آخر 10 مشاركات
71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-13, 04:27 AM   #21

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






,,

لم تكن مرتاحة لذاك الخبر الذي وصلها من والدتها منذ دقائق .. أيقولون بان حارب حدد موعد الزواج بعد شهر ؟ وحارب شخص يضع ظروف الاخرين دوما نصب عينيه .. فاين احترامه لعمها وابن عمها المتوفي .. اوهمت والدتها بانها اقتنعت بذاك العذر الذي قيل عن سفره .. ولكن حال اختها يحكي اسباب اخرى .. لا يزال الهاتف يقبع بين كفيها .. وتلك الافكار تعبث بها .. واذا بها تهم لتتصل بشامة .. هي ستستطيع ان توضح لها امورا تجهلها .. ردت على الاتصال بصوت مبحوح .. لتسارع كنّة بالسؤال : فيج شيء ؟


رفعت جذعها لتستند على ظهر سريرها : لا .. بس مزجمة .. يمكن لاني طلعت من يومين وييا شبيب بدون ما انشف شعري ..


اطلقت انفاسها لتسألها من جديد : شامة .. انتي عايبنج يكون عرسج عقب شهر ؟


-
عاادي .. ما يهم .. فالنهاية بنعرس .. يعني ما تفرق ..


-
ما تفرق ؟ .. شامة شهر ما يكفي عشان نجهزج .. وبعدين ان شاء الله تبين تطلعين من بيت اهلج بدون عرس وزفه ؟


-
ما يهمني ..


اجوبتها تلك تؤكد لها بان هناك اسباب تجهلها هي .. لتغلق الهاتف في وجه اختها بغضب بعد ان قالت : انتوا شي وراكم .. والا مب انتي ولا امي ترضون بهالشيء وولد عمي ما صارله شهر من توفى ..


اهتزت رجلها بغضب .. وانفاسها تحترق امامها .. وتمتمت بغيض : اكيد شيء مستوي .. اكيد ..


جفلت حين طوق كتفيها بذراعه .. جلس بجانبها : بسم الله عليج .. شو بلاج نقزتي ..


يمسك ذقنها ليرى وجهها المشرأب بالغضب : شو بلاج معتفسة جذي .. منو كنتي ترمسين ؟


تركت الهاتف من يدها وامسكت كفيه : فارس طلبتك .. لا تردني ..


حرك كفيه من كفيها ليمسكهما هو ويقربهما من فيه يقبلهما تباعا : لو تطلبين عيوني ترخصلج ..


-
فديت عيونك .. اريدك تكلم حارب .. تشوف شو سالفة العرس اللي عقب شهر .


انعقد حاجباه : شو هالطلب فديتج .. انتي تعرفين اني ما احب اتدخل فامور غيري .. وباي حق اروح استفسر عن هالشيء ..


شدت على كفيه وتحركت نحوه قليلا : الله يخليك يا فارس .. روح شوف شو اسبابه .. ايلس وياه هو قريب منك واكييد ما بيخفي عليك شيء .. انا مب مرتاحة من هالعرس اللي ييا فجأة .. الله يخليك ..


استسلم لرجاءها .. ليسحب هاتفه من جيبه يتصل بـ حارب .. يحدد معه موعد زيارة .. ابتسمت وقبلته وجدا .. تضعفه هي كثيرا .. قام واقفا : بروحله البيت .. يقول ع الساعة ست بيطلع للشغل ..


هزت رأسها : الله يحفظك ..


هدوء يحطم المكان والاعصاب .. جالس معه في منزله الذي شهد الكثير .. ارتسمت على وجهه ابتسامة وهو ينظر لفارس .. ليعود ينظر الى كفيه المتعانقين بين ركبتيه : تسألني شو السالفة ورى تحديد العرس .. تراكم من يومين كنتوا تلحون علي اعرس ..


يده تمتد لتقع على كفي حارب : كنت منهم ؟ سمعتني ارمس عن الموضوع ؟ حارب انا اعرفك واعرف انك من البداية ما تريد هالعرس .. كل شيء صار فلحظة .. مب انت قلتلي هالشيء .. مب انت اللي ييتني من عقب ما خطبت شامة تقولي ان قلبك فيه بنت غيرها ؟ وسالتك منو هالبنت ما رديت علي .. قلتلي راحت خلاص .. ولا سألتك عنها .. قلتلي يومها بحاول ادخل شامة قلبي عشان شبيب .. بس محتاي وقت .. واشوف هالوقت خلص بسرعة ما توقعتها ..


سحب كفيه ليقف .. وذاك ينظر اليه : شبيب ظلمني يا فارس .. ظلمني .. ومب قادر اقوله اكثر من اللي قلته ..


التفت له واردف : انا غلطت ومب ناكر هالشيء .. بس ما يعاقبني بهالعقاب اللي بيدمرني ..


جلس من جديد وساقه قد طويت اسفله .. ليقابل فارس وجها لوجه : ما صرت قادر اركز فشغلي .. البارحة كنت بقتل انسان لاني مب مركز .. مب قادر اسيطر ع هالافكار اللي اتيني – يده تربت على صدره – حاس بخنقه وغصة مب راضيه تخليني ..


-
وشو اللي يجبرك تعرس بهالسرعة .. انت مسوي شيء للبنت ..


هنا انتفض صارخا : والله ما سويت شيء .. شو فيكم كل واحد يتهمني بشيء .. ربي يشهد علي اني ما لمستها .. بحلفلكم ع المصحف اذا تبون ..


تجهم وجه فارس .. واشرأب بالغضب المكتوم : يعني السالفة وراها هالشيء ؟ .. حارب ليكون رجعت ..


امسك رأسه بكفيه : ما رجعت .. ما رجعت .. ما اذكر .. ما ادري ..


امسكه من كتفيه : حارب شو بلاك بديت تخربط ..


هز رأسه بأسى : فارس وربي مب عارف شيء .. البنت تحلف اني ...

صمت ليردف بعدها : تقول اغتصبتها .. وانا ما اعرف .. اتذكر كل شيء الا اللي تقوله .. مب قادر اتذكر مب قادر ..


تحوقل واستطرد : ما ينلام شبيب على اللي سواه عيل .. لا تلوم حد الا نفسك يا حارب ..

,,


الملامة دواء مر .. يحيل اللسان لغدد متذوقة للمرارة لا غير .. فذاك يلوم نفسه كثيرا .. لقد مشى مع خالد ذاك الطريق .. وكان شاهد على ذاك الزواج الغير متكافئ .. والآن في عنقه امانة عليه ان يقوم بها .. وكم هي ثقيلة .. ما ان تغيب الشمس ويضع رأسه على وسادته حتى قال في قرارة نفسه بأنه سيخبر عمه بكل شيء .. وما ان تبزغ حتى تردد واحال القول ليوم اخر .. اليوم قرر الاجتماع بشقيق تلك الارملة .. وبصحبته ابن عمه وكاتم اسراره جابر .. يجلسان بقرب بعضهما وذاك يجلس قبالتهما وفي يده مسبحة ذات حبات سوداء .. يحركها ويتحدث .. فهي كمنظر لا غير : انزين البنت بعدها فالعدة .. وما اقدر اخبرها بهالشيء .. يعني صبروا علينا ..


نظر اليه وبهدوء قال : وليش نصبر .. خلها تعرف من الحين .. وتفكر زين ومن تطلع تكون قررت يا توافق يا توافق ..


انتفض واقفا : انت ياي تاخذ الشيء بالقوة ..


ليقف جابر : اهدى .. شبيب ما قال شيء غلط .. وصية وبينفذها .. وهي لازم بعد تنفذها ..


عاد ليجلس ولا تزال اصابعه تحرك تلك الحبات تباعا : بس ريلها ما له حق يوصي بهالوصية ..


ابتسم وهو يقف : له حق او ماله حق .. هو وصاني وعندي شهود ع هالشيء ومنهم جابر .. كلمها وردلنا خبر .. عندها من الحين الين تطلع من العدة .. وصدقني هالشيء فمصلحتها ..


خرجا .. ليحث هو الخطى الى شقيقته .. يفتح الباب عليها بعنف .. لتفزع وتصدق وتضع كتاب الله من يدها : بسم الله الرحمن الرحيم .. شو بلاك داخل علي بهالشكل ..


-
ما بتيني من وراج الا المصايب .. عيال عم ريلج ياين هني .. ويوقولون ان خالد موصينهم ..


تجهم وجهها وهي تستمع لحديث اخيها .. اية وصية هذه تحرمها من حقوقها .. لا تستطيع الرفض .. الموافقة فقط .. نطقت بغضب : شو هالرمسة المخبقة اللي ياي تقولها .. مب موافقة واعلى ما فخيلهم يركبونه ..


اقترب منها يشدها من ذراعها حتى تألمت : لا ادخليني فمشاكل وياهم .. هذيلا شرطة مب حي الله حد .. وفكري زين .. والا والله ما سألت فيج وعطيتهم اللي يبونه ..


دفعها وخرج .. تنفست بعنف : حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل ..







,,

اتمنى ان تكون اعجبتكم ^^




اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 28-01-13, 07:20 AM   #22

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,


نرتمي على قارعة الطريق مرارا .. حين ينسل اليأس الى ارواحنا .. فنعيش سواد حياة .. نتوه .. ونضيع .. ويحملنا الحلم للبعيد .. الى حياة كانت .. الى تاريخ ماضٍ .. ويبقى رصيف العمر يخط حكاياتنا بصمت .. هدوء يسدل ستاره على حياته .. ويحيل جسده الى سكون مرغم .. ابتعد عن عمله خوفا على ارواح الغير .. اجازة مفتوحة .. فله رصيد اجازات لم يمس بعد .. وهرب الى سواد منزله الكئيب من بعدهم .. امه والده واخيه وثلاث من اخواته .. ايلوم نفسه انه لم يكن معهم في رحلة الموت تلك .. صلالة الموت هكذا ينعتها .. فعلى طريقها فارقت اسرته الحياة في يوم خريفي .. وهو قبع هنا .. فكان وقت اختبارات نهائية له .. وجاءه خبر الوفاة مع اقدام الانصراف من اخر اختبار دراسي في مدرسة ثانوية .. وانتهى الى حياة الوحدة القاتلة الا منه هو .. صديقه الذي لم يتركه .. يذكر وقوفه معه .. حثه على اتمام دراسته .. وتذكيره بحلم والديه بان يكون طبيبا ..


رحلت تلك الايام الا من تلك العلبة القابعة في يده في هذه الساعة من الفجر .. (
Tramal ) اي شيطان هذا .. يعتصره في كفه .. علبته البيضاء المصبوغة بزاوية اخضرار .. تثير العين .. وتهلك اعصاب الروح رويدا رويدا .. انتشلها من احد الادراج .. لا يعلم كم مضى من الوقت وهي مسجونة هناك .. يكفي انها نادته في هذه الساعة لتبعث في نفسه نشوة عانقته ايام من بعد الفراق ..



يجلس على الارض الباردة .. وبنطال قصير لا يستر ساقيه المكتسيان بالشعر .. ظهره للجدار .. وذراعه اليمنى على ركبته و قابضة على تلك العلبة .. واليسرى استراحت بجانبه .. وشعره الاسود يتطوح امام جبينه الموجه للارض .. وابتسامة صفراوية ترتسم على وجهه .. هو ضعيف عند الفراق .. وطوق النجاة تسرب منه الهواء منذ ايام .. ليغرق ويغرق حد الانصياع لحبات هلوسة كانت ..



يدها على رأسه فيبتسم يرفع نظره اليها .. ويبتسم لها ويحكي : امايه صرت دختور .. بس شبيب خلاني .. امايه وين ابويه ليش ما يبتيه وياج .. تدرين بعرس عقب اسبوع ..



هز رأسه بعنف : لا لا لا .. مب اسبوع .. يمكن شهر .. يمكن سنة .. ومرت سنة ...



وتمتم بكلمات تلك الاغنية .. وضحك .. فاختفت .. ليتلفت في المكان : امايه لا تخليني .. كلهم خلوني .. كرهوني .. كرهوني .. كرهوني ..



وسقطت العلبة من يده .. وسقطت دمعة من عينيه .. ونام جسده على الارض كطفل صغير يبحث عن حضن قديم ..




لا يعلم لما راوده ذاك الاحساس حتى اجبره على زيارة منزله في هذه الساعة المبكرة من الصباح .. صلى الفجر في المسجد القريب من منزله وبعدها قرأ آيات من القرآن حتى نشرت الشمس اشعتها الباردة على البسيطة .. وبعدها حمل نفسه مبتعدا .. توقفت سيارته في ساحة المنزل الكبيرة .. ومشى نحو الباب .. واذا بهاتفه يهتز في جيبه .. نسيه على الصامت .. ليبتسم وهو يضعه على اذنه : هلا بغلاتي ..



جلست بتعب على الكرسي في المطبخ .. فالبارحة عادت والدة بعلها وابنتيها وشقيقه من السفر .. وهي لا بد ان تقوم بواجبهم هذا الصباح .. تنفست بتعب ليشعر بها : حبيبي تاخرت .. كل هذا بالمسيد .



تجهم وجهه ليتحرك مبتعدا قليلا عن الباب .. يواجه الهواء بظهره : حبيبتي شكلج تعبانه ..



ابتسمت : فالمطبخ اسوي ريوق ..



انفجر بها صارخا : كم مرة نبهتج لا تعبين نفسج .. انتي شكلج ناوية ع عمرج ..



يصرخ بها .. ليس من عادته هذا الشيء .. صمتت وشدت انفاسها : ما سويت شيء والشغالة تساعدني .. والتعب تعب حمل بس ..



يعلم بانه قسى عليها بتلك الجملة التي اطلقها : خايف عليج فديتج .. وامي وخواتي بيقدرن وضعج .. لا تعبين عمرج وبعدين نتعب احنا ..



حياتهما على كف الاقدار .. وايامهما دعاء يتبعه دعاء .. فقط لينعما باسرة صغيرة سعيدة .. والخوف من تكرار الوجع الذي لازمهما طيلة سنوات زواجهما الاربع .. اغلق الهاتف ليرن الجرس مرارا .. يعلم بتلك الاجازة التي اخذها ذاك الحارب .. لا مجيب سوى صدى الصوت في المنزل الكبير .. ليتذكر حديثا قديما جمع الاصحاب هنا .. وصوته : ترا في نسخه من المفتاح تحت الحصاه اللي هناك .. اخاف بعد اموت ولحد يدريبي ..



التفت حيث اشار ذاك قديما .. ولا تزال ضحكته الساخرة من قدر الوحدة الذي حكم عليه يتردد في اذن فارس .. مشى حتى وصلها .. حجارة جبلية تزين المدخل .. وقف يتأملها وكأن به لا يود اقتحام المنزل بهذا الشكل .. او لعله لا يتمنى ان تكون شكوكه صائبة .. انحنى ليبعدها قليلا ويلوح له المفتاح المتسخ بشيء من التراب .. استغفر ربه وهو يبتعد متوجها نحو الباب .. ليديره بحذر .. او لعله الخوف من المجهول .. ليلج بعدها في جُب السكون .. فقط صوته اخذ يتردد منادي صاحبه .. مرة واثنتين وثلاث .. وهو يصعد الدرجات القليلة .. ثم الرواق بإنارته الخافتة .. واخيرا يقف بمواجهة باب غرفته .. ليقرعه بتوئدة .. لا صوت .. سوى صوت انفاسه المضطربة .. ليلج ويهوله منظر ذاك النائم على البلاط الصلد .. وعلبة دواء يعرفها جيدا تنام بجانبه .. يسقط امامه على ركبتيه .. ينتشله من هناك .. ويردد : حارب .. حارب شو سويت بعمرك ..



يثبته على صدره ليسحب العلبة .. يقلبها يبحث عن تاريخها . سنوات كثيرة مضت .. يذكره .. هي هي نفسها التي كانت تدمره عند المراهقة .. ليصرخ وهو يرميها : غبي .. تريد تموت عمرك .. لحبوب منتهي ..



ليتمتم ذاك بصمت : كلهم خلوني ..



يرفعه من تحت ابطيه .. يشده للاعلى .. ويجره معه حتى تحتك اصابع قدمه بذاك الصلد .. ليوقفه هناك .. وسبابته تتسلط الى فيه .. سيرغمه على القيء وهو يصرخ به : زووع ( تقيء)



ليكح بعنف ويفرغ ما في احشاءه في ذاك المرحاض(اكرمكم الله ) .. ويتنفس بعدها بتعب .. وذاك يجلس على ركبتيه بجانبه يسنده .. ويرفعه من جديد يوقفه على حوض " المغسلة " ويرمي بالماء على وجهه .. غرفة تتبعها الاخرى .. حتى تبلل قميصه وثوب فارس الاسود ..



ارتجف لبرودة الماء ليتمتم : ليش ؟ ..



-
خل الاسئلة الحين ..



ويعود يسنده حتى يجلسه على سريره .. ينزع عنه قميصه المبتل ليبان جسده النحيل .. ويتركه ليعود وهو يحمل قميص قطني يلبسه اياه ويساعده هو قليلا : خبل انت .. تريد تقتل عمرك ..



رفع رأسه لينظر لفارس الغاضب : مالي ويه اشوفهم .. شوهت سمعتي بنت الـ..



قطع كلامه بقبضة يده التي رفعته من قميصه لاعلى .. حتى اضحى وجهه بوجهه .. وانفاسه الثائرة تضرب بشرته : حذاري تغلط يا حارب ..



لم يشعر الا برأسه يندفن في كتفه : مالي حد غير شبيب واهله .. خالتي ام شبيب اكيد عرفت .. طحت من عينهم .. طحت يا فارس .. طحت ..



سحب انفاسه بقوة .. لا يعلم ما عساه يفعل .. لعل هذا الذي اكله الضعف حد التهلكة قد ظُلم حقا .. ولعله لا .. ولعل ذاك لن يصفح عنه ابدا .. اجلسه على السرير .. ليدس يده في جيبه : بتصل بشبيب ..



لم ينتبه الا بيد ذاك تخطف الهاتف وترميه بعيدا .. صارخا : لاااا .. لا تخبره ..



ليستلقي بعدها على السرير .. يطوي ركبتيه الى صدره .. ويغطي شعره وجهه .. لعل ذاك الشعر ايقن بان عينيه ستبكي .. وهو سيخفي هذه الدموع .. نظر اليه مطولا .. وبعدها انسحب الى حيث وقع هاتفه .. ينحني ليرفعه وينظر اليه .. واذا بشرخ استوطن شاشته .. وخدش على جانبه .. ليهتز في يده ..




,,

تجلس بجانب ام زوجها وعلى وجهها ابتسامة .. وبيدها هاتفها بعد الحاح تلك عليها بالاتصال بـ فارس .. المكان يضج بصوت التلفاز الذي تقبع امامه الابنة الكبرى لام فارس .. انهت الثانوية وفضلت المكوث في المنزل .. هذا ما تردده والدتها على مسامع النساء .. دون ان تخبرهن بان تلك لم تحصل على نسبة تؤهلها لاكمال التعليم .. التفتت لكنة : ها .. وينه من الصبح ؟ ليكون مزعلتنه ومخلي البيت بسبتج ..



ابتسمت على مضض : لا يا خالتي .. اموت ولا ازعله .. بس مشغول شوي .. بيي ع الغدا ان شاء الله ..



نحنحة عند الباب لتعدل هي من " شيلتها " .. وتنطق تلك : حياك يا وليدي .. محد غريب الا حرمة اخوك واختك ..



ولج بجسده الضخم .. وثوب ابيض قد قصّره بمسافة شبر عن مفصل القدم .. ولحيته الطويلة التي تصل الى صدره .. ليلقي السلام .. ويردنه .. وتنطق تلك : الحمد لله ع السلامة ..



-
الله يسلمج .. فارس وينه .. طلع قبلي من المسيد وسيارته مب مويوده ..



-
عنده شغل ..



قالتها وقامت تستند على يدها : بروح اسوي الغدا ..


لتفاجأ بأم فارس تمسك يدها : يلسي ..


وبعدها تصرخ على ابنتها : نوره .. قومي سوي الغدا ..


لتصرخ تلك بسخط : شو .. ومن متى انا اسوي الغدا .. وكنه ليش ما تسويه .. تعبانه ولا في حيل ..


لتقف بهلع بعد صرخة من اخيها : تراددين امج ياللي ما تستحين .. بتقومين والا شو ..



-
ان شاء الله .. بقوم ..



وابتعدت عن المكان تثرثر بحديث غاضب .. فهي تخاف شقيقها المتدين .. بل انها تمقته احيانا كثيرة .. ظل واقفا ليخاطب والدته : لا تهلكونها بالشغل مثل كل مرة وبعدين ترمون عليها الذنب .. الرحمة زينه يا ام فارس ..



انتفضت في مكانها : ما قلت شيء .. وانا يلستها عشان هالشيء .. زين الحمل ثبت للحين .. مناي اشوف ولد ولدي واشله بيديني ..



-
الله يقومج بالسلامة .



لتتمت ردا عليه : الله يسلمك ..



وتنظر اليه منصرفا من المكان .. تشعر بالخجل مما حدث .. معاملتهما مختلفة .. هل تلك السفرة التي استمرت شهرا ونيف غيرت فيهم شيء .. اما انها لحظات قد تتشرب منها لاحقا الما مرا .. ضلت صامتة في مكانها .. فذاك العُمر اغرقها في حياء من حديثه ذاك .. تنفست وهي ترى ام فارس تبتعد لتنزع سماعة الهاتف من مرقدها وتبدأ بالاتصال بجارتها .. لعله الشوق يشدها للحديث المطول معها .. وكلمات عن العلاج وفحوصات خضعت لها طويلا .. وتذمر من ان لا شيء ينفع .. التفتت للتلفاز وبها شيء من تأنيب الضمير .. لتقف وتترك المكان الى المطبخ .. وتسمع تلك تقلب ما في القدر وتثرثر بحنق : الله يعيني الحين ما عندهم الا نوره .. نوره شلي ...نوره حطي .. نوره طبخي ... نوره غسلي .. اووف ..



كتمت ضحكتها وتابعت مسيرها لتقف بجانبها .. وتصمت تلك .. ابتسمت : خلي عنج انا بكمله ..



وهي تحرك الملعقة الخشبية في القدر التفتت لكنه مبتسمة : لا فديتج .. روحي ارتاحي .. بعدين يسولي سالفه وانا ما اقدر ع كلامهم ..



استشفت من بين حروف تلك حقد تحاول ان تخفيه : ما عليج منهم .. بطبخ وبقولهم انتي اللي طبختي ..



لتتجمد على صوت عمتها المنادية باسمها .. وتقترب تلك منهما : روحي ارتاحي يا كنه .. ما فينا بعد تقتلين ولد ولدي مثل غيره .. يوم ايي بالسلامة ساعتها سوي اللي تبينه .. ولا بنقول لا ..



اذا فهي لا تهتم الا بالحفيد المنتظر .. لا تهمها تلك الحاملة له .. ابتسمت مرددة : تسلميلي .. عن اذنكم ..



لتحتضنها بعد دقائق غرفتها .. ووجع يذهب ويعود زائرا احشاءها .. تقلصات اتعبتها منذ الصباح .. لا تشعر بالراحة وقلقا من القادم يعبث في نفسها .. صوت ساعة الحائط تشرخ الهدوء .. لتلتفت لها تشير الى الثانية عشر والاربعين من الدقائق ..قامت متحاملة على نفسها لتتوضأ .. وما هي الا ربع ساعة حتى دخل ليجدها تطوي سجادتها وتبتسم له .. تحث الخطى اليه ليباغتها : ليش مب يالسه وييا اهلي .. والا عيبتج اليلسة بروحج ..



يتهكم بها .. مثل والدته واخته .. ما بالهم اليوم عليها .. او لعلها هي اصبحت ترى الامور بمنظار الحساسية : ليش تكلمني بهالشكل .. امك اشتكتلك .. قالتلك اني ما يلست وياهم .. وما خدمتهم .. رجعنا ع طير ياللي ..



انتزع " الحمدانية" عن رأسه ليرد عليها بغضب : شو هالرمسة اللي اسمعها ..



انذار الدموع لاح في مقلتيها لتنطق بحشرجة : مادري عنكم واقفيلي ع الوحدة اليوم .. حتى انت متغير من كم يوم .. اسألك شو فيك ولا ترد علي .. من يوم ما رحت لحارب وانت غير .. شو مستوي ..



شعر بضميره يؤنبه .. الا هي لا تستحق ان يقسى عليها .. ويرمي عليها بضغوط الحياة التي تواجهه .. اقترب منها يحتضنها .. فتبعده عنها : شو اللي مستوي يا فارس .. انا مب غبية ولا مدمغة عشان ما احس ان في شيء .. صوت امي .. تصرفات اخوي ومنذر .. حتى انت تغيرت .. وكله من ذاك اليوم اللي تحدد فيه عرس شامة ..



يده تمسك بيدها ويبتسم : تعالي ..



مشى معها ليجلسها على طرف السرير ويجلس بجانبها .. سيحكي لها عن معاناة حارب وعن قصة ذاك الموعد الذي حدده شبيب .. سيحكي لها سر نظرات منذر وصوت والدتها المتغير .. سيعلمها بان رباط الصداقة قد قطع بسبب تهور من اختها وحارب .. وان شبيب لم ولن يسامح .. سيضعها في معمعة الاحداث خوفا عليها من هواجس الفكر .. لتستمع له بانصات تام .. وتنطق بعد ان صمت : لحظة .. انت شو تقول ؟ .. وشو يأكد لكم انها حامل .. شو عرفها اصلا ..



كفيه تعانقان كفيها : تحلف انه اعتدى عليها .. وحارب حالته لا تسر عدو ولا صديق .. واخوج راسه والف سيف الا يتزوجون ويدارون هالفضيحة ..




" فضيحة شو " .. قالتها والدته وهي تقف على الباب .. ليعقد هو حاجبيه .. وتردف هي : السموحة الوقت الظهر واكيد مب راقدين .. يايه اقولكم الغدا زاهب ..



تعتصر كفها بغضب اتضح له .. ليقف ويحث الخطى خلف والدته : اميه مب حلوة انج ادشين علينا الحجرة بهالشكل .. حتى ولو الوقت مب وقت رقاد .. شيء اسمه باب ..



لتقف صارخة به : والله وطلعلك اللسان .. وتعلم امك السنع ..



استغفر ربه .. وقبل رأسها : السمووحه يالغالية .. بس ما يصير هالشيء ..



-
توبة اعيدها .. ارتحت .. روح استسمح من الشيخة عن تزعل علينا بعد ..



هذه هي الحياة التي ابتعدت عنها شهر وشيء من الايام .. وهاهي تعود من جديد .. واليوم هي اضعف عن ذي قبل .. لن تحتمل كما كانت .. وحملها يتعبها وجدا .. سمعت الحديث الذي كان بين فارس وبينها .. ساخرة منها .. الا يكفي انها هي ايضا تعاني في كل مرة تنتظر فيها مولودا لا تكتب له الحياة .. اوليست ذات احساس .. تنهدت وتبعت خطاهم ..

,,

يــتــبــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 28-01-13, 07:22 AM   #23

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




,,

اصواتهم تصل اليها واضحة .. تسمع صوت ابنتها الصغيرة ذات الست سنوات وصوت ابنة اخيها ذات التسع سنوات يتعاركان على شيء ما .. تنهدت .. وعدلت" شيلتها" الطويلة .. لتخرج وتتبع صوت زوجة اخيها الغاضب .. تصرخ بابنتها وتنعتها بمسميات بغيضة انعقد لاجلها حاجبيها .. وما ان ظهرتا لناظريها حتى رأتها تضرب ابنتها على كتفها بعنف وتسحبها لترميها بعيدا .. تقدمت بغضب ترفع ابنتها عن الارض : قص يقص هالايد ان شاء الله .. شو سوتلج البنت عشان تضربيها ..


يدها على خصرها : قص يقص ايدج .. مآوينج فبيتنا وبعد اطولين السانج علينا .. بنتج هذي قليلة ادب وما تربت ..



بكاء الصغيرة لم يردعها عن الوقوف في وجه زوجة اخيها : والله البيت بيت اخوي مب بيتج .. وبنتي متربية الدور ع بناتج ..



تشهق شهقات متتالية وهي تشير لابنة خالها : ماما خذت حلاوتي ..



لتمشي تلك تسحب ما في يد ذات التسع سنوات .. لتصرخ : اميه هذي حلاوتي .. بنتها كذابه ..



استغلت الامر لتنطق : خليها لهم .. متعودة هي وبناتها ع الفضلة ..



لم تنتبه الا بقطعة الحلوى تضرب وجهها .. لتصرخ : عمى ان شاء الله ..



تنتشل ابنتها وترفعها : يعميج ..



وتختفي من امام ناظري تلك وابنتها .. لتغلق الباب من بعدها بعنف .. تنزل ابنتها وتصرخ بها : كم مرة اقولج لا تروحيلهن .. روحي يلسي عند اختج ..



تقوست شفتها السفلى .. ونظرها عانق الارض .. لتبكي وتصرخ : ما احبج ما احبج .. اريد بابا ..



فجأة دفنتها في صدرها .. لا تعلم لماذا ثارت بهذا الشكل هذا اليوم .. لن تغفر لها زوجة اخيها ما حدث .. واخيها ينتظر اي شيء منها ليعاقبها كما كان يفعل .. ضمتها وتلك تنظر اليها وفي يدها لعبة محشوة .. احتضنتها وكأنها تقلد فعل امها .. تشعر بعدم الامان في هذا المنزل .. كما امها .. لتقف وتقترب منهما .. لتسحبها اليها وتدفنها في صدرها مع اختها : سامحني فديتكن .. خوفتكن .. خلاص لا تصيحين .. باكر بروح وياج وبنشتري الحلاوة اللي تحبينها ..



رفعت راسها : بنروح وييا بابا الالعاب ..



نطقت تلك : ابوج مات .. مثل ابوي .. كم مرة اقولج هالشيء ..



امسكت ذراع ابنتها : مريم لا تكلمين اختج بهالشكل .. بعدها صغيرة ما تفهم هالسوالف ..



طوحت تلك برأسها : ميوم (مريوم) تكذب .. هي ما تحب بابا لان ما عندها بابا ..



هل فعلت ذنبا ما .. لتعاقب بالموت مرتان .. وتدفن في سجن الارملات مرتان .. هل كتب على من يرتبط بها ان يفارق الحياة يوما .. وتبقى هي تتجرع الم الوحدة والم الفراق .. والم الضيم والذل عند اخ قاسي تقوده امرأته كيف تشاء ..

امسكت بكفيهما ومشت معهما .. لتستلقي على السرير بينهما .. الصغرى على يمينها .. والكبرى على يسارها .. جناحاها الباقيان لها من رجلين رأت معهما حياة اخرى .. ضمتهما اليهما وهي تستمع لثرثرة الصغيرة المنتظرة لوالدها .. تقول بانه سيعود .. فدائما يسافر ويعود .. وسياخذها ليلعب معها .. وسيحملها فوق رأسه .. ويدور بها حد الاعياء .. ويسقط بعدها وهي تجلس على بطنه .. يضحك وهي تضربه بقبضتيها الصغيرتين على صدره .. تريد منه المزيد .. تتبع حديثها الطفولي .. وصمت اختها الغريب .. عشر سنوات تعانق جسدها .. وعقلها بدا اكبر من ذلك بكثير .. تقسو على اختها مرارا .. ولكنها تبقى معها .. فهي لا ترى الا امها واختها لتتبعهما حيث ذهبتا ..

,,



تبعه بعد صلاة العصر .. ليقف على باب غرفته .. يراه يبدل ثوبه بثوب اخر .. ويلف " غترته " الحمراء على رأسه .. ينظر اليه بصمت .. وذاك صامت ينتظر منه حديث ما .. ليتقدم خطوة الى الداخل .. ليسمح للباب ان يرتد من خلفه : شبيب .


رفع نظره اليه عبر المرآة الصامدة امامه .. دون ان ينطق .. ليتقدم ذاك ويقف خلفه بخطوات قليلة : وين رايح ؟



" مشوار " قال كلمته وتابع عمله على " غترته " ليسحب عطره يرش منه على هندامه .. ويستطرد منذر : هذا اللي قدرك ربك عليه .. تزوجهم وخلاص .. لو منك كسرت راسها قبل راسه ..



انعقد حاجبيه والتفت : اظن قلتلك ما نريد الموضوع يكبر ..



تنهد : بس كبر .. الكل صار يعرف .. ومب بعيده باكر اتيك ام سالم تقول عن السالفة ..



مشى ليدس قدميه في نعله الاسود : محد يدري الا انت وامي ..



كتف ذراعيه على صدره : ويدتك وفارس .. ومب بعيدة بعد تقول لجابر ..



صرخ به : شو قالولك حرمة ما تعرف تسكت .. امي عرفت بروحها محد خبرها .. فارس ربيع حارب واكييد عرف منه .. ويدتي كانت حاسة وساكته .. وانت ..



صمت فهو لا يعلم كيف علم منذر بالامر .. ليقترب منه : انت شو عرفك ..



-
من بعد ذاك اليوم اللي ردت فيه البيت فالليل وانا حاس ان وراها سالفة .. وتأكدت يوم قلت ان العرس عقب شهر .. وهي ساكته ما تتكلم .. غير هذا طلعتك وياها ذاك اليوم ورجعتك اللي من بعدها يلست بروحك فحجرتك لليوم الثاني .. الواحد غصب عنه يشك ..



سكت واردف بعدها : حارب شو ذنبه .. يوم اختك دايره ع حل شعرها .. ما همها اهلها .. لو هي شيء ما وافقت تروح وياه من ورانا .. ياي تحط حرتك فيه .. وانت تعرفه زين .. تعرف انه كان مـ...



قاطعه : المصيبة اني اعرف .. بس لازم يعرف انه طاح من عيني بسواته .. يستفرد فيها وفالاخير يحلف انه ما سوى شيء – ادبر نحو الباب- سكر ع الموضوع .. انا طالع وبرد فالليل ..



ليخطو بعرج خفيف الى الخارج .. بعد اسبوع سيبدأ عمله من جديد .. ليس كالسابق ولكنه سيعود لما يحب .. قبل رأس والدته وجدته وبعدها غادر .. اليوم سينهي الامر مع عمه وزوجة عمه .. فالسر يجب ان يظهر الآن .. والا فانه لن يطفو الى السطح ابدا .. ركب سيارته وانطلق .. واذا بذاك الجابر يتصل به .. ليحمل اليه خبر مشواره .. ويجيبه ذاك : ليش ما قلتلي .. تعرف ان علي زام اليوم ( عمل ) .. وكنك تتحين هالفرصة عشان تروح بروحك ..



نظره على الطريق والسماعة السوداء تستريح على صدره وتعانق اذنه براحة : ما اريد ادخلك فالمشاكل .. لا تنسى انك ماخذ بنتهم .. خلك بعيد يا جابر .. واسمك ما بيبه فالطاري ..



-
بس ..



قاطعه : لا بس ولا شياته .. انا المسؤول وانا بتحمل كل شيء ..



ليغلق الهاتف بعدها .. ويشد ذاك قبضة يده .. ويتمتم : الله يكون فعونك ..



ما هي الا دقائق حتى وصل هناك .. ليستقبله عمه بالترحاب كالعادة .. ويتابدلان اطراف الحديث وموضوع زواج تلك لم يكن بعيدا عن الكلمات التي قيلت .. يشعر بتوتر يستوطن ذاته في هذه اللحظة .. شبيب الهاديء الذي يسيطر على اعصابه لا يستطيع الآن ان يمسك بزمام نفسه .. سيصدمهما بابنهما وحقيقة خفيت عن الجميع .. سيقابلانه بالسكوت ربما .. وربما يثوران في وجهه مكذبان ما سيقال ..



طلب من عمه ان يستدعي زوجته للحضور .. والجلوس معهما .. فهو سيفجر سر قديم له من العمر سبع سنوات ربما .. سبع سنوات من الكتمان المر .. زفر انفاسه وهو يرى ترقبهما للحديث الذي سيثيره على مسامعهما .. كفاه يتعانقان وجلسته يعدلها قليلا .. لتنفرج شفتاه بالحديث : عمي .. عذروني بس وربي مب عارف كيف ابدا والا من وين ابدا ..



-
قول وانا عمك .. تراك خوفتني .. اخوانك فيهم شيء .. انت محتاي شيء .. ترا لا يردك الا لسانك ..



سحب انفاسه لعله يهدأ من نفسه .. فصمت تلك يوتره اكثر .. رفع نظره لها ومن ثم اعاده على وجه عمه : الموضوع يخص خالد ..



" شو بلاه خالد " .. قالتها بخوف .. ليجيبها : خالد الله يرحمه كان معرس وعنده بنت ..



صدمة .. وصمت مطبق من قبلهما .. وصوته فقط يصل اليهما : من سبع سنين ثارت شهامته وتزوج حرمة اكبر عنه وعندها بنت من ريلها الاولي .. ارملة وضامها اخوها .. طاحت علينا واحنا طالعين من المسيد مصلين .. تترجانا نثيبها .. ما كان منه الا دق الصدر .. حاولنا نمنعه بس ما قدرنا .. بنته صغيره عمرها ست سنين ..



-
حاولتوا – قالها وصمت قليلا ليردف – من انتوا اللي حاولتوا .. ومن سبع سنين بعده ياهل ما كمل تسعطعشر (19) سنه .. من وين له يصرف عليها .. يا شبيب قول كلام يدخل الراس وانا عمك ..



عاد يسحب الهواء وكأن المكان قد فسدت ذرات الاكسجين فيه : هي ساعدته الين توظف .. كانت تخيط ملابس للحريم اللي تعرفهن .. واحنا بعد كنا نساعده باللي نقدر عليه ..



وقفت .. واخيرا تكلمت بغضب .. ليقف .. وتنفجر في وجهه : عفيه عليك .. ياي الحين تطعن فظهر اخوك .. لانه مب مويود ياي تقول عنه هالرمسه .. هذا العشم فيك يا شبيب .. ياللي حطيتك حسبة ولدي .. ياي تتبلى ع خالد عقب وفاته ..



-
عمتي انا ما تبليت ع حد .. وبنته مالها الا انتوا ..



-
خالد ماله بنت .. خالد مات وهو بعده ما عرس .. خالد كان يقولي اميه دوريلي الحرمة اللي تعيبج .. مب خالد اللي يكسر كلامه ويعرس من وراي .. مب خالد يا شبيب ..



التفت لعمه : عمي قول شيء ..



وقف بهدوء : خالد ما عنده بنات ...



وبعدها انصرف وانصرفت هي ايضا .. وبقي جسده هو في المكان .. لم يكن غريبا ما حدث .. لقد وضعه احد الاحتمالات التي كانت تراوده .. لا يعلم كم من الوقت بقي هناك .. لينصرف بعدها .. وذاك الحديث لم يكن بعيدا عن اذني تلك الـ مها .. كانت قريبة .. وصوت خالتها عاليا جدا .. نزلت دموعها تحرق وجنتيها دون رحمة .. ايقول بان من تربع في قلبها كان متزوجا .. ومنذ فترة ليست بقليلة .. وله ابنة .. أيقول بان شهامته جعلته يرتبط بامرأة تكبره سنا .. وارملة ؟ .. أيأتي الآن يشوه تلك الصورة النقية التي رسمتها له .. استلقت على سريرها .. تحتضن وسادتها .. وتترك دموعها تناسب دون توقف .. وصورته تحوم امامها .. صوته وضحكاته .. وفجأة ينهار كل شيء بقصة قديمة .. حتى وان انكرها والديه فشبيب لن تسول له نفسه الافتراء بهذا الشكل على صديق عمره .. بكت بوجع ودفنت وجهها لعلها تبعد صورته تلك .. وانتحبت ..

,,



لم يدرك حينها ان بداية عذابات روحه ستبدأ من خروجه من منزله في تلك الساعة .. كل شيء سينهار في هذا اليوم .. ستتبعثر كلمات كثيرة لن يستطيع هو ولا غيره لملمتها .. افاقت من غفوتها بألم على جانبها الايمن .. لتهرع الى دورة المياه( اكرمكم الله ) .. وتخرج بعدها بدموع تكاد ان ترسم اخاديد على وجنتيها .. تبحث في دولابها وتعود من جديد الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وتمضي الدقائق .. لتخرج تكتم شهقاتها باناملها .. تشد على وجهها حتى ابيضت بشرتها تحت اصابعها .. وتنهار على ركبتيها تبكي .. دورتها عادت .. عادت لتنهي مرار ايام واسابيع كابدته .. اكانت تتوهم .. هم قالوا وهي صدقت .. هم كتبوا وهي صدقت .. هو صرخ وهي كذبته ..

مشت على ركبتيها ويديها .. كطفل يحبو .. حتى ما وصلت للـ" كوميدينة" استندت عليها لتنتشل هاتفها .. وتعود تجلس على الارض .. لا ترى شيء الا الضباب امامها .. مسحت دموعها مرارا .. لتتصل بها .. هي القريبة من الجميع .. ويتقطع صوتها : كنة .. لحقي علي ..



وتقف تلك بهلع .. تجري الى غرفتها توقظ ذاك النائم .. تهزه من جانبه : فارس قوم ..



ليجلس مرتعبا .. هل فاجأها مخاض مبكر .. ام ماذا بها .. نطق بخوف : شو بلاج ؟



-
وصلني بيت اهلي .. الله يخليك ..



لم يفهم شيء وهي لم تقل اكثر من تلك الجملتين .. يحاول ان يفهم منها ولكن دون فائدة .. يرى وجهها الشاحب فازداد خوفه عليها اكثر .. وما ان وصلا حتى ترجلت . وبها شيء من الغضب .. لم تستمع لنداءه لها .. وبقي خارجا لم يدخل .. لعل هناك امر عائلي قد حدث .. جرت خطاها لتفتح الباب على مصراعيه .. وتجد تلك بجانب السرير متكومة .. تقف امامها : شو اللي قلتيه لي ؟



رفعت رأسها : يتني .. يتني ..



امسكتها من ذراعيها لتوقفها : متأكدة انها هي .. ليكون سقطتي ..



هزت رأسها مرارا .. لتدفعها تلك على السرير : شو اللي سويتيه .. دمرتينا بسواتج .. وبعدين ليش من اول ما يتيني .. ليش ما كلمتيني .. من كيفج خمنتي انج حامل .. كيف؟



ببكاء اجابت : وحدة من ربيعاتي قالت ان قريبتها حملت لانها نامت ع سرير واحد .. وقريت هالشيء ع النت ..



صرخت بها : مينونه انتي .. كيف تصدقين هالكلام – امسكتها من ذراعها – حارب لمسج والا لا ..



صرخت بها حين لم ترد : عاشرج والا لا ؟ تكلمي ..



-
انا رقدت .. يومها رقدت .. ما ادري .. مادري ..



دخلت عليهما شمسة : شو فيكن ؟



نظرت اليها كنه بغيض يحتقن فيها : بنتج يا اميه .. بنتج كانت تتوهم انها حامل .. بنتج تقرا كلام وتصدقه .. بنتج خربت صداقة ولدج وييا حارب ..بنتج بتفضح عمرها وبتفضحنا وياها



بانت علامات الصدمة على وجه شمسة لتنخرس عن الحديث وتصرخ تلك : بس يوم رديت ملابسي كانت مقلوبه .. شو اللي قلبها ..


-
من يوم يومج وانتي تبالغين .. تذكرين يوم طحتي وراسج والف سيف انج انكسرتي .. حتى تعبتي ومرضتي .. وهي بس رضة صغيرة .. تذكرين .. تذكرين يوم تردين المدرسة تصيحين .. لان البنات ضحكن عليج لانج لابسه قميصج مقلوب .. تذكرين ليش لبستيه بدون ما تنتبهين .. لانج اذا توترتي ما تعرفين ادبرين عمرج ..



يدها تعود لتعانق ذراع اختها : حارب قالج بياخذج بيته قبل ما تروحين الجامعه صح والا لا ..



دموعها تسقط بغزارة .. وعينيها على والدتها الواقفة دون حراك .. وعلامات كثيرة ارتسمت على وجهها .. لتصرخ بها وهي تهزها : ردي ..



وتشد بمسكتها على ذراع اختها .. وتصرخ : آآآآآآآآه ..



وتنحني ويدها تربض على اسفل بطنها .. وشفتها تداس باسنانها : امايه بموت ..



لتصرخ شامة باسمها : كنه ..



وتجري شمسة اليها .. تسندها : تنفسي .. تنفسي – وتخاطب شامة صارخة – روحي ييبي عباتي بسرعه .. تحركي ..



وتصرخ تلك من جديد .. لينقبض قلب ذاك الواقف بجانب سيارته .. ويجري لا يعلم كيف وصل الى هناك .. ليراها منحنية تبكي .. تصرخ بخوف .. تستنجد به .. باسمه هو : فارس الحقني بمووووت ..



وتغيب عن الوعي بين كفي والدتها .. ليهرع اليها ينتشلها ويرفعها .. يجري بها لسيارته .. وتلك تجري خلفه تختطف عباءتها من يد ابنتها .. وتجري مبتعدة .. لتلتفت تلك على صوت جدتها المتساءل : شو مستوي .. شبلاها امج تركض ..



ركضت لها لترتمي في حضنها باكية : يدوتي .. كنه بتولد ..



يقود سيارته وعينه تارة على الطريق وتارة على تلك المستلقية على فخذ والدتها فاقدة الوعي .. يتمتم بينه وبين نفسه بدعاء ورجاء .. شاحبة هي منذ الصباح .. وهو لم يكترث لها .. صرخ بغيض والم يعتصر قلبه العاشق : عمتي بعدها ما دخلت السابع ..



" ان شاء الله خير " رددتها مرارا .. لتفيق تلك متأوهة : امايه بموت .. بطني يتقطع .. آآآخ ..



يتوجع مع وجعها .. حتى وكأنه يحس بوجع المخاض ينتابه هو .. ليركن سيارته امام باب الطواريء .. وينبه المستشفى بصوت بوق سيارته مرارا .. يترجل بارهاق الم به فجأة ويصرخ بهم .. لتحمل بعدها وهي تصرخ بأسمه .. تمسك بيده وهو بالكاد يستطيع مجاراة عجلات ذاك السرير .. لتنسل اصابعها من بين اصابعه حين وقف .. لا يقوى على المتابعة .. وكأن ساقاه ركضا اميالً واميال .. انحنى على ركبتيه : يا رب .. يا رب ساعدها ..



صراخها يشق جدران غرفة الولادة .. وتلك الطبيبة السودانية تحثها على الولادة المبكرة .. ووالدتها بجانبها .. تمسح عرق جبينها بطرف " شيلتها" .. وتقرأ عليها آيات تحفظها .. وهي تشعر بان روحها تنتزع من جسدها انتزاعا .. لتصرخ بقوة مرات ومرات .. وتشد على اطراف السرير بقبضتيها .. تشعر بانها ستموت .. ستفارق الحياة بسبب ذاك الالم الذي استحل اسفلها .. لتصرخ صرخة مكتومة وهي تشد على شفتيها بقسوة .. لتشهق بعدها .. وتسحب ذرات الهواء بنهم .. ودموعها تنسكب على وجنتيها .. لا صوت الا صوت تلك الطبيبة تثرثر بكلمات لم تعد تعيها .. وطفلها بين كفيها .. تدثره بسرعة .. لتتمتم بتعب لوالدتها حين خرجوا به : ولدي .. امايه شو بلاه ولدي .. امااايه اريد اشوفه ..

,,

هنا اقف .. ولنا موعد يوم الخميس باذن الله ^^


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 28-01-13, 10:53 AM   #24

توتةتوتة

? العضوٌ??? » 11999
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,097
?  نُقآطِيْ » توتةتوتة is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

توتةتوتة غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-13, 11:02 PM   #25

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




,,


نختنق احيانا بوجع الايام حتى نتمنى الموت رغما عنا .. كفاها تتشبثان بعباءة والدتها برجاء جم .. حتى تكاد تسقطها من على كتفيها كما اسقطتها من على رأسها : اماية وينه .. امايه اريد اشوفه .. فااارس ..



صرخت بأسمه مرارا لتسحب يدها بعنف من ايدي اولئك الممرضات .. يردن اخراسها بابرة مهدئة ستحيلها الى السكون .. صرخت بوالدتها ان لا يفعلن .. ولكن هيهات ان يستمعن لها .. ليتهادى صوتها رويدا : اريده .. امايه شو قالت من شوي ..



واختفى صوتها مع ارتخاء قبضتها .. ودموع ام على حال ابنتها انسكبن .. لتمسحهن بطرف" شيلتها" وتمسح على رأس ابنتها مرارا .. ستنام وستهدأ .. وغدا يوم جديد سيحمل لها الهدوء بين طياته ..



اما هو فجلس على كراسي الانتظار الخارجية .. يسمع صوتها .. ندائها .. وبكاءها .. اصابع كفيه متشابكة ومستندا عليها جبينه .. ومرفقيه قد عانقا اعلى ركبتيه .. وجفونه متسمرة .. وبصوت خافت تمتم : اللهم لا أسألك رد القضاء ولكنني اسألك اللطف فيه .. اللهم أن كان هناك ذنب اذنبته فغفلت عنه .. اغفره لي .. وامدني صبرا من صبر ايوب ..



رفع رأسه حين لمح سواد عباءتها قد دنى منه .. هادئ ولا يرغب بالحديث .. لتبادره هي : ياولدي ما بتدخل تشوفها .. من يوم ما درت ان ولدها طاح ميت وهي تصرخ باسمك ..



تعلقت دمعة في رمش عينه .. أبت السقوط .. ليهز رأسه بـ لا .. ويردف : ريولي للحين مب شايلاتني .. عمتي ما اعرف شو بقولها .. انا بروحي مب عارف شيء .. يقولون ميت من يومين . كيف ؟- تدارك نفسه ليسارع – استغفر الله العظيم ..



انحنت ليعانق كفها كتفه الايسر : قوم روح البيت .. وانا بيلس وياها .. الوقت تاخر ووراك دوام .. قوم وانا عمتك .. قوم ..



وقف بتعب اتضح لها .. ليقبل رأسها ويطلب السماح منها .. ويحث الخطى مبتعدا .. وهي تنظر اليه .. تتحسر على حاله وحال ابنتها .. توارى من ذاك الممر .. لتزفر وتتحوقل .. وتردف : الله يكون فعونكم .. الله يكون فعونكم ..



وانسحبت هي ايضا من تلك البقعة .. لتلج الى تلك الغرفة الساكنة .. عايشت معها صراعها منذ ساعة مضت .. بكاءها وجع ولادتها التي تمخضت عن جنين فقد حياته .. سحبت الكرسي حتى اصدرت اقدامه صوتا مع الرخام الابيض لتضعه بجانب السرير .. ويدها تتحرك مبعدة العباءة ..حتى تستقر كفها على رأس كنة .. وتقرأ عليها شيء من آيات الله .. لم ترها يوما هكذا .. لربما لانه الطفل الوحيد الذي تجاوز الاربعة اشهر بسلام .. لربما الانتظار وتحطم الآمال كسرها واضعفها ..



الليل البهيم مرهق حين الوحدة .. الساعة تقارب الحادية عشر .. مضى عليهم في ذاك المشفى ساعات طوال .. ليرن هاتفه القابع في ذاك الصندوق بجانبه .. ينظر اليه دون اكتراث .. ويهمله .. لعله المرة المليون التي يرن فيها .. حتى الحسابات باتت مختلطة جدا ..




,,

يهزه الخوف عليها يقف في منتصف صالة منزلهم .. وبيده هاتفه .. وتلك تقف ظهرها للجدار وبيدها هاتف والدتها .. والعجوز افترشت الارض جالسة .. يرن الهاتف مرارا .. ليصرخ بغضب : اوووف هذي سابع مرة اتصل ولا يرد .. حرقت فونه وهو خبر خير



يقترب من شامة لتنكمش على نفسها .. يخيفها انفعال خالها وجدا .. وجهه هذا مخيف جدا بالنسبة لها .. وقف امامها لينطق : ما قالولج اي مستشفى راحوا – هزت راسها بـ لا ليصرخ – اصلا ما بتينا من وراج الا المصايب .. وييا دلعج الماسخ ..



تجعدت ملامح وجهها تعلن دموعها العصيان .. لتنزل رأسها للارض وتشد قبضتها على هاتف والدتها .. وتستمع لجدتها تنهره : لا تحطون الحق عليها الحين .. الحق من اول عليكم وعلى ابوها الله يرحمه .. شربتوها الدلع شرب .. والحين ياين تلومونها .. اتصل بشبيب شوفه وين ..



تنهد وهو يحرك قدميه مبتعدا قليلا .. شبيب الاخر لا يجيب على هاتفه .. ليغلق الهاتف وهو يرى جسده يلج عليهم المكان .. لترتجف تلك في مكانها .. لو يعلمون حقيقة الامر لقتلوها واراقوا دمائها وهي على وقفتها تلك .. تشعر بان ساقيها بدأتا بالارتجاف وسيقعان ارضا .. ليمشي نحوهم ملقيا السلام .. ويقاطع اتمام سلامه منذر قائلا : انت وينك من العصر .. واتصل فيك ما ترد .



اقترب وكعادته التي لن ينساها يوما ينحنى على رأس جدته مقبلا له .. ويقف وحاجباه قد انعقدا .. وتلك " غترته" نامت على كتفه .. ليسحبها ويرميها جانبا : شاللي مستوى .. بلاكم جذي صاخين( صامتين)



قصد بالحديث جدته واخته .. لينطق ذاك بدلا عنهما : كنه تعبت اليوم المغرب .. وامك راحت وياها المستشفى .. من الصبح اتصل بفارس ما يرد علي ..



يده تختفي في جيب ثوبه .. ليدرك بانه كان صامتا ودون حراك منذ ان كان في منزل عمه .. ومكالمات لم يرد عليها بعدد كاد ان يحطم الشاشة صارخا : بتصل باميه..



-
لا اتعب عمرك .. فونها نسته هني .. لو حافظة ارقامنا كان ع الاقل دقت علينا ..



وكأن حديث خاله لم يصل اليه .. فاصابعه تعزف على ازرار هاتفه ليرفعه الى اذنه وينتظر .. لا من مجيب .. ليباغته بسؤال : بمنو تتصل ؟



" فارس" .. زفر ذاك وهو يراه يعاود الاتصال .. ليمشي ويرمي نفسه جالسا قريبا من الجدة : ما يرد .. حرقت فونه ولا رد علي .. والمستشفى اللي تراجع فيها ما راحت لها .. مادري وينهم .



اعتدل في جلسته فجأة حين نظر اليه شبيب ناطقا : اتصل بحارب ..



ليتجهم وجهه : اموت ولا اتصل فيه ..



تحوقلت لتستطرد : الحين بطمنوني ع بنيتي والا بتيلسون تتناقرون مثل الدياكة .



انسلت تلك من بين الاحاديث العقيمة لؤلئك الثلاثة .. الجميع يبحث عن خبر ما .. وسيتناسون ما حدث منها هي .. لا يعلمون الا وجع كنه وخروجها الى المستشفى .. لا يعلمون ما حدث قبل الوجع .. لا احد يعلم الا والدتها .. ووالدتها امرأة لن ترضا بالفضيحة لابنتها .. هي توقن بان والدتها لن ترضاها لها يوما .. لربما خوفا على شبيب .. ابنها الاكبر .. رجل المنزل من بعد والدهم .. دخلت غرفتها والجدار احتضن ظهرها لدقائق .. لما هي بهذا الضعف .. وهذا الخوف الذي يكتسيها من كل شيء ..



لا تزال اصواتهم تصل اليها .. خوفهم على شقيقتها يحيلهم الى دون عقل .. فقط يتناوشون ويذكرون اسم ذاك الذي لا يعلم الى الآن شيء عن الذنب الذي القي على عاتقه وتجلت حقيقته منذ ساعات مضت .. استدارت لتغلق الباب .. ادارت المفتاح مرة وتبعتها بأخرى .. لتبلع ريقها وهي تتأمله .. وتبعد نظرها تتأمل الهاتف في يدها .. لم يرن حتى الآن الا مرة واحدة حين اتصل عليه منذر ليكتشفوا مكانه قريبا منهم ..



اعتقت الباب من ظلها المرسوم بخفوت بسبب انارة المصباح القريب من سريرها والبعيد عن ذاك الخشبي .. امتطت سريرها .. وسرعان ما احتضنت ركبتيها واراحت ذقنها عليهما .. والهاتف امامها على السرير .. تنظر اليه تتأمله .. وهدوء غريب استحل المنزل .. لعلهم عرفوا اي مستشفى تقبع فيه كنة الآن .. او لعلهم يأسوا وتركوا كل شيء للصباح .. ازدردت ريقها لتسحب الهاتف وهي لا تزال على جلستها تلك .. يد حره واخرى لا تزال قابضة على ساقها ..



يده تلملم اشياءه بعشوائية مفرطة .. فهو ليس من النوع الذي يجيد الترتيب .. مبعثر هو وبعثرته زادت اضعاف عن ذي قبل .. تنهد وهو يلتقط قمصانه التي غُسلت خارجا وكويت ولم تعبث بعد بجسده .. يرمي بها في حقيبته دون اكتراث لتبعثرها .. هو يشعر بانه ليس اهلا للبقاء .. ليس اهلا لان يكون طبيبا .. وليس اهل ليكون زوجا واب .. فهو اضعف مما يتصور .. ويحتاج الى ترميم ذاته المرهقة .. التفت ليقع نظره على اوراقه التي تناثرت .. متى تناثرت بهذا الشكل .. لربما ذاك الفارس قرأ شيء من ترهات حرفه .. كان لها ذاك الحرف ولا يزال لها هي فقط ..



شد انفاسه لتتراكم في رئتيه ذرات الاكسجين ويزفرها بعيدا .. ليحث الخطى وينحني يجمع الاوراق البيضاء الخالية من الحب .. حتى ما وقعت بين اناملة ورقة يذكر جيدا اللحظة التي خط فيها تلك الاحرف .. رفع جذعه وهي هناك امام ناظريه .. ليسحب شعره للوراء بيساره .. ويبتسم للاسطر .. يقرأها بنغمة شاعر :





رمــاد يسكن أنحائي

اختلط بورد الأشواق

أحـرق حتى ذاكرتي

بـل غطى كل الآفـاق

أترانـي أهذي سيدتـي

أم أن فـــراقك حـراق



* * *

أحياء حين عرفناهم

أموات حين الأشواق

مابـال هواهم ينكرنا

من سكرة حب قد فاق

لو كان فؤادي يسمعني

لتركت حياة العشاق ...





تمتم : معقولة مب قادر انساج ..



التفت حيث هاتفه الذي شرخ رنينه سكون الغرفة الباردة .. ليرتب اوراقه على ظهر طاولته بارتباك .. لربما هذا الشيء الوحيد الذي يجيد ترتيبه .. اوراق احرفه .. ومشاعره المختبئة .. مشى بخطى متخوفه .. وفي عقله احتمالات كثيرة بمهية المتصل .. ليقف حين توقف الرنين .. هل تُراه تأخر ؟ أم ان المتصل غير رأيه واحجم عن الحديث ؟..



نظره اليه وهو ساكن على طرف سريره .. حتى انه لو رن ثانية لوقع ارضا بسبب اهتزازه .. لعله فارس يريد الاطمئنان عليه .. فمنذ ان غادر في وقت الظهر لم يعد .. او لربما شبيب يتأكد بانه لا يزال عند كلمته .. انعقد حاجبيه فهو ينوي الابتعاد بعد ان صرخ به بانه ظالم .. نفض رأسه فهو ما ادراه بانه لم يفعل .. اعتصر اعلى انفه بانامل كفه اليسرى وسرعان ما اسقطها على الرنين .. لينتشله قبل ان يقع ويزدرد ريقه مرارا .. ثم يرفع نظره ليرى ساعة حائطه.. فيده جردها من تلك التي كانت تطوق معصمه .. الساعة ستقارب الثانية عشر .. وهي تتصل .. هل ستوبخه كأمه قديما حين كان يخطيء .. ام انها ستترجاه ليرتبط بابنتها .. ان فعلت ذلك فهو سيرمي قراراته جميعها ولن يعود اليها .. رفعه الى اذنه بارتباك بعد ان ضغط الاخضر .. وصوته بخفوت يتسرب : هلا خالتي ..



اخرسته انفاسها المتصاعدة .. ليجلس على طرف السرير ويسمع صوتها المتوتر : حارب .. ابيك تسمعني .. بس تسمعني ..



وصمت اطبق على المكان .. صمت غريب استحله هو .. لعله تعب من ترداد نفس الكلمات على مسامعها .. او لربما شعر بانه بحاجة لفرصة تحكي فيها .. سيصمت وسيستمع .. لعل في جعبتها حديث يستحق ان يُسمع .. لا تسمع الا انفاسه .. مضطربة كانت وكأنه يجبر نفسه على الامساك بذاك الهاتف .. لتبلع ريقها الجاف : حارب .. انا انسانة مريضة .. مب طبيعية وعارفه هالشيء .. تعرف اني اخاف من اي شيء .. واصدق اي شيء ..



صدره يعلو بقسوة وكأن به يريد ان ينفجر فيها ويتمنع .. لتشعر به هي . وتصمت تزدرد جفاف حلقها .. وتبلل شفتيها بدموعها .. لتتنفس بتعب وتكمل حديثها : اذكر من زمان يوم كنا صغار .. ولد جيرانا كان يضحك علي وقالي باكر بتموتين .. تدري صرت اخاف ارقد ما اقوم .. تعبت وابوي وامي تعبوا وياي .. الين بعدين عرفوا السالفة وحاولوا وياي الين صدقتهم – سحبت انفاسها واكملت – اي حد بيقولي شيء احس اني اصدقه حتى لو كان عقلي يقول شيء ثاني .. تصدق اني ما ارقد الا والليت مولع ... اخاف الظلام .. اخاف يكون في ينانوه فالحجرة ما اشوفهم ...



سكتت وتابعت بعدها : البنات فالجامعة يتكلمن واايد عن روايات يقرنهن وعن سوالف ع النت .. قبل ما اروح وياك البيت تكلمن عن الحمل .. يقولون كلام واايد ..



الى ما تريد الوصول بحديثها المتأرجح ذاك ؟ حديث ترابطه ضعيف جدا .. انعقد حاجباه وهي تردف : اليوم عرفت اني مب حامل ..



" مب حامل " ترددت في عقله كثيرا .. وكأن بها تضرب جدران جمجمته فيرتد صداها .. ايفرح لبراءته ؟ ام عليه ان يصرخ بها ولحماقتها تلك ؟ .. تابعت وهو بالكاد يستطيع ان يسيطر على اعصابه المحقونة باللوعة : يوم اتصلت في الصبح وقلتلي بتخطف علي .. وبتاخذني بيتك .. توترت .. ما عرفت شو اسوي .. يمكن وقتها لبست ملابسي التحتانية بالمقلوب .. انا اذا توترت ما اعرف اسوي شيء .. يومها انا رقدت عقب ما شربت العصير .. وقامت الافكار تلعب في عقب ما رديتني البيت ..



اختفى صوتها خلف ذكرى ذاك اليوم .. وكأن باحداث تلك الليلة تعود اليه كشريط سنيمائي لم يتعرض للـ" مونتاج " صريح جدا كان .. يومها اوقف سيارته ليترجل منها .. وهي جالسة بتوتر على الكرسي .. لم تنزل .. ففتح لها الباب وابتسم .. ليمسك كفها .. وترتجف هي مرددة : رجعني البيت ..



انزلها وهو يمسك بكفها : لا تخافين .. وربي ما مسوي لج شيء .. بنتجول وبنخطط لحياتنا .. ياللا ..



مشت معه بتردد .. حتى ما ولجت المنزل شعرت بشيء من الراحة .. لعل الوانه هي السبب .. او لعل الهدوء الذي يسكنه .. لا تزال يده بيدها .. مرا على الصالة الكبيرة .. ومن ثم صعدا الدرجات لرؤية الغرف هناك .. تتحرك معه ويتحدث هو : اريد اغير كل الاثاث .. واريد ذوقج فيه .. لاني ما اعرف فهالسوالف .. تصدقين اخر مرة تغير قبل موتهم بسنتين ..



وصمت بعدها .. وهما على باب غرفته : هذي حجرتي .. دخلي ..



ترك يدها وهي تنظر اليه يبتعد : بيبلج شيء تشربينه ..



واختفى لتدخل هي .. تبعثر نظراتها في المكان .. سرير قصير لا يفرق عن الارض الا ببضع " سنتيمترات " .. ومكتب خشبي عليه اوراق بيضاء صماء .. وعلبة اقلام تملأها الثقوب .. وستائر تتموج باللون الاسود يتخلله الارجواني .. حتى يكاد لا يرى جيدا .. جلست على طرف السرير .. لترفع وجهها له .. يبتسم ويدنو منها وبكفه كوب عصير .. يمده لها : الحمد لله لقيت عصير فالثلاجة .. ترا كل اكلي برع ..



وقهقه بشدة .. وبعدها رن هاتفه ليبتعد .. مكالمة من احد زملائه الاطباء .. ليعود ويراها مستلقية .. نائمة بعمق .. وكفيها اسفل وجنتها قد تراصا .. ليمشي ويصعد من خلفها .. لا يعلم لماذا تخيل حينها فتاته هو .. ليستلقي بهدوء خلفها .. ويقترب يدس وجهه في شعرها رويدا .. ويغلق عينيه .. ولم يفتحهما الا على نهوضها المفاجئ بعد ساعات من تلك الاستلقاءة .. لم يلمسها ابدا .. هو نام حينها وكأن شذى العطر الذي يعرفه جيدا اسكره حتى غرق في سبات ساعات ..




افاق من غفوة الذكرى تلك على صوتها المرتجف .. تناديه بخوف اتضح في رجفة حروفها : حارب .. شبيب اذا درى بيذبحني .. حارب لا تتخلى عني ..



لم يجد بُد من اغلاق الهاتف .. فان تكلم قد يسبها .. يلعنها .. وينعتها بصفات لن تقوى على تحملها .. اعتصر الهاتف في يده.. وشفتيه اعلنتا حالة غضب .. ليصرخ وهو يرمى هاتفه على الجدار ليتشظى .



انسحبت يدها عن اذنها .. والهاتف سقط معها .. ودموعها لا تهدأ .. لتنسحب بجذعها مستلقية دون غطاء .. ويأخذها التعب الى عالم آخر بعيد عن واقع حياتها .


,,

يــتــبع|~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-13, 11:02 PM   #26

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,

يمشي وكأنه في عالم غير عالمه .. لا يشعر بلسعات البرد .. ولا لرذاذ السحب .. أهي تبكي معه ؟.. لعلها دموعه التي لا تريد الانسكاب سكبتها السماء عوضا عنه .. مكث في سيارته طويلا .. ايراجع اخطاء ما فات من العمر ؟.. أيبحث عن غفوة روح لم يحتسبها يوما .. او ذنبا غفله ولم يستغفر عنه ..


المنزل ساكن .. الساعة ستقارب الثالثة فجرا .. لما الساعات تجري مهرولة هذا المساء .. اتستعجل الصباح وانتشار خبر الوفاة .. ام انها ترأف بحاله وترغب بتغيرها كما يتبدد الظلام بنور الضياء .. قصد باب قسمهما ليبتعد عن عيون قد سهرت تنتظره .. ليلج ويباغته عطرها .. رائحة البخور الذي تعشقه .. و كأس العصير على الطاولة قد قبل شفتيها عصرا .. تنهد ليستغفر ربه .. ويسحب خطاه الى دورة المياه (اكرمكم الله ) .. سيستحم .. ويتوضأ .. ويطلب الغفران والصبر من ربه .. ليس له الا ربه في هذه الساعة يشكوه فيسمعه ..




جلس طويلا على سجادته .. طويلا جدا دون ان يشعر .. هو راضي بما يقدره الله له .. ولكن هم هل سيكون الرضا له سبيل الى قلوبهم .. قام وهو يسمع اذان الفجر يصدح في الارجاء . يشق السكون بسكون جديد يريح الانفس .. تنهد وهو يقف وبيده يرفع سجادة الصلاة ..

يطويها ويركنها على كرسي " التسريحة " .. ويبتعد ليشعر بدوار غريب اجبره على الجلوس على جانب سريره .. اتعب عقله هذه الليلة .. واتعب جسده ايضا .. لم يشعر الا بطرقات خفيفة على الباب .. ليقف من جديد يشد خطاه .. ليفاجأ بها هناك واقفة .. تحاول ان ترى ارجاء غرفتهما من خلف جسده : متى رديتوا ؟ ولا تفكر ان عندك ام تحاتيك وانشغل بالها عليك ..



يده تحني رأسها قليلا ليلثمه ويصمت .. فتنظر له بامعان .. عيناه متعبتان .. وابتسامته تلك شحيحة جدا .. ليكفهر وجهها خوفا : شو بلاك ..



ليرغم الشفتين على التمدد ورسم ابتسامة : قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. كنه فالمستشفى .. الولد عطاج عمره من يومين فبطنها ..


يدها تمسك ذراعه بجزع : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يصبرك يا وليدي ..


وفجأة وكأن ذاك الحنان اندثر ليأتي مكانه وجه آخر تمناه ان لا يكون : قلتلك ما تصلحلك .. ربك ما يريدها لك .. حتى الظنا ما فرحتك فيه .. من باكر بدورلك الحرمة اللي تستاهلها ..



أهي هكذا ؟ ام انها تتعمد الدوس على الجراح .. الا تعلم بان ذاك المعلق بين اضلعه لا ينبض الا باسمها هي .. كيف له ان يأتي باخرى .. ايأتي بها ليظلمها فقط ليرضي والدته .. والاخرى هل سيقوى على عذاباتها بسبب ما ستقترفه يداه حينها .. طوح برأسه .. ليمشي من جانبها : اميه مب وقتها هالرمسه .. اسمحيلي بروح المسيد ..




,,

أتكوم الشر وقُذف ليضرب قلوب بعض البشر ويتشابهون في العمل لقض مضجع راحة الغير .. كتلك التي باتت لا ترى الا ذاك الرجل زوجا لابنتها .. لعله حلم قديم دُمر باقترانه بابنة عمه .. ولكن ها هي الاقدار تفرحها وتصب في شبكة صيدها .. اسرعت الخطى الى غرفة ابنتها لتدخل دون استاذان ضاربة بالباب عرض الحائط وتقف وهي تلتحف بعباءتها .. تشدها تحت ابطها .. وترفعها على رأسها بعجل : ياللا شهلي (اسرعي ) .. شو بعدج تسوين ..



وهي تقف ترفع خصلات شعرها القصير الى اعلى : اوووف .. امايه شو بلاج اليوم متصربعه ( مضطربة ) .. كنا رايحين بيت الوزير .. الا بيت ليلوه



ضربتها على كتفها .. ومن ثم سحبت احد ادراج تسريحتها .. تجمع بعض ادوات " مكياجها " وتضعهن على السطح : اندوج (خذي ) حطيلج من هالازرق والاحمر .. تعدلي .. مالت عليج وعلى اللي يسوي فيج خير .. ياللا



وخرجت من عندها حتى ما وصلت الباب التفتت لها : بسرعة .. اترياج عند الباب ..



ملأت فيه بالهواء وزفرته بحنق .. وضعت بعض من " الروج" الاحمر .. وقليلا من " الكحل " الازرق على جفنيها السفليين .. وتركت المكان ترتدي عباءتها المفتوحة المزخرفة بنقوش سوداء .. ولفت " شيلتها" على رأسها مع ترك غرتها يعبث بها الهواء .. وخرجت .. حتى ما وصلت والدتها امسكت بيدها وسحبتها معها : سمعيني زين ..



تمشي لتقطع الشارع الفاصل بين المنزلين .. وتستطرد : من توصل عشر تتعذرين بالغدا واطلعين من عندنا .. وتخليني ويا ليلووه بروحنا ..



" عشان ؟" .. نطقتها بتملل وهي بالكاد تمشي بذاك الحذاء العالي .. لتكمل تلك وهي تقف عند بوابة المنزل ترفع عباءتها على رأسها بعد ان وقعت : يالخبلة .. جابر ينزل من دوامه عشر .. اباج تطلعين فويهه .. لا تخلينه الا وهو طايح فيج سامعتني ..



وضعت يدها على رأسها : اللهُ اكبر .. امايه انتي تشتغلين بالاستخبارات وانا ما ادري ..



تشد على اسنانها : آآآآآخ .. يا ربي ليش بليتني بهالبنت الخبلة .. هذا بدال ما تحمدين ربج ان عندج ام ادور مصلحتج ..



تشدقت وهي تشيح بوجهها : بس انا ما اريد جابر المعقد .. شرايج تزوجيني المهندس(ماجد المهندس)



تحتظن كفيها وتغمض عينيها بحب : فديته وفديت شكله .. وسيم ويطيح الصقر من السما ..



-
يقولون يطيح الطير من السما مب الصقر .. بس ما اقول الا مالت عليج وعلى من يابج ..



يدها تضغط على الجرس وهي تثرثر بينها وبين نفسها بحديث لم تفهم منه تلك الـ نوال شيئا .. لتخرج لهما بعد دقائق الخادمة .. وتباشرها تلك وهي تدخل : وين ماما .. قوليلها جارتها هني .. ياللا جلدي( بسرعة) ..



لتكتم تلك ضحكتها على والدتها المتهورة .. وتمشي تتبعها بخطوات بالكاد تتزن معها .. لتخرج تلك الخادمة وتراهما في وجهها .. وتعقد حاجبيها بسخط : انت ليش يجي داخل ..



-
هذا اللي ناقص بعد .. تعالي ضربيني ..



لتأتي ليلى وجسدها يزينه ثوب مغربي.. يزيد ذاك الحزام المرصع بالاحجار جسمها رشاقة .. وشعرها الطويل الى نصف ظهرها قد تمرد ليخرج من تحت وشاحها الذي اخذ لون ثوبها الزمردي .. ابتسمت لغضب جارتها لتخرج لهما : حيالله من يانا .. حياج خالتي قربي (تفضلي ) ..



-
تسلمين ..



ويتبادلن القبلات .. وترحب بهما حتى الصالة الداخلية .. وبعدها تعتذر منهما لتخبر الخادمة بأن تأتي بما ستضيفهما به .. لتقرص تلك فخذ ابنتها .. وتصرخ : آآخ .. امايه يعور ..



تحرك يدها على فخذها .. وتلك تقترب منها وتهمس : لا اوصيج ع الساعة عشر تخلينا توقفين عند الباب من داخل من تشوفينه تتحركين صوبه .. ولا اوصيج سولفي وياه وسالي عن اخباره .. ولو تدعمينه واطيحي يكون احسن ..



فتحت تلك فيها بدهشة .. وعيناها تسمرتا على وجه والدتها .. لتضرب اسفل ذقنها باطراف اصابعها : سكريه .. الله يصبرني بس ..



لتقترب تلك من والدتها هامسة : الحين انتي من صدقج تبيني ادعم فيه واطيح .. وبالكعب .. لا والله الا تكسرتي يا نوال .. انتي شايفة جسمه كيف .. اعوذ بالله اعوذ بالله ..



تشد على اسنانها بغضب .. فتلك الابنة ان لم تقبرها يوما بغباءها فانها من المؤكد ستقودها الى الجنون .. لتشد على يدها وتدس النصائح في اذنها .. حتى ما اقبلت ليلى تبسمت نفاقا .. وتحدثت كثيرا .. وسألت عن الجميع حتى انها تطرقت للحديث عن حياة ليلى مع جابر .. لتقدم تلك صحن الفاكهة الذي قطعته امامها : اكلي خالتي .. نوال مدي ايدج ..



ستهرب من تلك الاسئلة بقدر ما تستطيع .. فاسرارها واسرار عائلتها شيء مقدس لا يجب ان يحكى عنه مع الاغراب .. نظرها يحدق في الساعة المعلقة .. لتلكز ابنتها بمرفقها .. وتلك بغباء غريب قالت : شو فيج اميه .. تراج عورتيني ..



لتبتسم تلك على مضض : قومي ردي البيت وسوي الغدا .. انا بتونس شوي وييا بنتي ليلى .. قومي ..



وكأن عقلها بدأ يعمل لتبتسم : ان شاء الله ..




منذ البارحة وهو يتصل به ولا من مجيب .. ترجل من سيارته بلبسه العسكري .. وقبعته قد احتضنتها انامل كفه اليسرى .. ليمشي وبيده هاتفه يخط فيها رسالة لذاك المختفي : شبيب من البارحة وانا اتصل ما ترد علي .. توني نازل من الدوام لو واعي اتصل علي ..



كان وجهه لهاتفه وتلك تحينت الفرصة لتمشي بخوف وتوتر طال ساقيها .. وكلام والدتها يرن في اذنها .. لتمشي دون اتزان .. ونظرها للارض تتمنى ان لا يوقفها .. دون ان تدرك بان ذاك قد انشغل فكره قبل عينيه بصاحبه .. لتصطدم به .. وتفقد اتزانها وما كان منه الا ان مد يده يمسكها كردة فعل منه .. ليستغفر بعدها مرارا ونظره للارض ويردف بغضب : ما تشوفين ..



ارتجفت وهي في مكانها تشد عباءتها على جسدها : ما .. ما انتبهت .. السموحة ..



وتتسمر نظراتها على وجهه .. لم تره بهذا القرب يوما .. ايعقل هذا الوجه له .. بلحيته المطوقة لذقنه .. وحاجباه الكثيفان .. وانفه الدقيق .. ايعقل هو جابر المعقد الذي لم تكن ترغب فيه .. انحنى ليلتقط هاتفه الذي سقط وابتعد عن المكان قليلا .. ووقف ونظره بعيدا عنها : انتبهي وانتي تسيرين .. واذا ما تعرفين تمشين بالكعب لا تلبسينه وتوهقين عمرج ..



وكتم ضحكة كادت ان تخرج .. لتذوب هي فيه وتتجمد في مكانها تتبعه بنظراتها حتى اختفى .. لم تشعر الا بيد والدتها تضربها على جانب ذراعها : شو فيج متبلعمه .. سويتي اللي قلته لج والا لا ..



" هااا " .. نطقتها .. لتستغفر تلك وتتحوقل مرارا وتسحبها معها للخارج .. اما هو ما ان القى التحية على ام نوال حتى صعد الى غرفته .. ليرمي هاتفه على السرير .. ويحمل منشفته التي جهزتها له مسبقا .. تهتم بادق ما يعنيه .. حتى ملابسه اخرجتها له .. توارى خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وهاتفه بدأ يصدح من بعده ..




,,

وصلته نغمة الرسائل وهو يمشي في ممر المستشفى مع خاله منذر .. وتلك العجوز تمشي بهوادة معهما .. ليبتسم على خوف ذاك عليه .. وينطق : سبقوني بلحقكم ..



جاءه اتصال في الصباح الباكر من والدته .. تخبره بمكانهما .. فتلك الشقيقة استيقظت هادئة جدا .. واتصلت لوالدتها به .. وظلت صامتة حتى الساعة .. رفعت وجهها الشاحب نحو الباب حين دخلت جدتها يتبعها منذر .. لتبتسم لهما بتعب .. ويقتربا منها .. تقبلها جدتها وجدا .. وتواسيها بكلمات كثيرة .. ليقترب هو من بعدها يقبل جبينها : الله يعوضج فديتج ..



هل دموعها جفت .. ام ان احساسها بالفقد بعيدا عنه قد نضب : وين شبيب ؟



قالتها ليدخل هو يخبيء هاتفه في جيبه .. فذاك الجابر لم يجب عليه .. يقترب بلهفة كبيرة نحوها : يحتضن وجهها ويقبل جبينها : الله يعوضج باللي احسن منه .. قولي اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ..




لا تعلم لماذا هدوءه اثار نفسها لتتشبث به .. تمتمت ما قاله لها .. وتفرج عينيها عن دموع احتبست طويلا .. وتتمت له بحديث لا يسمعه غيره .. وهو منحني عليها حتى ان ذقنه لامست قمت رأسها : خلاني وراح .. ما اقدر اعيش بدونه .. زعلان مني ادري .. بس مب ذنبي .. والله مب ذنبي ..



انحنى اكثر ليصل فيه الى اذنها : لا تلومينه .. هو بعد تريا هالياهل .. بيي .. صدقيني بيي .. فارس ما يقدر يبعد عنج ..



-
شبيب تراها رافضة تاكل اي شيء .. تعبت وياها وانا امك ..



لتقدم تلك العجوز بعكازها وتضع كفها على رأسها : بنيتي كنه بتاكل من الريوق اللي سويته لها .. وسويتلج حريروه ترم عظمج ..


الحريروة
: حساء تستخدم فيه الحبة الحمراء وله اكثر من طريقة لطهي ..
يعطى للمرأة في فترة النفاس ليعيد اليها صحتها





لتبتعد عن حضن شقيقها .. تمسح دموعها وتلتقف كف جدتها تقبلها : الله لا يحرمني منج ..



ليتحدث ذاك : يعني محد الا شبيب ويدتج – ينظر الى شمسة – شموس فديتج قومي نظهر كرتنا احترق ..




لتضحك رغما عنها ويضحك الجميع معها .. ويردف هو : هيه جذي .. اضحكي ما بناخذ من الدنيا شيء .. وربج له حكمة .. واذا حب عبده اختبره ..



تمتمت : والنعم بالله .. الله لا يخليني منكم ..



ابتسم شبيب لينطق وهو ينظر لعينيها المتعبتين : ترا هشول ما طاع يروح المدرسة .. يقول اريد اشوف كنه .. عطوني اجازة مثل قبل .. يظن ان السالفة حلاوة ..بس ما قصر فيه خالي ..



بغضب اكملت العجوز ذاك الحديث : ما ناقص الا يضربه ..



-
والله عاد هذي تربيتي له .. والدلع مب زين .. شوفوا اخته كل ما نقولها شيء تقول ما اريد ..




اختها تذكرتها الآن لتنظر الى والدتها .. التي ابتعدت متعذرة بدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. وبعثرت نظرها عليهم .. يتحادثون بضحك وهي تجبر شفتيها على الابتسام .. ليقع نظرها على شبيب .. هل سيحتمل ما وقع منه في حق صاحبه .. هل سيغفر لشامة ما فعلته .. ؟ .. لتنتبه لنفسها حين شد على وجنتها بانامله : شو بلاج اطالعيني جذي ..



هزت رأسها واذا بنحنحنة على الباب .. لتبتسم حين دخل .. ودموعها لا تعلم لماذا تنزل دون استأذان .. القى التحية عليهم .. وما كان منهم الا الانصراف .. ليبقى هو وهي فقط .. وعيونهم تحكي بصمت .. تنظر اليه متجهما .. كسرت حلمه دون قصد منها .. هو كان حلمها ايضا .. طال الصمت وهو يرى انسكاب الدمع دون هوادة .. ليقترب يرسم ابتسامة على ثغره الواسع .. ويجلس على طرف السرير امامها .. كفاه تحتضان وجهها .. وابهاميه يمسحان دوعها .. ليشد رأسها اليه يقبله ويدفنه في صدره : قدر الله وما شاء فعل ..



لتنتحب هي وتردد : لا تخليني .. بدونك والله اموت ..



يشدها اكثر اليه : وانا بدونج اضيع فديتج ..


,,

يــتــبــع|~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-13, 11:03 PM   #27

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




,,

الضياع ما تحس به منذ الامس .. منذ ذاك الحديث الذي ارهقها ليلا .. تقف امام المرآة تشبك بعض من خصلات شعرها بمشبك صغير اسود .. وتتركها تنساب على ما تركته حرا .. تنفشه مرارا وهي تنظر لنفسها .. حتى توقفت حركة كفيها واناملها لا تزال غائصة بين شعرها .. لتنزلهما بعد حين .. ترفع " شيلتها " عن كتفيها فتتبعثر خصلاتها حين انسلالها .. لترتديها بعشوائية .. ترمي اطرافها الى الخلف لتحيط برقبتها براحة .. وتترك غرفتها .. تنزل الدرجات بهدوء .. فالاجواء مشحونة.. والصمت يخيم على حمد وخالتها .. لتلقي التحية وتجلس .. هو ينظر الى نشرة الاخبار بشرود غريب .. و خالتها تقطع بعض الفاكهة الفاسدة في طبق لتبعدها عن الجيدة .. وتتركها جانبا فيما بعد لتكون طعام للدواب في " عزبتهم" .. لم يشعران الا بدخول ليلى تلقي التحية وتقبل رأسيهما .. لترمي عباءتها بعد ان قبلت مها .. لتنطق وهي تجلس : دريتوا ان كنة سقطت ..


التفت لها وهو يخفض صوت التلفاز : واخبارها الحين .. ان شاء الله زينة ..



-
الحمد لله .. بيرخصونها اليوم .. قلت ايي عشان اروح وييا امي نزورها ..سمعت انها بتطلع ع بيت اهلها



تكلمت بغضب اتضح في نبرتها : من ظلم اخوها .. شقايل تبوها تتوفق فحياتها ..



صرخ بها : حفصة اقصري الشر ..



لترمي ما بيدها في الصحن : عيل تباه يتبلى ع خالد ونرضا .. عادي عندك .



بهدوء اجابها : واذا ولدج ما كان مسويلنا قدر ..



احتدم الجدال .. لتحرك تلك رأسها لمها متسائلة عن الامر .. لترفع تلك كتفيها بصمت .. وتنظر تلك لوالدتها : شو مستوي ؟ شبلاكم معصبين .. وشو بلاه شبيب عشان تقولون عنه ظالم ..



وقفت : ياي يقول لنا ان اخوج معرس وعنده بنت .. حسباله بنصدقه ..



سكتت فمالذي تقوله والدتها .. نظرت لوالدها : شو هالرمسة ابويه .. شو يعني معرس وعنده بنت .. ومن متى ؟ وجابر يدري والا لا ..



وقف هو الاخر ليقطع حبل التساؤلات : شبيب ما يقول شيء مني والطريج .. وولدج شكله مسوينها من ورانا .. بس من الحين اقولكم بنته تبقى عند امها .. ما نبيها ولا نبي نعرفهم ..



وابتعد .. لتزفر تلك انفاسها بغضب : شفتي هذا اللي قدر عليه .. يصدق شبيب ويسكت ..



واختفت هي الاخرى .. لتمسك ذراع مها وبرجاء سألتها : شو اللي صاير ..



" يلسي " .. قالتها لتجلسها بجانبها وتردف : امس العصر شبيب كان هني .. قالهم ان خالد كان معرس من سبع سنين بحرمة اكبر عنه .. وعنده بنت .. ويقول ان هالبنت مالها الا امج وابوج ..



" وانتي " .. سؤال استغربته مها من ليلى .. لتنطق : أنا شو ؟



لتنتشل كفيها تحتضنهما بين اناملها : سمعتج ذاك اليوم وانتي تتكلمين مع سوسن .. تحبين خالد الله يرحمه .. عقب ما عرفتي ..




سحبت كفيها قبل ان تكمل تلك حديثها .. لتقف وهي تحاول ان تتهرب من غصة احتلت صدرها : خالد الله يرحمه .. وانا الحين مسمايه لريال غيره .. ولازم احترم هالشيء ..



ابتسمت وهي تنظر لـ ليلى الجالسة : طيش .. كله كان طيش وحب توهمته لاني دايم كنت اشوفه قدامي .. متأكدة ان شبيب بيقدر يدخل قلبي .. يكفي ان الكل يمدح فيه .. والا انتي شو رايج ؟



هزت برأسها موافقة حديثها .. وسرعان ما تجهم وجهها .. لتثرثر لنفسها : معقولة جابر كان يعرف ولا خبرني .. بس ليش .. ليش يضمون (يخبأون) هالشيء عنا .. وليش الحين تكلموا .. عشان بنت خالد ..



رفعت نظرها لمها التي ابتعدت عن المكان .. لا تعلم ماذا قلت قبل المغادرة .. ولا تعلم الى أين قد يوصلهم هذا الطريق .. وخالد ليس ابدا بهذه الشخصية .. كيف استطاع ان يخفي هذا الامر سنين طوال .. زحفت لتسحب حقيبة يدها التي رمتها سابقا بجانب عباءتها .. تفتحها وتبعثر ما فيها .. محفظة .. واقلام تحديد .. و"بودرة " وثلاثة من اصابع الشفاة .. وهاتفها .. انتشلته تتأمله .. ستقض نومه وستسأله عما سمعت .. ستعاتبه ان كان يعلم واخفى الامر عنها .. او لعلها تغضب منه طويلا .. شدت عليه بين أناملها .. لا تقوى على ازعاجه بهذا الشكل .. لن تقوى على تركه والغضب منه .. حتى وان كان يعلم فلربما هناك اسباب دعته للصمت ..

,,



الصمت سجن احكم قضبانه عليها .. احالها الى جسدا بلا روح .. تتتبع الاخبار وتصدمها تلك التي وصلتها .. لتوقن ان الامر خلفه اسباب تعرفها .. انتحت في مكان قصي في ذاك المجلس الهادئ .. لا تريد لاحد ان يرى دموعها .. ان يرى خوفها وسنين مضت على سر طوته في احشاءها ..


لا يعلم لماذا قادته قدماه الى المجلس في هذه الساعة من الليل .. لعله العشق لذاك الانبوب وتلك القنينة المليئة بالموت .. فصدره يلبي نداء شوق لسحب انفاس الحب مقبلا لشفاة ذاك الانبوب .. يركنها هناك دوما في ذاك المجلس المهجور الا منه ومن صحبه في ليالي الاجتماعات .. دنى من الباب واذا بضوء خافت يتبعثر من تلك الفتحة اسفلة .. ليعقد حاجبية .. ويشحن جسدة بالقوة خوفا من متسلل في آخر هذا الليل .. فتح الباب بهدوء .. ليراها جالسة وقد سالت دموعها انهارا .. جالسة دون صوت .. الا شهقات خافتة تبعثر صمت المكان .. نطق وهو يدنو منها : أميه .. شو تسوين هني بروحج ..



لتسارع تمسح وجهها بعد ان اشاحت به عنه .. ليجلس امامها : ليش تصيحين .. شو مستوي ؟ حد مات ..



" ولد كنه " .. قالتها وصمتت لتردف مع دموعها : يا ويل حالي عليها .. ما تهنت بظنا ..




يشعر بأن قلبه قد قبض .. وكأن هناك يد عملاقة تسلطت اليه واعتصرته بين اناملها .. لتختفي الحروف من قاموس نطقه .. لا يجد شيء يقوله .. حبيبته ومالكة قلبه تتألم الآن .. لعلها تبكي وجع الفقد .. شد على قبضته ليتمتم : اذا الله ما كاتبلها ظنا منه .. ليش ما تخليه .



نظرت اليه وقد طأطأ رأسه .. لا يزال يعشقها .. بل انه يأمل ان تكون له يوما .. ايعقل ان يصل به التفكير الى هذا الحد .. يتمناها وهي في احضان رجل غيره .. تجهم وجهها وقامت : انساها يا سالم .. الحرمة فذمة غيرك .. وانت عندك حرمة وعيال ..



رفع وجهه لها .. اتسأله ان ينساها .. وهل ينسى القلب تدفق الدماء اليه؟ .. هي دماءه التي تغذي جسده .. فكيف له ان ينساها .. ابتسم وهو يقف : يمكن الله ما يباهم لبعض .. يمكن هي نصيبي انا مب نصيبه هو ..



غضبت من حديثه ذاك .. فاجابته بغيض يقدح من نبرتها : سالم اخزى بليس وخلك مع حرمتك وعيالك .. وادعيلها الله يوفقها ..



وانصرفت حتى يطويها الظلام .. ويبقى هو يتمنى شيء بعيد المنال .. يبتسم على ترهات عقله المريض بالحب .. او لعله اضحى يحتضر بالعشق .. مشى ليرفع تلك المركونة في الزاوية .. يقرب ذاك الموقد الصغير المليء بـ"القاز" ويشعله ويضع عليه قطع فحم سوداء بسواد هذه الليلة .. لينتظر وهو يحاول ان يعدل من تلك التي ستنفث في صدره سمها .. حتى ما استوى الفحم وصار جمرا .. التقطه يضعه على رأسها .. ويشد انفاسه تباعا .. وينفث الدخان مع افكار عقيمة تراوده بشأن تلك البعيدة ..




,,

جالس هناك وفي عقله ضحكات واحلام يرسمها على حياة تلك .. ليبث بما في جعبته لزوجته .. وتبتسم بشر واضح .. وبعدها تنهض .. لتطلب من تلك الحضور والاستماع لما جاء به شقيقها الاكبر ..


قامت من على سجادتها بعد ان ادت ركعتا الضُحى .. تتمتم بدعوات لخالقها .. فهي تخاف من هذا الاستدعاء .. اياما مضت وهو وزوجته تلك صامتان .. لم يفعل شيء بشأن ما فعلته بزوجته ذاك اليوم .. لعل الان حان موعد العقاب .. ارتجفت اوصالها خوفا .. لتدنوا بخطوات متوترة .. وتقف هناك تنظر اليهما .. يجلسان بجانب بعضهما .. والمنزل هادئ جدا .. فالصغار ارتحلوا الى مدارسهم .. تنهدت وبلعت ريقها بعد ان رأت ابتسامة ارتسمت على وجه تلك المرأة التي تمقتها .. سحبت انفاسها لتنبهه ويلتفت اليها حين قالت : خير يا عيد .. تقول حرمتك انك تريدني ..



يدفن اصبع سيجارته في تلك المنفضة القذرة من اعقاب تلك الاصابع ذوات اللونين .. ليتبسم : خير .. اكيد خير .. يايج معرس ..



اكفهر وجهها .. واضطربت انفاسها .. لتنطق بغيض تكدس من افعال اخيها : خاف ربك يا عيد .. بعدني فالعدة .. شو عريسه .. انت كل يوم يايني ويايب وياك معرس والا شو ..




وقف يدنو منها : لا لا لا .. هذا غير .. هذا هامور .. تدرين يعني شو هامور .. يعني بيغرقج ويغرقنا فالعز ..



هزت رأسها مستنكرة تفكير اخيها الذي لم ولن ينصلح يوما .. ليردف بثقة : عطيته كلمة ولا برد فيها .. من تخلصي العدة باسبوع يملك عليج وياخذج ..



انتفضت في مكانها : لاااا .. انت اكيد شاربلك شيء ..



لم تشعر الا بكفه تليح رأسها للجهة الاخرى : شارب مب شارب اظن مالج حق تدخلين .. والريال عطيته كلمة ولا برد فيها ..



لتحشر تلك نفسها : حمدي ربج حد يفكر يتزوجج .. والا وحده ما وراها الا تعرس وتقتل وهذا نصيبها .. لازم تحب ايديها بطن وقفا ..



صرخت من بين دموعها : وبناتي ..



عاد ليجلس : ما عنده مانع تاخذيهن وياج .. الريال مب كبير عمره تقريبا تقريبا – وهو يحرك كفه امامها – خمسة وثلاثين .. وتراه ما يتعوض .. ويكفي المهر اللي بناخذه منه ..




وقفت بحزم وهي تمسح دموعها بقسوة .. وكأن تلك الدموع ما كان يجب ان تخرج الى النور وتفضح ضعفها : واذا ما وافقت ..



نظر اليها نظرة وعييد .. لطالما عرفتها عنه .. ليولع سيجارة اخرى .. ويشد انفاسه وينفثها امامها : بناتج ما بتعرفيلهن طريق .. وانتي تدرين اني عند كلمتي .. والحين ما عندج خالد ثاني تطلبينه العون .. لانج فالعدة .. الا اذا تبين ربج يغضب عليج ..



يعرف بان خوفها من ربها اكبر من اي خوف آخر .. ارتعشت شفتيها .. وسكنت في مكانها .. ثواني او ربما دقائق .. وتسمع حديثهما يخططان لمستقبلهما .. اتعمي النقود النفوس بهذا الشكل .. حتى يبيع اخته مرات ومرات لاجلها .. ترغب بان تقترب منه وتبصق في وجهه ووجه زوجته تلك .. بل انها ترغب بخنقه حتى يلفظ انفاسه .. ابتعدت من المكان تجر اذيال الضعف .. تكتسيها مرارة الذل عند اخا لا يرى الا المال نصب عينيه ..

,,

يـتــبــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-13, 11:04 PM   #28

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





,,

سقطت دراهمه من يده بعد ان اصطدم جسده بجسد احد الطلاب في ساحة المدرسة .. ليسرع هاشل يلتقطهن عن الارض .. ويتقدم من مبارك يمد له يده بالاربعة دراهم التي سقطت .. ليقف ذاك ينفض الغبار عن ثوبه الابيض .. يسحب النقود بعنف من يده .. ويبتسم ذاك النحيل : بروك ليش ما صرت اتي صفنا .. حتى بيتنا ما قمت اتيه ..


لم يشعر الا بكفي ذاك تدفعانه من صدره ليقع على الارض .. ويصعد عليه يلكمه صارخا : لان اخوك قتل خالد .. قتل اخوي ..



دفعه عنه ليضربه هو بدوره : كذاب ..



عراك صغار تجمهر عليه الكثيرون .. واخرون ركضوا نحو مكتب الاخصائي الاجتماعي وهم يصرخون : ضرابه .. ضرابه .. الحق يا استاذ ناصر ..




ليجري ذاك وبصحبته استاذ آخر كان معه في مكتبه .. لينتشل هاشل عن مبارك .. ويُسحب مبارك عن الارض .. ويقتادان الى مكتب الاخصائي .. ينظر اليهما .. مغبران جراء التمرغ هناك .. ضرب بيده على الطاولة : انتوا مب عيال عم .. ليش تضاربون ..



تكلم هاشل : والله والله هو اللي بدا .. يقول شبيب قتل خالد .. كذاب ..



وذاك صامت مشيحا بوجهه عن ابن عمه .. غير آبه بحديث ذاك الاخصائي .. ولا لاستدعاءه ولياء امرهما .. ظلا واقفين كعقاب لهما منه .. ينظر اليهما .. رغم صغرهما الا هناك نظرات تقدح شر يتبادلانها .. لم تمر اكثر من ربع ساعة حتى حضر حمد .. يلقي التحية ويسأل عن الامر وهو ينظر الى الصغيرين .. ليجيبه : ولدك وولد اخوك متضاربين .. زين ما ذبحوا بعض ..




واذا بذاك يدخل مع عرجته الواضحة .. يلقي التحية ويقبل رأس عمه الذي اشتاق له وجدا .. فمن بعد ما حدث في الاسبوع الماضي وهما لم يتحادثا .. صافح الاستاذ ناصر .. واذا به يدعوهما للجلوس .. يحاول ان يتوصل لحل لموضوع هاشل ومبارك .. ليتحوقل حمد .. ويبتسم شبيب ويقف يدنو من عمه يلثم رأسه : سامحني .. هاشل صغير وما يعرف شيء .. امسحه بويهي يا عمي ..



ليصرخ ذاك في ابنه .. الذي ارتعد خوفا : كم مرة قلنالك ان هالسلفة غلط .. الين متى واحنا نفهم فيك .. تروح تضرب ولد عمك ..



" هدو يا جماعة " نطقها ناصر .. واردف : صغار وبيكبرون وينسون ..



-
ابويه .. محد قاله ايني .. انا اخليه وهو يلاحقني – التفت لهاشل – يا اخي افهم ما اريد اكون وياك ..




صغار واحاديثهم تنم عن رجولة مخبأة .. حتى ما جلس بجانب اخيه في سيارته نطق : والله والله يا شبيب هو اللي بدا .. انا ما سويت له شيء ..



ضحك ونظره على الطريق : انت يالمعصقل(النحيل) يطلع منك كل هذا .. تبطحه واطيح فيه ضرب وهو اللي اطول عنك وامتن منك ..



نفخ صدره بخيلاء : لاني هاشل اخو شبيب ..



" والنعم " .. قالها وقهقه ضاحكا : بس يا حبيبي لا تنسى انه ولد عمك .. يعني كون وياه ع الغريب ..



ونصائح كثيرة قالها وذاك يستمع له بانصات .. يتعلم منه .. بل انه يرغب بان يكون مثله يوما .. ليسود المكان السكون وفكره يرتحل مبتعدا .. ماذا عساه يكون تفكيره الآن .. اذا كان الاصغر لا يزال ناقما .. فماذا عن مطر ؟

,,



يجلس مع اصحابه في مجلس احدهما .. يلعب مع احدهما " بلايستيشن 3" وصراخ تشجيعات من الاخرين .. ليقترب منه علي يجلس بجانبه .. ينظر الى الشاشة ويعاود النظر له : مطر ما سمعت شو ينقال عن اخوك ؟


لا يزال تركيزه على ما في يده ونظره متشبث بتلك التي امامه : شو ؟



قهقهوا .. حتى ذاك ترك ما في يده ووقف : اووه انت صدق ماتدري عن شيء ..



انزل ما في يده وهو يلتفت .. يبعثر نظراته على الوجوه .. لينطق علي : شبيب يقول انه كان معرس وعنده بنت .. وامك وحليلها ما عارفه حق منو تشكي .. قالت لامه – ينظر لاحد الواقفين – وهي ما قصرت انشرت الخبر ..



وبخبث اردف : الا صدق هالكلام ؟ والا شبيب قايم يطلع هالرمسه عشان يشوه سمعة اخوك ..



صدره يعلو ويهبط .. وانفاسه تتشتت امامه .. ليقف صارخا في وجه علي : انت شو اللي تقوله ؟



حرك كفيه امامه دون اكتراث : مب انا اللي اقول .. هذا شبيب قام يطلع رمسات ع اخوك وانت خبر خير ..



ثارت نفسه التي خمدت الايام الماضية .. ليصرخ بغيض : والله ما اخليه الكلب ..




ويجري بعدها خارجا من ذاك المنزل .. يهرول مسرعا يعبر تلك الازقة الضيقة .. ليصل اخيرا الى منزله وهو يلهث .. يصعد الدرجات بتعب .. وسرعان ما نزلها تحت انظار والدته : مطر متى ييت .. ووين رايح ..




لم يرد عليها .. فما في رأسه اكبر من ان يجيب على احدهم .. الساعة قبيل المغرب .. واليوم سينهي ذاك المتغطرس في نظره .. سيبعده حيث يرقد اخيه .. سينتقم اليوم لموته ولتلك الاحاديث التي تقال عنه .. مشى طويلا .. لن يستقل سيارة توصله .. فقدماه كفيلان بذلك .. مع ان المنزل يبعد مسافة لا بأس بها .. الا انه لم يأبه .. ليقف بانفاس متقطعة على عتبة البوابة المفتوحة .. يسمع اصوت الضحكات صادرة من مجلس الرجال .. لعله يجتمع مع اصحابه هنا .. نزع المسدس المختبيء تحت قميصه القطني .. يحتضنه حزامه الجلدي .. ليحث الخطى .. والاصوات تقترب .. صوت منذر وصوت جابر .. وصوته هو .. غريمه الذي ينتظر اللقاء به منذ مدة .. دخل لترنو الانظار اليه .. على عتبة الباب واقفا .. ويده تختفي خلفه والاخرى بجانيه .. ونظراته تبعثرت على اولئك المرحبين به .. حتى ما ان طال وقوفه قام ذاك مرحبا : حيالله مطر .. حياك ليش واقف هناك ..



وما ان اقترب ولم تعد تفصله عنه الا خطوات بسيطة .. حتى اشهر المسدس في وجهه ناطقا : محد بينتقم لخالد منك غيري ..


,,

هنا اقف .. ولنا موعد يوم الاحد اذا شاء الرحمن ^^


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-13, 11:05 PM   #29

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اتمنى لكم قراءة ممتعة
وآسفه على التأخير ف الزفره الـ 8 كنت بزواج
والاسبوع القادم الخميس نفس الشي راح تنزلكم الزفره الجديدة يوم الجمعه لأن بيكون زواج بنت عمتي


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 05-02-13, 06:26 AM   #30

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,


صباحٌ يثير في النفس رغبة بالضحك .. والمرح .. والعودة الى ايام البراءة .. منذ ايام وهناك شيء ما يراه في عينيها .. في حديثها المتغير .. وفي شرودها المبعثر لهدوءها الذي عهده دوما .. ليست هي زوجته ومن دخلت قلبه من اوسع ابوابه .. لتكن الاولى فيه ويتمنى دائما ان تكون الاخيرة هناك ايضا .. فتح عينيه بعد ليلة نامها بهدوء لاول مرة ..وبعد غفوة اخذها بعد عودته من المسجد مصليا الفجر .. لا احداث تقلقه .. الا من احداث صاحبه الذي وضع نفسه في وجه عمه الغاضب .. ابتسم ليحرك وجهه ناظرا اليها .. ظهرها له .. وشعرها متناثر برغم تلك الجديلة التي اعتادت عملها قبل النوم حتى لا ترهقه بشعرها الناعم .. انقلب على جانبه الايسر ليشد بجسده اليها .. يطوق خصرها ويسحبها حتى تلتصق به ..


انعقد حاجبيها .. وتمتمت بنوم خالط نبرتها : جابر عن السخافة وخلني ارقد ..



استند على يساره ليرفع جذعه قليلا .. ولا تزال ذراعه الاخرى تطوقها برغم محاولاتها الفلات .. ليقبل رقبتها .. ويهمس في اذنها : وين ليول حبيبتي .. اللي من اصلي الفير ما تنام .. وتقوم ع راحتي بدون ما اطلب ..



لاحظ انكماشها على ذاتها .. ليشد من جسدها اليه .. ويتابع الهمس : حبيبي زعلان صح ؟



لا رد سوى من يدها التي ارتخت عن ذراعه .. ليبعد وجهه مقتربا منها اكثر .. وناظرا لسكون عينيها وانعقاد حاجبيها .. ليدنو يقبل وجنتها ويضيف : من يوم ما دريتي عن خالد الله يرحمه وانتي متغيره ..



افلتت منه حين غفلة من ذراعه تلك .. لتقف بـقميص نومها القصير .. تزيح خصلات متمردة على وجهها : لاني كل ما اسالك ما تقولي الصدق ..



انعقد حاجباه لوهلة .. ليجلس على ركبتيه ينظر اليها .. و ذراعيه قد كتفهما كما فعلت هي بغيض .. رفع شفته السفلى على العليا ونطق بعدها : يعني كنت اكذب .



وجهها يتغير ولكن تصر على المكابرة .. لتصمت كرد واضح عليه .. واردف : شبيب قالكم اني ادري ؟



وهي على وقفتها : لا .. بس من يوم وعيت ع الدنيا وانا دوم اسمع اذا تبون تعرفون وين خالد دقوا ع جابر والا شبيب .. من يوم يومكم وييا بعض .. معقولة ما تدري .. وانتوا الثلاثة مثل التوائم ما تفترقون .. وتريدني اصدق انك ما تدري ..



تحرك لينزل ويقف امامها .. وتبتعد هي خطوتان للوراء .. ليبتسم : انزين ولو كنت ادري شو بتسوين ..



أيختبر حبها ببروده هذا ؟ .. ام ان الثقة تحركه دون ان يطرف بعينه ؟ .. تتكوم الدموع في عينيها وهو ينظر الى ارتجاف شفتيها .. لن يقترب .. سيرى الى اين ستصل بحديثها وانفعالها ذاك .. ماذا ستقول ؟ هل سترمي بشخصيتها الجميلة بعيدا .. وتظهر شخصية مغايرة ؟ ..



نطقت مع انسكاب دموعها : يعني من قبل ما تاخذني .. تدري بكل شيء وساكت – مسحت دموعها واكملت – ابويه هان عليك .. كل يوم سهران وياه ولا كسر خاطرك انه ما يدري .. تنافقون وتجاملون ع حسابنا .. وخالد .. خالد كيف له قلب يسوي سواته .. وامي تتريا اليوم اللي تشوفه فيه بالبشت .. وما شافته الا بالكفن ..



لتنفجر ببكاء قطع قلبه .. ليقترب يغلق عليها ذراعيه غصبا عنها .. تحاول الفلات .. ولكن هيهات ان تهزم عضلات زوجها القاسية .. صرخت به : هدني .. هدني ..




يعلم يقين العلم بانها تطلبه بتلك الكلمات ان يبقى معها .. ان لا يتركها كما تنطق هي ..ظل صامتا وهي بين ذراعيه .. تنتحب و تتلعثم بكلمات مدفونة لا يعيها .. ولكنه يدرك بانها غاضبة .. لتدفعه فجأة عنها .. وتمشي مبتعدة وهي تثرثر بحنق : انت ما تحبني لو تحبني ما دسيت عني هالشيء ..




لينظر اليها تختفي .. يحث الخطى خلفها .. يسمع صوت وقوع شيء ما .. ليقف عند الباب يراها راكعة تجمع ما سقط من تلك العلبة .. فرشتا الاسنان .. وانبوب المعجون .. لتضع المعجون فيها وتمسك الفرشتان .. تسكب عليهما من الماء الساخن .. حتى تختفي معالمها خلف تكثف البخار على تلك المرآة .. يراها تمسح عينيها دون ان تلتفت له .. لينطق وهي لا تزال تدس رأسيّ الفرشتان تحت الماء : انزين شو بيتغير لو عرفتي ..



لتلتفت له دون ان تنتبه .. وتصرخ حين لامس الماء ظهر كفها .. ترمي ما في يدها .. ويتقدم هو نحوها .. يمسك معصمها وينظر لجلدها المحمر .. لتسحب يدها بعنف .. وتخرج ..زفر انفاسه فهو يدرك ان غضبها صعبا جدا .. فلقد كابده من قبل .. تبعها ورآها تخرج دواء من احد الادراج .. مرتبة جدا هي .. وتحفظ كل شيء في مكان .. لتجلس على كرسي " تسريحتها" وظهرها له .. تفتح غطاء ذاك الانبوب .. لتسيل منه على ظهر كفها الايسر .. وتبدأ بمسحه بخفه .. اقترب ليتعداها ويقف امامها .. يدرك انها تتوجع من رجفة كفها .. ليجلس على ركبتيه امامها .. يسحب ما في يدها ويمسك معصمها .. لتنطق وهي تحاول سحب نفسها منه : بسويه بروحي ..



يضع المرهم على كفها : سكتي .. وسمعيني ..



-
ما اريد اسمع شيء .



صرخ بها حتى تزلزلت في مكانها : قلتلج سكتي – هدأت نبرته ليردف – سمعيني ولا تقاطعيني ..



صمتت تنتظره ليحكي .. ليبعثر اعذاره .. واسباب اخفاء ذاك الامر لتلك المدة الطويلة ..صمت مطولا .. لعله يريد ان ينهي ما في يده اولا .. او لربما يبحث عن مكان يبدأ منه .. ليمسك كفيها بعد لحظات .. يوقفها دون ان ينظر لوجهها .. يعلم بانها تبكي لصراخه عليها بذاك الشكل .. اجلسها على السرير ليجلس بجوارها ووجهه لها : سمعيني انزين ؟.. وعقبها ما اريد اسمع لج حس .. بطلع اصلي اليمعه ولا تتريني ع الغدا ..



ارتجف قلبها .. سيعاقبها بالبعد لانها صرخت في وجهه .. لانها نعتته بالكاذب .. سيبتعد عنها ويغضب .. سيعاقبها بفعلها معه منذ اسبوع .. لن يهتم لها .. تعرفه جيدا .. تعرف عقابه القاسي لها .. جربته مرة بعد زواجهما بشهرين فقط .. بسبب حديث نسوة فارغ اثارها عليه .. تأمل وجهها الغارق بالدموع .. نظراتها للاسفل .. ابتسم يعلم انها لن ترى تلك الابتسامة .. ليردف : بخبرج السالفة .. وترا الوعد ع الريال مثل حد السيف .. اذا ما وفابه كن السيف قطع رقبته ..



ازدرت ريقها .. اذاً كان وعدا بينهم .. وعد لربما اجبروا عليه .. تنهد ليعتدل جالسا وساقاه قد ابتعدا عن السرير .. يذكر هو تلك الحادثة جيدا .. ضحكاتهما على خالد .. الذي خرج من المسجد بمعيتهما عند الفجر .. ليس بالمسجد القريب من سكنهم .. بل انه مسجد واجهوه وهم عائدون الى ديارهم بعد رحلة قاموا بها الى عُمان .. ليحتظنهم ذاك المسجد الهادئ الا من بضع رجال ..


يرتدي نعليه ويثرثر عليهما : الحين شو فيها اذا قلت اللهم ارزقني بالزوجة الصالحة ؟


ضحكا عليه لينطق شبيب : ما فيها شيء .. بس ليش مستعيل .. بعدك صغير والا مشتاق لنكد ..



ليقهقه جابر : الا شكله مشتاق ومشتاق ..



ليزفر بغيض : والله بتشوفون ..



ليركضا عنه مبتعدان وهو من خلفهما .. ليقف على وقوف ذاك الجسد امامه .. تسمر في مكانه .. لعله ليس من الانس .. سواد فقط من قمة الرأس حتى اخمص القدمين .. ليسمي بالله وهو يراهما عائدين بحذر .. ليتفاجأ بذاك الجسد يقع على قدميه .. ليرتجف يحاول الابعاد ولا يستطيع .. ستوقعه تلك المتمسكة به .. بصوت رجاء يخالطه بكاء مر : الله يخليك .. الله يخليك ساعدني .. طلبتك لا تردني .. تكفى يا اخوي ..



ليقترب منها جابر وبشدة قد اعتلت نبرته : شو بلاج .. قومي عنه .. واذا وراج بلوه لا تبلينا وياج ..



تلفت شبيب لعله يرى احدا كان يتبعها .. او احد يعرفها .. ثم اعاد نظره على وجه ابن عمه الساكن .. الا من نظراته على تلك الواقعة امامه .. تمسكه بشدة .. كان باستطاعته ان يبتعد بعد ان يدفعها عنه .. لكنه ظل صامتا .. اقترب منه ليضع يده على كتفه .. وذاك نظره لتلك المنتحبة المترجية : خالد .. خوزها عنك ..



لم ينتبه الا وهو يقول : وصلتي خير .. قومي ..



ماذا يعني ؟ هل سيلبي لها ويساعدها ؟ وان كان ما وراءها شيء عظيم هل سيوقع نفسه في تلك المعمعة دون تفكير .. اكفهر وجهه .. ليدير خالد اليه بعد ان اعتقته هي : انت صاحي ..



لا شيء سوى ابتسامة منه .. وتضيق حدقتي عينيه بسبب اشعة الشمس التي تطفلت على تلك الواقعة .. لتبدأ هي بالشكر له .. لم تنظر اليه ولا تعلم منه الا انه رجل من اولئك الرجال المرتادين لذلك المسجد في صلاة الفجر .. تحدثت بخوف وبرجاء : مالي غير الله ثم انت .. الله يخليك لا تتخلى عني .. اخوي .. اخوي يريد دفني بالحييا عشان لفلوس .. بيزوجني واحد قد يدي (جدي) .. انا مب حمل هالشيء والله ما اقدر .. وبنتي صغيرة ..



انعقد حاجباه .. وهما لوحا برأسيهما حسافة .. ليقف جابر قريب منها : اختي دوري من غيرنا .. احنا ما بيدنا شيء نسويه .. ولا لنا فالمشاكل وييا اخوج .. باين من كلامج انه شراني .. يا بنت الحلال لا توهقين خالد وياج .



رفع رأسه ليرى وجه ليلى وارتباط حاجبيها .. اذاً كان هو المخطيء .. هو من وضع نفسه في ذاك الموقف .. ليخرجها من خطط اخيها بالزواج منها .. وهي لم تكتشف صغر سنه الا بعد ان وقف في وجه اخيها ذاك اليوم .. مهدد له بعمه ابو شبيب .. العقيد ناصر الذي بأمكانه ان يجره الى السجون في أي لحظة .. ليرتجف عيد يومها ويرمي بكلمات الغيض عليهم ويصرخ بهم : عيل واحد منكم ياخذها .. لاني مب فاتح ملجأ لها ولبنتها ..



بيعت يومها له هو .. لتصرخ حين رأت وجهه .. صرخت به تستحلفه .. أن يبقى كل شيء على الورق لا غير .. لترفع ليلى رأسها له : والبنت ؟ من وين يت اذا كان زواجهم ع ورق – صمتت مع صمته واردفت بعدها – يعني مب بنته .. بنتها هي صح .. البنت اللي كانت خايفة عليها صح ؟



وقف وهي تنظر اليه : لا مب صح ..



وابتعد .. فقط اعطاها ظهره وادبر .. لا يريد ان يعيد الماضي اكثر .. يكفي ما قاله .. تتبعته بنظراتها حتى اختفى .. اذاً هناك اشياء اخرى يخفيها .. اشياء مدفونة لا يريد لها الخروج ؟ نفضت رأسها .. وهل هناك شيء آخر ؟ لا تظن ذلك .. الوعد .. كان وعدا تحملاه معه .. وهي جاءت تتهمه بالكثير ..

,,



عيونهم تحكي اتهامات لا حصر لها .. وكأن هذه اللحظة تجر نفسها ليشاركا فيها الحديث .. حتى وان كانا بعيدين .. امه وجدته الصامتة .. وكنة المتحاملة على وجع روحها .. ومنذر .. وايضا شامة المبتعدة بذاتها وهي تستمع .. يحكي لهما بعد حديثه مع والدته صباحا .. تسأله عن تلك القصة المتداولة بين النساء .. وهو؟ كيف هو مع عمه الآن ؟ .. ليجلس معهم بعد الغداء .. الا هاشل الذي صرخ به ان يترك المكان لان هناك أمور لا داعي لان يسمعها .. يعم الصمت على الوجوه .. لا حديث بعد قصة مرت عليها سبع سنوات مدفونة .. وأرملة تنتظر مصيرا يقرره القدر .. وابنتان .. احداهما لذاك الشهيد .. ازدردت ريقها : عمك ما يبي البنت صح ؟


رفع وجهه لينظر اليها .. بالامس فقط كان هناك حديث طويل له مع عمه حمد .. طويلا بحيث مرت الساعات دون ان يشعران بها .. بالامس واجهه قائلا : مها لك يا شبيب وبعدني عند كلمتي .. وخالتها عند كلمتها .. بس البنت اللي تطراها ما نبيها .. ولا نريد اي صله فيها او في اهلها .. تبقى مع امها احسن لها ..



شد انفاسه حين تذكر كلام عمه : عمي مب متحمل اللي صار .. ولا مقتنع للحين ..



وقفت كنّة .. ليلتفت لها : على وين ؟ ما سمعت منج كلمة ع اللي قلته .



ابتسمت وهي تنظر لشقيقها .. ومن ثم تبعثر نظراتها على الجالسين .. لتعيد النظر اليه : شبيب انت مب محتاي كلمة منا .. انت عارف شو لازم تسوي .. ومن يومك وانت تعرف .. واذا عمي ما يبيها .. بيتك ما بيتعذرها ..



لتصرخ والدتها : شو هالرمسة يا كنة .. تبينه ايبها هني .. تبينها تعيش ويانا ..



ابتسمت : امايه هذا اللي لازم يصير .. مالها الا شبيب ..



وقفت بغضب : اص ولا كلمة .. الظاهر انج روحتي عقلج .. خليج ساكتة دام هذي رمستج ..



" ان شاء الله " .. قالتها وابتعدت .. حتى والدتها تتحامل عليها من ذاك اليوم .. أتلوم ام فارس ان لم تأتي لزيارتها ؟ وأن لم ترد على اتصالاتها ؟ .. أتلوم فارس اذا صمت طويلا في حضرتها ؟ .. كيف تلومهم اذا اللوم جاءها من اقرب الناس لها .. من والدتها .. ولجت الى غرفتها بهدوء .. لتتنفس وتتمتم : يا رب .. ارحمني ..



وما ان خطت بضع خطوات حتى فُتح الباب من خلفها واُغلق .. لتلتفت وتشيح بوجهها بعيدا .. يحتظنها السرير وظهرها لتلك الواقفة من خلفها : كنة .. محد يدري صح ؟.. يعني انتي وامي بس ..



سحبت ذرات الاكسجين : شو تبين اقولج يا شامة .. يمكن اللي صار وياي واللي صار وييا شبيب وعمي خلانا ما نفكر فاللي صار لج .. بس محد يدري لا تحاتين ..



فركت كفيها ببعضهما امامها .. وبللت شفتيها اللتان اتعبهما الجفاف .. وبتردد : حارب يدري ..



تجمدت وكأن دلو ماء بارد سكب على جسدها .. وتجهم وجهها وتلك تتابع الحديث عما اقترفته يداها منذ ايام .. لتقف تلك تقترب منها بغيض تكابد وجع جسدها لتنطق بنبرة خافتة مليئة بالغيض والسخط : وحارب شو قالج .. شو رد عليج ؟



هزت رأسها : ما قال شيء .. سكت .. بس سكت ..



كفاها تمسكان كفي كنه : كنه انا خايفة .. كنه ما اريد هالعرس .. ما اريد اعيش باقي حياتي بهالشكل .. هو حلف انه ما بيلمسني ..



دموعها تتسابق .. حتى رمت بنفسها في حضن شقيقتها الساكنة في مكانها .. لم تتحرك .. حتى ذراعيها أبيا ان يرتفعا ويطوقان تلك .. فقط الصمت وبكاء تلك وهمهمات خوف ترددها بخفوت .. ماذا عساها تفعل ؟ ووالدتها هادئة جدا .. مبتعدة عن الحديث مع شامة .. لعل قلبها يحمل غيضا عليها .. ولكن الى اين سيؤول كل هذا ؟ .. هل ستباع اختها كتلك التي كانوا يتحدثون عنها قبل قليل ؟ .. هل سيبقى الاتفاق على ورق كما اقسم حارب سالفا ؟ ام سينتهي بطفل كما هو حال كلثم ..



شعرت ببرود شقيقتها .. فتداركت نفسها لترتفع عن صدرها .. تكفكف دمعها وتبتسم .. تنظر لوجه الاخرى الخالي من الملامح : انا استاهل ..



قبلتها على وجنتها : لا تشغلين بالج فيّ .. اهتمي بعمرج ..



وابتعدت مغادرة .. الجميع مبتعد فلما لا تبتعد هي ايضا .. ظلت جامدة ولا تزال تشعر بشفتي شقيقتها على وجنتها .. لتجفل على صوت هاتفها .. تحركت لترفعه عن ظهر "الكوميدينة" وتجلس : هلا حبي .. اشتقتلك ..



هو ايضا يشتاق لوجودها معه .. يدرك بان بقاءها بعيدا افضل لها .. ولكن الا تحتاج الارض لقطرات المطر .. فهي مطره الذي يشتاقه دوما .. يذوب في همسها .. ويشعر بضياعها في نبرة صوتها .. ويعلم انها تشعر بان هناك افكار تتخبط في محيطه تحيله الى الشرود والتفكير الدائم .. باغتته : شخبار عمتي .. عساها بخير ؟



هل تشعر بمخططات والدته لزواجه ؟ .. هل تشعر بان هناك امر ما يخيفه وجدا ؟ .. نطق وهو يبتسم : بخير يا قلبي .. كلنا بخير .. متى ودج تردين البيت .. انتي آمري وانا علي التنفيذ ..



سحبت انفاسها لتبعثرهن في اذنيه .. ليردف : يا روحي انتي .. شو اللي متعبج غير اللي صار .. ترا والله اني راضي .. حتى لو ما الله رزقنا .. انا راضي .. وغيرج ما بيكون في حد فحياتي .. حاس انج خايفة من هالشيء .. وانا الحين اوعد...



لتقاطعه : لا تقولها .. دخيلك يا فارس لا تقولها .. اخاف ايي يوم ما تقدر توفي بهالوعد ..



ارتجفت شفتيها .. واعتصر قلبها .. وكأن به يداس بين اضلعها .. مُرة كالعلقم تلك الكلمات التي تريد ان تبعثرها في مسامعه .. ومتعبة حد الموت .. ازدردت ريقها : حبيبي .. تدري اني احبك واموت فيك ..



بكاءها يمرضه .. صوتها المتهدج يرجف قلبه كشجرة ترجفها عاصفة هوجاء .. اردفت : ما اريد احرمك من الظنا .. ما اريد ..



" اص " .. صرخ بها وهو يعتصر ذاك الذي على اذنه : لا تقولين كلمه زايدة يا كنه .. غيرج ما بطب فراشي فيوم .. سامعتني ..



لا تعلم أتبتسم لذاك العاشق الذي لم ولن يرضا بغيرها ..ام تحزن لانها هي لن تستطيع اسعاده وحدها ؟ مسحت دموعها لتتابع حديثها معه بعيدا عن تلك المنغصات التي احتلت ايامه من بعد غيابها ..

,,

يــتــبــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.