عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-15, 07:29 PM   #3

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي


الفصل الثاني

لقد التقينا .ومن بين الاماكن كلها .في حفلة خيرية لغرض الازياء كانت قد نظمت من قبل امراة من اقرباء هيوغو ,وقد اجبر هو على الحضور ودعم تلك الحفلة .تبرع بمبلغ كبير ثم وقف في الخلف وبيده قدح من شمبانيا والضجر واضح في ملامح وجهه ,وعندما ظهرت كيت لاول مرة على الممر الضيق المخصص للعرض . مرتدية فستانا بالوان باهتة وسترة مناسبة .وشعرها مخفي تحت قبعة صغيرة . الانوار القوية إصابتها بالدوار للحظات عندما كانت تنتظر باتجاه الحضور .لقد شعرت بوجودهم وحديثهم لكنها لم تكن قادرة على الرؤية بوضوح .بعدها جاء رجل من بين الظلال إلى وسط تلك الأنوار .ولاحظت بأنه كان طويلا جدا بلون داكن .وكان ينظر إلى الأعلى ...إليها وتعبير غامض في وجهه .وقد نسي الشراب الذي كان بيده ...لكن الوقت قد حان وعليها أن تستدير وتعود عبر الممر لتفسح المجال أمام عارضة أخرى .عندما خرجت ثانية .في ثوب صوف ثقيل هذه المرة .كان لا يزال هناك ,لكن نظرته كانت أكثر تأملا وهو يراقبها ...كانت كيت قد رأت تلك النظرة على وجوه رجال آخرين وتدرك من خلال تجارب مريرة بأنها دائما تقود إلى مقترح ...رفعت رأسها ومرت بسرعة من أمامه وبحركة تناسب ثوبها المحتشم .واعتقدت بأنه يمكن أن يكون قد أدرك معنى حركتها تلك ...لأنه عندما عادت مرة أخرى إلى الأضواء .ولبقية العرض .لم يكن هناك.. لأنها كانت حفلة خيرية فقد قدمت العارضات خدماتهن مقابل لا شيء .لهذا وبعد انتهاء العرض ارتدين ملابسهن الاعتيادية وعدن للتحدث مع الضيوف .قبلت كيت كأسا من الشمبانيا والذي كان الشراب الوحيد هناك . وبدأت ترتشف منه قليلا , الكحول له سعرات حرارية عالية لذا كانت تتجنبه قدر المستطاع .اقترب منها مدير التحرير لإحدى مجلات الأزياء الشهرية ليخبرها عن فكرة في أن تعرض مجموعة من الثياب بظلال من اللون التركواز .قال :ـ بشعرك هذا ستكونين رائعة أثناء العرض ..هل بإمكانك القيام بذلك .هل تعتقدين ؟ـ يعجبني ذلك ... لكنه يعتمد على الوقت ...فانا مشغولة تماما في هذه الأيام وعلي الذهاب إلى اليونان في الشهر القادم لتصوير بعض الأزياء الصيفية...ـ حسنا . سأكون على اتصال دائم بوكيل أعمالك وانضم الأمور من اجل ذلك .ما كنت اعتقد بأنك تسافرين إلى الخارج كثيرا....ـ لا لست كذلك .لحسن الحظ فانا قادرة على اختيار ما يروق لي ,لكن هذا العرض كان مشوقا ولم استطيع التخلي عنه .كانا يتحدثان عندما اقتربت منهما إحدى النساء اللواتي شاركن في تنظيم ذلك العرض . امرأة ذات شعر ابيض لكنها جميلة .جاءت لتقاطعهما وابتعد مدير التحرير . اخدت المرأة ذراع كيت وببطء لكن بإلحاح قادتها عبر الغرفة الكبيرة وهي تقول: ـ كان لطيفا منك أن تضحي بوقتك من اجل تقديم المساعدة لتنظيمنا هنا ... وانأ اعرف كم أنت مشغولة ..وبسرعة وصلا إلى نهاية الغرفة في مكان الذي تجمع فيه عدد من الحضور .واحد من الرجال هناك استدار عندما خاطبته المرأة وذكرت اسمه .وجدت كيت نفسها تواجه تلك العيون الرمادية للرجل الذي كان يراقبها بدقة .التقت نظارته بعيونها بكسل وكان هناك نوع من التسلية فوق شفتيه عندما رأى وجهها يتجهم .ـ هيوغو .دعني أقدمك إلى نجمتنا عارضة الأزياء .كاترين سيلبي .ـ آنسة سيلبي .هذا ابن شقيقي هيوغو ميريون,انه شخص معروف في المدينة .بعدما ابتعدت المرأة واختفت بين ضحكات الناس هناك ...ـ آنسة سيلبي ...اومات كيت وأرادت الابتعاد .لكنه اتجه إلى الأمام ليقف في طريقها .ـ اعتقد بأنك كنت تقدمين العرض بشكل ممتاز. ارتفع حاجبا كيت قليلا وقالت ببرود :ـ أشكرك.. هل تحضر عروض الأزياء دائما ؟ـ لا.. الحقيقة أني لم احضر أي منها .ـ إذن كيف ل كان تعرف بأني كنت أقدم العرض ببراعة ؟ألقت نظرة على الثياب الأنيقة التي كان يرتديها وقد بدت كثياب رجل أعمال :ـ واضح أن هذا لم يكن المشهد المناسب لك ....ابتسم :إذن ما هو المشهد المناسب لي ؟ـ دائرة تمتاز بالترف ومكتب كبير ومجموعة من الموظفين وتديرهم أنت كما أتوقع ....لدهشتها ضحك : ـ لا تهاجمين بعنف اقل ما أنت عليه . اليس كذلك ؟متى ستسمحين لي بمرافقتك على العشاء لاريك كم أنت مخطئة في تفكيرك هذا ؟وضعت كيت كأسها فوق طاولة قريبة قبل أن ترفع عيونها لتنظر إليه وتقول:ـ انا آسفة .سيد ميريون لكن لست متشوقة لمعرفة ذلك .بعدها استدارت لتغادر. وهي تدرك دون أن تنظر إلى الخلف بأنه كان لايزال واقفا يراقبها .كان الوقت متأخرا من مساء ذالك اليوم .وعندما كانت تقوم بتحضير ما يلزمها لمهمة اليوم التالي .رن جرس الهاتف .وسمعت صوتا غير مألوف في الطرف الأخر .ـ آنسة سيلبي ؟هذا هيوغو ميريون .لقد تقابلنا في ساعة مبكرة من هذا اليوم .جفلت وهي تسال :ـ كيف حصلت على الرقم؟انه رقم خاص.... ـ كان هناك نوع من التسلية في صوته وهو يرد عليها :ـ لقد أقنعت إحدى صديقاتك لتعطيه لي .وقد علمت أيضا بأنك من هواة الباليه .ـ ثم ماذا .؟ـ ثم لدي بطاقتان لعرض الباليه لمساء يوم الجمعة القادم ,هل بإمكانك المجئ؟ـ انتبه سيد ميريون .لقد قلت لك باني لست متشوقة .وانا لا أرافق معرفة طارئة .ــ لكن كيف يمكنني أن أكون لكثر من معرفة طارئة إذا كنت لا تسمحين لي بالتعرف عليك بطريقة أفضل ؟انزعجت لان رده لم يشمل كلمة لا قالت باختصار :ـ آسفة أنا مشغولة يوم الجمعة ...ـ إذن الغي الموعد...ـ لا يمكن أبدا .ليلتك سعيدة سيد ميريون . بعد ذلك كان يتصل بها كل ليلة وفي نفس الوقت .في البداية كانت ترد عليه باختصار .لكن بالتدريج بدأت المناقشة تطول بينما هو يقنعها للخروج معه وفي النهاية وافقت ..ندمت كثيرا لأنها قررت ذلك وبتلك السرعة ووضعت السماعة في مكانها .لقد كان هناك من أمثاله خلال فترة عملها كعارضة للأزياء ,رجال من خارج حدود مهنتهم يشاهدون تلك الجميلات والمتألقات وفي أذهانهم إنهن فتيات لعوبات وسيذهبن معهم إلى الفراش مقابل قضاء وقت جيد ... أفضل قليلا من الفاجرات .الحقيقة ....كان فقط في عالمها الخاص الذين يدركون بان قول الفتاة لكلمة لا هي الحقيقة ... كان هناك استثناء طبعا ..وأفضل مثل لذلك كانا مارجي وسايمن ...لكن كيت كانت قد سقطت في نفس الفخ عدة مرات سابقا وكانت دائما تقودها إلى نفس المقترح ونفس رد الفعل عندما كانت ترفض ...وألان وقد تصرفت بحماقة وجعلت نفسها تعود إلى نسخة أخرى من نفس المشهد ...لكن هذه المرة و لأجل أن تتجنب التمادي والوصول إلى ذلك المقترح .فقد تصرفت تصرفا سيئا ...ارتدت ملابس رديئة ووضعت على رأسها شعر مستعار بلون اقرب إلى البياض .ووضعت على وجهها مساحيق التجميل بشكل مبالغ فيه .وانتهت بعدد كبير من الاسارو .والحلق .وقلادة مكونة من أشكال مختلفة من أمواس الحلاقة ودبابيس واشياء اخرى ...عندما تراجعت قليلا لتلقي اخر نظرة امام المراة الكبيرة .ضحكت ...تستطيع تخيل تاثير ذلك المظهر بالنسبة للانيق هيوغو ميريون ...لن يكون قادرا على اغراقها بسرعة .... كان يفترض ان تلاقيه في قاعة الاحتفال .لكنها ومتعمدة جعلته ينتظر لمدة لا تقل عن نصف ساعة ..كان واقفا في البهو بكامل أناقته وهو يرتدي سترة بلون ازرق داكن من المخمل .وبيده سيجارة ...تعرف عليها على الفور .والذي أدهشها وأزعجها نوعا ما ...تخلص من سيجارته واتجه نحوها ليأخذ يدها .ـ مرحبا ...سعيد برؤيتك ...ساعدها في خلع معطفها دون أن يعلق بشيء لما كانت ترتديه قال :هل تريدين الدخول مباشرة ؟أظن بان العرض سيبدأ حالا ...كانت طريقة مهذبة للقول بانهما قد تاخرا ...لكن عندما قادها الى المكان المخصص لهما وجدت بانه كان قد حجز مقصورة وكانت هناك حلويات وعطر ثمين في انتظارها داخل المقصورة ...بالتاكيد كان له ذوق .وهي تعترف بذلك .لكنها لا تستطيع ادراك كل الذي يفعله من اجل ثاتير عليها ...ـ مقصورة لنا نحن الاثنين فقط.... يا له من تبذير! ابتسم بكسل :ـ مشاهدة الباليه وانا مستريح وعندما تكونين طويلة مثلي لن يكون شيئا مسليا عندما تصل ركبتيك الى العنق, صدقني .لكني هنا استطيع حتى الاستلقاء ...ـ اوه ....فهمت .لم أفكر بذلك ....ـ لا ,ظننت بانك لن تفعلي ذلك...بعدها وقف واقترح الذهاب الى البار من اجل كأس من الشراب .رفع حاجبيه قليلا عندما كان طلبها عصير فواكه :ـ اعتقد بان عليك ملاحظة وزنك؟ـ انه قدري ...ـ اذن لابد انك مليونيرة .نظرت اليه بسرعة لكنها لم تستطيع قراءة اي شيء في وجهه .كان ينظر اليها وهو يبتسم . وبعد عرض الباليه اخدها الى المطعم مشهور .وهناك تناولا الطعام وتحدثا عن الباليه اغلب الوقت .ومواضيع اخرى غير شخصية .مثل احداث اليوم عدد غير قليل من الناس كانو يحيونه وينظرون بفضول باتجاه كيت . وقد قدمها لواحد او اثنين منهم شاهدو الرقص هناك وبعدها قادها الى الرقص ...لم يحاول تقبيلها او لمسها .وقد حاول طوال الوقت اثناء الرقص ان يترك بينهما مسافة ... نظرت اليه كيت حائرة ...لقد كان مختلفا عما كانت تتوقعه ...لكنه ليس مختلفا لدرجة ان لا تتوقع منه ان يقدم المقترح في ايه ساعة خلال الامسية ... كان الوقت متأخرا عندما أوقف السيارة أمام شقتها ...إذن . حان الوقت ...هكذا اعتقدت هي ... سيقول ألن تقدمي لي بعض القهوة ؟وحالما يكون داخل الشقي سيبدأ دور كازانوفا ..تقدم هيوغو حول السيارة وفتح لها الباب وهو يقول :ـ هل بإمكانك الذهاب وحدك ام تريدين أن أوصلك إلى الباب ؟ـ اتسعت عينا كيت من الدهشة :ـ استطيع تدبر ذلك ...اشكرك ...ـ اذن اتمنى لك ليلة سعيدة ...متى استطيع رؤيتك ثانية ؟ـ هل تريد ذلك؟ـ اوه ...اجل .اريد ذلك ....وبدون تفكير وجدت كيت نفسها وهي توافق على الخروج معه ثانية في اليوم التالي .وعندما جاء لمرافقتها .وبنفس تألقه .وجدها هذه المرة وقد ارتدت ملابس بشكل اعتيادي .شعرها اللامع ينسدل حول وجهها .ثم فستانها المحتشم والبسيط بنفس الوقت والذي كان يبرز جمال جسدها الطويل والرشيق .نظر اليها هيوغو وقد اعجبه مظهرها قال :ـ يبدو وكأنه قد غفر لي ... ـ غفر؟ـ اجل ...الم يكن ذلك ما كنت تفعلينه ليلة امس ؟ معاقبتي لارغامك على قبول موعد معي ضد رغبتك؟ابتسمت كيت وهي تفكر ...هذا الرجل يعرف الكثير الكثير عن افكار الانثى وما يعجبها ..لابد لانه كان يصادف عشرات الفتيات لتكون له مثل هذه الخبرة .. نظرت اليه والشكوك تملا راسها واستغربت ما الذي ترمي بنفسها فيه .لكنه لم يعطيها الفرصة للتفكير اكثر التقط معطفها ووضعه حول كتفيها وهو يقول :ـ هل نذهب ؟هكذا كانت البداية ...ومنذ ذلك الحين وهما يلتقيان كل يوم تقريبا .على العشاء او فترة الغداء ...وفي كل مرة يؤكد ان يكون افضل وافخم مكان .ثم أفضل طعام وشراب ...كان كريما وهو يرافقها الى الحفلات الموسيقية وقاعات الفنون وكذلك النوادي الليلية والمطاعم .وقد وجدته كيت ذكيا ومسليا .مستعد للتحدث عن اي موضوع كان يهمها ..ولم يناقشها وكانها مجرد لعبة وبرأس فارغ كما كان يفعل الرجال الاخرين الذين كانت ترافقهم ..وبعدها اكتشفت انه مدير بنك تجاري كان لعائلته منذ اجيال .وكذلك كان مدير لعدد اخر من المؤسسات التجارية .ومكانته تلك كان قد ورثها من والد ه الذي تقاعد قبل اعوام .كان مولعا بالرياضة ايضا وكان يمارس لعبة السكواش عدة مرات في الاسبوع .وهذا هو سبب لياقته البدنية...اندهشت في البداية وبعدها تدرجيا اصبحت اكثر اهتماما بالحقيقة بانه لم يحاول ان يستغلها ابدا .بالمديح او اللمس .وبعدها اصابتها تلك الحقيقة بشعور من الاستياء .وهي تستغرب لماذا كان يرافقها دائما وهو لم يحاول حتى تقبيلها ..انه يعرف الكثير عن النساء اللواتي لم تكن لديهن علاقات سابقة ..اذن لماذا ؟كانا في امسية مغادرتها الى اليونان .وقد مضى على تعارفهما اربعة اسابيع .وكانا يتمشيان معا من خلال الحدائق المحاطة بنادي ليلي على ضفة النهر وتحت ضوء قمر اذار .عندما توقف فجأة وقال:ـ اوه... الحقيقة كان هناك شيء اردت القيام به . بعدها ضمها اليه بلطف وقبلها ..وكقبلة اولى كانت حقا شيئا مهما ...جعلت كيت تتعلق به وهي تشعر بضعف عندما قال :ـ على أن أتذكر القيام بهذا العمل أحيانا ..ابتسم لها وقادها ضاحكا الى موقف السيارات ليقوم بادخالها الى شقتها .كانت بعيدة لمدة اسبوعين تقريبا .وقت مشغول وملئ بالعمل .كان عليها ان تعمل خلال كل ساعة من النهار وكانت تقضي بقية اليوم في النوم نتيجة التعب الشديد .بعدها عادت مع فريق التصوير .وفي الساعة الثانية والنصف وصل الجميع الى المطار هيثرو وكان هيوغو في انتظارها ..كان هناك شيء فيه ..شخص مميز لا تجد كلمة لوصفه .وعند رؤيته .شعرت كيت بقلبها يخفق بطريقة لم تعرفها من قبل ..وادركت فجأة بانها وقعت في حبه...تقدم باتجاهها ووجدت نفسها تسرع اليه ولا تستطيع منع نفسها من النظر اليه بلهفة ...هل يمكن ان تكون قد احبت هذا الرجل الذي لا تعرف عنه الا القليل حتى الان .والذي يبدو وكانه يحاول ان يخفي عنها جزءا منه والذي لم يسمح لها أبدا برؤيته ؟وعندما انحنى ليقبل بلطف جبينها تاكدت تماما بانها ولاول مرة في حياتها قد عرفت الحب ..خلال الدقائق التالية وعندما كانت تودع بقية الفريق وهيوغو كان يبحث عن عربة لحمل حقائبها .اصبحت قادرة على استرداد توازنها قليلا وتبتسم وتتحدث اليه وتخبره عن رحلتها وهما في طريقهما الى سيارته .وبعد وضع الحقائب في صندوق السيارة. قادها الى مطعم صغير ومريح وبخدمة ممتازة .ـ يبدو انك دائما تجد الاماكن الرائعة لتناول الطعام ..ـ احاول دائما ان لا أجد الأفضل الثاني. ـ في كل شيء .ـ في كل شيء...اجابته الصارمة جعلتها تجفل قليلا ..نظرت الى وجهه لكنها لم تستطيع قراءة التعابير فيه .وتمنت ان تعرف ما الذي يغضبه, ماذا خلف تلك النظرات البارة التي يقدمها لهذا العالم . هنالك جانب اخر ..هي واثقة...لكنه لم يسمح لها ابدا رؤيته ...لم يظهر ابدا الغضب .الكره ,والغيرة ...حتى عندما قبلها لم يفقد السيطرة على مشاعره ..زرفع راسه ووجدها تراقبه قال:ـ هل تريدين قدحا اخر من القهوة ؟وعندما هزت راسها قال:هل نذهب .اذن؟عندما اقتربا من شقتها حمل لها الحقائب الى الأعلى ولأول مرة دعته لتناول شراب .رحب بدعوتها وجلس الاثنان فوق الأريكة وتحدقا .لكن كيت كانت متوترة لدرجة كبيرة .ليس بسبب خوفها منه .لكن السبب كان هذا الشعور الجديد الرائع الذي كان يملأ قلبها ...ما كانت تريد الجلوس هناك وكان اهم شيء في حياتها لم يحصل بعد.. كانت تريد الرقص والغناء بسعادة ..واكثر من اي شيء اخر كانت تريد اخبار هيوغو بانها تحبه ..لكنها لن تستطيع فعل ذلك .ليس لها ايه فكرة عن شعوره هو .. لا تستطيع القول ان كان يستمتع فقط بصحبتها ..ام انه يرافقها بسبب جمالها والذي كان يحسده عليه بقية الرجال ..وبيد مرتجفة رفعت كيت كاسها لتشرب .وجعلت شعرها ينسدل ويغطي وجهها .. جاءت يد هيوغو لتاخد منها الكأس.ويضعه على الطاولة :بعدها عاد ليمسك بيدها بقوة بين يديه ...ـ انت ترتجفين ,اسف .لم ادرك كم انت متعبة ,ساغادر الان وأدعك تنامين قليلا .وقف وسحبها الى جانبه :لن يكون لك عمل يوم غد...هل يمكن ان ألقاك غدا مساءا؟هناك اوبرا جديدة في حدائق كوفينت.هل يعجبك مشاهدتها؟كان لايزال ممسكا بها بخفة ورفعت هي يدها فوق سترته :ـ اجل.لكن...الا يزعجك لو ذهبنا الى الرقص بدل من ذلك؟رفع حاجبيه قليلا :ـ لا. ان كان هذا ما تفضليه ..اذن حتى يوم غد ..ليلة سعيدة .كيت الحلوة نامي جيدا..مرة اخرى قبل جبينها بخفة استدار ليغادر .وجدت كيت بانه لا يعجبها ان يغادر بتلك الحالة .بمجرد وداع اعتيادي ,ليس الليلة ومن بين كل الليالي ..رعت يدها باتجاهه وقالت :ـ هيوغو ...ـ نعم؟وببطء جعلت يدها تعود إلى مكانها وهزت رأسها :ـ اوه... لا شيء... ـ فقط ...لاشيء؟ـ اجل ..التقت نظراتهما و ظنت بانها قد رأت بصيص من التفهم في عينيه ...تفهم وشيء اخر لم تستطيع التعمق فيه ..اتجه الى الامام .وضمها إليه ..بعدها ابتسم لها نفس الابتسامة بكسل .ثم غادر وتركها والغرفة تدور وتدور حولها ..في اليوم التالي ارتدت كيت ثوبا جديدا كانت قد اشترته من اليونان وبلون داكن .يلتصق بها ويبرز جمال جسدها .وكان شعرها مرفوعا الى الاعلى ليعطيها مظهر فتاة اكبر من عمرها .كانت تشعر بان عليها ان تبدو هكذا عندما تكون برفقة هيوغو ,ليس فقط لانه يكبرها بعشرة اعوام ,لكن لانه كان يظهر دائما كثير من الثقة بنفسه ,حتى وان كانت في اعماقها تشعر بانها شابة صغيرة مقارنة به .في الثامنة مساء جاء ليرافقها الى النادي الليلي الجديد الذي افتتح قبل ايام .والذي امتاز بالطعام الجيد والانوار الخافتة ..لكن كيت كانت غير مهتمة بشيء غير هيوغو ..كان هناك احساس غريب في داخلها يثير كل حواسها , ويأتي ببريق لامع في عيونها ..وعندما ضمها اليه وهو يراقصها ويبتسم لها وشعرت وكأن قلبها كان سينفجر من السعادة . وبالنسبة لكيت كانت تشعر وكانهما وحدهما .لم تر أي شخص اخر هناك ..فقط هما الاثنين ..وبذلك القرب ..لكن منفصلين حتى الان... ربما هيوغو .ايضا. كان يشاركها نفس المشاعر ,لأنه والوقت لا يزال مبكرا اقترح المغادرة ..وعلى عتبة شقتها اخد منها المفتاح من بين اضابعها المرتجفة واغلق الباب بدقة من خلفهما .وبعدها دفع عنها المعطف وجعله يسقط على الارض .ثم امسك كتفيها ونظر الى عيونها .لم تدرك كيت ان كانت هي التي تقدمت الى الامام ام كان هو الذي سحبها اليه ..لكن في اللحظة التالية كانت بين ذراعيه وهذه المرة كان يقبلها بشوق عميق ولهفة جعلتها تشعر بضعف واهتزاز ...كان بامكانها ان تشعر بدقات قلبه الواضحة عندما وضعت راسها على صدره وعندما قال بهمس :ـ اريدك كيت ...وقد رغبت بك منذ اول لحظة رأيتك فيها ..انت جميلة جدا ..ومرغوبة جدا..انحنى اكثر ليحملها .ورمت كيت ذراعها حول عنقه .ليقبلها وهو يحملها بعيدا .ولم تشعر حتى اللحظة عندما أدركت بانه كان قد وضعها في سريرها ..في تلك اللحظة عادت لها الحقيقة وجفلت بألم .وبسرعة جلست ودفعته بعيدا عنها :ـ هيوغو ..أرجوك ! وبسرعة استدارت وأبعدت وجهها عنه ...وبعد لحظة ابتعد عنها وترك يديها .ـ ما لأمر ؟ـ هيوغو ..انا لا أريد هذا ...نظرت اليه وكانها تبرر عملها بعذر .,تريده ان يتفهم .لكنه قال بحدة :ـ هذا ليس صحيحا ! الليلة كنت تريدينها مثلي تماما ...ربما كان اول مرة ,لكنك كنت راغبة بي..ـ لا ليس ...بهذا الشكل ...نظر اليها لحظة ,وقد بدت القسوة على وجهه ...بعدها رفع يده ليدفع شعره الى الخلف ثم وقف .ـ عفوا ...أرى بانه كان علينا مناقشة التمهيد اولا ...هل نعود الى غرفة المعيشة ونناقش ...شروطك ؟استدار بشكل غير متوقع .وغارد غرفة النوم بينما كيت تتبعه ببطء .واختياره للكلمات كان يخلق خوفا جعل قلبها ينبض مسرعا ...عندما دخلت الغرفة كان واقفا بجوار النافدة ينظر من خلالها وهو يدخن سيجارته .ـ هل يمكن لي ان اخد كأسا من الشراب ؟ـ اوه ...طبعا ..اخدم نفسك ..ـ شكرا... عبر باتجاه الخزانة واحضر كأسا من الشراب .بعدها ذهب والقى بنفسه فوق مقعد كبير .بنظراليها وهو يحاول رشف شيئا من الشراب ويقول بشكل موجز :ـ ربما كان علي ان اكونا أكثر صراحة من البداية .لكنني كنت اعتقد بانك من النوع العاطفي ..والذي يثبت لك كم يمكن ان تكوني مخطئة ..لا تقلقي ,كيت ..انا انوي ان اكون كريما مقابل استمتاعي ... لم... اتودد اليك طوال الشهر الماضي لمجرد علاقة طارئة .. سوف اجهزك بشقة ,او اتحمل نفقات الايجار لهذه الشقة .ان كنت تفضلينها .. وسادفع كل قوائمك وكل ما تحتاجين اليه طوال الوقت الذي تكونين فيه عشيقتي ..اتكات كيت على الجدار وهي تشعر فجأة بالغثيان والخوف في داخلها :ـ عشيقتك؟! ـ كلمة غير عصرية ,اعرف ..لكنها الوحيدة التي يمكن ان تعطي الخلاصة لهذا الموقف .اظن ..كان ذهنها يلف ويدور وكانها قد تلقت منه ضربة ..كيت كانت بحاجة فقط الى اخفاء مشاعرها عنه ..وان لا تسمح له ان يرى كم كان حجم الجرح الذي سببه لها ..على الاقل سوف تحاول ايقاء كرامتها فوق كل اعتبار .حتى وان كان قلبها وعقلها قد تحطما وتحولا الى شظايا ..مع ذلك اجبرت نفسها على المشي عبر الغرفة والوقوف بهدوء وهي تحاول ملأ كأسها بالشراب .ـ انت ...انت كريم جدا ..وباصابعها وهي تضغط على الكاس بقوة كان بمقدورها ان تسيطر على صوتها بما يكفي لتقول :ـ وعندما يصيبك الضجر مني ؟انت جميلة جدا ولن يحصل ذلك لوقت طويل ..لكنه ..رفع كتفيه قليلا :ـ عندها سوف .اؤكد لك بان تحصلي على مكافأة مالية ملائمة ..عاد اليها الغضب ثانية ,وبمرارة عميقة لانه كان يظنها بدون اخلاق لدرجة تجعلها تقبل بما كان يعرضه عليها ..استدارت لتواجهه عندما كان في طريقه الى المقعد ثانية :ـ نوع من الدفع الزائد عن الحاجة ...تقصد الفضل ؟ـ بامكانك ان تسميه مصافحة الذهبية... وضع كأسه جانبا وقال:ـ حسنا هل تقبلين عرضي ؟وعندما لم ترد عليه .عبر ليقف بقربها :ـ لن يخيب املك .كيت .اعدك...حدقت فيه كيت للحظة قبل ان تخطو بضعة خطوات بعيدا عنه ,بعدها وقفت ثابتة تواجهه :ـ هل انت رجل مبادئ .هيوغو؟ارتفع حاجباه لذلك السؤال الغير المتوقع وقال :ـ امل ذلك ..ـ حسنا .يا للصدفة !فانا صاحبة مبادئ أيضا ...ربما نوع من الطراز القديم جدا في هذا اليوم وهذا العصر ,ومع ذلك فانا انوي الاحتفاض بها.. لذلك اشكرك ..لكن الرد هو لا...تجهم وجهه وقال بسخرية:ـ ما الامر ؟الم يكن عرضي كافيا ؟ام ان هناك عرض اكثر كرما ؟احمر وجه كيت من الغضب .لكنها حاولت السيطرة على مزاجها :ـ حقا ليس هناك حاجة لمناقشة هذا الموضوع بعد الان .لن اغير فكري ابدا ,هيوغو ..ـ كل شخص له سعره..ـ حقا؟ـ اوه .اجل ..جاء ليأخد وجهها بين يديه , وبدفع بذقنها الى الاعلى من اجل ان ينظر الى عينيها :ـ اذن ..الن تحددي سعرك ؟انا رجل معقول .كيت وساواجد طلباتك لو كان باستطاعتي واظن بانك ترغبين بذلك ,ايضا .رغم كل الذي تقولينه ..ـ حقا؟ ـ منحت لي التشجيع الكافي هذه الليلة لأظن ذلك ..انحنى ليقبلها بلطف :ـ اذن ما هو كيت؟هزت راسها دون ان تنظر اليه:ـ انت حتى لم تبدأ في التفهم...ربما كنت على حق ...فانا من النوع العاطفي ولست الفتاة التي تظنها انت .. ولا اريد علاقة وحشية متعمدة ... ابتسم هيوغو بخبث :ـ لن يكون هناك اي نوع من الوحشية .اؤكد لك..ضغطت كيت باسنانها على شفتيها السفلى ثم قالت ببرود:ـ اظن من الافضل ان تغادر ..تجهم وجهه وظهر الغضب واضحا فيه ولأول مرة :ـ يا الهي ..لابد انك تظنيني ساذج !لا ادري ما هي لعبتك .لكنني مستعد لأراهن بانك عرفت عدد غير قليل من الرجال ,اذن .ان كان هناك سبب ,لماذا لا تقولينه صراحة؟لخبرتك قبل قليل باتي سوف ...توقف فجأة عندما رأى الغضب الذي كان يتطاير من عينيها:ـ كيف تجرؤ على اهانتي بهذا الشكل ؟اخرج من بيتي !هيا اخرج وابعد هذا الجحيم خارج هذا المكان ! ـ رباه ..اظنك تعنين ذلك حقا !ـ حسنا .انا اعنيه .اذا لم تخرج من هنا فسوف اتصل بالشرطة ليأتو ويرموك خارجا !امتلأت عيونها بدموع الغضب واندفعت بقوة باتجاه الهاتف . لكنها وقبل ان تصل اليه امسك بكتفها وسحبها لكي تواجهه وهو لا يزال غير مصدق .ـ اذا كنت بريئة لهذه الدرجة لماذا سمحت لي بالمجئ الى هنا وتقبيلك بتلك الصورة ؟لماذا لم تمنعني ؟وقفت كيت مرتجفة في قبضته .لكنها لا تريد البكاء امامه ...وبغضب دفعت بالدموع بعيدا :ـ لانك لن تستغلني ابدا ..ولاني اعتقدت ان بامكاني ان اثق بك.. ـ كيف يمكن ان تكوني بهذه السذاجة ؟كوني فتاة عصرك .كيت هذا هو القرن العشرين .وليس الثامن عشر ..هل تريدين مني ان اصدق بانك في انتظار فارس احلامك لياتي ويحملك فوق جواده ؟لابد انك قد عرفت باني ..بالتاكيد لم تعتقدي باني ...تخلصت من قبضته وقاطعته بسرعة وقبل ان يستمر ويعرف الحقيقة :ـ لماذا لا تغادر وتتركني ؟اذهب لتعيش حياتك بالطريقة التي تعجبك وانا سوف اعيش بطريقتي ...اسرعت الى الباب الامامي وفتحته .وانتظرت حتى اقترب منها ببطء :ـ كيت...ـ الوداع هيوغو ...وبقيت واقفة هناك متصلبة .حتى اللحظة التي غادر فيها واصبحت قادرة على ان تصفق الباب خلفه تسرع لتلقي بنفسها فوق فراشها وفي عاصفة من البكاء ..اذن لقد كان يوم واحد فقط ...ان تقع في الحب ولاول مرة وبعدها ان يرمي ذلك الحب في وجهها وبعد اربعة وعشرون ساعة لابد وانه رقم قياسي ..هكذا كانت تفكر وهي تنظر الى المارة في اليوم التالي وترى الآثار التي تركها البكاء ,لساعات على وجهها ...لكنها الان قد توقفت عن البكاء .والبكاء كان اسوأ شيء بالنسبة لها وهي تعمل أمام عدسات المصورين طوال اليوم ..باستعمال مساحيق التجميل بكثرة استطاعت اخفاء تلك الاثار وذهبت الى اول عمل لها في الوقت المناسب .كان يمكن ان يكون يوما سعيدا لها .لكنها الان تشعر وكانه مكان للاشباح الذين يعكسون التعاسة التي تشعر بها .لكن هنا .. عليها ان تتخذ الوضع المتكلف وتبتسم ..تبتسم .. وتبتسم .كانها خالية من اي هم في هذا العالم ..كان اول عمل في جدول مزدحم .لكنها استغربت كم كان مفيدا لها .وقد منعها من التفكير بهيوغو .وقد اتصلت بمدير اعمالها من اجل ان يجد لها مهمات اخرى للايام القادمة كانت لا تريد ان يكون لها الوقت للتفكير .لكنها لا تزال تبقى مستيقظة اثناء الليل .وتتمنى يائسة لو ان الامور كانت قد حصلت بطريقة مختلفة....لكنها لم تستطيع المقاومة لفترة طويلة ..اصيبت باغماءة في احد الايام اثناء العرض واتصل احدهم بمدير اعمالها .رافقها الى مطعم لتناول الطعام ثم ارغمها على الذهاب الى المنزل لتنام . استغرقت في النوم لمدة طويلة .بعدها شعرت بتحسن .لكنها تشعر بالتعاسة .بنفس الوقت كانت قادرة على التامل مع الحياة ثانية وبتصميم اكبر من السابق بان لا تدع نفسها ان تقع في حب اي رجل ما لم تكن واثقة منه تماما ..في امسية احد الايام .وبعد شهر من انفصالها عن هيوغو كانت هناك حفلة في شقة كيت بمناسبة عيد ميلاد إحدى صديقاتها ..كانت امسية جميلة وممتعة لان الضيوف كانو يعرفون بعضهم ولم يكن هناك شخص غريب .جو ودي ,حتى وان كان صاخبا نوعا ما .كانت كيت مشغولة طوال الوقت بتغير الموسيقى وتقديم الطعام .وعموما كانت تقوم بواجبها كسيدة البيت .وفي الحادية عشر تقريبا سمعت صوت جرس الباب وذهبت لتفتحه .وهي تتوقع ان تجد بعض الضيوف المتاخرين..عندما فتحت الباب تحولت الابتسامة على وجهها الى دهشة ..كان هيوغو واقفا هناك وهو يرتدي سترة للسهرة .وقد تبللت اكتافه بسبب المطر .وجدت كيت نفسها لا تستطيع الكلام .وهي تحدق به ببلاهة .نظر الي وجهها اولا ثم الى الصالة المزدحمة :ـ اخشى ان اكون قد وصلت في وقت غير مناسب ..ـ اجل ... لدهشتها بدا وكانه كان ضائعا ..قال :ـ كنت ..كنت اريد التحدث معك ..كان علي ان اتصل بالهاتف اولا ..لكني كنت اخشى ان اسمع صوت السماعة تغلق قبل سماعك .نظرت ايه غير مصدقة :ـ تخشى؟ـ اجل..بعدها بدا الجرح يعود ثانية وقالت باختصار :ـ انت على حق ...كنت سافعل ذلك ...تقدم خطوة الى الامام ودخل الى الصالة .ـ كيت ..يجب ان نتحدث ..اليس هناك مكانا اكثر هدوءا لنذهب اليه ؟للحظة واكثر استمرت في النظر اليه .بعدها رفعت كتفيها :ـ يستحسن ان تاتي الى المطبخ .اغلقت الباب الامامي وقادته من بين الراقصين الى المطبخ .وابعدت اصوات الصخب عندما اغلقت الباب خلفهما .ـ هل ترغب بشراب ؟ استدارت كيت وهي تتظاهر بانها مشغولة .لكنها وطوال الوقت كانت تتمنى ان يقف خفقان قلبها وذلك الاستغراب .لماذا كان هناك ...لماذا تجرأ وظهر في حياتها ثانية ...ان كان قد جاء لتجديد عرضه القدر .ان كان قد ... ضغطت على اصابعها بقوة حول عنق القنينة ...سوف تسحق راسه بتلك القنينة !ـ اشكرك .لا,كيت,انا ...كيت ارجوك انظري باتجاهي ..ببطء استدارت لتواجهه .ويدها خلفها تمسك الطاولة بقوة .ووجهها متجهم وبارد ,قالت :ـ حسنا؟قال ببطء:ـ لم اتوقف عن التفكير بك منذ اخر مرة رايتك فيها ...اعرف باني قد اخطات خطا فادحا .لكني لم استطيع التوقف عن الندم منذ ذلك الوقت ...ادرك باني قد جرحتك وانا اسف من اجل ذلك,وسأكون سعيدا جدا لو غفرت لي ...كيت .. وحتى أكثر سعادة لو سمحت لي بان ابدأ من البداية ...ـ لماذا ؟لاجل ان تكون لها نفس النهاية؟ استمرت بالكلام بمرارة : انا لم اتغير .هيوغو ,واجابتي لا زالت نفسها...ـ لكني لن اخطأ ثانية بطلبي ..اغفري لي , كيت... اغفري وقولي بانك سوف تبدأين من جديد...ـ هكذا وبكل سهولة ؟تاتي الى هنا وتقول بان كاسف وتتوقع مني ان ابتسم ولقول ...كل شيء على ما يرام ,هيوغو .هكذا !!حسنا .ليس الأمر بتلك السهولة!ابتعدت عنه بسرعة وعبرت الى الجهة الثانية من المطبخ .ومشى هيوغو خطوة باتجاهها لكن في اللحظة نفسها انفتح الباب ودخل اثنان من المدعوين يضحكان ويغنيان.قال الرجل :كاتي حبي .لدينا ازمة ثلج...ـ اوه .هناك بعض منه في الثلاجة . ذهب الرجل ليأتي بالثلج .لكن الفتاة كانت اكثر حساسية.وقد لاحظت الجو المتأزم في المطبخ ووجه هيوغو المتجهم .وعندما اراد رفيقها ان يبقى للتحدث بمرح .سحبته بقوة خارج الباب ...عندما ذهبا تركا بركة من الصمت بينهما ..بعدها قال هيوغو بصعوبة :ـ اعرف باني كنت احمقا تلك الليلة لكني فقط لا استطيع ان اصدق ...توقف عن الكلام وجاء ليقف امامها و يداه في جيوبه .وشعره لا يزال يحمل قطرات المطر ثم قال :ـ كنت العن نفسي منذ ذلك اليوم .اردت العودة .لكني كنت واثق من انك لن تغفري لي ..الليلة لم استطيع تحمل اكثر من ذلك ..مشيت في الجوار لساعات طويلة لأعود واجد نفسي امام باب شقتك ..لذلك انا هنا ...نظر الي وجهها وهو يحاول ان يعرف ما الذي كانت تفكر به ...لكنها كانت تنظر الى الاسفل .وتعابير وجهها غير واضحة .وفي النهاية قال:ـ اشتقت اليك . كيت....ببطء رفعت عينها وراته ينظر اليها بدقة . للحظة هي ايضا كانت تنظر الى وجهه .بعدها بدأت تبكي ,اوه .هيوغو .ايها الاحمق! واحمق كبير!وفي اللحظة التالية كانت ذراعيه تحيط بها بقوة .بقوة جعلتها تظن بان اضلاعها كانت تنكسر ...عندما رافقها هيوغو مرة اخرى .كان من الطبيعي ان تشعر كيت بتوتر شديد .وهي تستغرب كيف يمكن ان تعود الأمور بينهما الى سابق عهدها .لقد غفرت له بعد قليل من الاقناع او الاعتذار من جانبه ...لكنها مجنونة بحبه والذي جعلها اكثرمن سعيدة للقائه والرجوع اليه .. لكن الان تغير تصرف هيوغو بالنسبة لها .بالطريقة التي كان ينظر اليها وكانها شيء خاص .يعاملها وكانها شيء قابل للكسر .ثم يرافقها الى الحفلات المجتمع الراقي .ويقدمها الى مختلف الاصدقاء .وفي اخر عطلة نهاية الاسبوع من شهر نسيان .وعندما كانت البراعم تتحول الى ازهار وتدفع الزنابق رؤسها الى الاعلى لتقابل اشعة شمس الربيع .رفقها الى اعماق الريف لقضاء فترة في منزل والديه ..اي حياء او عدم الثقة بالنفس الذي ربما كانت قد شعرت به تبخر حالا بالترحيب الحار الذي استقبلت به .بسرعة وجدت نفسها تشعر براحة والالفة وهم يقودونها لمشاهدة منزل تيودور الكبير .المبني من الصخر والذي يمتاز بمداخنه التارخية .ومع ظهر اليوم الثاني هناك .اصطحبها هيوغو الى خرائب القلعة القريبة وهناك قدم لها خاتما ووضعه حول الاصبع الثالث من يدها اليسرة ..ـ هذا هو خاتم الخطوبة الذي يقدمه اكبر البنين كتقليد عائلي للفتاة التي يريد الزواج منها ..كان لا يزال ممسكا بيدها وينظر الى عيونها ..هل سوف تحمليه من اجلي .كيت؟هل ممكن؟ وجدت نفسها مخنوقة لا تستطيع الكلام ورفعت اصبعها لتبعد الدموع المفاجئة من فوق وجنتيها ..نظرت الى وجهه .وعيونها مليئة بالحب والسعادة ..بعدها القت بنفسها في دائرة ذراعيه وتعلقت به دون خجل او خوف .رفع هيوغو راسها الذي كان مدفونا بين كتفيه وصدره ثم نظر الى عيونها :ـ هل افهم بان ذلك يعني نعم؟ـ اوه نعم! اوه .هيوغو ... احبك..احبك كثيراهكذا اعترفت في النهاية .بعدها كان يقبلها بنفس الشوق واللهفة والذي كان قد اظهره من قبل ..عندما قدم لها عرضا مختلفا جدا ...لكن ألان كل شيء قد تغير والحلم الذي اشتاق اليه طويلا قد اصبح حقيقة .ـ حبيبتي سنتزوج بأسرع وقت ..ليس هناك شيء يستحق الانتظار.وانا بشوق كبير لرؤيتك كعروس لي .. سوف نتزوج في حزيران...كان صدى تلك الكلمات يدور في رأس كيت "سوف نتزوج في حزيران "وهي جالسة في فناء الطاحونة الهوائية القديمة ...وحدها في الظلام .ارتجفت وأصبح الليل باردا ...حوض السباحة قد امتلأ ,وملا جدا الحقيقة ..نهضت وذهبت لتوقف مضخة الماء ,نظرت ثانية إلى السماء ..بعدها استدارت وببطء دخلت المنزل




تـــــــــــــــم الفصل الثاني


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس