آخر 10 مشاركات
روايات بتحبوها كثير وانامعاكم (((دليل الروايات حسب الاحداث))) (الكاتـب : fabiola - )           »          75 - أرياف العذاب - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          261 - عروس الوقت الضائع - رينيه روزيل (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          صراع الحب (32) للكاتبة الرائعة: زاهرة *كاملهـ[مميزة]ــ* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] جبروت الشيخ وقلبي ، للكاتبة/ بنين الطائي "عراقية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماهو رأيكم في هذه الرواية بعد قراءتها ؟؟؟
الرواية في منتهى الروعة 25 75.76%
الرواية جيدة 6 18.18%
الرواية متوسطة 2 6.06%
الرواية ضعيفة 1 3.03%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 33. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-09, 01:22 AM   #1

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي {{ لعبة الحظ }} -- [ روايات ألحان ] كتابة


لعبة الحظ ( روايات ألحان )


الملخص


ولأول مرة منذ قرن من الزمان تسبب الحقد في حادثة وفاة , لكن ..

كان من الواضح أن هذه الحادثة المآسوية قد وضعت نهاية أبدية لتلك الحرب

وكان اللقاء بينهما ..

وعانقها بحرارة وهما يتأملان هذه الحادثة التى لاتنسى والتى سطرت لهما


سعادة غير مسبوقة
رابط كتاب الرواية وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

رابط كتاب الرواية pdf

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

رابط كتاب الرواية txt

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي









التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 08-06-14 الساعة 07:36 PM
* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 01:29 AM   #2

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


مقدمة


شهد فردوس إحدي الجزر غرس الوداد يزدهر في قلبين شابين ويغذي عابيره عروقهما .

ما لبثا أن عادا إلى الوطن .. إلى الواقع .. ساحة التطاحن بين الأسرتين العريقتين منذ قديم الزمان .

لكن .. وعلى النقيض مما قدره شيكسبير لبطليه الشابين روميو وجوليت ولد هذا الحب ليحيا .. وليحيي ..

زخرت هذه الرواية أيضا بما يرقي إلى بصمات مشاهير روائيي المغامرات .

إضافة إلى الأحداث المشوقة الأخرى .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 01:30 AM   #3

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


شخصيات الرواية


- إيان ستوارت :


مهندس شاب - بطل الرواية .


- براندون ستوارت :

رجل أعمال - والده .


- ميشيل لوجان :

باحثة - بطلة الرواية .


- شارل لوجان :

رجل أعمال - والدها .


- جوناثان لوجان :

مهندس شاب - شقيقها .


- جاكي فلين :

صديقة البطلة .


- نيكولاس سولتر :

صديق جاكي .


- ستيف أشتون :

زميل للبطلة بفرع آخر من الشركة .


- هيلين جوردون :

صديقة شابة لكل من : براندون ستوارت وشارل لوجان .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 01:32 AM   #4

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الغلاف الأمامي

لم يتوصل أحد إلى معرفة أساس ذلك العداء القديم القائم على مدى بضعة أجيال بين عائلتي لوجان وستوارت
وبدلا من أن تضع هجرة هاتين العائلتين إلى أمريكا نهاية للكراهية بينهما عملت على إذكاء نيران ذلك الحقد الأزلى . لم يكن شباب الجيل المعني قد بدءوا يكنون لأقرانهم مشاعر الظلم والضيم فامكنهم السمو بمشاعرهم عن أحقاد من يكبرونهم .
بدافع من روح المنافسة البحتة أمتلكت كل من عائلتي لوجان وستوارت مساكن متطابقة وشركات متماثلة , ثم وقع الحب بين إيان ستوارت وميشيل لوجان . ماالذى كان من أمر هذا الحب ؟ هل تطور ونما ؟ هل أفلح الحب أن يبدد العداوة بين الأسرتين ؟ أم كان الأمر على خلاف ذلك ؟ هذا ما ستعرفه - معنا - أيها القارئ الكريم بمتابعة القراءة لهذه الرواية .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 01:32 AM   #5

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الأول


تأمل شارل لوجان بعينين رماديتين تنطقان بالحقد وجه نجله .
- واضح أنه لايمكننا إثبات أى شئ ؟
- لا شئ يمكن إثباته يا أبى . كان المفتش من المكر بحيث لم يودع المبلغ بحسابه . ويرفض المخبر التصريح بما يعرفه .
- لكنه واثق بأن ذلك كان من عائلة ستوارت .
تلقى جوناثان ذلك السؤال بابتسامة ساخرة :
- أنه أمر بديهي ! تسلم المفتش مبلغا من المال لقاء تأخير موافقته على تركيباتنا الكهربائية إلى أقصى حد ممكن بهدف السماح لعائلة ستوارت بأن تتقدمنا وإذا لم نهتد إلى وسيلة لتهدئة لإعاقة , إنشاءاته فلن تكون لنا أية فرصة .
التفت الوالد نحو نافذة مكتبه : ليتأمل من خلالها مشروعه الأخير الذى ارتفع عن بعد نحو السماء .
بدت ناطحة السحاب من الخارج تامة الإنشاء لكن ما لم يسجل المفتش موافقته على التركيبات الكهربائية فلن يمكن إنجاز اللمسات الأخيرة بها .
- ماذا نفعل يا أبى ؟ إذا وضع ستوارت الحجر الأخير قبلنا فسوف يتمكن من الفوز بعقد تكترون وقوامه بضعة ملايين من الدولارات . وسوف يكتسب شهرة في كل من أتلاتنا على حسابنا .
أجابه شارل لوجان بصوت هادئ تماما :
- لن يمكنه أن يضربنا فيما يتعلق بالإنجاز . أؤكد لك ذلك وسوف نبذل كل ما بوسعنا لمنعه من ذلك .

# # # #
جلس براندون ستوارت يصغي بإهتمام إلى تقرير مدير أعماله قبل أن يسأله :
- يا إلهى ! يا بيتر ماالذى حدث ؟ نعمل مع هؤلاء الموردين منذ سنوات .
رفع مدير الأعمال كتفيه معبرا عن عجزه قائلا :
- لا أعلم يا سيدى . ذلك القدر من المواد الذى طلبناه غير سليم بمخازنهم أما الرسالة التي تسلمناها فهي غير مطابقة لمواصفتنا . كل ذلك يدعو إلى الشك في أن ..
- لوجان !
قال براندون ستوارت ذلك وهو يبصق احتقارا .
أجابه مدير أعماله :
- لا أرى كيف يا سيدى : على الأقل .. جميع الموردين الذين نرى منهم مضايقات هم موردهم أيضا . ربما إنهم يوفون بطلباتهم قبل طلباتنا .
قال براندون ستوارت مؤكدا بنبرة قاطعة :
- ينبغي أن نضع نهاية لذلك . ولا أبالى كم يكلفنى ذلك .. لن أسمح لذلك الوغد بأن يخدعني .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 02:40 AM   #6

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



الفصل الثاني



- أبحاجة أنت إلى أية مساعدة ؟
ما إن رفعت ميشيل لوجان رأسها حتى ارتسم الخوف واضحا على محياها . أما هو فسكن تماما عندما تعرف على شخصها كما لو كان فى مواجهة جدار ما . لكنهما لم يظلا على حالة التجمد هذه طويلا :
لأن حركة أنيقة بيد الفتاة أشارت إلى البخار المنبعث من تحت غطاء حقيبة محرك السيارة المنتظرة بجوار حافة الطريق . بينما قالت الفتاة :

- لقد أسلمت الروح .

أجابها بنبرة ودية دليلا على أن قدرة آل ستوارت على التغلب على روح العداء تفوق آل لوجان خاصة وان ميدان القتال بين العائلتين كان على بعد لا يقل عن ثلاثة آلاف كيلو متر منهما :
- سوف ألقى عليها نظرة .
بينما انحنى إيان ستوارت فوق حقيبة محرك السيارة رمقته ميشيل بنظرات القلق وهما في ذلك الطريق المهجور الذى تحف به أشجار الجوز الهندي . كما لو كانت تخشي مفأجاة ما وهي بصحبة شاب من آل ستوارت .
لم يفته ملاحظة موقفها المضحك هذا . ومع هذا التمس لها عذرا في أن والدها الذي كان أحري به أن يكون أكثر تعقلا .. ما إن يفأجا بها بصحبة إيان حتى يحرمها من الميراث أو يهددها بذلك على الأقل .
لكن شارل لوجان في أتلانتا على مسافة آلاف الأميال من هذا الطريق المشمس بجزيرة مارتينيك والذى يمتد إلى حصن فرنسا .. بما لايدع مجالا لأية احتمالات أن يرى أحد من المعنيين بالمشكلة أن ممثلين لطرفي النزاع العائلي - القائم على مدى بضعة أجيال متعاقبة - قد التقيا في هذه البقعة بطريق المصادفة .
تأملت ميشيل عدوها بأكبر قدر من الموضوعية . خلبها جمال طلعته الذى ينم عن ممارسة منتظمة لأحدث أنواع الرياضة البدنية بطول قامته وقوامه الرياضي .
إذ كان من ذلك النوع من الرجال الذي ما يلبث أن يلفت أنظار الجنس الآخر .
ارتدي بنطلونا من الجينز مع قميص أبيض . وميشيل التى عادة لاتحس سوى جاذبية طفيفة نحو ذوي الشعر الأشقر وجدت نفسها عاجزة عن أن تحول بصرها عن خصلات الشعر المتموجة الشقراء التى زينت مقدمة رأسه مظللة عينين زرقاوين كاد أن يتسما بالشفافية .
كان تعارف ميشيل وإيان ستوارت من نوع خاص جدا . إذ أمتلكت كل من أسرتيهما مسكنا فاخرا وشركة إنشاءات راسخة الأركان في أتلانتا . كما أن جوناثان شقيق ميشيل في مثل عمر إيان .
ومن هذا المنطلق اشترك ثلاثتهم في مباريات رياضية وفي مسابقات للفروسية . كما اشترك الشابان في مباريات كرة القدم التى كانت تقام بين الجامعات .
تبلغ ميشيل من العمر ستة وعشرين عاما . وإيان واحدا وثلاثين . وكانت هذه هى المرة الأولى التى يلتقيان فيها على انفراد وهما بالغان .
ظلت الفتاة طوال حياتها تسمع الكثير مما يشين آل ستوارت بصفة عامة وجيرانهم المنتمين إلى هذه العائلة على وجه الخصوص . وكانت هي تضيف ذرتها من الملح في كثير من المناسبات . كان بإستطاعتها أن تعد قائمة كبيرة تعدد فيها مساؤي هذه العائلة ومنها ما يرجع تاريخه إلى القرن الثاني عشر , ومع ذلك لم تر سببا واحدا لإدانة إيان او الإعراض عنه . إذ رأت أن ذلك يتعارض مع الحس السليم .
خاطبها قائلا :
- يؤسفني أنه لن يمكنني إصلاح محرك سيارتك . يتطلب الأمر استدعاء ميكانيكي لفحصه . أنا فى طريقي الآن إلى قلعة فرنسا , وعلى استعداد لأن أرسل إليك فنيا للعناية بالسيارة إذا رغبت أو ..
وأضاف بعد لحظة تفكير :
- أرى أنه من الأفضل أن أصطحبك معي إلى هناك .
توترت أعصاب ميشيل عندما سمعت ذلك وتمنت لو أن الأرض انشقت أمام هذا الإفك وابتلعتهما معا .. لكن ما لبث عقلها أن تولى عنها القيادة . ومع ذلك لم يخل الموقف من الإحساس بوخز الضمير .
قالت :
- أشكرك على كرم معاملتك . سأطلب من الفندق أن يتولى عملية الإصلاح .
- في أي فندق تنزلين ؟
- في الأركاديا .
- وأنا أيضا أنزل فيه .
انخرطت ميشيل - وهي في سيارة إيان - في تفكير عميق سعيا وراء الاقتناع بان قبولها عرض إيان لايعتبر خيانة للأسرة وإنما هو رجاع إلى راجاحة عقلها . إذ إنه ليس ثمة مسوغ لأن ترفض مساعدة رجل لم يقدم لها أدنى إساءة من قبل .
قالت :
- من دواعى حسن طالعى أنك مررت بي الآن ! كان من المحتمل أن اظل على قارعة الطريق اليوم كله .
- ساورني الشك لحظة في أنك ستقبلين دعوتي .
- كان من المحتمل أن أرفضها لو كنا في أتلانتا . لكن .. والتفتت تمسح بنظراتها المناظر الطبيعية للريف الاستوائي الذى يضارع الفردوس ببهائه والذى ترامت أطرافه على جانبى الطريق . رمقها إيان بنظرة جانبية خاطفة . فقد انقضت سنوات وسنوات منذ أن ألتقى بها آخر مرة في مثل هذا القرب . لايزال يذكرها . كان ذلك يوم الاستعداد لمباراة في الفروسية حين سقطت من فوق صهوة جوادها , ورفضت اليد التى بسطها نحوها حتى يساعدها على النهوض . من قبيل الشكر المقنع عاملته بأسلوب غاية في الرقة متوجة ذلك بفوز في السباق .
لقد تغير بعض الشئ . اختفت النحافة الشديدة التي ميزت ساقيه منذ عشر سنوات عندما التصق بنطلونه الجينز بفخديه . وضم قميصه الأزرق أنذاك كل عضلة فى صدره الرشيق الذى طالما ضربت الأمثال بمدى جاذبيته وأكد ذلك الشرط محكم الربط - الذى أبعد به شعره الطويل عن وجهه الساحر - رقة عظمتي وجنتيه .
أحست برقته وسمو اخلاقه .
سألها :
- وماذا تفعلين في هذه البقعة الخلابة ؟
اجابته بصوت متهدج قليلا :
- أقضى عطلة . لايمكننى تحمل مناخ نوفمبر المطير في أتلانتا . لهذا السبب رتبت للسفر مع صديقة لي . لكن حالة العمل لديها حالت دون سفرها معي وبذلك لن تصل إلى هنا قبل بضعة أيام . وأنت ؟
- جئت لقضاء بعض المصالح :
- أنت مهندس . ألست كذلك ؟
- بلى . مثل أخيك . لا أعلم رأى والدك في اختيار جوناثان لهذا التخصص . لكن والدي لايزال مقتنعا بفكرة أننى أهل لمتابعة الخطط لا لتنفيذها . ولا يريدني أن أسير على نهج خطاه . وجميعنا متمسك برأى والدي على طول الخط .
- كاد والدي أن يصعق عندما علم برغبة جوناثان في أن يصبح مهندسا . أبي رجل صارم كما تعلم , لكنهما توصلا - فيما بينهما - إلى حل وسط مقنع . لأن باختيار جوناثان هذا المجال تتاح له فرصة التعاون مع والدي في العمل .
- وما رأى والدك في مجال تخصصك ؟
- سيئ للغاية ! لم يتمكن حتى الآن اعتياد فكرة أن ابنته الصغيرة قد أصبحت باحثة معتمدة .
-لماذا لم تلتحقى بالعمل بشركة الأسرة ؟
فكرت ميشيل قليلا وهى تنظر أمامها بلا هدف :
- كان العمل بشركتنا هدفي الأول . لكننى تبيت أننى دائما ما أختلف مع والدي في الرأى بشأن بعض الأمور . فمثلا لست على استعداد لأن أبذل مثل هذه الجهود المضنية في كراهية على هذا .. على هذا القدر من القسوة .
كانت هذه هى المرة الأولى التى يتعرض أحدهما فيها إلى الحديث عن العداء القائم بين عائلتيهما . وإذا لقى رأى ميشيل استحسانا من نفس إيان اشتدت رغبته في مواصلة الحديث معها فيه . لكنهما كانا قد وصلا إلى الفندق .
تقدم أحد الحراس منهما للعناية بسيارة إيان فتوجها معا إلى رواق الفندق في صمت تام . وقد هال كلا منهما إحساس داخلى بنوع من الألم لفكرة أفتراقهما .
بادرها إيان بقوله بعد ما استقلا المصعد :
- ما رأيك فى أن نتعشى الليلة معا ؟
تسمرت ميشيل في مكانها . فقد ترامت إلى مسامعها على مر الأيام عبارات فحواها أن لا شئ في الوجود أسوأ من علاقة بأحد من أفراد آل ستوارت .. وهذا الرجل هو الوحيد الذى تحبه وتقدره دون جميع رجال العالم . لكنها أيضا تحب أباها الذي يتمسك برأيه هذا بكل قواه .
ومن ناحية أخرى فإن رفض منطقها احترام نظرية والدها هذه والالتزام بها لايعنى محوها من ذهنها تماما .
فتح باب المصعد عند الطابق الثالث حيث تقع الحجرة التى تنزل الفتاة فيها وعندئذ ضغط إيان على أحد الأزرار وهو الذى يجعل باب المصعد يظل مفتوحا وقال مخاطبا إياها :
- مطعم الفندق متميز للغاية .
أحست ميشيل بارتياح شديد مفاجئ إزاء فكرة دعوته إياها إلى العشاء لم يكن مرجعه تغاضيه عن ميراث العداوة القديمة التى يرجع تاريخها إلى خمسة قرون مضت , بل كونها فتاة تتحلى بالحس السليم والأفكار النقية فضلا عن أنها أهل لان تقرر بنفسها ما إذا كانت هناك عداوة حقيقة وأن تختار بنفسها الرجل الذى يناسبها . وارتاب - بناء على ذلك - أن هذا الرجل وعائلته ما قدما إليها أدنى الأسباب التى من شأنها أن تبرز كراهية لهما .
- ميشيل ؟
كانت هذه هى المرة الأولى التى ينطق فيها باسمها الذى غادر شفتيه متسما بمذاق جديد خاص . حثها التحدى الذى قرأته في عينيه - في تلك اللحظة - على اتخاذ قرارها .
قالت معلنة بصوت مفتقر إلى الحماس :
- اتفقنا .
- عظيم ! أنتظرك في السابعة بالرواق .
ما إن أغلقت ميشيل باب حجرتها من خلفها حتى انفجرت ضاحكة على نحو هستيرى وقد ارتعدت أوصالها .
استلقت فوق فراشها بغية استعادة بعض توازنها . لكن ما لبثت أن سمعت رنين الهاتف :
- ميشيل ؟ لقد بدءوا من جديد .
هكذا قال شقيقها دون مقدمات .
لم تكن بحاجة إلى أن تسأله عم يعني . لأن جوناثان كان مصمما - على الدوام - على أن يحطيها علما - وأولا بأول - باخطاء آل ستوارت وآثامهم . سألته :
- ماالذى حدث ؟
ولم تستطع أن تمنع نفسها من التفكير في أنه إذا علم جوناثان بأن إيان ستوارت ينزل في ذات الفندق الذي تقيم فيه حاليا فلن يتورع عن أن يصر على عودتها إلى أتلانتا على الفور - أشتروا المفتشين .
تحول صوت جوناثان المرح عادة إلى صوت أجش ينطق بالانفعال كما يحدث في كل مرة يرد فيها ذكر آل ستوارت على لسانه .
استطرد قائلا :
- وهذا ما يعني أن عمالنا يتعين عليهم انتظار إشارة الضوء الأخضر عن التركيبات الكهربائية وأعمال السباكة و ..
- جوناثان كيف حدث أن أعتقدت أنهم قد اشترواموظفين مسؤولين ؟
- من خلال زجاجات المشروبات وما يجرى من أسفل المناضد .
- هل لديك أية أدلة على ذلك ؟
- إلا تلمحين يا ميشيل ؟ تعلمين أن آل ستوارت ليسوا على هذا القدر من السذاجة .
تنهدت الفتاة مستندة إلى حافة الفراش . هذا الشقيق الذى تكن له حبا جما .. مثل والده تماما .. أعماه حقده على آل ستوارت .
قالت :
- آسفة يا جوناثان . أرى أن هذا الاتهام إنما هو نابع من عمق كراهيتك لهؤلاء الناس .
اجابها جوناث بمزمجرة اعتراض قبل أن يسألها :
- وجاكي ؟ كيف حالها ؟
- لن تصل قبل بضعة أيام . حدث في آخر لحظة أن كان هناك سبق صحفي عاجل تعين عليها الاضطلاع به .
- وماذا أنت فاعلة ؟
كادت ميشيل تكبح ضحكة ألحت عليها :
- اسمعنى يا جوناثان . إننى فتاة ناضجة قادرة - منذ زمن بعيد - على الاستمتاع بوقتي بمفردي على مدى أيام عديدة .
- أنصحك بالحكمة . الفتيات الناضجات أولى بتوخى الحذر من الصغيرات خاصة وأنك بعيدة الآن عن البيت والأهل .
- لاتقلق . وأرجوك ان تعدنى بألا تقترف بالإشتراك مع والدي عملا انتقاميا على فعلة تصورتما أن آل ستوارت قد ارتكبوها .
- تصورنا ؟ هل هذا كل رأيك ؟ من المؤكد أن والدي سوف يتصل بك هاتفيا في الغد يا ميشيل . وحتى ذلك الحين عليك أن تحذري أولئك السمر الوضعاء ! إلى اللقاء يا ميشيل .
أعادت ميشيل سماعة الهاتف إلى موضعها وقد أعتراها اضطراب شديد . لم تحس بالذنب أن أخفت عن جوناثان وجود إيان . طالما كان شقيقها هذا كاتم أسرارها منذ وفاة والدتهما . لكن فكرة تناول العشاء مع إيان ولدت فيها اضطرابا مشوبا بوخز الضمير . ألقت نظرة على ساعة يدها كانت الخامسة .
بقيت ساعتان على الموعد المرتقب . سوف تجلس إلى مائدة عشاء مع عدو والدها وشقيقها تشاركه وجبه بدعوة منه وهو ما يكفى لإيجاد صدع لا يرأب في علاقتها بأفراد أسرتها . لو أنهما علما بما سوف يكون ..
وجدت إيان ينتظرها بالرواق لدى مغادرتها المصعد . توجهت إليه بخطى واثقة وقد غمرها إحساس بأنها قد هدمت قلاعها .
اختارت أن ترتدي لهذه المناسبة ثوبا طويلا أنيقا باللون الأزرق القاتم مقفلا بإحكام حول الرقبة تاركا الذراعين والظهر عارية تماما .
أحست بالاطمئنان أن رأت نظرات الاستحسان تستحوذ على عينيه البراقتين . أما هو فارتدي بنطلونا أسود مع قميص أبيض مفتوح من تحت سويتر باللون البنى الفاتح من قبيل توخى الإعتدال .
قال هامسا :
- خشيت ألا تاتى .
فأجابته بصدق :
- لم تخطئ تماما .
- ما الذى حملك إذن على الوفاء بوعدك واحترام موعدك معي ؟
- في تصورى أنه تصرف أتحدي به العالم من حولي . أحب أن أكون بنفسى الرأى في الأمور وفى الأشخاص .
رمقها إيان بابتسامة تصاحبها نظرة فاحصة :
- ومن المعلوم أن الأمر الذى لن يعلم أحد عنه شيئا لن يكون ذا أثر عليك ..
- هذا صحيح . لكن كان بوسعك أن تستأجر مصورا يسجل لحظات لقائنا وتبعث بالصور إلى والدي ..
وبينما توردت وجنتها خجلا . بهت إيان إزاء سلامة تفكيرها قبض على ذراعها مصطحبا إياها إلى حجرة الطعام وهو يقول :
- لكننى لم أفعل شيئا كهذا .
- أعتذر . لا أدري ما الذى دفعني الى أن أقول ذلك .
- إنهم علموك الارتياب في دوافع جميع أفراد آل ستوارت .
- وهل تحترمون أنتم أفراد عائلتنا ؟
- نعم .
رفعت ميشيل رأسها نحوه فرأت أن قامتها تبلغ كتفه بالتمام سألته :
- لماذا ؟
جاء استفسارها فضولا أن تعرف : ما إذا كانوا قد لقنوا ذات نوعية التعليم أم أن ذويهم قد اكتفوا بعزلهم عن عائلتها ؟
انتظر إيان حتى استقرا إلى مائدة بركن هادئ زينتها نبتة من السحلب الاحمر الخلاب ثم أجابها :
- لأننى أفترض فيك الصدق يا ميشيل . إذا ما رأيت محاربتي فسوف تفعلين ذلك علنا .
- ذهبت جميع محاولاتى أدراج الرياح ؟
- نعم . وأود أن تفترضي في ذات الصفة .
ترددت لحظة لكنها لم تستطع أن تدحض ما قال :
- أود ذلك من كل قلبي .. بل ان المنطق ذاته يدفعني إليه .
قال متمتا :
- لكن ..
- لكننى فكرت في ذلك مليا وانا في حجرتي . هل تعتقد أنه بعد خمسة قرون من الزمان تتحول عدم الثقة إلى نوع من الصفات الوراثية ؟
- آمل من صميم فؤادى ألا يكون الوضع قد تطور إلى ذلك !
- وهذا أملى أيضا .
ثم استطردت تقول ممسكة بقائمة الطعام :
- إننى جائعة جدا . لم أتناول طعام غداء اقتصاد للوقت حتى أتمكن من إتمام جولتي بالجزيرة .
أضفت الإضاءة الخافتة عليه ضربا من الانتشاء أكده موقفه منها المتحير تارة والمتحفظ تارة أخرى . ومع كل ذلك لم يكف عن النظر إليها لحظة واحدة . لم يصدق أنه جالس إلى مائدة واحدة مع ميشيل لوجان التى طالما خلبت لبه إلى حد لم يمكنه إخفاؤه عن والده . نظرة عينيها الرماديتين ووجهها الرقيق كان لهما فعل المغناطيس القوي عليه . ومنذ لحظة الإمساك بذراعها بالرواق تمنى لو أنه يستطيع أن يمد يدا إلى بشرة ظهرها الذهبية الحريرية يتلمس نعومتها ويستمتع بسحر عطرها الانيق المثير . منذ لحظة التقائه الأولى بعينيها الساحرتين انتابته دهشة شديدة لم يفقه لها معنى محددا وإن علم بغريزته أن شيئا ما - يستحيل تجاهله - قد بدأ يعتمل بداخله .
قالت وقد توردت وجنتاها قليلا :
- أرى أن أخذ دجاجا . وأنت ؟
تنبه إيان إلى أنها ربما تكون قد تضايقت من ثبات نظرته عليها . قال دون أن يدرى ما الذى اقترحته ؟
- وانا أيضا .
شابكت ميشيل يديها فوق قائمة الطعام قائلة :
- لا أنا ولا أنت يمكننا أن ننسى كل تلك الشكوك فهى موجودة بغض النظر عما إذا كانت مورثة أو كانت منبعثة من داخل نفوسنا .
- لا أرى سببا واحد يبرر كراهيتي نحوك يا ميشيل . ولا أرى مثل هذا السبب لديك أيضا .
- أعلم . لكن عدم توفر الكراهية شئ ورباط الصداقة شئ آخر حتى لو تولد فينا الإحساس بالرغبة لأن هذا الأمر خاص بنا .
سألها وهو ينحنى نحوها :
- لماذا ؟
كان بحاجة إلى أن يقرأ ما تقوله عيناها حتى يتعرف على مشاعرها وأحاسيسها خاصة أنه أراد أن يقنعها بأمر بدا له جليا .
- إننا بمفردنا فى هذا المكان يا ميشيل لا يراقبنا أحد . لا والد ولا شقيق .. الجميع هنا سوف يسخرون منا لو أنهم علموا أننا في عداد الأعداء , لأنهم جميعا يرون أننا لا بد أن نكون صديقين أو .. عاشقين .
سرت في جسدها قشعريرة لم تألفها من قبل عندما سمعت هذه الكلمة الأخيرة التى نطقها إيان بصوت أجش مفعم بالأحاسيس . تجاهلتها ميشيل لكنها لم تجرؤ على لقاء نظرته خشية مما عساها أن تقرأه في عينه . تقلصت معدتها وثقلت أنفاسها .
- ميشيل ؟
أجابته بصوت خافت دون أن تنظر إلى وجهه :
- عندما كانت طفلة صغيرة كنت أجهل أن ستوارت هو اسم لإنسان . لاننى علمت بما لا يدع مجالا للشك - من أسلوب نطق والدى لهذه الكلمة - أن ستوارت يعني شيئا بشعا .
وضع إيان يده فوق يديها :
- وكنت أنا حتى سن السابعة أعتقد أن لوجان سبة . لكننى لم أكن قد بلغت السابعة كما لم تكونى سوى طفلة صغيرة . كل هذا بدأ معنا وكبر . لهذا كان من الطبيعى أن نعتنق عشوائيا تقاليد عائلية لازمتنا على مدى ثمانية أجيال .
تاملت ميشيل اليد الدافئة الباعثة على الاطمئنان التى احتوت يديها وأنست في نفسها القدرة على النظر إلى وجهه .
قالت بنبرة متواضعة :
- لا أرى أننى سأكون الرائدة المقنعة في هذا التحول المنشود هناك الكثير مما قد أتعرض لخسارته بل سوف أفقده بالتأكيد .. كان حب والدها وحب شقيقها لها ما تعنيه .
شدت يد إيان على يديها ثم أرخت قبضتها . قال :
- حسن جدا . إنه إذن شئ آخر غير الكراهية . يمكننا الآن على الأقل أن نتناول عشاءنا في هدوء . لن تعلم أى من أسرتينا بامر وجودنا على ذات الجزيرة .
أمرا بما يطلبانه من طعام . وللمرة الأولى في حياتها على الإطلاق عرفت ميشيل مذاق الإحباط الحقيقى . لو توفر لديها الاقتناع بالأسباب التى تؤدي إلى توطيد السلام لاستطاعت بمعاونة إيان وضع نهاية لهذه المشاحنة الشرسة القائمة بين العائلتين ولخاطرت بخوض التجربة لكنها تعرف أبها وأخاها حق المعرفة وبما تنتفى معه كل احتمالات قيام مثل هذا السلام .
قال إيان مخاطبا إياها بنبرة حانية :
- لاتيئسى ربما بانتهاء جولتنا يكون الوضع قد تغير إلى الأفضل .
أجابته :
- لا أعتقد ذلك . ربما لا تحمل لنا ضغينة لكن جوناثان مفعم بالكراهية . وأبى يهجره العقل والحس السليم كلية كلما ذكر آل ستوارت . هو الذى حقن شقيقي بكل هذه السموم . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ما من شك في أنه إذا حمل لك إنسان مشاعر الكراهية على مدى مثل هذه الفترة الطويلة - بما فى ذلك من النيات السيئة - فلابد من أنك ستضطر بمرور الوقت إلى أن تقابل مشاعره بمثلها مهما كنت حسن النيات .
قطب إيان حاجبيه :
- يقولون : إن والدك أكثر مرارة من والدى . أتعلمين لماذا ؟
هزت راسها قائلة :
- لا . لكن جوناثان يعلم شيئا عن ذلك . عندما كنا صغيرين أفهمني في أحد الأيام أن والدك فعل بوالدي أمر بشعا منذ زمن بعيد لكنه رفض أن يكشف لي عن ذلك الأمر .
- من المؤكد أنها رواية نسائية .
سألته بضيق :
- ولماذا تقول ذلك ؟
- لأنه لو لم تكن كذلك لأخبرك جوناثان بذلك الأمر .
ما ذلك الذى حدث ؟ امرأة مجهولة زادت الوضع سوءا ؟ من المعروف أنه في الصراع بين الرجال من الممكن أن تكون النساء أسلحة أو ضحايا . سرت في جسد ميشيل قشعريرة شديدة تبعها غضب عميق . كل ما أوحى به إيان هو عقد هدنة ما لكنه لم يتطرق إلى فكرة أن يضمهما فراش واحد .
فراش واحد ..؟
ثقلت انفاسها وأصابها دوار عابر . مرت بمخيلتها صور عنيفة قاسية ومثيرة بما لا يدع مجالا للشك . أحتوها - وللمرة الأولى طوال حياتها - إحساس ملح بأنوثتها ومتطلباتها .
- فيم تفكرين ؟
أحست ميشيل بأن وجنتيها تتوردان . لن تخبره بتلك الصور المثيرة التى تراود ذهنها . سمعته يحدثها باقتناع مذهل :
- كل ما أرجوه هو أن ناخذ الامور بقدر أكبر من البساطة . وألا نشعر - ونحن هنا - إلا بأننا موجودان معا . ميشيل أتثقين بي ؟
- لا أدرى ماذا أقول . لكن إذا توفرت لي الشجاعة اللازمة لذلك فسيكون أمني ومصالحى هما الثمن الأكيد .
عندما اقترب النادل ليقدم لهما طلباتهما ظل إيان منتظرا معلقا إجابته حتى يصبحا بمفردما . ورأت هى أن تتحين هذه الفرصة وتسيطر على اعصابها التى هزتها تلك المشاعر المذهلة غير المتوقعة التى لم تعرف طريقها إليها قبل الآن . تناولت من الطعام ما لم تستسغ له مذاقا لإنشغالها بما عساه أن يكون .
لماذا يثير هذا اللقاء - المفاجئ بإيان وهذه الدعوة المتهورة إلى العشاء - كل هذه المشاعر العاصفة بداخلها ؟ وكيف أن إيان من بين جميع رجال العالم هو الذى استطاع أن يبعث فيها كل هذه الأحاسيس ؟
تفجرت بداخلها ثورة من المشاعر المختلطة المتضاربة . سلام في وجود إيان ؟ لا . أصبح هذا مستحيلا من الآن فصاعدا . فالمشاعر التى أثارها بداخلها تتنافى مع السلام والراحة .
- ميشيل .
رفعت نحو وجهه الوسيم - الذى أصبح الآن مألوفا إلى حد بعيد - عينين تنطقان بما يعتمل بداخلها فاضرمت فيه أحاسيس فاقت بعيدا على الاحتمال . كان قد اكتفى بلمس يديها الذى أسقط بداخله حاجزا كان يحجب شيئا مفزعا . أحست كانها تختنق . ثم إنها بحاجة إلى أن تبتعد عنه فترة من الزمن تخلد فيها إلى تفكير مترو .
قالت وهى تنهض من فوق مقعدها :
- أستأذنك .
سألها بصوت ينم عن قلق شديد :
- ماذا بك ؟
لم تهتد إلى اجابة . بل لاذت بالفرار بين نظرات الفضول التى رمقها بها رواد المطعم الذين مرت بموائدهم . سمعته يناديها وكان ذلك حافزا لها على أن تسرع الخطى إلى الخارج .
كان من دواعي مفخرة الفندق أن ألحق به شاطئ خاص , وكان ذلك الشاطئ خاليا تماما من الرواد في تلك الساعة المتأخرة من الليل .


تخلصت ميشيل من حذائها قبل أن تسلك الطريق المؤدي له , حيث سارت بمحاذاة حوض السباحة الذى تلألأت مياهه تحت أضواء الكشافات الكهربائية المختفية خلف الصخور . تلمست بعد ذلك الطريق المظلم الذى التف حول الأشجار الاستوائية لينتهى عند الشاطئ والامتداد المظلم لمياه الحبر التى انعكست فوقها أشعة القمر .
ما إن بلغت ميشيل الرمال المبتلة حتى ضاعفت سرعتها . داعبت خصلات الشعر - التى تسللت إلى خارج جديلتها الرقيقة - وجنتيها وإذعنت جونلتها لحركة الريح بينما حدت هى تركض فرارا من لقائه .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 04:32 AM   #7

RoseDew2011

نجم روايتي وعضوة فى فريق المكتبات.

alkap ~
 
الصورة الرمزية RoseDew2011

? العضوٌ??? » 45339
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,928
?  مُ?إني » السعودية
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » RoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووووووووووووووووووووو وووووووووا حبيبتي

RoseDew2011 غير متواجد حالياً  
التوقيع

اللهم عليك بالطاغية قاتل أطفال الحوله وكل من يسانده .. اللهم عليك به وباتباعه بكل مكان اللهم ارنا فيه وبزمرته وعصابته عجائب قدرتك .







رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 02:10 PM   #8

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
1111

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندس مشاهدة المشاركة
يسلمووووووووووووووووووووو وووووووووا حبيبتي
العفو يا قمر وشكرا على مرورك الجميل


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-09, 02:12 PM   #9

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الثالث


سمعت صوته ينادى بنبرة قلقة :
- ميشيل .
لأنه كان قد تعقبها حتى الحد الشمالى الغربي للشاطئ قبل الحواجز الصخرية البركانية السوداء التي حدته مباشرة . رفعت ميشيل نوبة غضبها يدها تدفعه بعيدا عنها في اللحظة التى نجح في أن يجعلها تستدير حتى تواجهه .
- لماذا تهربين منى يا ميشيل ؟
تسارعت دقات قلبها وقبضت راحتها وصاحت :
- اتركني !
أذعن لطلبها لحظة حتى يتمكن من القبض على كتفيها .
- أريد أن أعرف لماذا تتجنبتنى يا ميشيل .
رغم الفضاء الشاسع الذى أحاط بهما راودها إحساس بالاختناق والاحتباس . رأت أنه من الواجب إيقافه عند هذا الحد قبل أن يتسبب لها في أمر من ذلك النوع الذى يستحيل علاجه .. وقبل فوات الأوان .
استبد الغضب بها فأخذت تسدد اللكمات إلى صدره وهي تصيح بعصبية بالغة :
- اتركني ! اتركني وشأنى !
سقطت تلك اللكمات مؤلمة فوق صدره بينما أقلقته التعبيرات الشرسة التى نطقت بها عيناها , أسرع تلقائيا يتخذ له مكانا من خلفها حتى يتلافى المزيد من تلك اللكمات وليس لهدف غير ذلك . بدأ غضبها يظهر له بجلاء في نبرات صوتها وفي التوتر الشديد الذى ألم بجسدها الرشيق الذى أخذ يقاومه بكل قواه .
لاح لها فجأة أنها ربما تكون خائفة منه فأحس كأن طعنة قد سددت إلى فؤاده .
- انتظري يا ميشيل . اهدئى لن أكون سببا فى أى أذى لك .
لم تلتفت إلى ما قال . بل واصلت لكمها صدره بعنف أسفر عن ارتطام حقويها بجسده فسكنت على الفور وكأنها قد تحولت إلى تمثال من الملح .
داعبت موجة صغيرة أقدامهما في اللحظة التى امتدت فيها يد إيان وتتحسس بشرتها الحريرية التى طالما تاق إلى لمسها .
قالت بصوت رقيق وهي تدير رأسها إلى الخلف وتركز على وجهه محدقتين قاتمتين تعكسان بعض ضوء القمر :
- لا .
واصلت أصابع إيان مع ذلك مداعبتها . حدجته بعينين مفتوحتين حتى أقصاهما وشفتين منفرجتين مرتعدتين بينما قالت هامسة :
- أرجوك ألا تفعل بي هذا .
أمعن إيان في ضغط يديه على جسدها النحيل جاذبا إياها التقرب إليه
- ألهذا كان فرارك منى ؟ لأنك واثقة بأنه لابد أن يكون ؟
- لا . لا يا إيان هذه حماقة . اتركني وشأنى .
قال مرددا :
- كنت تعلمين جيدا . نعم كنت تعلمين .
هزت ميشيل رأسها تعبيرا عن عجزها عن مقاومته لأن تلك الجاذبية المفاجئة كانت قد سلبتها كل قدرة على الدفاع عن نفسها . كما سبق أن ذهبت محاولتها الفرار منه أدراج الرياح . كانت في قرارة نفسها تعلم أنه لن يمكنها الإفلات من قبضته .
أحست بين ذراعيه براحة شاملة لأنهما احتوتاها وكأنهما تنتظرانها منذ قديم الأزل . قالت تعترض للمرة الأخيرة وقد تغيرت نبرات صوتها :
- لا .
أغمضت عينيها عندما بدأ إيان ينحنى من فوقها ببطء مقو وإذ تلامست شفاهما أحست وكأنها على حافة هاوية من اختيارها الشخصي . انتابها شعور بأنها قد بدأت تذوب فيه وتندمج معه . طوقت عنقه بذراعيها مرحبة بقبلاته .
تفجرت في كليهما رغبة عنيفة ملحة . ضمها إيان بلهفة رافعا إياها من فوق الرمال . ولم تستطع هي إحتمال موجات الرغبة الشرسة التي استبدت بها .
لم تكن ميشيل حتى ذلك اليوم طرفا في علاقة عاطفية يتجاوز مداها بضع قبلات تكاد أن تفتقر إلى المشاعر الحقيقية والدفء حتى إنها أصبحت أحيانا فريسة لفكرة أنها ربما تكون متبلدة المشاعر أو إنها ذات طبيعة مختلفة عن قريناتها . لكن اليوم وهي بين ذراعي إيان انتفت كل تلك الأفكار لأنها أحست برغبة في المزيد مما يمنحها يثيرها بركان داخلى لا يقاوم . وفي قمة الانتشاء رفع إيان رأسه عنها ليهمس في أذنها بصوت أجش مفعم بالتوتر والمعاناة الموجعة .
- ميشيل ..
أجابته وهي تجذب رأسه إليها من جديد :
- لا تتوقف .
أذعن إيان إلى هذه الدعوة وعاد يمد جسدها النحيل المرحب الذى لم يتوقف لحظة عن التجاوب مع حركة يديه التى أملتها رغبة جامحة كادت أن تفتك به . فواصل مغازلته إياها مدفوعا بإثارة مبعثها مشهد جسديهما المتعانقين بهذا القدر من الحرارة .
لاح لها فجأة إحساس بأنها قد تمقته فيما بعد لتحينه فرصة اندماجها معه في هذه اللحظة المحمومة . أملى على نفسه ضبط المشاعر والتحكم في الأحاسيس وبلمسة مهذبة لجسدها دفعها إلى الابتعاد عنه قليلا ليسألها :
- من أنا يا ميشيل ؟
رفعت نحوه عينين متسعتين شاردتي النظرات :
- إيان . أنت إيان .
- إيان من ؟
- إيان ستوارت .
ارتعشت شفتا ميشيل المتورمتان بفعل حرارة القبلات فجأة وتوقفت هى عن السعي إليه . قالت مرددة بصوت خافت :
ستوارت .
- تقبلين رجلا من آل ستوارت في فراشك ؟
أفاقت الفتاة تماما على أثر هذا الاستفسار الصريح . رفعت ذراعيها عن عنق إيان وتراجعت مبتعدة عنه بمقدار خطوة واحدة تاركة ذراعيها تهويان إلى جنبها .
بدأت ترتعش بشدة لم يمكنها السيطرة على نفسها . أحست برغبة في أن تعاتبه على أنه قد أفاقها من ذلك الحلم الجميل وأعادها إلى أرض الواقع وهى تحاول فى ذات اللحظة استيعاب الفعل الذى كانت مقدمة عليه بكل قواها . قالت هامسة :
- أشكرك على أنك قد نبهتني .
أجابها بصوت مفعم بحرارة الأحاسيس .
- ميشيل ! أريدك . أريدك الآن .. هنا فوق هذه الرمال .
فهمت ميشيل أن دافعه إلى التوقف عن مغازلتها هو رغبته في ألا تعطيه نفسها عشوائيا وهي تحت تأثير دوامة هذه الرغبة المحمومة .
تبينت أنها تواجة مشكلة عصبية ما من حل محتمل لها . فقد تمت برمجة نفسيتها على مدى عشرين عاما كاملة على الحقد والكراهية لهذه العائلة والآن ترى أن جسدها يتوجه إليه بل ويستسلم له على أثر اللمسة الأولي من يديه !
- ما كان ينبغى أن تتعقبنى . كان أحرى بك أن تتركنى وشأنى بعد أن فررت منك.
- هذا أمر لايمكننا الفرار منه .
- لكننى مضطرة إلى الفرار ..
- ميشيل ..
- إننى مضطرة إليه . الثمن باهظ للغاية . لا أريد أن أهدم الأسرة التى نشأت فيها يا إيان . من المستحيل أن نعيش معا مثل هذه الأحاسيس كما أنه من المستحيل أن يخيم سلام على عائلتينا .
- هناك شئ ما مشترك بيننا يا ميشيل . شئ حقيقي . واقع . لا يسعنا تجاهله أو الفرار منه .
- آه لو ..
- افترضى أننى أطرحك فوق هذه الرمال أضمك إلى صدرى وأقبلك كما تلح على رغبة شديدة في ذلك .. هل تقاومينني ؟
- أجابته بصدق :
- لا .
- لكنك تكرهينني ؟
أجابته - وقد امتلأت عيناها بدموع حارة -:
- إننى خائفة من أن يحدث بيننا شئ كهذا . أرجوك يا إيان ألا تقترب منى .. لصالح كلينا . أتوسل إليك أن تتركنى وِشأنى .
وإذ قالت ذلك استدارت مبتعدة عنه بخطى بطيئة أثقلها إجهاد مضن قدر ما هو مفاجئ . وقف إيان يراقبها دون أن يبدى أدنى تحرك نحوها .
كانت ميشيل فى الثالثة عشرة من عمرها عندما أدركت عمق الكراهية التى كان والدها يكنها لآل ستوارت .
كانت قد فأجاته في أحد الأيام بالإصغاء إلى حوار ما قال فيه أحد أصدقائه في سياق حديثه :
- لستوارت ابن في مثل عمر جوناثان . ذو طلعة واعدة بجاذبية شديدة في المستقبل . عليك أن تحذر يا صديقى من أن يتحرق ذلك الشاب شوقا إلى ميشيل فتتاح لعائلته بذلك فرصة ذهبية للانتقام منكم .
رغم النبرة المرحة التى سادت صوت المتحدث انفجر والدها بنبرة حاقدة ومفزعة أخافتها . لأنها كانت مدركة تماما أنه يعني ما قال :
- اليوم الذى تمتد فيه يد أحد شباب ستوارت إلى ابنتى سيكون اليوم الأخير في حياته . ولن يكونوا بحاجة إلى تابوت يحتوى جثته لأننى سوف أنفسها إلى ذرات متطايرة .
ربما كان والد إيان أقل اندفاعا وأكثر موضوعية في هذه المجال . لكن شعاره يتلخص في أن للرجل أن يضاجع ابنة عدوه ثم يؤهلها لمساندته في الثأر والانتقام . بينما المرأة التى تضاجع ابن عدو أبيها تسدد لوالدها ضربة قاضية لا تقوم له قائمة بعدها .
قصدت ميشيل ملاذ حجرتها على الفور وما إن بدأت تستقر هناك حتى سمعت طرقا على الباب الفاصل بين حجرتها والحجرة المجاورة . سمعت صوتا مرحا يناديها بشغف :
- ميشيل ! كوكو . إنه أنا ؟
كانت تلك جاكى صديقة طفولتها والشخص الوحيد خارج نطاق الأسرة الذى يعلم بأمر العداوة القائمة بين آل لوجان وآل ستوارت .
نشأت جاكى يتيمة الأبوين في كنف عمها وعمتها . وكانت تتردد على بيت أسرة ميشيل منذ أيام طفولتهما وبذلك ترامى إلى سمعها مئات المرات ما كان ينسب إلى آل ستوارت من أخطاء وما يمطر عليهم من لعنات .
توقفت ميشيل فى طريقها إلى الباب أمام المرآة تطمئن على مظهرها فهالها ما رأت ما في وجهها من شحوب وعلامات اضطراب فضلا عن الشعت الذى أصاب شعرها بفعل الرياح لدى فرارها المحموم . أما شفتاها .. شفتاها على وجه الخصوص فكانتا منتفختين ملتهبتين بشكل فاضح .
بادرت صديقتها وهى تفتح لها الباب متسائلة :
- متى وصلت ؟ كنت أتمشى عند الشاطئ .
رمقتها جاكى بنظرات مسحتها من قمة رأسها حتى أخمصى قدميها قبل أن تطلق ضحكة مدوية مرحة :
- أهذه هى الحقيقة كاملة ؟ مظهرك رهيب .
أجابتها ميشيل بنبرة تهكم في محاولة للترويح عنها :
- أشكرك على هذه المجاملة اللطيفة .
واستطردت جاكى :
- طلبت شايا وسلطة لأن الوجبة التى قدمت لنا في الطائرة كانت سيئة كالمعتاد . هلا أتيت معى إلى حجرتى ؟
سارت ميشيل معها إلى هناك واتخذت مكانها فوق المقعد إلى المنضدة الصغيرة الموضوعة أمام النافذة المفتوحة بالشرفة . كان من دواعى سرورها أن كانت الحجرة شبه مختبئة في الظلال .
تساءلت جاكى قائلة :
- والآن ما رأيك في المارتينيك ؟
- مبهرة . لم أرمنها الكثير بعد . لكننى أعجبت إلى حد بعيد جدا بالمنازل والأبنية متباينة الألوان والطرازات التى تتخلى بها منطقة حصن فرنسا وبالغابات الفاخرة التى تكلل جبل بيليه .
- والفندق ؟
- متميز جدا . خدمة جيدة ومطعم فاخر وأثاث فاخر وأدوات فراش فاخرة . الشاطئ ساحر أيضا والمشروبات معتدلة الثمن .
قالت جاكى بنبرة مرحة :
- لاتقولى لي : إنك قد تغيرت .
طالما أحبت ميشيل أسلوب حياة صديقتها المرح , والتى تميزت بوجه مستدير وعينين خضراوين . قالت مؤكدة لها :
- لا . لا . اطمئني ! واقع الأمر أننى ظللت هناك أنتظرك حتى ساعة متأخرة . هذا كل ما هنالك .
أجابتها جاكى التى كانت تعمل مساعدة لرئيس تحرير قسم الأخبار بإحدى القنوات التليفزيونيه بأتلانتا والمعروفة بالنشاط الدائم :
- أنتهينا من ذلك المؤتمر الصحفي بأسرع مما كنا نتوقع . وما إن اطمأننت إلى أن كل الأمور تجرى على الوجه المطلوب حتى توجهت إلى المطار .
- ونيكولاس ؟
رقت تعبيرات وجه جاكى لمجرد سماع اسم الرجل الذى يعني بالنسبة إليها العالم وما فيه .
- مسافر كالمعتاد . تركت له رسالة على آلة الرد على الهاتف . لم تكن ميشيل لتعلم شيئا بعد عن شهرة نيكولاس سولتر الذى سلب قلب صديقتها لكنها كانت تسمعها تتحدث عنه دائما .
- إلى أين ذهب في هذه المرة ؟
- الله وحده هو الذى يعلم . من المفترض أن يعرف المندوب إلى أين هو متوجه . لكن نيكولاس لا يبدو على علم قاطع بغايته . ومما يحزننى أنه لم يتمكن من الحصول على عطلة يومين من العمل يقضيهما معى هنا .
قالت ميشيل بنبرة مقتضبة :
- أسكرك .
- لاتغضبي . إنها متعة أن تقضى المرأة عطلة بين ذراعي رجل متميز مثله . ومن ناحية أخرى أريد أن أعرف ما إذا كان يشخر وهو نائم .
- ألم تعرفي ذلك بعد ؟
- لم تتح لى فرصة النوم معه بعد .
قالت جاكى ذلك بنبرة مرح ودلال فى ذات الوقت .
أحست ميشيل بوخزة غيرة كبحتها على الفور وسألتها :
- لماذا إن أيتها الشيطانة الصغيرة تقضين عطلاتك بصحبة صديقة الطفولة ؟ أعلم جيدا أننا كنا قد رتبنا لهذه الرحلة قبل أن تلتقى بنيكولاس لكننى فهمت ..
- اعلم . لكنه اخبرني بأنه سوف يكون لديه كم كبير من العمل في هذه الآونة وكنت أنا بحاجة إلى هذه الرحلة . ومن ناحية أخرى لم أرغب في أن أسمح له بأن يتصور أننى عاجزة عن اتخاذ خطوة بدونه .
- أرجو ألا تكونى مضطرة الى البقاء بصحبتى .
- على الإطلاق . وبهذه المناسبة ما الذى حدث لك .
ارتشفت ميشيل قليلا من الشاى حتى تعطى نفسها لحظة مهلة .
- ما الذى تريدين أن تقوليه ؟
- انظرى إلى نفسك في المرآة . من المؤكد أنك قد تعرضت إلى صدمة ما . وحيث إنك تمتنعين عن التصريح لي بما حدث سوف أضطر إلى استخلاصه رغم أنفك .
كانت ميشيل تعلم جيدا أنه لا يمكنها ائتمان جاكى على مثل هذه الأسرار التى لن تتفهم موقفها منها أو تقدر ظروفها . فعلى الرغم من أن جاكى لاتجرى في عروقها دم لوجان كانت فى مثل درجة اقتناعهم بأن آل ستوارت من أكثر حيوانات العالم دناءة .
نهضت جاكى لتبدأ إفراغ حقائبها قاذفة نحو صديقة عمرها بضع نظرات الاستفسار . وبعد لحظة بدات تقول :
- على أية حال لابد أن ذلك كان أمرا فظيعا ..
لم تستطع ميشيل الاهتداء إلى إجابة لن تكون هى الحقيقة دون أن تكون كذبا . قالت :
- إننى بحاجة إلى تصحيح بعض أفكارى . لا تسألينى عنها الآن .
- لا تقلقى . وبالمناسبة ما أخبار والدك وجوناثان ؟
- على خير ما يرام .
- حسنا . لاتنسى أننى هنا بجانبك إذا ما نشأت حاجة إلى .
- شكرا يا جاكى .
تبادلت الصديقتان تحية المساء وافترقتا . وعندما عادت ميشيل إلى حجرتها ظلت تذرعها سيرا طولا وعرضا بلا انقطاع . سمعت رنين الهاتف :
- ميشيل أرجوك لا تقفلى الخط .
فقالت :
- لا أعتزم ذلك يا إيان لقد وصلت صديقتى جاكى هذه الليلة .
- وما زلت تريدين أن أتركك وشأنك ..؟
- سبق أن قلت لك ذلك عند الشاطئ .
خيمت بينهما فترة صمت . اضطر إيان بعدها إلى أن يقول :
- سيكون ذلك من الصعوبة بمكان ما يا ميشيل . أننى أريدك بحق . لم أكذب عليك عندما قلك لك ذلك .
أغمضت ميشيل عينيها . لماذا لم يمكنها إعادة سماعة الهاتف إلى موضعها عندما سمعت صوته ؟ تسارعت نبضاتها وثقلت أنفاسها بينما بدأت الشكوك الشبعة تتولد بداخلها رغما عنها .
- أتريد أن تحطم أسرتي ؟ هذا هو هدفك يا إيان ؟
أجابها بنبرة هادئة :
- لا دخل لكل هذا بأسرتك . فهو أمر يتعلق بكلينا دون سوانا . بك وبي ولا أحد غيرنا .
- إنك مخطئ ..
- لا يا ميشيل . ثمانية أجيال . ثمانية أجيال هم من عاشوا حياة الحقد والشكوك . ربما ترغبين في أن يستمر الحال على هذا الوضع لكننى مختلف في الرأى والهدف . بوسع شقيقك أن يمقتنى ويتمنى لو أننى أذهب إلى الجحيم . أما أنا فلا أطارحه العداء بالمثل . هل تفهمين ؟ كذلك لن أحاربه أو أقف ضده في أى مجال كان . سوف أغادر أتلانتا إذا أقتضى الأمر ذلك . لكن العداء سيبقى معى .
سألته بصوت مجهد :
- لماذا ؟ لماذا تتخذ قرارا كهذا ؟
- حدث في هذا المساء أن طوقت فتاة جميلة من آل لوجان عنقى وأعلم جيدا أنه لن يمكننى ابدا أن أكن لك مشاعر الكراهية يا ميشيل . وكذلك يمكننى والأمر كذلك أن أمقت أخاك ؟ امتلأت عيناها بالدموع واتجه تفكيرها لحظة إلى جوناثان . ماذا من شأنه أن يحدث لو أن والدها وشقيقها شملا إيان بكراهيتهما ؟ إذا لم يتركا له فرصة الاختيار ؟
- أرجوك يا ميشيل أن تثقى بي . لن أفعل شيئا فيه مساس بك . لكن لا يمكننى البقاء بعيدا عنك .
قاومت الفتاة بكل قواها حتى لا تذعن إلى إغرائه .
- إذا كنت لا تريد بي مساسا فاتركنى وشأنى يا إيان . أرجوك وبحركة تنم عن شديد الإرهاق أعادت السماعة إلى موضعها .
ظل إيان على مدى ثلاثة أيام يعانى مرارة الفراق . لكنه لم يتوقف لحظة عن رصد تحركات ميشيل وجاكى في ذهابهما وعودتهما فتعرف بذلك على الفتاة الصديقة التى كانت - في المناسبات التى جمعتها به أثناء استقبال أو عشاء - تنظر إليه وكأنه إنسان مجذوم .
تصاعدت حدة الغيظ بداخله . كيف يمكن لذلك الخلاف الهزلى بين عائلتيهما أن يرغمهما - وهما شابان بالغان سويان يشعر كل منهما بقوة جاذبية الآخر له - على مقاومة هذه الجاذبية لأنهما يعتبران عدوين ؟
ومن جهة أخرى رأى هو أن لفظ الجاذبية إنما هو قاصر عن التعبير عن عمق إحساسه تجاه ميشيل . توصل بعد عمق تفكير إلى أنه لا غنى له عن ميشيل أبدا , لأنه طالما أعجب بقرارتها وبمواهبها وبفتنتها . كانت أحاسيسه نحوها بعيدة كل البعد عن الاشتهاء . عاد بذاكرته إلى ذلك اليوم العظيم الذى التقيا فيه بذلك الطريق السابح في أشعة الشمس في هذه الجزيرة البعيدة التى لم يعرفهما أحد فيها . وكيف انه منذ اللحظة التى احتوتها ذراعاه فيها أصبح لا يستطيع احتمال غيابها عنه . وأيا كانت المخاطر والخسائر التى من المتوقع أن يتعرض كل منهما إليها فلن يستطيع أبدا أن ينساها ولا أن يتركها تلوذ منه بالفرار ويعاني مرارة فراقها .
وما كاد فرص الشمس يظهر في الأفق بلونه الاحمر في الصباح الباكر حتى خرج إيان إلى الحديقة ولمح ميشيل فوق رمال الشاطئ البيضاء . كانت تسير ببطء شديد بمحاذاة المياه الصافية في اتجاه البقعة التى تعانقا فيها ذلك المساء منذ بضعة أيام . تعقبها في هدوء دون تفكير كما فعل في المرة السابقة .
جلست ميشيل فوق إحدى الصخور النارية السوداء واستغرقت في تأمل عميق للبحر . انتظم شعرها الأسود الفاحم في خصلات كبيرة بسيطة تحاكى ذيل الفرس يضمها شريط من الساتان الأسود . كانت حافية القدمين ترتدي ثوب حمام شمس أبيض ذا جونلة متسعة يثبت فوق الكتفين بحمالين رفيعتين مؤكدا رشاقتها وأنوثتها .
لحق إيان بها عند قدم الصخرة دون أن تفطن إلى وجوده بالقرب منها . جلست ممددة الساقين وتطاير الثوب بفعل الرياح فاستقر بين فخذيها . رأت فجأة واقفا بين ساقيها وعينيها على مثل ارتفاع عينيها اللتين استعتا دهشة لرؤيته .
لم تنطق بكلمة واحدة وأصابه صمتها بالسكون التام نظرا للوضع المثير الذى كانا عليه . كاد التوتر الحسي بينهما أن يكون ملموسا ولم تمض لحظة حتى اتسقرت يداه على أعلى ركبتيها مباشرة . سألها هامسا :
- أين صديقتك ؟
- لا تزال نائمة . ليست ممن يستيقظون مبكرا .
- هل تأتين إلى هنا كل صباح ؟
سلكت ميشيل حلقها وحاولت ألا تظهر له سعادتها بملمس راحتيه اللتين كانت تربتان بشرتها الرقيقة برفق .
- عادة ما أمارس رياضة اليوجا فى هذا المكان لكن لم تتوفر لدي الرغبة في ذلك صباح اليوم .
- حاولت قد استطاعتى الابتعاد عنك يا ميشيل لكننى وجدت أن ذلك أمر مستحيل .
حاولت أن تجيبه لكن قواها كانت قد خارت منذ اللحظة التى وضع يديه فيها على جسدها وتوجع جسدها كله رغبة فيه .
أحس إيان برغبة في أن يضمها إلى صدره ويقبل شفتيها الناعمتين ويستعيد إحساسه بها فى دفء ذراعيه . كاد أن يفقد توازنه من جراء حاجة ملحة - إلى حد لايحتمل - لأن يذوب فيها تمام بحيث لايشعر بوجود أى إنسان في العالم سواهما .
أغمضت ميشيل عينيها وأمسكت بقبضتيه بيد مرتعشة قائلة :
- لا ثقة لي بك . لا تفعل بي ذلك .
كيف يمكنهما التوصل إلى حل مثل هذا التشابك في الأفكار وفي المشاعر وقد ألفت بينهما جاذبية جسدية متفجرة ؟ حاول إيان السيطرة على مشاعرة التى أفقدته القدرة على التفكير . لم يكن لأية امرأة من قبل مثل هذه التأثير السحري عليه .
قال :
- انظري إلى يا ميشيل .
ارتفعت الجفون الرقيقة لتكشف عن عينين دامعتين . سمعته يقول :
- دعينى أعلمك الطريق إلى الثقة بي . امنحينى الفرصة . امنحينى الفرصة أرجوك .
أحست ميشيل بشئ ما يتلاشى من أعماقها صفت على أثر ذلك نفسها واستعادت سلامها . اختفت أيضا المعاناة المترتبة على ترددها وعجزها عن اتخاذ القرار . قالت - وعيناها تلاقيان عينى إيان - :
- حسنا جدا . والآن ماذا نحن فاعلان؟
أمسك بكلتا يديها كي يساعدها على الهبوط من فوق الصخرة .
- سوف نعمل على أن يتعرف كل منا على الآخر .
- من الواجب ان أحدث جاكى في الأمر .
- وماذا سيكون رد فعلها ؟
- سيئ . كادت أن تنشأ معى وتعلم يقينا مدى شراسة آل ستوارت .
- هل هى أهل لأن تكتم السر ؟
رفعت ميشيل كتفيها :
- سوف احاول منعها من أن تستدعى والدى أو شقيقى . لا أريد أن يعلما شيئا ما لم تكن هناك ضرورة لذلك .
وافقها إيان قائلا :
- حسنا جدا . ما رأيك في أن يتناول ثلاثتنا الفطور في الحديقة .
قالت :
- سوف أخبرها وإن لم أكن واثقة بأنها سوف تقبل أن تجلس إلى مائدة واحدة مع إيان .
سلكا الطريق إلى الفندق يدها في يده .
قال إيان مازحا :
- قولي لها : إنها سوف تكون بمثابة كلب حراسة لنا وأن حضورها معنا سوف يحميك من التنين الشرس .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 01:00 AM   #10

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الرابع

استندت جاكى فلين على درابزين الشرفة الملحقة بحجرتها تستنشق هواء الصباح النقى بشغف عندما وضع بصرها على ميشيل عن بعد بصحبة شخص أشقر طويل القامة أحاطها بذراعه مستأثرا أكثر منه مجاملا . وما إن اقترب الاثنان منها حتى ألم بها إحساس بالقلق . أحست في مسلك هذا المجهول شيئا ما .
لم تتمكن من رؤيتهما جيدا . لأنهما كانا يظهران تارة ويختفيان تارة أخرى في سيرهما على الممر الضيق الذى امتد من حول شجيرات الصبار والتين الشوكي , لكن عندما افترقا عند حافة حمام السباحة رفع الرجل وجهه في اتجاهها فتمكنت من رؤيته بوضوح .
اتخذت خطوة سريعة إلى الوراء إذ أصابها إحساس بالغثيان . قالت متعجبة :
- آه يا إلهى !
وقفت جاكى وقد شحب وجهها وتطاير شعرها في الهواء عند عتبة الباب الفاصل بين حجرتيهما . سألتها ميشيل :
- هل أنت بخير ؟
أجابتها صديقتها بصوت فاتر :
- رأيتك ! رأيتك معه .
لم يثر انطباع جاكى دهشة الفتاة وإن كان قد أحزنها . فقد كان الدليل على مفعول غسل المخ الذى تعرضت له منذ الصغر . أصبحت جاكى تكن كراهية بشعة لإنسان لا تعرف عنه شيئا على أثر عشرين عاما من الافكار والأحاديث المسممة عن أسرته .
قالت تطالب ميشيل :
- أخبريني إذا كنت قد أخطات . قولي : إن الشاب الذى كنت بصحبته هو شخص آخر غير إيان ستوارت .
- كان هو بالفعل .
- ميشيل ..
فقالت ميشيل شارحة لها الظروف :
- لقد أنقذنى غداة يوم وصولى إلى هنا . ولم تقم الدنيا ولم تقعد لأننى قبلت معاونته يا جاكى . كذلك إن إيان ليس وحشا ضاريا ولا شيطانا مغويا . كل ما فعله أنه عرض على توصيلى إلى الفندق وبعد ذلك تعشينا معا .
- لكنه من آل ستوارت يا ميشيل وطالما حاول - بالاشترال مع والده وعلى مدى سنوات عديدة - أن يهدم أسرتك .
- لا . لا شأن له بذلك .
- في اعتقادى أنه هو الذى أخبرك بذلك .
لم تستسلم ميشيل لرأى صديقتها على الرغم من بذور الشك التى حاولت تلك الأخيرة غرسها فيها . فقالت :
- جاكى .. حاولى أن تفهمينى . لم أكن أعلم أنه بهذه الجزيرة ولا أريد - قبل كل شئ - أن أغضب والدى أو جوناثان .
- ولكن ؟
- لكنه أثار في مشاعر لم أعرفها من قبل . أحس للمرة الأولى طوال حياتى أننى امرأة . كان هذا الإحساس الغريب الذى كدت ألا أصدقه هو الذى أصابنى بهذا القدر من الخوف الذى جعلنى أفر هاربة من وجهه وكأننى سارقة .
- فررت ؟ إلى أين ؟
- إلى الشاطئ .
- وتبعك .. ؟
- نعم . وعلم ذلك الأمر الذى فررت منه . وسبب فرارى عندما ضمنى إلى صدره .
فقالت جاكى بدهشة :
- كنت واثقة بأنه فعل بك ذلك . هذا الوغد يخطط لإغوائك .
انتابت ميشيل ثورة غضب :
- أتعتقدين ذلك ؟ في هذه الحالة يكون قد أضاع فرصة ذهبية سانحة .. فرصة العمر . لأننى أنا التى رجوته ألا يتوقف عن تقبيلى لكنه كان من الأمانة بحيث لم يصغ إلى .
ظلت الفتاتان تتجادلان وتتبادلان نظرات الريبة مدة طويلة .
قالت جاكى مؤكدة لها :
- أؤكد لك أنه يريد بك سوءا .
- وكيف لك أن تتأكدى من ذلك ؟ هل لمجرد أنه من آل ستوارت ؟ لماذا لا تفترضين ببساطة أنه مجرد شاب استحسن ما لي من جاذبية ؟
- وهل هذا هو إحساسك نحوه ؟ جاذبية مجردة نحو رجل مغو ؟ جاذبية طاغية أم جاذبية لاسمه ..
- ما الذى تعنينه ؟
- جاذبية الفاكهة المحرمة .. التى يظن أنها أحلى مذاقا من غيرها .
راودت ميشيل بعض الشكوك الشريرة مرة أخرى فأردفت تقول :
- ليس الأمر بهذه البساطة !
- أتعتقدين ذلك .. إيان آخر رجل في الوجود يمكنك أن تعشقيه ؟
والدك سوف يتبرأ منك بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان . وكذلك جوناثان .
- أعلم .
أضافت جاكى وقد زاد الجو توترا :
- ربما كان واثقا بأنه سوف ينجح . إنه جعلك تفقدين رجاحة عقلك وتتشبثين به إلى حد من شأنه أن يكسر قلب والدك و ..
أجابتها ميشيل بنبرة منذرة :
- كفى ! أنت صديقتي وأعلم أنك إنما تبغين صالحى . اتركينى إذن أتبين كل شئ بنفسى . من الممكن ألا أتمسك بإيان اكننى أكون - على الأقل - قد اتخذت قرارى وأنا على علم تام بالموقف . لا يمكننى أن أمقته بمجرد أن يأمرنى أحد بذلك .
فقالت جاكى بنبرة جافة :
- من الواضح أنك تتوقعين منى الصمت على كل هذا .
- أرجو ذلك . ربما لن يكون هناك ما يتعين إخبار أبى وجوناثان به , لكن إذا ما تطلب الأمر ذلك أفضل أن أتحدث معهما فى الأمر بنفسى .
أجابتها جاكى وهي تنظر نحو الأرض :
- حسنا . سوف أصمت . ربما استطعت الانسحاب من هذه العلاقة قبل أن تعانى جراحها .
تأكدت ميشيل من وجود مفتاح الجحرة بجيب ردائها فاتجهت نحو الباب وهي تقول لجاكي :
- واقع الأمر أن إيان دعا كلينا إلى تناول الفطور معه . هل تأتين ؟
- لست جائعة .
وإذ توقعت ميشيل مثل هذه الإجابة اكتفت بان تضيف :
- سنكون في التراس . إذا غيرت رأيك تجدينا هناك .
- ميشيل .
- نعم .
- يمكنه أن يلحق بك أذى بالغا ! يفوق كل أذى يمكن لأى رجل في العالم أن يلحقه بك .
لم تجد ميشيل ما تجيبها به لأن ذلك كان الواقع . أغلقت باب الحجرة ثانية وتوجهت في صمت للانضمام إلى إيان .
قال إيان بعد انقضاء بضع دقائق :
- ألم ترحب بالفكرة ؟
استندت ميشيل إلى الخلف فوق مقعدها المصنوع من الخيزران .
- بلى هذا صحيح لسوء الحظ . ولا يمكننى أن ألومها على ذلك . إنها فتاة رائعة لكنها لاتكون أكثر تعقلا من أسرتى إذا ما كان الأمر يتعلق بأحد من آل ستوارت .
- يخيل إلى أنها لا بد أن تكون قد واجهتك بقائمة من الأسباب التى تحتم عليك عدم مقابلتى .
فأجابته متنهدة :
- آه . نعم . وكنت اتصور جميع هذه الأسباب من قبل . لكن عندما قالتها هى بدت لى أسوأ من ذى قبل .
توتر فك إيان وهو يقول :
- أمر واضح .
توترت ميشيل بدورها عندما رأت أن جاكى تتجه نحو منضدتهما . قالت :
- لقد غيرت رأيها وأرجو أن تتمالك أنت أعصابك .
وكان الحال كذلك . لم تتوقف ميشيل على مدى الساعة التالية عن شكرا الله . لأن جاكى لم تخف - ولو لحظة واحدة - كراهيتها وعداءها لإيان بل ولم تضع فرصة واحدة لأن توجه إليه لفظا لاذعا جارحا .
وإذا كانت مضايقات تلك الفتاة المتهورة لم تنجح في إثارة غضب إيان فإن ذلك كان تضحية من جانبه من أجل ميشيل التى شحب وجهها تمام من جراء هذا الموقف السخيف التى لم تكد تتناول شيئا من فطورها . لم يشأ أن يتدخل بين الصديقتين . لكنه رأى ألا يسمح لهذه المرأة القاسية بتدمير علاقتهما قبل أن تسنح الفرصة بالتفتح والازدهار . قال وهو ينهض ليضع نهاية لهذا العذاب :
- نستأذنك .
وبدلا من أن تلتفت جاكى نحوه خاطبت صديقتها قائلة :
- من المؤكد أن يتصل جوناثان هاتفيا . هل من الواجب أن أخبره بأنك ..
أجابتها ميشيل بكبرياء قبل أن تدير لها ظهرها :
- لم اعرفك على هذا القدر من القسوة من قبل . يمكنك على أية حال أن تخبريه بما يروق لك .
رأى إيان وجه جاكى يشحب دون أن يعلم ما إذا كان ذلك خجلا أو غضبا . أسرع للحاق ميشيل التى كانت قد تقدمته ببضعة أمتار . قال لها معترفا :
- كانت هذه التجربة خطأ جسيما . إنها تمقتنى بشدة .
قالت الفتاة هامسة وقد انحنى رأسها :
- إننى حزينة .
ولم يجبها إيان إلا بعد أن استقلا سيارته .
- لا ينبغى أن تحزنى يا ميشيل . جاكى مثلنا ضحية ظروف غريبة .
- لكن لماذا نتجاوب مع الموقف على نحو مختلف ؟
- لأننا مدفوعان بشئ ما أقوي منا . وقد يكون أقوي أيضا من تلك الحرب الحمقاء . وسوف نكتشف ما ذلك الشئ يا ميشيل .
نظرت الفتاة إليه بهدوء إذ سيطرت عليها رغبة تلاشت أمامها جميع الشكوك . أصبحت لا تحلم بشئ أكثر من ذراعيه تطوقانها وشفتاه فوق شفتيها وجسدها يحس نبض جسده .. رجل وامرأة بمفردهما في سيارة ولا شئ في الوجود يهم بعد ذلك .
سالته بنبرة حانية :
- إلى أين نحن ذاهبان ؟
توترت عضلة فك إيان وأحكم قبضته على عجلة القيادة أجابها بصوت متوتر :
- لاتنظرى إلى هكذا .
فاجابته - وقد هالها أنه مفتون بها إلى هذا الحد - :
- لا أستطيع أن أحول بصرى عنك .
رمقها إيان بنظرة جاذبية زادتها إحساسا بقربه . لم يكن اختيارها لذلك الثوب الأبيض القصير من قبيل التعقل على الإطلاق . فقد تدلى فيه شريط مثقوب على كل من جانبيه وثالث في الوسط مما أتاح في غياب ملابسها الداخلية رؤية أجزاء دقيقة من جسدها الذهبى على امتداد طول الثوب . هذا فضلا عن أنه كان يكفى حل عقدة حمالتى الكتفين حتى يسقط الثوب كله عنها . وقد زادت - نظرة عينيها الرمادتين المتقدتين رغبة إليه - الأمور تعقيدا .
بادرها بنبرة حازمة :
- ميشيل علينا أن نتوخى الحذر لصالح كلينا . إذا حدث أن مارسنا الحب معا قبل أن تثقى بي ..
تمارس الحب معه .. سرت في جسدها قشعريرة محرقة .
تصبح عشيقة إيان تحتويها ذراعاه وتحس بنبض جسده .. تصبح له .. أصبح هذا كل شئ لها وله لكن كان عليهما أن يهتديا إلى أسلوب ما للتعامل مع هذه الجاذبية الطاغية.
سألته بعد ذلك بقليل وهما يتنزهان تحت أشجار النخيل عند حصن فرنسا :
- وكيف يمكنك أن تتأكد أنه ليست لدى أية نيات خفية ؟ في تصورى أنك قد سمعت على مدى الأيام والسنين أهولا عن آل لوجان تفوق ما عرفته أنا عن آل ستوارت .
فاجابها معترفا :
- هذا صحيح . لكن عن والدك وجوناثان وحدهما . لم أسمع عنك شيئا قط . لم يذكرك والدى سوى مرة واحدة كان عندما عاتبنى على أن فارسة شابة اختطفت الفوز منى في إحدى مباريات الفروسية وأهم ما فى الأمر أنها كانت من آل موجان !
لم تستطع ميشيل أن تكبح ابتسامة .
- كنت مصرة على الفوز في ذلك اليوم . لكن ليس لأنك من آل ستوارت .
فقال إيان :
- أعلم . كنت مستشيطة غيظا . لأنك سقطت عند قدمى أثناء ..
سألته متحيرة :
- وكيف فهمت ذلك ؟
- من بريق العناد الذى اتقد في عينيك . لم يكن مبعثه الكراهية .
تساءلت ميشيل : عما كان عساه أن يحدث لو كانت قد قبلت اليد التى مدها إليه منذ عشر سنوات مضت ؟
سألها إيان :
- فيم تفكرين ؟
تنهدت الفتاة :
- تقول : إنك لن تشن حربا على جوناثان لكن هل فعلت ذلك من قبل ؟
في الماضى حسبما سمعت .
- لم أفعل أبدا شيئا ضد والدك ولا شقيقك ولا ضد منشأتهما يا ميشيل ولم يحدث قط أن سلكت أسلوبا معوجا للتفوق عليهما أبدا .
- كان ينبغى ان أسالك .
اخذ بيدها ومررها فوق ذراعه ببطء شديد وهو يقول :
- إننى مقدر ذلك . والآن أريد أن أقترح عليك أمرا : لا داعى للمزيد عن أسرتينا ولا عن خلافاتهما الآن . إننا بصدد التعارف ولا شئ غير ذلك يهم .
- سأحاول .
فأجابها هامسا :
- حسنا .
عندما عادت ميشيل إلى حجرتها في سأعة متأخرة تلك الليلة بعد يوم قضته بصحبة إيان في جو من التوتر في محاولة للاهتداء إلى حالة من التوافق بين افتنان كل منهما بالآخر وبين الصراع الذى يفرق بينهما .. لم تدهش أن رأت باب جاكى مغلقا وذلك على ضوء حالة صديقتها المعنوية . لكن عندما غادرت الحمام بعد الاغتسال وجدت صديقتها في انتظارها بعتبة الباب الفاصل بين حجرتيهما وقد احمرت عيناها بالبكاء . بادرت ميشيل بصوت غير واثق :
- أود أن أتحدث معك .
أجابتها ميشيل بدورها :
- ماذا حدث ؟ هل أتصل جوناثان هاتفيا ؟
- لا ..
لم تدر جاكى ماذا تقول ؟ لكنها تغلبت على اضطرابها قائلة :
- سامحينى . سامحينى على مسلكى وعلى ما قلته صباح اليوم .
لم تستطع ميشيل ان تخفى دهشتها .
- لقد غيرت رأيك بسرعة فائقة .
بدا الأسى واضحا على جاكى :
- ظللت أفكر طوال اليوم . أنت صديقتى يا ميشيل . وإذا لم أظل بجانبك في مثل هذه الظروف فمن الذى سيفعل ؟
- وكيف يمكنك الوقوف بجانبى وانت تكرهين إيان ؟
- لا أهمية لمشاعرى نحوه . كل ما يهمنى هو التجربة التى تخوضينها . وأنت محقة فيما قلت : لست طفلة ولا فتاة حمقاء ولك وحدك أن تتخذى قرارك . ولا حق لى في أن أملى عليك شيئا .
قالت ميشيل في قمة دهشتها :
- إننى سعيدة بانك قد أعدت التفكير في الامر .
استطردت جاكى تقول :
- لا أخفى عليك أننى لا أستطيع أن أرى كيف يمكن لمثل هذه العلاقة أن تنتهى على خير هنا على بعد آلاف الكيلومترات من بلدنا التقيت به في ظروف استثنائية لكن بمجرد عودتكما إلى أتلانتا سيصبح ستوارت من جديد وانت لوجان . وعندئذ سوف تضطران إلى العودة إلى أرض الواقع .
- ربما نعود معا إلى هنا ..
صاحت جاكى التى عاودتها حيويتها :
- أتوق إلى رؤية ذلك مهما كان الثمن ! فهو يفوق دخول الجنرال شيرمان أتلانتا .
- أراك هادئة تماما .
وضعت ميشيل كتابها فوق المنشفة وتقلبت لترقد على بطنها .
فضلت النظر في اتجاه البحر على النظر نحو إيان . وبعد بضعة أيام - قضياها فى التجول بالجزيرة والتعرف على معالمها والاستمتاع بمشهد القلاع البيضاء من فوق القوارب الطافية فوق المياه الصافية والسباحة في حمام السباحة الملحق بالفندق . والتمشى فوق الرمال البيضاء . وتبادل الأفكار والآراء فيما بينهما - أحست بجاذبية نحوه تفوق إعجابها به عن ذى قبل . ألح عليه إحساس زعزع كيانها بأنها سوف تفقد شيئا ثمينا إذا لم تتصرف وعلى الفور .
- هل يمكننى بحق أن أوحى إليك بالثقة بي ؟
- هذا هو أملى .
نهضت ميشيل جالسة والتفتت إليه . كان قد رمق ثوب سباحتها بنظرة خاطفة وكانت ترتدى فوق هذا الثوب الأبيض ذى القطعتين جلبابا من الحرير الأزرق .
- هل من المفترض أن تأتى الثقة مباغتة مثل البرق ؟ هل من الممكن أن أستيقظ ذات صباح جميل وأقول لنفسى : اليوم أثق بإيان أو انظر إليك فيدهشنى فجأة أن أرى الدليل المنشد واضحا في محياك ؟
- ميشيل ..
توترت أعصاب الفتاة فأحست فجأة كانها على حافة هاوية .
- هذا مستحيلي يا إيان . لن يمكننا محو حصاد عشرين عاما في أسبوع واحد . هذا كل ما يبقى لنا .. أسبوع واحد .
سألها بصوت أجش :
ما هذا الذى تقولينه ؟
- ما الذى سوف يحدث عندما أعود إلى بيت أسرتي ؟ ليست لدى الآن أمور مؤكدة أكثر مما كانت لدى في اليوم الأول للقائنا حتى إننى لا أعلم سوى شئ واحد هو أنه لا يمكننا - ونحن في أتلانتا - التوقف على ما عجزنا عن التوصل إليه ونحن هنا .
فهم إيان أنهما على أبواب لحظة حاسمة : ظلت ميشيل على مدى بضعة أيام تقيم الأمور لكنها وجدت نفسها في النهاية في مأزق فى مواجهة شكوكها . أما إيان فقد قاوم الإغراء إلى أقصى حد ممكن رغم رغبته الجنونية فيها حتى كاد الإحباط أن يقتله .
- إيان ..
عندما نظرت ميشيل - نحوه رأت وجهه الوسيم أنيق القسمات وتلك العينين البراقتين اللتين تلآلآ فيهما وعد فهمته غريزيا - أحست بشئ يختلج في أعماقها كأنه عصفور حبيس يضرب بجناحيه انتظارا للطيران والانطلاق . وكما - بمعجزة ما - ترك الأسى مكانه لدفعه من الرغبة تلاشت معها ظنونها ومخاوفها .
اقترب إيان منها ليستلقى فوق المنشفة فأحست بفخذه العضلية تحتك بجسدها بينما كانت تريح رأسها فوق ذراعه القوية قبلها بحرارة وهو يقول هامسا بصوت أجش :
- يبدو اننا لم ننتق لنا بقعة مناسبة .
احاطت وجهه بكفين مرتعدتين وهى تهمس قائلة :
- ربما ..
أطلق إيان أنينا خافتا وهو يدفع برأسه ليستقر فوق صدر الفتاة التى اندفعت أصابعها تتخلل خصلات شعره الشقراء الحريرية وهى تلهث تحت حرارة قبلاته .
- إيان ماذا نفعل الآن ؟
- نذهب إلى حجرتي على الفور .
لم تعترض ميشيل على هذا الاقتراح . بل تشبتت باليد التى امتدت إليها تساعدها على النهوض . كان التوق الذى أحسته إليه من القوة بحيث كانت على استعداد لأن تذهب معه إلى حجرته على مرأى من والدها وشقيقها مجتمعين .
ضمها إلى صدره وهما فى المصعد بحرارة حتى كادت أن تختنق . قال هامسا :
- لن أترك لك أدنى فرصة للتراجع عن رأيك .
وزادها اشتعالا بنظراته المتأججة . وقفت على أطراف أصابعها حتى يمكنها أن تطوقه وتقترب منه بقدر أكبر وهي تهمس بنبرة حارة :
- لن أغير رأيى أبدا .
ما إن فتح باب المصعد حتى حملها إيان بين ذراعيه إلى حجرته تحت نظرات الفضول من بعض الخدم الذين تصادف وجودهم بالممر المؤدى إلى الحجرة .
وضعها فوق فراش سابح في ضوء الشمس ودفئها . طلب موضع من ذهنها منها أن تلفت نظر إيان إلى أنه لم يكن لها خبرة سابقة بالحب وممارساته . لكن صوتها لم يبرح حلقها إذ استسلمت لملاطفاته كلية وهي تستقبل حرارة قبلاته وتجيبها بمثلها أو يزيد .
ما لبث - لشدة دهشته ورضا نفسه - أن علم أنه الرجل الأول في حياتها وكان ذلك ما تمناه طوال حياته .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.