17-04-09, 11:48 PM
|
#6 |
? العضوٌ???
» 6485 | ? التسِجيلٌ
» Apr 2008 | ? مشَارَ?اتْي » 93,121 | ?
نُقآطِيْ
» | | | | | | تذكرت مينرفا ذلك ثم قالت : " لقد أصر صاحب اليخت على عقد لمدة عامين وكنت فى حاجة ماسة للعمل فقبلت " فقال بصوته الجميل المتعدد الطبقات : " تجربة عظيمة عبر البحار " كان صوته جميلا لكنه خال من أى تعبير كوجهه وعينيه الرماديتين الفضيتين . لقد أختبأ هذا الرجل خلف ستار من الثقة والتحكم جعل الوصول لشخصيته الحقيقية أمرا شديد الصعوبة . فقالت محاولة إعادته للحديث : " بدلا من قضاء العمر فى مكان واحد لم نر العالم ولو لمرة واحدة " فقال بلهجة شعرت فيها ببعض السخرية : " ولتوسعى من أفقك أيضا " فرفعت حاجبيها فى دهشة ولكن ما لبث أن قالت : " ربما . فالبعض لا يمكنهم نسيان تعنتهم الزائف لإضفاء مسحة من العظمة على شخصياتهم " بالطبع لم يعلم أنها تعنيه بما قالت ، فهى لا تكاد تعرف شيئا عنه لكى تصفه بأى شئ ، فأومأ برأسه وقال : " لقد سافرت أنا نفسى كثيرا ، ولكن أجمل رحلة لى كانت الأولى . من الهند عن طريق البر حتى وسط أوروبا . أمضيت ستة أشهر فى انجلترا ثم ذهبت فى رحلة عبر أفريقيا حتى كيب تاون قبل أن أعود عبر كندا وأمريكا " لو كان شخص آخر هو المتحدث لاعتقدت أن هناك حزنا فى صوته وهو يتحدث ، لكن هذا الرجل كان من الصعب بل من المستحيل تخيله حزينا فقد كانت ثقته وتحكمه أشبه بتهديد لكل من يتعامل معه . كان من الصعب تخيل رجل ما يعيش فى هذا المكان ويعمل بالزراعة وتربية الخراف وهو يتجول حول العالم . فاختطفت مينرفا نظرة سريعة لوجهه ، الملامح الحادة والفم المستقيم كانا وكأنهما يتحدثان عن القوة وعدم الاقتناع بالحلول الوسطى ، فإما أن يحصل على الأشياء كما يريدها أو لا يريدها على الإطلاق . إن هذا الرجل الجالس أمامها ليس بينه وبين الذى كتبت عنه ستيلا فى خطاباتها أى أوجه للشبه . الآخر عطوف ومرح أما هذا فمتجهم وطلب وتشع القسوة من ملامحه ونظراته . وأنبت مينرفا نفسها لتوترها الذى لا مبرر له عندما بدا قدح لشاى يهتز فى يدها عندما تحدث هو ثانية : " كم ستمضين قبل أن تسافرى ثانية ؟ " " شهر " لم يكن لديها أن تأخذ أطول من ذلك فهى بحاجة للنقود لكى تحقق ما تخطط له فى المستقبل . لكنه قال : " وبعد ذلك ؟ لقد كانت ستيلا تعتقد أنك ستستقرين فى نيوزيلندا آجلا أم عاجلا " قالت بصوت غير واثق : " أتمنى أن أعود يوما ما وأفتتح مطعمى الخاص . ولكن بالنسبة للوقت الحالى فأنا أريد حياتى كما هى . لقد عرضت على وظيفة فى بريطانيا لدى عائلة من المغتربين " عندما ابتسم ارتفع أحد جانبى فمه عن الجانب الآخر فبدا ساخرا ولم يعلق . بدأت مينرفا تشعر بالضيق لوجودها فى ذلك المكان . إن هذا الرجل أكثر من مقبض. واعتقدت أن أية امرأة تعاشره لمدة طويلة لابد وأن تقدم على الانتحار فما بالك بستيلا التى أحبت حياة السهر والحفلات أكثر من أى شئ آخر . لابد أنها أصيبت باكتئباب فى هذه المنطقة البعيدة . رغم أن ستيلا كانت أكبر من مينرفا بعام عندما تزوجت أمها – روث – من والد مينرفا إلا أن مينرفا كانت تقوم بدور الأخت الأكبر. فقد كانت أكثر عقلا ونضجا . ولكن ربما يعود ذلك إلى أنها كانت أقل جمالا فلم تكن تحتاج للتدبر طويلا قبل الاندماج مع الشباب فى علاقات عاطفية ، تحكى ستيلا التى كان وراءها معجبون دائما . لقد كانت تحب ستيلا كثيرا رغم أنها ليست أختها حقا ، وكانت تحب روث أيضا ومازالت فقد كانت بمثابة أم لها وعاملتها دون تفرقة ما عاملت ولديها ستيلا وكين الصغير . لذلك فقد شعرتمينرفا بضيق لأن أختها ماتت وهى وحيدة هنا مع ذلك الرجل الخالى من أى شعور . قال نيك وهو يتفحصها جيدا : " لأمر ما توقعت أن تكونى مثل ستيلا فى الشكل ، لكنك مختلفة " فأجابت مينرفا بسرعة : " لأننا عائلة مختلطة . فستيلا ليست أختى بل ابنة زوجة أبى روث . لذلك فهى جميلة . أو كانت جميلة أم أنا فلا " | | | | | |
| |