آخر 10 مشاركات
ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          299 - اشواق مره - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-07, 04:44 PM   #1

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
B10 226 - حزن في الذاكرة - كيت والكر - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )



حزن في الذاكرة




الملخص


من هو هذا الرجل الذى راح يهاجم أيف في مساء أحد الأيام ؟
كانت عيانه تقدحان شررا كأنه يريد أن يطبق الخناق عليها ...
- أنا لم ألتق بك من قبل ... أنا لا أعرفك !
- لا تكذبي .. اللعنة عليك ! أنت تعرفينني جيدا ... انت زوجتي .
أو يعقل لامرأة ان تنسى انها كانت متزوجة لثلاث سنوات من صاحب أجمل عينين قاتلتين ؟
أم تراها إحدي ألاعيب كايل الغامضة ؟
كان على أيف ان تفك رباط الذكريات وتسترجع ماض دفنته منذ زمن . غير انها لم تكن تريد خوض غمار هذه التجربة . لكن كايل كان دائما موجودا ليثبت لها , وبإصرار غريب . أن حديث الذكريات أبدا لا ينتهي .

روابط كتاب الرواية
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 08-10-14 الساعة 03:41 AM
Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:45 PM   #2

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ان شاءالله انزل قريب

Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 04:49 PM   #3

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراااااااااااااا يا احلى قمر بانتظارك

هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:29 AM   #4

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبهوبة مشاهدة المشاركة
شكراااااااااااااا يا احلى قمر بانتظارك
العفو حبيبتي


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:30 AM   #5

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




1-تعرفه او لاتعرفه



-كيف تجرؤين؟ كيف تجرؤين بحق الجحيم؟

بدت لأيف تلك الكلمات الغاضبه وكأنها وحش يندفع بقوة من الظلام ليوجه اليها صفعه عنيفه. كانت لا تزال مسمرة عند عتبة الباب، وبقيت لثانيتين لا تعي شيئاً، والمفتاح في يدها المرتفعه. كل ما كانت تعيه، هو الغضب الاسود في الصوت الذي سمعته...وما لبثت ان استجمعت افكارها مرة اخرى، وادارت تقطيبة مشوشة لصاحب الصوت، وهي تدفع الى الوراء خصلات ناعمة من شعر اشقر ذهبي، بعثرته الريح فوق وجهها.

-ارجو المعذره؟

ادركت في اللحظة التي تكلمت فيها، انها وحيدة وان الشارع الجانبي الهادئ خالٍ تماماً...وعلمت ان الصوت الذي سمعته كان صوتاً رجولياً من دون ادنى شك.

اما الجواب الذي تلقته فصمت اخرسته الدهشه كصمتها، فاستنتجت ايف في لحظة ان شيئاً ما في ردة فعلها قد ادهشه، ودت بكل شدة لو تستفيد من هذه الفرصة الضئيلة لتفتح الباب وتندفع داخل المنزل، لكنها سيطرت على اعصابها وهي تقنع نفسها ان ما من ضرورة لرد فعل متسرع ... على اي حال، ما كان عليها الا ان تضغط على زر الجرس، او تصرخ، ومن ثم يخرج جيم في اقل من ثانية، لا سيما انه يجالس الاولاد في تلك الليلة.

ثم عمدت الى رفع صوتها بترفع وبرودة:

-اعتقد انك ارتكبت خطأً ما.

ورفعت رأسها باستكبار وهي تدير عينين زرقاوين واسعتين الى الصوت الغامض...كان الرجل الذي وجه اليها الاتهام، لا يزال مختبئاً في الظل، بحيث ان كل ما استطاعت ان تراه هو شكله الضخم.

-انت تخاطب الشخص الخاطئ، هذا كل شئ...و...

-اوه لا ...حبيبتي...

اياً كانت المفاجأة التي احدثتها في نفسه، فقد استفاق من وهلها الآن فأضحى صوته جازماً واثقاً مرة اخرى، وقد تخللته لكنة ما... لكنة اميركية ...كما لاحظت ايف من دون تفكير عميق...لكنها لاحضت ايضاً ان صوته احدث فيها إعجاباً واضحاً.

-لست المخطئ... بل انت... ولست ادري كيف تجرأت على الاعتقاد بأنك قد تفلتين من العقاب...

اما ذعر ورعب ايف، صمت فجأة، وتمتم بشتيمه عنيفة، عكست الغضب الذي لم يعد يستطيع ان يكبح جماحه. وبسرعة تلاشت ثقة ايف بنفسها، وخطت خطوة سريعة الى الخلف، نحو الباب، وراحت تدفع المفتاح في القفل بأصابع ترتجف بعصبية. بات واضحاً انه يحسبها شخصاً آخر...لكن، تبين كذلك انه لم يكن على استعداد للإصغاء الى المنطق.

-لا..ايف...اللعنة عليك... انتظري!

ايف...اسمها وحده جمدها مرة اخرى، وبدا لها ان في رأسها ضباب من الصدمة. انه يعرف اسمها... لابد انها التقت به قبلاً...ولو لوقت قصير...ربما في حفلة عيد الميلاد التي اقامها جيم ودايان.

-اوه ... لا ...لن تهربي مني مرة اخرى.

اعادت الرنة الخشنه في صوت الرجل سلسلة اسئلتها الحائرة الى الحاضر. كان قد تقدم خطوة الى الامام، ومد يده وكأنه يريد الإمساك بها.

فما كان منها الا ان ابتعدت عنه بدافع غريزي. فوصلت الى النور الذي كان يشع من زجاج الباب... وحين تسلطت عليها الاضواء، اضيئ وجهها كله، فسمعت الرجل يسحب نفساً سريعاً متحشرجاً، واحست بنظرته تنتقل عليها، من الشعر الحريري الاشقر المتموج، مروراً بالوجه الشاحب المستدير كما القلب، الى عينين زرقاوين قاتمتين كبيرتين بشكل غريب، وانف شامخ الى فوق، وانتهاءً بفم ناعم ممتلئ، قبل ان يتابع تجواله فوق جسمها.

لو تمكن من رؤيتها منذ سنتين، لأبصر شكلاً مختلفاً، واجفلت ايف لتفكيرها هذا ولمرارة الذكرى اللاذعه... لكن القلق والخوف شلاّ تفكيرها، واعاداها بقوة الى وضعها الحالي. وفجأة قطعت كلماته حبل افكارها مرة اخرى.

قال بلهجة جديدة مختلفه تماماً:

-لا تتلاعبي معي ايف! ...لقد فات الاوان لهذا.

هذه المرة اجتاح ايف نوع آخر من الخوف، واحست كأن الآلاف من اجنحة الطيور المجفله تتضارب مذعورة داخل قفصها الصدري، فراحت تتنفس بسرعة، وبشهقات غير سوية...هل تعرفه؟ وما كادت تفكر بهذا السؤال، حتى ساورها شعور رهيب...اتريد حقاً ان تعرف الجواب؟ لقد توصلت، ان لم نقل الى الامان، فعلى الاقل، الى نوع من الرضوخ لواقعها، خلال الوقت الذي عاشت فيه مع جيم ودايان...فهل ترغب في خسارة كل ما كافحت بقوة للحصول عليه؟

-من...من انت؟

-اوه ... ايف ... الا تعرفين؟

بدا في الصوت اللطيف لمسة سخرية وتأنيب. اثارت نبرته في ذهنها احساساً يفوق الحزن، وكأن شخصاً ما اخذ يمرر حديداً احمراً ساخناً فوق اعصابها وسيطر على داخلها الذعر الاعمى.

-لا ... لا اعرف! ويمكنك ان تتوقف عن الاختباء في الظل وكأنك جبان يثير الشفقه!

وعرفت، حين ارجع رأسه الى الوراء ان اتهامه بالجبن لم يعجبه... لكنها اكملت:

-اذا كان لديك ما تقوله لي، فلتملك الصدق والذوق، لتواجهني به!

-حسن جداً ...

بدت الثواني الثلاث التي لزمته ليتقدم نحو النور وكأنها دهر. حينها احست بقلبها يخفق عالياً، فراحت تتنفس بصعوبة، قبل ان يتوقف امامها اخيراً، ويصبح مرئياً بوضوح.

سأل باللهجة المستخفه ذاتها، وابتسامة ساخرة تكور شفتيه:

-اهذا افضل؟

لكنها لم تعرفه ... ولم تعرف ايف هل تحس بارتياح او خيبة امل سوداء مريرة. انها لا تعرفه! او على الارجح لم تعرفه يوماً ... اذ كيف لها ان تنسى مثل هذا المزيج القاتل من الجاذبية والشعر الاسود، والعينين البنيتين العميقتين يعلوهما حاجبان كثيفان مستقيمان؟ بل كيف تنسى الانف المستقيم، والفم الجميل الشكل، والفك والذقن العنيدين؟ ترى متى رأت كل ذلك؟

وتبين لها انها اخذت انطباعاً عن شكل جسمه الضخم. فجسم هذا الرجل نحيل قوي العضلات. وهو يرتدي بذلة رماديه انيقة، ويمتلك قوة مثيرة للأضطراب. كان طويلاً، يفوقها طولاً بستة إنشات، وما ان وقع نظرها عليه حتى احست ايف وكأن ماء مثلجاً ينزلق نزولاً فوقها، بحيث اخذت ترتجف، وفمها ينم عن ارتباك مؤلم.

سألها الغريب:

-اهكذا افضل؟

كانت السخرية في صوته، تتناقض تناقضاً دقيقاً مع عينيه البنيتين المركزتين على وجهها، لا بل على كل قسماتها، حتى احست وكأنه يريد استعادة ذكرياته بكل تفصيل والاحتفاظ بها الى الابد.

شعرت ايف فجأة وكأن معطفها الواقي من المطر، لم يكن يحميها من نظراته الثاقبه. بدت لها الفكرة مدمرة الى درجة جفاف فمها اكثر فاكثر، فاضظرت متوترة الى ان تبلل شفتيها. وازداد توترها اضعافاً حين رأت نظرته القاتمه تهبط نزولاً لتلاحظ حركتها الفاضحه.

-ماذا ...؟

وخرج صوتها من السيطرة، فراحت تتلعثم قبل ان تكمل:

-ماذا كنت تريد؟ ان تقول لي يا سيد ...؟

وتعمدت اضفاء رنة متسائلة على سؤالها، وكأنها تلمح اليه، بما لا يترك مجالاً للشك، انها لا تعرف اسمه ...فأبصرت تقطيبه سوداء بين حاجبيه. وانتظرت رده، على احر من الجمر. لكنها لم تستسلم، الا بعد ان امتد الصمت الى درجة لا تحتمل، فتابعت من دون ثبات:

-..يبدو انك تعاني من مشكلة ما ...لابد وانك تفكر بشخص آخر ...انا...

قاطعها بخشونه:

-اوه لا...انا لا افكر هكذا...اعرف بالظبط ما ابحث عنه ...انت من جئت لرؤيته.

-اذن، ربما من الافضل ان تشرح لي ... لأنني حقاً لا اعرف ماذا اقترفت لأزعجك.

مرة اخرى ازالت التقطيبه الهدوء بين حاجبيه، وبدا في عينه البنيتن نظرة غضب وارتياب صريح فارتجفت ايف في داخلها. حاولت ان تواجه عدوانيته في ابتسامة خبت بسرعه امام تعابيره التي لا تلين.

-هلا قلت لي ما اسمك اولاً ... انا ايف مونتاغوي ..

وكأنها اضرمت النار في كومة من الاغصان الصغيره...فتجاهل اليد الممدوده اليه، والتمعت عيناه بنار محرقه. ثم رفع رأسه بعنف قائلاً:

-بحق الله! متى تتوقفين عن هذه التمثيليه اللعينه؟تعرفين تماماً من انا ولماذا جئت ... كان يجب ان تتوقعي مجيئي ...وانني في النهاية سأقرأ ما كتبته، ثم اجول البلاد لأجدك ...لكن الآن...

غمرها احساس بالتحرر، فترنحت الى الخلف لتستند الى الجدار بارتياح.

-لقد جئت بسبب كتابي!

قال بعدوانيه هددت راحة بالها:

-اهناك سبب اخر؟

-هل ارسلك جنسن؟

بدا ذلك التوتر الفضيع يتسلل اليها مجدداً ...ان كان يعلم بأمر مؤلفها، فمن الطبيعي انه يعرف اسمها، لكن عدوانيته المستمره ظلت تقلقها بعمق، اي نوع من الناشرين يمكن ان يزور مؤلفة لأول مرة في منزلها في السابعه والنصف ليلاً؟

كررت بقوة اكبر:

-هل ارسلك جنسن؟

ساد صمت وجيز، بدا الرجل بعده وكأنه تلقى صفعة قوية على وجهه. ثم اعلن بعجرفه:

-لا ...لم يرسلني جنسن...انا جنسن، كما تعرفين جيداً!

-كايل جنسن!

انزلق اسم المدير العام لامبراطورية النشر جنسن من فم ايف، فيما هي تتذكر المداخله التي قرأتها في دليل الكاتب خلال اوقات الغداء في المكتبه ... كان صغير السن بالنسبة لهذا المركز...وقدرت انه يقارب الخامسه والثلاثين، وكانت تتوقع ان يكون رئيس مؤسسة جنسن اكبر سناً.

-في خدمتك...

ثم انحنى امامها بسخرية اكبر.

-هل ترغبين ببطاقة العمل كدليل على هويتي؟

ردت بسرعة:

-كان يجدر بك ان تقدمها قبلاً، لو انني عرفت من انت ...

-لو عرفت ...يا للعنة...ايف..اي نوع من الالعاب تلعبين؟

وهذه المرة استسلمت ايف الى موجة الذعر التي اجتاحتها. ثم اشاحت وجهها بسرعة وهي تدس مفتاحها في القفل ...كانت على وشك ان تديره حين تقدم الى الامام وامسك معصمها بقبضة قوية، حتى تسمرت مكانها.

-لن تذهبي الى اي مكان حتى انتهي.

ابتلعت ايف صيحة الرعب التي ارتفعت الى شفتيها وهي تقاوم القبضة المؤلمة على ذراعها ...لكن من الافضل الا تثير عدوانيته اكثر من هذا...تمكنت من القول مرتجفه:

-من الافضل ان تقول لي ما تريد...ثم هل تسمح بأن تترك ذراعي؟ انا لست وحدي، فصديقي في الداخل...وما علي سوى ان اناديه ...

احست بارتياح شديد عندما انزل يده عنها بسرعة، وكأنها نار احرقته. وبجهد قاومت اندفاعاً غمرها لتدعك ذراعها، حيث خلفت اصابعه في بشرتها الرقيقه آثار قوية.

من هو هذا الرجل الذي يدعي انه قادم من جنسن وانه يملك جنسن، كما انه يتلفظ باسمها بحدة مخيفه؟



Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:30 AM   #6

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

احست ايف بساقيها يرتجفان، وغمرها احساس بالضعف والصدمة...بدا الاحساس نفسه كما في الماضي...شعور غريب بالخوف، وبدوار في رأسها كأن اعصاراً يغزوها ليطرد منها كل تعقل. لقد قاومت بقوة...وتحملت الكثير من الضغط والالم، كي تعود الى طبيعة بالكاد تتحملها، هي حياتها الآن...وفي خمس دقائق قصيرة تمكن هذا الرجل من ايصالها الى ذات المستوى من الذعر والصدمة.

-اريد فقط ان نتكلم.

بدا وكأنه ادرك انه بالغ في الضغط عليها. لا سيما حين كشف وجهها الشاحب وعيناها البراقتان خوفاً مضطرباً.

ردت ايف بصوت متألم وهي تعاني في اخراج الكلمات:

-نتحدث؟ عن ماذا؟ عن كتابي؟

رد بشكل غامض:

-اذا كان هذا كل ما انت مستعده لبحثه ...اجل.

لم توح خشونة لهجته بأنه حاضر ليتكلم عن العمل.

-حسن جداً...

وفي خضم ترددها وضياعها، سمعت وقع اقدام في الشارع...و وصل اليها صوت محبب تعرفه جيداً فبعث فيها الراحة.

-مرحباً! ايف ...ماذا تفعلين هنا عند باب دارك؟

-دايان!

بصيحة اغتباط، استدارت ايف الى صديقتها، وصاحبة منزلها، والارتياح ظاهر بوضوح على وجهها. ومع تلاقي عيونهما، لمحت ايف تغيراً في تعابير المرأة التي تكبرها سناً، فقد قطبت جبينها قلقاً...

-ايف؟ من هذا؟

تنقلت عينا دايان الرماديتان النافذتا البصيرة من وجه كايل جنسن القاتم الى وجه ايف الشاحب، ولاحظت التوتر الذي يسيطر على عضلاتها، وعينيها المتسعتين، بلون القاتم:

-هل يزعجك هذا الرجل؟

-اجل...لا...

لم تعرف ايف كيف ترد على صديقتها، ولم تتمكن من التعبير عن مشاعرها في كلمات. لم يكن الرجل نفسه ما يثير قلقها...لكن تأثيره البارز والذعر الذي تملكها سببا لها شبه انهيار.

حاولت الكلام مجدداً:

-انه...

لكن دايان شاهدت ما يكفي...فتحولت الى امرأة عدوانية. ثم نظرت الى كايل في عينيه مباشرة. وسألته ببرودة كالثلج:

-ما الذي يجري هنا بالضبط؟

لكن هذا لم يزعجه البتة...فقد اعتاد كايل جنسن على التعامل مع الغرباء العدوانين...فهل يعقل ان يكون المرء على رأس امبراطورية نشر عالمية وخجولاً في الوقت نفسه؟

قال يسأل بنعومة:

-ومن انت؟

وارتفع حاجبه الاسود وكأنه يؤكد لدايان انها هي من يلعب دور المتطفله لا هو.

-اسمي دايان بينيت...وهذا منزلي...وايف تسكن عندي و...

نظرت الى ايف نظرة شجعتها وولدت فيها القوة:

-وهي صديقة مميزة جداً...فإذا كان لديك ما تقوله لها، يجب ان تقوله امامي.

تسمر كايل في مكانه، وقد تبخرت تماماً تلك النزعه الهجوميه التي ظلت تلازمه، جسدياً ولفضياً. لكن ايف لاحظت كيف اخذت عيناه البنيتان تتنقلان من وجه دايان الى وجهها، ثم تعودان اليها مرة اخرى. بدا انه يفكر بروية، وهو يقيم الموقف بسرعة وخبث، ويقرر كيف يتعامل مع الوضع الجديد.
-انا كايل جنسن.

بغتت لسماعها صوته يتحول فجأة الى النعومة والادب..فصعب على ايف ان تكبح شهقة دهشه لاسيما حين مد اليها يده القوية، وقد زينت بحاتم ذهبي منقوش في الاصبع الثالث. بدا لها رجلاً مختلفاً ذلك الذي يقف امامها الآن..رجلاً بشخصية دمثة، سهل المعشر، جذاباً ويسهل التواصل معه. وكان من الواضح ان دايان انجذبت للسحر الذي يحيكه..فقد استجابت لنظرة عينيه البنيتين، وتركت اصابعها تستغرق في قبضة ثابتة وواثقه.

-انا املك مؤسسة جنسن للنشر.

ترك يد دايان، ثم مد يده الى جيب داخلي اخذ منه بطاقة بيضاء مستطيلة، هي بطاقة التعريف به! فشهقت ايف وهي تقاوم احساس غضب هائلاً. فقد واجه دايان بدليل عن هويته بينما تحاشى هذا الامر معها. والتقطت اذنا كايل الحادتان الصوت الخفيف، فألقى عليها نظرة مقيمة. قالت متلعثمة، وبشرتها تقشعر توتراً:

-لو انك اريتني هذا منذ البدايه...

سأل ببرود وسخرية:

-أكنت تعاملينني بشكل مختلف؟ آشك في هذا كثيراً آنسة مونتاغوي.

ترك ايف حائرة كيف تفسر الطريقه الغريبه التي ركز فيها على اسمها، وادار اهتمامه الى دايان.

-لاشك في انك تعرفين ان الآنسه مونتاغوي..

ومرة اخرى كان هناك ذلك التعبير الساخر في لفظه لأسمها..

-..قد كتبت قصه...

صمت، منتظراً موافقة دايان، من غير ان تتوقف عيناه عن التنقل من وجه امرأة الى الاخرى، ومجدداً راح يراقب كل ردة فعل ولو صغيرة قد تظهر له مشاعرهما ...ولم تكن ايف في ادنى شك انه، مسيطر تماماً على الموقف، يتلاعب بهما معاً بسهولة تثير الاضطراب ...فسرت قشعريره في جسمها، لا دخل لها ببرودة هذه الامسية من شهر آذار (مارس)، وحذرتها غريزتها من القوة المخيفه في كايل جنسن، أكان هذا في العمل ام في الحياة اليومية...قوة من الصعب مواجهتها دون عواقب.

قالت دايان:

-قصه...اجل. لقد نصحتها ان تعرضها على الناشرين لترى اذا كانت مناسبة.

-وهل قرأتها؟

احست ايف شيئاً ما، في الطريقه التي انبسطت فيها لهجته، ورقة فمه الخطيرة، وكأنه يقول لها، انه، لسبب ما، لم يكن مسروراً بقصتها..لكن، بعد لحظة بدا وكأن الغضب، هذا اذا كان غاضباً، قد غادره، فيما عادت اليه اللهجة الناعمة:

-اذن ستفهمين لماذا اريد التحدث اليها.

تساءلت ايف ان كانت مصابه بجنون الارتياب، ام انه حقاً يملك عدة معان خفيه وراء لهجته المسترخيه، لم يبد ان دايان شعرت بكل هذا ..لكن بشرتها هي كانت تقشعر بتوتر في كل مرة يتكلم كايل فيها.

-لأنها قصة جيدة جداً!

لم تكن دايان تدرك التيارات الخفيه التي تتخبط فيها ايف، لكنها لم تتردد في الاعلان عن موالاتها لصديقتها بصراحتها المعهوده.

-انها بالتأكيد جيدة.

بالرغم من التوتر المؤلم الذي يتحكم بها، لم تستطع ايف ان تكتم ابتسامة ابتهاج حينما تمتم كايل بالموافقه...فقصتها كانت طوق نجاتها...واحست عندما علمت ان شخصاً رفيع المكانه في عالم النشر، مثل كايل جنسن يعتقد بالموهبة في كتاباتها، كأنما جنية تحقق لها اعز امنياتها.

قالت بسرعة:

-انا مسرورة لأن الكتاب اعجبك.

وتفحصها كايل بنظرة جانبية سريعه اخرى، انما بلمسه جديده. لمسة ماذا؟ عدم تصديق؟ سخريه؟

رد كايل:

-لقد اعجبت بها كثيراً...لكن...

ولدى سماعها لهجته تلك، استعدت ايف للأسوأ. لكن الاسوأ لم يأت...بدلا من ذلك، تابع كايل بلهجه مختلفه جداً:

-اسمعي...هل نستطيع مناقشة الامر في مكان اكثر راحة واقل انزواء؟

-بالطبع.

يدت دايان مصدومه ازاء وقوفه على عتبة الباب طويلاً، وهي بالعادة امرأة مضيافه مرحبه.

-لقد نسيت حسن الاخلاق...يجب ان تدخل سيد جنسن.

لقد ضم دايان الى صفه..وخبرت ايف موجة مرارة موجعه، وادركت كم سهل عليه تغيير رأي صديقتها.

انشغلت دايان بفتح الباب، وادخلتهما الى المنزل، فعلقت المعاطف في الردهة، ثم قادتهما الى غرفة الجلوس. في هذا الوقت، كانت ايف تقاوم الاحساس بالذعر حين دخل كايل جنسن الى البيت الوحيد الذي تعرفه. وبالطبع، كانت دايان معها، اضافه الى جيم الذي بدا متفاجئاً بالزائر غير المتوقع، ووقف بأدب يستقبله. فشعرت بالأمان لأن هذين الصديقين المقربين يحميانها..اضافة الى هذا، لم يكن من سبب منطقي يدعوها للخوف. فعلى اي حال، لقد جاء ليتحدث عن كتابها..اليس كذلك؟

فسألت دايان ما ان تخلصت من معطفها:

-هل ترغب في القهوة سيد جنسن؟

رد كايل بابتسامة ساحرة:

-سيكون هذا ترحيباً عضيماً..وقد يساعدني على البقاء مستيقضاً، لقد وصلت الى لندن من اميركا هذا الصباح، لذا اخشى ان اكون عرضة لمتاعب السفر الطويل.

وفكرت ايف: لا يبدو متعباً بالتأكيد. واخذت تقارن بذلته الرماديه الانيقه وقميصه الابيض، والربطه النبيذية اللون، فمظهره الانيق الخالي من اي عيب: مع خف جيم المهترئ وبنطلونه الواسع، وكنزته الخظراء العتيقه المريحه، ولان وجهها قليلاً وهي تفكر كم ان زوج صديقتها مهمل في مظهره... و لكنه يهتم ايضاً بأشياء اخرى ..زوجته مثلاً، ابنتيه التوأم البالغتين من العمر عشر سنوات، بالاضافه اليها. كانوا سيعترضون على فكرة استقبال غريب...تفرض نفسها على حياتهم المريحة، حتى ولو كان جيم معتاداً على زوجته واستقبالها لأي شريد، لأتفه الاسباب. لكن جيم رحب بها بدفء وكرم ماثل دفء زوجته وكرمها. ولهذا ستبقى ايف دائماً ممتنه شاكرة الى ما لا نهايه.

صاح جيم غير مصدق:

-هذا الصباح؟ من الولايات المتحده؟

حين اومأ كايل بالايجاب، هز جيم رأسه بذهول..فنادراً ما انتقل جيم بينيت بعيداً عن ركنه في لندن، ولا رغبة له في ان يرى المزيد من العالم...واكمل:

-لابد انك منهك اذن.

رد كايل:

-انا معتاد على هذا، كما انني اضطر للقيام بمثل هذه الرحله دائماً..لذا، اعتقد انني اتكيف مع اختلاف الوقت بين بلد وآخر بسهوله اكثر الآن.

قالت ايف:

-بسهولة تكفي لك لأن تذهب مباشرة الى مكاتب جنسن في لندن، وتبدأ العمل فوراً؟

وتمنت لو ان كلماتها لم تجذب العينين القاتمتين اليها مرة اخرى.. فوجدت فيهما التعبير البارد نفسه انما اكثر وضوحاً لا سيما انها تراه في النور لأول مرة.

لا يمكن ان تكون قد رأته من قبل..واقنعت نفسها بهذا..واعترفت مرة اخرى بتأثير جسمه المذهل، ولمعان شعره الاسود المصقول، وعينيه البنيتين الداكنتين، تحيط بهما رموش كثيفة سوداء رائعه...هل يمكن لمثل هذه الرموش التي يحسد عليها ان تكون طبيعيه؟ لم تستطع سوى ان تبقى على حيرتها، ثم تقترب منه من دون تفكير لتتفحصه عن كثب..عندئذ سرت فيها موجة صاعقه وهي ترة ردة فعله الآليه، والتصلب الغريزي لجسمه الطويل، وكأنه قادر على صد نظراتها فعلياً...على الفور حظت الى الوراء، بعيداً عن العدوانيه التي تشع منه. ثم لجأت بسرعة الى الأدب الاجتماعي:

-جيم..انا آسفه..كان يجب ان نعرفكما..هذا..السيد المهذب.

اكسبها هذا التردد المتعمد في الوصف، نظرة غضب من كايل:

-...هو كايل جنسن، انه ناشر...

فقاطعتها دايان عبر باب المطبخ:

-ولقد جاء ليتحدث الى ايف عن كتابها، اليس هذا امراً رائعاً؟

اهو امر رائع حقاً؟ لم تستطع ايف منع نفسها من السؤال. فمنذ بضعة ايام، وحتى اللحظة التي التقت فيها بكايل، كانت تؤمن ان كتابها سينتشر ليحدث اثارة كبرى..لكن هذا قبل ان يقترب كايل منها..وهذا اللقاء غيير كل المقاييس.

علق جيم:

-هذا عظيم!

واضاء وهج دافئ قلب ايف حين احست بحماسة جيم..كان هو ودايان يحبانها جداً، ويحميانها وكأنهما والداها بالفعل..او، بالاحرى، كأنهما اخوها واختها الاكبر سناً. كانت دايان في الستة والثلاثين من عمرها ولا تكبر ايف بأكثر من تسع او عشر سنوات.

فجأة، ادركت ان كايل يراقبها مرة اخرى، وراحت عيناه السوداوان تنفذان الى رأسها، وكأنه يستطيع فعلاً ان يقرأ افكارها..على الفور اصبحت فريسه لأحساس متوتر غير متوقع وكأنه غير راض عن الطريقه التي ترتدي فيها ثيابها. والفت نفسها تتمنى ارتداء ثياب مختلفه عن التنورة الكحليه والبلوزه المخططه بالازرق والابيض، فقد كانتا مناسبتين جدا لعملها كبائعه في المكتبه المحليه...لكنها احست فجأة انهما باهتتان وغير جميلتين..ثم راهنت ان صديقات كايل جنسن لسن مضطرات الى اصطياد الصفقات الرخيصه في المبيعات العامة لشراء الملابس. واجتاحتها موجة من الاستياء لهذا الاحساس..

وبعد لحظة استطاعت المحافظة على اعصابها. لقد ذهلت كيف اضطربت مل هذا الاضطراب بسبب نظرة واحدة من هاتين العينين السوداوين بلون القهوة...توقفي عن هذ! ما هم ما يظن كايل جنسن بمظهرها؟

تابع جيم، وهو غافل عن حالة ايف المتباعده:

-لطالما عرفت ان كتاب ايف يستأهل النشر. في الواقع، انا واثق من انك ستحصل على كتاب رائع.

-ربما.

نظرت ايف الي كايل وهو يتكلم، واحست بصدمة شبيهة، وهي ترى التناقض بين هذه الملاحضه الهادئه وتلك النظرة المليئة بالغضب التي كان يوجهها نحوها..لابد انه يشعر بشيء ما ضد من يقرأ مؤلفها...وهذا امر غير منطقي على الاطلاق. وما لبث ان تابع، وقد ظهر الانزعاج في صوته هذه المرة:

-اذن، كلكم قرأتم المؤلف.




Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:31 AM   #7

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

احست ايف فجأة انها غير قادرة على السيطرة على كلماتها، ووجهت غضبها الى كايل بشراسه لم تعهدها، شراسه اذهلت صديقيها.

-وما الخطأ في هذا؟

وتقدمت دايان الى باب المطبخ وعلى وجهها نظرة مصدومة..اما جيم فقال:

-ايف..حبيبتي...

لكن ايف كانت قد تجازوت مرحلة الاصغاء او التعقل. وكأن شيء ما في كايل جنسن يقطع تيار توارد الخواطر في ذهنها...مجرد سماعه يتكلم، كفيل بأن يرسل شرارات ذعر فيها..

تابعت وصوتها يرتفع:

-اعني..من الطبيعي ان ارغب في ان اعرض كتابي على افضل صديقين لي اولاً..وكما تعلم..فمن الصعب جداً اخفاء ما اقوم به، بما اننا محشورون جميعا في مكان صغير..لكن، ما همك لو قرأ الكتاب لو انك قررت يوماً ان تنشره..؟

كانت كلماتها تنطلق دون اي كابح.

-اهذا ما يقلقك؟ هل انت قلق حول تخفيض ارباحك لآنهما لن يشتريا الكتاب..؟

-هذا امر مستبعد..اذا كنا سنتحدث عن مئات الآلاف، فلن يزعجني ذلك ابداً، فلن يلحظ احد.

سخريه مريرة..ضحك خفي، تلميح عن شيء آخر...شيء مختلف تماماً لم تستطع ايف تفسيره، بدا في صوته..

قالت دايان تحاول تلطيف الجو العدائي:

-بالطبع سنشتري نسختين من كتابك لو نشر.

بدا كأن عبارتها لم تبلغ مسامع كايل وايف. ففي تلك اللحظة، وقف كايل يواجهها، وعيناه لا تفارقانها، يكاد التوتر بينهما يظهر للعيان. تسمرت ايف بنظرته السوداء، وهي تحس وكأن السخريه في كلماته تحرق رأسها، بنيران حمراء مشتعله...منذ قابلته وفي داخلها بركان يقترب من درجة الانفجار.

تغير وجه كايل تماماً. اختفى ذلك التعبير الودي الذي اظهره لدايان وجيم. زال في لحظة ليحل مكانه قناع خشن من الغضب البارد. شد بشرته فوق عضامه، فظهر الغضب حول انفه وفمه فيما استقامت شفتاه بشكل خطير جداً. اما عيناه البنيتان الجميلتان فراحتا تشتعلان بنار ذهبيه. إلا انه، رغم ذلك، بدا مسيطراً تماماً على صوته حين قال:

-اعقتد ان الوقت قد حان للتوقف عن التلاعب، الا تعتقدين هذا ايضاً؟

خرجت الكلمات قاطعه:

-تلاعب؟

كانت شهقه يائسة، وظنت ايف انها على الارجح نسيت كيف تتنفس، فقد شهقت بألم وقد غادرتها الراحه تماماً.

-اي تلاعب؟ انا لا اعرف عمّ تتكلم؟

-اوه بلى...تعرفين.

بكلمه واحده صرف النظر عن احتجاجها وكأن لا قيمة له.

-تعرفين لماذا انا هنا ايف..لا لمجرد الحديث عن كتاب لعين، ولو انه سبب مجيئي الاصلي الى هنا..وكما خططت تماماً..اليس كذلك حبيبتي؟

صفعتها الكلمة الاخيرة وبدا لها هذا اللفظ التحببي اهانة سامة..

-انا لا افهم!

-اوه..بحق الله! حبيبتي لا بد انك ادركت انني سأعرف كاتب القصه ما إن اقرأ الفصول الاولى منها. حتى ولو حاولت جاهده ان تخفي اسمك، كنت تعرفين انني سأجيء بحثاً عنك..في الواقع، هكذا خططت لكل شيء. وبهذا ارسلت القصه الى جنسن اصلاً.

-لا..لم افعل..انا لا ...

-لا تكذبي..اللعنة عليك!

وقف جيم على قدميه، يتنفض سخطاً:

-اسمع الآن...

بالرغم من كربها وارتباكها، لم تستطع ايف الا ان تلاحظ كم يبدو جيم صغير الجسم، ومزري المنظر، امام كايل جنسن الطويل القامة الانيق الملبس..

لم ينظر كايل الى الرجل الاكبرسناً:

-هذا بيني وبين ايف.

واستدار الى ايف، فيما الوحشيه على وجهه تخيفها:

-اليس كذلك؟

-قلت لك...لا اعرف عمّ تتكلم..ولا اعرف لماذا انت هنا.

ازداد تدافع الحمم في رأسها، مع مرور الثواني..وكان البركان يقترب من الانفجار.

وكرر كايل:

-لا تكذبي علي!

هذه المرة لم يرفع صوته، بدت الكلمات وكأنها فحيح كوبرا مهتاجة على وشك ان تلسع.

-لقد اردتني ان آتي وإلا لما ارسلت مثل هذه الرساله الواضحه.

-اية رسالة؟

كانت صيحتها صيحة يأس وتشوش كامل، فكل كلمة ينطق بها كانت تبدو لها عجيبة اكثر من الاخرى.

-انا لم ارسل لك اية رساله قط.

-بالطبع ارسلت! فات وقت الانكار..كل شيء موجود على الآلة الطابعة..كل كلمة..لقاؤنا..موعد المرة الاولى..

-لا!

سيطر طنين في رأسها وكأنه الف نحله اجتاحته.

-لم التق بك من قبل..انا لا اعرفك..

صاح كايل بوحشيه:

-لا تكذبي..اللعنة عليك! انت تعرفينني جيداً!انت...

قاطعه جيم بقوة، وهو يمسك ذراعه ويهزها: هذا يكفي! ما الذي يجري بالضبط؟ اتحاول الادعاء بمعرفة ايف؟

-انا لا احاول ولا ادعي شيء..انا ابين امراً واقعاً..اعرف ايف..وهي تعرفني..يجب ان تعرفني على اي حال. لقد عشنا معاً كرجل وزوجته لثلاث سنوات تقريباً.

نتيجة لهذا التصريح المدمر الاخير، ساد نوع من الصمت المذهول. كانت تعابير وجوه الموجودين تتغير بسرعة صاعقة، وبقوة عجيبة. بدا ان جيم لم يفهم، ثم ارتبك تماماً، ونقل نظره بعينين فاغرتين من كايل الى ايف، واعاد الكرة، وهو يهز رأسه ببطء، غير مصدق. في الوقت عينه اخفت دايان فمها بيديها، ثم خطت بضع خطوات مستعجلة الى الغرفة، لتكبت صيحه حاولت الافلات منها.

لقد تحقق اخيراً اسوأ كوابيسها. لم تجد صوتاً او اشارة تعبر عن شعورها، بل وقفت مسمرة مذهولة، تحدق بالرجل الاسمر الغريب الذي يقف وسط الغرفة..الرجل الذي يدعي انه زوجها...الى ان تشقق البركان داخل رأسها لتكشف فوهته عن نيران مندفعه...وتفجر في هدير مرعب دمر كل وعيها، فانهارت ووقعت في اغماءة كاملة.


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:31 AM   #8

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2 – ذاكرة غافية




" ايف ؟؟ ايف .... حبيبتي ..."

بدا الصوت الناعم المتملق وكأنه قادم إليها من نفق طويل مظلم .
كان صوتاً متوتراً يثير الاضطراب , فغمرها احساس بالرهبة لم تستطع فهمه .
فتأوهت ثم أدارت رأسها الى الوسادة .
" ايف , حبي , استيقظي ."
أجبرت ايف نفسها على فتح عينين مثقلتي الجفون , واذا بوجه دايان القلق يطالعها , فرفّت عينيها بصعوبة .
وتمكنت من القول بارتباك , وبصوت يشبه الحشرجة :
" ماذا .؟" .
" هس ... لا تحاولي الكلام الآن , اشربي هذا ."

ارتشفت ايف الشراب في الكأس الزجاجي الممدود اليها , وهي تتذمر كطفل مريض :
" اوغ ! ."
واجبرت نفسها على الابتلاع و هي تكشّر كرهاً لمذاقه المر , فضحكت دايان ضحكة مرتجفة .
" انا اسفة لا نملك اي شراب آخر "

ردت ايف :
" انا لا احب شرب الكرز , الا تذكرين ؟."

وبدأت الذكرى تندفع عائدة اليها بقوة الطوفان , وفجأة زالت الابتسامة عن وجهها لتتركه شاحبا بائساً :
" او على الاقل لا اعتقد انني احبه ."
كان عليها ان تبني كل شئ في حياتها الآن , اسمها اصدقاؤها , عملها , منزلها , كلها مجرد اشياء بنتها حول نفسها في السنتين الماصيتين , عوامل جمعتها معاً لتخلق الشخصية التي تعرفها الآن باسم ايف مونتاغوي ,
الانسان الذي بنته من لا شئ منذ اليوم الاول الذي دخلت فيه الى عنبر الحوادث حيث تعمل دايان كممرضة مشرفة .
وطلبت المساعدة لانها لم تعرف من هي او من اين اتت .
انها " الامنيزيا " او فقدان الذاكرة نتيجة لمحنة خطيرة , هكذا كان تشخيص الاطباء في النهاية .....
لكن اية محنة ؟

لم يكن من اثر على جسدها ,
لا اثر يدل على وقعة او ضربة او اي حادث مماثل تسبب بارتجاج الدماغ ومحى لها ذكرتها .
لم يكن معها حقيبة يد , لذا لم يكن معها ايه بطاقة , او رخصة قيادة لتّعرف عنها ,
ولا شئ في جيوبها سوى بضع محارم ورقية و جنيهان من قطع معدنية صغيرة .

كانت انتى بيضاء البشرة , شقراء الشعر ,
زرقاء العينين , طولها خمس اقدام و ستة انشات , ولم تتجاوز الثلاثين عاماً .

عدا قياسات جسمها وحذائها , كان هذا كل ما تعرفه عن نفسها .

لكن , ظهر الان رجل يدعى كايل جنسن يدّعي أنها زوجته , ولابد انه يعرف الحقيقة عنها , بل في الواقع يعرف عن حياتها وشخصيتها اكثر مما تعرفه هي .

سرت قشعريرة باردة قوية في جسمها , ونظرت بعصبية في الغرفة الفارغة من دون ان ترى اثراً لجيم او لكايل جنسن .

" اين كايل ؟"
اجبرت نفسها على النطق بالاسم ولو انه بدا لها غريبا و بعيداً عنها ... وكان يجب ان تدعوه على هذا النحو , ان كان زوجها كما يدعّي .
لكن الا يجب ان تشعر بشئ آخر ؟
الا يجب ان يثير اسم الرجل الذي تزوجته ردة فعل معينة فيها ؟

لابد من انها احبته لتصبح زوجته .

ترى , اتشعر بنوع من التوق الى التعرف به ؟
لم يحدث هذا ؟
وادركت حقيقتها المؤلمة ..

انها لا تعرف اسمها الحقيقي ...
اما اسم ايف مونتاغوي فهو مجرد اختراع من مخيلتها ...
ردت دايان :
" انه في غرفة الطعام يشرب القهوة مع جيم . من الافضل لكِ الا تستيقظي الآن ."
ضغطت ايف على يد دايان :
" شكراً لكِ ."
" وسينتهز جيم فرصة وجودهما معاً ليعلمه بما جرى .
ولمعلوماتك , لقد رفض الذهاب واضطررت الى اخراجه من الغرفة بقوة " .

ابتسمت إيف قليلاً وهي تتخيل المشهد .
ففي الدقائق القليلة التي امتضتها معه تمكن كايل جنسن من ان يذهلها .
فهو رجل مسيطر , يأخذ القرارات بسرعة ويتصرف وفقاً لها بقوة ,
رجل ليس معتاداً ابداً على الخضوع لقرارات شخص آخر .

قالت بصوت مرتعش وقد استبد بها الخوف والارتباك كقبضة حديدية باردة تجثو فوقها :
" أعتقد انه من الضروري ان نتحادث "

وافقت دايان برقة :
" ستتحدثين اليه في وقت لاحق .
لكن انتظري لتكوني اكثر قوة . كما انه بحاجه الى بعض الوقت ليستجمع قواه ..
لقد أصيب بصدمة مثلك تماما .
على أي حال , لم يكن يعلم انك لم تتذكريه , انت زوجته و .."

" انت تصدقينه إذن ؟"

ولم تستطع إيف ان تنظر الى عيني صديقتها وهي تطرح السؤال .

" ألم تصدقيه انت ؟ "

" بلى ... لا ... أوه ... أنا لا أعرف ! ولا أرى سبباً لادعائه انه زوجي اذا لم يكن هذا صحيحاً ... أعنى , ليس هناك مايجنيه , فلا مال لدي ولا .."

صمتت فجأة , ثم رفعت عينيها المذهولتين الى وجه صديقتها ..
" أم ان لدي مالاً ؟
أوه ... يا الله ! لا أعرف ! ماذا لو كان يدعي انني زوجته لأنه يريد مالي ؟ "

قاطعتها دايان :
" إيف ! لاتتركي خيالك يسرح بك بعيداً .. ليس لديك سبباً للتفكير بالأسوأ ,
فما من دليل . يبقى أمر واحد , لو كان كايل هو كايل جنسن من دار جنسن للنشر بالفعل ,
فمن غير المعقول ان يكون راغباً في مال شخص آخر .. فهو يملك الكثير من ماله الخاص ".

"هذا صحيح "

وتمسكت إيف بطوق النجاة الذي قدمه لها هذا الواقع .. وهمست بصوت متثاقل :
" دي .. انا لا أعرف ما أفعل ".
أمسكت صديقتها بيديها , بقبضة دافئة ثابتة اشعرتها بالارتياح والقوة .
وقالت بتعقل مثالي :
"هناك طريقة واحدة لمواجهة هذا الواقع .. وهي ان تواجهي الأمور ببطء وثبات ..
كما فعلت تماما منذ سنتين حين كنت تواجهين كل يوم بيومه وتحسنين التكيف . ل
قد نجحت يومها , وستنجحين الآن .. تذكري فقط انك لست وحدك , فنحن ندعمك . وكايل ايضاً".

لكن هل كايل صديق ام عدو ؟
لم تلاحظ دايان الغضب الذي تملكه , او تسمع العنف المكبوت في صوته في واجهها اول مرة عند الباب الأمامي .. ولم تستطع ايف ان تخبر المرأة الأكبر سناً بهذا ..
ولو فعلت ذلك فستذهب صديقتها على الارجح رأساً الى زوجها و تطلب منه ان يطرد كايل جنسن فوراً من المنزل ...
هذا اذا كان بمقدور احد ان يطرده جسدياً .

لكن , لو رحل كايل , فسيأخذ معه املها الوحيد في معرفة نفسها .
وهذا ما لا يمكنها التخلي عنه بسهولة .

لا يمكن لشخص ان يفهم كيف تشعر الان الا ان عاش مثلما عاشت هي بثقب اسود في مكان ما في الذاكرة ...
وها هي تجد نفسها الان على عتبة اعادة اكتشاف تلك السنوات المفقودة ...

لقد عاشت لما يقارب الاربعة وعشرين شهراً دون ان تعرف ما هو اسمها الحقيقي ,
اين ولدت , وكم عمرها , و هل لها ابوان او اشقاء , او شقيقات او اصدقاء .... او زوج ... وخفق قلبها بألم .
عبرت على وجهها ابتسامة ساخرة وهي تلتفت الى دايان ....
وبشئ من المرح القاتم في صوتها قال ببطئ :
" اقر بانه من الممكن ان اكون متزوجة ."

رفعت يديها الى وجهها لتغطي عينيها , وكأنها تريد ان تبعد ذكرى الايام التي تخشاها .
" اوه ... يا الهي .... دي .

لقد امضيت و قتا طويلاً والقلق يعتصرني لمجرد التفكير بأنه في مكان ما ...
والله فقط يعرف اين ..
عائلة تهتم بأمري , و يتملكها اليأس لانني مفقودة ...
وقد مرت علىّ اوقات اشد سوءاً حين كنت اخشى الا تكون لي عائلة على الاطلاق .. وانه ما من احد يهتم لامري او يبحث عني ..
ومع مرور الوقت لم اجد دليلا ملموساً يساعدني على اكتشاف هويتي ...
ووضعت يديها على حجرها ... تلتويان معا بكرب موجع واكملت :
" على الاقل اعرف الآن ان ......... "

كم من الصعب التلفظ باسمه .. ومع ذلك و بكل تاكيد لابد انها تفوهت باسمه مئات المرات يومياً في يوم ما .
" .. ان كايل هو امريكي , مما يفسر لماذا لم نسمع بأحد يبحث عني ."
وكشف صوتها المتقطع مدى الألم الذي كان ينتابها .
" إذا كان يعيش في امريكا وانا انكليزية , على الأقل هذا مااعتقده ,
إذ ليس لدي لكنة على الأقل .. كيف إذن وجدت نفسي اتجول في لندن و..؟"

قاطعتها دايات بلطف :
" هذه اسئلة يجب ان تطرحيها عليه حبي .. لكنه بات واضحاً انه امضى ردحاً طويلاً من الوقت في لندن .. فمؤسسة جانسن للنشر تملك مكاتب هنا على أي حال , وهذا يفسر سبب التقائه بك ..
وهو أمر مذهل .. أليس كذلك ؟".

تابعت وقد بدت عيناها مستغرقتين في التفكير :
" لابد ان في الأمر اكثر من صدفة بحيث انك ومن بين .. مئات الناشرين المنشورة اسمائهم في الدليل , اخترت " جنسن " لترسلي قصتك اليهم .
بالتـاكيد , هذا يظهر أن ذاكرتك لم تفقد الى الأبد ,
بل انها لاتزال موجودة .. مدفونة مؤقتاً , تنتظر منك ان تنبشيها مرة أخرى ..
ربما الآن , مع مساعدة كابل , ستعود الي الظهور , جيدة وكأنها جديدة ".

وتمنت إيف في سرها لو يحصل هذا على الفور , وبأسرع وقت ممكن ..


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:32 AM   #9

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ومن الافضل ان يحصل ذلك قبل ان تضطر الى مواجهة كايل مرة اخرى .

كيف ستتمكن من مقابلة رجل يقول انه زوجها .... وانهما عاشا معاً ما يقارب ثلاث سنوات ...
لكنه الان رجل غريب , لا يعني لها اكثر مما يعنيه اي رجل مر بها في الشارع , لن تستطيع ان تتخيل هذا !!
ترددت هذه الصرخة البائسة في رأسها واوشك قلبها ان يتوقف ذعراً لمجرد التفكير بمواجهة كايل ,

ثم عاد يخفق بسرعة مؤلمة .

لن تستطيع مواجهته .... ولا تريد ذلك , لكنها مضطرة .

بجهد و بتصميم , استجمعت كل قواها الداخلية وجلست مستقيمة ,تفرد كتفيها وتأخذ نفساً عميقاً غير سوي .
قالت :
" اعتقد انني سأرى كايل الآن ."

فوجئت بصوتها اقوى بكثير واكثر حزماً من ذي قبل ...
قطبت دايان بقلق :
" هل انتِ واثفة ؟."

" اجل , انا واثقة , يجب ان اراه في وقت ما دي ...
من الافضل مواجهته على الفور ...والا فقد يزداد سوءاً .

من تحاول ان تقنع ... دايان . ام نفسها ؟

تسائلت عن هذا وهي تسمع لهجتها المغالية في الاشفاق , فتفضح الجهد الشاق الذي بذلته حتى تتكلم ....

وتوسلت الى صديقتها في اعماقها وكأنها ترجوها الا تحاول صرفها عن قرارها ..
فإذا تراجعت الآن , قد لا تمتلك الجرأة لتقدم على ذلك مرة خرى ..

" حسناً ."
كالعادة , كانت دايان تراعي حاجات صديقتها , ولو ان كلمتها الاخيرة والعبوس الذي لم يفارق جبينها . دلاّ على بعض الشكوك الباقية :
" هل تريدينني ان ابقى معكِ في الغرفة ... او ربما تحتاجين جيم ؟"

اغمضت ايف عينيها وهي تقاوم الاندفاع الجبان لتقول نعم , ارجوك , ارجوكِ ابقي معي ... ساعديني .
لكنها اسكتت هذه الافكار فوراً ..

بلهجة تردد صدى قناعة داخلية , قالت بصوت يكاد يرتجف :
" لا ... شكراً ... لكن ..... دي ......"
" سنكون في الغرفة المجاورة حبيبت ... وما عليكِ سوى ان تنادينا باسمينا وسندخل راكضين ."
ونهضت وهي تبتسم لإيف ....

" سيكون كل شئ على ما يرام يا ايف يا حبيبتي .. انا واثقة من هذا ".
وطبعت قبلة دافئة على خد صديقتها الشاحب .
" سارسله إليكِ ."

كانت ايف وحدها في الغرفة .. استلقت جامدة للحظات تستعيد كلام صديقتها
" ايف حبي " واللهجة التي قيلت فيها .. ايف حبي ... ايف ....
الى كم من الوقت سيبقى هذا اسمها ؟

قد يقول لها كايل ان لديها اسم آخر ....
ستيفاني او بيلندا ...

واستبعدت هذه الفكرة ... لقد اعتادت على ايف الآن , واي اسم آخر سيبدو غريباً ...

لكن كايل استخدم هذا الاسم : ايف , وكأنه مقتنع به .

هل من الممكن ان تكون هذه احدى المصادفات الغريبة , تماماً كما اختارت هي اسم جنسن كمؤسسة النشر التي سترسل لها مؤلفها ؟

لقد لاحظ المرشد في صف " الكتابة الابداعية " الذي تحضره ممنذ ايلول الماضي , انها توازن خياراتها بعناية .
واخذت بعين الاعتبار انواع الكتب التي نشرتها تلك المؤسسة وقارنتها بعملها ..

لكنها الان تواجه الوقائع بصراحة فجة ,
كما تتطلبها الظروف منها ,
لقد ابعدت من ذهنها الناشرين الذين ينشرون الكتب الواقعية او قصص الاطفال فقط ..

وقامت بالقرار النهائي بقلبها لا بعقلها من دون تفسير منجذبة الى اسم جنسن تلقائياً ..

اذن , اكان لهذا الاسم صدى غامض غير محدد , ايقظ ذاكرة ليست ضائعة , بل نائمة فقط , كما اشارت دايان ؟
على اي حال , لابد ان اسمها كان جنسن في يوم من الايام , وهذا يفسر لهجة كايل التهكمية حيث خاطبها باسم مونتغوي ...

ارتجف قلبها من الخوف , سيدخل كايل هذه الغرفة في اية دقيقة .
وسمعت همهمة الاصوات من غرفة الطعام ..

اجتاحتها موجة ردة فعل انثوية ,, لابد ان مظهرها مرعب ! ...

ها هي , على وشك ان تواجه زوجها بعد فراق ...دام كم من الوقت ؟
سنتين ؟ أكثر ؟

لاشك في انها في حالة مزرية تماماً .

انزلت قدميها الى الارض ... ثم أخذت حقيبة يدها وفتشت فيها عن مرآة ما لبثت ان تنهدت حين اطبقت يدها عليها ,
لكن تلك التنهيدة استحالت شهقة حين رأت صورتها .

كان شعرها مشعثاً تتبعثر خصلاته على وجهها , ولا اثر للون على خديها , وقد رسمت الدموع التي ذرفتها خطوط كحل حول عينيها , فحولت الصدمة لونهما الى لون داكن .

يا له من منظر رهيب !
بسرعة اخرجت مشطها وعلبة تبرج صغيرة وبدأت بالتصليحات الضرورية ...

وفيما هي منكبة على ما تفعل , انفتح الباب بهدوء ثم اغلق مرة اخرى .
فقفزت كالقطة المذعورة لتتطاير مساحيق التجميل في كل اتجاه , لاسيما حين تفوه صوت ناعم باسمها ..
فاستدارت بسرعة .....

كان كايل يقف في الطرف الآخر من الغرفة مستنداً الى الجدار وقد اراح ذراعيه على صدره ,
فبدا شديد السمرة مثيراً لاضطراب ..

" مر ... مرحباً .... "

كم مضى عليه واقفاً هكذا , يراقبها بصمت ؟
لابد انه شاهد ما كانت تفعل ... تهتم بمظهرها .

واذا كان الامر هكذا , هل رأى فيه تفاهة انثوية صرفة , ام ظن انها امرأة تجمل امام زوجها ؟

ولم تتمكن ايف من السيطرة على رجفة هزت جسدها .

" مرحباً .."

رد كايل تحيتها الفاترة واحست انها فعلا تحاول ان تتجمل للرجل الذي يدعي انه زوجها .
وصدمتها تلك الفكرة الى درجة عجزت فيها عن الكلام ...

ساد صمت بينهما وطال حتى احست ايف انها ستصرخ اذا لم ينكسر حبل الصمت بسرعة ..
فسألها :
" كيف تشعرين الان ؟."

لم يكن صوته ودياً ,, بل مكبوتاً وبارداً كالجليد لا اثر للعاطفة فيه .
ردت بارتباك :
"اوه .... افضل بكثير ."

وتسائلت هل تمتع كايل باحتساء قهوته مع جيم ... انه زوجها ومع ذلك لا تعرف اي مشروب يحب !!
كانت تلك الفكرة مدمرة بحيث سارعت الى الكلام :
" صدقني ....انا لا اصاب عادة بالاغماء ."

قال بنعومة :
" فقط حين يظهر زوجكِ الذي اضعتهِ منذ زمن بعيد على عتبة الباب من دون سابق انذار ."

ردت بلمسة خشنة :
" وحين لا اتذكر من هو ."

ابعد نفسه عن الجدار :
" آه ..... اجل .... لقد اخبرني جيم عن هذا ."


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 11:32 AM   #10

Fairey Angel

كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fairey Angel

? العضوٌ??? » 46
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Bahrain
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond reputeFairey Angel has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بدا وكانه لم يصدق كلمة من الرجل الآخر .
ادركت ايف هذا والذعر يتملكها ... ايعتقد انها تدعي ... وانها اخترعت القصة كلها ؟

" ماذا قال ؟"

كان سؤالها مجرد همس اجش وقد خانها صوتها تماما لاسيما حين تحرك كايل نحوها .

" اوه.... مجرد وقائع اساسية ."

امام ذهول ايف الكامل ركع كايل امام قدميها ..
وبعد ثوان ارتبكت مذعورة ومع عودتها الى التركيز ادركت انه كان يستعيد احمر الشفاة وقلم الكحل عن الارض .

" هاكِ ..."

رماهما بعفوية في حجرها فيما هي لا تستطيع ابعاد عينيها عن يديه .

فتسمرت عيناها المتسعتان على اصابعه الطويلة .. وكفيه العريضتين ومعصميه القويين اللذين كشف عنهما قميصه الابيض الناصع ..

كايل زوجها ... وتردد صدى الكلمات في رأسها .. الى ان اصبحت مثل زوبعه رعدية عنيفة ..

انه زوجها ... ولأجل هذا يجب ان تعرف هاتين اليدين كما تعرف يديها ...

وبدا ان افكارها بلغت حداً بعيداً ... اذ كان كايل يتكلم من دون ان تعي حرفاً .

سالت متلعثمة :
" عف ........ عفواً ؟؟.."

رد كايل بلطف :
" قلت هل هذا كل شئ ؟".

لكن عينيه كانتا حادتين كالسكين , فشعرت ايف انه يخترقها ليصل الى افكارها ..

وبدا لها ان الوقت يمر ببطئ ,,فاجبرت نفسها على النظر الى ادوات التبرج في حجرها .

" اجل ..... اجل ...... "
كانت ستقول هذا على اي حال ..

ولو لم يكن صحيحاً .
ارادت ان تتفوه بشئ لتدفعه الى الوقوف على قدميه ...

فركوعه على هذا النحو كفيل بأن يقضي على ما تبقى من رباطة جأشها .

حاولت مجددا بحزم اكبر :
" اجل .... هذا كل شئ ."

من دون كلمة اخرى وقف كايل بحركة رشيقة واحدة واختفى في المطبخ للحظة ليعود ومعه كوب ماء مده اليها .. وبصمت تام .

بعينين متسعتين هزت ايف رأسها شاكرة فيما الماء يطفئ التوتر في حلقها .

قال كايل بهدوء :
" لعلكِ ترغبين في سرد روايتكِ من وجهة نظركِ ".

وانفتحت عينا ايف بسرعة فشاهدته ينتقل ليجلس على مقعد قبالتها و يستند الى ظهره المغطى بالقماش .

بدا مرتاحاً فيما وضع احدى ساقيه فوق الاخرى بطريقة عفوية .
احست بسخط متردد لسؤاله , فرددت :
" روايتي ؟."

للحظة بدا ان صبره يكاد ينفد , لكنه كبت ذلك بسرعة و راح يسألها عن نفسها ...
" قولي لي فقط ماذا حدث "

لم يكن في لهجته تهديداً ما , ولو من بعيد , ولا اثر للعدوانية على وجهه .

بدا جسمه الطويل مسترخياً تماماً ,
لكن ايف احست انها تقف في قفص الاتهام , تواجه قاضياً معادياً ينوي اعلان الحكم عليها .

قال كايل يحثها فيما سخريته اللاذعة تخترق افكارها :
" البداية في العدة افضل الطرق للانطلاق في السرد "

بدأت ايف باضطراب :
" حسن جداً ... لست املك الكثير لاقوله حقاً ...

لا اعرف ولا اذكر شيئاً الا انني وجدت نفسي جالسة في مقهى قرب مخزن بيع في شارغ اوكسفوررد .

وحين حققت الشرطة فيما بعد قالت احدى الساقيات انني بقيت هناك لاكثر من ساعة ...

لكنني لا استطيع ان اتذكر حتى هذا ..

كان امامي فنجان قهوة بارد وشطيرة جبن وحبة طماطم نصف مأكولة "

التوى فم ايف بألم لهذه الذكرى .
كم كانت هذه التفاصيل الصغيرة مهمة لها ...
مهمة لانها على الاقل اجزاء مبعثرة تستطيع اضافتها الى محموعة الوقائع المثيرة للاشفاق وهي كل ما تعرفه عن نفسها ...

واتجهت نظرتها الى كايل ....
كان يجلس بصمت قبالتها ووجهه خال من اي تعبير .
وقد ضم يديه واسند مرفقيه على ذراعي المقعد وهو يصغي باهتمام و يركز بقوة على كل كلمة تقولها ...
" كان ...ذلك مثل .... مثل الاستيقاظ من نوم عميق منذ مدة طويلة ..... "

وكان هذا صعبا عليها .. اصعب مما كان في البداية ..

فلما اخبرت طبيب الحالات الطارئة متلعثمة مترددة القصة ذاتها تعاطف الطبيب معها وراح يساعدها ويسالها اسئلة يمكن ان تفيدها و يشجعها ...
لكنها الآن لا تعرف مشاعر كايل .. وصمته المتحجر لا يبدي شيئاً ...

صمت , لا يمكن بكل تأكيد وصفه بالمشجع ..

" لكن المرء متى استيقظ ومن اثقل نوم ممكن يعرف بعد ثانيتين اين هو و من هو و اي يوم من الاسبوع هو فيه .... "

رجّع صوت ايف صدى اليأس والذعر الذين احست بهما ذلك اليوم ....

واكملت :
" ..... بالنسبة لي ... بدا الامر بمثابة ورقة بيضاء ....لا شئ .... "

مرة اخرى خاطرت بنظرة الى الجسد القاتم قبالتها تحاول ان تقيس ردة فعله ....لكن عينيه المركزتين عميقاً في وجهها ظلتا متحجرتين لا يمكن النفاذ خلالهما .....

" انا ... ذعرت ... وركضت عبر المخزن لأخرج الى الشارع ... أتطلع ...افتش .... عن اي شئ ... مهما كان صغيراً ...يمكن ان يعطيني فكرة عما يحدث ...لم اعرف في اي مدينة انا ...

اخيراً سألت رجل الشرطة عن كل هذا ."
ضحكة ايف كانت مهزوزة ... ارتسم الماضي من جديد على وجهها ...
بدت عينيها قاتمتين وكأنهما كدمتان فوق خديها بلا لون ..

واكملت :
" لابد انه ظنني غريبة ... اين انا ؟
اي يوم هذا ؟ وكان اول من اقترح علىّ ان اذهب الى مستشفى ."

وهنا صدرت حركة مفاجأة عنيفة من كايل ... فصمتت فجأة ...
ولأول مرة منذ بدأت سرد روايتها , ظهر عليه نوع من ردة الفعل , فأنزل يديه عن ذراعي المقعد وجلس مستوياً ..
سأل بحدة :
" متى حصل هذا بالضبط ؟".

وما همه ذلك ؟
" في العاشر من شهر آيار . منذ اقل من سنتين بقليل ..
كان التاريخ محفوراً في رأسها بحروف من نار , فهو على اي حال التاريخ الذي بدأ فيه وجودها .

اختلست نظرة اخرى الى وجه كايل , فالتقطتت تعبيراً آخر في عينيه ....

كانت نظرة تركيز و كأنه يفكر بشئ قديم ... ,يحاول استعادة ذكراه ....

سألت مترددة :
"هل للتاريخ ميزة خاصة ؟."

لكن الوجه المتحجر والنظرة الكتومة في عينيه عادت ...
وقال آمراً :
" هيا .... تابعي ."

للحظة فكرت ايف بالتمرد .. لكنها عدلت عن تفكيرها .. فكايل لن يتسامح , اضافة الى هذا , انها تريد ان تنتهي من قصة العاشر من آيار ,
لم تكن تدرك كم سيكلفها الكشف عنها من مشقة .... خاصة في هذه الظروف المشحونة عاطفياً .
" انا .... هربت راكضة من رجل الشرطة ... كنت مقتنعة ان كل هذا كان حلماً سيئاً ... مجرد انحراف عقلي مؤقت ...وانني في النهاية ساعود الى حالتي الطبيعية ,,,
فسرت ,, وسرت ,,لاميال ,, من دن ان اهتم بوجهتي ..

كنت اسير وادعو الله ان اتعرف الى اي شئ وان اجد المفتاح لافكاري وذكرياتي ."
تصاعدت الدموع الى عيني ايف و هي تجبر نفسها على استعادة الذكريات الرهيبة ..
وزاد من تفاقم توترها طريقة كايل في الجلوس ...؟
جلس هناك من دون حراك وكأنه محوت من حجر .....

" مرت خمس ساعات او اكثر ربما ... وكانت الساعه قد تجاوزت السابعة وبدأت الدنيا تظلم ... حين عرفت انني لن استطيع الاستمرار وحيدة ...

ولحسن الحظ , بعد بضع دقائق , وصلت الى مدخل مستشفى ...
ولم اكن اعرف اي مكان آخر الجأ اليه ... فدخلت الى قسم الطوارئ ...."

وهناك بدأ حظها يتحسن نحو الافضل .
ففي تلك المستشفى التقت دايان ... ممرضة مشرفة دافئة القلب , محبة كالأم ,, رعتها وارشدتها ودعمتها خلال الاستجواب والفحص الطبي والوقت الذي امضته في المستشفى وزيارات الشرطة و العاملين الاجتماعيين وحتماً علماء النفس ,
وكلهم منكب على اكتشاف هويتها او على الاخص لماذا نسيت اسمها ,,,

حتى انهم جربوا التنويم المغناطيسي في محاولة لاعادتها الى الزمن الماضي .

لكن كل ه ذا كذلك لم ينجح ايضاً

اخيراً وصلوا الى حائط مسدود ,, فعرضت عليها ديان الاقامة مع زوجها وابنتيها التوأم في منزلها , وان تكون عائلة دايان بديلة لعائلتها ..

وانهت كلامها :
" هكذا جئت لأعيش هنا .. وبعد فترة حصلت على عمل في المكتبة المحلية ... كبائعة مبتدئة ,
صحيح ان المرتب ليس جيداً جداً لكنه على الاقل يعني انني قادرة على المساهمة في ميزانية البيت ...
على اي حال ... لم اكن املك فكرة عن مؤهلاتي الحقيقية ."

مرة اخرى ادارت نظرة تساؤل نحو كايل , لكنه سؤال كغيره مرّ من دون رد ....

" و...... هذا كل شئ تقريباً ...."

خرجت منها الكلمات متلعثمة الآن , واحست برأسها يتثاقل , وهبطت كتفاها ارهاقاً ... فجلست منهكة في مقعدها و هي تنتظر رده ....

صمت مطبق ..... لو انه فقط يقول شيئاً ...اي شئ ...!!

" هذا كل ما باستطاعتي قوله ! ."

اخيراً تحرك كايل يدفع يده عبر شعره الاسود الناعم وقد ركّز نظره العابسة على السجادة , وكما من قبل ,, احست ايف انها تستطيع ان تسمع افكاره وهو يزن كل ما قالته له ..
وحين اقشعر بدنها بألم وتوتر التفتت العينان القاتمتان الى وجهها ..

قال فجأة :
" سؤال واحد فقط .... "

" نعم ؟"

" لماذا " مونتاغوي " ؟.

في البداية لم تفهم ايف سؤاله

سأل كايل بخشونة :
" اسم العائلة .... الذي تستخدمينه الآن ."

لأول مرة , ازالت ضحكة خفيفة التوتر من صوتها :
" اوه .... هذا امر سهل ...
فالعنبر الذي كنت فيه في المستشفى حيث بقيت للاسبوعين الاولين يسمى "عنبر مونتاغوي ."

ولانها خرجت من هناك لتبدأ حياتها الجديدة وكأنها طفلة و لدت من جديد لتغادر عنبر الامومة , اتخذت اللقب اسماً لها ...

تمتم كايل ببطئ :
" فهمت .... و " ايف " ؟"

احست بنبرة غريبة في صوته فثارت اعصابها لاسيما انه عاد الى مستوى المدّعي عليه والجلاّد مجدداً .
انفجرت ساخطة :
" لماذا تطرح كل هذه الاسئلة ؟".

واشتعلت نار الغضب والتحدي في عينيها .
"الا تعتقدين انه يحق لي ذلك ؟".

اشتعل جنون ايف اكثر فأكثر ,
فتعبير كايل البارد المتسائل والطريقة التي ارتفع فيها حاجبه الاسود ذكرها انه لا يصدق كلمة قالتها ..

" لا ... لا اظن ان لك اي حق ابداً .... ليس دون دليل ...
تقول انك زوجي ... لكن كيف اعرف بحق الجحيم انك تقول الحقيقة ؟
قد تحاول توجيهي لاغراضك الخاصة , عليك ان تثبت لي انك حقاً من تدّعي !
لانني سأقول لك شيئاً سيد كايل جنسن العظيم المقام ....


لن ارد على اي سؤال آخر حتى تبرهن ادعائك !! ".


Fairey Angel غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[align=center][align=center]
قريبا فصول جديدة



يعرض حالياً على قلوب أحلام الغربيه

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
273 - طيف بلا أسم - بيني جوردان - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* مجنونة قلبها روايات أحلام المكتوبة 270 19-12-23 03:47 PM
265 - لن تندمي - باربرة ماكماهون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* Jamila Omar روايات أحلام المكتوبة 311 17-08-23 11:05 AM
305 - في عينيك اللقاء - لي ولكنسون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة *) wasan روايات أحلام المكتوبة 156 16-08-23 05:47 PM
398 - لن تسامح - داي لوكلير - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) جين اوستين333 روايات أحلام المكتوبة 492 19-07-22 11:08 PM


الساعة الآن 10:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.