آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          مهلاُ يا قدر / للكاتبة أقدار ، مكتملة (الكاتـب : لامارا - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-09, 07:19 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ووثبت جولي واقفة حتى كاد المنظار يقع من يدها , وقبل أن تدور على أعقابها وتندفع صوب غرفتها , كان ترتان يرفع ذراعه ويلوح لها.
وبعد أن أنتهت جولي من أعطاء الدرس لبنيجامين ولوسان ولو الصغير لتعليم الكتابة , أنطلقت للسباحة , وأخذت معها حزمة من الطعام وشربت الشاي على النتوء الشرقي للجبل.
وبقيت بعيدا حتى أنحدرت الشمس نحو الغروب وحان وقت العشاء , فأخذت تشق طريقها عائدة نحو الشاطىء الغربي ولكنها أحست بالسخط عندما رأت أن الزورق لا يزال في مرسى البحيرة , وهو ما يعني بلا شك أن الرجل سيقضي الليلة هنا.
وقالت لنفسها في غيظ :
" يا لها من وقاحة!"
كانت جولي قد جرحت قصبة رجلها فوق شعبة مرجانية بعد الظهيرة , فتسللت الى غرفة نومها حيث طهّرت الجرح , وأرتدت قميصا وبنطلونها القصير.
وفي تلك اللحظة سمعت العمة لو تقول:
"تم اعداد العشاء يا سيدتي , ألم تعد الآنسة جولي بعد من السباحة؟".
فردت جيزيلا بدون مبالاة :
" كل لم تعد بعد , وسنضطر لأن نبدأ بدونها".
وقال تيرتان متسائلا:
" هل تبقى عادة في الخارج بعد الغروب؟ ربما وقع لها حادث , يستحسن أن أبحث عنها".
" كلا , لا تزعج نفسك يا سيمون فكثيرا ما تتأخر عن الطعام , وأعتقد أنها ستظهر بعد لحظة".
وقالت جولي لنفسها:
" أذن فهي تناديه الآن بسيمون!".
وقال سيمون تيرتان :
" يجب ألا تغوص وحدها تحت الماء ... هذا خطير بالنسبة الى بنت صغيرة مثلها!".
أخذت جولي تغلي غضبا في غرفتها , كيف يقول أنها بنت صغيرة! أنها قادرة على أن تثبت له براعتها في الغوص تحت الماء.
وفتحت بابها وخرجت الى الشرفة ... وقالت بدون أهتمام:
" هل تم أعداد العشاء؟".
ورفع سيمون تيتان أحد حاجبيه الى أعلى .
وسألتها جيزيلا:
" كيف دخلت؟ أكنت هنا عندما عدنا ؟ وماذا كنت تفعلين طوال ساعتين؟".
وأدركت جولي أن جيزيلا غضبت لأنها شكت في أنها كانت تستمع ألى حديثهما , وهذا يعني أن زوجة أبيها قالت أشياء لا تريد أن تسمعها , وقبل أن تتمكن من الرد قال سيمون:
" أعتقد أنها عادت عن طريق النافذة ,ألا أذا كانت الآنسة تمبل تعرف بعض طرق السحر التي تخفيها عن الأنظار".
فقالت جولي:
" أجل فعلت ذلك , منذ حوالي عشر دقائق".
ورأت وميضا من الأرتياح في عيني جيزيلا أكد شكوكها.
وكما حدث خلال الغداء ,لم تشترك كثيرا في الحديث على المائدة , وظنت أغلب الوقت تسائل نفسها عما قالته جيزيلا في أذني سيمون وحده.
وبعد أن دخن سيمون سيكارا مع القهوة ,قال أنه يجب أن يعود الى زورقه , ولكن جيزيلا التي بدت عليها الدهشة وخيبة الأمل قالت معترضة:
" ولكن الساعة لا تزال التاسعة!".
فقال في مرح:
" أعتقد أنني أستيقظ مبكرا أكثر منكما , طابت ليلتك يا سيدة تمبل , أسعدت مساء يا جولي".
وغاظها أستخدامه لأسمها الأول , فقالت بعد أنصرافه:
" كم يظن عمري؟".
ردت جيزيلا بحدة:
" ليس تسعة عشر عاما بكل تأكيد , ولكن لا تلومي الا نفسك أذا ظنّ أنك مراهقة ... فأن شعرك الأشعث وهذه الثياب الرثة تجعل الناس يعتقدون أنك أصغر مما أنت".
وردت جولي بأقتضاب:
" لا يهمني كثيرا ما يعتقده السيد ترتان , متى سيرحل؟ غدا صباحا؟".
" كلا ... أنه يريد البقاء ومقابلة جوناثان".
" يقابل أبي؟ لماذا؟".
أجابت جيزيلا:
" يبدو أنك لا تعرفين مدى شهرة أبيك... الواضح أن سيمون يريد شراء لوحة".
فأجابت جولي:
" لا أعتقد أنه يعرف أي شيء عن اللوحات أو يهتم بها".
" يا فتاتي العزيزة , ليس من الضروري أن يشتري المرء لوحات لأنه يحبها , فالصورة بريشة فنان شهير تعتبر أستثمارا ودليلا على المكانة الرفيعة".
" أعتقد أنك مخطئة في كل شيء, فأنني أشك أن الزورق ملك السيد تيرتان , وأظن أنه يتسكع هنا وهناك من أجل طعام وشراب بلا مقابل".
فهزت جيزيلا كتفيها وقالت:
" أنه على الأقل رفيق مسل , سأذهب للفراش طابت ليلتك".
ولجأت جولي الى فراشها مبكرة , ولكنها لم تستطع النوم... كان هناك شيء ما في سلوك جيزيلا لم تستطع فهمه وأن كان يثير في نفسها قلقا عميقا!



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-09, 02:37 AM   #12

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية دى حلوة جدا

تسلمى يا امولة لانك رجعتينا لعبير القديمة وقصصها الحلوة


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-10-09, 07:26 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وحوالي العاشرة والنصف كانت لا تزال مستيقظة يتملكها الأرق , وتسللت من فراشها بهدوء وأرتدت ثوب أستحمامها , وتدلّت من النافذة حتى لا تحدث خطواتها صريرا في الشرفة , وأنطلقت حتى بلغت الشاطىء.
كانت أضواء مرسى الزورق تتألق , ولكن المقصورات تسبح في الظلام.
وعند الطرف البعيد من البحيرة , ألقت جولي منشفتها على الرمال وسارت نحو البحر , أحبت السباحة في الظلام و ولكنها الليلة حرصت علىألا تحدث صوتا في الماء نظرا لوجود الزورق ناك , وراحت تسبح على ظهرها محدقة في النجوم.
ومكثت حوالي ساعة في الماء ثم سارت نحو البقعة التي ألقتت منشفتها فيها , وبينما كانت تمد ذراعيها للوراء , سمعت صوتا يقول:
" ينبغي حقا ألا تسبحي وحدك ليلا , فقد تصيبك نوبة حادة من المغص".
زايلها الرعب وتبدل غضبا وقالت بسرعة:
"ماذا تفعل هنا؟".
ولم يكن سيمون تيرتان مختفيا عن الأنظار , بل كان مستلقيا على الرمال الشاحبة , ولو نظرت في ذلك الأتجاه لرأته , ولكن رأسها كان زاخرا بخيالات منتصف الليل , فلم تشم رائحة سيكارة أو تشعر بوجود شخص غريب.
وقال في رقة:
" أنا أيضا لم أستطع النوم , آسف أذا كنت قدأزعجتك , لا بد أنك جائعة الآن , هل لك في بعض الشوكولاتة؟".
ولفّت منشفتها حول كتفيها وقالت:
" كلا ... طالت ليلتك".
وبينما كانت تستدير نحو الطريق المؤدي للمنزل قال:
" أما زلت متضايقة لأنني رأيتك تتفحصينني بعد ظهر اليوم؟".
فتوقفت عن السير وواجهته قائلة:
" كلا... وهل ينبغي أن أتضايق؟".
" كان يبدو عليك الضيق خلال العشاء , أم أنك لا تحتملين زوجة أبيك الجذابة؟".
هذه الأهانة جعلتها تفغر فمها وتقول:
" ألا تظن أن هذه الملاحظة مهينة؟".
فقال بلهجة جافة:
" غالبا ما تكون الحقيقة كذلك".
فوضعت جولي يديها على خاصرتيها العاريتين وطوحت بشعرها المبتل للوراء وقالت:
" أعتقد أنه من الأفضل أن ترحل في الصباح يا سيد تيرتان ... فسوف يعود أبي غدا , وهو يفضل أن تكون الجزيرة لنفسه , لو كنا نحب وصول الناس , لعشنا في سان فنسانت ".
فضحك من قولها وقال:
" أنك صريحة جدا يا فتاتي... لماذا تكرهينني؟".
" أنني لا أكرهك , فأنا لا أعرف عنك ما يكفي , ولكن أقول فقط أن سوليتير ليست منتجعا للسائحين , أنها ملكية خاصة ... فلماذا تلقي مرساتك في بحيرتنا؟".
" لقد نسيت أن لديّ أذنا بالبقاء حتىى يعود والدك".
" حسنا .... لو كنت مهتما حقيقة بعمله , وهو ما أشك فيه , فأن عليك أن تذهب الى نيويورك لشراء أحدى اللوحات , فهو لا يبيع لعابري السبيل , وكل لوحاته تذهب الى الولايات المتحدة أو لندن".
" من الذي أوحى اليك بفكرة أنني أريد لوحة؟".
" لقد قالت جيزيلا...".
وتوقفت فجأة عن الحديث , لقد تذكرت أن جيزيلا لم تقل حقيقة أن هذه هي نيته.
وعادت تسأله:
" أذا لم تكن تريد لوحة فلماذا تريد مقابلة أبي؟".
فطوى ساقيه الطويلتين ونهض واقفا بحركة رشيقة وقال بدون مبالاة :
" ألم تخبرك زوجة أبيك أنني أود شراء سوليتير ؟".
كانت صدمة أذهلت جولي , فأنزلت المنشفة عن كتفيها ولم تحاول أستعادتها , فقد أحست بهزة عنيفة وكأنه صفعها على وجهها , وقالت:
" أخشى أنك تضيع وقتك , فهي ليست للبيع".
" حقا؟ الظاهر أن زوجة أبيك تعتقد غير ذلك , فقد أوحت لي أنه أذا كان العرض مغريا الى حد كاف فأن والدك يسره البيع , أعتقد أنه يستأجر المكان لمدة 99 عاما".
فقالت جولي في غضب:
" أنها دارنا , وليست للبيع , مهما قالت لك جيزيلا".
" كانت لديّ دائما رغبة لأمتلاك جزيرة , وقد بدا أن هذا المكان هو ما أتخيله في ذهني بالضبط".
" أعتقد أنك جئت من بربادوس , وهي تبعد أكثر من مائة ميل عن هنا".
قال:
" أن زورقي سفيرار يقطع 17 عقدة , فهي ليست رحلة طويلة".
" ولكن لماذا هذه الجزيرة؟ لماذا لا تأخذ واحدة من الجزر الأخرى؟ هناك عشرات من الجزر الخالية في الغرينادين؟".
" ليست كثيرة... فبعضها صغير جدا , والبعض الآخر مؤجر فعلا , وليس بينها مزايا سوليتير , بيت جاهز وأسرة من جزر الهند الغربية لرعاية المكان , ولكنك أذا كنت واثقة من أن والدك لا يريد البيع , فسيكون عليّ بطبيعة الحال أن أنسى الفكرة".
وكان في صوته نغمة جعلتها تكتم غضبها , فلا فائدة من الثورة عليه بعنف , فلن يؤدي بها ذلك الى أي شيء ... ولكن كيف يتسنى لها أن تبل مقصدها منه؟ هل تناشد شعور الأنصاف لديه ؟ ولكن كيف تعرف أن لديه مثل هذا الشعور؟
وكبتت جولي كبرياءها وقالت:
" أرجوك... أرجو أن تصغي الي , أنني آسفة أذا أظهرت فظاظة , ولكن الموقف هنا معقد نوعا ما .. وأذا سمحت لي أن أشرح لك...".
ولكنه قاطعها في جفاء:
" الموقف واضح... لقد قضيت أغلب حياتك على هذه الجزيرة , وأنت تحبين المكان , وقد تزوج أبوك الآن فتاة لا تحبينها , وهي لا تريد الحياة في سوليتي بل تريد الأبتعاد عنها , بينما تريدين أنت البقاء, ووالدك هو صاحب الصوت الفاصل , فهل يلخص ذلك المشكلة الأساسية ؟".
" أجل... أعتقد ذلك , ولكن الأمر ليس بهذه البساطة , أنك لا تفهم , أن جيزيلا...".
" الواقع أن كراهيتك لجيزيلا لا صلة لها بالموضوع , ولو أستطعت النظر الى المسألة بعيدا عن العواطف , فسوف تدركين أنه لا فائدة من مقاومة ما لا مفر منه".
" ما لا مفر منه ؟ ماذا تعني؟".
" كم عمرك يا جولي؟".
" تسعة عشر عاما".
" حقا؟ كنت أعتقد أنك في السابعة عشرة".
" وهل لسني دخل في المسألة؟".
" أن سنك هو مفتاح المشكلة".
" أعرف ما يدور في خلدك , تعتقد أنني أشعر بغيرة لأن أبي تزوج من جديد, ولكن الأمر ليس كذلك على الأطلاق , فأنا لست طفلة , وأعرف أنه في حاجة الى زوجة ... ولكن...".
ثم قالت بصوت مختنق:
"ماذا كنت تعني بعبارة ما لا مفر منه؟".
فأنحنى ليلتقط منشفتها وقال:
" لقد أخذ نسيم البحر يهب وستشعرين بالبرد, يستحسن أن تلفي هذه حولك".
وعاد يقول:
" أنك في التاسعة عشرة من عمرك أي ناضجة تقريبا , وقد أعترفت للتو بأن والدك كان في حاجة لزوجة , وقد لا تكونين أنت في حاجة للزواج الآن. ولكن لن يمضي وقت طويل قبل أن تبدأ الأحساس برغبة في حب رجل , وربما كنت تحسين بذلك الآن في عقلك الباطن , فهذا شيء غريزي لدى كل أنسان, فلماذا لا تواجهين الحقيقة وتتكيفين معها؟ سوف تكونين سعيدة جدا في سان فنسانت أو في غرينادا ... ولن تبقى جيزيلا هنا ... وزوجة الرجل يجب أن تأتي قبل أبنته كما تعلمين".
فردت جولي بسرعة:
" ويجب على الزوجة أن تكون سعيدة أينما كان زوجها سعيدا , أن أبي يريد البقاء هنا في سوليتير , لقد رسم أفضل أعماله منذ جئنا الى منطقة الغرينادين , ولو شاهدت لوحاته لعرفت أي نوع هو من الرجال".
وظل سيمون ساكتا برهة , ثم قال:
" لقد عرضت عليّ جيزيلا لوحة رسمها لها , ومع أنني لست ذواقة للفن العظيم ألا أن الصورة توضح تماما مدى شعوره حيالها , وفي أمكانك أدراك ذلك بالتأكيد".
وأمسكت جولي أنفاسها , كيف أمكن لجيزيلا أن تعرض هذه اللوحة أمام شخص غريب؟ لا بد أنها مجردة من كل شعور!
أن اللوحة تمثلها عارية تماما وقد رسمت بعد زواج أبيها مباشرة , وكانت من الناحية الفنية أجمل قطعة رسمها جوناثان تمبل.
وتجاهلت جولي سؤاله الأخير وقالت بصوت خافت:
" أن أبي ليس مثل نولوز ولوتريك وموولياتي , فهو ليس من الفنانين الذين ينتعشون بالسهر الى ساعات متأخرة من الليل والحياة البوهمية أنه في حاجة الى الهدوء".
ثم أردفت:
" أرجوك يا سيد ترتان أن ترحل , لماذا لا ترى جزيرة أوراغان فعليها أيضا منزل , وهي خالية".
فقال بلهجة جافة:
" أجل , سمعت عن أوراغان أنها جزيرة الحظ السيء أليس كذلك".
" لا شك أنك لا تصدق هذا الهراء ؟ ليس هناك شيء غير طيب حول أوراغان ... وكثيرا ما ذهبت اليها".
" ولدت في جزر الهند الغربية , ولا أعتبر سحر الفودو هراء , قد يكون بعضه كذلك , ولكنه ليس كله دجلا , وأنا لن أشتري جزيرة الأفاعي هذه".
" قضيت ساعات في أوراغان ... ولم ألمس أي شيء سيء فيها".
" قد لا يكون الأمر كذلك ... ولكنك تعرفين مثلي أن طاهيتكم وأسرتكم لا يقبلون العيش هناك, بل أنني أشك في أمكانك قضاء ليلة في هذا المكان".
" أنا شخصيا لا أمانع في ذلك".
" من السهل أن تقولي ذلك لأنك تعرفين أنك لست مضطرة لأثباته".
" حسنا , , سأثبت لك ذلك , أنني أراهنك يا سيد ترتان ,خذني في زورقك الى أوراغان وسأقضي بقية الليل هناك , وتستطيع أن تعيدني بعد شروق الشمس , ومقابل ذلك أريد وعدا بأنك سترحل قبل ظهر الغد".
فأبتسم قائلا:
" أعتقد أنك جادة".
" ولم لا؟ هل تقبل الرهان؟".
ثم رفعت ذقنها وقالت ضاحكة:
" لا تقلق فلن أموت رعبا , ولن يسمعنا الآخرون عندما نرحل , فالعمة لو مستغرقة في النوم , وجيزيلا تتناول أقراصا منومة".
وأستدارت لكي تتجه نحو الماء وتسبح الى الزورق ... ولكنه أمسك ذراعها ودفعها لوراء قائلا:
" لا تكوني طفلة حمقاء ., من تظنينني؟".
" رجل لا يهتم كثيرا بالأخرين أذا وقفوا في طريق نزواته".
وشدد من قبضة أصابعه على ذراعها الناعم بقوة آلمتها , ورأت عضلات فكه تتصلب , ثم تركها وتراجع للوراء قائلا في أقتضاب:
" الوقت متأخر ويجب أن تكوني في فراشك , أعتقد أن وجة أبيك كانت على حق , فأنت شديدة التهور".
أنها لم تفقد أعصابها طوال حياتها , ولكنها فقدتها الآن , وضمت قبضتيها الصغيرتين ورفعتهما في نوبة غضب جامحة , وأمسك سيمون بساعديها وأبقاهما ثابتتين في الهواء.
وقال في سخرية:
" الفتيات لا يوجهن اللكمات , وأذا كان ولا بد فحاولي صفع وجهي ,رغم أنني لو كنت نكانك لما فعلت ذلك ... ومع ذلك فأذا أردت أن تغامري... هيا".
فقالت جولي بصوت يرتعش:
"أذا كنت تومن بالسحر حقيقة يا سيد تيرتان , فمن الأفضل أن ترحل من هنا سريعا , لأن البعض قد يقرر أن يجعلك منحوس الحظ!".
" أهذا تهديد يا آنسة تمبل؟".
" لست أدري لماذا شعرت بالقلق ,فأنا واثقة من شيء واحد يا سيد ترتان ,وهو أن أبي لن يبيع لشخص مثلك".
وبينما كانت تسير فوق الرمال مبتعدة , سمعته يضحك... وعندما بلغت منحنى الطريق , أستدارت لتنظر من فوق كتفيها , كان يسبح نحو الزورق بضربات قوية.
وقالت لنفسها يا له من رجل كريه .... سيعرف أبي حقيقته من نظرة واحدة.
ولكن بعد نصف ساعة وهي تحتضن وسادتها كانت لا تزال عاجزة عن النوم, تحس أن ايمانها أخذ يتضاءل , وأخذت تحدق في الظلام وقد غمرها قلبها قلق جديد خشية أن ينجح سيمون تيرتان وجيزيلا معا في تمزيق الهدوء الذي يسود سوليتير ... الى الأبد!



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-09, 11:25 PM   #14

فتاة الظل
 
الصورة الرمزية فتاة الظل

? العضوٌ??? » 95068
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 501
?  نُقآطِيْ » فتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond reputeفتاة الظل has a reputation beyond repute
افتراضي

في الانتظار الروايه تحفه تسلم ايدك

فتاة الظل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-09, 11:57 PM   #15

malen

? العضوٌ??? » 70011
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 206
?  نُقآطِيْ » malen is on a distinguished road
افتراضي

حلوة الرواية
منتظرة التكملة يا قمر
وشكرا جزيلا لجهودك
بللللليييييززززز ما تطولي علينا


malen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 07:55 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الرسالة المشؤومة
لأول مرة في حياتها وقفت جولي أمام المرآة المعلقة على جدار مخدعها , وراحت تتفحص صورتها بعين نافذة , وهي تستدير حولها , مستخدمة مرآة جيب صغيرة لترى كيف تبدو من الخلف.
وقالت لنفسها :
" حسنا ... أنني لست ندا لجيزيلا , ولكنني أبدو عادية كأولئك الفتيات الأمريكيات اللواتي رأيتهن في سانت فنسانت!".
ثم أرتدت ثوبا للسباحة , وجمعت شعرها برباط مطاطي , وكانت دهشتها بالغة عندما خرجت الى الشرفة ورأت جيزيلا قادمة من طريق الشاطىء , وقالت زوجة أبيها وهي تصعد درجات الشرفة:
" دعوت سيمون لتناول الأفطار معنا , أن لديه مطبخا صغيرا رائعا على زورقه , ولكنه يستطيع أن يتناول طعامه معنا خلال وجوده هنا , ولن يتأخر كثيرا , كان يحلق ذقنه عندما ناديته".
وأقبلت العمة لو لأعداد المائدة , فأمرتها جيزيىلا بأعداد أفطار مشبع لضيفهما , بينما أتجهت جولي نحو سور الشرفة ووقف تحدق في المياه الهادئة في البحيرة , التي تحيط بها كتل مرجانية غير منتظمة تحت الماء.
ورغم أن الشمس كانت ملتهبة بشدة طوال النهار , فأن الجو لم يكن حارا الى حد غير مريح في جزيرة سوليتير , وتمتمت جولي بصوت مرتفع:
" الرياح التجارية تدفع السفن الكبرى نحو جزر التوابل".
كان تاريخ جزر الهند الغربية الصاخب يلهب خيالها دائما.
وسألتها جيزيلا:
" ماذا تقولين؟".
" لا شيء... كنت أتساءل عما أذا كان أبي سيعود اليوم؟".
" أعتقد أنه قد تخلص من حنقه الآن , ربما سمعت مشادتنا ليلة أمس , لقد حان الوقت لكي يعرف جوني ببساطة أنني لا أحتمل أية سيطرة من أحد".
" لماذا تزوجته يا جيزيلا؟".
ودهشت هي نفسها لهذا السؤال الذي أفلت من فمها , مثلما أدهش زوجة أبيها... التي قالت وهي ترفع حاجبيها:
" أنه سؤال عجيب , آه .. ها هو سيمون قادم".
ونهضت عن مقعدها لأستقباله وهي تبتسم , وبلغ سيمون الشرفة , وقفز درجاتها الثلاث بخطوة واحدة وقال:
" آسف أذا كنت قد أبقيتكما منتظرتين , صباح الخير يا جولي".
وما كادت جولي تراه حتى أحست أن كل رباطة جأشها قد أنهارت ... وعرفت من بريق عينيه أنه يذكر لقاءهما على الشاطىء الليلة السابقة.
وردت بأقتضاب:
" طاب صباحك , أرجو المعذرة يا جيزيلا , فسأذهب للمساعدة في أعداد الأفطار".
كانت العمة لو تعد الفطائر في المطبخ , وقالت:
" هذا الرجل القادم من بربادوس ضخم قوي , وهو يحب الطعام الكثير لماذا جاء الى هنا يا عزيزتي؟".
" أنه يريد مقابلة أبي".
وألتهم سيمون أربع فطائر , بينما أكلت هي ثلاثا , أما جيزيلا فلم تتناول غير قدحين من القهوة السوداء كالعادة.
وقال سيمون وهو يشعل سيكارة وضعتها جيزيلا بين شفتيها :
" أعتقد أنه لا داعي لأن تتبعي نظاما لأنقاص وزنك".
فأسندت جيزيلا أصابعها ذات الأنامل الوردية على ساعده برهة , ثم قالت بخفة:
" حتى أذا كان المرء يتمتع بجسم جميل , فأن عليه أن يبقيه رشيقا ".
ثم رمقته بنظرة مستفزة وأضافت تقول:
" أم أنك من هؤلاء الرجال الذين لا يلاحظون مظهر النساء؟".
ورغم قلة معرفتها بالحياة وراء حدود سوليتير فجولي كانت غير راضية عن أسلوب جيزيلا في أختيار الثياب التي ترتديها ,وخاصة القمصان الحريرية الضيقة والبنطلونات التي تبدو ملتصقة بجسمها وطريقة أستخدامها لأدوات التجميل والزينة.
وفي تلك اللحظة قالت زوجة أبيها:
" أنك في حاجة الى بعض الأمتلاء يا عزيزتي , ولا أدري لماذا لا تأكلين جيدا , ربما لأنك مخلوقة عصبية , ولكنك يجب أن تحاولي الأسترخاء وأن يكون جسمك أكثر أمتلاء , فالرجال لا يحبون النساء الهزيلات , أليس كذلك يا سيمون؟".
" أعتقد أن أغلب الرجال يفضلون المرأة الممتلئة على النحيلة , ولكن لا أرى أن جولي نحيلة , فأكثر الفتيات في مثل سنها يواجهن مشكلة البدانة".
ودفعت جولي مقعدها للوراء فجأة وقالت:
" معذرة , أنني ذاهبة للسباحة".
وبينما كانت تهرع نحو الطريق , سمعت زوجة أبيها تقول:
" أنها الآن في أحدى نوبات غضبها , كنت أتمنى أن أتمكن من كسب ودها , ولو أنها تركتني أساعدها لأستطعت أن أجعلها تبدو جميلة المظهر ".
وتمتمت جولي في غيظ:
" وحقا ... أنك تحبينني!".
وقضت أغلب فترة الصباح وهي تسبح وتلهو مع بنجي وتوسان في البحيرة ... وكانت تعتبرهما شقيقين صغيرين لها , ولا تدري لماذا فشل وجهاهما السمراوان بلون الكاكاو , ومرحهما العابث في غزو قلب جيزيلا.
كانت فلسفة جولي بسيطة , فالمخلوقات البشرية كلها متماثلة أساسا مهما أختلفت أشكالها وأحجامها وألوانها , وهي تحب بعض الناس ولا تحب البعض الآخر , ولم يكن الشكل أو الحجم أو اللون هو الذي يهم , بل قلوبهم وعقولهم , جيزيلا تبدو جميلة المظهر , ولكنها باردة قاسية صلبة , بينما العمة لو المكتنزة الذقن التي تزن أكثر من 90 كيلوغراما تبدو أشبه بقطعة من الحلوى الهلامة عندما تضحك .
ونسيت جولي حزنها خلال الأفطار عندما أخذت تلهو مع الطفلين , ولكنها لم تستطع أن تنسى تماما وجود سيمون تيرتان في الجزيرة , وكانت ترفع يدها بين حين وآخر لتحجب الشمس عن عينيها وهي تنظر باحثة عن أي دلالة على أقتراب سفينة عبر البحر.
وقبل موعد الغداء بساعة أطلقت العمة لو صفارتها التي تستدعي بها أبناءها من جولاتهم حول الكوخ , فتوافد الأطفال , بينما وقفت جولي على الرمال في أغفاءة قصيرة.
وكانت ناعسة غير نائمة تماما عندما فتحت عينيها على صوت أحتكاك عود ثقاب , وعلى مسافة أقل من مترين , كان سيمون يجلس على الرمال وهو يشعل سيكارا.
وفكت لحظة في أن تتظاهر بالنوم , بيد أن فضولها لمعرفة سبب تركه جيزيلا وبحثه عنها جعلها تجلس في مكانها , وقال وهو يميل للوراء مستندا على أحد مرفقيه:
" ليست هناك أي علامة على عودة أبيك".
قالت وهي تنفض الرمال عن ساقيها المبتلتين:
" كلا , أين جيزيلا؟".
" تبدل ثيابها للغداء".
وساءلت نفسها ترى كيف قضى الأثنان الصباح؟ ربما كانا يتحدثان فقط , أنه نوع من الرجال الذي كان ينبغي أن تتزوجه جيزيلا... وأذا كان الزورق ملكا له حقا , وفي أمكانه شراء بعض الجزر , فلا بد أنه سليل أسرة غنية في بربادوس , وهي حياة تناسب جيزيلا وتعجبها , ولكن لعله من الصنف الذي يبتعد عن الزواج قدر أمكانه , في أي حال أن أباها يقول أن هذه الأسر العريقة متعالية الى حد رهيب, وهم لا يتزوجون من عاملات تشذيب الأظافر في الفنادق , وعندما يريد أحدهم أن يستقر بالفعل فأنه يفعل ذلك مع فتاة من طينته.
وقطع سيمون تفكيرها قائلا:
" لماذا تسمحين لها بأثارتك؟ لو لم تردي عليها لما ضايقتك كما تعلمين ".
لقد كشف أذن حنان زوجة أبيها الزائف , ودهشت جولي لذلك , وخطر لها لحظة أنه ربما أستشف حقيقة جيزيلا لأنهما من نوع واحد , فقالت ببرود:
" أنها لم تثرني , ولا أعتقد أن علاقاتنا العائلية من شأنك يا سيد تيرتان , في أي حال لقد ذكرت ليلة أمس أنك توافقها على ما قالته عني...".
فرفع حاجبيه في تبرم وقال:
" هل لمست جرحا مؤلما في نفسك؟".
وحاولت الظهور بمظهر هادى وقالت:
" كلا , على الأطلاق , أنني لا أهتم الا بآراء أبي والعمة لو فقط".
" كنت أتحدث مع العمة لتوي وهي أيضا تقدرك تقديرا عاليا".
" أعتقد أنك تحاول تملقها حتى تقبل البقاء أذا أستوليت على الجزيرة , ولكن لن أبدد سحرك يا سيد تيرنان , فحتى أذا باع أبي الجزيرة حقا فلن تبقى العمة لو وهرقل , وأذا رحلنا سيأتيان معنا".
قال بنظرة ساخرة:
" يدهشني أنك تعترفين بأن لي سحرا , كنت أعتقد أنك تعتبرينني شخصية بغيضة تماما".
" أنني أعني سحرا زائفا".
فأبتسم سيمون ثم نهض واقفا وقال وهو يمد يده لها:
"هيل لتسبحي في البحر , أن ذلك سيجعل أعصابك الملتهبة تهدأ".
" هل أقترحت عليك جيزيلا محاولة ممارسة سحرك عليّ أيضا؟".
وشرع سيمون في فك أزرار قميصه , وكان ينظر اليها بطريقة وجدت من العسير عليها أن تبعد عينيها عنه , فقد كان لنظراته المتفرسة تأثير مغناطيسي عجيب.
وخلع قميصه وعلّقه على كتفه , ثم سألها مستفهما:
" هل أنت واثقة أنني لن أنجح ؟ ترويض جولي تمبل سيكون أنجازا رائعا!".
وأحست بنوبة فزع فتراجعت للوراء برغم أرادتها , وعندئذ لمع شيء في ضوء الشمس بعيدا على صفحة البحر جذب أهتمامها فصاحت وقد تهلل وجهها:
" أنه أبي, لقد عاد!".
وقال سيمون:
" الحمد لله...".
فنظرت اليه جولي نظرة تفيض كرها , ثم شرعت تعدو نحو الرصيف البحري.
شاهدت جيزيلا الزورق أيضا , وعندما أندفع خلال الفجوة بين الصخور , كانت تقف أمام الرصيف مع جولي وهي تلوح له في أبتهاج , وكأنها ودعته وهما على أحسن حال.
وما كاد يهبط الى الشاطىء حتى سارعت الى تطويق عنقه بذراعيها وجذبته نحوها وهي تقدم وجهها له ليقبلها , غير مهتمة بوجود الآخرين , وطبع جوناثان على وجهها قبلة سريعة , ثم دفعها عنه برفق , وقال لجولي:
"أهلا يا عزيزتي , أهلا يا طفلتي".
ثم أومأ برأسه نح سيمون وقال:
" أرى أن لدينا زائرا".
فقالت جيزيلا:
" أجل , أنه اب صغير لطيف يدعى تيرتان وقد جاء أمس وألتمس الرسو يوما أو يومين , فسمحت له بذلك , أرجو ألا يكون لديك مانع , أن جولي تحبه , أليس كذلك يا جولي؟".
كانت لهجتها توحي بأن سيمون فتى في مقتبل العشرينات من عمره وقبل أن تتمكن جولي من الرد قال جوناثان تمبل:
" كلا... كلا ... لا مانع لدي".
وبعد أن فرك ذقنه بيده قال:
" سآخذ دوشا سريعا وأحلق ذقني , لا بد أننا الآن في وقت الغداء".
لم تتح لجولي فرصة للتحدث مع أبيها قبل لقائه بسيمون , وقد تكلفت جيزيلا بذلك , وكان من الواضح أنها لم تكن تنوي أن تسمح لأبنة زوجها بكشف مسألة عرض سيمون لشراء الجزيرة قبل أن تعالجها بنفسها مع جوناثان.
كان جوناثان تمبل ما زال في أوائل عقده الرابع , وقد تزوج أول مرة وهو شاب صغير , وكان على قدر ما تذكره جولي , تحيط بوجنتيه بعض الأخاديد ,وهناك تجاعيد حول عينيه عميقتي الزرقة , وبعض الشيب في شعره البني , ومع أنه كان نحيلا متوسط القامة , فقد كان محتفظا بلياقته البدنية دائما بحيث يبدو جسمانيا أقوى من مظهره.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-09, 09:19 PM   #17

زهره الخريف
 
الصورة الرمزية زهره الخريف

? العضوٌ??? » 59674
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 478
?  نُقآطِيْ » زهره الخريف is on a distinguished road
افتراضي

مشكوووووووووووووووووووووو وووووووووووووووره

زهره الخريف غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
عندما يلوح لنا اننا ندير حياتنا بعقولنا وحدها ......
عندما نتصور اننا نملك الزمام تماما ....
عندما يحلو للقدر ان يتدخل ..
وعندما يفعل ...
لا نجد امامنا سوى وسيلة واحدة للنجاة ..
الاستسلام التام ...
رد مع اقتباس
قديم 19-10-09, 07:22 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت جيزيلا بعد الغداء:
" لقد وعدت يا جولي بمصاحبة السيد تيرتان في جولة الى الخليج الجنوبي , أن لديه جهازا للتنفس تحت الماء".
وألتفتت لزوجها قائلة:
" يريد أستكشاف السلسلة الصخرية , تبدو منهكا يا عزيزي , فلماذا لا تغفو قليلا بعد الظهر؟".
فأبتسم جوناثان وقال:
" أجل , أشعر ببعض التعب , سوف أراكما خلال العشاء".
" سوف أنال أيضا قسطا من الراحة , فالجو حار اليوم".
ونهضت جيزيلا حيث أخذت بعض المجلات من فوق مائدة القهوة وقالت لسيمون:
"شكرا لأحضارك هذه المجلات من الزورق , فستجعلني سعيدة بضع ساعات".
وتثاءبت ثم أردفت تقول:
" هذا أذا لم أستغرق في النوم قبل أن أفتحها , أتمنى لكما وقتا طيبا...".
وتبعت زوجها الى غرفة النوم.
دفعت جولي مقعدها للوراء وبدون أن تنظر الى سيمون قفزت تهبط درجات الشرفة وسارت في الممر نحو الطريق الذي يؤدي الى نتوء الجبل الشرقي.
وبعد أن سارت عدة دقائق بسرعة وهي تحني رأسها تحت الأغصان المنخفضة وتدفع بيدها الشجيرات الصغيرة , توقفت فجأة وهي ترهف السمع , ولكنها لم تسمع صوت سيمون خلفها , فتنهدت ثم واصلت السير ببطء أكثر.
ولم تهتم جولي بمعرفة كيف قضى سيمون فترة بعد الظهيرة , فقد ظلت في الخارج حتى بدأت الشمس تميل نحو المغيب, فشقت طريقها عائدة الى البيت حيث كان والدها بمفرده في الشرفة.
وقال بعد أن جلست بجواره:
"أن لتيرتان زورقا جميلا".
" أجل".
" هل صعدت اليه؟".
فهزت رأسها قائلة:
" ألم تقل لي ألا أصعد الى أية سفن أبدا؟".
فأبتسم قائلا:
" أجل.. وعلى أي حال فتيرتان ليس من النوع الذي أقصده".
" وكيف تعرف؟ أنك قابلته للتو".
فأمسكت يده ومررتها على وجنتها وتابعت:
" أنني سعيدة بعودتك يا أبي".
وبدت تقطيبة زادت جبهته تجعيدا , وقال:
" لن أبقى طويلا , فهناك تلك الرحلة اللعينة الى نيويورك , ولا بد أن أظهر في هذه المناسبات بين حين وآخر , وسوف تتمتع جيزيلا بالرحلة , هل تريدين الحضور يا جولي؟ يمكنك ذلك أذا أردت كما تعلمين".
" كلا , لا أظن أنني سأحب نيويورك , وسأكون سعيدة جدا هنا مع العمة لو وهرقل".
" ولكنك لا تستطيعين البقاء في سوليتير الى الأبد يا حبيبتي".
فقالت لنفسها :
" كلا , كلا , أرجوك , لا تق أنك تفكر في بيعها , لا تسمح لها بدفعك الى ذلك , فقد كنا سعداء دائما هنا".
ثم قالت له بصوت مرتفع:
" ليس الى الأبد , كما أعتقد".
وغيّر الموضوع بعد ذلك , فأحست براحة تملأ نفسها , ولكنها كانت تعرف أن الأمر مؤجل فقط أذ ستعمل زوجة أبيها بعد العشاء على ترتيب بقاء الرجلين معا لكي يقدم سيمون عرضه , ثم يقرر أبوها القبول أو الرفض.
وكما تنبأت جولي ما كاد الطعام ينتهي في المساء حتى قالت جيزيلا:
" تعالي معي لكي تعدلي ذيل فستاني الأزرق يا جولي".
وتبعتها جولي الى غرفة النوم , حيث أغلقت جيزيلا الباب خلفهما , وأستلقت فوق الفراش ثم قالت:
" لا أريد في الحقيقة تعديل ذيل الفستان , ولكنهما سيناقشان عملا بينهما".
وأشعلت سيكارة وقالت:
" أعتقد أن سيمون ذكر لك أنه يريد شراء المكان؟ تدهشني معارضتك , لا شك أنك بحثت الأمر مع أبيك عندما كنتما بمفردكما ".
فقالت جولي بهدوء:
" كلا , لم أشر الى الموضوع".
" حقا؟ أنك تثيرين دهشتي , لا لأنك كنت ستؤثرين عليه , فقد أقنعته فعلا بأنه من صالحنا جميعا أن نكف عن تمثيل رواية عائلة روبنسون كروزو , فسوف يحسم هذه المسألة".
قالت جولي:
" أذا كان أبي يريد ما تريدين , فأين تودين الذهاب؟".
فهزت جيزيلا كتفيها وقالت:
" لم أقرر بعد ربما الى جامايكا".
" ولماذا لا تذهبين الى نيويورك أو لندن, أو الى أي مكا ن في العالم؟".
" كلا , أن الشتاء البارد لا يلائمني , كما أ ن المرء لا يجد خدما بأجر رخيص هناك , ربما كانت تاساو مسلية , ولكنني, لم أحسم الأمر بعد".
كانت تتحدث وكأنما المسألة أصبحت حقيقة واقعة , وأرتعدت جولي وأنتابها شعور بالغثيان ثم جلست على مقعد وأمسكت ببعض المجلات التي أحضرها سيمون.
وبعد لحظات فتح الباب ودلف جوناثان الى غرفة النوم , فسألته جيزيلا على الفور:
" حسنا , كم عرض؟".
فقال جوناثان في أقتضاب وقد قطب جبينه:
" عرض ثمنا طيبا , ولكنني أود محادثة جولي على أنفراد , أذا لم تمانعي".
" كلا , على الأطلاق".
وبعد أن أصبح جوناثان وأبنته بمفردهما , قال لها:
" أتعرفين أن تيرتان يريد شراء المكان؟".
فأومأت برأسها وقالت:
" وهل قبلت عرضه يا أبي؟".
" أحتاج الى بعض الوقت للتفكير , أخبرته أنني سأبلغه بقراري لدى عودتنا من نيويورك".
وأنحنى للأمام ووضع أحدى يديه على ركبتها السمراء النحيلة وقال:
" لا داعي لكل هذا الحزن يا صغيرتي , أنني أعرف مدى حبك لسوليتير , ولو كنت لا تزالين صغيرة لرفضت عرضه فورا , ولكنك الآن ناضجة يا جولي , ولا يمكن أن نمضي حياتنا هنا الى أجل غير مسمى , ولو حدث لي شيء , فستكونين في مهب الريح ,فأنت غير مدربة على أي عمل, ولا أقارب أو أصدقاء تذهبين اليهم".
فأعترضته قائلة:
" ولكن ماذا يمكن أن يحدث , أنك لست مسنا يا أبي , فأنت ما زلت في الثالثة والأربعين؟".
" هناك أشياء أخرى , كالحوادث ,كما أن هناك جيزيلا , ولا بد من مراعاتها يا صغيرتي , وهي ليست سعيدة هنا , أنني ألعم أنك لست على وفاق معها , ولكنها زوجتي وعليّ واجب حيالها".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-09, 03:10 AM   #19

غــلا

? العضوٌ??? » 10697
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » غــلا is on a distinguished road
افتراضي

جناااان الرواية ,, بانتظاارك

غــلا غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 21-10-09, 03:19 AM   #20

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعة

سلمت الايااادي

بالانتظار


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.