى تلك اللحظة فقد تكشف لالفي حبها واصبحت عروسا فيها . لن تتحمل حتى فكرة الرحيل عن هذه الارض الربيعية ونبات الازالية والدقلى وعن اطفالها العسلى البشرة ذوى العيون السوداء وعن الليالى الناعمة...وعن البهجة الحسية التى يشعر بها المرء وراء الجدران الدافئة وعن ازدهار اشجار الفواكه وعن اكتشافها لغتى الايطاليين بروحهم وكياستهم فى طريقة حبهم اى المزيج بين الروحانى والشيطانى. امعنت النظر فى انيه فيها زنابق طويلة تبدو كانها ابواق ملائكة تنتظر ان ينفخ احد فيها فتصدح. وجدت نفسها شابة صغيرة بلا حماية ستترك بعد وقت قصير بين ايدى جدة رودارى الكونتيسة دى فورتونا تو لم تدر لماذا اعترتها رعشة خفيفة عندما رات رودارى اتيا حيث هى واقفة عند السلم الحديدى وهو ينظر اليها بعينين ساخرتين لاتحبس فى هذا السلم طيورا او عرائس مع انه كاف ليحتويك . لماذا لهذا الانكماش يا الفي والبؤس اة ... لان كعب حذائك قصير رايت نفسى اطول مما انا وعملاقا على وشك ان التهمك . انزلق نظرها من وجهه الى كتفيه العريضين الناعمى الملمس والفولاذى القوة وداخلها احساس غريب من الضعف .فسيودعها عن قريب وسيعود بسيارته الى روما ليستقل الطائرة الى صقلية .تفضل ان يبقى بجانبها ولكنها تخشى عذاب الشك والانكماش كلما لمسها كانه سينتزع حبها الطاهر من قلبها .تريد هذا الرجل لها بكليته ولاتتحمل ان تملك ثلث قلبه فقط هذا حذاء الريف لاتستطيع الفتاة صعود التلال والسير فى الطريق البرية فى حذاء المدنية وقد اركض عارية القدمين كالنساء السابينيات اختفت ابتسامته وحل محلها عبوس مخيف . لامانع من ان تمثلى دور امراة سابينية ولكن عليك الانتظار حتى عودتى لننهى اللعبة معا . انتبهى .فالهواء هنا مسكر اسلكى مسلك الطفلة كما يحلو لك. لكن اياك ثم اياك والاندفاع الارعن مثل ذاك اليوم قد يغضون النظر فى انكلترا عن عروس شابة تصادق شابا ولكن الايطاليين هنا غير متسامحين فى نظرياتهم . الزواج شىء مقدس . وجهت اليه عينين قد تبدوان متشائمتين لوانهما لم تظهرا بمظهر المتالمتين والمرتبكتين قالت معلقة هل هو حقا مقدس يا رودارى مقدس بالنسبة اليك اى له شرع خاص بالازواج واخر خاص بالزوجات الرجل هو السيد اذا كان هذا ماتعنين. ام هل انت انثوية وغير منطقية يمتزج كلاهما فيصبحان واحدا فى عقلك كرجل اليس كذلك رسمت ابتسامة خفيفة والتفتت الى المكان حيث كان واقفا مع هلين يتحادثان . اختفت هلين وحذرتها غريزتها بانها ذهبت لتاتى بالكونتيسة .تسارعت نبضات قلبها فى صدرها وشدت على اضلاعها لتستبقى قلبها كمن يستبقى عصفورا فى قفص .وتوترت اعصابها كلية عندما اخذ رودارى يدها وانحنى ربما ليقبلها . تراجعت عنه قائلة لا... جدتك قادمة . تعلم جدتى اننا متزوجان . فلم هذا الحياء المفاجىء انى احذرك . لن اتحمل تقطيب الجبين وفى حال تجاهلك ذلك ستكتشف الجدة بانى صفعتك على قفاك بدل ان اعانقك . انا واثقة من ان ذلك سيسبب لها سرورا عظيما . اليس من الواجب ان تلتزم العرائس مكانهن فى غرفة النوم وغرفة الحضانة غضب وضغط على يدها بشدة فالمها ولم تستطع ان تكتم صرخة من المؤكد انها وصلت الى اذن جدته وهى تدخل البهو ويدها على ذراع حفيدتها . وعلى الفور انتزعت الفي يدها من يد رودارى ووقفت تحدق فى جدته كعصفور فار اصطيد فى قفص مذهب . اتسعت حدقة عينيها فى وجهها المكتئب وهى تواجه المراة التى تسببت فى هرب سابنينا من زوجها . كانت الجدة كهلة ولكن ارستوقراطية .انيقة بشعرها الازرق الفضى وفى طقمها الحريرى ياقة منشاة .بد وجهها منحوتا من ماضى الاسلاف خطته السنين وشمس ايطاليا . كانت شفتاها الرفيقتان خفيفتى الحمرة وتدلت من اذنيها لالىء سوداء وفى اصابعها خواتم مرصعة بالالماس واللالىء السوداء .رات الفي فيها خليطا من ميسالينا زوجة الامبراطور كلارديوس المبذرة وفى عينيها السمراوين سطوة لم تخب بعد . من الواضح ان هذه المراة تمتعت بسلطة كبيرة فى حياتها ولاتزال تمارسها كما يتبين من طريقة مشيتها بجانب هلين . اذن هذه الفتاة زوجتك يا رودارى تكلمت بشىء من الهزء ولكن يناقض ذلك ومضة اهتمام كبير فى نظرتها كان الكونتيسة لم تتوقع ان ترى امامها امراة بهذا الشباب وبهذه الشقرة الناعمة وبهذا الحياء . امراة مستعدة لتجابه الرومانى القوى الارادة الذى تزوجته . عندما سمعت ان حفيدى اتخذ له امراة اجنبية تخيلت فى الحال انها مغناج اقتحمت حياته بغوايتها كما يحدث للرجال الاثرياء والناجحين ولا يختلف رودارى عن غيره من البشر بالرغم من انه يشبه رجلا من البرونز ]وابتسمت الجدة واضافت [ لست مغناجا يا طفلتى . امل الا اكون كذلك ] اجابت الفي بسخط [ كنت ممرضة عندما تعرفت على رودارى وكنت فتاة عاملة منذ السادسة عشرة . لم يخل هذا الكلام من شىء من التحدى لان هذه المراة ستحتقر حتما اى عروس لحفيدها ان لم تنحدر من الارستوقراطية الايطالية ... تماما كما احتقرت سابنيتا . ولكن السنين تلين حتى عريكة الناس الاكثر استبدادا ونظرت الكونتيسة الى الفي بعين فيها احترام واضح وقالت لم يخبرنى شيئا عنك . لم يعطينى اية تفاصيل . فقط ارسل برقية قصيرة من روما تنثنى بزواجه بفتاة غير ايطالية ولالقب هذا كان بمثابة تهجم على طبعا ويعتبرنى حفيدى متزمتة صارمة . وانت هل اعتقدت بانى ركضت وراء الثروة . ويعتبرنى حفيدى متزمتة صارمة . وانت هل اعتقدت بانى ركضت وراء الثروة . كما تجرات على مجابهة رودارى هكذا تجرات على مجابهة هذه المراة التى لاتكاد تقوى على الصمود واقفة على ساقيها الهشتين حتى ان هلين ساعدتها بالجلوس على كرسى مقصب اشبه بعرش وعلى مسند تحت قدميها المنتعلتين حذاء من الاطلس يربطه ابزيم من الفضة . وبدت وهى جالسة على هذا الكرسى نحيلة كتمثال نحت من عاج قديم ثمين وكانت يداها المرتكزتين على ذراعى الكرسى بحجم قدميها الصغيرتين كما كانتا مثقلتين بخواتم مرصعة باحجار كبيرة . انا دائما من الراى الراسخ بان الايطالى الذى يتزواج فى منتصف الثلاثينات يكون اما متيما بالمراة التى تزوجها اومتبرما باصداقائه . وبما انك لست ذات جمال فتان فمسالة الافتتان تصبح خارجة عن الموضوع . رودارى من ال فورتوناتو ولما لم يجد التبرم له سبيلا ابدا الى عائلتنا فهذا ايضا يخرج عن الموضوع . قامت الكونتيسة بحركة بيديها كان هذا اللقاء مع عروس رودارى جردها من سلاحها ومن ملكة الكلام . لكنها تابعت تقول ربما تزوجك عن ولع بك هيه ربما شعر الاسد الرومانى بحاجة الى يد لطيفة على جلده الاسمر . انك حقا شجاعة وانكليزية صرفة ياطفلتى لتتجاسرى وتتحدى كبرياء فورتوناتو . اجابت الفي مبتسمة اظن انه كذلك . ولكنها احست بالاسد يتململ بجانبها كانه اراد ان يقول فورا بان شيئا من هذا لم يكن السبب المباشر فى زواجه بممرضة انكليزية كلها حياء .انه اراد فقط الانتقام من كاميلا ومن هذه السيدة العجوز المستبدة التى دفعت بامه الى الياس وعن غير قصد منها الى الموت . ان رودارى فرد من ال فورتوناتو مفترس بحبه. غيور على شرف عائلته وغير مستعد مطلقا للعفو عن الاهانة . التفت الكونتيسة الى هلين بمهابة وبعين لم تخف حنانا عميقا وقالت يجب ان نتناول القهوة ياهلين . هلا طلبت احضارها حالا يا جدتى وقالت لالفي تناولى كرسيا ياعزيزتى . وانت ايضا يا رودارى بدل ان تقف حيث انت مسيطرا علينا بحجمك . لايجب ان ناخذ اذ على ان اقابل لانشبانى فى مطار روما ثم اطير الى صقلية لانشيانى تبا له من رجل ]fبدت هلين متبرمه [ انه بسالفيه الاسودين وبعينيه النفاذتين اللتين تعريان كل امراة تنظران اليها بذكرنى برجال الابتزاز . لماذا تشاركه ليس من النوع الذى يليق بك . وانت لماذا تعملين بكل قواك فى الامور الاجتماعية ربما نحمل فى قلبنا شفقة بالغير اكثر مما نتصور . لااتصور انه يحتاج الى مساعدة ] فالت هلين غير مصدقه [ اما الناس فى المركز الاجتماعى فيحتاجون الى المساعدة ومؤاساة ويستحقون المشقة والاهتمام . ولكن لانشيانى اراه شيطانا متعجرف يكرس نفسه للحصول على المال ولغواية النساء اسائل نفسى عن عدد الفتيات الحالمات ومحبات الافلام اللوتى وقعن فى المشاكل بعد مقابلة بينهن وبين نابوليون السينما المتعالى ياله من خطاب طويل ] قال رودارى ضاحكا [ يحسن بك ان تطلبى القهوة لاخذ منها نصيبى فى ما تبقى لى من الوقت . انه نابوليون وساحضر القهوة بنفسى . هل يسمح لك وقتك بتناول قطعة من الحلوى بالكرز و القشدة كان عابسا وهو جالس قرب احد الاعمدة واضعا يده فى جيب بنطلونه وغارقا فى التفكير وكان ذكر الكرز وسحر هذا البيت واجتماعه بافراد العائلة انسته تفكيره واعادت الى ذهنه ذكريات طيش الشباب واحلامه . وعلى ذكر الكرز تذكرت الفي يوم اشتريا كرزا فى روما واكلاه بين خرائب المدينة التاريخية . لاتذكره هذه الفيلا السابينيه بالعناصر الماسوية القائمة على الجزيرة . وهنا لااشباح ولااسرار تهمه شخصيا وفى كل الاحوال لن يستقر فى الفيلا وكل تكتكه تصدر عن ساعة الحائط الفينسية تقرب لحظه وداعه . استعدت الفي لساعة الوداع ... صحيح انها تظهر مخالبها لحبه من حين لاخر الاانها تتالم لابتعاده عنها . نظرت اليه وهو جالس بجانب العامود ورد عليها بنظرة خلت من كل اشارة حنان . هل سيبقى كل ذلك الوقت فى صقلية ام سيدفعه تشوقه الى كاميلا للذهاب اليها مساء حفلة الرقص حيث سيشيح القناع عن وجهها الجميل اتتا هلين بصينيه القهوة والحلوى وبدا لالفي ان هذه اللحظة ذات جناحين ربما جناحا القدر الذى يخطط لفصلهما عن بعض . رفع نظره الى ساعة الحائط وهبط قلبها مع هذه النظرة . انحنى ليقبل جدته على خدها . وضعت جدته يدها على كتفه وتمتمت بضع كلمات بالايطالية لم تستطع الفي سماعها غير انها احست بانها تتعلق بها. تيبس جسمها عندما انتصب رودارى وتطلع اليها بعينين فيهما انفعال لاتستطيع وصفه ... ثم اسدل اجفانه ولم تعد ترى لهيب نظراته . على ان اذهب ياهلين . وجدت الكعك بالكرز لذيذا ولن انسى طعمه . اخرجى معى ياالفي لتودعينى . قادها كطفلة ونزلا السلم الى حيث السيارة السوداء . ورغم حرارة الشمس شعرت الفي بقشعريرة برد وهى تقدم وجنتها لقبلة رودارى .تنقاد اليه فى كل شىء كالطفل ورفعت وجهها اليه عندما لمس ذقنها... هل هذا تاثير كلام جدته له هل انقلبت الجدة ووافقت على عروسه وهمست فى اذنه بانها ستقيم الحفلات تكريما لها بعد عودته من صقلية لتعرفها على اصدقاء العائلة واذا صدف وحدث ذلك فسيصعب عليها الانفلات من رباط هذا الزواج الذى عقده بدون تفكير . فى ايطاليا مازال يعتبر الزواج سرا مقدسا . وهذا ما قاله هو بالذات . تلمست اصابعه الوشاح حول رقبتها وقال يبدو ان الجدة وقعت تحت تاثير عينيك الواسعتين وصارت ضحيه لهما . ربما ذلك بتاثير السنين التى لينت عريكتها ولذا يمكننى ان اتركك هنا فى كورفينا بدون ان يعرف نومى القلق فى صقلية حيث ننام على الشرفات بسبب الحرارة المرتفعة فى الداخل كانت تشعر بلمساته كسهام صغيرة تنفذ الى قلبها . لااريدك ان تقلق بسببى يارودارى لانى اعرف تماما انك ستنشغل باشياء اكثر اهمية منى . تتكلمين كما الزوجة المطيعة . الجدة محقة فى قولها بان جمالك ليس فاتنا .. ولن يكون ابدا ] ازداد وخز تلك السهام [ يجب ان تسامحنى اذا سهوت عن تذكيرك بزهرة جنوبية. تخلصت منه وصعدت الدرجات راكضة وتابعها بنظره وهى واقفة فى القمة فى ثوبها الابيض . وبدا لها انه متردد كان هذه اللحظة مؤاتية ليقر فيها حبه للمراة التى تراها الفي فى مخيلتها بكل وضوح . قد لاتلتقيان مطلقا غير ان الفي تعرف منافستها . الوداع . لوح بيده ودخل السيارة وعندما ادار محركها رات الفي عصفورا يطير من شجرة غار قريبة . التفت نحوها لحظة . ظلت فى مكانها الى ان خيم السكون على المكان كان يقطعه صوت الزيز بين الاشجار واحست بقلبها ينبض الما ليس بسبب شكوكها فى الجزيرة بل لعلمها بحبه لكاميلا . رحل ولم تتمن له رحلة سعيدة فقد خنقتها العبارة فى اخر لحظة وخافت ان تكشف عن ضعفها فتبكى . ظلت واقفه مدة طويلة على راس الدرج الى ان ظهرت تباشير الغروب فى السماء واخذ النسيم يحرك ورق الاشجار. لماذا لم تصرخ له وتقول لاتذهب يا رودارى . حدسى يقول لى ان شيئا رهيبا سيقع ... لماذا امتنعت عن تحذيره ربما الان لن يستمع اليها اولن ينتبه الى عمق التوسل فى عينيها. ثم لماذا هذا الادعاء بان لها سطوة عليه لو انه يحبها لتبين عبارة الخوف الغريب فى عينيها والذى لاتستطيع تفسيره . سمعت وقع اقدام ورات نفسها مرغمة على الابتسام لهلين عندما انضمت هذه الاخيرة اليها وحبتها ذاكرة اشياء عابرة لعلمها بان الفي قد تكون حزينة . كان اليوم جميلا. هل ترغبين يا عزيزتى بجولة فى الحدائق ساريك شجرة الكشمير التى يوجد لها توام فى الجزيرة وسترين التشابه فى عدة اوجه بين الحديقتين . طبعا لم تقل الفي ان رؤية هذه الاشياء المالوفة ستسبب لها سرورا والما اقوى مما تستطيع الكلمات التعبير عنه لذا ظلت تبتسم واومات براسها موافقة . اقترابنا من الحاجز الحديدى للحديقة ثم دخلتا بوابة صغيرة ومشتا بين اسيجة من الاس والغار ودخلتا حديقة ماغنوليا تتوسطها عين جميلة بارضية خضراء وفى بركة العين سمك من اشكال مختلفة وعلى سطح مائها تعوم اوراق الزنبق ركعت الفى على حافة البركة واخذت تلعب بمائها الرطب وبدا لها ان القنافذ الحجرية المنحوتة دبت فيها الحياة وشاركتها فى لعبها وكانت الطيور تلعب بين اشجار السرو القديمة. وذكرتها الزنابق العائمة بزنابق الماء للرسام مائيه وبامسيات الجزيرة عندما كان رودارى يمسك بيدها وهما يتنزهان معا فى حدائقها ... فهل ستكون كورفينا نهاية المطاف وبداية الكابوس ولما رفعت عينيها هالها ان ترى هلين تنظر اليها بقلق. ربتت هلين على شعرها الاشقر شفقة بالمسكينة التى بدت لها ف ثوبها الابيض نحيلة كالطيف وسالتها عما بها اظن انى حمقاءومكتئبه ياهلين ولكنى اقدر عمق حزنك عندما فقدت فلافيو كثيرا ما يتبادر الى ذهنى هذا السؤال ... هل انباك حرسك بقدوم الكارثة هل شعرت باقتراب النذير جلست هلين بالقرب من الفي واخذت يدها وقالت مجيبة على سؤالها كان الخوف يلازمنى وكنت اجلس واراقب سباق السيارات وانا ارتجف هلعا. ولم اصدق ان الحادث وقع له بل لم استوعب حقيقته وعشت هذه الماساة مئة مرة وفى كل مرة ارى فيها لهب النيران ينتشر على حلبة السباق واسمع هتاف المشاهدين من حولى وصراخ النزاع . مرت الاسابيع والاشهر بعد موت فلافيو وكانى فى غشية. كنت اتكلم وابدو حية ولكنى لم اكن اشعر بشىء ومضى على زمن طويل وانا على هذه الحال . مسكينة هلين ] نسيت الفي وجلها وقبلتها على خدها [ ماكان يجب ان اسالك عن الماساة بلى على العكس . انا مسرورة انى استطعت التكلم عنهافى نهاية الامر . انت تحبين رودارى وتخافين عليه اثناء بعده عنك وهذا طبيعى . وقال لى على الهاتف انك كنت منزعجة قليلا فعادك الدكتور روسى . هل اعجبك هذا الطبيب انا مدينة له لنجاحه فى الابقاء على صوابى بعد فقدان فلافيو . كان فى منتهى اللطف وقد اخرجنى من الحالة التى كنت فيها وهو الذى ادخلنى فى اعمال الشؤون الاجتماعية حيث اصدفه بين الحين والاخر . انه احد القديسين الذين اعرفهم ابتسمت الفي اذ تذكرت اعتقادها بان الدكتور روسى يحب الارملة الشابة حبا جما وسيرفع هذا الحب صوته يوما ما وسيفرض مطالبه لحتمية وحينئذ ستجد هلين التى تالمت فى شبابها ملاذا فى الرجل الذى يختلف تماما فى مزاجه عن زوجها الفقيد . فهو اكبر منه واكثر حكمة وكله اخلاص فى تكريس جهوده للحفاظ على حياة الانسان . يكفى المراة ان تعشق الشيطان مرة واحدة فقط . اعتقد يا عزيزتى بان لك قلبا كبيرا ] قالت هلين وهى تلعب بخاتم الزواج الذى فى اصبع الفي [ ومن حسن الحظ ان رودارى وجدك فى الوقت المناسب فقد شاعت بصدده اشاعات عن امراة متزوجة لرجل اخر ... ويؤلمنى ان يتورط اخى فى شىء من هذا النوع انه من عائلة فورتوناتو واحساساتنا عميقه وتنفسنا الصعداء عند تعرفنا عليك وتاكدنا من طيبة قلبك . انا طيبة من اصعب الامور ان تكونى طيبة عندما يتلهف زوجك شوقا الى جمال عرفه وفقده . طبعا تعرفين ياهلين ان اخاك تزوجنى كرد فعل لخسارته كاميلا هذا يسبب لى سرورا اة سيعينه على نسيانها . هل الجمال كل شىء بين القلب والروح والحنان بعد زوال الجمال يزول الجمال ويخلف قشرته وراءه وهؤلاء النسوة لا يحببن الاانفسهم . لم يتعلمن كيف يقدمن حبا حقيقيا للرجل . ولكن هل يعرف الرجل ذلك جال نظر الفي فى ارجاء الحديقة المعتمة حيث بدت الاشجار كظلال سوداء وبدا كان قنافذ الماء تلمع مع الماء . وصلت الى سمعهن اجراس المساء عن التلال برتينها المؤثر فى هدوء الغسق . قد يكون رودارى على متن طائرة نفاثة جالسا بجانب الكوة يتباحث فى افلامه مع لاتشيانى ... او غارقا فى تاملاته بناجى النجوم من الكوة اياها . فجاة احست الفي بالبرد يغزو جسمها وقفزت واقفة وقالت لندخل ... اريد ان .. ان ارى النور . اريد ان اسمع الموسيقى . هل لديكم فونوغراف . نستطيع استعماله بكل تاكيد ياعزيزتى. كان البيت مضاء عندما دخلتا البيت وكانت الخادمة تغلق النوافذ وتسدل الستائر فنفصل الخارج المعتم عن الداخل المنير . ولكن هذا العمل جعل الفي تفكر فى ان هذا الاغلاق حجب النجوم ايضا و رودارى موجود هناك بين النجوم ينظر اليها بعين قلقة . رات هلين لمعانا قويا فى عينى الفى الرمادتين وقالت لها دعينى ادلك على الغرفة حيث تنامين . افاقت الفي بصورة مفاجئة فى عمق الليل الهادىء وبقيت حيث هى تحدق فى الظلام ولاتسمع سوى تكتكة احدى ساعات البيت . وهذه التكتكة لم تزعجها بل جلست فى فراشها واصغت بكل حواسها الى اصوات الليل. اخذت هذه الاصوات تتضح شيئا فشيئا وارتفع تسارع نبض قلبها عندما سمعت اصوات وقع اقدام على شرفة غرفتها . جمدت فى مكانها وبعد جهد جهيد تمكنت من مد يدها الى المصباح بجانب سريرها . ضغطت على الزر فكشف النور عن اثاث ايطالى وورق الجدران وعن الستائر المسدلة على باب الشرفة الذى لم يكن مغلقا تماما بقصد تهوئة الغرفة . تيبست عضلاتها وصرخت عندما رات يدا تحرك الستائر المقصبة ورجلا نحيلا يقف هناك وبسرعة البرق ذكرها هذا المشهد بليلة مماثلة عندما تسلل رجل من الشرفة الى غرفتها وفى مكان غير هذا المكان . بقيت عيناها مفتوحتين لاترفان وارتبط لسانها امام منظر الدخيل الطويل القامة كان شعره مشعثا وعينه تلمعان كعينى القط . رودارى عرفت غرفتك ... جميع الابواب الخارجية مقفلة ومدعمة بمزاليج ... حسب اوامر الجدة حرصا على المجوهرات . لم تصدق لما رات بعدما اعتقدت بانه بعيد جدا اهى فى حلم اخذ يقترب رويدا رويدا من سريرها كان كل غريزة فيها عصب تجاوبت على الفور مع قربه منها . رودارى ... لقد تسلقت وتعرضت للسقوط . شحب وجهك ... لقد اخفتك . ظننتك فى صقلية . لم اذهب . كانت حقيبتى معدة وطلب املكار سيارة تاكسى وكنت حاملاحقيبتى الشخصيه فى يدى ... وفجاة شعرت بانى لااستطيع ان اسافر . بقيت ارى عينيك تحدقان فى ... تحذراننى بعدم الذهاب واراد القدر الا اذهب فلو ذهبت ... ظل واقفا بجانب السرير يحدق النظر فيها . رات اثر صدمة واضحة فى عينيه وعلامات الوهن والضعف فيه كما لم تعرفه من قبل . رايت ان اتى اليك قبل انبلاج الفجر ... قبل ان تسمعى الخبر فى الراديو عن تحطم الطائرة . وتعتقدين بانى كنت بين ركابها . هل فهمت الان جلس على حافة السرير وعاد دفء جسمه الاسمر قريبا منها كما لاحظ هو الاخر عودة الدفء الى وجنتيها عندما تفرست فيها عيناه السمراوان اللتان ستموت من اجلهما لو لزم الامر . نعم تحطمت الطائرة وهى تهبط على ارض المطار فى صقلية حيث حضر من له علاقة بافلامنا لاستقبالى انا ولانشيانى وبعد ان اتصلوا تلفونيا باستوديوهاتنا فى روما واطلعتهم احدى السكرتيرات على مكالمتى مع نيكولا وانى عدلت عن السفر الى صقلية عادوا فاتصلوا بى . صمت رودارى بعض الوقت مد فى اثنائه يده وتلمس احجار الياقوت على صدرها وتابع حديثه قائلا لم يبق احد من الركاب على قيد الحياة ونيكولا المسكين احدهما . فقد اتتا النيران على الطائرة ومن فيها صحيح انه لم يكن ملاكا ولكن كانت له مواهبه . وبدونه ستشعر صناعة الافلام بالنقص . تذكرت الفي حيوية الرجل وحركاته الخفيفة فى الصالون الصغير حيث شبهته بخفة الفهد . لانشيانى ياللهول ... ولكن كادت تكون المصيبة اعظم يا رودارى . اعظم بكثير انت على متن الطائرة ياحبيبى ... اختنقت عبراتها وانعقد لسانها . لم تستطع الا النظر اليه لتمتص حقيقته بكاملها بكل جزء فيه . حاسة سادسة كانت قد حذرتها من ان شيئا مريبا يكتنف هذه الرحلة . راته بعينيها وشكرت السموات على ان رودارى راها تثير الاخر وها هو الان بجانبها يلمسها لمس اليد ويحتاج اليها متناسيا كل ما عداها من النساء . رايت عينيك تتوسلان الى كى ابقى . ولم يغب وجهك عن ناظرى طوال طريق عودتى الى روما وكانت عيناك تحدقان فى راى نيكولا لانشيانى قوة الاستبصار فى عينيك ويدهشنى ان يرى نيكولا ذلك من بين جميع الناس . وقد ضحك عندما اتصلت به لاخبره بالغاء رحلتى ولاتزال ضحكته ترن فى اذنى ... وقال لى هل تعجزى عن الابتعاد ولو قليلا عن عروسك الانكليزية لكنى لااعتبرك مجنونا رومانطيقيا . كان ذلك يحدث لى كلما الهتنى اليس الساحرة عن عملى . تنهد رودارى وطوق خصرها بذراعه وقال ان انفساخ زواجهما شىء يؤسف وكنت امل ان اراى مستقرا مرة اخرى ... لم تقع الفي مطلقا فى صمت متواصل كهذا . الاانها كانت تحس بامتزاج ضربات قلبها بضربات قلب رودارى . وبحركة عصبيه خلع سترته وضمها اليه كانه شعر بحاجة ماسة الى الحنان وشعرت هى بتعطشها لحيويته. هل تتذكرين فتاة الجزيرة التى كادت تقذف نفسها فى الماء قال رودارى وهو يخترق عينيها بنظره نادتنى ربيرتو عندما امسكت بها ويخيل لى الان انها اما اردات الاستنجاد به او انها كانت تهذى من الخوف وحرارة الشمس فحستنى لانشيانى . وفى اعتقادى بانه وقع فى حبها بعد ان هجرته اليس وعند عودتى الى روما ذكرت له قضية الفتاة معتمدا فى راى على الشبه الواقع بينه وبين الطفل وعلى الاسم روبيرتو مما جعلنى اعتقد بان لانشيانى هو عشيق الفتاة . قال لى ان حياتها مؤمنة واملت ان عزة نفسه الايطالية سترغمه على الاقرار بابوة الطفل . شىء مؤسف حقا.لكن تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن . الان وقد تبين لالفي فداحة خطاها باتهام زوجها وضعت راسها على قلبه وضغطت بقوة كانها تريد ان تعبر عن ندمها وعن حبها وعن عمق رغبتها فى سماع المزيد من الاعترافات . تاقت لان تعرف لماذا اتى اليها خلسة فى ظلام الليل بينما كان فى امكانه ان يتصل بها هاتفيا فى الصباح الباكر ليطمئنها على سلامته وعلى انه ليس فى عداد ضحايا الحادث . لماذا اظهر لها حبا جامحا بينما هو يحب كاميلا كما انا مسرورة بسلامتك . اخذت تهمس كلمات ناعمة فى محاولة مقامرة مع طبيعته الخشنة المتعالية والقوية وذلك املا منها ممزوجا بالياس بانه سيعنف معها يبرهن انه يريد منها اكثر من مجرد كلمات مجاملة . مسرورة بسلامتى ] شدها اليه بقوة [ احطم اعلى رقم فى السرعة لاصل الى هنا واتسلق حبال الهواء مخاطرا بحياتى لاكون بجانبك وتقولين فقط بانك مسرورة ظننت انك ستسقبلينى بشىء من الحنان . ابعدت وجها عنه ونظرت فى عينيه تتعمق فى لهبهما الغامض بشىء منه لماذا يجب ان احطم قلبى من اجلك وانت تحطم قلبك من اجل المراة التى ارتبطت بحبها فى البندقية والتى اخذتها الى الجزيرة والتى امضت ليلتها فى شقتك فى روما ... لقد سمعتك تتكلم معها بالتلفون وترتب موعدا فى حفلة الرقص المقنعة . لم تعد قادرة على متابعة الكلام وضحك ضحكة فيها حشرجة بينما كانت عيناه تنقلان فى كل ذرة من جسمها . تريدين ان تعرفى كل شىء عن كاميلا اذن كانت جميلة وساحرة كاجمل رسم على الجدران اوكتمثال مصقول من البرنز الاصفر. ولم اعرف فى حياتى كلها امراة مثلها . كان لها جمال للتمتع بالنظر اليه فقط لا يلمسه ولها شفتان للاثارة وليس للتقبيل ولها جسم منتهى الكمال لايليق به اللباس الانيق ولكن لم اخلق كى اجثو امامها عند قاعدة تمثالها . نعم اتت فى احدى الليالى الى شقتى وكان خطيبها قد عاد من اميركا وكان يلح على الاسراع بالزواج منها. اما هى فكانت تصر على الزواج منى مضحية بثروته من اجلى ولكنى كنت سئمت كبريائها ومللت من خوفها ان امس شعرها لئلا تفسد تسريحته او اقبلها خشية ان الطخ تلوينة وجهها وضجرت من تلميحاتها ان المراة زهرة يجب الاعتناء بها على هذا الاساس . وتابع يقول بحماس . نعم لم تكن زهرة كاميليا فحسب بل كانت تعيش وتتحرك كالكاميليا وكانها نبتة فى مستنبت زجاجى موجودة فيه للحافظ عليها ليس الا . نظرالواحد منهما الى الاخر ومالبث ان دفن راسه بين كتفيها وعنقها. فى اول الامر ياعزيزتى كنت ارى فيك رمزا غاضبا من النساء الباردات المترفعات والعاقرات فى العطاء . ثم بدات احبك واشتهيك بكل حرارة من نارى اللاتينية ولكنى لم اكن واثقا منك فقد كنت تظهرين احيانا خوفا من تلهفاتى اليك . سمه حبا . ارجوك . سم هذا التلهف حبا . اولم اعبر عن ذلك بجسمى وفى كل مرة الاتعرفين يالفي ان الافعال اقوى من الاقوال يا مجنونتى المحبوبة كثيرا ما اشتهيت ان اكلك كدراقة . رودارى . نعم هذا هو اسمى وانت لى يا معبودتى الان هذه الليلة غدا وكل يوم ياتى بعده بلياليه احضانك فيه ولاافلتك . تصورى الصدمة التى ستصعق الخادمة فى الصباح عندما ترى رجلا ممددا بجانبك . قولى لى ماهى قصة الحفلة الراقصة المقنعة . سمعتك تتصل هاتفيا ... وتتكلم بحنين عن البندقية فافترضت انك كنت تتكلم مع كاميلا . فقد قلت انك ستلتقى بها فى الحفلة الراقصة الخيرية وستتعرف عليها مهما حذقت فى التخفى وراء قناعها تراقصت عيناه ووضع طرف اصبعه بين عينيها القلقتين وقال فهمت . الم تسمعى بالمسجلات ياطفلتى الحمقاء يستعملها الكتاب لتسجيل افكارهم . دائما اسجل ملاحظتى لتصميم كتبى وهذا يعطينى نموذجا عن سير الحوار بين الممثلين . اوه ... نزل عليها الفهم كحبة لؤلؤ . فهمت الان. اى انك تملى اقولك على الالة . نعم ساملى عليك ارادتى اذا فاتحتنى بمهاترات عن كاميلا . هل ساقبل تمثالا باردا عندما استطيع ان اقبل دفئا حيا كله شباب وعطف وقلب ينبض . افترات شفتاه عن ابتسامة كلها حنان . تعالى يا سابينتى . دعينى اعانقك على طريق النعيم . ابتسمت بهناء ... غدا ستدخل الكابة الى قلبيهما حزنا على نيكولا وعلى الفتاة التى انجبت له طفلا . اما هذه الليلة فهى احتكار للرومانى الذى خرج من الظلام وانى ليؤاسيها . دفنت اصابعها فى شعره الاسود وهمس قائلا وهو يطفىء النور. يا سابينتى ... | ||||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2Likes
.png)
العرض العادي
