عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-15, 11:39 PM   #1014

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الفصل الخامس عشر

(15)
عنوان الفصل: ربما يمكنك أن تفرح!


الفرحة هو شعور مجنون...
الفرحة هو شعور لم يسبق له أن سيطر عليها... الفرحة هو شعور كثير عليها، لكنها بدون أن تفهم وجدت نفسها فَرِحَة!
تحاول بجد أن تركز بعملها المستعجل، و قد قررت أن تحصل على شهر عسل اجازة بعد زواجها...
في الحقيقة لم يعجب الأمر لا فاضل و لا حتى فاتن...
كانت المرأة تشك بتعجل زواجها... أخبرتها أنها بحاجة لبعض الوقت كي تعلم على أي أرض تقف...
لكن الفتاة ردت ببساطة أنه لا تقف على أي أرض بل هي تحلق في سماء عشقها الحمقاء...
حاولت مرة أخرى أن تجذبها لأرض الواقع...
لكن الفتاة رفضت بكل قوتها أن تعود لهنالك...
مادامت مع زيادها الخاص فهي بخير...
و بتوتر شديد وجدت نفسها تتصل بماجدة دون علم الفتاة...
ربما تستطيع المرأة أن تتصرف...
لكن ما حصلت عليه هو صمت طويل... ثم أخيرا أخبرتها بهدوء بارد...
"سأكون في الوطن قبل حفل الزفاف!"
الكلام شيء و الفعل شيء...
فالثورات التي تشتعل في كل مكان أثرت على حركة الطيران...
و وجدت المرأة أن العودة ستأخذ أكثر مما ظنت من الوقت...
كل شيء يتعاضد مع هذا الزياد...
كل شيء!
تنهدت مرغمة و هي تقشر اصبع موز باعتبار أنه فاكهة لا تزيد وزنها المتفجر مع الحمل...
لقد قضي الأمر...
مصير الفتاة بات غامضا بيد الكريم لا يمكن التنبؤ به...
فقط تتمنى بكل قوتها أن يخب زياد جانب أفكارها المظلم و يكون رجلا يستحقها!
***
ثوب حذاء جهاز... ثياب الكثير من الثياب...
أشياء كثيرة تحاج عمرا لكي تتمها...
فما بالك بأسبوع واحد!
يدها تشتد على الهاتف بينما تسمع صوته المتعب من الصياح على العمال...
"لا... لا أريده أزرق... إنه لون ذكوري جدا!"
تنفس بعمق، قبل أن يرد بهدوء مشدود، لو كان ذلك ممكنا...
"و هل تظنين أنني سأعيش في غرفة مطلية باللون الوردي!"
تنفست برفق و هي تدلف لمحل أعجبتها الثياب المعروضة على واجهته...
"و ما به اللون الوردي؟... رغم أنه ليس لوني المفضل، لكنه لون جميل".
"دعــــــــــــــد..."
كاد أن يستمع لصوت بسمتها لمناداته باسمها ممطوطا مع ضيقه...
"حسنا... ما رأيك بالأخضر... أخضر زرعي ليس بداكن... يتماوج مع خوخي لطيف... و لون ذهبي..."
"بربك أنت لا تصفين ثوبا أعجبك!"
ابتسمت بشقاوة و هي ترفع الثوب من العلاقة لتتجه لغرفة القياس...
"امممممم يمكنك أن تقول ذلك... لحظة زياد..."
و بثوان كانت تتأمل نفسها بالثوب أمام المرآة...
مالت يمينا و يسارا و هي تحدق بثوب السهرة الفاتح، فخلافا لكل من يؤمن أن ثياب السهرة يجب أن تكون داكنة هي وجدت نفسها تهوى الثياب الفاتحة...
سمعت صوت رنين الهاتف لتتذكر أنها نسيت حتى أن تقفله!
"آسفة فقط..."
"صفيه!!"
"ما هو؟؟"
تساءلت بغباء ليرد بسرعة...
"الثوب صفيه!"
ابتلعت ريقها بتوتر، قبل أن تقف أمام المرآة تحدق بنفسها...
"لونه خوخي فاتح... طويل... ضيق على طول الجسم ليتسع مع الركبة... له حزام عريض ذهبي..."
"و من أعلى..."
ابتلعت ريقها و همسه المشتعل يشعلها و كأنه يراها...
"من أعلى؟؟ بلا أكمام... يثبته رباطين ذهبيين رقيقين... الياقة واسعة بطبقة خارجية لطيفة... و........"
"هذا الثوب لن ترتديه إلا لي... هل تفهمين دعد؟؟... هذا الثوب سأستمتع و أنا .........."
"زياد..."
همست بخجل، و هي تخشى أن تحدق بالمرآة فتجده بانعكاسها!
"يا عيون زياد... اخ دعد، كم هو طويل هذا الأسبوع!"
"زياد!"
"لقد قتلت زياد... و ذبحته يا مجرمة..."
"زيـ....."
"لو قلت زياد مرة أخرى ستجدينني عندك في المحل..."
تلفتت حولها بذعر لتسمع ضحكته الشقية عبر الهاتف...
"مجنونة... و رب الكعبة أنت امرأة مجنونة!"
عضت على شفتها، قبل أن تطلق سراح كلماتها...
"لم أكن كذلك... قبل أن ألقيك لم أكن كذلك... فقط معك...
فقط حبي لك يحررني، لأكون مجنونة!"
واقف هناك في وسط غرفته... يصرخ بالعمال المعاتيه الذين لا يفعلون ما يطلبونه منه... لكنه تجمد مرة واحدة مع كلماتها، و قد تجمد الكل مع تجمده، قبل أن يستفيق على صوت سعلة ما... أغلق عينيه لثانية قبل أن يصرخ بأمر ما ليعود كل لعمله... هز رأسه من جنونه
"بل أنا المجنون... بكل تأكيد أنا المجنون!"
***
ساكنة في جلستها جواره و قد أرجع الكرسي لآخر مدى بما يتلائم مع حالة قدمها المشعورة...
هو أيضا ساكن، لكنه سكون البراكين قبل الانفجار...
سكون الطبيعة قبل احتكاك الرياح لتكون الإعصار...
هو ساكن...
لكنه لم يعد قادر على أن يكون كذلك!
"ما الذي كان يريده النظيف منك؟؟"
رفعت عينين حائرتين إليه و كل ملامحها شاحبة بمشاعر داخلها...
جنون تصاعد ليكتسح كل مشاعره؛ جعله يصرح بسخرية محتقرة...
"ماذا؟؟ ألم تأخذي جرعتك اليوم؟؟ ألهذا لست قادرة حتى على فتح فاك!"
عادت عيناها تحيد للطريق بينما يدها السليمة تحاول أن تعدل رباط يدها المصابة...
كل هذا و هي لا ترد عليه...
كيف ترد عليه و ذهنها هناك... عند محادثة قصيرة... ليست محادثة بل إعلام لها بشيء ما...
"هل تعلمين من زار زياد بالأمس؟؟"
سألها أخيرا ردا على سؤالها النافذ الصبر من نظراته المزعزعة لكل ثباتها...
هزت رأسها بلا، و هي تعلم أنه سؤال مقدمة لما سيشرحه...
أخرج سيجارة و أشعلها بهدوء قبل أن يتابع، و عيناه تحيد لأي شيء سواها...
"والد مصعب... طليقك."
أولا جمدت تماما و هي تستمع للخبر... فقط سكنت كل حواسها... حتى نفسها بات يخرج بهدوء دون أي صوت...
ثم حدث شرخ قاسي داخلها...
و بعدها بدأت تتكسر...
كل شيء تكسر...
كل شيء تداخل...
و تلك الشظايا تجمعت لتصنع صورة مشوهة لرجل فخيم...
رجل قوي...
رجل كان دوما ينظر لها باحتقار أنها لم تكن قادرة على احتواء فساد ابنه...
"لو كان فيك أي خير... لو كان فيك أي شيء جيد، لما توجه ابني للشراب... لكنك لست حتى امرأة لتكون رادعا بسيطا لهذا الإدمان!"
"هل تذكرتيه؟؟"
عادت ترفع عيون في وجه شاحب برغم جلوسها طوال العصر في الشمس...
"و هل نسيته لأذكره..."
همسها المنكوب أشعل به كل غرائز الحماية... الحماية من أي شيء قد يطولها،
قبل أن يهز رأسه من غباءه... هذه هي لين...
كلها مثيرة لإشعال فتيل الشعور بالذنب...
تعيش على اشعار الآخرين بهذا الشعور...
ناسية أنها هي أيضا تحمل جزءا كبيرا من الذنب لما حل بها!
"جيد... لقد جاء ليزور زياد... يرجوه أن يخبره أين ولده الوحيد..."
ثم مال عبر المائدة ناحيتها قبل أن يكمل...
"أين مصعب!"
القشعريرة التي مرت على كل جسدها كانت واضحة و كأنها هرة رأت ما أفزعها...
صوت أنفاسها ملأ المكان و هي تكره الإسم...
تكره الذكرى...
بل تكره أنه مازال موجود ليذكر!
"ألا تريدين أن تسألي ما شأن زياد به؟؟"
لم يرحم نظراتها الملتاعة... لم يرحم نظراتها التي تتسرب من عيون زرق تجمعت فيها دموع بائسة...
لا لم يجد فيه أي قوة ليرحم...
فقط يريدها أن تعرف ما يبذله زياد كجندي في الظل لأجلها...
"زياد المسؤول عن كل ما يحدث له."
"و ما الذي يحدث له؟؟"
اللعنة على هذا الهمس الضعيف!
شد على نواجده بقوة يمنع نفسه من أن يفرج عن الرحمة فيه لتنالها...
و بدلا من ذلك تراجع بجلسته ببرود و هو ينفث أخر نفس في سيجارته...
"ألا تتابعين مواقع التواصل... ألا تعلمين ما حدث له... لن أخبرك... فقط اعلمي أن زياد فعل ذلك و سيفعل أكثر لأجل أن يأخذ بثأر ما فعله بك... كل أذية نلتيها منه سينالها هو مضاعفة... و صدقيني... فقط لأجلك فعلها..."
انقطع حديثهما مع صوت رنين قصير...
لفترة ظلت متجمدة و هي لا تريد أن تعرف أي شيء مما أخبرها به...
لكن الرنين ميزته...
رنين خاص به...
رنين أشعل بها خوفا مزج مع حيرتها بطريقة فريدة،
ليكتمل الخليط باللمسة النهائية عندما هب علاء واقفا بقوة بطريقة أفزعتها و كأنه قد قرأ الرسالة التي تخاف أن تفتحها...
ثم مال عبر المائدة مركزا نظراته عليها...
"ربما أنت نسيت ما هي العائلة... ربما لأنك عشت في نعمة لا تستحقيها ملكتيها بالاستحقاق... لكنني أختلف... زياد عائلتي الوحيدة... زياد أخي الوحيد... صديقي الوحيد...
لذلك أخبرك لين... بل أحذرك...
أحذرك ألا تكوني عدوتي... إن آذيته بأي طريقة... أي طريقة... عندها ربما سيكون ما فعلتيه كان الأفضل لو نجح..."
تراجعت برعب بينما هو يكمل بهمس خافت جمدها أكثر، و عيونه تطلق شراراتها ناحيتها...
"ألا تظنين أنني أعلم أنك كنت تريدين قتل نفسك؟؟...
تقفين في منتصف الطريق تنتظرين النقطة في منتصف سطرك...
نعم لين...
هذا حل مفيد... لأنه لو كان ما أشك به صحيحا فلن أرحمك...
أقسم أنني لن أفعل!"
و اعتدل مرة واحدة محرراً كلها منه، مستديراً للخارج دون أي اهتمام بها، بينما رعبها يتضاعف مرة واحدة و هي تقرأ نص الرسالة!
***
يده تهزها من كتفها على الرغم من قيادته المجنونة...
يخرجها من بؤرة ما من تلك البؤر التي تسرقها من عالمه الذي يجب أن يكون السيد وحده فيه...
حتى على أفكارها يجب أن يكون السيد!
رفعت عينين متعبتين إليه...
أخيرا خرجت حروف متعبة مثل صوتها...
"ما الذي تريده مهاب؟؟"
بعد أن أخنقك و أقبلك ثم أصفعك... أظن أنني أريد أن...
"ما الذي كان النظيف يقوله لك؟؟... لقد حذرتك لين..."
بسمة ساخرة ترتسم على شفتيها و هي تفكر... اليوم يوم التحذير العالمي!
لكنه ظن أن تلك السخرية منه هو... لذلك ابيضت مفاصله و هو يقبض بكل قوته على عجلة القيادة...
"أنا أحذرك لين... هذه آخر فرصة لك... و إلا أقسم أن..."
"أن ماذا؟؟"
خرج صوتها باردا قامعا كل مخاوفها... و كأنها شعرت ان هذا الرجل يستمد قوته عن طريق تغذيه على مخاوف الآخرين...
"أن ماذا مهاب؟؟ أن تفضحني؟؟ هل تعلم... لقد ذهب تأثير الحبوب قليلا..."
كان مشمئزا منها دون أن تعترف؛ أما أن تكلم و كأنه صديقها الذي يشاركها سرها القذر؛ جعله يوشك أن يصدم توك توك يمشي بمهل على طرف الطريق...
"لذلك يمكنني أن أفكر بشكل منطقي... اممممم... أنت تحترم دعد... رأيت ذلك بعينيك... و ماذا؟؟ هل ستفسد ليلة زفافها بأخي... توء توء توء... أنت لن تفعل عزيزي مهاب... لذلك دعنا من التحذيرات الواهية التي لا معنى لها، و دعني أنا أخبرك شيء ما مهاب..."
مالت عبر المسافة الضيقة على الرغم من معصمها الذي أعاقها...
"انا أريد أن أبدأ بداية نظيفة مهاب... أريد أن أنهي ماضيي القذر بكل ما فيه..."التقت عينه بعينها، و هي تكمل بذات البرود..." و من فيه!!"
هذه المرة الصمت كان مرعب... هادئ بطريقة لم تفهمها... هو يشعر بشيطانه الذي استراح خلال مرضها ينشط...
يخطط له...
يريه طريقا جديدا ليسيطر عليها...
بسمة متشفية ارتسمت على شفتيه و السيارة تكاد تتنفس براحة أنها أوصلتهم بأمان لشقته...
و دون كلام، فقد تشبع به، دار ناحيتها يحملها صاعدا بها للأعلى...
***


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس