آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          567 - قانون التجاذب - بيني جوردان - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-14, 09:52 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



" أماكِن أخُرَى"




طَالمَا أنّ الذِكْرَى سَتشهقُ طلعَة وخِيمَة مِن الهَواء ..
فإنّنِي سأختنِق ، ... أو سأختبِأ ...

كسرطانَاتِ البَحر ، أُعربِدُ في شَاطِئِ البَحر ، ويأتّي المّد أو الجَزر . .
لِيدفُننِي أرضًا أو يبتلِعُنِي ماءًا . !

ويَدُمر حُجرِي بالرمَال الزَاحفة مِن قيعَان المِياه ..
لأذهَب إلى مَكانٍ آخر ، .

مَوطِنٍ غير ملموس ْ !

غيرْ مدرُوسْ الهَوية ، ملعُونَ ، مسحور ، مبتور ومشهُور بالمتّطيرين ...

تعيشْ فيه عجُوزٌ شمطَاء ..
تَشتَهُر عنها الأساطِير الكثيِرة !

تأكُل الأطفَال ، تبتلعُ اللحُوم البَشرية ، تُمارس السّحر !
و . . وَ . . الخ...!

فتريثّت وإذا باللعنَة أجدها تسقط علي مُباشَرة ...
لما دَخلتُ مِن هذا الباب ؟

" وما هذَا المكَان أصلا . . .؟ ! "








لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 24-02-14, 10:13 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

(4).




أعيشُ لِوحَدي كَمُضطَربٌ مِن الحَياة ، لا أصلَ لي ولا فصل سِوَى أننّي * لقِيط* .
انتَميتُ لعائَلة في السُّويد ـ عائلة : مسيحية !
قانون " التبني" في ديانتهم غير مرفوض ، . عُشت في كُنفِ عجوزٍ هَرمة أتذّكر منها تجاعيدها المُتفَرقة في وجهها . .
شَعْرها القليل المُتفرق في فروة رأسها . . ترتدي نظارة طبية بخيوطٍ مشغولة إلى العدَسات . !
لا أعلم ما قصّة تواجِدي لدى *عائلة مسيحية سُويدية * !
رغم أنها مشهورَة بالمسلمِين ، على أنها دولَةٌ أعجَمية إلا أنها كذلك !
المُحزن أنني عُشت مع المسيح ، رغَم أنّ هذه المرأة تُدعَى بـ " مريم " نسبَةً إلى مريم العذراء . .
التي تعتبرها آلهَة مُبجّلة لها . .
الحَمدُلله أنّ " مريم " كانت تنحَدر أصولها إلى عائلة لُبنانية . .
فقد كانت تتقن اللغة العربية ..وغالبًا ما تتحدث بها الا عند تعايشها مع السويدين ..
سألتها ذات يوم " لما أتيت إلى هُنا كسدٍ مُنجرف ؟ "
قالت " كنت بلا أب .. بلا أم ..وبلا هوية ! "




هُنا بدأت قصّتي ، أدَعى بـ " عبد العزيز " . . * أرمَل ولدي طفل* . .
تزوجت بعدما ان كبِرت ، كانت قصّتي في مأخذٍ غير مستساق . .
سألت مريم عن عائلتي فأجابتني بأنني لقيط لعائلة ، وُضِعت أمام المسجد . .
رحلة ذهابي الى السويد كانت مشكلة عويصة ، حيث ان عائلة سويدية قامت بكشف الحمض النووي فَصُدِر عني خطأً بأنني سويدي وأنتمي لهم والحقيقة على غير ذلك . .
ذهبت إلى السويد فأعادوا كشف الحمض النووي فكان خلاف هذه العائلة . .
حدثت مشاكل بين السفارتين السعودية والسويدية في نهاية أيّام الثمانينات عام 1988 إذا لم أكن أخطأ !
مما أدّى ذلك إلى بقائي في السويد . . حتى تكفلت بي هذه العائلة التي بالحقيقة مكونة من " فرد واحد " وهي مريم . .
مسيحية ، والكل يعرف أني سعُودي الجنسية . . اعطيت حق الحضانة من ترخيص دُولي من قبل الحكومة السويدية التي قامت برعايتي على أتم وجه . .
المُصيبة والكارثة كانت مريم تصطحبني معها الى كنيسة القرية . .
وفي طفُولتي اعترفت لي بأنه قد تم تغطيسي في الماء المقدس في طقوس تعميدي المسيحية " كاثوليكيا " بناءا على الاسرار السبعة في هذه الديانة يجب تعميدي كل 4 أعوام ...
مما أدى الى مشاكل بعدما ان رجعت الى موطني . . قد اغتسلت بغسل المسلمين واستنطقني الشيخ الشهادة ..
عُشت في معاناة وخيمة حينما كنُت في السويد ، انتقلت منها إلى موطني الأصلي حينما كنت مراهقا ابلغ السابعة عشر من العمر بعدما ان تم حل المشاكل مع السفارتين السعودية والسويدية في عام 2000 م .

أول ما إن دخلت إلى المطار طُلب مني كشف أوراق ، واتضح اني منتسب إلى غير عائلتي . .
استغرق كشف بياناتي 6 ساعات تقريبًا وتم تأخير رحلتي إلى آخر مدرج طائرات سيذهب إلى السعودية ، بكفالة الحكومة السويدية استلمت ترخيص من الجنمارك بالسفر إلى خارج الحدود مع بياناتي الرسمية حيث أني نسبت إلى عائلة مريم . . وحينما كنت بالمطار هي . . . لفظت آخر أنفاسها مودعة هذه الدنيا ...!
حزنت كثيرًا مهما كان هذا الشخص مسيحي الديانة او غير مسلم الا أن الفطر البشرية تؤول دائمًا إلى العودة الى المنفى وفقدان الأحبة ...!

الحمدلله آنذاك وصلت إلى المملكة العربية السعودية ..
كل شيء مختلف .. نساء بعباءات سوداء ...رجال بثياب فضفاضة بيضاء ..
مع " عقال " يترأس رؤوسهم جميعًا .. !
أذكر أني وصلت حينها إلى مكّة ... واستقلت التاكسي حتى أصل إلى وجهتي ..إلى فندق ..
لكن التاكسي بدأ يتكلم بلهجته السعودية المرنة\ أوديك لبيت الله ثم نروح الفندق ؟!

" بيت الله " ..." الله " كلمة عربية تعني باللاتينية بعد الترجمة " الرب" وبالسويدية " الإله " ..
وبالملفوظات المعنوية " المعبود " . .
همست بحماقة\بيت الله ؟!
همس الرجال\ايه ..بيت الله ؟! * أردف مستطردًا بغرابة* ماتعرفه ؟
أشحت برأسي يمنةً ويسارًا . . الذي أعرفه هو " عيسى ، مريم ، الله" لكن فطرتي لم تكن يومًا ما لتعبدهم . .
صحيح أنني أذهب مع مريم برفقتها الى الكنيسة ، لأنها عادة جبلت عليها منذ الصغر ...
لكنها لم أكن مضطر لعبادتهم ، فهؤلاء بشر في زمنٍ سابق .. لكن ماحيرني تجاه الله ..
هنا دولة تعبد الله وحده ..دون أن يكون له شريك أو أي شخص آخر معه ...
وافقته بكل إصرار\توجه لبيت الله..

نزلت إلى هناك .. وكأني أرى معلمًا أو متحفًا رهيبًا وواسعًا آتيًا من العصور الوسطى ..
كنت أرتدي ملابس مدنية وأحمل حقيبة خفيفة على كتفي . .
أنظر للمتضرعين ..يبكون بهمس غير مسموع رافعين الأكف طالبين الرحمة بدموعٍ خاشعة ..
كدت أجنّ ؟ ماهذا الإله الذي يضع في عباده خشية إيمانية غير متوقعة ....!
لقد ذهبت إلى كنائس عدّة ، رأيتهم يعبدون ، ولكن ليس بهذه الطريقة ...!
صُدمت حينمَا رأيت بيتًا شاهقًا يرتدي عباءة سوداء في اعلاها مطلية بتطاريز ذهبية نقشت عليها كلمات عربية إن لم يخب ظني ...
شهقت من أعلاي حتّى أخمصِ قدماي .. !
" لبيك اللهم لبيك ...لبيك لا شريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك لبيك "
أرعبتني هذه العبارة وأخشعت قلبي حتى بكيت بلا سابق انذار وكأني أرى الإله يوزع المغفرة على الذين يطوفون حول بيته..
جاء شيخ ملتحي وهمس\السلام عليكم..انت معتمر ؟!
كففت دموعي وأنا لم أفهم مايقول ولكن أويت لـ أن أقول " لا "
ابتسم وهمس\ منين جاي ياولدي ؟!
همست بتعب\السويد ؟!
همس بحب\مرحبًا بإخوانا المسلمين ...
عبد العزيز بدهشة\.....مسلم ؟!!!
الشيخ بصدمة\انت مسلم ؟!
عبد العزيز رفع كتفيه\ مـاعرف !

الشيخ استغفر\لا يدخله الا المطهرون ..!
كنت أظنه يتلو آية لكني فهمت آنذاك أنه يتكلم بمنهجية صريعة قويمة تعتز بمفخريتها لانتمائها الى الله سبحانه جلّ وعلا .
لم يشك أني سعودي فملامح السويد استوطنت وجهي ، صحيح عيناي لم تكن ملونتان لكن شعري كان فاتحًا ، أشقر غامق !
ذهبت معه إلى خارج المنطقة دلني الى مكان وجلس بجواري على كرسي وبدأ يعلمني قوانين هذه البلاد . .
وهممت لأن أخبره بأني أنتمي لهذه البلاد ، لم أستغرب علامات الصدمة في وجهه ، لكنه اكمل بابتسامة مهذبة وهو يستكمل حديثه بكل سرور وامتنان وأخبرني عن محمد .. وقال لي أنه آخر الأنبياء وخاتمها. . أعطاني كتبَ عدة وأعطاني القرآن . .
تكلم معي واستدرج الأمر في عدة جلسات ، كنت مؤمنا بوجود الله منذ البداية ...!
لكنني كنت أحتاج الى " المعرفة " ! ، المعرفة هي ماينقصني من ذلك . .
غُصت في بحر العلوم التكوينية لهذا الكون ، تأملت في مخلوقاته ، دنوت منه ، اقتربت واختشع قلبي خشية له ..
رجعت إلى مكة هذه المرة أرتدي إزار ورداء ، أبيضَان ، مُحرمًا من منزلي في مكَة ، خرجت إلى الحرم المكي حافيَ القدمين ويكأني أطلب من الله المغفرة ..
دخلت إلى دورات المياه لأعيد وضوئي وأغسل قدماي ، . .
توجهت فورًا إلى حيث بيت الله ، مشيت مع الفجّ العميق وأنا ألبي والدموع تُذرف بشكل متعمق ..
رأيت الضعفاء والمساكين ، المستطردين ، الأمراء وكبار الشخصيات ، الناس جميعًا دون استثناء ....سواسية يطوفون حول بقعة واحدة ...حول قبلة واحدًة ...حول بيتهِ تعالى !!

ثم بعد مضي 4 أشهر عُدت إلى الرياض ، برفقة هذا الشيخ الكريم الذي يُكنّى بـ * أبو محمد* ..
ذهبت إلى المُستشفى وطلب ترخيصًا طبيًا للتأكد من الـ dna المستشفى الذي ولدت منه ..
بعد سنة كاملة اتضح اني ابن لـ * فايز الهايب* . .
كنت متحمسًا للقياه ولرؤيته .. متحمسًا لأن أرى شبحهه ! أيًا كان ... أريد والدي ....أريده أن يعترف بي كشاب بلغ في هذه السنة الثامنة عشر من عمره !
انطويت في عزلة بعدما ان رأيته يشيح برأسه عني بغضب ويكأنه يتخلى عن مسؤوليته عني ...
كرهته ... كرهته إلى أبعد الحدود حينها ... هل أنا إبنُ عار ؟! *سألته * ..ليجيبني بـ * أنت إبن مطلقة* ...
وهذا ماجعل مني سخرية أمام المجتمع المريض ... أنا ابن مطلقة ...تزوجت أمي توًا وأنجبت أطفال ...تركتني أمام باب مسجد ...أقالوني الى المشفى ...إلى السويد ..إلى الكنائس...إلى التغريب والتعبيد ...إلى العودة إلى المنفى ...إلى الإسلام ...إلى والد يرفضني ...إلى أن عرفت من أنا وابن من ومن أكون ..!
طلبته حقّ النسب ..رفض ! لكن الشيخ بلغه بعدم جواز فعلته فهذا مخالف لمقتضى الشريعة الإسلامية ...
الولد لا ينسب إلا لأبيه ... وذكره بفعلته بتركي ...لكنه برر بتبريرات تنقص مكانته الاجتماعية الفذّة ...!
تجاهلت كل شيء ....وأخيرًا وبعد جهدٍ جهيد نسبني إليه في بطاقة العائلة حتى أتمكن من اجراء معاملاتي في أي دائرة حكومية .... سنة ...سنتان ..ثلاث ..أربع ...أصبح عمري آنذاك 29 عامًا ... وحان وقت الزواج ..
الحمدلله .. أنني شاب بإمكاني أن أتصرف في زواجي دون وجود * الولي للمرأة * فقط ينقصني من بنود النكاح شيئان هما * الإيجاب _ القبول* " الايجاب : لفظ الولي للمرأة لزوج ابنته بـ*أنكحتك ابنتي فلانة* " والقبول لفظ الزوج بـ * وأنا قبلت* ...
لم أكن قلقًا ، تزوجت * دانة* ...
تبلغ من العمر 23 عامًا آنذاك ... عشت معها سنتان ونصف .. أنجبت منها طفلاً ... بعد مضي سنة ...توفيت ... دون سابق انذار ... !
حزنت ، لأني عُدت أرملاً من جديد أحتاج إلى وطن ومنفى ...وحرية ....
لازالت ذكرى * دانة * تلاحقني بشدة ...
وهذا الطفل كنت أنا من أربيه .. لم يكمل الحولين من رضاعته لذلك اضطررت إلى أن يرضع حليبًا صناعيًا ...
قُمت بدور الأب له .. والأم ...والعائلة ...إلى أن كبِر ...وأصبح عمره 5 سنوات ...
انتقلت الى الرياض حينها أبحث عن عمل .. في مكة كنت أعمل كـ " سائق تاكسي" ...
لكن المعاش الذي أحصل عليه لا يكفي للقمة عيش ....!
ذهبت الى الرياض. ...شاغرة بفرص الأعمال ..........هكذا يقال...
ذهبت من دائرة حكومية إلى دائرة أخرى ، لا عمل ..لا وظيفة ، غير مقبول ....
اضطررت أن أعمل كـ *سكرتير* لدى مكتب موظف في أحد البنوك ...
جمعت مبلغًا قدره 2000 ريال سعودي لكي أساعد ولدي في الدخول في روضة الأطفال ...
وأنجزت المهمة لأسعده ...بقي تكاليف السكن والإيجار ...الإطعام...دفع الضرائب ..تسديد الديون ... دفع اقساط السيارة ...
اضطررت الدخول إلى نظام *حافز * الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ...
مُهمل في سلة مطوية لا شأن لي ولا قدر ... اضطررت العيش بسيطًا وحيدًا أحاول أن أُسعد ابني بلعبة بسيطَة يسعد بها ويمرح ...
قررت الذهاب لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية كي أحضى بفرصة عمل ...
لكن هذا صعب بالنسبة لي ولإبني ...وللإنتقال مع مصاريف السكن والمأكلِ والمشرب ، بالإضافة إلى دفع اقساط سيارتي ...
وأخيرًا عانيت * أو..قيل لي * انت مجرد سائق تاكسي سابق وسكرتير حاليًا* ...
الحمدلله تقبلت الحال وتضرعت لله بأن يرزقني من باب رزقه الخير هامسًا *ربِّ إنّي لِما أنْزلت إليّ من خيرٍ فقير* ..


صبيحَة يومِ الاربعَاء قبل أن يحدد أن *يوم الخميس آخر ايام الدراسة* كان الأربعاء كذلك ...
عاد طفلي من روضةِ الأطفال ...
فتحت الباب ليستقبلني حارس العمارة\ يابو آدم اما تدفع الآجار ولا ابلغ عنك للشرطة...
ابتسمت بصعوبة وأنا أدخل طفلي\بيوصلك يابو هادي بإذن الله...بس الظروف .......
قاطعني بوقاحة\الظروف ...والظروف مابظل انا على ظروفك..
همست بأدب\يابو هادي عشان هالولد ارفق بي...يعني لاطلعت وين اروح!
ابو هادي\لك مهلة شهرين يابو آدم...شهرين ولا عليهم زيادة ...
قُهرت من الدّاخل ...وسخرت من نفسي...احتقرتها وأنا أنظر للمرآة بعدما ان دخلت...
سُحقًا ...لا أستطيع أن أُؤمن لطفلي حياة هانئة كبقية الأطفل... كل يوم يأتي ليهمس لي ويزيد العذاب\بابا ..ليش ماتشتري لي آيبود مثل ريّان ولد الجاسر ..؟
لأبتسم له\بكرة أجيب لك ...
ويأتي غد ...وبعد غد ...والذي يليه وأنا لم أؤمن لطفلي مايريده ...
أحسست بالعجز والضعف... أ يطلق علي مصطلح الأب ...

ليلة الأربعاء ... حان موعد نومه ... أحول على أن " أحافظ" على موعد نوم طفلي بأن يكون منتظمًا ...
غُرفتي وغرفته مكانًا واحدًا ، هو ينام على السرير...وأنا أنام على الارض...أو على الأريكة الصغيرة...
أطفأت الأضواء وقبلته\نوم العوافي...
قتلتني همسته بـ\ بابا ..أحبك..

" كخة يابابا " .." عيب يابابا" .." لا استطيع يابابا .. " ووو إلخ...
ورغم ذلك يطعنني بهمسته الحبيبة لي أحبك ...
قبلته بحب\وأنا أحبك بابا...
همس بطفولة\ أنت أبو طيب..
ابتسمت بممازحة\لا أنا أبو آدم ...
ضحك بطفولة .. قبلته لأعيد تغطيته ... همست له آمرًا له بالنوم ...
مسكت كتابي ..الذي أقرأه .. كتاب * لواسيني الأعرج* ...
فتحت الباب لكي أخرج ولكن همس طفلي بخوف\بابا لاتروح ...
همست بحنان أبوي\ماراح أبعد...
لازلت ألمح الخوف فيه وهمست لأطمئنه\واثق في البابا ؟
همس لي بـ نعم ... خرجت وأنا أصعد الدرج وصوتي يصل إليه\ لسه يوصلك صوتي..
همس لي من الداخل\ايـه..
صعدت درجتين أيضًا وهمست بابتسامة\لسة يوصلك صوتي...
همس\أيه..
ابتسمت وجلست على هذه العتبة وهمست له\يلا نام بابا انا معك..
سمعت انتظام انفاسه من الداخل...بدأت بقراءة الرواية..تعمقت في تفاصيلها ...
ووجه دانة يطاردني كبطلة لكل رواية...بطل عاشقة ورهيبة المنفى ... أحببتها كنفسي...رحلت ..سأمت حزني...دعوتها لها بالمغفرة والجنة ...
كنت جالسا على الدرج الخشبي الممتد على ارضية خشبية ايضًا ... أمام الدرج مباشرة باب الى المطبخ ..في جانبه الايمن غرفة ينام فيها ابني آدم ...وفي الجانب الأيسر غرفة معيشة ...أو كما نسمية صالون المنزل ...
انتهيت من الكتاب ... كنت أرتدي نظارة قراءة ...أنزلتها من وجهي...سبق وأن قالت لي زوجتي دانة بأني وسيم الملامح ... شعري يميل للأشقر وكذلك شواربي وعوارض وجهي وحواجبي... بشرتي بيضاء ... ملامحي تحمل من الحدة الشيء الكثيرة ..ومن الحنان الشيء الأكثر...!
اغلقت الكتاب وانا افكر في مصير هذا الطفل البريء الذي لا يستحق ان يشحذ العطف من والده ويستحق حياة كريمة ...
نزلت إلى غرفتي انا وآدم ... استلقيت أرضًا ونظرت له ... لم استطع أن أفعل شيء سوى ... ان اقوم واقبله ...
ملامحه الجميلة استطونت طفولته العفوية والرائعة . .
مسحت على خده بظهر سبابتي واصبعي الوسطى ...
انتهيت من ذلك لأغلق النافذة فقد شعرت بذرات المطر تدخل من النافذة الى رأسي...
أطفأت الشمعدان الصغير من الشموع . .
وأنا أنفخ بها لأنفخ ذكر عالقة عويصة ..مبهذلة ..أليمة ...
استلقيت على الارض ورفعت غطائي الخفيف ... بينما أبذل كل أغطيتي لطفلي آدم...
أغمضت عيناي.. لأنام فالجهد أرهقني ...!


،







يوم آخر ،
يومٌ رهيبٍ ومؤلم ، يومٌ بعد حرب خضتها أنا *رحيل* مع نفسي ومع طفلي..
كنت أقبله ..وأقبل ملابسه التي أخرجها من حقيبته وأدواته . . كان كالملاك نائمًا يسبح في احلامه الطفولية...
ابتسمت وانا امسح تلك الدموع الساقطة .. سيأذخك .. أنا أعلم ذلك...ذلك زيد شرير العقلية ..لايرحم أبدًا ...لايرحم!
مسحت على خده وقبلته ...
أغلقت دولابه بعدما ان ألبسته ... وجلست على السرير وهو بجواري نائمًا ...
بينما أنا طويت ساقي لأسندها على صدري ..!
وينحدر شعري الطويل إلى السرير .. ودموعي تسبقني ...لما تعود أيها الذكرى الميؤوس منها ...؟
كنت اتلمس عنقي... اتذكر حادثة العقد ... لقد رميته وشفيت غليلي منه ...رميته بكل كره ...ولن يعود !
حطمته ، ....
ابتسمت لطفلي حينما استيقظ وقد بدى أجمل بكثير مما سبق قبلته\صح النوم...وأخيرًا جلس شيخنا ...
ابتسم لها بهدوء ولازالت عيناه تطغوها آثار النعاس... قبلته مرة اخرى لتحمله وتحمل حقيبته على كتفها الآخر...
لتنزل وترى أخيها علي ومحمد ووالدها ووالدتها ..ياسمين في الجامعة سيستمر دوامها إلى العصر ..
همست بهدوء\السلام عليكم ..
الجميع\وعليكم السلام...
ام علي تأخذ سيف تقبله وهو يبتسم لها\صصح النوم جعل نومك هني وانا امك...عساك شبعت نوم يالشيخ ولد الاطياب..
ابتسم لها بطفولة واحتضنها ايضًا ...احتضنته بأكنافها الحانية لتنظر إلى أمه المكسورة ...
همست لها\رحيل ...
رحيل بسرحان كانت تهز رجليها بتوتر ..تخشى على طفلها ان يذهب فلا يرجع ...
لاتستطيع ان تمنح ذلك الانسان ثقتها ...لقد خان الثقة بتطليقها اياها ...فيستحيل ان ترجع !
ابو علي ... والدها ...ينظر لها بانكسار ايضًا !
لقد دهس ذاك الذي يدعى بـ *زيد* روح المرح منها ، وسلبها الحرية ، وكل ماتملك ..
خفق قلبها بشده ..ارتجفت...بدت رجفتها واضحة أمام الجميع !
حينما سمعت علي يرفع سماعة التلفون ليجيبه\السلام عليكم...حياك الله...تفضل يابو زيد...الله يسلمك ...فمان الله...
التفت لرحيل وهمس\يلا يارحيل شدي حيلك ... الحين جاي ابو سيف يشوف ولده...طولي بالك واستهدي بالله...
هزت رأسها وهي تقبل طفلها بشهقات وتبكي بحزن أليم ..حاولت ان تتماسك ...
سُمع صوت الجرس ...فتح له محمد الباب ودخل...سمع صوت بكائها ...رغم انه خفيف وباهت الا انه واضح ..لان شهقاتها تتعالى دون اذن مسبق منها....
لو لا انه تذكر انها طليقته...لدخل واحتضنها وكفكف دموعها ...لكن بأي سخرية يتحدث مع نفسه هكذا ؟
ألست الجارح وهي المجروح ! ألست المُطّلِق وهِيَ المُطلقَة ؟ ألست الكاسر وهي المكسورة ؟!!
دخل الى المجلس وبرفقته شخص آخر ، وقد صدم محمد من تواجد شخص آخر ...!
توقف علي يريد أن يأخذ زيد منها لكنها همست بنحيب\دخيييل الله علي...دخخخخخيل الله علي انتبه له... لاتاخذه اول اوعدني تنتبه له من ابوه ... اوعدني ياعلي اوعدني ...قلبي مو متطمن باله ...
علي قبل رأسها وهمس\فديت راسك يام سيف عطيني السيف اوديه لأبوه ...وأوعدك مايصير خاطرك الا طيب...
رحيل بتحذير مُجزع\علي لو صااار لولدي شيء او راح عن عيني بحملك المسؤووولية وماسامحك امام الله...
علي ابتسم لها ومسح على راسها بحنان وهو يحتضنها\خلاص يام سيف...خلاص اوعدك امام ربي ان سيف في عيوني ..ومايصير الا اللي تبينه...عطيني سيف...

حاول ان يأخذ سيف من والدته...لكن من غرابة الوضع خاف سيف وتعلق برقبة والدته وهو يبكي ...
زاد ذلك من انينها وبكائها وارتفاع شهقاتها دون سابق انذار ...
حاولت ان تستجمع قوتها امام سيف وتقبله\رح وانا امك...رح شوف ابوك وتعال... مثل ماوصيتك صير بار بأبوك هو ابوك ماهو عدوك...
كانت تهمس له بهذه الكلمات...صغير لا يفهم...لكن الطفل مجرد تعويده على الكلمات يساعده على تطبيقها ...
صحيح ان سيف لن يطبق كون عمره لا يسمح له بعد لكن هذا الاسلوب لا يعد اشكالا لدى الاطفل بل من صالحهم ...

انتشله خاله *علي* كما ينزع شجرة من الارض...وبذورها تبكي الارض حنينًا ...
حمله ولازال يشهق بطفولة حتى جفت دموعه بهدوء..
دخل المكان والمجلس.... وعلي حاملاً اياه على كتفه .....!

زيد بلا أي سابق انذار ...وقف من مكانه ...انه طفل لرحيل... اني أرى رحيل الصغيرة والشقية في هذا الطفل الصغير ...طفل بجماله الا انه يشبه القليل من والده ... يشبهني تماما ... ويشبه الرحيل ايضًا ...
تقدم علي بهدوء ليعطيه والده\سم يازيد ...
زيد يستقبل طفله\سم الله عدوك ياعلي... بسم الله وبالله...
اخذ طفله...وبلا سابق انذار ...شعور الأبوة تدفق في مجراه ليحتضنه ويقبله ... ليلاعبه ويدللـه ...
ليمسح على رأسه ويعطيه من حنانه المفقود الشيء الكثير...
في البداية لم يستجب له سيف وبكى ...لكنه شعر بشيء غريب ليستجيب لوالده دون سابق انذار ...
شيء فشيء بدأ يضحك معه ويستجيب اليه ...
احتضنه زيد لينطق سيف\امممه...
اصبح ينظر الى عيناه...هاتين العينين ...اعرفهما تمامًا ...عينا رحيل... تُضعف الجميع ...وأول من أضعفته أنا !
مسح على رأسه ليقبل خديه وابتسم لعلي\ مشااء الله تبارك الله...
علي بابتسامة\قّرت عينك يابو سيف...بشوفته !
ابتسم له زيد ومسح على رأس طفله ليخرج من جيبه ظرفًا يحتوي على مصروف له...ولأمه أيضًا ...فواجب النفقة على الام والابن ...
ابتسم له علي بمغزى\معها اللي كافيها هي ويا ولدها..
زيد\الله الكافي...خذ يابو ياسر واجب علي ودين في رقبتي ..وواجب سداده ...
علي يأخذه\ ماتقصر..!

سكت لبرهة ينظر للشخص الذي بجوار زيد...تم تضييفه وتكلم معه لفترات قصيره ...
ثم رفع حاجبه لزيد بمعنى *من هذا* ؟؟..
هز رأسه وهو يجلس سيف في حضنه وهمس لأبو علي\يابو علي ..
التفت له ابو علي منكسِرًا بعدما ان رأى دموعًا لابنته...\سم يابو سيف؟!
زيد باحترام وأدب\سم الله عدوك ...ابي اتلكم معكم بالعقل والشور...وهذا الشيخ جايبه معي
ابو علي هز رأسه\تفضل ...
زيد يتكلم\ انا عارف انك مشحون يابو علي انت والعيال *وقد نظر إلى علي ومحمد* مني...يوم اني طلقت رحيل...
والكل يجهل اسبابي...وانا اول من يجهلها...طلقتها ماكنت اتدري ان بجوفها ظنى لي... رحت سافرت ولو قدرت في الرجعة ماقصرت ولكن ماسمحت ظروفي... اليوم جيت ابي احلها بالعقل... صح ردتكم بتكون قوية ومن حقكم تعبرون بأي طريقة..بس فكروا بالولد ...لازم يعيش تحت ظل امه وابوه في بيت واحد ...

علي وقف بغضب\وش قصدك يابو سيف؟ ...وراك قمت تخور بالكلام ؟؟؟! انت اللي طلقت بنتنا وهالحين تبي ترجعها ؟ خير سلامات هو ملعب الزواج عندك ولا شنو ؟!

ابو علي يأمر علي بالجلوس ليتكلم\يابو سيف...لو على شوري رفضت ...بس انا مابي اتكلم...
مقهور لاني عطيتك بنتي سليمة ...نهشتها من كل صوب وعقدتها ...منهارة على حال ولدها ...!

زيد باعتراف\مانكر اغلاطي واعترف بها ...لكن ان وجد العفو ..فالعفو عند المقدرة...
علي بقهر\عفو ؟ أي عفو اللي تتكلم عنه الله يهداك...
زيد يلتفت للشيخ\ تكلم ياشيخ...

الشيخ بأدب\ يااخواني صح غلط الرجال في تطليق ابنتكم ...البنت تعتبر بائن بينونة صغرة ...ماهي مطلقة رجعية يقدر يرجعها بأي وقت ...لان عدتها انتهت ...وانتم تعرفون عدة المطلقة 4 اشهر و10 ايام ...لكن عدتها انتهت وهالحين تعتبر بائن بينونة صغرى يقدر ان يستعيدها ولكن بعقد نكاح جديد ...يجوز للأم ان ترفض الرجوع لوالد الطفل ...لكن لازم تفكر بعقل وخصوصا ان الطفل محتاج امه وابوه في كنف بيت واحد...والمسألة تؤخذ بالعقل..من حق الام ان تزعل وترفض لكن ماتقدم مصلحتها وكرامتها على حياة طفلها .... عاتبت ولدي زيد لما عرفت انه طلق من دون سبب وجيه ...ولكن شجعته على استعادة زوجته حتى يخفف من ذنوبه ...

علي بغضب\ياشيخ هالرجال ماحفظ ماي وجه ابوي ولا حفظ كرامة رحيل... تركها وجابها مطلقة بعد ماكانت معززة ومكرمة ..
زيد\ماذليت اختك ..طلقتها بكرامة واعطيتها حقها ...صح قهرتها بأني شهرت سيف الطلاق عليها...لكن ماضربتها ولا هددتها بشيء ثاني..
الشيخ\انا اشوف ان الراي يرجع لأم الولد...ولازم تحاولوا معها حتى يكون الراي من صالح ولدها...
الاسلام دين عطف ...ويركز في مسألة الاطفال...بس تذكروا رجوعها له بعقد نكاح جديد ويجوز لها تطلب مهر مثل المتزوجة الجديدة ويجوز لها ان تشترط شروط ايضا جديدة مثل ماتبي...

ابو علي\الراي للبنت...انا ابوها ولو علي ماقبلت برجعتها لك يازيد بعدما رميتها...لكن عشان هالولد وعشان امه..مدري يمكن زعلها على فراقك...بس الاكيد انها مقهورة منك ...
علي يطالع في ابوه\يوبــه لاتكرمه ...ضيع ماي وجهك لجل علومه ...يلعب بالطلاق بكيفه ويظن انه ملعب ولا حانة ...
زيد بقهر\كنت يابو ياسر كنت...هالحين جاي أبعدل الخطأ لا تردمه بصياحك علي ياعلي... اتركني لوجه الله اصلح اللي افسدته...
بو علي بحده\مقدر اسلمك بنتي دون رضاها يابو سيف... ان شفت بنتي رفضت فأنا مستحيل أجبرها ...
الشيخ\اكيد يابو علي الموضوع مافيه جبر ولا فيه فرض ع البنت...ولكن بين لها الفكرة ووضحها ...
زيد بثقة صارمة\وانا قابل برأيها ...
*قبل طفله وأعطاه علي* خذ ياعلي... اتمنى العجل في هالموضوع ...

استحقره علي والتفت لوالده الذي اشار له بالنظر ان يهدأ من اعصابه...
ترجل من مكانه يريد الذهاب ...سلم للخروج ...وانصرف !






خرج علي وابو علي ومحمد بعد خروج زيد والشيخ..
التفت محمد بغضب لعلي\أصلا ليه نعطي فرصة انتم ماشفتوه ضيع حلال البنت في صغرها !
ابو علي بقهر من عياله\لاتفكرون بالكرامات وردادها..ترى البنت مقهورة من طلاقها منه لكن بنتي بعقل وتعرف ان ولدها محتاج لها ولابوه...انا مابجبر بنتي ومستحيل اجبرها...لكن لازم نبين لها الصورة بالمستقبل...الاسلام يسر ياعيال النعمة ماهو عسر...
علي وهو يحترق من الداخل ويهمس لمحمد\والله لو علي حتى لو رضت رحيل غصب عنها مارجعها له ...واحش رجولها حش لو فكرت تعتب الباب حق البيت وتروح له...كرامتها فوق كل شيء...
محمد\بس عدل كلام ابوك ياعلي...لاتخلي الكرامة تسد العواقب... ماتدري بالعواقب ماراح تـجي سليمة يابو ياسر!!
علي\مقهور من زيد...واللي قهرني يوم شفت دموعها يوم طلقها...
محمد\هد يابو ياسر...كرامة اختك برجعتها...لو فكرت صح بتشوف هالشيء...لما ترجع اختك لزوجها بتبين له انها رجعت عشان ولدها ولما ترفض راح تبين انها للحين مقهورة منه ...وهذا ماهو من كرامتها...!
علي\ادخل لداخل خل نشوف رحيل...


دخل الإثنان وقد سبقهما بو علي...
دخل علي ووضع سيف في حجر امه التي قبلته وآثار البكاء واضحة في عينيها ...ابتسمت بحب له\حي الله سيفي...وش سويت ياضي عيوني؟!
محمد بابتسامة\لعب مع ابوه ولاعبه...وضع ازون معاه...
رحيل\الحمدلله...
علي يمد لها ظرف\خذي هذي من عند ابو سيف..
رحيل بقهر\وش جايب ذا ؟
بو علي\يابنتي هذي نفقة واجبه منه عليك انتي وولدك...حتى لو حنا مو مقصرين عليك فهذا واجب عليه...
رحيل بعقل\لو بكون باخذ هالفلوس باخذها عشان ولدي...كافيني اللي معي وزايد...وش ابيي بالفلوس دام ولدي معي ..اعطيه فداه كلها له...
ام علي بحنان\الله يعوضك بالجنة وانا امك..
رحيل التفت لوالدتها وهمست بمعاتبة\لا يومــه...الله عاطيني ومعوضني بالدنيا ...وش ابي اكثر من سيف ما هي خير جزية من رب العالمين ؟ الحمدلله وابوس يديني وجه وقفا ...
بو علي\رحيل وانا ابوك ابي اكلمك بكلام عقل وراس ...
رحيل برجفة واضحة\وش فيه يوبـه ؟!
بو علي\قابليني وخلي سيف يروح مع امك...

أعطَت أمها طِفلها سيف ، انسَحبت من المكان برفقته مع محمد وعلي...
جلست قُبيل والدها وهمست بخوف مُذرع\آمرني يابوي ؟!
بو علي يقبل جبينها\رحيل ...يعز علي اشوفك بـ هالحال...ومايهون على هالقلب تشيب احلامه في طيف بنته المجروحة ...

نزلت دُموعها تلقائيا مع كلمات والدها الحانية لتهمس\جعلني فداك...جعلني فداك يايــوبه ...
قبلت كفيه ...ودموعها تنساب ... احتضنها والدها ليعاود تقبيل جبينها ويهمس\يام سيف...بو سيف طالب منك القرب مرة ثانية ...فكري فيها وانا ابوك...عشانك وعشان الولد... قلتها لك مباشر من غير تمهيدات لان ماظن به شيء يتمهد لان مو اول مرة يتقدم لك بوسيف...

رحيل ، ! شُلّت الصدمة في لسانها . . .
بأي وجه أتى من بعيد ليطلب مني حقّ القرابة كزوجة ؟
ألم يراعي الله في نفسه بعد ؟ هه ! لقد اعتاد على كسر القوارير ...
همست بألم\يوبــه تضمن لي عدم كسره لي مرة ثانية ؟ تضمن مايعيدها ؟!
بو علي بإعتراف\لا والله ماضمن... لكن واضح ان الرجال عازم عزومه عشان ولده ...يوبـه لاتضيعين حياتك وحياة ولدك في كلام الناس وتحسسينه بالفقد..ولدك بدا يكبر وراح يفقد وجود ابوه ...ويميز حاله بكل طفل...وبيقول كل طفل انولد له اب وام الا انا ...


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 24-02-14, 10:15 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

سأجيبه ...لدي أجابات ...
سأقول له ان والدك رحل الى بعيد ... أو مفقود ... أو كالمسيح ...عيسى ابن مريم جئت بلا أب ...
فقط ام .. سأقول له انك اتيت من شجرة من الجنة ... سأقول أن العصا السحرية زرعتك في بطني ...
لكن ! ، ليس لهذا كله وجه من المصداقية ... أستغفر الله ...!

همست\يوبـه ان كان بفكر في هالموضوع عشان طفلي... انا مو أنانية لدرجة اني اترك طفلي ...بس ثق بالله يا يـوبه لو ماعندي هالظناء ...لو يبوس مطاي مارجعت له....

ابتسم بفخر ... ابنته رحيل... فتاة عاقلة ...حالمة ...تفكر بطريقة تتلائم مع نضوج سنها ...
لازالت في الواحد والعشرين من عمرها ... الا انها ذكية عاقلة وتفهم كل ماحولها ...وتستطيع ان تفكر بعقل لا بقلب !
هزمتها دموعها وهي تقبل رأس ابوها\يوبـه لاحاول كسري اهزمـــه...اضربه واكسره مثل ماكسرني...
احتضنها وهو يكفكف دموعها\ماراح يكسرك لو على جثتي وقص هالرقاب ...
قبلت عنقه وكتفه\جعل ماتنقص رقبتك وجعل عمرك طويل... يوبـه امهلني وارد...
بو علي ابتسم\لك العمر كله مهل ...بس عشان سيف لا تطولينها...
رحيل بحب\عشانه بس يوبـه...ولا ابوه مايستاهل...
بو علي\وش لك شغل بأبوه...اعتبري زواجك عشان سيف وبس...والباقي تركيه على الله...ثم علي...
رحيل \فديت راسك ياشيخ العشيرة... ماتقصر
بو علي\يلا قومي مسحي دموعك وخذي ولدك واستبشري بالخير وماله داعي الزعل..
رحيل بابتسامة\حاضر..





،






فِي فترة الهُدوء .. بعد صلاة المغرب ..كانت جالسة على كُرسي خشبِي أمام لوحة واسعة معلقة في حامل ثلاثي خشبي للرسم ... دُون أن ترسم بالرصاص ...ودُون اساسيات للرسم ..حركّت ريشتها الناعمة لترسم اسراب خفيّة المعنى بأناملها الممتزجة ... ومع صوتِ المطر في الرياض ..وهزيم الرعد ...والبرق ...كانت ترسم بكل احسَاسٍ منطوق ...
انها رسمة معنوية . . . !
انطلقت من تلقاء نفسها ، صورة شيدتها حينما كانت ترسم كانت لا تعلم مانهاية ملامح هذه الصورة ..
فقط ألوان ...الوان مبعثرة ... متيبسة في قمة الفرشاة لتنهمر بسيولة مرحة وتتراقص امام اعينها في لوحة بيضاء...
كانت مجنونة ! ، تمزج هذا بذاك ، تدندن بين الألوان ، وتتراقص اناملها لتنتقل من هنا الى هناك ... ابتسمت بانتصار ... أجل ...الاحمر والاصفر ...الابيض والاسود...الاخضر والازرق ...وكل الالوان ... مزجتها في حانة بيضاء ؛ رهيبة !
عجبًا ، انتهت لتلملم ورقتها ... لقد انتيهت بكل شقاء....
اتسعت ابتسامتها ...لم تكن تعلم انها سترسم شيءٌ ما سيرضيها بهذه الطريقة !
لقد رسمت صورة مموهة لشاب وامرأة يجلسان تحت المطر ...
والألوان الجذابة وذرات التراب المتطايرة ... سُبحان الله...لوحة بديعية ...
رائعة بكل جمالياتها ... رُسِمت بِمغزى واحساس ...انهما انا وفارس... حبيبي فارس ، ذلك الفارس الذي لطالما حلمت به ...قد تحقق بهِ الامد الى ان يؤوله إلي .. أنا زوجته... هيفَاء ..!



دخلت توًا الى شقتي ... سمعت صوت خربشات !
كاصطدام الاكواب ، الطقطقة .. الكراك *صوت الزجاج* ... والبقبقة *صوت العبث في المياه * ...
تقدمت خطواتي لان انتزع شماغي ، ابتسمت .. بالتأكيد حبيبتي هيفاء هناك . .
فالضوء المتسرب من هذه الغرفة يُعلن عن وجود شخص ما ، . .
تقدمت ..................لأرى طيفًا جميلاً ، كانت تجلس بقميص الرسم وسيقانها الجميلة تظهر من تحته ..
كنت انظر لها...تتمايل بنعومة ...التمايلات والمنحدرات التي في جسدها ...تلعب دورًا في ابراز مفاتنها ...
شعرها مرفوع للأعلى .. تتدلى منه خصلاً ساقطة كأوراق الشجر في الادغال الافريقية حينما تتدلى الاغصان منها ...
مجنونة ! ، ماهذه اللوحة الرائعة ... كانت ترسم وانا اراقبها !
أي سحرٍ هذا الذي شغلها عني ، مندمجة في لوحتها دون ان تشعر بمن حولها !
صوت الموسيقى الذي قامت بتشغيله توًا ، يُعطيها طابع انسجامي مع هذه الالوان التفاؤلية لإخراج لوحة بهذه الجمالية الرائعة !
تقدمت وابتسامة ترسو على شفتاي ... وبدون سابق انذار ، !
قبلتها ، في ثغرها المسمى بـ ‘الشفتين‘ !
كانت شبه * المصدومة * . . ترمش ولازال في يدها اليمنى حامل الالوان الخشبي ، واليد اليسرى تحمل الفرشاة ..
كنت منحنيًا عليها بينما هي على نفس وضعيتها ...
ابتسمت لابادر برفع بعض الخصل التي ازعجتها وحاولت ازالتها حينما كانت ترسم لكنها لم تتمكن ..
همست لها بحب\مساء الحب...
أردفت بخجل وبمعاتبة\أرعبتني ...
سَحبت كرسي خشبي لأجلس بجوارهاا\كنت اتوقعك مبدعة ...بس ماتوقعتك كذا ...
ابتسمت بخبث وهمست\ دروس الحياة تعلم الكثير...
لمحت طيف ابتسامتها الشقية وهمست دون مواربة\لها مغزى كبير هالصورة...
ابتسمت\ تأملها كثير يافارس لأن ............
وتركت جملتها مفتوحة بينما انا اكملت\لأن شنو؟!!
همست وهي تضع سبابتها على انفي وتمسحها ذهابا وايابا\لان الالوان اللي بالصورة بطبعها هنا .......
استفقت بعد استيعابي انها تضع الالوان بشقاوة تامة على وجهي وهمست بضحك\ويلك وانا اقول وش ورا علومها تطالع فيني كذا ...اثاريك ناوية نية سودة ...
هيفاء بضحكة خفيفة وناعمة على.. شكِل فارس مع الالوان\هههههه ... شكلك رهيب ...يامهرج ...

التقط حامل الالوان من يدها ليضعه مباشرة على وجهها ويبدأ بفركه ... انتزعه ليجلس ارضًا يضحك بقوة على شكل هيفاء الذي اصبح وجهها مرسمًا لشقاوتها\هههههههههههههه ...من فينا المهرج يابنت ابوك هالحين ...يام هياط ونص...
هيفاء بشهقة وهي تحاول ان تبعد الالوان التي وصلت الى صدرها وبدأت تحاول سكب الماء لها ...
تقدم لها فارس بعشق واحتضنها\تعادلنا ...
هيفاء بقهر\باقي مادخلته في راسي...شف دخل لصدري...
ابتسم وهو ينظر الى مكان دخوله ، همس لها بكلمة ، أخجلتها قليلاً ...
ضربته لتدفعه لازال يفكر في المغازلة بينما انا مشغولة بإزالة هذا عن وجهي وجسدي ...
ابتسم بمغزى وهو يغمز بأحدى عينيه ليبتعد عن المكان قائلا\دفعتي ضريبة تسرعك يالشقية ... اليوم لونت وجهك...بكرة اغطسك باالألوان ...
ابتسمت وهي تعض شفتيها بقهر وهمست بصوت مرتفع كي يصل له صوتها\لاتنسى انها مردوده ...يالمهرج ...

سمعت صوت ضحكته يصدح ، ثم يختفي في دورة المياه ليأخذ حمامًا هادئًا . . .
انهت توضيب غرفتها ، وتركت لوحتها تتحدث عن أجمل وأول لوحة رسمتها بذكرى رهيبة ولذيذة مع فارس ...
ولا تنسى قبلة اللقاء الاولى ...اهداها اياها فارس ...كانت لذيذة !
كـ لذة اللقاء فحسب ! ، اغلقت اضواء المكان لتخرج لها ملابس لتدخل هي الاخرى لدورة المياه ...
انتبهت له يخرج بعد عدة دقائق وهو يرتدي *روب* السباحة .. انتبهت لبروز عضلاته الرجالية من رداء السباحة ذاك...فهو لايغطي الشيء الكثير من صدره بقدر مايفضحه ... ابتسم وهو يتقدم بجوارها ويمسح رأسه بمنشفة صغيرة ...
فور ما ان وقعت عيناه في عيني هيفاء ...صدحت ضحكته في المكان ...!
عضّت شفتيها مقهورة ... اخذت ملابسها ... ودخلت الى دورة المياه وفجعت من منظرها !
يامجنونة ! ماهذا ؟
عين زرقاء...عين حمراء...خد اصفر والخد الآخر بنفسجي اللون ... والوان متفرقة على وجهها ...
غطست وجهها في الماء لتنساب الالوان بسهولة عن وجهها ...
ثم استرخت في حمام ساخن لعدة دقائق . . .





،










في بيت ابو علي ...
بعد انقضاء 3 اسابيع ...يأتي زيد كل خميس ليرى طفله سيف وينصرف ،!
لكنه كان يحترق شوقًا لردِّ رحيل عليه...أستكمل العصف معي ، أم ستنجرف عكس التيار ؟!
وكأني أغوص في البحر الميت...قرية سدوم المقلوبة رأسًا على عقب على قوم لوط...هي مقلوبة الان على راسي وأرى كل شيء يعود بالمقلوب ...يطالب بعودة الراحلين...!
رحيل ، تلك التي رسمت اطياف ابتسامتها لم اكن اتوقعها...صدمتها بعنادي ولجاجي في التخلي عن المسؤولية ...
ويكأن الله اراد أن يكون حجة على ماقدّمت ...ليضع في جوفها طفلاً كنت أنا أباه ....
بينما كنت منطويًا عليها ...في ليلة ومضَاء... بين الحب والاستمتاع والانسجام الزوجي ...بيني وبينها
طفى طفلي ليسبح في بطون الحب... كان هناك ينشد الخلاص من بيننا نحن الاثنين ...لكنه طفى ليعود ...
في هذا الخميس كنت انظر لعيني * أبو علي* بنظرة مباشرة ... أريد جوابًا ...سندخل الشهر التالي ولم أتلقى ردًا بعد ...!
في داخلي وميض سيكاد ينفجر يوما ما... ما إن أرى رحيل ...تعود من جديد ....
سأنفجر ...سأعاتبها ...وسأأدبها ... صحيح ...أنا من يجب أن أُأدّب ... ويعاتب ... ويضرب بي في عرض الحائط ...أنا من قهر لا مَن قُهِر ...!
وأستحق الجزاء ...لكن طبيعَة الانسان اذا اشتاق يُصبح انانيًا جدًا ...إلى أبعد درجات الانانية التي تعمي عيناه ...
*التأديب* ليس بمعنى *الضرب أو الصراخ* ...بل بمعنى طلب عدم الغياب ...وأنا من غيبتها ...وأعلم ذلك...
لكن هذا له أثر لكي تعرف رحيل بمدى قدرها لدي ...
كسرتها وقهرتها ، وجئت أطلبها نادِمًا ، ولا لوم لمن ندَم ، إلا لها ! ...هي من يستحق أن تلوم ... وتلوم ...وتلومني بقدر الإمكان وأكثره ...

شعرت بمدى طُول الإجابه المعلقة في اسراب السماء ...سألت أبو علي هامسًا بينما كنت احتضن سيف\يابو علي ورا طولت الاجابة ...بندخل الشهر وماجاني مردود...
بو علي يُطلق تنهيدة\ البنت تبي تـتريث بقرارها ... ولها الحل ...ويمكن ماتدري الرد بالرفض ماهو بالقبول ...فلا تحرق اعصابك على قل فايدة ...
زيد ابتسم\متفائل... بالخير
أشاح برأسه عنه ... لقد سمع اجابتها قبل قليل...اجابتها تحرق حنجرته ، لا يستطيع ان يرميها من جديد ...ولكن لا يستطيع ان يجعلها ايضًا تمضي في بَكرة انانية كما فعل ...وينسى الاثنان *طفلهما* بينما يبقى هو الضحية ...




يتذكرها قبل قليل...نزلت تعطيه سيف ببرود ...لقد اعتادت على هذا الوضع ..
كل خميس تنزل الى نفس المكان تعطي طفلها علي توصيه...تبكي امامه ...تطلب منه ان ينتبه له ويجعله امام نصب عينيه ...تتوسله ...لكن هناك شيء ما تغير هذي المرة حينما مضى علي يريد أن يدخل الى الداخل ...
كنت واقفا بجوار علي ورأيتها تهمس بتردد\.........علي
التفتت انا وعلي اليها ورأيناها تهمس قائلة\قل لأبو سيف بروح معه عشان ولده ماهو عشانه....

صُعق علي لقد كان يتوقع منها الرفض ...لمحت فيه ملامح الرفض لكنها تحملت ذلك ، ليس لأن علي رفض ..
بل لأن طفلها بحاجة الى كليهما ...خصوصا وهي تلمح سيف متعلق تماما بوالده في هذه الفترة خصوصا ...
وكلما رحل يبكي متعلقًا بثيابه في طفولته المرنة ... يقبله...يحتضنه...يكفف دموعه ...ويمشي الى المجهول
لم تستطع ان تمارس طقوس الانانية واللامبالاة ...في الاسابيع الاولى حاولت تجاهل قضية زيد بأكملها وتكرس اهتمامها في طفلها فحسب...وحينما اكتشفت تعلق سيف بوالده ...علمت بمدى أنانيتها بهذا التصرف...
ستضطر ان تذهب مقيدة مكبوتة الخاطر الى منزله ...لكنه لن تتوانى أبدًا عن تأديبه...
وان قال البعض...هي مرأة ..وهو رجل...وهي زوجته...لا يصح لها تأديبه...
فهو كاذب... فالعفو عند المقدرة يستلزم اعفاءه شرط العقاب...اذا كان المعاقب يستطيع العقاب فيجب ان يعاقب ثم يليه العفو ...اما عفوًا بطريقة مباشرة ...أي طرق التأديب هذه ؟!


انغلقت السبل ...اتجهت للمعبود اطلب منه ايحاءًا ...واستخرت ...شعرت بالراحة فهذه خيرة للإقدام في الأمر...
وكانت صلاتي ركعتين من غير الفريضة ...*صلاة الاستخارة* ...
استسلمت للواقع ...طفلي يحتاج أمًا وأب ...ولن اتوانى عن قراري ..لقد حسمته ، وأشهرت سيفي بكل قبول دون امتغاض او اختلاس في قراري ...هذا قراري ويرجع لي...

بعدما ان اطلعت علي على رأي ورأيت ملامحه ...أنزلت رأسي أرضًا وأنا مرتبكة أعبث في ملامحي...وتكاد الدموع ان تنهمر...لكني لم استسلم لأن صورة سيف امامي واضحة جدًا ينشد الاثنين معًا ...الام والاب ...





في داخل المَجلس ...


بو علي\زيـد مابي اكذب عليك وانا اعرف الرد..
زيد ابتسم\سم يابو علي وتلفظ؟
بو علي\بسم الله وعلى بركته...والله يتمم لكم على خير...
اتسعت ابتسامته الماكرة وقبل طفله ثم نهض ليقبل خشم والدي\فيك البركة يابو علي...
بو علي بتحذير\ان سمعت انك موذيها يابو سيف لاتحلم ان ترجع لك...ولا هي بسابع احلامك ...
زيد\وافقت وصار كل شيء يسير...
بو علي\بنتي ماتبي مهر ..ولاتبي زواج ..الي تبيها بيت يسدها ويكفيها لها ولولدها ...
زيد ابتسم\وان كانت تبي ماهو قاصرني اعطيها ...وليا جت بعطيها مثل المهر مرتين واكثر...
بو علي\ماهمها فلوس...
زيد\درة ثمينه...تربيتك يابو علي...
بوعلي\مانبي حفلة عرس ...ماهي في وجه الناس زينة نضف العروس وولدها يمشي وراها...
صح ماهي حرام بس ماهي حلوة الحركة...تعال وخذ زوجتك الاسبوع الجاي يوم الخميس... ونشهر رجوعكم لبعض قدام الجميع...
زيد\على بركة الله ..
علي بقهر\يابو سيف لاتفكر ان مابيجيك من الحظ نصيب...ترى سلومي معروفة من يومها ماتسكت لا ترقعت ترقيع...
زيد بغضب\ماهي مرقة ترقيع...ماخذها لجل سواد عيونها ولجل ولدها...وأي شيء يطيب خاطرها أنا مسوية...
علي بغضب اكبر\سواد عيونها؟.. والله ياخوفي تردها مكسورة الخاطر ... ماهي هضيمة يوم ولا يومين...هضيمة سنتين واختي تعاني...من يوم طلقتها ليما حبى سيف على رجوله...
زيد بقهر\يابو ياسر خل عقلك براسك واعرف تسوم الكلام...انا ما اساوم بأختك...انا جيت وطلبت كريمتكم على سنة الله ورسوله...وهي اللي وافقت ماني جابرها ...
بو علي بغضب موشي على الإثنين\عنبو دارك انت وياه وقت خنايق هو ...اصواتكم وصلت لها...بتصرعون بنتي وبتخرعوها وهي ماوصلها الخبر...
زيد تنهد وهو يحبس انفاسه كي لا يرعب تلك التي هناك في حضن امها\لفاك الحق يابو علي... انا ماشي..*التفت لعلي* وداعة الله ياعلي...

اشاح برأسه عنه..لا يمكنني تقبله...لقد استفزني بتطليقه لرحيل...واستفزني اكثر بطلبه اياها...
اعلم ان المصلحة تكمن في رجوعها اليه...لكن ثمة مايضايقني تجاهه...واشعر بأنني أكرهه...وسأكرهه مادمت حيًا...

حمل سيف الذي بدأ يحبو تجاهه وقبله وهمس\ياورع...ان صرت مثل ابوك وكسرت بقلوب النساء نحرتك..
بو علي ابتسم \الولد مابلغ عقله بلوغ وانت تبي تنحر وتذبح...*بممازحة* عنبوك آثيوبية ؟!
علي ضحك\ههههه لا ...ولا له الا الخير...بس لزوم نعلمها علوم الرجال..وعلوم الكفو
بو علي يقبل رأس سيف \والله انه رجال كفو...دام ان امه رحيل...فهو كفو ومنه منفعه..
علي\الله يحفظه ...
بوعلي\رح لأمه وفهمها ان بياخذها الاسبوع الجاي*وكأنه نسي شيء ثم تذكر* ولا اقول انت اجلس انا اللي بروح لها ...اخاف الحين تشوشها على زوجها بدل ماتصلح بين راسين بالحلال ...

صدح صوت ضحكته الرجولية...ابتسمت رحيل لعلي بعدما ان شعرت بوجهه تغيرت تفاصيله الى المرح وهمست\ياعسى تدوم هالضحكة...
علي يقبل رأسها ويعطيها سيف\فدا راسك وانا اخوك...عساك طيبة العلوم ؟
رحيل بحب\انا بخير اذا انت بخير...دخيل الله لاتعبس ياعلي ماحب اشوف وجهك معفوس...
علي ابتسم حتى بانت انيابه\ههههه وهالحين..
رحيل بفرح\يافديت هالطلة وهالاسنان لا طلعت...فديتك مااجملك ومااجمل ابتسامتك ياعلي...
علي\يفداك هالكون...
ام علي تحدّث أبو علي\بو علي شف دق على محمد كان انه بيجي اليوم من الجبيل ولالا؟!
بو علي\كلمته الظهر قال بيجي بطائرة...
ام علي\ازون له...كل يوم نازل لي بـ هالسيارة وصارع لي هالقلب...ماعاد فيني اتحمل...لازم يغير شغله...
علي\يمه الله يهداك هو مكان شغله بره ...بس انتم الحريم ماتبون العيال الا قدام عينكم
بو علي بممَازحة يوجه كلامه لعلي\حيل ياعلي يصرعها قلبها ...تقومني من النوم بنص الليالي تقول لي كلم محمد...مايهنى لي نوم من هالخوف...
ابتسمت ام علي باحراج\هههه ماتخلي شيء بلسانك ياثنيان...
علي يضحك لأمه ويرفع حاجبيه بمغايضة\ام علووش ماتنام الليل عشان اححموده ...وه فديت اللي يخاف جعل مانحرم منه...
رحيل ضربت علي في صدره بمعاتبة\خل امي عنك يالمجنون..شخبار جنوو وياسر ولمى ؟!
علي بحب\كلهم بخير...الا كبيرهم الذي علمهم السحر...ماهو جاي يفهم رياضيات اولى ثانوي...كيف ان الارقام صارت بالانجليزي...وصاد وسين صارت اكس و " واي " ..عنبوه افتح كتابه اشوف السوؤال افقي واجابته عامودي...
رحيل ضحكت\ههههههههههههه ...يافديته الحيران...ماعليه اكود يبي يسوي أكشن بالكتاب يكسر الروتين به...
علي\يكسر الروتين...مالي الا اخذ عقال ابوي واكسر كراعينه...ابو الكراعين المعصقل...
ام علي بمدافعة\والله لو تضربه ياعلي ماتطب هالبيت...شلون قلبك يدعيك على ولدك...
علي بضحكة\هههههه ...يمه والله مايدعيني هالقلب لكنه يستاهل ...
بو علي\خلاص ياعلي الولد كبر وصار عمره 16 ...عليه حركات المراهقة بس لازم تضبطه وماتضربه...لانه كبر وصار رجال ...وانا اشوف منه نعم الشباب...
رحيل بصدق\اي والله انا اشوف منه شيخ الشباب...جعلني فدا طوله...
ام علي\الله يحفظه ويوفقه...بس ان ضربته ياعلي لاتطب هالبيت...
علي قبل رأس امه\ولا يصير خاطرك الا طيب...كل مانقهرت منه بجيبه لك وانتي تصرفي معه...
ام علي بضحكة\ههههه خلاص جيبي لي وانا اأدبه بطريقتي الخاصة...
علي بغَزل\ابوي انتي فديت طريقتك الخاصة ههههههه

وهكذَا تستمر المناوشات السعييدة فيما بينهم واحدًا تلو الآخر ...
يشعر بان السعادة في اسراب هذه العائلة عميقة...لايمكن نزعها بسهولة ...ولا يمكن فصلها بهذه الطريقة...
ابتسمت بحب...بعد عدة ايام ...سأغادر الى هناك...الى منفاه ...منفى الطغيان والانانية ...
الى منفى شخص يعبد الجسد...وينسى القلوب ليكسرها بعقد وهمي ... لكن رهينته ...نزعت القلادة ورمتها بعيدًا عن داره لتسكن روحها بسلام بعيدًا عن صخبه المُزعج ...


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-14, 02:08 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

هذه احدى روايات باقات شهر مارس جديد × جديد

سنحرص نحن المشرفات على نقل لكم الفصول أول بأول

وإذا حدث أي تأخير فاعلموا أنه من الكاتبة نفسها لا من الناقلة

لأن كما تعلمون لكل كاتبة ظروف يجب أن نقدرها لأنها تتفانى من أجلنا نحن القراء

وإلى ذلك الموعد القادم للفصل الجديد قراءة ممتعة لكم جميعاً......



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 02-03-14, 02:17 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

لعنَة دامَاتُو ...."



استَفقتُ نهَار يومًا ...

وَجدتُ ورقَة مطْويَة بِجَواري ، تَسائلتُ " ماهذهِ " ؟
*انها لعَنة دَاماتُو* ..أتَانِي الجوَاب !

وما هذهِ اللعنَة ...
انهَا لعَنة كَأسطُورةٍ وهميّة ...

تُعربِد في أرجَاء السمَاواتِ كالأرواحِ الشريرَة ...
تقتطِفُ من كَاهلِي ورودًا حمَراء لتستبدلها بأخرَى سودَاء ..

تكتنف في حياتِي أشياءَ جديدة !
وأظنّ أن اللعنَة قد انتقَلت من دَاماتُو إلينَا . . . .







لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 02-03-14, 02:19 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

(5).











صبَاحُ الخَير ، أتَانِي هذا الصَباح أتلمّسُ أستَاره لتشّقُ أشعَة الشمس جُيوب أنفِي برائَحة الندّى مِن بعدِ المطر ...
اليومُ ، ليس بسعَيد ...ولكنه أكثَر سعَادة مما مضَى ، !
وريقَاتُ الاشجَار التي زرعَها والدِي في حديقة المنزل البسيطة ، طالت بشكل متعمّق ....
استرجعت ذكرياتِي مع شجَرة الليمون في أسفل منزلنا البسيط تقابلها نخلة جميلة .....

كنت أستند في ما مضى عليها ... أذاكر دُروسِي ، أو أجتمع أنا وعائلتِي تحت سقف هذه الشجرة ، نشربُ الشاي ونتبادل الحديث ...
وأحيَانُا يشوي لنا والدي تحت سقف هذه الشجَرة ، تِلك أيامٌ سابقَة جثت على ركبتَيها لتودّع القدَر ....
الآن ، مجرد فتاة انطوائية قد أصبحت ، أرعَى طفلي مكدسةً اهتمامي الكلي فيه وعليه ......
أنا وطفلِي ، طفلِي وأنا ، هذا مايخطُر في ذهنِي غالبًا من ناحيَة المستقبل العويص ....!
ليست أنانية ، ولكن مكرسة في جُفون أعين لا تغمض لها عين ، ولكن من حسن المبادرة أن أتفوق في تربية طفلي من جانب واحد ، رغم أن الجانب الآخر سيأتي فيما بعد ، ........مهلاً ! فيما بعد !!!
ماهذه الترهات ....بل سيأتي في القريب العاجل !!!!!!!!!!!
لن أكافح في أن أتمرد معه أو أمضي وقتي في *تصغير* قيمة عقلي في مبادلة الحديث الغير جالب للنفع معه !
لقد خضت هذه الحرب الصاعقة من أجل هذا الطفل....طفلي وحسب....
وحتى لو بقيت دون *زيد* فلن أتزوج رجلاً غيره ...حتى لا ينتقل حق الحضانة لزيد ....لأن في الدين الاسلامي اذا نكحت المرأة رجلاً غير طليقها ولديها طفل منه ...تنتقل حضانته من امه الى والده ! وهذه مصيبة عظمى !
ثانيًا هي ليست مضطرة لخوض الجولة مرة أخرى مع رجلٌ آخر ....ليسَ ظلمًا لرجلٌ آخر ...بقدر العقدة التي كرسها الملعون زيد في دواخلي ...
لكن ، حق الحضانة سيبقى طالما أنني طليقة دون رجل...وحق طفلي في أن يعيش مع والديه دون عناء أو تكبد للآخر ... هذه مصيبة ...لكنها ليست عويصة طالما أن طفلي الذي ..........................


سأترك الجملة مفتوحة لأجيب ... انها حرب...بيني ...وبين زيد ....وبين طفلي.........
والحقيقة انا لن أربح ، ....ولا زيد أيضًا .... طفلي...طفلي هو من سيربح !!
اذا اجابة الجملة المفتوحة السابقة ...
... هذه مصيبة ...لكنها ليست عويصة طالما أن طفلي الذي "" سيربح """


نَظرت إلى طفلي الذي كان يجلس في مقعد صغير مخصص للأطفال *جلاسَة أطفال* ....
وكان يشاهد التلفاز ويصفق بمرح ويعبث بألعابه ، ويضربها بقوة في مقعده .....
وصوت شقاوته وهو يتحدث مع نفسه بكلمات غير مفهومة .... جلب لي سعادة غير متوقعة ....
ابتسمت وأنا أقفز الى حيث يجلس ...خلف السرير.... قبلته من الخلف وابتسم ....التفت بجسده الصغير الي
ومدّ ذراعيه الصغيرتان لأحمله !!!
ابتسمت وحملته واحتضنت بأمومه ، أسند رأسه الى صدري يستشعر الحنان ويستمده مني....
قبلته في شفتيه الصغيرتين .... ووضعت انفي على أنفه أداعبه بطفولة وهو يبتسم بهدوء ليمد كفيه الصغيرتين لخدي ويداعبهما بنعومة ...
احتضنته الى جوفي ، أريده أن يختفي بين هذه الاشلاء الضائعة .....
أريده أن يصبح جزءًا منها لا يمكن تمميزه .... كمعادلة رياضية ....يختفي في أضلعي ، وسأصبح بخير !
بعيدًا عن ووالده ، عن تمرداته العويصة ، تمرداته المتهكمة كرجل أناني !

وودته نقله الى عالم آخر ، حيث الأحياء يشعرون بمن حولهم بصورة حقيقية وواضحة ...
يقول خوسيه روزال ... أن الاحياء ماداموا لا يبصرون لمن حولهم فهم *ميتون* ...
وأعتقد أن مقولته حقيقية بما فيه الكفاية من معنَى ، انتقلت نظراتي تجوب الغرفة كرحلة جوية قصيرة ....
أتفحص ذكرياتي مع هذا المكان ، مذ ان دخلت الثانوية وانتقلت في بداية مراحلنا ....
هنا امي كانت ترتب معي غرفتي ....وتوضب ملابسي....وهنا كنت اعاني من مشاكل الطلاق في صراع نفسي مع نفسي...قبلها كنت مهووسة تطرق اصابعي الطاولة التي بجواري افكر بفارس احلامي زيد ....لكنه صفعني بالطلاق...
وهنا كنت اعاني من مشاكل الحمل...لوحدي....دون ان يضع كفه الخشنة على بطني ....
كنت ابتسم لطفلي طول فترة الحمل وانا اضع يدي على ذاك البطن المجوف ........
اهمس له في الليل قبل ان أنام ليطلق وحشته....وأقرأ له سورًا من القرآن ...وأحيانا أقوم بتشغيل محرك اقراص في جهازي اللابتوب واستمع لصوت القرآن ....بينما هذا الطفل يسبح في أحشائي.....
واليوم ولدته من جديد ....احتضنته .....
عاد الي كنفي....وسأعود الى كنف والده .... واليوم تحديدًا !!!

سأكتب من جديد له !
لكنْ انا لستُ ملكًا له ، أنا مِلكًا لطفلي !






خرجت من غرفتي ، اليوم هو يوم الجمعة ,,,
لاشك في أن والدي واخي علي ومحمد قد خرجوا باكرا للصلاة في هذا اليوم تحديدًا....
الى الاسفل ، حيث كانت وجهتي .... تيقنت ان والدتي مع ياسمين في حالة من الاضطراب النفسي ...
من ذاك المسمى زيد ، ....
ابتسمت لي والدتي من اسفل مقنعة التوتر والقلق هامسة\حي الله هالزين ...تعالي يومــه بحضني انتي وظناك ...
ابتسمت لها ..احتضنتنا نحن الأثنين ... أنا وطفلي ، كُنت أسنِد رأسي على صدرها أستشعر الدفء والحناان !
يقينًا كان طفلي كذلك يستشعره مني ... رغم أنه كان يلعب في لعبة في يده ويحركها بطفولة وهو يحاول القفز لكنه كان متمسكًا بحنانِي له إلى أبعد الحدُود !
استنشقت عبير والدتِي الحاني ...عِطرٌ من العُود ، وارئحَة من البخُور ، هذا ماكان ينقصُ يومِي كي أكُون في كامِن سعادتِي ...
همست لوالدتي بسعادة\فديت عطرك يايومــه ...
أردفت والدتي لتجيب\ياقلبي يايومـه عساني ما افقدك انتي وظناك...فديتكم ياحبايب قلبي
*همّت لأن تهمس* يومــه رحيل...

رحيل مغمضَة العينين تركت طفلها يلعب في الارض\لبــيه .....؟
ام علي بعطف وهي تمسح على رأس طفلتها الأولى\لبــيتي في منى ... يومـه تدرين ان ابو سيف اليوم جاي ...
رحيل فهَمت على والدتها\أدري به ..
ام علي بقَلق\ يومـه مافي شيء بالجبر...
رحيل رفعت تنظر لعيني امها ، غارقتَان في الدموع\ عشانه مو عـشاني *وكانت تنظر لطفلها* ...
ام علي تقبل جبين طفلتها لكن طفلتها سارعت لتقبل جبينها\استغفر الله يايومــه... جبينك أولى من جبيني...
ام علي بحب وعينيها ايضا امتلأت بالدموع\يالله ان تحفظ لي هالزين ...وتوفقه لمصير ترضاه يارب...
ياسمين ودموعها كانت ستغالبها... لقد خضنا كلنا في هذه التجربة ... لكن كانت معكوسة رأسًا على عقب........
قبل سنتين تمَامًا ، في أول أيام أبريل... كنا نودع اختي قبل ليلة زفافها على ذاك المعتوه زيد .....
ولكن كان الجو مملتئ بدموع الفرح والسعَادة ، والزغَاريِد أيضًا !!
هناك نثرنا الورد و *المشموم* على رحيل ووالدي أيضًا ، في اليوم الثالث من زواجها أتت لننثر بكل سعادة النقود المتطايرة على رأسها هي وزوجها ، ونحيط عنقيهما بطوق الورد ...
ولكن !! كلها رحلت .... مع ذروة الريَاح ... كانت هذه الذكرى كغبار... يدخل الى خيشومات الانف لنعطسها مرة أخرى ونتمتم بـ*الحمدلله* ...ليرد الآخر*يرحمك الله* ونرد مرة أخرى* يرحمنا ويحرمكم* .... كلعنة تنطلق هذه الغُبارة الى حيث الرياح...تذروها اينما كانت.................

ابتسمت لسيف الذي وصل بعد حبوه الى قدماي ... نزلت الى مستواه ، قبلته بحب ...سنودعك اليوم ، أو غد !
سترحل ، وترحل ، الى حيث والدك ، منفى الانانية والحِرمان !


مسحت دموعها بعدما طل والدِي ومحمد وعلي من المسجد ، ورائحة البخور التي قدمتها والدتي لهم قبل ذهابهم واحد تلو الآخر الى المسجد ...لازالت تطل مع اطلالتهم العربية ... والشرقية !
ابتسمت و قد احمر وجهها قليلا من البكاء ... واحتضنت والدها بعمق وعينيها غارقتان بالدموع ....
الوضع غريب...

أنا أبكي...
امي أيضًا تبكي.... ياسمين أيضًا تبكي....
بابا يبتسم بأسى .... علي ومحمد يتبادلان النظرات فيما بينهما ......
طفلي يلعب ويصرخ بغضب يريد منا جميعًا ان نلتفت اليه.....
ماهذه المصيبة ؟
ماقد حل على هذه العائلة الصغيرة .... ماهذه اللعنة ؟!

بو علي يزيح الشماغ من رأسه ويجلسني على الاريكة معه ...
همس في اذني\عليك الله يارحيل ...تبين ترجعين له ولا من هالحين اخليه يروح عنك...
رحيل وهي تمسح دموعها ورأسها مطأطأ للأسفل وتهز رأسها بـ لآ !
ابتسم بو علي\دام انك تبين ليه تبكين ؟!
رحيل بضعف\مـ ..مـآ أدري ...
بو علي رفع رأسها الى حيث عينيه\مافي شيء بالجبر...وحق الله مافيه شيء بالجبر... تبينه اقول له سم وتعال وان ماتبينه اقضب علي الباب وارده ...
رحيل بمرارة\ماعليه يابو علي... بس عشان ولده مو عـشاني...
بو علي يقبلها\الله يحفظك ...
نظرت الى علي\علي ... وين جنى ...ماراح تحضر الليلة ؟!
علي بابتسامة جلس بجوارها وهو يحمل طفلها من الارض ليجلسه في حضنه\بلى بتجي...
قبل طفلها وهمس\يازينه هالمفصغن جعل ربي يقويه واشوفه رجال وازوجه بنتي...
ام علي بابتسامة\ معاذ الله ياعلي شف بنيتك اكبر من ولدي بسنة كاملة ...
رحيل ابتسمت بمرح وهي تمسح دموعها\ ام المؤمنين خديجة اكبر من النبي ...
ام علي\عليه الصلاة والسلام... النبي وخديجة ...ماهو هالصبي مع بنيته...
رحيل بحب\ماتدرين يمكن يعشقون بعض بعدين...
محمد باستنكار\هههههههه مدري منين ولدك بيكفخها تكفيخ او هي بتسطي عليه وبتخليه خاتم في صبعها...
رحيل تحتضن ولدها\تخسي وتعقب...ولدي رجال مايخضع لحرمه ماهو بطرطور...
علي\هههههه وانا بنتي مرة عاقلة ماهي من النساء المتهكمات...
ياسمين بضحكة\هههههههه تطعني المتهكمات...
علي\ورا ماتقومين تذاكرين احسن لك...
ياسمين\معاذ الله انا ما اصدق تجي الاجازة عشان اذاكر...
رحيل\ياليتني كملت الجامعة...احسدك يا ياسمين..
بو علي\ان كان تبين تكملين سمي وانا ادخلك وين ماتبين...دام عندك شهادة الثانوي ماهي بـ صعبة...
رحيل برفض\لا يوبه الحين انا مسؤولية مع هالطفل...خله يكبر اكثر لان هو بالعمر هذا محتاج عناية تامة...غير لما يكبر شوي ...
بو علي\براحتك مابي اضغط عليك...بس الفرصة عندك وانا ابوك...
رحيل\ان شاء الله ربي يوفقني وادرس الجامعة...
ام علي\انا بقوم اسوي الغداء...
رحيل تضع طفلها في حجر محمد\وانا بقوم اساعدك ماما...
ام علي بحب\لا انتي ارتاحي يومــه...وراك الليل وبو سيف بيجي..
رحيل طأطأت رأسها\طيب...
محمد يصرخ\رحيلوووهـ شيلي ولدك قابص شنبي بيدينه اللي مايستحي...
رحيل ابتسمت\هههههههه من طول شنبك مرسوم رسم على وجهك...بس ولدي ماصدق انه يمسكه ...
محمد يبعد يد سيف عن وجهه وهو ينهره\تعقل يارجال لا بـالعقال...
رحيل تأخذ سيف\ تعال انت يالقززووم كذا تعصب بخالك...ماصدقنا على الله يجينا مروق من الجبيل تروح تزعله..
*قربته فم طفلها الى خد خاله* يلا بووسه يالمشراااني..بوســه وقل آسف ياخالي الجميل ماعاد اعيدها....

ابتسم محمد ضاحكًا لرحيل\هههههه ياافديته وفديت امه... *قبل سيف ووقف ليقبل رحيل*...
رحيل بخجل ابتسمت\عساك قبلت المعذوور ...
محمد بابتسامة واسعة\كفوو ...ومقبول...
رحيل\يلا عن اذنكم بروح انا وفصغوني ورانا اشغال لانعطلكم ولا تعطلونا...بنرجع لإزعاجكم بس بعد حفلة تنكرية في الليل...
ضحك والدها وأردف أخاها علي\هههههههه لا دخيلك يام سيف لا تثقلين مكياج....
رحيل بحب\هههههه من يومي اكره المكياج الثقيل...عشان اموت...بس عشان نخرع بعض الناس عشان نأدبهم بطريقتنا الخاصة انا وولدي...

كانت تقصد زيد... والكل فهم مقصدها... لكنها لم تنطقها بشكل مباشر...كانت تحاول ان تبعد الحزن فهو مشوار طويل..... كان مصيرها فقط موسوما في ان تفرح في غضون هذه الساعات القصيرة..او السريعَة جدًا جدًا !!!!
لا طريق لتلك الدموع ... الدموع المالحة ...مجرد قطرات مالحة تنساب على الوجنَات ، نتيجة لضغوط نفسية خارقة لا تستطيع مجافاتها في ليالي بسيطة ........!!!








،





في مكَان آخر ...
كُنت قد عُدت توًا من الخَارج في الساعَة الثامنة مسَاءًا ....
كل شيء تغير ...لا أعلم مالذي تغير...لكن هناك شيء ما قد تغير ، ربمّا أنا ، وربما المكسيك ...
ربما الوطن ينشد أشياء أخرى .... رفض جدتي لي ...حالة فسيولوجية طبيعية ....لكنها مؤلمَة !!
رغم معرفتي التامة بمدى اشتياقها لأن تشتمني وتقع في أحضاني .... الا ان هذا يرسم في عيني مزيدًا من الشعور بالتوحد ...ودون رحمَة ...أجد عيناني غارقتان بالدموع ....لكنها كالسحب المودعة ....ترحل دون أن تمطر !!
أرسلت مصروفًا شهري لخالي في المكسيك لكي يعُيل به عائلته الجائعة .......
أموالي كثيرة ، لا أعلم كيف علي أن أتصرف بها ! ، انها حصة من اموال ابي ، هذا غير معاش التقاعد الذي كان لوالدي وماكان يجمع منه ....لقد ازدادت الاموال بعدما كنت انشدها في تلك الغربة ...

دعوني أحدثكم عن بعض عادات المكسيك.... أو بعض الامور التي تحدث فيها...
في البداية ، سأذكر مكَان سكنِي ...ومااذا كنت اعاني في طفولتي ...!



" موقفًا مِن الصغر"
فِي المكسيك ... في عام 1993 م .
كنت أبلغ من العمر 10 سنوات حينهَا . . .
في الأرض التي أسكن فيها ، حيث كان منزلنا يستوطن القرية ... قرية جميلة ، التقط لها السياح صورًا آنذاك ...انها أرخبيل ... جزيرة جميلة جدا أعيش فيها
في النهار تضيئها الشمس ، وفي الليل تضيئها الاضواء الصفراء ...مع سواد الليل كانت تشع بجمالية فائقة ...!!!
اتذكر حينها ان الاطفال في المكسيك من سن العاشرة يبدأون بالعمل ...
يذهبون اما للنجارة أو يذهبون في الأسواق الشعبية يبيعون السمك بجوار البحيرات المطلة على شرفات البحيرة الكبيرة ....
وهكذا ...تبدأ قصتي الغريبة حيث أن خالي قام بترحيلي إلى قرى ماتريل حيث يعيش العاملون في الأسواق الشعبية واماكن النجارة ... ذهبت مع نجار أعمل معه كل يومين ... وغير البخشيش الذي يدسه في جيبي كانت تزداد اموالي رغم بساطاتها ... كنت أحمل الخشب من بعيد له وأعود به ... إلى حيث هُو ... رغم مدى ثقل الخشب الذي كنت أحمله!! الا ان العمل اصبح لدي شيء روتيني يومي وممتع ... كنت حينها أرتدي قبعة مكسيكية وارتدي شورت قصيرة مع تيشرت ونعلين بسيطين بخيوط مشغولة في مقدمة القدم ...
كان عمري حينها 14 عامًا ...عملت معه حتى وصلت إلى السابعة عشر من عمري ....
كنت بعيدًا عن المنطقة التي كانت امي تقطن فيها ... امي في أرخبيل...وأنا في قرى ماتريل...!
وصلني طردًا حينما كنت أسكن في منطقة العمل...في معمل النجارة هناك رف في الأعلى طويل يتسع لي...
نمت فيه كمن يتلظى خوفًا من شغفِ المبيت خارجه ...أستمع أحيانا صوت خربشَة اللصوص...لأشعل المصباح واعبر ليلاً كي أرى من أتى ... ثم أعود لنومي فور ما أن أعلم ان هذه الحركة هي حركة الكلب الذي في الخارج ...
لنعد الى موضوع الطرد ... كان الطرد مختوم بتوقيع خالي... فتحته بشغف ربما أن خالي هذه الفترة يحتاج الى المال كي أرسله له... ولكنني فوجئت وصعقت بالخبر...* ولدي لقد توفي والدك في حادث وخيم اثر ذبحة صدرية ، وامك الاخرى تبعته ... تعازينا ... أهل أرخبيل*


حينها لا أتذكر شعوري...ولا أتذكر مافعلت....لااتذكر سوى ............................


وصلت الى منزل جدتي...فتح لي زياد وكان حاملاً طفله الصغير وسيخرج توا هو وزوجته...
نظرت للأسفل وأبعدت وجهي كي لا تقع عيناي على زوجته ، وتنحيت جانبًا كي تخرج معه .....
خرجت زوجته حاملة طفله... ثم توجه لي زياد بابتسامة\مرحبا مازن...
ابتسمت بهدوء\ هلا زياد...
زياد بابتسامة يتفحص بها وجهي\كيف حالك ...؟!
رفعت له كتفي ، ألا ترى يازياد ؟ الا ترى الشارب ..والعوارض ...قد تكاثرت في وجهي...تتعشب كالاعشاب في مساحات وجهي الحزينة ...الا تكفيك من هذا كله اجابة ؟!!!!!!!
هممت لأن امحي هذا التأمل المخبوص لأنهي النقاش\انا بخير ، وانت!!
زياد وضع يده على كتفي\مازن...جدتي ماعندها رجال بـ هالبيت غيري وغيرك وعيال عمي صلاح...
فلا يغرك زعل جدتي ترا قلبها حنون...
ابتسمت له وانا اهمس له\مو لجدتي هالزعل... حزني من هالوطن مايحتويني...
ابتسم له زياد بمواساة\حشاك ياولد وضاح...بس تبتسم لك جدتي بيحويك هالوطن...
مازن بأسى\مشواري طويل...
زياد بحب وانسحاب\انتبه لنفسك مازن..أنا ماشي مع ام العيال...ان كان تبي شيء كلمني ...
مازن ابتسم له\طيب...

انسحبت من امامه ... دخلت الى الداخل وانا ادندن بلغتي المكسيكية المعقدة ...
لم أكن أتقصد ايذاء جدتي التي اشاحت برأسها فور ما أن رأتني كالعادة ، وقد اسدلت غطائها على وجهها ...
كل هذا اصبح يغضبني...الى متى وهي تلفظني كما يلفظني الوطن....................!!!
صرخت من اعماقي في داخلي ..تحرك أيها الجبان....هيا تحرك....قل لها ما يجوب في خواطرك ...
الا انني ادرت وجهي الى حيث عمتي سارة وابتسمت\مرحبا بالسوري...
سارة ابتسمت لي وهي تقبلني حاملة صحن العشاء\يامرحبا بك...تعال كل وانا خالتك...
مازن بغير شهوة في الطعام\رايح انام...
سارة تتمسك بذراعه\تعال يالخوقاقي اكل معنا...وازينك بس
ابتسمت لها\ههههههه لا يسمعك ابو عيالك بس...
سارة\ههههه فديت زوجي راعي الادغال البطل الشجاع ابو طلال...
مازن بابتسامة واسعة تبين منها انيابه\كل هذا له....
سارة بخجل\اقول امش بس وتعشى ...

ذهبت معها الى حيث غرفة الطعام...وعلى طاولة الطعام كنت قد جلست بجوارها ...
اتناول الطعام وانا اصدر اصواتا مزعجة متعمدا لإغاضة جدتي كي ابتسم معها .... كررت هذه الحركة عدة مرات ، لمحت في المرة الأولى انزعاجها وفي المرة الثانية عقد حاجبيها وهي تتأفف .... كررت الحركة بكل مرح وفتحت عيناي بدهشة وانا انظر لها تغضب\عنبوك كل وانت هاجد ولا كل بيدينك...
ابتسمت لها\ورا يايومه ماتلقميني ...كود ولدك مايعرف ياكل بيدينه...
الجدة\رجال بكبرك يعرف يذبح خرفان ماهوب ياكل
ابتسمت بمرح وانا اضرب اطراف اصابعي بالطاولة بمرح وبتأييد\عادي...بكرة اذبح خروف...
الجده وهي تقطع له الطعام وتضعه في صحنه\يلا كل...
ابتسمت ، للحظة شعرت انني طفل... اكلت الطعام باستمتاع وكلما انهيت صحني ملأته هي بنفسها بالطعام...رغم انها تهمس بغضب الا انني كنت ابتسم...قبل قليل ..........لاشهية لي بالطعام.............والآن !! فأنا جائع الى ابعد الحدود !!

انهيت لقمتي وانا امسح فمي بمنديل ورقي بسيط واشرب الماء\الحمدلله...تسلم يمينك يومـــه...
ابتسمت من تحت مقنعتها تكظم الفرح وتتصرف بغضب\قم عن وجهي يلا رح نام...
نهضت وانا اهمس في أذن عمتي سارة\وكأن قلبها بدا يلين...
سارة بحب\هههه كمل مشوارك ...








،





في غُضون الليل ، الذي يتشعب خيوط ميونخ ، أغلقت قبل دقائق سماعتي بعد مهاتفة صديقتي عروب ، !
كنا في حالة من السعادة نتانور الحديث عن رحلتي في ميونخ ودراستي وعن ذكريات الطفولة بيني وبينها في ما مضى ... أخبرتها ان أجواء ميونخ لا زالت مستتبة ...لا شيء جديد ...مشاعري المتحركة أحاول كبتها بقدر المستطاع حتى لا يخرج منها ما لا يرضاه الله.....
أحاول بقدر المستطاع أن أؤدب نفسي ولا أقع في حرام لا يحبه الله ولا يرضاه لي...صحيح لدي مشاعر جياشة وكل فتاة لديها هذه المشاعر ...الا أننا جميعنا نحتاج الى من يحكمها بطريقة ايجابية ....
سأحاول أن أكرس اهتمامي في هذه الدروس ، حتى لا أقع في إثمٍ لا أرضاه ...ولا ربي يرضاه ...
اليوم تاريخ ممجد لدى الغرب ...العيد الأخضر... كانت الدنيا كلها خضراء.............!
تذكرت اليوم الوطني... كرهت تصرفاتهم الغريبة... عيد أخضر ؟ ابتداع !! لا عيد في قواميسنا سوى عيدين مقدسين .... فطرًا كان أو أضحى ... فغيرهما لا شأن لنا به... أو لا نأبه بهِ أصلاً !!
نقلت نظراتي في شاشة اللابتوب....
أحاول أن أبحث على فيلم أستطيع أن اشاهده بطريقة ممتعة .... في *قروب* خاص لـ *الكلاس* الذي انتمي اليه وضع الاستاذ سعود فيلما ناصحًا الجميع به... جميع الطلاب وكانت الرسالة كإشارة للجميع ...!
فيلم *الرسالة *!!

مضيت قدمًا لكي أشاهده...علني أجد ان كان يرضيني ...او فيه اساءة للاسلام...!
لكن أظن أن الاستاذ سعود ليس بهذه السذاجة كي يضع فيلما مسيئًا ...!!








،






في ليلةٍ هذا المساء....
كنت أختنق وأنا أرتدي فستانا هادئًا باللون الابيض المائل للسكري ...
كان فستانًا طويلا مرسومة تفاصيله على جسدي ........
طفلي يلعب في الارض، أنا أرسم الكحل الاسود بكل سلاسة في عيني...
أضفى لعيني اتساعًا رهيبًا ، وفتنة غجرية عجيبة !!
تفاصيلي لم تعد كالسابق .... لم أعد تلك المراهقة التي سوف يتلاعب بها كيفما شاء ....هناك حدود لا بد من عدم مجافاتها هذه المرة ، وعلى سبيل المثال فإن المثل يقول*التكرار يعلم الشطار* ...هذه المرة الثانية التي سوف يعاد حبك شريط الحياة الزوجية مع نفس الثنائي ....ولكن ، بقلوب أخرى ...بتجارب مسجلة ....
لن أستفيد شيئًا من انتقامي منه ....ولكن بالطريقة العكسية نستطيع تأديبه بطريقة يحترم فيها حدود الطلاق......!
أن لا يتلاعب بأي أنثى أخرى ، سواء كنت أنا أم غيري.........

أزحت الرباط عن شعري المموج ليتناثر بطوله على خصري ....تبًا ....لقد كان يعشقه طويلاً !!
كان يتأمله ويهمس بمدى اعجابه بهذه الخصلات .... لو أستطيع أن أحرق الذكرى مع حرق هذه الشعيرات لحرقته ....
نظرت الى ساعتي...انها الثامنة والنصف...لابد أن الجميع في الاسفل قد حضر...
خالتي أم معاذ ... والدتي...جنى ...ياسمين...
حملت طفلي أمحو طيات الحزن في دفاتر مغلقة ، هو يستحق اللعن والطرد من مكاني هذا ....من قلبي هذا !!
لقد حطمني مرة ، لن أكون بهذه السذاجة كي أدعه يتلاعب بي كدمية يفرغ فيها طاقاته الشهوانية ......!!
لست مجرد جسد ...هناك روح أخرى تستوطنه...تحتاج الاحترام ....


فتحت باب غرفتي وذكرياتي في أول يوم من زواجي كان تعترض طريقي ، لد اختلف الوضع الآن .....
كل شيء تغير...مطلقة سترجع الى طليقها ........


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 02-03-14, 02:21 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

تحسست عنقي... هناك قد وضع عقده الملعون ليجرحني بمباغتاته الرجولية الماكرة ...!!!
هناك قد ألبسني خاتم الخطوبة * الدبلة * وأنا بادلته بذلك ....
نزلت خطوة خطوة بكل شموخ من هذا الدرج ... سأعود اليه في هذا المساء...
وفي آخر خطوة وضعت طفلي الصغير يحبو الى جدته بجوار خالتي ام معاذ ....
التي احتضنتها بحفاوة وبحب\مساء الخير يارحيل ياضي هالعيون...
ابتسمت لها اخبأ الدموع\مساء النور والسرور خالة ...وش اخبارك ياقلبي وأخبار البنات ؟؟!
أم معاذ بحب وهي تمسح على رأسي وتسمي\بسم الله عليك الله يحفظك من شرار الانفس... كلنا بخير يابعد قلبي ...سلمي لي على قلبك الطيب...
رحيل هزت رأسها بمغزى\وصله سلامك ...
ياسمين بحب\وش حليلك يارحيل...عسى الله يحفظك انتي وجمالك...
رحيل هزت رأسها\الفال لك...

ياسمين من هذه الدعوة انكمشت على نفسها خجلة ورافضة الفكرة ، رجلاً كزيد ... لا استطيع تحمله أو الرجوع إليه...لا أعلم لما رحيل لازالت تجازف وتضحي بينما هو يحاول ان يجعل منها ملعبًا لطاروفته ...وسنارته الصغيرة ....!!!!


من هُنا كان الجميع يسمع الإيجاب والقبول في عقدي النكاح من داخل المجلس...ورف قلب رحيل بخوف وبلا شعور كانت ترجف وهي تسمع صوته الخَشن يتمتم بكلمات , ودت ان تخرج له وتخنقه ... أو تقتله .... أو تمحيه من هذه الحياة ... تمردت أيها الطاغي.... !! ليس لهذا المقدور سأقف بل سأدهسك بقدمي هاتين...كما دهستني امام الجميع !!




مِن داخل المجلس...
علي ، و زيد ... يتراشقان النظرات ... ذاك في نفسه يصرخ " لا تسرق رحيل" والآخر يهمس " عادت إلي "
مرَحى بذلك ! هناك ملعبة أعين في قارعة الطريق... محمد يقدم القهوة ... ياسر يقدم الحلوَى ...
الحضور قلة ... مغايرة تمامًا لأول مرة كان قد أتى فيها زيدًا طالبًا يد أختي رحيل....
كان المجلس مكتظًا بالرجَال ، أمّا الآن فلا أجد أحدًا سوَى * الشيخ ، والدي ، أنا ، محمد ، زيد ، ياسر * ....
اهتز جسدي وانا استمع للشيخ يطلب من الاثنين اقامة عقد النكاح ...وهو يذكر الجميع بأهمية هذا العقد ومدى عظمه لدى الله سبحانه وتعالى ...
وضع الشيخ كف والدي على كف زيد وهمس لهما\ يالله يابو علي اشرع بالايجاب وزيد يشرع بالقبول حتى يتم عقد النكاح ...
أبو علي كان ينازع مع الكلمات بدواخله وهو يهمس بصعوبة\أنكحتك يازيد ابنتي رحيل على سنة الله ورسوله ...
هم زيد بابتسامة واسعة وهو يهمس بالقبول\ وأنا قبلت ....


انتهَى ! والشيخ يهمس للشهود ويطلب منه التوقيع ... بما انها بائن بينونة صغرى وجب على الشيخ ان يعاود عقد النكاح من جديد ...ووجب على الاثنان اقامة شرعية الايجاب والقبول حتى يكون هذا الزواج صحيحًا ....قبل أن يشرع في عقد النكاح كان قد أخذ موافقتها عن طريق *وكيل المرأة – أي وليها* لأن رحيل قامت بتوكيل أخيها علي حتى يجيب بموافقتها على *زيد* وهذا جائز في عقد المرأة شرط أن يكون الوكيل ولي للمرأة ومن عصبتها ....


انهى الشيخ جملته بابتسامة لزيد\الآن أصبحت رحيل ابنة ابو علي زوجة لك على سنة الله ورسوله ...وتستطيع ان تختلي بها ...
ابتسم ابتسامة جانبية بعدما سمع من أبو علي يهمس له\مبروك...
مد يده لأبو علي \ يبارك فيك...

التفت لعلي الذي كان يكتم غيظه ، ليس لشيء ـ. الأمر قد تم وانتهى ...لكن نظرات علي له لها مغزى وهو أن هذه الفرصة لا تعاد ولا تكرر ، وان تم التفريط بها سيجلب عليه لعنة لم يتوانى علي عن قتلة !!!
ذهب علي له وهمس\مبروك ...
زيد\يبارك فيك...

ياسر قد دخل توًا وكان حاملاً معه سيف الذي ما إن رأى والده حتى مدى ذراعيه إليه يريد منه ان يحمله....
حمله والده وابتسم له بابتسامة وهو يقبل\كيفك ياشيخنا ؟!
علي " بنذالة " \ قبل شوي علومي به كان بخير.. بس مدري من لما دخل المجلس تغيرت الوانه ...
زيد ضَحك على مقصد علي وهمس\واضح ... وخصوصا لما مد يدينه يبيني ... خايف من المتوحشين اللي حوله *وكان يقصد علي* ...
ابتسم علي له\ يصير ليه لا ...
زيد وضع أنفه على أنف سيف وقبله بهدوء وهو يهمس له ويلقنه كلمة\ بـآبا
حاول سيف أن ينطق خلفه هذه الكلمة ببديهة ...لكنها كانت صعبه في مشواره الجديد مع والده ....
وضع اصبعيه السبابة والوسطى على خده الناعم وبدأ يمسحهما بهدوء ... بينما طفله كان يلعب في جيبه ... يحاول ان يخرج مافيه... سحب قلم فضي اللون كان يضعه والده في جيبه...
همس ياسر بممازحة\يازيد ولدك ماهو بآدمي...سروووقي ماغير ينهب الجيوب نهب...
محمد بضحكة\ههههههه ماهو خبرك في ابوي اللي دايم يدووش في جيييبه...
زيد ضَحك\هههههه ... *همس لطفله* صح ياورع ؟
قفز في حضنه بشكل طفولي وهو يبتسم لوالده ... كان يلعب مع خاله علي وهو في حضن والده لا يزال ... يقوم بتقريب وجهه لعلي كي يقبله وما إن يقترب منه علي حتى يبعد وجهه عنه بسرعة يخبأه في صدِر والده ...
ضَحك علي بابتسامة\هههههه يستهبل ولدك... علوم الاستهبال وراه وراه...
زيد بابتسامة\ حليله ولدي مصفي الجو ...

وقف الشيخ ليغادر المكان ... ابتسم زيد ابتسامة جانبية ينظر لعلي...
قُهر علي بعض الشيء ، ترجل من مكانه هو محمد وياسر إلى الخارج ... دقائق بسيطة وستأتي رحيل اليه وتجلس بجوار وكأن شيئًا لم يكن ...





في الداخل ...
كانت رحيل في حالة صراع نفسي لا تؤاخذ عليه...صراع يصرح عن أحشاءه ويصرخ في حضرة المِوت ....
سيركلها ، ويشرقها مرة اخرى بسهامًا حادة من مخصرته القاسية ...
تحاول ان تشغل نفسها عن الصراعات الداخليه ...لأنها كفيلة بأن تشعل مولدًا كاملاً لقرية كاملة ...!!!
همس لها ياسر بحب وبممازحة\ أخ لو مانتي بزوجته كان خطبتك...
رحيل بخجل\هههه رح يالماتستحي...
ام علي بحب\ماقال شيء غلط... وش حليلك يالزين بس...
بو علي يبتسم لها\يوبه رحيل تعالي معي...

ماهذهِ الكلمة ياوالدي... مهلاً لا تلكمني بلكمة قاسية على قلبِي ... تمهل شيئًا فشيئًا حتى لا اضيع في حقُول النسيان الغامضة ....
هُزّ جسدها من فرطِ الرجَفة الغامضة ، وقفت معه ورجلاها الرشيقتين لا تحملانها ، .....
لن تخجل ...لن تصمت طوال الوقت... ستتكلم معه وتصفعه بالكلمَات ................ولكن !!

كل هذا قد تلاشَى ما ان دخلت الى مكانه ... كانت مطأطأة برأسها الى الاسفل ...
تعبث في اناملها ... كان والدها يدفعها الى الامام ... بينما هي كالطفلة ترجع برفض الى الخلف...
أصبح الموقف أمامه... سخيفًا لأبعد الحدود لكنها كانت ردة فعلاً غريبة ...

مشت بجوار والدها الى حيث يجلس... لمحت ابتسامته تتفحصها جيدًا ...تتفحصها بحذر ... تحرقها بلا سابق انذار ...أجلسها بجواره وكان يرسل نظراته بتحذير لزيد الذي كان مشغولاً في ابتسامته ونظراته المتفحصة لها ....
لم تستفق من غيبوبتها الخطيرة الا حينما شعرت بطفلها يجلس في حضنها يلعب بمرح وهو يهمس\امممه...
قبلته وهي ترجف لتنظر له بتصويبة قاتلة ...تصويبة مباشرة تحمل مئآت وعشرات الآلاف من الرسائل المعاتبة ...

أأصرخ يازيد ؟ لما ذا تركتني أعاني ولوحدي في هذه الدنيا المكتظة بزحام الانفاسِ الخانقة ؟!
أيرضيك أن أعبث في أراضٍ لا تتجشم عناءَ الإفصاح ببريقَ عيطموس فتاة مطلقة في سن العشرون ؟!

أغمض عيناه وهو يهمس لها\غمضي عيونك...تصوبني...
كان يرى في عينيها معاناة السنتين في غيابه ، معاتبة غريبة كانت تجثوها لوحدها دون أي مواربة أو تحديق من أحد ...
لمح طيف الدموع الغارقة في عينيها واحمرار انفها ...لكنها استنشقت هواءًا صخب تدخله الى رئتيها ...
احتضنت طفلها بهدوء وهي تهمس لزيد\ انا مابتكلم وش صار ووش مضى ... بس انا بقول لازم تلقى جزاك...
ابتسم لازال يحدق في جمالها... في رقبتها ..أسفل رقبتها بروز صدرها .... الفتنة التي رسمها الفتسان في انفلات خصرها ...

ارتجفت بينما هو ينظر اليها ... لا زال يظن اني مُجرد جسد ... سألقنه درَسًا في رحَلةِ الجسد ...
همّ لأن يهمس\ ياجمالك...
رحيل التفت اليه \ زيد... ماني جسد...انا روح ماني جسد...
زيد ابتسم وهو يتلمس خصلات شعرها ويهمس بعينين حائرتين في تفاصيل وجهها \ ليه انا قلت انك جسد؟!
رحيل أبعدته بهدوء عنها\ شيء واضح مايحتاج تخبيه...
زيد بابتسامة وهو يضع انفه في رقبتها بينما هي تبعده عنها وتدفعه بعيدًا\زيـــــد لا تتمرد !!

كانت ترجف ، هل كنتُ فظًّا معها الى هذا الحد ؟!
انتبهت لشَخصِي ، هي تعرفُ في حال هذا الجُنون فأنا لا أتمالك نفسي...
أجدني منصاغًا بجنوني في تفاصيلها ... وقد انفجرت ذرات الاشتياق بلا شعور ...
صرحت بعينين غارقتين بالدموع\لو استمرينا بـ هالحال راح ينعاد الطلاق مرة ومرتين وثلاث !!
استنشق الهواء وهو ينظر لطفله لازال يلعب في حضنه ويضع فمه على رقبتها وخديها ....
ابعد نظره حتى لا تبدأ طقوس الجنون أكثر وهو يهمس\ اعذريني...
رحيل تمسح دُموعها\اعذرك على ايش بالضبط ...

لقد حار في تفاصيلها بالفعل ... أي جُرعات الجُنون في هذا اللقاء الذي احاول كبته...
ابتسم يمحو من ذهنه ذكريات خرافية في سرير قبل سنتين تمامًا معها ... ونظر الى طفله وهو يحمله...
رحيل وقفت بهدوء\بلبس عباتي... انا جهزت شنطة ولدك...وشنطتي...
زيد بابتسامة\طلعيهم احطهم بسيارتي ..


ابتعدت بهدوء ، كان ينظر للتمايلات في جسدها وهي تطغى بأنوثتها عليه ...
همس لطفله\امك تجنني جنون ...
همس بطفولة\امممه...
ضحك وهو يقبل طفله\عنبو بليس انت الوحيد اللي فاهمني...

استفاق على صوت علي\بو سيف... رحيل جهزت...
وقف وهو يمشي بجواره وينظر لنظراته ..تجاهلها وهو بتسم\وين الشنط ؟!
علي\حطيتهم بالممر...
زيد\رحيل!!
علي ابتسم\رحيل في حضن امها ...وابوها...
زيد هز رأسه بهدوء\ماعندي مانع... متى ماتبي تجي ...حياها الله...
علي بابتسامة\البنت بتجي...
هز برأسه وهو ينظر لها تخرج وترتدي نقابها أمام المرآة وتحكمه بهدوء... وضعت حقيبه بسيطة على كتفها والتفت لطفلها تحمله منه ...
بينما هو عبر ليحمل حقيبتها ... وحقيبة طفله... وجه المفتاح الاتوماتيكي للسيارة ... وضع الحقيبتين في الخلف...
فَتح الباب بنفسه لرحيل وهو يأمرها بالجلوس ... جلست بكل شموخ وانتصاب وهي تحمل طفلها الذي يلعب في حضنها...
كان هذا الطفل ولصغر سنه ينظر لغرابة الوضع... حينما ركب والده...كان ينظر لوالدته ...ويعيد نظره الى والده ...كرر هذه الحركة عدة مرات...

ضَحكت بخفة على حركته كذلك والده ضحك...
حتّى سيف الصغير لم يستوعب هذه الصُدفة الغريبة ...التي تعتبر " صفعة " بالنسبة لرحيل ..و " صفقة" ناجحة لزيد ...
ليست تدري ماشعورها الآن ...لكنها تعلم انها مع رجل يعبد الجَسد....!!
ارتعشت ...أهل هي مضطر أن تعيد الكرة لتأتي بسيف جديد صغير وتتطلق مرة أخرى ...ويكون لديها سيفان صغغيران لا يعيان ماهذه التجربة الصعبة الخوض !!!!
كانت ترجف بشكل لا يُصدق ، الرياض !! انها مكتظة بالظلام والاجواء الغريبة ...
رائحة عطره شقت المكان ... توًا قامت بملاحظة ذلك... شعَرت بطفله الذي يبكي وهو يمد ذراعيه لوالده الذي كان يقود سيارته....
ابتسم لطفله وهو يحمله بيدٍ واحدة ويجلسه على رجليه\تعال بابا ...

ارتخت يديها بينما شعرت بملامسة كفه بكفيها ... وهو يأخذ سيف ...
لما اصبح الطريق طويل ؟ !!!
*وقفة* ... لقد استرخت عضلاتها بينما هي تشعر بأن السيارة قد توقفت ...
ارتجفت ... بشكل ملاحظ ... لاحظ هو بنفسه ارتجاف كفيها ... بُجرأة عارمة وضع كفيها داخل كف واحده منه...
واصبح يضغط بهدوء ... بينما هي سحبت كفيها بحجة *فتح* باب السيارة ...
ابتسم لِعنادها منذ بداية المسير ، استدار وهو يفتح باب سيارته لينزل ...الى حيث بابها ...فتح بابتسامة ...
نظرت له ولعينيه الخارقتان ... احتضنت طفلها ... ووقفت امام نفس المكان ... نفس الذِكرى ونفس الاشياء التي لم تتغير ...
أتى وهو يخرج مفتاح المنَزل نفسه من جيبه ليخترق باب المنزل ويدير مقبضته حتى يفتح بحبكة سهلة ...
فتح الباب لكلينَا وأفسح المجال لي ولطفلي للدخول ...
دخل وهو يفتح الاضواء... انتزعت النقاب والحجاب واخرجت شعري من تحت العباءة ...
لم تفتني نظرته المعجبة بشعري ... استدارت نظراتي بحنق الى المكان ......
الى تلك الطاولة الكبيرة ...طاولة الطعام.............
أسوأ الذكرى ... حيث شنَقني بمشنَقة فضية اللون...ذاك العقد الجيب...الذي استدار على جيدي ..
وضعت طفلي ارضًا وبلا شعور ... أفسحت المجال لأن أدفع كرسي واجلس عليه في طاولة الطعام...
وكنت اضع يدي على عنقي ...دُموعٌ صاخبَة في عيناي... علني أجد هذا العقد من جديد ...
علني أعاود جمالية الايام معه واتقبلها كما كنت في السابق...ولكن لا مجال لهذا كله.... لكنه فاجئني هذه المرة ...
وهو يضع الشيء البارد ذاته ويلفع على عنقي...
تَعالت شهقاتي وانا أرى العقد ذاته يلتف حول عنقي... دموعي وبلا سابق انذار سقطت كمجرارٍ من المَاء الذي لا ينضّب !
كان واقفًا خلفي واضعًا يديه حولي يحتضضني بينما كنت جالسة ابكي ... طفلنا الصغير يلعب يحاول ان يقف وهو يتمسك بالكرسي الخشبي المنتصب بجواري...
ابعدت يديه بغضب وبدموع غزيرة وانا انتزع العقد ايضًا هذه المرة واضعه على الطاولة واهمس بعبَرة\كيف تتجرأ ؟؟؟
كيف تجيك الجرأة وتعيد ذكرى ميته ؟؟؟!!

تقدم وهو يحاول تهدأتتها لكنها همست\لا تقرب... ماني جسد...أنا روح ماني جسد...
عقد حاجبيه بغضب وهو يهمس\ليه تفكرين بهذي الطريقة ؟!
رحيل جلست للأرض بجوار طفلها وهي تمحو دموعها بممحاة القدر \ مايحتاج أوضح شيء واضح !
ابتسم لها وهمس \ رحيل أشوف عيونك...
استشقت هواء الشهقات ...كانت تبكي بحرقة بينما هو اسند رأسها على صدره وعاود تكرار حركته وهو يطوقها بالعقد ذاته في رقبتها ...



انتهى البارت أحبتي . . .
راحعة لكم بإذن المولى ، والملتقى يوم الثلاثآء ...وان حصل أبكر بالبارت راح ابكر ....

موفقين =) . . .


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 03-03-14, 10:51 PM   #18

ايفاادم

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ايفاادم

? العضوٌ??? » 293549
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  مُ?إني » Germany
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
" آخر أنثى قبيل وصول التتار " أحدث رواياتي .
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جدا جدا اعجبتني البداية ، ما زلت مت خلصتها الى اخر سطر لكن حبيت اعقب

طريقة السرد و الحوار و اللغة رائعة و تنبيء بكاتبة متألقة و جميلة

و الفكرة كذالك ان تروي معاناة المطلقات و رؤية نظرة الرجل لهن من هذه الناحية ايضا سيكون رائعا

سيكون لدي تعقيب اخر عندما اصل لأخر سطر

الكاتبة / تابعي غاليتي فأنت رائعة و موهوبة

لامارا / انت ايضا رائعة لأنك دائما تنتقين الافضل .


ايفاادم غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 04-03-14, 04:11 AM   #19

ايفاادم

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ايفاادم

? العضوٌ??? » 293549
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  مُ?إني » Germany
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
" آخر أنثى قبيل وصول التتار " أحدث رواياتي .
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد لفت نظري حكم الزواج / رحيل قد اكملت العدة و تجاوزتها اي انها لم تعد تقع في البينونة الصغرى ووفق احكام الطلاق فهي لم تعد تحل له الا بعد ان ينكحها زوجا غيره و طلقها ، هناك مغالطة بهذا الموضوع


أنواع الطلاق عند أهل السنة والجماعة

الطلاق فيه أحكام متعددة، في عقيدة أهل السنة والجماعة فمنه ما يحرم الزوجة ابدا، ومنها ما هو مؤقت، ومنها ما يزول بزوال المانع.

طلاق البينونة صغرى

وهو أن يطلق الرجل زوجته بقوله لمرة واحدة كلمة : أنت طالق أو طلقتكِ أو غيرها من الكلمات التي لها نفس الدلالة. كذلك ذكر ابن تيمية أن الرجل إذا طلق زوجته في نفس المكان والوقت ثلاث مرات أو قال لها أنت طالق ثلاثا أو أنتِ طالق أنتِ طالق أنتِ طالق، فلا يقع الطلاق إلا مرة واحدة.

يحق للرجل الذي طلق زوجته طلاقا بائنا بينونة صغرى، أن يسترجعها متى أراد دون مهر أو عقد أو شهود، إن لم تكن قد أكملت العدة، وهي ثلاث أشهر كاملة.


لا يحق للرجل أن يسترجع زوجته التي طلقها طلاقا بائنا بينونة صغرى، إذا تجاوزت مدة الثلاث أشهر، فبذلك يتحول من طلاق البينونة صغرى إلى طلاق البينونة الكبرى

طلاق البينونة كبرى

هو أن يطلق الرجل العاقل الصحيح زوجته ثلاث طلقات بأوقات متفاوتة، أو أن يطلقها طلقة واحدة وانتهت عدة الزوجة، الثلاثة أشهر.

المعروف في الطلاق بكل انواعه ان تفوت المرأة 3 حيضات مننالية اذا راجعها الزوج فهي له واذا لم يرجعها فهي طالق للأبد .

يعني حكم رجوع رحيل الى زيد لا يجوز في الشرع .


ايفاادم غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 04-03-14, 06:00 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

خطأ يا إيفا

إذا طلقها مرة واحدة يجوز أن يرجعها بعقد زواج جديد ومهر جديد غير أنها تحسب مطلقة مرة واحدة وباقي طلقتان و تحسب طلاق بائن بينونة كبرى

فإذا طلقها ثلاث لا تجوز له إلا بمحلل

هذا شيء معروف

زيد ما طلق رحيل إلا طلقة واحدة بائنة بينونة صغرى و يجوز أن يرجع لها بعقد جديد

لو كل رجل طلق زوجته مرة واحد فقط وانتهت العدة ولا يجوز أن يرجع لها إلا بمحلل لما كان أحد رجع زوجته أبد

فالاسلام دين حليم الوضع الوحيد الذي لا يمكن أن يرجع زوجته فيه إلا بمحلل هو ثلاث طلقات بائنات أما طلقة واحدة فيجوز بعقد جديد وهذا على فكرة فحوى كلامك عدا السطر الاخير وبإمكانك سؤال أهل العلم

وانا متأكد مما أقول

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, أزواجهن, مطلقات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.