عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-15, 07:41 PM   #5

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي


الفصل الرابع

رغم أن كيت كانت تكره الاعتراف.. لكن النزهة بعد الظهر ذلك اليوم جعلتها تشعر بالتعب و كانت سعيدة للذهاب إلى الفراش في وقت مبكر... في منتصف الليل استيقظت و هي تشعر بالحرارة و الرطوبة، عبرت باتجاه النافذة. مالت قليلا و أصغت إلى صوت البحر البعيد، كان نلك صوت آخر للماء، صوت الماء الذي كان يتدفق بإيقاع خارج النافورة التي كانت تتوسط الفناء تحت نافذتها. و بسرعة ارتدت شيئا فوق قميص النوم و ذهبت من خلال المنزل المظلم إلى الجو المنعش في الفناء.
كان هناك مقعد كبير في واحدة من الزوايا قرب مجموعة من الزهور الجميلة، و التي كان لا عطر ثقيل يملأ هواء الليل... و هناك جلست كيت. رفعت قدميها لتضعهما تحتها. لم تستطيع النوم مع ذلك كانت متعبة جدا حتى بالنسبة للقراء، يبدو أن كنظر الرجل الذي كان يشبه هيوغو قد أصابها بتوتر شديد أكثر مما تستطيع الاعتراف ب وجودها بين أناس لا يعرفون شيئا عنه كان جيد، و قد جعل جرح خيانته خفيفا.. ليس بشكل عام. لكنها لم تكن تفكر يه كل لحظة...رؤية ذلك الرجل...
أمسكت كيت بحافة المقعد بقوة. و ي تدرك بأن وجودها هنا كان لا فائدة منه و مهما كانت بعيدة عن مصدر الألم..بقد مضى على وجودها في ماجوركا أسبوعا لكن بدون جدوى... و بدأت تفكر و هي بائسة ل كان من الأفضل لها البقاء في لندنو مواجهة الأمور، لكن فكرة مواجهة هيوغو بذلك الغضب و تلك القسوة جعلها تنكمش خوفا...لأنه بدا لها و كأنه قادر على خنقها بكل سرور...
و في طريقها الى الفراش ثانية فكرت في الاتصال بسايمن في مكتبه صباح اليوم التالي لتعرف ان كان هناك أي تطور. عندها سمعت صوت باب يفتح ورأت كارلوس و هو يسكب له شرابا.
قفز عندما سمع صوتها و اقترب منها:
-مرحبا، قضيت وقتا جيدا؟
انحنى كارلوس و أضاء المصباح ثم جلس على الأريكة بجوارها و بدا مهموما و وسيما في بذلة السهرة السوداء.
-لا..كونسويلو أرادت الذهاب إلى البيت في وقت مبكر لأن عليها أن تستعد لمحاضرة ستحضرها غدا..
-منتصف الليل نادرا ما يكون وقت مبكر..
-انه كذلك في اسبانيا. نحن نسر لساعات متأخرة هنا..لكن، على أي حال، هي كانت تريد الذهاب الى البيت قبل ذلك،و بأعجوبة استطاعت إقناعها للبقاء مدة أطول.
وقف و بدأ يتحرك بخطوات متوترة.
-الليلة طلبت منها ثانية أن تحدد موعدا لزفافنا. لكنها ترفض دائما أعطائي الرد الواضح..و هو دائما يكون هناك متسع من الوقت أو ربما في السنة القادمة...و كل مرة يعود والدي إلى البيت و يسأل لماذا لا يتم الزواج. و يخبرني بأن علي أن أكون أكثر قوة معا..لكني لست مثله.كاترينا. لقد حاولت أن كون صبورا مع كونسويلو و منحتها الوقت الكافي لتقرر..
اقترب منها أكثر و قال: لست واحد من الاسبانيين الذين تتصف عقولهم بالطراز القديم..لو علمت يوما بأنها لا تحبني حقا، صدقيني، لن أحاول الوقوف في طريقها.. لكن أشعر بأن تلك ليست القضية... أنا آسف. لابد أني أزعجك بمتاعبي.
قالت كيت ببطء
-بعض الأحيان.. و لبعض الناس، يكون الحديث ذو فائدة..كم مضى على معرفتك ب كونسويلو؟
-طوال حياتي..عائلاتنا مرتبطة بالزواج و العمل لأكثر من مائة عام.
-ربما ذلك هو نصف المشكلة..كنت دائما في الجوار. و هي واثقة بأنك ستكون هناك دائما. و تعرف بأنك تحبها.. اذن تستطيع العودة إليك إذا ما فشلت في تلك المهنة..
-إذن فسأكون المفضل الثاني؟
-حسنا. هناك طريقة واحدة لجعلها تفكر و تقرر.
-توجد حقا؟
ابتسمت كيت قليلا..طبعا. اجعلها تشعر بالغيرة. إذا كانت تحبك ستدرك ما الذي ستفقده و ستحدد موعد الزفاف مباشرة..و ان لم تفعل...حسنا, تلك هي فرصتك.
-واحدة أنا جاز لها..لكنها لن تنجح، كاترينا, لأننا نعيش في مجتمع صغير هنا و ليس من العدل أن أهتم بفتاة أخرى و أنا لا أنوي الزواج منها..ربما ذلك سيقود إلى حقد بين العائلات.
-حسنا. أليس هناك أية فتاة أخرى؟ فتاة ليس لها عائلة هنا؟ هناك الكثير من الفتيات اللواتي يعملن في فنادقكم..
-أجل هناك، لكنب أشك في أن يكون له أي تأثير عليها. لن تصدق بأني جاد.
-إذن، أخشى أني لا أستطيع مساعدتك..عليك أن تستغل سحرك و رجولتك و تقنعها بأن زواجها منك سيكون مشوقا أكثر...عذرا. أظن بأني سأعود إلى الفراش. ربما أستطيع النوم الآن.
تحركت لتعود ثانية إلى المنزل لكن الإلحاح المفاجئ في صوت كارلوس أوقفها
-كاترينا
-نعم، ماذا هناك؟
-أظن بأن هناك طريقة واحدة تستطيعين مساعدتي بها
كان هناك بريق اللهفة في عيونه و في الحال أدركت ما يريده منها
-أوه..لا
-لكن..نعم، كاترينا... ألا تفهمين؟ أنت لست فتاة اسبانية. و عائلتك لا تعيش هنا. و لا يمكن أن تنزعج... و أنت ضيفة في منزلي و ستدرك كونسويلو بأننا نلتقى طوال الوقت. و لن يؤلمك لو تظاهرت بالاعجاب بي..و أهم من كل ذلك، فأنت جميلة جدا و لا يمكن لأي رجل أن لا يقع في حبك...
قالت ثانية
-أوه..لا انظر كارلوس، أنا لا أريد التورك في أي شيء مع فتاتك..أرجوك, انسى الأمر كله...لقد كانت فكرة جنونية و أ،ا آسفة لاقتراحي ذلك..و لن تنجح، على أي حال. و كما أنها ستكتشف كل شيء فخلال دقائق.
-لكن، ستنجح, كاترينا...بمساعدتك، أنت جميلة جدت و ستصدق لحظة رؤيتك..
استمر في محاولته لاقناعها و أدركت كيت و هي حزينة ما الذي وضعت نفسها فيه...رفعت يديها لتمنعه عن الكلام.
حسنا حسنا، أرجوك اهدأ للحظة و دعني أفكر..انظر. سأخبرك بما سوف أفعله..سأوافق على المساعدة فقط في حالة منحك الحرية الكاملة لكونسويلو في اختيار مهنة لها حتى لو لم تنجح خطتنا...
أومأ برأسه على الفور
-لقد قلت بأني لن أرغمها على الزواج مني، و أنا أعني ذلك، كاترينا...نظرت اليه لحظات، ثم زت رأسها بقناعة
-حسنا. اذن أعتقد بأن من الأفضل أن نبدأ بنشر يعض الاشاعات عنا أولا... ذلك سيجعلها غير واثقة و ستحاول مقابلتي، لكن
سيكون من الأفضل لو رأتنا معا
-هل يمكنك تنظيم ذلك؟
-ببساطة.. أحد الجيران سيقيك حفلة بمناسبة خطوبة ابنته في النادي الليلي المحلي خلال أيام قربية. و ستكون هناك كونسويلو طبعا، و أنا سأرافقك الى هناك.
-هذا يبدو مناسبا. لكن عليك أن لا تبالغ. كارلوس، و الا فسوف تكشف الأمر...ابتسم بطريقة شيطانية
-لا تقلقي. أظنني قادر على تبرير كل شيء
-حسنا، أمل ذلك. لأنها الفرصة الوحيدة لك، أنا أ،ا ربماسيكون علي أن أعود الى انجلترا قريبا جدا
-لكن ذراعك لم يشفى تماما حتى الآن..و لم تشادي الا القليل من جزيرتنا..هزت كيت رأسها قليلا. و شعرت بأنها متعبة لدرجة لا تقوى على الجدال
-سنتحدث عن ذلك في وقت آخر, طابت ليلتك. كارلوس...و لا تلومني اذا كانت كونسويلو ستظن بأنك متقلب و ترفض سماع أي شيء آخر منك ثانية..
ضحك..-ليلة سعيدة. كاترينا. و شكرا..
أمسك بيدها و انحنى أمامها قليلا. لكن عندما أرادت الابتعاد لم يترك يدا..نظرت اليه و رأته يراقبها حائرا.
-كاترينا..ألا تعتقدين بأنها فكرة جيدة لو تدربنا قليلا قبل أن..نتغازل أمام الناس علنا؟ فقط لنستطيع فعله بصورة صحيحة...
كان على كيت أ، تضحك..
-لا...لا لا أظن ذلك. كارلوس. أنت عنيد لا سبيل الى تغييرك
حررت يدها ثم استدارت باتجاخ المنزل تاركة كارلوس وحيدا هناك..
خلال الأيام القليلة التالية تبرعت السيدة دي هالميرا أن ترافق كيت الى الجزيرة بنفسا و تريها المناطق السياحية و قلب ماجوركا لترى مجموعة القرى و المنازل المختفية بين أشجار البرتقال و الزيتون في نهايات الجبال... و خلال العطلة التحق بما كارلوس و ايلينا و بعدهااكتشفوا عشرات القرى المجهولة بالنسبة للسواح.
انفرد بها كارلوس مساء يوم الأحد و أخبرها بأن خطتهما مستمرة بشكل جيد. و بأن استطاع أن يوصل الاشاعة الى أذن

انفرد بها كارلوس مساء يوم الأحد و أخبرها بأن خطتهما مستمرة بشكل جيد. و بأن استطاع أن يوصل الاشاعة الى أذان مميزة و هو واثق بأنها قد وصلت الى كونسويلو لأنها اتصلت به بالهاتف و قالت بأنها قد سمعت بوجود فتاة انجليزية مقيمة معهم...
قال:
-كنت كتوما جدا. و تظاهرت بأني لا أريد التحدث عنك. و الذي جعلها أكثر فضولا من أي وقت آخر..كاترينا، أنا واثق بأن الخطة ستنجح..
-حسنا، آمل ذلك..لمن لا تبني قصورا في الهواء..
لكن كيت أيضا كانت تشعر بارتياح، تدبرت أمر الاتصال بسايمن و أخبرها بأنه قد حصل على الرد من المحامي هيوغر صباح ذلك اليوم..لكنه كان يوضح فقط بأن هيوغر لازال يجهل ماسيفعل..اذن في ايضا لا تزال في نفس الموقع..لكن بطريقة ما بدا و كأنه قد فقد القليل من اصراره، لهذا كانت قادرة على أنتستريح قليلا و تتمتع بوقتها مع عائلة هالميرا.

في صباح يوم الخطوبة و التي كان عليها أن تحضرها برفقة كارلوس. ذهبت كيت بصحبة السيدة هالميرا الى الأسواق. و الى كل الأماكن الاعتيادية، البنك، و عدد من محلات الأزياء، صالون حلاقة، و أخيرا الى مطعم و فيه كانت السيدة هالميرا محاطة بأنواع من الكيك بالكريمة. راقبتها كيت بحسد و هيا ترتشف عصير الليمون..كانت طاولتهم قرب النافذة و السيدة الكبيرة كانت تلوح بيدا لمجموعة من المارة.. اكن فجأة قالت غاضبة:
-ها هو تانية. حقا انه شيء فضيع، ملاحقته تلك و مراقبته لي... نظرت اليها كيت بنوع من الحيرة:
-من؟ من الذي يراقب؟
-الرجل هناك..انتبهي..ذلك الذي يرتدي بدلة رمادية و آلة تصوير حول عنقه..
أشارت الىمكان محاط بالنخيل و هناك كان الرجل واقفاو ينظر باتجاههما.. وقد تعرفت عليه كيت مباشرة..ان الرجل الذي التقط لها الصور عندما كانت تتشوق قرب الفيلا..
-تقولين بأنه كان يلاحقنا سيدتي؟
-أجل. و قد لاحظته مرتين من قبل..مرة عندما كنا نتناول الغذاء في الجبال، و ثانية عندما كنا مع ايلينا و كارلوس خلال العطلة الأسبوعية..سأخبر كارلوس ليتصل بالشرطة..أصبح الأمر لا يطاق
قالت كيت بتعاسة:
-أخشى أن يكون ذلك خطأي، لقد لتقط لي صورة عندما جئت الى هنا أول مرة و ربما يكون معجبا بي..تدرين، تعجب مراقبتي، لقد حصل هذا لي مرة أو مرتين من قبل. و لعدد من صديقاتي..شخص ما يرى صورتك في مجلة أو صحيفة و ثم يكتشف من تكونين..بعدها يلاحقونك فقط..فقط للنظر..و أظنهم يتخيلون أمورا في أذهانهم...و عادة م مسالمين و لا يأتيك منم أذى..
السيدة دي هالميرا بدت مصدومة:
-عليك أن تتحملي كل هذا؟
هزت كيت كتفيها غير مبالية:
-و ماذا يمكن أن يفعل غير ذلك؟ انهم لا يتصرفون ضد القانون. و ربما كان ذلك شيئا لا يسر. لكن عليك فقط أن تعتبريه مخاطرة مهنية..
و بالتأكيد، تبعهما الرجل عندما غادرا المطعم و من بعيد دونأن يحاول التقرب منهما.
و كان هناك أيضا عندما رافقت كارلوس الى الحفلة في تلك الأمسية، الذي جعلها متوترة..اضافة الى شعورا بعدم الراحة بسبب تلك الخطة الخبيثة ضد كونسوليو التي لا تعرفها.. لكن مع ذلك كانت تعتقد بأنها ستكون لصالح تلك الفتاة و من أجل سعادتها.
كانت قد ارتدت ملابسها بصورة مناسبة للدور الذي ستمثله..فستان أسود يلتصق بها و يبرز رشاقتها. و بأكمام طويلة لاصقة أيضا تخفي الجرح في يدها. و الذي كشف عن أنوثتها.
بدا كارلوس أنيقا جدا ببذلة السمرة التي كان يرتديها. و بياض قميصه برز لونه الأسمر و بتلك الصورة كانا قادرين على جذب انتبا كل الحضور..كان هناك بار واحد فقط مفتوح و حجز باقي النادي من أجل حفلة الخطوبة..كيت كانت واحدة من العدد القليل من الغرباء هناك. و كانت بشرتها البيضاء و شعرها أيضا علامة مميزة بين النساء السمراوات هناك. و بسرعة أصبحت محاطة بمجموعة من أصدقاء كارلوس الذين أرادوا التعرف بها..و هكذا. لكنه كان حذرا في أن يبقي ذراع حول خصرها و هو يقودها الى الرقص و قبل أن تكون هناك فرصة لؤجل آخر.
-أيهما هي كونسويلو؟
سحبها و جعلها قريبة منه ثم مس لها:
-جالسة هناك..خلف الطاولة قرب الباب. و ترتدي الفستان الأزرق.
نظرت كيت من فوق كتفه و رأت الفتاة المعينة. فتاة بلون أسمر داكن و عيون تمتاز بالرموش الطويلة و شفتان ممتائتان حمراء..و بنفس اللحظة كانت عيونها تراقبها بينما كارلوس يقربها و يضمها اليه و هو يراقصها.
-لكن كارلوس انها جميلة
-و هل تظنين بأني لا أعرف ذلك؟ و الآن يمكنك أن تفهمي لماذا لن تصدق اعجابي بفتاة أخرى..
فجأة بدأت تضحك:
-تبدو و كأنها تريد قتلنا.. لو كانت فقط تدري ما الذي تقوله كل هذا هو لصالحها..
كارلوس أيضا بدأ يضحك عندما غادر منصة الرقص. قدم لها شرابا ثم رقص معا مرتين و قبل أن يسلماها الى أحد الأصدقاء..
عندئذ ذهب الى كونسوليو و دعاها الى الرقص. كيت حاولت مراقبتهم من فوق كتف رفيقها. لكنها فشلت بسبب اندفاع الراقصين الآخرين.
و عندما اقتربت منهم أكثر و أكثر لتراهما بوضوح بدأت بالضحك ثانية. لأن كارلوس كان قد جعل الأمر مكشوفا بأنه و رغم اصغاءه لما كانت تقول.. كانت عيونه تبحث في القاعة عن كيت.. وعندما وجدها أخيرا. ألقى عليها نظرة حب و هيام.. و رغم الابتسامة التي كانت تعلو شفتي كونسويلو كانت في نفس الوقت ترسل نظرات قاتلة باتجاه كيت..
و عند انتهاء الرقصة، تصرف كارلوس و كأنه كان ينتظر ذلك بفارغ الصبر.. أسرع اليها
و اختار طاولة في زاوية هادئة و بنفس الوقت قريبة من أنظار كونسويلو. برغم تظاهرها بأم ذلك لا يهمها..
بعدها و على أنغام الموسيقى الهادئة جلس كارلوس قرب كيت و قد أراح ذراعه على ظهر مقعدها و هو يلاعب خصلات شعرها.
التفتت اليه بابتسامتها الساحرة:
-هل تظن أن الخطة ناجحة؟
-نعم و أنا واثق جدا لقد طلبت مني أن أرافقها في رحلة في البحر. لكني اعتذرت و قلت بأني مشغول..
قبل وجنتها وقال: لمني لا أظن بأن الأمر سيكون مزعجا لو حاولنا تطبيق الخطة بطريقة أكثر علانية.
رفعت حاجبيها و قالت:
-و كم من العلانية تحتاج؟
ضحك... سترين
بعد ذلك شرب الجميع نخب الخاطبين، بعدها عادت الموسيقى مرة أخرى. و أصبحت الأنوار خافتة.عندها قادها كارلوس الى الرقص ثانية و قد ضمها إليه برفق و كأنه كان يخاف أن تتكسر لو حاول ضمها بقوة..رقصا ببطء حول المكان و شفتاه بين خصلات شعرها, بحثت كيت عن كونسويلو و رأتها برفقة شاب اسباني يقودها إلى الرقص..
همست لكارلوس..إنها ترقص
-جميل
و فجأة قادها إلى الأبواب المفتوحة. ثم إلى الخارج و تحت ضوء القمر. و سألته كيت:
-هل باستطاعتك رؤيتهم؟
-لا ليس حتى الآن.. الآن بدأت أراهما يقتربان..نعم ظهرا الآن انحنى برأسه عليها يحاول التظاهر و كأنه يريد تقبيلها..
كيت كانت تأمل نجاح الخطة من أجل كارلوس، لكن الموقف كله يبدو سخيفا و الذي جعلها تبدأ بالضحك ثانية..
-توقفي
-لست قادرة..
لكن بعد ذلك توقفت لأنه كان يقبلها فعلا. و لأنها أصيبت بالصدمة من تلك المفاجأة لم تستطع حتى مقاومته و التخلص منه لدقائق..
-توقف..لم يكن هذا ضمن تفاصيل الخطة..
ضحك و قال: كان علي أن أجعل الأمر يبدو أكثر جدية. كونسويلو تعلم بأني قادر على فعل الأكثر من هذا..
-هل حقا؟ و قد ظننت بأن كل الفتيات الاسبانيات بريئات و ساذجات..هل يمكن أن نعود الى الداخل؟
-سيكون من الأفضل أن نبقى هنا فترة أطول..هل تردين شرابا؟
-...أرجوك..لكنك ستفقد اللعبة لو ابتعدت, أليس كذلك؟
-لا باستطاعتي الذهاب الى البار الآخر..
ابتعد هو و استدارت كيت تنظر إلى البحر البعيد و تسمع صوت الموسيقى في النادي الليلي..سمعت صوت أقدام خلفها و استدارت:
-كارلوس؟
الصوت الذي رد عليها كلن مألوفا جدا..لكن ليس الذي كانت تتوقعه..
-من هو كارلوس؟ حبيب آخر؟
للحظة وقفت كيت و كأنها قد تحولت الى حجر، و غير قادرة على أ، تصدق أذنيها كل عواطفها و حواسها قد تعطلت. و لم تسمع غير دقات قلبها و الذي بدا و كأنه قد أصيب بورم و سوف ينفجر في صدرها..لا يمكن أن يكون..لا يمكن. لكن حتى استدارتها ببطء..و ببطء شديد... كانت تعلم بأنها الحقيقة. هيوغو كان واقفا على بعد أقدام فقط. و جزء من وجهه مظللا, عيونه فقط كانت تلمع فيهما القسوة و لذة الانتصار..بدا و كأنه قد نبع من خلال ظلام الليل... و ليكون أحد كائناته ببذلته السوداء و بشعره الأسود و عيونه الرمادية.
تراجعت كيت قليلا لتتكئ على الجدار...
قال بصوت أجش و قاس مرة أخرى:
-من هو كارلوس؟ مسكين آخر استطاعت تعليقه في الخط؟
و من مكان ما وجدت كيت القوة لتتكلم:
-ك..كيف استطعت العثور علي؟
-ذلك سنتكلم عنه في ما بعد لكن الآن بالضبط هنالك أمر أو اثنين أريد مناقشتهم لكن ليس هنا...سأرافقك الى مكان نكون فيه أنا و أنت وحدنا تمام..في النهاية ..تلك هي رغبة كل المتزوجين حديثا. أليس كذلك؟ أن يكنا وحدهما و مع بعضهما؟
كان التهديد واضحا في صوته..
-لا أنا لن أذب إلى أي مكان برفقتك
ثم حاولت الهروب منه لتعود إلى النادي الليلي ثانية، ليس لك حق في..
-لا حق؟؟
فجأة اختفى كل بروده و ظهرت الوحشية واضحة في عيونه. و تحرك ليسد الطريق و يحتفظ بها في الزاوية منحنيا عليها و كأنه حيوان قاتل
قال:
-و تتجرئين على القول بأن لا حق لي..أنت أيتها الصغيرة الرخيصة لي الحق في أن أفعل بك ما يشاء.. و فجأة كانت يداه تضغطان على عنقها.و أصابعه مغروزة في لحمها..
صرخت كيت مرة فقط..لأنه بعدها غطى على فمها بيده و كان يسحبها الى السلم و الذي كان يقودهما الى الجزء الخلفي من ذلك المبنى..و بيأس حاولت التخلص منه. و هي تمزق يديه بأظافرها..لعنها هيوغو و ضغط عليها بقوة..لكنها و بعد قليل سمعت صرخة خلفها و فجأة وجدت نفسها حرة عندما عندما جاء كارلوس راكضا
-كاترينا، ما الأمر؟ هل كان الرجل يؤذيك؟
لكن قبل أن تستطيع الكلام. قال هيوغو بلطف:
-بالتأكيد لا.. أنا كاثرين كنا سنذهب في جولة على الشاطئ. هذا كل ما في الأمر..اقترب ليمسك ذراعها ثانية و يقول: هيا
لكن كيت ابتعدت عن..
-هذا ليس صحيحا كان يرغمني على الذهاب..
جاء اثنين من أصدقاء كارلوس ليشاركا المجموعة. و ذلك جعلها تشعر بالأمان..
-لا تكوني حمقاء كيت.. علينا أن نتحدث..
حائرا سأل كارلوس:
-هل تعرفين هذا الرجل، كثرينا؟
و ببطء استدارت لتنظر إلى هيوغو الذي كان يلقي عليها نظرة ساخرة.. و قالت بوضوح:
-لم أراه في حياتي أبدا..
اقترب منها غاضبا و امسك بكفها اليسار و سحبها باتجاه السلم
-أيتها الكاذبة..
و بدأت أصابعه تضغط على الجرح الذي لم يشفى بعد، و انطلقت من كيت صرخة ألم و موجة من الدوار تزحف إليها مع الألم
كان هناك اضطراب و أصوات حولها و بعدها وجدت نفسها على مقعد و كارلوس منحنيا فوقها و شعره و ثيابه بوضع غير طبيعي..
-ذلك الرجل؟ ل غادر؟
كان ذلك أم شيء في حياتها..
-أجل.. لا تقلقي.. انه طفيلي. و قد رمي خارجا..
قدم لها شرابا. و شربته بسرعة و بيد مرتجفة مما جعلها تسكب بعضا من على فستانها. تجمع أناس آخرين حولها و قالت بإلحاح :
-كارلوس آنا آسفة لأني قد تسببت في إفساد خططك..أرجوك علي أن أعود الى البيت..
-لكن..طبعا.
و بسرعة التقط حقيبتها و ساعدها لتقف.. الكل كانوا طيبين. و قلقين جدا من أجل ما حصل في حفلة خاصة. كان يمكن أن يوجهوا لها أسئلة. و يتعاطفوا معها..لكن الذي كانت تريده كيت و الابتعاد.. جاء كارلوس لينقذها و يقودها الى سيارته. و معهما اثنان آخران من الشباب خشية من أن يكون الطفيلي قد عاد ثانية.. لكنه لم يكن هناك أي أثر له عندما تحركت السيارة..
استمرت كيت بالنظر الى الخلف. خوفا من أن يكون هناك أحد من يلاحقهما. لكن وجود العدد الكبير من السيارات جعل الأمر صعبا و لم تشعر بالراحة حتى لحظة سماع صوت إغلاق البوابة الحديدية لمنزل هالميرا خلفهما..
-كاترينا، تبدين شاحبة جدا..هل أخافك ذلك الرجل؟
-لا. ليس ذلك السبب.. لقد سحب كفي المجروح..
لا حاجة نلك لتقول له بأن وجود هيوغو كان كافي ليجعلها تخاف حتى الموت.. قال كارلوس غاضبا
-لو كنت أعلم ذلك لكنت جعلته يندم قبل رميه خارجا. سأجلب بعض الماء لأجل أن تنظفي كفك..
-لا بأس..سأفعل ذلك عندما أذب الى غرفتي. لكني بحاجة الى كأس آخر من الشراب, أرجوك..لا زلت أشعر بالارتجاف.
-طبعا..
قدم لها الشراب ثم استمر : كاترينا قلت بأنك لا تعرفين ذلك الرجل و مع ذلك كان يناديك باسمك؟
-أجل..لكن ليس قبل أن يسمعه منك..
-هذا صحيح.. لمنه كان يعرف بأنك انجليزية..
-ربما سمعنا و نحن نتحدث.. هل يزعجك هذا؟
-لا طبعا لا.. لابد أن قد جاء من البار الآخر عندما تركتك وحدك..
-هل..هل أذيته كثيرا؟
هز كارلوس كتفيه بلا مبالاة :
-كان استعمال بعض القوة ضروريا للتخلص من، لقد بدأ قتالا كبيرا و كنا بحاجة الى عدد آخر للتفوق عليه.. لكني أظن بأنه سيعاني من رضوض كثيرة يوم غد.
_أوه..
استقبلت كيت تلك الأخبار بمشاعر ممزوجة، لكن جزءا منها بالتأكيد سعيدا. لأنها كانت لا ترغب بشيء أكثر من ضربة في عيني هيوغو.. أكملت شرابها ثم وقفت و هي تقول :
إن كنت لا تمانع فأنا أريد الذهاب إلى غرفتي الآن.. و الوقت لا يزال مبكرا. لماذا لا تعود الى الحفلة ثانية؟
-و أفسد خطتنا؟ كونسويلو لن تظني مغرما بك لو تركتك و حيدة هنا بعد الذي حصل. أليس كذلك؟
-يا إلاهي كنت نسيت كل ذلك.. هل نجحت. و ل تعتقد؟
-أنا متأكد تقريبا.. لكننا لن نتأكد تماما حتى تتصل بي..
-و عندما تفعل؟
-حسنا ربما علي أن أعاقبها أكثر.. في النهاية لقد تركتني انتظر لفترة طويلة بما يكفي..
-حسنا لا تكن قاسيا في تصرفك و الا فسوف تنتقل الى شخص آخر..
-أو لن أفعل ذلك.. كونسويلو هي ملكي أنا و لن يأخذها مني أي شخص آخر أن كنت قادرا على منعه..
نظرت اليه كيت لحظة ثن استدارت متعبة لتذهب الى غرفة نومها مع كل الذي كان يفعله كارلوس كان لا يزال الرجل الدكتاتور و الذي يملك قلب أجداده.. و قد كان ذلك سبب وثوقا به و رغبتا في أن تخبره من كان هيوغو بالحقيقة.. بعدا بدأت تنظف الجرح في كفا و الذي كان قد احمر نتيجة ضغط أصاع هيوغو فكرت و ي تنظر الى الجرح بأنا سوف تحمل علامات غضبه لفترة طويلة..
تساءلت ما الذي عليها أن تفعله.. كانت واثقة بأنه و بعد أن وجدها هيوغو سوف لن يتركها ثانية..و لن يرتاح حتى يحصل عليا و تحت سيطرته ليأخذ منا النار الذي أقسم أن يحصل عليه بكل قسوة ووحشية..
ارتجفت و هي تفكر مستلقية في الفراش.. لو فرض وجاء الى المنزل ليخربهم بأنا زوجت و يطالب بأن تعود اليه؟ هل سيسمح ل كارلوس أن يأخذها ؟لم تكن واثقة و هى تعلم كم يمكن ، تثق به في مثل هذه الظروف..لكن ربما عليها أن تترك هذا المنزل حالا و تذهب الى المطار لتجد لها طائرة تنقلها الى انكلترا..أي مكان لكن بعدا عادت و فكرت بأن عليها أن تثق بكارلوس..لقد انقدت أيلينا من ذلك الحادث المروع أليس كذلك؟ و هو مدين لها بالحماية لذلك السبب اذا لم يكن شيء آخر و لن تترد في استغلال ذلك لو حاول هيوغو ملاحقتها.. لا أنها أكثر أمانا هنا..سالمة ما دامت داخل الجدران الحجرية القوية لهذا المنزل القديم.. ليس بامكان هيوغو اختطافها في وضح النار رغم أنه قد حاول شيئا من ذا الشكل الليلة.. بعدها شعرت بخوف جديد لا يمكن أن تبقى هنا و الى الأبد و سيكون عليها أن تغادر فيما بعد..
لكنها دفعت بتلك الفكرة بعيدا عن ذهنها.. و بكل بؤس ألقت بنفسها فوق السرير الخشبي الكبير و هي تعلم مقدما بأنها لن تستطيع النوم.. بدا هيوغو غاضبا جدا. و قاسيا جدا. و عيونه لا تعرف الرحمة.. و هي تحبه كثيرا.. تحب لدرجة حتى أنها تشعر بأن الآلام في كفها كان من نوع خاص لأنه كان من فعله..
في اليوم التالي تجمعت العائلة حولها. رغم أن كيت أدركت بأن السيدة دي هالميرا لم تكن سعيدة بسبب ذلك الحادث. ليكون هناك رجل يلاحقهما و بعدها و في نفس اليوم تهاجم كيت من قبل رجل آخر.. كان ذلك كثير بالنسبة للسيدة الكبيرة..
لذلك بقيت كيت هادئة في المنزل طوال اليوم و رفضت و هي نادمة دعوة أخرى من السيدة للذهاب الى السوق في بالما.. لكنها طلبت منهم السماح لها باستعمال الهاتف و انتظرت و قد فقدت صبرها بمكتب سايمن، و كالعادة كانت الخطوط خارج كاجوركا مشغولة و كأن هناك تأخر طويل..
حاولت أن تقرأ صحيفة انجليزية كان كارلوس قد اشتراها لها، لكنا لم تستطع التركيز. و ظلت تذكر الطريقة التي كان ينظر بها هيوغو اليها الليلة الماضية.. و بعد فترة حاولت التجوال في الغرف الجميلة في المنزل.. و بهدوء ذهبت الى النافذة التي كانت تطل على الشرفة. و رأت سيارة تستدير و تتجه الى الشارع ثم تتوقف في مكان لا يبعد كثيرا.. خرج خرج رجل من بين ظلال الأشجار المقابلة للمنزل الكبير و اتجه إلى تلك السيارة.. لقد كان الاسباني الذي كان يلاحقها.. قال شيء لسائق السيارة. و هو يؤشر باتجاه المنزل.. و بطريقة ما لم تكن مفاجأة لها عندما خرج هيوغو من السيارة ووقف هناك ينظر إليها.
وقفت كيت غير قادرة على الحركة، حتى كان صوت الهاتف الذي جعلها تقفز و تستعيد قوتها ثانية.. بسرعة التقطت السماعة و ارتاحت و هي تسمع صوت سايمن و دون انتظار قالت:
-سايمن، لقد عرف مكاني، انه هنا الآن.. و هو خارج المنزل في هذه اللحظة.
-هل قال أي شيء؟ هل أخبرك ما الذي يريد فعله؟
-أوه، سايمن. أرجوك. حاول أن تفهم. ليس في حالة يمكن التحدث معه.. كل الذي يريده هو الانتقام مني لأن يعتقد بأني كذبت و خدعته.. و لا تنصحني بأن أخبره الحقيقة. لأن لن يصغي، و لن يصدقني، على أي حال.
-حسنا. و الآن حاولي أن تبقى هادئة. و حاولي التفكير بالأمر باتزان. هل أنت بأمان من خطره في هذه اللحظة؟
-أجل. أظن ذلك.. لكني لا أستطيع استغلال ضيافة عائلة هالميرا لفترة أطول.. لقد كنت هنا منذ أسبوع :
-هل تظنين بأنه يعلم بأمر الفيلا؟
-لا. لا أظن.. كيف له أن يعرف. لكني أفضل العودة الى انكلترا. ألا يمكنك أن تحصل على حكم من المحكمة لجعله يبقى بعيدا عني.
-أجل أستطيع.. لكن ذلك يعني الكشف عن القضية لتكون علنا. أصغي.. اتركي الأمور لي لفترة. كيت.. سأتصل بمحاميه و أهدده بأمر من المحكمة. ما لم يعد ميربون الى انكلترا و يعطي و عدا بأنه لن يقترب منك. ربما الخوف من الفضيحة سيمنعه.. و اعتقد بأنهم يستطيعون الاتصال به. و سوف أصر بأن يتصلوا به اليوم.. أعطني رقمك و سوف أتصل بك الليلة..
-حسنا، لمن أرجوك أسرع. سايمن.. لا أستطيع تحمل أكثر من هذا. أعطته الرقم ثم أعادت السماعة الى مكانها. و مر وقت طويل حتى استطاعت جمع شجاعتها و الذهاب الى النافذة ثانية لتنظر.. لم يكن هيوغو هناك و لا السيارة. لكن الرجل الآخر كان لا يزال هناك في الظلال.. يراقب. مثل الثعلب الذي ينتظر الأرنب ليخرج من مكانه..
عاد كارلوس وقت الغذاء و أعلن بأنه لن يعود الى العمل بعد ظهر. لكن خلال فترة بعد الظهر كونسويلو و دخلت الغرفة التي كانت فيا كيت تساعد السيدة هالميرا في بعض الأشغال اليدوية فوق قماش حريري و الذي كان مفرشا للكاتدرائية.
قالت كونسويلو
-أما أن تكوني قد شفيت من صدمة الهجوم ليوم أمس. كان حظا سيئا..
-أشكرك. أنا بخير الآن.. لطف منك أن تسألي.
التفت الفتاة الاسبانية للتحدث مع السيدة هالميرا. لكنها استمرت بإلقاء نظرات حائرة باتجاه كيت.. ربما كانت تستغرب ان كانت حقا إحدى اللواتي يحاولن سرقة الرجال من حبيباتهم..
السيدة دي هالميرا لم تستطع غير الملاحظة. ألقت عليهما نظرة عدم ارتياح و قالت :
-كارلوس. كونسويلو مغرم بك.. و لابد أن أخبرك. آنستي بأن زواجهما هو أمل العائلتين.. و لا نريد لأي شيء أن يمنع. أتفهمين؟
-أوه، أجل. أنا افهم تماما..
إذن كارلوس لم يخبر والدته بخطته في أن يجعل كونسويلو تشعر بالغيرة. حسننا. إن كان هو لم يتق بها. إذن فهذا ليس من شأنها..و بقيت حائرة ثم وقفت و قالت:
-اسمحي لي أن أذهب و احزم حقائبي.. و ربما يكون لطفا منك لو سمحت لي باستعمال الهاتف لأتصل بالمطار؟
-طبعا.. آسفة جدا، كاترينا. نحن مدينون لك بالكثير من أجل إنقاذك لأيلينا. لكن أن كان كارلوس..
توقفت و نظرت الى كيت حزينة..
-أرجوك. لا تقلقي سيدتي. كنت طيبة جدا. و قد حان الوقت لكي أذهب. على أي حال..
لكنها و عندما اتصلت بالمطار عملت بأنها لا تستطيع السفر الا بعد يومين.. و الآن ماذا؟ لا يمكن أن تبقى هنا. ذا أكيد.. بقي لديها الفندق أو الفيلا.. لكن فكرة الفندق و حرية الدخول و الخروج منه لم تعجبها. ستكون هناك أكثر خوفا.. لكن كيف الوصول الى الفيلا دون أن تلاحق؟
بينما هي تحاول حل المشكلة دخل كارلوس. و نظرة النصر في عينيه و التي تقول بأن خطتهما قد نجحت و قبل أن يفتح فمه..
-التاسع من أيلول.. و أخيرا حددت الموعد
-حسنا تهانينا...
قال مندهشا :
-لكن، كاترينا، ألست سعيدة من أجلي؟ و الشكر كله لكي..
- و شكرا لك. والدتك طلبت مني الرحيل بطريقة مهذبة، لماذا لم تخبرها بما كنا نخطط له؟
-لكني لم أستطيع.. كانت ستمنعنا من الاستمرار بالخطة..
-حسنا. كونسويلو أخبرتها عن الذي حدث بيننا الليلة الماضية و الآن أنا شخص غير مرغوب به. ما دامت هي في الوجود..
من جانب كارلوس فقد بدا و كأنه مصاب بصدمة :
-لكن، كاترينا. عليك أن تبقى هنا لأي فترة تشائين.. سأذهب حالا و اشرح كل شيء لوالدتي.. فقط آمل أن لا تخبر كونسويلو بالحقيقة..
استدار ليذب, لكن كيت نادته :
-شكرا، كارلوس، لكن حقا حان الوقت لأغادر هذا المكان، على أي حال.. و أستطيع استعمال كفي الآن.. لقد حجزت لي رحلة العودة إلى انكلترا. لكن ذلك سيكون بعد يومين.. رفعن يدها عندما رأته يريد الكلام.. كل شيء على ما يرام، و أستطيع العودة الى الفيلا حتى ذلك الوقت.. لكني قلقة بشأن الرجل الذي كان يلاحقني.. و أخشى أن يأتي هناك.. هل هناك أية طريقة للتخلص منه؟
-طبعا.. اتركيه لي..
بعد ساعتين كانت في سيارة كارلوس و في طريقهما خارج بالما ثم العبور من أمام المطار و باتجاه الجبل. و شعرت كيت بالراحة لأن لم يكن هناك أي شخص يلاحقهما. كان كارلوس قد اتصل بالشرطة الذين قاموا بإبعاد ذلك الرجل..و بتلك البساطة..
كان سعيدا جدا خلال الرحلة و هو يخبرها كيف انفجرت كونسويلو بالبكاء و ي تطلب منه أن يغفر لها. و تعده بالزواج منه بأسرع وقت.. و أخيرا قال :
-سأكون عندك لإيصالك إلى المطار. هل أنت واثقة بأنك ستكونين بخير وحدك في الفيلا؟
-أجل، أشكرك.. أوه. لكني كنت في انتظار مكالمة هاتفية من..... من صديق الليلة.. هل يمكن أن تخبره بمكان وجودي و أطلب من أن يقابلني في جاتوبك عندما أصل هناك؟
-هل أنت متأكدة بأنه لا يوجد شيء آخر يمكنني القيام به.
-متأكدة تماما.. يستحسن أن تعود و الا فسوف تظن كونسويلو بأني قد اختطفتك..
ضحك و اقترب ليقبلها :
-الوداع، كاترينا، أنت بالتأكيد أفضل فتاة ثانية لي.
ضحكت كيت ووقفت بقرب الباب لتلوح له عندما استدار ليدخل الطريق الرئيسي..
فتحت الباب و حملت سلة مليئة بمواد غذائية إلى غرفة الجلوس. كانت النوافذ مغلقة و كان الجو خانقا هناك.. و للحظة لم تستطع الرؤية بوضوح. لكنها بعدها تصلبت عندما شعرت برائحة التبغ القوية تصل اليها.. و نهض هيوغو بكسل من فوق مقعد كان جالسا عليه.. تخلص من سيجارته، و مشى بهدوء باتجاهها :
-تفضلي وادخلي، سيدة ميريون، هناك الكثير للمناقشة بيني و بينك.



تــــــــــــــــم الفصل الرابع


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس