عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-15, 07:45 PM   #6

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي


الفصل الخامس

لم تتوقف كيت لتفكر.أو تستغرب كيف استطاع لأن يعرف عن الفيلا و يكون بانتظارها.. رمت السلة باتجاهه و استدارت لتهرب. فكرة جنونية بأن تلحق بكارلوس و تناديه.. لكن هيوغو كان أسرع منها. رمى السلة جانبا و بقفزة واحدة كان أمامها.. أغلق الباب بيده اليسرى و باليمنى أمسك بكتفها و دفعها بقوة نحو الجدار و تقطعت أنفاسها
-أوه. لا. لن تهربي مني ثانية..
التقط المفتاح من بين أصابعها ثم أقفل الباب و وضعه في جيبه. يعدها وقف بقربها و و ممسك بكتفيها. و وجهه داكن و غاضب. و قريب من وجهها. نظرت إليه و عيونها دوائر واسعة و مليئة بالخوف. ابتسم بقباحة عندما رأى الخوف في عيونها :
-نعم. أنت محقة لأن تكوني خائفة. لدي عدة نقاط للتسوية.. لكن أولا عليك أن تتكلمي..
بعدا أبعدها عن الجدار و دفعا باتجاه الغرفة ثم ألقاها على مقعد كان هو يجلس عليه قبل قليل و كان يحمل دفئه حتى تلك اللحظة.
نظرت الي كيت خائفة و هو يحمل مقعدا أخرا و يضع بالجهة المقابلة لها و على بعد قدمين فقط.. ثم أشعل سيجارة و بدأ يراقبها من خلال اللهب. و بيأس نظرت حولها و ي تمسك بالمقعد بقوة. مستعدة للقفز و الوقوف على قدميها في أول فرصة للهروب.
جاءها صوت هيوغو صارم و خطر:
-حاولي فقط.. و سيكون لك حقا سبب للهروب..
ببطء جلست. و هي تدرك بأنها لن تستطيع الرب أكثر من ياردتين و سيكون ممسكا بها ليعود بها.. بيأس نظرت الى وجهه. و على أمل أن ترى في وجه علامة للشفقة أو العاطفة.. لكن عيونه الرمادية القاسية كانت باردة مثل برودة الماء فوق الصخر. سقطت في الفخ كثل ذبابة في نسيج العنكبوت. و فجأة أدركت بأن انتقامه لن يأتي بسرعة. الآن و قد أصبحت تحت سيطرته لن يتعجل الأمور حتى يشبع من إذلالها.. و ليس هناك أحد يمكنه مساعدتها. لا أحد يعرف بأنها وحيدة مع هذا الرجل.. رجل يكرهها و يحتقرا. و قد أقسم أن يجعلها تدفع ثمن الخطأ الذي يظن بأنها قد فعلته..
لن يكون هناك أية مساعدة من الخارج. و ربما لهذا السبب وجدت كيت بعض القوة داخلها..حسنا, اذن هو غاضب.. و أكثر غضبا من أي شخص كانت قد رأته. لكن الغضب ليس من حقه فقط. هي لها الحق أن تكون أكثر غضبا منه.. كان تصرفه هو الذي حطم زواجهما. و ليس تصرفها هي.. رفعت ذقنها و واجهته، و التحدي واضح في عيونها الخضراء.,
-يمكنك أن تسأل كل الأسئلة ان شئت لكني لن أجيب.. لا أعرف كيف وجدتني و لا يهمني ذلك.. فقط أريد التحرر منك لذلك أريدك أن تخرج من هنا.. و لا أريد رؤيتك ثانية
كان الغضب واضحا في صوتها و فجأة وقفت. لكنه بدا و كأنه لم يؤثر في هيوغو أبدا.. قال ببرود : -اجلسي..
فقط عندما استمرت في التحدي تحرك. و اقترب منها بصورة اعتيادية وضع يده على عنقها. و بعدها أجبرها على الجلوس ثانية.. كان قتال صامت. كيت قاومت بكل قوتها. لكنه كان أقوى منا جسديا و قد أدركت بأنه قادر على أن يجعلها تركع أمام ان أراد. لكنه لم يفعل. حتى الآن. لديها فكرة بأن ذلك الإذلال الأخير لا زال في الطريق..
قال : -و الآن تدرين بأني قادر على إرغامك لفعل أي شيء أريده.. لهذا سوف تجلسين و تجيبين على أية أسئلة توجه اليك. أتفهمين؟
أومأت برأسها موافقة و هي تشعر بألم في عنقها.. كانت هناك دموع الألم في عيونها. استدارت. لكن كرامتها لن تسمح لها أن تدفع يدها لتمسح تلك الدموع و تعطي فرصة ليرى بأنه كان يؤذيها..
-حسنا. من هو كارلوس؟ هل هو الذي جاء بك الى هنا؟
-نعم. انه... صديق...
-صديق؟ تعنين حبيب. أليس كذلك؟
في تلك اللحظة استدارت ثانية لتنظر اليه:
-لا. ليس كذلك انه ما قلته..صديق..
نظر اليها هيوغو غير مصدق و السيجارة بين شفتيه :
-كم مضى على معرفتك به؟
-ليس طويلا مجرد أسبوع واحد..
-هل كان ذلك منزله الذي كنت تبقين فيه في بالما؟
-أجل. أخذني الى هناك بسبب...
-التقطك.. و أخذك الى منزله.. و جعلك تعيشين مع.. و تردين أن أصدق بأنه ليس حبيبك؟
أصبح صوته قاسيا و متوحشا و هو يستمر بالكلام:
-ألم تكن لديك مثل تلك التصرفات في حياتك، أراهن بأمك تقدمين نفسك لكل شاب تخرجين معه. و كل رجل يمنحك الوقت الممتع.. أيتها القذرة. أراهن بأنك حتى....
وضعت كيت يديها فوق أذنيها و صرخت و هي غير قادرة على تحمل المزيد من اتهاماته:
-توقف هذا ليس صحيحا.. و لا ذرة منه.. لم يكن لدي حبيب أبدا.. و لم أذهب أبدا الى...
وقف هيوغو فجأة و سحبها الى الأعلى بجواره. و يداه فوق كتفيها. و هو يهزا:
-عليك اللعنة أيتها الكاذبة الصغيرة ستقولين الحقيقة لو طال الأمر شهرا.. و لا يهمني الذي سأفعله من أجل أن تعترفي..
دفعها بخشونة الى المقعد ثانية ووقف كالبرق أمامها. أريد الحقيقة و لن تغادري هذا المكان حتى أحصل عليها.
نظرت كيت الي و هي تحاول السيطرة على الرعب داخل عروقها. مدركة بأنه سيرفض أن يصدق أي شيء غير الذي يريد سماعه.. و بهدوء قالت:
-هيوغو، أرجوك لا تتصرف هكذا.. ما هو قصدك؟ لم يبقى هناك شيء بيننا. اذن لماذا لا تسمح لي بالمغادرة بدلا من..
-بدلا من معاقبتك لما فعلته بي؟ هل هذا هو ما تحاولين قوله؟
قالت بهدوء و حزن:
-بدلا من عقابنا نحن الاثنين.
ضحك هيوغو ضحكة قبيحة:
-هل بدأت تبحثين عن طبيعتي الطيبة. عزيزتي كيت؟
عضت شفتيها عندما سمعت نبرة صوته تلك:
-إذا كان هذا رأيك.. أنت رجل متحضر. هيوغو.. إذا حاولت النظر إلى هذا الأمر بدون عاطفة سنرى بأن هذا.. هذا الحدث بيننا هو شيء صغير. و الذي يمكن أن يرمي جانبا و ينسى.. بإمكاننا إنهاء هذا الزواج بهدوء و لأجل أن يكون كلانا حرا لنبدأ حياتنا ثانية..
جلس هيوغو و هو ينظر اليها و يقول ساخرا:
-أوه، أرجوكي استمري. خلال لحظة ستستطيعين إقناعي بأنك تفعلين كل ذلك من أجلي..
نظرت بعيدا عنه و قالت متألمة:
-ربما هو كذلك.. بالتأكيد ستوافق بأن من الأفضل اكتشاف الحقيقة بأن علاقتنا كانت قد وجدت فوق.. فوق لا شيء غير الرمال المتحركة و قبل أن نتعارف تماما؟
وقفت و ابتعدت بعيدا عنه باتجاه النافذة ووضعت رأسها على الزجاج البارد.
تركها هناك و لم يحاول منعها، لكن صوته عندما تكلم كان يحصد كالمنجل:
-شخصيا كان علي أن أفهم بأن الزواج هو أمر نهائي..
و فجأة وقفت لتواجهه:
-لكنه أمر لم تنوي الاحتفاظ به.. لقد سمعتك، هيوغو سمعتك، و أنت تحدث آدم والسنون عن ذلك المخبر الذي استأجرت. و عن الذي كنت تدبره من أجلي.. هل كنت حقا تظن بأني كنت سأبقى بعدما سمعت؟
-و بسرعة وقف ثم تحرك باتجاهها
-اذن، لقد سمعت كل ذلك، أليس كذلك؟
-بما يكفي..
-بما يكفي لتعرفي بأنك لن تحصلي أبدا على الذي كنت تريدينه مني، المال، المكانة..تدرين، كل تلك الأشياء التي جعلتك تقعين في حبي.
ثم جاءت يده لترفع وجهها ولتواجهه، لم يكن هناك شخص يمكنه خداعي ثم الهروب، و بالأخص شخص أضع أنا ثقتي فيه.. قلت بأني سأجعلك تدفعين. و كنت أعني ذلك، و هروبك هذا أضاف شيئا الى الحساب. هنالك فقط شيئين أريدهما منك. و أنا أنوي الحصول على كلاهما قبل أن أدفعك خارج حياتي و الى المكان الذي جئت منه..
لدي المال و لدي القوة. و سوف أستغلهما في أن أجعل حياتك جحيما و أن لا يتعامل معك أي مدير أعمال أو ناشر في بريطانيا...ستنتهين في البيت و إلى الأبد..
كان صوته غاضبا جدا، لكنه الآن قد تحول و أصبح وحشيا تقريبا، و أصابعه تضغط على ذقنها:
-و لا تظني أن يكون بإمكانك الهروب إلى الرجل الذي كنت تعيشين معه طلبا للحماية. لابد أنه كان يعرف بأنك كنت تخدعينني بهذا الزواج. و إلا فلماذا يسمح لك بالاستمرار به. و هو بعيد حتى اعتقدت بأنك بأمان و تستطيعين مقابلته؟ الآن هناك من يتحرى عنه. و حالما أعرف من هو سأدمره. اجتماعيا و ماليا.
-لا
نظرت اليه كيت حائرة... أن يعاقبها و شيء، لكن أ، ينتقم من ليو كان شيء لا يمكن أن تسمح به...قالت:
-لا أرجوك هيوغو أنت لا تفهم.. لا يجب أن تؤذي ليو..
-إذن لقد وصلت إليك أخيرا، أليس كذلك؟ وجدت شيئا و الذي سيجعلك تخافين حقيقة..لماذا؟ هل و بسبب حبك له؟ أم أنك خائفة أكثر من الذي سيفعله هو بك أكثر مني؟ كان اتفاق لطيف بينكما، أليس كذلك؟ تخدعينني بتظاهرك بالبراءة و العفة و لأجل أن تكوني قادرة على امتصاصي و تركي جافا..ربما ابتزازي من أجل تجنب الفضيحة.. بينما أنت و هو لازلتما عاشقين و تلتقيان كلما سنحت لكما الفرصة. بدون شك.. و عندما سمعت بأنني قد اكتشفت كل ذلك فعلت ثاني أفضل شيء، هربت و بعدها تهددين بالفضيحة ما لم أعطيك حريتك و قدر مناسب من المال.
هزت كيت رأسا متألمة:
-هذا ليس صحيح.. أنا لم أطلب منك قرشا..
-لا؟ في رسالته يقول محاميك بأنك قد أفلست بسبب الزفاف. ألأم تكن تلك الطريقة للتسوية؟
قالت كيت حزينة:
-لابد أن سايمن قد كتب ذلك محاولة في استعجال الأمور.و هو يعرف بأني أريد العودة الى العمل بأسرع ما يمكن..
-سايمن؟ إذن فأنت تتعاملين مع محاميك بالأسماء المجردة و بدون ألقاب، أليس كذلك؟
-انه صديق..
-صديق أخر؟؟
صوت هيوغو كان قي قمة السخرية و هو يؤكد بأن كل شيء كان قذرا..
-كم هو مناسب، يبدو أنك تملكين الأصدقاء في كل مكان و عندما تكونين بحاجة إليهم.. لكن كل ذلك لا يفيد.. لا أحد من عشاقك بإمكانه مساعدتك الآن. لأني سوف أحطمك. و سوف أحطم كراونورد.مهما يكون..
تركها بصورة غير متوقعة و عبر إلى الطاولة بحثا عن سيجارته و لاحظ الأغراض التي كانت قد سقطت من داخل السلة التي رمتها باتجاهه و قال:
-اجمعي تلك الأشياء و بعدها يمكن طبخ شيئا لنأكله..
ثم أضاف ساخرا : فقط فكري، حبيبتي، أول وجبة نتناولها معا كرجل و زوجته..
بكره و نفور جمعت كيت الأغراض و أعادتها إلى السلة، و شعرت بخدر في عقلها تحركت ببطء، و ي تفكر.. لكنها تدرك حتى لو حاولت إخباره الحقيقة و بأن ليو و نصف شقيق لها، سوف يضحك و ينظر الى وجهها دون أن يصدق.. و هي لا تملك الإثبات، لا شيء يدعم قصتها..
تدحرجت برتقالة على الأرض خلف المقعد و انحنت لالتقاطها و كان هيوغو قد ذب لإحضار حقائبها.. اقتربت باتجاه النافذة و هي تتظاهر بجمع الفواكه.. و عندما خرج ليأتي بثالث حقيبة لها أسرعت إلى النافذة و حاولت فتحها.. كانت قوية و غير قابلة للتحريك.. و بيأس بدأت تدفعها، لكنها لم تنفتح..
جاءت يد هيوغو لتضغط على يدها فوق إطار النافذة :
-ألم أخبرك؟ لقد فكرت بالوقاية و الاحتياطات اللازمة و أقفلت النوافذ قبل مجيئك.. هكذا ترين. فأنا لا أريد أي تدخل في شهر العسل.. فقط أنا و أنت وحدنا في جزيرة غسلت بأشعة الشمس..منظر شاعري أليس كذلك؟
وجدت كيت نفسها لا تستطيع النظر اليه. و لذلك بدأت تحدق بيده، و أصابعه الطويلة القوية كانت تغطي يدها تماما.. و بكره تركها مرة أخرى:
-و الآن بإمكانك إنهاء ما كنت تفعلينه..
ببطء أطاعته و ي تحمل سلة البرتقالة الى المطبخ لتضعها على الطاولة و سمعته يقول:
هناك بعض اللحم في الثلاجة، اطبخيه و مع قليل من السلطة. ارتفع رأسها لتحدق به، لكن عيونه الرمادية كانت هناك لتحذرها من محاولة التحدي. و في النهاية التفتت و بدأت بإعداد الوجبة.
التحول المفاجئ للأحداث الغير المتوقعة جعل مشاعرها مرتبكة..تماما..كيف بحق السماء عرف بأمر الفيلا؟ و لكن الأكثر أهمية الآن كان، كيف يمكنها الهروب من ذا المكان؟ لابد محاولة التفاهم مع مضيعة للوقت.. لهذا كان أملها الوحيد هو الهروب من الفيلا بأسرع ما يمكن.. لأنها لا يمكن أن نتصور ماذا سيحصل لو لم تفعل ذلك.. هيوغو كان قد تزوجها فقط من أجل امتلاك جسدها. و ليس هناك أي شك الآن و ي تحت سيطرته و لن يتردد في الحصول عليها.. بكل برود و بقسوة.. و بطريقة ما أدركت بأن مقاومتها له كانت تزيد من قناعته و رغبته بها..
بينما ي تعمل حاولت التفكير بخطة، و أن تقدر ما سوف تفعله..لقد قال بأنه قد أقفل جميع النوافذ و هي بنفسها رأته يقفل الباب الأمامي، إذن لم يبقى أمامها غير الباب الذي يقود من المطبخ الى الفناء الخارجي و حوض السباحة.. لكن هناك جدار بارتفاع ستة أقدام حول الفناء، لكن باستطاعتها الوقوف على شيء ثم التسلق.. أو أن كان باستطاعتها الوصول الى الطاحونة الهوائية.. هناك و بسهولة تستطيع التسلق و الوصول الى السلم ثم القفز الى داخل الحقل خلفهما..
لكن عليها أولا أن تقنع هيوغو بأنها أصبحت مطيعة و سهلة الانقياد..
في تلك اللحظة كان يراقبها مثل الصقر، جلس قرب الطاولة لكن عيونه لا تفارقها أبدا.. و كأنه جاهز للقفز لو حاولت أي شيء لذلك انتمت من إعداد السلطة و حملتها إلى الطاولة و اللحم أيضا. بعدها جلست على المقعد المقابل له.
رفع قنينة من الشراب و بدا بسكب شرابا أحمر بلون الدم في كاسين، رفع كأسه و نظر اليه و هو يقول ساخرا: نخبنا...
تجاهلت ذلك كيت و بدأت تتناول الطعام في جو كئيب و بصوت متوتر.. و عندما انتهت رفعت كيت كأسها لكنا لم تشرب، و بدأت تراقب السائل حائرة..قالت:
-كيف وجدتني؟
نظر إليها متجهما لحظة و كأنه يقرر شيئا. بعدها رفع كتفيه بلا مبالاة:
-كان الأمر بسيطا جدا.. في اللحظة التي شعرت بأنك قد هربت من حفلة الاستقبال اتصلت بذلك المخبر ثانية و طلبت من أن يجدك.. و عندما تحقق من قوائم المسافرين في المطار اكتشف بأنك قد رحلة إلى ماجوركا. و تعرف على صوتك أحد الموظفين هناك، شخص بمثل وجهك يعتر عليه بسهولة.. لقد تذكر بأن رجلا قام بإيصالك و قد أعطاك المال.. و المخبر كان له علاقات بوكالات مشابهة في بالما، لذلك طلبت منهم أن يرسلوا شخصا إلى أي مكان ربما تكونين فيه..الرجل الذي شاهدك في المدينة تبعك إلى السيارة ثم إلى هنا.
ضحك بخبث عندما رأى نظرة الاتهام في عينيها.. كان لدي عمل في انكلترا، لكنني جئت و بأسرع وقد بعد سماع خبر وجودك هنا و نواياك في أن تبقى هنا.
لكنني و عندما وصلت الى الفيلا وجدت أنك قد غادرت و كذلك جميع أغراضك... للحظة ظننت بأنك خدعتني ثانية. لكن بعدها كان لي ضربة من الحظ..
تجولت في المدينة و رأيتك في السيارة مع حبيبك الأخير..
ركز على تلك الكلمة و هو يتمتع باحمرار وجهها..
-التقطت رقم السيارة و عينت شخصا ليراقب المنزل، و بنفس الوقت جهزت هذا المكان في حالة أن تفكري بالعودة.. أخبريني.
هل يعلم بأنك متزوجة؟ أم أنك تنتظرين مني الإلغاء لتكوني حرة و يسهل عليك تعليقه في صنارتك؟
ربما تقولين الحقيقة. التقرير الذي وصلني يقول بأنه عازب، و غني.. غني جدا.. و هذا يعني بأنك ربما كنت تلعبين نفس اللعبة مع.. و أخبرته نفس الأكاذيب التي سمعتها أنا من قبل. هل الأمر هكذا، كيت؟ هل يعتقد بأنك عذراء و بريئة و نقية؟ بينما أنت طوال الوقت لا يهمك من يصاب بالأذى طالما...
-اخرس
وقفت كيت و أدركت أن كأس الشراب كان لا يزال بيدها و استعدت لترميه في وجه.. لكنه كان يتوقع ذلك و رفع بده ليمسك بكفها و يضغط ذراعها الى الأسفل حتى وضعت الكأس على الطاولة..
إذن لقد خمنت تلك المكيدة أيضا. أليس كذلك؟ لماذا أرسلك الى هنا ثانية؟ هل اكتشف اللعبة و تخلصت منك. أليس كذلك؟
قال مجاملا بسخرية:
-يا للعار، كيت.. يبدو أنك لا تجدين الحظ الكبير مؤخرا لوضع يديك القذرتين و الاستيلاء على أموال الرجال. أليس كذلك؟ ماذا عن حبيبك كراوفورد؟ ليس باستطاعته تقديم الأكثر؟ أم أنه هو الشخص الذي رسم لك تلك الخطة؟ هل كانت محاولتك في الحصول على زوج ثري من أجله؟ يا إلاهي.. لابد أنك تحبينه حقا..
اتفع رأس كيت و التقت بعيونه و قالت بتحدي
-أكثر من الذي لن تعرف أبدا..
أصبحت النظرة في عيونه قاتلة و للحظة ظنت بأنها قد تمادت كثيرا.. قبضة فوق كفها اشتدت و تألمت.. بعدها تغير وجه، وخفف قبضته و بيده الأخرى رفع كم قميصها ليكشف عن الرباط الملفوف، و الذي شعر به من خلال كمها..
-ما سبب هذا؟
-انه لا شيء..
-حاولت أن تسحب يدها بعيدا، لكنه لم يتركها، و بدأ يفك ذلك الرباط:
-سألتك ما سبب هذا الجرح..
كرر كلامه عندما تخلص من الرباط و رأى المكان الذي يدأ يتحول لونه من الاحمرار الى الأزرق الداكن..
-رفسني حصان..
-ما كنت أعرف بأنك تستطيعين ركوب الخيل..
-لا أستطيع.. كنت في طريقه، و هذا كل ما في الأمر..
-و هذه العلامات الأخرى؟
كان يؤشر إلى أربعة علامات كانت لا تزال حمراء في أعلى الجرح.
بدأت يدها ترتجف في يده و نظر إليها بحدة.
-انها لا شيء.. و لا تهمني..
-هذه طبع أصابع، من الذي فعل ذلك؟ أجيبيني:
-حسنا
سحبت يدا بقوة من قبضته: اذا كنت حقا تريد أن تعرف، أنت الذي فعل ذلك.. عندما حاولت سحبي بقوة خارج النادي ليلة الأمس..
دفعت شعرها إلى الخلف بعيدا عن عيونها بأصابع مرتجفة: إذن هذا شيء أخر لتحدق به بإعجاب، أليس كذلك؟ شيء آخر لحقدك النتن لينمو.. أي رجل آخر كان سيدرك بأنه قد أخطأ و يغادر بعيدا.. لكن ليس أنت أوه لا، كان عليك أن ترسل جواسيسك
ليفتشوا عني ثم تسحبني هنا معك، مصمما أن تخيفني و تعاقبني.. أخبرني، ما الذي كنت ترفسه من قبل و قبل أن تجدني بقربك؟
هيوغو أيضا كان واقفا، ووجهه يعكس الغضب عندما صرخت بوجهه، لكنه تحرك ببطء حول الطاولة و جاء باتجاهها:
-اخرسي.. ستصابين بحالة هسترية.. و إذا لم تتوقفي سيكون علي أن أضربك..
ضحكت كيت بوجهه و أمسكت بكتفيها، كانت هناك نظرة متوترة في عيونه و كأنه كان يلاقي صعوبة في السيطرة على نفسه..
-عليك اللعنة. اخرسي.. هل كنت تعتقدين بأني كنت سأؤذيك لو كان لي علم بوجود ذلك الجرح؟
-أجل، أظنك كنت ستفعل، و اعتقد بأنك ستفعل أي شيء يمكنه أن يؤذيني، قالت بمرارة: أنت لست من البشر..
-أوه،لا.. لا تسحبيني إلى مستواك.. انك فأرة كاذبة و مخادعة، تذكرين؟ أنا لن أجبرك على فعل أي شيء..
حاولت عبثا دفع يديه بعيدا، لكنها الآن تقف ثابتة، تحدق به، و شعرها غير مرتب، و عيونها واسعة من أثر الدهشة:
-إذن، ماذا ستفعل بحق الجحيم الآن؟
قال ساخرا عندما رأى بريق الأمل في عيونها:
-أوه، لا تقلقي، بكل تأكيد أنا أنوي الحصول على ما جئت من أجله.. لكن حتى و إن كانت الفكرة مغرية، فأنا لا أنوي أن أستعمل القوة...لا، بعد أن أنتهي منك سوف تعطيني شيئين، الحقيقة الكاملة عن ماضيك و نفسك.. و عن طيب خاطر..
ربما سيأخذ مني الوقت، لكني لست على عجلة.. و أشكرك من أجل شهر العسل الطويل الذي خططنا له.
متعبة جدا و غير قادرة حتى على الكلام نظرت إلى عيونه الرمادية القاسية و المليئة بالسخرية و الحقد.. اذن الآن تدرك بأن لن يستعمل القوة الوحشية..
أوه، لا، ذلك سيكون أكثر وحشية بالنسبة لهيوغو ميريون المهذب و الرقيق..
و بدلا من ذلك فهو ينوي إرهاقها مرة بعد أخرى بأسئلته و اتهاماته حتى تكون جاهزة لتعترف لأي شيء فقط لتتخلص منه.. لكن ليس فقط الاعتراف.. فهو يريد أيضا الإهانة القصوى و الأخيرة... لتقديم نفسها ل بتلك الصورة... لكن ذلك لن يحصل علي أبدا... و مهما كان نوع التعذيب الذي سيستعمله..و التأكد من الفكرة منحتها القوة..
تنهدت و قالت ببرود:
-ابعد يديك عني...
ابتسم: -أن أكون زوجك يعطيني الحق التام في التقرب منك أي وقت أريد.
جاء صوت كيت ثابتا:
-لا، ليس لك الحق... لقد صادرت حقوقك كلها عندما جعلت ذلك المخبر يراقبني...
بعدها و فجأة استطاعت أن تنزلق من بيد يديه و تذهب الى غرفة المعيشة.
تبعا مباشرة:
-فقط ما كان معنى ذلك؟
-واثق من نفسك تماما، أليس كذلك؟ ل فكرت لحظة بأنك قد أخطأت؟ قرأت تقرير ذلك المخبر و صدقت كل كلمة فيه مباشرة، دون أن تعطيني الفرصة للاعتراف أو الإنكار.. لم تثق بي و لم تتردد في تحطيمك لي.. لكن ربما ذلك كان بسبب أفعالك الخاطئة.. كنت مستعدا لسماع أسوأ شيء عني لأنك أنت بنفسك كنت كاذبا.
حسنا، سأخبرك شيئا هيوغو: أنا لم أكذب عليك أبدا، و لا مرة.. لكني سعيدة بأنك قد صدقت ذلك التقرير، لأن ذلك جعلني أرى حقيقتك، و الذي كنت عمياء جدا بحيث لم أستطع رؤيتها..
-بالتالي ستقولين بأنك كنت تحبينني.. محاولة لطيفة. كيت، لكن هل حقا تتوقعين مني أن أصدقك؟
نظرت إليه لحظة ثم استدارت و قالت متعبة:
-لا، لا أتوقع ذلك..
-خاصة و بعد إخباري قبل قليل بأنك مغرمة بهذا الرجل كراوفورد..
-أنا لم أقل بأني مغرمة به، فقط أنا أحبه..
-هناك اختلاف؟
-أجل، اختلاف كبير..
-طبعا هنالك دائما طريقة واحدة لتثبت بأنك تقولين الحقيقة.. فجأة تغير صوته و أصبح رقيقا كالحرير..
التفتت إليه بدهشة:
-حقا؟ كيف؟
ابتسم: -بأن تثبتي بأنك لا تزالين عذراء..
شعرت بضيق في التنفس و هي تقول مهزوزة:
-أنت أيها... أيها السادي، لم أعطيك نفسي أبدا، و أفضل..
-أن تقتلي نفسك أولا؟ أوه، هيا الآن.. لا تكوني مثيرة للشجون تدرين بأنك...
-لا أفضل أن أقتلك أنت أولا..
للحظة حدقا ببعضهما و بعدها قال هيوغو ببطء:
-علينا فقط أن نكتشف، أليس كذلك؟ لأني بالتأكيد سوف.....
صوت جرس الهاتف قاطعه.. و أول من تحرك كان هيوغو. و كان عليه أن يبحث عن الهاتف، غي الوقت الذي كانت فرصة لكيت و التي كانت تعرف أين هو بالضبط...
أسرعت عبر الغرفة و التقطت السماعة...
-كارلوس، ذلك الرجل في النادي يحاول سجني عليك أن تساعدني...
تلك الكلمات الأخيرة كانت صرخة بأس عندما وقف هيوغو خلفها و سحبها السماعة من بين أصابعها ثم ضمها الي ووضع ذراعها حول عنقها. و الذي جعلها تختنق تقريبا. و لأجل أن لا تستطيع الصراخ أو المقاومة..
--مرحبا، من هذا؟ لا، كانت مزحة من طفل يلعب..أجل، أريد مكالمة من انكلترا..
شعرت كيت بخدر في جسمها و بعدها سمعت هيوغو يتكلم ثانية.
-سايمن؟ أو، لابد أنك محامي كيت.. أنا هيوغو ميريون..
صوت اختناق انطلق من بين شفتي كيت بينما كانت تحاول طلب المساعدة، لكن هيوغو ضغط عضلاته و منعها ثم أجاب:
-أجل أظنها مفاجأة.. لكن و كما ترى، أنا و كيت عدنا لبعضنا ثانية.. كان الآمر كله مجرد خطأ، و كانت كيت ستعرف ذلك لولا هروبها.. و بالطبع لحقت بها و شرحت لها كل شيء..نعم، كل شيء على ما يرام الآن.. أشكرك. كيت لن تكون بحاجة إلى خدماتك. في النهاية.. لقد قررنا قضاء شهر العسل هنا.. هل بإمكاننا البقاء في الفيلا لفترة؟
تجهم وجهه قليلا ثم قال بسرعة: شكرا، نحن ممتنين..لا آسف لا لن تستطيع كيت التحدث في هذه اللحظة، فهي تستحم، سأخبرها بأنك اتصلت..
بعدها بدا الغضب في صوته: ليو كراوفورد؟ أجل؟.، و كما قلت، كان عليها أن تحدثني عنه منذ زمن بعيد..الوداع..
بهدوء أعاد السماعة إلى مكانها لكنه لم يسمح لها بالتحرك مباشرة.
-إذن.. حتى محاميك على علم بحبيبك. أليس كذلك؟ و هذا المكان هو ملكه و ليس ملك حبيبك الاسباني.. على العموم لقد كانت مكالمة مهمة و ممتعة، و التي تترك لك الكثير من الشرح و التوضيح..
و دون ترفع تركها لترفع يدها الى عنقها و تزيل أثار أصابعه ثم قالت:
-كنت أظن بأنك لن تستعمل القوة..
-لن أستعمل القوة لأرغمك على فعل ما أريد، الاحتفاظ بك و حتى أحصل عليه هو شأن آخر.. و تلك لم تكن قوة.. مجرد خدعة تعلمتها في الجيش..
نظر اليها بتجهم: لم تكوني في انتظار مكالمة من المحامي، و قد استعملت اسم كارلوس قبل كل شيء.. هل أنت في انتظار اتصال من أيضا؟
-عليك أن تنتظر و ترى، أليس كذلك؟
ردت عليه بغرور لكن بمحاولة يرثى لها.. يرثى لها لأنها تعرف بأن كارلوس لا يمكن أن يتصل بها بينما تكون عائلته في احتفال بمناسبة خطوبته لكونسويلو..
واضح بأنه قد أخبر سايمن أين هي... و الحقيقة، فان كارلوس لن يفكر بها ثانية حتى يحين موعد اصطحابها إلى المطار.. و ذلك لن يكون قيل يومين آخرين.. يومان من السجن هنا مع هيوغو ابتسمت و هي حزينة، قبل أقل من شهر كان ذلك سيكون لها قمة السعادة.. لكن الآن.. رباه، يا للسخرية.
هيوغو كان يراقب تغير الانطباع على وجهها قال:
-ما الذي تحاولين إخفاءه؟
هزت كتفيها غير مبالية:
-لا شيء... فقط كنت أفكر كم يمكن أن تكون الحياة بشعة و مضحكة..
-لا تقولي بأنك بدأت تشعرين بتأنيب الضمير؟ ذلك شيء لن أصدقه مثل كل أكاذيبك السابقة.. لماذا لا تواجهين الأمر؟
لن يساعدك أحد.. وجدتك هنا و سوف أحتفظ بك.. و كلما كان قرارك سريعا لتعطيني ما أريد، كلما أسرعت في الحصول على حريتك..
رفعت رأسها و نظرت إليه:
-حريتي؟ إذا أخبرتك بكل ما تريد معرفته، هل تسمح لي بالمغادرة؟
-ذلك ليس كل ما أريد و أنت تدركين ذلك..
-و إن أعطيتك ذلك أيضا، الليلة، ستغادر هذا المكان؟ و لن يكون علي أن أراك ثانية أبدا؟
-لقد قلت ذلك من قبل...
كان ثابتا، و متوترا و هو يراقبها بدقة، و لدقائق نظرت إلي، و بعدها و ببطء هزت رأسها قالت:
-لا، لن تتركني أن أغدر بتلك البساطة.. لن تحصل على القناعة الكافية من خلال مثل هذا النصر البسيط..و ستستمر في الاحتفاظ بي هنا لتعصر بقدر المستطاع تلك السعادة السادية من داخلي.. و لن تقتنع حتى تراني أتوسل من أجل ...حسنا، لن أفعل... أبدا لأني لم أفعل شيئا مخجلا، و ليس هناك أي شيء تستطيع إيذائي به، ليس بعد الآن.. الشخص الوحيد الذي تؤذيه هو أنت، بهذا الإصرار الجنوني ل...
-هنا أنت مخطئة..
بسرعة تحرك باتجاهها و بسرعة أيضا تراجعت كيت إلى الخلف لتعثر بمقعد.. و بسهولة وصل ودفعا إلى المقعد، ووضع يديه على جانبي المقعد ثم مال لينظر إليها متوترا:
-ربما تكونين قوية كالمسمار تحت تلك البنية الرقيقة، لكنك لن تستطيعي مقاومتي.. ذلك القيد بالذراع لو تكن الخدعة الوحيدة التي تعلمتها في الجيش.. لقد علموني عدد غير قليل من الطرق الممتعة لجعل الناس الذين يقاومون يتكلمون..أوه، لاشيء جسدي، مجرد إقناع لطيف و مهذب، و الذي يستمر و يستمر دون توقف.. و لا تظني بأني سأسهل الأمور لأنك امرأة.. ستركعين ثم تزحفين و أنت متوسلة و قبل أن أنتهي منك، زوجتي الجميلة المخادعة
حدقت كيت متصلبة عندما رأته يشعل سيجارة ثم يوج مصباحا الى وجهها مباشرة:
-حسنا، دعينا نبدأ..كم من المدة كامن كراوفورد حبيبك؟
-أنت مجنون.. هل حقا تعتقد بأنك ستحصل على شيء بهذه الطريقة الرخيصة؟
قال ثانية:
-كم من المدة كان كراوفورد حبيبك؟
-اذهب الى الجحيم، لن أخبرك بشيء..
لكنه استمر بتكرار نفس السؤال لمرات عديدة حتى غطت أذنيها لتمنع وصول صوته إليها، سحب يديها إلى الأسفل و بدأ ثانية، يغير السؤال أحيانا لكن بنفس الأساس..
كم مضى على معرفتك به؟ متى أقنعك بالزواج مني؟ كم من الوقت كنت تعيشين معه؟
في البداية صرخت بوجهه، و حاولت تغطية صوته، لكن و عندما بدأ الظلام يشتد في الغرفة، و لم يبقى هناك سوى ضوء المصباح الموجه إلى عيونها، بحيث لم تستطع رؤيته هو أيضا، و صوته مستمر بالسؤال، لم تشعر كم من الوقت مضى و هي هناك بدا لها و كأنها ساعات، لكنه لم يتوقف حتى لجأت إلى السلاح الوحيد الذي تملكه.. الصمت التام.. حاولت أن تقطع صوته كليا، لكت تجنبه كان مستحيلا.. كان فيه إصرار قوي.. و شعرت بالإرهاق الكامل، أصيب عقلها بالخدر.. و لم يتوقف إلا بعد فترة طويلة من صمتها، ثم ابعد المصباح عن عيونها.. الظلام المفاجئ أخافها تقريبا و تنهدت مرتجفة..
و فجأة سمعت صوته و قد تغير و أصبح أكثر لطفا و تهذيبا:
-لا تخافي..كيت انتهى الأمر الآن..
هذا الصوت لا يبدو أبدا مثل الصوت الكريه الذي كان يستجوبها..
وقف ثم ساعدها على الوقوف، و أمسك بها عندما ترنحت نتيجة الجلوس لساعات طويلة، دفء ذراعيه بدا لا فردوس من الأمان و القوة.. وضعت رأسا على صدره و تعلقت به ضعيفة و هو يربت على شعرها.. و يحاول أن يريحها و كأنها طفلة:
-كنت ممتازة..لم تقولي شيئا عن ليو، أليس كذلك. رغم أنك كنت تستطيعين و بكل بساطة أن تقولي بأنك كنت تعرفينه منذ خمسة أعوام..
كيت كانت لا تزال تشعر بالنور الساطع في عيونها، لا زالت تشعر و كأنها عمياء.. و تشعر بالدوار أيضا، عقلها يدور و لا يشعر بغير النعمة الوحيدة بأن الأمر قد انتهى..قالت:
-لا ليس من خمسة أعوام.. أنا عرفته طوال حياتي..
كان رأسها يؤلمها.. و تعلقت بهذا الشخص الذي كان طيبا معها..
-و كنت تعيشين مع لفترة طويلة، أليس كذلك؟
-م م م، منذ... مجيئي إلى لندن
شعرت بالنعاس و بالإرهاق الشديد..أغمضت عيونها لكن ذلك ضاعف الألم..
-أين هو الآن؟
-ذهب.. ذهب..الأرجنتين..
-ستشتاقين إليه، أليس كذلك؟ ستشتاقين لحبيبك، أليس كذلك، كيت؟
ربما كان التشنج في جسده، ربما، لأن هيوغو كان غير قادر على أن سيتمر بالكلام، و مهما حاول، كان ذلك تخديرا لعقلها المرهق.. فجأة تصلبت تحت يديه، و شعرت أين كانت و من كان يمسك بها.. و بحركة واحدة قفزت بعيدا عنه و نظرت إليه حائرة و خائفة..
-يا إلاهي انك خسيس.. و من بين كل الخدع القذرة
أسرعت الى جانب الغرفة و أضاءت المصباح.. وقف هيوغو يواجهها، و يديه في جيوبه، هادئ بشكل غريب، فقط حركة من فمها كانت تفضح انزعاجه لعدم نجاح حيلته بصورة كاملة هددها بلطف
-المرة القادمة.. أو المرة التالية.. سيكون هناك عدد كبير من المرات..
أيتها الرخيصة الجميلة..



تــــــــــــــــــــــــ ــم الفصل الخامس



miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس