آخر 10 مشاركات
594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ☆باحثاً عن ظلي الذي اختفى في الظلام☆ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Ceil - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي من ثنائيات الرواية كنت اكثر مهارة في رسم ابعادها .. الشخصية و الروائية ..
جاسر و حنين 2,051 68.48%
عاصم و صبا 326 10.88%
حور و نادر 417 13.92%
عمر و رنيم 113 3.77%
مالك و اثير 88 2.94%
المصوتون: 2995. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-13, 10:41 PM   #5111

~hajar~
alkap ~
 
الصورة الرمزية ~hajar~

? العضوٌ??? » 301222
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 28
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ~hajar~ is on a distinguished road
¬» اشجع ahli
افتراضي


هو الفصل بتاع النهاردة مش نزل !!

~hajar~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:42 PM   #5112

جلاديلياس

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جلاديلياس

? العضوٌ??? » 304537
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 410
?  مُ?إني » على قلوبهم
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » جلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond reputeجلاديلياس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حرام عليكم ليه التشهير
بلاش تخلوها تطفش احنا ماصدقنا


جلاديلياس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:43 PM   #5113

shatoma
alkap ~
? العضوٌ??? » 293059
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » shatoma is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ولا يهمك يا تيمو نحن مرابطات أمام النت حتى ينزل الفصل لأنو بصراحة في غاية الروعة

shatoma متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:45 PM   #5114

shatoma
alkap ~
? العضوٌ??? » 293059
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » shatoma is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لأنو بصراحة روايتك في غاية الروعة بالتوفيق

shatoma متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:46 PM   #5115

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

بنات حنزل الفصل حالا ... بليز اوقفو التعليقات
( بحب الجملة دي اوي بتشعرني بالأهمية )


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:46 PM   #5116

cherry 86

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية cherry 86

? العضوٌ??? » 291151
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,097
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » cherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 225 ( الأعضاء 189 والزوار 36)
‏cherry 86, ‏ميمى مصطفى22, ‏اواه, ‏hebaa, ‏غير عن كل البشر, ‏nahe24+, ‏فتكات هانم, ‏كفى, ‏البرنسيسة موني, ‏mesaw, ‏socomisso, ‏غيدائي, ‏eiman hashem, ‏yasser20, ‏markunda, ‏akoula, ‏MNA, ‏فله45, ‏دعاء 99, ‏ام ملك وهنا+, ‏اميرة الرومنسية, ‏m0ly80, ‏جلاديلياس, ‏alaa ahmed, ‏كترين, ‏AyOyaT, ‏قمر الليالى44, ‏this my+, ‏ناميس, ‏mahy15, ‏sfaa, ‏elizabithbenet, ‏نويت الهجر, ‏SONESTA+, ‏دلال الدلال, ‏حوار مع النفس, ‏متعثرهـ, ‏hedoq, ‏daily-m-s, ‏princess alkady, ‏آية الله ), ‏ايفيان, ‏yassminaa, ‏صمت الزوايا, ‏رشا عادل, ‏sosobarra, ‏زهرة نيسان 84+, ‏كراميش, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏thebluepetra, ‏Pure angel, ‏قمر سهران, ‏صمت الهجير, ‏fatima zahraa, ‏do3a, ‏yoda5, ‏اموواج, ‏MaNiiLa, ‏shatoma, ‏asmasma, ‏wa3d yasser, ‏ناي محمد, ‏rahaf_1, ‏ميامين, ‏ميرو عمر, ‏سوما, ‏الزهراألزهراء, ‏jjeje, ‏ندى الفجر+, ‏حمام الحجاز, ‏ريمين, ‏nousssa, ‏hager sibawah, ‏HOTTEST, ‏ebrU, ‏غرام العيون, ‏celinenodahend, ‏soma samsoma, ‏غدا يوم اخر, ‏ليله طويله+, ‏rama shaheen, ‏أم أوراد-9, ‏nahla_fcis, ‏senureta+, ‏حروح غامضه, ‏roselover199199, ‏Whispers, ‏a7la sweet, ‏سومة1989, ‏حمبصيصة, ‏gameli, ‏لعنه الحب, ‏Aisne, ‏روح طرياك, ‏bambolina, ‏orange juice, ‏بيبه الجميله, ‏ملكة قلبي, ‏monica g, ‏hammam, ‏كاميليا13, ‏بنفسج ~, ‏nura nass, ‏luz del sol, ‏alein, ‏الاوهام, ‏samahss, ‏معلمة الدمج, ‏هبة+, ‏hadia44, ‏رحيق الجنان, ‏ههوا الفجر, ‏engthorya, ‏red tulip, ‏babo, ‏اغلى ناااسي, ‏Fatima 2012, ‏la princesse * malak, ‏انجيليتا, ‏سمواحساس, ‏جوجو وان, ‏rawand girl, ‏الحالمة سوسو, ‏اميرة بيتنا+, ‏هدى دودى, ‏Aya youo, ‏amoula24, ‏ام اشرف واياد, ‏nabooosh, ‏ماريمارر, ‏Lama9, ‏رااما, ‏نهولة, ‏loOvely, ‏ميرديث+, ‏emanmagdy, ‏**بارعه**, ‏صدى المعالي, ‏حواء بلا تفاح^, ‏mona_90, ‏نوت2009, ‏عصفورة القلب, ‏حياة ايهاب+, ‏أزعجهم هدوئي, ‏RAHPH, ‏ماريامار, ‏mimi0289, ‏روكو, ‏وردة الزينة, ‏ammona101010, ‏bassina, ‏*نوور*+, ‏سبنا 33, ‏rewand, ‏معزوفة حب, ‏غيداء هلال, ‏عصفور الكناري, ‏كلي اناقه, ‏sasoline, ‏عبوسي الورد, ‏roro.rona, ‏لؤلؤةأبوها, ‏toga, ‏الغزال الشارد, ‏نداء الحق+, ‏سلمي و نقطة, ‏نرمين البنجي, ‏حب الدنيا, ‏lolololy909, ‏camela, ‏لا تتألمي, ‏قايد الغيد, ‏نسايم ليوا, ‏حبي الأزلي, ‏لحن السكون, ‏علمتني الدنيا, ‏beau, ‏نورالسادة, ‏رنيم الليل, ‏وروووود, ‏لجين1991, ‏مزوووووون, ‏*جوود*, ‏noraan, ‏hadb, ‏ISHA+


والله موجوده من بدرى إهههههههههئ إههههههههههئ
ليه مابظهر بالتسويره
تيمو ولا يهمك مستنين الفصل وقت ماينزل قاعدين قدام الكمبيوتر


cherry 86 غير متواجد حالياً  
التوقيع

شكرآ كتييييييييير كارى على عروستى والتوقيع


هشااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااام



رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:46 PM   #5117

sfaa

? العضوٌ??? » 153875
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 336
?  نُقآطِيْ » sfaa is on a distinguished road
افتراضي

طولتي احنا عم نستنا اشتقنا لحور ونادر

sfaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:47 PM   #5118

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الخامس عشر
ظل عاصم واقفا متسمرا بمكانه عدة لحظات .. السكون الذي يسبق العاصفة , جاسر رشيد !! ... اندفع هذا الأسم من غيمة ذكرياته القديمة ... تلك الذكريات التي كان يفضل أن ينساها ,حيث لم يكن عاصم رشوان البارحة هو عاصم رشوان اليوم ... أيام التمرد و الجموح ...... أيام الغضب الأعمى و قتال الشوارع
و الآن بمجرد سماع الاسم حتى اندفعت المشاعر القديمة في عروقه , و تذكر قسمه بأن يقتله إن رآه مرة أخرى بعد أن سافر و ترك حنين قبل أيام من زفافهما ....
لم يتجرأ أحدا على إهانة الحاج اسماعيل رشوان بهذه القذارة من قبل .... لا يزال يتذكر شكل و الده حين عاد ليجلس في كرسيه الكبير مسندا جبهته الى يده بتعب .... بينما معالم الاحساس بالذنب مرتسمة على وجهه . وكأنه هو المسؤول عن فشل زواج حنين من ذلك الحقير ....
يومها أقسم عاصم أن يقتله إن رآه مجددا .....
كل الفترة السابقة وهو يتعامل مع شركة حنين دون ان تخبره !! ..... من المؤكد أنه عاد ليلهو بها من جديد , فالحقارة في دمه منذ صغره ...
و هي ... كيف لم تتجرأ و تطلب مساعدته الا إن كانت راضية بما يحدث , وصبا !! ...... صبا !!!
اشتعلت عينا عاصب بنيران الهمجية و الغضب و اندفع جاريا يصعد السلالم كل درجتين معا ,حتى وصل الى غرفته فاقتحمها اقتحاما و صفق الباب خلفه بقوة .....
كانت صبا واقفة تنظر من النافذة وهي أيضا تشعر بالقلق على حنين ... الحمقاء لم تستمع لنصيحتها و ذهبت بمفردها للحفل , أي تفاهم ذلك الذي يدعيه ذلك المبتز و هو يأمرها أن تذهب اليه ترتدي مثل فتيات الاستعراض
و طبعا سيكون التفاهم بعد الحفل , وما لو أخذها لبيته ... و حنين المسكينة لن تستطيع صده إن حاول معها شيئا ....
اشتعل الرعب في نفس صبا اضعافا مضاعفة حين و صلت بتفكيرها الى تلك النقطة ... ماذا لو كان فخا لحنين و كان ناويا على أن ........
رفعت اصابعها الى وجهها وهي تشحب بشدة ... وما الذي سيمنعه ذلك المجنون الذي يظن ان له حق عليها ....
كيف ... كيف ... كيف سمحت لها بالذهاب ؟ ..... لكن ماذا كان بإمكانها أن تفعل وقد أصرت حنين بشدة و الحاجة روعة كانت راضية وهي غير ملمة بالكوارث الخافية ........
و في اثناء تفكيرها المرعوب و قبل ان تلتقط هاتفها لتطمئن على حنين و تأمرها بالعودة حالا .... كان باب الغرفة قد فُتح بصوتٍ أرعبها و دخل عاصم صافقا الباب من خلفه بقوة .....
استدارت برعبٍ اليه .... و شاهدت نظرته المتوحشة التي لم ترها في عينه من قبل .... ما الجديد ؟ هناك كارثة قد وقعت , تراجعت صبا حتى التصقت بالنافذة بينما اقترب من عاصم و الغضب جعل منه وحشا مرعبا في أسوأ صوره ....
تقدم عاصم اليها في خطوةٍ واحدةٍ و قبل أن تجد الفرصة لتسأله كان قد مد يده ليمسك بشعرها بقوةٍ وهو يصرخ عاليا
( كنتِ مع جاسر رشيد ؟ ...... كذبتِ و خدعتني و ذهبتِ للقاء رجلٍ غريب و بكل هدوء كنت تخبريني أنه لقاء عمل ؟؟ !!! )
صرخت صبا على الرغم من رعبها وهي تحاول جذب شعرها من يده بشراسة
( اتركني .... اتركني , لا تعاملني بتلك الطريقة , أنا لست عبدة لك )
ترك شعرها بأن قذفه بعيدا بغضب ثم رفع اليه سبابته محذرا وهو يقول بشراسةٍ خطرة
( انها ثان مرةٍ تتجاوزين حدودك في الكلام معي .... و أنتِ لستِ بقادرة على تحمل عواقب غضبي صدقيني , )
مد يده ليمسك بذراعها بقسوةٍ وهو يجذبها اليه ليقول هادرا
( كلمة واحدة و لا أريد غيرها ..... هل تعرض جاسر لحنين ؟؟ )
كانت تلهث بقوةٍ ... وهي ترى غضبا أسود قادر على إحراقها حية و حين تأخرت في الرد شدد عاصم اكثر على ذراعها و هو يصرخ بغضب
( أجيبي ........)
صرخت صبا بخوف و غضبٍ معا ( نعم ........نعم ....)
اشتعلت عينا عاصم و هو يترك ذراعها ببطء مما جعلها تفكر في حكمة ما تفوهت به للتو .... ابتعد عنها ليلتقط سترته و مفاتيحه بحركةٍ سريعة ... مما جعلها تركض خلفه و امسكت بذراعه قبل أن يخرج من الغرفة لتقول برجاء
(عاصم .... انتظر , لا تذهب و أنت في هذه الحالة , انتظر حتى تأتي حنين و اهم منها الأمر بهدوء )
نفض يدها عن ذراعه بقوةٍ ... و نظر اليها نظرة مرعبةٍ طويلة قبل أن يقول بصوتٍ خطير
( أنا و أنتِ لم ننته بعد ...... وحسابك على ما فعلته سيكون حين أتفرغ لكِ و حتى ذلك الوقت إياكِ و أن تتجرأي حتى على التفكير في مغادرة باب هذا البيت )
التمعت عيناها رفضا و تمردا من لهجته الغريبة ... الا أن الحالة التي كانت مرتسمة على وجهه جعلتها تلتزم الصمت رفقا بحنين أولا ثم بها ..... و به .......
خرج عاصم بعنف .... بينما وقفت صبا مشبكحة يديها معا فوق صدرها اللاهث
يالهي ... الآن فهمت خوف حنين من اخبار عاصم , وماذا إن علم بالباقي من القصة , .... كل خوفها حاليا على مصير حنين المسكينة , أما بالنسبةِ لها ..... فلم يكن خوفا بالمعنى المفهوم , لكن أحساس غريب لا تعرف له تفسيرا ... يشعرها بالضيق .
تجاهلت مشاعرها الغريبة حاليا و اتجهت الى هاتفها لتطلب حنين .... الا أن الهاتف أخذ يصدر صوت الرنين دون ان ترد . اشتعل قلب صبا خوفا عليها و هي تعض على شفتها .. وتهمس
( يا رب ... يا رب سلم العواقب ... )
.................................................. .................................................. ....................................
في نفس اللحظة التي خرج فيها من البيت , كان مالك مقبلا عليه , ودون كلمة جذبه عاصم من ذراعه ليتجه به حيث سيارته ليركبا و ينطلق عاصم بكل جنون ..
حاول مالك سؤال عاصم عما به و قد انتابه القلق من منظر عاصم المخيف ..... فرد عاصم بكلمةٍ واحدة من بين أسنانه وهو ينظر أمامه بكل بأس
؛( جاسر رشيد ......)
تجمدت ملامح مالك .... و عينيه .... و قلبه , و شعر من مجرد سماع الاسم بالفِ خنجرٍ يدب نصله في صدره ......
جاسر رشيد .... اسم جلب اليه ذكرى العويل و النواح .... ذكرى السواد و الدعاء على آل رشوان جميعهم .....
ذكرى طفلةٍ كانت كزهرةٍ يرعاها لتطير مع الريح أمام عينيه .... ابتلع مالك غصة في حلقه وهو الآخر ينظر أمامه غير قادرا على النطق بكلمة أخرى .
الي متى يظل الألم نابضا دون أن يمحو ذكراها ........
.................................................. .................................................. .....................................
تلك النظرة في عينيها ... نظرة غريبة , ضربته رأسا و كأنه حجرا ضرب صدره في غفلة ....... طال التقاء أعينهما بينما بهتت ابتسامته العابثة قليلا ....أمام نظرتها . .........
ارتجفت ابتسامته ومالت قليلا ... الا أنه رفض أن يفقد مظهر تسليته وعبثه , رفض أن يفقد ولو لحظة من انتصاره .... كم هو جميل أن يحظى بما هو ملكا له ....
عادت القسوة ممتزجة بالزهو ..... بينما بداخله شيئا ما يخدش ابتهاجه ......
عم سكون تام القاعة بعد الهياج و التصفيق ..... منتظرين أن يكتمل المشهد العفوى الذي تأتي نهايته دائما سعيدة كما في الأفلام .... حيث يدبر الحبيب عرض زواج لحبيبته في أغرب الأماكن ....
و كانت أعينهما في صراعٍ من نوعٍ غريب .... بدأت الهمهمات من حولهما بينما هو واقفا , ممسكا بالعلبة المخملية المفتوحة لتظهر خاتما من أروع ما يكون .... خاتما منقوشا بنقوشِ تكاد تحاكي نقوش خاتمه ..
أخيرا و بكل و ضوح خرجت الكلمة من بين شفتيها , ودون تحيد عيناها عن عينيه ......
( لا ............. )
تعالت الهمهات و بعض الشهقات .... و توتر الجو في لحظة , بينما برقت عينا جاسر قسوة و تصلبت ملامحه و من بين نظراته لمحت طيفٌ خفي من الصدمة ......
مالت شفتي حنين في شبه التوائة لإبتسامةٍ قاسية ... مصدوم ؟؟!! ..... حتى في اللهو بحياة البشر شعر بالصدمة لأن الضحية أعلنت أنها لا تأبه بفخه الذي نصبه لها .... و كأنه لم يتخيل أن تستطيع الاستفاقة من ضربته المحكمة .....
كل هذا الحوار دار في نظرتهما لبعضهما خلال ثوانٍ معدودةٍ من إعلان رفضها ........
قال جاسر بصوتٍ بطىء ... بطيءٍ جدا و ممطوط بتهديدٍ خفي
( حنييين .........)
قالت حنين بصوتٍ عالٍ قوي
( يبدو أنك نسيت الخاتم الذي في إصبعك أنت يا سيد جاسر ...........)
لا إراديا حانت منه نظرة الى الخاتم الفضي المنقوش في خنصريده اليسرى .... ثم ببطءٍ عاد ليرفع عينيه اليها فتابعت حنين و هي تشدد على كل حرفٍ بقهرٍ و غل ..
( هناك زوجة لك تركتها تنتظرك في مكانٍ ما ......أم أنك نسيتها و أنت تقدم عرضك الحالم )
تعالت أكثر الشهقات .... و تحدته عيناها و تجمدت عيناه على هذا التحدي السافر , لكن ليس التحدي هو ما سمره .... بل عودة تلك النظرة ..... و كأن روحها هي من انتفضت لتصرخ قهرا ... غضبا ..... كرها ....... ألما ....
.................................................. .................................................. .......................................
كان عمر لا يزال واضعا يده على جبهته مذهولا مما يحدث أمامه ... الغبي المجنون , لم يتخيل في أسوأ كوابيسه أن يقدم جاسر على فعل مثل ها التصرف الحقير ليضع حنين أمام الأمر الواقع .......
أفلتت منه كلمة واحدة همسا بكل غضب العالم
( غبي ........)
لكن رنيم المذهولة بجواره سمعتها ووصلت الي أذنها كالقذيفة , فالتفتت اليه بسرعةٍ وهي تراقب ملامح وجهه المشتدة غضبا , ظلت مسمرة نظرها على عينيه الغاضبتين و هي تتسآل هل تتآكله الغيرة الآن ؟
رغما عنها شعرت بشعورٍ قاسٍ و طعمٍ كالمعدن الصدىء في حلقها ... فأبعت نظهرها عنه بسرعةٍ و هي تحاول تخبئة خيبتها الغريبة من شخصٍ لا و لن يمت لها بصلةٍ يوما ......
سمرت نظرها المحبط على أرض القاعة الي أن سمعته يتابع و هو يكاد يركل الأرض بقدمه
( الغبي فضح كل شيء .......)
نظرت اليه رنيم مذهولة مما قاله و هتفت قبل أن تستطيع إمساك نفسها
؛( هل تعرف بإرتباطه بحنين ؟؟ !!! ............ )
جاء دوره ليستدير اليها مذهولا ثم قال بخفوتٍ خطير
( ماذا تقصدين ؟؟ ...............)
ابتلعت ريقها و شعرت بالخوف من نظراته القاسية و بأنها قد خاضت في مياهٍ خطرةٍ بالنسبة له فتمنت لو كانت قد استطاعت امساك لسانها الغبي قبل أن تتهور
ارتبكت و عضت على شفتها و هي تنقل عينيها ترمش بهما منه الي جاسر وحنين ..... و حين لم ترد مال عليها ليقول بغضب
( ماذا تقصدين عن ارتباطهما ؟؟ ......... )
تسائلت رنيم بينها و بين نفسها عما ستكون ردة فعله إن علم بزواج حنين في تلك اللحظة .... لكنها طبعا لم تكن لتفشي هذا السر بعد أن وعدتها ...... لذا أخفضت راسها و هي تهمس بخفوت
؛( قصدت أن .....أن شكلهما يوحي بأن شيئا ما بينهما منذ فترة )
فجأة طار من عينيه أي حنانٍ كانت قد لمحته فيهما من قبل في لحظةٍ ما .... وحلت محله نظرة تحوي بعض الإزدراء جعل قلبها يسقط من بين ضلوعها ..... ثم قال بجفاء
( يبدو أنكِ كما توقعت .... ممن يحبون نقل الأقاويل و ليس بناءا على معلوماتٍ حقيقية بل على مجرد رغبةٍ تافهة في تصيد الخبر اللامع المشوق .... تماما كما يحدث في أنديتكم التافهة التي أصبحت مستنقع للإشاعات حول أعراض البشر .... لكن هنا .... هنا يا آنسة رنيم , لا مجال لخوض مثل تلك الأحاديث عن زملائنا ........ )
كانت تنظر اليه خلال خطبته الطويلة بعينين متسعتين بصدمة .... وقلبٍ يرجف بشدةٍ من عمق الإهانة التي تتلقاها كضربات الرصاص ....
و ما أن انتهى حتى عقدت حاجبيها قليلا بينما عينيها المصدومتين امتلأتا فجأة بالدموع ..... ثم همست ما أن استطاعت بصعوبة
( لست أنا من هذا النوع أبدا ...... و لن أكون , و ما يفعله عميلك المحترم الآن و سابقا .... قد فتح ابواب الأقاويل للجميع )
ثم ودون كلمةٍ أخرى استدارت بعيدا عنه و قد بدأت أول دموعها في التساقط على وجنتيها .... و هي تبتعد بعرجٍ طفيف زاد أكثر عما دخلت دخلت به ......
فتح عمر فمه يريد أن يناديها لكن جملة صادرة عن حنين في وسط الجمع جعلته يرتد بسرعة و هو يسمع عبارتها المدوية
( هناك زوجة لك تركتها تنتظرك في مكانٍ ما ......أم أنك نسيتها و أنت تقدم عرضك الحالم )
تعالت الشهقات المصدومة ... بينما همس عمر بيأسٍ و غضب
( يالهي ..... يالهي ..... الوضع تدهور لأسفل حد )
نقل نظره بين الباب الذي خرجت منه رنيم تتعثر ... و بين جاسر وحنين و هو يشعر بغضبٍ على الجميع ..... و على نفسه قبل الكل ...


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:50 PM   #5119

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

ظل جاسر ينظر الي حنين قليلا بعد أن فجرت تحديها ..... وملامحه غامضة غير مفهومة وهو ينظر الي شراستها التي فقدت السيطرة عليها و كأنها قد ضربت عرض الحائط بكل مخاوفها ..... ثم قال بهدوءٍ بطيء ودون أن تتغير ملامحه
( ليست لي زوجة غيرك يا حنين ........ فلا تتهربي بخلق الاكاذيب )
ابتسمت .... حقا ابتسمت بسخريةٍ مريرة و عادت نفس النظرة الي عينيها .......وهي تراه يقف أمامها بكل ثقة العالم , متلاعبا بحياتها و كأنه يحاول ربح سباقا وضع رهانه عليه ..
همست لمرةٍ اخيرة و لعينيه فقط
( لا ...... )
ثم ابتعدت عنه و فستانها الأحمر يتطاير حول ساقيها من عنف خطواتها و شعرها يتقافز من خلفها .... لتخرج من باب القاعة مارة بعمر الذي كان واقفا ينظر اليها و كأنه يطلب منها السماح على شيءٍ لا يد له فيه ....
لكنها نظرت اليه و هي تهمس بداخلها .... ابتعد عني , طويت صفحتك يوم تخليت عن مساعدتي ....... ابعدت نظرها عنه للأبد وهي تخرج .......
كانت قد وصلت لمدخل المبنى الرخامي قبل أن تسمع خطواتٍ سريعة من خلفها و صوته يقول برجاء
( انتظري حنين .... سأقلك أنا , لا تغادري وحدك )
تسمرت فجأة ثم دارت حول نفسها بقوةٍ وهي تنظر الي عينيه الحزينتين ... لتهتف بألم تشعب في كل حرف من حروفها
( بك الخير يا عمر ...... حقا , شكرا .... لكل شيء )
ثم عادت لتلتفت بقوةٍ تنوي الرحيل .... لكنه هتف بقوة
( حنين انتظري .... كان رغما عني , لم اتخاذل مع أحد احتاجني من قبل كما تخاذلت معك )
وقفت حنين مكانها دون أن تستدير اليه ..... ظلت واقفة مكانها لحظة لحظتين ثلاث .... الى أن قالت أخيرا بصوتٍ أجوف لا معنى له
( كنت تعلم ....... أنني أحبك , أنني احببتك منذ أن عرفتك و قبل حتى أن تعرفني أنت )
رفع عمر كلتا يديه الي شعره و هو يغرزهما بيأسٍ في خصلاته و هو يهمس ( لا ..... لا ..... لا تفعلي ذلك )
ناظرا الي ظهرها و شعرها الذي منع كل أمل في رؤية ملامحها ..... و لحظة أخرى كان الصوت عميق النبرات يأتي من خلفه ليقول برعشةِ مجنون
( أنتِ مخطئة في تلك النقطة يا زوجتي العزيزة ............. )
استدار كل من حنين و عمر في نفس اللحظة لينظرا الى صاحب الصوت و الذي وقف خلف عمر ينظر اليهما بعينين مخيفتين و كأن روحا قد سكنته و أصبح مغيبا عن الواقع بنظراته التي تبرق جنونا ..... لم يمنحها الوقت لينطقا بحرفٍ وهو يتقدم خطوة و يقف بجوار عمر وهو يبتسم بشراسة و يقول مستمتعا متعة غريبة و كأنه من المحبين لتعذيب أنفسهم
( أنت مخطئة يا صغيرة ...... فعمر يعرفك قبل أن تعرفيه )
ثم أحاط كتف عمر بذراعٍ واحدةٍ ليشده الي جذعه ضاحكا عاليا بجنون وهو يضرب على صدر عمر بقوةٍ و يقول من بين ضحكه العالي بينما عينيه لا تحملانِ أي أثرٍ للمرح
( ما لا تعرفينه أن عمر من أعز أصدقائي ...... وهو من كلفته برعايتك الى أن أخرج , ليمنع عنكِ كل السارقين )
فغرت حنين شفتيها المكتنزتين القانيتينِ حمرة .و هي تنظر بعدم فهم من جاسر الي عمر المصدوم ......
بينما خف ضحك جاسر قليلا وهو ينظر الي جانب وجه عمر الذي كان ينظر الي حنين بألم .... فقال جاسر وقد بهتت ضحكته
( بل هو أكثر ..... هو أكثر من اخي )
كانت حنين تنظر الي ما تراه أمامها و كأنها تشاهد مسرحية هزلية .... فمها الأحمر مفتوحا و عينيها تستجديانِ أن يتطوع أحد ليخبرها بأن كل هذا هو مجرد لعبةٍ سمجة من مجنون ......
استطاعت أن تنشج بهمسةٍ مستجديةٍ وكأنها تطالبه بتفسير
( عمر !! ...........)
و كانت نظرة عمر هي من أخبرتها بصدق ما سمعته للتو .... نظرة الألم و الاعتذار الشفافة التي نبعت من عينيه جعلتها ترفع يديها الى فمها بينما عيناها تتسعانِ أكثر و أكثر ......... والرؤية تتشوش أمامها بسحابةٍ ندية ...
همست دون وعي و الدموع تخزها أكثر ...
( لا ..... لا يمكن , كل هذا كان مجرد ..... وهم ؟؟ )
حينها ترك جاسر عمر ليتقدم اليها في خطوتين ثم جذبها من ذراعها بقوةٍ وهو يقول لعمر من خلف كتفه بصوتٍ قد يرعب اشد الرجال بأسا
( بعد اذنك يا صديق ...... ما تبقى هي مجرد أمور عائلية يجب إن نحلها على انفراد )
جرها خلفه بينما خطواتها تسابقت لتلحق به و قبل أن يخرجا ... استدارت لتلقي على عمر نظرة أخيرة الا أن دموعها منعتها من رؤية ملامحه بوضوح ........
جرى عمر خلفه عدة خطوات و تشبث بذراعه يقول بقوة
(؛ انتظر يا جاسر ..... لا تتهور و دع حنين الآن )
نظر اليه جاسر نظرة اوقفت كل الكلام في حلقه و هو يقول بهسيس مخيف
( ابتعد حالا يا عمر , إن أردت الا تزيد فضائح الليلة واحدة أخرى إضافية )
سكت عمر و هو ينظر الى حنين المصدومة , فقال بقوةٍ
( لن أدعك تأخذها ............ )
امسك جاسر بحنين بقوةٍ جعلتها تنتفض وهو يدفعها امام عمر وهو يمسك بخصرها بقوةٍ و هزها قليلا و هو يقول
( اخبريه ...... أتأتين معي , أم قسما بالله أتركك اليه و أخرج الى بيتك حالا )
رفعت حنين عينيها المغروقتين دموعا الى عمر .... و بعد لحظاتٍ همست بكره
( ابتعد عني ...... و إياك أن تتدخل في حياتي بعد الآن )
حينها انتهى الكلام لدى عمر و قد صدمته نظرة الالم و الكره في عيني حنين التي , خرج بها جاسر و هي مستسلمة خلفه الي أن وصلا الي سيارته ففتح الباب الأمامي ليدفعها الي المقعد الأمامي كبضاعةٍ مستهلكة .... ليدور حول السيارة في ثوان و يدخل بجوارها و ينطلق مبتعدا بها عن الجميع .....
كانت حنين تنظر أمامها دون أي تعبيرٍ سوى دموعها المتساقطة بصمت لتغرق وجهها بينما كان هو كمن يجلس على فوهة بركانٍ وهو يقود بسرعةٍ جنونية .....
.................................................. .................................................. ...............................
خرج عمر بسيارته من ذلك المكان بأسرع ما يمكنه وهو يشعر بغضبٍ و غثيان من كل ما حدث الليلة .... لكن وما أن خرج الي الطريق و ابتعد قليلا ..... حتى وجدها هناك , جالسة على أحد المقاعد المرصوفة أمام البحر ......
اتسعت عينا عمر قليلا وهو يتأكد مما يرى , في هذا الوقت ليلا و هي لا تزال جالسة هنا تنظر الى البحر أمامها , هل هي مجنونة أم ماذا .....
أوقف السيارة على الطريق لينزل منها مسرعا و ما أن وصل اليها حتى قال بخشونةٍ من خلفها
( ماذا تفعلين هنا ؟ ..... وكيف تجلسين هكذا بمفردك في هذا الوقت من الليل ؟ )
لم تلتفت رنيم اليه ....ولو كانت قد التفتت اليه لكان قد رآى وجهها مغرقا بالدموع .... حين لم ترد قال عمر بصوتٍ أكثر أرق قليلا
( رنيم ..... ألم تأتي بسيارتك ؟ )
ظلت صامتة الا أن اهتزاز كتفيها البسيط انبئه أنها تبكي ... فدار حول المقعد ليواجهها و ما أن رأى وجهها المغروق في الدموع حتى عبس بشدةٍ مع اتساع عينيه دهشة وهو يقول
( كل هذا البكاء ؟؟ ........... )
لم ترد رنيم و لم تجد القدرة على رفع عينيها اليه .... فقال عمر بهدوء لا يشبه ذرة مما بداخله
( هيا ..... سأقلك أنا )
و بعد لحظة صمت أعاد بقوةٍ أكبر قليلا
( هيا رنيم , منظرك هنا ليس سليما على الإطلاق )
نهضت بعد لحظةٍ في صمت دون ان ترفع راسها اليه و استطاعت النطق بصعوبة
؛( سأستقل سيارة أجرة ..........)
قال عمر بصلابةٍ لا تقبل الجدل ( مستحيل ....... هيا معي دون كلمة )
سارت رنيم بجواره و جلست حيث فتح لها الباب ...... بعد ان انطلق بالسيارة قال ببطء دون أن ينظر اليها
( لم يكن عليكِ الهروب و الإنهيار سريعا دون مواجهة ........... )
قالت رنيم بعد عدة لحظات بلا تعبير و هي تمسح وجهها
( لم أعد اريد المواجهة ..... و لا أريد ان يملي أحد علي كيف اتصرف )
ضحك عمر قليلا على الرغم من الحزن المحيط به .... و انتهت ضحكته بتنهيدةٍ مريرة جعلت رنيم تنظر اليه ثم همست بضعف
( كيف انتهى الامر ؟ ......... )
لم يرد عمر للحظات ثم قال بخفوت
( انتهى بسوء .... بمنتهى السوء , لم أتخيل يوما أن أتسبب في جرح انسان كما فعلت ........ )
اتسعت عينيها قليلا و هي ترى مقدار العذاب الذي يشعر به دون أن تفهم شيئا مما يحدث ..... من الذي جُرح ؟؟ ... اليس هو من جُرِح من ارتباط حنين بجاسر ؟؟ ..... فلماذا اذن يقول أنه جرحا شخصا ؟ ومن يكون ؟ .....
لكن طبعا لم تكن تتجرأ على أن تسأله عما يعنيه بعد الكلام المسمم الذي نالها منه منذ قليل ........
لذا همست برقةٍ و خفوت
( لا بأس ........ )
نظر عمر اليها للحظةٍ و طالت عينيه على ابتسامتها الصغيرة الحزينة المتعاطفة ..... ثم لم يلبث أن نظر أمامه ليقول بخفوت
( لا ...... ليس لا بأس على الإطلاق )
تردد رنيم قليلا , الا أنها لم تستطع تركه في مثل هذه الحالة فهمست مرة أخرى
( لا تحمل نفسك أكبر مما تستطيع ........... )
لم ينظر اليها , لكنها رأت عضلة في حلقه تتحرك بصعوبةٍ بالغة .... ماذاك العذاب كله ؟؟؟ ...... تنحنح عمر بعد لحظات ليقول بلهجةٍ حاول ان يجعلها طبيعية
( اذن ...... يا آنسة رنيم , .......كيف تجدين عملك ؟ )
ابتسمت رنيم قليلا بحيرة ثم همست
( على أساس من الذي يسأل ؟؟ .........)
ابتسم عمر قليلا وهو يشعر برغبةٍ قهرية في الهروب من تلك اللحظات التي مر بها.... و رغبة أكبر في نسيان صورة عيني حنين المذبوحتين بسببه ......
فقال أخيرا برقة
( شخص عابر ..... نحن لسنا في العمل الآن , لذا خذي راحتك ........ )
ابتسمت رنيم اكثر قليلا بينما احمرت وجنتيها دون أن تعرف سببا .... و قالت برقة
( كنت أظن أن الأمر سيكون مأساويا ..... الا أنه في الواقع يتحسن كل يومٍ عما قبله )
سكتت قليلا ثم همست بخجل
( الا أنني أظن أن هذا ليس رأيي مديري المباشر ........ )
ضحك عمر و هو يرغب في هذا النقاش لأبعد حد ثم قال
( مديرك المباشر يحب الإصرار ...... الا أن من نبرة صوتك, أنه يبدو متعنتا و لا يطاق )
ازداد احمرار وجنتي رنيم الا أن ابتسامتها لم تختفي و عضت على شفتها و هي تهمس بخجل مستعيرة كلمته التي قالها أول الحفل
( لا تقل عنه ذلك ..... إنه رائع في كل أحواله )
ارتعشت ابتسامة عمر قليلا و قد أخذته المفاجأة حتى أن المقود اختل في يديه للحظةٍ و حاد عن مساره فأعاد السيارة بسرعة وهو يعقد حاجبيه بينما احمر وجهه قليلا الا أن ذلك لم يظهر في عتمة السيارة
نظرت رنيم مبتسمة من النافذة الي الليل الطويل الذي يجري معها بسعادة طردت عذابها الذي كان يفترسها منذ لحظات , مالذي جعله يجدها و يطير بها ؟ ......
مد عمر يده الي مسجل السيارة لتنبعث موسيقى كلاسيكية غمرت السيارة بأنغامها الحالمة مما جعل رنيم تغمض عينيها وهي مبتسمة برقة .... مفكرة في نفسها .... نعم هذا ما كان ينقصني لأقع على وجههى تماما في مثل تلك اللحظات المجنونة .....
انجديني يا حووور ....... ضحكة صغيرة أفلتت من بين شفتيها , فنظر عمر اليها بدهشةٍ ليقول بخفوت
( كنت تبكين بانهيار منذ للحظات و ها أنتِ تضحكين الآن دون سبب ...... و نعم المهندسات اللاتي عملت معهن )
ضحكت رنيم أكثر و هي ترفع يديها لتغطي وجنتيها الحمراوين دون أن تخبره أنه سبب كل الدموع و الابتسامات منذ فترة قصيرة في حياتها .......
قال عمر بجدية بعد فترة صمت ......
( رنيم ..... لقد أثقلت عليكِ في المجهود الفترة الماضية دون أن تخبريني بعمق اصابتك , يمكنك اخباري بصراحةٍ ولا تخافي ....... حتى أعلم ما يفوق طاقتك في العمل )
اختفت ابتسامة رنيم في لحظةٍ واحدةٍ وقد أعادها الي اصابتها التي نسيتها تماما و كأنها أكثر النساء اكتمالا ..... همست رنيم برقةٍ حزينة
( صدقني لن أخفي عنك شيئا .... أنا طبيعية تماما , و ككل البشر .... أنا فقط لا يجب ان أصعد السلالم الى طوابق عليا .... وكل الناس اصبحو كذلك في هذه الأيام .... أنا أعمل معك منذ فترة هل لاحظت أن هناك ما ينقصني أو أن هناك ما يجعلني ........)
رفع عمر يده يقاطعها تماما بنفس طريقة نائل ..... الا أن الوضع يختلف , ....... يختلف كثيرا , حيث قال عمر بصرامة
( رنيم .... رنيم ..... توقفي عن ذلك , أنتِ تبدين لي بخير تماما ... أنا كنت أسألك حتى أعرف ما يتعبك قليلا فلاداعي منه ..... و إن أردت الحق , فقد أخبرتك أنني أحب الإصرار ..... و بالرغم من كل ما كان يدل على أن عملك بعد تلك الفترة الطويلة مستحيلا .... الا أنك تقدمتِ بسرعةٍ تثير الإعجاب )
عادت لتبتسم بكل سعادة و حماقة .... اعجاب ؟؟!!!! .... اعجاب ؟؟!!! ..... انجديني يا حوور ....... مفاصل أطرافي تفككت من بعضها ....
تابع عمر حديثه و هو يقول برفق
( أنا أتسائل عما جعل إنسانة في مثل إصرارك لا تبدأ في تحقيق طموحها منذ سنوات ........... )
انكسرت ابتسامة رنيم قليلا الا أنها لم تختفي تماما ..... ثم قالت بهدوء
( بعد الحادث الذي تعرضت له ..... كنت دائما بين هنا و في الخارج في سفرٍ مستمر بسبب جراحاتي المتتالية كل عام , ... في البداية كان كل الإهتمام منصبا على إمكانية أن اسير على قدمي من جديد ..... و قد استغرق ذلك فترة طويلة , و بعدها بدأ الاهتمام بجراحات التجميل .... كل عام تقريبا , الى أن وصلت لأكثر شكلٍ مرضٍ و بعدها فقدت الإهتمام تماما حين وجدت أن لا جديد يذكر ..... فتوقفت و بدأت في بناء نفسي من جديد )
أومأ عمر برأسه متفهما .... ثم قال برفق
( يبدو أنه كان حادثا مروعا ..... و الحديث عنه صعب لكِ )
نفت رنيم وهي تقول بخفوت
( منذ فترة طويلة كنت أشعر بالنقمة على كل ما حدث لي .....لكن ما أن رأيت والدة صديقتي .......بالمناسبة لقد فقد إحدى صديقاتي في الحادث .. حينها بدأت أشعر بالإمتنان أنني لازلت على قيد الحياة , وأن هناك الكثير مما بوسعي تحقيقه ..... )
اكمل عمر بنبرةٍ غامضة قليلا
( وها أنت تعملين ... تقودين سيارتك ..... تندمجين مع الناس و ترفعين ضغط دمهم )
ضحكت رنيم عاليا ... ثم قالت من بين ضحكاتها
( قيادة السيارة جائت بعد عذاب ..... كنت أخشى من رؤية أي شيء متحرك حتى ولو دراجة ........ )
ابتسم عمر .... ثم قال بهدوء
( أنتِ أقوى مما تخيلت ......... )
فغرت رنيم شفتيها قليلا .... ثم عادت لتنظر الى نافذتها تعض على شفتها التي تورمت من عدد المرات التي عضتها هذه الليلة ......
لكن رنين هاتفها انبعث فجأة ليمحو هذا الجو الساحر .... فالتقطته من حقيبتها الصغيرة وما أن رأت اسم الطالب حتى عبست و كانت قد نسيته تماما ....
ردت بتلعثم تحت أنظار عمر
( مرحبا ..... مرحبا نائل , ن.... نعم ..... لا لم ينتهى حفل الزفاف بعد .... لكني رغبت في المغادرة مبكرا ,, ......لا أنا في الطريق الآن في ...... أنا في الطريق )
لحظاتٍ وكانت المكلمة المتقطعة الموجزة قد انتهت .... و انتهت معها اللحظات الحالمة , حيث اكفهرت ملامح عمر و هو يستمع الى كذبها الواضح و الذي شارك فيه بطريقةٍ غير مباشرة .... لقد نسي تماما أنها مخطوبة وها هي تكذب على خطيبها حول مكان وجودها و مع من تكون .........
فمد يده و أغلق المسجل بعنف ليقول بصرامةٍ صدمتها
( ما هو عنوان منزلك ؟ .........)
اجفلت رنيم بقوةٍ و ارتجفت .... الا أنها همست له بالعنوان ......و هي تدرك بأنه لم يسألها عن العنوان منذ أن انطلق بها


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 28-09-13, 10:51 PM   #5120

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

أوقف سيارته الى جانب الطريق السريع الخالي تقريبا ...... بسرعةٍ رهيبة جعلتها تنتدفع الى الأمام و تكاد ترتطم بالزجاج الأمامي .... ثم التفت اليها بوحشية ينظر اليها و على ضوء القمر الفضي ...... شاهد وجهها الذي لطخه سواد الكحل الأسود المنساب مع دموعها على وجنتيها .....
نظرت اليه حنين من بين دموعها بكل كره العالم ثم قالت بغل
(هل تعرف لماذا رضيت أن آتي معك الآن ؟؟ ...... فقط لأفعل ذلك )
ثم مدت يدها في سرعةٍ خاطفة و صفعته بكل تهور ...... اتسعت عيناه بصدمةٍ مما حدث للتو و ما لبث أن رفع يده ليرد اليها الصفعة .....
صرخت حنين وهي تمد يديها و تمسك بمقدمة سترته تصرخ بجنون
( أيها الحقير ....أيها الحقير , دمرت حياتي بكل حقارة العالم ...... )
أمسك جاسر بكلتا يديها و نزعهما بقوةٍ عن سترته ثم امسك بكتفيها يجذبها اليه وهو يهدر في وجهها
( ولك الجرأة على النطق بعد ما سمعته للتو منك ....... تحبينه ؟..... تحبينه و اعترفتى له بذلك ؟؟ ...... سأفسد لك كل لحظة من حياتك بسبب هذا الاعتراف يا حنين .....أعدك )
صرخت حنين بجنون وهي تضرب صدره بقبضتيها .....
( أكثر مما أفسدتها ؟ ...... أنت مجنون و أنا أكرهك ....أنا أكرهك ..... أنا أكرهك )
جذبها اليه بقوةٍ لينهي صرخاتها بشفتيه المجنونتين بينما أخذت تضربه و تضربه بقبضتيها و ركبتيها الا أنه قضى بقوته على كل مقاومتها .....
بعد عدة لحظات مت الشغف الغاضب ضمها بذراعه الي صدره اللاهث و امسك بذقنها يرفع وجهها اليه ليقول بصوت مرعب و عينين تضاهيانه رعبا في الظلام
(أنا اعتذرلك .... اعتذر عن تركك وحيدة صغيرة في مواجهة الجميع .......لكن غير ذلك ليس لك شيا عندي , أنتِ ملكي و هذا غير قابل للنقاش و سأدمر من يجرؤ على الإقتراب من زوجتي ..... أتفهمين ؟؟ ..... )
كانت عيناها متسعتان رعبا و هي تلهث هي الأخرى .... أين ضاعت فورة الشجاعة ؟؟ ... لكن أي شجاعة و هي بمفردها هنا مع ذلك المجنون الذي يبدو على وشكِ افتراسها ثم قتلها و رميها على جانب الطريق ..... وقد يذهب ليقتل الحقير الآخر صديقه بعد أن يقتلها ......
و حين وجدها صامتة مذهولة برعب أعاد شادا على ذقنها بقوة
( أتفهمين ؟؟ ..... أجيبي ..... )
أومأت برأسها رعبا ..... حينها أقترب منها ليعيد حرارة اشواقه لكن هذه المرة بأقل عنفا نوعا ما ... وأعمق عاطفة
كانت حنين ترتجف بين ذراعيه بمشاعر غريبةٍ لم تعرفها الا على يديه .... الى أن رن هاتفها فانتفضت بقوةٍ وهي تبتعد عنه بشراسةٍ مرعوبة .... فضحك جاسر قليلا على الرغم من عمق العاطفة في عينيه و التي لم يغادرها الغضب بعد ...
حاولت حنين الوصول الي هاتفها بشتى الوسائل من بين ذراعيه وهو ينظر اليها متسليا مقيدا حركتها .... الى أن استطاعت النظر الى اسم مالك أخيرا ..... فنظرت الي جاسر برعب وهي تهمس بترجي
( ابتعد ... ارجوك ابتعد قليلا , يجب أن أرد , لقد تأخرت في العودة ولا بد أن عمتى ستموت قلقا الآن ........ )
سمح لها جاسر أن ترد على الهاتف بخوف ... دون أن يتركها تماما ...
فقالت حنين بسرعةٍ وهي ترتجف قبل أن يتكلم مالك
( نعم يا مالك ....أعرف أنني تأخرت أنا آتية حالا ...... )
قاطعها مالك ليقول بصوت غريب يحاول التمسك بالهدوء
( أين أنتِ الآن يا حنين ؟؟ ...... أنا أعرف أنك مع جاسر )
توقف قلب حنين........و اتسعت عيناها برعبٍ أكثر وأكثر ..... ثم همست ترتجف
( م .... من ؟؟؟ ..... ماذا ..... تقصد ؟؟ )
قال مالك وهو يتنهد غاضبا
( أين أنتما يا حنين ؟ ... لقد ذهبنا الى الحفل و علمنا أنكِ قد غادرتِ بصحبته ..... )
أخذت حنين تشهق شهقات رعبٍ متقطعةٍ صغيرة على هيئة أنفاسٍ قصيرة ... ثم همست دون وعي
( من .... معك ؟؟ ......... )
رد مالك بإيجاز و اقتضاب
( عاصم معي ........ )
ضربت حنين وجنتها بقوةٍ أصدرت صوتا من قوة ضربتها ..... ولم تستطع النطق , حينها أخذ جاسر الهاتف من يدها دون أن تجد القدرة على الحركة .....
رد جاسر على الهاتف بهدوء مثير للأعصاب بينما الابتسامة القاسية تلوي شفتيه
( حنين بأمانٍ معي ...... منذ فترةٍ طويلة لم نتكلم , ........ أنا وأنت )
.................................................. .................................................. ........................................
شدد مالك قبضته على الهاتف وهو يستمع الى الصوت العائد من ذاكرته ..... ..............................
كان يسير هائما على وجهه في شارع حارتهم الضيقة ليلا ..... يبحث عما يجعله يتنفس من جديد , عما يجعله يجد القدرة على نسيان مارآه أمام عينيه ..
لا تزال أصوات البكاء و النواح تصم اذنيه .... لازال السواد يكسو ملابس السيدات المجاملات لعائلة رشيد .....
لا يزال الحزن يرمي سواده على الجميع .... بسببه هو ... لأنه فرض في زهرةٍ صغيرة سقطت من بين يديه .... لو كانت برفقة أي شخصٍ آخر لكانت الحياة أمامها طويلة بكل مباهجها .....
لكن هو .. ضيعها .... هو السبب في موتها ...... السبب في موتها وأنها لن تعود لحياته تضحك و تملأها مرحا من جديد ....
كان تائها في أفكاره ... الى أن انعطف في الزقاق الضيق , وأكمل سيره الهائم دون هدف .....
( كنت أنتظرك ...... لنصفي حسابنا أنا وأنت .... )
رفع رأسه ليرى جاسر واقفا مستندا الى الحائط القديم ناظرا الى الأرض دون أن يرفع نظره الى مالك .... رافعا ساقا واحدة ليسندها الى الحائط من خلفه .....
ثم صوت مدية حادة تستل لتفتح بسرعةٍ .......
.................................................. .................................................. .................................
رفع مالك يده يتلمس أثر جرحا قديما في فكه ..... وهو يسمع صوت جاسر على هاتف حنين , أغمض عينيه لحظة ببأس ثم قال بهدوءٍ قوي النبرات
( أين أنتما الآن ؟ ........ ما تفعله الآن قد يكلفك حياتك )
مد عاصم يده بقوةٍ جبارة جعلت السيارة تطيح من يده للحظةٍ وهو يختطف الهاتف من مالك ليقول صارخا بجنون
( أسمع يا ( ... ) .... إن لم تخبرني أين انتما حالا فقسما بالله لن أرحمك ولتترحم على نفسك منذ الآن )
سمع صوت ضحكةٍ شرسة متسلية زادته جنونا و غضبا ثم قال جاسر بهدوء ...
( لا داعي لمثل هذا الغضب .... أنت لم تعد صغيرا على مثل هذا الضغط يا عاصم , خاف على نفسك من المرض ...... بكل بساطة و أدب اسأل و أنا سأجيبك , على العموم نحن عند طريق البحر السريع ... كنا نستمتع ببعض ذكرياتنا القديمة )......
صرخ عاصم كالمجنون بكلامٍ غير مفهوم معظمه و شتائم و الفاظٍ صعبة ... فأبعد جاسر الهاتف عن اذنه قليلا وهو ينظر مبتسما الى حنين التي كانت ملتصقة بظهرها الى باب السيارة .... بعينين متسعتين رعبا , و يدٍ على وجنتها و فمٍ مفتوح .....
بينما كانت تلهث بقوةٍ حتى أنها شعرت ببوادر إصابتها بنوبةٍ قلبية ......
أغلق جاسر الخط و عاصم لا يزال يصرخ و يشتم ثم وضعه في حجرها بكل هدوء .....
همست حنين وهي ترتجف بشدةٍ و رعب
( ل.... لماذا ؟ .... سيقتلني ..... سيقتنلني )
ازدادت ملامحه قسوة ... ثم قال بخشونة
( لن يجرؤ على أن يمسك بسوء ..... إن آجلا أو عاجلا كانو سيعرفون بعلاقتنا ........)
همست حنين و هي تضحك عابسة و بوجهها الملطخ سوادا
( علاقتنا ؟؟ .......... )
قال جاسر بمنتهى الهدوء و هو يستند بظهره الى مقعده و يخرج سيجارة ليشعلها فأضاءت جانب وجهه القاسي ....
( وماذا تسمين الفترة الماضية ؟ ..... كم مرةٍ قبلتِ بالركوب معي في سيارتي .... ذهبتِ الي بيتي .... كم مرة كلمتك على هاتفك ..... كم مرة .... قبلتك فيها ؟؟ .... أنتِ لست شديدة الحزم يا حنين )
اظهرت ملامحه علامة الأسف المزيف و هو يقول ..." أنت لست شديدة الحزم يا حنين ".........
فمضى و قتا طويلا وهي تنظر اليه مذهولة مما يقوله .....ثم أومأت برأسها بحركاتٍ لا ارادية و كأنها تهذي .... و همست
؛( نعم .... نعم ....... معك حق ..... أنا أستحق ما سيفعله بي عاصم )
ثم التفتت و هي ترتجف جالسة باعتدال في مقعدها ..... منتظرة مصيرها البائس ...
نظر اليها جاسر في الظلمة وهي جالسة تنظر أمامها بينما ترتجف لدرجة أنه يكاد يشعر بإرتجافها عبر المقعدين ..... ليست غلطته إن عرف عاصم بالأمر بهذه الطريقة
من المؤكد أن كل ذلك حدث بسبب غباءها هي و زوجته الحمقاء التي جاءت تمثل دور الحامي ....
نفث دخان سيجارته بقوةٍ ...لو كان بيده لكان أخذها عنوة لبيته , الا أن المشاكل ستنهال عليه يوما بعد يوم لذا فمن الافضل أن المشاكل قد بدأت الليلة من نفسها .....
إن كان قد نوى توريطها بعرضه في الحفل , لكنه لم يكن يتخيل أن تخدمه الظروف بهذا الشكل دون أن يثقل ضميره .....
سبحان من رحمها منه الآن بعد أن سمع اعترافها لعمر .... و على الرغم من أنه كان يعرف بمشاعرها مسبقا الا أن سماعها وهي تعترف بها لرجلٍ غريب جعله على وشكِ أن يقتلها .....
لقد حاول أن يبرر لنفسه مشاعرها السخيفةٍ تجاه أول من مد لها يد الصداقة .... حيث انها لم تكن تعلم بأنه سيعود لها يوما .... الا أن اعترافها جعل منه مجنونا ..... لذا كانت صفعتها له هي أفضل فرصة له ليرد لها الغضب الناري الذي يشعر به تجاهها .....
حتى ان شدة غضبه تجعله الآن متلذذا بخوفها الظاهر عليها الآن .....وهو يفكر بشماتة .." اين ذهبت تلك العاشقة الشجاعة التي لا تأبه لشيٍ في أعلانها لحبها ... ومن هي تلك التي تجلس مرتجفة رعبا الآن "
فجأة غمرهما ضوء قوي من خلفهما أقترب حتى أغشى بصريهما .... ثم صوت مكابح قويةٍ لسيارةٍ وقفت خلفهم بكل سرعتها .................
التفتت حنين الي جاسر و قالت بصوتٍ مرتجف الا أن بعض من الشجاعة نبعت من حروف كلمتها البسيطة
( لن أسامحك أبدا يا جاسر .....إن كان هذا من الممكن أن يؤثر بك )
ثم دون كلمةٍ نزلت من السيارة .........تاركة جاسر مكانه لحظة واحدة فقط وهو يتسائل أين ذهبت الشماتة .......
.................................................. .................................................. ............................
نزل عاصم من سيارته ودون حتى أن يهتم بالنظر الي مالك الذي أخذ يناديه و هو يلحقه جريا .... و ما أن استقام جاسر في وقفته حتى هجم عاصم عليه ليلكمه في منتصف وجهه لكمة كادت أن توقعه أرضا ......صرخت حنين بقوةٍ و هي تغطي وجهها بيديها
اعتدل جاسر مرة أخرى مبتسما وهو يلمس أنفه ليرى أن الدم قد غطى أصابعه ...... فأمسكه عاصم بكلتا قبضتيه من قميصه وهو يجذبه اليه صارخا
( ماذا تريد منها يا حيوان ؟ ....... و كيف تمتلك الجرأة على العودة بعد ما فعلته قديما )
ابتسم جاسر و قال بهدوء .....
( لما لا ننسى الماضي و نبدأ من جديد ..... لأنني عدت لإسترداد حنين )
و في حين غرة كان قد أرجع رأسه للخلف ليعود بها ناطحا جبهة عاصم .... الذي تمايل قليلا من قوة الضربة , حينها هجم مالك عليه وهو يخلصه من قبضتي عاصم ممسكا بقميصه رافعا ركبته ليضرب بها جاسر في معدته صارخا بغضب
( أيها الحقير ..... .... )
كانت حنين واقفة على جانب الطريق وهي ضامة ذراعيها الي معدتها منحنية و هي تصرخ لهم بأن يتوقفو ...... بينما كان جاسر و مالك قد تشابكا معا بجنون .... فتدخل عاصم ليبعد مالك عنه وهو يدفع جاسر بكل قوته ليرتطم بسيارته .... ثم اقترب منه ليمسكه من قميصه من جديد هادرا فيه
( ابتعد عن أهل بيتي ..... والا قسما بالله سأطلق رجالي عليك و لن يعثر لك احد على أثر ........ )
ضحك جاسر عاليا .....على الرغم من وجهه المكدوم , ثم نظر الي حنين التي كانت واقفة تبكي و تصرخ برعب ...... و منها نظر الي عاصم ليقول بهدوء على الرغم من لهاثه
( حنين لي منذ زمن ..... ولن أتنازل عنها بعد اليوم )
هجم عاصم عليه مرة أخرى ينوي سحقه ... الا أن مالك أمسكه بقوةٍ وهو يهتف بغضب
( دعه يا عاصم ..... هذا يكفي فهو لا يستحق أكثر )
ابتعد عاصم و هو يلهث و عيناه تحترقانِ غضبا .....بينما اقترب مالك من جاسر لينظر اليه طويلا و بادله جاسر كرها بكره ..... ثم قال مالك بهدوء
( اليوم عاصم معي ..... لذا لن تكون حربا عادلة , لكن يوما ما ...... أنا و أنت سيكون لنا حسابا لنصفيه سويا )
ثم ابتعد بهدوء يتبع عاصم الذي أمر حنين صارخا بأن تركب السيارة ...... حينها همس جاسر لنفسه
" وأنا سأكون في انتظارك يا ابن رشوان "


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, ال22, الحب, الرائعة, الرواية, الفشل, بأمر, تميمة, ينزل, نبيل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.