عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-15, 09:47 PM   #5584

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

<b>


كنّ الإناث يجلسن وحدهنّ حول طاولة بلاستيكية يحضّرن للشواء تحيط بهنّ هالة قمرية يلفحهنّ رذاذ البحر شديد الملوحة قريباً منهنّ، تتصاعد أصواتهنّ كلّما تحمّسن لموضوع متناسيات الأعداد الكثيرة من الناس أو يهمسن بعادة حوّائية كلّما توغلن في مواضيع خاصة ملغومة أغلبها فيه الكثير من الهمز واللمز للعروس الجديدة سراب، أماّ غزل فكما العادة... كانت تسبح في عالم خاص بها لوحدها، كانت تعيش حالة من الإنفصال عن نفسها وعمّا حولها... إلّا عنه هو
لا تدري كيف أنّ تلك الوقفة بينها وبين كرم قد حملتها بأكفها البيضاء تحوم بها تهدهدها وتطير ما فوق غيومها الدخانية الملبدة، ذلك الإسترضاء قد فجّر في جدب قلبها ينبوعاً متفجراً من ماء عذب زلال يغسل بطهر صدقه بعضاً من درن روحها... حولها اليوم كثيرون ولكنها لا تملك إلّا أن تنفصل عن كلّ ما عداه حتى أنّها ودون أن تشعر قد كشرت بوجهها حين قرّر الشباب جميعهم أن يتوجهوا إلى الملاعب ليلعبوا كرة القدم وكم مسّ شغاف قلبها أن أحسّ بها وكأنه هو الآخر يشعر بتلك الذبذبات الرائحة والغادية ما بين روحيهم فإعتذر منهم قائلاً إنّ على أحدهم أن يبقى مع النساء ولكنهم أبوا إلا أن يتباروا جميعهم دون إستثناء وكم يهفوا قلبها حين تذكر همسه لها قبل أن يذهب معهم بأن تعتني بنفسها... لأجله!
وكأنها إستدعته بأفكارها فما هي إلا دقائق حتى عاد جميع الشباب بصخبهم وكلّ يروي بطولاته في تلك المباراة ومن بين ضحكاتهم وضجيجهم رأته هو قادم بهالة من النضج الفخور... هالة لا تليق إلا به وحده، رأته يدور بعينيه وكأنه يبحث عن شيء وحتى إذا ما تلاقت نظراتهما وإبتسمت مقلتاه أدركت أنه ما كان يبحث إلا عنها هي
أما تلك المجنونة سراب فما أن رأت زوجها عائداً معهم يتضاحكون عليه فيما هو يضع يداً على عينه اليسرى متألماً، يحمل بيده الأخرى بقايا نظارته حتى ركضت نحوه بقلبها المجنون تمسك يده ترفعها عن مكان إصابته
ما إن شاهدت اللون الأزرق يحيط بعينه حتى إنهالت دموعها رغما عنها تجري على وجهها بتسارع... دموع ما كانت عينه سببها فقط بقدر ما كانت السبب والوسيلة، وكأنّ كبت الأيام الماضية كلّها قد وجد أخيراً منفذاً له ليتفجر أمام شهود عيان وجدوا بتصرفها رومانسية مضحكة كانت سبباً لمزيد من التعليقات حول الزوجان الجدد
أحمد وقد أحرجه موقف سراب الذي كان مدركاً لأسبابه تدارك الموقف بأن أحاط كتفها بذراعه ملقياً ببعض التعليقات المضحكة حول حسدهم له وجرّها معه بعيداً، وكلّما إبتعدوا عن الجمع أكثر كان إنهيارها يزداد أكثر
ما إن وجد أحمد بقعة بعيدة عن الأنظار خالية ومظلمة إلا من خيالات المصابيح القريبة حتى أبعدها عنه قليلاً فقط كي يرى وجهها وقال: شو في يا سراب الموضوع كِللو مش مستاهل وقعت مني النضارة وأنا بركض وإنكسرت ولما رفعتها عن الأرض ما شفت ولا هالكرة بتخبط فيّي على عيني... وترى على فكرة أخوكي هو اللي ضربها يعني في إلي حق عندكو.. من مين برأيك لازم آخدو؟!!
تأملت سراب وجهه قليلاً سعيدة رغم كلّ شئ أنّه عاود الحديث معها، طوال الطريق من عمّان وحتى البحر الميت كانت صامتة تفكر وتفكر بما قالته أمها لها، وقد شعرت به عدة مرات يتأملها مستغرباً صمتها الغريب ذاك حين كان يظن بأنها لا تراه... وكأنّها تستطيع ألا تراه وكلّ ما بها ينطق ب"أحمد"... وفجاة وجدت نفسها تقول له من بين دموعها معاتبة: هنت عليك يا أحمد؟!! تلات أيام ما بتحكي معي ولا بتعبرني كأني مو معاك بنفس البيت!!
أطرق أحمد عينيه وعاود وجهه جموده وكأنه قد تذكر للتو مخاصمتهما وقال: أنتِ ما بتهوني عليّ... يا روح أحمد... بس حبيت أريحك مني كم يوم... يعني... بما أنك ملّانة من وجودي قلت أغيرلك جوّك وأبعد شوي!
فتحت سراب عينيها على وسعهما وهمست وقد شعرت بأصوات أناس تقترب من حولهما: أنا يا أحمد زهقانة منك... كلّ هاد لأني ما قدرت أرد عليك وصاحباتي عندي وكنسلت المكالمة
نظر لها احمد بعتاب مرهق وقال: ما هو إذا بأول لقاء إلك مع صاحباتك من وقت ما تزوجنا كنسلتيني أو خلينا نقول أجلتيني... لما ترجعي لدوامك بالجامعة شو راح تعملي؟ وين راح أكون أنا بقائمة إهتماماتك؟
تحشرج صوت سراب بينما تشير لنفسها وتقول: إلي أنا بتقول هالكلام يا أحمد؟ أنا اللي حاولت أموّت حالي في يوم من شانك!! أنا بتنفسك يا أحمد... بتعرف شو يعني بتنفسك؟!!
وأجهشت سراب من جديد بالبكاء، أخذها أحمد بين أحضانه يحاول تهدأتها يلوم نفسه على ما أظهره لها الأيام الماضية من قسوة لم تكن تستحقها حقاً لكنها كانت كعقاب مسبق إحترازي لما من الممكن أن تفعله مستقبلاً!
كفكف دموعها وأخذ يمسح على رأسها يحاول التخفيف من حزنها وإحباطها فشعر بها بعد أن هدأت قليلاً ترفع رأسها تقبله أسفل ذقنه حيث وصلت شفتاها، رعدة قوية إكتسحت جسده ضربتها هي كصاعقة كهربائية هزتها إشتياقاً فتمادت تتنفس عبق رقبته تقبلها بإرتجاف، إستسلم أحمد لها منساقاً وراء إشتياقه العارم لها بعد أيام الحرمان السابقة تلك التي كانت أشدّ قسوة عليه منها، فأمسك شعرها بكلتا يديه يرفع وجهها ببعض الشدّه يتأمل نظراتها المشاكسة عادة تطفح رغبة فينقضّ على شفتيها بإحتياج ملهوف ليبعدها عنه بعد بعض الوقت وقد سمع خطوات راكضة صاخبة لمجموعة من الفتيات تقترب حيث هما مختفيان بين أجمة من الأشجار فإبتعد عنها بسيطرة واهية وكلّه يرتجف شوقاً
نظرت له سراب بضعف تتأمل الإرهاق البادي جداً على وجهه اثر الأرق الذي عاناه الأيام الفائتة وليلة مناوبته في الأمس وشعرت بحنان رهيب يمزق قلبها عليه وعلى ما يعانيه من إضطرابات داخلية تكاد تقرأها بقلة خبرتها في عينيه المهزوزة دوماً، فرفعت يدها بدفء تداعب خده، همست بصوت مرتعش إثر العاصفة العاطفية التي كانت: نفسي أريحك!
فأمسك هو عضديها يشدّ عليهما بحاجة داخلية للشعور بها موجودة حوله وله دوما وهمس بالمقابل: نفسي أكفّيكي!!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................


</b>



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:35 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس