آخر 10 مشاركات
215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] جبروت الشيخ وقلبي ، للكاتبة/ بنين الطائي "عراقية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree132Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-13, 07:22 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




شـّابتـّر السـّابـّع

ـ المسـّرحية و الـدّمى ـ


نـّور تلفـّاز المـّوضوع ّ على قـنـّاة بهـّا فيـلمّ رومـانّسي أمـّامه تـلكّ الـشـّابة تـأكّل المـثلجـّات
و الحمـّاس بادّي على ملامحّ وجهها الطـّفولية
لـمّ تستـطّع النـّوم و تّفكيـّر في مستقّبلها المجـّهـول يؤرقـهّا ، تـورطّهـا مع عـائلة آل لبير جّعلهـا تـحّرم ّ
من الـراحـّة و كلّ ما يجـّول في رأسهـّا هو متـّى الـخـطّوة التالية ؟ مـتّى يأمرهـّا نايت بـّفعل شيء مـّا
؟ لذّلك قـّررت أنّ تـّقوم من على سريرهـّا و تتـجّه إلى التـلفـّاز أنيس وحدتهـّا
و بالـرغمّ من أن قـّصة الفلمّ رائـعة تمّس جـوانّب عدّة من الحـّياة فـمـّاري لمّ تلقي لهـّا بالا و عـكّس
مـلامحّ وجهها المتـحمّسة كـّانت دّقـات قـّلبهـّا تنبـّض خـّوفـّا ، إنهـّا ماريّ الفتاة التّي بـٌّقت ثـمانية عشـّر
عـامّا تستـجمّع شجـّاعتهـّا لتغـادّر المنـّزل لكنهـّا طّردت منه و عـّامين محـّاولة تـّوضيح لكـّنهـّا طّردت
مجددا منـّه ، و هـّل يعقل أن تـّستطيع مجـّاراة مهمـّا كانت خـطّة نايت ؟
قـطّبت حـّاجبيهـّا و هي تـأخـذّ قضمة أخرى ، لاّ طّبـعا لا .. تـّعلم ذلكّ و هو يـّعلم هـذّا لكـّنها لا تستـطّيع
الاستسـّلام الآن خصـّوصـّا بـعدّ أخـذّهـّا الخمسين مـّليون دولار لتسـديدّ ديون والدّها و في النهـّاية فـّلور
لمّ تـأتيّ لتعيّش معهـّا ، إنهـّا مجـّرد غفـّوة أخرى تسـقطّ بهـا
فـكّرت قـليـّلا ، لا لـّيست غـّفوة و لا خـطـأ في النهـّاية هي خـّلصت والدّها من الدّين و بالـرغمّ من أنهـّا لا
تـحّبه فهي لا تـّكرهه أيضـا ، هيّ بكل بسـاطة لن تستطيع التـّخلص من رابـّطة الدّم التّي تجمّعهمـّا .
وّقفت و إتجـّهت إلى الـّشرفة المـّوجودّة في صـّالة الاسّتقـّبال ، كـّان بهـّا وّردّ جمّيل الـرائـّحة قّررت أن
تقّوم بـّزرعه عنـدّما أدّركت أنهـّا لا تستطيّع تحمل مسـؤولية تّربية حّيوانات أليّفة ، جـّلست فّي ذّلك
الـكّرسي الـهزاز الّذي وّضع عـليه ملاءة قـدّيمة صّوفية ثّـم رّفعت قـّدميـّها على سّور الـشّرفة و أغـّلقت
عينيهـّا فتـراءت لها ّ صـّورة نـّايت عنـدّ نـّافذة غـّرفته و القـمّر قـدّ أسدّل ستـّار ضـّوءه عليه فإبتسمت
بـحالمية كعـّادتها
ـ وسيـمّ و جـذّاب جـدّا
ـ من هـّو هـذّا ؟
فّتحت عينيهـّا بدهشة و استـدارت مّسرعة مسـّتقيمة في جّلستهـّا إلى حّيث مّصدر الصـّوت ، رأتـّه يـّقف
بكـّل ثقـّة و بـّرود ، يـّرتدي معـطّفا متوسطّ الـطّول رمـاّدي اللـّون مـّع قـمّيص أسـودّ خّفيف و وشـّاح
بـنّفس لونّ المـعطّف مع سـّروال جينز أزّرق و حـذّاء ريـّاضي، تحّت عينّيه تـّوجدّ هـّالات بّنفسجية قّليلة
أخّفاها بخّصلات شّعره التّي انسدلت على وجهه كالعـّادة ، سـحّب كـّرسيـّا و جـّلس ثـمّ نـّزع القفـّازات من
يـدّيه و هو يقـّول بـبحّة و خـّفوت
ـ قـّهوة سـوداء مـّع مـّلعقة من الـسكّر
ـ آ حـاّضر
أسّرعت إلى المـطّبخ و حـظرت القـّهوة سـّريـعّا بينمـّا هنـاكّ سـؤال يـدّور في رأسهـّا ، كيـّف دّخل إلى
شّقتهـّا و هي متـأكدّة من أنهـّا أغلقتهـّا بالمفـّتاح ؟ هـّزت كّتفيهّا دلالة على عدّم الإهتمـّام ، لّيس هو
الشّخص الأول الذّي يدّخل بدّون إستئذّان ،
وضـّعت كـّوب القـّهوة أمـّامه على تّلك الطـّاولة الصّغيرة ذّات الـزينة و إعتـذّرت لتـأخّرها ، جـّلست أمـّامه
على الكّرسي الهـّزاز و رّفعت قـدّميهـّا لمّستوى صّدرهـّا محّتضنة إياهمـّا أمـّا عينيهـّا فكـّانتا تـّراقّبان
بـفّضول نـايت
كّيفية إمسـّاكه بالفنجـّان ، طـّريقة إرتشـّافه القـّهوة ، نـّظرته ذّات الكـّبريـاء العـّالي ، كـّل شيء به مـثـّالي
ـ مـّا رأيكّ ؟
رّمشت مـّرارا و تكـّرارا ثـمّ قـّالت مـّتعـّلثمة : أرجـّوا المـعذّرة ؟
ـ ألّست كّنت تتفّحصنني تـّوا ؟ أردّت أخـذّ تـّقييمك
إحمـّرت وجّنتيهّا من الإحـّراج و أطـّرقت بنـظراتهـّا للأسـّفل بينمـّا هي تـّلعب بـأنامّلها دّلالة على تـّوترها
فـّرمقهـّا نايت بغـّيض ، هـّل هي بـّلهـاء ؟ أمّ هو قـّال مـدّيحا تّوا ؟ زّفر ثـمّ قـال ببـّرود
ـ لا يـهمّ ، لقدّ أتيت لأنـّاقش بّضعة أمور ، أوّلهـاّ هيّ هـذه التـمثّيلية .. لا أعـّلم كّم ستـّدوم و لا كيّف
سينتهّي المـطّاف
لمّ تـّعلم مـاريّ لما شـّعرت حيّنها بنوّع من عدّم الاطمئـّنان فـأخذّت تتحدّث بصـّورة متوتـّرة و خاّئفة
ـ ما الذّي تقّصده ؟ هـّل لا تعـّلم حقـّا ما هذه المـدّة التّي يجّب فيهـّا أن نـّلعّب دّور المتحـّابين ؟ أقـصدّ مـاذّا
إنّ اضطررنا للقّيام بهـذّا إلى الأبد ّ ؟ أو مـاذّا إذا تـّم كّشفنـا ؟
ـ لمّ يـحدّث ، لأنـكّ سوف تـّقـومينّ بإحـتّراف التـمّثيلّ و إتـّقان دّوركّ لدّرجة المثـّالية
تقـدّم منّهـا ثـمّ إنحنى بـكّل هدوء لمّستوى وجههـّا ، عينيه داكـّنتينّ تجّولانّ بكـّل بّرود حـّولها منّ
ابتسـامّتها المـّرتبكة إلى حـّاجبيهـّا المـّعقودين بكـّل تـسـاؤلّ إلى نـّظرتهـّا الخـّجولة ، وّضع يدّيه حـّول
كـّتفيهـّا وجـذّبها فيّ تـلكّ اللحـّظة سـّارعت ماّري للإبتعاد متـذّكرة ما حدّث في المرة السـابقة .
كـّيف أخذّ منهـّا قّبلتهـّا الأولى بدّون مشـّاعر .. كـّان يّرمقهـّا حينهـّا كمـّا لو كـأنهـّا و المـّزهرية واحدّ لا
يحـّركان بـّقلبه نبّضـات ، بينمـّا كّان هو يـّحاول أنّ يّجّرب رّدة فعلهـاّ فقط قـّال نـايت بّسخرية لاذّعة و
شدّيدة اللهجة
ـ قّبلة و أنت خـّائفة ؟ مـاذّا إنّ تمـادّيت أكثـّر هل سيـّغمى عليك ؟
أجـّابته مـّاري بـغّضب محّتقن كّيف لا يكّسوها الـغّضب و هو يهّين أحـّلامهـّا ؟ أمنيـّاتها التّي تخص
فـّارسّها ؟
ـ لا أنت مخـطئ ، القـّبلة لّيست مجـّرد قـّبلة .. إنهـّا تـلكّ اللـحظة التـّي تتـّولدّ فيهـاّ أشـّواقكّ تـلكّ الـثـّانية
التّي يـطّغوا فيّها حـبكّ على كّل كيـّانكّ فـتـّقوم بّتقبيـّل حبيبـكّ بـكّل رقـّة ، كـّل عـّشق و غـّرام لمشـّاركته
أحاسيـسكّ ، لجـّعله يـؤمنّ بأنّ قلبكّ لمّ يـعدّ ملككّ .. ليّصدق أنكمـّا صّرتمّا كيـّانا واحـدّ
إستنـدّ على الشـّرفة و هو يـّقابلهـّا ، إنهـّا تلهُّث كـأنهـّا قـامت بمجهـّود عـظيمّ .. شـّفتيها تّرتجفـّان و
تـوشكّ على البـكّاء فقطّ لأنهّ قـال أنّها لا تعنّي شيئـا ، أكـمّلت حديثّها بـتّوتر
ـ لا يمكنـكّ تقبيـل من تشـاء سـّاعة من تشـّاء ، و أنتّ تصّف قـبـلتّنا الأولى كمـّا لو أنكّ قبلتّ كّلبـا ازدرى
لعابه على ثيابكّ
ابتسـمّ بخـّفوت و همـّس قـّائـلا
ـ لقـّولكّ كلامـّا كهـذّا أنت مجـنونة و إنّ صـدّقت بـتّراهات مثـّل هذه فسّينتهي بكّ المطـّاف بـّميتة وحيـدّة
تعيسـّة ،
إنعكّس من خّلال عينيهـّا الزجـّاجيتن الصـدّمة الواضـحة و التّي حـّاولت إخفـائهـّا ، شـدّت بواسـطّة
قّبضتهـّا على فستـانّها و هيّ تقول بتّصميم
ـ لا أنـت مخـطأ ، أنـّا لنّ أمـّوت وحيـدّة .. سـأجـدّ شـخّصا أحبـّه و حـّين أفـعّل لنّ أتـركّه يغـّفوا عن نصـّب
نـظّري ، سـأقـاتّل من أجّل حبي أنتـظّر و سـتّرى
ضحكّ قـليـّلا إنهـّا متّرصدة و لوهـّلة ظنـّت ماّري أنهّ هو المـطّلوب ، من كـّانت تبحّث عنه لكّنهـّا استعادتّ
واقعهـّا عندمـّا رأتهّ يتجـّه إلى الصـّالة ، تـّبعته
ـ معتقـداتكّ و أنـتّ حرة لكّن لا تـّفسدي مخـططّي
ـ أجـّل أعـلمّ ، الآن أنا أوفّر روحيّ القـتالية من أجـّل حـّربكّ لذّلك لا تـّقلق لكـّن نـّايت .. مـا سبب هـذّه
التمثـيلية ؟
أجـّاب ببـرودّ و هو يـّهم بالـرحّيل : لّيس مهمـّا معـّرفتكّ بسببّ
ـ إنتـّظر لمّ ينتهي نقـّاشنا بـعدّ ،
أمسكته من ذراعه مانـعة إياه من الذهاب إلى أيّ مكـّان ، فـتّوقف و نـظّر إليهّا منتـظّرا ما ستـّقوله ،
عـّلت التصـّميمّ مـّلامحهـّا و هي تقـّول بجدّية
ـ أعتـقدّ أنني أستـحّق إجـّابة واضحـّة ، نـايت هلا أخبرتنيّ من فـّضلك ما سبب الذّي جـّعلك تـّقومّ بصنـّع
هـذه التمثيـّلية ؟
تّردد للحـّظاتّ ثمّ تنهـدّ و قـّال بـهدوء بينمـّا عـّقله مبحر فّي ذّكريـّاته
ـ إنهّ سـّر
فتـحّ البـاب مسـّتعدا و خرّج فإرتـدّت ماّري معـطّفها الأحمـّر و حـذّائهـّا مـّع وشـّاح خفيفّ بّسرعة مـذّهلة
و أغـّلقت الشـّقة خّلفهـّما ، فّرمقهـا نـّايت بغّيض و سـّارع في خـطّواته .. أمسكـّته مـّاري من ذّراعه و
إحتّضنتهـّا فيرى النـاّظر أنهـمّا فـعّلا حّبيبينّ و هـذّا ما لمحّته سيدّة فرانسيسّ عندّمـا كـّانتّ خـّارجة هي
أيضـّا حـّاملة حّقيبتهـّا و بّرفقتها كلا من السيدّ بول و ويليـامّ ، قـّالت بدّهشة
ـ يـا ألاهي هـّل هـذّه فعلا أنت مـّاري ؟ لا أصـدّق بـعدّ سنواتّ من فقدّان الأمـّل تجـّدينّ شابا و شديدّ
الوسـامة أيضـا ؟ ظننّت أنّه سينتهي بكّ المـطّاف في دّار المسنين بـعدّ عـجّزكّ عن العّيش لوحدّك
إحـمّر وجّه مـارّي من الـخجّل و تـّوردّت خدّيهـّا باللـونّ الـوردّي ، تـركّت ذّراع نايتّ و لمّ تلاحـظّ نـّظرات
الغـّامضة بينّ الصدّيقين ، قـّالت بإحـراج
ـ سيدّة فرانسيسّ توقفي عنّ هـذّا ، لقدّ أخبرتكّ سابقـا أنني أنتـظر الـرجّل المنـّاسب أم نسيت ؟ ثمّ لماذا لا
ينفك الجميع ذكر دار العجزة ؟
ـ أعـلمّ ممتـطّيا حصـّانه الأبيـّض و حـّاملا وردّة الأوركيد هـائمـّا الكـّرة الأرضيـّة بـّاحثـّا عنـك ، كلنـّا نعـلمّ
ابتسـمّ نايتّ بسخـّرية لمّ ليلمحـّها سوى ويليـام المـقطّب بشّرودّ ، إنهـّا لمّ تخبره هو فقـطّ بمواصفـّات
فـّارسهـّا و إنمـّا جميـعّ من تـّعرفه ، أو ليسـّت بلـهاء ؟ اقـترب من سيدّة فرانسيسّ و إنحنى بخفـّة مـّعرفـّا
عن نفسه
ـ أسـعدّ صبـاحكّ سيدّتي ، أدعـى نـّايت أل لبيـّر و أنـا خـطّيب الآنسة مـّاري روبرت .. تشـّرفت بـلقـائكّ
شـّهقت سيدّة فرانسيّس من الـدّهشة ، لّيس لأمّر الخـّطبة بّل لمـدّى لبـّاقة هـذا الشـاب الواقفّ أمامهـّا ،
كــّان جـذّابـا بـوقفـتهّ الواثقـّة و نـّظرة الكبـّريـاء مـّع شـّعره الأسودّ الحريري اللامـّع كسـوادّ الليـّل تمـّاما
، يـذّكرها بـالرجـّال الارستقراطيين قـدّيمـا فهـّو و بـطّريقة مـّا يـّتـركّ هـّالة من الجـاذّبية و النبـّل تـحومّ
حـّوله ، قـّالت بلا إستوعاب
ـ حقـّا ؟ لو كـّنت ثـلاثّّين سـّنة وراء لمـّا تـّركتكّ تـذّهب بسـّهولة ،
ضحكّ نايتّ بوداعـّة مصـطّنعة و هو يقبـّل يـدّها ثـمّ سـحّب ماري من كّتفيهـا و قـّال بابتسامة بـسيـطّة
ـ للأسـف يـا سيـدّتي فـأنـّا مـّرتبطّ ، الآن أرجـّوا المـعذّرة لقدّ وعدّت أن أخذّها لمـطّعم فـاخّر تـعويضـّا على
ما فاتنـّا
ـ أجـّل ، طبـعا .. أعـذّر سخـافتي
تـقدّم الاثـنينّ و خـّلفهـمّا ويـّليـام ، إتجـّه الثـلاثّة إلى سيـّارة سـوداء مـّركونة مـضللة .. فصـعدّ ويـليـامّ
خـّلف الـمقّودّ بـعدّ إنتـزاعه المفـاّتيح من أصـّابع نـّايت الذّي جـّلس بجـّانبه ، تـّوقفت مـّاري بـتّرددّ ،
خصـّوصـّا عندّما لمحـّت نـّظرات ويـّليـام الغـّير طـّبيعية فقـّررت أنّ تـأجّل أسـئلتهـّا إلى مـّرة أخرى ،
قـّالت بـتّوتر
ـ آ لقـدّ تـذّكرت أنهّ لدّي مـحـّاضرة الـيّوم بـعدّ سـّاعة لـذّلك أنـّا أعـتّذر ،
رمّقهـا نـّايت بـّبرودّ شديدّ ثـمّ إلتفت نـّاحية ويـّليـامّ الذّي يكـّاد يـّنفجّر من الغـّضب ، و قـّال بـّسخريته الـدّائمة و اللاذّعة
ـ و منّ كـّان يـّنوي أخـّذكّ مـّعه ؟ أنـّت من عـّزمت نفـّسك ،
نـّظرت إليهّ مـّاري بـّغيض ، هو منّ كـّان يـتّحدث عن إحتـّراف التـمثـّيل حسّنا يـّاله من ممثـّل بـّارعّ ،
قـّالت ببـّرود هي الآخرى مـحـّاولة تـّقليدّه
ـ لا تـّظن أنكّ تخّلّصت منـّي، لنـّا لقـّاء أخـّر ، وداعـّا ويـّليـام
و حـّالمـّا أنهـّت جـّملتهـّا أدّار ويّليـام المقّود بـطـّريقة عـّنيفة فـأطـّلق المـحركّ صـّوتـّا مخّيفـّا ، عـّاد
للخـّلف ثـمّ إنـطّلق مسّرعـّا بـّسرعة خـّيـّالية جـّعلت مـّاري تـشّهق مـّرتعبةّ ، هـّزت رأسهـّا يميـّنا و شـّمالا
ـ تّسك تـّسك تسـكّ يـّالهمّا من صـدّيقينّ ، أنـّا أتساءل إنّ كـّان ويـّليـّام بـخّير؟

/

فّي ذّلك السـرير الـّضخم عـّليه عـّدة وسـّائدّ و غـّطاء أحمـّر أجوّري حّيث كـّان كـّايل نـّائمـّا و قـدّ إختـّفت
مـّلامحـّه الخـّبيثة التّي كـّان دومـّا مـّا يحـّملها ، فجـأة أنيـّر ضوء الغـّرفة مّسببـّا له الإزعـّاج ، قـطّب و
صـّرخ بـغّضب
ـ إليـزابيـّث أطـّفئيه
تقـدّمت مـّنه إليـزابيـّث، ـ الشـّابة التّي تـّوجدّ صـّورتهـّا على غـّلاف مـّجلة المّوضوعة فّوق الطـّاولة
الزجـّاجية ـ وّضعـّت يدّهـّا على كـّتفه و هـّزته بـّقوة بينمـّا كسى الانزعاج وجههـّا الجمـّيل ، قـّالت بـّحدة
ـ استيقظ إنهـّا العـّاشرة و أنـّت لا تـّزال نـّائمـّا
قـطّب و إستـدّار إلى الجـّهة الأخرى فتـأففـّت إليـزابيثّّ بـغّيض شـدّيد ، إتجـّهت إلى تـّلك المـّزهرة التـّي
حّصلا عليهـّا كـّهدية فـّاخرة من قـّبل مـدّير مـّجموعة هيـّون و نـّزعت الأزهـّار غـّير آبهة بـمدّى عبقّ
رائـحتهـّا ثـمّ أفـّرغت مـّياههـّا على كـّايل
شـّهق بـّقوة و استقـّام فيّ جـّلوسهّ ، و بـّحركة مفـاجئة كـّان يـّضع يـدّه حـّول رقـّبة إليـزابيّث كـّايـّل يـّعرف
بـالعصّبية الـشدّيدة و كمـّا أنّ جمـّيع منّ يـّعرفه يـّتجّنب إغـّضابه و يّسعى للحّصول على رّضـاه فـكّيف
لزوجـّته أنّ تـّفعل مـّا فّعـلته ؟ ، قـّال بـّصراخّ
ـ أتـّقي الشـّر يـا إليـزابيـّث ، إتقـيه قـّبل أنّ أقـّوم بـّقتلك و الآن
وضـّعت إليـزابيثّ يـدّيها حـّول رقـّبته هيّ الأخرى و احتضنته بـخـّفة فهـدأ ، ابتسـمّت ببـّرود قـّائـلة
ـ عـّزيزي أعـّلم أنـكّ غـّاضب بشـأنّ الـّصور لكّن لقدّ أخـّبرتكّ أن هـذّا هو عـّملي و لا خيـّار أخر لـّي ، و
أنـّا أسـّفة لأننّي رمـّيت المـّياه عليـكّ فـقدّ كـّنت أنـّا أيضـّا غاضّبة لأنـكّ قـّمت بـتجّاهلي ، أنـّا أسـّفة
عـّزيزي أعـدّك أننّي لنّ أكّررهـّا
تنهـدّ كـّايل و أبـّعدها عـّنه ثـمّ إتجـه إلى الحمـّام ، أغـّلق البـّاب خـّلفه بـّقوة .. و عنـدّما تـأكدّ أنهـّا لا تّـراه
ابتسـمّ بـلطـّف ثـمّ قـّال يـّحدثه نـّفسه
ـ تـّظنينّ أننّي لا أعـّلم لـكّنكّ مخـطـئة ، لـّو أنّ هـذّا القـّلب لا ينـّبض بـأسمـكّ و لو أنّ هـذّه الـعّروق لا
تسيـرّ بـأنفـّاسكّ لكـّان لّي حسـّاب آخـّر مـّعك ..

