آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          [تحميل] الزمن طبعه كذا ، لـ عاشقة ديرتها (الكاتـب : Topaz. - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]مأساتي حيث لا يوجد حل / للكاتبة /سماء صافيه/ فصحى(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          سيف باردليان - ميشال زيفاكو (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          رواية/ و ان خان الزمن بقول وافي.. ماني بتركي ولا اظنك سعود ! (الكاتـب : غيـاهـب - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-14, 07:20 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 ثقل الروح وسواد الظل بقلم / مُلُوك






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( ثقل الروح وسواد الظل ))

بقلم / مُلُوك




قراءة ممتعة للجميع .






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 01-03-14 الساعة 12:21 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:22 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
- الروايـة الأولـى للكَاتب في مُعظمها سيَّر ذاتيـة.
إن أصبت فمن الله, وإن أخطئت فمن نَفسي والشيطـان.. أتوق لكريم رُدودكم ورِقة نقدكم $:
- ملاحظة: الأسمـاء تَعيش العالم الافتراضي ولا وجود لهـا على أرض الواقِع.





يـا مَن هواهُ أعزّهُ وأذلني.. كيفَ السبيل إلى وِصالكَ دُلني؟
وتَركتني حيـران صبًا هائمًا.. أرعى النُجومَ وأنتَ في نومٍ هني!
عاهدتني ألّا تميلَ عن الهوى.. وحلفتَ لي يا غُصن ألّا تنثني
هب النَسيمُ ومالَ غصنٌ مثله.. أينَ الزمانُ وأينَ ما عاهدتني؟
جـاد الزمانُ وأنتَ ما واصلتني.. يا باخلًا بالوصل أنتَ قتلتني
لمّا ملكتَ قيـاد سري في الهوى.. وعلمت أني عاشق لك خُنتني
ولأقعدنَّ على الطريقِ فاشتكي.. في زيِّ مظلومٍ وأنتَ ظلمتني
ولأدعونَّ عليـك في جُنحِ الدُجى.. فعسـاكَ تُبلى مثلما أبليتني
- سَعيـد بن أحمد


الجُزء الاول*


في أحد أحيـاء وسَط الرياض الراقيـة
دَخـل الشاب عبدالعزيـز متوسط الطول ذا سُمرة شَرقيـة مميزة
خـالد: حيَّاك الله يا وليدي وش أخباركم وش علومكم؟ وش أخبار أبيّك سلمان؟
تنهد عبدالمَلك هو الموقن بمرض أبيـه لكثرة ما "يفوّت" ويَنسى بحُزن: سلطان يابوي
عبدالعزيز ببرود غريـب:الله يحييك,كلنا بخير الله يسلمك ويطول بعمرك
تبادلوا المُجاملات ودارت بينهم أحاديـث العمل إلى أن غمز خالد لابنه عبدالملك فهم منْه المقصد فتخطى المجلس والصالة الواسِعة السُفلية إلى الدرج ثُم غُرفة هَـناي شديدة الفوضى على غير عادتها طَرق الباب ودَخل ببتسَامة: وش هالزيـن ياهنّو؟ احمرت وَجنتاها رغم برونزية ملامحها,
خلود بخُبث: هيييه يا كايدة الجَمال هذي لحيتي إن ما أصر عبدالعزيز تكون ليلـ قَبل أن تُكمل "رمَت" هَـناي عليها غطاء العطر: فاصخة الحيا اطلعي برّا, صخبت خُلـود بالضحك: ياخي والله إنك فاتنة
أُم عبدالملك تنتقم لهـناي: هقول روحي افصخي هالفروة كَنتس فيها قطمة رز
خُلود: شكرًا لك يا يمه ايييه بَس اللي أقوله يالله إنك تعجل بالعريـس اللي سيأخذ بيدي من هالبُقعة المُحطِمة للواحد, بخروج خلود, عبدالمَلك برَبكة: هناي أبوي يقول تجين الحين, اُم عبدالملك وهي ترش العطر لابنتها: يلا يا بنيتي الله يسخّر لتس واقري اذكارتس وعسى الله يكتب اللي بَه الخير
ألقت نَظرة أخيرة على شَكلها بالمرآة كانت ترتدي "بلـوزة " من الصوف الخَفيف مَاسِكة على الجسم بُنية اللون ذات أكمام طَويلة وأزرار من الأمام, وتنورة "سكيني جينز" كاكية اللون وكَعب "بيـج" جَاعلة خُصلات شَعرها البُندقي بالتواءات خَفيفة, أي شُعور هذا يا الله شُعور الخَجل والارتباكات المُتتالية أنـا هَنـاي أشعر بنَفسي وأنا أستعد لليـالي شَهرزاد واُمسيـات كليوباترا, أنا أشتهي هَمسات الجندول المُختال فوق صَفحة الدانوب الأزرق عِندَ السَحر, أنا اعيـش الحُلم.. حُلم مُغرق في السَعادة ولا شَك, تقدمتها اُمها للمطبخ: خذي بسم الله عليك وشيليه مَعاك
هنـاي: ما أدري أنا اللي بادوخ ولا كَعبي ماهو متوازن والعصير بينكب, زين أشيل روحي يا يُمه
اُم عبدالملك: سمي وما عليتس إلا العافية
حَملت "صينية العصير" مُتوجهة إلى مجلس الرِجال الواسع بسُكر حَقيقي يخطو أمامها عبدالملك, عند عتَبة البوابة تنهدت بقُوة ثُم دَخلت..
-
فكتوريـا-كندا-
في ضواحي شارع الداون تاون, كانتا تسيران مُحتشمتان بالحِجاب الشَرعي, وفي يَد كُلٍّ منهما ميلك شيك بالاوريو من " تَم هورتنز "
الجازي: ياخي يا ريم أنا إنسانة اَعجب من شباب وشيبان السُعودية اللي مَفتونين مع هالمَغسولين بكلوركس
ريـم: هههههههههه بالنسبة لي نوعًا ما كلامك صحيح بس يختي شوفي اللي وراك جسمها يشق الوَجه وش السعوديات عندهم يختي
الجازي: خلي الاجسام على جنب انا اتكلم عن الملامح بصراحة ما فيه وَحدة أقدر أقولك صدق فُتنت فيها بينما يوم أروح لعرس أحد من أقاربنا اُفتن بكم وَحدة بصراحة يعني صدق صدق جمال
صَعب الواحد يتجاوزه, يحزن جمال العربيات خصوصًا السمر منهم, حتى الشباب منهم غييير تمامًا عن عيال الخليج اللي أقدر اقول اوه يختي مُزّة, لا ويا عمري هالقنوات الأجنبية لاعبين على ناقصات العواطف يوم يحطون أبو دميعة وتوم كروز
ريـم وهي تُحاول مَسك ضِحكها: تقصدين اللي يحطونه المونتاج مع فيديواتهم اللحجية ههههههههه
الجازي: إيـه ما غيره ياخي ياهو محوّم كبدي, لازم مع كِل شيء بالحياة يحطونه واعوذ بالله عيون الحنفية اللي ما غير تنزّل دموع
ريـم الواضعة يَدها على فمها:هههههههههههههههههههه� �هههههههههههههههههههههه, توقفوا مشدوهينَّ فَجأة: هذا اللي بنادي أبوي مُستحييييييييل, كَان أحد الشباب السُعوديون بيده زُجاجة خَمر ومُتكِئًا على صاحبته, ريـم بغباء: بروح اقوله حرام



-
كانت تُدندن بصَوتها شديد الرِقـة وهي تُجفف شَعرها القَصير جِدًا, إلى ان رنّ هاتفها المَحمول: هلا بابا
عسّاف: بنتي الحين الرجال جَو والخدامات مادري وين أرضهم, جيبي الشاي والقهوة حطيهم عند بوابـة المجلس الخَارجـي
تَـرف: أبشر, تَخطت الدرج للنزول إلى الأسفل وهي تَمشي بِخفة وبدلًا من استعمال العربية لـ"دَف" القهوة والشاي, حَملت صينية الشاي اولًا بكِلتا يديها, خرجت من المَطبخ إلى "الحوش" كانت ترتدي "سروال وبلوزة" قطنية خَفيفة من ميكي مَاوس, لذلك أسرعَت قليلًا لبرودة الجَو ولأن الأرض كانت مبلولَة بمـاء المطر زَلِــقت, أنا أتهاوى مثلَ نخلة, تأخذنـي إغفاءة شَبيهة بالموت أنا لا أعي. محمد: يبه تشوف اللي أشوفه؟
رَكض مُسرعًا مُتخطيًا والده, بصدمة حَملها كطفل وَديع لأقرب غُرفة كَانت الملحق وَضعها على الكَنب ورأى كأن عينها تنزفُ دمًا, بطَرف "شماغِه" مسح الدَم: قزازة بحَاجبها قالها أبوه, حاول إزالة الزُجاجة الصغيرة ولصغر حَجمها لم يَقدر
أبو محمد: رح وَدها المستشفى, وانا خابر إنها بنيّة عساف, وبنلحقك أنا وأبوها



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:24 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



لا أنتهي إلا إذا انتهت الحياة .

لا أبتدي إلا بنور الهنا

من قبل نورك يا أبي

هذا أنا …

لك يا أبي


الجُزء الثاني



دَخلت المَجلس الواسِع, هي التي تَكاد تذُوبُ خجلًا قَدمت العَصير لأبيها أولًا ثُم عبدالعزيز, بهدُوء قال: كيف حالك؟
هنـَاي بخَوف: بخير
عبدالعزيـز: خلَصت إختباراتـك؟
هَنـاي تُجيب قاطعة: لأ
إستدار عَنها بـ"قلة حيا" لأبيها وقال: ماشي شغل الxxxxات هاليومين
انخَنقت من الوَضع التجاهُلي الذي يَعيشُه تقدمت لتأخُذ صينية العصير وخَرجت هُو الذي لم يُكلف نَفسه إلقاء نَظرة أخيـرة لها, وتَشُك بأنه لم يَرها أساسًا
أشعُر بأني أغلي واُستفز! تتساقط الدُموع رويدًا على بَشرتها السَمراء, ام عبدالملك بابتسامة: ها وش صار؟
هَناي: تخيلي يا يمه إني أنا موجودة عقب ما سأل عن حالي عطاني ظهره ولا كأني موجودة على وَجه الحياة خييير!
ام عبدالملك بعَصبية: اللي تبغينه يتضاحك معتس؟ احشمي نَفستس ونَعم الرجل هو, وانا استخرت ومرتاحة
هَناي بصَوت مَخنوق: وشو انتِ تستخيرين؟ انا اللي باتزوج مب انتِ!
ام عبدالملك ذات المَزاج المُتلون برِقة مَسحت بكَفها دموع ابنتها: مو يقولون قَلب الاُم دليلها؟
-
الجَـازي: وش تقولين له حَرام أمشي لا تاكلنا صديقته وكلبها, مَسكت الجازي بطَرف يَد اُختها الصغيرة بقُوة مُتجهة لأول الشارع حيث الفيلا الصغيرة المُقارِبـة للجامعة التي يَملكها والدُهما " فارس آل فارس ",وبينما هُما تسيـران إذ تَوقفت ريـم أمام "سَفن إلفين" : اُمي تقول رجَعتوا جيبوا توست معاكم
الجازي بصَوت مُنخنق: باكلم ابوي يجيب
ريـم: وش فيييك؟
الجازي: زَي ما تقولين أنا الوَصية عن الشباب السعودي في كندا, يعورني قلبي يوم اشوف واحد على زلّة منهم
ريـم سَكتت, هي التي تَعلم بأنّ اُختها تَحمل هُموم الدُنيـا عن بِكرة أبيها, تَسيران مَع تساقط الثُلوج.. ما أشد برودة هَذه الأيام, وما أثقَل على نَفسي من النَاس, فإنَّ اخطائهُم تَهبط على قلبي فأراهُم ككائنات ممسوخَة, أنا التي خُلقت من السَّلام وبِسلام, أكره وَحشية الناس وحيوانيتهم, ما أحد من السِكين على قَلبي إلا رؤيـة "شباب النادي السعودي" النَشِط والحَيوي بهذه الصورة المُحرمة والمؤلمة لذَويّ الفِطر السَلمية, نامت وصورة ذاك الشاب لا تَكاد تَخرُج من ذاكرتها الغَضة
-
عسّاف مُستغرب لتأخر الشاي والقَهوة مرّت 25 دقيقة هو المُتأكد بأن كُل شيءٍ كان جاهز, خَرج من الباب الأيسر الأقرب للمَطبخ ليُصدم بالدم والزُجاج المتناثر على الأرضية, وضَع يَده على قلبه من شِدة الخَوف "إلا ترف يا رب" تبحث عيونه في "الحوش" الكبير ليَرى صاحبه العزيز أبو محمد يُهرول, عسّاف بخَوف شديد: ويينها؟ خَشي أن مَكروهًا اصابها فأخذ يتعوّذ ويحَوقل
أبو محمد: ما عليها إلا العافية, محمد راح يوديها المستشفى دُوخة بسيطة
اتصل عسّاف على محمد ليُطمئنه على حال ابنته, وانَّ ما اصابها مُجرد جروح بسيطة
عسّاف: عطني ترف
طَرق محمد الباب وقال: ابوك يبي يكلمك, غَطت وجهها بالشماغ ذو رائحة العود القوية الذي لا
تعرف كـيف حصلت عليه, تقدم واعطاها الجوال, ثم خرج
ترف: الله يسلمك الحمدلله ما صار شيء
عسّاف: الله لا يوريني فيك مكروه يا عمري, الحين ارجعي مع محمد والله يحفظكم
ترف: إن شاء الله, لبست عباءة سيلفيا هي التي وَجدتها عليها حينما اتسيقظت في المستشفى وتَلثمت بالشماغ, خرجت لتراه أمامها, اعطته هاتفه المحمول ليتجهان إلى البوابة الرئيسية خارج المستشفى
محمد: اعطاك الدكتور مُرهم ولاشيء؟
تَرف: لا قالي اجي بعد ثلاث ايام يفكون الجرح
محمد: الحمدلله على سلامتك
ترف: الله يسلمك, بعد دقائق صمت في السيَّارة بعَفوية: شُكرًا يا محمد
محمد بابتسامة جذّابة هو الواقف أمام إشارة قريبة من البيت رَفع عينيه إلى المرآة الصغيرة ليراها ويُجيب: العفو يا تَرف.
شُعور لذيـذ غامض يَسري بقَلبي, ابعدَ نظره عنها ليتمتم استغفر الله استغفر الله
في الليـل..
كَان يرتدي "سروال" رَمادي قُطني و "بلوزة" بيضاء بِلا أكمام تارِكًا شَعرهُ الأشقر بفوضويـة جذّابة,
اَغلق جَهازه اللوحي واستلقى على كَنبية غُرفته بنيّة اللون لتَدور في باله أبيات نزار قباني: ايتُها البحرية العينيـن, والشَمعية اليَديـن, والرائعة الحضور, ايتها البيضاء كالفضة, والملساء كالبلور.. اشَهدُ
أن لا جمالَ بروعةِ جمالك, يحاول قطع تفكيرَهُ بها, استغفر الله الحمدلله اللهُ أكبر... إلى أن نـام
-

بعد يومين..
اُم عبدالعزيـز تتصل على أم عبدالملك, لتحدثان بأمر المِلكة, وقتها كانَ عبدالملك ذاهبًا بأبيه إلى المستشفى لإجراء فحوصات
الدكتور سـامي وكأنهُ يفجر قُنبلة: الوالد فيه زهايمر
عبدالملك ولسانُه شُل تمامًا: كـكييف؟
الدكتور سامي: السبب راجع لإصابة بالرأس, وزَي ما قلت لي إنه تعرض لحادث
عبدالملك وهو يحاول بلعَ غصّاته: طيب يا دكتور وش الحل؟
الدكتور سامي: زَي ما انت شايف أسال الله لهُ الشفاء.. وغَادر, عبدالملك يَكاد أن يسقُط على الأرض
أنا أختنق, أنا لا أقوى على التيّتم وأبي على قيـد الحياة, أنا الذي لا أخَ لي ولا صديق, أنَّا لي الصبر لأفقد الأب والأخَ والصديـقَ معًا؟ ياااا رحمة الله فوقَ سبع سموات إشفه, يا قُدرتك على خلق الأراضينَ والبشر إشفه يا حيُّ با قيُّوم..
جَلس قليلًا يحوقل عند الكراسـي القريبة من الغُرف, مرَّ من امامه " عامل نظافة" ليُخرج كلَّ ما في جيبه ويَمدهُ له.. استرجَع حادِثةً في صغره عندما مَرض جَدُه اعطاهُ ابوه مئة ريال: عطه يا حبيبي للعامل, ليقول ببراءة: ليه؟
خالد: الرسول عليه الصلاةُ والسلام قال: داووا مرضاكم بالصدقات, يعني إحنا لما نعطي الفقراء بعض من فلوسنا يطيّب الله بابا عبدالعزيز...

أتمنى أن تَحوز رِضاكم.. وأحتاج لدَعمكم وردودكم $:



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:25 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مسـاء الرِضا والحُب.. اغدِقوني بكرم ردودكم $:


يا قُرَّة العيْنِ إِنِّي لاأسمِّيكِ.. أَكْنِي بأخْرَى أسَمِّيها وأَعْنِيكِ
أخشى عليك من الجاراتِ حاسدةً.. أو سَهْمَ غيْران يرْمِينِي ويرْمِيك
لولا الرَّقيباتُ إذ ودعت غاديةً.. قبَّلتُ فاكِ وقلتُ: النَّفس تفديكِ
يَا أَطيبَ النَّاسِ رِيقاً غير مُخْتَبِرٍ.. إلاَّ شهادة أطرافِ المساويكِ
قد زرتِنا مرَّة ً في الدهر واحدة ً.. عُودِي ولاتَجْعَلِيها بيضَة َ الدِّيكِ
يا رحمة الله حلِّي في منازلنا.. حسبي برائحة ِ الفردوس من فيكِ
إن الذي راح مغبوطاً بنعمتهِ..كَفٌّ تَمسُّكِ أَوْ كَفٌّ تُعَاطِيكِ
ولو وهبتِ لنا يوماً نعيشُ بهِ.. أَحَييتِ نفْساَ وكَانتْ من مَسَاعِيكِ
-بشّار بن برد

الجُزء الثالث*



كان فارِس يتقَدمهم هوَ وزوجته وابنهما الصغير الوليـد, بينما الجازي وريم كانتا خلفهما.. كانَ النهارُ جميلًا وأشعة الشمس الذهبية مليئة بالدفء
الجازي: قال برستيج قال يبوي أهم شيء الدفا والله لولا الخمار اللي لابسته ما كان عندي مانع أغوص بهالفروة ياخي تجنن
ريم: سُبحان اللي يغيّر ولا يتغير والله يا جوجو إني شايفة هذاك الولد بشحمه ولحمه لابس فروة بداية الشتاء وقتها كان توه جاي الظاهر عشان ياخذ لُغة زي ما قال ابوي, شوفيه الحين لابس "جاكيت" رَسمي ولاف "السكارف" على رقبته, المصيبة إني أنا والوليد يوم نروح سفن إلفين ذيك الايام خويه
يقوله دق اللطمة, ويقول هو: سكارف اسمه ماهو لطمة, ياااااراااقققل يا كندي ههههههههههه
الجازي: دقيقة اتذكر كنتِ تقولين عن الهاينك " ام رقبة" ترى حالك حاله ههههههههههههههههههههههههه هه
فارس يتلفت عليهم: سُبحان الله ما تحلا المضحكة إلا اذا طلعنا
الجازي وهي تكتم ضحكها : خلاص بابا آسفين
سَلكوا طريق صغير يفضي إلى منطقة هادئة, كانَ بحر "فكتوريـا" ناقع الزُرقة من يمينهم والصخور البحرية السوداء على شمالهم سائرين بينَ البحرِ والصخور, مرَّوا بالشباب السعودي جالسًا على الصخور السوداء, سكتَ الطرفيـن فجأة وأخذ أحد الشباب يتأمل يَد الجازي البيضاء بشَغف! بربكة تُحاول تغطية يديها بطرف كُم "الكَـاب" تَعدتهم العائلة..
ابراهيم: هذي عائلة آل فارس حق النادي
عبدالله: ماشاء الله يعجبني فيه إنه على طول السنوات اللي قعدها هِنا إلا إنه متمسك بدينه
حْمود كثيـر الكلام كان صامتًا على غيرِ العادة ويدَهُ تلاعبُ دقنه!
-
دَخـل غرفة الفحص التي بها والده..
خالد الحزين إلى اخمص قدميه: الحمدلله على كِل حال الحمدلله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, يلا نمشي يا وليدي, ساعد عبدالملك والدهُ في النهوض هو الذي لا يعلم ماذا يقول!
خالد يُتمتم: زهايمر الله مستعان هييه يالدنيا, صُعق عبدالملك! كيف عَلم والدي؟ أكان للدكتور حِسًّا حين أخبره؟ نحنُ نعيش زَمن الأنانية, وعدم المبالاة بشعور الآخرين, نحن الزمن الذي يفتقر إلى فن التعامل مع المَرضى, إلى الابتسام لهم وتطييب خواطرهم بالكلام " الحلو " لا يؤلمُ الجَرحُ إلى من بِه الألمُ, لا يؤلم الاطباء حينَ يدركون أن مريضهم سيموت خلال الشهور الثلاثة القادِمة مثلًا, ولا يؤلمهم قَول: حالتِك ميؤوس منها, أنتَ من يؤلمك ذلك, أنتَ الذي ستموتُ بؤسًا من كلماتهِ ولا تموتُ من مرضك, في حيـن أن الطبيب لا يُدرك أن كلامهُ خَبيث كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار, لا يُدرك أن كلماتَهُ قاتلة! اللهم إنَّا نعوذ بكِ من قساوة القلب
دَخل البيت لتُسرع خلود وتضمه يَمسح هو على شَعرها الناعم بحنان وأمها من خلفها: ها بشّر؟
خالد لا يقوى على رَفع عينه: تلف خلية سبّب فقدان بسيط لبعض الأشياء, وان شاء الله مع الأيام تلتئم هالخلية, قبل أن تُعلّق زوجته أردف مباشرة: وين القهوة؟
هناي القادِمة كانت تحمل معَها صينية القهوة, بعد أن وضعت الصينية على الأرض المفروشة قبلت رأس أبيها ويديه بشَوق, خالد: هلا بالعروس احمرّت وجنتا هناي, أخذت العائلة تتبادل الأحاديث , وعبدالملك يتظاهر بانشغاله على جواله, تقوم خلود له: اللي ماخذ بالك يتهنى بـه
عبدالملك وَد أن يَصفعها: ماهو وقتك
خلود: صدق وش فيك؟ وجهك ماهو بعاجبني, عبدالملك الصامت, هو يَعرف بأن اُختهُ الصغيرة الأشد تعلقًا منهم بأبيـها, لا قوة لي بإخبارها أنَّ الذي هو أباها الآن لَن يكونَ هوَ بالأيـام القليلة القادِمة, أنَّ
من تراهُ كلَّ شيء وفي كلِّ شيء لن يكونَ شيئًا, أنَّ الإنسان الذي تُحبه سيتغيَّر بشكل جَوهري ولن يكونَ أبًا, حتى إنه في مرحلةٍ ما سيحتاج إلى أب, لا قوةَ لي يا الله.. تَنهد بألم الأتربة التَحتية للجَبل, الضعيفة التي لا تقوى على شيء.. هي تنتظر أن يأتي أمر الله لتخر هذه الجبال من فوقها, وأنا يا الله عبدك الضعيف انتظر رحمتكَ التي تُشفي أبي, وَقف ليتجه للدرج ومن ثمّ غرفته
بعد ثلاثـةِ أشهُر..
في أول الليـل, كان خالد يستغفر ويحمِّد.. مرّت هناي المُزهرة من أمامه ليقول مُباشرة: زواج من بَعد اسبوع؟ هناي ولم تحمل ذلك على محمل الجِد وهي تضحك: زواجِك يا يبه
خالد وهو يعقد حاجبيه أخذ يردد: زواجي! زواجي, ما اعرست على اسماء أنا, أخذ جَبينه يتصببُ عرقًا
هناي بخوف: يبببه وش فييييك؟
دَخلت اسماء وهي تحمل كأس ماء, هناي تردد: وش فيه ابوي؟ وش فيه؟
اسماء هي التي لا تجد بدًا من إخفاء الموضوع: فيه زهايمر
هناي وتشعر بأنَّ حجرةً كبيرة عالقة في عُنقها : زهايمر صدق؟
خارَت قواها فسَقطت على " الكنبة " بعْدك يا أبي أنا أموت, رَحمتكَ يالله بأبي, رَحمتك بقلبه الراضي القَنوع, أنا التي نشأت من غَرسك الطيّب, أأجد كبساطك الذي يضُمني؟ أأجد قُدوة عظيمة كَأنت؟ " يابووي أنا بنتك اللي يتهلل وجهها يوم تشوفك وشلون تصير الحزن نَفسه؟ " أنا لم اتخيّل أن تُفجعني بكَ الحياةُ يومًا, أتقبّل فُقدك ولا أتقبل رؤيتك يومًا بهذه الصورة, بصورة التي يقول عنها غازي القصيبي: كومـة بشرية لا تستطيع القيام بشيء دون مساعدة الآخريـن, كيف وأنت الذي لا يستطيع الآخرون القيـامَ بشيء دونَ " سَندك " وحتى " ابتسامتِك" يا رَب ابتسامتِه إشف " عَيني" أخذت تبكي بصورة مؤلمة: يبببه حبيبــي, دَخلت خلود عاقدة حاجبيها: وش فيـكم؟
هناي: أبوي يا خلود زهايمر فييه
خلود ببلاهة: يعني ينسى
هناي لا إراديًا: يعني ما عندك أبو
أخذت التعابير تتلوّن على مَلامح خلود الطفوليـة, وفجأة نهض " خالد" بصعوبة ليَجرهما لحُضنه.. هناي: قلللبببي كاويني يا يبه
خالد: أنسى نَفسي ولا أنساكم يا عيوني لا تبكين
أشعرُ بالرغبة في أن أخبكئما في وَسط القلب, يا " ضحكات سنيني " ويا وَجعـي الأكبر في هذه الحياة, لا أقدر على الشعور بالحياة يا بُنيّاتي لا أقدر على الشعور بكِ يا خلود وأنتِ تكبريـن, ولا عليكِ يا هناي وأنتِ تتزوجيـن, أنا أنسى كُلَّ شيء في غضون ساعات, أنا انسى كُلَّ شيء واخاف أن انساكُما.. أخاف أن افقد قطَعًا مني, رَحمتك يالله وشفاؤك..
أسماء التي كانت جالسة على مقربة منهم تبكي ألقت نظرة على ساعتها: أبو عبدالملك أذن العشاء.. ساعدته اسماء في النهوض ليذهب إلى المسجد.. تأخر خالد في الرجوع, لتتصل أسماء على ابنها عبدالملك بحَث عنه, وَجدهُ تائهًا في أحد الحواري القريبة.. ومن ثمَّ عادا للمنزل
-
حَضرت الجازي من غُرفتها لتَسحب الكُرسي الخشبي وتجلس علـيه, أخذت العائلة تتناول الطعام
ريـم: ماما وين أبوي؟
أم الوليـد: الشباب عازمينه على كبسة
ريـم: اُراهن على انو طقت تسبده من أكلتس يا يمه فهو عزمهم ههههههههههههههههههههه
أم الوليـد: أنا اللي واثقة إن أكلي زين منه هو إنك دائمًا ترابطين عالطاولة يا ام بطنين
الجازي: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه اديلو
سَردت الأم على بناتها قصة من قصص الواتس أب التي تتداول في " قروبات " الامهات "المفلمات" لتقول الجازي وهي تمضغ الخضار: كلام فاضي يايمه
أم الوليد تركت الشوكة لتُردف بحماس: تدرين الحرامي اذا فيه خير بيغتصبك أقل شيء
الجازي ببرود: لا فيه حرامية طيبين صدقيني
ريـم: الحين العالم صارت تتصل على الحرامي يغيّر جو ويوسع صدرها
ام الوليـد الخائفة والمُنفعلة دومًا: وش هالحتسي!!! الجازي تُردف: أنا ما أؤمن بالحرامية اساسًا لتُمسك امها الملعقة هامّة بضربها, الجازي: خلاص اقسم بالله إني اؤمــن خـخلاص
ريـم وهي تضحك: حسبي الله على هالقرُوبات خربتك علينا
أم الوليـد وهي تتذكر شيء توجهت أنظارها لأبنتها الكُبرى “الجازي”: اسمعن اليوم عازمتني أم عبدالله, انتبهن لأخوكن ولا تطلعن
ريم والجازي معًا: طيب
نَهضت أم الوليـد عن المقعد: دورك يا ريم اليوم تغسلين المواعين
ريـم: يا شيب عيني, ان شاء الله يا يمه
ذَهبت الأم لتُجهز نَفسها, مَددت الجازي رجلها على المقعد الذي أمامها لتنشغل بالجوال
فتَحت تطبيق "تويتر" إلى فارس آل فارس- الفولورز- ليَخفق قلبها عند رؤية اسمه " حْمود بن قعوان" آخر تغريـدة له.. “إن الذي راح مغبوطًا بنعمتهِ..كفٌّ تمسكِ او كفٌّ تُعاطيـكِ" ابتسَمت برقة, لتَستوعب وتُغلق التطبيق تمتمت: استغفر الله استغفر الله استغفر الله
بعد خُروج والدتهما.. ريم: فيـه برنامج حلو عاليوتيوب شرايك نشوفه؟
الجازي: اوكي, اسمعي قبلها سَوي كرك مشتهيتـه مرّة
ريـم وهي تَفتح العُلبة الرُخامية المَطبوع عليـها كَلمة "تي" :ماافيه شاهي
الجازي: يالله, خلاص شوفي بانزل لسفن الفين اشتري لنا شيء واجيب شاي وياي
ريـم: حلو بانتظرك.. بسرعة لبسَت "الكـاب" واسدَلت "الخمار" من فوقـه وهي تربط النقاب: ياليت
يا ريـم تنومين الوليد معاك



- الجُزء الرابع راح يكون غدًا الاثنين بإذن الله. مَحبتي لكم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:28 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساءكم سَعادة ورُواق.. البارت الرابـع: الأطول بالنسبة لي.. والأكثر أحداثًا, وبإذن الله البارت الخامس راح يكون الجُمعة.. بالنسبة لاسلوبي احب أوضّح إن المشاعر والحَشو ما تنفع بالعامية.. دائِمًا الفُصحى هي الأدق والأكثر حِسًا, ولا أقدر أخليها كِلها عامي لأن المُحادثات ما راح تكون جذّابة في حين ومُضحِكة في حينٍ آخر اتمنى لكم قراءة سَعيدة.. وأتمنى لي رُدود تشرح الصَدر ولو رَد واحد راح يملي عيني

أبيـات اليزيد بن مُعاوية اللذيـذة:


أصابَكَ عشقٌ أم رُميتَ بأسهمِ
فما هذه إلا سـجيّـةُ مُغـــرَمِ
ألا فاسقِني كاسـاتٍ وغنِّ لـي
بذِكـرِ سُــليـمــى والكمانْ ونغِّـني
أيا داعياً بذكرى العامرِية إننّي
أغارُ عليها من فم المتكلمِ
أغارُ علــــىها مـن ثيابهـا
إذا لبستهـا فـوق جسـم منْـعـّم
أغارُ عليها من أبيـها وأمِـهـا
إذا حدّثاها بالكلامِ المُغَمغَمِ
وأحسـدُ كاساتٍ تقـبّـلنّ ثغـرهـا
إذا وضعتها موضع اللثم فـي الفـم

مرّت نصف ساعـة ليّرن الجرس بقوة وبالتوالي
ريـم نزلَت إلى الدور السُفلي بسرعة, وهي تردد طيب طيب
ريـم بعد أن فتَحت الباب: شالسالفة صحيتي الوليد
الجازي دَخلت بسرعة اغلقت الباب بظهرها وهي تزفر بقوّة: يممممه يا ريم مصيبة مصيبة صارت لي
ريم: وش صار بسم الله؟
الجازي: سوي الكرك واحكي لك
ريم: أنا أخبر الناس لا صار لهم شيء تنسّد شهيتهم إلا انتِ حتّى شهيتك مضروبة
الجازي غير مُبالية بها, صَعدت إلى غرفتها.. وألقت بنفسها بالفراش وهي تتأمل السقف وتُفكر بالحادثة المُرعبة والجَميـلة في آنٍ واحد.. لتَدخل عليها ريم بصينية مُحملة باستكَنتان وابريـق وضعت ريـم الصينية على طاولة الخشَب الصغيرة المُزخرفة زخرفةً عُثمانيـة
الجازي: اقوووول أنا آؤمن بالحراميّة أشد الإيمان
ريـم بوَجه مصدوم: شكل السالفة تخّوف
الجازي بحَماس نهضت من سَريرها وجلست على سجّاد غُرفتها الإيراني بجانـب ريـم: تخيلي يا ريم آه يا قلبي دَخلت سفن إلفين طبعًا لأن العالم والناس عندها الوَقت متأخر محد كان موجود, الزبدة العجوز البيّاعة تنتظرني أخلص لأنها بتقفل المحل وراي.. وأنا اتنقى الشوكلتات دخل حْمود
ريم بابتسامة خُبث: اسلمي
الجازي: كلي تبـن, المهم الظاهر شرا له بطاقَـة شحن وطلَع, الزبدة حاسبتْ وطلعت, وأنا طالعة ولا يجيني صوته يقول: ما يصلح تطلعين بهالوقت
يختي بغيت أطيح بالشارع ارتتتععععت, مارديت عليه وحطيت رجلي ولا يشطفني شيء من على جنب إلاه رجّال أسود وجهه مخرّم وموّشم, من القمطة وقفت حتى إني ما سمعت لنبضات قلبي, الظاهر وقَفّت لحظتها! عاد ذا العبد العملاق مسكني مع كتفي أول مرّة يختي أحس باللامقاومة أنا اللي أهايط دائمًا شكلي والله اعلم إني ما بعد استوعبت اللي يحصل.. من رَحمة ربي إن حْمود
كان وراي هو جاي صرخ عليه وهجّ هالسكران.. والله يا ريم مادري دخت ولا وش صار لي أحس العالم توشوّش حولي.. جا حمود وقالي: بسم الله عليك تخيلي, المهم إني ماسكة نفسي ما صحت والله ياهي روعة صدق, عاد لا إرادًيا قلت له: عادي توصلني
ريـم: لا يختي إراديًا
الجازي: بثرة تخيلي نفسك مكاني إني كان رحت فيها لولا الله ثم حمود, احس بالامتنان له
ريم: انتبهي لا تتحمسين وتحسين بالحب
الجازي: الله ياخذ وجهك اطلععععععي بررررررا
فجأة أحست بالشوق لابنة عمها الوحيـدة " ترف" هيَ التي " تعطيها جوّها " فتحت جِهازها "الآيفون" إلى التانقو.. الساعة في فكتوريـا 8 المَغرب.. وفي الرياض يتقدمون عنّا بـ6 ساعات.. الساعة 2فجرًا في الريـاض.. تمتمت: يمكن صاحيـة خلني اجرب واتصل, اتصلت عليها مرّتان وفي المرّة الثالثة ردّت بصوت مليئ بالنوم: وش تبين يالنشبة؟
الجازي: يا حقيرة مشتاقة لك
تَرف: اسمعي اتصلي علي بعد نص ساعة, واغلقت السماعة
تَركت الجازي جِهازها "الآيفون" جانبًا وهي تَرتشف "الكرك" أيهُا الوَسـيم الذي أحببته, ولا أريـد أن اُحبه.. “ غَفر الله لَك" أيها الرقيـق, الغامض..أنا أخافُ من الحَرام, أخافُ من غَضب الله وعَذابه.. أنا المؤمنة أن ما أحب شيئًا غيرَ الله عُذبَ بِه.. أنتَ القادر يالله على انتزاعِه من قَلبي فاغنني عمّن سواكَ, دَمعت عيناها ثم أخذت تدعو: يارب باعد بيني وبيـن الحرام كما باعدت بينَ المشرق والمغرب, اللهم حبب إليّ الإيمـانَ وزينهُ في قلبي وكرّه إليَّ الكُفر والفسوقَ والعصيـان
-
بعد ان " تَروشت" اتصلت على ابنة عمِها, وخُصلات شَعرها الـ"البوي" تُداعب جبينها... تَرف: يا هلا بك
الجـازي: هلا وغلا
تَرف: كَن الشوق هجد؟
الجازي: يموت الشوق ولا تموت الكرامة
تَرف: هههههههههههههههههههههههه ما كأني صحيت عشانك راعية الوجه المليح, المهم فيه اشياء كثيرة صارت باقولك عنها
الجـازي: اسلمي يا بنت العَم؟
تَرف: تخيلي قبل اسبوع قعدت أحوس كالمهبولة بمكتَب أبوي, وأنا أحوس وافتش لقيت دعوة لزواج مكتوب عليها المكرّم: عسّاف آل فارس وكريماته.. تخيلي إني انعزم يا جوجو أنا عاشقة
الزواجات والتنكّس ولا أدري يا وجع قلبي والله ضاعت حياتي صدق بين هالجدران
الجازي: يا عمري يا ترف, المهم وش صار؟
تَرف: المهم صممت أروح بدون لا يدري أبوي عشان ما تحل الكارثة, عاد تخيلي الموقع كان وسط الديرة عند البطحاء وهذولي, أنا وقتها استغربت لكن بحُكم إني عقب ما توّفت امي الله يرحمها, ما زرت هالاماكن, قلت يمكن تمدنت الديرة, جهزت لبسي ورحت السوق وشريت اساور تناسب
الفستان تعبت عالموضوع مرّة, وجا ذاك اليوم ابوي قالي إنه طالع للمكتب قلت في نفسي: هيّن يبوي.. الزبدة بعد ساعة إلا ربع.. طلعت أنا والسوّاق والشغالة.. وما وصلنا إلا عشر ونص
وانا أشوف القاعة بالسيارة.. من الصدمة أحاول اتأكد هذا الموقع ولا لا؟ تخيلي لاهو بقاعة ولا قصر ولا بيت تقدرين تقولين استراحة عزاب
الجازي المُندمجة: بالله عليك وشلون؟
تَرف: بزارين داخلين وطالعين والأرضية تراب.. المهم قلت بنفسي دامي تعنّيت عشان أوصل لازم أحوّل, وتخيلي الظاهر من المعازيم عيال البطحاء الافارقة السود المرعبين هههههههه
قلت للسواق يوقف ودخلت.. أثر الحريم متبرقعة وكل آل فلان كلهم لا فرق الله شملهم
الجازي المصدومة: والله انك دبجة متهورة بزر قسم بالله مادري وش اقول كملي كملي بس
تَرف: لا بنات عم ولا بنات خالة وما عندي إلا هالشغالات كم بيبي انتِ ومتى تزوّج الزبدة يالثقيلة انتِ.. تخيلي مَعي.. ناس ترقص وناس تتعشى على الأرض ويتوسطهم مفطح وناس تحلي بـ"ليـز كاتشب" وعصير "الربيع" انلخمت والله وأنا احلف في نفسي بأغلاظ الأيمان إني ما عاد اطب أي عرس يا ويلي أشياء تهوّل
الجازي المُنصدمة: يالله في ناس كِذا؟
تَرف: اصبري الشيء اللي صيَّحني وبكل صراحة يوم يدخل العريس على العروسة يا ويلي يا جوجو ي ه ب ل جمال بلاد الواق واق الكَرتونية تحسينه فارس أحلام صدق بينما العروس كأنك مطلعتها من القبر
الجازي: كذّااابة
تَرف: يالله عليه قاعدة أقول في نفسي أصير شعر هالعروس المصبوبة زيت وموية ورد ومرسّم عليها بحنا ياخي أنا ورا كِذا أبي واحد زيّه.. وسكتت فجأة لتُردف بخُفوت: انخطبت
الجازي عقدت حاجبيها لم تَعُد تُميز ما تقوله ابنة عمها: وش تهرجين به أنتِ من اللي انخطب؟
تَرف: أنا
الجازي شَهقت: قولي والله؟
تَرف بنشوة: الحمدلله والله إني سعيدة
الجازي: وش فيك أنتِ؟ غلطت يوم ادق هالحزّة الظاهر إنك قاعدة تكملين حلمك علي
تَرف بعوالم اُخرى: بافطر واتجهز للمدرسة مع السلامة
الجازي ما تزال عاقدة حاجبيها وبخُفوت: الله يحفظك
أغلقت " تَرف" الخَط لتَصلها رسالة في الواتس أب.. “ محمد " خفق قلبها واشتّد احمرار وجنتاها "صبـاحك خير وسَعادة حَبيبتي.. أتمنى لك صبـاح يوازي جَمالك, وهذي الناس اللي تشوفك كِل يوم
شكثر محظوظة؟ الله يحميـك يا أميـرة" تساقطت دُموع هذه الطِفلة لأنها شَعرت بأنها خانته في وَصف ذاك الرجل.. ليشتد بُكاؤها: محمد أجمل منّه والله محمد احبك يا رب يخليك.. سَامحني يا الله ما لا أقوى عليه هو العيش بلا اُم ولا مُحمد.. أنا الطِفلة التي لشدة تَعلُقها بالشيء يُسلب منها.. أنا التي تَنامُ كُل يومٍ وحيـدة.. أخاف والله فقد صَدرك.. أخاف أن افقد اهتمامك, ورسائلك الرَقيقة.. وحتّى إلحاحك عليَّ لشُرب الدَواء.. والقصص التي تَحكيها لي قبل النَّوم.. صَوتك الذي يَمسح على جبيني كَرقة أناملِ اُم.. من يَكون لي بَعْدك يا مُحمد؟
بلا إراديَّة اتصلت عليـه ليُجيب وهوَ عائد من المَسجد لصلاة الفجر..
محمد: هلا بأميرتي
تَرَف بصوت مليئ بالبكاء: هـلا
محمد: وش فييييك؟
لِسان حال تَرف يقول:” ادري مب مسامحني لو اقوله" اجهشت بالبكاء مرَّةً اُخرى
محمد: علميني وش فيك؟ قولي آمين يا بعد هالرّوح الله ياخذ من أوجاعك ويعطيني الله ياخذ دميعاتِك العَزيزة على قلبي يا تَرف عشان هالروح اللي تحبّك لا تبكين
لا تَرُد سوى بشَهقاتِها الصَغيرة والرقيقة
محمد هو الذي لا يَقوى على فِراق صوتِها بتهديد: ترى بسَكّر
تَرف ببراءة: لو غلطت عليك بيوم تسامحني؟
محمد العاقد حاجبيه بتأثر: تبين الصدق؟ حياتي عِبارة عن غَلطة وأنتِ الشيء الصَحيح فيها ولا أنا من الذيـن يستبدلون الذي هوَ ادنى بالذي هو خير.. وعشانك إنتِ قلبي لا توجعين هالقلب ببكاك
رُسمت الإبتسامة على فَمِها الصغير لتُغلق السماعة مُباشرة بعد أن سَمِعت أقدام أباها المُتجهة لغُرفتها.. نهضت بسرعة واتجهت إلى "دورات المياه" وقلبها يخفق بشِدة
عسّاف يُناديها من الخارج: صحيتي تويتي؟
تَرف تُحاول إعادة توازن صَوتِها: إيه بابا
عسّاف: يلا ربع ساعة ونطلع يا بنتي
توضئت وهمّت بالصلاة.. ارتدت تَنورة المدرسة الزَرقاء وقَميص أبيض من "تومي هيلفيقر" تارِكة شَعرها الأسود الفاحِم بفوضوية جذّابة.. وضعت القُرط الفضي في "خرمة" اُذنها العُليا.. ألقت نظرة على جَوالها لتجد رسالةً مِنه: “شدي حيلك عشان ليالي الفرح" أتبعها بوَجه غامز.. ابتسمت برِقة وخَرجت
في الطريـق..
تَرف: يا كبر سعادتي يوم توديني او ترجعني من المدرسة يا بابا
عسّاف: والسعادة الثانية حجزت لك ولي على فكتوريا
تَرف بشهقتها الصَغيرة الرنّانة: صدق؟
عسّاف: بعطلة الربيع بإذن الله بعد شهر
تَرف تصرخ برِقة: اححححبببببك يا بابا شُكرًا يا عزوتي الله يعجل بهالشهر
عسّاف السعيد وجِدًا بسعادة إبنته: آمين يا قلبي
طَبعت قُبلة على يَده "العظيمة" كما تراها هي.. وخَرجت
-
كانت سيارة المرسيدس السوداء مُتجهة إلى فُندق الفورسيزون.. بسُرعة لا تتعدى الـ120
وصلوا إلى الفندق.. ثم إلى السويت الكبير
عبدالملك بمُداعبة: تجين معنـا هنّو؟
وثقوا الحَدث بالصور, ثم خَرجوا ليبقى عبدالعزيز وهناي وَحدهما
عبدالعزيز المُنشغل بجواله: يلا نصلي
مُباشرة ذَهبت لتستحِم, ثم جففت شعرها بالمُجفف المُعلّق على جدار "الحمّـام" ولَبست "بجامة" سُكريّة حريريـة.. خرجت إليه وهي تنظر للأرض والتواءات شعرها البُندقي تُداعب خَدها النـاعم
عبدالعزيـز بعد مُدة رَفع رأسه لها ثُم نهض وهو صامت ليُصلّيان.. قبّل رأسهـا برِقة لتجهش هيَّ بالبُكاء, أنا خائفة وأشعُر بالغُربة.. لكنّي سَعيدة لأنهُ "حنـون" أنا موقنة بحياة ورديّة تُزهرهـا برقتك يا عبدالعزيز, لكَ في الجنّة أن لا تَجوعَ ولا تَعرى, ولكَ في قلبي أن لا تظمأ ولا تشجن.. وعدٌ مني يا عزيز.. للحَكايات التي سأحكيها لأحفادي يومًا عن وَقع هذهِ القُبلة على قلبي.. أنا التي احببتُك بلَهفة!
عبدالعزيز يجهل كيف التعامُل معها: لا تخافين ما راح أسوي لك شيء
اتصل على "الرسيبشن" ليُأتون بعربيـة الأكل
عبدالعزيز وهو يمضغ اللحم بشراهة: أرسلت وحدة لكُليتك تسأل عنك وعن صديقاتك
هنـاي بوَخز في قلبها: معقولة تشك فيني؟
عبدالعزيـز: لا بس باتطمن
سَكتت لا تَعلم بمَ تُجيب, هي المُتعجبة منه أيصلح أن يقول هذا في الليلة الأولى من الزواج! ثُم بررت له "يمكن بيسأل عن مستواي" قَطع تفكيرها نهوضه.. عبدالعزيز: أنا بنام بالصالة
في صباح اليـوم التالي.. في الطريــق إلى مطار الملك خالد ثُم الرِحـلات الدُوليَّـة.. كانتْ طائِرتهم مُتجهة إلى بـاريـس مطار "شارل ديغول" ثم إلى فُندق "بُدها بار" المُطل على شارع "الشانزليزيه" الراقي, كانا مُتعبين فناما بعد الوصول مُباشرةً.. في الأيام التالية ذهبا لمتَاحِف باريس الكثيرة.. وهما عائدين من مُـتحف "اللوفر" بعد أن فطرا بأحد المقاهي القريبة من قَوس النصر..
هَنـاي: أنا متأكدة إنه كان داخل شنطتي يا عزوز!
عبدالعزيز: يعني وين بيـ.. ليَقطع حديثه نادل المقهى العِملاق
النادل: اوه يا سَيدي هذا لزوجتِك لقد عانيت في البحث عنكما
عبدالعزيز: شُكرًا لك فليُبارك الله بصنيعتك هذه
النادل شديد السُمرة اعطاهُما ظهره بعد أن ألقى نظرة مليئة بالمعاني لهَناي.. خافت من نَظراتِه المصَوبة طويلًا لها في المَقهى وهذِه! بعد أن تمتمت: اللهم إني أعوذُ بِك من شرار خلقك
عبدالعزيز: نروح مرة وحدة لمتحف الأوبرا؟
هناي: يا إلهي على هالمتاحف عمري ما حبيتها.. عاد هالامبراطورية العظيمة حقتهم لا هي بالاندلس ولا بغداد ولا بلاد السند والهند
عبدالعزيز: دزني لاند؟
هَناي الواضعة يَدها على طرف شِفتها المُلثمة بالطَرحة لتُفكر: يلا
قضيا وقت سَعيد وهما يتجولان قبل أن تأتي هناي بـ"الآي سكريم" وتَمده له: عزوز
عبدالعزيز بابتسامة جذّابة مَد يده لـ"الآي سكريم" الذي تأكُل مِنه لتَرفع هي حاجبها باستغراب ليغمز لها وهو يقول: ترى شكلك غبي وانتِ لابسة قلافز وتاكلين اسكريم كأنك بزر
هناي الضاحِكة: بصراحة أخاف نرجع وأنا ما ذقته عاد يومها اقعد دَهر متحسفة والشرهة على اللي حاجز لنا بصقيع الشتا
عبدالعزيز: بالله؟
هناي المُبتسمة: وش فيك؟
عبدالعزيز: ترى محد متشفق على باريس إلا أنتِ.. كويّس ما كتبتِ بعقد الزواج شَرط الذهاب لباريس ههههههههههههههههههههههههه ههههههه
ليَستعيـد نبرته الجديّة: غربت الشمس في مطعم مغربي نروح نتعشى به قبل يسَكر
تَعشيا في المطعم.. وبينما هناي تُرتب حقيبتها إذ نادى عبدالعزيز النادل ليتحدثا بكلام لم تَفهمه هي.. بَعد ثلاثة دقائق أحضر النادل لعبدالعزيز " شيشة " ليتغير وجهها بشدة وكأنهُ حُقِن بالزرنيخ وضَعت يَدها على فَمها في مُحاولة للتصديق وعيناها تكادان تَخرجان من أجفانِها الواسِعة.. أي فاجِعة عظيمة لم تَشهدها عيناها خِلال الـ19 عام من حياتِها الماضية لتَشهدها الآن! ومَع رَجُلها الحُلم, والمَلاك, والسَعادة.. هِي التي خَرجت من أطهر أُسَر الأرض.. كيف لقلبها شديد الرِقة وعيناها "البَحر" أن يتحملا أو يُصدِقا!
وَقفت لا إراديًا.. اَهرب.. في مُحاولة لتَكذيب ما يجري.. أنا أريد أن اصحو!
لتَسقط حقيبتها وتتناثر اغراضُها في الأرض بصَوتِها المَخنوق: وش هذااااا؟
كانت الأنظار مُسلّطة عليها.. المرأة السُعودية المُنفعلة
عبدالعزيز ببرود: إهدي
هَناي: اهدي إيييش.. ليمتلئ بَحرُها/عيناها بالأمواج وتتغير نبرتُها لنبرة أكسَر من ذي قَبل: عبدالعزيز صدق؟ وتتساقط الدموع رويدًا: قِلّي إنك ما تشربه؟ الله يخليك
عادوا الناس لأنفسهم.. بَعد أن جلست هناي ووضعت رأسها على الطاولة في مُحاولة لتهدئة عواصف الرأس: ليه يا عبدالعزيز ليييه؟
عبدالعزيز: هناي أوعدك آخر مرة.. اصلًا أنا قاطعه من فترة.. والله ما اشربه مرة ثانية خلاص.. مع قِمة النشوة "المُحرمة" عليه والمُوجِعة لها: بارجع للاوتيل ونَهضت
-

في الداون تـاون.. كانتا الاُختين مُتفرقتين على غيـر العادة التي اعقبتها "سالفة الحرامي السكران" ربما لأن الجازي تشعُر بالأمان أكثر في وَضح النهار.. دَخلت مَحل "بنانا ريبابلك" المصفوف بجانب مَحلّات اُخرى راقيـة على قارِعة الطريـق.. وهِي الواقفة بالصف هامّة بشراء سُترة أنيقة.. فتحت "الآيفون" إلى الواتس أب "ريـم" :ويييييينك
الجازي: في بنانا ريبابلك لم تَمض دقيقتان إلا وقد دخلت ريم المحل بُسرعة تَفوق الفهد وهي تَتنفّس بشِدة: الجازي حممممود
الجازي ونبضها عَلا واشتد: وش فيه؟
ريم: عند البرلمان يغني على هذااااك الشيء ايييهه مسرَح
الجازي بصَدمة: كذاااابــ.. لتُمسِك "ريـم" طرف يَد اُختها ومِن "الهبالة" نسيت "الجازي" أن تترك السُترة فرّنت الالتان الموضوعتان عِند الباب بصَخب.. لتَأخذ " ريـم " السُترة وترميها من بعيد لداخل المَحل
البائِع: إنهنَّ الراهِبات غريبات الأطوار مرةً اخرى
وصلتا لتتوسطا الحشد توَّقف حمود عن الغِناء فجأة.. وحرّك يَده للعازِفيـن كيف يتوقفوا ثُم أكمل:


أيـا داعيًا بذكرِ الفارسيـةٍ أنني

أغارُ عليــها من فمِ المُتكلمِ

أغارُ عليـها من ثيـابِها إذا لَبِستها فَوقَ جسمٍ مُنعمِ

أغارُ عليـها من أبيها وأُمِها إذا حدّثاها بالكَلامِ المُغمغمِ

وأحسُدُ كاساتٍ تُقبلن ثغرهــا إذا وضعتْها موضِعَ اللثمِ في الفَمِ

.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:31 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مسَاء الويكيند السَعيد.. كيف حالكم؟ عساكم بخير وصحة وسَعادة
البارت الخامس.. وإن شاء الله يكون البارت السادس, يوم الأثنين أو قبله.. في حال إني خلصت كِتابته, أتمنى يكون البارت عِند حُسن انتظاركم.. ويتملؤني بردود فاتِنة..


الأبيات للشاعِرة القديرة: روضة الحاج

وتثقل بعدك الأيام خطوا ويثقل كاهلى شوقا وشوقا
أحس كأن بعضى قد تهاوى وان القلب بالأشجان شقا
لقيتك يا ربيع العمر عمراً وضعت لكى أضل انا واشقى
وملء العين طيفك او اتانى غدوت بساحل الاشواق غرقى
وملء السمع صوتك لو غشانى نسيت اجش صوت او ارقا
وملء القلب انت فويح عمرى ترى بعد ارتحالك كيف ابقى
وقبلك ما عرفت الدمع شوقاً وهاانذى بدمع الشوق اسقى
احسك بين نبض القلب نبضا يضئ بمهجتى ومضاً وبرقا
احسك فى دمى سحرا وعطرا يناغم جاهدا فيما تبقى
والمح اذارى عينيك نفسى احدق فيهما صاح فارقى
إلى افق من الأشجان رحب فاشفى ثم اشقى ثم اشقى
احقاً يا ربيع العمر يوماً ستجمعنا دروب العمر حقا

كَان جالسًا على الكُرسي وفي يده "المايك" جذّب صَوتهُ وغرابة لُغتِه المّارة.. ليتَجمهر المَكان ويصفق أصدقائه الخليجيين والعرب عُمومًا لَه.. بدأ بهذه الأبيات الرقيقة.. منذ وِلادتي لم أشعُر بهذه الرَهبة, بالسُرعة الهائلة لنبضات قلبي, أشعُر بشعور طِفل السنة الأولى الابتدائية يُقدم إذاعة مدرسية في الأسبوع الأول لَه.. يتحرك "المايك" على يدي بشَكل مُلفت للانتباه.. اْمتلأ جبيني بالعَرق رُغم تساقط الثلوج! أتـى صوت صديقه ياسر من الخلف: استرجل
أخذ "نَفَس" بالقدر الذي يستهلكه رَجل خرج من التابوت توًّا.. تحتّد عينـاه ثُمَّ: أصـابكَ عشقٌ أم رُميتَ بأسهُمِ؟ يَرفعُ صوتـه ويدعو الله مِلئ الحاضرين والكنائس بأن تأتي سَيدة الأبيات.. "فما هذهِ إلا سجيـةُ مُغرمِ”.. يَبلع ريـقه "ألا فاسقني كاساتٍ وغنِّ لي" ويُصفق الجُمهور, وتتحوَّل عينـاه بفعل الحُب لآلة تفتحص الوجوه ثُمَّ لعينا صَقر ليراها واُختها مُلتفتَّان بالسواد من بعيد ويبدو بأنهن في طريقهِن للحُضور.. أشار للعازفين بأن يتوقفوا عن العَزف لأنه يتذكر حديثها واُختها: إكسري خشم الدنيا بس كلش ولا دينك! أنا الذي كسَرت خشمَ ديني أتمنى لو اُصبح رُبعًا منكِ.. يشهد الله بأني "سأُجاهِد" نفسي لأغلُبَ هواي من أجلِك.. علَت على وجوه الجمهور الإستغراب ليُكمل بصَوت الحُب بصوتْ الكلمات الحَقيقية: ألا داعيًا بذِكر الفارسيـة إنني .. ابتسم اصدقاؤه هُم الذين يُدركون قصده كَونها بنت "آل فارس" أغارُ عليـها من فمِ المُتكلمِ.. أغارُ عليها من ثيـابِها إذا لبستها فوقَ جسمٍ مُنعمِ.. أغارُ عليها من أبيـها واُمها إذا حدّثاها بالكلامِ المُغمغمِ.. وأحسُد كاساتٍ تُقبلنَ ثغرها إذا وضعتها موضع اللثمِ في الفمِ.. صفَّق لهُ الجمهور بحرارة وتأثُر.. هو الذي رتَّب نفسه للتعريف بالشِعر والكلمات عند انتهائه, لكنها الكَلمات بدت بعيدة وضائعة ولسَانُه شُل تمامًا, وقَفَ وقدم التحية الارستقراطية لهم/انحناءة, ثُم قال مُحاولًا استجماع الكَلمات والأفكار: هذه كَلمات عربية لشِعرٍ تُراثي رائع.. ااا وددت لأعرفكم على حضارتنا الأدبية ولِــ ااا إنها كلمات جميلة حقًا عمومًا سُعدت لاستماعِكم.. صفَّق الجُمهور مرةً اخرى..
نزَل من فوق المسرح.. وتَبحث عيناه عنها
جاء عبدالله ضاحِكًا: ضاعت الفارسية؟
حْمود الغير مُبالي به وعيناه تتفحص الوجوه: جعلك تذوق اللي ذقته
عبدالله: كبرنا عليها هالحركات يالزلابة
حْمود: الله يلعـ.. استغفر الله
عبدالله ويشتد ضِحكه: باين تأثير الفارسية عليك.. امش اسقيك كاساتِ خمر
من جِهةٍ أُخرى.. في أحد المَحلات الكبيرة على الشارع كانتْ "الجازي" تزفر بشكل مُخيف وكأنها قطعت أراضي كنـدا رَكضًا!
ريـم الغير مُستوعبة أدخلت يدها من تَحت النِقاب لتلمس بشرة اُختها شديدة الحرارة بصَوت مخنوق: وش فيك يالجازي؟
لا تَرد سوى بشدّة زفراتِها ثُم بكَت! أنا ضعيفة جِدًا, أعلم أن ما اصابني كان بفعل الحُب وصَوتِك الحُلو.. أدعو الله بملئ الثُلوج وسمائها والأرض وخَطواتِها أن يقيني وقايـة الطِفل الوليد من الآفات والأثام.. يا رَب اسألك باسمكَ الرحمن الرحيـم.. أن تُنقذني من عَينيّ فلا أرى بهما إلا ما تَرضى ومن أُذنيّ فلا أسمعُ بهما إلا ما تَرضى.. وأن يَكون حُبي لك فوق حُبِ خلقك جميعًا.. هدأت, وأختُها الصغيرة تُسمي عليها: أكلم امي يا جوجو؟
الجازي: لا ما يحتاج, خنرجع البيت
ريـم وَدت أن تخبرها بأن الوقت مُبكرًا لكنها احترمت "تَعب" اختها..
اتجهت الجازي لطَريقٍ آخر أبعدُ مسافة لأنها لا تَود أن تراه.. هي تَعلم بأن ذاك الطريق يفضي لسكن الجامِعة/سكنه ثُم منزلها!
ريـم: ورانا نروح مع هِنا
الجازي بتبرير لا إرادي: برد هذاك الطريق
ريم بصوت غير مُقتنع: اوكي
حمَّلتُ صوتَك في قلبي وأوردتي.. نصفٌ يُحبك يا حْمود والنصفُ الاخَرُ يتعذّب.. يَمُر صَوته " أيـا داعيًا بذكر الفارسيةٍ إنني...” تتنهد بقوّة في مُحاولة لإبعاد تفكيـرها بِه.. يَنسـاب صَوته " أغارُ عليـها من فَمِ المتكلم " تُحرك رأسها يمينًا وشمالًا ليَبعد عن فِكرها.. جرّتها اُختها إلى "تِم هورتنز" ريـم: فضلًا اثنان شوكلاتة ساخنة
الجازي: ما همَّك إلا بطنك
ريـم: اليوم جميل يكفي إنه اُستفتح بالشعر المُغنّى, لتُردف ببراءة: صوت حمود جميل ماشاء الله صح؟
الجازي: الله ياخذك انتِ وياه
ريـم: الله ياخذك انتِ يالنفسية يالعبدة
الجازي خرجت بغضب.. لتتبعها اُختها بتهديد: ترى باشرب حقك
اكملت طريقها.. ولَم تُعرها إنتباه.. تمشي بسُرعة وعيناها على الأرض لا تُريـد رؤية أحد, وصلت للمنزل.. فتحت حقيبتها لتبحث عن المُفتاح لكنّها لم تجده: حسبي الله
جلست على الدَرجات الصغيرة التي تُفضي للباب فتحت جِهازها واتصلت على والدتها
الجازي: هلا يمه وينك؟
عبير: في السوق
الجازي: متى ترجعين؟
عبير: عقب العصر إن شاء الله, قبل أن تُعلّق الجازي أغلقت امها السماعة
تمتمت الجازي: مالي إلا أنتِ يا ام بطن واتصلت عليها
ريم: نعم؟
الجازي: جيبي المفتاح انا عند البيت
ريم أغلقت السمّاعة على وجهها وهي تَشعُر بالنشوة.. لتتصل اختها مرة اُخرى, فتحت السماعة ولم تُجيب ثم وضعت "الجوال" على الطاولة وبدا صوت اُختها يرتفع, اغلقت الجازي السماعة ثم اتصلت مرة اخرى لتُجيبها ريم: أنا ماني بجاية انتِ تعالي
اغلقت السَّماعة ثم تخطت عتبة المنزِل والأسوار وهي تدعو الله بأن لا يراها ولا تراه.
"وتَثقُل بعدكَ الأيامُ خطوًا.. ويثقُل كاهلـي شوقًا وشوقًا.. أحسُ كأن بعضي قَد تهاوى.. وأن القَلبَ بالاشجانِ شقًا..لقيتُك يا شِتاءَ العُمرِ عمرًا.. وضِعتُ لكي أضلَّ أنا واشقى.. وملءُ السَمعِ صوتُك لو غشاني.. نَسيتُ أجشَ صوتٍ أو ارقا"
-
المُعلمة: صححت كِتابك؟
ترف بملل: إيه
المُعلمة: ما اتذكر
تَرف وهي المُستمتعة بالطقطقة عليها: إلا وقلتِ لي كِتابك ارتَب كِتاب
المُعلمة: إيه تذكرت ماشاء الله عليك
ابتسمت تَرف بـ”تسليك”, وعادت إلى مكانها وهي "تتحلطم" : والله من الفضاوة اللي بهالاستاذات
رَّن الجرس وخرجن الطالبات للـ"الفُسحة" تمَّشت هي وصديقاتها وسَط الساحة لتَبصق فتاة "بوية" على الأرض
تَرف بتَقرُف: الله يقرفك
اعطتها "البوية" نظرة.. لتقول تَرف: ترى أبد مب فلة مريضة ومقززة
كانت هذه "المريضة" ذات شعر طويل لكنها رُبما لرفض أهلها قَصه تَربطه على تَحت واضعة الجل عليه ليَبدو وكأن لا شَعر لها.. تمشي كـ"كراش" وهي ممسكة طرف تنورَتِها
تَرف: وش تبي استاذة منى في هديل؟
تغريد: تغني لها
تَرف: صاحية؟
تغريد: حتى الاستاذات صاروا منحرفات
تَرف: بروح اتميلح عندها كود ادق واستئذن
تخيَّلت لو تتصل على "مُحمد" نوَت ذلك.. لتتذكر بطاقة العائلة التي لا تخرج بِلاها ثم تمتمت: خسَارة
-
كان مُمسكًا يَدها المُرخاة وكأن لا حياة بِها وهي تأن: ليه ما قلت لي أياام الملكة؟ تدري إنك حرام تغشني كِذا؟
كان صامِتًا ينتظرها إلا أن تهدئ.. وقفتْ ونظرت لعينيه: تحَسب راح اسامحك؟ لا والله ما اسامحك
وضَع يَده خلف ظهرها بهدوء وقرَبها إليه.. لا تُقاوم هي لرُبما من شِدة الحُزن وشعُور "الاستِغفال" جِدًا عقيـم
عبدالعزيز: اصلًا امي وخواتي ما يدرون محد يدري واوعدك اتركه يا هناي
لم تَعد تسمع ولا تعي: ليه تشربه اساسًا؟ فيه اشياء كثيرة ممكن تتغير لو إني عرفت اكرررره ما اعرف شيء, "وكَرِهت أن اُحبك"
عبدالعزيز بتبرير غبي: اخوياي كثير كانوا يشربونه وشوفي تزوجوا وزوجاتهم ما يدرون أنا بس حبيت احطّك بالصورة وترى بس يوم اروّق اشربه
هناي تضحك من كلماتِه ووجها مليئ بالدموع: ماشاء الله مرررة شيء حلو, وصلا الغُرفة
لتَدخُل هي للحمام مُباشرة و "تستحِم" طَهّرت نفسها من رائحتِه "الوسخة" ثُم خرجت.. كان بانتظارِها.. تقدم لها وابتعدت هي ثم قال: مواعِد واحد من اخوياي, شوية وراجع
هناي ببرود يعكس براكيـن ما بداخِلها: الله يساعدك.. اعطته ظهرها وهي تُرتب شعرها بالمرآة
تقدم نحوها رشَّ من زُجاجة العطر ثمَ خرج.. بَكت بانهيار كأن لم تبكِ من قبل احتضنت الوسادة
بقوة.. تَركني للصقيعِ وللشتاء واظلُ وحدي أنا التي كوّمتُكَ في صدري ونسجتُ معكَ أجمل الحِكايات وأرقُها.. لمَ أتيت بهذه الضراوة وهذا السوء؟ لماذا كُنتَ سقف أحلامي وأهدمتني؟ لماذا كُنت الرجُل الذي قرأت عن سوئه وعدم مبالاتِه بالدين؟ أنا التي تخيَّلتُك سُلمي إلى الجنة وكُنت لك نصف دينك! انام ككُل مرة واهرب.. في مُحاولة لتَكذيب ما يجري حَولي!
استيقظت الساعة الـ6 الباقي على أذان الفجر رُبع ساعة..
ذهبت للحمام وغسلت وجهها الباهِت والهالات السوداء تَحوم حول عينيها.. تنهّدت ثم خرجت واعدت لها كوب قهوة.. فتحت جوالها إلى تطبيق" قران" ثم أخذت تتلو الآيات مرَّت الرُبع ساعة وأكثر بسُرعة.. توضأت وصلت
نَظرت إليه كانَ نائمًا بعُمق.. وسُمرته بدت جذّابة أكثر كما تَرى هي
هنـاي: عبدالعزيز أذن قوم صَل.. عبدالعزيز.. عبدالعزيز, ويَدها تضربُه بلطف: عبدالعزيز
رَد عليها: طيب بقوم
مرَّت 10 دقائق ولم يصحو..
هناي: عبدالعزيز قوم.. عبدالعزيز
عبدالعزيز: خلاص يا بنت الحلال
أشرقت الشمس.. كانت هَناي خائفة مِنه وعليـه, فتَحت الستائِر لتَدخل الشمس ولم ينهض.. فتحت التِلفاز ورَفعت على الصوت لكي ينهض.. بدا أنهُ غاط في نوم عميق
هناي: عبدالعزيز.. عبدالعزيز.. طلعت الشمس قوم
عبدالعزيز وهو يميل للاتجاه الآخر: مانيب مصلي يا قلق
صُدمت من قوله وامتلأت عيناها بالدموع.. غير قادِرة على الجُلوس.. تَرتفع شهقاتُها بقصد لرُبما يصحو.. تؤلمني يا عزيز والله تُؤلمني لم تَكُن لا بَسمتي ولا قصائدي الرَقيقة, كُنت الوَجع وهذه حقيقة اُخفيها عن نَفسي المُولَعة بِك.. عبدالعـ.. نهضَ بعصبية وازاحها بقوة عن طريقه حتى كادت أن تسقُط وهو يقول: وخري
انهارت وسَقطت على "الكنبية" وهي تَبكي خرج عليها: كان ناقصنا دَلع
هنـاي بصَوت مَكسور: ما تستاهل دموعي اصلًا, أنا ابكي على حظي
تجاهَلها ثُم صلَّ وخرج.. جاءت الساعة 9 صباحًا
دَخل الغُرفة.. كانت بارِدة جِدًا, وجدها مُستلقية على "الكنب" ورُبما نائِمة.. خَشمُها مُحمَّر وعيناها مُنتفختان.. حَملها برِفق, ثُم فتحت عيناها
عبدالعزيز: ننزل نفطر؟
هناي بصَوت محموم: ما اشتهي
عبدالعزيز بحنان: لا اكلتِ بتنفتح شهيتك صدقيني
صَمتت, وضَعها على الفِراش بِرقة: يلا انتظرك
أبعَدت شعرها المُلتوي عن وَجهها وهي تقول: مالي نفس أطلع اليوم
عبدالعزيز: براحتِك.. وخَرج
-
عادَت من المدرسة قبل موعد الخروج بـ3 حصص.. دَخلت غُرفتها بسعادة استلقت على السرير وفَتحت جِهازها الآيفون مُباشرةً لتتصل عليـه
تَرف قَبل أن تسمع صَوته: إشتقت لك
محمد خَرجَ من مكتبه ليَردَ عليها: وأنا اكثر بعد عمري
تَرف: محمد ياخي أنا اشتاق لك بصُورة مُرعبة.. مرَّة صَعب هالشُعور, ثم ابتسمت بِرقة
احسَّت بحركة في الجُزء الآخر من غُرفتِها.. عَقدت حاجبيها وقلبها ينبض بقوة: بسم الله بسم الله
رأت ظِل لشخصٍ ما.. وارتَعشَ جِسمها, كانت مُمسكة بيدها اليُمنى جِهازها ومُحمد يتحدث, ليَخرج عليها أبوها ووجهه مُحمر ورُقبته منتفخة.. سَقط الجهاز على الأرض وتَمنت لو تَموت بهذه اللحظة.. لو تأتي قُنبلة من السماء وتُفجِرها.. لو أنها كانت بالمدرسة ولم تَعُد.. لَو أي شيء
تقدَّم إليها مسَكها من ياقتِها ورَفعها إليه: مِن هذااا اللي تكلمينه يا بنت الكلب؟
تجَمد شُعورها وإحساسها شُل, صَفعها بقوة: مين هذا تكلمي؟
خَرج اسمه من حُنجرتِها المُنكسرة: مـحمد
دَفعها بقوة للـ"جدار" بجانب تَسريحتها الموضوع عليها الكوب منذُ الصباح.. أخذ الكوب وصَفعه بها حتى كاد أن يُكسر: وش بيقولون عنّا الناس لو ما تَم هالزواج؟ تبين تفضحيني؟ أنتِ بنتي وولدي وصورتي كل شيء واقف عليك تبين الناس تتكلم عني وعن هالضيعة؟
شَد شعرها القصير بقوة حتى كادت الجُذور تنفصل عن الفَروة: أنا ما عرفت اربيك, الدنيا كلها حاطها بيدينك يقال إني بعوضك عن هالأم.. أنا غلطان اصلًا, يشعر بأنها حُرته لم تبرد بعد أخذ سِلك جِهازها ولسَعها بضرباتِه.. تمتم بكلمات غير مفهومة وهو يتوعدُها: يا ويلك مني سودت وجهي عند أبو محمد الله يسود وجهك.. اشتدت ضرباته وبدا ان مجرى الدُموع لدى "تَرف" قد تعطَّل
أخذ جوالها.. وفصل سلك التلفون, والآيباد.. :طلعي اللاب توب
أشرت إلى دِرج بجانب سريرها هي التي لا تقوى على الحَركة والكلام.. أخذهُ وخرج

.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:33 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مسـاء السَعادة والرِضا.. كيف حالكم؟ عساكم بخير وصحة وسعادة ().. أول شيء أنا آسفة جِدًا لتأخُري في تنزيـل البارت, كان مفروض أمس لكن ما كان عندي نِت وقتها. الشيء الثاني: البارت قصيـر اليوم آسفة على ذلك, مضغوطة جِدًا هاليومين وأوعدكم ببارت طويـل يوم الجُمعة بإذن الله ()

ما كنت أدرك أنني
سأصير روحا حائرة
في القلب أحزان..
و في جسمي جراح غائرة
و تسافرين..
لا شيء بعدك يملأ القلب الحزين
لا حب بعدك. لا اشتياقا لا حنين..
فلقد غدوت اليوم عبدا للسنين
تنساب أيامي و تنزف كالدماء
و تضيع شيئا.. بعد شيء كالضياء..
و هناك في قلبي بقايا من وفاء
و تسافرين
و أنت كل الناس عندي و الرجاء..
قولي لمن سيجيء بعدي
هكذا كان القضاء
قدر أراد لنا اللقاء
ثم انتهى ما بيننا
و بقيت وحدي للشقاء

-فاروق جويـدة


كُنت سأتقبَّل السوءَ من العالم.. عَداكَ يا أبي, أنا التي شَكوت لك الوِحدة وسوء العَشيرة.. كيف لقَلبي أن يُصدق؟ يا "سلواي" أيـن هي يَدُك التي تَمسحُ على أحزاني؟ أقَويَّت يَدك التي طالما قبَّلتُها أن تضربني؟ عُروقكْ التي مررتُ عليها أناملي الرَقيقة بسعادة كيف ثـارت؟
أتمنى لو " أموت " لـو ألحَق بأُمي.. السوء كُل السـوء في العالم.. فيكَ وفي محمد "الجبان" يا لِصدري المَحزون.. “يا حِزن هالبَـرد قارص" أخيرًا خَرجت أنَّاتُها وتساقطت الدُموع رويـدًا رويـدًا على بَشرتها النَقية.. ما زالت على الأرض, خَدُها على "البـاركيه" البارِد رُبما يُكمد جُروحها الحَّارة..
الدُموع فقط الدُموع هـي من تَعمل.. لفَرط ما أشعُر بالحُزن لا أجِد للكلام مَعنى, أنا الطِفلة الثائرة والمُنفعِلة.. لَن يُطفئ ما بقلبي ولا العواء.. “ يا عاذِل القلب روح اسمع مواويله " مواويـل العِراق الحزيـنة والألف عزاء!
دَخلت عليها " نَعيمة" المُربية المغربية التي تَقوم مَحل الاُم بالأعمال المنزليـة فقط, ومَعها علبة “فازليـن”
نَعيمة ببرود: ابَّاك حكالي احطهُ ليك, تَرف الساكِنة لا قُوة لها لا بالحَركة ولا بالكلام.. حملت جسَدها الرقيق هي قوية البُنية والعِظام, ووضعتها على السرير خَلعت لها عبائتها المُمزقة وهي تهمس: علاش هالعنف, وضَعت "الفازلين" على جسدها في مواضِع الإحمرار, همّت بخلع "الليقنق" لتَقول تَرف: لأ
نَعيمة بسُخرية: اللي عندي عندك
تَرف بهدوء: اطلعي برا
خَرجت نَعيمة, ونَهضت تَرف وهي تشعر باللا تَوازُن.. دَخلت "لتستَحم" في غُضون عشر دقائق وخَرجت, لَبست "الأخف" بجامة لديـها لشدة ما يَشعُر جسَدُها بالحرارة.. خُدِّر رأسُها من الدموع حتَّى نامت.. استقظت عصرًا وغرفتها على "حَطتها" الكئيبة.. صَلت ونَزلت للأسفل في مُحاولة لتَسكيت جوع بَطنها.. في منتصف الدَرج رأت "طاولة الطعام" يتوسَط الطاولة "أباها الوحيـد" في نَفس هذا الوَقت ليلة الأمس السَعيد.. سُبحان الذِي يُداول الأيام والمشاعِر
تَرف: بابا سوّ لي لبودة
عسَّاف بابتسامة حانية: ابشري يالعجوز
عندها قرّبت كُرسيها له وهو يحاول أن يصنع "اللبودة" وهي تضحك عليه بصخب, أجمل حالات الأب وابنته!
قَطعت تَفكيرها.. وإذ هو يُناديـها.. تقدَّمت نحوه ورَفعت حاجبها بلا مُبالاة
عسَّاف بصوت الحُزن الذي شطره هو أيضًا: مو مفروض تتأسفين؟
تَرف ببرود: على إيش؟
صَّوب لها نظراته الحادة, لتُردف هي قاطِعةً موجِعة: لأ
بلا تَفكير قال: كنت أبي أكسر الاجهزة ولا أكسر بنتي لكن الأجهزة ربي بيحاسبني عليها
صَمتت ثُم أردفت: استئذنك, واتجهت للمطبخ
كُنت احتاج أن أُخبئك وسَط صدري, وأخيـط جلدي عليك.. غيـر آسف على ما فَعلت بِك! ولكنني حَزيـن, أشعُر بشدة وَجعك ما لا شَعرت بِه في أيَّ وَقت مضى.. أشتاق لانفعالاتِك لرُبما تُخفف عني وطأة الحُزن عليـك! اقول لكِ كما قال رسول الله عن إبنته فاطمة: إنما تَرف بضعةٌ مني! وما يُحزنها يُحزنني.. بَعد الغداء اتجَه لغُرفتها مَفتوحة الباب لم يَعُد هُناك ما تُخبئه وما مِن خصوصيات لم يقتحمها أباها! غير آبهةٌ بـه تأكُل بلا شَهية وعقلها بعيـد جِدًا, ابتعَد عنها لأنَّ جُرحها لن يُضمده الكَلام..
في الصَبـاح اليوم التالي- في المَدرسة-, رنَّ الجرس للفُسحة.. تَبحث عيناها عن أسوأ طالبة في المدرسة, “ سارة " جامِعة المساوئ.. اتجهت لها
تَرف: سارة ابيك في موضوع
ابتسمت سارة بسَعادة هي التي تتمنى لو تَحظى على كَلمة من المَليحةِ البيضاء "تَرف" !
سارة: آمري وش بغيتي
تَرف: أخاويـك
سارة عقدتْ حاجبيها منصدمة: وش تقولين أنتِ؟
تَرف: صدق ما استهبل
سارة بنشوة: وش الطاري؟
تَرف: قلنا نغيَّر جو.. على العموم اكيد تَعرفين مَوقع بيتنا, عازمتك اليوم.. قَبل أن تُجيب سارة مَسكت "تَرف" يَدها لتتجهان "للشلة" ذات الصيت السيئ! وبينما هُما كذلك سَحبت "تغريـد" ترف من يدها
تَرف: وش تبين؟
تغريـد وجهها مُحمَّر: سلامات وش فيك؟
تَرف ببرود: خاويت سارة
صَفعتها تغريد على وجهها بقوة, لم تؤثر هذه الصفعة بملامحِها الجامِدة وإنما أثَّرت على بشرَتها النَقية: وش جاااك يا ترف علمييني وش فيك؟ وش صاير؟
تَرف بكلمات حقيقية: قاعدة أنتقم من أبوي عشان يعرف إني الأسوأ بالعالم وإني إذا فقدت شيء اروح أبحث عن غيره.. عشان يحس إني سيئة صدق إني بنت كلب وصخة شاذة منتكسة الفطرة سميه اللي تسمينه أهم شيء أرضي هذا -اشَّرت على قلبها-
تَغريد لم تَفهم شيء: حرام اللي تسوينه؟ وش سوى لك أبوك ما خلى عليك قصور
تَرف: هذي حياتي, لا هي بحياتك ولا حياة أبوي
اعطتها ظهرها مُبتعدة لتَسحبها صَديقتُها " تغريد " مرَّةً اُخرى ثم تُلامس وَترها الحسَّاس: تتوقعين لو أمك حيَّة راح ترضى بهالفعايل؟ لو بنات عمك يدرون راح يصفقون لك باللي تسوينه؟ غلط والله غلط يا تَرف
تتَرف تُحاول أن لا تَسمع, تخاف أن تتأثر بحَق!
تنهَّدت: قاعدة تكلمين وَحدة فكرَّت ألف مرة قبل اللي تسويه.. ما فيه شيء أخسره صدقيني
وابتعدت عنها.. لتتركها في حالة تشَّنُج ما يحدُث لصديقتها صَعب جِدًا.. تغيَّرت كثيرًا حتى ما عاد الكلام ينفع! رفَعت عيناها لتَرى سارة تُلامس عظمة فك ترف المُزرَقَّة (بالخد) بطريقة ليَست عَفوية ومُقززة.. تَغريـد بحُزن شديد: هذا أولها
-
كـانت عائدة من المَطبخ وفي يَدها كوب قَهوة ساخِنة.. توقفت قليلًا عندما سَمعت والِدها ينطق بـ"حْمود" عَمِلت أُذناها بأدق ما يُمكن لحَواس الإنسان أن تَعمل
والِدها: الموضوع ما هو بواقف لهِنا اتصلت على الرجّال كود يلقى حل مع ولده ولا يرد, ألححت بالاتصالات واخيرًا رد قلت له إن ولدك يشرب قالي خوفتني على هالمكالمات جا على بالي إن ولدي توفى
والدتها: اوف اوف معقولة؟
والدِها بأسى: إييه والله ضايق صدري يا عبير الدنيا ما هي بعلى خبرنا
توقَّعَت أو خُيَّل لعقلها بفعل قلبها المولَع أنهم يتحدثون عن شاب آخر, هي تَعلم بالسوء الذي بِه لكنها لا تتوقع أن يَعلم والدها بِهذا السوء, لأنهُ الشاب الأمثل والأنشط والأرقـى بعين والِدها
عبير: تكلَّم معه يمكن يتأثر
فارِس ينبرة حَزينة: ايييه يا حْمود
سَقط الكوب من يَدها بفعل الرَجفة التي سَرت وقُبض قلبها.. خَرجت والدتها بخوف: وش صاير؟
بلعت ريـقها لا رَد لديها, لتقول والدتُها: روحي جيبي المكنسة وإكنسي القزاز عقبها امسحي الارض
تمتمت: طيب
اتجهت إلى المطبخ بسُرعة وجسمُها ينتفض بشِدة.. جلست على الأرض قليلًا ليهدأ جسَدُها لكن لا فائدة.. بكَت بهدوء وعُمق
دخلت والدتُها: سنة؟ لتُصعق من منظرها المُريب, وش فييك؟ غرزَت الجازي أطراف اصابعها بالزُجاج الكبير الذي التقطته كي تُوهم والدتها: يدي انجرحت
صَرخت عليها والدتُها: ورااك جالسة كِذا قومي غسليه وحطي فازلين! وش جايك أنتِ انهبلتِ؟
اشتَّد بكاؤها وكمبرر قالت: تعورني مررررة.. في الحَقيقة هي لا تشعُر إلا بكلمات والِدها الحَزينة على "حْمود" وكأنها حُكَّت كالزُجاج على قلبها الرقيـق.. لم تَكُن حتَّى رجل "صالح" أمام والـدي.. يا لسوئك وجُرأتِك على التَعدي على مَحارم الله, إنَّ أسوأ ما يُمكن أن يَحدُث للمرء أن تنكشف خطيئتُه أمام الناس عامَّةً والمُقَدرين لهُ خاصةً.. لأنكَ انتَ/أنا أبكيك! وأنا المؤمنة أنَّ الله أمهلَك وستر عليـك لكنّك تماديـتَ في إثمك ولم تشكُره على ذلك! أسألُ الله الهادي الجبَّار أن يَجبر كَسري
عليـك ويَهديَك.. كَنست الأرضيَّة واتجهت لغُرفتها.. إلى الواتس أب, رقم كَندي لم يَحفظه جِهازُها: الجازي-
الجازي-
ردي-
موضوعي ضروري-
الجازي: وش بغيت؟
حْمود: ماينقال هِنا.. حجزت لنا طاولة في بوتشارت قاردِن بكره
الجازي الباكيـة صُعقت من جُرأته بسوء المشاعر التي بداخلها اتجاهه وكُنتُ لو أتمنى أنكَ أفضل: تتوقع بالساهِل أتنازل عن ديني أولًا وعُرفي ثانيًا! أبيك تفهم شيء واحد بس أنا مو مثلك ولا تربيت كَتربيتك, إنت شخص ما تناسبني ولا يجي ببالك إنك تناسبني في يوم من الأيام وتجي بكل وساعة وجه تقول حاجز لنا؟ تتوقع راح أأمن على نفسي معك؟ انا بس أتمنى لك الهداية.. ضغطت على زِر الإرسال لتَتبعها بكلمة : “توكّل" وكُل ما فيها يأنُ وينادي كُل ما فيـها يبكي الحُب! بعدها بأقل من عشر ثواني إتصل هذا الرقم, رَدَّت.. لأن المواجهة ستَكون أفضل أنا التي ينعقدُ لساني في كُل مرةٍ أراه هذا الوقت المُناسب لأحكي/اُنهي
قبل أن يُباشر بالكَلام انفجرت بالحُزن الذي كان يتفاقم عليها طوال الـ5 أشهُر الماضية: وش تبي يا حْمود؟ تعبت منك يشهد ربي خلاااص ما عاد فيني أتحمل ابييي أنساك ساعدني عشان أنساك, بلعت ريقها ثُم أردفت: أنا يا حمود ما اؤمن بالحب اللي نقع فيه بالحراام.. قَطع حديثها الذي يُمد بالشهقَّات والأنات: أبي اتزوجك يالجازي
خَرجت شهقتُها الأكثر وجعًا الأصدق: وأنت كنت رجال صالح عشان أقبل فيك ولا يقبل فيك أبوي؟ تدري إني كنت أسوي حكاياتنا الحلوة لكن عقب ما عرف عنك ابوي ما عاد به رجا! صُدمَ هو وأكملت هي: أنت الوجع تعرف الوجع؟ اللي نمر عليه ونعَدي لكننا ما قدرنا نتجاوزه لأني حبيتك وما كنت عند حُسن توقُعاتي حتَّى! ولا كنت تحاول تصحح غلطاتك وتبتعد عنها وأنا اللي أدعي لك للحد اللي وصلت أدعي ان أكرهك فييه.. صمتت ثُم أتبعت: خلاااص ابعد عني سااعدني عشان أنساك الله يخليك ساعدني.. أخذت الزفير والشهيق كان يَخرُج من بين الكَلمات الموجَعَة.. أنا غبية لأني حبيتك في الوقت اللي شفتك مع بنت وبيدك كاسة وسكي وغبية يوم إني حبيتك أكثر وأنتْ تشعر لي ووقّفت العزف ما هو عشانه حرام عشاني أنا! ما كنت حاسس إني ربي يراقبك؟ كنت تتوقع إني راح أرضى عليك والله ساخط عنك؟ تدري على قَد ما حبيتك وقتها وإنت تقول اسمي قد ما كرهتك وكرهت نفسي لأني حبيت شخص بهذا السوء! إذا بتسوي فيني خير خلاص ابعد خل هالـ3 شهور تعدي وأنا مرتاحة
"لا شيء بَعدكِ يملأ القلب الحزيـن.. لا حُب بَعدكِ لا اشتياقًا لا حنيـن!"
-
هنـاي: أتمنى اعرف وش يسوون تحت
عبدالعزيز: روحي شوفي
هنـاي: تخيّل
عبدالعزيز: اقلقتيني.. امشي نشوف وش عندهم, سَحب كُرسيها للوراء ثُم أمسك يَدها بطريقة ارستقراطية.. نزلا للأسف حيث "البار" لتشهَق هناي وعيناها مفتوحتان على اتساعهما: وش ذااا استغفر الله العلي العظيم امش لا يخسف بنا ربي معهم
عبدالعزيز صخب بضحكته لشدة دَهشتها: عاد هذي باريس, وَد لو " يطقطق "عليها قليلًا
تدرين ليش باريس إسمها باريس؟
هناي باهتمام: لأ
عبدالعزيز يكتُم ضحكاته: الاسم مُشتق من " بار " و " يس " يعني إيه, بار إيه, يعني نروح البار يعني باريس عبارة عن بار
هناي بصَدمة ووجها مندهش: صدق عاد؟ الله لا تخزينا
عبدالعزيز يُكمل: اييييه يا بنت خالد هذي اللي متشفقة عليها.. عاد لا تقولين لي إنك قايلة لاحد عن روحتك لباريس ترى معروف بس السرابيت يروحون لها
هنـاي بأسى: يعني الحين أنا ***** ليش توك تقولي؟ ما عادني بطابتها مرة ثانية
انفجر عبدالعزيز بضحكاتِه: ههههههههههههههههههههههه ترى أستهبل عليـك يالخبلة



.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 24-02-14, 07:35 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




مسـاء الخير.. كيف حالكم؟ أتمنى تكونون بخير وصحة وعافيـة, أولًا تأخرت في تنزيل البارت لظروف قاهِرة جِدًا ولا أعلم ما إن تستمر أو لا.. سأُحاول أن اُنزل البارت الثامن يـوم الأثنين بإذن الله.. اتمنى لكم قراءة مُمتعة..

*البارت السـابع


بَعد أيـام جميلة وموجَعة قضياها في باريـس, عادا من فرنسا إلى مصر -القاهرة- تحديـدًا
ذهبـا مُباشرة إلى فندق "كمبينسكي النيـل" المُطل على نَهر النيـل
هنـاي: فرق بين أجواء فرنسا ومصر
عبدالعزيز: إيه مصر في اغلب الفصول حارّة, وش رايك بمساج؟
هناي: محتاجة والله
وحَجز لهُ ولها.. نامـا من "تَعب" السفر في الليلةِ الاُولى.. في صباح اليـوم التالي أصَّرت هناي لتذهب إلى الاهرامات..
هناي بوَجه سَعيـد ومُندهش: اجل متاحف اللوفر ودارالاوبرا.. يا حبي لهالحضارات يا عزوز
عبدالعزيز السعيد بسعادتِها: ندخل؟
هنـاي: ياليت
عبدالعزيز يُغيَّر رأيه بعد ملاحظته لمغيب الشمس: الممرات مرة ضيقة وانتِ فيك ربو
هناي برجاء: عادي
عبدالعزيز: استحي اسوي لك تنفس صناعي قدام الناس
هناي صمتت رُبما من حيائِها وربما لجُرأته
أردف: بيحيون سهرة غنائية بسرعة نحجز لنا مقاعد
هناي بعد أن كانت أعيُنها على الأرض رفعتها إليـه: وش تقول؟
عبدالعزيز: مثل ما سمعتِ
هنـاي: يضيق صدري لما اسمع لهالاشياء
عبدالعزيز: يا بنت الحلال مرَّة وحدة ما راح تضر
صَمتت, لأنها تعلم لو أنها جادلته سيبقى هو المُنتصر ولا تُريد أن تُرهق نَفسيتها
ذَهب هو لأخذ التذاكر جَلست هي على المقاعِد الصغيرة ثُم اتصلت على امها.. رَدّت خلود: هلا بالقاطعة امداك تنسينَّا؟
هناي تنهدت: وشلون أنساكم؟ وش اخباركم؟
خلـود: الحمدلله كِلنا بخير, وش اخبارك انتِ؟ متى ناوين ترجعون؟
هناي: بعد خمس أيام إن شاء الله, ثُم أردفت: وش اخبار أبوي؟
لم تُجب خلود, أحسَت هناي بوَجعها فقالت: وش تبين أجيب لك هدية؟
خلود: اللي تبين, يلا هذي هي أمي خذيـها
-
لم أكُن اُدرك عن هذه الكمية الهائلة من العَتب.. ولَم أُرد أن اُدركها, إن أوجع ما يُمكن أن يَحدث لي في هذا العالم هو سماع نشيجكِ بهذه الصورة.. بالصورة التي لا يسع للساني أن يَرد عليـكِ بها إلا بأنفاسي المُثقلة.. ولا يَسعُ لقلبي التَصديق! مُشكلتي أنكِ أحببتِني بصُورةِ الألم.. ولَم أكن أنا اريـد إلاكِ والصلاح! أن تَرفضيني بهذه الطريقة ما لَم تفعل أي امرأة قبلك! كُنتِ الاستثنائية ولم اكُن لاناسِبك.. في هذه اللحظة جميعي يَتمرد على عائلتي.. لأنَّ روحـي منكِ وجوارحي ستتربى على يَديـك, يا "موطني " ما ذاب من فَرطِ الهوى بكِ عاشقٌ مثلي ولا عَرَفَ الأسى إنسان.. ثُم: الجازي لا توجعيني يشهد ربي إني أحاول أصلح نفسي, لا تَرد سوى بشَهقاتِها المتتاليـة " علمني كيـفَ يموتُ الحب وتنتحر الأشواق؟ ": الجازي لا تبكين لا توجعيني دَمعك عزيز على قلبي والله
الجازي المُتعبة: بحفظ الله, واغلقت السَّماعة
شَعرُها الأسود الفاحم الذي تُشارك لونَه " تَرف" كان بفوضوية متوزعًا على أجزاء وسادِتها, ودَمعها الدافِق يتسرب ليستنشقه "جلالها" المزَخرف.. جسمها ينتفض بشِدة من حُمَّى الحُب, دَخلت ريم التي اعتادت على رؤية اُختها بهذه الصورة في الأيام الأخيرة: بطنك يعورك مرة ثانية؟ عمومًا الله يشفيك وامي قالت اشغّل لك الجمر عشان تدفين.. اتجهت للمدفأة الريـفية ذاتِ الطوب الأحمر واشعلت النار فيها.. قبل ان تَخرُج: ترى احنا طالعين
لو كُنتَ حلالًا لخَرجتُ معهم, ولتنهّدتُ الألم ولَخبرتُكَ بكُل بساطة أنني اُحبك وان عيناك جميلة وصوتُكَ اُغنيةُ لقلبي.. ولكَومتُ نفسي بِك في مثل هذهِ اللحظات الوعِرة, لو كنتَ حلالًا لما بكيتُك!
توضئت وصلّت وهي تُلحح بالدُعاء: اللهم لا تجعل قلبي يتعلّق بغيرك اللهم زِد قلبي حُبًا وتَعلقًا وإقبالًا عليـك اللهم أرح قلبي واجبر كسري اللهم واغنني عمّن سِواك.. فتحت المصحف وأخذت تتلو الأيـات بصوتٍ رخيم.. أصرّت على نفسها بأن تخرُج و"تغيّر جو" اتصلت على اختها: وينك
ريـم: في تيم هورتنز, شبّكت السماعات في جِهازها ووصلتها إلى اذنهابآيات السَكينة بصَوت " مشاري العفاسي " كَرهت أن تخرج وتستفز موسيقى الفلنتاين ذاكرتها المُحبَّة!
وصلت إلى حيث اُختها: مساء الخير ريمي
ريـم: مساء النور والسرور كويّس روقتي
الجازي: وش مطلعكم بهالوقت؟
ريـم: عشان الفلنتاين أبوي يقول تطوّل لا تسكر المحلات اليوم.. اسمعي تذكرين طيّبة وبناتها زيتونة ومدري مين؟
الجازي: اييه هذوليك الصوماليات؟
ريـم: ايه, الزبدة تعرفين اختك محبوبة الجميع, زيتونة عازمتني بكره بقاردن بوتشارت.. نَبَضَ قلب الجازي واكملت ريـم: تجين معي؟
قطعت حديثُهما النادِلة الاسبانية بانجليزية مُتقنة: من منكما تُدعى الجازي؟
الجازي مُتعجبة: أنا
قَدمَّت النادِلة لها كيسًا صغيرة من كارتير وهي تَقول: هذا لك, واتبعتها بغمزة
الجازي وريـم في آنٍ واحد: ممن؟
النادلة الفاتنة: لو كان الشخص يُريد أن تعرفيه لما استخدمني لكي اُعطيكِ اياها.. ثُم ابتعدت
ريـم وهي تسحب كُرسيها لجانب اُختها بفضول: وصار لك مُحبين وهدايا وحركات وكارتير بعد على انك ما تستاهلين يالنفسية يلا افتحيها خنشوف
الجازي كانتْ سَعيدة وحزينة في الآنِ نفسِه اما النادِلة الاسبانية فكانت تنظر لها بسعادة بالغة وحالمية.. فَتحت الجازي "البوكس" الأحمر المنقوشِ عليـه كارتير وقَلبُها يخفق بشِدة.. كانَ خاتمًا ذهبيًا تتوسَطُه ألماسَة
ريـم: واااو مرررة جميل ورايق البسيه يا جوجو
كانَ ضيقًا في اصبعها السبابـة, أتت النادِلة الجميلة وقالت: ضعيهِ هُنا-اشرت إلى البُنصر- إنهُ جميل عليكِ جدًا انامِلك تُذكرني بما كَتب المؤرخون الاسبانيون عن الأطراف الاندلسية القديمة
الجازي: هذا من لُطفك شكرًا جزيلًا لكِ, أخبريني في أيِّ وقت كانَ ذلك؟
النادِلة: بالأمس, انحت بطريقة ارستقراطية وهي تَقول: اتمنى لكم وقتًا وحُبًا سعيدًا
بَعد آخر رَشفة من "الاسبريسو" نهَضتا وهمَّتا بالخُروج لتتبعُهما النادِلة: آنسة الجازي انتظري قليلًا
التفتت الجازي لتراها محمَّلة بـ"بوكيـه" كبير من الورد الأحمر: لقد امرني ذلك الشخص بأن لا اقدمها لكِ لكنني لم أستطع إنها المُكملة لذلكَ الخاتم.. وعُذرًا على الإزعاج
الجازي: انتظري متى قال لكِ ذلك؟
النادِلة: منذُ أكثر من ساعتين
خبئت الجازي "الكرت" الموضوع في أعلى البوكيه عن اُختِها ريـم وهي تقول: لا تعلمين امي ولا ابوي اخاف يفهمون غلط الزبدة نقولهم إحنا شريناها
ريـم: اوكي.. تتوقعينها من مين؟
الجازي لتَقطع شكوك اختِها: اكيد من واحد كندي تعرفينهم مُعجبين بتمسكنا بعاداتنا, اهم شيء يختي الهدية ماهو مُهم من مين صح؟
ريـم باقتناع: صح, الزبدة بتجيـن معي بكره؟
الجازي وجدت ذهـاب اُختها كمبرر هي الذّاهبة من أجله تُحاول أن تخدَع نفسها: ايه
بعد عودتِهما.. ريـم اتجهت لوالدتها بينما الجازي لغُرفتِها "مُتحمسة" لما بالكرت.. خَطهُ الفخم يُنبأ عن عروبة أصيلة عكسَ ما يتمتع هو بملامح بيضاء دقيقة اروربية نَقش بخطوط العاشِقيـن الحادة/المُخترقة لشغاف القلب: “كل عينٍ تشوفك ليتـها عيـني, وكِـل دارٍ تضمك ليتها صدري" حرَّمت علي أن اقرا هذه الكلمات منك! أتدري أن وقعها كان أكبر وأحد من " الهديـة " تَغشو السعادة على قلبي وتَسري الحُمرة على وجهي.. أن اُصبح وأنا ادعو عليـكَ وابكيك وأمسي وأنا سَعيدة بك واتمناك هذا ما يُصنفه علماء النفس بالانفصام.
-
فتحت الدولاب.. اختارت "بلوزة" رمادية اللون قطنية ذات شِعارات غريبة تُغطي صَدرها فقط وتظهر ما تحته.. هي التي نوَّت ان تَحرقها مُنذ فترة هذا الوقت لتَستعملها "وربما ضارةٍ نافعة" قالتها وهي تبتسم.. أرتدت "جينز" قصير يُظهر فخذيها ذا لونٍ اسود ليَنعكس بياضُها عليـه, تركت شعرها بفوضويـة جذّابة ونزلت للأسفل علت الدهشة على وجوه الخادِمات لمنظرها الغريب والمُثير لتجري الامور بطبيعية بالنسبة لها وهي تقول قبل أن تفتح الثلاجة: جاب حسين الكيكة؟
فتحت الثلاجـة ثُم الكرتون الكَبير, كما اختارت كيكة بورود حمراء على جِهتها اليُسرى "سبيكةُ" سُكر مكتوبٌ عليها بانجليزية: هابي فلنتاين
خرجَت للمجلس الداخلي وتَركت بالونات "الهيليوم" الحمراء والبيضاء تطير إلى السقف, احضرت بوكيه الورد الأبيض من غُرفتِها ووضعته على الطاولة.. بعد نصف ساعة من الترتيبات اتصلت على سارة: وينك يا عمري؟
سارة: هذاني عند لفة بيتكم
وصلت سارة وضمَّت "ترف" بطريقة غيـر طبيعية ومُقززة قبَّلت رُقبتها بعُمق بعد ان استنشقتها وتَرف الصامِتة بلا أي انفعال
سارة: وش هالاشياء الحلوة انا يشبعني جمالك وبَس.. وغَمزت لها
أرغب بالبُكاء, لستُ سعيدة أبدًا ولا أشعُر إلا بالخواء.. أنا تَرف مليئة بأكثر الاوجاع فتكًا على القلب, الآن أتذكر وَعدك يا مُحمد:” سأتصورك عليـلةً لاُشفيك, مُصابةً لاعزيـك, مطرودةً مرذولةً لاكون لك وطنًا واهل وطن " أنا العليلة المُصـابة المطرودة المرذولة "المُذنبـة" احتاجُك, يشهد الله بأني أخـاف على روحي من الجفاف/الهلاك فكُن غيثًا وامطرني.. وكُن رياحًا على سارة واقتلعها من أرضي الطاهرة, قطعت تفكيرها بوعده وعَهده تُريـد الحاضر فقط السيئ المنتقِم..
قدَّمت ترف الكعك لها وجَلست بجـانبها حرَّكت سارة يَدها لتُداعب حاجِب "ترف" شديـد السواد وهي تقول: هالجَرح مزودك جمال وش قصته؟
تَرف تَخلُق لنفسِها ذِكريـاتٍ اُخرى: طحت لما كنت صغيرة كانت امي ماسكتني بيد وبيالتها بيدَّها الثانية فانجرحت فيها
اومأت سارة ثم قالت وهي تبحث في شنطتها: تسمحين أدخن؟
تَرف تدعي اللامُبالاة: خذي راحتك
في هذه الأثنـاء دَخل أبا تَرف فجأة من بوابة المجلس الداخلي والسُرور والاستبشار بادٍ على مُحياه حتى رأى الطامةَ بعينه, خُيَّل له بأن "سارة " فتى حتى تنبّه لملامحها الانثوية.. اشتَّد سواد وَجهه لم يكن هُناك مجال للغضب بل للإنهيـار, أن يرى ابنته بهذه الصورة يستحي والله أن يرفع عينه ومعها من تتشبه بالرِجال وتُدخن.. ضَعُف صوته ووَهُن عظمه: اطلعي الله يستر عليك, لمّت اغراضها بسرعة وخَرجت.. مع خُروجها خَرج صوتُه الشديـد الصوت الذي احتفظ بمداه من صباه لأرذله: امااا انتِ حرااام تكونين بنتي شي واحد بس باقولك اياه اليوم ملكتك جاي بابشرك واشاركك فرحتك اما الحين هذي الملكة ما هي الا شيء يقطع ولايتي فيك وابوّتي حتّى ما عادني ابوك من هاللحظة الله يخسك ويسود حياتك الله يعذبك ليتك لحقتي بامك ما جبتي لي الا الشيبة والشقا حسبي الله عليك
ثُم خَرج.. نادى مُحمد السعيد وكأن وجهه كُتلةُ مذّهبة عقد حاجبيه بعد أن رآه بهذه الصورة: وش فيك يا عمي
عسّاف: ابد يا وليدي البنت تعبانة وأنا بودي العقد توقّع عليه وان شاء الله ما يصير الا طيب, ربتَ على كتفه ثُم أردف ليقطع كُل مجال للحديـث: الله يحفظك
-
وصلتَا للحديقة في السـاعة العاشرة والنِصف
الجازي: يا جمالها اللي يشرح الصـدر
ريـم: تدرين إنها ثاني أجمل حديقة بالعالم؟ وينها زيتونة بادق عليها.. اتصلت عليها وحددتا مكان اللقاء
الجازي: مايمديني اقطف ورد؟
ريـم: يعني أمس جايك حوالي المية وردة ماملت عينك
الجازي: سخيفة ما اشبع من الورد أنا
إلى النافورة الراقصة حيـث حددتا تبادلا السلام.. ومن ثم ذهبنَ للكوفيّات المبنية بشكل ريفي
الجازي بانجليزية: اود لو اجلس معكم.. لكني سأتفرج قليلًا منذُ مدة لم آتي إلى هُنا
ريـم: تسوين خير واتبعتها بضحكة
ابتعدت عنهم وهي تتأمل النـاس القُلل والزهور المُتفتحة والعاشقيـن المسروريـن.. رأت امرأة شديدة السواد بملابس مُثيرة رغم برودة الجَو تُظهر سوادَها الشنيع وبجناِبها زوجها كما حللت الجازي زَوجها الفاتـن كممثلي الهوليوود, تمتمت وهي تحدق فيهم بذهول: ياااويلي اكيد امها وجدتها وقبيلتهم الافريقية بكبرها داعية لها وش ذااا, إلى أن بكى طفلهم ذو البشرة البيضاء والملامِح الكبيرة الخَشنة كوالدته هو المَرعوب من شَكل الجازي/خمارُها.. ابتعدت عنهم باحراج.. هي السَعيدة وجِدًا تُحادث نفسها: من هواياتي التحديق في الآخرين.. مَشت في ممر ضيّق مُظلم بفعِل الأشجـار الشاهِقة إلى أن وصلت للحَديقة السُفلية/المَعلم.. صوَّرت المنظر من الأعلى.. ونزَلت للاسفل.. ثُم الى الدَرج في الجِهة الأُخرى إلى أن لمَحته.. خفُق قلبها وضاقَ كثيرًا, توقفت لتراه جالسًا على كُرسي خشبي ويبدو أنه يُفكر بعُمق.. ملامِحُه باهِتة جِدًا ومَلابسه كانت ثقيلة ضِعفَ برودة الجَو, بعد مرور لحظات انتبهَ له أشرقَ وجهه.. ووقف ثم اتجه إليـها, بابتسامَة عذبة: صباح الخير
الجازي: صباح النور
بحثت عيناه في يدها وتنبه للخاتم, ادخلت هيَ يدها بسُرعة: اعجَبَك؟
الجازي: إيه
حْمود: بس؟
صمتت ثم أردف هو: جميل على يدك
صمتت مرةً أخرى
حْمود: طيب عشانه آخر يـوم خليني اتذكرك ذِكرى حلوة..
تَكـاد أن تَهوي على الأرض.. لم تَحسب حساب رؤيته, رُبما بفعل كلماتِها الحادة ليلة الأمس
حْمود: شُكرًا لحضورك
ودّت أن تقول له "مو عشان سواد عيونك" لكنها احترمت مشاعِره اولًا ولما أسعدها بِه ثانيًا: عفوًا
بعد أن مَشيا في الممرات الضَيقة والبَعيدة.. وَد لو يقطع صمتها: تدرين وش قصة الحديقة؟ هـ.. قطعت حديثه: إيه اعرف القصة.. ابتسَم هو رُبما لجفاوتِها الجميلة بعَينه.. بلا هَدف تمشي أقدامُهم إلى ممر أضيق بالكَاد يسع لشَخصين, توقفت هي ثُم قال هو: نرجع؟
الجازي: لا نكمّل.. التصقت بالجِدار وهي تمشي إلى أنَّ رأت كلبًا اسود ضخم في الاتجاه المُقابِل, خفق قلبُها بعُنف,هي المُصابة بفوبيا الكِلاب, لا إراديًا تمسّكت بيـد حْمود.. كما تفعل دائمًا مع اباها, خرجت أنفاسُها قويَّة.. اشارَ هو للمرأة الصينية صاحبة الكَلب بأن تعود لكنها أكملت مُتقدمة غيرَ آبهةً بِه, كان الكلب ينظر إلى الجازي وهو ينبح فاتِحًا فاهُ المليئةَ باللعاب.. اقتربَ اكثر الفاصِل هو مترَين فقط.. صَرخت الجازي بحِدة.. بسُرعة وَقفَ حمود أمامها وظَهره ملاصق لوجهها تمتم: لا تخافين, قرّب الكلب وجهه لرِجل الجازي من الجانب الآخر لتضم الجازي حمود وتُعلق نَفسها به.. ضجَّ الناس القلل المارين بالضحك.. رفَس حمود وجه الكلب برِجله حتى سَقط.. غضبت الصينية ليَقول هو: اللعنة عليك وعلى كلبك أيتها الشمطاء البلهاء ممنوع دخول الكلاب للحديقة وسأُبلغ عنك لما سببتِه من ضرر

.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 01-03-14, 02:12 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

هذه احدى روايات باقات شهر مارس جديد × جديد

سنحرص نحن المشرفات على نقل لكم الفصول أول بأول

وإذا حدث أي تأخير فاعلموا أنه من الكاتبة نفسها لا من الناقلة

لأن كما تعلمون لكل كاتبة ظروف يجب أن نقدرها لأنها تتفانى من أجلنا نحن القراء

وإلى ذلك الموعد القادم للفصل الجديد قراءة ممتعة لكم جميعاً......



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-03-14, 12:22 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مسـاء الخيـر والطاعة.. كيـف حالكم؟ عسـاكم بخير وصحة وسـعادات ()

البارتْ الثامن اللي هو اليـوم ولَه تكملة غدًا بإذن الله.. + عِندي ملاحظات حَول جُزئيـة اليوم:

1-عشاء في الظلام.. هذا كان قبل أكثر من شَهر.. عشاء خيري في مَطعم الكريستال بالفيصلية, قدموا بِه فاقدي البصر الاستضافة والتقديـم بالظلام الدامس لذوي البصر.. السواد اللي يشوفونه هُم.. كانت تجربة فريـدة وجِدًا جميلة وغريبة.

2-حاولوا تقرون حَدث "ترف" بكامِل تركيزكُم

أتمنى لكم قراءة ممُتعة ولا تحرموني من حلاوة ردودكـم.. حُبي وتقديري لكِل شخص مُتفاعل مَعي وموجِه :" ()

اليـومَ اوقِن أنني لـن أحتمل وأنَّ القلبَ مثقوبٌ ومجروحٌ ومَهزوم.

-روضة الحـاج.


حْمود: شّاكة برجولتي؟
الجازي: مو مسألة شاكّة برجولتِك, لكن هالعِلاقات مشكوك فيـها أساسًا
حْمود: توقّعتك عصفورة
الجازي: ترى العَصفورة تقوى الأسد لا تستهين بها
حْمود يُخرج جوَّاله: ببدأ من الصفر.. ثُم اتصَل بوالِده, جلَس مُتربعًا في المُسطح المليئ بوَرد التوليـب والخالي من النَّاس.. أما هي فكَانت واقِفة, رَد والدُه عليـه وبَعد السلام والسؤال عن الأخبار وَضع حْمود جوَّاله على "السبيـكر" ثُم قال مُباشرة ليَبرز للجـازي رُجولتَه: يبه لقيـت لي بنت حلال
الأب بعباطة: من يهود بني قينقاع ولا بني النظير؟
حْمود: يبه أنا مكلمك عن الموضوع قبل فترة, وش قلت؟
الأب: الله يوفقك يا ولدي, الباقي تستشير امك
وَضع حْمود جِهازه على اُذنه وهو يتحَدث بأمورٍ اُخـرى كان ينظر إليها بانتصار وسَعادة وابتسامة زيَّنت مُحيَّاه ليبدو فاتِنًا أكثَر وأكثَر بنظرها "مَل الخجل فيـك ما مليت من شوفِك.. واغمض عيونـي عنك وأنسى انك عيوني.. ما جيـت أعاتِب حبيبي جيت ابا اشوفك.. وش عـاد لو كِنت بين الرمش وجفُوني؟" بَعد أن أغلق السمَّاعة نَهض بطولِه الشاهِق واقترب من أمامِها وهو يقول بخُبث: ما استاهِل شيء على هالإنجاز؟
الجازي بغَضب: قاعدة افكِر بالخُلع من الحين
حْمود ابتعد وهو يضحك: استهبل ياحُرمتي, طيب شوفة شرعية؟
الجازي: يقال إنك ما شفتني ساعات أشك إنك عاد حبَّات شعري.. ثُم أردفت: حمود تأخرت على ريـم
حْمود كالاطفال: طيب شيء عشان الوَداع؟
الجازي بجديَّتها القاسيـة: حط ببالك إن هذا آخر يوم أشوفِك فيه.. إلا اذا كتب الله لنا الزواج.. أصلح نفسِك يا حْمود ماهو عشاني! عشان ربي وثِق إن ربي لما يكتب لك الصلاح والهِداية راح ييسر لك أمورِك ويسعدك.. قاطِع الخرابيط اللي تشربها, وعلاقاتِك المُحرَّمة اللي من ظِمنها أنا, تدري اللوعة اللي تصير بقلبك اتجاه الهَوى هذي راح تقويَّك, اقوى عشان تثبت رُجولتك بعيوني وأنا غلطت لأني جيت.. وكالتبرير لغلطتِها: لكن الحسنة اللي أرجوها إنك تنتفع بكلامي! الله يخلي عمرك ويحفظ شبابك ويهديك يا حْمود.. وبخُفوت: ويهديـني أنا
نبضاتي تَخفقُ بشِدة عِند كُل كلمة.. حُنجرة الفطرة السليمة التي بي " خرجت " لكني الآن لا أفهَم تناقُضاتي.. وأخاف من هذا الحُب الذي يجُرني يومًا ويومًا للهـاوية.. لم آتِ إلا من أجل "شوفة
عيـونَه" كانت ريم سَبب بسيط! وكَلماتي له ما هي إلا مُبرر لعَدم تأنيب الضمير.. يا الله بَعد خمسة ليالٍ من الحادِثة ما زالَ وقعُها حادًا في قلبي, أعاهِد الله أن اَغلبَ هوايَ واقوم نَفسي.. في هذه الليلة القمراء تشَهد النجوم السَهراء على ذلك
-
أتعرف ذلكَ الشُعور بالأسى؟ حالـة لا تَجعل لك مُتنفسًا لأحزانـك! لا تستطيـع بها البُكاء والصراخ والعَويـل.. تتصلَّب أنتَ حينها كالأموات.. الأغرب أنك تَعيش قِمة البؤس والحُزن والأسى لكِنك في اللحظة ذاتها تعيش السَعادة! أحاول حتَّى ان ابكي أيَّ شيء يا مُحمد! الفقد قاسٍ, لا يُعوض.. والهَجرُ والصَد من أبي هو الهَلاك!
أتأملُ السقف المُزخرف بِدقة وتعقيـد, كَأفكاري وعَيني خاويـةُ الدموعِ والمشاعر.. جبيني الباهت كساحةٍ غَبراء هُجرت منذُ عُقود.. لا قُبلةٌ كالمطرِ من أبي لتُحييها! يَنقطِع الكهربـاء فجأة بعَفوية: عشان أبوي دَعا علي وقال الله يسود حياتِك, مضَت عشرُ دقائق لا قوةَ لي بالنُهوض أو النِداء..
ببَحةٍ حزينة: أبي أنام.. تتقلب "ترف" في الظلام الدامس إلى أن فجَعها صَوت الحركة التي تحُدث فوق "الجِبسيَّات" وتَسمعُ هَمسـات..يبدو أن هُناك "حرامية" في الأعلى, انتفضَ جسدُها ثُم وقفت بهدوء لتتكوَّر في جهةٍ قصية من الغُرفـة.. تَخرُج أنفاسُها عالية ومُثقلة أكبر من قُدرتِها على التصديق.. تساقطت دُموعها وأخيرًا. دُموعُها البيولوجية المَدفونة منذ عُصور التي خرَجت بفعِل مضخَّاتٍ من الخَوف.. فُتحت فتحة "مُكيّفات السبيلت المَخفية" وخَرج منها نور الكشَّاف وهُناك أشخاص يتكلمون بلغةٍ لم تفهمها هي, بهُدوء فراشةٍ خائرةُ القوى نَهضت.. مَشت على "الباركيه" بكامِل تَركيزِها الذي تعلَّمته يومَ "العشاء في الظلام" تُحاول أن تتخيَّل موقِعها.. تَمشي بهدوء وجسَدها المُرتعش يُجاهد على المُقاومة.. إلا أن وصَلت للدرج الجانبي, بينما الأصواتُ تقترب وضوء الكشافات على بُعدٍ قريب مِنها
-
أم عبدالملك وهي تَرتشف القهوة: لمتى وإنتِ مو راضية تتركينه؟
خلـود: هذا يمه يُسمى إدمان الانترنت لازم اتعالج بكبسولات نفسية
أم عبدالملك: أنا أعالجتس بالخيزرانة
هنـاي: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه
نَهضت خُلود من الكَنبة ذات الزَخرفة الفخمة ونادت خادمتَهم: فرردووووووس تعالي شيلي معي
جَلبت السماعات الضخمة من المخزن بمساعَدة فردوس وشَبكته بجهازِها "الآيفـون" ليَضج البيت: أقوولهااا أكبر عن الدنيـا حبيبي اشتقت لك... أم عبدالملك وهناي المصدومتان خلود بابتسامة بلهاء وهي هامَّة بالرقص: عشان عَودة الغائِب هنّو الحُب.. قومي نرقص
أُم عبدالملك: خافي ربتس
خلود المتمايلة: بالله هناي شغلي لها وقولوا اسم الله تهجدها
هناي: ههههههههههههههههههههههههه هههههههه استغفر الله
خلود وهي تنظر لفردوس السَعيدة بنظرات غَزلية: احتاجلك واحتااجلك واحتاجلك أكثر من أنفاس الغريــق اللي جهل موج البحر
هناي: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه وش السالفة؟
خلود: ما تدرين الحرمة طايحة بحب سليمان(السائق) ثُم رفعت صَوتها: أحبببك فردوس فورايفر
فردوس سَعيدة جِدًا وتتمايل كإعصار قمعي برَقصها المُضحك.. هناي تألَّم بطنُها من شِدة الضَحك
خلود: لا تضحكين يا حيوانة شعرفك برقص اصدقائي الهنود الحمر
أتت فِردوس وهي تحمل صينية العصائر, بعد أن وضعَتها على الطاولة اتجهت لأم عبدالملك وجلست بين رجليـها: ماما أنا يبي روح حق سليمان
ام عبدالملك: ليش ان شاء الله؟
فِردوس: ماما أنا أخو بابا هيَّا
خلود بهَمس لاُختها: ومن الحُب ما قتل وما قرب
هنـاي بذات الهَمس: الرجال متزوج
خلـود: الصدمة الثانية ان في مُعتقداتهم حرام يتزوج على حرمته الاولى يعني العلاقة باطلة وما منها رجا بلا شَك
إلى ان قَطع حديثهما بكاء فِردوس: أنا يحُبي يا ماامااا أبي يبي ررووح
-
كانت مُستلقية على الكَنبة الريفيـة الجَميلة بصَالتهم "المَلمومة" و ضاعتةً رأسها على الطرف وشَعرها الأسود الطَويل موصولًا بالأرض.. مُغمضَة عيناها وأشعة الشَمس الذهبية تُداعب جَبينها الأبيض الناعِم.. إلى أن سقُط السَقف عليـها كما خُيَّل لها.. عضَت بطَن ريـم الذي كان عِند رأسها لتَنهض "ريـم" بألم مُباشرة: احح
الجـازي: بغيت أموت يالفيل اتقي اللله
ريـم:هههههههههههههههههههه� �هههههههههههههههههههه, همَّت الجازي بلَسع اُختها بسماعات جِهازها لتَقول ريـم بجديَّة: تَرف يالجازي صار لي شهر أتصل عليها ولا ترد!
الجازي بخَوف: صدق وش فيها أنا بعد صار لي فترة ادق عليها بالتانقو ولا ترد
ريـم: تدرين إننا مقصرين معاها مرَّة
الجازي بتَفكير عميق: آخر مرة اتصلت عليها ما كان وضعها طبيعي!
ريـم: اكيد بتكون ماهي بطبيعية أمها متوفية وعمي عساف مشغول دائمًا
-
لا قُدرة لـي يالله على الثبـات.. ساقاي تنهاران والقِطة ذات العيـون المُضيئة تقترب, أعيـش الفاجِعة الحَقَّة.. الإنهيـار.. الإحباط.. الخَوف! لأنَ أبي ما عادَ يقوم بحمـايتي ما عادَ يُكومني في أحضانـه العَظيمة.. هَو الأب والأُم والأخوة.. ما عـادَ حتَّى أبًا, اليـوم آمنت بأن لا أحدًا يشعُر بنا غير الله! لا أحـد يعلَم بأوجـاعِنا ويعيش فواجِعنا غيـره! اليـوم أدعوه بإسمه الأعظم وبأسمائه الحُسنى وبصفاتِه العُليـا وبرحمته التي تَسع الأرض والسماواتِ الدُنـا.. أن يَستُرني عن كشَّافتِهم ويَعميهم عَني.. أن يبسُط رداءهُ علي فما أحتاج ولا أحب وأكتفي بِه سُبحانه عن العـالمين. تَمتمت " يـارب يـا رب " إقتربت القِطة, لكنَّ أصوات "الحراميـة" ابتعَدت ويبدو أنهم في نَفس الغرفة التي دَخلوا مِنها, بِلا إراديَّة رَفست "تَرف" القطة من وَجهها فسقَطت من أعلى الدَرج وبدأت تموء.. أما عَن الطفلة "تَرف" فمَا عادت قادرة لا على المُضي ولا على الوَعي, لأن أفضـل ما نَفسها قُتل.. الشُعور بالأمـان!
-
خُلـود: أصلًا أنا أكره القصيـم واهلها
هناي: اولًا احتفظي بهالكُره لنفسك الشيء الثاني أهل القصيم مستغنين عن حُبك
خلود: ههههههههههههههههه يالله عزوزي غيّرك في بضعةِ اشهر
هنـاي تُمثل الحالمية: عرفت بعد عزوزي شكثر أهل القصيم كويسين ولطيفين
خلود: يالله تغيير جُذري حتى ما عدت أصدق إنك اختي هههههههههههههههههه بعدين تراهم يحبون نفسهم واجد إعرفي آخر مرة رحنا القصيم والمُخيم واللجة ذي.. يقال لي أنا والجوهرة بنرفه على نفسنا ولا رجعنا معكم للاوتيل عاد تخيلي لما جَوا ينامون أرسلوا سواوويقهم وجابوا بطانيَّات واحنا ننتظر أحد يتبرع لنا وجت نوال قالت: تلحفن بالفرشة! الفرشة الحمرا اللي تحتها التراب تخيلي! انا والجوهرة صرنا كالأيتام والله خيييير المصيبة الثانية والأدهى والأمر بعد الفجر البنات سهرانات ويسولفون وأنا والجوهرة مرة تعبانين نبي ننام ما قدرنا من كركرتهم ويوم جت الساعة 8 قاموا الجدَّات ولجونا بسوالفهم حقت سنة الطـ*** وقتها جتني الدورة قعت اصييييييييح لا نمت وبطني يعورني وكررررههههتتتتتتهههههم وعلي الحرام إن طبيت القصيم مرة ثانية لا عادت
هنـاي: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه ما تسوى عليكم.. كلامك نوعًا ما صحيح لكن لا تحكمين على القصيم وأهلها منهم.. فيه الزين وفيه الشين
خلـود بلامُبالاة: أجل في قمة الكِذا وكِذا يقولك احبتس ههههههههههههههههههههههههه هههه ماعليش ماهي مُعبرة ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههه
هنـاي تَكتم ضحكاتها: للحين تدرسون لُغتي الجميلة مادري إيش؟
خلود بخُبث: تضيعين الموضوع ها؟
-
هـل الحُزن قَدر لا يُمكن أن تفاديـه هذه الطِفلة النائمة بسكون الأموات؟ أتسائل كيـفَ لملامحِها المُفعمة والمُحمرَّة دومًا كالزهر أن تُمسي قاتِمة بائسة.. يوجعنـي والله أن أراكِ بهذه الصورة.. وأعلم أن الحوادث التي طَحنتكِ بلا رَحمة ما هي إلا طريـق للانسداد وعَدم العُبور! أعلم أنكِ ستَقفينَ هُنا بعد العشرات من السَنوات بوَجعك الذي " يهدم ديـرة بعمايرها " بنَفس الإحساس المؤلم هذا.. أرجوه أن يُحيي روحكْ فزهرةٌ مخمليـةٌ رقيقة حرامٌ أن نبكيـها.. قَطعَ تفكيره تَمتمة عسَّاف ودعاؤه: قسيـت عليها أنا يا محمد! يشهد ربي إني متألم ازوَّد منها! وَضع عسَّاف طرف شماغه الأحمر الناقِع على عيناه مَليئةْ الدَمع.. فخَرجَ مُحمد.. وبخروجِه دَخلت الطبيبة: إنهيار عصبي أساسي أخ عسّاف ميكانزيمات جسمها عاجزة عن التأقلُم وفي حال إنها انفعلت ممكن تُصاب بأمراض خطيرة فحاولوا تكونون لينين معاها.. علاوةً على إنها في هالمرحلة تحتاج لبنات من جنسها, فكُن لها يا أخ عسَّاف الأم والاخت.. القت نظرها على الفحوصات التي بيديها لتُردف: هذا من الناحية النفسية أما الجسمية فقر دمها حاد وهي عُرضة للاصابة بالانيميا المنجلية اللي ممكن تسبب سرطان لا قدّر الله.. فلازم تاكل أكل صحي وغذائي, اما عن فقدانها للشهية فراح اكتب لك ادوية لها..
في هذه الأثنـاء ارتفع نَبضها بشكل مُريب واحمرَّت واحترَّت وجنتاها.. فَتحت عـيناها الواسعة/البحريـة.. وهي تبدو في حالة اللاوَعي بسُرعة تقدَّم عساف لها وهو يضم وجهها بكفَّيه لتقول هي بهذيـان: بابا.. يا بابا
عسَّاف بمَعنى عميـق: يا عيون بابا
تَرف بالحُزن الذي يَشطُرهما: كييف تحسّ بالأبوَّة؟ كيف يحس الأب بأبناءه؟ ما طلعهم من بطنه زي الأُم, ما تعب عليهم وتألَّم, صَمتَ لأن الحُزن الذي يُواجهه لا الكلمات تُسفعهُ ولا المَعانـي لأن الإجابة هُنا تكونُ مُفلسة وخاليـة.. لأن الحزيـن/القـاتل لا يَجِد العزاء فيما يقول.. أكملت تَرف: مُعلمتي قالت اللي فَقد اُمه فقد خيرًا كثيرًا.. أتبعتها بشهقة مروعة.. انتفضت الطبيبة وخُيَّل لعسـاف أن روح تَرف
خرجت مَع هذه الشَهقة.. إلى أن سالت دُموع تَرف بآليـة وَضع عسَّاف يده اليُمنى عِند صدرها ويَدهُ اليسرى فى ظَهرها وأخذ يَتلو الآيـات عليها بصوتٍ رخيم حَي, أباكِ يا تَرف يوَّد أن يجمع الهواء في يديـه ويُقدمهُ لك لتتنفسي جيدًا لئلا تختنقي أن يُخبئك عَن الدُنيـا ويُقبل روحـك.. رفعت وجهها الصغير إليـه لتَفيض دموعها كسدٍ انفجر ويبدو أنها الآن وَعت.. بَكت كَحُزن المدائن على فراق سُكانِها.. كَلوعةِ أُم على فقدان أبنائها.. كالأحزان الكُبرى والغُربة في هذه الحيـاة.. بَكت المَوت والحُب والهَلاك والخَوف وانعدام الأمن بكتها وهي متَشبثة بأباهـا.. وَدت لو تحفر شيئًا لتتصل بعُروقه وتَشعر بالأمـان.. لو تُمسك يَده فلا تنفَّك عنها أبدًا.. لو تَكون الأقرب إليـه من ثَوبه وشماغه لو تُحوَّل لـ"كبكٍ" في كَفَّيـه.. بصَوت المَهزوزةِ قلوبُهم: ليييه تركتني لحااالي ليييه؟ ثُم غصّات.. مو أنا بنتك حتى لو تبرأت مني ربي بيحاسبك علي؟ أنا الرعيّة يا بابا هِنت علييك؟



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مُلُوك, الرؤى, الظل, بقلم, وسواد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.