عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-15, 07:35 PM   #4

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي


الفصل الثالث

صوت صاخب وتنافر كان سبب إستيقاظها في صباح اليوم التالي وللحظات لم تستطع أن تدرك أين كانت.. بدأ و كأنها مركبه مليئة بالاجراس قد تركت خارج المنزل وبسرعة قفزت خارج الفراش وفتحت النافذه لتكتشف سبب تلك الضوضاء.

في الحقل المجاور للمنزل كان هناك صبي صغير وتحت قبعة كبيرة من القش يقود قطيعاً من الاغنام الى حقل اكثر بعدا...كل واحد من الاغنام كان يحمل جرسا معدنياً حول عنقه .
والذي كان يسبب كل تلك الاصوات... وسبب غيوم من الغبار الذي كان يغطي الحقول المجاوره . وبتشجيع
من الصبي الذي كان يحمل بيده
العصا و يقودهم إلى المراعي الجديده . لكن من أين الحشيش في حقل جديده؟
بعيون مغمضه ألقت كيت برأسها إلى الخلف وهي تتنفس الهواء النقي المشبع برائحه الحشيش والاشجار. والجو كان جيد أيضاً، أشعة الشمس ذهبيه لامعة دافئة ...للحظه وقفت أمام النافذه وهي تلقي نظرة حول
المنظر الذي كان مجرد ظلال سوداء تحت ضوء القمر في الليل الماضية... الآن تستطيع رؤية الطريق, على بعد مائه ياردة.في نهاية الطريق العام الطويل كان هناك عدد كبير
من أشجار الزيتون على جانب واحد بين الطريق وبين المنزل .
وعلى الجانب الأخر من الطريق حقول الأغنام كانت تصل الى منزل ريفي وقد تركت فيه الطاحونة الهوائية القديمة دون أن تستعمل من قبل المزارعين. لأنهم كانوا يفضلون
إستخدام الطرق الحديثة في للري كان بإمكان كيت أن ترى الناس
يعملون هناك .إمراة ممتلئة الجسم بثوب اخضر كانت تنشر الغسيل على الحبل ورجل ضعيف وقصير يعمل في حقل الخضروات وصبي حتى أصغر من الراعي كان يجمع البيض من تحت الدجاج الذي كان يسرح بحرية في كل ارجاء المزرعة .
البيض..مجرد التفكير فيه يجعلها تشعر كم كانت جائعة ربما تستطيع شراء عدد منه بسرعة دخلت الحمام ثم أرتدت البنطلون والقميص إضافه الى النظارات الشمسيه لتخفي الهالات السوداء حول عينيها بسبب البكاء الليلة الماضيه وحاولت بتصميم لكن ليس بنجاح ان لا تفكر بهيوغو في المستقبل... بعد تفتيش قصير وجدت أحدى سلال مارج
ثم ذهبت من خلال الطريق العام إلى المزرعه وبدأت تتمرن على السؤال عن البيض وباللغه الاسبانية: خلال فتره عملها كعارضة أزياء
كان قد زارت بلدان يتكلم أهلها الاسبانية لذلك كانت تعرف القليل من الكلمات.
اسرع الطفل يبحث عن زوجة المزارع عندما رأى كيت تقترب والذي كان ينظر إليها من إلى الاعلى الاسفل بفضول ولكنه القى التحية بتهذيب باللغه الاسبانيه.
كان الحديث بينهما متقطعا. ولكن كيت تدبرت أمر شراء البيض وبعض الخبز والجبن ولحسن حظها كان لديها نقود تكفي لكي تدفع لهم وبعدها جاء المزارع وقدم لها بعض الطماطم كهدية لها وبكثير من
الإشارات استطاعت أن تفهم بأنهم يرحبون بها هناك متى ماكانت بحاجة للطعام . والصبيان
ميغيل وبيبيتو اصرا على مرافقتها في طريق العوده الى الفيلا كانا ينظران بفضول الى المنزل لكن الخجل منعمها من طلب رؤيته لذلك قادتهما كيت الى الداخل ويبدو أنهما كانا معجبان بمنظر حوض السباحه.
وبعد مغادرتهما. غيرت كيت ملابسها
وارتدت ثوب السباحه البيكيني
وبعد تناول وجبه فطور خفيفه بجوار حوض السباحه . استلقت هناك وبيدها كتاب كانت قد اختارته من بين مجموعه كتب في وجدتهم علبه في غرفة المعيشة. لم تكن قادرة على التركيز وكان ذهنها ينزلق بعيدا عن القصة وهي تستغرب ما الذي يفعله هيوغو في تلك الساعه ،...هل كان يحاول ان يجدها ام هل أخبره سايمن كما وعدها ماذا سيفعل هيوغو بعد استلامه رسالة سايمن؟
كانت واثقة بأنه سيذهب يبحث
عنها لحظة استلامه لتلك الرسالة. لكنها تثق بأن سايمون لن يعطيه عنوانها ..قلقه بدت تفكر كم سيطول الوقت حتى تكون حرة من ذلك الزواج وهل يجب عليها أن تحضر المحاكم من أجل إعطاء الادله أو مشابه ليس لديها أيه فكره عن الانفصال لكنها تتخيله كشي يشبه الطلاق.
...كانت تتمنى ألا ترغم كشف اسرار هروبها وان يكون عليها ان تقف وتخبر العألم بأن هيوغو لا يحبها ولا يثق بها بأنه تزوجها ليتملكها فقط وذلك شئ لا يحتمل .



رفعت يديها الى رأسها و بكفيها غطيت عيونها محاولة إيقاف رؤية تلك الصوره الكريهه في مخيلتها لكن ذلك دون فائده .أستمرت في العودة إليهامرات عديده ، وبحالة من اليأس رمت بنفسها في حوض السباحه ..وأستمرت في السباحه لفترة طويله حتى شعرت بأنها متعبه ولا تستطيع حتى الخروج من الحوض... وبعد جهد كبير خرجت و أستلقت تحت أشعة الشمس. متعبه لدرجه لا تستطع حتى التفكير ..وبعدها وفي وقت متأخر منذلك اليوم تناولت الخبز والجبن.
صباح اليوم التالي أستيقظت وخرجت للتسوق . اقرب مدينه لها كانت على بعد أميال لذلك عليها أن تستعمل سيارة سايمون.... لحسن حظها كان عدد قليل من السيارات في الطريق وأصعب جزء في القياده كان عبور الطرق الملتويه وكانت ممتنه عندما وجدت مكان لايقاف السياره .
كان يوم التسوق في المدينه وكانت الشوارع الجانبيه مزدحمة بالناس الذين تجمعوا حول اماكن
بيع الخضر والفواكه, الزيتون بكل انواعه من الاخضر حتى المخلل وكذلك السمك واللحم، كانت هناك أشياء أخرى و كاغراء للذين يقضون العطل هناك مثل مصنوعات جلديه كالحقائب والاحزمه
انواع رخيصه من الانيه والخزف. ساعات ومجوهرات تقليديه.
تجولت حول أماكن بيع الاطعمة واشترت مايكفيها من الفواكهو الخضر يكفيها يومين واستمرت في التجوال لمدة طويله متعمدة الا تعود للمنزل وتبقى وحدها مع الافكار المحزنه. مرة أخرى، كانت في أنتظاران يقدم لها نوعا من البرتقال الخاص الذي ينموفي الجزر عندما شعرت بشخص يراقبها ..كان يقف على بعد أقدام من مخزن بيع الفواكه وكان له شعر اسود وبشرة داكنه بلون الزيتون وكأنه من المحليين لكن ثيابه البنطلون والقميص الابيض وربطه العنق كانت توضح بأنه شخص غريب في تلك الأسواق المزدحمة ..كان مظهرها يجذب أنظار الرجال دائماً كل الرجال من مختلف الاعمار والجنسيات عندما أدرك ملاحظتها
له ابتسم لها و اوما برأسه قليلا لكنها كانت قد أعتادت تلك النظرات ومنذ زمن بعيد رغم ذلك لايعني ان الامر يعجبها لكنه نوع من الاشياء التي لا يجب ان يهتم بها الشخص إن كان يريد العيش بشئ من راحة البال ..بالضبط مثلما كانت تتجاهل نظرات الحقد والغيرة التي تجدها عند بعض النساء أحياناً..لكنها لاستطيع ألان أن تتحمل المزيد بسبب جمالها الذي كان القدر... أو والديها هم السبب الرئيسي له.. ولذلك كان عليها أن تستدير وتذهب لسوق أخرى لشراء ماهي بحاجه إليه...
كان المكان أكثر بروده وظلاما داخل المخزن لذلك ابعدت النظارات الشمسيه الكبيره عن عيونها ووضعتها على قمة رأسها بينما هي تتجول حول الارفف لتجد الذي تريده ، عندما كانت تغادر رأت الرجل واقفا في الخارج ..تعرفت عليه برغم الكاميرا الذي كان يوجهها إليها ..وجاهز لالتقاط الصوره نظرت اليه غاضبه لكنه وبكل هدؤء إلتقط لها صوره أخرى قبل أن يبتسم لها ثانيه ويذوب بين الزحام رفعت كيت كتفيها غير مباليه وهي تفكر بأنه لا ضرر من ان يلتقط لها الصور على الاقل لم يحاول الحديث معها وكان ذلك من حسن حظه لانها بمزاج لايسمح لها تحمل هذا بطريقة مهذبه.
بعد شرائها لكل ماكانت تحتاج اليه عادت كيت إلى السيارة وتوقفت عندما رأت مخزنا يعلن عن بيع مجلات باللغة الانجليزيه ربما كانت تستطيع التركيزفي قرائتها أكثر من الكتب ... اشترت عدد من الجلات وبعدها نسخه من الصحف اليوميه لليوم السابق والتي كلفتها الكثير ولكنها ترى ذلك أهم من اي شي وهي معزولة في ذلك المنزل ...
عندما عادت الى الفيلا ذهبت للسباحة في الحوض وبعدها

اعدت لنفسها وجبت طعام وطالعت الصحيفه وهي تأكل....عادة يكتسبها الشخص عندما يعيش وحده وكما كانت تفعل مراراً عندما يرحل النصف الشقيق الى بلد اخر كانت هناك المواضيع الاعتياديه الحرب .... الجريمه... وتقارير سياسيه .كانت هناك تتصفح بكسل شعرت بالاختناق وبدأت بالسعال وكان عليها أن تشرب شيئاً لانه وفي صفحة الاخبار المحليه كانت هناك صورة لها معا هيوغو وهما يغادران الكنيسه ..ألقت نظرة واحدة لوجهيهما ثم امتعنت عن النظر. ذلك كان عالم آخر... ومكان آخر... بالطبع تدرك بأن هروبها كان سيلاحق من قبل الصحف أفضل طريق للرشوة و الفضيحة لمدة شهور...
ببطء وبدون رغبه منها بدأت
تقرأ القصه تحت الصوره... وبعدها بدأت تسرع بالقراءه وهي غير مصدقه... ليس هناك شي .حتى كلمة واحده .عن تركها لهيوغو!!! المقاله كانت تعطي التفاصيل واغلبها خاطئه وغير صحيحه... وعنها وعن هيوغو واعطت أسماء المدعوين المشهورين ومن كان له علاقة به. وانتهى بالقول ان العروسين قد تسللا بهدوء من الاستقبال والى شهر العسل في مكان ما في الجزر الغربيه...
اذن هكذا اخفى هيوغو كل شئ,بحصوله على شخص ..آدم والستون ربما... ليعلن بأنهما قد غادرا بدون داع لتجنب الجلبه التي لا داع لها ...بارع ومتقن..! لكن كم من الوقت سيكون باستطاعته ان يخفي عودته من شهر العسل ناقصاً شي ثانوي مهم..يدعى العروس!! ابتسمت كبّت بمراره لابد أن هيوغو قد تجنب الفضيحه للوقت الحاضر. لكنه لن يستطيع إخفاء ذلك لمدةأطول بالتأكيد...
.
في تلك الامسيه جلست وكتبت رساله كويله لسايمن ومارجي كانت تسأل أسئله كثيره لم تكن قادرة على التفكير بها بسرعه بعد هروبها من حفل الزفاف.... مثل متى ستكون بأمان لتعود إلى انكلترا ..هل بامكان سايمن ان يحصل على وعد من هيوغو بأنه لن يقترب منها... واهم من كل شئ. متى وبأقرب فرصه ستكون حرة والى الابد ..كذلك سألت عن الطفلين ..اخبرتهم بأن كل شئ على مايرام في الفيلا ، واخيراً كتبت لهما متوسله ان يكتبا لها وبسرعه اخر الاخبار بالنسبه للموقف الاخير....

في الصباح التالي قررت الذهاب الى اقرب دائرة للبريد لارسال الرساله . وتجنبت فكرة قيادة السيارة ثانيه حتى وقت آخر, لم تكن تعلم بأن الطريق باتجاه القريه والذي كان يقودها بين جدران حجريه بحقول من اشجار الزيتون واللوز وسوف ينتهي ويصبح جسراً بنقلها بسهوله الى الجهه الثانيه بعدها وبمسافة قصيره كان هناك الوادي الذي تقع فيه القريه المحاطه باشجار البرتقال والليمون.. كانت المنازل من الحجر المجفف تحت اشعة الشمس وبلون التراب. والسطوح بلون أحمر داكن والنوافذ مغلقه لتجنب الشمس....
عبرت كيت جسر صغير فوق نهر كان جافاً تماماً ومشت عبر الشوارع وهي تبحث عن دائرة البريد في البدايه بدا المكان وكأنه لايحوي المحلات والاسواق ولكنها بعد قليل رأت إمرأة سمراء تدفع الستارة جانباً وتبين ان المكان لبيع اللحوم . رغم أنها لم تجد لائحة تدل على ذلك... بعدها وجدت مخازن اخرى واخيرا وجدت مكان كتب عليه بالاسبانيه بأنه مكان لبيع التبوغ ..ولكن ان تعرف اين تجد الطوابع و البريد كان شأن آخر... بعدها فكرت بأنه كان من الافضل الذهاب الى مطار بالما لتجد هناك أحد افراد طاقم الطائره البريطانيه والتي كانت تصل يوميا لتطلب منهم نقل الرساله.
كانت الشمس قويه وحاره عندما عادت لتمشي في طريقها الى الفيلا وقد بدأت تشعر بألم في قدميها.. وبعد أستراحه قصيره على جانب الطريق عادت ثانيه لتمشي تحت ظلال اشجار الزيتون تجنباً للحراره وتمنت لوكانت هناك قبعة على رأسها ..وبعدها فكرت بأن تقطع الطريق من خلال الحقول.
كان هذا الحقل مفتوحا ويبدو أنه مر وقت قصير بعد حصاد الزرع والذي بدا كالحنطه ولكن ورغم عدم وجود أي ظل هناك . كانت كيت في غاية السعاده لانها وجدت اقصرطريق الى البيت ..وفجأه سمعت صوتاً غريبا واستدارت لترى اقتراب راكبين باتجاهها وبعد اقترابهما رأت ان احداهما كان رجلا يركب حصاناً اسود اللون اما الاخر فكانت فتاة بدت صغيرة وكانت تركب حصاناً اصفر.... مبتسمه راقبتهما كيت بسعاده وبعدها عندما رأتهما يتجهان ويريدان القفز فوق الجدار الذي يخفي خلفه منحدراً عميقاًُ والذي كانت كيت قد رأته قبل قليل ..وبدون ان تتوقف للتفكير ..رمت السله على الارض زاسرعت تركض باتجاههما ..وهي تصرخ :

ـ توقفا! انتبها! هناك خطر! اوه ..باللغه ماهي كلمه توقف باللغه الاسبانيه ؟ تذكرت ثم صرخت"اكويدادو!"..
كان الرجل بعيدا لكنه سمع صراخ كيت وتوقف اما الفتاة فكانت قريبة جدا من الخطر وفي طريقها للقفز بيأس أسرعت كيت باتجاهها ومنظر الحادث البشع يتراقص امام عينيها ويبدو ان ذلك اضاف قوة لساقيها..
ـ مرحباً! توقفي!!
استمرت في الصراخ واضاف الرجل صوته الى صوتها وفي النهايه سمعتهما الفتاة والتفت اليهما لكن ذلك كان بعد فوات الاوان الحصان كان جاهزاً وقد جمع قوته للقفز وبشعور من القلق واليأس تقدمت كيت من الحصان ورفعت يدها لتمسك بلجامه وهي تسحب الرأس للاسفل بكل قوتها....
كان هناك اضطراب مرعب في الاصوات والحركه لفتره بدت لها طويلة جداً ...وبعد دقائق سمعت صرخه ..لكنها لم تميز ان كانت صرخة الفتاة او صرخه الحصان وجدت كيت نفسها وهي تسقط ورأت اقدام الحصان فوق رأسها وقرب عيونها ..وبعدها شعرت بضربة مؤلمه على كفها جعلها تصرخ صرخة الم وتترك اللجام ينزلق من بين اصابعها حاولت الوقوف ثانيه عندها جاءتها ضربة اخرى على جانب رأسها والذي جعل كل شي يتحول الى سواد امام عينيها....
فتحت عيونها ببطء. وشعرت بنبض مؤلم في رأسها . وبجفاف في فمها شخص كان هناك يتكلم بصوت خافت لكنها لم تفهم ماذا كان يقول عاد اليها الخوف البارد عندما تدرك بأنك في كابوس لا تستطيع الاستيقاظ بيأس حاولت ان تفتح عيونها ولكنها وعندما فعلت ذلك كان كل شئ في سواد وطعنات قويه من الالم في رأسها جعلها تتخلى عن المقاومه وتغمضهما ثانيةلكن ليس قبل رؤيتها لرجل
اسمر الوجه منحنيا فوقها وللحظه رعب قاتل ظنت بانه الشيطان وانه جزء من ذلك الكابوس ثم فقدت وعيها ثانيه...
عندما استعادت وعيها هذه المره كان كل شئ مختلف كانت مستلقيه فوق سرير في غرفة بارده وبجدران بيضاء..ومن رائحة المكان ادركت مباشرة بأنها كانت في المستشفى ..وبحذر رفعت يدها الى رأسها ووجدت جبينها ملفوفا بالشاش وشعرت بشئ غريب في ذراعها وعندما رفعته وجدته هو الاخر قد ربط...
بعدها عادت اليها الذاكره واضحة جداً وقلقها الوحيد كان هل استطاعت ان انقاذ تلك الفتاة... ونظرت حولها مستغربه ، لماذا لا يأتي احد؟ يجب ان تعرف ما الذي حدث..وفجأه رأت شي يتدلى فوق السرير وادركت بانه كان الجرس وبسرعه سحبته وانتظرت مجئ اي شخص وقد فقدت صبرها...
بعدها كان هناك صوت اقدام ثم جاءت ممرضه مسرعه تكلمت ببطئ وبحذر باللغة الانجليزيه
ـ انت مستيقظه؟ جيد ..هل تريدين بعض الماء..؟
وبدون انتظار رد كيت رفعت رأسها ووضعت كأساً من الماء بين شفتيها كان عصير برتقال طازج مر بعض الشي لكنه كان رائعا بالنسبه للجفاف الذي كانت تشعر به في فمها...
ـ ارجوك اين انا؟
ـ انت في مستشفى بالما ...
ـ والفتاة؟ الفتاة فوق الحصان؟ هل هي بخير؟
نظرت الممرضه حائرة للحظه ثم قالت:
ـ آه.. أجل ..غنها بخير
بعدها وضعت المحرار في فم كيت ولم تكن لديها ايه فرصه للسؤال ثانية..
عندما غادرت الممرضه الغرفه اغمضت عيونها ثانية، الالم في رأسها كان خفيفاً ولابد بأنهم اعطوها مسكناً من أجل ذلك بعدها تساءلت كم سيطول وقت بقائها هناك..وتذكرت بقلق بأن عليها أن تدفع اجور المشفى بنقد اسباني..
كان هناك طرق خفي على الباب انفتح بعدها ..ولسؤ حظها كان هناك رجل الكابوس الرجل الذي اعتقدته ان يكون الشيطان.
ـ ارجوك لاتخافي سنيوريتا...
واقترب منها ورأت بانه لايزال شاباً صغيراً لا يربد عمره عن السادسه والعشرين وبملابس خاصه بركوب الخيل ..وبارتياح ادركت من يكون ..كيف حالك الان؟

ـ ضعيفة نوعا ما، والفتاة التي كانت معك...هل هي بخير؟
ـ بخير تماماً والشكر الجزيل لك سنيوريتا سليبي ارجو الا يزعجك هذا لقد بحثت في حقيبتك لاجد اسمك ومن اجل الضروره اتفهمين؟
نظرت اليه كيت حائره كان اسمر اللون وبعيون سوداء مثل كل الاسبانيين لكنه كان طويلا ويتكلم الانجليزيه بطلاقه.
ـ هل أنت إسباني؟
ضحك وكشف عن اسنانه البيضاء نعم وقد درست في انكلترا لمده عامين انا كارلوس دي هالميرا والفتاة التي انقذتيها هي اختي ايلينا..ما قمت به كان شجاعة فائقة واقل شي يمكن قوله هو انني وعائلتي مدينون لك إلى الأبد وبخدمتك تماما... .
احمر وجه كيت:
ـ كان كل الذي استطعت التفكير به هو منعها وايقافها واتوقع ان تكون حماقه مني الحقيقه....
ـ لكن شجاعة جداً..امسك بيدها اليمنى ورفعها الى شفتيه هل هناك اي شي بإمكاني ان اقوم به من أجلك سنيوريتا؟ لم أكن قادرا على ايجاد عنوان فندقك لكني اتوقع ان يكون هناك اصدقاء واقارب متلهفين لسماع شئ عنك نظرت كيت الى الجهه الثانيه وقالت:
ـ لا ..لايوجد احد انا هنا وحيدي واقيم في فيلا خاصه وليس فندقاً
ـ انت وحيدة في الفيلا؟
ـ أجل ..وهل تعرف كم من الوقت عليّ البقاء هنا؟.

ـ حتى يوم غد فقط..كفك ليس مكسورا مجرد رض. ويقول الطبيب بأنك ستعانين من الصداع لفتره لكنه سيعطك الدواء المناسب...

ـ أوه..جيد كنت اخشى الا تكون نقودي كافيه لتغطيه الاجور...
.
ـ لكن طبيعي ان يكون ذلك من واجبي سنيوريتا وبكل سرور... هل عتقدين بأني سأسمح لك بدفع تلك الاجور بينما انتي التي انقذت اختي؟ واصر ان تقبلي دعوة عائلتي بعد مغادرة المستشفى منزلي ..هو منزلك.
ـ اوه..لكن انا ...
ـ ارجوك سنيوريتان الا ترين بانني لا استطيع تركك وحدك وانت لم تشفي تماما؟ حتى تشفى يدك وتكونين قادره على استعمالها اسمحي لي بأن أعني بك.

في البدايه كانت تريد الرفض لكنها بعد تفكير قصير وبدهشه وجدت بأنه من الخطأ ان تبقى وحيده وبعيده عن الناس وهي في هذه الحاله من التعاسه وفقدان الثقة بالنفس وسوف يسعدها ان تغير وتكون بصحبة اناس اخرين وخاصة اناس لايعرفون شيئا عن سبب وجودها هنا...
ابتسمت له وقالت:
ـ حسنا سنيور دي هالميرا. لقد فزت يسرني أن ابقى معكم لفتره لكن علي ان اجمع اغراضي من الفيلا.. وانا في انتظار رسالة ايضا....
ـ كل هذا سوف يتحقق ..لو اعطيتني العنوان لاستطعت ارسال شخص ليجمع اغراضك واوعدك بأن الرسائل ايضاً ستصلك لكن الان عليك بأن ترتاحي الى اللقاء سنيوريتا.... حتى يوم غد.
غادر وترك كيت تشعر براحه.. سيكون لطيفا أن تمضي بعض الايام مع عائله كارلوس دي هالميرا وربما سينسيها ذلك قليلا امر هيوغو لفتره... هيوغو ...هيوغو فجأه وجدت قلبها يناديه كم تشتاق اليه الان ليكون بجوارها ويرحها بدلا من كارلوس ان يكون مثلما كان قبل الزفاف ...وبمرارة كانت تفكر ..ياالهي. هل يمكن ان تتوقف عن حبه,..والشوق اليه؟ غاضبة القت برأسها على الوساده وهي ترغم نفسها الا تبكي..
كان منزل كارلوس في الجزء القديم من بالما قرب الكاتدرائيه القديمه القلعه المشهوره التي يقيم فيها ملوك ماجوركا، جاء في صباح اليوم التالي ليرافقها ومن خلال نافذه السياره رأت. المناظر الجميله قبل الاستداره والدخول الى شارع جانبي ضيق ثم الوقوف امام بوابه حديديه بعد سماع صوت السياره انفتحت الابواب من الداخل وبعدها دخلت السياره من خلال نفق الى فناء كبير محاط بجدران ذات نوافذ وشرفات.
عندما جاء كارلوس لمساعدتها قالت وهي حائره:
ـ اعتقدت بأنكم تقيمون في الريف في مكان قريب من مكان اقامتي بالتأكيد لم تصلوا الى هنا ركوبا.
ـ لا لدينا منزل في المزرعه هناك من اجل الاستراحه فيه احيانا بعيدا عن ضوضاء المدينه لكن منزلنا الرئيسي هو هنا وكما ترين.
اخذ ذراعها وقادها الى السلم الحجري وبعدها من خلال باب خشبي الى مكان باستطاعت كيت وصفه بقاعة الاستقبال ضخمه ورائعه ومليئه بالمرايا الكبيره والقناديل وبقطع اخرى من الاثاث الجميل وقد كانت ايضا بارده بشكل لطيف بعد حراره السياره.
انفتح باب على اليمين ودخلت سيده كبيرة ثم تبعتها فتاة ادركت كيت لاول وهله بأنها ايلينا والتي كانت تشبه أمها بشكل ملحوظ ..اسرعتا للترحيب بالضيفه بأيادي ممدوه وابتسامات تعلو وجهيهما...
ـ سنيوريتا سيلبي اهلا بك في منزلنا ...
تصافحتا ثم قادتها المرأه الى غرفة اخرى لتجلس وتقدم لها الشراب كان الجميع يتحدثون ويشكرونها طوال الوقت لما فعلته من اجل ايلينا ويعتذرون عما اصابها من جروح ثم اصرت كيت ضاحكه انو يتوقفوا عن تكرار ذلك:
ـ ارجوكم..انه لاشي واسمي هو كاثرين لكنني القب دائما بـ كيت.
قالت السيده دي هالميرا:
ـ كاثرين هو اسم جميل عزيزتي لكن كيت لا يعجبني لذلك سأناديك بكاثرين...
استمروا بالحديث باللغه الانجليزيه الجيده والذي جعلها تخجل من لغتها الاسبانيه الركيكه عندها . وقد اتضح لها بأن السيد الفونسو كان غائبا في رحلة عمل ويبدو أن تلك العائله من مشجعي الحركه السياحيه ولذلك كانت لهم اعداد كبيرة من الفنادق ليس فقط في ماجوركا بل على طول الساحل.
بعد وجبة غداء خفيفه ارغموها على الراحه طوال فتره بعد الظهر في غرفه تطل على فناء داخلي وفي وسطه نافورة غريبه الشكل واواني مليئة بزهور ملونه والتي كان عطرها يملئ المكان بعدها وجدت بأن اغراضها كانت في الغرفه كما وعد ..لقد كانوا عائلة طيبه ووديه وممتنين لها بشكل محرج من اجل انقاذ ايلينا...
خلال اليومين التاليين شعرت كيت بصداع متقطع ولكن الدواء كان جيدا ومساعداً . وفي اليوم الثاني لوجودها هناك رافقتها السيده دي هالميرا الى المستشفى وهناك ازيل الشاش الذي كان ملفوفا حول رأسها وبقى رباط مطاطي صغير حول كفها واستطاعت ان تخفي جرح جبينها بخصلات شعرها...
وفي اليوم الثالث لوجودها مع العائله الماجوركانيه ..كان على السيده دي هالميرا الذهاب الى موعد وكانت ايلينا في المدرسه اذا عاد كارلوس مبكراً من مكتبه خصيصا ليذهب بصحبة كيت الى المنزل الريفي ومن اجل الاطمئنان بأن كل شئ في الفيلا على مايرام لانها كانت قلقه لتركها كل تلك الاجهزه تعمل هناك...
في سيارة كارلوس الصغيره شعرت كيت بالراحه وقد كان اكبر منها بأربعه اعوام فقط، ولانه كان قد قضى فتره في انجلترا كان هناك نوع من الانسجام بينهما وكان يعاملها باحترام تام وكما يتصرف اي رجل اسباني مع الضيوف قبل الذهاب الى المنزل الريفي رافقها كارلوس في جولة بين الجبال والطرق الملتويه وكانا يتوقفان بين حين واخر لمشاهدة المناظر الجميلة للمرتفعات التي تنحدر في اعماق مياه البحر الابيض المتوسط الزرقاء ..بعدها رأت كيت عبر الحقول اناس من الجنسين تحت القبعات الكبيره من القش يضربون الاشجار بعصا طويله اندهشت كيت ..ضحك كارلوس واخبرها بأنهم يستخرجون اللوز الطري من الاشجار و يحملونه في شبكات جاهزه لتحمل فوق سيارات الحمل...
المنزل الريفي كان مفاجأه أخرى لكيت كانت تتوقع ان ترى منزلا صغيرا من خلال وصف كارلوس لكنها وجدت امامها بوابه حديديه كبيره ثم منزل طويل ذو طابق واحد بلون ابيض ومحاط بمسافات كبيره من المزارع.
ـ لكن, كارلوس هذا رائع ! اشعر. وكأني في افريقيا بدلا من اسبانيا.
ـ نعم ، تصميم هذا المنزل هو خاص بالمناخ الحار.
قادها بانتجاه الاصطبلات ثم الى مزارع البرتقال والليمون والذي كان ملك عائلته. وفي وقت متأخر جلسا يستريحان في جو المنزل البارد ويشربان العصير في أقداح طويلة وفي الوقت نفسه كانا يصغيان لبعض الأغاني الاميريكيه والانكليزية وكذلك بعض الموسيقى الاسبانيه بمصاحبة الجيتار.
ـ ان كان يعجبك الاصغاء لموسيقى الجيتار عليك الذهاب الى بار في بالما وهناك تجدين عازف ممتاز..سأرافقك الى هناك ان كان يعجبك.....
ـ فكرة رائعه ، يعجبني الذهاب ...متى؟
ـ متى ما تشائين لك الليله لايمكن...
ـ لديك موعد سابق؟
ـ ابتسم ..اجل... مع كونسويلو موخيا ابنة الجيران...
.
ـ فجأه التفت اليها ...لكنها مثلك استقلاليه جدا..وتتمنى ان تكون صاحبة مهنه وتكون حره ..كل مرة احاول الارتباط بها ترفض وتجد لها عذرا...
ـ ربما تلك هي المشكله ..هناك بعض الفتيات اللواتي لايعجبهن الارتباط ويرغبن العيش والانتقال من مكان الى آخر بحريه.
رد كارلوس ساخرا
ـ يتنقلن من رجل الى اخر مثلما تطير الفراشه من زهرة الى اخرى اظن ليس بالضروره ..لمجرد ان الفتاه لاتريد الزواج . لايعني بأنها مشوشه وتريد علاقة غير شرعيه..
نظر اليها كارلوس مباشرة:.
ـ آسف..كاثرينا..ارجوك لاتظني بأنني كنت المح..الامر مختلف بالنسبه افتاة انكليزيه ، اعرف ذلك وهي تعرف التعامل مع التحرر لكن بالنسبه لكونسويلو ..هي تعتقد. بأنها بحاجه لان تكون حرة . لكنها لاتعرف ما الذي ستفعله عندما تكون كذلك...
انشغل باحتساء ماكان في قدحه ثم اعتذر:
ـ كان خطأ من جانبي التحدث عن متاعبي امامك..ومن الافضل ان نغادر الان ان كنت تريدن التأكد من ان الفيلا بخير.
كل شئ فب الفيلا كان على مايرام لكن كان عليها ان ترمي بعض من الطعام الفاسد وتذكرت كيت ان تلقي نظرة داخل صندوق البريد الاخضر ..لكنه لايزال خالياً.

وفي طريق عودتهما الى بالما استغربت هل كان ذلك بسبب بطء نظام البريد الاسباني ام ان سايمون ومارجي لم يكن لديهما الاخبار التي تهمها..وبقلق بدأت تفكر ماذا سيكون رد فعل هيوغو هل لايزال راغبا بالانتقام وان يجعلها تدفع كما كان يسميها.... ام انه وبعد تفكير طويل سيرغب في ان يحترمها ويغسل يديه من اثار تلك المأساة...
ومن خلال شوارع المدينه المزدحمه ولانها كانت غارقة في التفكير بهيوغو رأت فجأه رجل يشبهه تماماً! كان يمشي بين مجاميع الناس بشك يبدو وكأنه يبحث عن شخص يلتفت لينظر حوله طوال الوقت توقف قلب كيت عن الخفقان واغمضت عيونها بقوة للحظه قبل ان تفتحهما لتلقي نظرة اخرى...
للحظه بدا الرجل وكأنه ينظر اليها مباشرة ..الشمس كانت تنعكس فوق زجاج نظارته الشمسيه بعدها خطت مجموعه من السياح امامه وتلاشت صورته...
شعرت كيت بالراحه ، لم يكن هيوغو... شارك الرجل مجموعه السياح وبدأ الحديث معهم اتكأت كيت وقلبها لايزال يخفق ، ويداها ترتجفان... ستكون نهايتها انهيار اعصابها لو استمرت ترى شكل هيوغو في كل رجل طويل. واسمر وخاصه في بلد ملئ بالرجال ذوي الشعر الاسود...



تــــــــــــــــــــــم الفصل الثالث


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس