آخر 10 مشاركات
402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-13, 11:43 PM   #11

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





,,


الابتعاد لم يرتجيه يوما في تلك الظروف .. ولكن عقله كان يبتعد شيء فشيئا .. يسمعهم ويشعر بهم .. وكثيرا ما يشعر بصوت صاحبه الذي ارتحل عن الدنيا .. واحاديث قديمة وضحكات شبابية متداخلة .. وعيناه تطبقان الجفون بقوة .. تتمسكان بالظلام بعنف .. كم كانتا قاسيتين لتبعده عن عزاء خالد .. وعن عمه الذي هو سند له من بعد ابنه البكر .. لو تمنى شيء واحد الآن لتمنى السقوط بعد العزاء لكان ارحم وارحم .. انتفض جسده بعنف .. او كأن عظامه هي التي تنتفض .. تعلن العصيان على عقله النائم .. تريد اشعال ثورة توقظه من سباته العقيم ..



وصوت بعيد يقترب .. بل هي اصوات ممتزجة بالبكاء والغضب .. وحارب قريب .. شعر به بجانبه وشعر به وهو يبتعد .. لتتردد همهمات لا يعيها .. وشيء من بكاء وصراخ .. ورائحة عطر نسائي ليس بغريب عليه يغزو رئتيه وينتشر في خلاياه .. يجبره على الاستيقاظ .. لكن لا تزال الجفون تهوى الارتخاء ..


سحب الهواء بنهم غريب .. لتشرع عينيه ابوابهما .. ويزفر ويزفر ويزفر .. زفرات متوالية .. وكأن به غريق التقط الاكسجين بعد عناء غوص .. ليصله صوته الاجش وينطق هو باسمه : حااارب ..



صوت خافت ولكن كان كفيل بان يصل الى اذآنهما .. هل سمع كل شيء ؟ هل فُضح امرها ؟ .. ترك يدها بعنف .. لتسرع على فيها .. تخنقه بقسوة .. لعلها تعاقبه لانه تكلم في هذا المكان .. عيناها تتبعان حارب الذي وقف ينظر لاخيها بابتسامة وتسمعه يتحدث ولكنها لم تعي شيء ..فدقات قلبها غطت على فهمها .. تشعر به سيخرج من صدرها .. سيهرب ويبتعد بعيدا .. ظلت واقفة لدقائق لتنسحب بعدها دون ان تعي اي شيء .. خوفها يحملها على العودة للمنزل .. مؤكد ان الجميع سيكونون هنا في ظرف ساعات .. مشت ومشت واذا بها تهرول في ذاك الممر .. لتنتبه لنفسها فترفع طرف " شيلتها" على وجهها الباكي وتتابع الهرولة .. لو بيدها لطارت وحطت في غرفتها وتدثرت ببطانيتها .. لو بيدها لاعادت ****ب الساعة للوراء شهرين .. لو بيدها لما وافقت على ذاك الذي اكتشفت نذالته منذ دقائق خلت .. كل ما ترغبه الآن هو سريرها .. منزلها وكل شيء هناك ..




,,

وهناك ارتجفت فرائصها وهي تستمع له حتى رددت : اعوذ بالله منك يا نويذر .. اعوذ بالله منك ..



ليغرق في ضحكة غير متناهية .. ليقفز بعدها حين ضربته بعصاها على ساقه .. ومن بين وجعه لا يزال يضحك وهو منحني يمسك ساقه : اعوذ بالله من هالعصا يا ام شميسه .. اعوذ بالله من هالعصا ..



ليغرق الجميع في الضحك الا هي .. لتزفر بغيض مرددة : تريد توسمه ( تكويه ) تريد تشوهه يا ولد ام منذر ..



جلس وهو يحني رجله ولا تزال كفه على ساقه .. ولكن هذه المرة ابتعد عنها في جلسته .. فتلك العجوز لا يؤتمن قربها وهو يحب المزاح وجدا .. همس : ااح تعور ..



لينظر له جابر : تستاهل محد قالك تيلس قربها وانت تعرف سواياها ..



نظرت اليهما بغضب : شو فيكم تتساسرون .. تكلموا .. الحين ما لقيتوا الا الوسم (الكي ) ..



تحوقل ليردف : ترا قالوها قبل .. آخر الدواء الكي .. وفي قصص عن الصحابة رضوان الله عنهم تتكلم عن الكي .. اللي هو الوسم يا ام شمسة ..



وقفت شمسة : بروح اسويلكم عشا .. ولا تكثر كلام يا منذر ..



تحوقل من جديد وهو يتبع اخته بنظراته : ترا ما عرفنالكم .. اذا ما تكلمنا ما عيبكم واذا تكلمنا بعد مـ ...



لم يكمل بسبب رنين هاتفه ليقف بوجه متجهم .. وذاك ينظر اليه : ع وين ؟



لم يرد عليه ليردف : منو اللي متصل ؟



لتنطق العجوز وهي تقلب حبات المسبحة في يدها : اكيد وحدة من الخياس اللي يكلمهن ..



لتجحظ عينا جابر وكأنهما ستخرجان من محجريهما .. ويرمش مرارا وهو يتجهم من قولها .. فـ منذر ليس من هذا النوع من الشباب .. ولكن تلك العجوز تقول كلمات تأتي بالريبة للسامع .. تنحنح ليقف : بروح اشوفه .. سمحيلي ..



اقتربت خطواته من ذاك المستتر بالجدار حتى لا تعصفه نسمات الهواء الباردة .. يراه مبتسم .. وعيناه تلتمعان فرحا .. ليغلق الهاتف ناظرا للواقف امامه : قام ..



لتنفجر الشفاة عن اسنانه .. وينطق وهو يعانق كتفي منذر بكفيه : احلف ..



امسكه بيده ليجره معه للخارج : خلنا نروحله ..



ولا تزال الفرحة متمسكة به وهو يقف ليمنع منذر من التقدم : خلنا نبشرهم ..



هز رأسه بمعنى لا .. ليردف : حارب يقول قام .. بس ما يرد عليه .. يكلمه ولا يرد .. عيونه لفوق وبس ..



تحوقل .. ومشى معه يستعجله وما ان وصلا للبوابة الحديدية حتى اصتدم جسدها بجسدجابر .. ليسحبها منذر اليه .. صارخا باسمها .. يضغط على ذراعها وجدا .. ليصرخ : انتي من وين يايه ..



بكاء فقط وحشرجة صوت لا يريد الخروج .. وشهقات وصمت عن الجواب .. لتعانق يده اليمنى ذراعها الاخرى يهزها وهو يكاد يخترق عظامها بانامله الشديدة : تكلمي يا بنت شمسه ..



سقطت " شيلتها " جراء حركة جسدها المتطوح بين كفيه .. ليمسك الاخر برسغيه : خلها .. منذر خلها مب وقته ..



يعرفه حق المعرفة .. فعند الغضب لا يرى امامه قد يضربها .. يركلها .. ويشتمها .. نفضها بعيدا لتجري .. ويلتفت اليها وهي تهرول لداخل : بتشوفين شغلج بعدين يالخايسة .. بتشوفين ..



ليسحبه جابر من ذراعه ليخرج به : خلاص يا منذر .. امشي نشوف شبيب الحين ..



" وين رايحين " نطقتها شمسة وهي تقترب منهما : وشو بلاه شبيب ؟



بابتسامة اجابها : اتصلوا علينا عشان سيارته للحين عندهم ورايحين نييبها .. ما بنطول .. وبنرد وبنتعشا لا تاكلون العشا عنا ..



" زين ".. قالتها واردفت : ديروا بالكم ع اعماركم .. وهاللا هاللا فالشارع .. زلق ولا ينضمن ..



بارد جدا .. قليل الكلام نعم .. ولكنه يستطيع ان يخرج نفسه من اي شيء بسهولة .. وملامحه تلك لن تشكي اي تغير .. بعكس منذر .. الذي لا يزال الغضب مرتسما على وجهه .. ولم يستطع النظر في وجه اخته ففضل المشي تاركا الامر لجابر .. جلس والغيض يفترسه افتراسا .. كيف لها ان تكون خارجا وامها تخبرهم انها نائمة ؟ .. قبضة يده على فخذه وانفاسه الثائرة اجبرتا جابر على الالتفات له لبرهة .. ويرجع نظره لطريق .. ليردف بهدوء : هدي عمرك .. واكييد لها اسبابها .. العصبية والضيجة ما بتييب فايدة ..



لم ينطق وفضل النظر جانبا .. فتلك ستجلب لهم فضيحة ما بما فعلت .. ماذا لو رأوها الجيران ؟ .. وماذا ان حدث لها شيء وهي بالخارج .. انتفض جسده على تلك الفكرة التي راودته .. ليعود له وجهها الباكي .. لم تبكي لوجودهما وكشفهما امرها .. بكاءها كان قبلا .. تمتم بالاستغفار .. ليلتفت له جابر من جديد : ان شاء الله ما يكون فيها شيء ..



التفت له بجزع .. منذ المراهقة وهو يستطيع ان يقرأ ما يدور في رؤوسهم .. هو وخالد .. اما شبيب فلم يكن يوما يستطيع معرفة ما يفكر به .. زفر بعنف : يا ويلها مني اذا صارلها شيء فهاليل .. والله ما اخليها وانا ولد ابوي ..




,,

نظره كان متسمرا في السقف .. وذاك يسأله عن حاله .. وسرعان ما تركه ليخرج خلفها ويقف عند باب الغرفة من الخارج .. ينظر اليها لتختفي بعدها .. لا يفهمها .. كيف بمقدورها ان تتهمه بذاك الاتهام .. الأنه فقط صديق شقيقها منذ ايام طوال .. منذ ايام اللعب بين بيوت " شعبيتهم " القديمة .. منذ ايام " الدكان " الذي جمعتهم عتبته مرارا ..اقترب منه من جديد .. يحدثه .. ويقيس نبضه .. نظره شاخص للبعيد .. ايعقل ان يكون سمع كل شيء .. سمعها تتهمه وسمعه يعنفها .. مصيبة ان فعل .. فالا اخواته لا يرضا ان يمسن بسوء .. تنهد ليقترب منه ينحني بجذعه .. قريبا من وجهه : شبيب انت بخير ..


وانامله المرتجفة تمسك رسغه لتسري رجفته لشبيب .. وينطق بهدوء : منو كان هني ؟


بلع ريقه .. لينظر ذاك اليه ويعيد سؤاله بهدوء : منو كان هني يا حارب ؟



ابتسم .. ليردف بكذبة : محد .. بشو حاس ؟



اغلق عينيه ليسحب الهواء بوجع ارتسم على حاجبيه القريبان من بعضهما بشعيرات ارتسمت كجسر واصل .. ويفتحهما بتعب : احس جسمي مكسر .. آآه


تأوه .. واردف : ريلي تعورني .. احسها متيبسه ..


-
شيء عاادي .. صارلك اسبوعين ع الفراش .. لا تخاف جسمك ما فيه اي شيء .. ونبضك الحمد لله اوكي .. يبالك بس تتحرك شوي شوي وبترد مثل قبل . .



ابتسامة ساخرة ارتسمت على محياه .. لم يفهمها حارب .. ليمتعض منه .. ويعقد حاجبيه اكثر .. فذاك يحاول الجلوس بارهاق جم .. اسنده وساعده : لازم ما تتعب عمرك .. صح ما فيك شيء والحمد لله .. وكل الفحوصات تأكد هالشيء بس لازم نحسب حساب انتكاسة يمكن تصـ



قاطعه : شخبار عمي ؟ وعيال عمي ؟ - بلع غصة استوطنته ليردف – وام خالد ؟



" بخير .. كلهم بخير " .. ما ان انهى جملته حتى ولج منذر يتبعه جابر .. وسلام حار .. واحضان شوق من خال لابن اخت ورفيق درب .. وسلام آخر من شقيق روح واخ رضاعة .. ليمسك معصمه تحت حديث منذر الصاخب لحارب : خوفتنا يا ريال .. تقول ما يتكلم .. وعيونه فوق .. هذوا مثل التيس قدامنا ..



ليغرق بعدها في ضحكة وكانها تخبر شبيب عن الشوق القابع في صدر ذاك المنذر .. ويتمتم بعدها : بخبرك بعدين سالفة التيس ..



وعاد يضحك مع مناوشات صغيرة لابن اخته .. وذاك يبتسم وهو يشعر بقبضة شبيب على رسغه تحاول ان تشتد ولا تقوى .. ليربت عليها بيده الحرة .. ويبتسم أكثر .. لينطق منذر : اموت واعرف شو اللي بينكم ..



اعتق يد جابر ليضحك بتعب ضحكة قصيرة : ما بينا الا كل خير ..



" عن اذنكم " اطلقها حارب ليغادر بعدها .. يشعر بنظرات شبيب تخترق جسده .. لا يقوى على الكذب امامه .. مائة بالمئة سيكتشف تلك الكذبة التي قالها عليه سابقا .. وقف خارج الغرفة وهو يسمع ضحكات منذر وحديث خافت من جابر .. سيتعبونه بالحديث .. انعقد حاجبيه .. فقد ينتكس وهو لم يحذرهما .. هو لا يقوى على الرجوع .. اطلق قدماه للمسير .. عدنان كفيل بافهامهم ما يتوجب عليهم فعله .. سيتعذر باي شيء .. ربما بمريض يحتاج مراقبة اكثر .. او بحالة طارئة .. لا يهم ما نوع العذر .. المهم ان لا يبقى مع شبيب هذه الليلة ..



دخل عليهم وهو يتحمد له بالسلامة .. ويقترب منه يقوم بعمله .. لينطق جابر : دكتور عدنان .. وين حارب .. معقوله يخلي مريضه اللي يشرف عليه من اول ما انصاب ويروح ..



اجاب وهو يرفع جذعه : مشغول شوي .. عندو كم مريض .. معافاي باذن الله ..



-
الله يعافيك ..



خرج ليحرك ذاك جسده ليتبعه .. ويمنعه شبيب : جابر .. خلك ..



يشعر بانه في موقف حرج جدا .. لا يريد ان يترك منذر لوحده فان عاد الى منزله بمفرده سيحدث ما لا يحمد عقباه .. ولا يرغب بترك شبيب لان هناك رجاء منه للبقاء معه .. محاصر جدا .. الرنين المتواصل لهاتف منذر اخرجه من تلك الحيرة .. لينظرا له وهو يتحدث بكلام مبتور : انزين اهدي .. كنه لا تصيحين .. الحين بكون عندج ..



بخوف الشقيق نطق : كنه شفيها ..



-
فارس تعبان .. تقول مب قارد يقوم من الفراش .. بروحلهم ..



اسرع واذا به يعود : جابر السويج ( مفتاح السيارة) – التفت لشبيب - شبيب ترا للحين محد يعرف انك قمت .. فلا تتهور وتتصل بامك فهالليل .. والله ما ترقد للصبح ..



التقف المفتاح الذي رماه له جابر .. وخرج وهو يضحك .. هو هكذا يعشق الضحك امام الجميع حتى وان كان صدره مليء بغصة ما .. كفعلة شامة التي لن يغفرها لها ..



سحب كرسي وجلس عن يمينه : لا تفكر بشيء . توك قايم خل كل شيء لوقته ..



هز رأسه بالايجاب : حاس بوهن ..



" ارقد " .. قالها وصمت .. صمت موحش مع دفء الغرفة البيضاء .. يراقبه بصمت وهو يغلق عينيه ويتنهد .. خلف ذاك الرجل اسرار كصاحبه الذي توفاه الاجل .. والاسرار على كاهل القابع امامه اضحت اثقل واثقل .. بحجم جبل " حفيت " .. او اكبر .. لا يحق لاحد ان يلوم عقله ان فكر الابتعاد .. الابتعاد للراحة .. والعودة من جديد ..


حفيت: جبل في مدينة العين يحتل المركز الاول في الارتفاع في امارة ابوظبي والمركز الثاني في دولة الامارات ككل .




سحب نفسه للامام ليسند ظهره ويربع ذراعيه على صدره ..يحمد الله بان ما حدث لفارس قد يكون سببا لتهدأت منذر .. قدر جميل حدث .. ابتسم.. يتخيلها فيغمض عينيه .. اسبوعان واكثر هي بعيدة عنه مع اهلها .. لم يكن يعلم حين اقترن بها بانه سيعشق تفاصيلها بهذا الشكل .. الغياب جعله يدرك ما معنى رائحة عطرها في غرفته وعلى السرير و في كل مكان .. وجعله يدرك انها تحب ترتيب المناشف باتقان في دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وايضا جعله يعلم بأن ذراعه خفيفة جدا في لياليه الطويلة .. ابتسم لتنتظم انفاسه بعدها ..ويغفو ..


,,

يـتـبـع |~



roudha likes this.

اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 05-01-13, 11:43 PM   #12

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,

اما هي فلا تنكر بان شوقها له يضاعف شوقه لها .. فعلى الغداء تشتاق ليده التي تمتد لفيها بلقمة صغيرة بحجم فمها الصغير .. وعند المساء تشتاق لقرب انفاسه .. التحفت شالها القطني وحثت الخطى خارجة من غرفتها .. عليها ان تطمئن على مبارك .. وايضا على مطر .. فهي خائفة عليهما وجدا .. وكذلك والدتها .. فما حدث على مائدة العشاء ارعبها .. قالت لها وهي تضع الطعام للجميع " لا تنسين تحطين عشا خالد ع صوب " .. هل لا تزال تعتقد بانه على قيد الحياة .. ام انها اعتادت هذه الامور .. اعتادت على قبلته الصباحية .. وعلى عودته المتأخرة في كثير من الليالي .. تنهدت لتسحب الشال على كتفيها اكثر .. وتضمه على صدرها كعاشقة تحتضن حبيبها .. عانقت اناملها مقبض الباب وولجت بهدوء ..

تمشي على اطراف اصابعها .. لتبتسم له .. متدثر بالكامل بذاك الغطاء الثقيل .. لا يزال طفلا وغدا سيبدأ دراسته من جديد من بعد انقطاع دام اسبوعين .. حقيبته المدرسية السوداء تستند على الجدار .. ومقبضها قد ارتفع للاعلى .. وعجلاتها الصغيرة كالحة اللون .. دنت منه اكثر تحاول ان ترفع الغطاء عن وجهه قليلا .. حتى تجد انفاسه الحرية بعيدا عن ذاك الغطاء .. تحرك لينقلب على ظهره .. مسحت على شعره وانحنت تقبله .. رددت في نفسها : الله يحفظك ..



خرجت لتتوجه لغرفة مطر .. وهالها ما رأت .. لم يعد للمنزل بعد .. معصمها يرتفع لتنظر الى ساعتها .. ستصل الحادية عشر والنصف .. زفرت فلا حيلة لديها لتحتالها .. هو عنيد لن يستمع لنصائحها .. ستخبر والدها هذا هو الصواب .. نفضت رأسها لتهمس لنفسها : ما بيسمع منه .. استغفر الله العظيم ..



تديره ولا يستجيب لها .. اغلقته مجددا .. هل باتت تخاف من بعد خالد .. ممن ؟ .. فمطر صغير ..نفضت رأسها فمطر لم يضحى صغيرا سيكمل السابعة عشر قريبا .. وقفت طويلا عند باب مها .. تحاول ان تجد تفسيرا للباب المغلق .. هل غيابه السبب ؟ اضحت انطوائية .. وهي التي كانت دائمة الحضور في زوايا المنزل .. تلفتت لتقع انظارها بعيدا هناك حيث مكانه الخالي .. حقا المكان مخيف .. الجميع نائمون الا هي .. لم تعد تستلذ النوم بعيدا عن بعلها .. هنا تشعر بانها مسئولة عن الجميع .. خطاها الثقيلة تنزل الدرجات رويدا .. وصوت الاشجار في ساحة المنزل بسبب الريح الباردة كفيلة بان توقع الرعب في قلبها .. لا تعلم لماذا قادتها قدماها للخارج .. للصالة القريبة من المجلس .. هناك كان يأتي ويجلس معها بالساعات .. تحكي له .. وتشكي .. وقفت وهي تستمع لكلمات تخرج من هناك .. كلمات باستطاعتها ان تصعقها كقوة كهربائية مميتة .. الجمتها عن الحراك .. فذاك مطر .. وحديثه لا يبشر بخير .. فتحت الباب بعنف ليقف بغضب يغلق هاتفه ويصرخ : انتي شو اللي يايبج هني .. وبعدين كيف تدخلين بهالشكل .. لو كان وياي ربعي؟ .. صدق ما تعرفين السنع ..



دنت منه بغضب غير مكترثة لحديثه المنافس لغضبها .. رفعت سبابتها امام وجهه : والله يا مطر ان سويتها ما بتلوم الا نفسك ..

ضرب ذراعها ليعطيها ظهره : محد له خص .. فاهمه – التفت لها – واللي فراسي بسويه .. واذا فيج خير تكلمي ..


اخافها بل ارعبها .. مطر مختلف بحق .. ناقم بل اشد .. اتخبر عنه ام تحاول معه من جديد .. خطر على فكرها جابر .. وسرعان ما ابعدت تلك الفكرة عنها .. هو تحملها كثيرا .. تحمل شكواها الدائمة .. لم تعد تسمعه الكلمات التي يعشقها .. و لم تعد تُريه ابتسامتها التي يحبها .. لم تعد تريه الا دموعها وحال اهلها .. وصمت .. بل انه صبر عليها .. جلست على الارض بارهاق مميت .. والجو بات حارا جدا .. وكأن بها حمى لا تريد ان ترحل .. حمى حارة تتصبب معها عرقا ..

,,



قال لها بانه سيستلقي فغادر من المكان بعد ان عاد من المسجد القريب مصليا العشاء .. فجلست تجهز العشاء بفرح .. لم تنتبه له .. ولوجهه المتعب .. اعدت تلك المعكرونة التي يعشقها من يديها بحب جم .. وبعدها استحمت وارتدت ثوبا ناعما .. ووشاح يقيها البرودة المتسربة .. نظرت لساعة الحائط الدائرية .. لتقرأ دقائقها وساعاتها .. على الحادية عشر تشير .. ابتسمت وسحبت نفسها لتناديه للعشاء .. لا يعقل انه نام .. اشعلت الانوار واقتربت من السرير لتجلس على طرفه .. حاولت ان تنحني لتفعل فعله بها .. فلم تستطع فتمتمت بهدوء وهي تحرك يدها على بطنها المتكورة : كله منك ..


ابتسمت وهي تعض على شفتيها .. فلقد وجدت طريقة اخرى .. مدت كفها لتعانق انفه بسبابتها وابهامها .. ويدها اليسرى استقرت على جانبه اليمين تستند عليها .. ما ان لمست انفه حتى جفلت .. حراراته مرتفعة جدا .. هلعت فاقتربت منه .. تعانق كفيها وجهه : حبيبي .. فروس قوم ..



خوفها يكبلها .. لا تعلم ماذا تفعل .. تهدج صوتها وهي تمسح على وجهه .. نومه خفيف سيفيق من اقل لمسة منها : حبيبي الله يخليك قوم ..



تأوه بتعب ليبتسم نصف ابتسامة متعبة : لا تصيحين .. انا بخير ..



ليغلق عينيه بعدها .. بكت .. وقامت تتلفت لا تعلم ماذا تفعل : فااارس شو اسوي .. فارس قوم



ضربت برجلها الارض كطفلة غاضبة .. وسرعان ما حثت خطاها تبحث عن هاتفها .. هناك في المطبخ كان قابعا .. لم تتذكر بانها كانت هناك .. فعادت اليه تجلس بجانبه ترفع رأسه لحجرها .. وتربت على وجنته : فارس رد علي الله يخليك ..



شعرت بانها ستفقده .. لم تره يوما هكذا .. انتبهت لهاتفه على الـ" كوميدينة " فسحبته .. ليصلها صوت منذر .. وتترجاه بان يكون معها .. ها هو يقف يسند ذاك المتعب بجسده .. وينتظرها لترتدي عباءتها .. فلن يتركها بمفردها في هذا المنزل وفي هذا الليل الموحش .. اسرعت معهما للخارج .. اجلسه في الكرسي ليعدله له بحيث يستند بظهره جيدا : بوصلج البيت عند امج وعقبها بشله الدختر ..



ركبت في الخلف لتنطق حين ركب هو : منذر بروح وياكم .. الله يخليك ..



يحرك السيارة وينطلق .. لم يرد عليها .. ينظر الى وجهها في المرآة الامامية .. خائفة بحق .. اهكذا يفعل الحب .. يمسح وجود الغير ويبقى فقط الحبيب .. ينظر ليدها على كتف فارس وكأنها تخبره بانها بجانبه لن تتركه .. قال وهو يسمع شهقاتها : الا حمى .. لا تسوين بعمرج جذي .. شكلها حمى قوية – اوقف السيارة – ياللا نزلي ..


التفتت ليظهر لها منزل عائلتها .. وتطوح رأسها بعنف : ما بنزل .. بروح وياه ..


تحوقل وترجل .. ليفتح بابها ويمسك يدها : كنه حبيبتي بشله الطواري وانتي بتتعبين ويانا .. ياللا نزلي ولا تاخرينا .. ولا تنسين اني ياي فسيارة جابر اكيد يريدها الحين .. نزلي فديتج ..



نزلت بعدم اقتناع لتمسك منذر من يده قبل ان يغادر : اتصل في الله يخليك ..

وقفت تنظر الى تلك السيارة وهي تختفي .. وكأن قلبها يختفي معها .. شكله المتعب اخافها بحق ... تذكرت ضحكاته معها قبل ان يغادر المنزل عصرا .. دمعت عينيها .. لتنتشل طرف " شيلتها" تمسح دموعها .. وتحث الخطى للمنزل .. الانوار مضاءة في تلك الصالة .. لا بد ان والدتها هناك .. وقد تكون جدتها معها .. فتلك العجوز اضحت لا تنام مبكرا .. حثت خطاها لتقف تسحب الهواء .. لن ترعبهما .. وستخبرهما بكل شيء بهدوء ..




,,

ضحكاتها تصدح في ارجاء غرفتها في هذا الصباح الشتائي .. وسماعة هاتفها تتطوح بين اناملها .. من يسمعها لن يصدق بانها هي مها التي كانت منذ ايام .. ارتمت على سريرها وعيونها لسقف غرفتها المنقوش بـ"الجبس " : الله يعين حتى بنات الين (الجن) ما سلمن منه ..



وعادت لتضحك .. فسوسن قد اسرت اليها بحديث تناقلته النساء عن شبيب .. بان هناك جنية تسكن جسده .. يقولون بانها تعشقه فتلبسته .. لتنفجر مها ضاحكة .. وترد الاخرى : انتي شفيج .. بسم الله الرحمن الرحيم .. ليكون الينيه لبستج انتي مب هو ..



انقلبت على جانبها الايمن .. وذراعها تسند رأسها .. وسبابتها اليسرى تلعب بهاتفها .. تديره وتعيده لموضعه من جديد : تراها رمسة تضحك .. والا يقولون ينيه تحبه ..



قهقهتها اثارت غضب في نفس صاحبتها .. لتزفر بحنق وترد عليها : مها انتي وايد متغيرة .. يعني اوكي .. آمنا بالله انج ما تحبينه .. بس ابد ما عندج اي شيء تجاهه .. ما تتعاطفين معه .. ما تحسين باهله .. ليش صايره جذي متبلده .. اذا ما تبينه رفضيه وبعده القرار فيدج .. ولا تقوليلي عشان خالتج وريل خالتج .. هذا شيء مب مقنع .. ولا بيقنعني .. لاني اعرف انج قوية وتقدرين تقولين لا والف لا ..



جلست لتتدلى ساقيها عن السرير : ما اقدر .. احس اني مديونة لهم .. احس اني لازم ما ارفض لهم شيء والا بكون قليلة اصل .. فوق هذا يحسسوني انهم مركبيني يميل (واجب) لانهم ربوني ..



صرخت بها لتقف ويقع الهاتف ساحبا السماعة معه : هذا اللي قدرج عليه ربج يا مها ..



استدارت لها لتبلع ريقها : خالتي مب قصدي .. بس ..



لا تزال تقف عند عتبة الباب : لا بس ولا شيء .. احنا يوم دقينا الصدر وخذناج من اعمامج ما كنا نريد شيء من ورى هالشيء غير الاجر .. يوم اني احطيج فمكانة عيالي ما اريد شيء ..



وقفت ليلى خلف والدتها مشدوهة لا تعلم مالذي يحدث .. وتلك نظرها على ام خالد ووجهها متجهم .. وتتابع حديثها : يوم ياني خالد يقولي شبيب حاط عينه عليج .. وكلمتج ما ضربتج ع ايدج عشان توافقين .. ومنزلة شبيب من منزلة خالد عندي .. واللي ما تبي ولدي مب مجبورة عليه ..



وابتعدت حتى دفع كتفها كتف ليلى .. نظرت لوالدتها حتى اختفت .. ومن ثم نظرت لمها التي طأطأت رأسها خجلا ربما .. لتتقدم تلك منها فتصرخ بها : طلعي ما اريد اشوف حد ولا اسمع حد .. طلعي ..



تسمرت في مكانها لدقائق وبعدها ابتعدت .. لتمشي تلك بخطى غاضبة تغلق الباب بقوة .. وتستند عليه : ما بتفهمون .. محد بيفهم ..



وتنسحب لتجلس على الارض الباردة .. وتفرد ساقيها رافعة رأسها ومغمضة عينيها .. وتنطق بهمس لروحها : شو فيها اذا عطيته فرصة .. ع الاقل هو يحبني .. عاادي – بكت فانزلت رأسها – عاادي .. الا حياة هي ما بتفرق ..

,,

اتمنى ان يكون نال على استحسانكم ..
انتظروا تغير الاحداث في الجزء الرابع باذن الله ..
ولا تزال زفراتنا في بدايتها ^^


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 08-01-13, 01:36 PM   #13

غلاوووي

? العضوٌ??? » 87763
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 372
?  نُقآطِيْ » غلاوووي is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مشاء الله عليش مبدعه

اتمنى تكون قصىة كاملة

حارب وشامة مانهايتهم ؟؟


غلاوووي غير متواجد حالياً  
قديم 16-01-13, 07:50 AM   #14

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,


ارتجف كرجفة جسد عاري في يوم شديد البرد .. ودموعها تنسكب وهي تسمع ذاك الطرق وتلك الرجفات المتتالية على باب غرفتها .. تكورت على نفسها في تلك الزاوية البعيدة .. وهي تدعي رب العباد ان يرحمها .. صراخه الغاضب يصل اليها مع الطرقات المتوالية : فتحي الباب يا شامة .. فتحي بالطيب والا والله اكسره .. فتحيه ..


هرولن على صوته الهادر .. الوقت لا يزال باكرا .. حتى الشمس لم تستيقظ من نومها .. تركت كل شيء من يدها .. وابريق الشاي بدأ يهيج ويهيج .. لتجري مع خروج والدتها من غرفتها بخطوات واهنة وتلك العصا تتقدمها .. امسكته من ذراعه تحت انظار ابنتها كنّة وهاشل الذي استعد للذهاب الى مدرسته .. وذاك الجاكيت الاسود يقي نصف جسده برد هذا اليوم .. فينفض يدها بعنف .. بعد ان سألته : شفيك ؟



بعيون تكاد تخرج من مكانها .. وحاجبان منعقدان .. وانفاس متتابعة اجابها : بنتج .. اللي تقولين انها راقدة .. البارحة يايه من برع نص الليل .. وتسأليني شو في ..


عاد يطرق الباب بعنف .. وكلمات التهديد والوعيد تصدح في المكان .. حتى انكمش ذاك الصغير على نفسه ملتصقا بالجدار الذي خلفه .. تقدمت بخطوات ثقيلة لتقف بجانبه : حبيبي منذر اهدى .. اكييد انتوا فاهمين غلط .. كانت ...



قاطعها وهو ينظر اليهن : اي غلط يا كنه اي غلط .. وانا وجابر متلاقين وياها عند الدروازه ( بوابة البيت الحديدية ) داخله من برع .. وتقوليلي غلط – ضرب براحة يده بعنف – فتحي ..



انتبهت كنة لاخيها .. فاسرعت اليه تبعده عن المكان وتلك العجوز تبتعد خلفهما وهي تثرثر : اخوج تخبل يا شمسة .. الله يجيرنا بس ..



تسكب له كوب شاي بالحليب بعد ان اتمت عمل امها على عجل .. وهو جالس ونظره ينسرق بين الفينة والفينة الى صوت خاله الغاضب : شو فيه خالي .. بيقتل شامة ؟



تمد يدها بكوب الشاي : حبيبي هشول .. خالك زعلان منها لانها طلعت بدون ما تقوله بس هذي السالفة ..



انتفض واقفا : وهي ليش تسوي هالشيء .. يعني ما تعرف خالي .. وشبيب لو عرف والله ما يسامحها ..



اناملها تحيط برسغه : ايلس تريق الحين بيي الباص ..



-
مابي ..



قالها وخطف حقيبته يجرها خلفه .. وهي في حالة اندهاش من تصرفه .. حتى توقف قبل ان يخرج ويلتفت لها : والله بعلم شبيب عليها ..



وبعدها خرج مسرعا .. وكأنه خائف من ردة اخته .. لم يلحظ ابتسامتها مع ارتفاع حاجبها .. واذا بوجهها يكفهر .. على صوت منذر الذي لم يهدأ مع رجاء شمسة .. واذا بها تشهق .. وتقف تهرول للمكان ..



كسر الباب برجله .. واندفع اليها لتقف مذعورة تكاد ساقاها لا يحملانها .. واخته من خلفه لعلها تمنعه .. سحبها من ذراعها حتى دارت لتقف امامه : وين كنتي البارحة يالخايسة .. تكلمي ..



اسرعت وهي تحدثه : منذر الله يخليك ..



ليرفع كفه الحرة في وجهها : شمسة لا تدخلين ..



كانت ترتجف ليس بردا بل خوفا من ذاك الهائج كثور مصارعة ادمته الرماح .. شفتاها لا تريدان اخراج الكلام .. وعيناها تهلان الدمع بكرم غريب .. لم ينتبه الا وهي تقف بينه وبينها .. تمسك رسغه : منذر اهدى وخلنا نفهم شو السالفة ..



تعرف اختها لن تتحمل تلك العصبية التي فيها خالها.. وغير مستبعد ان يغمى عليها .. سحبتها والدتها حين ارخى كفه .. لتختبأ خلفها وتسمعه يردد : شامة تكلمي وين كنتي ..



نطقت كنة : شامة حبيبتي خبرينا وين كنتي ؟



لتصرخ بها والدتها : تكلمي .. والا تبينه يكسر راسج بالضرب ..


ضربتها على كتفها : تكلمي ..


يدها تعانق مكان ضربة والدتها .. لا تعلم لماذا جاء اسمه على شفتيها .. لتنطق : كنت بالمستشفى .. سألوا حارب ..



سحبت خطواتها للخلف حتى صدها جدار غرفتها وردي الطلاء .. وعيونها تنكسر للارض بسبب نظرات منذر لها .. يحاول اخارج هاتفه النقال من جيبه : بنعرف الحين صدقج من كذبج – يضغط على الاتصال – بس والله ان كنتي تكذبين تحملي اللي بييج مني ..



يرن ويرن .. الجميع يستمع .. ليردف : ما اريد اي صوت .. خلكم تسمعون بذنيكم ..




لماذا تستنجد به ؟ ولماذا حتى الوهلة تثق به ؟ اوليس هو من انكر فعلته امامها .. اوليس هو الذي كان سيقتلها هناك بيديه ؟ والآن تقف ترتجف تريد الجلوس ولا تقوى .. ولا تقوى على الوقوف ايضا .. معلقة بين هذه وتلك .. ونبضات قلبها تسابق رنات الهاتف المتوالية .. حتى توقف الرنين .. ليعيد الاتصال بالرقم الثاني لذاك الحارب .. ولكن الهاتف لا يعمل .. والصمت يسيطر على الجميع .. ونظرات شمسة لابنتها كسهام تطعن جسدها .. لعل تلك الام وجدت الاجابات على حال ابنتها المتغير في الاونة الاخيرة .. تراقبها حتى وكأنها جردتها من ملابسها بتلك النظرات .. لتزدرد تلك ريقها بصعوبة .. ويعود الرنين من جديد .. لن يخرج حتى يأتيه صدقها او كذبها ..




,,

تقلب كثيرا وهو منزعج من رنين هاتفه .. ليصرخ وهو يبعد الغطاء الثقيل عن جسده : واللعنة .. حشا ما يخلون حد يرقد ..



ترك الفراش ليختطف هاتفه القابع بجانب زجاجات العطر على ذاك السطح الخشبي .. وبصوت عالي : الو .. خير ويا ويهك .. يعني ما تعرف اني ..



ليقاطعه الاخر بصراخ لا يقل عن صراخه : شفت شامه البارحة ..



رفع حاجبه مستهجنا ذاك السؤال .. لعلهم افتضحوا امرها .. هذا ما جال في خلده .. ليعود الى واقعه على صرخة منذر : رد .. شفتها البارحة والا لا ..



تتعلق بكلمة منه .. فقط كلمة قد تنتشلها من نيران خالها .. ليأتيهم رده : هيه كانت فالمستشفى .. سالتها منو يابها قالت بروحها ..



نظراته عليها وعلى وجهها الشاحب : وشو رايحه تسوي ؟



اصابعه تنغرس في شعره الكثيف الاسود .. ويحك فروته باحباط : بالله شو رايحة تسوي .. يايه تزورنا مثلا .. تراها خايفه ع اخوها ..



وكأنهم في جلسة استجواب .. الشاهد حارب والمتهم هي .. انفاسها بدأت تضيق .. لعله يجيبه الآن عن كل شيء .. سيخبره بما اخبرته هي به .. سينكر وسيصدقونه لانه صديق طفولتهم .. سيرمي عليها بعدها ثلاث كلمات تحيلها لمطلقة لم تصل العشرين بعد .. رفعت رأسها على سؤال منذر له : وليش ما وصلتها البيت ؟



ايقنت انها ستعدم الآن .. سيقول بانها ساقطة عديمة الحياء .. وخائنة .. وهو لن يتكفل بها بعد اليوم ولا تهمه .. سيقول بانها تحمل في احشاءها علقة صغيرة لا تمت له باي صلة .. سيقول وسيقول .. وساوس كثيرة عصفت بها في تلك ثواني الانتظار المُرة .. لتبتسم حين اجاب : لان وقتها شبيب قام ولا قدرت اخليه ..



يغلق الهاتف في وجهه على صوت اخته المقتربة منه : شبيب قام يا منذر ..



الاصوات تتداخل .. بل انها تتوه في مسامعها .. لا تعي الا همهمات .. واصوات تبتعد .. صوت اختها وخالها وامها .. قدماها اعلنتا الوفاة والاستسلام .. ليخر جسدها على الارض ساقطا ..



برودة على وجهها .. وكأن بها تحت قطرات المطر في هذا الشتاء .. ارتجفت واذا بصوت حنون يصلها : حبيبتي قومي ..



انتفضت بخوف : انا وين ؟



تتلفت في المكان حتى ادركت بانها في غرفتها .. وعلى سريرها .. وكنة بجانبها .. كيف ؟ وماذا ؟ ولماذا ؟ اسئلة بانت في عينيها المغرورقة بالدموع .. تمد لها كوب الماء : شربي ..



امسكته بايدي مهتزة .. لتردف تلك : ما بتتغيرين .. ما تتحملين شيء .. طحتي علينا وشلج منذر وحطاج ع فراشج .. كان يريد ياخذج للمستشفى .. بس اختي واعرفج ..



اسندت جذعها على ظهر سريرها .. ونظرها يتابع تلك التي اخذت كوب الماء ووقفت : ما قدرت اخليج بروحج .. كلهم راحوا لشبيب ..



اناملها فجأة سقطت على فيها .. لتخرج منها شهقة مع وقوع الكأس وتهشمه .. لتسألها الاخرى ما بها بخوف واضح على وجهها بعد ان رأت دموعها .. فتجيبها وهي تمسح دموعها : ما شيء .. ما شيء ..



وابتعدت من الغرفة .. تجر خطاها الى غرفتها .. تلتقط هاتفها من على سريرها .. تتصل به وتمشي ذهابا وايابا وهو على اذنها .. ولسانها يردد : سامحني نسيتك .. سامحني ..



ليأتيها صوته المتعب : هلا حبيبتي ..



لتنفجر عينيها بالدموع : سامحني يا روح كنة .. لهيت عنك .



ابتسم وهو يرفع جذعه قليلا : كنونتي لا تصيحين .. ما في شيء الحمد لله .. والعصر ان شاء الله بيطلعوني ..



ربضت على السرير : والحمى .. ان شاء الله راحت .. خبرني شو سوالك .. وشو قالولك ..



ينظر الى ظهر كفه .. وذاك الانبوب الممتد حتى اعلى رأسه : حطولي سقاية (المصل) وللحين فيدي .. والحمى خفت .. قلتلج بيطلعوني العصر ان شاء الله ..



تنفست الصعداء .. ومع هذا فهناك خوفا لا يزال بين ثناياها : ياليتني يمك ..



-
لا يا روحي .. خلج مرتاحة ولا اتعبين عمرج .. اوكي ..



هزت رأسها مجيبة له : ان شاء الله .. بس بسبقك لبيتنا .. بخلي منذر يوصلني ..



صمتت وصمت هو .. فانعقد حاجبيه : حبيبتي وين رحتي ..



بارتباك واضح في صوتها : هني ما رحت مكان ..



تسلل اليه الخوف حتى قبض قلبه وحاله الى نبضات تطرق عظام صدره وكأنها تنشد الهروب : كنة انتي بخير ..



ردت بسرعة فرائحة الخوف قد داهمتها .. تسعد لذلك وجدا : بخير يا قلبي والله بخير .. بس تذكرت ان منذر مشغول .. لان شبيب قام ..




,,

شبيب قام .. وكأنه ميت بُعث من قبره .. كانت فرحة من سمعوا بالخبر لا توصف .. وحتى تلك العجوز رفضت وبشدة ان تترك تلك الغرفة حتى يتركها هو .. وهي التي تكره رائحة الاماكن البيضاء .. يدها على رأسه .. تتمتم بايات قد حفظتها منذ امد طويل .. وتنفث على رأسه تكرارا .. يده الخشنه تقع على يدها المجعدة .. يقربها من فيه ويلثمها مرات : الله لا يحرمني منج ياميه العودة ( بمعنى امي الكبيرة اي الجدة)



والاخرى تقترب لتمسك بكفه الاخر .. يبتسم لهما فهو لدية والدتين .. ليس كغيره .. الاولى عن يساره والاخرى عن يمينه على ذاك " الكنب " الجلدي .. وساقه ممدودة امامه .. فتلك الاصابة لا تزال تؤلمة بعض الشيء .. ليدخل ذاك المرتدي " البدلة " العسكرية .. يقبل رأس تلك العجوز ومن ثم رأس والدته بالرضاعة .. ويصافح شبيب وينحني بعدها ليلامس انفه انف الاخر : شو صحتك يا بطل ..



قالها ليبتسم شبيب على مضض : الحمد لله .. بس البطل الله يرحمه ..



التفتت له شمسة : شو اللي استوى وياكم ذاك اليوم .. محد طايع يخبرنا بشيء ..



يربت على يدها بكفه : لا تحاتين ما صار شيء ..



وقفت جدته ليمسك كفها : وين .. تراني ما شبعت من ريحتج ..



سحبت يدها : بروح اصلي الظهر .. ترا ريحتي ما بتنفعني ..



تحوقلت ابنتها وضحك هو .. ليرفع صوته : الله يتقبل منج يالغالية .. وادعيلي لا تنسيني ..



توارت عن انظارهم حين ولجت للصالة .. لينظر للواقف الذي تحدثه والدته بان يجلس ليستريح .. ابتسم حين تلاقت الاعين .. ليبتسم جابر ويردف : الربع ( الزملاء) بيزورونك اليوم العصر – يلتفت لشمسة- والاحسن تردن البيت .. وباكر شبيب بيكون عندكن هناك ..



-
كلمت عدنان ؟..



-
هيه .. وعمي بعد بيزورك العصر ..



عقد حاجبيه واردف وهو يمد كفه ناحية عكازه المستندة بجانب السرير : عطني العكاز ..



خطواته تبتعد لتعود وبيده ذاك العكاز ذي المتكأ الجلدي .. وقف بمساعدة جابر على صوت والدته : شو بلاك ..


يعانق العكاز ابطه : عمي له الحق بالزيارة مب انا – يوجه كلامه لجابر- قول لدكتور عدنان يسمحلي بالطلعة ع مسؤوليتي ..



تحوقلت والدته : ياولدي اركد .. شفت شو صار المرة اللي راحت .. انت ناوي ع عمرك ؟



مشى خطوتان ناحيتها ليقبل رأسها : دامني طالع باكر ما شيء فرق .. وان شاء الله الكل بيزورني فبيتي .. جابر اتصل بمنذر خله ياخذ امي ويدتي وانت وصلني بيت عمي ..

,,

يــتــبــع|~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 16-01-13, 07:51 AM   #15

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






,,

قرارات توصلنا لنهايات قد نشتهيها .. ونهايات قد لا نحبذ حتى العيش فيها .. كقرارها هي .. لا تريد لمن كان اخ لابنها ان تُبنى حياته على زيف مشاعر ادركته مؤخرا .. بعد الغداء جلست معه في صالة منزلهما .. لتضع النقاط على الحروف .. سكبت له فنجان قهوة ومدته له : اليوم بتزور شبيب ؟


-
ان شاء الله ..



ارتشف من فنجانه ثلاث رشفات .. واعطاه لها لتسكب له فنجان آخر .. سكوت ادرك ان وراءه حديث مكروه .. انهى فنجانه ليهزه . وتطمسه هي في وعاء الماء مع اخوته : فاثمج كلام ومب عارفه تقولينه ..



اغلقت غطاء" الدلة" واجابته وهي تعدل من جلستها : هيه عندي كلام .. خالد الله يرحمه كان يعز شبيب كثر اخوانه ويمكن اكثر بعد .. ومثل ما خالد يعزه انا بعد اعزه ومحطيتنه فمقام خالد ..



تمتم : الله يرحمه ..



واردف : وين تبين توصلين يا حفصة ..



ازدردت ريقها : خبر شبيب ماله نصيب عندنا .. البنت مب موافقه ..



" انا موافقة" .. بعثرتها على مسامعهما وهي تلج حيث هما .. لتستطرد : منو قال اني مب موافقة يا خالتي .. يمكن اللي سمعتيه كان فوقت تعب وحزن – التفتت لابو خالد – عمي انا موافقة ولا بحصل احسن من شبيب ..



نهرتها : بس انتي ما تبينه .. شو اللي غيرج الحين .. والا هيه لعبه يوم اباه ويوم لا ..



ابتسمت .. لتنحني بعدها تقبل رأس خالتها : قلتلج ما كنت فعقلي ..



بنبرة خافتة وكأن بها خجل ما : سلملي عليه عمي ..



" شبيب برع " .. قالها مبارك وهو يلهث عند باب الصالة : ابويه .. اميه .. شبيب برع وياه جابر ..



وقفا .. وبهتت هي .. تراه يجر الخطى بفرح .. يحبه بل انه يفضله عن البقية .. وتسمعه يردد : زارتنا البركة .. زارتنا البركة وانا عمك .. هلا والله بالغالي ولد الغالي ربيع الغالي ..



هل دموع الرجال عيب .. ام ان تلك الدموع حكرا للاناث .. هل دمعة الاب على ابن غاب عيب .. ودمعة الصاحب للفراق مهانة ؟ .. ام ان الدموع شهادات اثبات وفاء في زمن انعدم فيه الوفاء ؟ وصكوك امتلاك للقلوب القاسية .. او التي تدعي القسوة كتكوين جسدي .. احتضنه .. يشمه وكأنه يبحث عن رائحة المفقود بين انسجة الثوب البني .. والاخر انحنى على كتف ذاك الذي اخذت منه الدنيا الكثير .. وانهت الاخذ بابنه البكر .. قبله على كتفه ومن ثم على رأسه .. وابعده عنه قليلا .. او لعله هو من ابتعد يداري دمعات سقطت .. يشيح بوجهه ناحية الباب : يا ام خالد سوى قهوة .. وتعالي سلمي ..



تمتم بكلمات عزاء .. رد عليها ابو خالد .. ومن ثم رحب بهما لداخل المنزل .. وذاك الـ مبارك يتخذ لنفسه زاوية بعيدة .. لا يرغب بالاقتراب من شبيب .. ففي عقله حديث يخبره بان شبيب ابعد خالد ..


جلس بجانب عمه بمساعدة جابر .. وضع كفه على فخذ عمه : وشخبارك يالغالي .. وشخبار الدنيا وياك ..


-
بخير بخير – يده تربت على يد شبيب- انت شخبارك ياولدي .. والحمد لله ع سلامتك .. ما خبرونا انك بتطلع اليوم .. وهذوه جابر سأله وبيقولك ..



نطق جابر : طلع من كيفه يا عمي .. ما قدرنا عليه .. والا هو طلوعه باكر مب اليوم .. حتى اتصلت بالربع وخبرتهم لا اييون ..



وجهه الصغير مشرأب بغضب واضح .. وذاك يسترق له النظر بين لحظة واختها .. ليمد يده له : ما بتسلم ع ولد عمك يا مبارك ؟



تجهم عمه : ما سلم عليك ؟ - ينظر لمبارك ليصرخ به – ايالهرم .. تعال سلم ..



اقترب بخطوات صامتة كصمته .. يده الصغيرة تقع في يد شبيب .. ليشد عليها ويسحبه ناحيته يحيه بالتحية الاماراتية : شخبارك ؟وشو لعلوم ؟



-
بخير .



مختصرة .. وسريعة .. القاها وابتعد .. ليعي ذاك ان امامه مشوار طويل مع العيون الصغيرة الحاقدة .. يعلم بما في قلوبهم من حديث جابر عنهم .. ويعلم ان مشواره سيبدأ الآن من بعد خالد .. اما هي فاعتزلت المكان في تلك الساعة التي كان فيها شبيب في منزلهم .. لا يفصلها عنه الا خطوات .. تسمع صوته .. وحديثه الهادئ .. وتنعقد حاجباها .. هل قرارها صواب .. ام ان عقلها اصيب بالجنون ليقصي قلبها في هذه الايام .. تنهدت وبعدها حثت الخطى الى غرفتها ..




لم يرضى ان يغادرا بسهولة .. حتى وعده بان يزوره دوما .. يجلس بجانب صاحبه واخيه وابن عمه في تلك السيارة .. وعقله بعيدا .. عاد اسابيع للوراء .. في ذاك اليوم المشؤوم ردد تلك الكلمات التي قالها له كثيرا في السابق .. يربت على كتفه : كلثم امانه فرقبتك يا شبيب ..



كان يبتسم على غير عادته يومها .. وكأنه شعر بدنو اجله .. فوصاه عليها كثيرا .. ما ان تتاح له فرصة حتى اعاد نفس الحديث .. وقفا والهواء البارد يعصف بهما .. وقد التثما " غترتيهما" ينتظران اقتراب تلك السيارة ذات الدفع الرباعي منهما .. اليوم سيوقعان بؤلئك المجرمين .. القاتلين لشباب بلدهما .. عليهما لعب دور مجرمين كهم .. يقترب منهم ذاك المتلثم .. وآخر يقبع في السيارة .. لا يظهر منه شيء في هذا الليل .. ودار حديث عن صفقة المخدرات بينهم .. طويلا كان او لعله كان قصيرا وفي زمنهما كان الاطول .. وذاك يماطل وكأن به اكتشف الامر .. شبيب يحاول معه بعرض حقيبة مليئة بالنقود امام ناظريه .. ولم ينتبه لشخص الثالث في تلك السيارة .. يصوب نحوه فوهة ذاك السلاح .. ليصرخ به خالد : انتبه ..



ويسقطه ارضا متلقيا ثلاث رصاصات في الصدر بدل عنه .. ورصاصة رابعة استقرت في ساق شبيب .. وعج المكان يومها بالفوضى .. رجال شرطة ومطاردات .. و دماء انسكبت على جسد شبيب من جسد خالد ..




اغمض عينيه وتمتم : الله يرحمك ..



ليلتفت له جابر : يومه يا شبيب ..



-
كنت انا المقصود .. وهو اللي راح ..



-
كنتوا انتوا الاثنين بتروحون .. ما توقعنا يومها انهم كاشفينا .. كنا نراقب الاثنين اللي نعرفهم – تنهد – قدر الله وما شاء فعل .. الله يرحمه



سكون خيم على المكان ليردف : متى بتخبرهم ؟



اسند رأسه على الكرسي : مب الحين ..



وصلا واستقبل بحفاوة حب ايقنه في تلك الوجوه وتلك الدموع .. تعلق به هاشل حتى انه لم يرغب بمفارقته .. يطوقه بذراعيه النحيلتين ويمشي بتعثر معه .. ليضحك : تراك بطيحني وبرد الدختر بسببك ..



ابتعد عنه : لا لا .. خلاص .. بس انت لا تروح ..



كفه تعبث بشعره القصير .. ليلج الى المنزل وهو بجانبه : كلهن فالمطبخ .. يسون لك عشا ..



" هيه من قده دلوع البيت " .. نطقها وهو يقترب من شبيب يحيه : الحمد لله ع السلامة .. تو ما نور البيت – واخذ يقلد العجوز – والله البيت بدونك ما يسوى .. ومنيذر كله يعاندني ويضايقني .. محد غيرك يا وليدي اللي يحبني ويودني ..



ضحكا سويا .. وصمتا فجأة على ضربة عصاها بالارض : ياللي ما تستحي .. تعيب علي ..


حثت خطاها اليهم .. لتجلس وتربت بجانبها : تعال يا شبيب ايلس يمي .. وخلك من هالخبل ..



اقترب ليساعده على الجلوس وهمس : لا بالله الا طاح كرتي عند العيوز ..



وقفت تغالب دموعها .. تراه امامها من جديد .. شدت على شفتيها .. هو هناك يجلس بجوار جدتها .. خطت نحوه لتهلل : هلا والله بالطش والرش والما ورد فالغرش .. هلا بريحة ابوي .. هلا باخوي ..



تحامل على نفسه ليقف لها .. اخته القريبة منه كثيرا .. احتضنته .. وبكت .. ليمسح على رأسها : فديتج يا كنه .. لا تصيحين ..



تكلم منذر وهو يرتشف فنجان قهوة : حشا انتوا حزنكم صايح وبعد فرحكم صايح .. الحمد لله اللي ما بلاني باللي بلا فيه غيري ..



ضحكت على حديث خالها .. لتبتعد عن صدر اخيها وتقبل رأسه .. تحوقل : لا حول ولا قوة الا بالله – امسك بوجهها – كم مرة قلتلج لا تحبيني ع راسي .. والله تحسسيني اني شيبه ..



تمتمت الجدة : خلها .. هذا احترام لك .. ولا تقولهم لا يسونه ..



وكأنها تريد مخالفة قول جدتها .. امسكت بوجهه وقبلت وجنتيه : الحين زين ..



نهرتها : هذي اللي اقول عنها عاقله .. شفت شفت .. هذي البداية ..



وغرقوا في الضحكات .. انحنى ليجلس ولم يلحظ تلك القادمة بخطوات مرتبكة .. لتغطي عليها والدتها وهي تقبله وتحتضنه وجدا .. اشتاقت له كما هم .. جلست بجانبه فبانت تلك .. تبسم وعينيه في عينيها .. وحديث مزعج يراودها .. لعله يعلم بكل شيء .. سيصمت ويصمت وبعدها لا تعلم ما قد يكون .. انحنت تقبله وتتحمد له بالسلامة .. كان سلامها فاترا جدا .. امسك بكفها : الحين هذا سلام وحدة ما شافت اخوها من اسابيع ..



غرقت في دموعها لتنحني من جديد تقبله وتبكي : سامحني .. سامحني ..



ابتسم على مضض .. ليبعدها عن صدره : عشان شو اسامحج .. ما سويتي شيء فديتج .. تعالي يلسي ويانا ..



يتضاحكون وهي تبتسم مرغمة احيانا .. فاحشاءها تتعبها .. وان اخفت فلن يطول الامر .. نظرت لاختها واذا بنظرها يقع على تكور بطنها .. لا اراديا وضعت يدها على بطنها .. سينمو كبطن كنه .. سيكون من الصعب اخفاءه .. وهو لا يأبه .. ولن يأبه .. تراودها وسوسات شيطان بان تخطف هاتف خالها على حين غفلة منه .. وتأخذ رقم حارب الاخر الذي لا تعلمه .. اسمها يصل الى مسامعها .. لتنتبه لهم ينظرون لها جميعا .. ويدها تبتعد رويدا عن بطنها : خير ..



همست لها كنه الجالسة بجانبها : شفيج . شبيب من ساعة يزقرج وانتي ما تردين ..



تسمع والدتها تردد : هذا حالها من ايام .. حتى دراسه ما تريد تكمل .. وتعبت وياها ..



لتردد تلك : ديري بالج ع بناتج يا شمسه .. ترا الزمن مب نفس الزمن اللي راح .. دير بالج عليهن ..



رفع منذر حاجبه : شو اللي تقصدينه يام شمسه ...



وقفت : سمحولي راسي معورني .. الحمد لله ع السلامة ..



وقبل ان تغادر اوقفتها كنة : هذا بدال ما تيلسين ويانا وويا اخوج .. حتى ولو راسج يعورج دوسي ع الويع ويلسي ..



طأطأت رأسها لتعود وتجلس كطفل أُنب لفعل قام به .. لينطق هو : شامة حبيبتي اذا تعبانه روحي ارتاحي .. وانا بعد بروح اصلي العصر .. قومي فديتج ..



هزت رأسها مرارا بلا .. وصمتت .. فقط الصمت والنظر حيث كفيها المتعانقان في حجرها .. نظرات شمسة عليها لا تمل .. وهو يلحظ التوتر الذي غطى المكان .. ليقف منذر ويوجه كلامه لكنة : ترا اذا تبيني اوديج البيت ياللا .. لاني بروح اييب فارس من المستشفى ..



نظرت لاخيها .. وكأنها في اختبار صعب .. شوقها لشقيقها .. وحبها لزوجها الذي بحاجتها .. وقفت ودنت من شبيب لتجلس على ركبتيها امامه : لازم اروح .. فارس محد له ..


تبسم حتى بانت نواجذه : الله يحفظج فديتج .. وتراني ما بطير مويود فالبيت .. وان شاء الله بزوره واتحمدله بالسلامة .. وانتي تحمديله بالسلامة عني ..


كفاها تعانقان وجهه لتشده اليها وتقبل جبينه : الله لا يحرمنا منك ..




كررت تلك الجملة على مسامع فارس وهي تغطيه .. تشعر بالامان حين يكون بجانبها .. امسك بكفها قبل ان تغادر : وين رايحه .؟



-
مسوية شوربه بيبلك منها .. لازم تتغذى اوكي ..



-
بيأذن المغرب ..



ازاح الغطاء لينزل ساقيه .. فتمسكه من كتفيه : وين رايح ؟



رفع نظره لها : بتوضا وبصلي الين تسوين الشوربة وتيبيها .. الحين تبين تقنعيني انها جاهزة – استنشق الهواء مرات متتالية – تراني ما اشم شي ..



ضحكت حتى توجعت وصرخت وهي تضع يدها على وسطها : آآه ..



لينهض بسرعه : فيج شيء ..



هزت رأسها : لا .. بس من الضحك .. يعني لا تضحكني مرة ثانية ..



مشى بتعب وهو يقول : الله يعين من الحين يحب النكد ..



ضحكت وبعدها انصرفت .. اما هو فيشعر بان جسده منهك الى حد السقوط .. توضأ وخرج من دورة المياه ( اكرمكم الله ) وهو يستند على الجدار .. لم يأتي له يوما وتعب بهذا الشكل .. اقترب من الكرسي يأخذ من عليه تلك السجادة الخضراء المطوية .. يفترشها ويبدأ التوجه الى ربه .. حتى ما دخلت هي رأته يبكي وهو يرفع كفيه .. يبكي بكاء مؤلما .. وضعت الصينية من يدها .. ومشت لتجلس بجانبه تسمعه يردد : اللهم سامحني .. اللهم سامحني ..



رددها كثيرا .. حتى بكت معه .. لتنطق باسمه .. فتعانق راحتيه وجهه يمسح بلل دموعه .. يدها تسقط رويدا على فخذه : حبيبي انت بخير ..



-
اول مرة ما اصلي فالمسيد جماعة .. حاس اني خذلت ربي ..



ابتسمت : معذور فديتك .. ياللا قوم .



تمسكه من ذراعه لتنهض وينهض معها .. وتساعده ليستلقي .. تغطيه بحنان الام لا الزوجة .. وبعدها تحث الخطى لاحضار تلك الصينية المحتظنة لذاك الوعاء المزركش .. وتنفذ الى انفه رائحة الحساء الذي اعدته لها .. تحمل الوعاء بيد والملعقة بالاخرى .. لتغترف له وتطعمه : بسم الله ..



تنهد بعد عدة ملاعق : بسني فديتج .. شبعت . وبعدين بتقوليلي ليش ما تعشيت .



برجاء وهي تقرب الملعقة المليئة بالحساء : بعد وحدة حبيبي .. عشاني ياللا ..



فتح فيه لتطعمه وابتسمت له : احبك .. والحين ارتاح – تجهمت لتردف – باكر ما بداوم صح ؟



هز رأسه لتتهلل اساريرها : حلو .. احسن لا اداوم الين تصح ..



بادرها بالحديث عن شبيب .. يسألها عن حاله .. لتشد انفاسها وتزفرهن : مشتاقتله .. لو شفت هشوله كيف لاصق فيه .. ما يريد اي حد يقرب منه .. والا يدوتي الفرحة بتطلع من عيونها بس تحب تكابر .. كان ودي ايلس وياه اكثر ..



يده تتلمس وجنتها .. لتريح راسها قليلا في راحته : اتصلي بمنذر ايي ياخذج تسهرين وياهم ..



هزت رأسها نافيه واردفت وهي تمسك بيده تعانقها بكلا كفيها : كلهم حواليه .. بس انت بروحك .. ما اريد اخليك .. سعادتي يمك – تغيرت نبرتها للجدية – وبعدين امك بتيي عقب كم يوم .. تباها تاكلني .. وتقول اني خليتك وانت مريض ورحت .. ترا هي ما تصدق تلقى علي شيء ..



" تكرهينها " .. قالها لتصمت .. هي لا تكرهها .. ولكنها تمقت معاملتها لها .. هزت رأسها : ما اكرهها .. ما اعرف اكره .. حتى لو اعرف ما اظن اني بكره ام حبيبي وروحي ودنيتي .. صح انها صايرة وايد تضايقني بالنغزات .. وانها تريد تخطبلك وتزوجك .. بس الحمد لله حملت .. وما باقي الا ثلاث شهور وبيينا نونو .. شو تريد بعد .. والله اني ما اتذمر بس .. بس ..



تقطع صوتها خلف حشرجة دمع باغتتها .. ليمسح هو دموعها بكفيه .. يضعف كثيرا امام دموعها .. ويعلم بان والدته شديدة معها وهي تتحمل لاجله هو .. فقط لاجله .. وهو يريدها هي فقط .. ولن يبحث عن سعادته بعيدا عنها ..




,,

خطوات اقدامه تمشي بهدوء في تلك الغرفة .. يبحث بين ملابسه .. وكتبه .. وادراجه .. وحتى تحت سريره .. لا بد انه هنا في مكان ما .. تلفت وهو يحرك انامله على رقبته يشدها متعبا .. ويزفر انفاسه .. لم يجده .. ولكن هو رآه مرة في يده .. تلفت من جديد .. ليعود الى ذاك الدولاب .. لعله اغفل عنه .. بحث وبحث .. واذا بكفه تنسل بين المناشف المطوية .. ليبتسم .. فـ اصابعه لامست ذاك المعدني الذي يبحث عنه .. زادت ابتسامته اكثر .. وهو يسحبه لينظر اليه .. يفتح مخزن ذخيرته ليجد اربع رصاصات لم تمس .. اغلقه ليضعه امام عينيه ويتمتم : نهايتك قربت ..

,,

اسمحولي ع التاخير بس المنتدى علق علي بعد ما نزلت اول جزء من الزفرة ^^
اتمنى ينال ع استحسانكم ~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-13, 04:21 AM   #16

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




,,


كل ما يراه هو حديث قيل .. وضحكات اصحاب سوء تخدش رجولته التي لا تزال في طور نضجها .. ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر .. وملمس الحديدي يداعب انامله النحيلة .. اشرق وجهه النحيل محفور الجانبين حتي يوحي للناظر له بان لا طعام يدخل جوفه .. وكأنه في مجاعة ما .. وشعرات خفيفة تبدأ في استيطان جانبي لحيته واعلى شفتيه .. خبأه في جيبه على عجالة .. وخرج .. ليقف على صوتها وهو يغلق الباب من خلفه ويلتفت ..



نطقت وحاجباها مستنكران وجود مطر في غرفة خالد : انت شو تسوي فالحجرة ؟


التفت لها وسرعان ما انزل نظره صارخا بها : وانتي شقايل اطلعين قدامي بدون شيلة .. لازم تنسين مطر الصغير .. صرت ريال ولازم تغطين شعرج عني مثل ما كنتي تغطينه عن خالد ..



لا تعلم حينها لماذا حديثه تسرب الى روحها واجبر كفيها لرفع " شيلتها " عن كتفيها .. واخفاء شعرها الحريري .. لتنطق بعدها : جذي زين؟ .. وبعدين جاوبني شو تسوي فحجرة المرحوم ..



رفع نظره وابتسامة داعبت فمه الواسع : مالج خص يا مها .. وقريب بيوصلج الخبر ..




خطواته تترك ساحة السرقة .. وساحة السؤال الذي اثار في كيانها زوبعة خوف .. لتجبرها على الولوج الى تلك الغرفة من جديد .. جسدها ينتفض .. وكأن به حشد كبير من جمهور ينتفضون اعتراضا على دخولها .. شهقت وعينيها جحظتا .. فالغرفة قلبت رأس على عقب .. تلفتت لعلها ترى شيئا مفقود .. فلا تزال الموجودات فيها في مخزون عقلها منذ اخر مرة دخلتها ..



زفرت انفاسها وطبول خوف بدأت تقرع قلبها .. لعله اخذ شيء ما . فحديثه ذاك لا يبشر بخير .. انسحبت مدبرة الى غرفتها .. نزعت " شيلتها" بغضب وهي تتكأ على الباب بعد أن اغلقته : ما ناقص الا مطر يتحكم في .. اوووف ..




رمتها على السرير .. ليلفت انتباهها هاتفها الصامت .. يغرق في طيات الحاف الثقيل .. ويعود ما حدث كومضات تجبرها على التصرف .. لتنتشله باليمين .. واليسرى تعانق وسطها .. عيناها الخضراوان يختفيان خلف جفونها برمشات متتالية .. فتلك العدسات تتعبها ولكنها عنيدة ولا تستمع لنصائح خالتها .. ابتسمت وهي ترى اسم ليلى قد سطع على شاشته ..




,,

تنظر اليه .. ممشوق القامة .. وجسمه الرياضي يزيد من عشقها له .. عيونها الحوراء لا تمل من ذاك المشهد .. يحرك انامله بسرعة غريبة ليغلق ازرار قميصه العسكري .. اقتربت منه وابتسامتها ترتسم بحب .. ويبتسم هو لها بشوق : ما قلتلج لا تعبين عمرج ..




تمسك القدح الابيض .. وسطحه الخارجي تداعبه نقوشات ورق فضية خفيفة .. وكفاها تعانقاه وجدا وكأنهما يبحثان عن الدفء في حرارته .. وبخار الـ" نسكافية " يمر الى اعلى بين ناظريهما : وقلتلك ما يهنالي بال وانت تداوم وما طايح بطنك شيء ..



مد كفيه لتقعا على كفيها .. ويدنو يقبل وجنتها : تسلميلي ..



ويأخذه يرشف منه بضع رشفات .. وبعدها يحث خطاه نحو المرآة .. فشعره بحاجة لترتيب .. وضعه على سطح " التسريحة " واختطف مشطه البيضاوي .. ذو الاسنان مدببة النهايات .. التفت لها حين صدحت نغمة هاتفها في المكان : من يتصل فيج فهالوقت – ينظر الى معصمة المرصع بساعة سوداء – الساعة ما وصلت سبع ونص ..



هاتفها في يدها .. ووجهها يشرأب باستغراب .. لتنظر اليه ناطقة : مها – تبتعد بخطواتها خارجة – خلني اشوف شو تبا ..



ابتعدت بالقدر الكافي عن الغرفة .. لتقف وتجيب .. ويأتيها صوت مها يحكي لها ما حدث مع مطر .. حركت هاتفها من اذنها اليمين على اليسار .. وذراعها اليمين بدأت تعانق خصرها بخوف : شو اللي خذه من الحجرة ..



رمت تلك نفسها على سريرها جالسة : مادري .. بس قلت اقولج يمكن تقدرين تتصرفين وياه .. لانه صاير ما ينطاق .. ومسوي فيها ريال البيت ..



يغزوها حديث قديم سمعته صدفة ..حديث اصابها بالذهول .. تعود اليها تلك الليلة مع حديث مها الذي بدى لا يُسمع .. هواء بارد يعصفها وهي تقف خارج تلك الصالة في تلك الليلة الحزينة .. وصوته الممزوج بكلمات التحدي يصلها بوضوح : قلت لك اني ريال وولد ريال .. وبتشوف كان ما انتقمت منه ع اللي سواه فخالد .. والله اني ما اخليه يتهنى واخوي تحت التراب بسبته .. وبيوصلك خبره قريب يا علي ..




انتفضت على صوت مها التي تنادي اسمها عبر الاثير : وين رحتي ..



ازدردت ريقها لتجيب : وياج .. بس يلست افكر شو ممكن يريد مطر من حجرة خالد الله يرحمه ..




اعشق تفاصيلك بنهم جوع سنوات عجاف ..


فارتشف من بحر فيك ارتواء ذات ..

ومن عينيك عالم فرح لا ينام ..

يكفي انني اعشقك ..

ويكفي ان حدود مطلبي هو عشقك لي ..

(بقلمي)




تنظر اليه من جديد يرتدي حذائه .. يشعر بوقوفها ولكنه لم يرفع رأسه .. وقف ومشى يأخذ قبعته عن تلك " الشماعة " ذات النهايات الذهبية .. ليفاجأ بها تضمه من الخلف .. بل انها تحكم امساكه .. يمسك ذراعيها بجزع قد وقع في نفسه : ليلى شو فيج .. شو قالتج مها ..


هزت رأسها ليشعر بها .. يشعر بانفاسها تخترق لباسه الشتوي .. تفتت عظام عموده الفقري .. يشعر بذراعيها تغرقان في عضلات بطنه المشدودة .. يمسك ذراعها يريد ان يبعدها عنه.. فتزداد تمسكا به لتتمتم : دير بالك ع شبيب ..



لو لم يكن يعلم مقدار حبها له .. لصرخ بها .. فكيف توصيه على ابن عمها .. لظن فيها سوء.. ولكنه يعرف قلبها .. يعرف قصة حبها له منذ امد بعيد .. فاجبرته تلك الحكاية على الباسها خاتمه .. سحب ذرات الهواء حتى كادت ان ترتخي قبضتها : ليلى .. شو مستوي ..



نطقها لتبتعد هي .. نظرها للارض .. وسرعان ما رفعتها له : مطر ناوي يقتله .. دير بالك عليه .. اخوي طايش .. والله انه طايش .. وابوي مب حمل انه يعرف هالشيء .. بيروح فيها .. ابوي روحه فشبيب من بعد خالد ..



يطبق على شفتيها باطراف انامله : اشششششششش .. لا تخافين .. مطر ما بيسوي شيء .. ما بيقدر يسوي شيء صدقيني .. ولا تخبرين ابوج ولا امج باي شيء .. انا بتصرف اوكي ..



هزت رأسها ولمست كفيه المحتضنتان لوجهها بكفيها .. وابتسمت .. ستبتسم رغما عن خوفها .. وابتسم هو لابتسامتها .. هي لا تملك سوى الابتسام في وجهه .. حتى لا تقلقه بقلقها الزائد .. مشت معه يكلمها وهو يسبقها بخطوتان : لا تفتحين ا لباب لحد – ينزل الدرجات وهي من خلفه – اذا حابه تروحين عند اهلج السيارة الصغيرة فالكراج .. وخذي الشغالة وياج ..



وهي تمشي وترد عليه بتلك الجملة : ان شاء الله ..



كلما قال شيء قالتها .. تريد ان تضحك على خوفه الدائم وتوصياته تلك التي حفظتها .. يده تمسك مقبض الباب ليلتفت لها : ما اوصيج ع عمرج ..



-
لا تحاتي – تضع يدها على يده لتدير مقبض الباب – ياللا روح تراك بتتأخر ع شغلك ..



فاجأها بقبلة سريعة على وجنتها الباردة : مع السلامة ..



تنهدت وهي تغلق الباب من خلفه .. لتسرع الخطى كعادتها تنظر اليه من تلك النافذة المطلة على ساحة المنزل .. تصعد الاريكة لتقف على ركبتيها .. وتزيح الستار .. لتمتعض .. فهناك تقف تلك المتوشحة السواد .. عباءتها الكبيرة التي تضعها على رأسها .. وجسمها الممتلئ قليلا لا يخفى عليها .. هي تلك التي تخاف منها ان تهدم حياتها .. تتمنى ان تسمع الحديث الدائر بينها وبين جابر ..




حين خروجه التقى بها عند البوابة .. فسيارته الـ"جيمس" تركها خارجا بالامس .. لتلقي عليه السلام .. ويجيبها بافضل منه .. يسألها عن حالها وحال ابنتها المطلقة .. لتغدقه بدورها بأسئلة جمه .. من بينها ذاك السؤال الذي تنهد وزفر في داخله كثيرا بسببه .. فهي دائمة السؤال عن زوجته ان كانت تحمل في احشائها طفلا له .. ليجيبها بابتسامة : الله كريم يام نوال .. الله كريم ..



تحرك شفتيها بسخط لتنطق : يا جابر ترا والله انك بحسبة ولدي .. وامك الله يرحمها كانت اختي قبل جارتي .. والله وربي شاهد علي اني ما اريد لك الا الخير .. بنت عمك ع العين والراس .. بس ترا السالفة طولت واللي عرسوا عقبكم عيلو (انجبوا اطفالا) وانت بعدك عايش فهالبيت وياها وييا الشغالة ..



ابتسم من جديد : ياخالتي تونا معرسين لاحقين ع الولاد .. و ..



قاطعته : بنت الحلال مويودة يا ولدي .. بس انت قول تم .. وانا بروحي بروح اخطبها لك .. والشرع حللك اربع وانا خالتك ..



غصبا عنه زفر انفاسه امامها .. وتحوقل في داخله .. فتلك العجوز .. جارته منذ زمن بعيد .. كانت قريبة جدا من والدته التي توفيت بمرض السرطان منذ سنوات خلت .. وهاهو الحاحها يزداد يوما بعد يوم من بعد طلاق ابنتها الوحيدة .. اراد ان يبتعد عن المكان : تاخرت ع الشغل .. اشوفج ع خير ياخالتي ..



وابتعد وهي تردد من خلفه : انت بس وافق والبنت حاضرة ياولدي ..




,,

الموافقة احيانا تجرنا الى البعيد .. تغرقنا في مستنقع طيني لا نقوى على الخروج منه .. هي وافقت منذ اشهر وتم كل شيء سريعا .. اخبرها اخيها انها لن تجد افضل منه .. فوافقت .. بل انها ظنت بانها احبته .. احبت طوله ووسامته وشعره الكثيف .. احبت لحيته التي يحلقها على شكل حلقة حول شفتيه .. والباقي منها يبيده عن بكرة ابيه .. احبت عينيه الصغيرتين .. وانفه الطويل .. احبت تقاسيمه الكاملة .. ظنت انها غرقت في بحر اسمته " حارب " .. بحر جديد لم ترى مياهه ومدى عمقها .. واليوم تشعر بانها تغرق في ذاك اليم .. تغرق ولا احد يسمع صراخها المستنجد .. كرهته بقدر ما احبته .. بل اكثر من ذلك .. كرهت تهربه .. كرهت خبثه .. وكرهت خيانته لاخيها ..



دموعها باتت رفيقة سريرها .. تسهر معها حتى الفجر واحيانا تنام قبل الفجر من تعب الم بها .. استيقظت على وجع في احشاءها .. لتدوس على شفتها السفلة .. حتى كادت ان تسيل الدم منها .. تنفست مرات ومرات .. تنفست بعمق وزفرت انفاسها وكأنها تودع الحياة .. ورويدا رويدا ابتعد الوجع .. لترفع نفسها عن السرير .. ويقع نظرها على زجاجة العطر معقودة العنق بشريطة سوداء .. تذكرتها .. هدية منه .. اخبرها بانه يعشق رائحة هذا العطر .. ويريدها ان تعشقها كما هو .. رفعتها فتأملتها .. واذا بها ترفعها اعلى رأسها .. فتتوقف .. قد يسمعون تكسرها .. سيسألون لماذا .. تراجعت ذراعها .. لتعود وتتأملها من جديد .. تمتمت : اكرهك .. اكرهك .. اكرهها .. اكره كل شيء منك – كفها الاخرى تقع على بطنها – اكرهه ..



حثت خطاها نحو الباب .. لتقف وتلك السلة الصغيرة امامها .. تقبع هناك بجانب الباب وبها بعض قصاصات الورق فقط لا غير .. رمت القنينة فيها وابتعدت تحمل لها ملابس من دولابها .. وتتوارى خلف جدران دورة المياه (اكرمكم الله ) ..

,,

يــتــبــع |~



اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-13, 04:22 AM   #17

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






,,

كفاه يدعكان بعضهما تحت المياة الفاترة .. والرغوة تنزلق مبتعدة من الحوض الصغير .. اغلق الصنبور بجانب كفه .. وعانق تلك المنشفة الصفراء المعلقة .. ونظراته تبحث عن شيء ما في المرآة .. ليتركها ويدنو بوجهه اكثر .. عيناه الصغيرتان تنظران الى عينيه .. هل يعقل ان تفضحاه امام شبيب .. لماذا يشعر بانه يعلم بكل شيء .. هادئ جدا .. وحديثه مقتضب .. نفض رأسه .. فلعلها مجرد هواجس تؤرقه لفعل قام به .. تنفس وهو يسمع ضحكاتهم تصل اليه .. هناك يجلسون .. شبيب وجابر وزميلهم سعد .. ومنذر ونسيبهما فارس .. الجميع هناك وهو تركهم لغسل يديه بعد تناول قطعة من الحلوة العمانية .. متعذرا انها ستبقى في كفه ان لم يغسله بالصابون .. حث الخطى وهو يرسم ابتسامة على وجهه .. ليبادره منذر قائلا : حشا يالس تسبح ما تغسل ايدك ..


وضحكوا على تعليقه القصير .. ليمشي دون اكتراث ويرمي بجسده بجانب فارس المبتعد قليلا عنهم .. وهناك في الوسط قبعت سلة " شوكلاتة " وسلة من الفاكهة بجانبها .. و وعاء حلوى عمانية صفراء اللون .. فتح عنه منذر الغطاء لتبان المكسرات المرشوشة على سطحها .. و نصفها المأكول .. ليقتطع منها بالملعقة ويمدها لسعد .. يتناولها وهو يستمع لحديث خافت بين جابر وشبيب الجالس بجانبه .. يدنو منه : الحين مب ناوي تعلمهم .. ؟



هز رأسه ونظره على فارس .. لينطق : حارب شو صار ع البنغالي اللي بتكفله ..



تنهد : والله بعدني ما خلصت المعاملة ..



قال وهو يغطس كفيه في وعاء الماء وبعدها يسحب بعض من المناديل الورقية : عرس وفك عمرك من العامل وطاريه ..



جابر : والله ويبتها يا سعد .. انت شو متري عن تعرس ..



تجهم وجهه : الحين ولد عمك ما صارله شهر من توفى وانت تقوله يابها .. لا ما يابها .. ترا عندي دم ..



اتكأ منذر على النمرقة القاسية : شبلاك شبيت ما قالولك عرس باكر .. يعني قرر الحين .. وما اظن شبيب بيمانع .. والا شو رايك يا شبيب ؟



-
والله ما عندي مانع اذا هو عزم .. كلها حفلة صغيرة وياخذ حرمته .. ترانا ما بنكلف عليك ..



ايتعمدون هذا الحديث .. فمنذ مكالمة منذر ذاك اليوم وهو يشعر بان الجميع يرمقه بنظرات مختلفة .. ما بالهم يتحدثون عن الزواج الآن .. ولم يمضي الا خمسة اشهر على عقد القران ؟ .. تنهد وقام واقفا : مب وقته خلوا الحزن يكمد .. وبعدين بنتحدث فالموضوع ..



فارس الجالس بجانبه : على وين يا حارب .. لا تاخذ ع كلامهم .. ويلس ..



" مشغول " قالها وهو يبتعد نحو باب المجلس .. ليستطرد وهو يلتفت : وبعدين ما بعرس قبل ما يعرس شبيب ..



ضحك بل قهقه وبشدة ليردف بعدها : على خير عيل ..



وعاد يضحك .. حتى استنكروا فعله ذاك .. فيسأله جابر : شعليه تضحك .. صدقه حارب ليش ما تقصوا الحيه وتعرسون وييا بعض ..



-
انا بعدني اللهم خطبة .. وما يندرى توافق عقب ما صرت اعري ( اعرج ) والا لا ..



" ومن قال انك اعري " نطقها حارب وهو لا يزال واقفا في مكانه .. ليجيبه شبيب : انت اللي قلت العظم تضرر .. ويمكن ما ارد امشي مثل قبل .. وهاذوني من شهر وانا ع العكازه ..



رد منذر : وخير يا طير .. واعري يعني مب ريال .. والا انتقصت من ورا هالسالفة .. ترا اللي بترفضك ما عندها سالفة .. وخيره وبركة .. لانها ما عرفت قيمتك ..



ضحك فارس : اعتزى الخال ..



ليضحكوا على وجه منذر الذي اشرأب بالغضب وقام واقفا : ضحكوا ضحكوا – نظر لشبيب – الحق علي بعد معطنك قيمة .. صدق اللي يخاويكم ما لاقي سالفة ..



انفض المجلس الا من جسده هو .. جالس وبجانبه العصا بعد ان استبدل عكازه القديم بها .. نظره مركز على نقطة واحدة .. وهناك في فكره احاديث مختلطة .. التفت ناحية الباب حين سمع صوت شقيقته تنادي زوجها .. مؤكد ان رسالته القصيرة التي بعثها لها قبل خروجه وصلتها .. فحثت الخطى للخارج غير ابهة اذا كان هناك احد ..



وقف ثم التفت .. وهو ينظر اليها بنظرة حادة .. حتى ما دنت منه باغتها قائلا : واذا كان وياي حد ؟



-
مب غبية اطلع قبل ما اتاكد .. شفتهم يظهرون قبلك ..



ابتسم لها : انزين انا بروح عندي شوية شغل .. وفالليل بردلج .



تمسك بكفه : بتتعشى ويانا ؟



هز رأسه .. فاعادت جملتها كتأكيد : بتتعشى ويانا .



يمسك ذقنها باصابعه ويقرب وجهه من وجهها : لا .. عقب ما تتعشون بيي اخذج .. ترا مب حلوة مني اتغدا وبعد اتعشى عندكم ..



رضخت له .. وراقبته حتى اختفى .. لتلتفت على وقع العصا الضاربة للارض .. وتشد الخطى اليه .. الوقت عصرا .. لتقف تتأبط ذراعه الحرة .. وقف معها : شو هالحب يا كنة ..



ابتسمت : قول آمين ..



ضحك وكأنه يعرف ما قد ستقول : آمين .



رفعت كفيها : يا رب يا رب يكرمك بحرمة تحبك مثل حبي لفارس واكثر بعد ..



قهقه بشدة لدعاءها .. عفوية جدا معه .. وعلى ضحكاتهما القت هي السلام .. ليرداه عليها .. وتردف وهي تحمل " دلة " القهوة في يدها : شخبارك يا ولدي .. شو صحتك الحين ..



-
الحمد لله يام سالم .. شخبار سالم وعياله ..



-
الحمد لله .. ما يشكون باس ..



تنظر لكنة ولبطنها وبعدها تنظر اليها وبشيء من حزن قالت : شخبارج يابنيتي .. واخبار فارس .. وام فارس .. بعدها ما يت من العلاج .. ؟



على مضض رسمت ابتسامة : الحمد لله كلهم بخير .. وعمتي بعدها قالت الاسبوع اللي راح بترد بس تاخروا .. يمكن هاليومين يردون ..



-
على خير ..



تركت المكان وهي تدعوها لدخول لمجلس النساء .. وستذهب بعدها لتنادي والدتها وجدتها .. اختفتا من أمامه .. ليحث خطاه الى غرفة شقيقته الاخرى .. طرق الباب طرقتان ولكن لا من مجيب .. فتح الباب ببطئ .. وولج .. ليسقط نظره على قنينة العطر المرمية في تلك السلة الصغيرة .. وصوت ماء يصل الى مسامعه ..مشى وجلس على سريرها .. ينتظرها .. سينهي كل شيء معها .. ومجيء ام سالم كان في صالحه .. ستلتهي امه وجدته واخته معها .. زفر وحديث المستشفى يعود اليه .. كانت هي .. وكان عطرها الذي خالط انفاسه يومها .. وحارب يخفي امرا عظيما .. انكسار نظراته .. تهربه .. و مماطلته في حديث الزواج منذ ساعة .. فتح الباب .. لتشهق لرؤيته .. ويبتسم هو لها .. وفتغتصب ابتسامة .. وتمشي ناحيته .. وتقف على بعد ثلاث خطوات منه .. وشعرها الرطب قد دفنته تحت تلك المنشفة .. وثوب اماراتي " مخور " اسود بورود بيضاء وحمراء مختلطة يزين جسدها .. ربت بجانبه : تعالي يمي .. اريد اكلمج ..



اللحظة التي ارقتها ليالي طوال من بعد خروجه من المشفى حانت الآن .. يعرف .. تأكدت من انه يعرف .. اقتربت وجلست على حياء وشيء من الاضطراب .. لتشد بقبضتيها على حافة السرير .. يده تقع على يدها .. فانتفضت : ليش ما تبين تكملين دراستج ؟ ..



-
تعبت .. مب قادرة اكمل .. احس بضغط مب متعوده عليه ..



لا تريد ان تنظر اليه .. فتركت نظراتها تقع على ركبتيها المتراصتان ..يرى توترها واضحا بعينيه .. كيف باستطاعته ان يبعد خوفها لتبوح له بمكنونات روحها .. ابعد يده .. لتعانق كفه .. وينحني بجذعه قليلا : سامحيني انشغلت بالعزايم والزيارات .. كان المفروض ايلس وياج عقب ما خبرتني اميه عن حالتج .. خبروني انج رحتي المستشفى فالليل عشـ..



هنا شهقت دون ارادة منها .. لتكتم باقي الشهقات بيمينها .. وهو تأكد من اشياء سمعها .. ليمد كفه يبعد كفها عن فيها .. عيناه على وجهها .. على دموعها .. بداخله بركان يخمده بالقوة .. ليبلع ريقه ويستطرد : شو اللي صار بينكم ؟ .. ومتى صار هالشيء ؟



اجهشت بالبكاء .. وتشعر بألم قبضته على معصمها .. ليتقطع حديثها : والله .. والله هو .. هو ...



احتضن وجهها : شامة .. اهدي .. لا تخافين .. ما بسويلج شيء .. بس خبريني بكل اللي صار .. تنفسي ..



شدت نفسها مرارا .. ومن ثم اكملت : حارب .. يوم كنت مسافر اتصل علي .. كنت فالجامعة .. العصر ياني وقالي يريدني اشوف بيته .. ونخطط كيف نأثثه .. لانه يريد يغير كل شيء ..



صمتت وهي تمسح دموعها .. وهو ينتظر لتكمل .. يريد ان يعرف معدن الرجل الذي أأتمنه على اخته .. لتكمل بعد ان هدأت قليلا : رحت وياه .. يومها ما اعرف شو صار .. عطاني عصير .. وعقبها راح وانا ما اعرف كيف رقدت يومها .. وقمت والساعة صارت سبع .. حتى فوني ما سمعته وهو يرن .. ما اعرف شو صار .. بس ..



انتحبت لتقع في حجره باكية : سامحني .. سامحني .. ما كان لازم اروح وياه .. انا حامل .. حامل ..



وقعت المنشفة عن رأسها المبتل جراء حركة يده التي شدت على خصلات شعرها .. لينتبه حين صرخت .. ويبعد كفه ويبعدها عن
فخذيه .. ويقف مستندا على عصاه : لبسي عباتج .. اترياج فالسيارة ..



وغادر .. لتحاول بعدها الوقوف .. سينتهي كل شيء .. سيجبرهما على الزواج قريبا .. وستعيش مع ذاك الخائن الذي كرهته .. جرت خطواتها لتسحب عباءتها من دولابها .. و ترتديها بارتجاف .. وتغطي شعرها المبتل وتخرج تتبعه .. توقفت وهي تسمع اصواتهن الخارجة من تلك الصالة .. ثواني ظلت في مكانها .. تشعر بانها خائنة لثقتهن .. خائنة بقدره هو واكثر .. تركت المكان .. وساقاها بالكاد تحملانها .. لتجلس بجانبه في سيارته السوداء ذات الباب الواحد .. تشعر به يتألم من رجله اليسرى التي لا يستطيع مدها بالقدر الذي يريحه .. انطلق في صمت .. وقسمات وجهه غير معروفة لها .. هل هو غاضب .. ام ناقم .. ام منكسر .. او لعله كل ذاك مجتمعا ..



تشعر بالطريق طويلا جدا .. وكأنها تجر الى حتفها .. كمجرمة تساق لحبل المشنقة .. توقفت السيارة عند باب المنزل الذي زارته منذ شهران .. شهران غيرا حياتها .. وقلبا حالها رأس على عقب .. وغرسا بذرة كره في قلبها المتوجع .. نزل بصعوبة .. وكأنها سمعته يصرخ متوجعا من ساقه .. او لعلها بدأت تتخيل امور وامور ..

مشى وهي من خلفه .. ليقرع الجرس مرارا .. حتى وكأن اصبعه سيغوص في الزر ويقتلعه بعدها .. صوته الاجش يصل اليهما : ياي ياي .. حشا حرقتوا اليرس ..



ليفتح الباب ويبلع لسانه .. ويزدرد ريقه بسبب نظرات صاحبه الحارقة .. وتلك التي تخفي نفسها خلفه دليل على تصديقهم لها .. ابتسم مرغما : حياكم ..



اشار بيده ليدخلا الى الصالة ... ظلا واقفين .. فوقف .. ينتظر حديث يقال .. ولكن لا شيء الا الصمت وحديث عينين تملأهما تساؤلات كثيرة .. يجيد العب بالاعصاب حتى تدميرها .. لن يستغرب تمسك رئيسه في العمل به حتى بعد معرفته عن عرجه الذي قد يطول .. شخص يثير ريبة في قلوب من ينظر اليهم .. رحم حال المجرمين .. احس انه في هذه اللحظات مثلهم .. ليبدأ هو الحديث : شو قلتيلهم ؟



اختبأت اكثر خلف شقيقها .. لينطق : خبرني يا حارب .. شو معنى الامانة ؟.. شو معنى اني اقولك قبل لا اسافر دير بالك ع اهل بيتي .. شو معناته اني اوصيك فيهم ..



" يلسوا " قالها وهو يجلس .. لم يتحركا .. فعاد للوقوف .. اردف : ما انكر اني خنت الامانة يوم طلبت من شامة اتي هني .. ما انكر هالشيء .. بس والله اني ما لمستها ..



بسخرية : يعني افهم ان اختي فلتانه ..



شهقت هي وصرخت : حرام عليك .. والله حرام عليك .. انت يبتني هني وعطيتني منوم فالعصير وسويت سواتك .. اعترف ..



صرخ بها : خافي ربج .. مب حارب اللي يسوي هالسواه ..



رفع سبابته في وجهه : اسمع يا حارب .. الى هني وبس .. اختي متربية ولا عمرها الردية طلعت منها .. عندك اقل من شهر تجهز كل شيء للحفلة وتاخذها من البيت .. واداري سواتك ..



صرخ بغضب في وجهه : لا عااد .. طالت وشمخت اشوف .. مب حارب اللي تغصبونه عشان يستر ع ..



-
اصصصصصصص ولا كلمة يا حارب .. غير هالكلام ما عندي ..



رفع وجهه يكتم غيضه .. ويزفر انفاسه .. لينظر اليها : عيبج .. مثل ما تريد يا شبيب .. بستر عليها .. مب اعتراف مني بشيء لا .. بس لانها اخت انسان غالي علي .. بس صدقني .. ورب الكعبة انها ما بتتعدى كونها اخت لي من بعد ما اخذها ..



اوقعت رأسها على ظهر اخيها .. لتتشبث به .. انتهت حياتها .. انحنى للامام لثقلها الذي رمته عليه : فيك الخير ..



قالها وسحب يد اخته ومشى .. تاركا ذاك واقفا .. يشعر بنفسه يغوص في رمال متحركة .. يحاول ان يخرج ولا يستطيع .. رمى بجسده على الاريكة .. ونظره للسقف .. للثُريا الكريستالية المعلقة هناك .. خسر .. خسر كل شيء .. هو لم يحبها يوما .. ولكنه كان مستعدا ان يدخلها قلبه رويدا .. واليوم يمقتها .. أتتهمه بالخيانة .. وتصغره في عيون صديق طفولته .. اغمض عينيه .. يحاول ان يتذكر ما حدث .. يتذكر خوفها ووقوفها عند الباب .. يتذكر امساكه بيدها وارغامها على الدخول .. يتذكر شربها لكوب العصير .. حتى تلك المكالمة التي جاءته من احد زملاءه الاطباء يتذكر كل ما قيل فيها ..يتذكر كل شيء الا انه فعل ما تقول ..



نفض رأسه ليصرخ : والله ما سويتها .. والله ..

,,

يــتــبــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-13, 04:22 AM   #18

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,










" والله اني احاول " قالتها لصديقتها في " كفتيريا " الجامعة .. وامامها كوب " كابتشينو" تحرك الملعقة فيه تذيب ذرات السكر .. لترفعها منه وتضعها جانبا .. وتمسكه بكلتا كفيها وترتشف منه .. لتضع تلك كوبها : الله يكون فعونج .. تدرين احس انج بتحبينه .. يمكن اللي كنتي تحسينه صوب خالد اعجاب بس .. عطي نفسج فرصة ..




كفاها لا تزالان تعانقان حرارة الـ"كابتشينو " ونظرها للرغوة المتكونة على سطحه : خالتي تقول انه بيصير اعري ..




- مب عيب .. ولا بينقص منه شيء ..




رمقتها بنظراتها وتنهدت .. تضع كفها على صدرها : مب قادرة ادخله هني .. حاسه انه ما يحبني .. زواج تقليدي وبس .. انا ما اريد هالشيء .. ما انكر انه وسيم وحليو .. بس ما دخل قلبي ..




- مها .. الحب ايي عقب العرس .. انتي شو بلاج متمسكه بانسان ميت .. قلتي بتعطين نفسج فرصة .. كوني قد هالكلمة ..




تأففت بغضب وهي تقف : انتي عمرج ما بتحسين في ..




سحبت كتبها عن الطاولة وابتعدت .. لتفعل تلك نفس فعلها وتجري خلفها : شو بلاج عصبتي .. ترانا الا نسولف .. انزين شو بلاها اخت خطيبج ما اداوم ..




توقفت والتفتت لها : اوووهوو علينا .. تروحين وتردين تقولين خطيبي .. وبعدين ما ادري عنها .. يقولون انها تعبت من الدراسة ..




تابعا المشي .. لتنطق سوسن وعلى وجهها شيء من الحياء : انزين عادي ازورها ..




" ها " قالتها مها وهي تقف .. تنظر لوجه صديقتها وتردف : وليش ان شاء الله تزورينها .. ومن متى تعرفينها ..




تنحنحت .. وتابعت المشي : اعرف اختها كنة .. درست وياها الثانوية .. وسنتين فالجامعة قبل لا تيلس فالبيت .. واجب علي ازور اختها ..




" اها " .. قالتها مها بعدم اقتناع .. لتتبعها : خير ان شاء الله ..





,,




وترحل الاعمار كـ سرب طيور ..



باختلاف الرجوع ..



وشرخ يتصدع منه القلب ..



ودموع على الوجنتين تحترق ..



أيطالُنا البُعد هكذا ..



دون موعد ..



دون خبر ..



ودون قرع اجراس الرحيل ..



(بقلمي )







اغلقت المصحف وضمته بقوة الى صدرها .. الغرفة باردة .. المرايا متغطيات كفتيات يتوشحهن الخجل .. و الصمت يطوقها .. يبعثر انفاسها الحارة .. نزلت دمعة فسارعت تمسحها .. وقفت بتعب .. شهر مر .. وبقي ثلاث وعشر .. هل ستقوى على سجن الارملات هذا .. هل ستبقى انفاسها تخرج وتلج الى صدرها هذه المدة الطويلة .. وهي في كل يوم تختنق .. تتخيله معها .. تتخيل صوته الحنون .. لم يعشقها .. ولم يكرهها .. يكفي انه كان الصدر الآمن لها ..




خطواتها تصل الى الـ" كوميدينة " لتضع المصحف بعد ان قبلته .. في هذا الشهر ختمته مرتان .. تشعر بانه انيسها .. يريحها .. يدخلها في سكينة تتوق لها وجدا ..




منزل اخيها فيه اناس كثيرون ولكن تشعر بوحدة تقبرها في غرفتها .. تسمع اصوات ابناءه في الخارج .. وصوت زوجته التي لا تطيق وجودها معها .. تسمع تذمرها وتحتسب وتوكل امرها لخالقها ..



جلست على الارض .. وظهرها لسريرها .. تمتمت : الله يرحمك يا خالد .. رحت وخليتني لزمن .. وين الله بيرميني من عقبك ..




اغمضت عينيها : يا رب .. يارب مالي غيرك .. لا تخليني يا رب ..




,,

الى هنا نقف ..
ان شاء الله عجبتكم الزفرة ^^


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-13, 04:26 AM   #19

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,




وكأن الشتاء لا يريد ان يغادر الارض استحلها منذ اشهر ولا يزال يعبث في عظام البشر .. انتفض بردا وهو يترجل من سيارته .. فالساعة آخر العصر .. والشمس تحمل اشعتها وتلملها لتترك السهر للقمر .. رفع نظره ليراه كالعرجون القديم .. بداية شهر عربي لا يذكره .. لعله ربيع الاول .. او الثاني .. او لعله احدى الجمادات .. زفر دخان رئتيه .. واختبأ كفيه في جيوب " جاكيته" القطني على جانبي جسده .. وتابع المسير .. يلقون عليه التحية ولاول مرة لا يردها لهم .. وحتى الابتسامة لا تخرج منه .. مشى ومشى .. ليقف امام المصعد .. يرى عداده يرتفع .. الطابق الثاني فالثالث .. ويستمر .. عقد حاجبيه وترك المكان .. ليهرول على الدرجات وحديث الامس يعصف به .. يتهموه بالرذيلة .. كم هو قاسي هذا الاتهام .. وممن؟ من صديقه شبيب ..


كفه يمسك مقبض باب مكتبه ليلج .. يخلع ما يدفيه ويرفعه يعلقه لينتزع الابيض .. يرتديه بفكر مشغول .. سيرتبط بها ابكر مما يظن .. وهو الى الان لا يعرفها جيدا .. ستكون معه في منزله الخالي مع طفل لا يعرف والده .. و سيكون مسؤولا عنهما .. عن خيانتها التي لا دخل له فيها .. اهكذا العقاب على فعل بسيط قام به .. ايعاقبه وهو يوقن بانه بريء من تلك التهمة .. هز رأسه يبعد ترهات حديث عقله .. فكيف لشبيب ان يكون ظالما .. اعتصر جبينه بكفه وجلس خلف مكتبه .. امامه عمل عليه ان يقوم به .. وقبلها يجب ان يهدأ .. تنفس مرارا لعل ذاك الحديث الذي كان يخرج مع انفاسه .. ولكن سرعان ما يعود له حديث كان .. ابتسم حين تذكر ابتسامتها البريئة الخائفة في ذاك اليوم .. ليتمتم : حيه من تحت تبن ..



في خضم افكاره لم ينتبه للباب الذي طُرق .. ولا لذاك العامل الحامل له فنجان قهوته اليومية .. لم ينتبه الا لليد التي امتدت لتضع ما بها .. ابتسم له .. ليبتسم الاخر : دكتور .. انت مريز (مريض ) ..



حتى ذاك العامل الهندي استشعر الم صدره .. ليبتسم له وهو يحمل فنجان قهوته يرتشف منه : لا .. تسلم راجو ..



وغادر لتعود تلك الافكار تضرب جدران رأسه .. وضحكات قديمة اجبرت شفتيه على الابتسام .. يومها كان لا يزال طالبا .. سمعها تضحك .. جميلة جدا كانت تلك الضحكة .. حتى انها اذابت قلبه يومها .. ويراها بعد تلك الضحكات تمشي متوجهة الى منزلها .. واذا بالريح تتطفل عليها .. تُسقط " شيلتها " الملونة .. لييتبعثر شعرها الطويل .. يضرب وجنتيها .. فتتأفف وتسقطه على ظهرها لتعود تجمعه وهي تمشي .. حتى توارت .. يومها اشتعل قلبه حبا لاول مرة .. ولا يزال عطرها في ذاكرته قابعا .. يشمه دائما .. حتى اهداه لتلك التي وقع في براثيم خداعها ..



شد قبضتيه على فنجان قهوته حتى كاد ان يتفتت .. لماذا لم تكن له .. ولماذا بحث عن البديل في غيرها .. هو لم يرغب بغيرها .. ولكنه اجبر على القبول .. وهل يجبر الرجل على ما لا يريد ؟



تنهد مع دخول تلك الممرضة : دكتور حارب المريض فغرفة 212 مصر انه يطلع ..



وقف ليطوق عنقه بسماعته الطبية : كيف يطلع .. امس مسوايله العملية ..



خرج وخرجت من خلفه : دكتور اقصد المريض اللي بغرفة 212 اللي عنده السكري ..



زفر انفاسه .. فهو لا يستطيع التركيز .. توقف عن المسير فوقفت هي .. ليس الدكتور حارب الذي تعرفه .. به شيء مختلف .. به ضياع غريب تستطيع ان تلاحظه هي : دكتور فيك شيء .؟



طوح برأسه وتابع المسير .. ايخبرهم بان عقله توقف عند تلك الليلة .. وان بندول ساعته يجري ليصل لليلة حكم عليه فيها ان يواري سوءة امرأة كل ذنبه كان بأنه دعاها الى منزله في غياب اخيها ..




,,

الافكار لم تكن بعيدة عن عقل صاحبه ايضا . شيء ما كسر في تلك الليلة البعيدة .. كسرت تلك الثقة التي قلدها صاحبه يوما .. ايستحق ان يكون زوجا لاخته ؟ هل يجبرها على العيش في حياة كتلك التي اقسم عليها حارب .. اخت .. يمد يده يتناول طعام العشاء مع عائلته .. لا يسمع شيء الا صوت ينبع من داخله ..



الايدي تمتد الى صحن الخبز الغارق في مرقة الدجاج .. وابتسامة رسمها حين تحدث منذر : الله ع الثريد اللي تسوينه يا شمسة .. ما له وصيف ..



-
بالعافية – نظرت لشبيب – شبيب ما عيبك طباخي ..



كف يده عن الصحن : تسلم ايدج يالغالية .. بس احس اني شبعان – اتكأ على يده ليقف – الحمد لله ..



طأطأت تلك رأسها .. تعلم ما به اخيها .. وتجبر هي نفسها على الاختلاط بهم .. هو اجبرها ان تمارس حياتها كما كانت قبلا .. ولكن كيف تعود المياه للوراء .. حمدت ربها وقامت هي الاخرى ..

لتتحوقل شمسة وتردف : شو بلاهم من امس وهم متغيرين .. طلعوا وردوا ولا عرفنا وين كانوا .. استغفر الله يا رب ..



قامت من المكان .. ليبقى منذر مع الجدة .. هادئ جدا . وتلك تأكل وعينيها على كفه : شو بلاك انت بعد ؟



رفع نظره لها وابتسم : ما بلاني شيء .. والحمد لله ..



ليصمتا ويشرخ الصمت صوت جرس الباب .. ليصرخ منذر وهو يقف : هاااااااشل .. راعي الكفتيريا وصل .. قوم اطلعله .. والا اقوله يرد من وين ما ييا ..



ويقهقك بعدها على هاشل الذي خرج يجري .. وما هي الا ثواني حتى دخل يحمل كيس بيده .. ليجلس على مقربة من جدته .. ويخرج العلب ليفتحها : يدتي تعالي كلي وياي ..



وقفت بثقل : الحمد لله والشكر تسمي هذا عشا – لتلتفت لشمسة القادمة نحوها – بدال ما تعطينه فلوس ع هالخرابيط خليه يضرب بالخمس ويانا .. وانتي تشوفين كيف بيصير ..



تنادي على الخادمة لتحمل ما تبقى من العشاء .. وتجيب والدتها : شو اسويبه يوم ما يعيبه العيب (العجب) واذا نازعناه والا ضربناه زعلتي علينا وسمعتينا كم كلمة ..



بفم مليء تحدث وهو ينظر اليهما بحاجبان معقودان : الحين انتوا ليش تتكلمون علي .. انا ما احب الثريد وقلتلج ما اريده .. بس قلتيلي شبيب يحبه .. كله شبيب شبيب ..



ضحك على حديث اخيه الصغير الغاضب .. ليجلس بجانبه : افااا .. هاشل يغار مني ..



اشاح بوجهه : انا ما اغار .. بس امي ما تحبني مثل ما تحبك ..



عادت لتتحوقل : لا حول ولا قوة الا بالله .. ما ناقص الا انت ياللي بعدك ما طلعت من البيضة تقول هالكلام ..



الجو مشحون جدا .. ووالدته بدأت تخرج من طور هدوءها المعتاد .. وهو يدرك السبب .. ليقف متحاملن على وجع ساقه الذي لا يريد ان يعتقه .. يدنو منها يمسك بكفها ويقبل رأسها : شو بلاج يالغالية شابه ضو (نار )



بسخرية اجابته : ما في شيء .. شو حلاتي ..



نظره يتجه لمنذر المستند بجانبه على باب الصالة .. ليتحرك داخلن عند دخول الجدة بعد ان غسلت يداها وعادت .. اذا تحدث فعلى الجميع ان يسمعه .. تنهد ليشد على يد والدته .. ويعرج وهو يمشي بمعيتها .. يجلسها ويجلس بجانبها : يالغالية ادري انج تبين تعرفين اشياء واايد .. ولا اييج مني الا السكوت .. اللي صار البارحة ان حارب حدد موعد العرس عقب شهر ..



انتفضت : شو .. وع شو مستعيل .. مب هذا حارب البارد .. اللي كل شيء يسويه بركادة ( ببطء ) .. شو اللي تغير الحين ..



لا يعلم لماذا نظرات خاله تحكي حديث يسمعه ويعيه .. وابتسامته تحكي سخرية ما .. انزل نظره لكفها الذي بكفه وعاد يرفعه لوجهها : يقول انه بيسافر ويريدها وياه ..



ابتلع ريقه .. هل وصل به الامر للكذب على من حملته تسعة اشهر .. وربته وسهرت عليه .. هل وصل به الامر ان يخفي اخطاء اخوته بالكذب والخداع .. اين شبيب الذي كان .. هل دفن يومها مع خالد ليولد شبيب آخر من رحم المقبرة تلك ..التفت على صوت جدته الجالسة بالقرب منهم : شبيب .. لا تقول شيء .. ومب محتايين اسباب للي يصير .. وانتي يا شمسة لا توقفيله ع الكلمة .. وزين ما سوى حارب .. ياخذ حرمته ابركله وابرك لها ..



وقفت وهي تخاطبه : قوم اريدك فسالفة ..



يده تحني رأس والدته ليلثمه : سامحيني يالغالية ..



وبعدها قام يتبع جدته .. واسئلة كثيرة تتبعه .. لعل تلك العجوز في جعبتها الكثير لتخبره به .. مر بجانب منذر : انت شو بلاك هاليومين ..



ابتسم : انتوا شو بلاكم وييا هالسؤال .. ما في شيء .. البلى فيكم انتوا .. كل واحد يقول شيء .. والله يستر من تواليها ..



حثت خطاها نحو اخيها بعد ان ابتعد شبيب خلف جدته .. لتقف امامه : منذر شو السالفة .. شبيب وراه شيء من كم يوم .. واليوم ياي يقول عرس شامة عقب شهر .. وعمه ما فكر فيه ما فكر بحزنه .. هذا مب شبيب يا منذر .. ولدي واعرفه ..



كفاه الغليضان يقعان على كتفيها .. ووجهه يدنو من وجهها بانحناء جذعه : ما صاير شيء .. واللي فالقدر بيطلعه الملاس يا ام شبيب ..




الغاز والغاز تدور من حولها .. تشعر بانها ستنفجر في وجوههم .. حتى والدتها تخفي عنها الكثير .. حتى تلك جارتها خلف احاديثها الغاز مستورة .. التفتت ليقع نظرها على هاشل المتربع في كبد الصالة تلك .. وبيده قطعة بطاطس يغمسها في الـ"كاتشب" بعد ان اساله على غطاء علبة الـ"زنجر " .. صغير لا يأبه بترهات الكبار التي تؤرقها حد السهر في لياليها الطوال .. انفاسها تتبعثر باختناق .. لتختفي من المكان ..



اما تلك الغارقة في صراع ذاتها وصراع اخر ينتظرها مع المدعو حارب .. ولجت الى غرفتها بعد العشاء .. فقط جلست هناك على طرف سريرها .. صامتة جدا .. متجمدة لا حراك يصدر منها الا من صدرها المضطرب بانفاسها .. وجفونها الرامشة كل حين .. وضعت اخاها في موقف صعب جدا .. كسرت صداقته مع حارب .. لماذا وافقت على الخروج معه ؟ ولماذا وصل الامر الى هذا الحد ؟ ..

مرت الدقائق وهي في مكانها .. لم تشعر الا بيد والدتها ترفعها من ذراعها : دريتي ان عرسج عقب شهر ..



هزت رأسها بهدوء .. لتردف الاخرى : شو اللي صاير يا شامة ؟



ازدردت ريقها مرارا .. وبتوتر في نبرة صوتها اجابت : ما صاير شيء ..



اعتقت ذراعها بعنف .. لتخطو نحو دولابها .. تبعثر اشياءها .. تبحث عن دليل يؤكد لها شكوكها .. لتخرج علبتان من الفوط الصحية .. احدهما قد اخذ منها القليل .. تحملهما في كفيها : من متى ما يتج ؟



اختناق يحيط برئتيها .. يحيل انفاسها دبابيس تنغرس في صدرها .. لتقترب تلك منها وما في يدها تضعه امام وجهها : كل شهر تروحين السوق تشترين .. واذا ما رحتي وصيتيني اييبلج .. وصارلج شهرين ما وصيتيني ولا طلعتي السوق – هزت ما في يدها امامها – هذا شو يا شامة .. ؟



الدموع فقط كانت الاجابة .. احتظنت نفسها بذراعيها .. وتلك رمت ما في يدها على وجه ابنتها : حسبي الله عليج من بنت .. حسبي الله عليج كان بتفضحينا ..



تحشرج صوتها : مب ذنبي ..



يداها تقبضان على ذراعيها بعنف .. لتقطع حديثها وهي تهزها .. وصوتها بغيض يخرج خافتا : مب ذنبج .. عيل ذنب من .. ذنب حارب .. لا يا شامة .. الذنب ذنبج يا مسودة الويه ..



دفعتها بعنف على السرير .. لتجلس وتنحني على ذاتها .. تسمع حديث والدتها الساخط : لا بارك الله فيج من بنت .. لا بارك الله فيج ..



ساقاها لم تعد تستطيع حملها فجلست .. جلست بجانب ابنتها .. تحترق .. تشعر بان نار تأكل جسدها : وطيتي راس اخوج .. وانا اقول شو بلاه .. اتاريه عارف وساكت .. ساكت ع فضيحتج .. لا حول ولا قوة الا بالله ..



مسحت دموعها وقامت واقفة : طلعه من هالحجرة ما بتطلعين .. الين ايي وياخذج ..



وبعدها خرجت .. وانهارت تلك في نحيب قاتل .. لتجفل على صوت اغلاق الباب .. تستحق اكثر من ذلك .. هذا ما كان يجوب في عقلها تلك اللحظة .. هي من قادت نفسها اليه .. كان باستطاعتها الرفض .. ولكنها لم تفعل .. رنين هاتفها المتواصل الزمها النهوض .. حثت الخطى الى الـ" تسريحة " لتنتشله وترتجف يدها .. هو يتصل بها .. اسيعدمها بعد ان قتلها .. ام ان القتل اضحى لعبة يمتهنها هو .. وهل يضر الشاة السلخ بعد الذبح ؟؟ ضغطت الاخضر .. ليلامس هاتفها اذنها .. لم تنطق فقط انفاسها كانت كفيله بان تعلمه بانها معه .. وهو لم ينطق .. جلست على الارض الباردة .. وظهرها " لتسريحتها " الخشبية .. تنتظره ليلقي بقنبلة ما عليها .. لعله يطلقها الآن .. ويضرب بحديثه السابق مع اخيها عرض الحائط .. جاءها صوته : مرتاحة الحين ؟ اكيد مرتاحة .. حصلتي اللي بيستر عليج وبيكون بويه المدفع قدام اهلج .. عيبج اني صرت ما اسوى شيء فنظر شبيب ونظر منذر .. عيبج ؟ شو اللي باقي بعد .. تبينا نعرس .. اوكي .. بس مثل ما كسرتيني يا بنت الناس بكسرج ..



صرخت بخنق : بس .. بس حرام عليك ..



اسنانه تصطك : انا اللي حرام علي والا انتي .. مب حرام عليج اطيحيني من عيون اخوج .. مب حرام عليج تتبلين علي ..



-
ما تبليت .. انت انت اغتصبتني ..



صرخ حتى كادت جدران مكتبه ان تتشقق : جب .. ما اريد اسمع كلمة منج .. ما اريد اسمعج ولا اشوفج .. الله ياخذج ..




,,

" بتاخذها " نطقتها تلك العجوز بعد حديث طويل جمعها مع شبيب .. والده قبلا كان يثق فيها اكثر من زوجته واكثر من والدته .. كان يودع لديها اسراره .. وها هو الابن يخطو على خطوات والده .. ليحكي لها كل شيء .. وهي بحنكتها استطاعت ان تجعله ينطق . يزيح ذاك الجبل الرابض على صدره ..


صمت مليا .. لتعيد سؤالها : بتاخذها ؟


شد انفاسه ليبعثرهن بتعب : مادري .. المصيبة اني خاطب مها .. وموافقة .. خالد الله يرحمه حملني حمل ما تحمله يبال .. وجابر كل يوم يسألني متى اخبرهم .. ما يدري ان اللي بقوله صعب على عمي وعلى حرمة عمي .. مب عارف شو اسوي ..



يدها المجعدة تربت على يده القابعة على فخذه : استخير ربك .. ومها ما بتضيمها .. بتعيشها وياك معززة مكرمة وما بينقصها شيء .. والامانة نفذها وانا امك .. هذي امانة .. وخالد ما امنك عليها الا لانه يعرفك زين ..



" وامي " .. بعثر سؤاله على مسامعها لتصمت .. امه قد تمانع .. وقد تغضب عليه .. عادت تربت على يده : ما عليك من شمسة .. بنتي واعرفها بتزعل كم يوم وبترضى .. انت سو اللي قالك عليه خالد .. وريح ضميرك ..


,,

يــتــبــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-13, 04:27 AM   #20

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






,,

ايرتاح الضمير لكلمات تُقال ؟ او افعال نقنع انفسنا بها اننا فعلنا ما باستطاعتنا ؟ .. ضميرها يؤنبها وجدا .. هي تكلمت يوما فقابلوها بكلمات كثيرة اجبرتها على الصمت .. والصمت يقتلها الآن .. يؤرق منامها .. يدعو كوابيسها لوليمة عظيمة كل مساء .. لتسهر بعدها حتى الفجر .. قد تكون واهمة فيما تعلم ؟ ولكنها رأت بعينها .. أتكذب ما رأته لتريح ضميرها فقط .. تنهدت وهي تجلس في صالة منزلها وحيدة .. سوى من حديث شخوص على شاشة التلفاز لا تعي ما تقوله .. ففكرها ارتحل بعيدا .. المنزل هادئ جدا .. تنهدت من جديد وهي تسحب صينية التقديم ناحيتها .. لتسكب لها فنجان قهوة وترتشف منه .. لتلتف على صوت زوجة ابنها تلقي عليها السلام : وعليكم السلام – وضعت الفنجان من يدها – وينج من الصبح .. وخبرتي سالم انج بطلعين والا طلعتي من وراه ..


تأففت .. وبنبرة خافتة : الله ما طولج يا روح ..



لتبتسم وتردف : قلتله اني بطلع وييا اختي ..



-
وعيالج وينهم ؟



-
اختي خذتهم عندها .. عن اذنج عمتي ..



ادبرت وهي تحمل كيسين بيدها .. لتتوارى خلف باب قسمها .. توجهت للمطبخ الصغير لتضع فيه كيس الغداء .. وبعدها خطت نحو غرفتها .. لترمي عباءتها .. وتضع كيس اخر على السرير .. تخرج ما فيه .. ثوب بلون الدم بسيط ذو قصة عريضة على الصدر .. رفعته امامها .. وابتسمت بخجل .. ستثيره اليوم بالتغيير الذي قامت به .. فاختها اخبرتها بان تغير من نفسها .. وقفت امام المرآة بعد دقائق وهي ترتدي الفستان الجديد .. جسدها ممتليء ولكنه يبدو رائع عليها .. وشعرها ذو الخصلات المصبوغة يزيد من جمال وجهها المكتنز .. سمعت صوت سيارته .. لقد عاد من عمله .. ستجهز الغداء وستتناوله معه بمفردهما دون ازعاج اطفالها .. شدت على شفتيها حين فتح الباب وولج .. جسده العريض يخطو لداخل لترتفع يده لـ" شماغه وعقاله " يرميهما على السرير .. وينظر لها : وين العيال ما اسمع لهم حس ..



مشت بدلع لتعانق كفيها ازرار ثوبه .. ويقع نظره على طلاء اظافرها .. ويرفع حاجبه مستغربا : سالتج وين العيال ؟



-
عند اختي .. خلنا اليوم نبقى وييا بعض – تشير اليه بسبابتها وتعيدها اليها – انت وانا وبس ..



امسك مرفقيها : تتصلين فيها وتخلينها تيبهم الحين .. اذا هم مب فالبيت فماله داعي وجودج – يبعثر شعرها – وهالخرابيط اللي مسويتنهن شليهن .. ترا الوضوء ما ينقبل والصبغ ع ظفورج ..



ادبر وهو يردف : بدخل اتسبح .. اطلع احصل عيالي فالبيت فاهمة .. عيالي ما ييلسون فبيوت الغرب ..



اهتاجت غضبا : بيت اهلي صار بيت غرب يا سالم ..



لم يبالي بها واختفى خلف دورة المياه( اكرمكم الله ) .. لتشد شعرها بعنف : آآآآخ .. كله منج سويله وسويله .. هذا ما يبان فيه .. وما بتحلى فعينه الا كنه .. الله ياخذها وافتك منها .. حتى فاحلامه يردد اسمها ..



الماء الدافيء تقرع قطراته جسده دون هوادة .. لا يزال يعشقها .. يفرح حين تتحدث والدته عنها بخير .. سكنت قلبه وهي لا تزال صغيرة تبلغ الخامسة عشر من عمرها .. يراها تعود من مدرستها فيرفر قلبه لها .. واخذوها منه .. ابعدها والدها عنه .. فاعدموه يومها .. وتزوج بعد زواجها بسنة .. واكرم بفتاة ليدعوها بـ كنة .. احتجت يومها والدته وزوجته كثيرا .. ولكنه اسماها باسمها .. حتى اذا ما نادها تذكر تلك ..



خرج ولم يجدها في الغرفة .. يسمع صوتها في صالتهما الصغيرة .. تتحدث مع شقيقتها وتشكي لها .. مر من جانبها فصمتت .. لتردف وهي تنظر اليه : اترياج .. لا تتاخرين ابوهم ما يعيش يوم بدونهم ..



تحرك ليجلس ويمسك جهاز التلفاز .. يتجول بين قنواته .. هناك كلمات تريد ان تلقيها عليه .. حذرتها اختها مرارا ان تفعل .. فان عاتبته سينبذها اكثر .. ازدرت ريقها .. وتنحنحت : احطلك غدا ؟



-
لا ..



نطقها دون ان يبعد نظره عن التلفاز .. لتنطق من جديد : انزين ليش ما عيبك اللي سويته ؟



التفت لها بهدوء .. وتطلع فيها لثواني .. ثم اعاد نظره للتلفاز : يا شين السرج ع البقر ..



كتمت غيضها .. حتى غرورقت عينيها بالدمع .. فوقفت لتبتعد عنه .. ليسند هو رأسه على ظهر " الكنبة " ويتمتم : محد قالج توافقين علي وانتي عارفه ان القلب لغيرج .. لو سويتي ما سويتي ما بتوصلين ظفر من ظفورها ..




,,

تعانق فرشاة الطلاء اظافرها بعناية فائقة .. يدها اليسرى على النمرقة الصغيرة النائمة في حجرها .. وبهدوء تحرك تلك الفرشاة الصغيرة الملطخة بالاحمر على ظفر الوسطى .. لترفع نظرها لوالدتها التي وقفت تنزع عباءتها وترميها على " الاريكة " وتجلس بتعب : ما لقيت حد ؟



دون ان تترك ما بيدها : انتي وين كنتي ؟



نزلت على الارض لتتربع في جلستها .. وتتناول لها عنقود عنب اخضر من سلة الفاكهة .. لتقضم حبة من حباته الناضجة : رحت اشوف ليلى حرمة جابر .. يمكن يلين راسها وتعرف ان الريال ماله ذنب يعيش بدون عيال ..



رفعت يدها تنفخ على اظافرها : وانتي شو لج فيهم .. كل يوم رايحتلهم ..



-
يالخبلة ادور مصلحتج ..



فتحت عينيها على وسعهما : مصلحتي ؟ وانا شو دخلني فيهم ..



" اريدج لجابر" .. ما ان نطقتها حتى هاجمها سعال حاد .. لتجري نحو ثلاجة الماء ترتشف ما يخمد السعال .. وعادت لتقف بجانب والدتها الجالسة : ومنو قالج اني اريد هالمعقد ..



رفعت نظرها لها وعادت تاخذ برتقالة وتلتقط السكين لتبدأ تقشيرها : لا تكلميني ويديج ع خصرج .. وبعدين وين بتلقين احسن عن جابر ..



جلست بجانبها : ما اريده .. منو قالج تروحين تعرضيني عليه .. هذا اللي ناقص بعد تقوليله تعال خذ بنتي ..



-
خليتج تختارين قبل .. شوفي اختيارج وين وصلج .. يالسه فويهي لحد يباج ولحد فكر يخطبج من سواياج ..



اشاحت بوجهها وبغضب قالت : ما سويت شيء .. كله من امه ..



-
وتروحين تقصقصين ملابسها ..في وحده عاقل تسوي سواتج .. ما اقول الا مالت عليج ..



برجاء قالت : اماااااايه فديتج ما اريده .. شكله يخوف .. وبعدين حد يمشي وراسه بالارض ..



وهي تقضم من البرتقالة التي في يدها : عيل تبين واحد ما يخلي حرمة ما يطالع فيها .. اقول سكتي وخليني اتصرف ..



نظرت لوالدتها التي بدأت تبتعد بفكرها عن المكان .. لتتنهد وتتمتم : ما ناقص غير اخذ هالمريض النفسي ..



قامت واقفة لتترك والدتها مع افكارها .. فكيف لوالدتها ان تسترخصها بهذا الشكل .. وتفكر بعرضها على ذاك الجابر .. انتفضت بغيض .. وزفرت بقوة : شو بلاها اميي .. شكلها خرفت ..



وغرقت في ضحكة قصيرة .. اما تلك فخرجت تحمل عباءتها من جديد .. ترتديها وهي تمشي .. وما ان وصلت عتبة باب منزلها حتى رأتهما ينزلان من السيارة .. يده في يدها .. اغتاضت وتمتمت : هين ان ما زوجتك بنتي يا جابر ما اكون ام نوال ..



رمى بنفسه متكأ على النمرقة : والله سوالف عمي ما تنمل .. بس حسيت انه تعبان ويفكر واايد ..



خلعت عباءتها وجلست بجواره : ابويه صاير يفكر بمطر .. واايد يغيب عن البيت .. ويوم يسأله يقوله اذاكر وييا الربع ..



تغير من جلستها لتقابل جانبه ويدها تعانق كفه .. ليلتفت لها : جابر .. انت ما تفكر بالعيال ؟



لماذا تفتح موضوع قد يفتح مواضيع اخرى ؟ .. اتعبت من السكون في حياتهما .. ام ان هناك من عبث برأسها ؟ ..


تجهم وجهه : حد قالج شيء ؟ .. ام نوال رمستج فشيء ؟


ام نوال .. تلك المرأة التي تبغضها هي وجدا .. اذا فهي تحدثه عن الموضوع ايضا .. هاهو يعترف جراء خوفه .. هزت رأسها : لا .. بس امي اليوم سألتني عن هالموضوع ..



احتضن وجهها بكفيه : ليلى حبيبتي .. انا ما افكر بالعيال الحين .. شغلي ما يخليني افكر بهالمواضيع .. اتمنى تنسين هالموضوع ولا تعيدينه ..



" بس هم ما بينسون " .. قالتها لتقف وتتركه .. هم يتدخلون في حياتهما دون وجه حق .. هم حقا لن يصمتوا .. تنهد .. وقام يتبعها .. هاله منظرها وهي جالسة على سريرها تبكي .. دنى منها ليجلس بجانبها .. يحتظن كتفيها بذراعه : يا حبيبتي ليش تصيحين الحين ..



-
نفسي بيهال .. والله اني اريد اصير ام .. اريد اشوف عيالي منك ..



بكت ليدفن رأسها بجانب صدره .. وتتشبث هي به : الله كريم فديتج .. كله من رب العباد .. وان شاء الله بتصيرين احلى ام ..



ضحكت على حديثه .. لترفع رأسها وتمسح دموعها : وساعتها عاد لا تقولي خليتيني عشان عيالج ..



قهقه .. ليشد على وجنتيها : يا حلاتج وانتي تضحكين – يمسك بكفيها

– ياللا مب ناويه تعشينا ..




,,

" ليش رمستيها فهالموضوع يا حفصة " قالها وهو يقف غاضبا من زوجته .. ليردف : خليهم مرتاحين ولا تفتحين عليهم بيبان ما بتسكر الا باشياء بتكسر بنتج قبل جابر ..



وقفت : الله يهداك يا حمد .. اذا انا ما تكلمت ونبهتها الناس بتتكلم .. خلها تقنعه يسون تحاليل يطمنون ع الاقل ..



-
لا حول ولا قوة الا بالله – عاد ليجلس – بس انتي ما يبتيلها طاري تحاليل ما تحاليل .. يا بنت الحلال خليهم عايشين بدون ما توسوسين فراس البنت .. الريال شاريها ولا بيبيعها فسكتي عنهم ..



-
خير تفعل شر تلقى ..



قالت جملتها على دخول مطر للمنزل : وانت من وين ياي هالساعة ..



تلعثم حين باغتته والدته بذاك السؤال .. ليشد الخطى ينحني يقبل رأس والده ومن ثم رأس والدته : عند ربيعي نذاكر ..



-
ووين كتبك ان شاء الله .. والا تذاكر من الهوا ..



ابتلع ريقه وهو ينظر لوالده الصامت : ذاكرت فكتبه .. ذاكرنا ويا بعض .. تصبحون ع خير ..



ادبر واذا به يقف على صوت والده : مطر ..



التفت : خير يا ابويه .. آمرني ..



-
ترا شبيب عتبان عليك .. من يوم ما طلع وانت لا زرته ولا سلمت عليه .. مب حلوة فحقك وهذا ولد عمك .. لحمك ودمك ..



استعر بركان الغضب في داخله .. لينطق بخلاف ما يعتمر في صدره : ان شاء الله بزوره قريب .. بس والله مشغول بالامتحانات .. وهو لازم يقدر ..



" بس ماشي امتحانات الحين " قالها مبارك وهو يقف على مقربة من مطر .. الذي رمقه بنظرات جعلته يبتعد عن طريقه ويقف بجانب والدته .. ليجيب مطر : انت شعرفك بامتحاناتنا .. مدرستك غير ومدرستي غير ..



وقف حمد ليقترب من ابنه : مطر يابوك خلي بالك ع دراستك .. ترا ما بتنفعك الا الشهادة .. ولا تخيب ظني وظن المرحوم فيك ..



شيء ما ارتجف في داخله .. هو بات غير مهتما بتلك الكتب كما قبل .. اضحى يبحث عن موعد للانتقام .. موعد مع شيطان الذات .. نسى احلامه خلف حلم واحد اسماه القصاص لموت شقيقه .. برعشة قال : ان شاء الله .. ان شاء الله ..



وابتعد .. يطوي تلك المسافة القصيرة بين الصالة وغرفته .. اغلق الباب .. بل انه اقفله مرتان .. لينزع " الجاكيت " الجلدي عن ظهره .. ويقف لدقائق .. وحديث نفسه يطلب السماح من ذاك الذي رحل وابتعد .. فهو وعده بان يكون ناجحا .. ان يحذو حذو اخيه الضابط .. الذي يضرب به المثل دوما في المجالس .. ولكنه سيتخلى عن ذاك الوعد لاجل وعدا جديد قطعه على نفسه .. وعد يرى بان راحته ستكون بتنفيذه ..


,,

يــتــبــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.