/

فيّ إحدى الحدائقّ المـّليئة بقطـّرات النـدّى و همسـّات القـّليل من الأطفـّال الذّين يـّلعبونّ هنا و هنـاكّ ، لمّ
يكنّ يوجدّ الكثيـّر من الأشخـّاص و هـذّا مـّا سـّاعد السيدّ جوناثان في أخذّ راحتـه معّ صديّق عـمّره
روبـّرت ، متـّناولا تـّلك السيجارة بينّ يدّيه ، فقـّال روبرت بهدوء و هو يـحاول أن يطمئنه
ـ يـّا صديقّي ، ألّيس الوقت منـّاسبـّا لدّخولكّ الى المستشفى ؟
رمقّه سيدّ جوناثانّ بحدةّ لّيبتسم روبرت و هو يـّهز رأسه نـّفيـّا ،
ـ لا ، لا تـّرمقني بتـلكّ النـظراتّ أنـّا أقـّول الحّقيقة ، أريدّك أن تـّهتمّ بـّعلاجّك فقطّ
ـ روي أنا لا أستطيـّع لدّي الكثّير من الأعمـّال و عّلاجّي هو آخرّ همّ بّنسبة لّي ، كمـّا أنهّ توجدّ مشـكّلة
ماري لإصلاحها ،
ـ أنـّا سـّوف أهتمّ بكّل شيء ،
قطّب سيدّ جوناّثان و هو يـّفكر ، ثمّ ارتشف نفّسا عميقـّا من سيجـّارته الأخيرة و رمـّاها أرضـّا بـّعدهـّا
قـّال بجدية
ـ لا ، هذه مشـّكلتي و هـذه عـّائلتي ، صدّقني روي أنـّا ممتـّن جدّا لـّوقوفكّ بجـّانبي طـّوال الوّقت و السيـّر
فيّ خطّطّي لكّن آن الأوانّ ليّ أنّ أتولى الأمـّور بـّنفّسي على الأقّل لهـذه الفتـّرة ، قـّبل أنّ تشـاهدّ عيناي
هـّاتين نـّهايتهمـّا
تنهـدّ روبـّرت بـّقـّلق و ضـّم صدّيقه بخـّفة بـّعد أن تـّلاشت العـّبارات من فـّمه لحـظة ذكر جون المـّوت ،

/

كـّان نـّايت جـّالسـّا فيّ مقـعدّه بـكّل راحـّة و الـّبرودّ ظـاهر على وجههّ ، يـّضع يدّه على حـّافة النـّافذة و
يـّراقـّب الـطـّريق كـّيف تـحتـّك عـّجلات السيـّارة بـهـّا مـّخلفة آثـار واضحـة ، تنهـدّ بـضجـّر عـندّما زادّ
ويـّليـام فيّ سـّرعة فإلتفت إليه لآنه تـّجاوز الحـدّ و قدّ يصـطّدمـّا بأي شـيء و بـالـّرغم من أنهّ لا يمـانـّع
فـّعلا المـّوت لكّن قـّرر الكـّلام
ـ مـّا الذّي يـّزعجـكّ لـدّرجة جّعلنـّا نموت مـّعا ؟
تـّوقف ويـّليـام و قـدّ ضـغطّ على الكابح فصدّر صـّوت مـّخيفّ و دّارت السيـّارة مـّرارا و تـكـّرارا قـّبل أنّ
تستـّقر فيّ وسـطّ الطـّريق ، رمقـّه ويـّليـام بـّغضب ثـمّ ابتسمّ فـجأة و وضـع يدّه على كـّتف نـّايت ضـّاغطـّا
بـّقوة
ـ عـزيزّي نـايت أل لبيـر إنّ كـّنت تـّريدّ مني خـّدمة فـّيمكنكّ الـطّلب و سـأكونّ سـعيدا لتّلبيتهـّا إن كـّنت
أستـطّيع ، لا أنّ تـأمـّرني بـّفّعل مـّا تـّريد و بالـطّريقة التـّي تـّريدهـّا وقتمـّا تـشّاء و لا يـحّق ليّ الـّرفض
ـ آه إذّن هـذا مـّا يـّزعجـك ؟
ـ بالـطـّبع لـّيس هـذّا مـّا يـّزعجني فـانـّا مـّعتـاد على وقـّاحتـكّ و إنعـدّام أخـّلاقك لّكن الأمـّر الذّي لمّ أقبـّل به
هوّ مـا طـّلبته بالـحدّ ذاته ، أخـّبرنيّ ما الذّي تـحاّول فـّعله لعـّلني أعـّذرك و أكونّ يـدّك الـيّمنى ؟
قـطّب نـّايت و نـّزع يـدّ ويـّليـامّ من عـّلى كـّتفه ثـمّ زفـّر بـغـّيض ، أحـدّ الأشيـاء الـتّي يـمّقتها هو تـّفسير
تـّصرفـّاته للآخـّرين ، فـإحتـدّت عـّينيه بـشكـلّ واضـحّ و أخـذّت هـّالة الخـطّر من حـّوله تـّنتشـّر أكـّثر قـّال
بـحـدّة
ـ إنّ لمّ تـّرد فـّلا بـأس أستـطّيع عـثورّ على شـّخص آخـّر
ـ هـذّا لّيس مـّا أعنـيه ، تّـبا لكّ تـّفسر الأمـّور على منـّحاكّ .. كـّل مـّا أقوله أننّي أحتـّاج تـّفسيّرا فـأناّ قلق
عليكّ و أنــّت تـّدركّ أنّ مـّا تـّفعله هو الخطـأ بعـّينه لذّلك أّريد منك التـّراجـّع قـّبل فـّوات الآوان
كـّز نـّايت على أسنـّانه بـعـّصبية ثـمّ قـّال بـهـدوء رغـمّ أنّ مـّلامحـّه و حّركاته عـكّس ذلك تـمّاما
ـ ويـليّام أنـتّ قـدّ تـخـطّيت حـّدودّك إخـّرس
حـّرك ويـّليـام الـسيـّارة عـندّما لمـّح شـّاحنة قـّادمة من بـّعيد و سـّارع بالإبتعـّاد ، شـدّ على المـّقودّ
بـإنـزعـّاج و تـّحـدّث مـجّددا
ـ إستـمـّعّ إلى مـّا أقوله بـحـّق السمـّاء نـّايت ، أنـّت تـّلـّعب بـجّانب الهــّاوية و لـّيس لـوحـدّك بل بـّرفقة
مـّاري .. إنهـّا طـّفلة و لا تـّدركّ ما أقـحمـّت نفّسهـّا بـه و أنـّت تـّستعـمّلها كمـّا لو كـأنهـّا دّمية تّحركهـّا
مـّثلمـّا تـّشاء ، إنّ كـّان بشأن الـ 500 مـّليون دولار فـأنا مسـّتعد لدّفعهـّا عـّوضـّا عـّنهـا لذّلك أتـّركهـّا و
عـّائلتهـّا
ـ لّست مـّهتمـّا بالـنقّود و أنـّت تـّعلمّ أمـّا بالنـّسبة لهـّا فـلقدّ قـّامت بـتحديدّ ستّعرها بـّنفسها و قـّامت هّي
ببـّيع نفـّسها لّي لذّلك لّيس لهـّا الـحق فيّ قـّول لا ، كمـّا أن هـذّا لا يـّعنيكّ
ـ نـّايت أرجـّوك إفـهمنـّي ، أنـّت صـدّيقي الـّوحيدّ و الـّفرد الـوحيـدّ المتـّبقي من عـّائـّلتي أنـّا فـّعلا لا أريـدّ
أن أخـّسرك بـّرغبة انتـّقام الـتّي تـّغمركّ
ـ ويـّليـام بـحّق الـجحيـمّ إنّ لم تـخرس و الآنّ فـسّوف أحّرص عـّلى أنّ يـّكون أخـّر مـّا تـّراه هو فـّوهة
مسـّدس المـّوجهة نـّاحية قّلبك
رمقـّه ويـّليـام بـأسى و قـدّ ظـّهر الـوجـّه الحقـّيقي لنـّايت ، كـّان و بـهـذّه اللـحـّظة لا يـّقوى على التـّنفّس
أمـّا بـّشرته فقـدّ إزدادت شـّحوبـّا كمـّا لو كـأنهّ رأى المـّوت بـّعينيه ، حبـّات الـعّرق قـدّ شّقت طـّريقـها
نـحوّ ذقّنه ، ابـتسمّ ويـليـام و قـّال بـخـّفوت
ـ حسنـّا ، لا داعـّي لكّل هـذّا الإنفـّعال نـّايت أنـتّ تـّعلم جيـدّا أننّي مـعّك في كـّل خـطّوة تـّخطوهـّا و أنـاّ
مسـتّعد للمـّوت إنّ كـّان هـذّا يـعنّي سـّعادتـكّ فقـطّ ، فقـطّ أنـّا قـّلق عـّليكّ
أجـاّبه نـّايت ببـرود بعد أن وجه نـظراته إلى الأمـّام ،
ـ أنتّ كـّثير الـّقلق بـدّون أي شيء يـّذكر ،
ـ أعـّلم ، ألا يـحّق لي ؟ خـّصوصـّا و أنـكّ قـدّ بـدأت الـّتصـّرف بـغـّرابة ، فقـطّ عـدني أنـكّ لـن تـّذهب إلى
التـّهلكة ؟
ـ أجـّل أجـّل كمـّا تـّشاء فقـطّ إخّرس و قـدّ أنـّا جـّائع
ابتسـم ويليـام بـودّية و قـامّ بـضـّرب نايت على خصـّره فـتأوه الأخـير من شـدّة الألمّ و شتم بـحدّة ليضـحكّ
ويـليـام أخيـّرا ثـم قّال بـلهـجة مـّازحة
ـ هـذّا لأنكّ جـّعلتني أصّاب بالـجّنون


sira sira likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-07-13 الساعة 09:26 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-13, 11:12 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الشـآبتر الثـّامن

نـحـّوك ـ عـزيزي


أحيانا بل في معظم الأحيـانّ لا يستـطيع الإنسـان الإستمـّرار حينهـّا يكونّ قدّ أعلنّ الفـشّل و رفـّع رايـة
الاستسلام ليـّس لأنه فقـدّ الأمـّل أو يـأس من الحيـّاة بـّل يـمكنّ الـقول أنهـّا النهـّاية و النهـّاية فقط .
أجـّل إنهـّا تـلك النهـّاية التّي تـجّعل الشـّفاه عـّاجزة عن التـّعبير و تـّصبح الـعّينينّ بالـّرغم من صـحتهمـّا لا
و لنّ يـّستـطّيعان الـرؤية سوى الـظّلام من الآن و صـّاعدا .
فـّي ذلك الـّركن الـّصـغير ، حيـّث لا يـّقدر أحـدّ على لمحـّه كـّان هو جـّالسـّا مستنـدّا على الجـدّار الذّي
خـّلفه و الـشـهـّقات تصـدّر منهّ كمـّا لو كـأنهـّا سيمفـّونية حـّزينة و مـّؤلمة ، يـمسكّ رأسهّ بين يدّيـه و
يـّضغط عليه بـكّل قـوة .
ضـغطّ على قـّبضته و إنهـّالت فـكّرة جـّنونية إليه فجـأة ، مـاذّا عن الإنتحـّار ؟ مـاذّا عن قـّتل نفـّسه ؟ مـاذّا
عن رفـّع الـسكين و قـطـّع شراييـّنه إلى آخـّر قـطّرة دّم ؟ لـكّن و إنّ فـعّل فـهل سيـموّت ميـّتة هـنيئة ؟
ارتسـمّت على شـّفتيه الجـّافتين و البيّضـاوتين من شـدّة المـّرض و الألمّ مـعّا ثـمّ همـّس و نبـّرته
المحـطّمة قـدّ وأنسته وحـدّته المـّروعة هذه
ـ أنـّا قـّادم إلـيكّ يـا عـزيـزتـّي ، أنـّا قـادّم انتظريني فقـدّ حـّان مـّوعد لقـائنـّا

/

فّي ذلك المنـّزل البسيـطّ كـّانت فـّلور تـلكّ الشـّابة ذّات الـّشعر الأحمـّر المـّرفوع إلى الأعـّلى تـحـّضر
الغـذّاء بـكّل هـمة و نشـاطّ فـالسـّاعة تشيـّر إلى الثـّانية عـّشر و لمّ يبـقى على قـدّوم والدّها سوى ربـّع
سـّاعة ـ عـندّما رنّ الـجّرس و كـّان نـّادرا مـّا يـّرن لإنعـّزال عائلة روبرت عن بـّقية الحّي .
نـّظرت من الـعّين الـسحـّرية نـحو القـّادم فـرأتّ شـّابا ذوّ شـّعـّر أشـقر لامـّع يـمّيل للـّون الـذّهبي رّفع
نصـّفه و تـّركّ القـّليل ، يـّضع ذّراعه على الجـدّار و تبـدّوا عليه مـّلامح الـسـخطّ و الـغَّضب ، بدا لفـّلور
كشـّاب مشـّهور فـما الذّي يـّفعله هنـّا ؟
نفـّضت يـدّيهـّا من الـطّحين و نـّظفت وجّهها ثـمّ فـّتحت البـّاب ، إعـتـدّل في وقفـّته لـّكن لمّ يـغـّادر الضـجّر
وجـّهه فقـّال بـّغيض
ـ هـّل هـذّا منزل السيـدّ جونـاثانّ روبرت ؟
توخت حينهـّا فـّلور الحـذّر و قـّدّ ظهـّرت ملامـحّ البـّرود على وجههـّا ، كـّانت عـكّس مـّاري تمـّاما ،
ـ و إنّ كـّان ؟ ما الذّي تريـدّه ؟ مـّن أنت ؟
قـطّب الشـّاب بـعصّبية و نــّزع نـّظارتيه ، دومـّا ما يكـّلف بالمهـّمات السـخيـّفة .. لمـّاذا ؟ تـأفف ثـمّ قـّال
بـغّضب
ـ ليّس لدّي وقـّت للـعّب الأطـّفـال ، نـادّي سيدّ جونـّاثـان
ـ و لا أنّا أيضـّا يـّا سيـدّ ، فـما رأيكّ أن نخّتصر الحـدّيث و نصـّل إلى المـّطلوب .. ما الذّي تريـده من والدّي
؟
زفـر ويـليـام ، و فتحّ البـّاب على مصراعيه ثـمّ دخـّل .. المـطّبخ ثـمّ الصـّالة ، صـعدّ إلى الأعلى و فـّتح
جميـّع الغـّرف بينمـّا فـلور تصـّرخ بـّرعب و هيّ ترى هذا الشـّاب المجـّنون يـقتحمّ منـزلهمّ عـّنوة بينمـّا
هيّ موجودة ؟
عنـدّمـا لمّ يستـطّع إيجـاده تـأففّ بصـّوت مسـّموع ثـمّ كـادّ أن يــرحّل لولا أنّ فـلور وقّفت بـطّريقه ، رمقـّها
بـسخـّرية ، ليسـّت مثـّل أختهـّا على الإطـّلاق .. أمسـكّته من يـّاقته و سـحّبته نـحوهـّا ، بالـّرغم من أنهـّا
ليست بالقـّصيرة لكـّن لمّ تستـطّع حتى أن تـّصل إلى مستوى كـّتفيه ، قـّالت بـحدّة
ـ بـحّق الجحيـمّ من تـظّن نفسك ؟ لتـقتحـم منزلي عنـّوة و أنـّا موجودة به؟ ألمّ أملئ نـظّر عينـّيك ؟ أمّ
أبـدوا مخـفـّية ؟ سـأتصـّل بالشـّرطة
أبـعدّ يدهـّا عنه باحتقان شديد ثـمّ فجـأة ابتسـم كمـّا لو كـأنهّ قدّ عـاد إلى وعـّيه ، ضحكّ بـخفـّوت دومـّا مـّا
يـّخرجه نايت عن طـّوره ، إنحنـى و قـّال بـنّبرة سـّاخرة
ـ حـّاولي عـّزيزتّي ، أنّ متـأكدّ أن الشـّرطة ستـحّل مشـّكلتنـّا ، و إن كـّنت تـّردينّ سوف أتصـلّ بهـّا أنا
شتمت بعصبيـّة و ابتعدت ، لابدّ أنه من الدائنينّ و إن كـّان كـذّلك فـّلا يجّب إقـحام الشـّرطة لأنهّا و بكـّل
تـأكيد ستـخّسر القـّضية ، رأتهّ يـغـادّر فتمـّتمت
ـ تـّبا حتى و أنتّ بمنـّزلك لا يـّتركونـكّ و شـأنكّ

/

فـّي صـّالة كـّبيرة بـهـّا طـّاولة عـّليها عـدّة كـّراسيّ وضـّع فـّوقهـّا عـدّة أطـّباق من أشـهى المـأكولاّت
و قـدّ زيـّنت بـّبضعة أزهـّار فّي الـوسـطّ
تـرأّس الـطـّاولة الجـدّ و قـدّ كان يـّرتدي بـّذلة عـّملة الـرسمية بـجانبه الأيمن جـّلس رجـّل ربـما في
منتصف الأربعنيـات كـان يـشبه الجد لحدّ كبيـّر من نـاحية الـوجه أو الجـسمّ او حـّتى تـّعابيرّ بجـانبه
كـّان كـّايل الـذّي بـرفقة إليـزابيث الـمرتدية فسّتان سـّهرة أبـّرزّ بـّشرتها البرونزية أكـّثر
و فيّ الجـّانب الأخـّر و بالـجّهة الـيسرى للجـدّ كـّان يـجـّلس نـّايت و شـّعره الأسودّ قـدّ غـطّى
حـدّة عينيـهّ ، يـّضع وشـّاحـّا و يـّرتدّي قـميّصا خفـّيفا مـّع سـّروال جينـّز ،
أثـّناء فـّترة الـغـذاء لمّ يسمـّع سوى صّوت المـّلاعـّق و منّ حانية إلى أخرى صـّوت أحـدّهم يـأمر
الـخـادّمات الواقفـّات في الخـّلف بـجّلب صـحنّ ما كـّان بـعيدّ عن مـتّناول يـدّيه ، تحـدّث الجـدّ فـجأة
مكـّلما نـّايت
ـ ألنّ تـأتيّ خطيبـتكّ لـزيـّارتنـّا إلا بـدّعوة أم مـّاذا ؟
تنحنـّح كـّايل و علىّ شـّفتيه إبتسـامّة سـّاخرة ، قـطّب نـّايت بينمـّا رفـّع حـّاجبه دّلالة على عـدّم
حيازة حركة كايل على رضاه ثـمّ التفت إلى جـده و قـال بـلـباقة و تهذّيب شديد
ـ لـديهـا محـاضّرات و عـمّل لذّا هيّ غـّير مـتّفرغة معـظم الـّوقت لكّن إن كـنّت تـّريدّ
رؤيتهـاّ فـيمكننّي الإتصـّال بها
كـّايل بـسخرية : حقـّا ؟ و من هـذّه التّي تنشـّغل عن خـطّيبهـّا الملياردير ؟
ألّيست كـّل الفتيـّات يـّردن الـخّروج و الاستمتـّاع ؟
نـايت بـبرودّ : تـّلك هـّي زوجـتّك ،
أكمـّل طـّعامه غـّير آبه بـتّغير مـّلامحّ إليـزابيّث أو بهيـجـّان كـّايل الـواضـحّ ، فقـّال الجـدّ بعـدّم راحـّة
و هو يـّرمقّ حفيديه
ـ لـدّينـّا حـّفـّل الـلـيـلة بـمنـّاسبة ذّكـرى الـسنوية لإفتتـّاح الـشّركة لـذّا أريـدّ من الـجّميع الـحضـّور
دون استثناء
كايل بـسخّرية : أسـمعـّت هـذّا الكـّلام موجـّه لـكّ يـاّ أيهـّا المـدّير الّعام
قـطّب كـّايل و شـدّ قبضته عندما لم يرى أي انفعال من قبل نايتّ ، كمّ يثير غّضبه برودّه الدّائم لذّا قـّال
مجددا بلهجة مستفزة
ـ لا تـّنسى إحـضـار متسّولة الصغيرة
رمقــّه نـايتّ ببـرودّ شديدّ غـّير آبـه لإهـّانته لـكّنه شـّعر بنـّظراّت متّجهة نـّحوه فرّفـع عينيـه الحـادتين
لمـّهما كـّان ذلكّ الـشخّص يـّقف ، كـّانت إليـزابيـّث بـكّل ثـّقة تـّقف و يـدّيهـّا ملتفتيـّن حـّول ذّراع كـّايل ..
تـّنـّظر إلـّيه بـطـّريقة لمّ يسـتطّع أن يـّفسر أحدّ غـّيرهمـّا سـّرهـّا ، ابـتّسـم نـّايت بـهـدوء ثـمّ قـّال بـّلهجة
غـّامضّة
ـ و لا تـّنسى الإنتـّباه لـتّصـّرفـّات زوجـّتك
تـّخطى كـّايل المـّسافة التـّي بينهمـّا فيّ ظرّف ثـّانية و قـّام بإمسـاكّ الاخـّير من يـّاقته و رفـّعه ليّسقط
الـكـّرسي الـذّي كـّان جـاّلسـّا عليه ،
ـ إيـّاك و إيـّاك إهـّانة إليـزابيثّ و إلاّ سـّترى ما الـذّي يمكننيّ فّعله ؟
ضّرب الجـدّ الطـّاولة بـّعصبية بـّالغـّة بينمـّا لا تـّزال مـّلامحّ نايـّت بـّاردة غـّير متـأثـّر من أخناق كـّايل له
ـ سـّحقا لكّ كـّايل كمّ مـّرة يـجّب علي القـّوّل لكّ أن تـّحتـّفظ بـّتصرفـّاتك المـّجنونة لنفـّسك ؟ ألا يـّكفـيني
مشـّاكلك الـتّي بالعـمل فــّتقوم بإضـّافة مصـائب أخرى ؟
قـطّب كـايل و تـّرك نـايتّ الذّي قـّام بتـّعديـّل يـّاقته ثـمّ إنحنى بـّلباقة نـّاحية جـّده و قـّال بـبـّرود يشـّابه
الـّصقيع
ـ عـذّرا جـدّي ، لدّي أعـّمال مّهمة أستـأذّنك
بـخـطّوات كـّسولة و واثـّقة مـغـادّر الغـّرفة بـعدّما لمـّح كايلّ ابتسامة سـّاخرة و حـاقدّة ارتسـمتّ على
مـّلامحّ وجـهه الجـّامدة ، دومـّا مـّا يـّجعله يّفقد أعـّصابه و دّومـّا مـا يـظهره بـمـّظهر الـرجّل الـشّرير الذّي
يـّسعى للإنتقـّام لكنّ أليسّ هو من يـّسعى لذّلك ؟ أليس هو من بنـظّراته الـيومية رغـّبة واضـحّة في قـّتلهم
فـّردا بـّفرد ؟
لمـّا لا يـّرى أحـدّ غـّيره و غـّير إليـزابيثّ خططه المستـمّرة و المـّخفية المحـّاولة الاستيلاء على عـّرشّ
الـشّركة ؟ لمـّا لا يـّلمح أحـدّ تـّلك النـّبرة المستهزئة التّي تـّلف جـّميع جـّمله ؟ إنه هو من يسـّتحق النـّفيّ
و الـتّوبيـّخ ليسّ كـّايل

/

في قـاعة حيـّث كـّان أستـاذّ يشّـرح بـكّل تـّعمق فّي أسّرار الشـّعر الفـّرنسي ، حيّث الـرومانسية و العـّشق
و حـّيث عـّرفت قـّصة رومـّيو و جـّوليت الـمّشهورة ، و لمّ تـّكن هي الفـّتاة الوحيـدّة المسـّتمعة إلى
المحـّاضرة بـكّل حمـّاس و حـّب بّل مـّعظم الفـّتيات و قـّليل من الشـّباب ،
الـّشعر الفـّرنسي هو الـجّودة ، هـّو من عـّرف العـّالم على أسّس الـحـّب و الرغـّبة .. عّلى أسـمى أنـّواع
الـّروايـّات و أفـّضل القـّصـائد الـتّي ألقـّاها المحـّبون لأحبـّائهم ، و فّي هـذّه اللـحظّة بـالذّات عنـدّما كـّان
الأستـاذّ و بـكّل سـعّادة يّصف هـذّه المـّشـّاعر الـسـّامية الخـّالية من الـحقدّ أو الـكـّراهية ، مـّنّ الانتقـّام أو
الـجفـّاء ـ كـّانت ماري تّتمنـى لو أنّ خـطّبتها حقّيقية لا تـّوجدّ بها هـذه التعـّقيدات
فقـط هي تـّحبـّه بـكـّل جـّنون و هـّو يبـّادلها الـّشـعور أيضـّا لـكنّ لّيس كـّل مـّا يتمـّناه المـّرء يـدّركه و في
كـّثير من الأحيـّان تـجدّ نفـّسك واّقفـّا أمـّام أمـّر الـواقـّع و هـذا هو حـّال مـاري
زمـّت شّفتيهـّا بأسـى و نـّظرت إلى كـّلير ، هـذّه الفتـّاة التـّي يحـيطّ بهـّا الـكّثير من الـمعـّجبين و لوّ رغـّبت
لأشـّارت بأّصبعهـّا فـأتى أحـدّهمّ لّيضعها فـّوق كـّل اعتبار لـّيس مثّلها هـّي الـطّفلة الـّريفية بالمـّلابّس
القـّروية و صـّفات الصّبيانية
لاّبد أن الجمـّيع يتـّساءل كيـّف استطاعت نيـّل حـّب نـّايت ؟ حسنـّا هـذّا لّيس صـحيحـّا على كـّل
حـّال و هّو لا يحّبهـّا على الإطـّلاق .
نـّفت هـذّه الأفكـّار من رأسهـّا ، لـيست بـحـّاجة إلى تـفكـّير سّلبي يـّكفيهـّا مـّا تـّلقته من أختهـّا الوحيـدّة .
فجـأة رّن هـّاتفها بـّرقم غـّريب و بصـّوت مـّزعج أيضـّا ، التفت اليها جميع رفقاءها في الدرس فتمتمت
باعتذارات عدة و هي تقوم بوضعه على الصامت .
عـادّ يتحرك فّي جيب معطفها فأخرجته و نظرت إلى تـلك الـرسـالة التّي وصّلتهـّا تّوا ، فّتحـّتها ثـمّ قـرأت
بـكّل فـّضول
ـ ارفعي السمـاعة حـّالا
قطـّبت ، من هـذّا الذّي يـّرسل جملة سخيفة كهذه ؟ قررت أن تـطفئ هاتفهـّا لولّا أنه رنّ مجددا . رفعـت
السمـّاعة و انحنت متـظاهرة بـّالتقـاط قـّلمها بعدمـا أسقطتّه ثـمّ أجـّابت بهمّس و خفـّوت شدّيدين
ـ مـّرحبـّا ، منّ معي ؟
ـ المـّرة القـادمة التي يـّرن فيها الهـّاتف أريدّ منك رّفع السمـّأعة فورا و قّبل أن يّرن ثانية ،
هـل هـذّا مفـّهوم ؟
هـذه النبرة المبحوحة، كّيف لها أن تنساها ؟ و هـذه اللـهجة ذات السخرية اللاذعة و المشبعة بالنهي و
الأمرّ كـّيف لهـّا أن لا تتـذّكره ؟ إنه سيد نايت آل لبير خطيبهـّا حالّيا و زوجّها المستقـّبلي ، قـّالت بهمس
ـ ما الذّي تريده ؟ إنني في وسطّ محاضرة مهمة و لا استطيع التحدث معك الآن
ـ و من يـريد تـّبادل الكـّلام معـّك ؟ أخبريني في أي قـّاعة أنت ؟
ـ لمـاذّا ؟ لقدّ أخبرتك أنني وسطّ محاضرة مهمة جـدّا و لا استطيع تـّفويتها كمـّا أن الأستاذ صّارم
لذا سوف اتصل بك بـعد أن أنتهي حسنا ؟
سمـّعت صوتّ إغلاق الهـّاتف بـّعنف فرمّشت عدّة مرات غيّر مستوعبة ما الذّي فـّعله توّا ؟ كيـّف له
أن يـّغلق السمـّاعة و هي لمّ تنهي جملتهـّا بـعد ؟ أليست لديه ذّرة لباقة ؟ و يقال عنها أنها خطيبته ؟
و المدة التي استغرقتها لتـّرفع رأسها و تضع هاتفها فّي مكانه القـديم كـّان نـّايت قدّ إقتحم القـّاعة
و اتجـّه إلى الأستـاذّ بينمـاّ كل مـّتعجب و أكثّرهم استغرابـا و ذهولا هـّي ماري التـّي سـّارعت بالـوقوف ،
اتـجه نـايت نـّاحيتـّها ثـمّ رفّع حقّيبتهـّا و أمسـكّها من ذّراعهـّا ، سـحّبهـّا مـّعه إلى الخّارج و الهمـّسات
حولهمـّا تـّعـّلوا ، ـ هـذا نايت أل لبير ـ إذن الإشاعات صـحيحة ؟ ـ أهذه خطيبته ؟ ـ يـال ذّوقه الـرديء ،
ركـب السيـارة و بجـّانبه مـّاري ثـم أنـطلق مسـّرعـا .
تـمسكـّت ماري بالمـقـعدّ و أغـلقت عينيهـا بـذّعر تـّام ، يـّبدوا مـّجنونـّا و قدّ لا يكون بـوعيه
ثـمّ كيـّف عـّلم بمـّكان تـّواجدها و القـّاعة أيضـّا ؟ ما الذي قد قـاله للأستاذ كي يسمح لها بالخـروج
وسط هذه الفوضى ؟ و ما الذي جلبه في المقـام الأول إليها ؟ هـل حدث أمر طارئ ؟ سـألته بـترددّ
ـ نايت ما الأمـر ؟ ما الذّي حدث ؟ تـبدوا غـريبـا
قـّال بـلهجة جـادّة و هو يـقـّود بكـلّ تـّركيـز بينمـّا يبـدوا عليه تـّفكير العـمّيق
ـ هنـاك فـّستـان فيّ الـمرتبة الخـّلفية ، بـعدّ أن أخفف السـّرعة اقفزي للـخلف و ارتـديه ،
نـحن لا نـمتلك الـّوقت
شهقت بّرعب شدّيد و وضعت يدّها على صّدرها ثمّ هزت رأسها ناّفية و فيّ نبرتها الكّثير من الخوف
ـ مـاذا ما الذّي تقوله أنت ؟ لا يـمكنني تـّغيير ملابّسي في السيـّارة أمام الـملء و أيـّضا أمـامكّ مسـتحيل
أن أفـّعل هـذّا ثـم ما الذّي يحدث ؟ نايت أنت تخيفني
استـدّار بـّسرعة نـّاحيتها تّاركا السيـّارة تسّير لوحـدّها ثـمّ قـّام بإمساكها من خـّصرها بـّكل سـهولة
غـّير مـّعير أي اهتمـام للمـخاطرة التي يـّقوم بهـّا ، رفّعها و دّفعها للـخـّلف ثـمّ قـال ببـرود
ـ السيـارة مضللة و أنـّا لنّ أنـظر إلى فـّتـّاة لا تـّمتلك أي مقّومات للأنوثة لذا اطـمئني
صـّرخت بـغّضب و لكّن لمّ تـّستطّع أن تـّقول المـّزيد أو تـّعترض أكثّر عـندما قـّام بـّرفع حـّاجز بينهمـّا
فـأصّبحت لا تـُرى ، فـّتحت العـلبة بإنـزعاج و أخـّرجت الفـّستان ، كـّان ورديّ اللون قـّصير لحدّ
الـركبتين و منفـّوش ، إرتـدته فـّوق ثّوبها على عـجّل و هي تـّختلس النـظر في كل ثـانية نـّاحية نايت
لتـّرى مـا إن كـّان يـنظر ، نـّزعت ثّوبها بـّعدما اطـمئت ثـمّ ارتدّت حـذاء ذو الكـّعب العـّالي .
كـادت أن تـطّرق على الحـاجز لولا أن السيارة توقفت فجـأة ممـا جـّعلها تـرتـطّم بالنـافذة ، أمسـكّت
جّبهتهـّا و هي تـتأوه مـتـألمة ،
و بـدّون أن يمنحـّها نـّايت فـّرصة لراحة قـّام بفّتح البـّاب ، سـّحبـّها من ذراعها مجددا و أدّخلها إلى
صـّالون حيـّث تـّم إعـادة تـّرميم شّكـّلها كمـاّ قـّالت سيدة فرانسيس مسبقا ،
وضـّعت قـليل من الماكياج النـّاعم و زادّت بّضعة خـّصلات لّشعرها الّبني فأصبحّ مسترسـّلا على
ظهرهـّا بكـّل نـّعومة ،
خـّلال هـذّه الفـّترة إرتـدّى نـّايت بـذّلة سّوداء رسميـّة بـعـدّم اهتمـام ، تـّاركـّا اليـّاقة مفّتوحة
و ربـطّة العـنّق مـّائلة إلى جـّنب فزادّه مـّظهره اللامبـّالي جـّاذبية أكـّثر

/

عنـدّما كانت الساعة تشير إلى السـادسة و النـّصف تـّماما ، كـّان ويليـام يـّقف مجـددا على
عـّتبة مـّنزل عـّائلة روبـّرت ، حـّاملا فيّ يديه عـّدة أكيـّاس .
رّن الـجـّرس فأتـّت فـّلور مسـّرعة ، نـّظرت من خـّلال الثقـّب و حـّالما رأته عـّادت أدّراجها
و قـّامت بإخفـّاض صـّوت الـتـّلفاز ثـمّ أطـفئت جميع أنـّوار الـّغرف ، اقتـربت مجـددا من البـّاب
و أخـذّت تـنـظر إلى ويـليـام منتـظرة رحـّيله ، لكـّن الأمـّر الذّي لمّ تتـّوقعه هو وصـّول والدّها ،
تـّوقفـّا جـّانبا يتحـدّثان معّ بعضهمـّا البـّعض ثـمّ قـّام السيدّ روبـّرت بدّعوته للـدّخول ،
ـ أهـّلا بـكّ سيدّ دوينّ تـّفضل بالدّخـول
ـ لا أشـكـّرك سيدّ روبـّرت لكّن أنـاّ على عـجّلة و لا أستطيـّع البـّقاء أكثـّر من هـذّا ،
عـّلى كـّل تـّفضـّل هـذّه الدعّـوات لكّ أنـتّ و ابنتـكّ مـطـّالبـّان بالحـّضور الافتتاح السنوي
لشـركّة لبير
ـ حقـّا ؟ هـذّا لشـرفّ كبيـّر لكـّن أنـّا متـّعجب قـّليلا فـنحن لا نـّعرف عـّائلة أل لبيـر على الإطـّلاق
لذّا هل أنت متـأكد من أنكّ تـّسلم الدعوات للمنزل الصّحيح ؟
ـ طـّبعا و لقدّ قـّمت بالاشـّراف على الأمـّر بنفسي ، كمـّا أنّه و من الضـّروري حـّضوركّ فقـدّ تمـّت
دّعوتـك من قـّبل نـايت أل لبـّير شخصيـّا المـدّير الأعّـلى و اليـدّ اليمنى لسيدّ أل لبير
ـ أهّ أنـّا لا أعـّلم مـّا أقـولّ ،
ـ فقـطّ إحضـّر الحـّفلة أنـّت و ابنتـكّ أيضـّا
ـ حسنـّا إذّن .
ابتسـمّ ويليـام بـّلطـفّ كعـّادته ثـمّ سـّلمه الأكيـّاس بينمـّا إزداد تـّعجب سيدّ جونـاثان أكـّثر ،
قـّال لـه بـاستغراب
ـ مـا هـذّا ؟
ـ إنهـّا هـدّية ، وداعـّا سيـدّ روبرت
غـّادر ويـّليـام مسّرعـّا متجّها إلى سيـّارته الفـّضية المـّركونة و حـّالمـّا إخـّتفائه عن الأنـّظار
فـّتحت فـّلور البـّاب و رمقـّت والدّها بـّتعجب و كـّذلك فـّعل هـّو ، كـّيف لنـايتّ آل لبيـر أن يـّعرف

أحدا منهـم ؟ لقـدّ بـّات مـّرعبـّا لكن يـّجب عليه الذهـّاب لمعـّرفة مـا الذّي قدّ يريده منه




sira sira likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-07-13 الساعة 09:28 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-13, 12:20 PM   #13

Amoolh_1411

? العضوٌ??? » 273187
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 699
?  نُقآطِيْ » Amoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond reputeAmoolh_1411 has a reputation beyond repute
افتراضي

ي جماااالگ ماري ي حلوها عفويه كثييييييير
نايت ي شيين وجههههك يختي يقهههر
مواعيد التنزيل؟؟؟؟


Amoolh_1411 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 05:59 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الشـّابتر التـّاسـّع

ذّكرى الـخمّسينّ السنـّوية للافتتـّاح


صـّوت المـّوسيـّقى الهـّادئة الكلاسيكية قـدّ انتشر في الأرجـّاء بينمـّا و فيّ تـّلك الصـّالة الكـّبيرة حيـّث
المـأكولات و الشـّراب المجـّاني ، فّي تـّلك الطـّاولة الممـّيزة التـّي بهـّا كـّعكة صـّنعت من قـّبل أفـّضل
الطـّباخيـّن ، كتب عليـّها إحتفـّال ذكـّرى السـّنوية لـ 50 لافتتـاح شـركة لبيـر
بـعدّ أن ألقـى الجـدّ خـطـّابه إجتـّمع العـدّيد من رجـّال الأعـمّال في جمـّاعات متـّفرقة يـتّحدثون عن صـّعود
الأسـهم أو عـّقد شـّركاتّ فيمـّا بينهـمّ ، بينـمـّا كـّايل و إليـزابيـّث يتصـدّران الغـّرفة و يـّقومـّان بـّرد التـّحية
و على وجهيهمـّا أجـمّل ابتسامة و قد كـّان مـاّري و نـايت عكسـّهما ،
بالـّرغم من أن نـايتّ مـدّير العاّم لشـّركة فـقدّ كـّان منعـّزلا فـّي إحـدّى الطـّاولات المـّنتشرة بـكـّثرة ،
جـّالسـّا بكـّل كـّسـّل و عينيـّه تـّجولانّ المـّكان بـجـّانبه كـّانت مـاّري تـّقف متـّوترة ممسـكّة بكـّتفه و هـّي
خـّائفة من الهمسـّات الـتّي تـّعلوا شيء فشيء عنهمـّا غـّير أنّ نايت لّيس مبـّالي كعـّادته
فـّي الـجّهة الأخـّرى كـّان ويّليـام يـّقف مـّرحبـّا بـكّلا من السيـدّ روبّرت و الآنسة روبـّرت فقـدّ وصـّلا تـّوا
، رفـّع هـّاتفه و إتصـّل بنـّايت و حـاّلمـّا رأى الأخـّير اسـمّ ويـّليام يـنير شـّاشة هـّاتفه ابتسـمّ ببـرودّ . نظر
إلى ماري بطّرف عينه و قالّ
ـ أنـّت ، إتبعـّيني
تـمسـّكت مـّاري بـّذراعه خـّائفة بينمـّا كـّان هو يـّـتقدم بـكّل ثـّقة نـحو المـّنصة التـّي قـّام جـّده تـّوا بشـّكر
الحـّضور على متـّنها .
أمسـكّ مـّيكّروفون فنـّظر إليه جميـّع الضيـّوف دون استثناء ، شـدّت مـّاري قّبضتها على ذراعه و هـّي
تـّرى هـذّه النـّظـّرات ، معظمها حـّاقدة و الـكثـّير منهـّا سـّاخرة لكّنها لا تـّخلوا من الخـّوف و الـّرعب
فرّغما من أنهمّ يكرهونه إلا أنّ قّلوبهم تقدّح خوفّا فقطّ بمجردّ نظرة منه ، قـّـال بـّنبرة مبـّحوحة هـّادئة
ـ أودّ شـكّر جميـّع ضّيوفنا الكـّرام على حضـّورهمّ لافتـّتاح الخـمسينّ و بمنـّاسبة هـذّه الـذّكرى الـّسعيـدّة
قـّررت إعـّلان خـّطوبتـّي رسميّآ أمامكمّ من الآنسة مـاّري روبرت
صـّفق الكـّل من هـذّه النبـأ الغـّريب مـطّلقـّين أحـّر التهـّاني ، فتـقدّم نايت من مـاري المـّنصدمة ثـمّ وقّف
أمـّامها و قـّام بـتّقبيـّل خـدّها بـكّل رقـّة بـعدّ أن أمسكّ خصّرها ، كـّان يّعـلم أنهـّا سـّوف تنصـدّم و قدّ تنـهّار
حـّتى ، قـّال بـحدة
ـ تـماسكي ، مـاذا بـك ؟
لـمّ تـكّن مـّاري مندّهشة بـّسبب إعـّلان الخـّطوبة المفـاجئ أكثـّر من تفـاجئها بـقدوم والدهـّا و أختها إلى
هـذه المناسبة ، كـّانت مـّلامحّ وجهيهـمّا شـّاحبة و لمّ تـّختلف عنهمـّا أيضـّا لكّن تـّذكرت أنهـّا ليسـّت
بموقف يسمـّح لها بـّتفـكّير فابتسـمت بلطّف مصطّنع حينهـّا قـّام نايت بتركها
نـّزلا من المنـّصة و هو يشـعّر بنـّظرات تـحـّرق ظّهره فالتفت نصـّف دورة و رمـّق كـايل بسخرية لاذعة
ثـم ابتسـمّ بكـّل بـّرود و قـّام بـّوضع يدّه حـّول كـّتف مـّاري .
بينمّا شـّهقت فـّلور و كـّادت أن تـّقوم بذهاب نـّاحية أخـّتها لولا وقـّوف ويـّليام المفـاجّئ أمـّامهمـّا و
على شّفتيه ابتسـّّامه هـادئة ، قـّال بـخـّفوت
ـ أنـّا لم أطـّلب منكمـّا الحـّضور لتـّخريب حـّفلة الخـّطوبة أو ذكرى الـ 50 لكـّن سـأكون ممـّتنا إنّ فقـطّ
وقفـّتما بـجـّانب ماري في هذه اللحـظة .
شـدّت فـلور على قّبضتهـّا و هي لا تـّصدق أن تـلكّ الشـّابة الواقفـّة هنـّاك هي أختهـّا ، تـّبدوا مخـّتلفة
و بشـدّة ، ابتسـّامة التـّي ارتسمـّت على مـلّامحهـّا أو خـّطواتهـّا الواثقـّة ، حـّولت نـظرها إلى الشـّاب
الواقفّ بجـّانب أختّهـّا ، غـّير مـّعـّقول .
هـذّا هو خـطّيبهـّا ؟ السيـد نايت أل لبيـّر المـّعروف بـأنه أقـّسى من الجـّليد ؟ ذّلك التـّي حـّاولت أحدّى
العارضـّات المشـهورات نيـّل قـّلبه لكـّنه رفّضها و باحتقار أيضـّا، مستحـّيل فـماري لنّ تستـطيع أبدا
الفـّوز بـحـّب شخصّ مثـّله، هّي لنّ تستـطّيع أبـدّا أنّ تـّنزع الجـّليد الذّي يـّغلف قـّلبه
أختهـّا الخـّأئفة و الغـير واثقـّة من نفسهـّا تـّبدوا مخـّتلفة تمـّاما الآن ، أليست هّي من تـّمنت أنّ تصبّح
على هـذه الحـّال ؟ أن تصبـح ماري تـّعتمد على نفسها أكثـّر و بعدها لنّ تقلق بشـأنها ، لكـّن لما و بهذه
اللـحظة بدت أمنيتها عديمة الجدوى ؟
تدّاركتّ شرودها فرمشّت بعينيهاّ لتعودّ إلى الواقّع ، رمقّت ويّليام المبتسمّ بغّضب ثمّ كّزت على أسنانها
محاولة الحفاظ على أعصابها و هي تحدثه بلهجة شديدة التهديد
ـ و من أنتّ لتـّقف وسـطّ شؤوننـّا العـّائلية ؟ فقطّ غـّادر قـّبل أن أقـّوم بصّنع خـّريطة في مـّلامح وجهكّ
الجميـّلة هـذه
ويليـام بـضحكة
ـ لا أعـّلم إن كـّان مـا قـّلته تـّوا يفّترض به أن يكـّون مديحـّا أو شتمـّا لكنّ أنـّا واثـّق أننيّ لن أتـحـّرك من
مـكانّي الآن ، إنّه يعـجبني
ـ حسنـاّ ابـقى هنـّا أنا من سوف يغـادر
كـّادت أن تّرحل لولا أنّ سيدّ جوناثـان أمسـكّ بذراعهـّا ، كـّان يـّنظر إلى مـّاري بـعدّم تصـدّيق لكـّن هـذّا لن
يـّغير شيئا ، كونهـّا على مقـّربة من الزواج بـّملياردير لنّ يغـّير كونهـّا فـّرد غـّير مرغـّوب فيه ، قـّال
ببرود
ـ كـفى فـّلور ، إن تـّقدمت خـطّوة واحـدّة نـّاحية تـّلك الحقّيرة فـأنّا لا أعـّرفك بـعدهـّا لـذاّ دعينـّا نـّرحل
بـهدوء كمـّا أتـّينا
ـ لكـّن والدّي ، إنّ مـاري ليسـّت .. هـذّه لّيست مـّاري أقسمّ لك ، دّعني فقط ّ أتـحدّث معها سوفّ لن أفّعل
شيئا غـّير الكـّلام معها فقط .
ـ فـّلور ، من تـّخلى عنـّا تخلينا عنه نحنّ أيضـّا ، و أنا الذّي كنت أتسـاءل من أينّ لها جميع هـذه النقّود ؟
قـطّبت فـّلور بعدم رضـى ثم غـادرتّ مع والدهـّا و هي تـّرمق ويـليـام بحقـدّ واضـحّ ،

/

كـّانت مـّاري تـّجلس على نفـّس الطـّاولة سّابقـّا ، تـنـّظر نـّاحية كـّلا مـّن والدهـّا و فـّلور اللذان يتحـدّثان
مـّع ويليـّام ، إلى حيـّن مغـّادرتهمـّا لابدّ أن لنـّايت يـدّ بهـذّا فـهو لاينفكّ مفاجئتهـّا ، نـظّرت إلى يـدّها حيّث
زّين اصبعها خـّاتم جميـّل مرّصع بالألماس الخـّالصّ ، ما الذّي أقحمت نفسها به ؟
ـ نـايت ، أريـد منكّ شرحـّا مفصـّلا لمـا يحدث و لا تحـاول الـ
قـطّبت عندمـّا لمّ تـجده بجـّانبهـّا و فجأة انتابها الذّعـر كـأن قـّوتها التّي كانت تتسلح بها قدّ اختفت ،
وقفـّت بسـّرعة ثـمّ نـظرت إلى السـّلالم حـّيث أشـّار قـّلبها و رأته .. أسـّرعت فيّ سّيرهـا لكّي تـّلحقه
صّعدت السـّلالم و عـّبرت الـّرواقّ ، فـّي تـّلك الزاوية المـظلمة كـّان يقّف نايت و لمّ تـكن ماري لتلحظه
لوّلا نبـّرته الحـادّة المـّبحوحة ، هو بـّرفقة شخّص مـّا .. كـاّدت أن تـناديه لولا أن شخصـّا ما أمسـكّ بها
لتصبـّح هي أيضـّا فيّ ركنّ ،
كـّانت تـّصرخ بـّصّوت مـكّتوم و هي تـّقاوم بكـّل ما تـّمتلك من جـّهد لولا أن ذّلك الخـاطّف همـّس في
أذنهـّا بانزعاج
ـ إخـّرسي سحـّقا ، لا أستطيـع سمـاّع شيء
رّفعت ماري عـّينيها الزجاجيتين و اللتان في هذه الدقيقة كانتا تعكسان مدى خوفهـّا الشديد ناحية كـاّيل
فقدّ كـّان هو الأخر ممسكـّا بها بكـّل إحكـاّم و يّضع يدّه على فـّمها بينمـّا يبدوا عليه التـركيز ، قـطّبت و
قـّامت بضّربه بواسطة كوعها في معدته فـتأوه بـألم و تركها ، تحدثت ماري بهمس غاضب
ـ ما الذي تظن نفسك فاعلا بالتنصت على خطيبي ؟
ـ اخرسيّ سحقـاّ لقد فوت كـّل الحـديث ثـمّ من هـذّا الذّي يحـّاول التنصـّت على خـطيبك ؟ أنـّا فقـطّ
أريدّ مـّعـرفة ما الذّي كانا يتحدثان عنه بكـّل هذه السرية
ـ أجّل و هـذا لا يـّعد تنصـّتا يـّالك من كـّاذب
زفّر بـّغيض و دّفعها إلى الجـدارّ ثـم اقـتّرب قـّليلا فـّصرخت مـّاري بـسـّعادة مصـطنعة و هّي تنـاّدي
نـّايت بينمـّا رمقهـّا كايل بكل غـّيض
ـ نـّايت عـزيزي لقدّ بحثت عنكّ في كـّل مـكان ،
ابـتّعد نايت عن الظـلام فظـّهر رفـّيقه ، كـّانت إليزابيـّث بجمالها المـّبهر و الخـّيالي تـّقف على مقربة
شديدة منـّه و على قدّ بدا عـّليها الانزعـاج ، التفت ماري ناحية كايل مستغربة خـّروجه من الـركّن
فقـّال هو بضـجّر هامسا لمـاري
ـ تبـّا إليـزابيـّث ، لقـدّ ظننـّتها شخصـّا آخر
نـّايت ببـرود
ـ مـاري ، مـا الذّي تـّفعلينه هنـّا ؟
كـّانت لا تـزال مستغـّربة من تـّواجدّهم معـّا ، نـّايت و إليـزابيث و هـّي مـّع كـّايل ، تـقـدّمت بإتجـاّه
نايت و هي تـّقول بتـّردد
ـ ما الذّي كـّنت تتحـدّث معه مع السيدّة إليزابيث ؟
نـظّر نايت ناحية إليزابيث المنزعجة بّبرودّ ثمّ أجـّابها بلهجة جـّافة ، فإنّ كانّا لوحدّهما لمّا كان لّيعير
سـّؤالها اهتماما لكنّ وجودّهما بجّانبّ كاّيل و إليّزابيثّ أجبّره على الكّلام
ـ لا شيء مـّهم ، فقـطّ عنّ مـدى تـّفاجئها بالخـّطبة فهـّي كـّانت تّـريدّ أن تـّقيم الحفـّلة بنفسهـّا أليـس كـذّلك
؟
رّفعّت عّينيهـّا بتشـّامخّ و حـّركتّ شّعرها الحّريري الـطّويل بكّل غـّرورّ قـّائلة
ـ ما الذّي تـّقوله أنت ؟ طـّبعـّا لا . أنـّت فقـطّ خـّربت ذكـّرى السنوية لافتتـاّح بإعـّلانك لـخـّطوبتكّ
هـذّا مـّا قـّلته
ابتسـم نايت بـسخرية
ـ أنـّت الا يّـمكنـكّ المجاملة ؟ فـأنا لا أريدّ لخـطيبتي أن تأخذ انطباعا سيئا عن الـعائلة بـعدما
أصبحت فرّدا منها
شّعرت ماري بجوّ من الحقدّ و الكره يّعمّ المكّان فـإقتربت من نايت و أمسكّت بذّراعه بلطّف شديد
لتقّول بنبرتها المازحـّة
ـ لقـدّ ظننـّت أنـكّ تـركـّتني و رحـّلت
تحـدثت إليزابيث بحقد
ـ لا تـقلقي عـزيزتي فـّلن يستغـرق الأمر الكثير من الوقت قبل أن يقوم بالتخلص منك سّريعـا ،
هـذّا ما هو نـايت ماهر في فـّعله ، رمي النـّاس بـعيدا و خصـوصـّا الريفيون منهمّ
كـّايـل بهدوء
ـ إليـزابيث دّعينـّا من هـذا الجـدال العـقيـمّ فـّهذا لّيس بالـوقتّ المنـّاسب و الـضـّيوف في الأسـّفل
ينتـظرون كمـاّ أن جـدّي يـتّوقع منـّك تـّفسيرا
نـايت بسخريته اللاذعـةّ
ـ منـذّ متى و انت تستخدمّ عقلك ؟
تـحول الأمر من مـجّرد كـّلام إلى عـّراكّ فهـا قدّ تـّقدم كـّايل من نـّايت بـعد أن دّفع مـاري لـتّسقطّ أرضـّا ،
حـّاولت إليـزابيث أن تـّبعد كـّايل لكنهـّا لم تستـطّع فإبتعدت بدورهـّا خـائفة من أن تتـّلقى لكـّمة من لكـّمات
كايل المتـّهورة بينمـّا أمسكّ نـّايت قـبضة كـايل بـهـدوّء قـّبل أن تصـّل إلى وجـهه ،
عـادّت إليـزابيـّث بـعدّ أن رأت الأمور تـّخرج فـّعلا عن السيـطّرة و لن يتـّوقف كـّايل هذه المرة عنـدّ
إمساك ياقة نايت فقط فتشجّعت قّليلا و وقفـّت أمـّام فـّردي لبيّر المشهورينّ بحدة المزاجّ بكّل جـرأة ثـمّ
قـّالت بحـدّة
ـ أتريدان أن تـّصل هذه الأحداث إلى الصـّحف غـدا ؟
ارتبـكـّت ماريّ و وقفـت هي الآخرى أيضـا لكّن لمّ تتقـدّم ، لأنهـّا ببسـاطـّة لّيست فـّعلا فـّرد بهـذه العـّائلة
و كمـّا قـّالت إليزابيث هي ليسـّت سوى مجـّرد فـّتاة مؤقتة لـذّا
بينماّ ظهر ويّليام فجـأة خـّارجّا من إحدى الـغّرف فـرأى الشـجـّار ليتجـه إلى حيـّث يـّقف الأربـّعة و
قـّبل وصـّوله ابتـعدّ كـّايل عن نـّايت و كـذّلك فـّعل الآخر ، زفـّر بـّغيض من تّصرفـّات كايل غـير مدروسـّة
و قـّال بـصـّوت عـّالي مـّرح محـّاولا إخفـاض الجـوّ المشحون
ـ أهـلا بـمـاري و نـايت أهـلا ، كـّيف لكمـّا أن تـّخفيـا هذه النبـأ السـاّر عني أنـّا صديقكمـّا الوحيد ؟
نـّظرت إليه مـّاري براحة شديدّة ففقطّ و بوجودّ ويّليام تشعرّ بالـراحةّ ، نـّظر إليها جـارها متسـائلا
عنّ عينيها الخـّائفتين ثمّ قـّال بإبتسامة لطيّفة وسيعة مصّفقا بكلتا يديه
ـ ما الذّي تفعلونه هنا جميعا و الموسيقى المدهشة في الأسّفل ، دّعونا نحتّفل
ابتسمتّ ماريّ بسعادة لأنهّ يحاّول تلطّيف الجـّو فاقتربت من ويليام و وضعت ذراعها بذراعه مرتبكة
لكنها حاولت التمثيل فقـّالت باستياء
ـ أرأيت يـّا ويليام ؟ لقدّ أعّلن خطوبتنـّا و هو يّرفّض حتّى أنّ يّشاركني الـّرقّص ألا يستحقّ العـّقاب ؟
ركـزّ نـايت نـظره نـّاحية مـاري متمـّعنا فّي حركاتها فهي تـّقن دورهـّا لـدّرجة جـّعلته يّشعر بالـذهـّول ،
و هو الـذّي ظـّن أنهـّا سوف تـّبقى مـّرتبكة طـّوال الحـّفلة و فـّعلا هي كـذّلك لكّن على الأقـّل نـجّحت في
إخفـاءه . تـقـدّم منهـّا ثـمّ وضـّع يدّيه حـّول كـّتفيها مـّبعدّا ذراع ويـّليام و مـّقربـّا إياها منه كـادّ أن يقبلها
لولا أنها وضعت يدها على فمهـّا و ابتـعدت عنه ، قـال نايت بغـيض
ـ ماذا بـك ؟ إنه عـربون اعتذاري ؟
أحمرت وجنتيها من الخـجـّل و تـحـدّثت بلهـجة صـّاخبة و غـيّر متـزنة
ـ ماذا ؟ ما الذّي تـّقصده ؟ من قـال أنني كنت غـاضبة ؟ أنـّا
ركـضت مسرعة إلى الأسـّفل فتنهـد نايت بـبـرود ، من قـال أنها كانت تـجيد التـمثيل ؟ لـمسة واحدة منه
كـفيلة بجّعلها تفقـد الوعـّي ، تـحدّث بـبـّرود شديد إلى مـّاري التي تـّركض في الرواق غـّير مـّلتفة للخـّلف
ـ انتـظري ، هـّل أنـت واثقـة أنك لسـّت غـّاضبة ؟
صـّرخت بـإحـّراج
ـ لا
بـعدّ أن إختـّفى نايت و مـاري من أمـّام أنـظار الـثـلاثة ، تـغـّيرت ملامحّ ويـليـام الودّية و الـلطيفة إلى
أكـّثر جـدّية و صـّرامة ، كـّان يـّقف مستنـدا على الجـدّار الّذي خـّلفه و هو يـنـظر إلى كـلا من إليـزابيث
المنـّفعلة و كـاّيل الهـادئ عـلى غـّير عادته ، استقـام فّي وقفـّته و سـّار من جـّانبهمـّا عـائدا إلى الحـّفلة
بينما هو يـّقول بـّلهجة غـّامضة محـذرة
ـ إنّ نـايت جـّاد فـّي عـّلاقته مـّع مـاري لـذّا إليـزابيـّث ، كـّايل كـّفا عن اللـّعب بـذّيلكمـّا حوله فـأنـّا و
هذه إنّ أرادّ النّيل منكمـّا المـّرة لنّ أوقفـّه

/

كـّانت السـّاعة تشـّير إلى العـّاشرة و النـّصف تمـّاما قدّ أخـذّ خـادمي القـّصر جميـّع الضيـّوف نـّاحية
قـّاعة الطـّعـام ، حـّيث أنه فـّي قـّاعة كـّبيرة جـدّا وجـدّ طـّاولات مستـديرة عليهـّا أغـطّية باللـون الأحمر
ألأجوري و مـّّزهرية بهـّا زهـّور الأوركـيد النـّادرة و قدّ أخـذّ الخـدم كـّل شـخص إلى الطـّاولة المخصصة
إليه بجـّانب الشـّركة المتـّعاقد معهـّا و تـمّ تـجّنب وضـّع الشـّركـّات المتـّعادية بجـّانب بعضهـّا البـّعض .
جـّلست مـّاري مـّع كـّل من نـّايت و إليـزابيـّث ، كـّـايل و ويـليـام ، سيـدّ آل لبيـر و والدّ كـايل تـّوماس
مـّع صدّيق الجـدّ الـعزيز ألبرت .
كـّانوا يتـّناولون عـّشائهم بـهدوء و هـمّ يسـتّمعون إلى حـدّيث جـدّ و سيدّ ألبرت حـّول ذّكريـّات طـّفولتهمّ
أمـّا ويـّليـام الـجّالس على يسـاّر مـاري كـّان يـّريها و بـطرّيقة مضحكة و خـّفية أي شـّوكة تستـّعمل أو
أّي مـّلعقة فـكـّانت تـّنـظر إليه بـتّمعن و تـّقلده
سيـدّ تومـاس ينـّاقش أحـوال العـمـّل مـّع كلا من نـّايت و كـّايل ، أمـّا إليـزابيث فقـدّ كـّانت مـجّرد
مسـتّمعة لجميـّع أحـادّيثهم الجـّانبية ،
تنهدّت مـّاري بـّضجر و وضـّعت الشـّوكة جـّانبا بـّعد أن استعصى عليها حملها بالطريقة الصحيحة
التي أخبرها عنها ويـليام ثـم تـحدثت بملل واضح و هي تزمّ شفتيها
ـ إن لمّ أأكل فستحـّل المشـّكلة ، ويـّل دعنـّا من هـذا
ـ مـّاري مـاذا بـّك ؟ إنه لـّيس بالأمـّر المـّستحيل كـّل مـّا عـّليك فـّعله هو إمسـّاك الـّشوكة جيدا
على الـطّريقة التي أخبرتّك بهـّا توا و سـّوف ينـجح الأمّر ، هـّيا حاولي
حـّاولت مجـددّا رفـّع الـشوكة ثـمّ حمـّلت قـطّعة لحم بـهـّا كـّادت أن تـّقضمها لولا أنهـّا سقـطّت على
فستانها لترتعبّ بشدة فحاولت أن ترجّعها إلى الصحّن لكنها سقطّت أرضـّا بالقّرب من قدّم إليزابيث ،
رمقـّت ماري حينهـّا ويـّليـام بـغّيض فأبتسم هو بـكل ودية ،
مـاري بـبرودّ
ـ حقـّأ ؟
ضحكّ ويـليـام بـقـوة فالتفت إليه الكـّل بينمـّا ماري محـّرجة ، ضـّربته بكوعهـّا في معـّدته فـتوقف
عن الضـحكّ و كـحّ قـليـّلا ثـم قـّال باعتذار بـّعد أن وجدّ أنه محـط أنـظارهم
ـ نـكتة طريفة ،
رمقـته ماري بـإحراج كبير ثـّم وقفـّت بـخجـّل و انحنت بـكّل لبـّاقة .. قـّالت بـإحـّراج شديد
ـ عـذّرا
كـانت تـسير باستقامة و هي تضع ابتسـامة لطيـفة على شفتيها فمـّن يـّرها لـن يصـدق إنها مجرد فتاة
من العامة ، حيـّن اختفت عن أنـظارهم نـّزعت حـذائهـّا و ركـّضت نـاحية الحـمام بينـّما الـخـدّم
يـّرمقونها بكـّل استغـراب
تـّوقفت فجـأة فزادّهم استغـرابـّا، اقتربت من إحدى الفتيات الخادمـّات و قـّالت بابتسـامة بـلهاء
ـ عـذرا ، أين حـمام ؟
ـ من هنـّا سيـدتي ، دعـيني أرشـدّك
سـّارت بـّرفقتهـّا و هـّي تتـألمّ و تنـّظر تـّارة إلى الـطّريقّ و ثـاّنية إلى قـّدميهـّا اللـّتان قـدّ تورمـّتا من ارتـداء الحـذّاء ذو الكـّعب العـّالي

/

كـّان ويـّليـام لا يـزالّ مبتسـّما و هو يـّحتسي القـّليل من النبـّيذ ، فـّرمقـّه كـّايـّل بسـّخرية ،
إنـّه لا يتـّوقف أبـدّا عن الـضحـّك عـّلى شفـّتيه دومـّا و مـّهمـّا كـّان المـّوقف ابتسـامة عـّريضة ،
قـّال بـجفـّاء
ـ مـا الأمـّر ويـّليـام ؟ أخـبّرنـّا لمـّاذا أنـّت بـمزاجّ سـعيـدّ هـكـذاّ ؟ أيـّعقل أنـكّ قـدّ أنهيت اللـحّن
القـّادم و المـّوعود ؟
ـ لـحنّ ماذا ؟ آهـّ تـّقصّد البـّيانو لا لـمّ أنهـّيه بـّعد فـهـذا لـّيس سهـّلا ، لـكّن لمـّاذا تّبدوا مـهتما
بـمزاجّي سيـدّ كـّايل ؟
ـ لا شـّيء إنـّي و فقـطّ قـدّ اعتراني الفـّضول
ويـّليـام بـّودية : حـّقـا ؟
قـّاطعـّت إليزابيث حديثّ زوجّهـّا كـّايل و هـّي تـّضع مـّلعقة من الحسـاّء فيّ فـّمه بينمـّا ابتسـّم هو
بـكـّل هيـّام و قـدّ تنـّاسى كـّلامه ، فنـظّر إليهمـّا الجـدّ بفـّخر من هـذّه العـّلاقة السميـكّة و الودّية ثـمّ
قـّال بمـّزاح
ـ عـّلى الـّرغم من أنكمـّا قدّ تـّزوجتمـّا قـّريبـّا لكـّن أنـّا فـّعلا أتمنـّى وجودّ حـفيدّ
غـّص كـّايلّ و أخـذّ يكـّح بـّقوة فـمـدّ له والدّه القـّليل من الماء ليـّشربه دّفعة واحـدّة ، قـّال بإحـّراج
شديدّ و ذّعر فّي آن واحـدّ
ـ ما الذّي تـّقصده جـدّي ؟ أنـّا لسـّت مسـّتعدا لأكونّ أبـّا الآن
ضحكّ الجـدّ بيتـّر بـّخفوتّ و غـمـّز نـّاحية كـّايل
ـ منّ يـّحضر لّي حفـيدّا أوّلا سـّوف ينـّال نصيـّب الأسدّ ، لذّا
كـّايل بتلاعـّب : حقـّا ؟ إذّا لابدّ أن يكونّ أنـّأ
جـدّ بيتـّر بـسخرية : أجـّل ، أجـّل
ضحكّ الكـّل على مـّزاحّ جـدّهمّ حيّن لمـّح نـّايت وجـّود جـّلبة صـّغيرة بيـّن الخـدّم و ارتباك فيّ
عمـّلهمّ فوّقف بـهدوّء و هو يمـّسح بكـّل لبـّاقة فـّمه ، قـّال ببـّرود
ـ عـذّرا سـأذّهب للبـّحث عن مـّاري فلابدّ لنـّا أن نحـّاول جاهدين
و سـّارّع بالـّرحيـّل بينمـا لـّم يستـّوعب أحـدّ أنّ نـّأيت قدّ قـّال لتـّوه مـّزحة فـهـذّا ليّس من شيمه أبدّا ،
ضحك ويليام بتوتر لرؤيته ملامح الجميع الجامدة من الصدمة
ـ انه يمزحّ ، يـمزح لـمّّ يمر على خطبتهمـّا سوى سـّاعة ها إنه يمزح


/


sira sira likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-07-13 الساعة 09:30 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 06:00 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

/
فـّي غـّرفة بيضـّاء نـّاصعة البـّياض تـحتـّوي على مـرآة كبـّيرة كـّانت ماري أمـّامهـّا واقفـّة و هي تـمسكّ
طـّرف السـّفلي لثـّوبها غـّالي الثمنّ بين يدّيهـّا و هـّي على وشكّ البـكـّاء من شـدّة الإحراج ،
نـظّرت إلى المـرأة بواسـطة عينيهـّا الزجـّاجيتينّ البنيتيـّن ، شـهقـّت بـّرعبّ عندمـّا لمـحتّ طـّلاء أزرّق
عـّلى شعـّرها فأفسدّ التسريحـّة بـأكملهـّا بينمـّا هنـاكّ بـّضعة منه على ثـّوبهـّا فجـّعله يبـدوا كمـّا لو كـأنه
ممسـّحة .
بـدأت بالأنيـّن ، كيـّف لهـّا ان تـّخرج الآن للـحفـّلة ؟ بل ما الذّي سـتّقوله لنـّايت الذّي سـّعى جـّاهداّ لتـّغيير
مظهرهـّا ؟ يـّاله من إحـّراج كـّبير . فجـأة طـّرق بـّاب الحمـّام ثـمّ تـّهاوى إلى مسـّامعهـّا صوتّ نايت
الهـادئ
ـ مـّاري ، هل أنت بالدّاخل ؟ لقدّ أخبـّرتني الخـادمة أنكّ ترفضينّ الخـّروج ، ما الأمـّر ؟
و كـأن أسوء كوابيسّها قدّ تـحّقق فأخـذّت تشتمّ الخـادمة بهمسّ و هيّ تحـّاول العثـّور على شيّء مـّا
أو حـّل ، قـّالت له بنبـّرة عالية و ارتبـاك
ـ لا شيءّ إنهّ لا شيّء
قـطّب نـايتّ ثـمّ قـّال بشكّ
ـ إنهّ لا يبدوا كـّلا شيءّ بالنسبـّة إليّ
فتحـّت صنبـّور الميـّاه و أخـّذت تمسـّح بـّقعة كـّبيرة من الطـّلاء لكـّن و لأنهـّا ترتدّي الكـّعب العـّالي و
لأن الماء و رغـّوة الصـّابون قـدّ تـّسربت إلى الأرضّ فسـقطّت بكـّل قوة ليـصدّر صوّت عمـّلاق ،
شـحبّ وجـّه الخادمتين من الصدّمة و كـذّلك نـّأيت فـأمـّرهم بإخـّلاء المنـطّقة فـّورا و منعّ الضـّيوف
من الدّخـّول ، كـادّ أن يفتحّ بـّاب الحمـّام لولاّ أن مـّاريّ صدته في الجـّهة الأخـّرى ، قـّالت بإحـّراج و تصـّرخ
ـ لقدّ قـّلت أننـّي بخـّير ،
ـ مـّاري لقدّ بتّ الآن تثيرينّ أعصابيّ فابتعـدّي عن البـّاب فوّرا و دعينّي أرى ما الذّي يحدّث بحّق
الجحيمّ
ـ لا
تنهـدّ ثـمّ دّفع الباب بكّل قوته فسقطّت مـّاري للخـّلف ، نـظّر نايت حـّوله بدهشة .. الأرّض مليئة بالصابون
و هنـاكّ طـّلاء أزرقّ فّي الجـدّران أمـّا ماريّ فكـّانت في حـّالة يّرثى لها ، أمسكّ رأسهّ ثمّ قـال بأسى
ـ ما الذّي فعلته ؟
استقـامتّ مارّي فيّ جلستها ، ثمّ قـّالت بتـّوتر و إحـّراج
ـ لقدّ ، لقدّ .. لقدّ جذّب انتباهي عـّلبة صـّغيرة فّي أعـّلى رّف فحـاّولت استراقّ النـظّر إليهـّا ، و بينمـّا أنا
أحـّاول سحّبها نحوي سـقطّ إناء الطـّلاء علي ، فـحـّاولت أن أجدّ شيئا أنّظف نفسي به .. فأخذّت مناديل
ورقّية و عنـدّما أخذّت رفّضت الآلة التوقف عن إخراج المناديل فـحـاّولت إطفائها لكـّنها سحـّبت الثـّوب
بـطّريقة سحـّرية لا أعـّلم كـّيف فتـّمزقّ ، لمّ يكنّ ذنبيّ صدقـاّ أنا آسفة نأيت
نـظّر إليهـّا فطـأطأت ماري رأسها شعورا بالعــّار ، ضحكـّت الخادمتينّ بصوتّ خافتّ بينمـّا رسمّ نايت
على شفتيهّ ابتسـامة هـادئة ثـمّ أمسكّها من ذّراعهـّا ، قـال بحدّة
ـ لا أريد رؤية أحد المصّورين المتطفلينّ و لا الضيوف أيضـّا ، هـّل تسمعان إلى ما أقوله ؟ أمنـّا الطـّريقّ
ناحية غـّرفتّي
أومـأتا بالإيجاب و اختفتا عن أنـظاّره ، نـزعّ سترته و وضعهّا على كتفّي مـاّري التّي أنـزلت رأسها
للأسـّفل أكثـّر و هي تعتـذّر مجددّا بمشـّاعر صادقة
ـ أنـّا آسفة فـّعلا نايتّ لم أكـنّ أقصدّ
تنهـدّ و سحبّها مّعه ناحّية غـّرفته ، أغـّلق البـّاب خـّلفه بإحكام ثـمّ اتجـه إلى غـّرفة صغيرة أخرىّ ،
خـرجّ مجددّا حـامّلا بينّ يديه فستـانّا بسيطّا ذوّ لونّ أزرّق داكّن قـّصير يّصل إلى ما فّوق الـركبتينّ
و معهّ حـذّاء بنفّس موديل الفستان ، وضعهما على سـّريره الكـّبير ذو الغطاء الأسودّ ثـمّ قـال بـبـّرود
ـ إنّ الحمـّام جـّاهز ،
ركضـّت مسـّرعة منفـذّة أوامـّره ، و بـعدّ ربع ساعة أخـّرجت رأسهـّا من البـّاب و هيّ تخبئ جـسدهـّا
بكل إحتشـامّ ثمّ قـالت بـتوتر و ارتباك معّ تلعثم في كلماتها
ـ نـايت هلا تفضلت و مددّت ليّ الملاّبس ؟
كـّان جـّالسـّا على أريكة بيضـّاء فـّاتحـّا حاسوبه المحـّمول عـّلى بيانـّات و مخـططـّات ، يضـّع نـظارتيه
و يبدّوا مرّكزا فيمـّا يـفّعل ، فخـّرجت بكـّل بطء تـّسير على أطـّراف أصـاّبعها و هي تضـّم رداء الحماّم الواسعّ ،
أخـذّت الفستـّان ثمّ
استـدّارت مسـّرعة لكنهـّا سقطّت متعثـّرة
نـظر إليه نايت بطّرف عينهّ ثمّ قـّال بسخّرية
ـ هـّل لديكّ مشكلة في التوازن أم ماذا ؟
وقفّت مسـّرعة و ركضـّت نـّاحية الحمام ثمّ أغلقت الباب خّلفها ارتدّت الفستان على عـجّل و كذلك
الحـذاءّ، بعدمـّا خـّرجت وجـدّت خـادمتينّ ينتـظّرانهـّا لتسريحّ شعرهـّا من جديدّ ، قـالت بـارتبـاك
ـ نـّايت ألن نتـأخر هـكذا عن الحفلة ؟ ربما يجدّر بنا العودة
ـ ما رأيك أن تغلقي فمكّ و تـّقومي بمـّا أمرتكّ به يكفينـّا متاعب
صمتتّ رغمـّا عنهـّا ثمّ استدارت ناحية الخـادمتين لتجّلس على الكرسّي بكل انصياع ، بينمـا أخذّت الفتـاة
ذّات الشـّعر الذهبّي تـّقوم بتّسريحّ شعرهـّا أمـّا الأخـّرى ذّات القـّامة الطويلة و شـّعـّر الأسود القصيـّر جدا
بوضـّع لمساتّ راقية من الماكياج على وجههـّا .
بـعدّ نصّف سـّاعة عنـدّ انتهاء تجهيزهـّا مجددّا ، سـّارت بـّرفقته فّي ذلك الـّرواق الطـّويل إلى تـلكّ
السـّلالمّ نـّاحية مكـّان تواجدّ الضيـّوف .
أثـّناء سيـّرهمـّا الهـادئ و الخـّالي من تـّجاذب أطـّراف الحـدّيث ، كـّانت ماريّ و خلال هـذه المدّة تتمـاسكّ
كيّ لا تـّذّرف دموعهـّا فيتهمهـاّ بالضّعف ، ألا يفهم كمّ أن هـذا صعبّ عليهـّا ؟ أن تـكونّ وسـطّ أناسّ لا
تعـّرفهم و أن تـّضطر لتمثـّيل و أنّ تـّرى عائلتهـّا الوحيدة و المتبقية لها تـّرحـّل كـأنهّا ليسّت فردا منهّم ؟
ألا يـدّرك أنهّ هو الـوحيـدّ الذّي تـّستطيـّع الوثوق بهّ و الاعتمـّاد عليه ؟ أن تستمـدّ القوة منه ؟ كيـّف له
أن يعـّاملها بهـذه القـّسوة ؟ ،
سـقطّت دّمعة يتيمـّة و وحيـدّة فسـّارعت بمسـّحهـّا و هي تـّرسمّ ابتسـامة لطّيفة على شفتيهـّا قـّبل أن
يـدّخـّلا إلى تـلكّ الغـّرفة المـّليئة بالنـّاس ، تـلكّ الغّرفة التّي وضـّع فيها الجميـّع أقـّنعة ، و قـدّ رحـّل
معظم الـّضيوف فـّلم يّبقـّى سـّوى المقـّربين قـّالت بهمّس و هّي تقـّترب من مـكـّان جلوّس عـّائلة آل لبيـّر
ـ أدرّك أننّي لستّ خيـّارك الأول لكـّنكّ هنـّا معـّي ، لذّا هـّلا تـّصرفتّ كمـّا لو كأنكّ فـّعلا تـّحبني ؟
نـّظر إليهـّا نـّايت ببـّرود ، ثـمّ وضـّع يده حـّول كـّتفهـّا و اقتـّرب منهـّا .. قـال بـلهجة جـّافة و حـادّة
بينمـّا مـّلامحّ وجههّ تـّدل على الاستمـّتاع و المودّة
ـ إنّ قـّلت شيئـّا آنسـّة روبـّرت فـأنت تـّنفذينهّ دون نقـّاشّ ، اعتـّبري نفسـكّ بكمـاء هـذّا أفـّضل
جـّلسـّا بجـّانب بعضهمـّا البـّعض مبتسـّمينّ بكـّل لطـّف ، أمـّامهـّا كـّلا من كـّايـّل الذّي يـّضع يدّه حـّول
خصـّر إليـزابيّث التـّي تـّهمّس بشيء مـّا في أذنهّ بينمـّا همـّا يّرمقـّانهمـّا بنـظّراتّ سـّاخرة و حـّاقدة ،
قـّال الجـدّ فـجـأة محدثّا نـّايت
ـ أنـّت لا تـّخبرنّي أنكّ صدّقت مـّا قلتهّ و أجـّبرت هـذه المـّسكينة على فـّعله ؟
التفتّت إليهّ مـّاري و وجّنتيهـّا مـّتوردّتين من الخـجـّل كـّعادتهـّا عندّ تبـّادل الحـدّيث مع كبـّار في السـّن ،
و قـّالت بـتسـّاؤل و فضـّول
ـ عنّ مـاذا جـدّي ؟
رّفع ناّيت حـّاجبّه متذّكراّ ، ثمّ رّسمّ على شّفتيهّ ابتسـّامة سـّاخرة كـأنهّ من الصـّعب تّصدّيق أنّ فتاة مثّلها
سّوف يحدّث شيّء كهـذّا معهـّا فـّقـّال ببرودّ
ـ إنهّ لا شيء ، جـدّي أنـّت تـّعلم أنّ هـذّا ليّس من صفـّاتي
قـّهقه الجـدّ بصـّوت عـالّي غـّير مصـدّق أيـاه فقطّبت مـّاري و نـظّرت إلى ويـّليام ثمّ سـألته فإكتـّفى
بابتسـامة بسيطة و هو يـّقول ضـّاحكا
ـ ما قـّصة تـّغييركّ لمـّلابسكّ مـّاري ؟
إحمـّر وجههـّا كـّامـّلا و تـّلعثمتّ في كـّلمـّاتهـّا ليّضحك ويليام بصوت عاليّ جدا فـّوضع نـّايت يـدّه
على رأسهـّّا و أنـزله للأسـّفل قـّائـّلا بإنزعـّاج تـّام
ـ أنتّ تـّوقفي أن الإحمرارّ عندّ كل كـّلمة ،
ـ مـ مـ مـا الذّي تقصده أنا أنـّا إنهّ فقط الجـّو .
ضحكّ الكـّل لأنّ وجههـّا قد إزداد احمرارا فـكّشر نـّايت بـّغير رضي و وضعّ يده على خـدّها كـأنه يقومّ
بنـّزع ذّلك اللونّ الوردّي منه فشـّهقت عندّما سـّرت رجـّفة بجسدهـّا و قـّالت بـاندّفاع
ـ ما هذا ؟ يدّك بـّاردةّ كالجـّليدّ هـّل تعاني من حمـّى ؟ دّعني أرى ؟
ـ إننـّي بـّخير ، تـّوقفيّ
نـّظر إليهـّما الجـدّ بابتسـامة ، إنهمـّا يتصـّرفانّ بـعـّفوانية الآن .. يبـدوا أنّ نـايتّ فـّعلا قـدّ مضى
في حـّياته ، تنهـدّ بـّراحة يسـّعده أنه أوفى بـّوعده ،


/

آنتهّى ـ

sira sira likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-13, 08:54 AM   #16

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم أعضاء المنقول إشتقت لكم كلكم ما احد اشتاق لطلتي البهيه منكم

الله يعطيك العافيه لمور ع الروايه المبشره بأحداث مشوقه

آمممم لي شويه ملاحظات ياريت لمور لو توصليها للكاتبه إذا كنت تقدرين ..

إسم الرواية مهما علا قدر الانسان وكبر شئنه الإ لفظ الجلاله لا تصح الا لمالك الملك ذو الجلال والإكرام الله

فياريت لو توصلين طلبي انها تغير الإسم لأسم اخر ..

اما الروايه بشكل عام جميله وإثارتها جيده جدا والكاتبه كاتبه متمكنه بالسرد بالرغم إنه توجد شوية ركاكه في اللغه

وفي الأخير اكيد منتظره الفصل القادم على جمر بإذن الله

ولا عدمنا تمزك لمور ومثابرتك المميزه في النقل الله يوفقك مشكوره يالغاليه 3>










على فكره نسيت شيء الغرابة في علاقة ماري بأبوها مهما بلغ من القسوة الإنه من المفترض ما يكون بهذي الطريقه اللي يتعامل بها مع ماري خاصه وهي في دوله متحرره على كرهها لأبوها لو بلغت عنه كانت نصرتها الدوله

اتوقع في سر بين ماري وابوها غير انها ضعيفة الشخصيه


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-13, 03:54 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Smile

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جرح الذات مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم أعضاء المنقول إشتقت لكم كلكم ما احد اشتاق لطلتي البهيه منكم

الله يعطيك العافيه لمور ع الروايه المبشره بأحداث مشوقه

آمممم لي شويه ملاحظات ياريت لمور لو توصليها للكاتبه إذا كنت تقدرين ..

إسم الرواية مهما علا قدر الانسان وكبر شئنه الإ لفظ الجلاله لا تصح الا لمالك الملك ذو الجلال والإكرام الله

فياريت لو توصلين طلبي انها تغير الإسم لأسم اخر ..

اما الروايه بشكل عام جميله وإثارتها جيده جدا والكاتبه كاتبه متمكنه بالسرد بالرغم إنه توجد شوية ركاكه في اللغه

وفي الأخير اكيد منتظره الفصل القادم على جمر بإذن الله

ولا عدمنا تمزك لمور ومثابرتك المميزه في النقل الله يوفقك مشكوره يالغاليه 3>










على فكره نسيت شيء الغرابة في علاقة ماري بأبوها مهما بلغ من القسوة الإنه من المفترض ما يكون بهذي الطريقه اللي يتعامل بها مع ماري خاصه وهي في دوله متحرره على كرهها لأبوها لو بلغت عنه كانت نصرتها الدوله

اتوقع في سر بين ماري وابوها غير انها ضعيفة الشخصيه

هلا جوجو

اكيد لك وحشة

بالنسبة للفظ الجلالة

يقال هذا الرجل عظيم ويقال جلالة الملك و يقال مانع الخير و يقال مصور صور و يقال يا له من جمال خلاب وهذا الشخص متكبر

كلها تكون قريبة من لفظ الجلالة

الفرق الـ

لأن الله هو العظيم والجلال وهو المانع وهو المصور وهو الجمال وهو المتكبر إلى آخره


الكاتبة لم تكتب الجلاة كتبت جلالته مثل جلالة الملك......هذا هو المقصود بعيد عن لفظ الجلالة

بالنسبة لأسلوبها ركيك الكاتبة مبتدأ وبحاجة إلى تشجيع أكثر من تثبيط لذا مع الوقت ستتطور كما غيرها من الكاتبات

منورة بشدة في بيتك الأصلي جوجو وحضورك مميز ومشتاقين كثير كثير

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-13, 08:28 PM   #18

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامارا مشاهدة المشاركة
هلا جوجو

اكيد لك وحشة

بالنسبة للفظ الجلالة

يقال هذا الرجل عظيم ويقال جلالة الملك و يقال مانع الخير و يقال مصور صور و يقال يا له من جمال خلاب وهذا الشخص متكبر

كلها تكون قريبة من لفظ الجلالة

الفرق الـ

لأن الله هو العظيم والجلال وهو المانع وهو المصور وهو الجمال وهو المتكبر إلى آخره


الكاتبة لم تكتب الجلاة كتبت جلالته مثل جلالة الملك......هذا هو المقصود بعيد عن لفظ الجلالة

بالنسبة لأسلوبها ركيك الكاتبة مبتدأ وبحاجة إلى تشجيع أكثر من تثبيط لذا مع الوقت ستتطور كما غيرها من الكاتبات

منورة بشدة في بيتك الأصلي جوجو وحضورك مميز ومشتاقين كثير كثير

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

وإنتم بعد واحشيني ♡♥♡


وايه عارفه إنها ماتقصد بس احنا عندنا مطلعين فتوة بهذا الخصوص وانها لا تقال الا لله سبحانه جل في علاه

فالجلال لله وحده ..

هههههههههههههه لمور احس بالذنب موقصدي اهبط من معنويات الكاتبه وما انكر انها متمكنه ولكن حبيت الفت نظرها وعلشان كذا وجدوا القرأ والنقد دايم يلفت النظر للثغرات لإستكمالها بس

♡♥♡
بإنتظار الفصل القادم بإذن الله


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-06-13, 02:45 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شـّابترّ العـّاشر

ـ تـّفتـّح بـّرعمّ الحـّب ـ


إحـدّى لـّيـاليّ الخـميـّس كـّانـّت السـمـّاء و بهـذّا اليـّوم مـليـئة بـالنـّجوم المـّنيـّرة بينـمّا إختـفى القـمـّر
وسـطّ غـّيوم لنـدّن و ضـّبابهـّا ،
فـّي تـّلك الـشـّقة الصـّغـيرة للآنـّسة روبــّرت مـّاري و التـّي تـّعـّرفّ حـّاليـّا بـّلقب الأمـّيرة مـّاري آل لبيـّر
لأنهـّا استـطـّاعت كسـّر الـجـّليد الـذّي يـحتـّويه قـّلب نـايـّت ، لكـّن و بـالـّرغم من أنهـّا نـجـّحت فـّي
مهمـّتها في نـظّر الإعـّلام و التـّي يـّظن بـّعض رجـّال الأعـمال الـذّين سـّبق لهم و أن تـّعـاملوا مـّع نـايت
ـ أنّ هـذه الشـّابة خـطّيبته تسـتّحق الحـّصول على جـّائزة و شـكـّر لأنهـّا قـدّ استطّاعت أن تـّلين قـّلبه
الصـّارم و بهـذّا قـدّ يـّسهل عـّليهم التعـّامل معه .
لكـّن هنـاكّ وجـهة نـّظر أخـرى ، خـائبة كالعـادّة .. فـّمعـظم عـّامة الفـّتيات يـّظن أنّ مـاري لا تـناسّب
أمـيرا مثـّاليـّا مثـّله و هو يستـحّق الحـّصول على شـاّبة ذات طـّموحـّات عالية لا فـّتاة عـادّية تـّعمل
كـنادلة فّي المـطّعم
و كـاّن هـذّا نـّقـّاش المـوجودّ في الـجـّريدة بـّعنوان كـّبير و عـّريضّ ـ سنـدّريـلا الغامضة تـّتسـلل إلى
القـّصر ـ
لـمّ يـنـّل هـذا اهـتمام مـاري لأنهـّا تـّعلم أن كـّل هـذّا مـجّرد تـّمثيل و لـّيس من المـمكنّ حصـّولهـّا على
قـّلب نـايت ، لـذّا سـّوف تـّدع الأمـّور تـّجري مـّجرى الـّريّاح و سـّوف تـّذهب إلى أينمـّا قدّ تـأخـذها
قـدّميهـّا أو بالأحرى إلى أيـنّ يـأمـّرها الملكّ .
كـّانت مـّاري جـّالسة على الأريـكّة تـقـّرأ روايـّة رومـّيو و جـّوليـّت للمؤلفّ المشهور شيكسبير،
بـكـّل هـدوء و استـمتاع ثـمّ تـّذكرت فـجـأة مـّوقفهـّا مع نـّايت فـّي الحـّفلة عنـدّما انحنى بكـل طـّوله
نـّاحيتها لّيقبلها على جّبهتهـّا بكـّل شـّاعرية
وضـّعت يـدّها على مكـان القـّبلة ، فتـذّكـرت المـّرة الأولى التـي قـّابلته فيهـّا .. عنـدّ انحنائه للمـرة
الأولى و تقـّبيلهـّا بكـّل شـّاعرية أمام الجميـّع مدّعيـا أنهـّا خطيبته ،
هـزت رأسهـّا نفيـّا و قـدّ أحمر وجههـّا بالكـّامل ، كـّيـّف لهـّا أن تـّفكر به بـهذه الـطـّريقة الشنيـّعة ؟
إنهـّا ليسـّت قـّصة حـّب حقـيقية لـكّن لا تـستـطّيع منـع نفسهـّا
ضحـكـّت و هـّي تـّجتـّاح بـخيـّالهـّا ، إنّ كـان نـايت فـّعـلا يـحبهـّا ؟ و إن كـّانت هي فـّعلا سنـدريـّلا
الـحقيقية ؟ أن يحـّبا بـّعضهما بّعضـّا بكـّل جنونّ ، كـروميـو و جـّولييت
شـّعرت بالحمـّاس و قـدّ انتابتها رغـّبة مفـّاجئة في رؤيـّته فـحـّملت هـّاتفهـّا و أرسلت له نصـّا قصـّير
و مـّرحا يـّعبر عن شـّخصيتهـّا
ـ نـّايت أنـّا بـحاجة ماسة لمـّقابلتكّ لدّي شيء مـّهم أريدّ أخبـّارك به ـ
وصـّلتها رسـّالة فـرفعت هاتفهـا و فتحتهـّا ، كــّان المـّرسـل نـايت .. و هـو يـّقول بـكـّل اختصار
[قـّابـليني غـدّا عـّلى السـّاعة الثـّانية عـّشر عنـدّ الكـّلية ، مـّلاحظة إرتـدّي شيئـّا أفـّضل من مــّلابس
المـّتوسـلين الـتيّ تـملكينهّا ]
قـطّبت و قـدّ اختـفت جمـّيع أحلامهـّا أدراجّ الـريـّاح ثـمّ تمتـّمت بـّغيض و هـّي ذاهبة لتأكد من
مـّلابسهـّا
ـ و منّ قـّال يــّحبه ؟ هـّه كـّتلة جـّليد متـّحركة

/

فـّي غرفة كـّبيرة ، ذّات نـّافذة أخـذّت مسـّاحة الجـدّار بـأكملهّ أغـّلقت بـّواسطة ستـّائر سـّوداء محـّكمة
منـّعت ذّلك الـضّوء القـّليل التـّي تمنـّحه لندّن لسكـّانهـّا منّ التسلل، أمـّام ذّلك المـّكـّتبّ الـزجـّاجي بّه
حـّاسوّب محـّمولّ كـّانت شـّاشته تـّنيـّر فّي الـظّلام
عـّينيهّ الحــّادتينّ ركـّزتـّا عـّلى تـّلك الصـّورة الجـّميلة التـّي أخـذّت تـطفـّوا على الشـّاشةّ بكـّل عـّنفوان
و حـّرية ، ليـّس كـقـّلبه المقـّيد بـّسـّلاسّل و الأغـّلال .
تنهـدّ بأسّى و وضـّع يـّده على عينـّيه ليمنـّعهمـّا من اخـتّلاسّ النـّظر ، بينمـّا شـدّ على قـّبضة يـدّه اليسر
ليستـجمـّع القـّليل من الشـّجاعة .
كـّانت مـّلامحّ وجـّهه التـّي دوما ما بدّت للعيـّان غـّامضة و بـّاردة ، كـاّنت هـذهّ المـّرة متـّألمةّ و حـّزينة
لـّدرجة الثـّمـّالة ، التـّعاّسة التـّي غـّزت قـّلبه لـّم و لنّ تـّختفّي مهما طـّالت السـّنين . فـّي النهاية
استسـّلم لـّرغبته القـّوية و وضـّع أصـّابعه الـطـّويلة أمـّام الصـّورة ثمّ قـّال بنـّبرة مـّبحوحةّ و أليـمةّ
تحـّاكي نغمة النـّاي ،
ـ أخـّبرنيّ ما الذّي يجّب عليّ فـّعله ؟ و أنـّت التـّي تـحـّاولينّ مغـّادرة هـذّا القـّلب بكـّل سهولة ؟ أنـّت
التـّي كـّل شيء بالنـّسبة ليّ ،
صـّمت قـّليلاّ نـّادمـّا على هـذه الهـّفوة التـّي استسـّلم لهـّا بكـّل سهولة ، فـّوقّف و سـّار بخـطـّوات ثـّقيلة
نـّاحية النـافذّة ثـمّ أبـعدّ الستـّار لـّيرى تـلكّ السمـّاء المـظّلمة الممـّتلئة بالغـّيوم الدّاكنة فـدّوى صـّوت
الـّرعدّ في مـّكتبه الفـّارغ و المـّوحش فجـأة
لقدّ انحـّنت السمـّاء بـّعلياهاّ تـّواسيه على حـّاله و تـكبـّر الإنسـّان بـّالرغم من صـّغره على مشـّاعره
. ابتسـّم بـخفـّوت ثـمّ قـّال بنبـّرة هـادئة
ـ كـّنت سـعـيدّا عنـدّما كـّنت الفـّتاة الوحيـدّة لّي و أنـّا الرجـّل الوحيـدّ لكّ ،
كشـّر عن مـّلامحـّه البـّاردة و اختـّفت تـّلك الولهـّة الصـّغيرة التـّي أنـّارت عينيهّ للحـظة ،
و أخـذّ المـطّر يـّسقطّ بغـّزارة ، فعـادّ يحـدّث نفـّسه مجـددّا بحقـدّ و كـّره عمـّيق
ـ كمّ أكـّره نفـّسي التـّي رمـّت بـّعيدّا ، الـتّي أحبـّتكّ .

/

جـدّران بيضـاّء خـّالية من أّي جمـّال ، و نـافذّة كـّبيرة إحتـّلت الجـدّار تـطـّل على حـدّيقة جميـّلة أنساب
عبق زهـّورهـّا إلى دّاخل الغـّرفة ،
فيّ وسـطّهـّا وجـدّ بيـّانو أبيـّض اللونّ بلّ شديدّ البيـّاض ، جـّلس على مقـّعد الذّي أمـّامه ذلكّ الشـّاب ذو
الشـّعر الذّهبي الذّي تـّركه دّون ربـطّة هـذه المـّرة ، يضـّع أصـّابعه الـطّويلة على مفـّاتيحّ البيـّانو ،
غـّلق عينيهّ ذّات لونّ العّشب بكـّل هـدوء ثـمّ صـدّر صـّوت جـميـّل جـدّا ذو نـّغمة رومـاّنسية هـادّئة و
نــاعمة حـّزينة . قـدّ ظـّهرت لكـّنته الانجليزية
ـ أحـّاول أنّ أمحييك بـواسطّة هـذّه الـدموع المتـّسـاقطة ، لكـّي أستـطّيع أنّ أغـّادر جـّانبك ،
تـّوقف فجـأة و هو يـّضع رأسه على بيـانو مصـدّرا صـّوتا فـّضيـّعا ، تـأففّ بـغـّيض ثـمّ صـّرخ قـّائـّلا
ـ أحـّتاج إلى إلهـّام ، تبـّا .. الكـّلمات غـّير متنـّاسقة و المـّوسيـّقى كـذّلك أيضـّا ، كـّيف ليّ أنّ أصـدّر
الألبـّوم التالي بـحّق السـماء ؟
تـّنهـدّ بـعدّم رضـى دّام لدّقائقّ ثـمّ وقفّ بمـّرح و هو يحـّمل ستـّرتهّ ، قـّال بـابتسـّامة لـطّيفة زّينت
شـّفتيه
ـ أنـّا جـّائع ،

/

ّ الفـّتاة الأخـّرى ـ الآنـّسة فـّلور روبـّرت ـ التـّي عـكـّس أختهـّا تمـّاما فـهـّي الآنّ جـّالسة فـّي مكـّتبهـّا
و بيـّن يـدّيهـّا عـدّة أوراقّ تـحـّتاج إلى إطـّلاع عـّام أخـّير قـّبل أن ترسـّلها إلى المـدّير .
تـّعـّرف فـّلور روبـّرت بأنهـّا شـابة وقـّحة بيـّن زمـّلائهـّا و لأنهـّا تـّستمـّر بـّقول الـحقـّيقة دّومـّا دون
مـّجاملات و دّون إدراكّ للعـّواقب و لأنهـّا أيضـّا مجـتّهدة تـّتقن أعمـّالهـّا فـهّي تـّرقت فـّي ظـّرف شـّهر
إلى مـّكتب مسـّاعدة المــدّير الرئيسية .
تـّقدمـّت منهـّا الشـّابة الوحـّيدة التـّي تستـطـّيع تـّحمل مزاجها العـّصبي و تـّصـّرفاتهـّا الـصـّبيانية و
التـّي هـّي صـدّيقتهـّا الوحـيدّة منـذّ أيـّام الابتـدائية، ثـمّ قـّالت بـّهـدوء
ـ فـّلور سيـدّ جيمس يـطـّلب منـكّ إرسـّال أوراّق الآن
ـ مـاذّا ؟ سـحقـّا لقـدّ أخـّبرته أننـّي سـأرسـّلها عنـدّما أنتهـّي من قراءتها ؟ لمـاذا هـّو لحـّوح لهـذه
الـدّرجة ؟
ـ آ دأ أليـّس هـذا واضحـّا ؟ لأنه المـدّير طـّبـّعا
ـ حسـّنـّا حسنـّا أنـّا ذاهبة
وقفـّت و هـّي تـحمل الأوراقّ بينّ يديهـّا ثـم طـّرقت مـّكتب المـدّير جيمس ، وضـّعتها أمـّامه و غـّادرت
بـدونّ أن تتـّفوه بـكلمـّة ، بينمـّا قـطّب سيدّ جيمس من تـّصرفـّها الوقـّح لكـّنه تـجّاهله فـّلا يهـمه هـذا مـا
دامتّ تـّكمـّل عملـّها المـكـّلف به فّي وقته و بأحسن صـورة .
عـّادت تجـلسّ عـلى كرّسيـهـّا ، لحـظة مـّا رنّ هـّاتفهـّا النقـّال . رفـّعته دون أن تـّنظر للاسم ثـمّ قـّالت
بـبـّرود و هـّي تـنظر إلى أظافـّرها
ـ أخيـّرا اتصلت ، كـّنت أتساءل متـّى ؟
ـ عـذّرا آنسـّة روبـّرت أظـنكّ تـّنتـظرينّ اتصالا مهـّما أسـّف لأننـّي قـطـّعت عـليكّ ، لكّن أنـّا بحـّاجة
لمنـّاقشة مـّوضوع مهمّ مـّعك
انتـظرت لدّقائق قـّبل أن تقـّول بـحّقد و هي تـكـّز أسنانها
ـ ويـليـام ؟ ويـليـام دويـل ؟ هـّل أنا محقـّة ؟
تنهـدّ ويـليـّام في الجـّهة الأخـّرى و هـو ينـظر نـّاحية نـايت الجـّالس على مكـّتبه و يـّرمقه بـنـّظرات
حـادة تـّلحّ عليه بإكـّمال الحـدّيث
ـ أجـل إنهّ أنـا
ـ أنـّت أيهـّا الحـقير كـّيف تـّجرأ على أن تـقّوم بـّدعوتنـّا هـكذا ؟ دون إخـّبار أحـدّ بالأمر ؟ من تـّظن
نفـّسك ؟ أيها الحـّقـّير عـديم التـّربية و الأخـّلاق
أبـعدّ ويـليـام الهـّاتف عن أذنه و هو يسمـّع سيـّل من الشـّتائم تـنـطّلق نحـّوه و تـّنعته بكـّل صفـّات ،
فتـّقدم نايت منـه و أخـذّ الهـّاتف .. تـحدّث بنبرة حـّادة مبـّحوحة عـمّيقة
ـ أنـا نايت أل لبيـّر ، آنسـة فـلور روبـرت أريـد منـّاقشة موضوّع مهـمّ مـعكّ
تـّوقفت فـلورا عن الشـّتم ثـمّ أغـّلقت البـّاب و استنـدّت عليهّ ، قـّالت بـهدوء
ـ ما الـذّي تـّريده ؟
ـ ما أريده واضحّ جـدّا ، إنهّ تـعاونكمّا ما أحتـّاجه فـأنا و مـاري خـّطيبين مـّعروفينّ عـّالميـّا و أن
تـّكون خـطيبتي مـّنبوذة من طّرف عـائلتها لهـو أمّر لا أريده
ـ ما الذّي تقصده بمنبوذة ؟ مـاري أختي و أنـّا أحبهـّا أكـثـّر من أيّ شخص بهـذا الـوجودّ ، لكـّن أن
تـّحبهـّا انت فـهذا أمر مستـحيل
ـ فـلور ، ماري خـطيبتي و أظن إن كـّنت أحبهـّا أم لا فـهذا عـائدّ إلي
ـ اسـمّع لا تـّظن و لا لـوهلة أننّي أصـدّق تـمثـّيليتك الـسخيفة بخـّصوص هـذه الخـّطبة المـّزيفة ،
أنـّا قـدّ لا أعـّرف التفـّاصيـّل لكـّن أنا واثـّقة إن مـّاري أختـّي التي أعـّرفها من المستـحيل أن تـّرتبـطّ بـشخص مـّثلك
ـ حقـّا ؟ و ما الـذّي يجـّعلك تـّظنين هـذّا ؟ آنسة روبرت ؟
ـ أظـن أنـكّ أنـّت من أعـطّاها الـ 500 مـليون دّولار ، ألـيس كـذّلك ؟ أخـّبرني ما الذّي تـّريده منهـّا ؟
ـ مـّا أريده لـّيس من شـأنكّ ، كـّل مـّا أمر بـه الآن هـّو تـّعاونك أنت و والدكّ خـّلال حـّفلة الـزفـّاف
الـتّي سنـّقيمهـّا ،
ألجمت الصـدمة لسّان فـّلور و لمّ تستطـّع ان تـّتخـّيل و لو لـلحظة أنّ يـتّم زواجّ ماري الـطّفلة من
هـذّه الـكـّتلة الجـّليدية ذو القـّلب القـّاسي ، قـّالت بارتجـّاف
ـ مـ مـا الذّي تـّقصده ؟
ـ مـّا قـّلته و لنّ أعـيده، أخـّبروني كمّ تـّريدون و أنا مستـّعد لدّفع مقـّابل تـّعاونكم و حضـوركمّ حـّفل
الـزفـّاف و إن لم تـفّعلوا فـ
ـ أنـّت كيـّف تـجـرؤ أن تتـحدث معـّي بهـذه الـطريقة الوقـحة ؟ أنـّا لـّست فقيرة جدا لكـّي أريدّ مـّالك
أمـّا بالنـّسبة لتـّعاوننـّا فـأنت لـّن تـّحصل عليه و لنّ تـّحصل أيـّضا على بـّركتي كـأخـّت لزوجـّتك
أيضـّا ، سـأحـّرص على أنّ لا يـّتم هـذا الـزواج بـكّل تـأكيد
ـ حقـّا ؟ أريـدّ أن أراكّ و انت تحـّاولين ؟
ـ صـدّقني مـّاري لنّ أسلمـّها لـّك و لو عـّلى جـّثتي
صـّرخت فـّي وجـههّ بـكـّل عّصبية ثـم أغـّلقت الهـّاتف و رمـّته على الجـدّار بكّل عـنّف ، بينمـّا ابتسـم
نايت بهـدوء و هـّو يجـّلس على الأريكة واضعـّا قدما على الأخرى بكـّل راحة ، قـّال ويـليـام له بـّغيض
ـ هـّل أعجـّبك ما فّعلته ؟
ـ طبـّعا لقـدّ تـّخلصت على القـّليل من الـملل الذّي أصـّابني ، لكـّن حقـّا أفـرادّ عـائلة روبـّرت فـّريدون
من نـّوعهم
كـّان ويـليـام يـّسند رأسه على كـّوعه و هـّو يـّرمق نـايت مستـّغـّربـّا منه ، قـّال بـتـّعجب
ـ كلمـّا أظنّ أنني و أخـّيرا تـّمكنـّت من فـّهمك فـأنـّا أجـدّ نفسيّ جـّاهلا مـّرة أخـّرى ،

/

رّن جـّرس ذّلك المنـّزل الكبيـّر عـدّة مـّرات من قـّبل رجـّل ربمـّا في منتصـّف الأربعينّ يحمـّل بينّ يدّيه
ظّرف متـّوسط الحـجمّ ، يرتـدّي بـذّلة رسمّية قـدّيمة نوعـّا ما بكـّل إهمـّال ،
فجـأةّ فتحّ البـّاب على يـدّ خـادّمة فأقتحم ذلك الـرجّل منـزّل كالإعصـّار و الغـّضب بـادّي على مـّلامحّه ،
أخـذّ ينـادّي بصّوت عـّالي و حـادّ
ـ روّي ، روّي
آتى من الغـّرفة المقـّابلة الـرجّل المـدعو روّي يمـّيل للبـدّانة و قدّ غـزى الـشّيب شّعره ،
نـظّر باستغراب إلى هـذّا الـذّي اقتحم منـزله عنوة و قـال بتسـاؤل
ـ جوناثان ما الأمـّر ؟
كـّانت مـّلامح جونـاثان غـّاضبـّة جـداّ ممـّا جـّعل روّي يتساءل أكـثر فـأكثـر عن السّبب ليـّقول
جـّونـاثـّان بـحدّة و عصبية راميـّا المـّلف في وجـه صديقه
ـ كـّيف لكّ أن تـّفعل هـذّا بي ؟ كـّيف لكّ ؟ لقدّ صـدّقتكّ و أعطـّيتكّ الثقـّة المـطّلقة أفها هكذا تـّجازيني
يـّا صديق العـمر ؟ هـكذا ؟
ـ مـا الذّي فـّعلته ؟
ـ و مـا الذّي لمّ تـّفعله ؟ كـّيف لكّ ألا تـّخبرني أنّ آرثر رجـّل متـّزوجّ ؟ و هو يـّخونّ زوجـّته أيضـّا ؟
كـّيف لكّ أن تـّغفل عن ذكّر هـذا لّي ؟ و أنـّا الذّي كـّنت أريدّ تـّركّ ابنتي فّي عهـدّتك ؟
ـ صدّيقي أنت تـّسيء الفـّهم فآرثر لّيسّ متـّزوجـّا فـّعلا هو قـدّ تـّزوجّها من أجـّل أن تحّصل على
الجـّنسية الأمريكية و هو مسـّتعد أيضـّا لطـّلاقّ لذاّ لم أرى أن الأمـّر يسترعي كل هـذا الاهـتمـّام
ـ أرجـّوك كـّف عن الكـذّب ، لقـدّ وثقـّت بكّ و أردّت أنّ أرتـّاح بـتـّزويج أبنتي و الاطمئنان عليهـا لكـّن
أنـّت .. أنـّت كـّيف لكّ أن تـّفعل هـذا بي ؟ كيـّف ؟
ـ أنـا أسفّ جون لـمّ أكنّ
قـطّب جـّونـاّثان و هو يـنـظر إلى صـديقه الذّي غـدّره ، ثـمّ اتجـه إلى الخـارج و هو يقـّول بـكـّل هـدوء
ـ عـّقدنـّا قدّ انتهـى و كـذّلك صـدّاقتنـّا
بـّعد ذّهاب جـّوناثان ، قـّام روّي بفـّتح المـّلف بكـّل فـّضول .. وجـدّ صـّور عـدّيدة لابنه آرثر ليسّ مع
فتـّاة واحـدّة أو اثـّنين .. بـّل الكـثّـير و معـّظمّهم كـّان مخـّللا للحيـّاء ،
احمر وجـه السيّد روّي و وضـعّ يده على قـّلبه بـكّل ضـّعف ، أخـّرج حـّبة دّواء من عـّلبة موجودة
فّي سترتهّ و تنـّاولهـاّ على عـجـّل ،
ثـمّ جـّلس على دّرج و تنهـدّ بكـّل أسى و ذّل على مـاّ أوصله ولدّه

/






عنـدّما يـّلتقي الإنسان بتوأم روحـّه ، الـّشخص الذّي يـّفتّرض أنّ يبـّقى مـّعه طـّوال حيـّاته و أنّ يحـّب و يعـّشقه .. أنّ

يستـمّر مـّعه للأبدّية فـّهل سيـّتركّه يـذّهب ؟ هـّل سـأتـّركه أنـا يذهب ؟ جـّوابّي واضحّ .. و على الـّرغم من وضـّوحه
سـأقـّول لكمّ لا ، لنّ أتـّركه يـرّحل مهمـّا كـّلفّني الأمـّر ، سـأبقى بجـّانبه و سـأكتفي بـحّبه ..
ـ أذّن آنسـة روبـرت مـاري ، هـل أنت واثقـة من أنّ سيـد نايت آل لبيـر هو تـوأم روحـكّ ؟ الشـخصّ الذّي انتظرته طـوال
حيـّاتك ؟
بـكـّل سـّعـادة سـأقـوّل نـّعم ، إنّه فـّارس أحـلامّي الذّي انتـظرتهّ يومـّا بـّعد يّوم .. الـّذي خـّزنتّ قـّلبي لّه فّي انتـظاره ،
الـذّي سـأكونّ ممـّتنة إنّ قبـّل بـحـّبي اللا مـحدّود له .. أنـّا أحبـّه
ـ حقـّا و مـّنذ مـّتى ؟
إّن أردّتم أنّ أكون صـّادقة ، مـّن اليـّوم الذّي التقـت عينـّاي بـّعيـنيه حينهـّا شـّعرت بأحاسيس و لأول مـّرة انتابتني ،
شـّعرت أنه الـوحيـدّ المنـّاسب لّي
ـ إذّن أنـّت تـّحبينه ؟
فتـّحت مـاري عينيهـّا بـّذعـّر و أخـذّت تنـظر حـّولها و قـدّ شحـّب وجـهها كمـّا لو كـأن الـدّم قدّ سحبّ منهـّا ، وضـعّت
يـدها على دّقات قـّلبهـّا السـريعة ثـمّ وقفّت بـشـكّ و هي تـّنظر مجـددّا في أركـّان الغـرفة .
إتـجهت إلى المـطّبخ ثـمّ شـّربت كـأس مـّاء و جـّلست على الكـّرسي ، كـّانت في نـدّوى صـّحفية تـسـأل فيهـّا عن
عـّلاقتهـّا بـّنايت و هي أجـّابت و بكـّل صـدّق أنهـّا تـّحبه ، تحّب كـّتلة الجـليدّ المتـّحركة تـّلك ، أخـرجـّت لسانها بقـّرف
قـّائلة
ـ كـّابوس، كـّابوس .. يـّاله من كـابوّس أنـّا أحـبّ شيـطّان مـّثله ؟ مستـحيّل بـّل في سـّابع المستـحيـّلات و لنّ أفـّعـل
سـأنـتظر الـشخّص المنـّاسب . أجـّل المنـاّسب
ضحكـّت بهسـّتيرية ثـمّ تّوقفت فجـأة سـحّبت شـّعرهـّا بعنّف عنـدّما انساب إلى فكرها صـّورة نـايت المبتسم بسخـّرية
لاذعـة و هو يـّعلق على موّقفهـا الآنّ ، قـالت بحدّة
ـ مستـحّيل، أنـا لا أحبـه
عـّادت تجـّلس على الكـّرسي متهـجمة المـّلامحّ ، وضـّعت يديهـّا على وجههـّا ثمّ سحبـّت خـدّيها بكـّل قوة و هيّ
تـقـول محـدثة نفسها مجددا بكـّل واقـّعية
ـ أجـلّ مستحيـّل بـطة سوداء مثـلي لنّ تحظى ببجـّعة ،الأمر مفـهوم ؟
انسـاب الاكتئاب إلى قلبهـّا فسـارعت إلى معلقة الملابسّ و ارتـدّت معـطّفها الأحمـّر و وشـّاحهـّا مع حـذاّء المنـزلي
المنفـوّش على شـكّل أرنـّب ، فتـحّت بـّاب شـّقتها و إتجـهت إلى شـّقة التّي بجـّانبهـّا ، رنّت الجـّرس قـّليلا فخـرجّـت
السيدّة فرانسيسّ منـّزعجة و هي ّ تـّقول غـّاضبة
ـ ماذّا ؟ مـاذا ؟ مـاذّا ؟
ـ أسـّعد صـّباحكّ سيدّة فـّرانسيسّ ، كمـّا تـرّين سيدّتي أنـّا لا أستـطيّع النـّوم و لأننّي لا أستـطّيع قـّررت أنّ أصـّنع كـّوب
شيـكـّولاطـّة سـّاخن يـدّفئني لأن التـدفئة لا تـّعمل ، لكـّن و كمـّا أرى فـأنـّا لا أمـتلكّ الـشيـكولاّتة لذا من فـّضلك هـّلا أعـطيتني ؟
قـطّبت سيدّة فـّرانسيّس بـكّل عصبية ثـمّ صـّرخت بهـّا غـّاضبة و هّي تـّلوحّ بيدّيها بينما ماري تـّحاول تفـاديهـّا
ـ و ما شـأني أنا ؟ ها ما شـأني بـحّق السمـّاء ؟ ألانك لا تستـطيعين النـومّ توقظِ جـّيرانكّ ؟ ثـمّ إن لمّ تـجدي
الشـيكولاتة كما تـدّعين لما لا تـحضري شيئا أخـر ؟
ضحكـت مـّاري ببـّلاهة و هـّي تمـدّ يدّيهـّا فزمـّجرت سيدة فرانسيسّ بـحقدّ و أغـّلقت البـاب في وجههـّا بكّل قوة ثـمّ
فتحـّته و أعطّتها عـّلبة و قـّالت بحدة
ـ بحّق السمـاء لا تـّعودّي لتـطّرقي باب شقتي عنـدّ الثـّالثة صبـّاحـّا مجددّا و إلا أقـّسم أننّي سـأطّردكّ من المبنى ؟
ـ إذّن لا بـأس بالـّرابعة صـّباحا ؟
صـّرخت سيدّة فرانسيس بـجنونّ و دّخلت إلى شـّقتها تشتمّ كـّل ما فيّ طّريقهـّا ، فضحكـّت مارّي بخـّبثّ و هيّ
تمسـكّ العـّلبة كما لو كـأنهاّ شيء ثـمّين يـأتمنّ بحـّياتها الخـّاصة ، إتجـّهت إلى بـّأب الشـّقة التي أمـّامهـّا ثمّ طـّرقته
بكـلّ هدوء تـّضع على شفتيهـّا ابتسامة بسيطة فـخـرّج ويـّليـام مـّرتدّيا بنـطّالا و قميصّا بإهمـّال ، عـّينيه مغـّمضتين و
بالكـّاد يستـطّيع فتحهمـّا قـّال بـتسـاؤل
ـ ما الذّي يحـدّث ؟ لقدّ سمـّعت صـّراخا منـذّ قليل ؟
ـ ويـّليـامّ عـزيزّي أتمـتلكّ قليّل من السـكـّر ؟ أريدّ تـّحضير القـهوة لكّن لا أمتـلك السـكّر و السوبرّ ماركت بـعيدّ جدا
ـ آه أجـّل تفـّضلي، أحضـريه بنفسكّ
أومـأت بـكّل لطّف ثّم اتجـهـّت إلى مـطّبخه بينمـا أكـّمل هو طـّريقه نـّاحية غـّرفته ليّعود إلى النـوم مجـددّا ، وجـدّته
فـأخذّته و كـّادت أن تـّعود لولاّ أنها قـّررت فـتّح الثـلاجة .. وجـدّت تلكّ الحـّلويات المـغـّرية التّي دومـّا ما يقومّ ويليـام
بتقـديمهـّا فقـالت بصّوت عـالي نسبّيا
ـ ويـّل هل أستـطيع أخـذّ حبـة من تـّلك الحـّلوى التي تصـّنعها ؟
لّم يجّبها ويـليام لأنّه كـّان يغطّ في نومّ عـمّيق فابتسمـّت مـاري بـمكـّر و هيّ تردد في نفسها أن الصمـّت من عـّلامات
الـّرضى فـأخذّت الصـحنّ بـأكمله و سـّارعت بالـركض إلى شّقتهـا ضـاحكة

/


فّي ذّلك القـّصر العـمّلاق حـّيث لا يـّكتفي المـّراسـّلون عنّ نبّش أحـّوال أصحـّابهمّ فـّتراهمّ يحـّاولونّ التسـّلل لعـّلهمّ
يجـدونّ مقـّالا صحـّفيـّا يجـّعلهمّ يكـّسبونّ المـّال أو يشتهـّرونّ ، كـّانت عـّائلة آل لبـّير العـّريقـّة تـجّلسّ فّي طـّاولة
مستـدّيرة تتـّناول فـّطـّور الصبـّاح و الصمـّت سـّائدّ بينهمّ كالعـادّة
الجـدّ بيـتر رئيّس شـّركة لبيـر التـّي تسيّر السـّوق بـّرفعة أصبـع و التـّي تـّمتلك كـّمية عـظيمة من الأسهـمّ لربمـّأ تفـيّ
بشـّراء جـزيرة ، يـّعرّف عنه بالقـوة العـّارمة و حـدّة الذّكاء يجـّلس باستقـامة يـتنـّاول حسـّاء
سيـدّ تـومّاسّ ابنـه الـوحيدّ المتبـقي على قـّيد الحيـاة و والدّ كـايل ، يـّمسكّ شـّركـّاتهمّ فّي ألمانيا و لا يـّعودّ إلا نـادّرا
، يتصـّفحّ الـجريدّة باهتـمام
كـّايـل و ابتسـامته السـاخرة المـّوجهة إلى ابنّ عمته كالعـادّة ، لاعـب بيسبول شـهيـّر قـّاد فـريقه للفـّوز لكـنهّ أعتزل
حـّاليـا من أجـّل تسيـر أعمـال العـائلة و أنّ يكونّ اليـدّ اليـمنى لوالدّه و جـدّه .
إليـزابيث دو لاسيـر ، زوجـّة كـايّل بـرازيـلية الأصـّل و عـّارضة مـشهورة أيضـّا فـكـّانت هيّ تتصـّفح مـجـّلة بكـّل اهتمـام
نـايـّت آل لبـير ، ابـن إيليـنا آل لبيـر .. دّرسّ إدارة الأعمـّال و تـّخرجّ فيّ سـنّ الثـامنة عـّشر بـّعد حـيازته على الدكتـوراه
، يـّعـرف بشيـطّان و ذّلك لـحـدّة ذكـاءه كمـا أنه يـّعتبر الـيدّ اليمنى للجـدّ و الذّي يشـبههّ لحـدّ كبيـر فّي تصـّرفاته ،
حـّاليـّا خـطّيبته مـاري روبـرت فـتاة من العـامةّ
فجـأة أمسـكّ رئيسّ الخـدّم ذّلك الرجـّل المـّريب الذّي يتنصـّت من خـّلف شجيـّرات صـّغيرة زرعـّت أمـام شـّرفة غـّرفة
الأكـّل لتـّوحي بمنـّظر خيـّالي ، رمـّق رئيس الخـدّم المـّراسل الذّي يـكـّتب حـّول أفـّراد هـذه العـائلة فّي دّفتره الخـّاص
ثّم قـّال بـلهجة متـّعالية ذات لـكنة بـريطـانية
ـ أيـها السيدّ تـّعال مـّعي من فـّضلك لننـّاقّش أمـّر من يـّوصلك إلى الشـّرطة بـتّهمة تعـدّي على مـّلكية الغـّير و
محـّاولة نشـّر الإشاعات ،
قـطّب الـصـحـّافي بانـزعـاج ثـمّ رفـع آلة التصـّويـر و ضـّغط على الـزر ليـأخذّ عدة صـّور لأفـّراد العـائلة ثـمّ يـّركضّ مسـّرعـا
هـّاربـّا فحـّاول رئيّس الخـدّم أن يـّركض خـّلفه لكنّ كبـّر سنه لم يسـّاعده ، أمـّر الرجـّال بالإمساك به عـّبر اللاسلـكّي
بينمـّا هو يـّلتقط أنفـّاسه و يشـتمّ بلـّغته كـّل صـّحفي سببّ فيّ سوء عـّيشه
قـطّب سيدّ تـوماسّ و وضـّع نـظارتيه جـّانبـا قـائلا بتسـاؤل
ـ أسمّع أحـدّكم ضـوضـاء الآن ؟
أجـاّب الكـّل بالنـّفي فابتسـم هو بهـدّوء معـّلقا على نفـسه
ـ يبـدّوا أننّي كبـّرت بالسـّن يـّا والـدّي
ابتسـمّ الجـدّ بينمـّا أيدّه كـايّل عـلى أنهّ فعـلا قدّ كـّبر بالسـّن و يـجّدر الحصـّول على القـّليل من الـّراحة فـوافقـّت
إليـزابيث زوجـّها و هـّي تـّنصحّ حمـاها برحلة استـجـمامية يـّريح فيهـّا عـّقله ، وقفّ نـّايت بعّد أن وضـّع المنـّشفة
جـّانبـّا ثـمّ إنحنـى بـّلبـاقة و كـادّ أن يـّرحل لولّا سـؤال كـّايل الـسـاّخر
ـ مـاذا بـكّ نـايت ؟ ألم يـّعجّبك موضوع الحـدّيث و قـررت الـذهاب ؟
نـظر إليه نـايت بـطـّرف عينيهّ التيّ احتـدّتا بشـكـّل خـطّير ، فقـدّ كان مـّزاجه منعـدّما هـذّا الصبـّاح و لا تـّنقصه
تـّعليقـّات كـاّيل السـاخرة ، ردّ بـنفـّور لتـظهر نـّبرته المـّبحوحة التـّي تنبـأ بـمـدّى غـّضبه
ـ لدّي عـمـّل لأديـره .
سار بـخـطوات واثقـّة و سـّريعة فقـّالت إليـزابيث فجـأة
ـ نـايتّ سـأذهب لـزيـّارة مـاري إنّ لم تمـّانـع .
تـّوقفّ و عـّاد ينـظّر إليهم ، لقـدّ سـهر البـّارحة فـّي مكـّتبه و لمّ يـّعد إلا صـّباحـّا من أجـّل عـّادات الجـدّ الذّي تنصّ
على تـّواجد أفـّراد العـائلة فيّ وجبـّة الصـّباح و المسـّاء ، قـّـال بـّحدة
ـ مـا شـأني أنـّا ؟ بـحّق الجـحيم هـّلا ..
أمسـكّ رأسه فـوّقف الجـدّ بيتـّر بقـّلق و كـذّلك إليـزابيث الـتّي تقـدّمت منهّ فوضـعت يـدّها على جـّبهته و التـّي
سّارع نـّأيت بإبعـادّها ، قـّال بهـدوء
ـ عـذّرا .
ثـمّ رحـّل مبتعـدا

/

أمسكـّت فـلور بـّعلبة القـّهوة الفـّارغة ثـمّ نـّظرت إلى تـّلك المـّياه التـّي وضـّعتهـّا في وعـاء على المـّوقد المشـّتعل ،
زمـّت شـّفتيهـّا بـغّيض و قـّامت بـّرمي العـّلبة لتـّخرج الحـّليب من الثـّلاجة و تـّشربه لكـّن لم تـجدّ قطـّرة واحـدّة فيه ،
شـتمـّت بانزعاج و جـّلست عـلى المنـضدة قـائلة بأسى
ـ أن تـكونّ فقـيرا لهو أمـّر مـزعجّ بكـل تـأكيدّ ، يـا تـرى هـل مـاري و بـزواجهـّا من ذّلك المتـّعجرف هـّل يـا تـرى تخـّلصت
من هـذه الأشيـاء المـزعجـة ؟
تـقدّم والدّها و جـّلس على الكـّرسي حـّاملا بينّ يديه جـّريدة يـّقرأ العـّناوين ، قـّال باهتمام نـاحية فـلور التي تحـدّث
نفسهـا
ـ مـّاهي هـذه الأشياء ؟
استـدارت فـلور لوالدّهـاّ ، كـّانت بنـيته ضـّعيفة و قـدّ فقدّ قـليّل من الـوزّن ربما لكثرة التفكير بأمورهـمّ التي رفّضت أن
تعـتدّل ، قـالت فجـأة
ـ أبّي سـأذهـب لتـحدث مع مـاري ، أظن أن زواجـهّا من ذّلك الرجل خـطأ عـظيمّ و لابدّ لنـّا من جـّعلهـا تـدّرك هـذا
جيـدّا
تنهـد سيدّ جوناثان ثـمّ قـال بـلهجة غـير قـابلة لنـقاش
ـ حسنـّا أذهبي ، لكـّن و بـّخروجكّ من هـذا الـبيت تـأكدي أنكّ لن تـّعودي إليه أبـدا
وقفّ و وضـّع الجـّريدة جـّانبـّا بقـّوة على الطـّاولة ثـمّ استـدار مـّبتعـدا و هو يقـّول بـحـدّة
ـ إّن تـحّديث عنّ تلك الـوضيـعة ممـّنوع .
بـّعد رحيـله إرتـدّت فـلور معـطّفها و هي تـّعلق بـكّل بـّرود على كلمـّات والدّها الصـّارمة ثـمّ خـّرجت من المنـزلّ ،
إلى العـمـّل و فـكّرة زيـارة مـّاري لا تـّزال تـّدور بـرأسهـّا

/

فّي منـّزل مخـّتلف عنّ عـائـلة غـلوري المـحطـّمة و المتشتتة أو قـّصر الكـّبير لأفـرادّ عـائلة ال لبيـر المـّالكة و التّي
يسـّعى أفـّرادهـا نـحو الثـّروة ، هـذّا المنـّزل كـّان متـّوسط الحـجّم يـّعم بالـدفء و الحـّنينّ لـكّنه عـلى وشـكّ التـّخلي
عن جميـّع هـذه الأحـّاسيس .
فـذّلك الشـّاب ذو الشـّعر الـبني كـّان يـّقف بـكّل خـزي و يتـحدّث بكـّل هدوء نـّاحية ذّلك الـرجّل الذّي يبـدوا فّي
منتـّصف الخـمّسين من العـمّر و الذّي كـّان الغـّضب قـدّ توصّل إلى أعماق أعـماق قـلبه فقـّال بـحدة و عصبيـة
ـ لقـدّ قـّلت لكّ أرحل و أنـا لن أعـيدّ كلامّي مـّرتين ، أرحل و أختفي من أمـّام وجـّهي لا أريدّ رؤيـتك و لا سمـّاع صـّوتك
حـّتى امسـّكته زوجـّته من ذّراعه و هّي تسـّحبه للجـّلوس على الأريكـّة كّي يـّهدأ أعـّصابه لكّن لا
يبـدوا أنّ ما تـّفعله يسّـاعد على الإطلاق ، قـّال آرثـّر بـغـّضب بـّعد أن سـأم من التـّوسل الذّي لا يـّفيده
ـ أنـّأ لمّ أخطـأ ، لمـّاذا بـّحق السمـاء أضـطر من الـزواجّ بـتـلّك القبيحة ذات اللسان الطويل
المـتّعجرفة و أنـّا آرثر غـلوري ؟
ـ و ما الخـطأ فّي ابنـة سيدّ روبـّرت ؟ ما الخـطأ بهـّا ؟ إنهـا أفـّضل منـكّ فهيّ تتـحمل مسـؤولية
أفعالها و لا تـّهرب من المصـّائب تـّزويجكّ إيـاها لكـّان من أعـظم الأخطـاء التي أوشكـّت على
القـيام بها
ـ ما الذّي تقـصده يـا والدي العـزيز ؟ هـلّ أنت تـّفضلها علي أنا أبنك الوحيـدّ ؟
وقفّ سيد روي غـّلوري بـّعصبية ثـمّ أمسكّ آرثر من يـّاقته و هو يقـّول بـّصراخ حـّاد جـّعل زوجـّته تـّرتجـّف
ـ أيهـّا الابن العـّاق عـديم الفـائدة ، أرأيـّت الـصّور التي أرّسلت إلى صـدّيقي جـّونـاثان ؟ أتـّلك صـّور
يفـّترض بي أن أفتـّخر بهـا ؟ و أنا الذّي كـنت أمتـدحه أمـّامك يـّال العـّار الذي ألّحق بي يـال العـّار ،
ابنـي مـّع لّيس فتاة واحـدّة و إنمـّا العـشرات
ـ لقدّ قـّلت لكّ أنهمّ مـجّرد صدّيقـّات فـّلماذا تـّكبـّر المـّوضوع ؟
ـ سحقـا لا أريدّ سمـاع أعـذارك الواهيةّ ، لا تـعد إلى هـذا المنـزل إلا و أنت نـّادم على ما فـعلته ،
قطـّب آرثـر بغّضب ثمّ صـّعد السـّلالم متـفّاديـّا أخته كلـير الواقفـّة بصـّدمة ، إتجـه إلى غـّرفته و أخـّرج جميـّع ثيـّابه
ثمّ وضـّعها في الحقـّيبة و حمـّل حـّاسوبه النقـّال مـّع كـّتبه ثمّ سـّارع بالذهاب و هو يستمـّع لمـحات من
نقاش والدّته مع روي فـّأغلق البـاب خـّلفه بكل قـّوة معـّلنا أنـّه لنّ يـعود موجـودا بينّ أفراد أسرته بـعد الآن
ـ ما الذّي تفعله روّي ؟ هل ستـسمح لابننا الوحيد أن يـّغادر هـكذا بـينما أنت تـنـظر إليه ؟ هل قسي قـّلبك على
أبنائك ؟
تنـهدّ روي ثـمّ مسـّح دموع زوجـّته المنهـّارة قائلا بحـنان
ـ عــزيزتيّ أنـا لا أقـسو عليه ، أنـّا فقط أحـاول أن أرشده لـطّريق الصـّحيح ، لقدّ أصبحّ غـّير مبـّاليّا لمـّا حـوله و
لا يـهتمّ سوى لمـتّعته الخاصة ، أريدّه أن يّصبح رجـّلا نـاضجـّا
ـ لكن ليس بهذه الطريقة روي ، أنا لا أريد لابني أن يبتعد عني
ـ أنـا أعلم عـزيزتي ، لكنـكّ رأيت تـّلك الصـّور المشينة و رأيت أيضـّا تـّصرفه اللامـباليّ حـّول الأمـّر
و عـّدم اعتذاره لّي و رفّضه طـّلب الصفّح من سيدّ جوناثان ، هـّل تظنين أنّ هـذا لائق ؟
تنهـدّت سيدّة تينـا ثـمّ أومـأت بالنـفي و غـادّرت إلى المـّطبخ لكّي تـحّضر القـليل من الشـّاي كّي يـعدّل
أعصـّاب زوجها و تـّطلب منه مجددا إعـادة آرثـر إلى المنـزل ، حـّـتى لو كـان مخـطئ و حـّـتى لو أنّ
طريقته في العـّيش مستهترة و مليئة بالأخطـاء لكنه يبـّقى ابنها و لنّ تـّسمح بـّرحيله عنها

/

بـّعد انتهـاء المحـّاضرة غـّادرت مـاري القـّاعة متـّجهة إلى المـّطعم ، و كـّانت هـذا مـّجرد روتيـّن
عـّادي لحـّياتهـّا الـيوميـّة لكـّن مـّؤخـّرا ، روتينـّها الذّي اعـّتادت عليهّ بدأ بالتـّغير تـّدريجـّيا .
فـّي طـّريقهـّا نـحّو المـطّعم وجـدّت كليـّر غـلوري تـّقف أمـّامها مـّانعة إيـّاها من الـتقدّم و وجـّهها
محتـّقن بالغـّضب و
السـخطّ ، عـّلى غـّير عـّادة كليـّر فهيّ لم تهتمّ اليـوم بـأناقتهـّا و لا اشـّراقتهـّا الدائـّمة ، تـّوقفت عن
السـّير ثمّ رسمـّـت ابتسـامة لـطّيفة على شفتيهـّا و هي تـّّرحب بكـّلير بصـّدر رحـبّ
ـ صـّباح الـخيّر كـّلير ، لـما لمّ تـأتي بـاكـّرا لقدّ كـّانت مـحاضـّرة أستـاذّ مـاثيوّ جميـّلة جـدّا
أمسـكـّتها كـليّر من يـّاقتهـّا فـتفـاجـأت مـّاري لكّن لمّ تـبعدّ يدها ، صـّرخت كليـّر في وجههـّا بكـّل عـّصبية
ـ أتـدّعين الجـهّل أم مـاذا ؟ أحـٌّقا لا تـّعلمين السبب ؟
سـّقطـّـت كـّتب مـّاري على الأرّض عنـدّما تـّلقت صـّفعة قـّوية من كـّلير جـّعلتها تـّرتد ّ إلى الخـّلف ،
فإجـّتمع الطـّلاب حـّولهمّ و هو ينـّظرون بـّفضـّول بينمـّا قـّالت مـاري بـّتوتّر
ـ ما الذّي تقـّصديه ؟ أنـّأ لم أفـّعل شيئا ثمّ يـجّدر بـكّ الاعـتذار
كادت أن تـّنقض عليهـّا كليـّر لكـّنهـّا أحكمـّت على قبّضتهـّا محـّاولة السيـطّرة على أعـّصابهـّا
و هـّي تـّقول بحـدّة
ـ لقـدّ قـّلت لكّ مـّسبقـّا و بـوضـّوح أنّ أخـّي لا يـريدّ الـزواجّ بـأختـكّ أليّس كذلك ؟ و طـلبت منكّ
و بـّوضوحّ شديدّ أن تـّحاولي إيجـّاد حـّل لذّلك العـّقد السـّخيف لكـّن ما الذّي بحـّق الجـحيمّ فـّعلته ؟
لمـاذّا أرسلـّـت تـّلك الصـّور إلى والدّي ؟ ألا تـّعلمين أنه طـّرد آرثر بـسببّ أختـكّ المتـّرصدة
المـجنونة ؟
تنهـدّت مـارّي و هي تـحـّاول استيعاب كلمـّات كليـّر فقالت بـهدوء
ـ أنـّا حقـّأ لا أعـّلم عن مـاذا تتحـدّثين ؟ ثـمّ لا تـّقولي عن أختـّي أنهـاّ متـّرصدة أنـتّ تـّعلمين جيدا
أن لا عـلاقة لهـّا بالأمـّر و كلّ هـذّأ بسبب الـدّين
ـ أرجـّوك لا تـّرتدّي قـّناع الحمـلّ الـودّيع فـكلّنا نـّعلم عن دناءتك ، نـّعلمّ أنّك تـّبتزينّ نايت إل لبير
كّي تصّبحي خـطّيبته
كمـّا أعـّلم أنّ أخـتكّ المجنونة تسـعى لنيـّل من أخيّ بـعدّ أن رفَّض اعترافها منـذّ سنين و نـّعلم
أيضّا أنـّا والدّك مقـّامر كبيـّر يحـّاول التّخلص من ديّونه عبـّر بّيع بناته كمـّا لو كـأنهنّ سـافلات ،
قـطّبت مـّاري ثـمّ انـحنت لتـّجمع كـّتبهـّا غـّير مبـّالية لثـّورة غـّضب كليـّر لكـّن الأخيـّرة لنّ يشفع
لهـا الكيـّل إلا عنـدّما يـّعود أخيهـّا الحـّبيب إلى المنـزّل و لسببّ مـّا تـّظن أنّ من صـّنع هذه
المشـّكلة يستـطّيع حلـّها ، و لأنّ المشـكّلة من صـّنع عـّائلة روبـّرت فّهم من يستـطّيعون حّلهـّا ،
وقفـّت مـّاري ثـمّ قـّالت ببـّرود
ـ إذا أنهـّيت كـلامـكّ أنـّا مغـادرة
اتجـّهت إليهـا كليـّر و دّفعتهـّا مجددّا فسقطت الكـّتب مجـددّا ، ابتسمت ماري بـلطّف ثمّ قـّامت
بـدّفع كلـيّر و هي تـّقول بوداعة
ـ عـّزيزتي لا تـّضعي اللومّ على أختي من فـّضلك كمـّا لو كـأنّ أخيكّ مـّلاك خـّالي من الأخطـّاء
فـّهو زيـّر نسـاء و أخـّـتي لنّ تتّشرف بالـزواجّ منه فكـّما أنّ حـّبه فّي المـّاضي أكبر خطأ
صـّرخت كـّلير بـّعصبية ثمّ اندّفعت نـّاحية مـّاري فّي قـّتال شـّرس للفـّتيات ، حـّاول البـّعض التـّفرقة
بينهمّ و إبعادهما عن بّضعهما لكـّن و لمـّزاجّ كلـير الحـّاد فلمّ يستـطّع أحـدّ فعل شيء ،
شدّت كليـّر شعـّر ماري القـّصير بكـّل قّوة نـّازعة بّضعة خّصلات بينمـّا تحـّاول ماري الدّفاع عن
نفسهـّا و هّي تمسكّ كتفـّاي كليـّر مبعدّة إياها .
أخـذّ البعّض يلتقـطّ الصـّور و الفيديوهات بواسطة هواتفهم ، لكـّن فجـأة أتى شابين بعد أن طّفح الكيـّل
بهمّ و فـّرقوا بينهمـّا، أمسـكّ أحدّهم بمـاري و الأخر بكـّلير التّي تكـّاد تجّن قـالت بعصبية و هيّ في ذروة
غضبها
ـ أيتهـّا السـّافلة لا يكـّفيكّ اقتـّراضكّم منـّا المـّال بّل و تـّريدونّ التفـّرقة بيننـّا
لمّ تـّرد مـّاري و قدّ كـّانت في حـّالة مـّخزية جـدّا ، وجههـّا مليء بالخـدوّش و الدّم يسيـّل من شّفتيهـّا بينمـّا شـّعرها مبعثر
فّي كل اتجـّاه و فستـّانها الـّريفي البسيطّ قدّ مـّزق من الأكمـّام و الأسـّفل أيضـّا ، افلت ذّلك الرجـّل لأنهّ لم يـرى
داع من إمساكها فانحنـّت بهـدوء و هّي تقـّول بـّنبرة قـّريبة للبكـّاء
ـ أنـّا أسفه فعلا شديدّة الأسف لأننّي لا أستـطّيع فعـل شيء ، و لأن هـذّا قدّ حدّث بسبب عـائلتّي ،
أيمكنكمّ محـّو تلكّ الصّور و الفيـديوهات ؟ أنـّا لا أريدّ أن أسبب المشـاكّل لخطّيبي من فـّضلكم
ابتسمت كلـّير و نـّزعت هاتفّ أحـدّهم من يدّه ثمّ قـّالت بتـحدّي ناحية ماري
ـ أرى أنكّ خائفة من تسـّرب المـزيد من الاشـاعات حـّولك أليس كذلك ؟ إذّن مـا رأيكّ أن تقـومي بحـّل
تلك المشـكلة لّي و إلا ستـجدينهـّا في الصـّحف غـدّا
ارتبـكّت ماري و هيّ خائفة من ردّ فعل نايتّ ، فانحنـّت مجددّا و هيّ تـّقول بتوسّل و رجاء شديد
ـ أرجـّوا لا ، سـأفـّعل كل شيء سـأحـّاول لا بـّل سـأعيدّه فقطّ أرجوكّ لا تـّدعي هـذا يّصل إلى الإعلام
فجـأة و وسطّ هـذه الـضوضـّاء ، أتى منقذّها .. و الـّشخص الوحيـدّ الذّي تمـّتلكّه بـجّانبها ، كـّان يسيـّر
بـكّل كـّسل و لا يـّخلوا وجـّهه من نـّظرته السـّاخطة و الحـادّة في آن واحـدّ ، على فـمهّ ابتسـامة
سـّاخرة و يـّضع يدّيه فّي جّيب معـطّفه بكـّل ثقة و غـّرور ، مـلامحه المتعـّجرفة و الاستقـّراطية تـّلك
الذّي لا يمتـّاز بها أحدّ سـوى عـّائلة المالكة ، عـّائلة آل لبير
وّقف خـّلف مـّاري ثـمّ رفـّع مسـّتوى وجههـّا إليه ، ألجمت الصـدّمة لسـّانها فقـّال هو بحـدّة
ـ حـاذّري من انحنائك آنسة ماري فـّليس الكـّل يـّفـّهم سّببه ،
تمـّتمت مـاري بـدّهشة
ـ مـا مـا ما الذّي تفعله هنـّا ؟
ابتسمّ نايت بسـخّرية شديدّة ثمّ رفـّع يدّه فـأتى العـّديد من رجـّال يـّرتدون بذّلة سوداء لّيسرعوا نـّاحية
أولائكّ الشبـّاب و الفتيات اللواتي يـّحملونّ هواتفهمّ النقـّالة و قـّاموا بنـّزعها مـّع حـذّف جميـّع ما حدّث
، و إمسـّاكهمّ كيّ لا يهـّربوا .
وضـّع نـّايت رأسه على كـّتف مـّاري و ذّراعيه حـّولهـّا ، مبتسمـّا بكـّل بـّرود و هو ينـّظر إلى كـلير التّي
لا تـّزال واقفة فّي مكـّانها مندهشة ممـّا يحدّث حولهـّا و كّيف قدّ تـّغيرت الأحوال فّي ظرف ثـّانية ، قـّال بـضجـّر
ـ هـّل أنت لا تقرئين الصـّحف ؟ ألمّ أنكّ لا تـّشاهدين التلفـّاز ؟ أولمّ تـّعلمي أنّ هـذه الآنسة الواقفة هنـّا
أمـّامكّ هي خـطّيبتي ؟
تـّلعثمت كليرّ في كـّلامهـّا و حـّاولت الردّ لكـّن رّمقهـّا بنظّرة متـّعالية خطيـّرة و مـحذّرة ، أكـّمل حـدّيثه بـبـّرود
ـ و بمـّا أنّها خـطّيبتي فهي تعّتبر فـّردا من عـائلة آل لبّير لذّا معـّاملتكّ الهمجيةّ و الحـّيوانيةّ هـذّه
لنّ يتـّم غّض النـظّر عـّنها بـّل كونّي واثقـّة أن هـذّا لن يـّعبر مجـّرى الريـّاح ، سـأحّرص على جـّعل
حيّاتكّ جحيمـّا لا يطـّاق و بّل ستتـمنين الانتحار سـّتصـّابين بالجـّنونّ و لأننّي فّي مزاجّ جيدّ فـأنّا أقوّل
لكّ إنّ لمّ تنحني و الآن و فـّورا راكـّعة على ركّبتيكّ لكّي تـطّلبي منهـا السمـّاح سـتـّصابينّ بكّل تـّلك
الأمور التّي قدّ سبّق و ذّكرتها
ارتجـّفت كـّلير من شدّة الصدّمة و سـقطّت على الأرّض كمـّا طّلب منهـّا و كـأنّ أوامرّه غـّير قـّابلة
للـّرفض ، تلعثمت و ألجم لسانها فحاولت ماري التّملص من ذّراعاي نايت لتجّعلها تّقف مجددّا لكنّ صـّوت نايت الهـّامس
جـّعلها تّرتجّف هي الأخرى
ـ كّوني طّفلة مّطيعة قـّبلّ أن أسحـّقكّ الآنّ ،
كـّيف لها أن تتـّركها و هّي كـّانت بمـّكانهـّا و شـّعرت تمـّاما بأحـّاسيسهـّا في هـذه اللـحظة ،
أن تـنحني بكـّل ذلّ ،عـّقدت العّـّزم و أفلتت من ذّراعيه ثمّ اتجهت إلى كليرّ و جّلست مّثلها ، قـّالت بابتسـامة متـّوترة و لطّيفة
ـ أنـّا آسفة لمـّا حدّث لأخيكّ بّسببنـّا لكـّن أرجـّوكّ لا تـّدعي الحّقد يـّعمي طـّريقكّ فـّكلانـّا متشـّابهتينّ ،
جميـّعنا نـّهتمّ لأفـّرادّ عائلتنـّا و كلانـّا نـّحاول أنّ نبقيهـّا متـّماسكة لذّا أرجـّوكّ لا تسيئي الـظّن
قـطّب نـّايت ثمّ إتجـّه إلى مـّاري و رفـّعها عن الأرّض لتـّقف على قدّميهـّا ، قـّال ببـّرود و نبـّرة
مـحـذّرة لمّ يلمحـّها سواها
ـ دّعكّ من محـّاولاتّ كيـّوبيدّ الفـّاشلة في زّرع الحـّب و دّعينـّا نـّغادّر لقدّ تـأخـّرنا بمـّا فيه الكفـاية
أجـّابته مــّاري بانصياع تـامّ ،
ـ حسنـّا ،
استـدار نـّاحية كليّر الـّتي قدّ شـّقت دّموعها خـطـّا رقّيقـّا على خـدّها ، ابتسمّ بسخـّرية ثـمّ قـال ببـّرود
ـ لنّ أنسى هـذّا ،
أمسكّ مـّاري من ذّراعهـّا و سحّبها مـّعه بينمـّا تـكّفل أولائكّ الـرجال بجميـّع الطـّلاب الذّين رأوا
الحـادّثة و جـّعـّلهمّ يصـّمتون للأبدّ بـطّريقته الخـّاصة و بـعدّ أنّ صـعد نـّايت و مـّاري فّي سيـّارته
خـّلف رجـّاله فّي سيـّاراتهمّ ربـّاعية الدّفع كبيـّرة الحـجمّ ،
جـّلست مـاري بكـّل تـّوتر في المقـّعد الأمـّامي بـّجانبه ، كـّان وجـّهها شـّاحبـّا و مـّلابّسها رثـّة كمـّا
أنهّ تـوجدّ بـّضعة قـطّرات دّماء تسيـّل من شفتيهـّا أمـّا عن حـّال قـّلبهـّا فـّكان مّضطّربـّا بشدّة و تنفّسها
أصبّح مسـّموعـّا خـّائفة بّل مـّرتعبة منّ نـّايت ، قـّالت بارتباك
ـ أنـّا آسفة فـّعلا بـّل لا أنـّا شديدة الأسـّف أنـّا
ـ أغـّلقي فـّمكّ
نفـذّت الأمـّر بدون تـّرددّ لبـّضعة دقّائقّ ثـمّ قـالت بتسـاؤلّ لا يـّخفوا من التـّوتر و قد نسيت تماما أمر
الرسالة التي أرسلتها
ـ نـايت لمـاذا أتيت ؟ لّيس كمـّا لو كـأن وجـّودكّ غـّير مّرحب بـّه بّل بالعـّكّس أنـا أتمنى أنّ تكونّ
حـّولي دومـّا ، لّيس بـهذه الـطّريقة أعنـّي أننـّي تفـاجـأت .. أجـّل هـذه هي الكلمة
ضـحكـّت فـرمّقها بـحدّة أكمـّلت حدّيثهـّا و الذّنب قدّ طـّغى على كيـّانها بـأكمـّله ، أنّ تـجّعل نـّايت فـّي
ورطـّة و أن تسببّ الشـائعات لهّ لهو أمـّر لن تـسـّامح نفسها على فـّعله
ـ أنـّا لم أقصدّ ذّلك يـّا نايتّ ، أنـّا فـّعلا لمّ أكنّ أعـّلم عنّ مـاذا تتـحدّث هي بالضـبطّ و فجـأة وجـدّت
نفّسي على الأرض فيّ عـّراكّ معهـّا و الكّل يّصور مـّا حدّث ، و أنـّا ممـّتنة لوجـّودكّ في تلكّ اللحـّظة و
إنقـاذّك لّي لا بـل أنـّا شديدة الامتنان لكّن ما طّلبت من كليـّر فـّعله شيء أنـّا اختبرته و أن تـّكون هي
فيّ موقـّفي ، لمّ أردّ ذلكّ .. لّيس بهـذه الـطّريقة تـّحل الأمور
لمّ يـّلتفت نـّاحيتهـّا قطّ كـأنهّ لم يسمـّعها أو أنّ صوتها لمّ يصّله ، فقـّالت له بـّرجاء و هيّ تضّع
يدّيها أمـّامه
ـ أنـا فـعلا لمّ أقصدّ هـذّا ، أنـا آسفة نايت أرجواكّ قـّل شيئا
أوّقف السيـّارة جـّانبـّا بـطّريقة خـطّيرة جـّعلتهـّا تدّرك كمّ هو غـّاضبّ الآن و أنّ الـكّلام مـّعه فّي
هـذه اللـحظة يجـدّر به التـأجّيل فقـّال ببحـّة و حـدّة
ـ تـّقولينّ لّيس بـهذه الـطّريقة تـّحل الأمـّور ؟ إذّن مـّا الذّي كـّنت ستـّفعلينه إنّ لم أتي ؟ هـل كـّنت ستـّلعقينّ أحـذّيتهمّ
جميـّعا طـّلبّا لمـحوّ الـصـّور ؟
شـّعرت بّشـّيء حـادّ يـّغرزّ في قـّلبهـّا كمـّا لو كـأنهّ خنـجّر ، بدأت دّموعهـّا فّي السقـّوطّ أنّ يجـّعلها بـهذا
الانـحطـّاط لأمـّر موجـّع لحـدّ الثّمالة و مّـؤلمّ لدّرجة الهلوسة ، فقـّال ببـرودّ و هو يـّلف وجهه للجـّهة
الأخرى
ـ إنّ كنت مـّعتادة على القيـّام بمُّثل هـذه التّصرفات سـّابقّا فأنسيها لأنكّ خطيبتي الآن ، و لا أّريدّ مّثل هـذه
السلوكيات المشينة و المـذّلة و المنـحطة
مسحّت مـّاري دّموعهـّا بانكسار شديدّ ثمّ قـّالت
ـ أنـّا أسـّـ
قـّاطـّعها صـّارخـّا بحدة و هو يـّلكـّم المقـّودّ بكّل مـّا يمتلكّ من قـّوة جّعلتها تـّجفّل عدة مـّرات
ـ لا تـعتـذّري سحقـّا، لا تـّعتذّري
شـّحب وجههـّا كما لو كـأن الـدّم قدّ سحّب منهّ بـّل كـما لو كـأنهـّا رأتّ شبـحّا حـّولهـّا ،
أنّ يصـّرخ نـّايت البـّارد و الهـادّئ عـّليهـّا فـّلابدّ أن طّفحّ به الكـّيل منهـّا ، أنّ تّضعـّه دّومـّا فّي مواقفّ
صّعبة ، لابدّ أنهّ يـتمنى الآن لو أنهّ لمّ يقّابلهـّا و لمّ يـّعرفهـّا في حيـّاته قطّ ، استـدّار عـائدّا أخـذّا إياها
إلى منـّزلهـّا الصغير





sira sira likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-07-13 الساعة 09:32 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-13, 08:45 PM   #20

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الله يعطيك العافيه لمور ع النقل المميز وتسلم يدين الكاتبه ع البارت ..

إستمتعت بقرأته واتضح لي ان الكاتبه سريعة بديهة ماشاء الله تبارك الله ومتمكنه وعندها القدره الإسترسال

بالرغم إني لم اقتنع بموقف ماري ... أولا بشكها هل تحبه او لا .. لانه لم يحن الوقت برأيي لذاك الحب او حتى الشك ..

وإيضا سلبيتها الزايده عن اللزوم سواء إتجاه اهلها او نايت او زميلتها كلير ..

ملاحظه او بشكل أصح إستفسار عمر نايت الحقيقي الآن ... لا أعتقد انه 18 سنه ... لأنه من تصرفاته وعجرفته وقوة بأسه ع السوق يتضح لي عمره في منتصف الثلاثين او انه مقارب للأربعين <<< لو هذا هو عمره الحقيقي راح يكن اكثر إقناع منه في سن المراهقه


اتوقع راح تكون هناك قصة حب مابين ويل وأخت ماري ^^


نايت ايش طبيعة مرضه .!!


بإنتظارك غاليتي لمار على أحر من الجمر


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لجلالته

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.