عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-15, 02:44 PM   #6780

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 19.2

<b>

هيّأت سراب سفرة العشاء بسرعة كي تلحق بزوجها إلى الحمام تنفض عنه ما به من تعب وتروي شوق ناظريها وقلبها الذي لا ينضب بل يزداد دوما، كما لو يرتوي بماء بحر مالح كلّما شربت منه أكثر ازداد عطشها وحاجتها له أكثر وأكثر، لكنها ما إن خرجت من باب المطبخ حتّى إصطدمت بعنف بحائط بشري.. إرتدّت للخلف بفعل الصدمة لترتطم بالباب خلفها دون أن تتلقى أية نجدة تخفف عنها من قوة الضربة
نظرت له بإستهجان مستغرب من لامبالاته بألمها لكنها ما إن نظرت إلى وجهه حتى شحبت كما جثة ونعيق غراب يصيح في رأسها بنبئها بهول مصيبة على وشك الحلول على رأسها استشعرتها سابقا...
نيران سوداء حارقة كانت تشتعل في كلّ لمحة من ملامحه... جسده المشدود على آخره حتى لكأنه بخطوة واحدة أخرى سيتقطع متفلتا بما فيه من حبّات صبر... أنفاسه التي كانت تنفث لهباً كاد يلسع بهبوه كلّ صوت داخليّ يحاول طمئنتها بأن لعلّه خير... تضرّج بشرته التي لم يعد لها طاقة بإستيعاب دفقات أخرى من الدماء إلّا وقد إسودّ ما قبلها بسموم الغدر فعكس إسودادا على وجهه من بعد إحمرار... وأخيراً عيناه... و ألا ليتها لم تنظر لعيناه اللتين قد تلظيتا بنار الغضب فتفحمتا فيها حتى تحول البنيّ فيها إلى سواد... سواد لا غور له وقد كان حطبه مشتعلاً بنار الخيبة والخذلان...
نظرت له سراب بخوف... لا بل برعب... لتقول بإنذهال بينما تحاول إبتلاع ريق قد جفّ بفعل وهج النيران الذي لفحه من كتلة الغضب الماثلة أمامها: شو في شو مالك؟
أمسك أحمد بمرفقها ليجرها منه بعنف لتنتصب أمامه كألف... مقصورة... قبل أن يضع شريط الدواء الباتر لكلّ آماله وأحلامه أمام عينيها مباشرة سائلاً بفحيح أفكاره: شو هاد؟
نظرة ذنب إلتمعت في عمق عينيها كشفرة حادة النصال إغتالته في وسط الكبد الذي بترته من فلذة كان يأمل أن يراها تحبو قريباً على أرض الواقع مغادرة أحلامه أخيرا، وإغتالت معها العقل والمنطق والأعصاب المتهالكة... سمعها تقول من بين طنين الغدر الذي كان يئزّ في قلبه: أنا... أنا...
صوتها الذي كان إستفزاز مهلك لأعصابه تكالب عليه مع صداعه وتعبه لينهار بطريقة جنونية بينما يصرخ فيها: أنتي شوووو؟
سؤال تردّد في أذنها مرات ومرات مرتجّاً مع إرتجاجة وجهها والأزيز النابض في أذنها أثر صفعة تلقّاها خدّها بملء كفّه بقوّة ضارية منبعها إنفلات غضب مسعور ينعى فقد حلم ظنّه قد بات قريباً...
أخذ أحمد يصرخ بها ويصرخ فاقداً الحسّ بما جنته يده: إنتي شووو... فهميني من أيّ طينة إنتي؟! حرام عليكي ليش هيك... شايفتيني بحلم باليوم اللي تحملي فيه إبني... بستنى اللحظة اللي تيجي تقوليلي فيها أنا حامل يا أحمد... شو عملتلك أنا لحتّى تطعنيني هيك بضهري... لييييش فهميني بس لييييش!!!!
كانت سراب تسمع ما يقول بعدم فهم وحالة من الغياب الذهني تبتلعها وكأنها قد إنسلخت عنه تماماً بغير مكان... كانت تنظر له ويدها على خدّها حيث أصابع يده مطبوعة على وجنتها بوضوح تتأكد مما يرفضه العقل والمنطق...
لم تشعر بوجنتها تحترق ألماً؟ بل هي تكاد تشعر الدماء المتدفقة فيها تفور حدّ الغليان... لو لم تكن تعرف أحمد لظنت حقاً أنه قد يكون صفعها... لكن من هذا الذي يقف أمامها ثائراً بعيون مفتوحة محمرة وفم يكاد لا يقفل لتسارع الكلمات الخارجة منه بغضب أهوج أعمى... لا... لا هذا لا يمكن أن يكون أحمد الذي أحبته وعشقته... هذا ليس زوجها بل لا بدّ أنّ شيطاناً ما تلبسه كما القصص التي لطالما سمعت عنها وأخافتها... إبتدأت سراب تهزّ برأسها تباعاً برفض واضح لما هو واضح، حتى إبتدأت تستمع لكلماته المتهمة المهينة، وعندها فقط توقف الهجوم الضاري للدماء الغازية لوجهها لينسحب منتشراً بفوران أكبر عبر كل أجزاء جسدها مخلفاً إيّاه شاحباً مصفراً باهتاً: تعبت... تعبت وأنا بفكر وبتخيل أسباب عدم حملك لهلأ... وأقول يا رب لا تحرمني الذرية منها... بكل صلاة بدعي ربي يرزقني منك الذرية الصالحة... بس ما كنت أعرف إنك وحدة أنانية... كل همك مصلحتك وبس... وحدة تافهة ما بدها من الزواج غير حب وغزل ومعاشرة وبس... ما بدها تتحمل مسؤولية أسرة... ما بتعرف كيف تحترم زوج فيما لو تعارضت أوامره مع رغباتها... إنتي إنسانة أنانية يا سراب... أنانية وتافهة...
كلمات عشوائية هي ما إلتقطتها أذنيها وقد إستوعبت أخيراً مصيبة ما حصل... بل مصيبة ما فعل فيلوح لها من الخطوط الحمر ألفا، لتهمس بصدمة غير مصدقة: إنت ضربتني؟ لأ.. لأ... أكيد أنا مجنونة... وبيتهيألي... لأن... لأن مستحيل... مستحيل إنت تضربـ.... مش معقول أنت تعملـ...
قطعت جملتها بآآآه قلبية كانت تسدّ طريق نشيج يقطر خيبة ومهانة... نشيج مع هزات الرفض الواضحة تحوّل ليكون كما نواح تنعى فيه مصابها وهو هنا القلب الخائب... نواح تنعى فيه فقدا بات وشيكا... حتميّا...
هنا فقط وعى أحمد على ما جنت يده... على فعلة شيطان مسّه أقصى أمانيه رؤية زوجين يتناحران فيشابهها شحوبا... وعندما وجد أنّ بكاءها قد زاد وأصبح فاقداً للسيطرة يشي بقرب انهيارٍ وشيك، إقترب منها... وما إن لمسها حتى هاجت عليها تصيح: إتركنييي... إتركنييي... إوعك تلمسني...
وإبتعدت بخطواتها عنه لتوجه جلّ صدمتها وفورة غضبها على تلك الصحون التي كانت تتوسط الطاولة الصغيرة في المطبخ لترميها كلّها على الأرض بعنف مجنون فيما تصيح بقوة: إبعد عني... أنا بكرهك... بكرهك... ليش بتضربني... ليييش!!
كان أحمد يقف حائراً مذهولاً غير قادر بذهنه المتعب على فهم كلّ ما يحصل، منسلخا بروحه عن المكان قيراقب من بعيد يحاول بقلّة حيلة ابداء ردّة فعل حازمة... يحاول أن يتوصل بعجز لطريقة يكتم بها صياحها دون أن يتسبب بمزيد منه فتفضحهم ويحضر الجميع... ولكنه بعجزه ذاك عن مواجهة الموقف كان ممنوناً جداً بقرع الجرس العنيف والمتواصل وكان ممتناً أكثر حين شاهد غزل وكرم يقفان بالباب يكسو ملامحهما الخوف والإستفهام والاستهجان!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................

</b>



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:43 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس